SlideShare a Scribd company logo
1 of 120
Download to read offline
©Copyright and distribution rights reserved
‫األولى‬ ‫النسخة‬
‫سلسلة‬ ‫من‬
‫كتب‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
١٤٤٤
/ ‫هـــ‬
٢٠٢٣
‫م‬
ISBN: 979-8-21-568393-4
© ‫محفوظة‬ ‫والتوزيع‬ ‫النشر‬ ‫حقوق‬ ‫جميع‬
© ‫للنشر‬ ‫مبدع‬ ‫دار‬
+ : ‫هاتف‬
201018243643
DarMobd2
Emil :
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
1
‫بقلم‬
/
‫حاتم‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫غالف‬ ‫تصميم‬
‫عندنا‬ ‫غالفك‬ ‫فريق‬
‫إشراف‬
‫نجم‬ ‫عبدالعزيز‬ ‫محمد‬ ‫مصطفى‬ ‫والكاتب‬ ‫المهندس‬
‫وتوزيع‬ ‫نشر‬
© ‫اإللكتروني‬ ‫والتوزيع‬ ‫للنشر‬ ‫مبدع‬ ‫دار‬
__________________________________________
‫جميع‬
‫الدار‬ ‫لدى‬ ‫محفوظة‬ ‫الحقوق‬
©
‫أي‬ ‫و‬
‫اقتباس‬
‫او‬
‫أو‬ ‫تقليد‬
‫طبع‬
‫الكاتب‬ ‫أو‬ ‫الدار‬ ‫علم‬ ‫دون‬ ‫نشر‬ ‫أو‬
‫يعرض‬
‫القانونية‬ ‫للمسائلة‬ ‫صاحبه‬
.
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
2
‫من‬ ‫يخاف‬ ‫الذي‬ ‫الشخص‬ ‫ذلك‬ ‫يبهرني‬ ‫ا‬ً‫م‬‫(دائ‬
)‫اآلخرين‬ ‫قلوب‬ ‫في‬ ‫كلماته‬ ‫أثر‬
‫خليل‬ ‫جبران‬
‫جبران‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
3
‫جبر‬ ‫من‬ ‫وأعظم‬ ‫أجل‬ ‫عبادة‬ ‫رأيت‬ ‫(ما‬
)‫الخواطر‬
‫الثوري‬ ‫سفيان‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
4
ً‫ن‬‫(أحيا‬
‫عمر‬ ‫ثمنها‬ ‫يكون‬ ‫الكلمات‬ ‫بعض‬ ‫ا‬
‫أو‬ ‫بخير‬ ‫فانطق‬ ،‫لغيرك‬ ‫األلم‬ ‫من‬ ‫كامل‬
)‫بالسكوت‬ ‫تجمل‬
‫قباني‬ ‫نزار‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
5
‫مقدمة‬
‫يكسو‬ ‫النور‬ ‫كان‬
‫وجهه‬ ‫في‬ ‫اإلشراق‬ ‫ويتألأل‬ ‫جبينه‬
،
‫تشع‬ ‫الربانية‬ ‫ومالمحه‬
ً‫ووقار‬ ‫سكينة‬
‫ا‬
،
‫أفئدتنا‬ ‫تريح‬
،
،‫جناننا‬ ‫وتزكي‬
‫مأخوذين‬ ‫نجلس‬ ‫حوله‬ ‫نا‬ُ‫ك‬‫و‬
‫مبهورين‬
‫وصدورنا‬ ،‫المشتاقة‬ ‫نفوسنا‬ ‫فيمتع‬ ‫العذب‬ ‫حديثه‬ ‫علينا‬ ‫فينساب‬ ،
،‫الملتاعة‬
‫ثم‬
‫حماسه‬ ‫بنا‬ ‫يهدر‬
،
‫حينما‬
‫ثورته‬ ‫فتيل‬ ‫يشتعل‬
،
‫سمته‬ ‫عن‬ ‫ويخرج‬
‫وجهه‬ ‫فيحمر‬ ‫الهادئ‬
،
‫كلماته‬ ‫وتنفعل‬ ،‫صوته‬ ‫ويزمجر‬
،
‫و‬
‫هو‬
‫بقبضته‬ ‫يضرب‬
ً‫ال‬‫قائ‬ ‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫ويصيح‬ ،‫منضدته‬ ‫على‬ ‫القوية‬
:
‫خلق‬ ‫وبدون‬ ‫دين‬ ‫بدون‬ ‫اإلنسان‬ ‫"إن‬
"‫األرض‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫وحش‬ ‫أقذر‬ ‫هو‬ ..
‫هللا‬ ‫رحمه‬ )‫أيوب‬ ‫(حسن‬ ‫الشيخ‬ ‫فضيلة‬ ‫الكبير‬ ‫العالمة‬ ‫شيخنا‬ ‫هو‬ ‫ذلكم‬
،
‫وجعل‬
.‫مثواه‬ ‫الجنة‬
ُ‫ح‬ ‫أناس‬ ‫من‬ ‫كم‬ ‫بل‬ ،‫الغاضب‬ ‫الشيخ‬ ‫مقولة‬ ‫صدقت‬ ‫نماذج‬ ‫من‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫وكم‬
‫سبوا‬
‫البشر‬ ‫على‬
،
‫وم‬
‫عليهم‬ ً‫ا‬‫وجحيم‬ ‫لعنة‬ ‫إال‬ ‫كانوا‬ ‫ا‬
،
‫لبان‬ ‫من‬ ‫رضعوا‬ ‫وكأنما‬
‫قدت‬ ‫كأنما‬ ‫بل‬ ،‫المفترسة‬ ‫الوحوش‬
‫الصماء‬ ‫الصخور‬ ‫من‬ ‫القاسية‬ ‫قلوبهم‬
،
‫ولكن‬
‫بالحيوان‬ ‫يفعل‬ ‫لم‬ ‫الحيوان‬
،
‫اإلنسان‬ ‫بأخيه‬ ‫اإلنسان‬ ‫فعل‬ ‫ما‬
‫الحجارة‬ ‫وكذلك‬ ،
ُ‫ق‬َّ‫ق‬َّ‫ش‬َ‫ي‬ ‫ا‬َ‫م‬َ‫ل‬ ‫ا‬َ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ َّ‫ن‬ِ‫إ‬ َ‫و‬ ُ‫ار‬َ‫ه‬ْ‫ن‬َ‫أل‬‫ا‬ ُ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ ُ‫ر‬َّ‫ج‬َ‫ف‬َ‫ت‬َ‫ي‬ ‫ا‬َ‫م‬" ‫منها‬ ‫بأن‬ ‫سبحانه‬ ‫ربنا‬ ‫أخبر‬ ‫ما‬ ‫حسب‬
"ِ ‫ه‬
‫ّللا‬ ِ‫ة‬َ‫ي‬ْ‫ش‬َ‫خ‬ ْ‫ن‬ِ‫م‬ ُ‫ط‬ِ‫ب‬ْ‫ه‬َ‫ي‬ ‫ا‬َ‫م‬َ‫ل‬ ‫ا‬َ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ َّ‫ن‬ِ‫إ‬ َ‫و‬ ‫اء‬َ‫م‬ْ‫ال‬ ُ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ ُ‫ج‬ُ‫ر‬ْ‫خ‬َ‫ي‬َ‫ف‬
1
‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يوم‬ ‫الناس‬ ‫حياة‬ ‫أسوأ‬ ‫ما‬
‫و‬ ،‫والرحمة‬ ‫اإلحساس‬ ‫يفقد‬ ‫من‬ ‫فيهم‬
‫ينزع‬
‫من‬
‫والمشاعر‬ ‫العاطفة‬ ‫جذور‬ ‫نفسه‬
،
،‫الغابة‬ ‫حياة‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫حظ‬ ‫أتعس‬ ‫بهذا‬ ‫تكون‬ ‫إنها‬
، ‫غاشم‬ ‫قانون‬ ‫ويظللها‬ ،‫والحذر‬ ‫والخوف‬ ‫بالرعب‬ ‫جنباتها‬ ‫تمتلئ‬ ‫التي‬
‫وأخالق‬
1
-
: ‫البقرة‬
74
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
6
‫ف‬ ،‫ظالمة‬ ‫وحشية‬
‫على‬ ‫فيها‬ ‫الكبير‬ ‫ويطغى‬ ،‫الضعيف‬ ‫فيها‬ ‫القوي‬ ‫يفترس‬
‫اإلنسان‬ ‫برهن‬ ‫لقد‬ ..‫الصغير‬
‫كبيرة‬ ‫غابة‬ ‫إال‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ‫حياته‬ ‫أن‬
،
ً‫ال‬‫دو‬ ‫رأينا‬ ‫فكم‬
‫تط‬
‫أ‬ ‫على‬ ‫تجور‬ ً‫ا‬‫وأمم‬ ،‫دول‬ ‫على‬ ‫غى‬
‫مم‬
.‫إذاللها‬ ‫في‬ ‫رغبة‬ ‫أو‬ ‫فيها‬ ً‫ا‬‫طمع‬
‫االستعم‬ ‫وهذا‬
‫القيم‬ ‫أمة‬ ‫من‬ ‫غفلة‬ ‫وفي‬ ‫الغاشم‬ ‫ار‬
‫ا‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ‫وغرب‬ ‫شرق‬ ،
،‫لدنيا‬
‫ويقتل‬ ‫ويستعبد‬ ‫وينهب‬ ‫يسرق‬
،
‫والغرب‬ ‫أمريكا‬ ‫في‬ ‫لألجيال‬ ‫كيف‬ ‫أعرف‬ ‫وال‬
،
ِ‫ب‬‫بال‬ ‫حياتها‬ ‫تستقبل‬ ‫أن‬
‫يئن‬ ‫أجدادهم‬ ‫وتاريخ‬ ،‫والسعادة‬ ‫شر‬
‫بمخاز‬
‫العالم‬ ‫يعرف‬ ‫لم‬
!‫البشرية؟‬ ‫حق‬ ‫في‬ ‫والوحشية‬ ‫القسوة‬ ‫في‬ ‫لها‬ ً‫ال‬‫مثي‬
‫حولنا‬ ‫من‬ ‫الحياة‬ ‫وتستمر‬
،
‫فهل‬ ،‫وحريته‬ ‫اإلنسان‬ ‫بحقوق‬ ‫النداءات‬ ‫وتتصاعد‬
‫وظلمهم؟‬ ‫طمعهم‬ ‫عن‬ ‫الكبراء‬ ‫توقف‬ ‫هذا‬ ‫رغم‬
‫وهكذا‬ ، ‫والفقراء‬ ‫الضعفاء‬ ‫بدماء‬ ‫إال‬ ‫سعاره‬ ‫يسكن‬ ‫ال‬ ‫مسعور‬ ‫وحش‬ ‫طمعهم‬ ‫إن‬
‫المشاعر‬ ‫من‬ ‫تجردوا‬ ‫الذين‬ ‫البغاة‬ ‫هؤالء‬ ‫يقودها‬ ‫أن‬ ‫البئيسة‬ ‫لإلنسانية‬ ‫قدر‬
‫الشوق‬ ‫ويتحرانا‬ ،‫األمل‬ ‫يحدونا‬ ‫ومازال‬ .‫اإلحساس‬ ‫من‬ ‫أنفسهم‬ ‫وسلخوا‬
‫الحرية‬ ‫إقامة‬ ‫في‬ ‫مثله‬ ‫الدنيا‬ ‫عرفت‬ ‫ما‬ ‫الذي‬ ،‫العظيم‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫أوبة‬ ‫منتظرين‬
‫والمساوة‬ ‫والعدل‬
،
‫فواسى‬ ،‫اإلنسان‬ ‫بأخيه‬ ‫اإلنسان‬ ‫إحساس‬ ‫على‬ ‫قام‬ ‫دين‬
‫الضعيف‬
‫والكبير‬ ‫المسكين‬ ‫ورحم‬ ،‫والمريض‬
،
‫بالرحمة‬ ً‫ا‬‫مليئ‬ ً‫ا‬‫ذاخر‬ ً‫ا‬‫تراث‬ ‫وقدم‬
.‫واإلشفاق‬
‫والمش‬ ‫اإلحساس‬ ‫من‬ ‫يتجرد‬ ‫حينما‬ ‫المرء‬ ‫قيمة‬ ‫ما‬
‫ال‬ ..‫حوله‬ ‫بمن‬ ‫يشعر‬ ‫فال‬ ‫اعر‬
‫ي‬
‫بالي‬
‫يجزع‬ ‫أو‬ ‫آلهاتهم‬ ‫يئن‬ ‫أو‬ ‫آلالمهم‬
‫لألوائهم‬
،‫جفونهم‬ ‫دمع‬ ‫يضنيه‬ ‫أو‬ ‫؛‬
.‫حياتهم‬ ‫ضنك‬ ‫ويسوؤه‬
‫ما‬
‫اإلنسان‬ ‫هذا‬ ‫قيمة‬
‫ُب‬‫ي‬ ‫ال‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫يعيش‬ ‫الذي‬
‫صر‬
‫الناس‬ ‫أحوال‬
،
‫الذي‬ ‫ما‬
‫الباردة‬ ‫الصماء‬ ‫الحجارة‬ ‫تلك‬ ‫عن‬ ‫يميزه‬
،
.‫وجدان‬ ‫وال‬ ‫فيها‬ ‫روح‬ ‫ال‬ ‫التي‬
‫ونسعى‬ ‫الخير‬ ‫ونبذل‬ ،‫حولنا‬ ‫من‬ ‫بالناس‬ ‫ونشعر‬ ،‫لغيرنا‬ ‫نعيش‬ ‫أن‬ ‫اإلسالم‬ ‫علمنا‬
