SlideShare a Scribd company logo
1 of 16
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬
                                    ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
    ‫الحمد ل رب العالمين وصلى ال وسلم على عبده ورسوله رمحمد وعلى آله وصحبه .‬
                                             ‫أرما بعد‬
    ‫فمما ل شك فيه أن دعاء ال عزوجل رمن أفضل أنواع العباد ة، فقد ثبت أن رسول ال $‬
          ‫قال : )) الدعاء هو العباد ة(( وفي رواية أخرى : )) الدعاء رمخ العباد ة(( . ودعاء‬
       ‫المسلم لخيه المسلم في ظهر الغيب سبب لقبول الدعاء ، وإجابته عند ال عزوجل ،‬
                                ‫جِ‬
    ‫والدعاء لول ة أرمور المسلمين بالصل ح والتسديد والخذ بأيديهم إلى رما يصلح رعاياهم‬
                          ‫جِ‬
    ‫وينصرهم على أعدائهم رمن الكفر ة والملحدين،وهو رمن الرمور التي حثت عليها شريعة‬
                                                ‫ال ، إذ بصلحهم تصلح أرمور البلد والعباد.‬

       ‫فإن ولي الرمر إذا صلح صلح شأن الرعية ، واستقام أرمرها ، ورمن هنا كان دعاء ال‬   ‫جِ‬
        ‫لهم رمن أفضل رما يتقرب به النسان إلى ال عزوجل ، حيث إن نفعه ل يقتصر على‬
                             ‫جِ‬                     ‫جِ‬
      ‫شخص بعينه ، ولكنه عام يستفيد رمنه كل أفراد الرمة . والدعاء لول ة أرمور المسلمين‬
     ‫فيه إبراء للذرمة فالدعاء رمن النصيحة لهم ، والنصح لهم أرمر حثت عليه الشريعة ، فقد‬
                                                                                   ‫جِ‬
        ‫ثبت أن رسول ال $ قال : )) الدين النصيحة(( كرر ذلك ثلثا قال الصحابة :لمن يا‬
     ‫رسول ال قال: )) ل ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين وعارمتهم (( وثبت عن جرير‬
      ‫بن عبد ال البجلي ‪ ‬قال : )) بايعت رسول ال $ على السمع والطاعة والنصح لكل‬
         ‫رمسلم((. والنصح لئمة المسلمين يشمل كل رمن له ولية على المسلمين رمن الحكام‬
           ‫والرمراء والقضا ة سواء أكانت ولية صغير ة أو كبير ة وهذا يتمثل في السمع لهم‬
    ‫والطاعة رما لم يأرمروا بمعصية ال ، فإذا أرمروا بمعصية ال فل سمع لهم ول طاعة كما‬
                                                                       ‫ورد بذلك الحديث.‬

      ‫ولهمية رما تضمنه هذا الكتاب ) الدعاء لول ة الرمر ( عزرمت وزار ة الشئون السلرمية‬
    ‫والوقاف والدعو ة والرشاد على إخراجه ففيه الحث على الدعاء لول ة المسلمين وبيان‬
       ‫رما يجب لهم و رما يجب عليهم لرعاياهم ،وإيضا ح فائد ة الدعاء لهم ،ل سيما في ظهر‬
                                              ‫جِ‬
       ‫الغيب ، فإن الدعاء في ظهر الغيب رمن بواعث الجابة كما ورد في الحديث الشريف.‬
                                        ‫جِ‬                                  ‫جِ‬

                              ‫والذي دعا إلى نشر هذا البحث إضافة إلى أهميته أرمران:‬
                                                                         ‫جِ‬
        ‫أولهما : الحاجة الماسة إلى هذا الدعاء في هذا الزرمن الذي تكالب فيه العداء على‬
                                                              ‫جِ‬
                                                  ‫المسلمين ،ول حول ول قو ة إل بال .‬
         ‫الثاني : أنه لم يسبق للوزار ة إفراد هذا الموضوع – على أهميته – ببحث رمستقل.‬
                                                         ‫جِ‬

              ‫وقد جرى جمع رما تيسر رمن رماد ة علمية ، في ستة رمباحث على النحو التالي:‬
                                                                        ‫1- الرمارمة .‬
                                                                                ‫جِ‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬                                                                    ‫2- السمع والطاعة.‬
                                        ‫3- النهي عن سب الرمراء والصبر على جورهم.‬
                                                                            ‫4- النصيحة .‬
                                                                   ‫5- الدعاء لول ة الرمر‬
                                                        ‫6- رمن فوائد الدعاء لول ة الرمر.‬
           ‫فعليك أخي المسلم بالدعاء لهم فلعل ال عزوجل أن يجيب دعوتك فيجعلهم رمن‬
        ‫الراشدين المهديين ، وبذلك تصلح الرمور وتزول الشرور وتتنزل البركات وتكثر‬
     ‫الخيرات نسأل ال تعالى أن يحمي هذه البلد المباركة رمن الفتن ، رما ظهر رمنها ورما‬
               ‫بطن ، وأن يديم عليها الرخاء والخير ، والرمن و السكينة ، في ظل قيادتها‬
           ‫الرشيد ة، وأن يبقيها ررمـزا لإلسلم ،ورمنارا يهتدى به ،وإرمارما يقتدى به ، وأن‬
                           ‫جِ  ً‬              ‫ ً‬           ‫ ً جِ‬
         ‫يكفيها شر أعدائها ، ويكتب لها العز والتأييد ، والنصر والتمكين . إنه ولي ذلك‬
                      ‫جِ‬
                 ‫والقادر عليه . وصلى ال وسلم على نبينا رمحمد وآله وأصحابه أجمعين.‬
      ‫وكالة وزار ة الشئون السلرمية والوقاف والدعو ة والرشاد لشؤون المطبوعات‬
                                           ‫والنشر‬

                                                   ‫المامة‬
                                                                    ‫رمن هم ول ة الرمر :‬
      ‫إن رمما هو رمعلوم – بالضرور ة – لكل أحد ، أن أرمور بني النسان ل يمكن أن تأخذ‬
                             ‫جِ‬
         ‫السير ة المستقيمة إل بوجود إرمام يلتف الناس حوله ، يأتمرون بأرمره وينتهون‬
                                                          ‫جِ‬       ‫جِ‬
        ‫بنهيه ، يردع الظالم ويضع الحق في نصابه . وقديما قال ذاك الشاعر الجاهلي :‬
                                   ‫ ً‬
                 ‫1‬
                   ‫ول ســـــرا ة إذا جهالهم سادوا‬
                              ‫اّ‬                     ‫ل يصلح القوم فوضى ل سرا ة لهم‬
    ‫وحين جاء السلم أكد على هذا الرمر تأكيدا عظيما وجعل ) اتخاذ الرمار ة دينا وقربة‬
                                      ‫ ً‬      ‫ ً‬                          ‫جِ‬
                                                        ‫، يتقرب بها إلى ال عزوجل(2.‬
                                                                          ‫جِ‬        ‫ُ‬

         ‫بل لقد أجمع المسلمون إل رمن ل يعتد بخلفه على وجوب الرمارمة وعلى وجوب‬
                            ‫جِ‬                                 ‫جِ‬
         ‫نصب الرمام3 . قال الرمام أحمد رحمه ال : ) الفتنة ؛ إذا لم يكن إرمام يقوم بأرمر‬
                        ‫جِ‬         ‫جِ‬                              ‫جِ‬            ‫جِ‬
                                                                               ‫4‬
                                                                              ‫الناس ( .‬




                                                     ‫1 قائله : الوفوه الدودي . ينظر )) الامالي (( للقالي )052/2(.‬
                                                                  ‫2 )) السياسة الشرعية (( لنبن تيمية ) ص: 912(‬
      ‫3 ينظر ))الكحكام السلطانية(( للماردودي)ص:5( دوأنبي يعلى الفراء ) ص: 91( ، دو)) الفصل لنبن كحزم(( ) 78/4(.‬
                                                                     ‫4 )) الكحكام السلطانية(( لنبي يعلى ) ص: 91(‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬    ‫بيد أن المقصود العظم رمن الرمارمة ) إصل ح دين الخلق ؛ الذي رمتى فاتهم خسروا‬
                                                ‫جِ‬        ‫جِ‬
    ‫خسرانا رمبينا ، ولم ينفعهم رما نعموا به في الدنيا وإصل ح رما ل يقوم الدين إل به رمن‬
            ‫جِ‬                     ‫جِ‬                 ‫َ جِ‬
                                                                         ‫أرمر دنياهم(5.‬

     ‫وبدون إرمارمة ل تقوم للدين قائمة ، ول يشاد له رمعلم ، يقول شيخ السلم ابن تيمية‬
                   ‫جِ‬              ‫َ ملْ‬                                    ‫جِ‬
    ‫رحمه ال : ) يجب أن يعرف أن ولية أرمر الناس رمن أعظم واجبات الدين بل ل قيام‬
                                                           ‫ُ‬
    ‫للدين إل بها فإن بني آدم ل تتم رمصلحتهم إل بالجتماع ، لحاجة بعضهم إلى بعض ،‬
               ‫جِ‬                         ‫جِ‬                        ‫جِ‬         ‫جِ‬
       ‫ول بد لهم عند الجتماع رمن رأس ، حتى قال النبي $ :)) إذا خرج ثلثة في سفر‬
                           ‫جِ‬
           ‫فليؤرمروا أحدهم (( رواه أبو داود رمن حديث أبي سعيد وأبي هرير ة رضي ال‬  ‫ملْ ِّ‬
                                                                               ‫2‬
                                                                           ‫عنهما .‬



                                       ‫السمع والطاعة‬
         ‫إن رمن أكبر رما ينهض بتلكم الرمارمة ، أن يلتزم المجتمع بالسمع والطاعة لول ة الرمر‬
                                                             ‫جِ‬
             ‫في غير رمعصية ، وفي هذا انتظام شؤون العباد الدينية والدنيوية ، ويوم ل يعلن‬
         ‫المجتمع ذلك ، ول يدين به ، فل وجود – حقيقي – لرمارمة ، ول اعتبار لحاكم ، ورمن‬
                                        ‫جِ‬
                                            ‫رمشهور الكلم : )) ل إرمارمة إل بسمع وطاعة((3.‬
     ‫ولقد تظافرت النصوص التي توجب على المسلم السمع والطاعة َ بالمعروف ، رمن رمثل‬
                                     ‫َ‬
       ‫قوله $ : )) على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إل أن يؤرمر بمعصية‬
                          ‫جِ‬
                                    ‫(( رواه الشيخان رمن حديث ابن عمر رضي ال عنهما4.‬
        ‫يقول الحافظ ابن رجب رحمه ال : ) وأرما السمع والطاعة لول ة أرمور المسلمين ففيها‬
           ‫سعاد ة الدنيا ، وبها تنتظم رمصالح العباد في رمعايشهم ، وبها يستعينون على إظهار‬
                 ‫جِ‬                                       ‫ُ‬
                                                                    ‫دينهم وطاعة ربهم (5 .‬
     ‫والمسلم إذا سمع وأطاع ، أ ُجر ، لنه – في حقيقة الرمر – رممتثل أرمر الشرع المطهر ،‬
                                                              ‫جِ‬                 ‫جِ‬
    ‫والعكس بالعكس، أي إذا لم يسمع ولم يطع أثم ، ففي المتفق عليه رمن حديث أبي هرير ة‬
                                               ‫َ جِ‬                  ‫جِ‬
         ‫‪ ،‬قال : قال رسول ال $ : )) رمن أطاعنـي فقد أطاع ال ، ورمن عصاني فقد عصى‬
                      ‫6‬
                        ‫ال ، ورمن يطع الرمير فقد أطاعنـي ، ورمن يعص الرمير فقد عصاني((‬
      ‫ويقول شيخ السلم ابن تيميه رحمه ال : ) فطاعة ال والرسول واجبة على كل أحد ،‬
                                                                            ‫جِ‬
       ‫وطاعة ول ة الرمور واجبة لرمر ال بطاعتهم فمن أطاع ال ورسوله بطاعة ول ة الرمر‬
                                                                         ‫5 )) السياسة الشرعية(( )ص :93(‬
                                                                       ‫2 )) السياسة الشرعية(( ) ص: 712(‬
                                                                             ‫3 ))الدرر السنية (( ) 882/7(‬
                ‫4 ))صحيح البخاري(( ) 923/3( )4417( ، )) صحيح امسلم (( ) 9641/3( ) 9381( دواللفظ لمسلم.‬
                                                                       ‫5 )) جاامع العلوم دوالحكم(( ) 2/ 711(‬
                                 ‫6 ))صحيح البخاري(( )743/2( )7592( ، )) صحيح امسلم (()6641/3( ) 5381(‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬      ‫فأجره على ال . ورمن كان ل يطيعهم إل لما يأخذه رمن الولية والمال ، فإن أعطوه‬
              ‫جِ‬                                ‫جِ‬
                           ‫1‬
                          ‫أطاعهم وإن رمنعوه عصاهم ؛ فماله في الخر ة رمن خل ق (( .‬
                                                                         ‫جِ‬

          ‫والسمع والطاعة لول ة المسلمين رمن الحكام والرمراء والعلماء شيء رمجمع على‬
        ‫وجوبه عند أهل السنة والجماعة ، وهو أصل رمن أصولهم التي باينوا بها أهل البدع‬
                                                                            ‫والهواء.‬
     ‫وقل أن ترى رمؤلفا في عقائد أهل السنة ، إل وهو ينص على وجوب السمع والطاعة‬
                                               ‫جِ‬                   ‫ ً‬
            ‫لول ة الرمر ، وإن جاروا وظلموا وإن فسقوا وفجروا رما لم يأرمروا بمعصية ال .‬
                                                       ‫جِ‬              ‫جِ‬
     ‫ُّ‬
     ‫والجماع الذي انعقد عند أهل السنة والجماعة على وجوب السمع والطاعة لهم رمبني‬
                                    ‫على النصوص الشرعية الواضحة التي تواترت بذلك2 .‬
    ‫َ َ ُّ َ َّ جِ َ َ ُ ملْ َ جِ ُ ملْ َّ ََ جِ ُ ملْ َّ ُ َ‬
    ‫رمنها قوله تعالى : ) يا أيها الذين آرمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول‬
    ‫وعن عوف بن رمالك ‪‬قال : قال رسول‬      ‫وُولي الرمر رمنكم ( النساء}95{‬
                                                       ‫َأ ملْ جِ َ ملْ جِ جِ ُ ملْ‬
                                                                                 ‫ال$‬
    ‫:) أل رمن ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا رمن رمعصية ال فليكره الذي يأتي رمن رمعصية‬
                                              ‫ ً‬
                                ‫ال ول ينزع يدا رمن طاعة (( حديث صحيح رواه رمسلم.‬
                                                                     ‫ ً‬
    ‫وعن فضالة بن عبيد ‪‬قال : قال رسول ال $ : )) ثلثة ل تسأل عنهم : رجل فار ق‬
      ‫الجماعة وعصى إرمارمه ورمات عاصيا ...(( حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وابن‬
                                                                        ‫حبان والحاكم.‬




         ‫النهي عن سب المراء والصبر على جورهم‬
          ‫الوقيعة في أعراض الرمراء ،والشتغال بسبهم ، وذكر رمعايبهم : خطيئة كبير ة ،‬
                                                                               ‫ُ‬
      ‫وجريمة شنيعة ، نهى عنها الشرع المطهر ، وذم فاعلها ،وهي نوا ة الخوراج على‬
       ‫ول ة الرمر ، الذي هو أصل فساد الدين والدنيا رمعا . وقد علم أن الوسائل لها أحكام‬
                                       ‫ ً‬
      ‫المقاصد ، فكل ُّ نص في تحريم الخروج وذم أهله ، فهو دليل على تحريم السب وذم‬
                                                                               ‫فاعله3.‬


