SlideShare a Scribd company logo
1 of 171
Download to read offline
‫العربية‬ ‫الثورة‬ ‫في‬ ‫تأمالت‬
‫المؤلف‬
‫العلواني‬ ‫جابر‬ ‫دطه‬
‫الناشر‬
‫تمهيد‬
‫في‬ ‫السياسي‬ ‫العربي‬ ‫واقعنا‬ ‫يرت‬ّ ‫غ‬ ‫التي‬ ‫السياسية‬ ‫األحداث‬ ‫كبرى‬ ‫في‬ ‫تأمل‬ ‫حصيلة‬ ‫هو‬ :‫الكتاب‬ ‫هذا‬
‫الجنوب‬ ‫انفصال‬ ‫عن‬ ‫بدايته‬ .‫بإرادتها‬ ‫العربية‬ ‫الشعوب‬ ‫تسطره‬ ‫مشرق‬ ‫مستقبل‬ ‫باتجاه‬ 2011 ‫العام‬
‫األمة‬ ‫بناء‬ ‫عن‬ ‫وختامه‬ ،‫العام‬ ‫ل‬ّ ‫مسته‬ ‫في‬ ‫بتر‬ ‫قد‬ ‫األمة‬ ‫هذه‬ ‫جسد‬ ‫من‬ ‫ءا‬ً ‫جز‬ ‫ن‬ّ ‫بأ‬ ‫كر‬ّ ‫ليذ‬ ،‫السوداني‬
‫التعليق‬ ‫بين‬ ‫تتراوح‬ ‫الكتاب‬ ‫ومواضيع‬ .‫األمة‬ ‫هذه‬ ‫توحيد‬ ‫إمكان‬ ‫في‬ ‫جديد‬ ‫من‬ ‫األمل‬ ‫ليمنح‬ ،‫بالقرآن‬
.‫والكون‬ ‫القرآن‬ ‫بين‬ ‫ما‬ ‫العام‬ ‫التأمل‬ ‫و‬ ‫الشائعة‬ ‫السياسية‬ ‫المفاهيم‬ ‫بعض‬ ‫نقد‬ ‫و‬ ‫الحدث‬ ‫على‬ ‫المباشر‬
4 ‫وثناء‬ ‫شكر‬
5 ‫مقدمة‬
:-‫الثورة‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫منهج‬ :‫األول‬ ‫الفصل‬
41 3 ،2 ،1 ‫العربية‬ ‫الثورية‬ ‫الحالة‬ ‫في‬
78 ‫الثورة‬ ‫وسؤال‬ ‫المجيد‬ ‫القرآن‬
74 ‫السياسي‬ ‫االستقرار‬ ‫مفهوم‬ ‫في‬ ‫والخبيث‬ ‫الحميد‬
:‫إليها‬ ‫أدى‬ ‫وما‬ ‫العربية‬ ‫الثورية‬ ‫الحاالت‬ ‫بعض‬ :‫الثاني‬ ‫الفصل‬
6 ‫السودان‬ ‫جنوب‬ ‫يا‬ ‫لك‬ ‫وداعا‬
22 ‫وأهلها‬ ‫الخضراء‬ ‫لتونس‬ ‫تحية‬ :‫الطغاة‬ ‫نهاية‬
33 ‫والشعوب‬ ‫األمم‬ ‫ذنوب‬
16 ‫الكنائس‬ ‫على‬ ‫االعتداء‬ ‫فتنة‬
87 ‫والمسجد‬ ‫الكنيسة‬
122 ‫الرابعة‬ ‫واألقنومة‬ ‫ماسبيرو‬ ‫أحداث‬
131 ‫المؤامرة‬ ‫ونظرية‬ ‫االستحمار‬
149 ‫الحكام‬ ‫مصارع‬ ‫في‬ ‫تأمالت‬
119 ‫االستبداد‬ ‫آثار‬
:‫الثورة‬ ‫بعد‬ ‫ما‬ ‫مراحل‬ :‫الثالث‬ ‫الفصل‬
143 ‫العربي؟‬ ‫الربيع‬ ‫بعد‬ ‫ماذا‬
137 ‫الواجب‬ ‫وثقافة‬ ‫الحق‬ ‫ثقافة‬ ‫بين‬ ‫التوازن‬ ‫نحقق‬ ‫كيف‬
163 ‫المصرية‬ ‫الشخصية‬ ‫يواجه‬ ‫خطر‬
174 ‫السلبي‬ ‫والتفتت‬ ‫اإليجابي‬ ‫االحتجاج‬ ‫بين‬
157 ‫االنتخاب‬ ‫ثقافة‬ ‫بناء‬ ‫نحو‬
168 ‫المصري‬ ‫والبركان‬ ‫العرب‬
178 ‫والكثرة‬ ‫الوحدة‬ ‫بين‬ ‫الجريمة‬
183 ‫األمن‬
187 ‫معاصرة‬ ‫سياسية‬ ‫مصطلحات‬
92 ‫والدولة‬ ‫الدعوة‬ ‫بين‬ ‫اإلسالميون‬
196 ‫العربية‬ ‫الشعوب‬ ‫مع‬ ‫والعالقة‬ ‫الغرب‬
197 ‫والدولة‬ ‫األمة‬ ‫بين‬ ‫اإلسالميون‬
203 ‫بالقرآن‬ ‫األمة‬ ‫نهضة‬
211 ‫سطور‬ ‫في‬ ‫المؤلف‬
‫وثناء‬ ‫شكر‬
‫بجزيل‬ ‫أتقدم‬ ‫أن‬ ‫ال‬ّ ‫إ‬ ‫يسعني‬ ‫ال‬ ‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫الكتاب‬ ‫بلغ‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ .‫الصالحات‬ ‫تتم‬ ‫بنعمته‬ ‫الذي‬ ‫هلل‬ ‫الحمد‬
‫سارة‬ ‫الباحثة‬ :‫مقدمتهم‬ ‫في‬ .‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫إعداد‬ ‫في‬ ‫مساعدتي‬ ‫في‬ ‫الفضل‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫إلى‬ ‫الشكر‬
‫والكتابة‬ ‫المساعد‬ ‫البحث‬ ‫مرحلة‬ ‫في‬ ‫أعانت‬ ‫التي‬ ،‫اإلسالمية‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫الماجستير‬ ‫طالبة‬ ،‫الصغير‬
‫كانت‬ ‫التي‬ ‫األخبار‬ ‫وجمع‬ ،‫التحرير‬ ‫في‬ ‫ساعدت‬ ‫التي‬ ،‫الحصي‬ ‫دينا‬ ‫األديبة‬ ‫م‬ّ ‫ث‬ ‫؛‬ ‫المادة‬ ‫لهذه‬ ‫األولية‬
‫قامت‬ ‫التي‬ ،‫اإلسالمية‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫الماجستير‬ ‫طالبة‬ ،‫جعفر‬ ‫يوسف‬ ‫خديجة‬ ‫الباحثة‬ ‫ثم‬ ‫لكتابتها؛‬ ‫با‬ً ‫سب‬
‫التحرير‬ ‫في‬ ‫للمساهمة‬ ‫للدراسات‬ ‫الفكر‬ ‫صناعة‬ ‫ولمركز‬ , ‫الصورة‬ ‫بهذه‬ ‫وإخراجه‬ ‫للكتاب‬ ‫بالتحرير‬
‫والطباعة‬ ‫واإلخراج‬ ‫النهائي‬
.‫ويرضاه‬ ‫يحبه‬ ‫لما‬ ‫وإياهم‬ ‫هللا‬ ‫وفقنا‬
‫العلواني‬ ‫جابر‬ ‫طه‬
‫مقدمة‬
‫ما‬ .2011 ‫العام‬ ‫في‬ ‫باألمة‬ ‫أحاطت‬ ‫التي‬ ‫الظروف‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫كتبت‬ ‫ودراسات‬ ‫تأمالت‬ ‫مجموعة‬ ‫هذه‬
‫إلى‬ ‫النظر‬ ‫في‬ ‫لمنطلقاته‬ ‫مماثلة‬ ‫منطلقات‬ ‫من‬ ‫ينطلق‬ ‫ومن‬ ‫الكاتب‬ ‫مواقف‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫أنها‬ ‫بينها‬ ‫يجمع‬
‫تلك‬ ‫من‬ ‫األمة‬ ‫فصائل‬ ‫من‬ ‫فصيل‬ ‫مواقف‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫إنها‬ ‫نقول‬ ‫أن‬ ‫نستطيع‬ ‫بحيث‬ ،‫األحداث‬ ‫هذه‬
‫يريد‬ ،‫معاصرة‬ ‫ألحداث‬ ‫قرآنية‬ ‫رؤية‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫مواقف‬ ‫كونها‬ ‫من‬ ‫أهميتها‬ ‫تستمد‬ ،‫والوقائع‬ ‫األحداث‬
‫والمفسر‬ ‫للحق‬ ‫الهادي‬ ‫وهو‬ ،‫األمة‬ ‫لهذه‬ ‫المخرج‬ ‫هو‬ ‫المجيد‬ ‫القرآن‬ ‫زال‬ ‫ما‬ :‫للناس‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫كاتبها‬
‫والوقائع‬ ‫لألحداث‬ ‫بالنسبة‬ ‫كذلك‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ،‫والغد‬ ‫اليوم‬ ‫ألحداث‬ ‫واألحسن‬ ‫واألهدى‬ ‫واألدق‬ ‫األقوى‬
‫النظر‬ ‫في‬ ‫ببعضها‬ ‫أو‬ ‫بها‬ ‫ليستفيد‬ ‫المعاصر‬ ‫القارئ‬ ‫يدي‬ ‫بين‬ ‫ووضعها‬ ‫جمعها‬ ‫آثرنا‬ ‫ولذلك‬ ‫الماضية؛‬
.‫آثارها‬ ‫نعايش‬ ‫أو‬ ‫نعايشها‬ ‫زلنا‬ ‫ما‬ ‫أحداث‬ ‫إلى‬
‫وسائل‬ ‫من‬ ‫وسيلة‬ ‫فيها‬ ‫رأوا‬ ‫الدراسات‬ ‫أو‬ ‫المقاالت‬ ‫هذه‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫طلعوا‬ّ ‫ا‬ ‫الذين‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫را‬ً ‫كثي‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬
‫الكلية‬ ‫ورؤيتها‬ ‫األمة‬ ‫بعقيدة‬ ‫التصالها‬ ‫تقدم‬ ‫أن‬ ‫البد‬ ‫رؤية‬ ‫وطرح‬ ،‫الذات‬ ‫على‬ ‫الوعي‬ ‫بناء‬ ‫إعادة‬
‫من‬ ‫عليه‬ ‫يعرض‬ ‫أو‬ ‫له‬ ‫يعرض‬ ‫ما‬ ‫سائر‬ ‫بين‬ ‫المسلم‬ ‫العقل‬ ‫إلى‬ ‫طريقها‬ ‫لتشق‬ ‫اإلسالمي‬ ‫وتصورها‬
‫بكل‬ ‫الوحي‬ ‫قراءة‬ :‫القراءتين‬ ‫بين‬ ‫جمع‬ ‫مبدأ‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫أنها‬ ‫فيها‬ ‫األساسية‬ ‫القوة‬ ‫نقطة‬ .‫وآراء‬ ‫مواقف‬
.‫تضاريسه‬ ‫بسائر‬ ‫الواقع‬ ‫وقراءة‬ ‫وأهداف‬ ‫وهداية‬ ،‫ومقاصد‬ ‫قيم‬ ‫من‬ ‫يمثل‬ ‫ما‬
.‫التوفيق‬ ‫ولي‬ ‫وهللا‬
‫العلواني‬ ‫جابر‬ ‫طه‬
‫القاهرة‬
2011 ‫ديسمبر‬ 30
‫الثورة‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫منهج‬ :‫األول‬ ‫الفصل‬
‫العربية‬ ‫الثورية‬ ‫الحالة‬ ‫في‬
‫تساؤالت‬ ‫عدة‬ ‫لدينا‬ ‫تثور‬ ‫اآلن‬ ‫العربي‬ ‫المشهد‬ ‫تعم‬ ‫التي‬ ‫الظاهرة‬ ‫هذه‬ ‫لتقييم‬ ‫رصينة‬ ‫بعقلية‬ ‫نتقدم‬ ‫عندما‬
:‫أمامنا‬ ‫تثور‬ ‫التي‬ ‫األسئلة‬ ‫قبيل‬ ‫ومن‬ .‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫فقه‬ ‫بناء‬ ‫محاولة‬ ‫يدي‬ ‫بين‬ ‫عنها‬ ‫نجيب‬ ‫وأن‬ ‫البد‬
‫الفتن؟‬ ‫عن‬ ‫التمييز‬ ‫بمعيار‬ ‫إليها‬ ‫النظر‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬ ‫الشعبية؟‬ ‫الثورات‬ ‫نف‬ّ ‫ونص‬ ‫نعرف‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫كيف‬
‫يفترقان؟‬ ‫وأين‬ ‫يلتقيان؟‬ ‫أين‬ ‫والفتنة؟‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورة‬ ‫بين‬ ‫الفارق‬ ‫مالمح‬ ‫هي‬ ‫وما‬
‫النظر‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬ ‫ية؟‬ّ ‫العسكر‬ ‫واالنقالبات‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫بين‬ ‫الفروق‬ ‫ما‬ :‫حول‬ ‫تساؤالت‬ ‫تثور‬ ‫وكذا‬
‫التي‬ ‫األسباب‬ ‫وما‬ ‫ية؟‬ّ ‫شعب‬ ‫ثورة‬ ‫ي‬ّ ‫المدن‬ ‫العصيان‬ ‫يصبح‬ ‫ومتى‬ ‫ي؟‬ّ ‫المدن‬ ‫العصيان‬ ‫فضاء‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫إليها‬
‫ية؟‬ّ ‫الشعب‬ ‫بالثورات‬ ‫يعرف‬ ‫فيما‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫لتنفجر‬ ‫مختلفة‬ ‫أجيال‬ ‫في‬ ‫وتوترها‬ ‫الشعوب‬ ‫احتقان‬ ‫إلى‬ ‫تؤدي‬
‫في‬ ‫التالية‬ ‫العوامل‬ ‫تأثير‬ ‫وما‬ ‫ية؟‬ّ ‫شعب‬ ‫ثورات‬ ‫جر‬ّ ‫تف‬ ‫التي‬ ‫الشعوب‬ ‫في‬ ‫تتوافر‬ ‫التي‬ ‫الشروط‬ ‫هي‬ ‫وما‬
‫ية؟‬ّ ‫شعب‬ ‫ثورات‬ ‫في‬ ‫لالنخراط‬ ‫الناس‬ ‫تهيئة‬
‫ية؟‬ّ ‫الشعب‬ ‫الثورات‬ ‫في‬ ‫العناصر‬ ‫مختلف‬ ‫في‬ ‫المشاركة‬ ‫يات‬ّ ‫عمل‬ ‫يم‬ّ ‫نق‬ ‫كيف‬ :‫التساؤالت‬ ‫تثور‬ ‫وأخيرا‬
‫بين‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ثارت‬ ‫لمن‬ ‫تقدمه‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫البديل‬ ‫وفي‬ ‫الثورة‬ ‫في‬ ‫قيادتها‬ ‫تفرز‬ ‫أن‬ ‫ية‬ّ ‫شعب‬ ‫لثورات‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬
‫األخيرة‬ ‫مراحلها‬ ‫في‬ ‫فيها‬ ‫والطامعين‬ ‫االنتهازيين‬ ‫بعض‬ ‫باقتناص‬ ‫ما‬ً ‫دائ‬ ‫ددة‬ّ ‫مه‬ ‫نها‬ّ ‫أ‬ ‫أم‬ ‫صفوفها؟‬
‫هذه‬ ‫في‬ ‫المشاركة‬ ‫عن‬ ‫ذل‬ّ ‫يخ‬ ‫أن‬ ‫المظنون‬ ‫المحظور‬ ‫لهذا‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬ ‫مصالحهم؟‬ ‫إلى‬ ‫اتجاهها‬ ‫وتحويل‬
‫الثورات؟‬
‫الشعبية؟‬ ‫بالثورة‬ ‫المراد‬ ‫ما‬
‫حقوقه‬ ‫مستبدون‬ ‫أو‬ ‫مستبد‬ ‫سلبه‬ ‫مضطهد‬ ‫مظلوم‬ ‫شعب‬ ‫به‬ ‫يقوم‬ ‫وانفجار‬ ‫ثورة‬ ‫هي‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورة‬
‫مع‬ ‫وسلبوا‬ ،‫منها‬ ‫أصحابها‬ ‫وحرمان‬ ‫مصادرتها‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ ‫بشكل‬ ‫فيها‬ ‫تدخلوا‬ ‫أو‬ ،‫والعامة‬ ‫الخاصة‬
‫كيف‬ ‫به‬ ‫يتالعب‬ ‫المستبد؛‬ ‫على‬ ‫ل‬ًّ ‫ك‬ ‫منه‬ ‫وجعلوا‬ ،‫حرماته‬ ‫وانتهكوا‬ ،‫الشعب‬ ‫أبناء‬ ‫خصوصيات‬ ‫ذلك‬
‫أن‬ ‫له‬ ‫وليس‬ .‫وشخصيته‬ ‫حقوقه‬ ‫وسائر‬ ‫وبشرته‬ ‫ماله‬ ‫على‬ ‫ويتسلطون‬ ،‫وحاشيته‬ ‫عليه‬ ‫يستعلي‬ ،‫يشاء‬
‫ملك‬ِ ‫مقدراته‬ ‫وكل‬ ‫وعرضه‬ ‫وماله‬ ‫أنه‬ ‫يرون‬ ‫المستبدين‬ ‫ألن‬ ‫بالشكوى؛‬ ‫يجترئ‬ ‫أو‬ ‫يستنكر‬ ‫أو‬ ‫يرفض‬
.‫يشاء‬ ‫كيف‬ ‫به‬ ‫يتصرف‬ ‫أن‬ ‫له‬ ،‫للمستبد‬ ‫خاص‬
‫أعوانه‬ ‫لصالح‬ ‫خر‬ّ ‫وس‬ ‫المستبد‬ ‫لصالح‬ ‫واستلب‬ ‫إنسانيته‬ ‫وحقيقة‬ ‫كيانه‬ ‫فقد‬ ‫قد‬ ‫أنه‬ ‫اإلنسان‬ ‫يجد‬ ‫وحين‬
‫ينفجر‬ ‫فارقة‬ ‫لحظة‬ ‫أو‬ ‫تاريخية‬ ‫لحظة‬ ‫لينتظر‬ ‫ورفض‬ ‫غضب‬ ‫عوامل‬ ‫من‬ ‫لديه‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫يحتقن‬ ‫ونظامه‬
.‫أعوانه‬ ‫تهديدات‬ ‫وال‬ ‫بتهديداته‬ ‫مبالي‬ ‫دون‬ ‫الطاغية‬ ‫ذلك‬ ‫بوجه‬ ‫فيها‬
‫ممثلين‬ ‫إسرائيل‬ ‫بني‬ ‫ثورة‬ ‫نموذج‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫سجلها‬ ‫التي‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫نماذج‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬
‫الطاغية‬ ‫فدهش‬ ،‫وهارون‬ ‫موسى‬ ‫برب‬ ‫آمنا‬ ‫وقالوا‬ ،‫ساجدين‬ ‫خروا‬ ‫حين‬ ‫فرعون‬ ‫وجه‬ ‫في‬ ‫بالسحرة‬
‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫م‬ْ ‫ت‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫"آ‬ :‫يقول‬ ‫به‬ ‫فإذا‬ ،‫لحظات‬ ‫قبل‬ ‫عليهم‬ ‫يعتمد‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫أعوانه‬ ‫من‬ ‫أنهم‬ ‫ونسي‬ ،‫صوابه‬ ‫وفقد‬
‫في‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ن‬َّ ‫ب‬َ ‫ل‬ِّ ‫ص‬َ ‫أل‬َُ ‫و‬َ ‫ف‬ٍ ‫ال‬َ ‫خ‬ِ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬َ ‫ج‬ُ ‫ر‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ي‬َ ‫د‬ِ ‫ي‬ْ ‫أ‬َ ‫ن‬َّ ‫ع‬َ ‫ط‬ِّ ‫ق‬َ ‫أل‬َُ ‫ف‬َ ‫ر‬َ ‫ح‬ْ ‫س‬ِّ ‫ال‬ ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫م‬َ ‫ل‬َّ ‫ع‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫ر‬ُ ‫بي‬ِ ‫ك‬َ ‫ل‬َ ‫ه‬ُ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬َ ‫ن‬َ ‫ذ‬َ ‫آ‬ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ل‬َ ‫ب‬ْ ‫ق‬َ
‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫وا‬َ ‫ت‬ِ ‫نا‬َ ‫ي‬ِّ ‫ب‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫نا‬َ ‫ء‬َ ‫جا‬َ ‫ما‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ك‬َ ‫ر‬َ ‫ث‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫ن‬ُ ‫ن‬ْ ‫ل‬َ ‫لوا‬ُ ‫قا‬َ (71) ‫قى‬َ ‫ب‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫با‬ً ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫د‬ُّ ‫ش‬َ ‫أ‬َ ‫نا‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ن‬َّ ‫م‬ُ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫ت‬َ ‫ل‬َ ‫و‬َ ‫ل‬ِ ‫خ‬ْ ‫ن‬َّ ‫ال‬ ‫ع‬ِ ‫ذو‬ُ ‫ج‬ُ
‫ما‬َ ‫و‬َ ‫نا‬َ ‫يا‬َ ‫طا‬َ ‫خ‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫ر‬َ ‫ف‬ِ ‫غ‬ْ ‫ي‬َ ‫ل‬ِ ‫نا‬َ ‫ب‬ِّ ‫ر‬َ ‫ب‬ِ ‫نا‬َّ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫نا‬َّ ‫إ‬ِ (72) ‫يا‬َ ‫ن‬ْ ‫د‬ُّ ‫ال‬ ‫ة‬َ ‫يا‬َ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ه‬ِ ‫ذ‬ِ ‫ه‬َ ‫ضي‬ِ ‫ق‬ْ ‫ت‬َ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫ض‬ٍ ‫قا‬َ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫ض‬ِ ‫ق‬ْ ‫فا‬َ ‫نا‬َ ‫ر‬َ ‫ط‬َ ‫ف‬َ
‫يسترضى‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الخانع‬ ‫ذلك‬ ‫فترى‬ ،(73-71:‫)طه‬ "‫قى‬َ ‫ب‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ر‬ٌ ‫ي‬ْ ‫خ‬َ ‫هللا‬َُّ ‫و‬َ ‫ر‬ِ ‫ح‬ْ ‫س‬ِّ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ه‬ِ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫ع‬َ ‫نا‬َ ‫ت‬َ ‫ه‬ْ ‫ر‬َ ‫ك‬ْ ‫أ‬َ
‫إعصار‬ ‫إلى‬ ‫يتحول‬ ‫به‬ ‫وإذا‬ ‫موسى‬ ‫هزم‬ ‫إذا‬ ‫سيتقاضاه‬ ‫الذي‬ ‫األجر‬ ‫عن‬ ‫ويسأله‬ ‫الطرق‬ ‫بشتى‬ ‫فرعون‬
.‫البروج‬ ‫أصحاب‬ ‫ثورة‬ ‫ذلك‬ ‫ومثل‬ ،‫فرعون‬ ‫وجه‬ ‫في‬
‫سائر‬ ‫تضم‬ ‫أن‬ ‫بها‬ ‫المفروض‬ ‫ألن‬ ‫فئوية‬ ‫وال‬ ‫طبقية‬ ‫وال‬ ‫حزبية‬ ‫وال‬ ‫بطائفية‬ ‫ليست‬ ‫الشعبية‬ ‫والثورات‬
‫لم‬ ‫هي‬ ‫فإن‬ ،‫إليها‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ‫طائفي‬ ‫أو‬ ‫حزبي‬ ‫أو‬ ‫طبقي‬ ‫انتماء‬ ‫إلى‬ ‫نظر‬ ‫دون‬ ‫المضطهدة‬ ‫الشعبية‬ ‫الفئات‬
‫أو‬ ‫عمالية‬ ‫أو‬ ‫طائفية‬ ‫أو‬ ‫حزبية‬ ‫انتفاضة‬ ‫تسمى‬ ،‫آخر‬ ‫اسم‬ ‫عليها‬ ‫يطلق‬ ‫أن‬ ‫فيمكن‬ ‫الصفة‬ ‫بهذه‬ ‫تتصف‬
.‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫ما‬
‫تاريخ‬ ..‫للثورة‬ ‫كوعاء‬ ‫العربي‬ ‫اإلطار‬
‫غزوات‬ ‫من‬ ‫بقاياها‬ ‫أنقذ‬ ‫ي‬ّ ‫عثمان‬ ‫نظام‬ ‫ل‬ّ ‫ظ‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ‫كانت‬ "‫بـ"إسرائيل‬ ‫المحيطة‬ ‫ية‬ّ ‫العرب‬ ‫بالدنا‬
،‫اإلسالم‬ ‫إلى‬ ‫المشترك‬ ‫االنتماء‬ ‫فا‬ً ‫موظ‬ ‫رايته‬ ‫تحت‬ ‫جمعها‬ ‫وأعاد‬ ،‫المغول‬ ‫ثم‬ ‫يين‬ّ ‫الصليب‬ ‫من‬ ‫متصلة‬
‫د‬ّ ‫الم‬ ‫أمام‬ ‫والخارج‬ ‫الداخل‬ ‫في‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫الدولة‬ ‫وتراجع‬ ‫يين‬ّ ‫العثمان‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫أربعة‬ ‫عقود‬ ‫وبعد‬
،‫البارود‬ ‫اكتشاف‬ ‫وقبلهما‬ ،‫ية‬ّ ‫والبحر‬ ‫ية‬ّ ‫البر‬ ‫الحديثة‬ ‫المواصالت‬ ‫طرق‬ ‫اكتشاف‬ ‫بعد‬ ‫ي؛‬ّ ‫األوروب‬
‫أصبحت‬ ‫فقد‬ ‫ولذلك‬ ،‫خرة‬ّ ‫متأ‬ ‫كانت‬ ‫لكنها‬ ‫مختلفة‬ ‫بأشكال‬ ‫بأوروبا‬ ‫لحاق‬ّ ‫ال‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫الدولة‬ ‫حاولت‬
‫تؤتي‬ ‫بأن‬ ‫لها‬ ‫تسمح‬ ‫لم‬ ‫وفشل‬ ‫إفشال‬ ‫بعوامل‬ ‫باستمرار‬ ‫محاطة‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫بالدولة‬ ‫التحديث‬ ‫محاوالت‬
.‫بكثير‬ ‫منها‬ ‫أقل‬ ‫أو‬ ‫عليها‬ ‫أوروبا‬ ‫حصلت‬ ‫التي‬ ‫النتائج‬ ‫مثل‬ ‫نتائج‬
‫التفكك‬ ‫تعميق‬ ‫إلى‬ ‫أدت‬ ‫عديدة‬ ‫جديدة‬ ‫إشكاالت‬ ‫بروز‬ ‫إلى‬ ‫المحاوالت‬ ‫تلك‬ ‫أدت‬ ‫أن‬ ،‫ذلك‬ ‫من‬ ‫واألكثر‬
‫ودخول‬ ‫الحداثة‬ ‫نقل‬ ‫من‬ ‫تتمكن‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫ية؛‬ّ ‫التقليد‬ ‫وصناعاتها‬ ‫ية‬ّ ‫التحت‬ ‫وبناها‬ ‫ية‬ّ ‫التقليد‬ ‫المجتمعات‬ ‫في‬
.‫عليه‬ ‫للحصول‬ ‫تطلعت‬ ‫ما‬َ ‫على‬ ‫حصلت‬ ‫وال‬ ‫مكان‬ ‫على‬ ‫حافظت‬ ‫هي‬ ‫فال‬ ،‫البالد‬ ‫وتحديث‬ ‫العصر‬
‫محاوالت‬ ‫فشلت‬ ‫كما‬ ،‫ي‬ّ ‫التونس‬ ‫الدين‬ ‫خير‬ ‫وإصالحات‬ ،‫مصر‬ ‫في‬ ‫علي‬ ‫مد‬َّ ‫ح‬َ ‫م‬ُ ‫محاوالت‬ ‫فشلت‬ ‫وقد‬
.‫اإلسالمي‬ ‫العالم‬ ‫من‬ ‫مختلفة‬ ‫بأنحاء‬ ‫أخرى‬ ‫ومحاوالت‬ ‫الثاني‬ ‫سليم‬
‫بمثابة‬ ‫إليها‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫تركيا‬ ‫وانضمام‬ ‫األولى‬ ‫ية‬ّ ‫العالم‬ ‫الحرب‬ ‫كانت‬ ‫ي؛‬ّ ‫العرب‬ ‫بالنظام‬ ‫يتعلق‬ ‫فيما‬
‫يا‬ّ ‫ألمان‬ ‫على‬ ‫الحلفاء‬ ‫انتصر‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬ ،‫بعده‬ ‫أنفاسها‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫الخالفة‬ ‫لفظت‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫األخير‬ ‫الرمق‬
‫ل‬ّ ‫ظ‬ ‫في‬ ‫جديد‬ ‫ي‬ّ ‫عرب‬ ‫نظام‬ ‫لقيام‬ ‫هد‬ّ ‫لتم‬ (1916 ‫شعبان‬ 9) ‫ثورة‬ ‫وجاءت‬ ،‫األتراك‬ ‫ومنهم‬ ‫وحلفائها‬
‫الحماية‬ ‫تحت‬ ‫أو‬ ‫مستقلة‬ ‫دويالت‬ ‫إلى‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫العالم‬ ‫ول‬ّ ‫وتح‬ ‫وفرنسا‬ ‫بريطانيا‬ ‫قيادته‬ ‫تولت‬ ‫ي‬ّ ‫دول‬ ‫نظام‬
‫عليها‬ ‫زع‬ّ ‫و‬ ‫شة‬ّ ‫ه‬ ‫وحكومات‬ ‫وسلطانات‬ ‫ممالك‬ ‫فأقيمت‬ ،‫فرنسا‬ ‫أو‬ ‫لبريطانيا‬ ‫النفوذ‬ ‫أو‬ ‫االنتداب‬ ‫أو‬
،‫ية‬ّ ‫حدود‬ ‫مشكالت‬ ‫من‬ ‫هائل‬ ‫م‬ّ ‫ك‬ ‫مع‬ ‫ولو‬ ،‫يا‬ّ ‫الجغراف‬ ‫عليها‬ ‫ذلك‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫زعت‬ّ ‫و‬ ‫كما‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫التاريخ‬
‫ية‬ّ ‫الصهيون‬ ‫الحركة‬ ‫لقيادات‬ ‫وعده‬ (1917) ‫عام‬ ‫بلفور‬ ‫بريطانيا‬ ‫ية‬ّ ‫خارج‬ ‫وزير‬ ‫أعطى‬ ‫ذلك‬ ‫وخالل‬
.‫فيها‬ ‫إسرائيل‬ ‫دولة‬ ‫لقيام‬ ‫دا‬ً ‫تمهي‬ ‫لفلسطين‬ ‫الهجرة‬ ‫أبواب‬ ‫بفتح‬
‫وحكومة‬ ‫دولة‬ ‫وعشرون‬ ‫اثنتان‬ ‫تقاسمته‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ي‬ّ ‫الرسم‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫بالنظام‬ ‫عرف‬ُ ‫وما‬ ‫التاريخ‬ ‫ذلك‬ ‫ومنذ‬
‫والمشكالت‬ ‫التناقضات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫من‬ ‫يعاني‬ ‫ية‬ّ ‫غن‬ ‫إلى‬ ‫فقيرة‬ ‫ومن‬ ،‫كبيرة‬ ‫إلى‬ ‫صغيرة‬ ‫من‬
‫أبسط‬ ‫من‬ ‫المتميزة‬ ‫ية‬ّ ‫الجغراف‬ ‫والمواقع‬ ‫ية‬ّ ‫والماد‬ ‫ية‬ّ ‫البشر‬ ‫الموارد‬ ‫رغم‬ ‫حرمته‬ ‫التي‬ ‫واألزمات‬
‫تأخذ‬ ‫أن‬ ‫النظام‬ ‫ذلك‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫المنضوية‬ ‫الحكومات‬ ‫تلك‬ ‫حاولت‬ ‫فقد‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ،‫يستحقها‬ ‫التي‬ ‫الحقوق‬
‫أو‬ ‫شيخ‬ ‫أو‬ ‫رئيس‬ ‫أو‬ ‫ملك‬ ،‫بالفعل‬ ‫دولة‬ ‫نها‬ّ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫تشير‬ ‫سسات‬ّ ‫مؤ‬ ‫مجموعة‬ ‫تصنع‬ ‫وأن‬ ‫الدولة‬ ‫أشكال‬
‫ية‬ّ ‫وزار‬ ‫ومجالس‬ ‫ووزراء‬ ‫وشرطة‬ ‫وجيش‬ ،‫كالهما‬ ‫أو‬ ‫شورى‬ ‫أو‬ ‫مة‬ّ ‫أ‬ ‫ومجلس‬ ‫ودستور‬ ‫سلطان‬
‫على‬ ‫يحرص‬ ‫التي‬ ‫والترضيات‬ ‫والموازنات‬ ‫بلد‬ ‫كل‬ ‫ظروف‬ ‫بحسب‬ ‫ويقتصد‬ ‫نا‬ً ‫أحيا‬ ‫أعدادها‬ ‫في‬ ‫يبالغ‬ُ
.‫بها‬ ‫القيام‬
‫على‬ ‫جعتها‬ّ ‫وش‬ ‫وأيدتها‬ ‫استقبالها‬ ‫الشعوب‬ ‫وأحسنت‬ ،‫الحكومات‬ ‫تشكيلها‬ ‫على‬ ‫أقبلت‬ ‫فقد‬ ‫الجيوش‬ ‫ما‬ّ ‫أ‬
،‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫وما‬ ‫والمنعة‬ ‫القوة‬ ‫معاني‬ ‫إلى‬ ‫تشير‬ ‫الثقافة‬ ‫في‬ ‫كامنة‬ ‫ذكريات‬ ‫عن‬ ‫تعبير‬ ‫بها‬ ‫ن‬ّ ‫أل‬ ‫ذلك؛‬
‫أو‬ ‫الضباط‬ ‫بعض‬ ‫الحي‬ ‫أو‬ ‫والعشيرة‬ ‫األسرة‬ ‫لدى‬ ‫يكونوا‬ ‫حينما‬ ‫بالسعادة‬ ‫يشعرون‬ ‫الناس‬ ‫وكان‬
.‫ي‬ّ ‫العسكر‬ ‫السلك‬ ‫في‬ ‫ينخرطون‬ ‫الذين‬ ‫الرجال‬
‫لم‬ ‫نه‬ّ ‫أل‬ ‫والتسليح؛‬ ‫والتنظيم‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ‫مداها‬ ‫الجيوش‬ ‫هذه‬ ‫تأخذ‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫صا‬ً ‫حري‬ ‫كان‬ ‫للغرب‬ ‫وبالنسبة‬
‫قد‬ ‫وآنذاك‬ ،‫يتها‬ّ ‫هو‬ ‫لتميز‬ ‫وتنتبه‬ ‫وعيها‬ ‫فيه‬ ‫تسترد‬ ‫ما‬ً ‫يو‬ ‫يأتيها‬ ‫لن‬ ‫ية‬ّ ‫العرب‬ ‫الشعوب‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫من‬ ‫قا‬ً ‫واث‬ ‫يكن‬
‫ولذلك‬ ،‫المنطقة‬ ‫في‬ ‫ونفوذه‬ ‫الغرب‬ ‫ومصالح‬ ،‫ي‬ّ ‫الغرب‬ ‫الوجود‬ ‫على‬ ‫را‬ً ‫خط‬ ‫الجيوش‬ ‫هذه‬ ‫تصبح‬
،‫وتكوينها‬ ‫وتدريبها‬ ‫تسليحها‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫حاجة‬ ‫في‬ ‫ما‬ً ‫دائ‬ ‫الجيوش‬ ‫هذه‬ ‫تكون‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫على‬ ‫الغرب‬ ‫حرص‬
‫تلك‬ ‫وجود‬ ‫اعتبر‬ ‫الغرب‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬ ‫بل‬ .‫ناحيتها‬ ‫من‬ ‫يأتيه‬ ‫قد‬ ‫محتمل‬ ‫ضرر‬ ‫ي‬ّ ‫أ‬ ‫منع‬ ‫له‬ ‫يضمن‬ ‫هرم‬ ‫فذلك‬
‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫ية‬ّ ‫التعليم‬ ‫للنظم‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫عناصر‬ ‫لتغريب‬ ‫له‬ ‫نافعة‬ ‫ناجحة‬ ‫وسيلة‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫الجيوش‬
.‫العصر‬ ‫لدخول‬ ‫تهيئتها‬ ‫أو‬ ‫بتغريبها‬
‫الجيش‬ ‫في‬ ‫لالنخراط‬ ‫ضا‬ً ‫ورف‬ ‫نفرة‬ ‫ورثوا‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫القبائل‬ ‫أبناء‬ ‫من‬ ‫الغالب‬ ‫القطاع‬ ‫إن‬
‫تقاليد‬ ‫قبول‬ ‫عن‬ ‫ويبتعدون‬ ،‫حياتهم‬ ‫وأنماط‬ ‫ية‬ّ ‫القبل‬ ‫تقاليدهم‬ ‫على‬ ‫يحافظون‬ ‫قد‬ ‫وهؤالء‬ .‫عديدة‬ ‫ألسباب‬
‫بين‬ ‫تحالف‬ ‫حالة‬ ‫تعيش‬ ‫بطبيعتها‬ ‫كانت‬ ‫العراق‬ ‫مثل‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫والقبائل‬ .‫ية‬ّ ‫الغرب‬ ‫الحداثة‬
‫للدول‬ ‫متاعب‬ ‫إلى‬ ‫دي‬ّ ‫يؤ‬ ‫ما‬َ ‫را‬ً ‫كثي‬ ‫التحالف‬ ‫وهذا‬ .‫يين‬ّ ‫السياس‬ ‫والقادة‬ ‫الدين‬ ‫وعلماء‬ ‫ية‬ّ ‫القبل‬ ‫القيادات‬
‫بين‬ ‫االرتباط‬ ‫فك‬ ‫ية‬ّ ‫عمل‬ ‫فكانت‬ ،‫ية‬ّ ‫العرب‬ ‫بلداننا‬ ‫من‬ ‫ذاك‬ ‫أو‬ ‫البلد‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫نفوذها‬ ‫بسط‬ ‫في‬ ‫الراغبة‬
‫الممالك‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫النفوذ‬ ‫أصحاب‬ ‫أو‬ ‫المحتلون‬ ‫إليه‬ ‫يسعى‬ ‫فا‬ً ‫هد‬ ‫الدين‬ ‫ورجال‬ ‫القبائل‬ ‫زعماء‬
‫القبائل‬ ‫أبناء‬ ‫والء‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫فبدال‬ .‫الوالءات‬ ‫تغيير‬ ‫من‬ ‫سيتمكنون‬ ‫بذلك‬ ‫أنهم‬ ‫فشعروا‬ ،‫الجديدة‬
‫أو‬ ‫جا‬ً ‫فو‬ ‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫المجموعة‬ ‫وتكون‬ ،‫والقائد‬ ‫للضباط‬ ‫الوالء‬ ‫يكون‬ ‫قبائلهم؛‬ ‫أو‬ ‫عشائرهم‬ ‫لشيوخ‬
‫يقدم‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫قادرا‬ ‫عا‬ً ‫مستود‬ ‫الجيش‬ ‫يكون‬ ‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫وفي‬ ،‫القبيلة‬ ‫عن‬ ‫البديل‬ ‫ي‬َ ‫ه‬ِ ‫ية‬ّ ‫سر‬ ‫أو‬ ‫فصيلة‬
‫عليها‬ ‫المتفق‬ ‫المختلفة‬ ‫السياسات‬ ‫تنفيذ‬ ‫أو‬ ‫شعوبهم‬ ‫على‬ ‫الهيمنة‬ ‫في‬ ‫يفشلون‬ ‫الذين‬ ‫الحكام‬ ‫عن‬ ‫بدائل‬
.‫بلداننا‬ ‫في‬ ‫النفوذ‬ ‫ذات‬ ‫أو‬ ‫الحليفة‬ ‫الدول‬ ‫تلك‬ ‫مع‬
‫المعاصر‬ ‫العربي‬ ‫المشهد‬ ‫في‬ ‫رؤية‬
‫مواقعهم‬ ‫الضباط‬ ‫بعض‬ ‫أخذ‬ ،‫المحتلة‬ ‫فلسطين‬ ‫في‬ ‫فعال‬ ‫لليهود‬ ‫دولة‬ ‫الصهيونية‬ ‫الحركة‬ ‫إنشاء‬ ‫وبعد‬
‫لسواهم‬ ‫الممكن‬ ‫من‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ية‬ّ ‫عسكر‬ ‫بانقالبات‬ ‫وذلك‬ ،‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫الثكنات‬ ‫من‬ ‫بدال‬ ‫الحكم‬ ‫قصور‬ ‫في‬
،‫الماضي‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫النصف‬ ‫انتهاء‬ ‫قبل‬ ‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫االنقالبات‬ ‫سلسلة‬ ‫وبدأت‬ ،‫يفعلها‬ ‫أن‬
،‫ية‬ّ ‫شعب‬ ‫ثورة‬ ‫ول‬ّ ‫أ‬ ‫وكانت‬ ،‫إيران‬ ‫ثورة‬ ‫جرت‬ّ ‫تف‬ (1979) ‫عام‬ ‫وفي‬ .‫السبعينات‬ ‫نهاية‬ ‫حتى‬ ‫واستمرت‬
‫دين‬ -‫رجال-علماء‬ ‫بقيادة‬ ‫ي‬َ ‫ه‬ِ ‫ونجحت‬ ،‫تنجح‬ ‫لم‬ ‫سبقتها‬ ‫كثيرة‬ ‫محاوالت‬ ‫أعقاب‬ ‫في‬ ‫جاءت‬ ‫نها‬ّ ‫لك‬
‫ثورة‬ ‫تفجير‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫مستوى‬ ‫بلغوا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫المرحلة‬ ‫لتلك‬ ‫الالحقة‬ ‫التطورات‬ ‫توظيف‬ ‫استطاعوا‬
.‫شهرين‬ ‫بحوالي‬ ‫ية‬ّ ‫الشعب‬ ‫الثورة‬ ‫تلك‬ ‫اندالع‬ ‫بدء‬ ‫بعد‬ ‫الشاه؛‬ ‫بإسقاط‬ ‫انتهت‬ ‫عارمة‬ ‫ية‬ّ ‫شعب‬
‫بعد‬ ‫جاءوا‬ ‫ضباط‬ ‫عند‬ ‫وقف‬ ‫قد‬ ‫ومؤشرها‬ ،‫توقفت‬ ‫قد‬ ‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫االنقالبات‬ ‫موجة‬ ‫أن‬ ‫والمالحظ‬
‫بها‬ ‫ويمسكون‬ ‫الحكم‬ ‫دة‬ّ ‫س‬ُ ‫إلى‬ ‫يصلون‬ ‫الرتب‬ ‫ي‬ّ ‫متوسط‬ ‫الضباط‬ ‫أولئك‬ ‫جعلت‬ ‫االنقالبات‬ ‫من‬ ‫سلسلة‬
‫لهم‬ ‫تضمن‬ ‫التي‬ ‫والقوة‬ ‫الصرامة‬ ‫من‬ ‫بنوع‬ ‫الشعب‬ ‫ويحكمون‬ ‫ية‬ّ ‫شمول‬ ‫ما‬ً ‫نظ‬ ‫ويقيمون‬ ،‫حديد‬ ‫من‬ ‫بيد‬
،‫الحكم‬ ‫قصور‬ ‫في‬ ‫الحياة‬ ‫أولئك‬ ‫استمرأ‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬ ،‫فيهم‬ ‫القوة‬ ‫مناطق‬ ‫وسائر‬ ‫شعوبهم‬ ‫على‬ ‫السيطرة‬
‫في‬ ‫بالبقاء‬ ‫فنادوا‬ ‫الملوك؛‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬َ ‫إلى‬ ‫بعضهم‬ ‫تحول‬ ،‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫الثكنات‬ ‫في‬ ‫العيش‬ ‫على‬ ‫ضلوها‬ّ ‫وف‬
‫تم‬ ‫قد‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫طويال‬ ‫أيديهم‬ ‫في‬ ‫السلطة‬ ‫وترك‬ ‫لهم‬ ‫الناس‬ ‫استسالم‬ ‫أطمع‬ ‫بل‬ ‫الحياة؛‬ ‫مدى‬ ‫السلطة‬
‫مدى‬ ‫هؤالء‬ ‫بقاء‬ ‫على‬ ‫اعتراض‬ ‫منهم‬ ‫الكثيرين‬ ‫لدى‬ ‫يعد‬ ‫ولم‬ ‫ي‬َ ‫ه‬ِ ‫كما‬ ‫األوضاع‬ ‫وتقبلوا‬ ‫ترويضهم‬
.‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫شاءوا‬ ‫إن‬ ‫ألبنائهم‬ ‫توريثها‬ ‫على‬ ‫وال‬ ‫الحياة‬
‫ذلك‬ ‫وقبل‬ ،‫وليبيا‬ ‫واليمن‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫يحدث‬ ‫أن‬ ‫ترتيب‬ ‫هناك‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ،‫سوريا‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫حدث‬
‫عن‬ ‫البعد‬ ‫كل‬ ‫بعيدة‬ ‫للتغيير‬ ‫جديدة‬ ‫بموجة‬ ‫شر‬ّ ‫تب‬ ‫العرب‬ ‫على‬ ‫ل‬ّ ‫تط‬ ‫فارقة‬ ‫بلحظة‬ ‫وإذا‬ ،‫العراق‬ ‫في‬
‫تونس‬ ‫بدأتها‬ ،‫ية‬ّ ‫الشعب‬ ‫الثورات‬ ‫موجات‬ ‫وهي‬ ‫أال‬ ‫ية؛‬ّ ‫العسكر‬ ‫ثم‬ ،‫ية‬ّ ‫العشائر‬ ‫سبقت‬ ‫التي‬ ‫الموجات‬
،‫ما‬ً ‫عا‬ ‫ثالثين‬ ‫عن‬ ‫يزيد‬ ‫دا‬ً ‫مستب‬ ‫ما‬ً ‫حك‬ ‫التونسيين‬ ‫على‬ ‫فرض‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫رقيبة‬ ‫بو‬ُ ‫أ‬َ ‫بعد‬ ‫علي‬ ‫ابن‬ ‫حكمها‬ ‫التي‬
‫على‬ ‫فرض‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ي‬ّ ‫التونس‬ ‫الشعب‬ ‫من‬ ‫كثيرة‬ ‫وثورات‬ ‫دماء‬ ‫بعد‬ ‫فرنسا‬ ‫من‬ ‫الحكم‬ ‫راية‬ ‫لم‬ّ ‫تس‬ ‫أن‬ ‫منذ‬
‫إلخضاع‬ ‫رقيبة‬ ‫بو‬ُ ‫أ‬َ ‫بيد‬ ‫أداة‬ ‫كان‬ ‫االستقالل‬ ‫هذا‬ ‫لكن‬ ،‫االستقالل‬ ‫وتعطيه‬ ‫أمامه‬ ‫تنحني‬ ‫أن‬ ‫فرنسا‬
،‫وقع‬ ‫ولما‬ ‫االستقالل‬ ‫حدث‬ ‫لما‬ ‫لوالها‬ ‫التي‬ ‫األخرى‬ ‫القيادات‬ ‫سائر‬ ‫وتهميش‬ ‫لحكم‬ ‫ي‬ّ ‫التونس‬ ‫الشعب‬
‫المنافي‬ ‫بين‬ ‫نثروا‬ ‫الذين‬ ‫والمعارضين‬ ‫المعارضة‬ ‫من‬ ‫الساحة‬ ‫أخليت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الثورة‬ ‫تلك‬ ‫حدثت‬
.‫اآلخر‬ ‫البعض‬ ‫وتناسوا‬ ‫بعضهم‬ ‫الناس‬ ‫نسى‬ ‫حتى‬ ‫األمد‬ ‫عليهم‬ ‫وطال‬ ‫والسجون‬
‫الراهن‬ ‫العربي‬ ‫الثوري‬ ‫المشهد‬ ‫في‬
‫ترك‬ ‫حينما‬ ‫مضايقته‬ ‫أو‬ ،‫العمل‬ ‫من‬ ‫حرمانه‬ ‫على‬ ‫لالحتجاج‬ ‫يفعله‬ ‫ما‬َ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫بشاب‬ ‫الثورة‬ ‫تلك‬ ‫بدأت‬
‫ية‬ّ ‫خشب‬ ‫عربة‬ ‫على‬ ‫ووضعها‬ ‫والفاكهة‬ ‫الخضر‬ ‫بعض‬ ‫فحمل‬ ،‫بواسطتها‬ ‫أو‬ ‫الدولة‬ ‫لدى‬ ‫بعمل‬ ‫التفكير‬
‫تلك‬ ‫على‬ ‫يبيع‬ ‫بأن‬ ‫ية‬ّ ‫البلد‬ ‫عناصر‬ ‫له‬ ‫تسمح‬ ‫لم‬ ‫وحين‬ ،‫بقوتهم‬ ‫أهله‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫له‬ّ ‫لع‬ ‫بيديه‬ ‫يدفعها‬
‫يملك‬ ‫ما‬َ ‫كل‬ ‫وهي‬ ،‫فصادرتها‬ ،‫عليها‬ ‫التي‬ ‫البضائع‬ ‫ومنظر‬ ‫بمنظرها‬ ‫الشارع‬ ‫وه‬ّ ‫يش‬ ‫ال‬ ‫لكي‬ ،‫العربة‬
‫إحراق‬ ‫إلى‬ ‫به‬ ‫أدت‬ ‫الهائلة‬ ‫ية‬ّ ‫النفس‬ ‫الضغوط‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫تحت‬ ‫فصار‬ ،‫وطموحاته‬ ‫آماله‬ ‫فيها‬ ‫ويضع‬
‫عربته‬ ‫بإعادة‬ ‫ويأمر‬ ،‫شكواه‬ ‫ويسمع‬ ‫بحاله‬ ‫يرأف‬ ‫لعله‬ ‫يقابله‬ ‫أو‬ ‫رئيسها‬ ‫ير‬ ‫لم‬ ‫ية‬ّ ‫بلد‬ ‫أمام‬ ‫نفسه‬
‫أمام‬ ‫نفسه‬ ‫في‬ ‫النار‬ ‫إشعال‬ ‫إلى‬ ‫دفعه‬ ‫وقتي‬ ‫جنون‬ ‫من‬ ‫بنوع‬ ‫أصيب‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫فلما‬ ،‫إليه‬ ‫المتواضعة‬
.‫ية‬ّ ‫البلد‬ ‫تلك‬
‫ال‬ ‫ية‬ّ ‫تونس‬ ‫رئة‬ ‫كل‬ ‫إلى‬ ‫ليدخل‬ ‫الهشيم‬ ‫في‬ ‫النار‬ ‫سريان‬ ‫المحترق‬ ‫البوعزيزي‬ ‫محمد‬ ‫جسد‬ ‫دخان‬ ‫سرى‬
‫ال‬ ‫الصدور‬ ‫كانت‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫السنين‬ ‫كبت‬ ‫فكان‬ ،‫المهجر‬ ‫وفي‬ ‫كلها‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫بل‬ ‫وحدها؛‬ ‫منطقته‬ ‫في‬
‫ولت‬ّ ‫تح‬ ‫المحترق‬ ‫الجسد‬ ‫برائحة‬ ‫فإذا‬ ،‫التعبير‬ ‫أشكال‬ ‫من‬ ‫شكل‬ ‫بأي‬ ‫عنه‬ ‫التعبير‬ ‫أو‬ ‫إظهاره‬ ‫تستطيع‬
‫عليها‬ ‫طال‬ ‫التي‬ ‫النفوس‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫المكبوت‬ ‫الغضب‬ ‫كوامن‬ ‫أشعل‬ ‫الذي‬ ‫المحترق‬ ‫الغاز‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬َ ‫إلى‬
‫وجد‬ ‫حتى‬ ،‫المحترق‬ ‫الجسد‬ ‫صاحب‬ ‫وحياة‬ ‫الطاغية‬ ‫بسقوط‬ ‫هاتفة‬ ‫تتقدم‬ ‫لها‬ّ ‫ك‬ ‫بتونس‬ ‫وإذا‬ ،‫األمد‬
‫له‬ ‫خبرة‬ ‫ال‬ ‫حديث‬ ‫مستجد‬ ‫إطفاء‬ ‫جندي‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬َ ‫إلى‬ ‫ول‬ّ ‫وتح‬ ،‫عليه‬ ‫يحسد‬ ‫ال‬ ‫وضع‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫الطاغية‬
‫البوعزيزي‬ ‫لزيارة‬ ‫فذهب‬ ،‫يفعل‬ ‫وماذا‬ ،‫يفعل‬ ‫كيف‬ ‫يعرف‬ ‫ال‬ ‫نه‬ّ ‫لك‬ ‫حوله؛‬ ‫من‬ ‫الحرائق‬ ‫إطفاء‬ ‫يحاول‬
‫وهو‬ ‫تحته‬ ‫من‬ ‫العرش‬ ‫ز‬ّ ‫يه‬ ‫العمل‬ ‫عن‬ ‫عاطل‬ ‫با‬ً ‫شا‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫دق‬ّ ‫مص‬ ‫غير‬ ‫وهو‬ ‫مستشفاه‬ ‫في‬ ‫المحترق‬
.‫قبله‬ ‫من‬ ‫رقيبة‬ ‫بو‬ُ ‫أ‬َ ‫فرعون‬ ‫لعرش‬ ‫وارث‬
‫الصغيرة‬ ‫عربته‬ ‫له‬ ‫تترك‬ ‫أن‬ ‫طموحه‬ ‫كل‬ ‫كان‬ ‫تونس‬ ‫مناطق‬ ‫من‬ ‫فقيرة‬ ‫منطقة‬ ‫من‬ ‫بسيط‬ ‫شاب‬ ‫مجرد‬
‫عا‬ً ‫خاش‬ ‫علي‬ ‫ابن‬ ‫ووقف‬ ،‫أسرته‬ ‫من‬ ‫الجائعة‬ ‫األفواه‬ ‫بها‬ ‫يطعم‬ ‫الخبز‬ ‫من‬ ‫أرغفة‬ ‫ببعض‬ ‫ليرجع‬
‫منه‬ ‫يظهر‬ ‫يكد‬ ‫لم‬ ‫حتى‬ ‫غمرته‬ ‫بلفافات‬ ‫طا‬ً ‫محا‬ ‫كان‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫الجسد‬ ‫ذلك‬ ‫يتأمل‬ ‫األخرى‬ ‫على‬ ‫يده‬ ‫عا‬ً ‫واض‬
‫في‬ ‫يعتمل‬ ‫كان‬ ‫ماذا‬ ‫وال‬ ،‫مشاعره‬ ‫عن‬ ‫تعبير‬ ‫أي‬ ‫الطاغية‬ ‫من‬ ‫نسمع‬ ‫لم‬ ،‫الوجه‬ ‫من‬ ‫يسير‬ ‫جزء‬ ‫غير‬
‫استمر‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫عرشه‬ ‫قوائم‬ ‫التهمت‬ ‫را‬ً ‫نا‬ ‫احتراقه‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫المحترق‬ ‫الجسد‬ ‫هذا‬ ‫يتأمل‬ ‫كان‬ ‫وهو‬ ‫نفسه‬
‫عن‬ ‫عجز‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫الشاب‬ ‫ذلك‬ ‫أسرة‬ ‫يستدعي‬ ‫فنجده‬ ‫قليلة‬ ‫ما‬ً ‫أيا‬ ‫سوى‬ ‫تمض‬ ‫ولم‬ ،(‫ما‬ً ‫عا‬ 23) ‫يعتليه‬
‫الذي‬ ‫الجسد‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫وتعويضها‬ ‫استرضائها‬ ‫يحاول‬ ‫أبوابه‬ ‫يفتح‬ ‫بالقصر‬ ‫وإذا‬ ،‫ية‬ّ ‫بلد‬ ‫رئيس‬ ‫مقابلة‬
‫يبحث‬ ‫سوداء‬ ‫ليلة‬ ‫في‬ ‫ر‬ّ ‫فف‬ ،‫الفرار‬ ‫من‬ ‫دا‬ً ‫ب‬ ‫الطاغية‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫ثم‬ ،‫تحته‬ ‫ية‬ّ ‫التونس‬ ‫األرض‬ ‫وأشعل‬ ‫احترق‬
‫اللحظات‬ ‫وبدأت‬ ،‫الحلفاء‬ ‫له‬ ‫كر‬ّ ‫وتن‬ ،‫األصدقاء‬ ‫فتجهمه‬ ،‫إليه‬ ‫يأوي‬ ‫ملجأ‬ ‫عن‬ ‫الطائرة‬ ‫في‬ ‫وهو‬
.‫مرآة‬ ‫أو‬ ‫حاجز‬ ‫دون‬ ‫فقط‬ ‫نفسه‬ ‫فيها‬ ‫الطاغية‬ ‫يواجه‬ ‫التي‬ ‫الحرجة‬
‫ابن‬ ‫بعد‬ ‫سيهرب‬ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫مندهشين‬ ‫ينظرون‬ ‫الناس‬ ‫كان‬ ،‫عنه‬ ‫انحسر‬ ‫ما‬ّ ‫ع‬ ‫ي‬ّ ‫التونس‬ ‫المشهد‬ ‫انحسر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬
‫أبي‬ ‫بن‬ ‫معاوية‬ ‫عهد‬ ‫منذ‬ ‫وتصنيعهم‬ ‫والدتهم‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫الشعب‬ ‫احترف‬ ‫الذين‬ ‫يين‬ّ ‫الدكتاتور‬ ‫من‬ ‫علي‬
،‫المزجاة‬ ‫وببضاعتها‬ ‫بها‬ ‫واختصوا‬ ‫العرب‬ ‫أتقنها‬ ‫التي‬ ‫الوحيدة‬ ‫الصناعة‬ ‫فهي‬ ،‫يزيد‬ ‫وولده‬ ‫سفيان‬
‫متعلمين‬ ‫وأرباع‬ ‫مثقفين‬ ‫أنصاف‬ ‫من‬ ‫منافقيهم‬ ‫أيدي‬ ‫تزال‬ ‫وما‬ ،‫أيديهم‬ ‫أنتجته‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫الوحيد‬ ‫المنتج‬ ‫هي‬
.‫خاسئة‬ ‫به‬ ‫د‬ّ ‫فترت‬ ‫البضاعة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫يرغب‬ ‫من‬ ‫تجد‬ ‫فال‬ ،‫تصديره‬ ‫وتحاول‬ ‫تنتجه‬
‫توريث‬ ‫في‬ ‫كر‬ّ ‫يف‬ ‫وبدأ‬ ‫ما‬ً ‫عا‬ ‫ثالثين‬ ‫وحكم‬ ‫والثمانين‬ ‫الثالثة‬ ‫به‬ ‫جاوز‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫مبارك‬ ‫الرئيس‬ ‫إعالن‬ ‫كان‬
‫في‬ ‫والراغبين‬ ‫النظام‬ ‫رأس‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫برزت‬ ‫ية‬ّ ‫نفس‬ ‫هواجس‬ ‫على‬ ‫د‬ّ ‫ير‬ ‫نه‬ّ ‫وكأ‬ ،‫لذلك‬ ‫ده‬ّ ‫ويع‬ ‫جمال‬ ‫ولده‬
‫حدث‬ ‫ما‬ ‫ن‬ّ ‫وأ‬ ‫تونس‬ ‫فرعون‬ ‫غير‬ ‫مصر‬ ‫فرعون‬ ‫ن‬َّ ‫وأ‬ ،‫تونس‬ ‫عن‬ ‫تختلف‬ ‫مصر‬ ‫ن‬َّ ‫إ‬ :‫لتقول‬ ‫وراثته‬
‫الثورة‬ ‫انتصار‬ ‫على‬ ‫شهر‬ ‫يمضي‬ ‫أن‬ ‫وقبل‬ ،‫مصر‬ ‫في‬ ‫مثله‬ ‫يحدث‬ ‫أن‬ ‫يستحيل‬ ‫بل‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫تونس‬ ‫في‬
‫أجسام‬ ‫فجرتها‬ ‫بل‬ ‫محترق؛‬ ‫جسم‬ ‫دخانات‬ ‫المرة‬ ‫هذه‬ ‫جرها‬ّ ‫تف‬ ‫لم‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫ية‬ّ ‫شعب‬ ‫بثورة‬ ‫إذا‬ ‫ية‬ّ ‫التونس‬
.‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫بل‬ ‫سعيد‬ ‫خالد‬ ‫آخرهم‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫الموت؛‬ ‫حتى‬ ‫ذبوا‬ّ ‫ع‬ ‫لمعتقلين‬
‫ال‬ ‫أفواههم؛‬ ‫في‬ ‫لتوضع‬ ‫فمه‬ ‫من‬ ‫العادي‬ ‫ي‬ّ ‫المصر‬ ‫الفرد‬ ‫لقمة‬ ‫خطفت‬ ‫التي‬ ‫الرهيبة‬ ‫األجهزة‬ ‫كانت‬
‫والقادرين‬ ‫الطاغية‬ ‫راس‬ّ ‫ح‬ ‫نهم‬ّ ‫أل‬ ‫ولكن‬ ،‫خدمات‬ ‫ي‬ّ ‫المصر‬ ‫للشعب‬ ‫دمون‬ّ ‫سيق‬ ‫نهم‬ّ ‫أل‬ ‫وال‬ ،‫شرفاء‬ ‫نهم‬ّ ‫أل‬
،‫خبال‬ ‫على‬ ‫خباال‬ ‫النظام‬ ‫تزيد‬ ‫األجهزة‬ ‫من‬ ‫الهائلة‬ ‫األعداد‬ ‫بهذه‬ ‫وإذا‬ ،‫االستمرار‬ ‫طاقات‬ ‫منحه‬ ‫على‬
.‫اضطراب‬ ‫على‬ ‫با‬ً ‫واضطرا‬
‫المتوسطة‬ ‫الطبقة‬ ‫إلى‬ ‫ينتمي‬ ‫متعلم‬ ‫شباب‬ ‫لها‬ ‫يهيئ‬ ‫ثورة‬ ،‫ية‬ّ ‫الشعب‬ ‫الثورة‬ ‫النطالق‬ ‫الثالث‬ ‫اليوم‬ ‫ومنذ‬
‫بهم‬ ‫فإذا‬ ،‫يوظفها‬ ‫كيف‬ ‫ويعرف‬ ‫الحديثة‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫مع‬ ‫يتعامل‬ ‫كيف‬ ‫يعرف‬ ،‫المطحونة‬ ‫الطبقة‬ ‫ال‬
‫سقوط‬ ‫ليعلن‬ ‫حدث‬ ‫قد‬ ‫تغيير‬ ‫هناك‬ ،‫إذا‬ .‫انطالقها‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫د‬ّ ‫الج‬ ‫مأخذ‬ ‫أحد‬ ‫بها‬ ‫يأخذ‬ ‫لم‬ ‫ثورة‬ ‫يشعلون‬
‫اسمه‬ ‫شيء‬ ‫هناك‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬ ،‫النظام‬ ‫بهذا‬ ‫ارتبطت‬ ‫ية‬ّ ‫تاريخ‬ ‫مراحل‬ ‫عدة‬ ‫وسقوط‬ ،‫ي‬ّ ‫عرب‬ ‫نظام‬
‫على‬ ‫السطو‬ ‫فيقرر‬ ‫سيده‬ ‫يخالف‬ ‫الجيش‬ ‫من‬ ‫ضابط‬ ‫خروج‬ ‫الناس‬ ‫فينتظر‬ ،‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫االنقالبات‬
‫ية‬ّ ‫دد‬ّ ‫بالتع‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬َ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫قام‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ي‬ّ ‫الحزب‬ ‫النظام‬ ‫سقوط‬ ‫تعلن‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورة‬ ‫بهذه‬ ‫وإذا‬ ،‫الحكم‬
.‫يته‬ّ ‫ليبرال‬ ‫في‬ ‫للغرب‬ ‫شائها‬ ‫شكليا‬ ‫دا‬ً ‫تقلي‬ ‫السلطة‬ ‫وتداول‬
‫بعض‬ ‫يطرح‬ ‫كما‬ ‫أم‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫يصنف‬ ‫ومصر‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫حدث‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫فهل‬
‫حيرانا؟‬ ‫الحليم‬ ‫تذر‬ ‫التي‬ ‫الفتن‬ ‫قبيل‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫من‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫الشرعيين‬ ‫العلماء‬
‫الفتن‬ ‫وبين‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫سيحدث‬ ‫عما‬ ‫النظر‬ ‫بقطع‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫جدا‬ ‫كبير‬ ‫الفرق‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫الحق‬
‫لك‬ ‫ويتبن‬ ‫قلنا‬ ‫ما‬ ‫مصداق‬ ‫العزيز‬ ‫القارئ‬ ‫أيها‬ ‫ستجد‬ ‫التالية‬ ‫الصفحات‬ ‫وفي‬ ،‫حيران‬ ‫الحليم‬ ‫تذر‬ ‫التي‬
‫التاريخ‬ ‫من‬ ‫يستوردوا‬ ‫أن‬ ‫حاولوا‬ ‫من‬ ‫ن‬ّ ‫وأ‬ ،‫الفتنة‬ ‫وبين‬ ‫الشعبية‬ ‫بالثورة‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫بين‬ ‫الدقيق‬ ‫الفرق‬
‫عليها‬ ‫اإلقدام‬ ‫أو‬ ‫فيها‬ ‫المشاركة‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫وينفروا‬ ‫الثورات‬ ‫هذه‬ ‫بها‬ ‫ليسموا‬ ‫الفتنة‬ ‫مصطلح‬ ‫والتراث‬
.‫إليه‬ ‫ذهبوا‬ ‫فيما‬ ‫الصواب‬ ‫يحالفهم‬ ‫ولم‬ ‫التحليل‬ ‫وفي‬ ‫الفهم‬ ‫وفي‬ ‫المنطلق‬ ‫في‬ ‫أخطأوا‬
‫تلك‬ ‫ي‬َ ‫لتعف‬ ‫ية؛‬َّ ‫غيب‬ ‫أسباب‬ ‫إلى‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬َ ‫سائر‬ ‫إحالة‬ ‫على‬ ‫تعمل‬ ،‫للفتنة‬ ‫ية‬َّ ‫غيب‬ ‫تفسيرات‬ ‫هناك‬
‫ومن‬ ،‫الواقع‬ ‫فهم‬ ‫معاناة‬ ‫ومن‬ ،‫والمراجعة‬ ‫والنقد‬ ‫التحليل‬ ‫أعباء‬ ‫من‬ ‫ناها‬َّ ‫يتب‬ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫و‬ ‫بها‬َ ‫أصحا‬ ‫التفسيرات‬
.‫باآلخر‬ ‫الواقع‬ ‫عناصر‬ ‫من‬ ‫عنصر‬ ‫أو‬ ‫جانب‬ ‫كل‬ ‫صلة‬ ‫ومعرفة‬ ‫عناصره‬ ‫تحليل‬
‫ية‬َّ ‫منطق‬ ‫تفسيرات‬ ‫تقديم‬ ‫عن‬ ‫العجز‬ ‫بدافع‬ ‫بل‬ ،‫اإليمان‬ ‫بدافع‬ ‫ليست‬ ‫هؤالء‬ ‫لدى‬ ‫الغيب‬ ‫على‬ ‫اإلحالة‬
‫إعفاء‬ ‫مبدأ‬ ‫ننفي‬ ‫بل‬ ،‫قا‬ً ‫مطل‬ ‫يا‬ً ‫نف‬ ‫يحدث‬ ‫بما‬ ‫الغيب‬ ‫صلة‬ ‫ننفي‬ ‫ال‬ ‫ونحن‬ ،‫الناس‬ ‫بواقع‬ ‫تصلة‬َّ ‫م‬ ‫معقولة‬
‫صياغته‬ ‫ية‬َّ ‫عمل‬ ‫في‬ ‫تلتقي‬ ‫حدث‬ ‫ي‬َّ ‫أ‬ ‫ن‬َّ ‫أ‬ ‫نرى‬ ‫ننا‬َّ ‫أل‬ ‫ما؛‬ًّ ‫تا‬ ‫ء‬ً ‫إعفا‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬ّ ‫ع‬ ‫يتهم‬َّ ‫مسؤول‬ ‫من‬ ‫الناس‬
‫الزمان‬ ‫هي‬ -‫تأثيراته‬ ‫في‬ «‫ي‬ّ ‫الغيب‬ ‫ي‬ّ ‫اإلله‬ ‫»التدبير‬ ‫-يشملها‬ ‫ثالثة‬ ‫عناصر‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫وإخراجة‬
.‫أخرى‬ ‫مواضع‬ ‫في‬ ‫بسطناها‬ ،‫مختلفة‬ ‫عديدة‬ ‫بمستويات‬ ،‫واإلنسان‬ ‫والمكان‬
‫ية‬َّ ‫العقل‬ ‫واالستقالة‬ ‫ية‬َّ ‫الغيب‬ ‫التفسيرات‬
‫ومات‬ّ ‫ومق‬ ‫وقواعد‬ ‫وتسهيالت‬ ‫وتيسيرات‬ ‫أسباب‬ ‫من‬ ‫دمه‬ّ ‫تق‬ ‫وما‬ ،‫خرة‬ّ ‫المس‬ ‫والطبيعة‬ ‫البيئات‬ ‫وهناك‬
‫ي‬ّ ‫اإلنسان‬ ‫الفعل‬ ‫تبرز‬ ‫التي‬ ،«‫ية‬ّ ‫اإلنسان‬ ‫والممارسة‬ ‫»الفعل‬ ‫دور‬ ‫يأتي‬ ‫ثم‬ ،«‫ي‬ّ ‫اإلنسان‬ ‫»الفعل‬ ‫إلنتاج‬
‫ثم‬ ،«‫»النية‬ ‫الخارج؛‬ ‫في‬ ‫إيجاده‬ ‫على‬ ‫العزم‬ ‫ثم‬ ،‫له‬ ‫الدواعي‬ ‫ثم‬ ‫فيه‬ ‫التفكير‬ ‫من‬ ‫قا‬ً ‫انطال‬ ‫الوجود‬ ‫إلى‬
.‫تنفيذه‬
‫ي‬ّ ‫اإلنسان‬ ‫الجانب‬ ‫إال‬ ‫يرى‬ ‫فال‬ ،‫الفعل‬ ‫من‬ ‫الطبيعة‬ ‫مواقع‬ ‫وعن‬ ،‫الغيب‬ ‫فعل‬ ‫عن‬ ‫اإلنسان‬ ‫يغفل‬ ‫وقد‬
‫عن‬ ‫ية‬ّ ‫المسئول‬ ‫إلبعاد‬ ‫المكر‬ ‫أراد‬ ‫فإذا‬ ،(78:‫)القصص‬ "‫دي‬ِ ‫ن‬ْ ‫ع‬ِ ‫م‬ٍ ‫ل‬ْ ‫ع‬ِ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ه‬ُ ‫ت‬ُ ‫تي‬ِ ‫أو‬ُ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ " ‫فيغتر‬ ،‫منه‬
‫ما‬ّ ‫أ‬ ،(148:‫)األنعام‬ "‫ء‬ٍ ‫ي‬ْ ‫ش‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫نا‬َ ‫م‬ْ ‫ر‬َّ ‫ح‬َ ‫وال‬َ ‫نا‬َ ‫ؤ‬ُ ‫با‬َ ‫آ‬ ‫وال‬َ ‫نا‬َ ‫ك‬ْ ‫ر‬َ ‫ش‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫هللا‬َُّ ‫ء‬َ ‫شا‬َ ‫و‬ْ ‫ل‬َ " :‫قال‬ ،‫نفيها‬ ‫أو‬ ‫نفسه‬
.‫بينها‬ ‫التفاعل‬ ‫مع‬ ‫األدوار‬ ‫دد‬ّ ‫لتع‬ ‫دقيق‬ ‫إدراك‬ ‫على‬ ‫فهم‬ ‫الصالحون‬ ‫هللا‬ ‫عباد‬
،(32:‫)البقرة‬ "‫م‬ُ ‫كي‬ِ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫لي‬ِ ‫ع‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ك‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫نا‬َ ‫ت‬َ ‫م‬ْ ‫ل‬َّ ‫ع‬َ ‫ما‬َ ‫إال‬ِ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫م‬َ ‫ل‬ْ ‫ع‬ِ ‫"ال‬ :‫قالوا‬ ‫ئا‬ً ‫شي‬ ‫علموا‬ ‫إذا‬ ‫نهم‬ّ ‫فإ‬ ‫ولذلك‬
"‫هللا‬َُّ ‫نا‬َ ‫دا‬َ ‫ه‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫وال‬ْ ‫ل‬َ ‫ي‬َ ‫د‬ِ ‫ت‬َ ‫ه‬ْ ‫ن‬َ ‫ل‬ِ ‫نا‬َّ ‫ك‬ُ ‫ما‬َ ‫و‬َ ‫ذا‬َ ‫ه‬َ ‫ل‬ِ ‫نا‬َ ‫دا‬َ ‫ه‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫هلل‬َّ ِِ ‫د‬ُ ‫م‬ْ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫"ا‬ :‫قالوا‬ ‫را‬ً ‫خي‬ ‫فعلوا‬ ‫وإذا‬
‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫نا‬َّ ‫ك‬ُ ‫ما‬َ ‫و‬َ ‫ذا‬َ ‫ه‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫ر‬َ ‫خ‬َّ ‫س‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫حا‬َ ‫ب‬ْ ‫س‬ُ " :‫قالوا‬ ‫لهم‬ -‫-تعالى‬ ‫هللا‬ ‫خر‬ّ ‫س‬ ‫بما‬ ‫انتفعوا‬ ‫وإذا‬ ،(43:‫)األعراف‬
‫هللا‬ََّ ‫دوا‬ُ ‫ج‬َ ‫و‬َ ‫ل‬َ ‫ل‬ُ ‫سو‬ُ ‫ر‬َّ ‫ال‬ ‫م‬ُ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫ر‬َ ‫ف‬َ ‫غ‬ْ ‫ت‬َ ‫س‬ْ ‫وا‬َ ‫هللا‬ََّ ‫روا‬ُ ‫ف‬َ ‫غ‬ْ ‫ت‬َ ‫س‬ْ ‫فا‬َ " :‫شيء‬ ‫في‬ ‫أخطأوا‬ ‫وإذا‬ ،(13:‫ن")الزخرف‬َ ‫ني‬ِ ‫ر‬ِ ‫ق‬ْ ‫م‬ُ
‫ما‬َ ‫ك‬َ ‫را‬ً ‫ص‬ْ ‫إ‬ِ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫ع‬َ ‫ل‬ْ ‫م‬ِ ‫ح‬ْ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫نا‬َ ‫ب‬َّ ‫ر‬َ ‫نا‬َ ‫أ‬ْ ‫ط‬َ ‫خ‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬ْ ‫أ‬َ ‫نا‬َ ‫سي‬ِ ‫ن‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫نا‬َ ‫ذ‬ْ ‫خ‬ِ ‫ؤا‬َ ‫ت‬ُ ‫ال‬ ‫نا‬َ ‫ب‬َّ ‫ر‬َ " ،(64:‫)النساء‬ "‫ما‬ً ‫حي‬ِ ‫ر‬َ ‫با‬ً ‫وا‬َّ ‫ت‬َ
‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫نا‬َ ‫م‬ْ ‫ح‬َ ‫ر‬ْ ‫وا‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫ر‬ْ ‫ف‬ِ ‫غ‬ْ ‫وا‬َ ‫نا‬َّ ‫ع‬َ ‫ف‬ُ ‫ع‬ْ ‫وا‬َ ‫ه‬ِ ‫ب‬ِ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫ة‬َ ‫ق‬َ ‫طا‬َ ‫ال‬ ‫ما‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬ْ ‫م‬ِّ ‫ح‬َ ‫ت‬ُ ‫وال‬َ ‫نا‬َ ‫ب‬َّ ‫ر‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬ِ ‫ب‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ه‬ُ ‫ت‬َ ‫ل‬ْ ‫م‬َ ‫ح‬َ
.(286:‫)البقرة‬ "‫ن‬َ ‫ري‬ِ ‫ف‬ِ ‫كا‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬ِ ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫نا‬َ ‫ر‬ْ ‫ص‬ُ ‫ن‬ْ ‫فا‬َ ‫نا‬َ ‫وال‬ْ ‫م‬َ
‫ويقول‬ ،«‫حا‬ً ‫صال‬ ‫ال‬ً ‫»عم‬ ‫يفعل‬ ‫حين‬ ‫يفعل‬ ‫بل‬ ،‫به‬ ‫يستبد‬ ‫ال‬ً ‫قو‬ ‫يقول‬ ‫أو‬ ‫يفعل‬ ‫أال‬ ‫رى‬َّ ‫يتح‬ ‫الصالح‬ ‫والعبد‬
‫-في‬ ‫وهو‬ ،‫فيه‬ ‫واستخلفه‬ ‫كنه‬ّ ‫وم‬ ‫أعطاه‬ ‫فيما‬ ‫ربه‬ ‫لنعمة‬ ‫كر‬ْ ‫ذ‬ِ ‫على‬ ‫فهو‬ ،«‫دا‬ً ‫سدي‬ ‫ال‬ً ‫»قو‬ :‫يقول‬ ‫حين‬
‫أو‬ ‫قوله‬ ‫موافقة‬ ‫من‬ ‫يتأكد‬ ‫لم‬ ‫إذ‬ -‫-تعالى‬ ‫هللا‬ ‫فيستغفر‬ ،‫يقول‬ ‫أو‬ ‫يفعل‬ ‫ما‬َ ‫ية‬ّ ‫مسؤول‬ ‫مل‬ّ ‫يتح‬ -‫نفسه‬ ‫الوقت‬
.‫وتعالى‬ ‫سبحانه‬ ‫هللا‬ ‫لمراد‬ ‫فعله‬
‫المجيد‬ ‫القرآن‬ ‫لسان‬ ‫في‬ ‫الفتنة‬ ‫مفهوم‬
‫قد‬ ‫يكون‬ ‫ما‬َ ‫وإلزالة‬ ،‫رداءته‬ ‫من‬ ‫جودته‬ ‫لتظهر‬ ‫ر؛‬َ ‫النا‬ ‫الذهب‬ ‫إدخال‬ ‫أصلها‬ ،«‫»فتن‬ ‫من‬ :«‫»الفتنة‬
‫حيث‬ ،‫به‬ ‫النار‬ ‫ألهل‬ ‫ها‬ً ‫تشبي‬ ‫)الذاريات:31(؛‬ "‫ن‬َ ‫نو‬ُ ‫ت‬َ ‫ف‬ْ ‫ي‬ُ ‫ر‬ِ ‫نا‬َّ ‫ال‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫م‬َ ‫و‬ْ ‫ي‬َ " :‫أخرى‬ ‫معادن‬ ‫من‬ ‫خالطه‬
‫ما‬ً ‫وألـ‬ ‫فا‬ً ‫أس‬ ‫أكثر‬ ‫تجعلهم‬ ‫النار‬ ‫على‬ ‫نتهم‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫و‬ ،‫الصراط‬ ‫عن‬ ‫فأبعدهم‬ ،‫الشيطان‬ ‫نزغ‬ ‫رهم‬َ ‫فط‬ ‫خالط‬
.‫السليمة‬ ‫الفطرة‬ ‫نداءات‬ ‫عن‬ ‫ليهم‬ّ ‫وتخ‬ ،‫الشياطين‬ ‫لهمزات‬ ‫تباعهم‬ّ ‫إ‬ ‫على‬
‫الدنيا؛‬ ‫في‬ ‫عبادي‬ ‫تعذيبكم‬ ‫جزاء‬ :‫أي‬ ‫)الذاريات:41(؛‬ "‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ت‬َ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫قوا‬ُ ‫ذو‬ُ " :‫لهم‬ -‫شأنه‬ ‫ل‬ّ ‫-ج‬ ‫هللا‬ ‫ويقول‬
‫تى‬َّ ‫ح‬َ ‫ر‬َ ‫مو‬ُ ‫أل‬ُ ‫ا‬ ‫ك‬َ ‫ل‬َ ‫بوا‬ُ ‫ل‬َّ ‫ق‬َ ‫و‬َ ‫ل‬ُ ‫ب‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ة‬َ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫وا‬ُ ‫غ‬َ ‫ت‬َ ‫ب‬ْ ‫ا‬ ‫د‬ِ ‫ق‬َ ‫ل‬َ " :‫المنافقين‬ ‫في‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫وقد‬ .‫السبيل‬ ‫عن‬ ‫دهم‬ّ ‫لص‬
‫طوا‬ُ ‫ق‬َ ‫س‬َ ‫ة‬ِ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫في‬ِ ‫أال‬َ ‫ني‬ِّ ‫ت‬ِ ‫ف‬ْ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫لي‬ِ ‫ن‬ْ ‫ذ‬َ ‫ئ‬ْ ‫ا‬ ‫ل‬ُ ‫قو‬ُ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫و‬َ *‫ن‬َ ‫هو‬ُ ‫ر‬ِ ‫كا‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫و‬َ ‫هللا‬ِ َّ ‫ر‬ُ ‫م‬ْ ‫أ‬َ ‫ر‬َ ‫ه‬َ ‫ظ‬َ ‫و‬َ ‫ق‬ُّ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ء‬َ ‫جا‬َ
‫يصنعه‬ ‫وهو‬ -‫السالم‬ ‫-عليه‬ ‫موسى‬ ‫هللا‬ ‫يخاطب‬ُ ‫و‬ .(49-48:‫)التوبة‬ "‫ن‬َ ‫ري‬ِ ‫ف‬ِ ‫كا‬َ ‫ل‬ْ ‫با‬ِ ‫ة‬ٌ ‫ط‬َ ‫حي‬ِ ‫م‬ُ ‫ل‬َ ‫م‬َ ‫ن‬َّ ‫ه‬َ ‫ج‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫و‬َ
‫وال‬َ ‫ها‬َ ‫ن‬ُ ‫ي‬ْ ‫ع‬َ ‫ر‬َّ ‫ق‬َ ‫ت‬َ ‫ي‬ْ ‫ك‬َ ‫ك‬َ ‫م‬ِّ ‫أ‬ُ ‫لى‬َ ‫إ‬ِ ‫ك‬َ ‫نا‬َ ‫ع‬ْ ‫ج‬َ ‫ر‬َ ‫ف‬َ ‫ه‬ُ ‫ل‬ُ ‫ف‬ُ ‫ك‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬ُّ ‫د‬ُ ‫أ‬َ ‫ل‬ْ ‫ه‬َ ‫ل‬ُ ‫قو‬ُ ‫ت‬َ ‫ف‬َ ‫ك‬َ ‫ت‬ُ ‫خ‬ْ ‫أ‬ُ ‫شي‬ِ ‫م‬ْ ‫ت‬َ ‫ذ‬ْ ‫إ‬ِ " :‫عينه‬ ‫على‬
‫يا‬َ ‫ر‬ٍ ‫د‬َ ‫ق‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ت‬َ ‫ئ‬ْ ‫ج‬ِ ‫م‬َّ ‫ث‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬َ ‫د‬ْ ‫م‬َ ‫ل‬ِ ‫ه‬ْ ‫أ‬َ ‫في‬ِ ‫ن‬َ ‫ني‬ِ ‫س‬ِ ‫ت‬َ ‫ث‬ْ ‫ب‬ِ ‫ل‬َ ‫ف‬َ ‫نا‬ً ‫تو‬ُ ‫ف‬ُ ‫ك‬َ ‫نا‬َّ ‫ت‬َ ‫ف‬َ ‫و‬َ ‫م‬ِّ ‫غ‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ك‬َ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ج‬َّ ‫ن‬َ ‫ف‬َ ‫سا‬ً ‫ف‬ْ ‫ن‬َ ‫ت‬َ ‫ل‬ْ ‫ت‬َ ‫ق‬َ ‫و‬َ ‫ن‬َ ‫ز‬َ ‫ح‬ْ ‫ت‬َ
‫بني‬ ‫تحرير‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫للقيام‬ ‫اخترناك‬ ‫لما‬ ‫صا‬ً ‫خال‬ ‫لتكون‬ ‫را‬ً ‫اختبا‬ ‫اختبرناك‬ :‫أي‬ ‫سى")طه:04(؛‬َ ‫مو‬ُ
.‫لنا‬ ‫ية‬َّ ‫العبود‬ ‫ز‬ّ ‫ع‬ ‫إلى‬ ‫مصر‬ ‫لفرعون‬ ‫ية‬َّ ‫العبود‬ ‫ل‬ّ ‫ذ‬ ‫من‬ ‫وإخراجهم‬ ،‫إسرائيل‬
‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫ة‬ً ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ر‬ِ ‫ي‬ْ ‫خ‬َ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫ر‬ِّ ‫ش‬َّ ‫بال‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫لو‬ُ ‫ب‬ْ ‫ن‬َ ‫و‬َ ‫ت‬ِ ‫و‬ْ ‫م‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ة‬ُ ‫ق‬َ ‫ئ‬ِ ‫ذا‬َ ‫س‬ٍ ‫ف‬ْ ‫ن‬ ‫كل‬ُّ " :‫واختبار‬ ‫فتنة‬ ‫دار‬ :‫أي‬ ‫»فتنة«؛‬ ‫والدنيا‬
‫د‬ُّ ‫ش‬َ ‫أ‬َ ‫ة‬ُ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫جو‬ُ ‫ر‬َ ‫خ‬ْ ‫أ‬َ ‫ث‬ُ ‫ي‬ْ ‫ح‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫جو‬ُ ‫ر‬ِ ‫خ‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫مو‬ُ ‫ت‬ُ ‫ف‬ْ ‫ق‬ِ ‫ث‬َ ‫ث‬ُ ‫ي‬ْ ‫ح‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ُ ‫ق‬ْ ‫"ا‬ :‫و‬ ،(35:‫)ألنبياء‬ "‫ن‬َ ‫عو‬ُ ‫ج‬َ ‫ر‬ْ ‫ت‬ُ
‫ء‬ُ ‫زا‬َ ‫ج‬َ ‫ك‬َ ‫ل‬ِ ‫ذ‬َ ‫ك‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ُ ‫ق‬ْ ‫فا‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬َ ‫قا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫ه‬ِ ‫في‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ِ ‫قا‬َ ‫ي‬ُ ‫تى‬َّ ‫ح‬َ ‫م‬ِ ‫را‬َ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫د‬ِ ‫ج‬ِ ‫س‬ْ ‫م‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫د‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ِ ‫قا‬َ ‫ت‬ُ ‫وال‬َ ‫ل‬ِ ‫ت‬ْ ‫ق‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ
‫وشرع‬ .‫القتل‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫دينهم‬ ‫تغيير‬ ‫على‬ ‫إلكراههم‬ ‫المؤمنين‬ ‫تعذيب‬ :‫أي‬ ‫ن")البقرة:191(؛‬َ ‫ري‬ِ ‫ف‬ِ ‫كا‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬
‫ة‬ٌ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ن‬َ ‫كو‬ُ ‫ت‬َ ‫ال‬ ‫تى‬َّ ‫ح‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ِ ‫قا‬َ " :‫تعالى‬ ‫قال‬ ،‫الفتنة‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫ولمنع‬ ،‫العقيدة‬ ‫ية‬َّ ‫حر‬ ‫عن‬ ‫عا‬ً ‫دفا‬ ‫القتال‬
‫ن‬َ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ما‬َ ‫ف‬َ " :‫تعالى‬ ‫وقال‬ ،(193:‫)البقرة‬ "‫ن‬َ ‫مي‬ِ ‫ل‬ِ ‫ظا‬َّ ‫ال‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫إال‬ِ ‫ن‬َ ‫وا‬َ ‫د‬ْ ‫ع‬ُ ‫فال‬َ ‫وا‬ْ ‫ه‬َ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬ِ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫هلل‬َّ ِِ ‫ن‬ُ ‫دي‬ِّ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫كو‬ُ ‫ي‬َ ‫و‬َ
‫ض‬ِ ‫ر‬ْ ‫أل‬َ ‫ا‬ ‫في‬ِ ‫ل‬ٍ ‫عا‬َ ‫ل‬َ ‫ن‬َ ‫و‬ْ ‫ع‬َ ‫ر‬ْ ‫ف‬ِ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ت‬ِ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫ئ‬ِ ‫ل‬َ ‫م‬َ ‫و‬َ ‫ن‬َ ‫و‬ْ ‫ع‬َ ‫ر‬ْ ‫ف‬ِ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ف‬ٍ ‫و‬ْ ‫خ‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ه‬ِ ‫م‬ِ ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ة‬ٌ ‫ي‬َّ ‫ر‬ِّ ‫ذ‬ُ ‫إال‬ِ ‫سى‬َ ‫مو‬ُ ‫ل‬ِ
‫نوا‬ُ ‫ت‬َ ‫ف‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ " ‫عبادته‬ ‫إلى‬ ‫العودة‬ ‫على‬ ‫إلكراههم‬ ‫ذبهم‬ّ ‫يع‬ُ ‫أن‬ :‫أي‬ ،(83‫)يونس‬ "‫ن‬َ ‫في‬ِ ‫ر‬ِ ‫س‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ل‬َ ‫ه‬ُ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫و‬َ
.(10:‫)البروج‬ "‫ق‬ِ ‫ري‬ِ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ب‬ُ ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫و‬َ ‫م‬َ ‫ن‬َّ ‫ه‬َ ‫ج‬َ ‫ب‬ُ ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫ف‬َ ‫بوا‬ُ ‫تو‬ُ ‫ي‬َ ‫م‬ْ ‫ل‬َ ‫م‬َّ ‫ث‬ُ ‫ت‬ِ ‫نا‬َ ‫م‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫ن‬َ ‫ني‬ِ ‫م‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬
‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫و‬َ " :‫واإلغراء‬ ‫بالتزيين‬ ‫أو‬ ‫باإلكراه‬ ‫شيء‬ ‫عن‬ ‫االنصراف‬ ‫إلى‬ ‫اإللجاء‬ ‫بمعنى‬ «‫»الفتنة‬ ‫وتأتي‬