.‫والسرور‬ ‫الفرح‬ ‫ويمنحهم‬ ،‫البشر‬ ‫يسعد‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫والحرص‬ ..‫لتقديمه‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
7
‫ا‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫أخي‬ ‫يا‬ ‫اإلحساس‬ ‫إنه‬
‫اإل‬ ‫يغرسها‬ ‫التي‬ ‫القيمة‬ ‫تلك‬ ‫لمسلم‬
‫في‬ ‫سالم‬
‫أتباعه‬
،
‫يواف‬ ‫حتى‬ ،‫وشؤونها‬ ‫حياتك‬ ‫مظاهر‬ ‫كل‬ ‫حياتهم‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫فيتحركون‬
‫ق‬
‫عليها‬ ‫خلق‬ ‫التي‬ ‫اإلنسان‬ ‫فطرة‬
،
‫هللا‬ ‫ميز‬ ‫مما‬ ‫القيمة‬ ‫فهذه‬
‫البشر‬ ‫بها‬
،
‫لها‬ ‫تنكر‬ ‫فإذا‬
.‫والجمادية‬ ‫الحيوانية‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسانية‬ ‫مسار‬ ‫عن‬ ‫انحراف‬ ‫فهو‬ ‫أحدهم‬
‫فقيم‬
‫شعورك‬ ‫في‬ ‫وميزتك‬ ،‫إحساسك‬ ‫في‬ ‫تك‬
،
‫فال‬ ،‫السمة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫تتجرد‬ ‫أن‬ ‫ويوم‬
‫على‬ ‫آفة‬ ‫هو‬ ،‫شعور‬ ‫وبال‬ ‫إحساس‬ ‫بال‬ ‫فإنسان‬ ،‫اآلدمية‬ ‫أو‬ ‫لإلنسانية‬ ‫فيك‬ ‫معنى‬
.‫األرض‬ ‫هذه‬
‫من‬ ‫مجرد‬ ‫وقلبه‬ ،‫حساس‬ ‫ليس‬ ‫ألنه‬ ‫هذا‬ ‫كل‬
‫إليه‬ ‫الرحمة‬ ‫تعرف‬ ‫وال‬ ،‫الشعور‬
.ً‫ا‬‫طريق‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
8
‫باآلخرين‬ ‫الشعور‬
‫من‬ ‫مسنة‬ ‫امرأة‬ ‫فقررت‬ ،‫المتوسط‬ ‫األبيض‬ ‫البحر‬ ‫في‬ ‫المهاجرين‬ ‫قوارب‬ ‫غرقت‬
‫الضواحي‬ ‫إحدى‬ ‫في‬ ‫منزلها‬ ‫من‬ ‫تنتقل‬ ‫أن‬ ‫إيطاليا‬ ‫شمال‬
،
‫لهؤالء‬ ‫المجال‬ ‫لتفسح‬
‫بغرق‬ ‫تأثرت‬ ‫ألنها‬ ،‫فيه‬ ‫يقيموا‬ ‫حتى‬ ‫الالجئين‬
ً‫ا‬‫كبير‬ ً‫ا‬‫تأثر‬ ‫وتشردهم‬ ‫قواربهم‬
،
‫وذ‬
:)‫فينيتو‬ ‫ديل‬ ‫كورييري‬ ‫صحيفة‬ ‫كرت‬
‫أ‬
‫من‬ ‫تبلغ‬ ‫والتي‬ )‫جامباتو‬ ‫(مارا‬ ‫ن‬
‫العمر‬
90
ً‫ا‬‫عام‬
،
‫بالحادث‬ ‫علمها‬ ‫بعد‬ ‫هكذا‬ ‫تصرفت‬
،
‫أن‬ ‫يفترض‬ ‫والذي‬
800
‫على‬ ،)‫(روبانو‬ ‫في‬ ‫السابق‬ ‫مسكنها‬ ‫العجوز‬ ‫وغادرت‬ ،‫فيه‬ ‫حتفهم‬ ‫لقوا‬ ‫مهاجر‬
‫تاركة‬ ،‫المدينة‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫تمتلكها‬ ‫أخرى‬ ‫شقة‬ ‫إلى‬ ‫وانتقلت‬ ،)‫(بادوا‬ ‫مشارف‬
‫مسكنها‬
‫الستضافة‬ ‫استخدامه‬ ‫ليتم‬ ،‫خيرية‬ ‫لجمعية‬
10
‫من‬ ‫اللجوء‬ ‫طالبي‬ ‫من‬
‫للصحيفة‬ ،‫المرأة‬ ‫أقارب‬ ‫أحد‬ ‫وهو‬ )‫فينتورا‬ ‫(سيرجيو‬ ‫وقال‬ ،‫بيساو‬ ‫وغينيا‬ ‫غامبيا‬
‫الـ‬ ‫األشخاص‬ ‫هؤالء‬ ‫عن‬ ‫التلفزيون‬ ‫في‬ ‫سمعت‬ ‫عندما‬ :
800
‫حتفهم‬ ‫لقوا‬ ‫الذين‬
‫تفعل‬ ‫أن‬ ‫قررت‬ ،‫العامة‬ ‫والمؤسسات‬ ‫الدولة‬ ‫عجز‬ ‫شاهدت‬ ‫وعندما‬ ،‫البحر‬ ‫في‬
.‫شيئا‬
‫عن‬ ‫تتخلى‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫لها‬ ‫باعث‬ ‫أقوى‬ ‫وهو‬ ،‫أرذله‬ ‫العمر‬ ‫من‬ ‫تبلغ‬ ‫المرأة‬ ‫إن‬
،‫األثرة‬
‫و‬
‫تقم‬ ‫لم‬ ‫لو‬ ‫فيه‬ ‫تعذر‬
‫واإلنساني‬ ‫المجتمعي‬ ‫بدورها‬
،
‫في‬ ‫طاعنة‬ ‫أنها‬ ‫بحجة‬
‫ال‬ ‫لها‬ ‫ويقدم‬ ‫يرعاها‬ ‫من‬ ‫وتحتاج‬ ‫السن‬
‫مساعدة‬
،
‫و‬ ،‫ذلك‬ ‫تفعل‬ ‫لم‬ ‫لكنها‬
‫بهذا‬ ‫بادرت‬
‫المحتاجين‬ ‫باآلخرين‬ ‫والشعور‬ ‫اإلنسانية‬ ‫شعلة‬ ‫ألن‬ ‫الرائع؛‬ ‫العمل‬
،
‫متقدة‬ ‫كانت‬
‫في‬
‫ضمير‬
‫ها‬
‫الحي‬
!.
‫المسلم‬ ‫أما‬
..
‫ي‬ ‫أن‬ ‫يعقل‬ ‫فال‬
‫رى‬
‫البالء‬
‫يصيب‬
‫حوله‬ ‫المؤمنين‬
،
‫فاتر‬ ‫بقلب‬ ‫فيقابلهم‬
‫باردة‬ ‫وعاطفة‬
‫بهم‬ ‫المصائب‬ ‫تنزل‬ ‫أن‬ ‫يعقل‬ ‫وال‬ !.
،
‫متب‬ ‫فيقف‬
‫من‬ ‫ًا‬‫د‬‫مجر‬ ً‫ا‬‫لد‬
‫والشعور‬ ‫الحس‬
،
‫صلى‬ ‫الرسول‬ ‫وصفهم‬ ‫ممن‬ ‫ليس‬ ‫شك‬ ‫ال‬ ‫فهو‬ ‫كذلك‬ ‫كان‬ ‫ومن‬
،‫الجسد‬ ‫من‬ ‫الرأس‬ ‫بمنزلة‬ ‫اإليمان‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫المؤمن‬ ‫"إن‬ : ‫بقوله‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬
"‫الرأس‬ ‫في‬ ‫لما‬ ‫الجسد‬ ‫يألم‬ ‫كما‬ ‫اإليمان‬ ‫ألهل‬ ‫المؤمن‬ ‫يألم‬
1
1
-
‫مسنده‬ ‫في‬ ‫أحمد‬ ‫رواه‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
9
ً‫ا‬‫أيض‬ ‫وقال‬
‫الجسد‬ ‫سائر‬ ‫له‬ ‫تداعى‬ ‫رأسه‬ ‫اشتكى‬ ‫إن‬ ‫واحد‬ ‫كرجل‬ ‫"المؤمنون‬ :
"‫والسهر‬ ‫بالحمى‬
1
‫المؤمنين‬ ‫صورة‬ ‫هي‬ ‫هذه‬
،
ً‫ا‬‫بعض‬ ‫بعضهم‬ ‫يرحم‬
،
..‫بعض‬ ‫بآالم‬ ‫بعضهم‬ ‫ويشعر‬
‫ا‬ ْ‫و‬َ‫ص‬‫ا‬ َ‫َو‬‫ت‬ َ‫و‬ ِ
‫ْر‬‫ب‬َّ‫ص‬‫ال‬ِ‫ب‬ ‫ا‬ ْ‫و‬َ‫ص‬‫ا‬ َ‫َو‬‫ت‬ َ‫و‬ ‫وا‬ُ‫ن‬َ‫م‬‫آ‬ َ‫ِين‬‫ذ‬َّ‫ال‬ َ‫مِن‬ َ‫ان‬َ‫ك‬ َّ‫م‬ُ‫ث‬ " : ‫عنهم‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫قال‬ ‫لقد‬
"ِ‫ة‬َ‫م‬َ‫ح‬ ْ‫ر‬َ‫م‬ْ‫ال‬ِ‫ب‬
2
‫الطبري‬ ‫قال‬
.‫الناس‬ ‫مرحمة‬ ‫أي‬ :
‫المجتمعات‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫في‬ ‫اليوم‬ ‫الحياة‬ ‫إن‬
،
‫اإل‬ ‫من‬ ‫تجعل‬ ‫أن‬ ‫استطاعت‬
ً‫ا‬‫أناني‬ ‫نسان‬
‫ذات‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫يفكر‬ ‫ال‬
‫ه‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫فإنه‬ ،‫واآلهات‬ ‫باآلالم‬ ‫حوله‬ ‫الناس‬ ‫ضج‬ ‫ومهما‬ ،
‫لتفت‬
‫آل‬
‫الدين‬ ‫قيم‬ ‫من‬ ‫واالنسالخ‬ ،‫المبين‬ ‫الخسران‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ، ‫المهم‬
‫صلى‬ ‫قال‬ ‫وقد‬ ،
:‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬
"
"‫شقي‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫الرحمة‬ ‫تنزع‬ ‫ال‬
3
.‫اليوم‬ ‫األشقياء‬ ‫أكثر‬ ‫فما‬
‫والمبت‬
‫ويسانده‬ ‫يواسيه‬ ‫من‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫لى‬
،
‫يأكله‬ ‫المصاب‬ ‫فإن‬
،
‫يقضي‬ ‫والهم‬
ً‫ب‬‫قري‬ ‫هللا‬ ‫كان‬ ‫كلما‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫قريب‬ ‫كنت‬ ‫وكلما‬ ،‫عليه‬
‫منك‬ ‫ا‬
‫في‬ ‫زدت‬ ‫وكلما‬ ،
‫نفعهم‬
،
‫أن‬ ‫يعقل‬ ‫وال‬ ..‫لك‬ ‫حبه‬ ‫زاد‬ ‫كلما‬ ‫برهم‬ ‫في‬ ‫زدت‬ ‫وكلما‬ ،‫هللا‬ ‫أحبك‬ ‫كلما‬
‫بهم‬ ‫لك‬ ‫شأن‬ ‫ال‬ ،‫خلقه‬ ‫تجاه‬ ‫جاف‬ ‫وقلبك‬ ،‫إليه‬ ‫وتتقرب‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫تطيع‬
،
‫وال‬
‫عالقة‬
‫تربطك‬
‫عزل‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ،‫بهمومهم‬
‫عنهم‬ ‫بجانبك‬ ‫وتنأى‬ ،‫مصائبهم‬ ‫عن‬ ‫ة‬
،
‫الط‬ ‫(علي‬ ‫الشيخ‬ ‫تأمله‬ ‫ما‬ ‫وهو‬
ً‫ا‬‫يوم‬ ‫نفسه‬ ‫في‬ ‫هللا‬ ‫رحمه‬ )‫نطاوي‬
‫حينما‬
‫قال‬
:
‫البارحة‬ ‫(نظرت‬
،
‫مريحة‬ ‫أريكة‬ ‫على‬ ‫وأنا‬ ،‫موقدة‬ ‫والنار‬ ‫دافئة‬ ‫الغرفة‬ ‫فإذا‬
‫أفكر‬ ،
‫ف‬ ‫أكتب‬ ‫موضوع‬ ‫في‬
‫واألوالد‬ ،‫مني‬ ‫قريب‬ ‫والهاتف‬ ،‫جانبي‬ ‫إلى‬ ‫والمصباح‬ ،‫ي‬
ً‫ف‬‫صو‬ ‫تعالج‬ ‫وأمهم‬ ،‫يكتبون‬
‫بصوت‬ ‫يهمس‬ ‫والراديو‬ ،‫وشربنا‬ ‫أكلنا‬ ‫وقد‬ ،‫تحيك‬ ‫ا‬
‫هادئ‬ ‫شيء‬ ‫وكل‬ ،‫خافت‬
‫وليس‬ ،
‫منه‬ ‫أشكو‬ ‫ما‬
،
‫عليه‬ ‫زيادة‬ ‫أطلب‬ ‫أو‬
.