                                                          ‫1 )) امجموع الفتادوى (( ) 53/ 61 ،71(‬
                                             ‫2 انظر : امعااملة الحكام وفي ضوء الكتاب دوالسنة ص 57 .‬
                                                   ‫3 امعااملة الحكام وفي ضوء الكتاب دوالسنة ص 78.‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬      ‫عن أنس ‪‬قال : نهانا كبراؤنا رمن أصحاب رمحمد $ قالوا : قال رسول ال $ : )) ل‬
        ‫تسبوا أرمراءكم ول تغـشـوهم ول تبغضوهم واتقوا ال واصبروا فإن الرمر قريب ((‬
                                  ‫حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وصححه اللباني .‬
    ‫عن حذيفة بن اليمان ‪‬قال : قال رسول ال $ : )) يكون بعدي أئمة ل يهتدون بهدي‬
     ‫ول يستنون بسنتي وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس (( قلت‬
                ‫جِ‬
       ‫: كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : )) تسمع وتطيع للرمير وإن ضرب ظهرك وأخذ‬
                            ‫جِ‬
                                        ‫رمالك(( حديث صحيح رواه رمسلم في صحيحه .‬
    ‫عن أم سلمة رضي ال عنها قالت : قال رسول ال $ :)) سيكون بعدي أرمراء فتعرفون‬
      ‫و تنكرون فمن أنكر فقد برئ ورمن كره فقد سلم ولكن رمن رضي وتابع (( قالوا : أفل‬
        ‫ننابذهم بالسيف ؟ قال : ))ل رما أقارموا فيكم الصل ة (( حديث صحيح رواه رمسلم في‬
                                                                           ‫صحيحه .‬
      ‫عن أبي بكر ة ‪‬قال : قال رسول ال $ : )) السلطان ظل ال في الرض فمن أهانه‬
            ‫أهانه ال ورمن أكررمه أكررمه ال (( حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وأحمد و‬
                            ‫الطيالسي والتررمذي وابن رماجه وحسنه اللباني في الظلل.‬
    ‫عن عرفجة الشجعي ‪‬قال : قال رسول ال $ : )) رمن أتاكم وأرمركم جميع على رجل‬
        ‫واحد يريد أن يشق عصاكم ويفر ق كلمتكم فاقتلوه(( حديث صحيح رواه رمسلم في‬
                                                                     ‫صحيحه .‬
    ‫عن وائل بن حجر ‪‬قال : قلنا يا رسول ال : أرأيت إن كان علينا أرمراء يمنعونا حقنا‬
                                    ‫جِ‬
            ‫ويسألونا حقهم ؟ فقال : )) اسمعوا و أطيعوا . فإنما عليهم رما حملوا وعليكم رما‬
                                          ‫جِ‬
                                                         ‫حملتم(( حديث صحيح رواه رمسلم.‬


                                                   ‫النصيحة‬
     ‫النصيحة : ) حياز ة الحظ للمنصو ح له ( 1 والواجب في كل رمجتمع رمسلم أن يشيع فيه‬
     ‫رمبدأ التناصح ، لن شيوع هذا المبدأ يأخذ بالمجتمع نـحو الكمال وينأى به عن رمهاوي‬
          ‫النقص . إذ المؤرمنون إخو ة يحب الواحد رمنهم لخيه رما يحب لنفسه ، بل جاء في‬
                                                               ‫جِ‬          ‫جِ‬
                                                ‫2‬
     ‫الحديث الشريف أن المؤرمن رمرآ ة أخيه . أي يخبره بجوانب النقص التي تخدش دينه‬
          ‫وتثلم رمروءته ، ل سيما وأن النقصان سمة النسان ول يكون الكمال إل لواهبه.‬
                   ‫جِ‬                   ‫جِ‬


                                                                       ‫1 )) شرح صحيح امسلم (( للنودوي ) 2 /73(.‬
     ‫2 ردواه عن أنبي هريرة – رضي ال عنه – البخاري وفي ) الدب المفرد ( )) صحيح الدب المفرد (( )ص : 601 ،‬
    ‫701 ( ، دوأنبو دادود )) وفي السنن (( ) 5 /712،812( ) 8194( دوإسناده كحسن ، كما قال الحاوفظ انبن كحجر وفي ))نبلوغ‬
                                                                                              ‫المرام(( ) ص: 182(‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬        ‫ورما أحسن صنيع بعض العلماء حين ربط بين المعنيين ، اللغوي والعرفي للنصيحة‬
    ‫بقوله :) النصيحة رمأخوذ ة رمن نصح الرجل ثوبه ، إذا خاطه ، فشبهوا فعل الناصح فيما‬
                                         ‫ُ َ‬       ‫َ ََ‬
                             ‫1‬
                              ‫يتحراه رمن صالح المنصو ح له ، بما يسده رمن خلل الثوب (‬
    ‫ولقد كان نبينا $ حريصا على انتشار التناصح في الرمة حتى جعل يبايع بعض الصحابة‬
    ‫على بذل النصيحة للمسلمين ، فقد أخرج الرمام رمسلم في صحيحه عن جرير بن عبد ال‬
     ‫‪‬قال : )) بايعت رسول ال $ على إقام الصل ة وإيتاء الزكا ة والنصح لكل رمسلم ((2.‬
                                       ‫جِ‬           ‫جِ‬
      ‫وليست نصيحة المسلم لخوانه رمقصور ة على إهدائهم عيوبهم فحسب ، بل هي عارمة‬
                                                                 ‫جِ‬
      ‫تشمل كل رما فيه نفعهم رمثل : ) إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم ، وكف الذى‬
             ‫ِّ‬                                            ‫ُ جِ‬
     ‫عنهم ، فيعلمهم رما يجهلونه رمن دينهم ، ويعينهم عليه بالقول والفعل ، وستر عوراتهم‬
                                             ‫ُ‬
       ‫وسد خلتهم ، ودفع المضار عنهم ، وجلب المنافع لهم ، وأرمرهم بالمعروف ونهيهم‬        ‫ِّ‬
           ‫عن المنكر برفق وإخلص ، والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ، ورحمة صغيرهم ،‬
                                                                      ‫جِ‬
       ‫وتخولهم بالموعظة الحسنة ، وترك غشهم وحسدهم ، وأن يحب لهم رما يحب لنفسه‬     ‫ُّ جِ‬
      ‫رمن الخير ، وأن يكره لهم رما يكره لنفسه رمن المكروه، والذب عن أرموالهم وأعراضهم‬
        ‫وغير ذلك رمن أحوالهم بالقول والفعل ، وتنشيط هممهم إلى الطاعات (3 ونـحو ذلك.‬
                                   ‫جِ‬
              ‫فكل هذه الشياء داخلة في رمفهوم النصيحة ،ولهذا عظم النبي $ شأنها بقوله :‬
        ‫)) الدين النصيحة ..(( فجعلها عماد الدين وقوارمه . ولذا كان هذا الحديث عند بعض‬
                                               ‫العلماء أحد عد ة أحاديث يدور عليها الدين4.‬

     ‫وإذا كانت حاجة المسلم - أي رمسلم - شديد ة إلى النصيحة ، فإن حاجة ولي الرمر إليها‬
          ‫جِ‬     ‫ِّ‬          ‫جِ‬             ‫ ً جِ‬          ‫ِّ‬          ‫ُ‬
                    ‫أشد وأعظم ، لنه القائم على شؤون الناس والراعي لمصالحهم أجمعين.‬
                                                               ‫ُ‬                 ‫ُّ‬
           ‫فلما ينهض به رمن جليل العمال وعظيم المهام احتاج إلى الناصح الرمين والموجه‬
                                    ‫جِ‬
         ‫المخلص ،ورمن هنا حض المصطفى $ على إزجاء النصيحة لولي الرمر في غير رما‬
                                               ‫جِ‬
      ‫حديث ، فقال عليه الصل ة والسلم – في الحديث المشار إليه قريبا :)) الدين النصيحة‬
                          ‫ ً‬     ‫جِ‬
       ‫5‬
         ‫(( قيل : لمن يا رسول ؟ قال :)) ل ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين وعارمتهم ((‬
                                                             ‫رواه رمسلم رمن حديث تميم الداري ‪. ‬‬




                         ‫1 )) شرح صحيح امسلم (( للنودوي ) 73/2( ، دوينظر :)) المعلم نبفوائد امسلم (( ) 791/1( .‬
                                                                             ‫2 )) صحيح امسلم (( ) 1/ 57( ) 65(.‬
                                                                         ‫3 ))شرح صحيح امسلم (( للنودوي ) 2/ 93(‬
                   ‫4 ينظر :)) السانبق (( )73/2( ، ))وفتح الباري(( ) 761/1( ، )) جاامع العلوم دوالحكم (( )512/1(‬
    ‫5 )) صحيح امسلم(( )47/1()55( ، دوانظر ردوايات هذا الحديث نبألفاظه وفي )تعظيم قدر الصلة ( للمردوزي)186/2(.‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬
      ‫وعن أبي هرير ة ‪ ‬قال : قال $ :)) إن ال يرضى لكم ثلثا ؛ يرضى لكم أن تعبدوه‬
                                              ‫جِ‬
    ‫ول تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل ال جميعا ول تفرقوا ،وأن تناصحوا رمن وله‬
                                    ‫ ً‬
                                                                     ‫ال أرمركم((6.‬
      ‫2‬
          ‫وعن جبير بن رمطعم ‪ ‬أن النبي $ قال في خطبته بالخيف رمن رمنى :)) ثل ث ل يغل‬
          ‫ُ جِ ُّ‬                    ‫َ ملْ‬
             ‫عليهن قلب ارمريء رمسلم : إخلص العمل ل و رمناصحة ول ة الرمر ، ولزوم جماعة‬
                                                             ‫جِ‬             ‫ُ‬
                                                                          ‫3‬
                                                                         ‫المسلمين(( .‬

     ‫فهذه النصوص النبوية ورما رماثلها تحث المؤرمن على أن يقوم بحسب استطاعته بواجب‬
                                                                 ‫النصيحة لمن وله ال أرمره4.‬
              ‫ول يتوهمن أحد أن رمناصحة ولي الرمر ل تكون إل في الوقوف أرمارمه ووقفه على‬
                   ‫ملْ جِ‬                    ‫جِ‬                                  ‫َّ َّ‬
        ‫رمواضع تقصيره ، كل ، بل رمفهوم المناصحة أوسع رمن ذلك إذ يشمل هذا وغيره رمما‬
                                  ‫جِ‬
          ‫هو أكثر رمنه ، وفي ظني أن الناس إنما دخل عليهم النقص والخلل في نصيحة أولي‬
                                                          ‫جِ‬
    ‫الرمر ، حين لم يفقهوا رما تشمله تلك النصيحة ، ذلك أن نصيحة ولي الرمر تشمل رما يلي‬
                                                                                              ‫:‬
                                                         ‫‪ ‬طاعته والسمع له بالمعروف.‬
                                                                    ‫‪ ‬عدم الخروج عليه.‬
                                           ‫‪ ‬إرشاده إلى الحق بالحسنى ، وإعانته عليه .‬
                                                             ‫‪ ‬طي عيوبه ونشر رمحاسنه.‬
                                                                      ‫‪ ‬الذب عن عرضه.‬
                                                         ‫‪ ‬الدعاء له بالتوفيق والصل ح.‬
         ‫يقول الحافظ ابن حجر –رحمه ال : ) والنصيحة لئمة المسلمين : إعانتهم على رما‬
                            ‫جِ‬
    ‫حملوا القيام به ، وتنبيههم عند الغفلة ، وسد خلتهم عن الهفو ة ، وجمع الكلمة عليهم ،‬
                          ‫ُ‬                     ‫ُّ ََّ‬                 ‫ُ‬                  ‫ُ ِّ‬
      ‫5‬
    ‫ورد القلوب النافر ة إليهم ، ورمن أعظم نصيحتهم ؛ دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن( .‬
                                         ‫ُ‬                                ‫جِ‬           ‫ُّ‬
       ‫وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه ال-في كلمة رمستوعبة - : ) وأرما النصيحة‬
        ‫لئمة المسلمين ، وهم ولتهم ؛ رمن السلطان العظم ، إلى الرمير ، إلى القاضي ، إلى‬
           ‫جِ‬                  ‫جِ‬     ‫جِ‬
     ‫جميع رمن لهم ولية صغير ة أو كبير ة ، فهؤلء لما كانت رمهماتهم وواجباتهم أعظم رمن‬
     ‫6 ردواه امالك وفي ))الموطأ(( ) 099/2( دوأكحمد وفي ))المسند(( )723/2( دوانبن كحبان وفي ))الصحيح(( )281/8 ، 381‬
                                                                                       ‫الكحسان ( ، ) 8833( دوإسناده صحيح‬
     ‫2 قال انبن اليثير )ل يغل( امن الالغلل ،دوهو الخيانة وفي كل شيء . دويردوى : )يغلُّ( نبفتح الياء ، امن الغل ، دوهو الحقد‬
                  ‫ّلِ  ِّ‬                     ‫غَ ّلِ‬                                          ‫ّلِ‬     ‫ُ ّلِ (ُّ‬
    ‫دوالشحناء،أي :ل يدخله كحقد يزيله عن الحق . دوردوي )يغل( نبتخفيف اللم ، امن الوالغول : الدخول إلى الشر. دوالمعنى :‬
                                                                    ‫غَ ّلِ ُ‬
        ‫)) أن هذه الخلل الثل ث تستصلح نبه القلوب امن تمسك نبها طهر قلبه امن الخيانة دوالدالغلـل دوالشر(( )) النهاية(( لنبن‬
                                      ‫َّ غَ‬
                                                                                                                ‫اليثير ) 183/3(.‬
       ‫3 ردواه الامام أكحمد وفي ))المسند(( )08/4 ،28( دوسنده جيد ، كما قال الساعاتي وفي )) نبلوغ الاماني (( )561/6( دوله‬
                          ‫شاهد امن كحديث زيد نبن يثانبت رضي ال عنه عند انبن كحبان )072/1- الكحسان( )76( دوسنده صحيح.‬
                                                                             ‫4 ينظر)) امجموع الفتادوى(( )53/ 5 ،6 ،9، 01(.‬
                                                                                                  ‫5 )) وفتح الباري (( )761/1(‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬       ‫غيرهم ، وجب لهم رمن النصيحة بحسب رمراتبهم ورمقارماتهم وذلك باعتقاد إرمارمتهم ،‬
                  ‫جِ‬
           ‫والعتراف بوليتهم ، ووجوب طاعتهم بالمعروف ، وعدم الخروج عليهم ، وحث‬
                                                            ‫جِ‬               ‫جِ‬
    ‫الرعية على طاعتهم ، ولزوم أرمرهم الذي ل يخالف أرمر ال ورسوله ، وبذل رما يستطيع‬
    ‫النسان رمن نصيحتهم وتوضيح رما خفي عليهم رمما يحتاجون إليه في رعايتهم ، كل أحد‬
        ‫ُّ‬                    ‫جِ‬                                                    ‫جِ‬
             ‫بحسب حاله والدعاء لهم بالصل ح والتوفيق ، فإن صلحهم صل ح لرعيتهم .‬
                         ‫ل ٌ‬      ‫َ‬

    ‫واجتناب سبهم والقد ح فيهم وإشاعة رمثالبهم ، فإن في ذلك شرا وضررا وفسادا كبيرا،‬
                            ‫ًّ‬            ‫جِ‬                 ‫جِ‬               ‫ِّ‬
                                                   ‫فمن نصيحتهم الحذر والتحذير رمن ذلك .‬
                                                              ‫ُ‬       ‫ُ‬
         ‫وعلى رمن رأى رمنهم رما ل يحل أن ينبههم سرا ل علنا ، بلطف وعبار ة تليق بالمقام‬
                  ‫ُ‬                          ‫ ً‬       ‫ُ ِّ‬
    ‫ويحصل بها المقصود ، فإن هذا رمطلوب في حق كل أحد ، وبالخص ول ة الرمور ، فإن‬
                    ‫ُ‬                                             ‫جِ‬
                ‫1‬
               ‫تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير ، وذلك علرمة الصد ق والخلص ...( .‬
     ‫فكل هذه الرمور الجليلة كما ترى داخلة في النصيحة لولي الرمر ، وعلى كل رمسلم يريد‬
    ‫القيام بما أوجب ال عليه ، أن يأتي بما تتطلبه هذه النصيحة أو بما يستطيعه رمن ذلك ،‬
                                                                      ‫بحسب قدرته وحاله.‬
     ‫ورمن أعظم حقو ق النصيحة لولي الرمر ، أرمر غفل عنه كثير رمن الناس في هذا الزرمان‬
                                          ‫ََ‬
      ‫المتأخر ، ول يسع أحدا تركه، لنه في رمقدروهم جميعا ، أل وهو الدعاء لولي الرمر ،‬
                                   ‫ ً‬                           ‫ُ‬
                                      ‫وهو رما سنتحد ث عنه في المبحث التالي إن شاء ال .‬
                                                ‫جِ‬