‫ن‬ِ ‫"وأ‬ ،(73:‫)إسراء‬ "‫ليال‬ِ ‫خ‬َ ‫ك‬َ ‫ذو‬ُ ‫خ‬َ ‫ت‬َّ ‫ال‬ ‫ذا‬ً ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫ه‬ُ ‫ر‬َ ‫ي‬ْ ‫غ‬َ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫ع‬َ ‫ي‬َ ‫ر‬ِ ‫ت‬َ ‫ف‬ْ ‫ت‬َ ‫ل‬ِ ‫ك‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ح‬َ ‫و‬ْ ‫أ‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫ك‬َ ‫ن‬َ ‫نو‬ُ ‫ت‬ِ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫ل‬َ ‫دوا‬ُ ‫كا‬َ
‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫ك‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫هللا‬َُّ ‫ل‬َ ‫ز‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫ض‬ِ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬َ ‫ك‬َ ‫نو‬ُ ‫ت‬ِ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ر‬ْ ‫ذ‬َ ‫ح‬ْ ‫وا‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ء‬َ ‫وا‬َ ‫ه‬ْ ‫أ‬َ ‫ع‬ْ ‫ب‬ِ ‫ت‬َّ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫هللا‬َُّ ‫ل‬َ ‫ز‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫ب‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬ْ ‫ب‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ح‬ْ ‫ا‬
.(49:‫)المائدة‬ "‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫س‬ِ ‫فا‬َ ‫ل‬َ ‫س‬ِ ‫نا‬َّ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫را‬ً ‫ثي‬ِ ‫ك‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫ب‬ِ ‫نو‬ُ ‫ذ‬ُ ‫ض‬ِ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫ب‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ب‬َ ‫صي‬ِ ‫ي‬ُ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫هللا‬َُّ ‫د‬ُ ‫ري‬ِ ‫ي‬ُ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫فا‬َ ‫وا‬ْ ‫ل‬َّ ‫و‬َ ‫ت‬َ
‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬ُ ‫وا‬َ ‫م‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫َا‬" :‫للبشر‬ ‫والتمحيص‬ ‫االختبار‬ ‫مجرى‬ ‫تجري‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ «‫و»النقم‬ «‫و»النعم‬
.(28:‫)األنفال‬ "‫م‬ٌ ‫ظي‬ِ ‫ع‬َ ‫ر‬ٌ ‫ج‬ْ ‫أ‬َ ‫ه‬ُ ‫د‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬ِ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ة‬ٌ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫د‬ُ ‫وال‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ
‫ي‬ّ ‫السلب‬ ‫تأثيرهم‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫أعداء‬ ‫واألوالد‬ ‫األزواج‬ ‫بعض‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫المجال‬ ‫هذا‬ ‫في‬ «‫»الفتنة‬ ‫تظهر‬ُ ‫وقد‬
‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬َ ‫وا‬ًّ ‫د‬ُ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫د‬ِ ‫وال‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ج‬ِ ‫وا‬َ ‫ز‬ْ ‫أ‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫الفتنة‬ ‫في‬ ‫وإسقاطهم‬ ‫واآلباء‬ ‫األزواج‬ ‫على‬
‫في‬ -‫عا‬ً ‫-جمي‬ ‫والناس‬ .(14:‫)التغابن‬ "‫م‬ٌ ‫حي‬ِ ‫ر‬َ ‫ر‬ٌ ‫فو‬ُ ‫غ‬َ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫روا‬ُ ‫ف‬ِ ‫غ‬ْ ‫ت‬َ ‫و‬َ ‫حوا‬ُ ‫ف‬َ ‫ص‬ْ ‫ت‬َ ‫و‬َ ‫فوا‬ُ ‫ع‬ْ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫رو‬ُ ‫ذ‬َ ‫ح‬ْ ‫فا‬َ
‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫س‬ُ ‫نا‬َّ ‫ال‬ ‫ب‬َ ‫س‬ِ ‫ح‬َ ‫أ‬َ *‫"الم‬ ،(2 :‫)الملك‬ "‫مال‬َ ‫ع‬َ ‫ن‬ُ ‫س‬َ ‫ح‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫و‬َ ‫ل‬ُ ‫ب‬ْ ‫ي‬َ " :‫ابتالء‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫الدنيا‬ ‫الحياة‬ ‫هذه‬
.(71:‫)لمائدة‬ "‫نة‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ن‬َ ‫كو‬ُ ‫ت‬َ ‫ال‬َّ ‫أ‬َ ‫بوا‬ُ ‫س‬ِ ‫ح‬َ ‫و‬َ " ،(1،2:‫)العنكبوت‬ "‫ن‬َ ‫نو‬ُ ‫ت‬َ ‫ف‬ْ ‫ي‬ُ ‫ال‬ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫و‬َ ‫نا‬َّ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫لوا‬ُ ‫قو‬ُ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫كوا‬ُ ‫ر‬َ ‫ت‬ْ ‫ي‬ُ
.(6:‫)القلم‬ "‫ن‬ُ ‫تو‬ُ ‫ف‬ْ ‫م‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫ي‬ِّ ‫أ‬َ ‫ب‬ِ " :‫فيها‬ ‫فسقط‬ ‫الفتنة‬ ‫لدعاوى‬ ‫استجاب‬ ‫ن‬ْ ‫م‬َ :«‫و»المفتون‬
‫اللغة‬ ‫في‬ ‫الفتنة‬ ‫حقيقة‬
‫بين‬ ‫به‬ ‫دائرة‬ ‫ية‬ّ ‫اللسان‬ ‫المفهوم‬ ‫هذا‬ ‫مادة‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫به‬ّ ‫تن‬ ‫القرآن‬ ‫لسان‬ ‫في‬ ‫وعة‬ّ ‫المتن‬ ‫االستعماالت‬ ‫هذه‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬
،‫والرخاء‬ ،‫والعذاب‬ ،‫عنه‬ ‫واإلضالل‬ ،‫الشيء‬ ‫عن‬ ‫والصرف‬ ،‫والتمحيص‬ ،‫واالبتالء‬ ،‫»االختبار‬
‫خارج‬ ‫المفهوم‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫نبحث‬ ‫وحين‬ ،«‫دماتها‬ّ ‫ومق‬ ‫المصطلحات‬ ‫أو‬ ‫الكلمات‬ ‫هذه‬ ‫بعض‬ ‫ولوازم‬
،‫المعاني‬ ‫تلك‬ ‫لوازم‬ ‫إلى‬ -‫الفقهاء‬ ‫ثم‬ ‫المحدثين‬ ‫-لدى‬ ‫انتقل‬ ‫قد‬ ‫االستعمال‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫نجد‬ ‫ي‬ّ ‫القرآن‬ ‫االستعمال‬
‫في‬ -‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫-صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫ر‬ّ ‫س‬ ‫بحفظ‬ ‫عناية‬ ‫ذا‬ ‫كان‬ -‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫-رضي‬ ‫فحذيفة‬
.(1)‫المنافقين‬
‫التي‬ ‫األبواب‬ ‫في‬ ‫را‬ً ‫كثي‬ ‫ترد‬ ،‫القتل‬ :‫أي‬ ‫رج«؛‬ْ ‫ه‬َ ‫ال‬ ‫و»فتنة‬ ،«‫الفتن‬ ‫بـ»ـأحاديث‬ ‫عرف‬ُ ‫ما‬َ ‫وهناك‬
:‫بقولهم‬ ‫التعبير‬ ‫يكثر‬ ‫الفقهاء‬ ‫بعضها،ولدى‬ ‫ذكر‬ ‫على‬ ‫وسنأتي‬ ،«‫وعالماتها‬ ‫الساعة‬ ‫»أشراط‬ ‫تتناول‬
‫على‬ ‫ن‬َّ ‫بأ‬ :‫بعضهم‬ ‫ويقول‬ .‫فيها‬ ‫الرغبة‬ ‫إلى‬ ‫الدافع‬ ‫المرأة‬ ‫بجمال‬ ‫االفتتان‬ :‫أي‬ ‫الفتنة"؛‬ ‫خيفت‬ ‫"إذا‬
.‫المعنى‬ ‫بذلك‬ «‫»الفتنة‬ ‫خيفت‬ ‫إذا‬ ‫وجهها‬ ‫تغطية‬ ‫الجميلة‬ ‫المرأة‬
- ‫وأشمل‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أوسع‬ «‫و»الفتنة‬ .‫والنسيب‬ ‫الغزل‬ ‫في‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫شعر‬ِّ ‫ال‬ ‫في‬ «‫»الفتنة‬ ‫استعمال‬ ‫ويكثر‬
‫ال‬ ،‫ية‬َّ ‫اإلله‬ ‫السنن‬ ‫وإلمضاء‬ ،‫للتمحيص‬ ‫بأنواعه‬ «‫»االبتالء‬ ‫و‬َ ‫ه‬ُ ‫األجمع‬ ‫المعنى‬ ‫لكن‬ -‫دم‬ّ ‫تق‬ ‫كما‬
‫على‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ ‫أقيمت‬ُ ‫إذا‬ ،‫الحدود‬ ‫عدا‬ ‫ما‬َ ‫الشريعة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ -‫له‬ّ ‫-ك‬ ‫ي‬ٌّ ‫أخرو‬ ‫الجزاء‬ ‫ن‬ّ ‫أل‬ ‫للجزاء؛‬
.‫اآلخرة‬ ‫في‬ ‫عنه‬ ‫العقوبة‬ ‫رفعت‬ُ ‫الجاني‬
‫الفتن‬ ‫في‬ ‫البالء‬ ‫عموم‬
‫وال‬ -‫صوره‬ ‫من‬ ‫صورة‬ ‫ية‬ّ ‫أ‬ ‫-في‬ ‫بالظلم‬ ‫منها‬ ‫فريق‬ ‫ي‬ّ ‫أل‬ ‫تسمح‬ ‫التي‬ ‫مة‬َّ ‫األ‬ ‫أو‬ ‫الجماعة‬ ‫ن‬ّ ‫فإ‬ ‫ولذلك‬
-‫عا‬ً ‫-جمي‬ ‫وتصيبهم‬ ،‫بجريمتهم‬ ‫تؤخذ‬ ‫نها‬ّ ‫فإ‬ ‫منه‬ ‫وتمنعهم‬ ‫والمفسدين‬ ‫الظالمين‬ ‫على‬ ‫الطريق‬ ‫تأخذ‬
‫د‬ُ ‫دي‬ِ ‫ش‬َ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫وا‬َ ‫ة‬ً ‫ص‬َّ ‫خا‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ظ‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ن‬َّ ‫ب‬َ ‫صي‬ِ ‫ت‬ُ ‫ال‬ ‫ة‬ً ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫قوا‬ُ ‫ت‬َّ ‫وا‬َ ):«‫»الفتنة‬
‫العبرة‬ ‫منه‬ ‫لنأخذ‬ «‫السبت‬ ‫بـ»ـأصحاب‬ ‫ال‬ً ‫مث‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫لنا‬ ‫هللا‬ ‫ضرب‬ ‫وقد‬ ،(25:‫ب()األنفال‬ِ ‫قا‬َ ‫ع‬ِ ‫ل‬ْ ‫ا‬
‫م‬َ ‫و‬ْ ‫ي‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬ُ ‫تا‬َ ‫حي‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫تي‬ِ ‫أ‬ْ ‫ت‬َ ‫ذ‬ْ ‫إ‬ِ ‫ت‬ِ ‫ب‬ْ ‫س‬َّ ‫ال‬ ‫في‬ِ ‫ن‬َ ‫دو‬ُ ‫ع‬ْ ‫ي‬َ ‫ذ‬ْ ‫إ‬ِ ‫ر‬ِ ‫ح‬ْ ‫ب‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ة‬َ ‫ر‬َ ‫ض‬ِ ‫حا‬َ ‫ت‬ْ ‫ن‬َ ‫كا‬َ ‫تي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ة‬ِ ‫ي‬َ ‫ر‬ْ ‫ق‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬ْ ‫أ‬َ ‫س‬ْ ‫وا‬َ " :‫والدرس‬
‫م‬َ ‫ل‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ة‬ٌ ‫م‬َّ ‫أ‬ُ ‫ت‬ْ ‫ل‬َ ‫قا‬َ ‫ذ‬ْ ‫إ‬ِ ‫و‬َ *‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫س‬ُ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫نوا‬ُ ‫كا‬َ ‫ما‬َ ‫ب‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ب‬ْ ‫ن‬َ ‫ك‬َ ‫ل‬ِ ‫ذ‬َ ‫ك‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫تي‬ِ ‫أ‬ْ ‫ت‬َ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫تو‬ُ ‫ب‬ِ ‫س‬ْ ‫ي‬َ ‫ال‬ ‫م‬َ ‫و‬ْ ‫ي‬َ ‫و‬َ ‫عا‬ً ‫ر‬َّ ‫ش‬ُ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫ت‬ِ ‫ب‬ْ ‫س‬َ
‫ما‬َ ‫سوا‬ُ ‫ن‬َ ‫ما‬َّ ‫ل‬َ ‫ف‬َ *‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫ت‬َّ ‫ي‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬َّ ‫ع‬َ ‫ل‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ب‬ِّ ‫ر‬َ ‫لى‬َ ‫إ‬ِ ‫ة‬ً ‫ر‬َ ‫ذ‬ِ ‫ع‬ْ ‫م‬َ ‫لوا‬ُ ‫قا‬َ ‫دا‬ً ‫دي‬ِ ‫ش‬َ ‫با‬ً ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ب‬ُ ‫ذ‬ِّ ‫ع‬َ ‫م‬ُ ‫و‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ك‬ُ ‫ل‬ِ ‫ه‬ْ ‫م‬ُ ‫هللا‬َُّ ‫ما‬ً ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬َ ‫ظو‬ُ ‫ع‬ِ ‫ت‬َ
‫ما‬َّ ‫ل‬َ ‫ف‬َ *‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫س‬ُ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫نوا‬ُ ‫كا‬َ ‫ما‬َ ‫ب‬ِ ‫س‬ٍ ‫ئي‬ِ ‫ب‬َ ‫ب‬ٍ ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫ب‬ِ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ظ‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫نا‬َ ‫ذ‬ْ ‫خ‬َ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ء‬ِ ‫سو‬ُّ ‫ال‬ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫ن‬َ ‫و‬ْ ‫ه‬َ ‫ن‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ج‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ه‬ِ ‫ب‬ِ ‫روا‬ُ ‫ك‬ِّ ‫ذ‬ُ
.(166-163 :‫)األعراف‬ "‫ن‬َ ‫ئي‬ِ ‫س‬ِ ‫خا‬َ ‫ة‬ً ‫د‬َ ‫ر‬َ ‫ق‬ِ ‫نوا‬ُ ‫كو‬ُ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬ْ ‫ق‬ُ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫ع‬َ ‫هوا‬ُ ‫ن‬ُ ‫ما‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬َ ‫وا‬ْ ‫ت‬َ ‫ع‬َ
‫المجيد‬ ‫القرآن‬ ‫بل‬ّ ‫يتق‬ ‫فال‬ ،‫المرصوص‬ ‫كالبنيان‬ ‫نا‬ً ‫متضام‬ ‫ال‬ً ‫متكاف‬ ‫عا‬ً ‫مجتم‬ ‫يوجد‬ُ ‫أن‬ ‫أراد‬ ‫القرآن‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬
‫إذا‬ ‫ال‬ّ ‫إ‬ ‫نا‬ً ‫ساك‬ ‫رك‬ِّ ‫تح‬ ‫فال‬ ‫حولها‬ ‫ما‬َ ‫بكل‬ ‫يحيط‬ُ ‫والفساد‬ ‫الظلم‬ ‫ترى‬ ‫التي‬ ،‫الكسلى‬ ‫القاعدة‬ ‫النماذج‬ ‫تلك‬
.‫والولد‬ ‫المال‬ ‫أو‬ ‫الرزق‬ ‫أو‬ ‫النفس‬ ‫على‬ ‫فا‬ً ‫خو‬ ‫مباشر؛‬ ‫بشكل‬ ‫أصابها‬
‫فالقرآن‬ ،‫الدنيا‬ ‫الحياة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ «‫بها‬ ‫الناس‬ ‫يفتن‬ ‫التي‬ ‫»الفتن‬ ‫من‬ ‫األمور‬ ‫هذه‬ ‫تكون‬ ‫األحوال‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬
‫وعدم‬ ،‫عنه‬ ‫السكوت‬ ‫ثمن‬ ‫من‬ ‫أقل‬ ‫نه‬ّ ‫فإ‬ -‫ثمنه‬ ‫كان‬ ‫-مهما‬ ‫بوجهه‬ ‫والوقوف‬ ‫المنكر‬ ‫إنكار‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫على‬ ‫به‬ّ ‫ين‬
‫ولم‬ ‫الظلم‬ ‫في‬ ‫يقعوا‬ ‫لم‬ ‫-الذين‬ ‫أولئك‬ ‫تضع‬ ‫الكريمة‬ ‫اآلية‬ ‫ن‬ّ ‫فكأ‬ ،‫له‬ّ ‫ك‬ ‫المجتمع‬ ‫العذاب‬ ‫م‬ّ ‫فيع‬ ،‫مقاومته‬
‫أو‬ ،‫عليهم‬ ‫ذلك‬ ‫ره‬ّ ‫يج‬ ‫قد‬ ‫ما‬َ ‫مل‬ّ ‫تح‬ ‫مع‬ ‫والرفض‬ ‫اإلنكار‬ ‫خيار‬ ‫بين‬ -‫عنه‬ ‫سكتوا‬ ‫نهم‬ّ ‫ولك‬ ،‫فيه‬ ‫يشاركوا‬
‫»قانون‬ ‫فذلك‬ ،‫منه‬ ‫نصيبهم‬ ‫وينالهم‬ ،‫الجميع‬ ‫سيعم‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫العذاب‬ ‫بانتظار‬ ‫والسكوت‬ ‫اإلنكار‬ ‫عدم‬
‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ج‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ه‬ِ ‫ب‬ِ ‫روا‬ُ ‫ك‬ِّ ‫ذ‬ُ ‫ما‬َ ‫سوا‬ُ ‫ن‬َ ‫ما‬َّ ‫ل‬َ ‫ف‬َ " :‫هللا‬ ‫عذاب‬ ‫من‬ ‫ر‬َ ‫ك‬ِ ‫ن‬ْ ‫الم‬ ‫جي‬ّ ‫ن‬َ ‫ي‬ُ ‫فاإلنكار‬ ،‫منه‬ ‫مفر‬ ‫ال‬ «‫ي‬ٌّ ‫قرآن‬ ‫ي‬ّ ‫اجتماع‬
.(165:‫)األعراف‬ "‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫س‬ُ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫نوا‬ُ ‫كا‬َ ‫ما‬َ ‫ب‬ِ ‫س‬ٍ ‫ئي‬ِ ‫ب‬َ ‫ب‬ٍ ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫ب‬ِ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ظ‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫نا‬َ ‫ذ‬ْ ‫خ‬َ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ء‬ِ ‫سو‬ُّ ‫ال‬ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫ن‬َ ‫و‬ْ ‫ه‬َ ‫ن‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬
‫اإليمان‬ ‫مجتمع‬
‫كى‬ّ ‫مز‬ ،‫دا‬ً ‫ح‬ّ ‫مو‬ ‫نا‬ً ‫مؤم‬ ‫عا‬ً ‫مجتم‬ ‫يقيموا‬ ‫أن‬ -‫-تعالى‬ ‫هللا‬ ‫المسلمون‬ ‫عليه‬ ‫عاهد‬ ‫بما‬ ‫أنبأ‬ ‫المجيد‬ ‫القرآن‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬
‫ج‬ِ ‫منه‬ ‫ن‬َ ‫بيا‬ ‫المجيد‬ ‫ن‬ُ ‫القرآ‬ ‫ل‬َ ‫ف‬َ ‫ك‬َ ‫ع‬ٌ ‫مجتم‬ ،‫والعمران‬ ‫ية‬ّ ‫والحر‬ ‫العدل‬ ‫فيها‬ ‫يقيم‬ُ ‫و‬ ‫األرض‬ ‫يعمر‬ُ ،‫را‬ً ‫طاه‬
‫على‬ ‫إقامته‬ ‫تكفل‬ ‫التي‬ ‫والمبادئ‬ ‫واألصول‬ ‫القواعد‬ ‫دعائم‬ ‫وأرسى‬ ،‫النموذج‬ ‫المجتمع‬ ‫ليكون‬ ‫إقامته؛‬
،‫هللا‬ ‫إلى‬ ‫ويتجه‬ ،‫هللا‬ ‫عن‬ ‫يصدر‬ ‫مجتمع‬ ،‫وتقويته‬ ‫وإنماءه‬ ،‫لحفظه‬ ‫األسس؛‬ ‫وأمتن‬ ،‫الدعائم‬ ‫أقوى‬
‫السريرة‬ ‫ف‬ّ ‫ع‬ ،‫اللسان‬ ‫سليم‬ ،‫المشاعر‬ ‫نظيف‬ ،‫القلب‬ ‫ي‬ّ ‫تق‬ ‫مجتمع‬ .‫هللا‬ ‫إلى‬ ‫ينتسب‬ ‫أن‬ ‫به‬ ‫ويليق‬
‫أدب‬ ،‫غيره‬ ‫مع‬ ‫وأدب‬ ،‫نفسه‬ ‫مع‬ ‫وأدب‬ ،‫رسوله‬ ‫مع‬ ‫وأدب‬ ،‫هللا‬ ‫مع‬ ‫أدب‬ ‫له‬ ‫عالم‬ ‫أو‬ ‫مجتمع‬ .‫وطاهرها‬
.‫جوارحه‬ ‫حركات‬ ‫وفي‬ ،‫ضميره‬ ‫هواجس‬ ‫في‬
‫شرائع‬ ‫وهي‬ ،‫صيانته‬ ‫تكفل‬ ‫التي‬ ‫ية‬َّ ‫القرآن‬ ‫نظمه‬ ‫وله‬ ،‫ألوضاعه‬ ‫ظمة‬ّ ‫المن‬ ‫شرائعه‬ ‫له‬ ‫ذاته‬ ‫الوقت‬ ‫وفي‬
‫وتتالقى‬ ،‫وظاهره‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫باطن‬ ‫فيتوافق‬ ،‫معه‬ ‫واألدب‬ ‫وتوحيده‬ ‫باهلل‬ ‫اإليمان‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫تقوم‬ ‫ونظم‬
‫وهو‬ ،‫وخطاه‬ ‫أحاسيسه‬ ‫فيه‬ ‫وتتناسق‬ ،‫وزواجره‬ ‫دوافعه‬ ‫فيه‬ ‫وتتوازن‬ ،‫ومشاعره‬ ‫المجتمع‬ ‫هذا‬ ‫شرائع‬
‫التشريع‬ ‫لمجرد‬ ‫المجتمع‬ ‫ذلك‬ ‫وتنظيم‬ ‫بناء‬ ‫يوكل‬ ‫وال‬ ،‫باسمه‬ -‫-تعالى‬ ‫هللا‬ ‫إلى‬ ‫ويتحرك‬ ‫يتجه‬
‫الحاكمة‬ ‫والقوانين‬ ،‫وشرائعه‬ ‫المجتمع‬ ‫ونظام‬ ،‫الضمير‬ ‫ويقظة‬ ‫اإليمان‬ ‫فيه‬ ‫يتضافر‬ ‫بل‬ ،‫والتنظيم‬
.‫فيه‬
‫ما‬َ ‫يتجاوز‬ ‫وال‬ ،‫حكم‬ ‫أو‬ ‫قضاء‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫يقترح‬ ‫وال‬ ،‫نهي‬ ‫أو‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫هه‬َ ‫إل‬ ‫المؤمن‬ ‫د‬ُ ‫العب‬ ‫يسبق‬ ‫فال‬
‫ورغبة‬ ‫وخشية‬ ‫هلل‬ ‫منه‬ ‫تقوى‬ ‫خالقه؛‬ ‫مع‬ ‫يا‬ً ‫رأ‬ ‫أو‬ ‫إرادة‬ ‫لنفسه‬ ‫يجعل‬ ‫وال‬ ،‫عنه‬ ‫ينهى‬ ‫وما‬ ‫به‬ ‫يأمر‬
‫-صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫خطاب‬ ‫مع‬ ‫خاص‬ ‫أدب‬ ‫له‬ ‫مجتمع‬ ،‫معه‬ ‫با‬ً ‫وأد‬ ‫منه‬ ‫ء‬ً ‫وحيا‬ -‫-سبحانه‬ ‫له‬ ‫منه‬ ‫ورهبة‬
.‫وتعزيزه‬ ‫توقيره‬ ‫على‬ ‫يقوم‬ -‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬
‫وصيانة‬ ‫وحماية‬ ،‫مصادرها‬ ‫من‬ ‫واالستيثاق‬ ،‫واألفعال‬ ‫األقوال‬ ‫من‬ ‫بت‬ُّ ‫التث‬ ‫في‬ ‫منهجه‬ ‫له‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬
‫ما‬َ ‫غير‬ ‫في‬ ،‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫إلى‬ ‫باألمر‬ ‫الرجوع‬ ‫وإلى‬ ،‫هللا‬ ‫تقوى‬ ‫إلى‬ ‫ع‬ٍ ‫دا‬ ‫المنهج‬ ‫هذا‬ .‫فيه‬ ‫فرد‬ ‫كل‬ ‫شرف‬
‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ء‬َ ‫جا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫له‬ ‫استباق‬ ‫وال‬ ،‫به‬ ‫يأمر‬ ‫ولم‬ ‫يطلبه‬ ‫لم‬ ‫لما‬ ‫ح‬َ ‫اقترا‬ ‫وال‬ ،‫يديه‬ ‫بين‬ ‫تقدم‬
‫ل‬َ ‫سو‬ُ ‫ر‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫في‬ِ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫وا‬َ *‫ن‬َ ‫مي‬ِ ‫د‬ِ ‫نا‬َ ‫م‬ْ ‫ت‬ُ ‫ل‬ْ ‫ع‬َ ‫ف‬َ ‫ما‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫حوا‬ُ ‫ب‬ِ ‫ص‬ْ ‫ت‬ُ ‫ف‬َ ‫ة‬ٍ ‫ل‬َ ‫ها‬َ ‫ج‬َ ‫ب‬ِ ‫ما‬ً ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫بوا‬ُ ‫صي‬ِ ‫ت‬ُ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫نوا‬ُ ‫ي‬َّ ‫ب‬َ ‫ت‬َ ‫ف‬َ ‫إ‬ٍ ‫ب‬َ ‫ن‬َ ‫ب‬ِ ‫ق‬ٌ ‫س‬ِ ‫فا‬َ
‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫ه‬َ ‫ر‬َّ ‫ك‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ب‬ِ ‫لو‬ُ ‫ق‬ُ ‫في‬ِ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬َّ ‫ز‬َ ‫و‬َ ‫ن‬َ ‫ما‬َ ‫إلي‬ِ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫ب‬َ ‫ب‬َّ ‫ح‬َ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫ك‬ِ ‫ل‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ت‬ُّ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫ل‬َ ‫ر‬ِ ‫م‬ْ ‫أل‬َ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ر‬ٍ ‫ثي‬ِ ‫ك‬َ ‫في‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ع‬ُ ‫طي‬ِ ‫ي‬ُ ‫و‬ْ ‫ل‬َ ‫هللا‬ِ َّ
"‫كيم‬ِ ‫ح‬َ ‫م‬ٌ ‫لي‬ِ ‫ع‬َ ‫هللا‬َُّ ‫و‬َ ‫ة‬ً ‫م‬َ ‫ع‬ْ ‫ن‬ِ ‫و‬َ ‫هللا‬ِ َّ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ضال‬ْ ‫ف‬َ *‫ن‬َ ‫دو‬ُ ‫ش‬ِ ‫را‬َّ ‫ال‬ ‫م‬ُ ‫ه‬ُ ‫ك‬َ ‫ئ‬ِ ‫ل‬َ ‫أو‬ُ ‫ن‬َ ‫يا‬َ ‫ص‬ْ ‫ع‬ِ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫ق‬َ ‫سو‬ُ ‫ف‬ُ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫ر‬َ ‫ف‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬
.(8-6:‫)الحجرات‬
‫من‬ ‫فيه‬ ‫يقع‬ ‫ما‬َ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫ية‬َّ ‫العمل‬ ‫وإجراءاته‬ ‫نظمه‬ ‫له‬ ‫كانت‬ ‫ولذلك‬ ‫سما؛‬ ‫مهما‬ ‫ي‬ٌّ ‫بشر‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬
‫ية‬َّ ‫عمل‬ ‫بإجراءات‬ ‫يواجهها‬ُ ‫وهو‬ ،‫عالج‬ ‫بغير‬ ‫تركت‬ُ ‫لو‬ ‫كيانه‬ ‫خل‬ِ ‫ل‬ْ ‫خ‬َ ‫ت‬ُ ‫واندفاعات‬ ‫وقالقل‬ ‫وفتن‬ ‫خالف‬
‫والرجاء‬ ‫هللا‬ ‫تقوى‬ ‫ومن‬ ،‫واإلصالح‬ ‫العدل‬ ‫حقيقة‬ ‫ومن‬ ،‫المؤمنين‬ ‫بين‬ ‫وة‬ّ ‫األخ‬ ‫قاعدة‬ ‫من‬ ‫منبثقة‬ ‫ية‬َّ ‫علم‬
‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ما‬َ ‫ه‬ُ ‫دا‬َ ‫ح‬ْ ‫إ‬ِ ‫ت‬ْ ‫غ‬َ ‫ب‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫ما‬َ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬ْ ‫ب‬َ ‫حوا‬ُ ‫ل‬ِ ‫ص‬ْ ‫أ‬َ ‫ف‬َ ‫لوا‬ُ ‫ت‬َ ‫ت‬َ ‫ق‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫ني‬ِ ‫م‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ن‬ِ ‫تا‬َ ‫ف‬َ ‫ئ‬ِ ‫طا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫و‬َ " :‫ورضاه‬ ‫رحمته‬ ‫في‬
‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫طوا‬ُ ‫س‬ِ ‫ق‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ل‬ِ ‫د‬ْ ‫ع‬َ ‫ل‬ْ ‫با‬ِ ‫ما‬َ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬ْ ‫ب‬َ ‫حوا‬ُ ‫ل‬ِ ‫ص‬ْ ‫أ‬َ ‫ف‬َ ‫ت‬ْ ‫ء‬َ ‫فا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫هللا‬ِ َّ ‫ر‬ِ ‫م‬ْ ‫أ‬َ ‫لى‬َ ‫إ‬ِ ‫ء‬َ ‫في‬ِ ‫ت‬َ ‫تى‬َّ ‫ح‬َ ‫غي‬ِ ‫ب‬ْ ‫ت‬َ ‫تي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫لوا‬ُ ‫ت‬ِ ‫قا‬َ ‫ف‬َ ‫رى‬َ ‫خ‬ْ ‫أل‬ُ ‫ا‬
‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬َّ ‫ع‬َ ‫ل‬َ ‫هللا‬ََّ ‫قوا‬ُ ‫ت‬َّ ‫وا‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ي‬ْ ‫و‬َ ‫خ‬َ ‫أ‬َ ‫ن‬َ ‫ي‬ْ ‫ب‬َ ‫حوا‬ُ ‫ل‬ِ ‫ص‬ْ ‫أ‬َ ‫ف‬َ ‫ة‬ٌ ‫و‬َ ‫خ‬ْ ‫إ‬ِ ‫ن‬َ ‫نو‬ُ ‫م‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ *‫ن‬َ ‫طي‬ِ ‫س‬ِ ‫ق‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ب‬ُّ ‫ح‬ِ ‫ي‬ُ
.(9،10:‫ن")الحجرات‬َ ‫مو‬ُ ‫ح‬َ ‫ر‬ْ ‫ت‬ُ
‫معامالته‬ ‫في‬ ‫ية‬َّ ‫السلوك‬ ‫آدابه‬ ‫وله‬ ،‫البعض‬ ‫بعضه‬ ‫تجاه‬ ‫مشاعره‬ ‫في‬ ‫ية‬َ ‫النفس‬ ‫آدابه‬ ‫له‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬
‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ء‬ٌ ‫سا‬َ ‫ن‬ِ ‫وال‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫را‬ً ‫ي‬ْ ‫خ‬َ ‫نوا‬ُ ‫كو‬ُ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫سى‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ٍ ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫م‬ٌ ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ر‬ْ ‫خ‬َ ‫س‬ْ ‫ي‬َ ‫ال‬ ‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫بعض‬ ‫مع‬ ‫بعضه‬
‫د‬َ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫ق‬ُ ‫سو‬ُ ‫ف‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫س‬ْ ‫اال‬ ‫س‬َ ‫ئ‬ْ ‫ب‬ِ ‫ب‬ِ ‫قا‬َ ‫ل‬ْ ‫أل‬َ ‫با‬ِ ‫زوا‬ُ ‫ب‬َ ‫نا‬َ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫س‬َ ‫ف‬ُ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫زوا‬ُ ‫م‬ِ ‫ل‬ْ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫ن‬َّ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫را‬ً ‫ي‬ْ ‫خ‬َ ‫ن‬َّ ‫ك‬ُ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫سى‬َ ‫ع‬َ ‫ء‬ٍ ‫سا‬َ ‫ن‬ِ
.(11:‫)حجرات‬ "‫ن‬َ ‫مو‬ُ ‫ل‬ِ ‫ظا‬َّ ‫ال‬ ‫م‬ُ ‫ه‬ُ ‫ك‬َ ‫ئ‬ِ ‫ل‬َ ‫أو‬ُ ‫ف‬َ ‫ب‬ْ ‫ت‬ُ ‫ي‬َ ‫م‬ْ ‫ل‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫و‬َ ‫ن‬ِ ‫ما‬َ ‫إلي‬ِ ‫ا‬
،‫نة‬َّ ‫بظ‬ِ ‫أحد‬ ‫فيه‬ ‫يؤخذ‬ ‫ال‬ ،‫والحضرة‬ ‫الغيبة‬ ‫مصان‬ُ ،‫الحرمات‬ ‫مكفول‬ ،‫المشاعر‬ ‫نظيف‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬
‫ألدنى‬ ‫فيه‬ ‫ياتهم‬َّ ‫وخصوص‬ ‫رياتهم‬ّ ‫وح‬ ‫وكرماتهم‬ ‫الناس‬ ‫أمن‬ ‫يتعرض‬ ‫وال‬ ،‫العورات‬ ‫فيه‬ ‫تتبع‬ُ ‫وال‬
‫ب‬ْ ‫ت‬َ ‫غ‬ْ ‫ي‬َ ‫وال‬َ ‫سوا‬ُ ‫س‬َّ ‫ج‬َ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫م‬ٌ ‫ث‬ْ ‫إ‬ِ ‫ن‬ِّ ‫ظ‬َّ ‫ال‬ ‫ض‬َ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫ن‬ِّ ‫ظ‬َّ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫را‬ً ‫ثي‬ِ ‫ك‬َ ‫بوا‬ُ ‫ن‬ِ ‫ت‬َ ‫ج‬ْ ‫ا‬ ‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫مساس‬
"‫حيم‬ِ ‫ر‬َ ‫ب‬ٌ ‫وا‬َّ ‫ت‬َ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫هللا‬ََّ ‫قوا‬ُ ‫ت‬َّ ‫وا‬َ ‫ه‬ُ ‫مو‬ُ ‫ت‬ُ ‫ه‬ْ ‫ر‬ِ ‫ك‬َ ‫ف‬َ ‫تا‬ً ‫ي‬ْ ‫م‬َ ‫ه‬ِ ‫خي‬ِ ‫أ‬َ ‫م‬َ ‫ح‬ْ ‫ل‬َ ‫ل‬َ ‫ك‬ُ ‫أ‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫د‬ُ ‫ح‬َ ‫أ‬َ ‫ب‬ُّ ‫ح‬ِ ‫ي‬ُ ‫أ‬َ ‫ضا‬ً ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ض‬ُ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ
.(12:‫)الحجرات‬
‫وله‬ ،‫الشعوب‬ ‫المتعددة‬ ‫األجناس‬ ‫المختلفة‬ ‫ية؛‬َّ ‫اإلنسان‬ ‫وحدة‬ ‫عن‬ ‫الكاملة‬ ‫وفكرته‬ ‫رؤيته‬ ‫له‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬
‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫واالضطراب‬ ‫الهوى‬ ‫شوائب‬ ‫من‬ ‫رأ‬ّ ‫ب‬َ ‫م‬ُ ‫ال‬ ‫هللا‬ ‫ميزان‬ ‫نه‬ّ ‫إ‬ ،‫المجتمع‬ ‫به‬ ‫يقوم‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫الواحد‬ ‫ميزانه‬
‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫قا‬َ ‫ت‬ْ ‫أ‬َ ‫هللا‬ِ َّ ‫د‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫م‬َ ‫ر‬َ ‫ك‬ْ ‫أ‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫فوا‬ُ ‫ر‬َ ‫عا‬َ ‫ت‬َ ‫ل‬ِ ‫ل‬َ ‫ئ‬ِ ‫با‬َ ‫ق‬َ ‫و‬َ ‫با‬ً ‫عو‬ُ ‫ش‬ُ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫نا‬َ ‫ل‬ْ ‫ع‬َ ‫ج‬َ ‫و‬َ ‫ثى‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬ُ ‫و‬َ ‫ر‬ٍ ‫ك‬َ ‫ذ‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫نا‬َ ‫ق‬ْ ‫ل‬َ ‫خ‬َ ‫نا‬َّ ‫إ‬ِ ‫س‬ُ ‫نا‬َّ ‫ال‬
.(13:‫)الحجرات‬ "‫ر‬ٌ ‫بي‬ِ ‫خ‬َ ‫م‬ٌ ‫لي‬ِ ‫ع‬َ
‫دعي‬ُ ‫باسمه‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫اإليمان‬ ‫معالم‬ ‫دد‬ّ ‫يح‬ ،‫السليم‬ ‫النظيف‬ ‫الكريم‬ ‫الرفيع‬ ‫ي‬ّ ‫النموذج‬ ‫المجتمع‬ ‫هو‬
‫بهذا‬ ‫تكاليفه‬ ‫إلى‬ ‫يدعوهم‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫هللا‬ ‫دعوة‬ ‫بوا‬ّ ‫ليل‬ ‫لهم‬ ‫هتف‬ُ ‫وباسمه‬ ،‫النموذج‬ ‫ذلك‬ ‫إقامة‬ ‫إلى‬ ‫المؤمنون‬
‫الحبيب‬ ‫النداء‬ ‫ذلك‬ "...‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫والتسليم‬ ‫التلبية‬ ‫إلى‬ ‫الحافز‬ ‫سس‬ّ ‫يؤ‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ،‫الجميل‬ ‫الوصف‬
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني
 Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية   طه جابر العلواني