‫ال‬ :‫فقلت‬
‫(الحمد‬ ‫أن‬ ‫فرأيت‬ ‫فكرت‬ ‫ثم‬ ،‫قلبي‬ ‫قرارة‬ ‫من‬ ‫أخرجتها‬ ، ‫هلل‬ ‫حمد‬
)
‫ليس‬
‫باللسان‬ ‫تقال‬ ‫كلمة‬
،
‫مرة‬ ‫ألف‬ ‫اللسان‬ ‫رددها‬ ‫ولو‬
‫النعم‬ ‫على‬ ‫الحمد‬ ‫ولكن‬ ،
،
‫أن‬
1
-
‫مسلم‬ ‫رواه‬
2
-
:‫البلد‬
17
3
-
‫داوود‬ ‫وأبو‬ ‫أحمد‬ ‫رواه‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
10
‫أن‬ ‫القوي‬ ‫وحمد‬ ،‫الفقراء‬ ‫يعطي‬ ‫أن‬ ‫الغني‬ ‫حمد‬ ،‫إليها‬ ‫المحتاج‬ ‫على‬ ‫منها‬ ‫تفيض‬
‫وحمد‬ ،‫الضعفاء‬ ‫يساعد‬
‫المرضى‬ ‫يعاون‬ ‫أن‬ ‫الصحيح‬
‫و‬ ،
‫في‬ ‫يعدل‬ ‫أن‬ ‫الحاكم‬ ‫حمد‬
‫المحكومين‬
‫النعم‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫هلل‬ ‫حامدا‬ ‫أكون‬ ‫فهل‬ ،
،
‫شبع‬ ‫في‬ ‫وأوالدي‬ ‫أنا‬ ‫كنت‬ ‫إذا‬
‫ودفء‬
،
‫يسألني‬ ‫لم‬ ‫جاري‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ،‫؟‬ ‫والبرد‬ ‫الجوع‬ ‫في‬ ‫وأوالده‬ ‫وجاري‬
،
‫أفال‬
"‫؟‬ ‫عنه‬ ‫أسأل‬ ‫أن‬ ‫أنا‬ ‫علي‬ ‫يجب‬
1
‫الرحيم‬ ‫المثل‬ ‫هذا‬ ‫أروع‬ ‫وما‬
،
‫صاحبه‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ٌ‫ل‬‫رج‬ ‫جاء‬ ‫حينما‬
،
‫بابه‬ ‫عليه‬ ‫فدق‬
،ٌ‫دين‬ ‫هي‬ ‫درهم‬ ‫أربعمائة‬ ‫ه‬‫ي‬‫عل‬ :‫فقال‬ ‫الساعة؟‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫بك‬ ‫جاء‬ ‫ما‬ :‫وقال‬ ‫فالتقاه‬
‫ودخل‬ ،‫إليه‬ ‫وأخرجها‬ ‫األربعمائة‬ ‫له‬ ‫فوزن‬
‫الرجل‬
‫امرأته‬ ‫فرأته‬ ،‫يبكي‬ ‫بيته‬
‫أن‬ ‫ظنت‬ ‫العطاء؟‬ ‫عليك‬ ‫شق‬ ‫إذ‬ ‫أعطيته‬ َ‫لم‬ :‫فقالت‬
‫إليه‬ ‫دفع‬ ‫ألنه‬ ً‫ا‬‫متحسر‬ ‫يبكي‬ ‫ه‬
‫هذ‬
‫المال‬ ‫ا‬
‫أبكي‬ ،‫مفاتحتي‬ ‫إلى‬ ‫احتاج‬ ‫حتى‬ ‫حاله‬ ‫أتفقد‬ ‫لم‬ ‫ألني‬ ‫أبكي‬ ‫إنما‬ :‫فقال‬ ،
!.‫يسأل‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫اضطررته‬ ‫ألني‬
! ‫القلب‬ ‫يقسو‬ ‫حينما‬
‫بعقوبة‬ ‫عبد‬ ‫رب‬ُ‫ض‬ ‫ما‬ :‫دينار‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫قال‬
،
‫غضب‬ ‫وما‬ ،‫قلب‬ ‫قسوة‬ ‫من‬ ‫أعظم‬
‫قوم‬ ‫على‬ َّ‫ل‬‫وج‬ َّ‫عز‬ ‫هللا‬
،
.‫الرحمة‬ ‫منهم‬ ‫نزع‬ ‫إال‬
،‫األمل‬ ‫وطول‬ ،‫العين‬ ‫وجمود‬ ،‫القلب‬ ‫قسوة‬ :‫الشقاوة‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫أربع‬ :‫وقال‬
‫الدنيا‬ ‫على‬ ‫والحرص‬
)
2
‫هللا‬ ‫عن‬ ‫والبعد‬ ‫القلب‬ ‫قسوة‬ ‫من‬ ‫أعظم‬ ‫بعقوبة‬ ‫عبد‬ ‫رب‬ُ‫ض‬ ‫(ما‬ :‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫وقال‬
)
‫قسوة‬ ‫فإنها‬ ‫القلب‬ ‫عقوبة‬ ‫إال‬ ،‫طهارة‬ ‫عقوبة‬ ‫(كل‬ :‫عبدهللا‬ ‫بن‬ ‫سهل‬ ‫وقال‬
)
‫بالد‬ ‫على‬ ‫القيم‬ ‫أمة‬ ‫من‬ ‫غفلة‬ ‫في‬ ‫القديم‬ ‫االستعمار‬ ‫تربع‬ ‫لقد‬
‫وينهب‬ ‫يسرق‬ ،‫الدنيا‬
‫الحياة‬ ‫وتستمر‬ ،‫ويقتل‬ ‫ويستعبد‬
،
،‫وحريته‬ ‫اإلنسان‬ ‫بحقوق‬ ‫النداءات‬ ‫وتتصاعد‬
‫ت‬ ‫هذا‬ ‫رغم‬ ‫فهل‬
‫وطغيانهم؟‬ ‫ظلمهم‬ ‫عن‬ ‫الكبراء‬ ‫وقف‬
‫تذخر‬ ‫مازالت‬ ‫فالحياة‬ ..‫ال‬
‫ومازالت‬ ،‫بأطماعهم‬
‫عصر‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫بأمثالهم‬ ‫تنضح‬ ‫األرض‬
،
‫لتشمل‬ ‫توسعت‬ ‫بل‬
1
-
‫الناس‬ ‫مع‬
–
‫الطنطاوي‬ ‫علي‬
2
-
‫نعيم‬ ‫ألبي‬ ‫األولياء‬ ‫حلية‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
11
‫و‬ ‫حكومات‬ ‫صورتها‬
‫الطمع‬ ‫يشحنها‬ ‫وجيوش‬ ‫ودول‬ ‫مجتمعات‬
‫بها‬ ‫ويشطح‬ ،
‫الجشع‬
،
‫الحقد‬ ‫ويحركها‬
،
‫فت‬
‫ع‬
‫ت‬
‫الصغيرة‬ ‫األمم‬ ‫على‬ ‫دى‬
،
‫األرواح‬ ‫تقتل‬
،
‫وتنتهك‬
‫الحرمات‬
،
‫وتنهب‬
‫وهكذا‬ ..‫الثروات‬
‫هؤالء‬ ‫يقودها‬ ‫أن‬ ‫البئيسة‬ ‫لإلنسانية‬ ‫قدر‬
‫البغاة‬
،
‫المشاعر‬ ‫من‬ ‫تجردوا‬ ‫الذين‬
،
.‫اإلحساس‬ ‫من‬ ‫أنفسهم‬ ‫وسلخوا‬
‫(محمود‬ ‫األكبر‬ ‫اإلمام‬ ‫ويتحدث‬
‫في‬ ‫هللا‬ ‫رحمه‬ )‫شلتوت‬
‫قسا‬ ‫إذا‬ ‫اإلنسان‬ ‫أما‬ ( :‫قول‬
‫قلبه‬
‫فقط‬ ‫لنفسه‬ ‫وعاش‬ ،‫نفسه‬ ‫والشهامة‬ ‫المروءة‬ ‫من‬ ‫وخلت‬ ،
،
‫بآالم‬ ‫يعبأ‬ ‫ال‬ ‫فإنه‬
‫وحش‬ ‫فذلك‬ ، ‫الويالت‬ ‫تخفيف‬ ‫في‬ ‫يشارك‬ ‫وال‬ ، ‫لمصائب‬ ‫يكترث‬ ‫وال‬ ، ‫الناس‬
!‫إنسان‬ ‫صورة‬ ‫في‬ ‫ضار‬
، ‫الفقر‬ ‫ضحايا‬ ‫من‬ ‫ضحية‬ ‫وال‬ ، ‫البؤس‬ ‫منظر‬ ‫نفسه‬ ‫في‬ ‫يؤثر‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬ ‫إن‬
‫الجامد‬ ‫الصلب‬ ‫من‬ ‫وصيغت‬ ، ‫قلبه‬ ‫الصلد‬ ‫الحجر‬ ‫من‬ ‫قد‬ ،‫غليظ‬ ‫فظ‬ ‫رجل‬ ‫لهو‬
‫أعصابه‬
،
‫إن‬
‫دخله‬ ‫حساب‬ ‫يحسب‬ ‫أن‬ ‫ونهاره‬ ‫ليله‬ ‫في‬ ‫همه‬ ‫يكون‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬
، ‫تصدق‬ ‫أو‬ ‫بر‬ ‫أو‬ ‫أحسن‬ ‫عما‬ ‫ساعاته‬ ‫من‬ ‫ساعة‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫يحدث‬ ‫وال‬ ،‫وخرجه‬
‫واحد‬ ‫كأنه‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫يعيش‬ ‫بأن‬ ‫جدير‬ ‫غير‬ ، ‫بإنسانيته‬ ‫جدير‬ ‫غير‬ ‫رجل‬ ‫لهو‬
‫الضاريات‬ ‫الوحوش‬ ‫بين‬ ‫مكانه‬ ‫وإنما‬ ، ‫منهم‬
،
..‫فالة‬ ‫أو‬ ‫جبل‬ ‫في‬
‫هو‬ ‫اإلنسان‬ ‫إن‬
‫يرحم‬ ‫الذي‬
،
‫يحمل‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ، ‫العاثر‬ ‫ينهض‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ،‫ط‬َ‫ر‬ َ‫و‬ُ‫م‬‫ال‬ ‫ينقذ‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬
).‫الضعيف‬ ‫على‬ ‫ويحنو‬ ،‫الكل‬
1
‫أصدقه‬ ‫ما‬
. ‫حقائق‬ ‫من‬ ‫أروعها‬ ‫وما‬ ‫كالم‬ ‫من‬
!
:‫السؤال‬ ‫هذا‬ ‫تالمذته‬ ‫أحد‬ ‫من‬ )‫(كونفشيوس‬ ‫ئل‬ُ‫س‬
‫؟‬..‫األرواح‬ ‫تجاه‬ ‫واجبي‬ ‫أؤدي‬ ‫كيف‬
‫عندما‬:)‫(كونفشيوس‬ ‫فأجابه‬
.‫األحياء‬ ‫تجاه‬ ‫تؤديه‬ ‫كيف‬ ‫تتعلم‬
!