                               ‫الدعاء لولة الامر‬
    ‫حرص أئمة أهل السنة والجماعة رمنذ القرون الولى على بيان ذلك السبيل السوي الذي‬
              ‫َّ‬                                                                      ‫ََ‬
    ‫سار عليه – في رمعتقدهم – خيار الرمة بعد نبيها $ ؛ رمن الصحابة والتابعين ورمن اقتفى‬
                                                         ‫ُ‬
                                                                         ‫أثرهم بإحسان .‬
                                                                                   ‫جِ‬
     ‫وبدهي أن رمن أجل غاياتهم في هذا البيان ، تمييز رمنهج أهل السنة العقدي، عن غيره‬
        ‫رمن المناهج البدعية الطارئة ، حتى ل يختلط الرمر على طالب الحق ورمبتغى الرشد ،‬
           ‫ُّ‬        ‫ُ‬
         ‫وكان رمن القضايا التي تناولوها بالبيان والتحليل ، وجعلوها – فيما ظهر لهم – رمن‬
       ‫أصول أهل السنة ، طاعة أولي الرمر وعدم الخروج عليهم ، ولم يقفوا عند هذا ، بل‬
                                                ‫ُ‬
      ‫جاوزوه إلى رما هو أخص رمنه ، وهو الدعاء لولي الرمر بالتوفيق والصل ح والسداد .‬
                                                                                ‫جِ‬
          ‫ولعمر ال إن هذا لهو الحق ، ففي صل ح ول ة الرمر صل ح العباد والبلد ، كما قال‬
                                                                             ‫جِ‬
                                                               ‫2‬
                                                              ‫القاضي عياض رحمه ال .‬


                                                              ‫1 الرياض الناضرة ص :83 ، 93 .‬
                                                                 ‫2 دوسيأتي نص كلامه إن شاء ال.‬
                                                                          ‫ّلِ‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬   ‫وإليك رما وقفنا عليه رمن رمقالتهم في هذا الباب : يقول الرمام أبو جعفر الطحاوي رحمه‬
                                 ‫جِ‬                                                         ‫جِ‬
                             ‫ال )) ت سنة 123 هـ (( في )) عقيدته المشهور ة (( رما نصه‬
      ‫) ول نرى الخروج على أئمتنا و ول ة أرمورنا وإن جاروا ، ول ندعوا عليهم ول ننزع‬
                                           ‫جِ‬
      ‫يدا رمن طاعتهم ، ونرى طاعتهم رمن طاعة ال عزوجل فريضة رما لم يأرمروا بمعصية،‬
                                                          ‫وندعوا لهم بالصل ح والمعافا ة (1.‬
    ‫وقال إرمام أهل السنة في عصره أبو رمحمد البربهاري رحمه ال )) ت سنة 923 هـ((‬
                                    ‫ُّ‬                                                   ‫جِ‬
      ‫في )) شر ح السنة (( : ) فأرمرنا أن ندعوا لهم بالصل ح ، ولم نؤرمر أن ندعوا عليهم ،‬
          ‫وإن ظلموا وإن جاروا ، لن ظلمهم وجورهم على أنفسهم ، وصلحهم لنفسهم و‬
                                                                                  ‫للمسلمين (2.‬
                 ‫وقال الرمام الحافظ أبو بكر السماعيلي )) ت سنة 173 هـ (( رحمه ال في‬
                                                                ‫جِ‬                       ‫جِ‬
           ‫)) اعتقاد أهل السنة ((: ) و يرون ] أي أهل السنة و الجماعة[ الصل ة ؛ الجمعة‬
                      ‫َ‬
           ‫وغيرها ، خلف كل إرمام رمسلم ، برا كان أو فاجرا ... ويرون الدعاء لهم بالصل ح‬
                                                       ‫ًّ‬                 ‫جِ‬
                                                                         ‫3‬
                                                                        ‫والعطف إلى العدل ( .‬
                                                                                      ‫جِ‬
         ‫وقال الرمام شيخ السلم أبو عثمان الصابوني رحمه ال )) ت سنة 944 هـ (( في‬
                                                                             ‫جِ‬          ‫جِ‬
        ‫)) عقيد ة السلف وأصحاب الحديث (( : ) ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين و‬
    ‫غيرهما رمن الصلوات ، خلف كل إرمام ، برا كان أو فاجرا ، ويرون جهاد الكفر ة رمعهم ،‬
                                 ‫ ً‬                      ‫جِ‬
         ‫وإن كانوا جور ة فجر ة ، ويرون الدعاء لهم بالصل ح والتوفيق والصل ح ، وبسط‬
                                              ‫جِ‬                                 ‫ََ‬         ‫جِ‬
                                                                              ‫4‬
                                                                           ‫العدل في الرعية ( .‬

     ‫واعلم أيها ال خ الكريم ؛ أن هؤلء الئمة الهدا ة لم يكونوا ليكتفوا بتسطير هذه الكلمات‬
       ‫في رمؤلفاتهم وحسب ، بل كانوا يطبقون هذا الرمر في حياتهم العملية ، ويفوهون به‬
        ‫أرمام أهل الناس تعليما لهم وإرشادا ، ودونك رمثال على هذا إرمام أهل السنة الصديق‬
            ‫ِّ‬             ‫جِ َ‬                              ‫جِ‬
         ‫الثاني أبا عبد ال أحمد بن حنبل – رحمه ال ورضي عنه – فمع تعدد رما كتب هذا‬
          ‫الرمام في الحث على طاعة السلطان والدعاء له ، ضمن النبذ التي كان يكتبها في‬
                                ‫ُّ‬                                                     ‫جِ‬
                                                                       ‫5‬
     ‫اعتقاد أهل اليمان ، فإنه كان أيضا دائم الدعاء للسلطان ، وبخاصة إذا رمر ذكره ، أو‬
                     ‫جِ‬                               ‫ ً‬          ‫جِ‬         ‫جِ‬
                                                          ‫عرض له ذكر في أثناء رمسألة .‬‫ََ‬
    ‫قال أبو بكر المروذي : سمعت أبا عبد ال ، وذكر الخليفة المتوكل ، فقال : ) إني لدعو‬
               ‫جِ‬                  ‫ُ‬       ‫ُ‬
                                                                ‫له بالصل ح والعافية ..(6.‬



                                                  ‫1 )) العقيدة الطحادوية امع شرح انبن أنبي العز(( ) ص : 973(‬
                                                                              ‫2 )) شرح السنة (( ) ص : 711(.‬
                                                                          ‫3 )) اعتقاد أهل السنة (( ) ص : 05 (.‬
                                                           ‫4 ))عقيدة السلف دوأصحاب الحديث (( ) 19 ، 29 (.‬
                       ‫5 ينظر شيء امن ذلك وفي : )) امناقب الامام أكحمد (( لنبن الجوزي ، ) ص : 612 ، 122 ( .‬
                                                                        ‫ّلِ‬
                                     ‫6 )) السنة للخلل (( ) ص : 48 ( قال امحققه :)) إسناد هذا اليثر صحيح ((.‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬     ‫وقال أحمد بن الحسين بن حسان – وهو أحد أصحاب الرمام أحمد – سمعت أبا عبد ال‬
                                    ‫جِ‬
          ‫وسئل عن طاعة السلطان ، فقال بيده : عافى ال السلطان ، تنبغي ، سبحان ال !‬
                                                                               ‫السلطان ؟ 1.‬
               ‫ولقد بالغ هذا الرمام في حث الناس على الدعاء لولي الرمر فأرسل رمقولته التي‬
                                                                            ‫جِ‬
    ‫اشتهرت اشتهار الشمس ، وأصبحت حكمة تتناقلها اللسنة ، وهي :)) لو أن لي دعو ة‬
                                                  ‫ ً‬
                                                     ‫رمستجابة رما جعلتها إل في السلطان ((2.‬
                                                                        ‫جِ‬
    ‫وهذا يدلك على عظيم فقه هذا الرمام الراشد و بعد نظره ، فهو يريد أول أن يعلم الناس‬
            ‫ِّ‬                           ‫ُ ملْ جِ‬           ‫جِ‬
     ‫رمبدأ السمع والطاعة ، ويريد رمنهم ثانيا أن تلهج ألسنتهم بدعوات صادقة ، يسألون ال‬
                                                      ‫ ً‬
                                             ‫فيها الهداية للسلطان ، وأن يأخذ بيده إلى الحق .‬
                                                       ‫جِ‬

       ‫فحري بالمسلمين الذين يرغبون في القيام بواجب النصيحة ، وسلوك جاد ة السلف ،‬  ‫ُّ‬
         ‫حري بهم أن يخصوا ول ة أرمرهم بشيء رمن دعائهم ، ويا ليت المشتغلين بأعراض‬
                                                                       ‫ُّ‬            ‫ُّ‬
       ‫الول ة أرمسكوا عن رما هم فيه ، واستبدلوا به الدعاء ، فلو فعلوا ذلك لكان خيرا لهم ،‬
           ‫على أن الشتغال بالعراض ل يقرب بعيدا ول يقيم رمعوجا ، وإنما يوغر الصدور‬
                               ‫جِ‬ ‫اّ‬                    ‫ِّ‬
         ‫ويجلب الوزار، قال الحافظ أبو إسحا ق السبيعي : ) رما سب قوم أرميرهم إل حررموا‬
              ‫جِ ُ‬         ‫ل ٌ‬                            ‫جِ‬
                                       ‫خيره ( رواه ابن عبد البر في التمهيد ) 782/12(.‬

       ‫وحري بالعلماء والدعا ة أن يتحدثوا عن رمنزلة الدعاء رمن النصيحة ، ويحثوا الناس‬
                                                                                 ‫ُّ‬
       ‫كافة عليه ، ويخبروهم أن هذا هو رمنهج السلف الصالح ، رمبينين آثار هذا الدعاء ،‬
                                 ‫والفوائد المترتبة عليه ، وسنذكر شيئا رمنها إن شاء ال .‬
                                           ‫جِ‬
    ‫وعلى الخطباء أن ل ينسوا ولي الرمر رمن دعائهم يوم الجمعة ، ولو لم يكن في دعائهم‬
                                                 ‫له إل تعليم الحضور ، لكفى بذلك فائد ة .‬
                                                                             ‫ُ‬      ‫جِ‬

        ‫قال الشيخ الدكتور صالح الفوزان :) ويسن أن يدعو – أي الخطيب – للمسلمين بما‬
       ‫فيه صل ح دينهم ودنياهم ، ويدعو لرمام المسلمين وول ة أرمورهم بالصل ح والتوفيق‬
                                                     ‫جِ‬
          ‫وكان الدعاء لول ة الرمور في الخطبة رمعروفا عند المسلمين ، وعليه عملهم ، لن‬
         ‫الدعاء لول ة أرمور المسلمين بالتوفيق والصل ح ، رمن رمنهج أهل السنة والجماعة ،‬
    ‫وتركه رمن رمنهج المبتدعة ، قال الرمام أحمد : ) لو كان لنا دعو ة رمستجابة ، لدعونا بها‬
                                                        ‫جِ‬
                                            ‫للسلطان ( ولن في صلحه صل ح المسلمين .‬

      ‫وقد تركت هذه السنة حتى صار الناس يستغربون الدعاء لول ة الرمور ويسيئون الظن‬
                                                                            ‫ُ‬
                                                                     ‫3‬
                                                                    ‫بمن يفعله ( .‬
         ‫1 )) المسائل دوالرسائل المردوية عن الامام أكحمد نبن كحنبل (( )4/2( . دوقوله :)) تنبغي (( ؛ أي طاعة السلطان .‬
                                                                                   ‫ّلِ‬
          ‫دوالمعنى :أن طاعته دواجبة، دووفي قول الامام أكحمد : )) سبحان ال ، السلطان (( تعظيم لشأن السلطان دوطاعته .‬
                                                                               ‫ّلِ‬
                                                                             ‫2 )) السياسة الشرعية (( .) ص : 812(.‬
                                                                                       ‫3 )) الملخص الفقهي (( ) 1 /281 (.‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬


                         ‫امن وفوائد الدعاء لولة الامر‬
     ‫الدعاء لول ة الرمر له فوائد عد ة وعوائد ثر ة ، وقد رغب ُ في أن أذيل هذا البحث بذكر‬
                                  ‫ت‬            ‫ِّ‬
        ‫ِّ‬
        ‫رما تحصل لدي رمن تلكم الفوائد ، عسى أن تكون دافعا لي ولغيري على الدعاء لولي‬
                                                                            ‫الرمر ، فأقول :‬
      ‫الفائد ة الولى : أن المسلم حين يدعو لولي أرمره ، فإنه يتعبد ربه بهذا الدعاء ، ذلك‬
                                     ‫جِ‬
    ‫لن سمعه وطاعته لولي الرمر ، إنما كانا بسبب أرمر ال له وأرمر رسوله $ ، فال تعالى‬
                                                         ‫جِ‬
      ‫َ َ ُّ َ َّ جِ َ َ ُ ملْ َ جِ ُ ملْ َّ ََ جِ ُ ملْ َّ ُ َ َُ ملْ جِ َ ملْ جِ‬
      ‫يقول : ) يا أيها الذين آرمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأولي الرمر‬
                                                                               ‫رمنكم ( النساء}95{‬
                                                                                            ‫جِ ُ ملْ‬
         ‫والنبي $ يقول :)) على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إل أن يؤرمر‬
                   ‫جِ‬
                                                                   ‫بمعصية (( 1 رمتفق عليه.‬
        ‫فالمسلم إذن يسمع ويطيع تعبدا 2، ورمن السمع والطاعة لولي الرمر الدعاء له . قال‬
                                                               ‫ُّ‬                  ‫جِ‬
          ‫ناصر الدين ابن المنير رحمه ال ) ت سنة 186 هـ( : ) الدعاء للسلطان الواجب‬
                                                                       ‫ُ َ ِّ‬
                                                               ‫3‬
                                                              ‫الطاعة ، رمشروع بكل حال ( .‬
          ‫وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه ال : ) الدعاء لولي الرمر رمن أعظم‬
                                                          ‫القربات ورمن أفضل الطاعات ...(.‬
            ‫4‬
              ‫الفائد ة الثانية : أن في الدعاء لولي الرمر إبراء للذرمة ؛ إذ الدعاء رمن النصيحة‬
                                             ‫جِ  ً‬
     ‫والنصيحة واجبة على كل رمسلم5 ، قال الرمام أحمد بن حنبل رحمه ال : ) إني لدعو‬
                ‫جِ‬                               ‫جِ‬
      ‫له ]أي السلطان [ بالتسديد والتوفيق - في الليل والنهار – والتأييد وأرى ذلك واجبا‬
                                                                                    ‫علي ( 6.‬
                                                                                         ‫َّ‬

      ‫ولقد رمرت بك سلفا كلمة الشيخ العلرمة عبد الرحمن ابن سعدي ، وكان رمما جاء فيه‬
                                                              ‫ُ‬
    ‫قوله رحمه ال : ) وأرما النصيحة لئمة المسلمين ، وهم ولتهم ؛ رمن السلطان العظم‬
       ‫، إلى الرمير ، إلى القاضي ، إلى جميع رمن لهم ولية صغير ة أو كبير ة ، فهؤلء لما‬
                                                        ‫جِ‬           ‫جِ‬            ‫جِ‬
     ‫كانت رمهماتهم وواجباتهم أعظم رمن غيرهم ، وجب لهم رمن النصيحة بحسب رمراتبهم‬
    ‫ورمقارماتهم ، وذلك باعتقاد إرمارمتهم ، والعتراف بوليتهم ، ووجوب طاعتهم بالمعروف‬
                                                           ‫جِ‬
         ‫ل ٌ‬
         ‫، وعدم الخروج عليهم ... والدعاء لهم بالصل ح والتوفيق ، فإن صلحهم صل ح‬
                          ‫جِ‬
                                                                        ‫لرعيتهم ...(.‬