More Related Content

Viewers also liked

London Olympics 2012
London Olympics 2012 London Olympics 2012
London Olympics 2012 vikashsaini78
 
DaleBanquirigo.UpdatedCV.061516
DaleBanquirigo.UpdatedCV.061516DaleBanquirigo.UpdatedCV.061516
DaleBanquirigo.UpdatedCV.061516Dale Banquirigo
 
Corrientes económicas
Corrientes económicasCorrientes económicas
Corrientes económicasKevin López
 
chuyên thiết kế video quảng cáo tốt giá rẻ
chuyên thiết kế video quảng cáo tốt giá rẻchuyên thiết kế video quảng cáo tốt giá rẻ
chuyên thiết kế video quảng cáo tốt giá rẻwilliams782
 
Posttraumatic hematuria with pseudorenal failure: A Diagnostic lead for Intra...
Posttraumatic hematuria with pseudorenal failure: A Diagnostic lead for Intra...Posttraumatic hematuria with pseudorenal failure: A Diagnostic lead for Intra...
Posttraumatic hematuria with pseudorenal failure: A Diagnostic lead for Intra...KETAN VAGHOLKAR
 
Abdominal tuberculosis:A surgical enigma
Abdominal tuberculosis:A surgical enigmaAbdominal tuberculosis:A surgical enigma
Abdominal tuberculosis:A surgical enigmaKETAN VAGHOLKAR
 
Intussusception in adults
Intussusception in adultsIntussusception in adults
Intussusception in adultsKETAN VAGHOLKAR
 
はじめてテーマを作る、その前に
はじめてテーマを作る、その前にはじめてテーマを作る、その前に
はじめてテーマを作る、その前にnatsumiine
 
Con que ciencias se relaciona la economía
Con que ciencias se relaciona la economíaCon que ciencias se relaciona la economía
Con que ciencias se relaciona la economíaJose Angel estrada
 

Viewers also liked (14)

London Olympics 2012
London Olympics 2012 London Olympics 2012
London Olympics 2012
 
DaleBanquirigo.UpdatedCV.061516
DaleBanquirigo.UpdatedCV.061516DaleBanquirigo.UpdatedCV.061516
DaleBanquirigo.UpdatedCV.061516
 
My Resume
My ResumeMy Resume
My Resume
 
Corrientes económicas
Corrientes económicasCorrientes económicas
Corrientes económicas
 
chuyên thiết kế video quảng cáo tốt giá rẻ
chuyên thiết kế video quảng cáo tốt giá rẻchuyên thiết kế video quảng cáo tốt giá rẻ
chuyên thiết kế video quảng cáo tốt giá rẻ
 
Posttraumatic hematuria with pseudorenal failure: A Diagnostic lead for Intra...
Posttraumatic hematuria with pseudorenal failure: A Diagnostic lead for Intra...Posttraumatic hematuria with pseudorenal failure: A Diagnostic lead for Intra...
Posttraumatic hematuria with pseudorenal failure: A Diagnostic lead for Intra...
 
Día de muertos
Día de muertosDía de muertos
Día de muertos
 
Dhorvic Pacardo CV
Dhorvic Pacardo CVDhorvic Pacardo CV
Dhorvic Pacardo CV
 
Abdominal tuberculosis:A surgical enigma
Abdominal tuberculosis:A surgical enigmaAbdominal tuberculosis:A surgical enigma
Abdominal tuberculosis:A surgical enigma
 
Dianna CV
Dianna CVDianna CV
Dianna CV
 
Intussusception in adults
Intussusception in adultsIntussusception in adults
Intussusception in adults
 
membaca pengumuman
membaca pengumuman membaca pengumuman
membaca pengumuman
 
はじめてテーマを作る、その前に
はじめてテーマを作る、その前にはじめてテーマを作る、その前に
はじめてテーマを作る、その前に
 
Con que ciencias se relaciona la economía
Con que ciencias se relaciona la economíaCon que ciencias se relaciona la economía
Con que ciencias se relaciona la economía
 

Similar to Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية طه جابر العلواني

Alislah magasine N°71
Alislah magasine N°71Alislah magasine N°71
Alislah magasine N°71Faycal Elleuch
 
تنظير التغيير
تنظير التغييرتنظير التغيير
تنظير التغييرLoay Qabajeh
 
اريتريا بركان القرن الأفريقي
اريتريا بركان القرن الأفريقي اريتريا بركان القرن الأفريقي
اريتريا بركان القرن الأفريقي zulabook
 
علم اجتماع الثورة الحسينية
علم اجتماع الثورة الحسينيةعلم اجتماع الثورة الحسينية
علم اجتماع الثورة الحسينيةMohd Mattar
 
خطاب الانطلاقة ألمانيا 2015
خطاب الانطلاقة ألمانيا 2015خطاب الانطلاقة ألمانيا 2015
خطاب الانطلاقة ألمانيا 2015Baker AbuBaker
 
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 3
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 3حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 3
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 3Mouldi Daoudi
 
كتاب الحركة الشيوعية في مصر يوسف محمد
كتاب الحركة الشيوعية في مصر يوسف محمدكتاب الحركة الشيوعية في مصر يوسف محمد
كتاب الحركة الشيوعية في مصر يوسف محمدEntessar Gharieb
 
كتاب الحركة الشيوعية في مصر- يوسف محمد
كتاب الحركة الشيوعية في مصر- يوسف محمدكتاب الحركة الشيوعية في مصر- يوسف محمد
كتاب الحركة الشيوعية في مصر- يوسف محمدEntessar Gharieb
 
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاححركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاحMouldi Daoudi
 
عيش ..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية خواطر رمضانية ..قرآنية ..ثورية (1
عيش ..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية  خواطر رمضانية ..قرآنية ..ثورية (1عيش ..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية  خواطر رمضانية ..قرآنية ..ثورية (1
عيش ..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية خواطر رمضانية ..قرآنية ..ثورية (1Emad Hamed
 
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتحBaker AbuBaker
 
الفعل، والصفح، وأزمة عالمٍ متصحّر في أُفق اكتشاف سياسي للإنسان عند آراندت
الفعل، والصفح، وأزمة عالمٍ متصحّر في أُفق اكتشاف سياسي للإنسان عند آراندتالفعل، والصفح، وأزمة عالمٍ متصحّر في أُفق اكتشاف سياسي للإنسان عند آراندت
الفعل، والصفح، وأزمة عالمٍ متصحّر في أُفق اكتشاف سياسي للإنسان عند آراندتحسن قروق
 
كيف يصنع العلويون في سورية مستقبلهم الوطني
كيف يصنع العلويون في سورية مستقبلهم الوطنيكيف يصنع العلويون في سورية مستقبلهم الوطني
كيف يصنع العلويون في سورية مستقبلهم الوطنيMuhammad Naseh Abdulla
 
أسباب النزوع إلی التکفیر في ضوء علم النفس
أسباب النزوع إلی التکفیر في ضوء علم النفسأسباب النزوع إلی التکفیر في ضوء علم النفس
أسباب النزوع إلی التکفیر في ضوء علم النفسezra lioyd
 
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...ezra lioyd
 
مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
 مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماءBaker AbuBaker
 
نبذة عن حركتنا-فتح التي لا تطير الا بجناحين 2018
نبذة عن حركتنا-فتح التي لا تطير الا بجناحين 2018نبذة عن حركتنا-فتح التي لا تطير الا بجناحين 2018
نبذة عن حركتنا-فتح التي لا تطير الا بجناحين 2018Baker AbuBaker
 
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 2
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 2حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 2
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 2Mouldi Daoudi
 

Similar to Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية طه جابر العلواني (20)

Alislah magasine N°71
Alislah magasine N°71Alislah magasine N°71
Alislah magasine N°71
 
تنظير التغيير
تنظير التغييرتنظير التغيير
تنظير التغيير
 
كتاب ضمير الشعب
كتاب ضمير الشعبكتاب ضمير الشعب
كتاب ضمير الشعب
 
اريتريا بركان القرن الأفريقي
اريتريا بركان القرن الأفريقي اريتريا بركان القرن الأفريقي
اريتريا بركان القرن الأفريقي
 
علم اجتماع الثورة الحسينية
علم اجتماع الثورة الحسينيةعلم اجتماع الثورة الحسينية
علم اجتماع الثورة الحسينية
 
خطاب الانطلاقة ألمانيا 2015
خطاب الانطلاقة ألمانيا 2015خطاب الانطلاقة ألمانيا 2015
خطاب الانطلاقة ألمانيا 2015
 