‫مصيرها‬ ‫الفناء‬ ‫كان‬ ‫النخلة‬ ‫وهذه‬
،
‫القسوة‬ ‫منهج‬ ‫اتخذت‬ ‫حينما‬
،
‫خيرها‬ ‫ومنعت‬
ُ‫ي‬ ‫إذ‬ ، ‫األحياء‬ ‫عن‬
‫من‬ ‫كبيرة‬ ‫كميات‬ ‫عام‬ ‫كل‬ ‫تثمر‬ ‫نخلة‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫أنه‬ ‫حكى‬
1
-
‫توجيهات‬
‫اإلسالم‬
‫لإلمام‬
‫األكبر‬
‫محمود‬
‫شلتوت‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
12
‫بالرعاية‬ ‫ويتوالها‬ ‫شديدا‬ ‫حبا‬ ‫يحبها‬ ‫الحديقة‬ ‫صاحب‬ ‫وكان‬ ،‫والرطب‬ ‫التمر‬
‫الرطب‬ ‫هذا‬ ‫وأثمر‬ ‫نفسى‬ ‫أرهق‬ ‫لماذا‬ :‫لنفسها‬ ‫النخلة‬ ‫قالت‬ ‫وفجأة‬ ،‫واالهتمام‬
،
‫وال‬
‫اإلثمار‬ ‫عدم‬ ‫قررت‬ ‫عندها‬ ،‫بالحجارة‬ ‫الرمي‬ ‫غير‬ ‫البشر‬ ‫هؤالء‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫أحصل‬
‫والرطب‬ ‫التمر‬ ‫موسم‬ ‫وجاء‬
،
،‫ثمر‬ ‫وال‬ ‫فيها‬ ‫خير‬ ‫ال‬ ‫كالوتد‬ ‫واقفة‬ ‫وهى‬
‫و‬
‫بخلت‬
‫حباها‬ ‫بما‬
،‫هللا‬ ‫عباد‬ ‫على‬ ‫نعم‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫هللا‬
‫وقرر‬ ‫بها‬ ‫ذرعا‬ ‫البستان‬ ‫صاحب‬ ‫ضاق‬
‫بخشبها‬ ‫واالنتفاع‬ ‫اجتثاثها‬
‫في‬
‫ك‬ ‫ولقد‬ ،‫الشتاء‬ ‫برد‬ ‫فى‬ ‫التدفئة‬
‫ماضى‬ ‫أبو‬ ‫إيليا‬ ‫تب‬
‫مشوق‬ ‫نظم‬ ‫في‬ ‫فقال‬ ‫الحمقاء‬ ‫هذه‬ ‫حال‬ ‫يصور‬
:
‫ال‬ ‫النخلة‬ ‫ت‬‫ه‬‫وظل‬
‫حمقـــ‬
‫عارية‬ ‫ــاء‬
‫وتد‬ ‫كأنها‬
‫في‬
‫حجــ‬ ‫أو‬ ‫األرض‬
‫ــر‬
‫رؤيتها‬ ‫البستان‬ ‫صاحب‬ ‫يطق‬ ‫فلم‬
‫تستعر‬ ‫النار‬ ‫فى‬ ‫فهوت‬ ‫فاجتثها‬
‫به‬ ‫الحياة‬ ‫تسخو‬ ‫بما‬ ‫يسخو‬ ‫ليس‬ ‫من‬
‫ينتحر‬ ‫بالحــرص‬ ‫أحمــــــــــــــق‬ ‫فإنه‬
‫الغائبة‬ ‫الفضيلة‬
‫سهولة‬ ‫بكل‬ ‫يمكن‬
‫ويسر‬
ً‫د‬‫ج‬ ‫ذلك‬ ‫يمكن‬ ،‫حيوان‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسان‬ ‫يتحول‬ ‫أن‬
‫ا‬
،
‫ودون‬
‫ذلك‬ ‫تحقيق‬ ‫يمكنها‬ ‫التي‬ ،‫والحواة‬ ‫السحر‬ ‫أعمال‬ ‫أو‬ ‫الجراحي‬ ‫للتدخل‬ ‫الحاجة‬
‫في‬
‫المتقدمة‬ ‫األزمان‬ ‫هذه‬
‫عليه‬ ‫ما‬ ،
‫ي‬ ‫ساعتها‬ ،‫قلبه‬ ‫يفقد‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫فقط‬
‫مكن‬
‫تشبيهه‬
‫بالحيوان‬
.‫الحيوان‬ ‫من‬ ‫فظاظة‬ ‫أشد‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫بل‬ ،
‫موت‬ ‫ومعناه‬ ‫القلب‬ ‫مات‬ ‫لقد‬
‫هذه‬ ‫تفرز‬ ‫فلن‬ ،‫النفس‬ ‫في‬ ‫والخلق‬ ‫والضمير‬ ‫الدين‬
‫حيا‬ ‫وال‬ ‫قيم‬ ‫وال‬ ‫له‬ ‫مشاعر‬ ‫ال‬ ‫ساقطا‬ ‫حقيرا‬ ‫بشرا‬ ‫إال‬ ‫الخبيثة‬ ‫الروح‬
‫خاطر‬ ‫وال‬ ‫ء‬
‫اآل‬ ‫ألحاسيس‬ ‫رعاية‬ ‫وال‬
.‫خرين‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
13
‫والراقصات‬ ‫والراقصين‬ ‫والممثالت‬ ‫الممثلين‬ ‫من‬ ‫موقفي‬
‫الرخيص‬ ‫بمنحاهم‬ ‫أنهم‬
‫صالحا‬ ‫مجتمعا‬ ‫يثمرون‬ ‫ال‬
‫حقهم‬ ‫ومن‬ ،‫األول‬ ‫المقام‬ ‫في‬ ‫إنسانيتهم‬ ‫تبقى‬ ‫لكن‬ ،
‫االنسان‬ ‫به‬ ‫نعامل‬ ‫أن‬ ‫وجب‬ ‫بما‬ ‫نعاملهم‬ ‫أن‬ ‫كبشر‬ ‫علينا‬
،
‫لكيانه‬ ‫احترام‬ ‫من‬
.‫إحساسه‬ ‫جرح‬ ‫من‬ ‫والحذر‬ ‫مشاعره‬ ‫ورعاية‬ ،‫وآدميته‬
‫ولد‬ ‫ابنتها‬ ‫أن‬ ‫فنانة‬ ‫أعلنت‬ ‫أيام‬ ‫منذ‬
‫أحمق‬ ‫فتى‬ ‫عليها‬ ‫ليرد‬ ‫صماء‬ ‫ت‬
:
)‫الطرشة‬ ‫أم‬ ‫(يا‬
‫بشع‬ ‫عنيف‬ ‫اللفظ‬ ‫أن‬ ‫والحق‬
،
‫نفس‬ ‫عن‬ ‫إال‬ ‫يصدر‬ ‫وال‬ ،‫والحقارة‬ ‫الغلطة‬ ‫قمة‬ ‫في‬
‫والحزن‬ ‫والذوق‬ ‫والشفقة‬ ‫والرحمة‬ ‫االنسانية‬ ‫معاني‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫مجردة‬ ‫قبيحة‬
‫االخرين‬ ‫لمصاب‬ ‫واالعتبار‬
،
‫ال‬ ‫من‬ ‫النوعية‬ ‫هذه‬ ‫ومثل‬
‫ناس‬
‫المجتمع‬ ‫على‬ ‫يجب‬
‫اآل‬ ‫مشاعر‬ ‫يصدمون‬ ‫ألنهم‬ ،‫ًا‬‫ي‬‫قاس‬ ‫عقابا‬ ‫لهم‬ ‫ُقنن‬‫ي‬ ‫أن‬
‫خرين‬
‫ويجرحون‬ ،
ً‫د‬‫أب‬ ‫أمانع‬ ‫وال‬ ،‫أحاسيسهم‬
‫الجلد‬ ‫أو‬ ‫بالسجن‬ ‫العقاب‬ ‫هذا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫أستقل‬ ‫وال‬ ‫ا‬
،
‫أو‬
.‫المؤلم‬ ‫الشاق‬ ‫التعزير‬ ‫ألوان‬ ‫من‬ ‫لون‬ ‫أي‬
‫لق‬
‫بين‬ ‫صار‬
‫ي‬
‫العلل‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫وبين‬
،
‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ذلك‬ ‫ولكن‬ ،‫وشقاقات‬ ‫خالفات‬
‫التي‬ ‫تلك‬ ‫خاصة‬ ،‫مناقصهم‬ ‫بذكر‬ ‫هم‬َ‫ب‬ِ‫ل‬‫أغ‬ ‫أو‬ ،‫بعلتهم‬ ‫أعيرهم‬ ‫أن‬ ‫لي‬ ‫ليسمح‬ ‫ًا‬‫د‬‫أب‬
.‫سبحانه‬ ‫بارئهم‬ ‫عليها‬ ‫خلقهم‬
‫منها‬ ‫وتجردت‬ ‫الزمان‬ ‫هذا‬ ‫اإلنسان‬ ‫افتقدها‬ ‫التي‬ ‫العظيمة‬ ‫النعمة‬ ‫تلك‬ ..‫اإلحساس‬
‫الفضيلة‬ ‫إنها‬ ..‫واألماكن‬ ‫والبلدان‬ ‫األحايين‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫في‬ ‫وضميره‬ ‫وأفعاله‬ ‫أخالقه‬
.‫حياتنا‬ ‫منها‬ ‫وتعرت‬ ‫أيامنا‬ ‫منها‬ ‫تجردت‬ ‫التي‬ ‫الغائبة‬
‫أمة‬ ‫عدمتها‬ ‫ما‬ ‫التي‬ ‫الفضيلة‬ ‫وهي‬
،
‫فيها‬ ‫وتسحل‬ ،‫اإلنسانية‬ ‫فيها‬ ‫تهان‬ ‫حتى‬
‫البشر‬ ‫كرامة‬
،
!.‫والمحن‬ ‫المصائب‬ ‫بها‬ ‫وتنزل‬ ‫بالمآسي‬ ‫وتعج‬
‫األولى‬ ‫بذورها‬ ‫ترجع‬ ‫إنما‬ ،‫اليوم‬ ‫منها‬ ‫تجردنا‬ ‫التي‬ ‫العظيمة‬ ‫النعمة‬ ‫هذه‬ ‫ولعل‬
‫والتربية‬ ‫واألسرة‬ ‫البيت‬ ‫إلى‬
،
‫من‬ ‫بيت‬ ‫أنكرها‬ ‫فإذا‬ ،‫النشء‬ ‫عليها‬ ‫يشب‬ ‫التي‬
‫جبابرة‬ ،‫النكير‬ ‫بهذا‬ ‫خرجوا‬ ،‫فتيانه‬ ‫في‬ ‫روحها‬ ‫بث‬ ‫على‬ ‫يحرص‬ ‫ولم‬ ،‫البيوت‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
14
‫غالظا‬ ‫عتاة‬ ‫قساة‬
،
‫في‬ ‫معالمها‬ ‫ترد‬ ‫وال‬ ،‫واإلنسانية‬ ‫الرحمة‬ ‫معنى‬ ‫يعرفون‬ ‫ال‬
‫تصرفات‬
‫الناس‬ ‫مع‬ ‫وعالقاتهم‬ ‫وأفعالهم‬ ‫هم‬
،
‫العواطف‬ ‫وتنضب‬ ‫المشاعر‬ ‫فتجف‬
،
.‫باآلخرين‬ ‫اإلحساس‬ ‫وينعدم‬
!.‫التعليمية‬ ‫المراحل‬ ‫في‬ ‫االحساس‬ ‫مادة‬ ‫تدرس‬ ‫أن‬ ‫التعليم‬ ‫وزارة‬ ‫أدعو‬
‫ليخرج‬
‫معالمة‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫متحضر‬ ‫راقيا‬ ،‫األحاسيس‬ ‫متدفق‬ ،‫بالمشاعر‬ ‫مفعم‬ ‫حضاري‬ ‫جيل‬
.‫األحياء‬
ً‫د‬‫جي‬ ‫تسمع‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫أنها‬ :‫ا‬ً‫م‬‫يو‬ ‫المرأة‬ ‫هذه‬ ‫حدثتني‬
‫متابعة‬ ‫عن‬ ‫تعجز‬ ‫كانت‬ ،‫ا‬
‫تسمع‬ ،‫حولها‬ ‫من‬ ‫األصوات‬
‫وقلبها‬ ‫وعقلها‬ ‫بنظارتها‬
،
‫تقرب‬
‫من‬
‫الكلمات‬
‫الشفتين‬ ‫وحركة‬ ‫الجمل‬ ‫تنظيم‬ ‫وتدرس‬
،
‫المعنى‬ ‫وتستشف‬ ‫المراد‬ ‫لتفهم‬
،
‫الذي‬
‫األحرف‬ ‫بين‬ ‫سم‬ُ‫ر‬
،
‫أذنها‬ ‫عجزت‬ ‫التي‬
‫سماعها‬ ‫عن‬
.