                                                                                                  ‫1 تقدم تخريجه‬
                    ‫2 ينظر :)) تعظيم قدر الصلة (( للمردوزي ) 496/2( ، )) جاامع العلوم دوالحكم(( ) 1/ 222(.‬
                                                  ‫3 )) النتصاف (( نبهاامش )) الكاشف (( ) 4 /501 ، 601 (.‬
                     ‫4 ينظر :)) شلـرح صحيح امسلم (( للنودوي ) 2 / 83( ، جاامع العلوم دوالحكم (( ) 1 /322 ( .‬
                                                        ‫5 ينظر : )) امجموع الفتادوى (( ) 53 / 5 ، 6 ، 9 ، 11 ( .‬
                                                                            ‫6 )) السنة (( للخلل ) ص : 611 ( .‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬      ‫وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه ال : ) رمن رمقتضى البيعة النصح لولى‬
      ‫الرمر ، ورمن النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصل ح النية والعمل وصل ح البطانة‬
                                                                                                       ‫(.‬
         ‫الفائد ة الثالثة : أن الدعاء لولي الرمر رمن علرمات أهل السنة والجماعة فالذي يدعو‬
                                  ‫لولي أرمره ، رمتسم بسمة رمن سمات أهل السنة والجماعة ،‬
                                                                                     ‫َّ‬            ‫ِّ‬
         ‫قال الرمام أبو رمحمد البربهاري رحمه ال : ) وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان‬
                                            ‫جِ‬                                                  ‫جِ‬
     ‫فاعلم أنه صاحب هوى ، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصل ح ، فاعلم أنه صاحب‬
                                                                          ‫جِ‬
                                                                                ‫سنة إن شاء ال (1.‬
           ‫وقال الرمام الجري رحمه ال ) ت 063 هـ( : ) قد ذكرت رمن التحذير عن رمذاهب‬
                                    ‫ُ‬                                                         ‫جِ‬
           ‫الخوارج رما فيه بل غ لمن عصمه ال عزوجل الكريم عن رمذهب الخوارج ، ولم بر‬
         ‫رأيهم ، وصبر على جور الئمة وحيف الرمراء ولم يخرج عليهم بسيفه ، وسأل ال‬
                                                         ‫َ ملْ‬
    ‫العظيم أن يكشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين ، ودعا للول ة بالصل ح ، وحج رمعهم‬
       ‫، وجاهد رمعهم كل عدو للمسلمين ، وصلى خلفهم الجمعة والعيدين ، ... فمن كان هذا‬
                                               ‫وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء ال‬
                                                              ‫جِ‬
                                                                                           ‫تعالى (2 .‬
    ‫ ً‬
    ‫الفائد ة الرابعة : أن في هذا الدعاء تصديقا لمبدأ السمع والطاعة ، وتأكيدا له ، وإعلنا‬
                     ‫ ً‬                            ‫ ً‬
    ‫به ، ولهذا حين اقتحم رجال الخليفة المتوكل على الرمام أحمد بيته- على إثر وشاية –‬
                  ‫جِ‬                   ‫جِ‬
        ‫كان فيما قال لهم رحمه ال : )... إني لرى طاعة أرمير المؤرمنين في السر والعلنية ،‬
                                                                ‫جِ‬
           ‫وفي عسري ويسري ، ورمنشطي ورمكرهي ، وأثر ة علي . وإني لدعو له بالتسديد‬
                               ‫جِ‬
                                                               ‫والتوفيق ، في الليل والنهار ...( 3.‬
           ‫ففي قول الرمام أحمد : )) وإني لدعو له ...( تأكيد لما يعتقده رمن السمع والطاعة‬
                                                                       ‫جِ‬               ‫جِ‬
                                               ‫وإقرار به ، ولهذا ؛ خلى سبيله رجال الخليفة.‬
                                                                             ‫َّ‬                       ‫جِ‬

    ‫الفائد ة الخارمسة: أن الدعاء لولي الرمر عائد نفعه الكبر إلى الرعية أنفسهم ، فإن ولي‬
         ‫جِ‬                   ‫جِ‬
                   ‫الرمر إذا صلح ، صلحت الرعية ، واستقارمت أحوالها ، وهنئ عيشها.‬
                                                                               ‫جِ‬

       ‫أخرج البخاري في صحيحه عن قيس بن أبي حازم أن ارمرأ ة سألت أبي بكر الصديق‬
     ‫‪ ‬فقالت : رما بقاؤنا على هذا الرمر الصالح الذي جاء ال به بعد الجاهلية ؟ فقال أبو‬
                                          ‫4‬
                                            ‫بكر : ) بقاؤكم عليه رما استقارمت بكم أئمتكم (‬



                                                                              ‫1 )) شرح السنة (( ) 611( .‬
                                                                                     ‫2 الشريعة ص : 64 .‬
                                                                        ‫3 ))البداية دوالنهاية(( ) 01 / 733 (‬
                                                                 ‫4 )) صحيح البخاري(( ) 3/ 15 ( ) 4383(.‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬   ‫قال ابن حجر رحمه ال :) أي : لن الناس على دين رملوكهم ، فمن حاد رمن الئمة عن‬
                                                                      ‫الحال ، رمال وأرمال (5.‬
       ‫وكان عمر بن الخطاب رضي ال عنه يقول : )اعلموا أن الناس لن يزالوا بخير ، رما‬
                                                        ‫استقارمت لهم ولتهم وهداتهم ( 2.‬
                                                                 ‫ُ‬
       ‫وقال القاسم بن رمخيمر ة ) ت سنة 001 هـ( رحمه ال : ) إنما زرمانكم سلطانكم فإذا‬
                               ‫جِ‬
                            ‫3‬
                           ‫صلح سلطانكم صلح زرمانكم ، و إذا فسد سلطانكم فسد زرمانكم( .‬
                                                         ‫جِ‬
      ‫وقال ابن المنير رحمه ال :) نقل عن بعض السلف أنه دعا لسلطان ظالم ، فقيل له :‬
                                                            ‫ُ‬
    ‫أتدعو له وهو ظالم ؟ فقال :إي وال أدعو له ، إن رما يدفع ال ببقائه ، أعظم رمما يندفع‬
               ‫ُ‬                  ‫َ ُ‬      ‫جِ‬                 ‫جِ‬
               ‫بزواله. – قال ابن المنير – ل سيما إذا ضمن ذلك الدعاء بصلحه وسداده‬
                                                ‫جِ ُ ِّ‬             ‫ُ ِّ‬
                                                                                 ‫وتوفيقه(4.‬

          ‫ل ٌ‬
          ‫ولقد سئل الفضيل بن عياض – رحمه ال – حين سمع يقول : ) لو كانت لي دعو ة‬
          ‫رمستجابة رما جعلتها إل في السلطان( فقيل له : يا أبا علي فسر لنا هذا ، فقال :) إذا‬
                                   ‫َ ِّ‬                                        ‫جِ‬
                                                                      ‫5‬
              ‫ُ‬
              ‫جعلتها في نفسي لم تعدني .وإذا جعلتها في السلطان َلح فصلح بصلحه العباد‬
                               ‫ََ‬       ‫صَ‬                      ‫جِ‬      ‫َ ملْ ُ‬                  ‫ُ‬
                                                                                            ‫6‬
                                                                                           ‫والبلد ( .‬
                                ‫7‬
                               ‫وفي بعض الروايات :) لنه إذا صلح الرمام أرمن البلد والعباد( .‬
                                           ‫ُ‬     ‫جِ َ جِ‬           ‫جِ‬
      ‫وجاءت هذه الجابة أكثر تفصيل عند أبي نعيم في )) الحلية (( ،إذ قال الفضيل :) أرما‬
                            ‫جِ‬                                                       ‫جِ‬
            ‫صل ح البلد ، فإذا أرمن الناس ظلم الرمام عمروا الخرابات ، ونزلوا الرض ، وأرما‬
                                                     ‫ََ‬     ‫جِ‬                    ‫جِ‬
         ‫العباد فينظر إلى قوم رمن أهل الجهل ، فيقول : قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب رما‬   ‫جِ‬
    ‫ينفعهم رمن تعلم القرآن وغيره ، فيجمعهم في دار ، خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقول‬
           ‫للرجل : لك رما يصلحك ، وعلم هؤلء أرمر دينهم ، وانظر رما أخرج ال عزوجل رمن‬
    ‫فيئهم رمما يزكي الرض ، فرده عليهم . قال – أي الفضيل - : فكان صل ح العباد والبلد‬
                      ‫ُ‬
                                                                                                   ‫(8.‬

          ‫ولقد راقت هذه الكلمات الرمام عبد ال بن المبارك رحمه ال ، وأعجبه هذا الفق ُ‬
          ‫ه‬                                                 ‫جِ‬             ‫ملْ‬
      ‫9‬
     ‫والستنباط ، فقبل جبهة الفضيل وقال له : ) يا رمعلم الخير ، رمن يحسن هذا غيرك؟( .‬
                          ‫َ ملْ‬                                      ‫ِّ‬
                                                                                       ‫5 )) وفتح الباري(( ) 7 /781(‬
    ‫2 ردواه البيهقي وفي ))السنن الكبرى(( )8 /261 ( دوإسناده صحيح قاله السخادوي وفي ))تخريج أكحاديث العادلين(( ) ص‬
                                                                    ‫ّلِ‬
                                                                                                             ‫: 97 (‬
                             ‫3 ردواه البيهقي وفي ))السنن الكبرى(( )261/2 ، 361( دو)) شعب اليمان (( ) 6/ 24( .‬
                                                 ‫ّلِ‬
                                                                  ‫4 )) النتصاف (( نبهاامش )) الكاشف (( ) 4 /601(.‬
                                                                                                ‫5 أي : لم تجادوزني.‬
       ‫6 ردواه البرنبهاري وفي )) شرح السنة(( )ص : 611 ، 711 ( دوأنبو نعيم وفي )) الحلية (( )8 / 19 ، 29 ( دوإسناده‬
                                                                                                           ‫صحيح .‬
                                                   ‫7 )) شرح أصول اعتقاد أهل السنة دوالجماعة(( لللكائي ) 2/ 791(‬
                                                                              ‫8 )) كحلية الدولياء (( ) 8 / 19 ، 29 (.‬
         ‫9 )) كحلية الدولياء (( ) 8 / 19 ، 29 ( ، ))شرح أصول اعتقاد أهل السنة (( ) 2 / 791 ( ، )) تخريج أكحاديث‬
                                                                                    ‫العادلين (( ) ص : 09 ، 19 (.‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬                                                                              ‫قال الحافظ ابن عبد البر رحمه ال :‬
                                             ‫) أنشدني أحمد بن عمر بن عبد ال لنفسه في قصيد ة له :‬
                                                    ‫للول ة الرؤســـاء‬                             ‫نسأل ال صلحــــا‬
                                                   ‫نيا صل ح الرمـراء‬
                                                   ‫جِ‬            ‫ُ‬                             ‫ُّ‬
                                                                                               ‫فصل ح الدين والـــد‬
                                                                                                                ‫ِّ‬
                                                       ‫1‬
                                                        ‫جِ‬
                                                        ‫على بعد الـتنـاء‬
                                                                      ‫ُ ملْ‬                          ‫ملْ ُ َّ ُ‬
                                                                                                     ‫فبهم يلتئم الشمـل‬
                                                  ‫2‬
                                                   ‫ ً‬
                                                   ‫في رمواطين العناء‬                           ‫وهم المغنون عنــــا‬ ‫ُ ملْ ُ‬
             ‫أقول : فليتأرمل المتأرملون ؛ كم ضيع كثر رمن الناس على أنفسهم رمن الخير ، بتركهم‬
                                                                                 ‫َّ‬
                                                                                                          ‫الدعاء لول ة أرمورهم.‬    ‫َ‬
                ‫الفائد ة السادسة: أن ولي الرمر إذا بلغه أن الرعية تدعو له ، فإنه يسر بذلك غاية‬
                            ‫جِ ُ ُّ‬                             ‫َّ‬                  ‫جِ‬              ‫َّ‬
       ‫السرور ، ويدعوه ذلك إلى رمحبتهم ورفع المؤن ونـحوها عنهم ، ول يزال يبحث عما‬
          ‫َّ‬                                                                                           ‫جِ‬
                                                                       ‫فيه سعاتهم ، وربما بادلهم الدعاء بالدعاء.‬
            ‫ورمما يذكر ههنا رما رواه عبد ال بن الرمام أحمد في )) السنة(( رمن خبر والده حين‬
                                                                            ‫جِ‬
          ‫كتب كتابا أجاب فيه عن الخليفة المتوكل عن رمسألة القرآن ، وكانت رمسألة رمعرفة ل‬
        ‫رمسألة ارمتحان .قال عبد ال : فلما كتب أبي الجواب ، أرمرنا بعرضه على عبيد ال بن‬
                                  ‫َ َ َ ملْ‬
                                                                                       ‫يحيى بن خاقان وزير المتوكل .‬
      ‫وظاهر أن الرمام أحمد يستشير هذا الوزير في أسلوب الخطاب ورما يناسب الخليفة ، ل‬                                         ‫جِ‬
      ‫رمضمونه ، وحسنا فعل ، فإن الوزراء أعرف رمن غيرهم بما يلئم نفوس رمستوزريهم.‬
                          ‫َ‬                                         ‫ُ‬                          ‫جِ‬
    ‫قال عبد ال : قال أبي : ) فإن أرمركم – أي ابن خاقان – أن تنقصوا رمنه شيئا ، فانقصوا‬
                                     ‫َ ملْ ُ‬                                                ‫جِ‬
                                                             ‫له ، وإن زاد شيئا فردوه إلى حتى أعرف ذلك (.‬
                                                                                         ‫ُ ُّ جِ َّ‬                             ‫جِ‬
     ‫فلما وقف ابن خاقان على الجواب ، بادر قائل : ) يحتاج أن يزاد فيه دعاء للخليفة فإنه‬
       ‫جِ‬             ‫ل ٌ‬        ‫ُ َ‬                                                                                       ‫ُ‬
                                                                                                                          ‫يسر بذلك ..(.‬
                                                                                                                                     ‫ُ ُّ‬
      ‫فأخبر هذا الوزير بما يبهج الخليفة ويدخل السرور على نفسه ، ولهذا استجاب الرمام‬
             ‫جِ‬                                            ‫َ‬              ‫ُ‬                     ‫ُ ُ‬
       ‫أحمد لرأيه ، وضمن جوابه جمل رمن الدعاء ، كقوله :)إني أسأل ال عزوجل أن يديم‬
                                               ‫جِ‬                                                            ‫َّ‬
                                                                   ‫3‬
                                                                ‫توفيق أرمير المؤرمنين ، أعزه ال بتأييده ...( .‬
                                                                                                  ‫َ‬
        ‫ونـحن نسأل ال بأسمائه وصفاته ، أن يصلح ول ة أرمر المسلمين ، وأن يأخذ بأيديهم‬
      ‫إلى الحق ، كما نسأله سبحانه التوفيق ، ونعوذ به رمن الخذلن و اتباع الهوى ، و هذا‬                                                   ‫جِ‬
                                                                                                            ‫آخر رما تيسر إيراده‬
                                                                                                                         ‫جِ‬
                                                      ‫وصلى ال وسلم على رمحمد وعلى آله وصحبه وسلم.‬




                                                                                                                   ‫1 أي المكان‬
                                                                                          ‫2 )) جاامع نبيان العلم(( ) 1/ 246(.‬
                                                                        ‫3 )) السنة(( لعبد ال نبن الامام أكحمد ) 1 / 331، 431 (.‬
                                                                                                    ‫ّلِ‬
‫الدعاء لول ة الرمر‬
‫1‬
‫6‬
                                                                 ‫الفهرس‬
    ‫الاماامة......................................................................................................................................3‬
    ‫السمع دوالطاعة ............................................................................................................................4‬
    ‫النهي عن سب الامراء دوالصبر على جورهم........................................................................................5‬
    ‫النصيحة ...................................................................................................................................6‬
    ‫الدعاء لولة الامر.........................................................................................................................9‬
    ‫امن وفوائد الدعاء لولة الامر...........................................................................................................21‬
    ‫الفهرس ...................................................................................................................................61‬

More Related Content

What's hot

القواعد الحسان في اسرار الطاعة و الاستعداد لرمضان
القواعد الحسان في اسرار الطاعة و الاستعداد لرمضانالقواعد الحسان في اسرار الطاعة و الاستعداد لرمضان
القواعد الحسان في اسرار الطاعة و الاستعداد لرمضانalakeeda
 
غزة ..عبرات وعِبر
غزة ..عبرات وعِبرغزة ..عبرات وعِبر
غزة ..عبرات وعِبرbasheer777
 
عشر منارات في صناعة الذات ...
عشر منارات في صناعة الذات                                                    ...عشر منارات في صناعة الذات                                                    ...
عشر منارات في صناعة الذات ...Amen Alhrbe
 
تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمينتعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمينIslamic Invitation
 
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةالعمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةHamid Benkhibech
 
تفسير قصار السور
تفسير قصار السورتفسير قصار السور
تفسير قصار السورguestafde15d
 
اختبارات عربى أولى اعدادى ت1
اختبارات عربى أولى اعدادى ت1اختبارات عربى أولى اعدادى ت1
اختبارات عربى أولى اعدادى ت1أمنية وجدى
 
Arabic school-books-1st-preparatory-2nd-term-khawagah-2019-1
Arabic school-books-1st-preparatory-2nd-term-khawagah-2019-1Arabic school-books-1st-preparatory-2nd-term-khawagah-2019-1
Arabic school-books-1st-preparatory-2nd-term-khawagah-2019-1khawagah
 
الزكاة
الزكاةالزكاة
الزكاةfox2007y
 
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستيرالأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستيرbasheer777
 
23 فائدة فى الاجازة والرحلات -المنجدد
 23 فائدة فى الاجازة والرحلات -المنجدد 23 فائدة فى الاجازة والرحلات -المنجدد
23 فائدة فى الاجازة والرحلات -المنجددaboanasaly
 
الديانة الهندوسية
الديانة الهندوسيةالديانة الهندوسية
الديانة الهندوسيةSafatalam Taimi
 

What's hot (14)

1
11
1
 
القواعد الحسان في اسرار الطاعة و الاستعداد لرمضان
القواعد الحسان في اسرار الطاعة و الاستعداد لرمضانالقواعد الحسان في اسرار الطاعة و الاستعداد لرمضان
القواعد الحسان في اسرار الطاعة و الاستعداد لرمضان
 
غزة ..عبرات وعِبر
غزة ..عبرات وعِبرغزة ..عبرات وعِبر
غزة ..عبرات وعِبر
 
رسالة شعبة
رسالة شعبةرسالة شعبة
رسالة شعبة
 
عشر منارات في صناعة الذات ...
عشر منارات في صناعة الذات                                                    ...عشر منارات في صناعة الذات                                                    ...
عشر منارات في صناعة الذات ...
 
تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمينتعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
 
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةالعمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
 
تفسير قصار السور
تفسير قصار السورتفسير قصار السور
تفسير قصار السور
 
اختبارات عربى أولى اعدادى ت1
اختبارات عربى أولى اعدادى ت1اختبارات عربى أولى اعدادى ت1
اختبارات عربى أولى اعدادى ت1
 
Arabic school-books-1st-preparatory-2nd-term-khawagah-2019-1
Arabic school-books-1st-preparatory-2nd-term-khawagah-2019-1Arabic school-books-1st-preparatory-2nd-term-khawagah-2019-1
Arabic school-books-1st-preparatory-2nd-term-khawagah-2019-1
 
الزكاة
الزكاةالزكاة
الزكاة
 
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستيرالأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
 
23 فائدة فى الاجازة والرحلات -المنجدد
 23 فائدة فى الاجازة والرحلات -المنجدد 23 فائدة فى الاجازة والرحلات -المنجدد
23 فائدة فى الاجازة والرحلات -المنجدد
 
الديانة الهندوسية
الديانة الهندوسيةالديانة الهندوسية
الديانة الهندوسية
 

Similar to Ad du'au lawlatu

فى فضل سورة الكهف
فى فضل سورة الكهففى فضل سورة الكهف
فى فضل سورة الكهفF El Mohdar
 
الجانب العملي لكتاب الفطرية
الجانب العملي لكتاب الفطريةالجانب العملي لكتاب الفطرية
الجانب العملي لكتاب الفطريةشعيب محمد
 
Sahar مذكرة دين ثالث إبتدائي تيرم ثاني
Sahar مذكرة دين ثالث إبتدائي تيرم ثانيSahar مذكرة دين ثالث إبتدائي تيرم ثاني
Sahar مذكرة دين ثالث إبتدائي تيرم ثانيkhawagah
 
شرح سورة الكهف
شرح سورة الكهفشرح سورة الكهف
شرح سورة الكهفmannan970
 
Quranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic TextQuranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic TextSyahirah Razali
 
درس في السّيرة النبويّة (33) | الشيخ وائل عبلا
درس في السّيرة النبويّة (33) | الشيخ وائل عبلادرس في السّيرة النبويّة (33) | الشيخ وائل عبلا
درس في السّيرة النبويّة (33) | الشيخ وائل عبلاAmine Mosque
 
حرب العصابات | إعداد الأسير محمد صبحة
حرب العصابات | إعداد الأسير محمد صبحة حرب العصابات | إعداد الأسير محمد صبحة
حرب العصابات | إعداد الأسير محمد صبحة QudsN
 
صفات جيل التمكين
صفات جيل التمكينصفات جيل التمكين
صفات جيل التمكينGreenLife1978
 
الحج والعمرة26
الحج والعمرة26الحج والعمرة26
الحج والعمرة26mohamed_rds
 
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Banten
Tafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )BantenTafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )Banten
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Bantenomwito
 
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟ansdk
 
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟ansdk
 
تحريرات ورش من طريق الشاطبية
تحريرات ورش من طريق الشاطبيةتحريرات ورش من طريق الشاطبية
تحريرات ورش من طريق الشاطبيةسمير بسيوني
 
Jangan marah bagimu syurga
Jangan marah bagimu syurgaJangan marah bagimu syurga
Jangan marah bagimu syurgaKamarudin Jaafar
 
Jangan marah bagimu syurga
Jangan marah bagimu syurgaJangan marah bagimu syurga
Jangan marah bagimu syurgaKamarudin Jaafar
 

Similar to Ad du'au lawlatu (20)

Amr wa nahy
Amr wa nahyAmr wa nahy
Amr wa nahy
 
سوره الكهف
سوره الكهفسوره الكهف
سوره الكهف
 
سوره الكهف
سوره الكهفسوره الكهف
سوره الكهف
 
فى فضل سورة الكهف
فى فضل سورة الكهففى فضل سورة الكهف
فى فضل سورة الكهف
 
الجانب العملي لكتاب الفطرية
الجانب العملي لكتاب الفطريةالجانب العملي لكتاب الفطرية
الجانب العملي لكتاب الفطرية
 
Sahar مذكرة دين ثالث إبتدائي تيرم ثاني
Sahar مذكرة دين ثالث إبتدائي تيرم ثانيSahar مذكرة دين ثالث إبتدائي تيرم ثاني
Sahar مذكرة دين ثالث إبتدائي تيرم ثاني
 
شرح سورة الكهف
شرح سورة الكهفشرح سورة الكهف
شرح سورة الكهف
 
Quranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic TextQuranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic Text
 
درس في السّيرة النبويّة (33) | الشيخ وائل عبلا
درس في السّيرة النبويّة (33) | الشيخ وائل عبلادرس في السّيرة النبويّة (33) | الشيخ وائل عبلا
درس في السّيرة النبويّة (33) | الشيخ وائل عبلا
 
الاذكار
الاذكارالاذكار
الاذكار
 
الاذكار
الاذكارالاذكار
الاذكار
 
حرب العصابات | إعداد الأسير محمد صبحة
حرب العصابات | إعداد الأسير محمد صبحة حرب العصابات | إعداد الأسير محمد صبحة
حرب العصابات | إعداد الأسير محمد صبحة
 
صفات جيل التمكين
صفات جيل التمكينصفات جيل التمكين
صفات جيل التمكين
 
الحج والعمرة26
الحج والعمرة26الحج والعمرة26
الحج والعمرة26
 
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Banten
Tafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )BantenTafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )Banten
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Banten
 
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
 
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
سورة الكهف يوم الجمعة .. لماذا ؟؟؟
 
تحريرات ورش من طريق الشاطبية
تحريرات ورش من طريق الشاطبيةتحريرات ورش من طريق الشاطبية
تحريرات ورش من طريق الشاطبية
 
Jangan marah bagimu syurga
Jangan marah bagimu syurgaJangan marah bagimu syurga
Jangan marah bagimu syurga
 
Jangan marah bagimu syurga
Jangan marah bagimu syurgaJangan marah bagimu syurga
Jangan marah bagimu syurga
 