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 3
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 3حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 3
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 3
 
كتاب الحركة الشيوعية في مصر يوسف محمد
كتاب الحركة الشيوعية في مصر يوسف محمدكتاب الحركة الشيوعية في مصر يوسف محمد
كتاب الحركة الشيوعية في مصر يوسف محمد
 
كتاب الحركة الشيوعية في مصر- يوسف محمد
كتاب الحركة الشيوعية في مصر- يوسف محمدكتاب الحركة الشيوعية في مصر- يوسف محمد
كتاب الحركة الشيوعية في مصر- يوسف محمد
 
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاححركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
 
عيش ..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية خواطر رمضانية ..قرآنية ..ثورية (1
عيش ..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية  خواطر رمضانية ..قرآنية ..ثورية (1عيش ..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية  خواطر رمضانية ..قرآنية ..ثورية (1
عيش ..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية خواطر رمضانية ..قرآنية ..ثورية (1
 
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
 
الفعل، والصفح، وأزمة عالمٍ متصحّر في أُفق اكتشاف سياسي للإنسان عند آراندت
الفعل، والصفح، وأزمة عالمٍ متصحّر في أُفق اكتشاف سياسي للإنسان عند آراندتالفعل، والصفح، وأزمة عالمٍ متصحّر في أُفق اكتشاف سياسي للإنسان عند آراندت
الفعل، والصفح، وأزمة عالمٍ متصحّر في أُفق اكتشاف سياسي للإنسان عند آراندت
 
كيف يصنع العلويون في سورية مستقبلهم الوطني
كيف يصنع العلويون في سورية مستقبلهم الوطنيكيف يصنع العلويون في سورية مستقبلهم الوطني
كيف يصنع العلويون في سورية مستقبلهم الوطني
 
أسباب النزوع إلی التکفیر في ضوء علم النفس
أسباب النزوع إلی التکفیر في ضوء علم النفسأسباب النزوع إلی التکفیر في ضوء علم النفس
أسباب النزوع إلی التکفیر في ضوء علم النفس
 
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
 
الفجر 191
الفجر 191الفجر 191
الفجر 191
 
مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
 مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
 
نبذة عن حركتنا-فتح التي لا تطير الا بجناحين 2018
نبذة عن حركتنا-فتح التي لا تطير الا بجناحين 2018نبذة عن حركتنا-فتح التي لا تطير الا بجناحين 2018
نبذة عن حركتنا-فتح التي لا تطير الا بجناحين 2018
 
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 2
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 2حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 2
حزب حركة النهضة وفقه المناورة السياسية 2
 

More from benamor belgacem

08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacembenamor belgacem
 
07 03-04-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
07 03-04-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem07 03-04-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
07 03-04-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacembenamor belgacem
 
03 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
03 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem03 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
03 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته-benamor.belgacembenamor belgacem
 
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacembenamor belgacem
 
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفيp-benamor.belgacem02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفيp-benamor.belgacembenamor belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacembenamor belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفيp-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفيp-benamor.belgacembenamor belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةp-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةp-benamor.belgacembenamor belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةe-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةe-benamor.belgacembenamor belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف1-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف1-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف1-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف1-benamor.belgacembenamor belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربية-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربية-benamor.belgacembenamor belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المجاميع-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   المجاميع-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   المجاميع-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المجاميع-benamor.belgacembenamor belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفي-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفي-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفي-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفي-benamor.belgacembenamor belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف-benamor.belgacembenamor belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته-benamor.belgacembenamor belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الأدب-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الأدب-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الأدب-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الأدب-benamor.belgacembenamor belgacem
 
مجلة العلوم الأمريكية المجلد 25 - العددان 5 & 6 - ماي-benamor.belgacem
 مجلة العلوم الأمريكية   المجلد 25 - العددان 5 & 6 - ماي-benamor.belgacem مجلة العلوم الأمريكية   المجلد 25 - العددان 5 & 6 - ماي-benamor.belgacem
مجلة العلوم الأمريكية المجلد 25 - العددان 5 & 6 - ماي-benamor.belgacembenamor belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةe-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةe-benamor.belgacembenamor belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف1-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف1-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف1-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف1-benamor.belgacembenamor belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربية-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربية-benamor.belgacembenamor belgacem
 

More from benamor belgacem (20)

08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
 
07 03-04-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
07 03-04-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem07 03-04-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
07 03-04-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
 
03 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
03 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem03 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
03 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
 
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
 
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفيp-benamor.belgacem02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
02 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربيةp-benamor.belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفيp-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفيp-benamor.belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةp-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةp-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةp-benamor.belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةe-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف1-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف1-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف1-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف1-benamor.belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربية-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المجاميع-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   المجاميع-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   المجاميع-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المجاميع-benamor.belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفي-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفي-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الفقه الحنفي-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الفقه الحنفي-benamor.belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف-benamor.belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته-benamor.belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الأدب-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الأدب-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الأدب-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الأدب-benamor.belgacem
 
مجلة العلوم الأمريكية المجلد 25 - العددان 5 & 6 - ماي-benamor.belgacem
 مجلة العلوم الأمريكية   المجلد 25 - العددان 5 & 6 - ماي-benamor.belgacem مجلة العلوم الأمريكية   المجلد 25 - العددان 5 & 6 - ماي-benamor.belgacem
مجلة العلوم الأمريكية المجلد 25 - العددان 5 & 6 - ماي-benamor.belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةe-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية الطب والصيدلةe-benamor.belgacem
 
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف1-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف1-benamor.belgacem01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   التصوف1-benamor.belgacem
01 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التصوف1-benamor.belgacem
 
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربية-benamor.belgacem00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية   علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
00 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم اللغة العربية-benamor.belgacem
 