‫يعلم‬ ٌ‫د‬‫أح‬ ‫يكن‬ ‫لم‬
،‫صماء‬ ‫أنها‬
،‫ذاك‬ ‫عجزها‬ ‫إخفاء‬ ‫في‬ ‫جدا‬ ‫بارعة‬ ‫كانت‬ ‫فقد‬
‫و‬
.. ‫منها‬ ‫حقيقي‬ ‫وعي‬ ‫دون‬ ‫الشفاه‬ ‫لغة‬ ‫اتقنت‬ ‫أنها‬ ‫مرة‬ ‫ذات‬ ‫الطبيب‬ ‫أخبرها‬
‫ما‬ ‫جملة‬ ‫سماع‬ ‫عن‬ ‫عجزت‬ ‫إن‬ ‫كانت‬
،
ً‫د‬‫ر‬ ‫ردت‬ ‫أو‬ ‫صمتت‬
‫لتخرج‬ ‫محورا‬ ‫ا‬
‫من‬
‫راقية‬ ‫منمقة‬ ‫بطريقة‬ ‫األمر‬
‫محرجة‬ ‫غير‬
‫في‬ ‫نجحت‬ ،
‫وفشلت‬ ،‫عدة‬ ‫مرات‬ ‫ذلك‬
.‫أكثر‬ ‫مرات‬
‫و‬
‫بالشارع‬ ‫تسير‬ ‫كانت‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬
،‫سيارتها‬ ‫تقود‬
‫بوقها‬ ‫تضرب‬ ‫سيارة‬ ‫وخلفها‬
‫بقوة‬
،
‫حتى‬ ،‫الطريق‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫هدوئها‬ ‫بنفس‬ ‫تسير‬ ‫وظلت‬ ‫تسمعها‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫لكنها‬
‫تتمنى‬ ‫جعلتها‬ ‫بقوة‬ ‫بها‬ ‫يصرخ‬ ‫ونزل‬ ،‫فأوقفها‬ ‫بها‬ ‫ذرعا‬ ‫السيارة‬ ‫صاحب‬ ‫ضاق‬
‫و‬ ‫خجال‬ ‫األرض‬ ‫ابتلعها‬ ‫لو‬
‫حرج‬
‫قائلة‬ ‫بأدب‬ ‫تعتذر‬ ‫أن‬ ‫حاولت‬ ،‫ا‬
:
-
!!‫أسمع‬ ‫لم‬ ‫عذرا‬
"!‫؟‬ ‫إيه‬ ‫وال‬ ‫طرشا‬ ‫"ليييه‬ : ‫الجواب‬ ‫فكان‬
!‫المطلقة‬ ‫الحقيقة‬ ‫هي‬ ‫هذه‬ '‫'طرشا‬ ‫هي‬ ‫نعم‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
15
ً‫كثير‬ ‫بكت‬ ‫لكنها‬
‫الليلة‬ ‫تلك‬ ‫ا‬
،
‫وهي‬
‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫نرفض‬ ‫لماذا‬ ‫تفكر‬
‫نتقبل‬ ‫أن‬
!‫اآلخرين؟‬ ‫ضعف‬
،‫تجازف‬ ‫أن‬ ‫قررت‬ ‫ا‬ً‫أخير‬
‫هذا‬ ‫عجزها‬ ‫من‬ ‫لتتخلص‬ ‫حثيثا‬ ‫وسعت‬
‫حتى‬ ،
‫علقت‬
‫الطبية‬ ‫السماعات‬ ‫تلك‬
،
.. ‫كثيرة‬ ‫وقياسات‬ ‫ومتابعات‬ ‫إجراءات‬ ‫بعد‬
‫الهممات‬ ‫تسمع‬ ،‫جيدا‬ ‫تسمع‬ ‫اآلن‬ ‫هي‬
، ‫حولها‬ ‫من‬
‫و‬
‫صوت‬ ‫سمعت‬ ٍ‫ل‬‫لي‬ ‫ذات‬
‫تتساقط‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الماء‬ ‫قطرات‬ ‫صوت‬ ‫وسمعت‬ ،‫المنزل‬ ‫حديقة‬ ‫في‬ ‫الضفادع‬
. ‫قبل‬ ‫من‬ ‫تسمعها‬ ‫لم‬ ‫كما‬ ‫بالمطبخ‬ ‫الصنبور‬ ‫من‬
‫جيدا‬ ‫تسمع‬ ‫وهي‬ ،‫ممتازا‬ ‫حالها‬ ‫صار‬
،
‫تلك‬ ‫كرهت‬ ،‫بشدة‬ ‫هذا‬ ‫كرهت‬ ‫عجبا‬ ‫لكنها‬
‫ذلك‬ ‫داخلها‬ ‫في‬ ‫وأخفت‬ ،‫الضوضاء‬
،
‫الساكن‬ ‫لعالمها‬ ‫تعود‬ ‫أن‬ ‫تشتهي‬ ‫وهي‬
..‫الهادئ‬
‫هللا‬ ‫نعمة‬ ‫ترفض‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫فهل‬ ‫مشين‬ ‫أمر‬ ‫الطريقة‬ ‫بهذه‬ ‫التفكير‬ ‫أن‬ ‫تعلم‬ ‫لكنها‬
!!‫؟‬ ‫ينالها‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫غيرها‬ ‫بينما‬ ‫عليها‬ ‫بها‬ ‫ه‬‫من‬ ‫التي‬
‫تحرص‬ ‫لكنها‬ ،‫حولها‬ ‫من‬ ‫المنهك‬ ‫الصخب‬ ‫ذلك‬ ‫وتحتمل‬ ‫بها‬ ‫تلتزم‬ ‫أن‬ ‫قررت‬ ‫لذا‬
‫السماعات‬ ‫تلك‬ ‫فيها‬ ‫تخلع‬ ‫لروحها‬ ‫ساعة‬ ‫تسرق‬ ‫أن‬
،
‫كل‬ ‫ليتوقف‬
‫هذا‬
‫من‬ ‫الصخب‬
‫حولها‬
،
‫روحها‬ ‫عن‬ ‫تبحث‬ ‫وهناك‬ ،‫أعتادتها‬ ‫التي‬ ‫الصماء‬ ‫اللحظة‬ ‫لتلك‬ ‫وتعود‬
‫أحالمها‬ ‫غيمات‬ ‫من‬ ‫طاقة‬ ‫وتشحذ‬
،
‫من‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫لصخب‬ ‫تعود‬ ‫أن‬ ‫تستطيع‬ ‫كي‬
. ‫جديد‬
!‫واحدة‬ ٍ‫ة‬‫لوم‬ ‫قبل‬ ٍ
‫عذر‬ َ‫ألف‬ ْ‫ِر‬‫ه‬‫د‬‫ق‬ :‫األدباء‬ ‫أحد‬ ‫كتب‬ ‫يوم‬ ‫وذات‬
‫من‬ ‫وغشيني‬ ،ٍ‫مبلغ‬ ‫ه‬‫ل‬‫ك‬ ُ‫عب‬‫ه‬‫ت‬‫ال‬ ‫ي‬‫ه‬‫ن‬‫م‬ ‫بلغ‬ ‫وقد‬ ،‫مساء‬ ‫ذات‬ ‫ياضة‬‫ه‬‫الر‬ ‫من‬ ُ‫رجعت‬
‫الهاتف‬ ‫فتحت‬ ‫أن‬ ‫وجرى‬ ،‫ا‬ً‫ح‬‫مستري‬ ‫ه‬‫ي‬‫الكرس‬ ‫في‬ ‫فارتميت‬ ،‫غشيني‬ ‫ما‬ ‫صب‬‫ه‬‫ن‬‫ال‬
،‫واالستجمام‬ ‫االستراحة‬ ‫من‬ ‫نصيبي‬ ُ‫ر‬ِ‫ف‬ ْ‫َو‬‫ت‬ْ‫س‬َ‫أ‬ ‫ريثما‬ ‫الفائتة؛‬ ‫سائل‬‫ه‬‫الر‬ ‫لقراءة‬
،‫ويستفسر‬ ‫ويسأل‬ ‫م‬‫ه‬‫يسل‬ ٌّ‫ي‬‫ر‬ َ‫و‬ْ‫ه‬َ‫ج‬ ٌ‫صوت‬ ‫يلقيها‬ ،ً‫ة‬‫رسال‬ ‫سائل‬َّ‫الر‬ ‫ثنايا‬ ‫في‬ ُ‫فوجدت‬
‫ة‬‫ه‬‫مر‬ ‫بصوته‬ ‫ُنا‬‫ب‬‫صاح‬ َّ‫ي‬‫عل‬ ‫ه‬‫د‬‫فر‬ ،ً‫ة‬‫كتاب‬ ‫عليه‬ ‫رددت‬ ‫ه‬‫م‬‫ث‬ ،‫وت‬‫ه‬‫ص‬‫ال‬ ‫إلى‬ ‫فاستمعت‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
16
‫ت‬‫ه‬‫استمر‬ ‫وقد‬ ،ً‫ة‬‫كتاب‬ ‫عليها‬ ‫فأجيب‬ ،‫ه‬ُّ‫م‬‫ته‬ ‫أسئلة‬ ‫خالله‬ ‫في‬ ‫يلقي‬ ‫وهو‬ ،‫أخرى‬
‫التي‬ ‫هة‬‫ي‬‫وت‬‫ه‬‫ص‬‫ال‬ ‫سائل‬‫ه‬‫الر‬ ‫بهذه‬ ‫ا‬ً‫ع‬‫ذر‬ ‫أضيق‬ ‫كدت‬ ‫ى‬‫ه‬‫ت‬‫ح‬ ،‫حو‬‫ه‬‫ن‬‫ال‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫المراسلة‬
‫يريحني‬ ‫ال‬ ‫لماذا‬ :‫نفسي‬ ‫في‬ ‫أقول‬ ‫فطفقت‬ ،‫هث‬‫د‬‫المتح‬ ‫يكتبه‬ ٌ‫د‬‫واح‬ ٌ‫حرف‬ ‫لها‬‫ه‬‫يتخل‬ ‫ال‬
‫لعت‬‫ه‬‫الط‬ ،‫صوته‬ ‫تسجيل‬ ‫بدل‬ ‫كتب‬ ‫ولو‬ ،‫الكتابة‬ ‫ه‬‫م‬‫ث‬ ‫االستماع‬ ‫في‬ ‫وقتي‬ ‫ذهاب‬ ‫من‬
.‫للوقت‬ َ‫ن‬ َ‫و‬ْ‫ص‬َ‫وأ‬ ،‫ه‬‫د‬‫ه‬‫الر‬ ‫إلى‬ ‫أسرع‬ ‫ذلك‬ ‫ولكان‬ ،ٍ‫ة‬‫ثاني‬ ‫من‬ َ‫أقصر‬ ‫في‬ ‫فكرته‬ ‫على‬
‫صبرت‬ ‫ني‬‫ه‬‫ن‬‫ولك‬ ،‫ًا‬‫د‬ُّ‫د‬‫تر‬ ‫نفسي‬ ‫في‬ ‫هد‬‫د‬‫تر‬ ‫ما‬‫ه‬‫ن‬‫وإ‬ ،‫به‬ ‫ُح‬‫ب‬‫أ‬ ‫لم‬ ‫ا‬ً‫ث‬‫حدي‬ ‫ذلك‬ ‫كان‬
‫أسئلته‬ ‫على‬ ‫فأجبت‬ ،‫والملل‬ ‫هجر‬‫ض‬‫ال‬ ‫على‬ ُّ‫ل‬‫يد‬ ‫ما‬ ‫رسائلي‬ ‫في‬ ِ‫د‬ْ‫ب‬ُ‫أ‬ ‫ولم‬ ،‫لت‬‫ه‬‫م‬‫وتح‬
،‫لالستجابة‬ ‫وتقديره‬ ،‫لي‬ ‫ائل‬‫ه‬‫س‬‫ال‬ ‫شكر‬ ‫بعد‬ ،‫المراسلة‬ ‫نهاية‬ ‫وفي‬ ،‫المستطاع‬ َ‫قدر‬
‫ه‬‫خاص‬ ٍ‫ق‬‫تطبي‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫أقرأ‬ ‫ما‬‫ه‬‫ن‬‫وإ‬ ،‫ا‬ً‫ئ‬‫شي‬ ‫أبصر‬ ‫ال‬ !‫أستاذ‬ ‫يا‬ ٌ‫كفيف‬ ‫أنا‬ :‫لي‬ ‫قال‬
‫عن‬ ‫فأعتذر‬ ،‫كتابتها‬ ‫عن‬ ‫ا‬ً‫ض‬‫عو‬ ‫وت‬‫ه‬‫ص‬‫بال‬ ‫رسائلي‬ ‫ل‬‫ه‬‫ج‬‫أس‬ ‫ولذلك‬ ‫بالمكفوفين؛‬
.!‫اإلطالة‬
‫وشكرت‬ ،‫نفسي‬ ‫به‬ ‫هثتني‬‫د‬‫ح‬ ‫الذي‬ ‫عور‬‫ه‬‫ش‬‫بال‬ ‫أصارحه‬ ‫لم‬ ‫ني‬‫ه‬‫ن‬‫أ‬ ‫على‬ ‫هللا‬ ُ‫فحمدت‬
،‫سجيل‬‫ه‬‫ت‬‫ال‬ ‫كثرة‬ ‫على‬ ‫وبيخ‬‫ه‬‫ت‬‫وال‬ ‫وم‬‫ه‬‫بالل‬ ‫مكاتبته‬ ‫إلى‬ ‫يفرط‬ ‫لم‬ ‫قلمي‬ ‫ه‬‫أن‬ ‫على‬ ‫هي‬‫ب‬‫ر‬
.ٍ‫ة‬‫واحد‬ ٍ‫ة‬‫لوم‬ ‫قبل‬ ٍ
‫عذر‬ َ‫ألف‬ ْ‫هر‬‫د‬‫ق‬ :‫وهو‬ ،‫الحياة‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫س‬‫در‬ ‫ه‬‫ه‬‫كل‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫فأخذت‬
‫ه‬‫ه‬‫ن‬‫أل‬ ‫ال‬ ،‫رقات‬‫ه‬‫الط‬ ‫في‬ ‫أقدامنا‬ ‫قدمه‬ ‫تطأ‬ ‫أو‬ ،‫ات‬‫ه‬‫الممر‬ ‫في‬ ‫بنا‬ ‫يرتطم‬ ‫من‬ ‫نالقي‬ ‫كم‬
‫نفسه‬ ‫بهموم‬ ‫هن‬‫ه‬‫ذ‬‫ال‬ ‫شارد‬ ،‫البال‬ ‫مشغول‬ ‫ه‬‫ه‬‫ن‬‫أل‬ ‫ولكن‬ ،‫ا‬ً‫ح‬‫مر‬ ‫األرض‬ ‫في‬ ‫يمشي‬