Ad du'au lawlatu

  • 1.
  • 2. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد ل رب العالمين وصلى ال وسلم على عبده ورسوله رمحمد وعلى آله وصحبه .‬ ‫أرما بعد‬ ‫فمما ل شك فيه أن دعاء ال عزوجل رمن أفضل أنواع العباد ة، فقد ثبت أن رسول ال $‬ ‫قال : )) الدعاء هو العباد ة(( وفي رواية أخرى : )) الدعاء رمخ العباد ة(( . ودعاء‬ ‫المسلم لخيه المسلم في ظهر الغيب سبب لقبول الدعاء ، وإجابته عند ال عزوجل ،‬ ‫جِ‬ ‫والدعاء لول ة أرمور المسلمين بالصل ح والتسديد والخذ بأيديهم إلى رما يصلح رعاياهم‬ ‫جِ‬ ‫وينصرهم على أعدائهم رمن الكفر ة والملحدين،وهو رمن الرمور التي حثت عليها شريعة‬ ‫ال ، إذ بصلحهم تصلح أرمور البلد والعباد.‬ ‫فإن ولي الرمر إذا صلح صلح شأن الرعية ، واستقام أرمرها ، ورمن هنا كان دعاء ال‬ ‫جِ‬ ‫لهم رمن أفضل رما يتقرب به النسان إلى ال عزوجل ، حيث إن نفعه ل يقتصر على‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫شخص بعينه ، ولكنه عام يستفيد رمنه كل أفراد الرمة . والدعاء لول ة أرمور المسلمين‬ ‫فيه إبراء للذرمة فالدعاء رمن النصيحة لهم ، والنصح لهم أرمر حثت عليه الشريعة ، فقد‬ ‫جِ‬ ‫ثبت أن رسول ال $ قال : )) الدين النصيحة(( كرر ذلك ثلثا قال الصحابة :لمن يا‬ ‫رسول ال قال: )) ل ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين وعارمتهم (( وثبت عن جرير‬ ‫بن عبد ال البجلي ‪ ‬قال : )) بايعت رسول ال $ على السمع والطاعة والنصح لكل‬ ‫رمسلم((. والنصح لئمة المسلمين يشمل كل رمن له ولية على المسلمين رمن الحكام‬ ‫والرمراء والقضا ة سواء أكانت ولية صغير ة أو كبير ة وهذا يتمثل في السمع لهم‬ ‫والطاعة رما لم يأرمروا بمعصية ال ، فإذا أرمروا بمعصية ال فل سمع لهم ول طاعة كما‬ ‫ورد بذلك الحديث.‬ ‫ولهمية رما تضمنه هذا الكتاب ) الدعاء لول ة الرمر ( عزرمت وزار ة الشئون السلرمية‬ ‫والوقاف والدعو ة والرشاد على إخراجه ففيه الحث على الدعاء لول ة المسلمين وبيان‬ ‫رما يجب لهم و رما يجب عليهم لرعاياهم ،وإيضا ح فائد ة الدعاء لهم ،ل سيما في ظهر‬ ‫جِ‬ ‫الغيب ، فإن الدعاء في ظهر الغيب رمن بواعث الجابة كما ورد في الحديث الشريف.‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫والذي دعا إلى نشر هذا البحث إضافة إلى أهميته أرمران:‬ ‫جِ‬ ‫أولهما : الحاجة الماسة إلى هذا الدعاء في هذا الزرمن الذي تكالب فيه العداء على‬ ‫جِ‬ ‫المسلمين ،ول حول ول قو ة إل بال .‬ ‫الثاني : أنه لم يسبق للوزار ة إفراد هذا الموضوع – على أهميته – ببحث رمستقل.‬ ‫جِ‬ ‫وقد جرى جمع رما تيسر رمن رماد ة علمية ، في ستة رمباحث على النحو التالي:‬ ‫1- الرمارمة .‬ ‫جِ‬
  • 3. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫2- السمع والطاعة.‬ ‫3- النهي عن سب الرمراء والصبر على جورهم.‬ ‫4- النصيحة .‬ ‫5- الدعاء لول ة الرمر‬ ‫6- رمن فوائد الدعاء لول ة الرمر.‬ ‫فعليك أخي المسلم بالدعاء لهم فلعل ال عزوجل أن يجيب دعوتك فيجعلهم رمن‬ ‫الراشدين المهديين ، وبذلك تصلح الرمور وتزول الشرور وتتنزل البركات وتكثر‬ ‫الخيرات نسأل ال تعالى أن يحمي هذه البلد المباركة رمن الفتن ، رما ظهر رمنها ورما‬ ‫بطن ، وأن يديم عليها الرخاء والخير ، والرمن و السكينة ، في ظل قيادتها‬ ‫الرشيد ة، وأن يبقيها ررمـزا لإلسلم ،ورمنارا يهتدى به ،وإرمارما يقتدى به ، وأن‬ ‫جِ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً جِ‬ ‫يكفيها شر أعدائها ، ويكتب لها العز والتأييد ، والنصر والتمكين . إنه ولي ذلك‬ ‫جِ‬ ‫والقادر عليه . وصلى ال وسلم على نبينا رمحمد وآله وأصحابه أجمعين.‬ ‫وكالة وزار ة الشئون السلرمية والوقاف والدعو ة والرشاد لشؤون المطبوعات‬ ‫والنشر‬ ‫المامة‬ ‫رمن هم ول ة الرمر :‬ ‫إن رمما هو رمعلوم – بالضرور ة – لكل أحد ، أن أرمور بني النسان ل يمكن أن تأخذ‬ ‫جِ‬ ‫السير ة المستقيمة إل بوجود إرمام يلتف الناس حوله ، يأتمرون بأرمره وينتهون‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫بنهيه ، يردع الظالم ويضع الحق في نصابه . وقديما قال ذاك الشاعر الجاهلي :‬ ‫ ً‬ ‫1‬ ‫ول ســـــرا ة إذا جهالهم سادوا‬ ‫اّ‬ ‫ل يصلح القوم فوضى ل سرا ة لهم‬ ‫وحين جاء السلم أكد على هذا الرمر تأكيدا عظيما وجعل ) اتخاذ الرمار ة دينا وقربة‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫جِ‬ ‫، يتقرب بها إلى ال عزوجل(2.‬ ‫جِ‬ ‫ُ‬ ‫بل لقد أجمع المسلمون إل رمن ل يعتد بخلفه على وجوب الرمارمة وعلى وجوب‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫نصب الرمام3 . قال الرمام أحمد رحمه ال : ) الفتنة ؛ إذا لم يكن إرمام يقوم بأرمر‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫4‬ ‫الناس ( .‬ ‫1 قائله : الوفوه الدودي . ينظر )) الامالي (( للقالي )052/2(.‬ ‫2 )) السياسة الشرعية (( لنبن تيمية ) ص: 912(‬ ‫3 ينظر ))الكحكام السلطانية(( للماردودي)ص:5( دوأنبي يعلى الفراء ) ص: 91( ، دو)) الفصل لنبن كحزم(( ) 78/4(.‬ ‫4 )) الكحكام السلطانية(( لنبي يعلى ) ص: 91(‬
  • 4. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫بيد أن المقصود العظم رمن الرمارمة ) إصل ح دين الخلق ؛ الذي رمتى فاتهم خسروا‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫خسرانا رمبينا ، ولم ينفعهم رما نعموا به في الدنيا وإصل ح رما ل يقوم الدين إل به رمن‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫َ جِ‬ ‫أرمر دنياهم(5.‬ ‫وبدون إرمارمة ل تقوم للدين قائمة ، ول يشاد له رمعلم ، يقول شيخ السلم ابن تيمية‬ ‫جِ‬ ‫َ ملْ‬ ‫جِ‬ ‫رحمه ال : ) يجب أن يعرف أن ولية أرمر الناس رمن أعظم واجبات الدين بل ل قيام‬ ‫ُ‬ ‫للدين إل بها فإن بني آدم ل تتم رمصلحتهم إل بالجتماع ، لحاجة بعضهم إلى بعض ،‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫ول بد لهم عند الجتماع رمن رأس ، حتى قال النبي $ :)) إذا خرج ثلثة في سفر‬ ‫جِ‬ ‫فليؤرمروا أحدهم (( رواه أبو داود رمن حديث أبي سعيد وأبي هرير ة رضي ال‬ ‫ملْ ِّ‬ ‫2‬ ‫عنهما .‬ ‫السمع والطاعة‬ ‫إن رمن أكبر رما ينهض بتلكم الرمارمة ، أن يلتزم المجتمع بالسمع والطاعة لول ة الرمر‬ ‫جِ‬ ‫في غير رمعصية ، وفي هذا انتظام شؤون العباد الدينية والدنيوية ، ويوم ل يعلن‬ ‫المجتمع ذلك ، ول يدين به ، فل وجود – حقيقي – لرمارمة ، ول اعتبار لحاكم ، ورمن‬ ‫جِ‬ ‫رمشهور الكلم : )) ل إرمارمة إل بسمع وطاعة((3.‬ ‫ولقد تظافرت النصوص التي توجب على المسلم السمع والطاعة َ بالمعروف ، رمن رمثل‬ ‫َ‬ ‫قوله $ : )) على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إل أن يؤرمر بمعصية‬ ‫جِ‬ ‫(( رواه الشيخان رمن حديث ابن عمر رضي ال عنهما4.‬ ‫يقول الحافظ ابن رجب رحمه ال : ) وأرما السمع والطاعة لول ة أرمور المسلمين ففيها‬ ‫سعاد ة الدنيا ، وبها تنتظم رمصالح العباد في رمعايشهم ، وبها يستعينون على إظهار‬ ‫جِ‬ ‫ُ‬ ‫دينهم وطاعة ربهم (5 .‬ ‫والمسلم إذا سمع وأطاع ، أ ُجر ، لنه – في حقيقة الرمر – رممتثل أرمر الشرع المطهر ،‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫والعكس بالعكس، أي إذا لم يسمع ولم يطع أثم ، ففي المتفق عليه رمن حديث أبي هرير ة‬ ‫َ جِ‬ ‫جِ‬ ‫‪ ،‬قال : قال رسول ال $ : )) رمن أطاعنـي فقد أطاع ال ، ورمن عصاني فقد عصى‬ ‫6‬ ‫ال ، ورمن يطع الرمير فقد أطاعنـي ، ورمن يعص الرمير فقد عصاني((‬ ‫ويقول شيخ السلم ابن تيميه رحمه ال : ) فطاعة ال والرسول واجبة على كل أحد ،‬ ‫جِ‬ ‫وطاعة ول ة الرمور واجبة لرمر ال بطاعتهم فمن أطاع ال ورسوله بطاعة ول ة الرمر‬ ‫5 )) السياسة الشرعية(( )ص :93(‬ ‫2 )) السياسة الشرعية(( ) ص: 712(‬ ‫3 ))الدرر السنية (( ) 882/7(‬ ‫4 ))صحيح البخاري(( ) 923/3( )4417( ، )) صحيح امسلم (( ) 9641/3( ) 9381( دواللفظ لمسلم.‬ ‫5 )) جاامع العلوم دوالحكم(( ) 2/ 711(‬ ‫6 ))صحيح البخاري(( )743/2( )7592( ، )) صحيح امسلم (()6641/3( ) 5381(‬
  • 5. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫فأجره على ال . ورمن كان ل يطيعهم إل لما يأخذه رمن الولية والمال ، فإن أعطوه‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫1‬ ‫أطاعهم وإن رمنعوه عصاهم ؛ فماله في الخر ة رمن خل ق (( .‬ ‫جِ‬ ‫والسمع والطاعة لول ة المسلمين رمن الحكام والرمراء والعلماء شيء رمجمع على‬ ‫وجوبه عند أهل السنة والجماعة ، وهو أصل رمن أصولهم التي باينوا بها أهل البدع‬ ‫والهواء.‬ ‫وقل أن ترى رمؤلفا في عقائد أهل السنة ، إل وهو ينص على وجوب السمع والطاعة‬ ‫جِ‬ ‫ ً‬ ‫لول ة الرمر ، وإن جاروا وظلموا وإن فسقوا وفجروا رما لم يأرمروا بمعصية ال .‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫ُّ‬ ‫والجماع الذي انعقد عند أهل السنة والجماعة على وجوب السمع والطاعة لهم رمبني‬ ‫على النصوص الشرعية الواضحة التي تواترت بذلك2 .‬ ‫َ َ ُّ َ َّ جِ َ َ ُ ملْ َ جِ ُ ملْ َّ ََ جِ ُ ملْ َّ ُ َ‬ ‫رمنها قوله تعالى : ) يا أيها الذين آرمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول‬ ‫وعن عوف بن رمالك ‪‬قال : قال رسول‬ ‫وُولي الرمر رمنكم ( النساء}95{‬ ‫َأ ملْ جِ َ ملْ جِ جِ ُ ملْ‬ ‫ال$‬ ‫:) أل رمن ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا رمن رمعصية ال فليكره الذي يأتي رمن رمعصية‬ ‫ ً‬ ‫ال ول ينزع يدا رمن طاعة (( حديث صحيح رواه رمسلم.‬ ‫ ً‬ ‫وعن فضالة بن عبيد ‪‬قال : قال رسول ال $ : )) ثلثة ل تسأل عنهم : رجل فار ق‬ ‫الجماعة وعصى إرمارمه ورمات عاصيا ...(( حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وابن‬ ‫حبان والحاكم.‬ ‫النهي عن سب المراء والصبر على جورهم‬ ‫الوقيعة في أعراض الرمراء ،والشتغال بسبهم ، وذكر رمعايبهم : خطيئة كبير ة ،‬ ‫ُ‬ ‫وجريمة شنيعة ، نهى عنها الشرع المطهر ، وذم فاعلها ،وهي نوا ة الخوراج على‬ ‫ول ة الرمر ، الذي هو أصل فساد الدين والدنيا رمعا . وقد علم أن الوسائل لها أحكام‬ ‫ ً‬ ‫المقاصد ، فكل ُّ نص في تحريم الخروج وذم أهله ، فهو دليل على تحريم السب وذم‬ ‫فاعله3.‬ ‫1 )) امجموع الفتادوى (( ) 53/ 61 ،71(‬ ‫2 انظر : امعااملة الحكام وفي ضوء الكتاب دوالسنة ص 57 .‬ ‫3 امعااملة الحكام وفي ضوء الكتاب دوالسنة ص 78.‬
  • 6. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫عن أنس ‪‬قال : نهانا كبراؤنا رمن أصحاب رمحمد $ قالوا : قال رسول ال $ : )) ل‬ ‫تسبوا أرمراءكم ول تغـشـوهم ول تبغضوهم واتقوا ال واصبروا فإن الرمر قريب ((‬ ‫حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وصححه اللباني .‬ ‫عن حذيفة بن اليمان ‪‬قال : قال رسول ال $ : )) يكون بعدي أئمة ل يهتدون بهدي‬ ‫ول يستنون بسنتي وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس (( قلت‬ ‫جِ‬ ‫: كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : )) تسمع وتطيع للرمير وإن ضرب ظهرك وأخذ‬ ‫جِ‬ ‫رمالك(( حديث صحيح رواه رمسلم في صحيحه .‬ ‫عن أم سلمة رضي ال عنها قالت : قال رسول ال $ :)) سيكون بعدي أرمراء فتعرفون‬ ‫و تنكرون فمن أنكر فقد برئ ورمن كره فقد سلم ولكن رمن رضي وتابع (( قالوا : أفل‬ ‫ننابذهم بالسيف ؟ قال : ))ل رما أقارموا فيكم الصل ة (( حديث صحيح رواه رمسلم في‬ ‫صحيحه .‬ ‫عن أبي بكر ة ‪‬قال : قال رسول ال $ : )) السلطان ظل ال في الرض فمن أهانه‬ ‫أهانه ال ورمن أكررمه أكررمه ال (( حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وأحمد و‬ ‫الطيالسي والتررمذي وابن رماجه وحسنه اللباني في الظلل.‬ ‫عن عرفجة الشجعي ‪‬قال : قال رسول ال $ : )) رمن أتاكم وأرمركم جميع على رجل‬ ‫واحد يريد أن يشق عصاكم ويفر ق كلمتكم فاقتلوه(( حديث صحيح رواه رمسلم في‬ ‫صحيحه .‬ ‫عن وائل بن حجر ‪‬قال : قلنا يا رسول ال : أرأيت إن كان علينا أرمراء يمنعونا حقنا‬ ‫جِ‬ ‫ويسألونا حقهم ؟ فقال : )) اسمعوا و أطيعوا . فإنما عليهم رما حملوا وعليكم رما‬ ‫جِ‬ ‫حملتم(( حديث صحيح رواه رمسلم.‬ ‫النصيحة‬ ‫النصيحة : ) حياز ة الحظ للمنصو ح له ( 1 والواجب في كل رمجتمع رمسلم أن يشيع فيه‬ ‫رمبدأ التناصح ، لن شيوع هذا المبدأ يأخذ بالمجتمع نـحو الكمال وينأى به عن رمهاوي‬ ‫النقص . إذ المؤرمنون إخو ة يحب الواحد رمنهم لخيه رما يحب لنفسه ، بل جاء في‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫2‬ ‫الحديث الشريف أن المؤرمن رمرآ ة أخيه . أي يخبره بجوانب النقص التي تخدش دينه‬ ‫وتثلم رمروءته ، ل سيما وأن النقصان سمة النسان ول يكون الكمال إل لواهبه.‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫1 )) شرح صحيح امسلم (( للنودوي ) 2 /73(.‬ ‫2 ردواه عن أنبي هريرة – رضي ال عنه – البخاري وفي ) الدب المفرد ( )) صحيح الدب المفرد (( )ص : 601 ،‬ ‫701 ( ، دوأنبو دادود )) وفي السنن (( ) 5 /712،812( ) 8194( دوإسناده كحسن ، كما قال الحاوفظ انبن كحجر وفي ))نبلوغ‬ ‫المرام(( ) ص: 182(‬