Benamor.belgacemتأملات في الثورات العربية طه جابر العلواني

  • 1.
  • 2.
  • 3. ‫العربية‬ ‫الثورة‬ ‫في‬ ‫تأمالت‬ ‫المؤلف‬ ‫العلواني‬ ‫جابر‬ ‫دطه‬ ‫الناشر‬
  • 4. ‫تمهيد‬ ‫في‬ ‫السياسي‬ ‫العربي‬ ‫واقعنا‬ ‫يرت‬ّ ‫غ‬ ‫التي‬ ‫السياسية‬ ‫األحداث‬ ‫كبرى‬ ‫في‬ ‫تأمل‬ ‫حصيلة‬ ‫هو‬ :‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫الجنوب‬ ‫انفصال‬ ‫عن‬ ‫بدايته‬ .‫بإرادتها‬ ‫العربية‬ ‫الشعوب‬ ‫تسطره‬ ‫مشرق‬ ‫مستقبل‬ ‫باتجاه‬ 2011 ‫العام‬ ‫األمة‬ ‫بناء‬ ‫عن‬ ‫وختامه‬ ،‫العام‬ ‫ل‬ّ ‫مسته‬ ‫في‬ ‫بتر‬ ‫قد‬ ‫األمة‬ ‫هذه‬ ‫جسد‬ ‫من‬ ‫ءا‬ً ‫جز‬ ‫ن‬ّ ‫بأ‬ ‫كر‬ّ ‫ليذ‬ ،‫السوداني‬ ‫التعليق‬ ‫بين‬ ‫تتراوح‬ ‫الكتاب‬ ‫ومواضيع‬ .‫األمة‬ ‫هذه‬ ‫توحيد‬ ‫إمكان‬ ‫في‬ ‫جديد‬ ‫من‬ ‫األمل‬ ‫ليمنح‬ ،‫بالقرآن‬ .‫والكون‬ ‫القرآن‬ ‫بين‬ ‫ما‬ ‫العام‬ ‫التأمل‬ ‫و‬ ‫الشائعة‬ ‫السياسية‬ ‫المفاهيم‬ ‫بعض‬ ‫نقد‬ ‫و‬ ‫الحدث‬ ‫على‬ ‫المباشر‬ 4 ‫وثناء‬ ‫شكر‬ 5 ‫مقدمة‬ :-‫الثورة‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫منهج‬ :‫األول‬ ‫الفصل‬ 41 3 ،2 ،1 ‫العربية‬ ‫الثورية‬ ‫الحالة‬ ‫في‬ 78 ‫الثورة‬ ‫وسؤال‬ ‫المجيد‬ ‫القرآن‬ 74 ‫السياسي‬ ‫االستقرار‬ ‫مفهوم‬ ‫في‬ ‫والخبيث‬ ‫الحميد‬ :‫إليها‬ ‫أدى‬ ‫وما‬ ‫العربية‬ ‫الثورية‬ ‫الحاالت‬ ‫بعض‬ :‫الثاني‬ ‫الفصل‬ 6 ‫السودان‬ ‫جنوب‬ ‫يا‬ ‫لك‬ ‫وداعا‬ 22 ‫وأهلها‬ ‫الخضراء‬ ‫لتونس‬ ‫تحية‬ :‫الطغاة‬ ‫نهاية‬ 33 ‫والشعوب‬ ‫األمم‬ ‫ذنوب‬ 16 ‫الكنائس‬ ‫على‬ ‫االعتداء‬ ‫فتنة‬ 87 ‫والمسجد‬ ‫الكنيسة‬ 122 ‫الرابعة‬ ‫واألقنومة‬ ‫ماسبيرو‬ ‫أحداث‬ 131 ‫المؤامرة‬ ‫ونظرية‬ ‫االستحمار‬
  • 5. 149 ‫الحكام‬ ‫مصارع‬ ‫في‬ ‫تأمالت‬ 119 ‫االستبداد‬ ‫آثار‬ :‫الثورة‬ ‫بعد‬ ‫ما‬ ‫مراحل‬ :‫الثالث‬ ‫الفصل‬ 143 ‫العربي؟‬ ‫الربيع‬ ‫بعد‬ ‫ماذا‬ 137 ‫الواجب‬ ‫وثقافة‬ ‫الحق‬ ‫ثقافة‬ ‫بين‬ ‫التوازن‬ ‫نحقق‬ ‫كيف‬ 163 ‫المصرية‬ ‫الشخصية‬ ‫يواجه‬ ‫خطر‬ 174 ‫السلبي‬ ‫والتفتت‬ ‫اإليجابي‬ ‫االحتجاج‬ ‫بين‬ 157 ‫االنتخاب‬ ‫ثقافة‬ ‫بناء‬ ‫نحو‬ 168 ‫المصري‬ ‫والبركان‬ ‫العرب‬ 178 ‫والكثرة‬ ‫الوحدة‬ ‫بين‬ ‫الجريمة‬ 183 ‫األمن‬ 187 ‫معاصرة‬ ‫سياسية‬ ‫مصطلحات‬ 92 ‫والدولة‬ ‫الدعوة‬ ‫بين‬ ‫اإلسالميون‬ 196 ‫العربية‬ ‫الشعوب‬ ‫مع‬ ‫والعالقة‬ ‫الغرب‬ 197 ‫والدولة‬ ‫األمة‬ ‫بين‬ ‫اإلسالميون‬ 203 ‫بالقرآن‬ ‫األمة‬ ‫نهضة‬ 211 ‫سطور‬ ‫في‬ ‫المؤلف‬
  • 6. ‫وثناء‬ ‫شكر‬ ‫بجزيل‬ ‫أتقدم‬ ‫أن‬ ‫ال‬ّ ‫إ‬ ‫يسعني‬ ‫ال‬ ‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫الكتاب‬ ‫بلغ‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ .‫الصالحات‬ ‫تتم‬ ‫بنعمته‬ ‫الذي‬ ‫هلل‬ ‫الحمد‬ ‫سارة‬ ‫الباحثة‬ :‫مقدمتهم‬ ‫في‬ .‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫إعداد‬ ‫في‬ ‫مساعدتي‬ ‫في‬ ‫الفضل‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫إلى‬ ‫الشكر‬ ‫والكتابة‬ ‫المساعد‬ ‫البحث‬ ‫مرحلة‬ ‫في‬ ‫أعانت‬ ‫التي‬ ،‫اإلسالمية‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫الماجستير‬ ‫طالبة‬ ،‫الصغير‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫األخبار‬ ‫وجمع‬ ،‫التحرير‬ ‫في‬ ‫ساعدت‬ ‫التي‬ ،‫الحصي‬ ‫دينا‬ ‫األديبة‬ ‫م‬ّ ‫ث‬ ‫؛‬ ‫المادة‬ ‫لهذه‬ ‫األولية‬ ‫قامت‬ ‫التي‬ ،‫اإلسالمية‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫الماجستير‬ ‫طالبة‬ ،‫جعفر‬ ‫يوسف‬ ‫خديجة‬ ‫الباحثة‬ ‫ثم‬ ‫لكتابتها؛‬ ‫با‬ً ‫سب‬ ‫التحرير‬ ‫في‬ ‫للمساهمة‬ ‫للدراسات‬ ‫الفكر‬ ‫صناعة‬ ‫ولمركز‬ , ‫الصورة‬ ‫بهذه‬ ‫وإخراجه‬ ‫للكتاب‬ ‫بالتحرير‬ ‫والطباعة‬ ‫واإلخراج‬ ‫النهائي‬ .‫ويرضاه‬ ‫يحبه‬ ‫لما‬ ‫وإياهم‬ ‫هللا‬ ‫وفقنا‬ ‫العلواني‬ ‫جابر‬ ‫طه‬
  • 7. ‫مقدمة‬ ‫ما‬ .2011 ‫العام‬ ‫في‬ ‫باألمة‬ ‫أحاطت‬ ‫التي‬ ‫الظروف‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫كتبت‬ ‫ودراسات‬ ‫تأمالت‬ ‫مجموعة‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫النظر‬ ‫في‬ ‫لمنطلقاته‬ ‫مماثلة‬ ‫منطلقات‬ ‫من‬ ‫ينطلق‬ ‫ومن‬ ‫الكاتب‬ ‫مواقف‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫أنها‬ ‫بينها‬ ‫يجمع‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫األمة‬ ‫فصائل‬ ‫من‬ ‫فصيل‬ ‫مواقف‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫إنها‬ ‫نقول‬ ‫أن‬ ‫نستطيع‬ ‫بحيث‬ ،‫األحداث‬ ‫هذه‬ ‫يريد‬ ،‫معاصرة‬ ‫ألحداث‬ ‫قرآنية‬ ‫رؤية‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫مواقف‬ ‫كونها‬ ‫من‬ ‫أهميتها‬ ‫تستمد‬ ،‫والوقائع‬ ‫األحداث‬ ‫والمفسر‬ ‫للحق‬ ‫الهادي‬ ‫وهو‬ ،‫األمة‬ ‫لهذه‬ ‫المخرج‬ ‫هو‬ ‫المجيد‬ ‫القرآن‬ ‫زال‬ ‫ما‬ :‫للناس‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫كاتبها‬ ‫والوقائع‬ ‫لألحداث‬ ‫بالنسبة‬ ‫كذلك‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ،‫والغد‬ ‫اليوم‬ ‫ألحداث‬ ‫واألحسن‬ ‫واألهدى‬ ‫واألدق‬ ‫األقوى‬ ‫النظر‬ ‫في‬ ‫ببعضها‬ ‫أو‬ ‫بها‬ ‫ليستفيد‬ ‫المعاصر‬ ‫القارئ‬ ‫يدي‬ ‫بين‬ ‫ووضعها‬ ‫جمعها‬ ‫آثرنا‬ ‫ولذلك‬ ‫الماضية؛‬ .‫آثارها‬ ‫نعايش‬ ‫أو‬ ‫نعايشها‬ ‫زلنا‬ ‫ما‬ ‫أحداث‬ ‫إلى‬ ‫وسائل‬ ‫من‬ ‫وسيلة‬ ‫فيها‬ ‫رأوا‬ ‫الدراسات‬ ‫أو‬ ‫المقاالت‬ ‫هذه‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫طلعوا‬ّ ‫ا‬ ‫الذين‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫را‬ً ‫كثي‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬ ‫الكلية‬ ‫ورؤيتها‬ ‫األمة‬ ‫بعقيدة‬ ‫التصالها‬ ‫تقدم‬ ‫أن‬ ‫البد‬ ‫رؤية‬ ‫وطرح‬ ،‫الذات‬ ‫على‬ ‫الوعي‬ ‫بناء‬ ‫إعادة‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫يعرض‬ ‫أو‬ ‫له‬ ‫يعرض‬ ‫ما‬ ‫سائر‬ ‫بين‬ ‫المسلم‬ ‫العقل‬ ‫إلى‬ ‫طريقها‬ ‫لتشق‬ ‫اإلسالمي‬ ‫وتصورها‬ ‫بكل‬ ‫الوحي‬ ‫قراءة‬ :‫القراءتين‬ ‫بين‬ ‫جمع‬ ‫مبدأ‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫أنها‬ ‫فيها‬ ‫األساسية‬ ‫القوة‬ ‫نقطة‬ .‫وآراء‬ ‫مواقف‬ .‫تضاريسه‬ ‫بسائر‬ ‫الواقع‬ ‫وقراءة‬ ‫وأهداف‬ ‫وهداية‬ ،‫ومقاصد‬ ‫قيم‬ ‫من‬ ‫يمثل‬ ‫ما‬ .‫التوفيق‬ ‫ولي‬ ‫وهللا‬ ‫العلواني‬ ‫جابر‬ ‫طه‬ ‫القاهرة‬ 2011 ‫ديسمبر‬ 30
  • 8. ‫الثورة‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫منهج‬ :‫األول‬ ‫الفصل‬
  • 9. ‫العربية‬ ‫الثورية‬ ‫الحالة‬ ‫في‬ ‫تساؤالت‬ ‫عدة‬ ‫لدينا‬ ‫تثور‬ ‫اآلن‬ ‫العربي‬ ‫المشهد‬ ‫تعم‬ ‫التي‬ ‫الظاهرة‬ ‫هذه‬ ‫لتقييم‬ ‫رصينة‬ ‫بعقلية‬ ‫نتقدم‬ ‫عندما‬ :‫أمامنا‬ ‫تثور‬ ‫التي‬ ‫األسئلة‬ ‫قبيل‬ ‫ومن‬ .‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫فقه‬ ‫بناء‬ ‫محاولة‬ ‫يدي‬ ‫بين‬ ‫عنها‬ ‫نجيب‬ ‫وأن‬ ‫البد‬ ‫الفتن؟‬ ‫عن‬ ‫التمييز‬ ‫بمعيار‬ ‫إليها‬ ‫النظر‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬ ‫الشعبية؟‬ ‫الثورات‬ ‫نف‬ّ ‫ونص‬ ‫نعرف‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫كيف‬ ‫يفترقان؟‬ ‫وأين‬ ‫يلتقيان؟‬ ‫أين‬ ‫والفتنة؟‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورة‬ ‫بين‬ ‫الفارق‬ ‫مالمح‬ ‫هي‬ ‫وما‬ ‫النظر‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬ ‫ية؟‬ّ ‫العسكر‬ ‫واالنقالبات‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫بين‬ ‫الفروق‬ ‫ما‬ :‫حول‬ ‫تساؤالت‬ ‫تثور‬ ‫وكذا‬ ‫التي‬ ‫األسباب‬ ‫وما‬ ‫ية؟‬ّ ‫شعب‬ ‫ثورة‬ ‫ي‬ّ ‫المدن‬ ‫العصيان‬ ‫يصبح‬ ‫ومتى‬ ‫ي؟‬ّ ‫المدن‬ ‫العصيان‬ ‫فضاء‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫إليها‬ ‫ية؟‬ّ ‫الشعب‬ ‫بالثورات‬ ‫يعرف‬ ‫فيما‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫لتنفجر‬ ‫مختلفة‬ ‫أجيال‬ ‫في‬ ‫وتوترها‬ ‫الشعوب‬ ‫احتقان‬ ‫إلى‬ ‫تؤدي‬ ‫في‬ ‫التالية‬ ‫العوامل‬ ‫تأثير‬ ‫وما‬ ‫ية؟‬ّ ‫شعب‬ ‫ثورات‬ ‫جر‬ّ ‫تف‬ ‫التي‬ ‫الشعوب‬ ‫في‬ ‫تتوافر‬ ‫التي‬ ‫الشروط‬ ‫هي‬ ‫وما‬ ‫ية؟‬ّ ‫شعب‬ ‫ثورات‬ ‫في‬ ‫لالنخراط‬ ‫الناس‬ ‫تهيئة‬ ‫ية؟‬ّ ‫الشعب‬ ‫الثورات‬ ‫في‬ ‫العناصر‬ ‫مختلف‬ ‫في‬ ‫المشاركة‬ ‫يات‬ّ ‫عمل‬ ‫يم‬ّ ‫نق‬ ‫كيف‬ :‫التساؤالت‬ ‫تثور‬ ‫وأخيرا‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ثارت‬ ‫لمن‬ ‫تقدمه‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫البديل‬ ‫وفي‬ ‫الثورة‬ ‫في‬ ‫قيادتها‬ ‫تفرز‬ ‫أن‬ ‫ية‬ّ ‫شعب‬ ‫لثورات‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬ ‫األخيرة‬ ‫مراحلها‬ ‫في‬ ‫فيها‬ ‫والطامعين‬ ‫االنتهازيين‬ ‫بعض‬ ‫باقتناص‬ ‫ما‬ً ‫دائ‬ ‫ددة‬ّ ‫مه‬ ‫نها‬ّ ‫أ‬ ‫أم‬ ‫صفوفها؟‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫المشاركة‬ ‫عن‬ ‫ذل‬ّ ‫يخ‬ ‫أن‬ ‫المظنون‬ ‫المحظور‬ ‫لهذا‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬ ‫مصالحهم؟‬ ‫إلى‬ ‫اتجاهها‬ ‫وتحويل‬ ‫الثورات؟‬ ‫الشعبية؟‬ ‫بالثورة‬ ‫المراد‬ ‫ما‬ ‫حقوقه‬ ‫مستبدون‬ ‫أو‬ ‫مستبد‬ ‫سلبه‬ ‫مضطهد‬ ‫مظلوم‬ ‫شعب‬ ‫به‬ ‫يقوم‬ ‫وانفجار‬ ‫ثورة‬ ‫هي‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورة‬ ‫مع‬ ‫وسلبوا‬ ،‫منها‬ ‫أصحابها‬ ‫وحرمان‬ ‫مصادرتها‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ ‫بشكل‬ ‫فيها‬ ‫تدخلوا‬ ‫أو‬ ،‫والعامة‬ ‫الخاصة‬ ‫كيف‬ ‫به‬ ‫يتالعب‬ ‫المستبد؛‬ ‫على‬ ‫ل‬ًّ ‫ك‬ ‫منه‬ ‫وجعلوا‬ ،‫حرماته‬ ‫وانتهكوا‬ ،‫الشعب‬ ‫أبناء‬ ‫خصوصيات‬ ‫ذلك‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫وليس‬ .‫وشخصيته‬ ‫حقوقه‬ ‫وسائر‬ ‫وبشرته‬ ‫ماله‬ ‫على‬ ‫ويتسلطون‬ ،‫وحاشيته‬ ‫عليه‬ ‫يستعلي‬ ،‫يشاء‬ ‫ملك‬ِ ‫مقدراته‬ ‫وكل‬ ‫وعرضه‬ ‫وماله‬ ‫أنه‬ ‫يرون‬ ‫المستبدين‬ ‫ألن‬ ‫بالشكوى؛‬ ‫يجترئ‬ ‫أو‬ ‫يستنكر‬ ‫أو‬ ‫يرفض‬ .‫يشاء‬ ‫كيف‬ ‫به‬ ‫يتصرف‬ ‫أن‬ ‫له‬ ،‫للمستبد‬ ‫خاص‬
  • 10. ‫أعوانه‬ ‫لصالح‬ ‫خر‬ّ ‫وس‬ ‫المستبد‬ ‫لصالح‬ ‫واستلب‬ ‫إنسانيته‬ ‫وحقيقة‬ ‫كيانه‬ ‫فقد‬ ‫قد‬ ‫أنه‬ ‫اإلنسان‬ ‫يجد‬ ‫وحين‬ ‫ينفجر‬ ‫فارقة‬ ‫لحظة‬ ‫أو‬ ‫تاريخية‬ ‫لحظة‬ ‫لينتظر‬ ‫ورفض‬ ‫غضب‬ ‫عوامل‬ ‫من‬ ‫لديه‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫يحتقن‬ ‫ونظامه‬ .‫أعوانه‬ ‫تهديدات‬ ‫وال‬ ‫بتهديداته‬ ‫مبالي‬ ‫دون‬ ‫الطاغية‬ ‫ذلك‬ ‫بوجه‬ ‫فيها‬ ‫ممثلين‬ ‫إسرائيل‬ ‫بني‬ ‫ثورة‬ ‫نموذج‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫سجلها‬ ‫التي‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫نماذج‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬ ‫الطاغية‬ ‫فدهش‬ ،‫وهارون‬ ‫موسى‬ ‫برب‬ ‫آمنا‬ ‫وقالوا‬ ،‫ساجدين‬ ‫خروا‬ ‫حين‬ ‫فرعون‬ ‫وجه‬ ‫في‬ ‫بالسحرة‬ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫م‬ْ ‫ت‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫"آ‬ :‫يقول‬ ‫به‬ ‫فإذا‬ ،‫لحظات‬ ‫قبل‬ ‫عليهم‬ ‫يعتمد‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫أعوانه‬ ‫من‬ ‫أنهم‬ ‫ونسي‬ ،‫صوابه‬ ‫وفقد‬ ‫في‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ن‬َّ ‫ب‬َ ‫ل‬ِّ ‫ص‬َ ‫أل‬َُ ‫و‬َ ‫ف‬ٍ ‫ال‬َ ‫خ‬ِ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬َ ‫ج‬ُ ‫ر‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ي‬َ ‫د‬ِ ‫ي‬ْ ‫أ‬َ ‫ن‬َّ ‫ع‬َ ‫ط‬ِّ ‫ق‬َ ‫أل‬َُ ‫ف‬َ ‫ر‬َ ‫ح‬ْ ‫س‬ِّ ‫ال‬ ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫م‬َ ‫ل‬َّ ‫ع‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫ر‬ُ ‫بي‬ِ ‫ك‬َ ‫ل‬َ ‫ه‬ُ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬َ ‫ن‬َ ‫ذ‬َ ‫آ‬ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ل‬َ ‫ب‬ْ ‫ق‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫وا‬َ ‫ت‬ِ ‫نا‬َ ‫ي‬ِّ ‫ب‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫نا‬َ ‫ء‬َ ‫جا‬َ ‫ما‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ك‬َ ‫ر‬َ ‫ث‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫ن‬ُ ‫ن‬ْ ‫ل‬َ ‫لوا‬ُ ‫قا‬َ (71) ‫قى‬َ ‫ب‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫با‬ً ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫د‬ُّ ‫ش‬َ ‫أ‬َ ‫نا‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ن‬َّ ‫م‬ُ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫ت‬َ ‫ل‬َ ‫و‬َ ‫ل‬ِ ‫خ‬ْ ‫ن‬َّ ‫ال‬ ‫ع‬ِ ‫ذو‬ُ ‫ج‬ُ ‫ما‬َ ‫و‬َ ‫نا‬َ ‫يا‬َ ‫طا‬َ ‫خ‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫ر‬َ ‫ف‬ِ ‫غ‬ْ ‫ي‬َ ‫ل‬ِ ‫نا‬َ ‫ب‬ِّ ‫ر‬َ ‫ب‬ِ ‫نا‬َّ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫نا‬َّ ‫إ‬ِ (72) ‫يا‬َ ‫ن‬ْ ‫د‬ُّ ‫ال‬ ‫ة‬َ ‫يا‬َ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ه‬ِ ‫ذ‬ِ ‫ه‬َ ‫ضي‬ِ ‫ق‬ْ ‫ت‬َ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫ض‬ٍ ‫قا‬َ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫ض‬ِ ‫ق‬ْ ‫فا‬َ ‫نا‬َ ‫ر‬َ ‫ط‬َ ‫ف‬َ ‫يسترضى‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الخانع‬ ‫ذلك‬ ‫فترى‬ ،(73-71:‫)طه‬ "‫قى‬َ ‫ب‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ر‬ٌ ‫ي‬ْ ‫خ‬َ ‫هللا‬َُّ ‫و‬َ ‫ر‬ِ ‫ح‬ْ ‫س‬ِّ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ه‬ِ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫ع‬َ ‫نا‬َ ‫ت‬َ ‫ه‬ْ ‫ر‬َ ‫ك‬ْ ‫أ‬َ ‫إعصار‬ ‫إلى‬ ‫يتحول‬ ‫به‬ ‫وإذا‬ ‫موسى‬ ‫هزم‬ ‫إذا‬ ‫سيتقاضاه‬ ‫الذي‬ ‫األجر‬ ‫عن‬ ‫ويسأله‬ ‫الطرق‬ ‫بشتى‬ ‫فرعون‬ .‫البروج‬ ‫أصحاب‬ ‫ثورة‬ ‫ذلك‬ ‫ومثل‬ ،‫فرعون‬ ‫وجه‬ ‫في‬ ‫سائر‬ ‫تضم‬ ‫أن‬ ‫بها‬ ‫المفروض‬ ‫ألن‬ ‫فئوية‬ ‫وال‬ ‫طبقية‬ ‫وال‬ ‫حزبية‬ ‫وال‬ ‫بطائفية‬ ‫ليست‬ ‫الشعبية‬ ‫والثورات‬ ‫لم‬ ‫هي‬ ‫فإن‬ ،‫إليها‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ‫طائفي‬ ‫أو‬ ‫حزبي‬ ‫أو‬ ‫طبقي‬ ‫انتماء‬ ‫إلى‬ ‫نظر‬ ‫دون‬ ‫المضطهدة‬ ‫الشعبية‬ ‫الفئات‬ ‫أو‬ ‫عمالية‬ ‫أو‬ ‫طائفية‬ ‫أو‬ ‫حزبية‬ ‫انتفاضة‬ ‫تسمى‬ ،‫آخر‬ ‫اسم‬ ‫عليها‬ ‫يطلق‬ ‫أن‬ ‫فيمكن‬ ‫الصفة‬ ‫بهذه‬ ‫تتصف‬ .‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫ما‬ ‫تاريخ‬ ..‫للثورة‬ ‫كوعاء‬ ‫العربي‬ ‫اإلطار‬ ‫غزوات‬ ‫من‬ ‫بقاياها‬ ‫أنقذ‬ ‫ي‬ّ ‫عثمان‬ ‫نظام‬ ‫ل‬ّ ‫ظ‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ‫كانت‬ "‫بـ"إسرائيل‬ ‫المحيطة‬ ‫ية‬ّ ‫العرب‬ ‫بالدنا‬ ،‫اإلسالم‬ ‫إلى‬ ‫المشترك‬ ‫االنتماء‬ ‫فا‬ً ‫موظ‬ ‫رايته‬ ‫تحت‬ ‫جمعها‬ ‫وأعاد‬ ،‫المغول‬ ‫ثم‬ ‫يين‬ّ ‫الصليب‬ ‫من‬ ‫متصلة‬ ‫د‬ّ ‫الم‬ ‫أمام‬ ‫والخارج‬ ‫الداخل‬ ‫في‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫الدولة‬ ‫وتراجع‬ ‫يين‬ّ ‫العثمان‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫أربعة‬ ‫عقود‬ ‫وبعد‬ ،‫البارود‬ ‫اكتشاف‬ ‫وقبلهما‬ ،‫ية‬ّ ‫والبحر‬ ‫ية‬ّ ‫البر‬ ‫الحديثة‬ ‫المواصالت‬ ‫طرق‬ ‫اكتشاف‬ ‫بعد‬ ‫ي؛‬ّ ‫األوروب‬ ‫أصبحت‬ ‫فقد‬ ‫ولذلك‬ ،‫خرة‬ّ ‫متأ‬ ‫كانت‬ ‫لكنها‬ ‫مختلفة‬ ‫بأشكال‬ ‫بأوروبا‬ ‫لحاق‬ّ ‫ال‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫الدولة‬ ‫حاولت‬ ‫تؤتي‬ ‫بأن‬ ‫لها‬ ‫تسمح‬ ‫لم‬ ‫وفشل‬ ‫إفشال‬ ‫بعوامل‬ ‫باستمرار‬ ‫محاطة‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫بالدولة‬ ‫التحديث‬ ‫محاوالت‬ .‫بكثير‬ ‫منها‬ ‫أقل‬ ‫أو‬ ‫عليها‬ ‫أوروبا‬ ‫حصلت‬ ‫التي‬ ‫النتائج‬ ‫مثل‬ ‫نتائج‬
  • 11. ‫التفكك‬ ‫تعميق‬ ‫إلى‬ ‫أدت‬ ‫عديدة‬ ‫جديدة‬ ‫إشكاالت‬ ‫بروز‬ ‫إلى‬ ‫المحاوالت‬ ‫تلك‬ ‫أدت‬ ‫أن‬ ،‫ذلك‬ ‫من‬ ‫واألكثر‬ ‫ودخول‬ ‫الحداثة‬ ‫نقل‬ ‫من‬ ‫تتمكن‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫ية؛‬ّ ‫التقليد‬ ‫وصناعاتها‬ ‫ية‬ّ ‫التحت‬ ‫وبناها‬ ‫ية‬ّ ‫التقليد‬ ‫المجتمعات‬ ‫في‬ .‫عليه‬ ‫للحصول‬ ‫تطلعت‬ ‫ما‬َ ‫على‬ ‫حصلت‬ ‫وال‬ ‫مكان‬ ‫على‬ ‫حافظت‬ ‫هي‬ ‫فال‬ ،‫البالد‬ ‫وتحديث‬ ‫العصر‬ ‫محاوالت‬ ‫فشلت‬ ‫كما‬ ،‫ي‬ّ ‫التونس‬ ‫الدين‬ ‫خير‬ ‫وإصالحات‬ ،‫مصر‬ ‫في‬ ‫علي‬ ‫مد‬َّ ‫ح‬َ ‫م‬ُ ‫محاوالت‬ ‫فشلت‬ ‫وقد‬ .‫اإلسالمي‬ ‫العالم‬ ‫من‬ ‫مختلفة‬ ‫بأنحاء‬ ‫أخرى‬ ‫ومحاوالت‬ ‫الثاني‬ ‫سليم‬ ‫بمثابة‬ ‫إليها‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫تركيا‬ ‫وانضمام‬ ‫األولى‬ ‫ية‬ّ ‫العالم‬ ‫الحرب‬ ‫كانت‬ ‫ي؛‬ّ ‫العرب‬ ‫بالنظام‬ ‫يتعلق‬ ‫فيما‬ ‫يا‬ّ ‫ألمان‬ ‫على‬ ‫الحلفاء‬ ‫انتصر‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬ ،‫بعده‬ ‫أنفاسها‬ ‫ية‬ّ ‫العثمان‬ ‫الخالفة‬ ‫لفظت‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫األخير‬ ‫الرمق‬ ‫ل‬ّ ‫ظ‬ ‫في‬ ‫جديد‬ ‫ي‬ّ ‫عرب‬ ‫نظام‬ ‫لقيام‬ ‫هد‬ّ ‫لتم‬ (1916 ‫شعبان‬ 9) ‫ثورة‬ ‫وجاءت‬ ،‫األتراك‬ ‫ومنهم‬ ‫وحلفائها‬ ‫الحماية‬ ‫تحت‬ ‫أو‬ ‫مستقلة‬ ‫دويالت‬ ‫إلى‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫العالم‬ ‫ول‬ّ ‫وتح‬ ‫وفرنسا‬ ‫بريطانيا‬ ‫قيادته‬ ‫تولت‬ ‫ي‬ّ ‫دول‬ ‫نظام‬ ‫عليها‬ ‫زع‬ّ ‫و‬ ‫شة‬ّ ‫ه‬ ‫وحكومات‬ ‫وسلطانات‬ ‫ممالك‬ ‫فأقيمت‬ ،‫فرنسا‬ ‫أو‬ ‫لبريطانيا‬ ‫النفوذ‬ ‫أو‬ ‫االنتداب‬ ‫أو‬ ،‫ية‬ّ ‫حدود‬ ‫مشكالت‬ ‫من‬ ‫هائل‬ ‫م‬ّ ‫ك‬ ‫مع‬ ‫ولو‬ ،‫يا‬ّ ‫الجغراف‬ ‫عليها‬ ‫ذلك‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫زعت‬ّ ‫و‬ ‫كما‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫التاريخ‬ ‫ية‬ّ ‫الصهيون‬ ‫الحركة‬ ‫لقيادات‬ ‫وعده‬ (1917) ‫عام‬ ‫بلفور‬ ‫بريطانيا‬ ‫ية‬ّ ‫خارج‬ ‫وزير‬ ‫أعطى‬ ‫ذلك‬ ‫وخالل‬ .‫فيها‬ ‫إسرائيل‬ ‫دولة‬ ‫لقيام‬ ‫دا‬ً ‫تمهي‬ ‫لفلسطين‬ ‫الهجرة‬ ‫أبواب‬ ‫بفتح‬ ‫وحكومة‬ ‫دولة‬ ‫وعشرون‬ ‫اثنتان‬ ‫تقاسمته‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ي‬ّ ‫الرسم‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫بالنظام‬ ‫عرف‬ُ ‫وما‬ ‫التاريخ‬ ‫ذلك‬ ‫ومنذ‬ ‫والمشكالت‬ ‫التناقضات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫من‬ ‫يعاني‬ ‫ية‬ّ ‫غن‬ ‫إلى‬ ‫فقيرة‬ ‫ومن‬ ،‫كبيرة‬ ‫إلى‬ ‫صغيرة‬ ‫من‬ ‫أبسط‬ ‫من‬ ‫المتميزة‬ ‫ية‬ّ ‫الجغراف‬ ‫والمواقع‬ ‫ية‬ّ ‫والماد‬ ‫ية‬ّ ‫البشر‬ ‫الموارد‬ ‫رغم‬ ‫حرمته‬ ‫التي‬ ‫واألزمات‬ ‫تأخذ‬ ‫أن‬ ‫النظام‬ ‫ذلك‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫المنضوية‬ ‫الحكومات‬ ‫تلك‬ ‫حاولت‬ ‫فقد‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ،‫يستحقها‬ ‫التي‬ ‫الحقوق‬ ‫أو‬ ‫شيخ‬ ‫أو‬ ‫رئيس‬ ‫أو‬ ‫ملك‬ ،‫بالفعل‬ ‫دولة‬ ‫نها‬ّ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫تشير‬ ‫سسات‬ّ ‫مؤ‬ ‫مجموعة‬ ‫تصنع‬ ‫وأن‬ ‫الدولة‬ ‫أشكال‬ ‫ية‬ّ ‫وزار‬ ‫ومجالس‬ ‫ووزراء‬ ‫وشرطة‬ ‫وجيش‬ ،‫كالهما‬ ‫أو‬ ‫شورى‬ ‫أو‬ ‫مة‬ّ ‫أ‬ ‫ومجلس‬ ‫ودستور‬ ‫سلطان‬ ‫على‬ ‫يحرص‬ ‫التي‬ ‫والترضيات‬ ‫والموازنات‬ ‫بلد‬ ‫كل‬ ‫ظروف‬ ‫بحسب‬ ‫ويقتصد‬ ‫نا‬ً ‫أحيا‬ ‫أعدادها‬ ‫في‬ ‫يبالغ‬ُ .‫بها‬ ‫القيام‬ ‫على‬ ‫جعتها‬ّ ‫وش‬ ‫وأيدتها‬ ‫استقبالها‬ ‫الشعوب‬ ‫وأحسنت‬ ،‫الحكومات‬ ‫تشكيلها‬ ‫على‬ ‫أقبلت‬ ‫فقد‬ ‫الجيوش‬ ‫ما‬ّ ‫أ‬ ،‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫وما‬ ‫والمنعة‬ ‫القوة‬ ‫معاني‬ ‫إلى‬ ‫تشير‬ ‫الثقافة‬ ‫في‬ ‫كامنة‬ ‫ذكريات‬ ‫عن‬ ‫تعبير‬ ‫بها‬ ‫ن‬ّ ‫أل‬ ‫ذلك؛‬ ‫أو‬ ‫الضباط‬ ‫بعض‬ ‫الحي‬ ‫أو‬ ‫والعشيرة‬ ‫األسرة‬ ‫لدى‬ ‫يكونوا‬ ‫حينما‬ ‫بالسعادة‬ ‫يشعرون‬ ‫الناس‬ ‫وكان‬ .‫ي‬ّ ‫العسكر‬ ‫السلك‬ ‫في‬ ‫ينخرطون‬ ‫الذين‬ ‫الرجال‬
  • 12. ‫لم‬ ‫نه‬ّ ‫أل‬ ‫والتسليح؛‬ ‫والتنظيم‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ‫مداها‬ ‫الجيوش‬ ‫هذه‬ ‫تأخذ‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫صا‬ً ‫حري‬ ‫كان‬ ‫للغرب‬ ‫وبالنسبة‬ ‫قد‬ ‫وآنذاك‬ ،‫يتها‬ّ ‫هو‬ ‫لتميز‬ ‫وتنتبه‬ ‫وعيها‬ ‫فيه‬ ‫تسترد‬ ‫ما‬ً ‫يو‬ ‫يأتيها‬ ‫لن‬ ‫ية‬ّ ‫العرب‬ ‫الشعوب‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫من‬ ‫قا‬ً ‫واث‬ ‫يكن‬ ‫ولذلك‬ ،‫المنطقة‬ ‫في‬ ‫ونفوذه‬ ‫الغرب‬ ‫ومصالح‬ ،‫ي‬ّ ‫الغرب‬ ‫الوجود‬ ‫على‬ ‫را‬ً ‫خط‬ ‫الجيوش‬ ‫هذه‬ ‫تصبح‬ ،‫وتكوينها‬ ‫وتدريبها‬ ‫تسليحها‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫حاجة‬ ‫في‬ ‫ما‬ً ‫دائ‬ ‫الجيوش‬ ‫هذه‬ ‫تكون‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫على‬ ‫الغرب‬ ‫حرص‬ ‫تلك‬ ‫وجود‬ ‫اعتبر‬ ‫الغرب‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬ ‫بل‬ .‫ناحيتها‬ ‫من‬ ‫يأتيه‬ ‫قد‬ ‫محتمل‬ ‫ضرر‬ ‫ي‬ّ ‫أ‬ ‫منع‬ ‫له‬ ‫يضمن‬ ‫هرم‬ ‫فذلك‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫ية‬ّ ‫التعليم‬ ‫للنظم‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫عناصر‬ ‫لتغريب‬ ‫له‬ ‫نافعة‬ ‫ناجحة‬ ‫وسيلة‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫الجيوش‬ .‫العصر‬ ‫لدخول‬ ‫تهيئتها‬ ‫أو‬ ‫بتغريبها‬ ‫الجيش‬ ‫في‬ ‫لالنخراط‬ ‫ضا‬ً ‫ورف‬ ‫نفرة‬ ‫ورثوا‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫القبائل‬ ‫أبناء‬ ‫من‬ ‫الغالب‬ ‫القطاع‬ ‫إن‬ ‫تقاليد‬ ‫قبول‬ ‫عن‬ ‫ويبتعدون‬ ،‫حياتهم‬ ‫وأنماط‬ ‫ية‬ّ ‫القبل‬ ‫تقاليدهم‬ ‫على‬ ‫يحافظون‬ ‫قد‬ ‫وهؤالء‬ .‫عديدة‬ ‫ألسباب‬ ‫بين‬ ‫تحالف‬ ‫حالة‬ ‫تعيش‬ ‫بطبيعتها‬ ‫كانت‬ ‫العراق‬ ‫مثل‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫والقبائل‬ .‫ية‬ّ ‫الغرب‬ ‫الحداثة‬ ‫للدول‬ ‫متاعب‬ ‫إلى‬ ‫دي‬ّ ‫يؤ‬ ‫ما‬َ ‫را‬ً ‫كثي‬ ‫التحالف‬ ‫وهذا‬ .‫يين‬ّ ‫السياس‬ ‫والقادة‬ ‫الدين‬ ‫وعلماء‬ ‫ية‬ّ ‫القبل‬ ‫القيادات‬ ‫بين‬ ‫االرتباط‬ ‫فك‬ ‫ية‬ّ ‫عمل‬ ‫فكانت‬ ،‫ية‬ّ ‫العرب‬ ‫بلداننا‬ ‫من‬ ‫ذاك‬ ‫أو‬ ‫البلد‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫نفوذها‬ ‫بسط‬ ‫في‬ ‫الراغبة‬ ‫الممالك‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫النفوذ‬ ‫أصحاب‬ ‫أو‬ ‫المحتلون‬ ‫إليه‬ ‫يسعى‬ ‫فا‬ً ‫هد‬ ‫الدين‬ ‫ورجال‬ ‫القبائل‬ ‫زعماء‬ ‫القبائل‬ ‫أبناء‬ ‫والء‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫فبدال‬ .‫الوالءات‬ ‫تغيير‬ ‫من‬ ‫سيتمكنون‬ ‫بذلك‬ ‫أنهم‬ ‫فشعروا‬ ،‫الجديدة‬ ‫أو‬ ‫جا‬ً ‫فو‬ ‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫المجموعة‬ ‫وتكون‬ ،‫والقائد‬ ‫للضباط‬ ‫الوالء‬ ‫يكون‬ ‫قبائلهم؛‬ ‫أو‬ ‫عشائرهم‬ ‫لشيوخ‬ ‫يقدم‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫قادرا‬ ‫عا‬ً ‫مستود‬ ‫الجيش‬ ‫يكون‬ ‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫وفي‬ ،‫القبيلة‬ ‫عن‬ ‫البديل‬ ‫ي‬َ ‫ه‬ِ ‫ية‬ّ ‫سر‬ ‫أو‬ ‫فصيلة‬ ‫عليها‬ ‫المتفق‬ ‫المختلفة‬ ‫السياسات‬ ‫تنفيذ‬ ‫أو‬ ‫شعوبهم‬ ‫على‬ ‫الهيمنة‬ ‫في‬ ‫يفشلون‬ ‫الذين‬ ‫الحكام‬ ‫عن‬ ‫بدائل‬ .‫بلداننا‬ ‫في‬ ‫النفوذ‬ ‫ذات‬ ‫أو‬ ‫الحليفة‬ ‫الدول‬ ‫تلك‬ ‫مع‬ ‫المعاصر‬ ‫العربي‬ ‫المشهد‬ ‫في‬ ‫رؤية‬ ‫مواقعهم‬ ‫الضباط‬ ‫بعض‬ ‫أخذ‬ ،‫المحتلة‬ ‫فلسطين‬ ‫في‬ ‫فعال‬ ‫لليهود‬ ‫دولة‬ ‫الصهيونية‬ ‫الحركة‬ ‫إنشاء‬ ‫وبعد‬ ‫لسواهم‬ ‫الممكن‬ ‫من‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ية‬ّ ‫عسكر‬ ‫بانقالبات‬ ‫وذلك‬ ،‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫الثكنات‬ ‫من‬ ‫بدال‬ ‫الحكم‬ ‫قصور‬ ‫في‬ ،‫الماضي‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫النصف‬ ‫انتهاء‬ ‫قبل‬ ‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫االنقالبات‬ ‫سلسلة‬ ‫وبدأت‬ ،‫يفعلها‬ ‫أن‬ ،‫ية‬ّ ‫شعب‬ ‫ثورة‬ ‫ول‬ّ ‫أ‬ ‫وكانت‬ ،‫إيران‬ ‫ثورة‬ ‫جرت‬ّ ‫تف‬ (1979) ‫عام‬ ‫وفي‬ .‫السبعينات‬ ‫نهاية‬ ‫حتى‬ ‫واستمرت‬ ‫دين‬ -‫رجال-علماء‬ ‫بقيادة‬ ‫ي‬َ ‫ه‬ِ ‫ونجحت‬ ،‫تنجح‬ ‫لم‬ ‫سبقتها‬ ‫كثيرة‬ ‫محاوالت‬ ‫أعقاب‬ ‫في‬ ‫جاءت‬ ‫نها‬ّ ‫لك‬