‫علينا‬ ‫ه‬‫د‬‫فير‬ ،‫غيرنا‬ ‫م‬‫ه‬‫نكل‬ ‫وكم‬ ،‫عيناه‬ ‫ه‬ْ‫ت‬‫شهد‬ ‫وإن‬ ‫أمامه‬ ‫فيما‬ ‫ز‬‫ه‬‫ك‬‫ير‬ ‫يكاد‬ ‫فال‬ ،‫وأهله‬
ُّ‫د‬‫يستب‬ ‫لما‬ ‫منه‬ ْ‫َت‬‫ت‬َ‫ل‬َ‫ف‬ْ‫ن‬‫ا‬ ‫ما‬‫ه‬‫ن‬‫وإ‬ ،‫واالستعالء‬ ‫اإلساءة‬ َ‫د‬‫قص‬ ‫منه‬ ‫تأت‬ ‫لم‬ ،ٍ‫ة‬‫قاسي‬ ٍ‫ة‬‫بكلم‬
‫وكم‬ ،‫يحضر‬ ٍ‫ب‬‫غائ‬ ‫وكم‬ ،‫يغيب‬ ٍ
‫حاضر‬ ‫وكم‬ ،‫الخانقة‬ ‫فس‬‫ه‬‫ن‬‫ال‬ ‫عوارض‬ ‫من‬ ‫به‬
ٍ‫مالك‬ ‫غير‬ ‫فيه‬ ‫وقع‬ ‫ما‬‫ه‬‫ن‬‫وإ‬ ،‫ذلك‬ ‫أراد‬ ‫ه‬‫ه‬‫ن‬‫أل‬ ‫ال‬ ‫ُستغفل؛‬‫ي‬ ٍ‫ب‬‫لبي‬ ‫وكم‬ ،‫ُستدرج‬‫ي‬ ٍ‫حكيم‬
.‫واحدة‬ ٍ‫ة‬‫لوم‬ ‫قبل‬ ٍ
‫عذر‬ ‫ألف‬ ْ‫ِر‬‫ه‬‫د‬َ‫ق‬َ‫ف‬ ،‫ا‬ً‫ئ‬‫شي‬ ‫أمره‬ ‫من‬
‫عالية‬ ‫إنسانية‬
‫أعراب‬ ‫عليه‬ ‫وفد‬ ‫يوم‬ ‫وذات‬ ،ً‫ا‬‫والي‬ ‫مسلم‬ ‫بن‬ ‫قتيبة‬ ‫كان‬
‫ي‬
‫وكان‬ ،‫له‬ ‫غريم‬ ‫من‬ ‫يشكو‬
‫البصر‬ ‫ضعيف‬
،
‫ثم‬ ،‫حينئذ‬ ‫العرب‬ ‫كعادة‬ ‫سيفه‬ ‫على‬ ‫متكئ‬ ‫وهو‬ ‫األعرابي‬ ‫ووقف‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
17
‫الوالي‬ ‫قدم‬ ‫على‬ ً‫ا‬‫مستقر‬ ‫كان‬ ‫الشاكي‬ ‫سيف‬ ‫أن‬ ‫والغريب‬ ،‫شكواه‬ ‫يسرد‬ ‫شرع‬
،
.‫منه‬ ‫الدم‬ ‫وسال‬ ‫فجرحه‬
:‫له‬ ‫فقيل‬ ُ‫ه‬‫دم‬ ‫به‬ ‫يجفف‬ ‫ما‬ ‫األولى‬ ‫طلب‬ ،‫قضيته‬ ‫عرضه‬ ‫من‬ ‫الرجل‬ ‫فرغ‬ ‫ولما‬
.‫بصره‬ ‫بضعف‬ ‫أذكره‬ ‫أن‬ ‫خفت‬ :‫فقال‬ ‫الرجل‬ ‫نبهت‬ ‫أفال‬
‫على‬ ‫أقطع‬ ‫أن‬ ‫أخاف‬ :‫الوالي‬ ‫فقال‬ ‫السيف؟‬ ‫عن‬ ً‫ا‬‫بعيد‬ ‫قدمك‬ ‫نحيت‬ ‫أفال‬ :‫له‬ ‫فقيل‬
!.‫كالمه‬ ‫الرجل‬
‫جم‬ ٍ‫ب‬‫وأد‬ ٍ‫رفيع‬ ‫زوق‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫فيا‬
،
ٍ‫ب‬‫بعي‬ ‫فيذكره‬ ،‫الرجل‬ ‫مشاعر‬ ‫يجرح‬ ‫أن‬ ‫خاف‬
‫فيه‬
ُ‫ي‬‫ف‬
‫نفسه‬ ‫حزن‬
،
‫بعيوبهم‬ ‫الناس‬ ‫يعيرون‬ ‫الذين‬ ‫هؤالء‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫أين‬
‫التي‬
‫قدرها‬
‫األول‬ ‫المسلمون‬ ‫وهكذا‬ !‫وأحاسيسهم؟‬ ‫مشاعرهم‬ ‫إلى‬ ‫التفات‬ ‫دونما‬ ‫عليهم‬ ‫هللا‬
،
.‫حولهم‬ ‫من‬ ‫يجرحون‬ ‫وال‬ ‫دماؤهم‬ ‫تسيل‬ ‫ألن‬ ٍ‫د‬‫استعدا‬ ‫على‬ ‫كانوا‬
:‫القائل‬ ‫در‬ ‫وهلل‬
‫اللسان‬ ‫جرح‬ ‫ما‬ ‫يلتام‬ ‫وال‬ **‫التئام‬ ‫لها‬ ‫السنان‬ ‫جراحات‬
‫منذ‬ ‫جسدية‬ ‫إعاقة‬ ‫من‬ ‫يعاني‬ ‫شاب‬ ‫تعليق‬ ،‫نظري‬ ‫لفتت‬ ‫التي‬ ،‫التعليقات‬ ‫ومن‬
‫الناس‬ ‫عن‬ ‫يده‬ ‫يواري‬ ‫جعله‬ ‫الذي‬ ،‫القرآن‬ ‫معلم‬ ‫إلى‬ ‫رسالته‬ ‫ه‬َّ‫ج‬‫و‬ ‫حيث‬ ،‫والدته‬
،
:‫له‬ ً‫ال‬‫قائ‬ ،‫واالستهزاء‬ ‫للسخرية‬ ‫التعرض‬ ‫من‬ ‫خشية‬
"
‫أن‬ ‫أحاول‬ ‫حياتي‬ ‫عشت‬
.»‫أحد‬ ‫يراها‬ ‫أن‬ ‫أتمنى‬ ‫وال‬ ،‫بسببك‬ ‫يدي‬ ‫أخفي‬
‫ال‬ ‫الذي‬ ،‫األلم‬ ‫بمرارة‬ ‫شعرت‬ ‫لقد‬
‫أبشع‬ ‫إلى‬ ‫القرآن‬ ‫معلم‬ ‫يد‬ ‫على‬ ‫تعرض‬ ‫الذي‬ ،‫الشاب‬ ‫ذلك‬ ‫أعماق‬ ‫في‬ ‫يزال‬
‫مضاعفة‬ ‫وسبب‬ ،ً‫ا‬‫جد‬ ‫المبكرة‬ ‫عمره‬ ‫مراحل‬ ‫في‬ ‫إنسان‬ ‫بها‬ ‫يمر‬ ‫تجربة‬ ‫وأقسى‬
‫الشاب‬ ‫ذلك‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫األلم‬
،
‫أقرانه‬ ‫أمام‬ ‫يده‬ ‫إعاقة‬ ‫من‬ ‫يسخر‬ ‫كان‬ ‫معلمه‬ ‫أن‬ ‫هو‬
‫طوال‬ ‫يده‬ ‫إعاقة‬ ‫الناس‬ ‫يالحظ‬ ‫أن‬ ‫من‬ ٍ‫خوف‬ ‫عقدة‬ ‫له‬ ‫َّب‬‫ب‬‫س‬ ‫الذي‬ ‫األمر‬ ،‫الصغار‬
!‫الماضية‬ ‫السنوات‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
18
‫القسوة‬ ‫بذات‬ ‫الصغار‬ ‫نفوس‬ ‫تحطيم‬ ‫يمارس‬ ‫المعلم‬ ‫ذلك‬ ‫يزال‬ ‫ال‬ ‫ترى‬ ‫يا‬ ‫هل‬
‫غير‬ ‫الموقف‬ ‫لذلك‬ ‫تعرض‬ ْ‫ن‬َ‫م‬ ‫هو‬ ‫ابنه‬ ‫أن‬ ‫لو‬ ‫موقفه‬ ‫سيكون‬ ‫ماذا‬ ‫والعنف؟‬
‫في‬ ‫رغبة‬ ،ً‫ا‬‫وبدني‬ ً‫ا‬‫نفسي‬ ‫اآلخرين‬ ‫بتعذيب‬ ‫يتلذذ‬ ْ‫ن‬َ‫م‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫إن‬ ‫اإلنساني؟‬
‫من‬ ‫البد‬ ‫وهؤالء‬ ،‫واأللم‬ ‫الحرمان‬ ‫في‬ ‫موغلة‬ ‫ماضية‬ ‫رواسب‬ ‫من‬ ‫التخلص‬
‫في‬ ‫َّبوا‬‫ب‬‫ويتس‬ ،‫النفسية‬ ‫ألمراضهم‬ ‫العنان‬ ‫يطلقوا‬ ‫كيال‬ ‫التعليمية‬ ‫البيئة‬ ‫من‬ ‫إبعادهم‬
".‫الطالب‬ ‫أبنائنا‬ ‫مستقبل‬ ‫ضياع‬
،‫حرجها‬ ‫ويزيل‬ ‫امرأة‬ ‫شعور‬ ‫يراعى‬ ‫األصم‬ ‫حاتم‬ ‫وهذا‬
‫في‬
‫منها‬ ‫النبيل‬ ‫موقفه‬
.‫اللقب‬ ‫هذا‬ ‫عنه‬ ‫وشاع‬ )‫باألصم‬ ‫لقب‬ ‫حتى‬
‫وبينما‬ ،‫شرعي‬ ‫حكم‬ ‫عن‬ ‫لتسأله‬ ‫عليه‬ ‫دخلت‬
‫هي‬
‫يغلبها‬ ٍ‫ث‬‫بحد‬ ‫إذا‬ ‫تسأله‬
‫ارفعي‬ :‫لها‬ ‫فقال‬ ،‫السؤال‬ ‫عن‬ ‫وكفت‬ ‫فاستحت‬ ،)ً‫ا‬‫ريح‬ ‫اخرجت‬ ‫(أي‬ ‫فضرطت‬
،‫وهدأت‬ ‫المرأة‬ ‫فاطمأنت‬ ،ً‫ا‬‫مرار‬ ‫هذا‬ ‫وأعاد‬ ،‫سؤالك‬ ‫أسمع‬ ‫أن‬ ‫أريد‬ ،‫صوتك‬
.‫وانطلقت‬ ،‫وأجابها‬ ‫سؤالها‬ ‫فسألت‬ ،‫ضعيف‬ ‫حاتم‬ ‫سمع‬ ‫أن‬ ‫وظنت‬
:‫سعد‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫أخت‬ ‫بن‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫قال‬
‫آالف‬ ‫عشرة‬ ‫خالي‬ ‫إلى‬ ‫فدفع‬ ،‫الحج‬ ‫أردت‬
‫أفقر‬ ‫عن‬ ‫فسألت‬ ،‫بالمدينة‬ ‫بيت‬ ‫أفقر‬ ‫فأعطها‬ ‫المدينة‬ ‫قدمت‬ ‫أذا‬ ‫لي‬ ‫وقال‬ ،‫درهم‬
‫بالمدينة‬ ‫بيت‬ ‫أهل‬
،
‫فدلوني‬
،‫امرأة‬ ‫فأجابتني‬ ،‫الباب‬ ‫فطرقت‬ ،‫بيت‬ ‫أهل‬ ‫على‬
‫تسليمها‬ ‫وأردت‬ ‫بالخبر‬ ‫فأخبرتها‬
‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫يا‬ :‫فقالت‬ ،‫المال‬
‫اشترط‬ ‫صاحبك‬ ‫إن‬
‫أفقر‬
!‫منا‬ ‫أفقر‬ ‫بجوارنا‬ ‫ومن‬ ،‫بيت‬ ‫أهل‬
‫وأ‬ ‫فتركتهم‬
‫فأجابتن‬ ،‫الباب‬ ‫فطرقت‬ ،‫أولئك‬ ‫تيت‬
‫ي‬
‫قلت‬ ‫الذى‬ ‫مثل‬ ‫لها‬ ‫فقلت‬ ‫امرأة‬
‫وجيراننا‬ ‫نحن‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫يا‬ :‫فقالت‬ ،‫األولى‬ ‫للمرأة‬
‫في‬
‫ال‬
‫بيننا‬ ‫فاقسمها‬ ‫سواء‬ ‫فقر‬
!‫وبينهم‬
‫ب‬ ‫ويضن‬ ،‫بعض‬ ‫حاجة‬ ‫بعضهم‬ ‫يراعى‬ ‫هكذا‬
‫أخيه‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫العطية‬
،
،‫وحدهم‬ ‫المدينة‬ ‫أهل‬ ‫سمت‬ ‫هذا‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬
‫حياة‬ ‫يسود‬ ‫كان‬ ‫عام‬ ‫شعور‬ ‫هو‬ ‫وإنما‬
‫وتترج‬ ‫المسلمين‬
‫أخالقهم‬ ‫مه‬
،
‫بعضا‬ ‫بعضه‬ ‫فينهب‬ ‫يعيش‬ ‫حولهم‬ ‫من‬ ‫العالم‬
،
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
19
‫منهم‬ ً‫ال‬‫ك‬ ‫الخير‬ ‫ويتمنى‬ ،‫ببعض‬ ‫بعضهم‬ ‫ويشعر‬ ‫أنفسهم‬ ‫على‬ ‫يؤثرون‬ ‫وهؤالء‬
‫بيت‬ ‫أفقر‬ ‫على‬ ‫يتعرف‬ ‫أن‬ ‫العطية‬ ‫صاحب‬ ‫على‬ ‫صعب‬ ‫حتى‬ ،‫ألخيه‬
‫في‬
.‫المدينة‬
‫أمريكا‬ ‫في‬
‫أمام‬ ‫ليمثل‬ ‫خبز‬ ‫رغيف‬ ‫بسرقة‬ ‫قام‬ ‫عجوز‬ ‫رجل‬ ‫على‬ ‫القبض‬ ‫تم‬ ..