  • 7. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫ورما أحسن صنيع بعض العلماء حين ربط بين المعنيين ، اللغوي والعرفي للنصيحة‬ ‫بقوله :) النصيحة رمأخوذ ة رمن نصح الرجل ثوبه ، إذا خاطه ، فشبهوا فعل الناصح فيما‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫1‬ ‫يتحراه رمن صالح المنصو ح له ، بما يسده رمن خلل الثوب (‬ ‫ولقد كان نبينا $ حريصا على انتشار التناصح في الرمة حتى جعل يبايع بعض الصحابة‬ ‫على بذل النصيحة للمسلمين ، فقد أخرج الرمام رمسلم في صحيحه عن جرير بن عبد ال‬ ‫‪‬قال : )) بايعت رسول ال $ على إقام الصل ة وإيتاء الزكا ة والنصح لكل رمسلم ((2.‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫وليست نصيحة المسلم لخوانه رمقصور ة على إهدائهم عيوبهم فحسب ، بل هي عارمة‬ ‫جِ‬ ‫تشمل كل رما فيه نفعهم رمثل : ) إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم ، وكف الذى‬ ‫ِّ‬ ‫ُ جِ‬ ‫عنهم ، فيعلمهم رما يجهلونه رمن دينهم ، ويعينهم عليه بالقول والفعل ، وستر عوراتهم‬ ‫ُ‬ ‫وسد خلتهم ، ودفع المضار عنهم ، وجلب المنافع لهم ، وأرمرهم بالمعروف ونهيهم‬ ‫ِّ‬ ‫عن المنكر برفق وإخلص ، والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ، ورحمة صغيرهم ،‬ ‫جِ‬ ‫وتخولهم بالموعظة الحسنة ، وترك غشهم وحسدهم ، وأن يحب لهم رما يحب لنفسه‬ ‫ُّ جِ‬ ‫رمن الخير ، وأن يكره لهم رما يكره لنفسه رمن المكروه، والذب عن أرموالهم وأعراضهم‬ ‫وغير ذلك رمن أحوالهم بالقول والفعل ، وتنشيط هممهم إلى الطاعات (3 ونـحو ذلك.‬ ‫جِ‬ ‫فكل هذه الشياء داخلة في رمفهوم النصيحة ،ولهذا عظم النبي $ شأنها بقوله :‬ ‫)) الدين النصيحة ..(( فجعلها عماد الدين وقوارمه . ولذا كان هذا الحديث عند بعض‬ ‫العلماء أحد عد ة أحاديث يدور عليها الدين4.‬ ‫وإذا كانت حاجة المسلم - أي رمسلم - شديد ة إلى النصيحة ، فإن حاجة ولي الرمر إليها‬ ‫جِ‬ ‫ِّ‬ ‫جِ‬ ‫ ً جِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أشد وأعظم ، لنه القائم على شؤون الناس والراعي لمصالحهم أجمعين.‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫فلما ينهض به رمن جليل العمال وعظيم المهام احتاج إلى الناصح الرمين والموجه‬ ‫جِ‬ ‫المخلص ،ورمن هنا حض المصطفى $ على إزجاء النصيحة لولي الرمر في غير رما‬ ‫جِ‬ ‫حديث ، فقال عليه الصل ة والسلم – في الحديث المشار إليه قريبا :)) الدين النصيحة‬ ‫ ً‬ ‫جِ‬ ‫5‬ ‫(( قيل : لمن يا رسول ؟ قال :)) ل ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين وعارمتهم ((‬ ‫رواه رمسلم رمن حديث تميم الداري ‪. ‬‬ ‫1 )) شرح صحيح امسلم (( للنودوي ) 73/2( ، دوينظر :)) المعلم نبفوائد امسلم (( ) 791/1( .‬ ‫2 )) صحيح امسلم (( ) 1/ 57( ) 65(.‬ ‫3 ))شرح صحيح امسلم (( للنودوي ) 2/ 93(‬ ‫4 ينظر :)) السانبق (( )73/2( ، ))وفتح الباري(( ) 761/1( ، )) جاامع العلوم دوالحكم (( )512/1(‬ ‫5 )) صحيح امسلم(( )47/1()55( ، دوانظر ردوايات هذا الحديث نبألفاظه وفي )تعظيم قدر الصلة ( للمردوزي)186/2(.‬
  • 8. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫وعن أبي هرير ة ‪ ‬قال : قال $ :)) إن ال يرضى لكم ثلثا ؛ يرضى لكم أن تعبدوه‬ ‫جِ‬ ‫ول تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل ال جميعا ول تفرقوا ،وأن تناصحوا رمن وله‬ ‫ ً‬ ‫ال أرمركم((6.‬ ‫2‬ ‫وعن جبير بن رمطعم ‪ ‬أن النبي $ قال في خطبته بالخيف رمن رمنى :)) ثل ث ل يغل‬ ‫ُ جِ ُّ‬ ‫َ ملْ‬ ‫عليهن قلب ارمريء رمسلم : إخلص العمل ل و رمناصحة ول ة الرمر ، ولزوم جماعة‬ ‫جِ‬ ‫ُ‬ ‫3‬ ‫المسلمين(( .‬ ‫فهذه النصوص النبوية ورما رماثلها تحث المؤرمن على أن يقوم بحسب استطاعته بواجب‬ ‫النصيحة لمن وله ال أرمره4.‬ ‫ول يتوهمن أحد أن رمناصحة ولي الرمر ل تكون إل في الوقوف أرمارمه ووقفه على‬ ‫ملْ جِ‬ ‫جِ‬ ‫َّ َّ‬ ‫رمواضع تقصيره ، كل ، بل رمفهوم المناصحة أوسع رمن ذلك إذ يشمل هذا وغيره رمما‬ ‫جِ‬ ‫هو أكثر رمنه ، وفي ظني أن الناس إنما دخل عليهم النقص والخلل في نصيحة أولي‬ ‫جِ‬ ‫الرمر ، حين لم يفقهوا رما تشمله تلك النصيحة ، ذلك أن نصيحة ولي الرمر تشمل رما يلي‬ ‫:‬ ‫‪ ‬طاعته والسمع له بالمعروف.‬ ‫‪ ‬عدم الخروج عليه.‬ ‫‪ ‬إرشاده إلى الحق بالحسنى ، وإعانته عليه .‬ ‫‪ ‬طي عيوبه ونشر رمحاسنه.‬ ‫‪ ‬الذب عن عرضه.‬ ‫‪ ‬الدعاء له بالتوفيق والصل ح.‬ ‫يقول الحافظ ابن حجر –رحمه ال : ) والنصيحة لئمة المسلمين : إعانتهم على رما‬ ‫جِ‬ ‫حملوا القيام به ، وتنبيههم عند الغفلة ، وسد خلتهم عن الهفو ة ، وجمع الكلمة عليهم ،‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ََّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫5‬ ‫ورد القلوب النافر ة إليهم ، ورمن أعظم نصيحتهم ؛ دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن( .‬ ‫ُ‬ ‫جِ‬ ‫ُّ‬ ‫وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه ال-في كلمة رمستوعبة - : ) وأرما النصيحة‬ ‫لئمة المسلمين ، وهم ولتهم ؛ رمن السلطان العظم ، إلى الرمير ، إلى القاضي ، إلى‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫جميع رمن لهم ولية صغير ة أو كبير ة ، فهؤلء لما كانت رمهماتهم وواجباتهم أعظم رمن‬ ‫6 ردواه امالك وفي ))الموطأ(( ) 099/2( دوأكحمد وفي ))المسند(( )723/2( دوانبن كحبان وفي ))الصحيح(( )281/8 ، 381‬ ‫الكحسان ( ، ) 8833( دوإسناده صحيح‬ ‫2 قال انبن اليثير )ل يغل( امن الالغلل ،دوهو الخيانة وفي كل شيء . دويردوى : )يغلُّ( نبفتح الياء ، امن الغل ، دوهو الحقد‬ ‫ّلِ ِّ‬ ‫غَ ّلِ‬ ‫ّلِ‬ ‫ُ ّلِ (ُّ‬ ‫دوالشحناء،أي :ل يدخله كحقد يزيله عن الحق . دوردوي )يغل( نبتخفيف اللم ، امن الوالغول : الدخول إلى الشر. دوالمعنى :‬ ‫غَ ّلِ ُ‬ ‫)) أن هذه الخلل الثل ث تستصلح نبه القلوب امن تمسك نبها طهر قلبه امن الخيانة دوالدالغلـل دوالشر(( )) النهاية(( لنبن‬ ‫َّ غَ‬ ‫اليثير ) 183/3(.‬ ‫3 ردواه الامام أكحمد وفي ))المسند(( )08/4 ،28( دوسنده جيد ، كما قال الساعاتي وفي )) نبلوغ الاماني (( )561/6( دوله‬ ‫شاهد امن كحديث زيد نبن يثانبت رضي ال عنه عند انبن كحبان )072/1- الكحسان( )76( دوسنده صحيح.‬ ‫4 ينظر)) امجموع الفتادوى(( )53/ 5 ،6 ،9، 01(.‬ ‫5 )) وفتح الباري (( )761/1(‬
  • 9. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫غيرهم ، وجب لهم رمن النصيحة بحسب رمراتبهم ورمقارماتهم وذلك باعتقاد إرمارمتهم ،‬ ‫جِ‬ ‫والعتراف بوليتهم ، ووجوب طاعتهم بالمعروف ، وعدم الخروج عليهم ، وحث‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫الرعية على طاعتهم ، ولزوم أرمرهم الذي ل يخالف أرمر ال ورسوله ، وبذل رما يستطيع‬ ‫النسان رمن نصيحتهم وتوضيح رما خفي عليهم رمما يحتاجون إليه في رعايتهم ، كل أحد‬ ‫ُّ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫بحسب حاله والدعاء لهم بالصل ح والتوفيق ، فإن صلحهم صل ح لرعيتهم .‬ ‫ل ٌ‬ ‫َ‬ ‫واجتناب سبهم والقد ح فيهم وإشاعة رمثالبهم ، فإن في ذلك شرا وضررا وفسادا كبيرا،‬ ‫ًّ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫ِّ‬ ‫فمن نصيحتهم الحذر والتحذير رمن ذلك .‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وعلى رمن رأى رمنهم رما ل يحل أن ينبههم سرا ل علنا ، بلطف وعبار ة تليق بالمقام‬ ‫ُ‬ ‫ ً‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ويحصل بها المقصود ، فإن هذا رمطلوب في حق كل أحد ، وبالخص ول ة الرمور ، فإن‬ ‫ُ‬ ‫جِ‬ ‫1‬ ‫تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير ، وذلك علرمة الصد ق والخلص ...( .‬ ‫فكل هذه الرمور الجليلة كما ترى داخلة في النصيحة لولي الرمر ، وعلى كل رمسلم يريد‬ ‫القيام بما أوجب ال عليه ، أن يأتي بما تتطلبه هذه النصيحة أو بما يستطيعه رمن ذلك ،‬ ‫بحسب قدرته وحاله.‬ ‫ورمن أعظم حقو ق النصيحة لولي الرمر ، أرمر غفل عنه كثير رمن الناس في هذا الزرمان‬ ‫ََ‬ ‫المتأخر ، ول يسع أحدا تركه، لنه في رمقدروهم جميعا ، أل وهو الدعاء لولي الرمر ،‬ ‫ ً‬ ‫ُ‬ ‫وهو رما سنتحد ث عنه في المبحث التالي إن شاء ال .‬ ‫جِ‬ ‫الدعاء لولة الامر‬ ‫حرص أئمة أهل السنة والجماعة رمنذ القرون الولى على بيان ذلك السبيل السوي الذي‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫سار عليه – في رمعتقدهم – خيار الرمة بعد نبيها $ ؛ رمن الصحابة والتابعين ورمن اقتفى‬ ‫ُ‬ ‫أثرهم بإحسان .‬ ‫جِ‬ ‫وبدهي أن رمن أجل غاياتهم في هذا البيان ، تمييز رمنهج أهل السنة العقدي، عن غيره‬ ‫رمن المناهج البدعية الطارئة ، حتى ل يختلط الرمر على طالب الحق ورمبتغى الرشد ،‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وكان رمن القضايا التي تناولوها بالبيان والتحليل ، وجعلوها – فيما ظهر لهم – رمن‬ ‫أصول أهل السنة ، طاعة أولي الرمر وعدم الخروج عليهم ، ولم يقفوا عند هذا ، بل‬ ‫ُ‬ ‫جاوزوه إلى رما هو أخص رمنه ، وهو الدعاء لولي الرمر بالتوفيق والصل ح والسداد .‬ ‫جِ‬ ‫ولعمر ال إن هذا لهو الحق ، ففي صل ح ول ة الرمر صل ح العباد والبلد ، كما قال‬ ‫جِ‬ ‫2‬ ‫القاضي عياض رحمه ال .‬ ‫1 الرياض الناضرة ص :83 ، 93 .‬ ‫2 دوسيأتي نص كلامه إن شاء ال.‬ ‫ّلِ‬
  • 10. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫وإليك رما وقفنا عليه رمن رمقالتهم في هذا الباب : يقول الرمام أبو جعفر الطحاوي رحمه‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫ال )) ت سنة 123 هـ (( في )) عقيدته المشهور ة (( رما نصه‬ ‫) ول نرى الخروج على أئمتنا و ول ة أرمورنا وإن جاروا ، ول ندعوا عليهم ول ننزع‬ ‫جِ‬ ‫يدا رمن طاعتهم ، ونرى طاعتهم رمن طاعة ال عزوجل فريضة رما لم يأرمروا بمعصية،‬ ‫وندعوا لهم بالصل ح والمعافا ة (1.‬ ‫وقال إرمام أهل السنة في عصره أبو رمحمد البربهاري رحمه ال )) ت سنة 923 هـ((‬ ‫ُّ‬ ‫جِ‬ ‫في )) شر ح السنة (( : ) فأرمرنا أن ندعوا لهم بالصل ح ، ولم نؤرمر أن ندعوا عليهم ،‬ ‫وإن ظلموا وإن جاروا ، لن ظلمهم وجورهم على أنفسهم ، وصلحهم لنفسهم و‬ ‫للمسلمين (2.‬ ‫وقال الرمام الحافظ أبو بكر السماعيلي )) ت سنة 173 هـ (( رحمه ال في‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫)) اعتقاد أهل السنة ((: ) و يرون ] أي أهل السنة و الجماعة[ الصل ة ؛ الجمعة‬ ‫َ‬ ‫وغيرها ، خلف كل إرمام رمسلم ، برا كان أو فاجرا ... ويرون الدعاء لهم بالصل ح‬ ‫ًّ‬ ‫جِ‬ ‫3‬ ‫والعطف إلى العدل ( .‬ ‫جِ‬ ‫وقال الرمام شيخ السلم أبو عثمان الصابوني رحمه ال )) ت سنة 944 هـ (( في‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫)) عقيد ة السلف وأصحاب الحديث (( : ) ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين و‬ ‫غيرهما رمن الصلوات ، خلف كل إرمام ، برا كان أو فاجرا ، ويرون جهاد الكفر ة رمعهم ،‬ ‫ ً‬ ‫جِ‬ ‫وإن كانوا جور ة فجر ة ، ويرون الدعاء لهم بالصل ح والتوفيق والصل ح ، وبسط‬ ‫جِ‬ ‫ََ‬ ‫جِ‬ ‫4‬ ‫العدل في الرعية ( .‬ ‫واعلم أيها ال خ الكريم ؛ أن هؤلء الئمة الهدا ة لم يكونوا ليكتفوا بتسطير هذه الكلمات‬ ‫في رمؤلفاتهم وحسب ، بل كانوا يطبقون هذا الرمر في حياتهم العملية ، ويفوهون به‬ ‫أرمام أهل الناس تعليما لهم وإرشادا ، ودونك رمثال على هذا إرمام أهل السنة الصديق‬ ‫ِّ‬ ‫جِ َ‬ ‫جِ‬ ‫الثاني أبا عبد ال أحمد بن حنبل – رحمه ال ورضي عنه – فمع تعدد رما كتب هذا‬ ‫الرمام في الحث على طاعة السلطان والدعاء له ، ضمن النبذ التي كان يكتبها في‬ ‫ُّ‬ ‫جِ‬ ‫5‬ ‫اعتقاد أهل اليمان ، فإنه كان أيضا دائم الدعاء للسلطان ، وبخاصة إذا رمر ذكره ، أو‬ ‫جِ‬ ‫ ً‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫عرض له ذكر في أثناء رمسألة .‬‫ََ‬ ‫قال أبو بكر المروذي : سمعت أبا عبد ال ، وذكر الخليفة المتوكل ، فقال : ) إني لدعو‬ ‫جِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫له بالصل ح والعافية ..(6.‬ ‫1 )) العقيدة الطحادوية امع شرح انبن أنبي العز(( ) ص : 973(‬ ‫2 )) شرح السنة (( ) ص : 711(.‬ ‫3 )) اعتقاد أهل السنة (( ) ص : 05 (.‬ ‫4 ))عقيدة السلف دوأصحاب الحديث (( ) 19 ، 29 (.‬ ‫5 ينظر شيء امن ذلك وفي : )) امناقب الامام أكحمد (( لنبن الجوزي ، ) ص : 612 ، 122 ( .‬ ‫ّلِ‬ ‫6 )) السنة للخلل (( ) ص : 48 ( قال امحققه :)) إسناد هذا اليثر صحيح ((.‬
  • 11. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫وقال أحمد بن الحسين بن حسان – وهو أحد أصحاب الرمام أحمد – سمعت أبا عبد ال‬ ‫جِ‬ ‫وسئل عن طاعة السلطان ، فقال بيده : عافى ال السلطان ، تنبغي ، سبحان ال !‬ ‫السلطان ؟ 1.‬ ‫ولقد بالغ هذا الرمام في حث الناس على الدعاء لولي الرمر فأرسل رمقولته التي‬ ‫جِ‬ ‫اشتهرت اشتهار الشمس ، وأصبحت حكمة تتناقلها اللسنة ، وهي :)) لو أن لي دعو ة‬ ‫ ً‬ ‫رمستجابة رما جعلتها إل في السلطان ((2.‬ ‫جِ‬ ‫وهذا يدلك على عظيم فقه هذا الرمام الراشد و بعد نظره ، فهو يريد أول أن يعلم الناس‬ ‫ِّ‬ ‫ُ ملْ جِ‬ ‫جِ‬ ‫رمبدأ السمع والطاعة ، ويريد رمنهم ثانيا أن تلهج ألسنتهم بدعوات صادقة ، يسألون ال‬ ‫ ً‬ ‫فيها الهداية للسلطان ، وأن يأخذ بيده إلى الحق .‬ ‫جِ‬ ‫فحري بالمسلمين الذين يرغبون في القيام بواجب النصيحة ، وسلوك جاد ة السلف ،‬ ‫ُّ‬ ‫حري بهم أن يخصوا ول ة أرمرهم بشيء رمن دعائهم ، ويا ليت المشتغلين بأعراض‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫الول ة أرمسكوا عن رما هم فيه ، واستبدلوا به الدعاء ، فلو فعلوا ذلك لكان خيرا لهم ،‬ ‫على أن الشتغال بالعراض ل يقرب بعيدا ول يقيم رمعوجا ، وإنما يوغر الصدور‬ ‫جِ‬ ‫اّ‬ ‫ِّ‬ ‫ويجلب الوزار، قال الحافظ أبو إسحا ق السبيعي : ) رما سب قوم أرميرهم إل حررموا‬ ‫جِ ُ‬ ‫ل ٌ‬ ‫جِ‬ ‫خيره ( رواه ابن عبد البر في التمهيد ) 782/12(.‬ ‫وحري بالعلماء والدعا ة أن يتحدثوا عن رمنزلة الدعاء رمن النصيحة ، ويحثوا الناس‬ ‫ُّ‬ ‫كافة عليه ، ويخبروهم أن هذا هو رمنهج السلف الصالح ، رمبينين آثار هذا الدعاء ،‬ ‫والفوائد المترتبة عليه ، وسنذكر شيئا رمنها إن شاء ال .‬ ‫جِ‬ ‫وعلى الخطباء أن ل ينسوا ولي الرمر رمن دعائهم يوم الجمعة ، ولو لم يكن في دعائهم‬ ‫له إل تعليم الحضور ، لكفى بذلك فائد ة .‬ ‫ُ‬ ‫جِ‬ ‫قال الشيخ الدكتور صالح الفوزان :) ويسن أن يدعو – أي الخطيب – للمسلمين بما‬ ‫فيه صل ح دينهم ودنياهم ، ويدعو لرمام المسلمين وول ة أرمورهم بالصل ح والتوفيق‬ ‫جِ‬ ‫وكان الدعاء لول ة الرمور في الخطبة رمعروفا عند المسلمين ، وعليه عملهم ، لن‬ ‫الدعاء لول ة أرمور المسلمين بالتوفيق والصل ح ، رمن رمنهج أهل السنة والجماعة ،‬ ‫وتركه رمن رمنهج المبتدعة ، قال الرمام أحمد : ) لو كان لنا دعو ة رمستجابة ، لدعونا بها‬ ‫جِ‬ ‫للسلطان ( ولن في صلحه صل ح المسلمين .‬ ‫وقد تركت هذه السنة حتى صار الناس يستغربون الدعاء لول ة الرمور ويسيئون الظن‬ ‫ُ‬ ‫3‬ ‫بمن يفعله ( .‬ ‫1 )) المسائل دوالرسائل المردوية عن الامام أكحمد نبن كحنبل (( )4/2( . دوقوله :)) تنبغي (( ؛ أي طاعة السلطان .‬ ‫ّلِ‬ ‫دوالمعنى :أن طاعته دواجبة، دووفي قول الامام أكحمد : )) سبحان ال ، السلطان (( تعظيم لشأن السلطان دوطاعته .‬ ‫ّلِ‬ ‫2 )) السياسة الشرعية (( .) ص : 812(.‬ ‫3 )) الملخص الفقهي (( ) 1 /281 (.‬