  • 13. ‫ثورة‬ ‫تفجير‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫مستوى‬ ‫بلغوا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫المرحلة‬ ‫لتلك‬ ‫الالحقة‬ ‫التطورات‬ ‫توظيف‬ ‫استطاعوا‬ .‫شهرين‬ ‫بحوالي‬ ‫ية‬ّ ‫الشعب‬ ‫الثورة‬ ‫تلك‬ ‫اندالع‬ ‫بدء‬ ‫بعد‬ ‫الشاه؛‬ ‫بإسقاط‬ ‫انتهت‬ ‫عارمة‬ ‫ية‬ّ ‫شعب‬ ‫بعد‬ ‫جاءوا‬ ‫ضباط‬ ‫عند‬ ‫وقف‬ ‫قد‬ ‫ومؤشرها‬ ،‫توقفت‬ ‫قد‬ ‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫االنقالبات‬ ‫موجة‬ ‫أن‬ ‫والمالحظ‬ ‫بها‬ ‫ويمسكون‬ ‫الحكم‬ ‫دة‬ّ ‫س‬ُ ‫إلى‬ ‫يصلون‬ ‫الرتب‬ ‫ي‬ّ ‫متوسط‬ ‫الضباط‬ ‫أولئك‬ ‫جعلت‬ ‫االنقالبات‬ ‫من‬ ‫سلسلة‬ ‫لهم‬ ‫تضمن‬ ‫التي‬ ‫والقوة‬ ‫الصرامة‬ ‫من‬ ‫بنوع‬ ‫الشعب‬ ‫ويحكمون‬ ‫ية‬ّ ‫شمول‬ ‫ما‬ً ‫نظ‬ ‫ويقيمون‬ ،‫حديد‬ ‫من‬ ‫بيد‬ ،‫الحكم‬ ‫قصور‬ ‫في‬ ‫الحياة‬ ‫أولئك‬ ‫استمرأ‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬ ،‫فيهم‬ ‫القوة‬ ‫مناطق‬ ‫وسائر‬ ‫شعوبهم‬ ‫على‬ ‫السيطرة‬ ‫في‬ ‫بالبقاء‬ ‫فنادوا‬ ‫الملوك؛‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬َ ‫إلى‬ ‫بعضهم‬ ‫تحول‬ ،‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫الثكنات‬ ‫في‬ ‫العيش‬ ‫على‬ ‫ضلوها‬ّ ‫وف‬ ‫تم‬ ‫قد‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫طويال‬ ‫أيديهم‬ ‫في‬ ‫السلطة‬ ‫وترك‬ ‫لهم‬ ‫الناس‬ ‫استسالم‬ ‫أطمع‬ ‫بل‬ ‫الحياة؛‬ ‫مدى‬ ‫السلطة‬ ‫مدى‬ ‫هؤالء‬ ‫بقاء‬ ‫على‬ ‫اعتراض‬ ‫منهم‬ ‫الكثيرين‬ ‫لدى‬ ‫يعد‬ ‫ولم‬ ‫ي‬َ ‫ه‬ِ ‫كما‬ ‫األوضاع‬ ‫وتقبلوا‬ ‫ترويضهم‬ .‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫شاءوا‬ ‫إن‬ ‫ألبنائهم‬ ‫توريثها‬ ‫على‬ ‫وال‬ ‫الحياة‬ ‫ذلك‬ ‫وقبل‬ ،‫وليبيا‬ ‫واليمن‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫يحدث‬ ‫أن‬ ‫ترتيب‬ ‫هناك‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ،‫سوريا‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫حدث‬ ‫عن‬ ‫البعد‬ ‫كل‬ ‫بعيدة‬ ‫للتغيير‬ ‫جديدة‬ ‫بموجة‬ ‫شر‬ّ ‫تب‬ ‫العرب‬ ‫على‬ ‫ل‬ّ ‫تط‬ ‫فارقة‬ ‫بلحظة‬ ‫وإذا‬ ،‫العراق‬ ‫في‬ ‫تونس‬ ‫بدأتها‬ ،‫ية‬ّ ‫الشعب‬ ‫الثورات‬ ‫موجات‬ ‫وهي‬ ‫أال‬ ‫ية؛‬ّ ‫العسكر‬ ‫ثم‬ ،‫ية‬ّ ‫العشائر‬ ‫سبقت‬ ‫التي‬ ‫الموجات‬ ،‫ما‬ً ‫عا‬ ‫ثالثين‬ ‫عن‬ ‫يزيد‬ ‫دا‬ً ‫مستب‬ ‫ما‬ً ‫حك‬ ‫التونسيين‬ ‫على‬ ‫فرض‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫رقيبة‬ ‫بو‬ُ ‫أ‬َ ‫بعد‬ ‫علي‬ ‫ابن‬ ‫حكمها‬ ‫التي‬ ‫على‬ ‫فرض‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ي‬ّ ‫التونس‬ ‫الشعب‬ ‫من‬ ‫كثيرة‬ ‫وثورات‬ ‫دماء‬ ‫بعد‬ ‫فرنسا‬ ‫من‬ ‫الحكم‬ ‫راية‬ ‫لم‬ّ ‫تس‬ ‫أن‬ ‫منذ‬ ‫إلخضاع‬ ‫رقيبة‬ ‫بو‬ُ ‫أ‬َ ‫بيد‬ ‫أداة‬ ‫كان‬ ‫االستقالل‬ ‫هذا‬ ‫لكن‬ ،‫االستقالل‬ ‫وتعطيه‬ ‫أمامه‬ ‫تنحني‬ ‫أن‬ ‫فرنسا‬ ،‫وقع‬ ‫ولما‬ ‫االستقالل‬ ‫حدث‬ ‫لما‬ ‫لوالها‬ ‫التي‬ ‫األخرى‬ ‫القيادات‬ ‫سائر‬ ‫وتهميش‬ ‫لحكم‬ ‫ي‬ّ ‫التونس‬ ‫الشعب‬ ‫المنافي‬ ‫بين‬ ‫نثروا‬ ‫الذين‬ ‫والمعارضين‬ ‫المعارضة‬ ‫من‬ ‫الساحة‬ ‫أخليت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الثورة‬ ‫تلك‬ ‫حدثت‬ .‫اآلخر‬ ‫البعض‬ ‫وتناسوا‬ ‫بعضهم‬ ‫الناس‬ ‫نسى‬ ‫حتى‬ ‫األمد‬ ‫عليهم‬ ‫وطال‬ ‫والسجون‬ ‫الراهن‬ ‫العربي‬ ‫الثوري‬ ‫المشهد‬ ‫في‬ ‫ترك‬ ‫حينما‬ ‫مضايقته‬ ‫أو‬ ،‫العمل‬ ‫من‬ ‫حرمانه‬ ‫على‬ ‫لالحتجاج‬ ‫يفعله‬ ‫ما‬َ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫بشاب‬ ‫الثورة‬ ‫تلك‬ ‫بدأت‬ ‫ية‬ّ ‫خشب‬ ‫عربة‬ ‫على‬ ‫ووضعها‬ ‫والفاكهة‬ ‫الخضر‬ ‫بعض‬ ‫فحمل‬ ،‫بواسطتها‬ ‫أو‬ ‫الدولة‬ ‫لدى‬ ‫بعمل‬ ‫التفكير‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫يبيع‬ ‫بأن‬ ‫ية‬ّ ‫البلد‬ ‫عناصر‬ ‫له‬ ‫تسمح‬ ‫لم‬ ‫وحين‬ ،‫بقوتهم‬ ‫أهله‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫له‬ّ ‫لع‬ ‫بيديه‬ ‫يدفعها‬ ‫يملك‬ ‫ما‬َ ‫كل‬ ‫وهي‬ ،‫فصادرتها‬ ،‫عليها‬ ‫التي‬ ‫البضائع‬ ‫ومنظر‬ ‫بمنظرها‬ ‫الشارع‬ ‫وه‬ّ ‫يش‬ ‫ال‬ ‫لكي‬ ،‫العربة‬
  • 14. ‫إحراق‬ ‫إلى‬ ‫به‬ ‫أدت‬ ‫الهائلة‬ ‫ية‬ّ ‫النفس‬ ‫الضغوط‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫تحت‬ ‫فصار‬ ،‫وطموحاته‬ ‫آماله‬ ‫فيها‬ ‫ويضع‬ ‫عربته‬ ‫بإعادة‬ ‫ويأمر‬ ،‫شكواه‬ ‫ويسمع‬ ‫بحاله‬ ‫يرأف‬ ‫لعله‬ ‫يقابله‬ ‫أو‬ ‫رئيسها‬ ‫ير‬ ‫لم‬ ‫ية‬ّ ‫بلد‬ ‫أمام‬ ‫نفسه‬ ‫أمام‬ ‫نفسه‬ ‫في‬ ‫النار‬ ‫إشعال‬ ‫إلى‬ ‫دفعه‬ ‫وقتي‬ ‫جنون‬ ‫من‬ ‫بنوع‬ ‫أصيب‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫فلما‬ ،‫إليه‬ ‫المتواضعة‬ .‫ية‬ّ ‫البلد‬ ‫تلك‬ ‫ال‬ ‫ية‬ّ ‫تونس‬ ‫رئة‬ ‫كل‬ ‫إلى‬ ‫ليدخل‬ ‫الهشيم‬ ‫في‬ ‫النار‬ ‫سريان‬ ‫المحترق‬ ‫البوعزيزي‬ ‫محمد‬ ‫جسد‬ ‫دخان‬ ‫سرى‬ ‫ال‬ ‫الصدور‬ ‫كانت‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫السنين‬ ‫كبت‬ ‫فكان‬ ،‫المهجر‬ ‫وفي‬ ‫كلها‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫بل‬ ‫وحدها؛‬ ‫منطقته‬ ‫في‬ ‫ولت‬ّ ‫تح‬ ‫المحترق‬ ‫الجسد‬ ‫برائحة‬ ‫فإذا‬ ،‫التعبير‬ ‫أشكال‬ ‫من‬ ‫شكل‬ ‫بأي‬ ‫عنه‬ ‫التعبير‬ ‫أو‬ ‫إظهاره‬ ‫تستطيع‬ ‫عليها‬ ‫طال‬ ‫التي‬ ‫النفوس‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫المكبوت‬ ‫الغضب‬ ‫كوامن‬ ‫أشعل‬ ‫الذي‬ ‫المحترق‬ ‫الغاز‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬َ ‫إلى‬ ‫وجد‬ ‫حتى‬ ،‫المحترق‬ ‫الجسد‬ ‫صاحب‬ ‫وحياة‬ ‫الطاغية‬ ‫بسقوط‬ ‫هاتفة‬ ‫تتقدم‬ ‫لها‬ّ ‫ك‬ ‫بتونس‬ ‫وإذا‬ ،‫األمد‬ ‫له‬ ‫خبرة‬ ‫ال‬ ‫حديث‬ ‫مستجد‬ ‫إطفاء‬ ‫جندي‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬َ ‫إلى‬ ‫ول‬ّ ‫وتح‬ ،‫عليه‬ ‫يحسد‬ ‫ال‬ ‫وضع‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫الطاغية‬ ‫البوعزيزي‬ ‫لزيارة‬ ‫فذهب‬ ،‫يفعل‬ ‫وماذا‬ ،‫يفعل‬ ‫كيف‬ ‫يعرف‬ ‫ال‬ ‫نه‬ّ ‫لك‬ ‫حوله؛‬ ‫من‬ ‫الحرائق‬ ‫إطفاء‬ ‫يحاول‬ ‫وهو‬ ‫تحته‬ ‫من‬ ‫العرش‬ ‫ز‬ّ ‫يه‬ ‫العمل‬ ‫عن‬ ‫عاطل‬ ‫با‬ً ‫شا‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫دق‬ّ ‫مص‬ ‫غير‬ ‫وهو‬ ‫مستشفاه‬ ‫في‬ ‫المحترق‬ .‫قبله‬ ‫من‬ ‫رقيبة‬ ‫بو‬ُ ‫أ‬َ ‫فرعون‬ ‫لعرش‬ ‫وارث‬ ‫الصغيرة‬ ‫عربته‬ ‫له‬ ‫تترك‬ ‫أن‬ ‫طموحه‬ ‫كل‬ ‫كان‬ ‫تونس‬ ‫مناطق‬ ‫من‬ ‫فقيرة‬ ‫منطقة‬ ‫من‬ ‫بسيط‬ ‫شاب‬ ‫مجرد‬ ‫عا‬ً ‫خاش‬ ‫علي‬ ‫ابن‬ ‫ووقف‬ ،‫أسرته‬ ‫من‬ ‫الجائعة‬ ‫األفواه‬ ‫بها‬ ‫يطعم‬ ‫الخبز‬ ‫من‬ ‫أرغفة‬ ‫ببعض‬ ‫ليرجع‬ ‫منه‬ ‫يظهر‬ ‫يكد‬ ‫لم‬ ‫حتى‬ ‫غمرته‬ ‫بلفافات‬ ‫طا‬ً ‫محا‬ ‫كان‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫الجسد‬ ‫ذلك‬ ‫يتأمل‬ ‫األخرى‬ ‫على‬ ‫يده‬ ‫عا‬ً ‫واض‬ ‫في‬ ‫يعتمل‬ ‫كان‬ ‫ماذا‬ ‫وال‬ ،‫مشاعره‬ ‫عن‬ ‫تعبير‬ ‫أي‬ ‫الطاغية‬ ‫من‬ ‫نسمع‬ ‫لم‬ ،‫الوجه‬ ‫من‬ ‫يسير‬ ‫جزء‬ ‫غير‬ ‫استمر‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫عرشه‬ ‫قوائم‬ ‫التهمت‬ ‫را‬ً ‫نا‬ ‫احتراقه‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫المحترق‬ ‫الجسد‬ ‫هذا‬ ‫يتأمل‬ ‫كان‬ ‫وهو‬ ‫نفسه‬ ‫عن‬ ‫عجز‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫الشاب‬ ‫ذلك‬ ‫أسرة‬ ‫يستدعي‬ ‫فنجده‬ ‫قليلة‬ ‫ما‬ً ‫أيا‬ ‫سوى‬ ‫تمض‬ ‫ولم‬ ،(‫ما‬ً ‫عا‬ 23) ‫يعتليه‬ ‫الذي‬ ‫الجسد‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫وتعويضها‬ ‫استرضائها‬ ‫يحاول‬ ‫أبوابه‬ ‫يفتح‬ ‫بالقصر‬ ‫وإذا‬ ،‫ية‬ّ ‫بلد‬ ‫رئيس‬ ‫مقابلة‬ ‫يبحث‬ ‫سوداء‬ ‫ليلة‬ ‫في‬ ‫ر‬ّ ‫فف‬ ،‫الفرار‬ ‫من‬ ‫دا‬ً ‫ب‬ ‫الطاغية‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫ثم‬ ،‫تحته‬ ‫ية‬ّ ‫التونس‬ ‫األرض‬ ‫وأشعل‬ ‫احترق‬ ‫اللحظات‬ ‫وبدأت‬ ،‫الحلفاء‬ ‫له‬ ‫كر‬ّ ‫وتن‬ ،‫األصدقاء‬ ‫فتجهمه‬ ،‫إليه‬ ‫يأوي‬ ‫ملجأ‬ ‫عن‬ ‫الطائرة‬ ‫في‬ ‫وهو‬ .‫مرآة‬ ‫أو‬ ‫حاجز‬ ‫دون‬ ‫فقط‬ ‫نفسه‬ ‫فيها‬ ‫الطاغية‬ ‫يواجه‬ ‫التي‬ ‫الحرجة‬ ‫ابن‬ ‫بعد‬ ‫سيهرب‬ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫مندهشين‬ ‫ينظرون‬ ‫الناس‬ ‫كان‬ ،‫عنه‬ ‫انحسر‬ ‫ما‬ّ ‫ع‬ ‫ي‬ّ ‫التونس‬ ‫المشهد‬ ‫انحسر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫معاوية‬ ‫عهد‬ ‫منذ‬ ‫وتصنيعهم‬ ‫والدتهم‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫الشعب‬ ‫احترف‬ ‫الذين‬ ‫يين‬ّ ‫الدكتاتور‬ ‫من‬ ‫علي‬ ،‫المزجاة‬ ‫وببضاعتها‬ ‫بها‬ ‫واختصوا‬ ‫العرب‬ ‫أتقنها‬ ‫التي‬ ‫الوحيدة‬ ‫الصناعة‬ ‫فهي‬ ،‫يزيد‬ ‫وولده‬ ‫سفيان‬
  • 15. ‫متعلمين‬ ‫وأرباع‬ ‫مثقفين‬ ‫أنصاف‬ ‫من‬ ‫منافقيهم‬ ‫أيدي‬ ‫تزال‬ ‫وما‬ ،‫أيديهم‬ ‫أنتجته‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫الوحيد‬ ‫المنتج‬ ‫هي‬ .‫خاسئة‬ ‫به‬ ‫د‬ّ ‫فترت‬ ‫البضاعة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫يرغب‬ ‫من‬ ‫تجد‬ ‫فال‬ ،‫تصديره‬ ‫وتحاول‬ ‫تنتجه‬ ‫توريث‬ ‫في‬ ‫كر‬ّ ‫يف‬ ‫وبدأ‬ ‫ما‬ً ‫عا‬ ‫ثالثين‬ ‫وحكم‬ ‫والثمانين‬ ‫الثالثة‬ ‫به‬ ‫جاوز‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫مبارك‬ ‫الرئيس‬ ‫إعالن‬ ‫كان‬ ‫في‬ ‫والراغبين‬ ‫النظام‬ ‫رأس‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫برزت‬ ‫ية‬ّ ‫نفس‬ ‫هواجس‬ ‫على‬ ‫د‬ّ ‫ير‬ ‫نه‬ّ ‫وكأ‬ ،‫لذلك‬ ‫ده‬ّ ‫ويع‬ ‫جمال‬ ‫ولده‬ ‫حدث‬ ‫ما‬ ‫ن‬ّ ‫وأ‬ ‫تونس‬ ‫فرعون‬ ‫غير‬ ‫مصر‬ ‫فرعون‬ ‫ن‬َّ ‫وأ‬ ،‫تونس‬ ‫عن‬ ‫تختلف‬ ‫مصر‬ ‫ن‬َّ ‫إ‬ :‫لتقول‬ ‫وراثته‬ ‫الثورة‬ ‫انتصار‬ ‫على‬ ‫شهر‬ ‫يمضي‬ ‫أن‬ ‫وقبل‬ ،‫مصر‬ ‫في‬ ‫مثله‬ ‫يحدث‬ ‫أن‬ ‫يستحيل‬ ‫بل‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫أجسام‬ ‫فجرتها‬ ‫بل‬ ‫محترق؛‬ ‫جسم‬ ‫دخانات‬ ‫المرة‬ ‫هذه‬ ‫جرها‬ّ ‫تف‬ ‫لم‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫ية‬ّ ‫شعب‬ ‫بثورة‬ ‫إذا‬ ‫ية‬ّ ‫التونس‬ .‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫بل‬ ‫سعيد‬ ‫خالد‬ ‫آخرهم‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫الموت؛‬ ‫حتى‬ ‫ذبوا‬ّ ‫ع‬ ‫لمعتقلين‬ ‫ال‬ ‫أفواههم؛‬ ‫في‬ ‫لتوضع‬ ‫فمه‬ ‫من‬ ‫العادي‬ ‫ي‬ّ ‫المصر‬ ‫الفرد‬ ‫لقمة‬ ‫خطفت‬ ‫التي‬ ‫الرهيبة‬ ‫األجهزة‬ ‫كانت‬ ‫والقادرين‬ ‫الطاغية‬ ‫راس‬ّ ‫ح‬ ‫نهم‬ّ ‫أل‬ ‫ولكن‬ ،‫خدمات‬ ‫ي‬ّ ‫المصر‬ ‫للشعب‬ ‫دمون‬ّ ‫سيق‬ ‫نهم‬ّ ‫أل‬ ‫وال‬ ،‫شرفاء‬ ‫نهم‬ّ ‫أل‬ ،‫خبال‬ ‫على‬ ‫خباال‬ ‫النظام‬ ‫تزيد‬ ‫األجهزة‬ ‫من‬ ‫الهائلة‬ ‫األعداد‬ ‫بهذه‬ ‫وإذا‬ ،‫االستمرار‬ ‫طاقات‬ ‫منحه‬ ‫على‬ .‫اضطراب‬ ‫على‬ ‫با‬ً ‫واضطرا‬ ‫المتوسطة‬ ‫الطبقة‬ ‫إلى‬ ‫ينتمي‬ ‫متعلم‬ ‫شباب‬ ‫لها‬ ‫يهيئ‬ ‫ثورة‬ ،‫ية‬ّ ‫الشعب‬ ‫الثورة‬ ‫النطالق‬ ‫الثالث‬ ‫اليوم‬ ‫ومنذ‬ ‫بهم‬ ‫فإذا‬ ،‫يوظفها‬ ‫كيف‬ ‫ويعرف‬ ‫الحديثة‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫مع‬ ‫يتعامل‬ ‫كيف‬ ‫يعرف‬ ،‫المطحونة‬ ‫الطبقة‬ ‫ال‬ ‫سقوط‬ ‫ليعلن‬ ‫حدث‬ ‫قد‬ ‫تغيير‬ ‫هناك‬ ،‫إذا‬ .‫انطالقها‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫د‬ّ ‫الج‬ ‫مأخذ‬ ‫أحد‬ ‫بها‬ ‫يأخذ‬ ‫لم‬ ‫ثورة‬ ‫يشعلون‬ ‫اسمه‬ ‫شيء‬ ‫هناك‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬ ،‫النظام‬ ‫بهذا‬ ‫ارتبطت‬ ‫ية‬ّ ‫تاريخ‬ ‫مراحل‬ ‫عدة‬ ‫وسقوط‬ ،‫ي‬ّ ‫عرب‬ ‫نظام‬ ‫على‬ ‫السطو‬ ‫فيقرر‬ ‫سيده‬ ‫يخالف‬ ‫الجيش‬ ‫من‬ ‫ضابط‬ ‫خروج‬ ‫الناس‬ ‫فينتظر‬ ،‫ية‬ّ ‫العسكر‬ ‫االنقالبات‬ ‫ية‬ّ ‫دد‬ّ ‫بالتع‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬َ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫قام‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ي‬ّ ‫الحزب‬ ‫النظام‬ ‫سقوط‬ ‫تعلن‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورة‬ ‫بهذه‬ ‫وإذا‬ ،‫الحكم‬ .‫يته‬ّ ‫ليبرال‬ ‫في‬ ‫للغرب‬ ‫شائها‬ ‫شكليا‬ ‫دا‬ً ‫تقلي‬ ‫السلطة‬ ‫وتداول‬ ‫بعض‬ ‫يطرح‬ ‫كما‬ ‫أم‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫يصنف‬ ‫ومصر‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫حدث‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫فهل‬ ‫حيرانا؟‬ ‫الحليم‬ ‫تذر‬ ‫التي‬ ‫الفتن‬ ‫قبيل‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫من‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫الشرعيين‬ ‫العلماء‬ ‫الفتن‬ ‫وبين‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫سيحدث‬ ‫عما‬ ‫النظر‬ ‫بقطع‬ ‫الشعبية‬ ‫الثورات‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫جدا‬ ‫كبير‬ ‫الفرق‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫الحق‬ ‫لك‬ ‫ويتبن‬ ‫قلنا‬ ‫ما‬ ‫مصداق‬ ‫العزيز‬ ‫القارئ‬ ‫أيها‬ ‫ستجد‬ ‫التالية‬ ‫الصفحات‬ ‫وفي‬ ،‫حيران‬ ‫الحليم‬ ‫تذر‬ ‫التي‬ ‫التاريخ‬ ‫من‬ ‫يستوردوا‬ ‫أن‬ ‫حاولوا‬ ‫من‬ ‫ن‬ّ ‫وأ‬ ،‫الفتنة‬ ‫وبين‬ ‫الشعبية‬ ‫بالثورة‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫بين‬ ‫الدقيق‬ ‫الفرق‬ ‫عليها‬ ‫اإلقدام‬ ‫أو‬ ‫فيها‬ ‫المشاركة‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫وينفروا‬ ‫الثورات‬ ‫هذه‬ ‫بها‬ ‫ليسموا‬ ‫الفتنة‬ ‫مصطلح‬ ‫والتراث‬ .‫إليه‬ ‫ذهبوا‬ ‫فيما‬ ‫الصواب‬ ‫يحالفهم‬ ‫ولم‬ ‫التحليل‬ ‫وفي‬ ‫الفهم‬ ‫وفي‬ ‫المنطلق‬ ‫في‬ ‫أخطأوا‬
  • 16. ‫تلك‬ ‫ي‬َ ‫لتعف‬ ‫ية؛‬َّ ‫غيب‬ ‫أسباب‬ ‫إلى‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬َ ‫سائر‬ ‫إحالة‬ ‫على‬ ‫تعمل‬ ،‫للفتنة‬ ‫ية‬َّ ‫غيب‬ ‫تفسيرات‬ ‫هناك‬ ‫ومن‬ ،‫الواقع‬ ‫فهم‬ ‫معاناة‬ ‫ومن‬ ،‫والمراجعة‬ ‫والنقد‬ ‫التحليل‬ ‫أعباء‬ ‫من‬ ‫ناها‬َّ ‫يتب‬ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫و‬ ‫بها‬َ ‫أصحا‬ ‫التفسيرات‬ .‫باآلخر‬ ‫الواقع‬ ‫عناصر‬ ‫من‬ ‫عنصر‬ ‫أو‬ ‫جانب‬ ‫كل‬ ‫صلة‬ ‫ومعرفة‬ ‫عناصره‬ ‫تحليل‬ ‫ية‬َّ ‫منطق‬ ‫تفسيرات‬ ‫تقديم‬ ‫عن‬ ‫العجز‬ ‫بدافع‬ ‫بل‬ ،‫اإليمان‬ ‫بدافع‬ ‫ليست‬ ‫هؤالء‬ ‫لدى‬ ‫الغيب‬ ‫على‬ ‫اإلحالة‬ ‫إعفاء‬ ‫مبدأ‬ ‫ننفي‬ ‫بل‬ ،‫قا‬ً ‫مطل‬ ‫يا‬ً ‫نف‬ ‫يحدث‬ ‫بما‬ ‫الغيب‬ ‫صلة‬ ‫ننفي‬ ‫ال‬ ‫ونحن‬ ،‫الناس‬ ‫بواقع‬ ‫تصلة‬َّ ‫م‬ ‫معقولة‬ ‫صياغته‬ ‫ية‬َّ ‫عمل‬ ‫في‬ ‫تلتقي‬ ‫حدث‬ ‫ي‬َّ ‫أ‬ ‫ن‬َّ ‫أ‬ ‫نرى‬ ‫ننا‬َّ ‫أل‬ ‫ما؛‬ًّ ‫تا‬ ‫ء‬ً ‫إعفا‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬ّ ‫ع‬ ‫يتهم‬َّ ‫مسؤول‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫الزمان‬ ‫هي‬ -‫تأثيراته‬ ‫في‬ «‫ي‬ّ ‫الغيب‬ ‫ي‬ّ ‫اإلله‬ ‫»التدبير‬ ‫-يشملها‬ ‫ثالثة‬ ‫عناصر‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫وإخراجة‬ .‫أخرى‬ ‫مواضع‬ ‫في‬ ‫بسطناها‬ ،‫مختلفة‬ ‫عديدة‬ ‫بمستويات‬ ،‫واإلنسان‬ ‫والمكان‬ ‫ية‬َّ ‫العقل‬ ‫واالستقالة‬ ‫ية‬َّ ‫الغيب‬ ‫التفسيرات‬ ‫ومات‬ّ ‫ومق‬ ‫وقواعد‬ ‫وتسهيالت‬ ‫وتيسيرات‬ ‫أسباب‬ ‫من‬ ‫دمه‬ّ ‫تق‬ ‫وما‬ ،‫خرة‬ّ ‫المس‬ ‫والطبيعة‬ ‫البيئات‬ ‫وهناك‬ ‫ي‬ّ ‫اإلنسان‬ ‫الفعل‬ ‫تبرز‬ ‫التي‬ ،«‫ية‬ّ ‫اإلنسان‬ ‫والممارسة‬ ‫»الفعل‬ ‫دور‬ ‫يأتي‬ ‫ثم‬ ،«‫ي‬ّ ‫اإلنسان‬ ‫»الفعل‬ ‫إلنتاج‬ ‫ثم‬ ،«‫»النية‬ ‫الخارج؛‬ ‫في‬ ‫إيجاده‬ ‫على‬ ‫العزم‬ ‫ثم‬ ،‫له‬ ‫الدواعي‬ ‫ثم‬ ‫فيه‬ ‫التفكير‬ ‫من‬ ‫قا‬ً ‫انطال‬ ‫الوجود‬ ‫إلى‬ .‫تنفيذه‬ ‫ي‬ّ ‫اإلنسان‬ ‫الجانب‬ ‫إال‬ ‫يرى‬ ‫فال‬ ،‫الفعل‬ ‫من‬ ‫الطبيعة‬ ‫مواقع‬ ‫وعن‬ ،‫الغيب‬ ‫فعل‬ ‫عن‬ ‫اإلنسان‬ ‫يغفل‬ ‫وقد‬ ‫عن‬ ‫ية‬ّ ‫المسئول‬ ‫إلبعاد‬ ‫المكر‬ ‫أراد‬ ‫فإذا‬ ،(78:‫)القصص‬ "‫دي‬ِ ‫ن‬ْ ‫ع‬ِ ‫م‬ٍ ‫ل‬ْ ‫ع‬ِ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ه‬ُ ‫ت‬ُ ‫تي‬ِ ‫أو‬ُ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ " ‫فيغتر‬ ،‫منه‬ ‫ما‬ّ ‫أ‬ ،(148:‫)األنعام‬ "‫ء‬ٍ ‫ي‬ْ ‫ش‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫نا‬َ ‫م‬ْ ‫ر‬َّ ‫ح‬َ ‫وال‬َ ‫نا‬َ ‫ؤ‬ُ ‫با‬َ ‫آ‬ ‫وال‬َ ‫نا‬َ ‫ك‬ْ ‫ر‬َ ‫ش‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫هللا‬َُّ ‫ء‬َ ‫شا‬َ ‫و‬ْ ‫ل‬َ " :‫قال‬ ،‫نفيها‬ ‫أو‬ ‫نفسه‬ .‫بينها‬ ‫التفاعل‬ ‫مع‬ ‫األدوار‬ ‫دد‬ّ ‫لتع‬ ‫دقيق‬ ‫إدراك‬ ‫على‬ ‫فهم‬ ‫الصالحون‬ ‫هللا‬ ‫عباد‬ ،(32:‫)البقرة‬ "‫م‬ُ ‫كي‬ِ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫لي‬ِ ‫ع‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ك‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫نا‬َ ‫ت‬َ ‫م‬ْ ‫ل‬َّ ‫ع‬َ ‫ما‬َ ‫إال‬ِ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫م‬َ ‫ل‬ْ ‫ع‬ِ ‫"ال‬ :‫قالوا‬ ‫ئا‬ً ‫شي‬ ‫علموا‬ ‫إذا‬ ‫نهم‬ّ ‫فإ‬ ‫ولذلك‬ "‫هللا‬َُّ ‫نا‬َ ‫دا‬َ ‫ه‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫وال‬ْ ‫ل‬َ ‫ي‬َ ‫د‬ِ ‫ت‬َ ‫ه‬ْ ‫ن‬َ ‫ل‬ِ ‫نا‬َّ ‫ك‬ُ ‫ما‬َ ‫و‬َ ‫ذا‬َ ‫ه‬َ ‫ل‬ِ ‫نا‬َ ‫دا‬َ ‫ه‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫هلل‬َّ ِِ ‫د‬ُ ‫م‬ْ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫"ا‬ :‫قالوا‬ ‫را‬ً ‫خي‬ ‫فعلوا‬ ‫وإذا‬ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫نا‬َّ ‫ك‬ُ ‫ما‬َ ‫و‬َ ‫ذا‬َ ‫ه‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫ر‬َ ‫خ‬َّ ‫س‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫حا‬َ ‫ب‬ْ ‫س‬ُ " :‫قالوا‬ ‫لهم‬ -‫-تعالى‬ ‫هللا‬ ‫خر‬ّ ‫س‬ ‫بما‬ ‫انتفعوا‬ ‫وإذا‬ ،(43:‫)األعراف‬ ‫هللا‬ََّ ‫دوا‬ُ ‫ج‬َ ‫و‬َ ‫ل‬َ ‫ل‬ُ ‫سو‬ُ ‫ر‬َّ ‫ال‬ ‫م‬ُ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫ر‬َ ‫ف‬َ ‫غ‬ْ ‫ت‬َ ‫س‬ْ ‫وا‬َ ‫هللا‬ََّ ‫روا‬ُ ‫ف‬َ ‫غ‬ْ ‫ت‬َ ‫س‬ْ ‫فا‬َ " :‫شيء‬ ‫في‬ ‫أخطأوا‬ ‫وإذا‬ ،(13:‫ن")الزخرف‬َ ‫ني‬ِ ‫ر‬ِ ‫ق‬ْ ‫م‬ُ ‫ما‬َ ‫ك‬َ ‫را‬ً ‫ص‬ْ ‫إ‬ِ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫ع‬َ ‫ل‬ْ ‫م‬ِ ‫ح‬ْ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫نا‬َ ‫ب‬َّ ‫ر‬َ ‫نا‬َ ‫أ‬ْ ‫ط‬َ ‫خ‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬ْ ‫أ‬َ ‫نا‬َ ‫سي‬ِ ‫ن‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫نا‬َ ‫ذ‬ْ ‫خ‬ِ ‫ؤا‬َ ‫ت‬ُ ‫ال‬ ‫نا‬َ ‫ب‬َّ ‫ر‬َ " ،(64:‫)النساء‬ "‫ما‬ً ‫حي‬ِ ‫ر‬َ ‫با‬ً ‫وا‬َّ ‫ت‬َ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫نا‬َ ‫م‬ْ ‫ح‬َ ‫ر‬ْ ‫وا‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫ر‬ْ ‫ف‬ِ ‫غ‬ْ ‫وا‬َ ‫نا‬َّ ‫ع‬َ ‫ف‬ُ ‫ع‬ْ ‫وا‬َ ‫ه‬ِ ‫ب‬ِ ‫نا‬َ ‫ل‬َ ‫ة‬َ ‫ق‬َ ‫طا‬َ ‫ال‬ ‫ما‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬ْ ‫م‬ِّ ‫ح‬َ ‫ت‬ُ ‫وال‬َ ‫نا‬َ ‫ب‬َّ ‫ر‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬ِ ‫ب‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ه‬ُ ‫ت‬َ ‫ل‬ْ ‫م‬َ ‫ح‬َ .(286:‫)البقرة‬ "‫ن‬َ ‫ري‬ِ ‫ف‬ِ ‫كا‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬ِ ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫نا‬َ ‫ر‬ْ ‫ص‬ُ ‫ن‬ْ ‫فا‬َ ‫نا‬َ ‫وال‬ْ ‫م‬َ
  • 17. ‫ويقول‬ ،«‫حا‬ً ‫صال‬ ‫ال‬ً ‫»عم‬ ‫يفعل‬ ‫حين‬ ‫يفعل‬ ‫بل‬ ،‫به‬ ‫يستبد‬ ‫ال‬ً ‫قو‬ ‫يقول‬ ‫أو‬ ‫يفعل‬ ‫أال‬ ‫رى‬َّ ‫يتح‬ ‫الصالح‬ ‫والعبد‬ ‫-في‬ ‫وهو‬ ،‫فيه‬ ‫واستخلفه‬ ‫كنه‬ّ ‫وم‬ ‫أعطاه‬ ‫فيما‬ ‫ربه‬ ‫لنعمة‬ ‫كر‬ْ ‫ذ‬ِ ‫على‬ ‫فهو‬ ،«‫دا‬ً ‫سدي‬ ‫ال‬ً ‫»قو‬ :‫يقول‬ ‫حين‬ ‫أو‬ ‫قوله‬ ‫موافقة‬ ‫من‬ ‫يتأكد‬ ‫لم‬ ‫إذ‬ -‫-تعالى‬ ‫هللا‬ ‫فيستغفر‬ ،‫يقول‬ ‫أو‬ ‫يفعل‬ ‫ما‬َ ‫ية‬ّ ‫مسؤول‬ ‫مل‬ّ ‫يتح‬ -‫نفسه‬ ‫الوقت‬ .‫وتعالى‬ ‫سبحانه‬ ‫هللا‬ ‫لمراد‬ ‫فعله‬ ‫المجيد‬ ‫القرآن‬ ‫لسان‬ ‫في‬ ‫الفتنة‬ ‫مفهوم‬ ‫قد‬ ‫يكون‬ ‫ما‬َ ‫وإلزالة‬ ،‫رداءته‬ ‫من‬ ‫جودته‬ ‫لتظهر‬ ‫ر؛‬َ ‫النا‬ ‫الذهب‬ ‫إدخال‬ ‫أصلها‬ ،«‫»فتن‬ ‫من‬ :«‫»الفتنة‬ ‫حيث‬ ،‫به‬ ‫النار‬ ‫ألهل‬ ‫ها‬ً ‫تشبي‬ ‫)الذاريات:31(؛‬ "‫ن‬َ ‫نو‬ُ ‫ت‬َ ‫ف‬ْ ‫ي‬ُ ‫ر‬ِ ‫نا‬َّ ‫ال‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫م‬َ ‫و‬ْ ‫ي‬َ " :‫أخرى‬ ‫معادن‬ ‫من‬ ‫خالطه‬ ‫ما‬ً ‫وألـ‬ ‫فا‬ً ‫أس‬ ‫أكثر‬ ‫تجعلهم‬ ‫النار‬ ‫على‬ ‫نتهم‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫و‬ ،‫الصراط‬ ‫عن‬ ‫فأبعدهم‬ ،‫الشيطان‬ ‫نزغ‬ ‫رهم‬َ ‫فط‬ ‫خالط‬ .‫السليمة‬ ‫الفطرة‬ ‫نداءات‬ ‫عن‬ ‫ليهم‬ّ ‫وتخ‬ ،‫الشياطين‬ ‫لهمزات‬ ‫تباعهم‬ّ ‫إ‬ ‫على‬ ‫الدنيا؛‬ ‫في‬ ‫عبادي‬ ‫تعذيبكم‬ ‫جزاء‬ :‫أي‬ ‫)الذاريات:41(؛‬ "‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ت‬َ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫قوا‬ُ ‫ذو‬ُ " :‫لهم‬ -‫شأنه‬ ‫ل‬ّ ‫-ج‬ ‫هللا‬ ‫ويقول‬ ‫تى‬َّ ‫ح‬َ ‫ر‬َ ‫مو‬ُ ‫أل‬ُ ‫ا‬ ‫ك‬َ ‫ل‬َ ‫بوا‬ُ ‫ل‬َّ ‫ق‬َ ‫و‬َ ‫ل‬ُ ‫ب‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ة‬َ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫وا‬ُ ‫غ‬َ ‫ت‬َ ‫ب‬ْ ‫ا‬ ‫د‬ِ ‫ق‬َ ‫ل‬َ " :‫المنافقين‬ ‫في‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫وقد‬ .‫السبيل‬ ‫عن‬ ‫دهم‬ّ ‫لص‬ ‫طوا‬ُ ‫ق‬َ ‫س‬َ ‫ة‬ِ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫في‬ِ ‫أال‬َ ‫ني‬ِّ ‫ت‬ِ ‫ف‬ْ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫لي‬ِ ‫ن‬ْ ‫ذ‬َ ‫ئ‬ْ ‫ا‬ ‫ل‬ُ ‫قو‬ُ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫و‬َ *‫ن‬َ ‫هو‬ُ ‫ر‬ِ ‫كا‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫و‬َ ‫هللا‬ِ َّ ‫ر‬ُ ‫م‬ْ ‫أ‬َ ‫ر‬َ ‫ه‬َ ‫ظ‬َ ‫و‬َ ‫ق‬ُّ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ء‬َ ‫جا‬َ ‫يصنعه‬ ‫وهو‬ -‫السالم‬ ‫-عليه‬ ‫موسى‬ ‫هللا‬ ‫يخاطب‬ُ ‫و‬ .(49-48:‫)التوبة‬ "‫ن‬َ ‫ري‬ِ ‫ف‬ِ ‫كا‬َ ‫ل‬ْ ‫با‬ِ ‫ة‬ٌ ‫ط‬َ ‫حي‬ِ ‫م‬ُ ‫ل‬َ ‫م‬َ ‫ن‬َّ ‫ه‬َ ‫ج‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫وال‬َ ‫ها‬َ ‫ن‬ُ ‫ي‬ْ ‫ع‬َ ‫ر‬َّ ‫ق‬َ ‫ت‬َ ‫ي‬ْ ‫ك‬َ ‫ك‬َ ‫م‬ِّ ‫أ‬ُ ‫لى‬َ ‫إ‬ِ ‫ك‬َ ‫نا‬َ ‫ع‬ْ ‫ج‬َ ‫ر‬َ ‫ف‬َ ‫ه‬ُ ‫ل‬ُ ‫ف‬ُ ‫ك‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬ُّ ‫د‬ُ ‫أ‬َ ‫ل‬ْ ‫ه‬َ ‫ل‬ُ ‫قو‬ُ ‫ت‬َ ‫ف‬َ ‫ك‬َ ‫ت‬ُ ‫خ‬ْ ‫أ‬ُ ‫شي‬ِ ‫م‬ْ ‫ت‬َ ‫ذ‬ْ ‫إ‬ِ " :‫عينه‬ ‫على‬ ‫يا‬َ ‫ر‬ٍ ‫د‬َ ‫ق‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ت‬َ ‫ئ‬ْ ‫ج‬ِ ‫م‬َّ ‫ث‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬َ ‫د‬ْ ‫م‬َ ‫ل‬ِ ‫ه‬ْ ‫أ‬َ ‫في‬ِ ‫ن‬َ ‫ني‬ِ ‫س‬ِ ‫ت‬َ ‫ث‬ْ ‫ب‬ِ ‫ل‬َ ‫ف‬َ ‫نا‬ً ‫تو‬ُ ‫ف‬ُ ‫ك‬َ ‫نا‬َّ ‫ت‬َ ‫ف‬َ ‫و‬َ ‫م‬ِّ ‫غ‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ك‬َ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ج‬َّ ‫ن‬َ ‫ف‬َ ‫سا‬ً ‫ف‬ْ ‫ن‬َ ‫ت‬َ ‫ل‬ْ ‫ت‬َ ‫ق‬َ ‫و‬َ ‫ن‬َ ‫ز‬َ ‫ح‬ْ ‫ت‬َ ‫بني‬ ‫تحرير‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫للقيام‬ ‫اخترناك‬ ‫لما‬ ‫صا‬ً ‫خال‬ ‫لتكون‬ ‫را‬ً ‫اختبا‬ ‫اختبرناك‬ :‫أي‬ ‫سى")طه:04(؛‬َ ‫مو‬ُ .‫لنا‬ ‫ية‬َّ ‫العبود‬ ‫ز‬ّ ‫ع‬ ‫إلى‬ ‫مصر‬ ‫لفرعون‬ ‫ية‬َّ ‫العبود‬ ‫ل‬ّ ‫ذ‬ ‫من‬ ‫وإخراجهم‬ ،‫إسرائيل‬ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫ة‬ً ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ر‬ِ ‫ي‬ْ ‫خ‬َ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫ر‬ِّ ‫ش‬َّ ‫بال‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫لو‬ُ ‫ب‬ْ ‫ن‬َ ‫و‬َ ‫ت‬ِ ‫و‬ْ ‫م‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ة‬ُ ‫ق‬َ ‫ئ‬ِ ‫ذا‬َ ‫س‬ٍ ‫ف‬ْ ‫ن‬ ‫كل‬ُّ " :‫واختبار‬ ‫فتنة‬ ‫دار‬ :‫أي‬ ‫»فتنة«؛‬ ‫والدنيا‬ ‫د‬ُّ ‫ش‬َ ‫أ‬َ ‫ة‬ُ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫جو‬ُ ‫ر‬َ ‫خ‬ْ ‫أ‬َ ‫ث‬ُ ‫ي‬ْ ‫ح‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫جو‬ُ ‫ر‬ِ ‫خ‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫مو‬ُ ‫ت‬ُ ‫ف‬ْ ‫ق‬ِ ‫ث‬َ ‫ث‬ُ ‫ي‬ْ ‫ح‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ُ ‫ق‬ْ ‫"ا‬ :‫و‬ ،(35:‫)ألنبياء‬ "‫ن‬َ ‫عو‬ُ ‫ج‬َ ‫ر‬ْ ‫ت‬ُ ‫ء‬ُ ‫زا‬َ ‫ج‬َ ‫ك‬َ ‫ل‬ِ ‫ذ‬َ ‫ك‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ُ ‫ق‬ْ ‫فا‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬َ ‫قا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫ه‬ِ ‫في‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ِ ‫قا‬َ ‫ي‬ُ ‫تى‬َّ ‫ح‬َ ‫م‬ِ ‫را‬َ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫د‬ِ ‫ج‬ِ ‫س‬ْ ‫م‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫د‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ِ ‫قا‬َ ‫ت‬ُ ‫وال‬َ ‫ل‬ِ ‫ت‬ْ ‫ق‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫وشرع‬ .‫القتل‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫دينهم‬ ‫تغيير‬ ‫على‬ ‫إلكراههم‬ ‫المؤمنين‬ ‫تعذيب‬ :‫أي‬ ‫ن")البقرة:191(؛‬َ ‫ري‬ِ ‫ف‬ِ ‫كا‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ة‬ٌ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ن‬َ ‫كو‬ُ ‫ت‬َ ‫ال‬ ‫تى‬َّ ‫ح‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ت‬ِ ‫قا‬َ " :‫تعالى‬ ‫قال‬ ،‫الفتنة‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫ولمنع‬ ،‫العقيدة‬ ‫ية‬َّ ‫حر‬ ‫عن‬ ‫عا‬ً ‫دفا‬ ‫القتال‬ ‫ن‬َ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ما‬َ ‫ف‬َ " :‫تعالى‬ ‫وقال‬ ،(193:‫)البقرة‬ "‫ن‬َ ‫مي‬ِ ‫ل‬ِ ‫ظا‬َّ ‫ال‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫إال‬ِ ‫ن‬َ ‫وا‬َ ‫د‬ْ ‫ع‬ُ ‫فال‬َ ‫وا‬ْ ‫ه‬َ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬ِ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫هلل‬َّ ِِ ‫ن‬ُ ‫دي‬ِّ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫كو‬ُ ‫ي‬َ ‫و‬َ ‫ض‬ِ ‫ر‬ْ ‫أل‬َ ‫ا‬ ‫في‬ِ ‫ل‬ٍ ‫عا‬َ ‫ل‬َ ‫ن‬َ ‫و‬ْ ‫ع‬َ ‫ر‬ْ ‫ف‬ِ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ت‬ِ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫ئ‬ِ ‫ل‬َ ‫م‬َ ‫و‬َ ‫ن‬َ ‫و‬ْ ‫ع‬َ ‫ر‬ْ ‫ف‬ِ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ف‬ٍ ‫و‬ْ ‫خ‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ه‬ِ ‫م‬ِ ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ة‬ٌ ‫ي‬َّ ‫ر‬ِّ ‫ذ‬ُ ‫إال‬ِ ‫سى‬َ ‫مو‬ُ ‫ل‬ِ
