1. المـــقـــــــدمـــة
وهل ٌأتً بعد األذان غٌر الصالة ....
الحمد هلل الواحد القهار والصالة والسالم على النبً المختار محمد صلى هللا علٌه وسلم وعلى آلة وصحبة اإلبرار ومن اتبعهم من األخٌار إلى ٌوم الدٌن .
هذه الكلمات التً تلمس قلب كل محب للصالة برقة لتدعوه إلى تلبٌة النداء ولكن ممن هذا النداء؟....
أٌها المسلمون أجٌبونً ألن تلبوا داعً هللا إذا دعاكم ؟ فهذا نداء هللا إال وهو األذان إلقامة الصالة....لذلك فإن الصالة قرة عٌون المحبٌن ولذة أرواح
الموحدٌن وبستان العابدٌن وهً رحمة للعباد أهداها لهم خالقهم على ٌد رسوله الصادق األمٌن لٌنالوا شرف كرامته والفوز بقربة لٌس حاجة منه بل منة
علٌهم ، و إن من تمام رحمته أنة هٌأ لعبده مأدبة جمعت جمٌع األلوان والتحف والعطاٌا ودعاة إلٌها كل ٌوم خمس مرات وجعل فً كل لون لذة ومنفعة
ووقار لهذا العبد فإن الصالة نور وقوة فً القلب والجوارح وسعة فً الرزق...
الحال األول : محافظتهم على صالة الجماعة وتعلق قلوبهم بها:
الصالة قرة عٌون المؤمنٌن كما صح عنه علٌه الصالة والسالم أنه قال : وجعلت قرة عٌنً فً الصالة .ولذا كان ٌقول : أرحنا بها ٌا بالل . ولسان حال
بعضنا : أرحنا منها ٌا إمام .
• الربٌع بن خثٌم كان ٌقاد إلى الصالة وبه الفالج فقٌل لـه : قد رخص لك . قال : إنً أسمع " حً على الصالة " فإن استطعتم أن تأتوها فأتوها ولو حبوا .
فأٌن النائمون عن صالة الفجر و العصر الذٌن أنعم هللا علٌهم وأصح لهم أجسامهم ؟ وما عذرهم أمام هللا تعالى ؟.
ّ
منابركم علت فً كل حًٍّ ومسجدكم من العباد خالً وصوت أذانكم فً كل واد ولكن أٌن صوت من بالل
ٍ
الحال الثانً : مبادرتهم إلى الصالة ومحافظتهم على تكبٌرة اإلحرام :
• قال عدي بن حاتم : ما أقٌمت الصالة منذ أسلمت إال وأنا على وضوء .
• فقد قال النبً صلى هللا علٌه وسلم : " من صلى هلل أربعٌن ٌوما فً جماعة ٌدرك التكبٌرة األولى كتب له براءتٌن : براءة من النار ، وبراءة من النفاق .
الحال الثالث : إحسانهم الصالة وإتمامهم أركانها :
• ٌدخل رجل مسجد رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فٌصلً ، ثم ٌأتً النبً صلى هللا علٌه وسلم فٌسلم علٌه ، فٌرد علٌه بقوله : وعلٌك السالم ، ارجع
فصل فإنك لم تصل . فٌعود فٌصلً ثم ٌأتً فٌسلم علٌه ، فٌرد علٌه بمثل ما رد علٌه . فلما كان فً المرة الثالثة قال الرجل : والذي بعثك بالحق ال أحسن غٌر
هذا فعلمنً . فعلمه علٌه الصالة والسالم كٌف ٌصلً ، وأرشده إلى الطمأنٌنة فً جمٌع أركان الصالة وواجباتها .
• أٌها األحبة .. هل تعلمون من هو أسوأ الناس سرقة ؟أهو سارق المسجد أو الحرم ؟ أهو سارق مال فقٌر أو ٌتٌم ؟
كال . قال علٌه الصالة والسالم : " أسوأ الناس سرقة الذي ٌسرق من صالته . قالوا : وكٌف ٌسرق من صالته ؟ . قال : ال ٌتم ركوعها وال سجودها .
وإن فً زماننا لمن ٌبدأ صالته بتكبٌرة اإلحرام وٌنهٌها بالسالم وال ٌدرك ما جرى بٌنهما ، و وهللا لو كان رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم حٌا بٌن أظهرنا
لقال لهم : ارجعوا فصلوا ، فإنكم لم تصلوا .
2. الحال الرابع : خشوعهم فً الصالة :
الخشوع فً الصالة بمنزلة الروح فً الجسد ، فصالة بال خشوع كجسد بال روح .
• وكان علً ابن الحسٌن إذا توضأ اصفر وإذا قام إلى الصالة ارتعد . فقٌل له فقال : تدرون بٌن ٌدي من أقوم ومن أناجً ؟ .
هكذا كان خشوعهم . أما نحن فنشكو إلى هللا قسوة فً قلوبنا وذهابا لخشوعنا . فلم تعد الصالة عند بعضنا صلة روحانٌة بٌنه وبٌن ربه تبارك وتعالى ، بل
أصبحت مجرد حركات ٌؤدٌها اإلنسان بحكم العادة ال طعم لها وال روح . فأنى لمثل هذا أن ٌخشع ؟.
لقد صلى بعض الناس فً أحد مساجدنا ، ولما كان فً التشهد األخٌر جاءه الشٌطان وقال له : ٌا أبا فالن إن صاحب المحل قد أخطأ فً الحساب فراجع الفاتورة ،
إنً لك من الناصحٌن . فصدق المسكٌن وأخرج الفاتورة لٌراجعها أمام الناس وهو ٌصلً .
وآخر . تراه هادئا ساكنا ، فما إن ٌكبر حتى تبدأ ٌداه بالعبث بغترته أو عقاله أو لحٌته أو ساعته . . . ولو خشع قلبه لخشعت جوارحه .
لماذا ٌهتم الشٌطان كثٌرا بإشغال المصلً عن صالته ؟ الشٌطان ٌقف بالمرصاد لكل أمر ٌهدف إلى رضا هللا تعالى ولكن مكره وكٌده أكثر ما ٌظهر فً
الصالة . لماذ ؟ ألنه عرف مكانة الصالة ، عرف ما سٌناله المسلم إن أحسن فً صالته ، ونحن ولألسف لم نعرف إلى اآلن ماذا تعنً الصالة . هً فً اعتقاد
الكثٌر عبادة تؤدى بأي شكل وسٌقبلها هللا على كل حال . هللا لٌس بحاجة إلى صلواتنا فإن أحسنا إلٌها فإنما نحسن إلى أنفسنا .
فجمٌع العبادات التً أمر بها الشرع لها عامود . وعامود هذه العبادات هو الصالة فمتى أختل هذا العامود وسقط سقطت كل العبادات
فقد قال أمٌر المؤمنٌن عمر بن الخطاب رضً هللا عنه وهو على فراش الموت :( ال حظ فً اإلسالم لمن ترك الصالة ) .
الصالة هً مفتاح باب القبول لجمٌع العبادات – فأحسنوا إلى صلواتكم أحسن هللا علٌكم
والسالم علٌكم ورحمة هللا وبركاته