‫بفعلته‬ ‫العجوز‬ ‫هذا‬ ‫واعترف‬ ،‫المحكمة‬
،
‫ذلك‬ ‫برد‬ ‫لكنه‬ ‫ينكرها‬ ‫أن‬ ‫يحاول‬ ‫ولم‬
:‫بقوله‬
‫أموت‬ ‫أن‬ ‫كدت‬ ،ً‫ا‬‫جوع‬ ‫أتضور‬ ‫كنت‬
‫له‬ ‫قال‬ ‫القاضي‬ !
‫سارق‬ ‫أنك‬ ‫تعرف‬ ‫"أنت‬:
‫بدفع‬ ‫عليك‬ ‫أحكم‬ ‫وسوف‬
10
‫سرقت‬ ‫ألنك‬ ‫تملكها‬ ‫ال‬ ‫أنك‬ ‫وأعرف‬ ‫دوالرات‬
"‫عنك‬ ‫سأدفعها‬ ‫لذلك‬ ،‫خبز‬ ‫رغيف‬
‫الحضور‬ ‫جميع‬ ‫صمت‬
‫في‬
‫يخرج‬ ‫القاضي‬ ‫وشاهدوا‬ ،‫اللحظة‬ ‫تلك‬ :
10
‫دوالرات‬
‫العجوز‬ ‫هذا‬ ‫حكم‬ ‫كبدل‬ ‫الخزينة‬ ‫في‬ ‫تودع‬ ‫أن‬ ‫ويطلب‬ ‫جيبه‬ ‫من‬
!.
‫بدفع‬ ً‫ا‬‫جميع‬ ‫عليكم‬ ‫"محكوم‬: ‫وقال‬ ‫الحاضرين‬ ‫إلى‬ ‫فنظر‬ ‫وقف‬ ‫ثم‬
10
‫دوالرات‬
‫يضطر‬ ‫بلدة‬ ‫في‬ ‫تعيشون‬ ‫ألنكم‬
"‫خبز‬ ‫رغيف‬ ‫سرقة‬ ‫إلى‬ ‫الفقير‬ ‫فيها‬
‫جمع‬ ‫تم‬ ‫الجلسة‬ ‫تلك‬ ‫في‬
480
‫للرجل‬ ‫القاضي‬ ‫ومنحها‬ ً‫ا‬‫دوالر‬
.
‫اإلسالم‬ ‫ينقصه‬ ‫قاضي‬ .‫العجوز‬
..
‫رأيت‬ ‫"إذا‬: ‫هللا‬ ‫رحمه‬ ‫الشعراوي‬ ‫الشيخ‬ ‫قال‬
ً‫ي‬‫غن‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫فاعلم‬ ‫المسلمين‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫فقير‬
‫ماله‬ ‫سرق‬ ‫قد‬ ‫ا‬
"
‫البشر‬ ‫أنانية‬
‫با‬ ‫ليلحق‬ ً‫ا‬‫يوم‬ )‫(غاندي‬ ‫أسرع‬
‫األخيرة‬ ‫لحظاته‬ ‫في‬ ‫فأدركه‬ ،‫لقطار‬
‫بدأ‬ ‫لما‬ ‫ولكنه‬ ،
‫صعوده‬ ‫أثناء‬ ‫وفي‬ ‫غاندي‬ ‫صعد‬ ‫السير‬ ‫في‬ ‫القطار‬
،
،‫حذائه‬ ‫فردتي‬ ‫إحدى‬ ‫سقطت‬
‫بجوار‬ ‫رماها‬ ‫وبسرعة‬ ‫الثانية‬ ‫الفردة‬ ‫خلع‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫منه‬ ‫كان‬ ‫فما‬
‫على‬ ‫األولى‬ ‫الفردة‬
‫القطار‬ ‫سكة‬
،
‫و‬ ، ‫الصنيع‬ ‫بهذا‬ ‫حوله‬ ‫من‬ ‫تعجب‬
‫يسألونه‬ ‫أسرعوا‬
‫على‬ ‫حملك‬ ‫ما‬ :
‫األخرى؟‬ ‫الحذاء‬ ‫فردة‬ ‫رميت‬ ‫لماذا‬ !‫؟‬ ‫فعلت‬ ‫ما‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
20
‫فيستطيع‬ ‫فردتين‬ ‫يجد‬ ‫أن‬ ،‫الحذاء‬ ‫يجد‬ ‫الذي‬ ‫للفقير‬ ‫أحببت‬ :‫الحكيم‬ ‫جوابه‬ ‫فكان‬
‫واحدة‬ ‫وجد‬ ‫فلو‬.. ‫بهما‬ ‫االنتفاع‬
،
‫منها‬ ‫أستفيد‬ ‫لن‬ ‫كذلك‬ ‫أنا‬.. ‫األخرى‬ ‫تفيده‬ ‫فلن‬
.ً‫ا‬‫أيض‬
)‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫(عمر‬ ‫عمامة‬ ‫سرق‬ ‫الذي‬ ‫اللص‬ ‫ذلك‬ ‫بموقف‬ ‫يذكرنا‬ ‫ولعله‬
‫في‬
ً‫ا‬‫هارب‬ ‫وولى‬ ‫السوق‬
،
‫ع‬ ‫فأخذ‬
‫أنى‬ ‫هللا‬ ‫أشهد‬: ‫ويقول‬ ‫يصيح‬ ‫وهو‬ ‫خلفه‬ ‫يركض‬ ‫مر‬
‫إياها‬ ‫ملكتك‬
َ‫د‬‫ع‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬..) ‫النار‬ ‫تمسك‬ ‫ال‬ ‫حتى‬ ‫قبلت‬ ‫فقل‬ ..
‫ليقبض‬ ‫وراءه‬ ‫وه‬
‫عليه‬
،
‫ل‬ ‫بل‬ ،‫بذلك‬ ‫ويعلمه‬ ‫منها‬ ‫ليبرئه‬ ‫وإنما‬
‫فيها‬ ‫مسامحته‬ ‫قبل‬ ‫بأنه‬ ‫عليه‬ ‫يرد‬
!.
‫بر‬ ‫فإنه‬ ‫غاندي‬ ‫أما‬
ً‫ا‬‫أناني‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫عمليا‬ ‫هن‬
،
‫عن‬ ‫تعمي‬ ‫األنانية‬ ‫ألن‬
‫الت‬
‫الغير‬ ‫في‬ ‫فكير‬
،
‫حتى‬ ‫اآلخر‬ ‫بحذائه‬ ‫رمى‬ ‫السرعة‬ ‫جناح‬ ‫على‬ ‫إنه‬
‫به‬ ‫ينتفع‬
‫اهتمامه‬ ‫محور‬ ‫كانت‬ ‫نفسه‬ ‫أن‬ ‫ولو‬ ،‫غيره‬
،
‫األول‬ ‫للحذاء‬ ‫فقدانه‬ ‫من‬ ‫الستاء‬
.