  • 12. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫امن وفوائد الدعاء لولة الامر‬ ‫الدعاء لول ة الرمر له فوائد عد ة وعوائد ثر ة ، وقد رغب ُ في أن أذيل هذا البحث بذكر‬ ‫ت‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫رما تحصل لدي رمن تلكم الفوائد ، عسى أن تكون دافعا لي ولغيري على الدعاء لولي‬ ‫الرمر ، فأقول :‬ ‫الفائد ة الولى : أن المسلم حين يدعو لولي أرمره ، فإنه يتعبد ربه بهذا الدعاء ، ذلك‬ ‫جِ‬ ‫لن سمعه وطاعته لولي الرمر ، إنما كانا بسبب أرمر ال له وأرمر رسوله $ ، فال تعالى‬ ‫جِ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ جِ َ َ ُ ملْ َ جِ ُ ملْ َّ ََ جِ ُ ملْ َّ ُ َ َُ ملْ جِ َ ملْ جِ‬ ‫يقول : ) يا أيها الذين آرمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأولي الرمر‬ ‫رمنكم ( النساء}95{‬ ‫جِ ُ ملْ‬ ‫والنبي $ يقول :)) على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إل أن يؤرمر‬ ‫جِ‬ ‫بمعصية (( 1 رمتفق عليه.‬ ‫فالمسلم إذن يسمع ويطيع تعبدا 2، ورمن السمع والطاعة لولي الرمر الدعاء له . قال‬ ‫ُّ‬ ‫جِ‬ ‫ناصر الدين ابن المنير رحمه ال ) ت سنة 186 هـ( : ) الدعاء للسلطان الواجب‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫3‬ ‫الطاعة ، رمشروع بكل حال ( .‬ ‫وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه ال : ) الدعاء لولي الرمر رمن أعظم‬ ‫القربات ورمن أفضل الطاعات ...(.‬ ‫4‬ ‫الفائد ة الثانية : أن في الدعاء لولي الرمر إبراء للذرمة ؛ إذ الدعاء رمن النصيحة‬ ‫جِ ً‬ ‫والنصيحة واجبة على كل رمسلم5 ، قال الرمام أحمد بن حنبل رحمه ال : ) إني لدعو‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫له ]أي السلطان [ بالتسديد والتوفيق - في الليل والنهار – والتأييد وأرى ذلك واجبا‬ ‫علي ( 6.‬ ‫َّ‬ ‫ولقد رمرت بك سلفا كلمة الشيخ العلرمة عبد الرحمن ابن سعدي ، وكان رمما جاء فيه‬ ‫ُ‬ ‫قوله رحمه ال : ) وأرما النصيحة لئمة المسلمين ، وهم ولتهم ؛ رمن السلطان العظم‬ ‫، إلى الرمير ، إلى القاضي ، إلى جميع رمن لهم ولية صغير ة أو كبير ة ، فهؤلء لما‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫كانت رمهماتهم وواجباتهم أعظم رمن غيرهم ، وجب لهم رمن النصيحة بحسب رمراتبهم‬ ‫ورمقارماتهم ، وذلك باعتقاد إرمارمتهم ، والعتراف بوليتهم ، ووجوب طاعتهم بالمعروف‬ ‫جِ‬ ‫ل ٌ‬ ‫، وعدم الخروج عليهم ... والدعاء لهم بالصل ح والتوفيق ، فإن صلحهم صل ح‬ ‫جِ‬ ‫لرعيتهم ...(.‬ ‫1 تقدم تخريجه‬ ‫2 ينظر :)) تعظيم قدر الصلة (( للمردوزي ) 496/2( ، )) جاامع العلوم دوالحكم(( ) 1/ 222(.‬ ‫3 )) النتصاف (( نبهاامش )) الكاشف (( ) 4 /501 ، 601 (.‬ ‫4 ينظر :)) شلـرح صحيح امسلم (( للنودوي ) 2 / 83( ، جاامع العلوم دوالحكم (( ) 1 /322 ( .‬ ‫5 ينظر : )) امجموع الفتادوى (( ) 53 / 5 ، 6 ، 9 ، 11 ( .‬ ‫6 )) السنة (( للخلل ) ص : 611 ( .‬
  • 13. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه ال : ) رمن رمقتضى البيعة النصح لولى‬ ‫الرمر ، ورمن النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصل ح النية والعمل وصل ح البطانة‬ ‫(.‬ ‫الفائد ة الثالثة : أن الدعاء لولي الرمر رمن علرمات أهل السنة والجماعة فالذي يدعو‬ ‫لولي أرمره ، رمتسم بسمة رمن سمات أهل السنة والجماعة ،‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫قال الرمام أبو رمحمد البربهاري رحمه ال : ) وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫فاعلم أنه صاحب هوى ، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصل ح ، فاعلم أنه صاحب‬ ‫جِ‬ ‫سنة إن شاء ال (1.‬ ‫وقال الرمام الجري رحمه ال ) ت 063 هـ( : ) قد ذكرت رمن التحذير عن رمذاهب‬ ‫ُ‬ ‫جِ‬ ‫الخوارج رما فيه بل غ لمن عصمه ال عزوجل الكريم عن رمذهب الخوارج ، ولم بر‬ ‫رأيهم ، وصبر على جور الئمة وحيف الرمراء ولم يخرج عليهم بسيفه ، وسأل ال‬ ‫َ ملْ‬ ‫العظيم أن يكشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين ، ودعا للول ة بالصل ح ، وحج رمعهم‬ ‫، وجاهد رمعهم كل عدو للمسلمين ، وصلى خلفهم الجمعة والعيدين ، ... فمن كان هذا‬ ‫وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء ال‬ ‫جِ‬ ‫تعالى (2 .‬ ‫ ً‬ ‫الفائد ة الرابعة : أن في هذا الدعاء تصديقا لمبدأ السمع والطاعة ، وتأكيدا له ، وإعلنا‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫به ، ولهذا حين اقتحم رجال الخليفة المتوكل على الرمام أحمد بيته- على إثر وشاية –‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫كان فيما قال لهم رحمه ال : )... إني لرى طاعة أرمير المؤرمنين في السر والعلنية ،‬ ‫جِ‬ ‫وفي عسري ويسري ، ورمنشطي ورمكرهي ، وأثر ة علي . وإني لدعو له بالتسديد‬ ‫جِ‬ ‫والتوفيق ، في الليل والنهار ...( 3.‬ ‫ففي قول الرمام أحمد : )) وإني لدعو له ...( تأكيد لما يعتقده رمن السمع والطاعة‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫وإقرار به ، ولهذا ؛ خلى سبيله رجال الخليفة.‬ ‫َّ‬ ‫جِ‬ ‫الفائد ة الخارمسة: أن الدعاء لولي الرمر عائد نفعه الكبر إلى الرعية أنفسهم ، فإن ولي‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫الرمر إذا صلح ، صلحت الرعية ، واستقارمت أحوالها ، وهنئ عيشها.‬ ‫جِ‬ ‫أخرج البخاري في صحيحه عن قيس بن أبي حازم أن ارمرأ ة سألت أبي بكر الصديق‬ ‫‪ ‬فقالت : رما بقاؤنا على هذا الرمر الصالح الذي جاء ال به بعد الجاهلية ؟ فقال أبو‬ ‫4‬ ‫بكر : ) بقاؤكم عليه رما استقارمت بكم أئمتكم (‬ ‫1 )) شرح السنة (( ) 611( .‬ ‫2 الشريعة ص : 64 .‬ ‫3 ))البداية دوالنهاية(( ) 01 / 733 (‬ ‫4 )) صحيح البخاري(( ) 3/ 15 ( ) 4383(.‬
  • 14. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫قال ابن حجر رحمه ال :) أي : لن الناس على دين رملوكهم ، فمن حاد رمن الئمة عن‬ ‫الحال ، رمال وأرمال (5.‬ ‫وكان عمر بن الخطاب رضي ال عنه يقول : )اعلموا أن الناس لن يزالوا بخير ، رما‬ ‫استقارمت لهم ولتهم وهداتهم ( 2.‬ ‫ُ‬ ‫وقال القاسم بن رمخيمر ة ) ت سنة 001 هـ( رحمه ال : ) إنما زرمانكم سلطانكم فإذا‬ ‫جِ‬ ‫3‬ ‫صلح سلطانكم صلح زرمانكم ، و إذا فسد سلطانكم فسد زرمانكم( .‬ ‫جِ‬ ‫وقال ابن المنير رحمه ال :) نقل عن بعض السلف أنه دعا لسلطان ظالم ، فقيل له :‬ ‫ُ‬ ‫أتدعو له وهو ظالم ؟ فقال :إي وال أدعو له ، إن رما يدفع ال ببقائه ، أعظم رمما يندفع‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫بزواله. – قال ابن المنير – ل سيما إذا ضمن ذلك الدعاء بصلحه وسداده‬ ‫جِ ُ ِّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫وتوفيقه(4.‬ ‫ل ٌ‬ ‫ولقد سئل الفضيل بن عياض – رحمه ال – حين سمع يقول : ) لو كانت لي دعو ة‬ ‫رمستجابة رما جعلتها إل في السلطان( فقيل له : يا أبا علي فسر لنا هذا ، فقال :) إذا‬ ‫َ ِّ‬ ‫جِ‬ ‫5‬ ‫ُ‬ ‫جعلتها في نفسي لم تعدني .وإذا جعلتها في السلطان َلح فصلح بصلحه العباد‬ ‫ََ‬ ‫صَ‬ ‫جِ‬ ‫َ ملْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫6‬ ‫والبلد ( .‬ ‫7‬ ‫وفي بعض الروايات :) لنه إذا صلح الرمام أرمن البلد والعباد( .‬ ‫ُ‬ ‫جِ َ جِ‬ ‫جِ‬ ‫وجاءت هذه الجابة أكثر تفصيل عند أبي نعيم في )) الحلية (( ،إذ قال الفضيل :) أرما‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫صل ح البلد ، فإذا أرمن الناس ظلم الرمام عمروا الخرابات ، ونزلوا الرض ، وأرما‬ ‫ََ‬ ‫جِ‬ ‫جِ‬ ‫العباد فينظر إلى قوم رمن أهل الجهل ، فيقول : قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب رما‬ ‫جِ‬ ‫ينفعهم رمن تعلم القرآن وغيره ، فيجمعهم في دار ، خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقول‬ ‫للرجل : لك رما يصلحك ، وعلم هؤلء أرمر دينهم ، وانظر رما أخرج ال عزوجل رمن‬ ‫فيئهم رمما يزكي الرض ، فرده عليهم . قال – أي الفضيل - : فكان صل ح العباد والبلد‬ ‫ُ‬ ‫(8.‬ ‫ولقد راقت هذه الكلمات الرمام عبد ال بن المبارك رحمه ال ، وأعجبه هذا الفق ُ‬ ‫ه‬ ‫جِ‬ ‫ملْ‬ ‫9‬ ‫والستنباط ، فقبل جبهة الفضيل وقال له : ) يا رمعلم الخير ، رمن يحسن هذا غيرك؟( .‬ ‫َ ملْ‬ ‫ِّ‬ ‫5 )) وفتح الباري(( ) 7 /781(‬ ‫2 ردواه البيهقي وفي ))السنن الكبرى(( )8 /261 ( دوإسناده صحيح قاله السخادوي وفي ))تخريج أكحاديث العادلين(( ) ص‬ ‫ّلِ‬ ‫: 97 (‬ ‫3 ردواه البيهقي وفي ))السنن الكبرى(( )261/2 ، 361( دو)) شعب اليمان (( ) 6/ 24( .‬ ‫ّلِ‬ ‫4 )) النتصاف (( نبهاامش )) الكاشف (( ) 4 /601(.‬ ‫5 أي : لم تجادوزني.‬ ‫6 ردواه البرنبهاري وفي )) شرح السنة(( )ص : 611 ، 711 ( دوأنبو نعيم وفي )) الحلية (( )8 / 19 ، 29 ( دوإسناده‬ ‫صحيح .‬ ‫7 )) شرح أصول اعتقاد أهل السنة دوالجماعة(( لللكائي ) 2/ 791(‬ ‫8 )) كحلية الدولياء (( ) 8 / 19 ، 29 (.‬ ‫9 )) كحلية الدولياء (( ) 8 / 19 ، 29 ( ، ))شرح أصول اعتقاد أهل السنة (( ) 2 / 791 ( ، )) تخريج أكحاديث‬ ‫العادلين (( ) ص : 09 ، 19 (.‬
  • 15. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫قال الحافظ ابن عبد البر رحمه ال :‬ ‫) أنشدني أحمد بن عمر بن عبد ال لنفسه في قصيد ة له :‬ ‫للول ة الرؤســـاء‬ ‫نسأل ال صلحــــا‬ ‫نيا صل ح الرمـراء‬ ‫جِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫فصل ح الدين والـــد‬ ‫ِّ‬ ‫1‬ ‫جِ‬ ‫على بعد الـتنـاء‬ ‫ُ ملْ‬ ‫ملْ ُ َّ ُ‬ ‫فبهم يلتئم الشمـل‬ ‫2‬ ‫ ً‬ ‫في رمواطين العناء‬ ‫وهم المغنون عنــــا‬ ‫ُ ملْ ُ‬ ‫أقول : فليتأرمل المتأرملون ؛ كم ضيع كثر رمن الناس على أنفسهم رمن الخير ، بتركهم‬ ‫َّ‬ ‫الدعاء لول ة أرمورهم.‬ ‫َ‬ ‫الفائد ة السادسة: أن ولي الرمر إذا بلغه أن الرعية تدعو له ، فإنه يسر بذلك غاية‬ ‫جِ ُ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫جِ‬ ‫َّ‬ ‫السرور ، ويدعوه ذلك إلى رمحبتهم ورفع المؤن ونـحوها عنهم ، ول يزال يبحث عما‬ ‫َّ‬ ‫جِ‬ ‫فيه سعاتهم ، وربما بادلهم الدعاء بالدعاء.‬ ‫ورمما يذكر ههنا رما رواه عبد ال بن الرمام أحمد في )) السنة(( رمن خبر والده حين‬ ‫جِ‬ ‫كتب كتابا أجاب فيه عن الخليفة المتوكل عن رمسألة القرآن ، وكانت رمسألة رمعرفة ل‬ ‫رمسألة ارمتحان .قال عبد ال : فلما كتب أبي الجواب ، أرمرنا بعرضه على عبيد ال بن‬ ‫َ َ َ ملْ‬ ‫يحيى بن خاقان وزير المتوكل .‬ ‫وظاهر أن الرمام أحمد يستشير هذا الوزير في أسلوب الخطاب ورما يناسب الخليفة ، ل‬ ‫جِ‬ ‫رمضمونه ، وحسنا فعل ، فإن الوزراء أعرف رمن غيرهم بما يلئم نفوس رمستوزريهم.‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫جِ‬ ‫قال عبد ال : قال أبي : ) فإن أرمركم – أي ابن خاقان – أن تنقصوا رمنه شيئا ، فانقصوا‬ ‫َ ملْ ُ‬ ‫جِ‬ ‫له ، وإن زاد شيئا فردوه إلى حتى أعرف ذلك (.‬ ‫ُ ُّ جِ َّ‬ ‫جِ‬ ‫فلما وقف ابن خاقان على الجواب ، بادر قائل : ) يحتاج أن يزاد فيه دعاء للخليفة فإنه‬ ‫جِ‬ ‫ل ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫يسر بذلك ..(.‬ ‫ُ ُّ‬ ‫فأخبر هذا الوزير بما يبهج الخليفة ويدخل السرور على نفسه ، ولهذا استجاب الرمام‬ ‫جِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫أحمد لرأيه ، وضمن جوابه جمل رمن الدعاء ، كقوله :)إني أسأل ال عزوجل أن يديم‬ ‫جِ‬ ‫َّ‬ ‫3‬ ‫توفيق أرمير المؤرمنين ، أعزه ال بتأييده ...( .‬ ‫َ‬ ‫ونـحن نسأل ال بأسمائه وصفاته ، أن يصلح ول ة أرمر المسلمين ، وأن يأخذ بأيديهم‬ ‫إلى الحق ، كما نسأله سبحانه التوفيق ، ونعوذ به رمن الخذلن و اتباع الهوى ، و هذا‬ ‫جِ‬ ‫آخر رما تيسر إيراده‬ ‫جِ‬ ‫وصلى ال وسلم على رمحمد وعلى آله وصحبه وسلم.‬ ‫1 أي المكان‬ ‫2 )) جاامع نبيان العلم(( ) 1/ 246(.‬ ‫3 )) السنة(( لعبد ال نبن الامام أكحمد ) 1 / 331، 431 (.‬ ‫ّلِ‬
  • 16. ‫الدعاء لول ة الرمر‬ ‫1‬ ‫6‬ ‫الفهرس‬ ‫الاماامة......................................................................................................................................3‬ ‫السمع دوالطاعة ............................................................................................................................4‬ ‫النهي عن سب الامراء دوالصبر على جورهم........................................................................................5‬ ‫النصيحة ...................................................................................................................................6‬ ‫الدعاء لولة الامر.........................................................................................................................9‬ ‫امن وفوائد الدعاء لولة الامر...........................................................................................................21‬ ‫الفهرس ...................................................................................................................................61‬