  • 18. ‫نوا‬ُ ‫ت‬َ ‫ف‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ " ‫عبادته‬ ‫إلى‬ ‫العودة‬ ‫على‬ ‫إلكراههم‬ ‫ذبهم‬ّ ‫يع‬ُ ‫أن‬ :‫أي‬ ،(83‫)يونس‬ "‫ن‬َ ‫في‬ِ ‫ر‬ِ ‫س‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ل‬َ ‫ه‬ُ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫و‬َ .(10:‫)البروج‬ "‫ق‬ِ ‫ري‬ِ ‫ح‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ب‬ُ ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫و‬َ ‫م‬َ ‫ن‬َّ ‫ه‬َ ‫ج‬َ ‫ب‬ُ ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫ف‬َ ‫بوا‬ُ ‫تو‬ُ ‫ي‬َ ‫م‬ْ ‫ل‬َ ‫م‬َّ ‫ث‬ُ ‫ت‬ِ ‫نا‬َ ‫م‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫ن‬َ ‫ني‬ِ ‫م‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫و‬َ " :‫واإلغراء‬ ‫بالتزيين‬ ‫أو‬ ‫باإلكراه‬ ‫شيء‬ ‫عن‬ ‫االنصراف‬ ‫إلى‬ ‫اإللجاء‬ ‫بمعنى‬ «‫»الفتنة‬ ‫وتأتي‬ ‫ن‬ِ ‫"وأ‬ ،(73:‫)إسراء‬ "‫ليال‬ِ ‫خ‬َ ‫ك‬َ ‫ذو‬ُ ‫خ‬َ ‫ت‬َّ ‫ال‬ ‫ذا‬ً ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫ه‬ُ ‫ر‬َ ‫ي‬ْ ‫غ‬َ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫ع‬َ ‫ي‬َ ‫ر‬ِ ‫ت‬َ ‫ف‬ْ ‫ت‬َ ‫ل‬ِ ‫ك‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ح‬َ ‫و‬ْ ‫أ‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫ك‬َ ‫ن‬َ ‫نو‬ُ ‫ت‬ِ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫ل‬َ ‫دوا‬ُ ‫كا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫ك‬َ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫هللا‬َُّ ‫ل‬َ ‫ز‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫ض‬ِ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬َ ‫ك‬َ ‫نو‬ُ ‫ت‬ِ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ر‬ْ ‫ذ‬َ ‫ح‬ْ ‫وا‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ء‬َ ‫وا‬َ ‫ه‬ْ ‫أ‬َ ‫ع‬ْ ‫ب‬ِ ‫ت‬َّ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫هللا‬َُّ ‫ل‬َ ‫ز‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫ب‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬ْ ‫ب‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ح‬ْ ‫ا‬ .(49:‫)المائدة‬ "‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫س‬ِ ‫فا‬َ ‫ل‬َ ‫س‬ِ ‫نا‬َّ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫را‬ً ‫ثي‬ِ ‫ك‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫ب‬ِ ‫نو‬ُ ‫ذ‬ُ ‫ض‬ِ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫ب‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ب‬َ ‫صي‬ِ ‫ي‬ُ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫هللا‬َُّ ‫د‬ُ ‫ري‬ِ ‫ي‬ُ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫فا‬َ ‫وا‬ْ ‫ل‬َّ ‫و‬َ ‫ت‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬ُ ‫وا‬َ ‫م‬ْ ‫أ‬َ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫َا‬" :‫للبشر‬ ‫والتمحيص‬ ‫االختبار‬ ‫مجرى‬ ‫تجري‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ «‫و»النقم‬ «‫و»النعم‬ .(28:‫)األنفال‬ "‫م‬ٌ ‫ظي‬ِ ‫ع‬َ ‫ر‬ٌ ‫ج‬ْ ‫أ‬َ ‫ه‬ُ ‫د‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬ِ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ة‬ٌ ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫د‬ُ ‫وال‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ي‬ّ ‫السلب‬ ‫تأثيرهم‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫أعداء‬ ‫واألوالد‬ ‫األزواج‬ ‫بعض‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫المجال‬ ‫هذا‬ ‫في‬ «‫»الفتنة‬ ‫تظهر‬ُ ‫وقد‬ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬َ ‫وا‬ًّ ‫د‬ُ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫د‬ِ ‫وال‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ج‬ِ ‫وا‬َ ‫ز‬ْ ‫أ‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫الفتنة‬ ‫في‬ ‫وإسقاطهم‬ ‫واآلباء‬ ‫األزواج‬ ‫على‬ ‫في‬ -‫عا‬ً ‫-جمي‬ ‫والناس‬ .(14:‫)التغابن‬ "‫م‬ٌ ‫حي‬ِ ‫ر‬َ ‫ر‬ٌ ‫فو‬ُ ‫غ‬َ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫روا‬ُ ‫ف‬ِ ‫غ‬ْ ‫ت‬َ ‫و‬َ ‫حوا‬ُ ‫ف‬َ ‫ص‬ْ ‫ت‬َ ‫و‬َ ‫فوا‬ُ ‫ع‬ْ ‫ت‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫رو‬ُ ‫ذ‬َ ‫ح‬ْ ‫فا‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫س‬ُ ‫نا‬َّ ‫ال‬ ‫ب‬َ ‫س‬ِ ‫ح‬َ ‫أ‬َ *‫"الم‬ ،(2 :‫)الملك‬ "‫مال‬َ ‫ع‬َ ‫ن‬ُ ‫س‬َ ‫ح‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫و‬َ ‫ل‬ُ ‫ب‬ْ ‫ي‬َ " :‫ابتالء‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫الدنيا‬ ‫الحياة‬ ‫هذه‬ .(71:‫)لمائدة‬ "‫نة‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫ن‬َ ‫كو‬ُ ‫ت‬َ ‫ال‬َّ ‫أ‬َ ‫بوا‬ُ ‫س‬ِ ‫ح‬َ ‫و‬َ " ،(1،2:‫)العنكبوت‬ "‫ن‬َ ‫نو‬ُ ‫ت‬َ ‫ف‬ْ ‫ي‬ُ ‫ال‬ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫و‬َ ‫نا‬َّ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫لوا‬ُ ‫قو‬ُ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫كوا‬ُ ‫ر‬َ ‫ت‬ْ ‫ي‬ُ .(6:‫)القلم‬ "‫ن‬ُ ‫تو‬ُ ‫ف‬ْ ‫م‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫ي‬ِّ ‫أ‬َ ‫ب‬ِ " :‫فيها‬ ‫فسقط‬ ‫الفتنة‬ ‫لدعاوى‬ ‫استجاب‬ ‫ن‬ْ ‫م‬َ :«‫و»المفتون‬ ‫اللغة‬ ‫في‬ ‫الفتنة‬ ‫حقيقة‬ ‫بين‬ ‫به‬ ‫دائرة‬ ‫ية‬ّ ‫اللسان‬ ‫المفهوم‬ ‫هذا‬ ‫مادة‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫به‬ّ ‫تن‬ ‫القرآن‬ ‫لسان‬ ‫في‬ ‫وعة‬ّ ‫المتن‬ ‫االستعماالت‬ ‫هذه‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬ ،‫والرخاء‬ ،‫والعذاب‬ ،‫عنه‬ ‫واإلضالل‬ ،‫الشيء‬ ‫عن‬ ‫والصرف‬ ،‫والتمحيص‬ ،‫واالبتالء‬ ،‫»االختبار‬ ‫خارج‬ ‫المفهوم‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫نبحث‬ ‫وحين‬ ،«‫دماتها‬ّ ‫ومق‬ ‫المصطلحات‬ ‫أو‬ ‫الكلمات‬ ‫هذه‬ ‫بعض‬ ‫ولوازم‬ ،‫المعاني‬ ‫تلك‬ ‫لوازم‬ ‫إلى‬ -‫الفقهاء‬ ‫ثم‬ ‫المحدثين‬ ‫-لدى‬ ‫انتقل‬ ‫قد‬ ‫االستعمال‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫نجد‬ ‫ي‬ّ ‫القرآن‬ ‫االستعمال‬ ‫في‬ -‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫-صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫ر‬ّ ‫س‬ ‫بحفظ‬ ‫عناية‬ ‫ذا‬ ‫كان‬ -‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫-رضي‬ ‫فحذيفة‬ .(1)‫المنافقين‬ ‫التي‬ ‫األبواب‬ ‫في‬ ‫را‬ً ‫كثي‬ ‫ترد‬ ،‫القتل‬ :‫أي‬ ‫رج«؛‬ْ ‫ه‬َ ‫ال‬ ‫و»فتنة‬ ،«‫الفتن‬ ‫بـ»ـأحاديث‬ ‫عرف‬ُ ‫ما‬َ ‫وهناك‬ :‫بقولهم‬ ‫التعبير‬ ‫يكثر‬ ‫الفقهاء‬ ‫بعضها،ولدى‬ ‫ذكر‬ ‫على‬ ‫وسنأتي‬ ،«‫وعالماتها‬ ‫الساعة‬ ‫»أشراط‬ ‫تتناول‬
  • 19. ‫على‬ ‫ن‬َّ ‫بأ‬ :‫بعضهم‬ ‫ويقول‬ .‫فيها‬ ‫الرغبة‬ ‫إلى‬ ‫الدافع‬ ‫المرأة‬ ‫بجمال‬ ‫االفتتان‬ :‫أي‬ ‫الفتنة"؛‬ ‫خيفت‬ ‫"إذا‬ .‫المعنى‬ ‫بذلك‬ «‫»الفتنة‬ ‫خيفت‬ ‫إذا‬ ‫وجهها‬ ‫تغطية‬ ‫الجميلة‬ ‫المرأة‬ - ‫وأشمل‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أوسع‬ «‫و»الفتنة‬ .‫والنسيب‬ ‫الغزل‬ ‫في‬ ‫ي‬ّ ‫العرب‬ ‫شعر‬ِّ ‫ال‬ ‫في‬ «‫»الفتنة‬ ‫استعمال‬ ‫ويكثر‬ ‫ال‬ ،‫ية‬َّ ‫اإلله‬ ‫السنن‬ ‫وإلمضاء‬ ،‫للتمحيص‬ ‫بأنواعه‬ «‫»االبتالء‬ ‫و‬َ ‫ه‬ُ ‫األجمع‬ ‫المعنى‬ ‫لكن‬ -‫دم‬ّ ‫تق‬ ‫كما‬ ‫على‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ ‫أقيمت‬ُ ‫إذا‬ ،‫الحدود‬ ‫عدا‬ ‫ما‬َ ‫الشريعة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ -‫له‬ّ ‫-ك‬ ‫ي‬ٌّ ‫أخرو‬ ‫الجزاء‬ ‫ن‬ّ ‫أل‬ ‫للجزاء؛‬ .‫اآلخرة‬ ‫في‬ ‫عنه‬ ‫العقوبة‬ ‫رفعت‬ُ ‫الجاني‬ ‫الفتن‬ ‫في‬ ‫البالء‬ ‫عموم‬ ‫وال‬ -‫صوره‬ ‫من‬ ‫صورة‬ ‫ية‬ّ ‫أ‬ ‫-في‬ ‫بالظلم‬ ‫منها‬ ‫فريق‬ ‫ي‬ّ ‫أل‬ ‫تسمح‬ ‫التي‬ ‫مة‬َّ ‫األ‬ ‫أو‬ ‫الجماعة‬ ‫ن‬ّ ‫فإ‬ ‫ولذلك‬ -‫عا‬ً ‫-جمي‬ ‫وتصيبهم‬ ،‫بجريمتهم‬ ‫تؤخذ‬ ‫نها‬ّ ‫فإ‬ ‫منه‬ ‫وتمنعهم‬ ‫والمفسدين‬ ‫الظالمين‬ ‫على‬ ‫الطريق‬ ‫تأخذ‬ ‫د‬ُ ‫دي‬ِ ‫ش‬َ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫وا‬َ ‫ة‬ً ‫ص‬َّ ‫خا‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ظ‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ن‬َّ ‫ب‬َ ‫صي‬ِ ‫ت‬ُ ‫ال‬ ‫ة‬ً ‫ن‬َ ‫ت‬ْ ‫ف‬ِ ‫قوا‬ُ ‫ت‬َّ ‫وا‬َ ):«‫»الفتنة‬ ‫العبرة‬ ‫منه‬ ‫لنأخذ‬ «‫السبت‬ ‫بـ»ـأصحاب‬ ‫ال‬ً ‫مث‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫لنا‬ ‫هللا‬ ‫ضرب‬ ‫وقد‬ ،(25:‫ب()األنفال‬ِ ‫قا‬َ ‫ع‬ِ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬َ ‫و‬ْ ‫ي‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬ُ ‫تا‬َ ‫حي‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫تي‬ِ ‫أ‬ْ ‫ت‬َ ‫ذ‬ْ ‫إ‬ِ ‫ت‬ِ ‫ب‬ْ ‫س‬َّ ‫ال‬ ‫في‬ِ ‫ن‬َ ‫دو‬ُ ‫ع‬ْ ‫ي‬َ ‫ذ‬ْ ‫إ‬ِ ‫ر‬ِ ‫ح‬ْ ‫ب‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ة‬َ ‫ر‬َ ‫ض‬ِ ‫حا‬َ ‫ت‬ْ ‫ن‬َ ‫كا‬َ ‫تي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ة‬ِ ‫ي‬َ ‫ر‬ْ ‫ق‬َ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬ْ ‫أ‬َ ‫س‬ْ ‫وا‬َ " :‫والدرس‬ ‫م‬َ ‫ل‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ة‬ٌ ‫م‬َّ ‫أ‬ُ ‫ت‬ْ ‫ل‬َ ‫قا‬َ ‫ذ‬ْ ‫إ‬ِ ‫و‬َ *‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫س‬ُ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫نوا‬ُ ‫كا‬َ ‫ما‬َ ‫ب‬ِ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫لو‬ُ ‫ب‬ْ ‫ن‬َ ‫ك‬َ ‫ل‬ِ ‫ذ‬َ ‫ك‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫تي‬ِ ‫أ‬ْ ‫ت‬َ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫تو‬ُ ‫ب‬ِ ‫س‬ْ ‫ي‬َ ‫ال‬ ‫م‬َ ‫و‬ْ ‫ي‬َ ‫و‬َ ‫عا‬ً ‫ر‬َّ ‫ش‬ُ ‫م‬ْ ‫ه‬ِ ‫ت‬ِ ‫ب‬ْ ‫س‬َ ‫ما‬َ ‫سوا‬ُ ‫ن‬َ ‫ما‬َّ ‫ل‬َ ‫ف‬َ *‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫ت‬َّ ‫ي‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬َّ ‫ع‬َ ‫ل‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ب‬ِّ ‫ر‬َ ‫لى‬َ ‫إ‬ِ ‫ة‬ً ‫ر‬َ ‫ذ‬ِ ‫ع‬ْ ‫م‬َ ‫لوا‬ُ ‫قا‬َ ‫دا‬ً ‫دي‬ِ ‫ش‬َ ‫با‬ً ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ب‬ُ ‫ذ‬ِّ ‫ع‬َ ‫م‬ُ ‫و‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ك‬ُ ‫ل‬ِ ‫ه‬ْ ‫م‬ُ ‫هللا‬َُّ ‫ما‬ً ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬َ ‫ظو‬ُ ‫ع‬ِ ‫ت‬َ ‫ما‬َّ ‫ل‬َ ‫ف‬َ *‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫س‬ُ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫نوا‬ُ ‫كا‬َ ‫ما‬َ ‫ب‬ِ ‫س‬ٍ ‫ئي‬ِ ‫ب‬َ ‫ب‬ٍ ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫ب‬ِ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ظ‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫نا‬َ ‫ذ‬ْ ‫خ‬َ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ء‬ِ ‫سو‬ُّ ‫ال‬ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫ن‬َ ‫و‬ْ ‫ه‬َ ‫ن‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ج‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ه‬ِ ‫ب‬ِ ‫روا‬ُ ‫ك‬ِّ ‫ذ‬ُ .(166-163 :‫)األعراف‬ "‫ن‬َ ‫ئي‬ِ ‫س‬ِ ‫خا‬َ ‫ة‬ً ‫د‬َ ‫ر‬َ ‫ق‬ِ ‫نوا‬ُ ‫كو‬ُ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ل‬َ ‫نا‬َ ‫ل‬ْ ‫ق‬ُ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫ع‬َ ‫هوا‬ُ ‫ن‬ُ ‫ما‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬َ ‫وا‬ْ ‫ت‬َ ‫ع‬َ ‫المجيد‬ ‫القرآن‬ ‫بل‬ّ ‫يتق‬ ‫فال‬ ،‫المرصوص‬ ‫كالبنيان‬ ‫نا‬ً ‫متضام‬ ‫ال‬ً ‫متكاف‬ ‫عا‬ً ‫مجتم‬ ‫يوجد‬ُ ‫أن‬ ‫أراد‬ ‫القرآن‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬ ‫إذا‬ ‫ال‬ّ ‫إ‬ ‫نا‬ً ‫ساك‬ ‫رك‬ِّ ‫تح‬ ‫فال‬ ‫حولها‬ ‫ما‬َ ‫بكل‬ ‫يحيط‬ُ ‫والفساد‬ ‫الظلم‬ ‫ترى‬ ‫التي‬ ،‫الكسلى‬ ‫القاعدة‬ ‫النماذج‬ ‫تلك‬ .‫والولد‬ ‫المال‬ ‫أو‬ ‫الرزق‬ ‫أو‬ ‫النفس‬ ‫على‬ ‫فا‬ً ‫خو‬ ‫مباشر؛‬ ‫بشكل‬ ‫أصابها‬ ‫فالقرآن‬ ،‫الدنيا‬ ‫الحياة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ «‫بها‬ ‫الناس‬ ‫يفتن‬ ‫التي‬ ‫»الفتن‬ ‫من‬ ‫األمور‬ ‫هذه‬ ‫تكون‬ ‫األحوال‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ ‫وعدم‬ ،‫عنه‬ ‫السكوت‬ ‫ثمن‬ ‫من‬ ‫أقل‬ ‫نه‬ّ ‫فإ‬ -‫ثمنه‬ ‫كان‬ ‫-مهما‬ ‫بوجهه‬ ‫والوقوف‬ ‫المنكر‬ ‫إنكار‬ ‫ن‬ّ ‫أ‬ ‫على‬ ‫به‬ّ ‫ين‬ ‫ولم‬ ‫الظلم‬ ‫في‬ ‫يقعوا‬ ‫لم‬ ‫-الذين‬ ‫أولئك‬ ‫تضع‬ ‫الكريمة‬ ‫اآلية‬ ‫ن‬ّ ‫فكأ‬ ،‫له‬ّ ‫ك‬ ‫المجتمع‬ ‫العذاب‬ ‫م‬ّ ‫فيع‬ ،‫مقاومته‬ ‫أو‬ ،‫عليهم‬ ‫ذلك‬ ‫ره‬ّ ‫يج‬ ‫قد‬ ‫ما‬َ ‫مل‬ّ ‫تح‬ ‫مع‬ ‫والرفض‬ ‫اإلنكار‬ ‫خيار‬ ‫بين‬ -‫عنه‬ ‫سكتوا‬ ‫نهم‬ّ ‫ولك‬ ،‫فيه‬ ‫يشاركوا‬ ‫»قانون‬ ‫فذلك‬ ،‫منه‬ ‫نصيبهم‬ ‫وينالهم‬ ،‫الجميع‬ ‫سيعم‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫العذاب‬ ‫بانتظار‬ ‫والسكوت‬ ‫اإلنكار‬ ‫عدم‬
  • 20. ‫نا‬َ ‫ي‬ْ ‫ج‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫ه‬ِ ‫ب‬ِ ‫روا‬ُ ‫ك‬ِّ ‫ذ‬ُ ‫ما‬َ ‫سوا‬ُ ‫ن‬َ ‫ما‬َّ ‫ل‬َ ‫ف‬َ " :‫هللا‬ ‫عذاب‬ ‫من‬ ‫ر‬َ ‫ك‬ِ ‫ن‬ْ ‫الم‬ ‫جي‬ّ ‫ن‬َ ‫ي‬ُ ‫فاإلنكار‬ ،‫منه‬ ‫مفر‬ ‫ال‬ «‫ي‬ٌّ ‫قرآن‬ ‫ي‬ّ ‫اجتماع‬ .(165:‫)األعراف‬ "‫ن‬َ ‫قو‬ُ ‫س‬ُ ‫ف‬ْ ‫ي‬َ ‫نوا‬ُ ‫كا‬َ ‫ما‬َ ‫ب‬ِ ‫س‬ٍ ‫ئي‬ِ ‫ب‬َ ‫ب‬ٍ ‫ذا‬َ ‫ع‬َ ‫ب‬ِ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ظ‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫نا‬َ ‫ذ‬ْ ‫خ‬َ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ء‬ِ ‫سو‬ُّ ‫ال‬ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫ن‬َ ‫و‬ْ ‫ه‬َ ‫ن‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫اإليمان‬ ‫مجتمع‬ ‫كى‬ّ ‫مز‬ ،‫دا‬ً ‫ح‬ّ ‫مو‬ ‫نا‬ً ‫مؤم‬ ‫عا‬ً ‫مجتم‬ ‫يقيموا‬ ‫أن‬ -‫-تعالى‬ ‫هللا‬ ‫المسلمون‬ ‫عليه‬ ‫عاهد‬ ‫بما‬ ‫أنبأ‬ ‫المجيد‬ ‫القرآن‬ ‫ن‬ّ ‫إ‬ ‫ج‬ِ ‫منه‬ ‫ن‬َ ‫بيا‬ ‫المجيد‬ ‫ن‬ُ ‫القرآ‬ ‫ل‬َ ‫ف‬َ ‫ك‬َ ‫ع‬ٌ ‫مجتم‬ ،‫والعمران‬ ‫ية‬ّ ‫والحر‬ ‫العدل‬ ‫فيها‬ ‫يقيم‬ُ ‫و‬ ‫األرض‬ ‫يعمر‬ُ ،‫را‬ً ‫طاه‬ ‫على‬ ‫إقامته‬ ‫تكفل‬ ‫التي‬ ‫والمبادئ‬ ‫واألصول‬ ‫القواعد‬ ‫دعائم‬ ‫وأرسى‬ ،‫النموذج‬ ‫المجتمع‬ ‫ليكون‬ ‫إقامته؛‬ ،‫هللا‬ ‫إلى‬ ‫ويتجه‬ ،‫هللا‬ ‫عن‬ ‫يصدر‬ ‫مجتمع‬ ،‫وتقويته‬ ‫وإنماءه‬ ،‫لحفظه‬ ‫األسس؛‬ ‫وأمتن‬ ،‫الدعائم‬ ‫أقوى‬ ‫السريرة‬ ‫ف‬ّ ‫ع‬ ،‫اللسان‬ ‫سليم‬ ،‫المشاعر‬ ‫نظيف‬ ،‫القلب‬ ‫ي‬ّ ‫تق‬ ‫مجتمع‬ .‫هللا‬ ‫إلى‬ ‫ينتسب‬ ‫أن‬ ‫به‬ ‫ويليق‬ ‫أدب‬ ،‫غيره‬ ‫مع‬ ‫وأدب‬ ،‫نفسه‬ ‫مع‬ ‫وأدب‬ ،‫رسوله‬ ‫مع‬ ‫وأدب‬ ،‫هللا‬ ‫مع‬ ‫أدب‬ ‫له‬ ‫عالم‬ ‫أو‬ ‫مجتمع‬ .‫وطاهرها‬ .‫جوارحه‬ ‫حركات‬ ‫وفي‬ ،‫ضميره‬ ‫هواجس‬ ‫في‬ ‫شرائع‬ ‫وهي‬ ،‫صيانته‬ ‫تكفل‬ ‫التي‬ ‫ية‬َّ ‫القرآن‬ ‫نظمه‬ ‫وله‬ ،‫ألوضاعه‬ ‫ظمة‬ّ ‫المن‬ ‫شرائعه‬ ‫له‬ ‫ذاته‬ ‫الوقت‬ ‫وفي‬ ‫وتتالقى‬ ،‫وظاهره‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫باطن‬ ‫فيتوافق‬ ،‫معه‬ ‫واألدب‬ ‫وتوحيده‬ ‫باهلل‬ ‫اإليمان‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫تقوم‬ ‫ونظم‬ ‫وهو‬ ،‫وخطاه‬ ‫أحاسيسه‬ ‫فيه‬ ‫وتتناسق‬ ،‫وزواجره‬ ‫دوافعه‬ ‫فيه‬ ‫وتتوازن‬ ،‫ومشاعره‬ ‫المجتمع‬ ‫هذا‬ ‫شرائع‬ ‫التشريع‬ ‫لمجرد‬ ‫المجتمع‬ ‫ذلك‬ ‫وتنظيم‬ ‫بناء‬ ‫يوكل‬ ‫وال‬ ،‫باسمه‬ -‫-تعالى‬ ‫هللا‬ ‫إلى‬ ‫ويتحرك‬ ‫يتجه‬ ‫الحاكمة‬ ‫والقوانين‬ ،‫وشرائعه‬ ‫المجتمع‬ ‫ونظام‬ ،‫الضمير‬ ‫ويقظة‬ ‫اإليمان‬ ‫فيه‬ ‫يتضافر‬ ‫بل‬ ،‫والتنظيم‬ .‫فيه‬ ‫ما‬َ ‫يتجاوز‬ ‫وال‬ ،‫حكم‬ ‫أو‬ ‫قضاء‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫يقترح‬ ‫وال‬ ،‫نهي‬ ‫أو‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫هه‬َ ‫إل‬ ‫المؤمن‬ ‫د‬ُ ‫العب‬ ‫يسبق‬ ‫فال‬ ‫ورغبة‬ ‫وخشية‬ ‫هلل‬ ‫منه‬ ‫تقوى‬ ‫خالقه؛‬ ‫مع‬ ‫يا‬ً ‫رأ‬ ‫أو‬ ‫إرادة‬ ‫لنفسه‬ ‫يجعل‬ ‫وال‬ ،‫عنه‬ ‫ينهى‬ ‫وما‬ ‫به‬ ‫يأمر‬ ‫-صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫خطاب‬ ‫مع‬ ‫خاص‬ ‫أدب‬ ‫له‬ ‫مجتمع‬ ،‫معه‬ ‫با‬ً ‫وأد‬ ‫منه‬ ‫ء‬ً ‫وحيا‬ -‫-سبحانه‬ ‫له‬ ‫منه‬ ‫ورهبة‬ .‫وتعزيزه‬ ‫توقيره‬ ‫على‬ ‫يقوم‬ -‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫وصيانة‬ ‫وحماية‬ ،‫مصادرها‬ ‫من‬ ‫واالستيثاق‬ ،‫واألفعال‬ ‫األقوال‬ ‫من‬ ‫بت‬ُّ ‫التث‬ ‫في‬ ‫منهجه‬ ‫له‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬ ‫ما‬َ ‫غير‬ ‫في‬ ،‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫إلى‬ ‫باألمر‬ ‫الرجوع‬ ‫وإلى‬ ،‫هللا‬ ‫تقوى‬ ‫إلى‬ ‫ع‬ٍ ‫دا‬ ‫المنهج‬ ‫هذا‬ .‫فيه‬ ‫فرد‬ ‫كل‬ ‫شرف‬ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ء‬َ ‫جا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫له‬ ‫استباق‬ ‫وال‬ ،‫به‬ ‫يأمر‬ ‫ولم‬ ‫يطلبه‬ ‫لم‬ ‫لما‬ ‫ح‬َ ‫اقترا‬ ‫وال‬ ،‫يديه‬ ‫بين‬ ‫تقدم‬ ‫ل‬َ ‫سو‬ُ ‫ر‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫في‬ِ ‫ن‬َّ ‫أ‬َ ‫موا‬ُ ‫ل‬َ ‫ع‬ْ ‫وا‬َ *‫ن‬َ ‫مي‬ِ ‫د‬ِ ‫نا‬َ ‫م‬ْ ‫ت‬ُ ‫ل‬ْ ‫ع‬َ ‫ف‬َ ‫ما‬َ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫حوا‬ُ ‫ب‬ِ ‫ص‬ْ ‫ت‬ُ ‫ف‬َ ‫ة‬ٍ ‫ل‬َ ‫ها‬َ ‫ج‬َ ‫ب‬ِ ‫ما‬ً ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫بوا‬ُ ‫صي‬ِ ‫ت‬ُ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫نوا‬ُ ‫ي‬َّ ‫ب‬َ ‫ت‬َ ‫ف‬َ ‫إ‬ٍ ‫ب‬َ ‫ن‬َ ‫ب‬ِ ‫ق‬ٌ ‫س‬ِ ‫فا‬َ
  • 21. ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫ه‬َ ‫ر‬َّ ‫ك‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ب‬ِ ‫لو‬ُ ‫ق‬ُ ‫في‬ِ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬َّ ‫ز‬َ ‫و‬َ ‫ن‬َ ‫ما‬َ ‫إلي‬ِ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫ك‬ُ ‫ي‬ْ ‫ل‬َ ‫إ‬ِ ‫ب‬َ ‫ب‬َّ ‫ح‬َ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫ك‬ِ ‫ل‬َ ‫و‬َ ‫م‬ْ ‫ت‬ُّ ‫ن‬ِ ‫ع‬َ ‫ل‬َ ‫ر‬ِ ‫م‬ْ ‫أل‬َ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ر‬ٍ ‫ثي‬ِ ‫ك‬َ ‫في‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ع‬ُ ‫طي‬ِ ‫ي‬ُ ‫و‬ْ ‫ل‬َ ‫هللا‬ِ َّ "‫كيم‬ِ ‫ح‬َ ‫م‬ٌ ‫لي‬ِ ‫ع‬َ ‫هللا‬َُّ ‫و‬َ ‫ة‬ً ‫م‬َ ‫ع‬ْ ‫ن‬ِ ‫و‬َ ‫هللا‬ِ َّ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ضال‬ْ ‫ف‬َ *‫ن‬َ ‫دو‬ُ ‫ش‬ِ ‫را‬َّ ‫ال‬ ‫م‬ُ ‫ه‬ُ ‫ك‬َ ‫ئ‬ِ ‫ل‬َ ‫أو‬ُ ‫ن‬َ ‫يا‬َ ‫ص‬ْ ‫ع‬ِ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫ق‬َ ‫سو‬ُ ‫ف‬ُ ‫ل‬ْ ‫وا‬َ ‫ر‬َ ‫ف‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ .(8-6:‫)الحجرات‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫يقع‬ ‫ما‬َ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫ية‬َّ ‫العمل‬ ‫وإجراءاته‬ ‫نظمه‬ ‫له‬ ‫كانت‬ ‫ولذلك‬ ‫سما؛‬ ‫مهما‬ ‫ي‬ٌّ ‫بشر‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬ ‫ية‬َّ ‫عمل‬ ‫بإجراءات‬ ‫يواجهها‬ُ ‫وهو‬ ،‫عالج‬ ‫بغير‬ ‫تركت‬ُ ‫لو‬ ‫كيانه‬ ‫خل‬ِ ‫ل‬ْ ‫خ‬َ ‫ت‬ُ ‫واندفاعات‬ ‫وقالقل‬ ‫وفتن‬ ‫خالف‬ ‫والرجاء‬ ‫هللا‬ ‫تقوى‬ ‫ومن‬ ،‫واإلصالح‬ ‫العدل‬ ‫حقيقة‬ ‫ومن‬ ،‫المؤمنين‬ ‫بين‬ ‫وة‬ّ ‫األخ‬ ‫قاعدة‬ ‫من‬ ‫منبثقة‬ ‫ية‬َّ ‫علم‬ ‫لى‬َ ‫ع‬َ ‫ما‬َ ‫ه‬ُ ‫دا‬َ ‫ح‬ْ ‫إ‬ِ ‫ت‬ْ ‫غ‬َ ‫ب‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫ما‬َ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬ْ ‫ب‬َ ‫حوا‬ُ ‫ل‬ِ ‫ص‬ْ ‫أ‬َ ‫ف‬َ ‫لوا‬ُ ‫ت‬َ ‫ت‬َ ‫ق‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫ني‬ِ ‫م‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫ن‬ِ ‫تا‬َ ‫ف‬َ ‫ئ‬ِ ‫طا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫و‬َ " :‫ورضاه‬ ‫رحمته‬ ‫في‬ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫طوا‬ُ ‫س‬ِ ‫ق‬ْ ‫أ‬َ ‫و‬َ ‫ل‬ِ ‫د‬ْ ‫ع‬َ ‫ل‬ْ ‫با‬ِ ‫ما‬َ ‫ه‬ُ ‫ن‬َ ‫ي‬ْ ‫ب‬َ ‫حوا‬ُ ‫ل‬ِ ‫ص‬ْ ‫أ‬َ ‫ف‬َ ‫ت‬ْ ‫ء‬َ ‫فا‬َ ‫ن‬ْ ‫إ‬ِ ‫ف‬َ ‫هللا‬ِ َّ ‫ر‬ِ ‫م‬ْ ‫أ‬َ ‫لى‬َ ‫إ‬ِ ‫ء‬َ ‫في‬ِ ‫ت‬َ ‫تى‬َّ ‫ح‬َ ‫غي‬ِ ‫ب‬ْ ‫ت‬َ ‫تي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫لوا‬ُ ‫ت‬ِ ‫قا‬َ ‫ف‬َ ‫رى‬َ ‫خ‬ْ ‫أل‬ُ ‫ا‬ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ل‬َّ ‫ع‬َ ‫ل‬َ ‫هللا‬ََّ ‫قوا‬ُ ‫ت‬َّ ‫وا‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ي‬ْ ‫و‬َ ‫خ‬َ ‫أ‬َ ‫ن‬َ ‫ي‬ْ ‫ب‬َ ‫حوا‬ُ ‫ل‬ِ ‫ص‬ْ ‫أ‬َ ‫ف‬َ ‫ة‬ٌ ‫و‬َ ‫خ‬ْ ‫إ‬ِ ‫ن‬َ ‫نو‬ُ ‫م‬ِ ‫ؤ‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ما‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ *‫ن‬َ ‫طي‬ِ ‫س‬ِ ‫ق‬ْ ‫م‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫ب‬ُّ ‫ح‬ِ ‫ي‬ُ .(9،10:‫ن")الحجرات‬َ ‫مو‬ُ ‫ح‬َ ‫ر‬ْ ‫ت‬ُ ‫معامالته‬ ‫في‬ ‫ية‬َّ ‫السلوك‬ ‫آدابه‬ ‫وله‬ ،‫البعض‬ ‫بعضه‬ ‫تجاه‬ ‫مشاعره‬ ‫في‬ ‫ية‬َ ‫النفس‬ ‫آدابه‬ ‫له‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫ء‬ٌ ‫سا‬َ ‫ن‬ِ ‫وال‬َ ‫م‬ْ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫را‬ً ‫ي‬ْ ‫خ‬َ ‫نوا‬ُ ‫كو‬ُ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫سى‬َ ‫ع‬َ ‫م‬ٍ ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫م‬ٌ ‫و‬ْ ‫ق‬َ ‫ر‬ْ ‫خ‬َ ‫س‬ْ ‫ي‬َ ‫ال‬ ‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫بعض‬ ‫مع‬ ‫بعضه‬ ‫د‬َ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫ق‬ُ ‫سو‬ُ ‫ف‬ُ ‫ل‬ْ ‫ا‬ ‫م‬ُ ‫س‬ْ ‫اال‬ ‫س‬َ ‫ئ‬ْ ‫ب‬ِ ‫ب‬ِ ‫قا‬َ ‫ل‬ْ ‫أل‬َ ‫با‬ِ ‫زوا‬ُ ‫ب‬َ ‫نا‬َ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫س‬َ ‫ف‬ُ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫زوا‬ُ ‫م‬ِ ‫ل‬ْ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫ن‬َّ ‫ه‬ُ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫را‬ً ‫ي‬ْ ‫خ‬َ ‫ن‬َّ ‫ك‬ُ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫سى‬َ ‫ع‬َ ‫ء‬ٍ ‫سا‬َ ‫ن‬ِ .(11:‫)حجرات‬ "‫ن‬َ ‫مو‬ُ ‫ل‬ِ ‫ظا‬َّ ‫ال‬ ‫م‬ُ ‫ه‬ُ ‫ك‬َ ‫ئ‬ِ ‫ل‬َ ‫أو‬ُ ‫ف‬َ ‫ب‬ْ ‫ت‬ُ ‫ي‬َ ‫م‬ْ ‫ل‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬َ ‫و‬َ ‫ن‬ِ ‫ما‬َ ‫إلي‬ِ ‫ا‬ ،‫نة‬َّ ‫بظ‬ِ ‫أحد‬ ‫فيه‬ ‫يؤخذ‬ ‫ال‬ ،‫والحضرة‬ ‫الغيبة‬ ‫مصان‬ُ ،‫الحرمات‬ ‫مكفول‬ ،‫المشاعر‬ ‫نظيف‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬ ‫ألدنى‬ ‫فيه‬ ‫ياتهم‬َّ ‫وخصوص‬ ‫رياتهم‬ّ ‫وح‬ ‫وكرماتهم‬ ‫الناس‬ ‫أمن‬ ‫يتعرض‬ ‫وال‬ ،‫العورات‬ ‫فيه‬ ‫تتبع‬ُ ‫وال‬ ‫ب‬ْ ‫ت‬َ ‫غ‬ْ ‫ي‬َ ‫وال‬َ ‫سوا‬ُ ‫س‬َّ ‫ج‬َ ‫ت‬َ ‫وال‬َ ‫م‬ٌ ‫ث‬ْ ‫إ‬ِ ‫ن‬ِّ ‫ظ‬َّ ‫ال‬ ‫ض‬َ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫ن‬ِّ ‫ظ‬َّ ‫ال‬ ‫ن‬َ ‫م‬ِ ‫را‬ً ‫ثي‬ِ ‫ك‬َ ‫بوا‬ُ ‫ن‬ِ ‫ت‬َ ‫ج‬ْ ‫ا‬ ‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫مساس‬ "‫حيم‬ِ ‫ر‬َ ‫ب‬ٌ ‫وا‬َّ ‫ت‬َ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫هللا‬ََّ ‫قوا‬ُ ‫ت‬َّ ‫وا‬َ ‫ه‬ُ ‫مو‬ُ ‫ت‬ُ ‫ه‬ْ ‫ر‬ِ ‫ك‬َ ‫ف‬َ ‫تا‬ً ‫ي‬ْ ‫م‬َ ‫ه‬ِ ‫خي‬ِ ‫أ‬َ ‫م‬َ ‫ح‬ْ ‫ل‬َ ‫ل‬َ ‫ك‬ُ ‫أ‬ْ ‫ي‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫د‬ُ ‫ح‬َ ‫أ‬َ ‫ب‬ُّ ‫ح‬ِ ‫ي‬ُ ‫أ‬َ ‫ضا‬ً ‫ع‬ْ ‫ب‬َ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫ض‬ُ ‫ع‬ْ ‫ب‬َ .(12:‫)الحجرات‬ ‫وله‬ ،‫الشعوب‬ ‫المتعددة‬ ‫األجناس‬ ‫المختلفة‬ ‫ية؛‬َّ ‫اإلنسان‬ ‫وحدة‬ ‫عن‬ ‫الكاملة‬ ‫وفكرته‬ ‫رؤيته‬ ‫له‬ ‫مجتمع‬ ‫وهو‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫واالضطراب‬ ‫الهوى‬ ‫شوائب‬ ‫من‬ ‫رأ‬ّ ‫ب‬َ ‫م‬ُ ‫ال‬ ‫هللا‬ ‫ميزان‬ ‫نه‬ّ ‫إ‬ ،‫المجتمع‬ ‫به‬ ‫يقوم‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫الواحد‬ ‫ميزانه‬ ‫هللا‬ََّ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫قا‬َ ‫ت‬ْ ‫أ‬َ ‫هللا‬ِ َّ ‫د‬َ ‫ن‬ْ ‫ع‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫م‬َ ‫ر‬َ ‫ك‬ْ ‫أ‬َ ‫ن‬َّ ‫إ‬ِ ‫فوا‬ُ ‫ر‬َ ‫عا‬َ ‫ت‬َ ‫ل‬ِ ‫ل‬َ ‫ئ‬ِ ‫با‬َ ‫ق‬َ ‫و‬َ ‫با‬ً ‫عو‬ُ ‫ش‬ُ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫نا‬َ ‫ل‬ْ ‫ع‬َ ‫ج‬َ ‫و‬َ ‫ثى‬َ ‫ن‬ْ ‫أ‬ُ ‫و‬َ ‫ر‬ٍ ‫ك‬َ ‫ذ‬َ ‫ن‬ْ ‫م‬ِ ‫م‬ْ ‫ك‬ُ ‫نا‬َ ‫ق‬ْ ‫ل‬َ ‫خ‬َ ‫نا‬َّ ‫إ‬ِ ‫س‬ُ ‫نا‬َّ ‫ال‬ .(13:‫)الحجرات‬ "‫ر‬ٌ ‫بي‬ِ ‫خ‬َ ‫م‬ٌ ‫لي‬ِ ‫ع‬َ ‫دعي‬ُ ‫باسمه‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫اإليمان‬ ‫معالم‬ ‫دد‬ّ ‫يح‬ ،‫السليم‬ ‫النظيف‬ ‫الكريم‬ ‫الرفيع‬ ‫ي‬ّ ‫النموذج‬ ‫المجتمع‬ ‫هو‬ ‫بهذا‬ ‫تكاليفه‬ ‫إلى‬ ‫يدعوهم‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫هللا‬ ‫دعوة‬ ‫بوا‬ّ ‫ليل‬ ‫لهم‬ ‫هتف‬ُ ‫وباسمه‬ ،‫النموذج‬ ‫ذلك‬ ‫إقامة‬ ‫إلى‬ ‫المؤمنون‬ ‫الحبيب‬ ‫النداء‬ ‫ذلك‬ "...‫نوا‬ُ ‫م‬َ ‫آ‬ ‫ن‬َ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ‫ها‬َ ‫ي‬ُّ ‫أ‬َ ‫ي‬َ " :‫والتسليم‬ ‫التلبية‬ ‫إلى‬ ‫الحافز‬ ‫سس‬ّ ‫يؤ‬ ‫ذي‬ِ ‫ل‬َّ ‫ا‬ ،‫الجميل‬ ‫الوصف‬