( :‫قيل‬ ‫وقد‬
‫له‬ ‫ويحمل‬ ،‫غيرك‬ ‫إلى‬ ‫سيذهب‬ ‫ألنه‬ ‫عليه‬ ‫تأسى‬ ‫فال‬ ‫شيء‬ ‫فاتك‬ ‫إذا‬
)‫ويسره‬ ‫السعادة‬
‫تأم‬ ‫ما‬ ‫نفس‬ ‫وهو‬
ً‫ا‬‫يوم‬ ‫سيارتي‬ ‫اصطدمت‬ ‫حينما‬ ‫لته‬
،
ً‫ا‬‫محزون‬ ً‫ا‬‫كئيب‬ ‫فصرت‬
،
‫ولك‬
‫ن‬
‫ب‬ ‫ني‬
‫يصلحها‬ ‫لمن‬ ‫هللا‬ ‫ساقه‬ ‫رزق‬ ،‫عليها‬ ‫أنفقه‬ ‫ما‬ ‫أن‬ ‫أدركت‬ ‫روية‬ ‫عد‬
،
.‫األنانية‬ ‫منها‬ ‫تتالشى‬ ‫حينما‬ ‫وتسعد‬ ‫النفوس‬ ‫تطمئن‬ ‫وهكذا‬
‫دنياهم‬ ‫شقيت‬ ‫بعدما‬ ‫البشر‬ ‫يرحمون‬ ً‫ا‬‫أناس‬ ‫لننشد‬ ‫السطور‬ ‫هذه‬ ‫نكتب‬
‫بالعذاب‬
‫األناني‬ ‫جراء‬ ‫واآلالم‬
،‫ة‬
‫عقربها‬ ‫يقفز‬ ‫أن‬ ‫الساعة‬ ‫تلبث‬ ‫فال‬
،
‫تدمير‬ ‫عن‬ ‫نسمع‬ ‫حتى‬
‫ي‬ ‫كل‬ ‫تشهد‬ ‫ودماء‬ ‫أشالء‬ ..‫هناك‬ ‫وهالك‬ ‫هنا‬
‫قلوبهم‬ ‫ووحشية‬ ‫البشر‬ ‫بقسوة‬ ‫وم‬
،
‫للوجدان‬ ‫الدنيا‬ ‫وتنكرت‬ ، ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫والمشاعر‬ ‫األحاسيس‬ ‫غابت‬ ‫لقد‬
‫والع‬
‫اطفة‬
،
‫لو‬ ‫حتى‬ ،‫وذاته‬ ‫بنفسه‬ ‫إال‬ ‫يؤمن‬ ‫ال‬ ‫وصار‬ ‫اإلنسان‬ ‫طغى‬ ‫حينما‬ ‫أما‬
‫للبشرية‬ ‫تستقر‬ ‫لن‬ ‫بسببها‬ ‫التي‬ ‫األنانية‬ ‫وهي‬ ، ‫أجمعون‬ ‫كلهم‬ ‫األرض‬ ‫أهل‬ ‫هلك‬
ً‫ا‬‫قرار‬ ‫لنفسها‬ ‫تعرف‬ ‫ولن‬ ٌ‫ة‬‫حيا‬
،
.‫أحيائها‬ ‫نفوس‬ ‫في‬ ‫جذور‬ ‫لها‬ ‫مادامت‬
:‫المعذبة‬ ‫اإلنسانية‬ ‫هذه‬ ‫يرثي‬ ‫وهو‬ )‫(العقاد‬ ‫قاله‬ ‫ما‬ ‫معي‬ ‫اقرأ‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
21
‫اإلنسانية‬ ‫هذه‬ ‫مسكينة‬ (
،
‫لعل‬ ‫بل‬ ،‫الشهداء‬ ‫دماء‬ ‫إلى‬ ‫شديد‬ ‫عطش‬ ‫في‬ ‫تزال‬ ‫ال‬
‫ونسيان‬ ‫واألنانية‬ ‫األثرة‬ ‫آفات‬ ‫فيها‬ ‫ازدادت‬ ‫كلما‬ ‫يزداد‬ ‫الشديد‬ ‫العطش‬
‫المصلحة‬
‫الشهداء‬ ‫دماء‬ ‫إلى‬ ‫الشديد‬ ‫العطش‬ ‫لعل‬ ‫أو‬ ،‫الزائلة‬ ‫المصلحة‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫الخالدة‬
،
‫الذي‬ ‫الزمن‬ ‫ألنه‬ ،‫الغابرة‬ ‫األزمنة‬ ‫سائر‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫خصوصا‬ ‫الزمن‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫يزداد‬
‫في‬ ‫توجد‬ ‫أن‬ ‫لها‬ ً‫ا‬‫لزام‬ ‫وأصبح‬ ،‫فعليا‬ ً‫ا‬‫مادي‬ ً‫ا‬‫وجود‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الوحدة‬ ‫فيه‬ ‫جدت‬ُ‫و‬
‫السفن‬ ‫برامج‬ ‫وفي‬ ‫الجغرافية‬ ‫الخريطة‬ ‫في‬ ‫وجدت‬ ‫كما‬ ‫الروح‬ ‫وفي‬ ،‫الضمير‬
)‫والطائرات‬
‫ألنفسنا‬ ‫نجد‬ ‫عنه‬ ‫بحثنا‬ ‫وفي‬ ‫لغيرنا‬ ‫الخير‬ ‫حبنا‬ ‫في‬ ‫(إننا‬ : )‫(أرسطو‬ ‫ويقول‬
)‫خيرا‬
‫أن‬ ‫على‬ ‫لنفسي‬ ‫كلها‬ ‫الحكمة‬ ‫أعطيت‬ ‫لو‬ ( :)‫(سكنا‬ ‫وقال‬
‫استأثر‬
‫عن‬ ‫وامنعها‬ ‫بها‬
)‫الحكمة‬ ‫لكرهت‬ ‫اإلنسانية‬ ‫بني‬ ‫إخوتي‬
‫في‬ ‫موجودة‬ ‫المثل‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫لقد‬
‫معدودين‬ ‫أشخاص‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫الغرب‬
،
‫وهي‬
‫حضارتنا‬ ‫وقدمتها‬ ‫ديننا‬ ‫أقرها‬ ‫التي‬ ‫القيم‬
،
‫يمثله‬ ‫عريض‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫فكانت‬
‫رجاال‬ ً‫ا‬‫وصغار‬ ‫كبارا‬ ‫كثيرون‬ ‫خلق‬ ‫تقديمها‬ ‫في‬ ‫ويتبارى‬ ، ‫كبير‬ ‫مجتمع‬
!..ً‫ء‬‫ونسا‬
‫القرآن‬ ‫أقره‬ ‫عما‬ ‫يعبروا‬ ‫أن‬ ‫الحكماء‬ ‫هؤالء‬ ‫حاول‬ ‫لقد‬
‫الكريم‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫وصوره‬
‫آياته‬ ‫في‬
‫المحكمات‬
‫المؤمنين‬ ‫بين‬ ‫العالقة‬ ‫طبيعة‬ ‫عن‬
،
‫السامية‬ ‫العالقة‬ ‫تلك‬
‫(إنما‬ :‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫الذات‬ ‫وحب‬ ‫والتعالي‬ ‫واألنانية‬ ‫األثرة‬ ‫من‬ ‫تتجرد‬ ‫التي‬ ‫الراقية‬
‫ا‬ ‫كانت‬ ‫ولقد‬ )‫إخوة‬ ‫المؤمنون‬
‫الكلمة‬ ‫بمعنى‬ ‫كائنة‬ ‫بينهم‬ ‫ألخوة‬
،
‫تحقيقها‬ ‫التزموا‬
‫والزكاة‬ ‫الصالة‬ ‫تحقيق‬ ‫التزموا‬ ‫كما‬
،‫له‬ ‫مثيل‬ ‫ال‬ ‫طور‬ ‫إلى‬ ‫بينهم‬ ‫تعدت‬ ‫حتى‬ ،
.‫وماله‬ ‫بنفسه‬ ‫أخاه‬ ‫يفدي‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫فكان‬
‫وثالثون‬ ‫نيف‬ ‫عنده‬ ‫اجتمع‬ ‫أنه‬ ‫األنطاكي‬ ‫الحسن‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫يروى‬ ‫ما‬ ‫جميل‬ ‫ومن‬
‫وجلسوا‬ ،‫السراج‬ ‫وأطفأوا‬ ‫فكسروها‬ ،‫ا‬ً‫ع‬‫شب‬ ‫تكفيهم‬ ‫ال‬ ‫معدودة‬ ‫أرغفة‬ ‫لهم‬ ً
‫رجال‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
22
‫ًا‬‫د‬‫أح‬ ‫ألن‬ ،‫شيء‬ ‫منها‬ ‫ينقص‬ ‫لم‬ ‫محلها‬ ‫األرغفة‬ ‫فإذا‬ ‫السفرة؛‬ ‫رفعت‬ ‫فلما‬ ،‫لألكل‬
‫لآل‬ ‫ا‬ً‫إيثار‬ ‫يأكل‬ ‫لم‬ ‫منهم‬
‫ا‬ً‫ع‬‫جمي‬ ‫يأكلوا‬ ‫حتى‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫خرين‬
!.
‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫الهجرة‬ ‫وفي‬
،
‫سوى‬ ‫الدنيا‬ ‫متاع‬ ‫من‬ ‫يحملون‬ ‫ال‬ ‫األول‬ ‫المسلمون‬ ‫كان‬
‫وعد‬ ‫بما‬ ‫وثقتهم‬ ،‫المنهكة‬ ‫وأجسادهم‬ ،‫البالية‬ ‫ثيابهم‬
‫النبي‬ ‫فشاهد‬ ،‫سبحانه‬ ‫ربهم‬ ‫هم‬
‫لألنصار‬ ‫األخوي‬ ‫نداءه‬ ‫فكان‬ ‫حالهم‬
،
‫لتطبي‬ ‫فيه‬ ‫دعا‬ ‫والذي‬
‫بينهم‬ ‫األخوة‬ ‫مبدأ‬ ‫ق‬
‫وبين‬
:‫المهاجرين‬
‫ال‬ ‫وجاءوكم‬ ،‫واألوالد‬ ‫األموال‬ ‫تركوا‬ ‫(إخوانكم‬
‫فهال‬ ‫الزراعة؛‬ ‫يعرفون‬
‫قالوا‬ ‫قاسمتموهم؟‬
:
‫األموال‬ ‫نقسم‬ !‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ،‫نعم‬
‫با‬ ‫وبينهم‬ ‫بيننا‬
‫فقال‬ ،‫لسوية‬
‫النبي‬ ‫لهم‬
‫(تقاسموهم‬ :‫قال‬ ‫هللا؟‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫وما‬ :‫قالوا‬ ‫ذلك؟‬ ‫غير‬ َ‫أو‬ ( :
:‫قالوا‬ ،‫الثمر‬
.‫الجنة‬ ‫لكم‬ ‫بأن‬ :‫قال‬ ‫بم؟‬ ،‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ‫نعم‬
"
1
‫أفراده‬ ‫وصف‬ ‫حينما‬ ‫تعالى‬ ‫ربه‬ ‫من‬ ‫اإلشادة‬ ‫ونال‬ ‫األول‬ ‫المجتمع‬ ‫هذا‬ ‫نجح‬ ‫وهكذا‬
ِ‫ه‬ِ‫س‬ْ‫ف‬َ‫ن‬ َّ‫ح‬ُ‫ش‬ َ‫ُوق‬‫ي‬ ْ‫ن‬َ‫م‬ َ‫و‬ ٌ‫ة‬َ‫ص‬‫ا‬َ‫ص‬َ‫خ‬ ْ‫م‬ِ‫ه‬ِ‫ب‬ َ‫ان‬َ‫ك‬ ْ‫و‬َ‫ل‬ َ‫و‬ ْ‫م‬ِ‫ه‬ِ‫س‬ُ‫ف‬ْ‫ن‬َ‫أ‬ ‫ى‬َ‫ل‬َ‫ع‬ َ‫ون‬ُ‫ر‬ِ‫ث‬ْ‫ُؤ‬‫ي‬ َ‫(و‬ :‫تعالى‬ ‫بقوله‬
)َ‫ون‬ُ‫ح‬ِ‫ل‬ْ‫ف‬ُ‫م‬ْ‫ال‬ ُ‫م‬ُ‫ه‬ َ‫ِك‬‫ئ‬َ‫ل‬‫و‬ُ‫أ‬َ‫ف‬
2
‫منهم‬ ‫لكل‬ ‫وكان‬ ،‫والشرف‬ ‫الفضل‬ ‫في‬ ‫يتسابقون‬ ‫أمية‬ ‫وبنو‬ ‫هاشم‬ ‫بنو‬ ‫كان‬ ‫لقد‬
‫تغ‬ ‫طريقة‬
‫السباق‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫اآلخرين‬ ‫طريقة‬ ‫اير‬
‫منهم‬ ‫أفطن‬ ‫كانوا‬ ‫هاشم‬ ‫بنو‬ ‫ولكن‬ ،
‫الن‬ ‫السلوك‬ ‫إلى‬
‫الناس‬ ‫بين‬ ‫مكانتهم‬ ‫عزز‬ ‫الذي‬ ‫جيب‬
،
‫غيرهم‬ ‫في‬ ‫يفكرون‬ ‫كانوا‬
،
‫والمناقب‬ ‫الخالئق‬ ‫(في‬ ‫بينهما‬ ‫الفرق‬ ‫وضح‬ ‫لقد‬ ..‫ذواتهم‬ ‫في‬ ‫ففكروا‬ ‫أمية‬ ‫بنو‬ ‫أما‬
‫ه‬‫الحق‬ ‫ونصرة‬ ‫النجدة‬ ‫إلى‬ ً‫ا‬‫اع‬‫ه‬‫شر‬ ‫الهاشميون‬ ‫فكان‬ ،‫الم‬‫ه‬‫س‬‫اإل‬ ‫قبل‬ ‫هة‬‫ي‬‫الجاهل‬ ‫في‬
‫عليه‬ ‫والتعاون‬
،
‫كذلك‬ ‫هة‬‫ي‬‫م‬ُ‫ا‬ ‫بنو‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬
‫نهض‬ ‫الذي‬ ‫الفضول‬ ‫حلف‬ ‫عن‬ ‫فوا‬‫ه‬‫فتخل‬ ،
:‫ريش‬ُ‫ق‬ ‫رؤساء‬ ‫من‬ ‫نخبة‬ ‫فيه‬ ‫اتفق‬ ‫الذي‬ ‫الحلف‬ ‫وهو‬ ،‫وحلفاؤهم‬ ‫هاشم‬ ‫بنو‬ ‫به‬
‫المعاش‬ ‫في‬ ‫بالتآسي‬ ‫أنفسهم‬ ‫وليأخذن‬ ،‫ه‬‫ه‬‫ق‬‫ح‬ ‫إليه‬ ‫هوا‬‫د‬‫يؤ‬ ‫ى‬‫ه‬‫ت‬‫ح‬ ‫المظلوم‬ ‫مع‬ ‫ليكونن‬
‫الضعيف‬ ‫لم‬ُ‫ظ‬ ‫من‬ ‫ه‬‫ي‬‫القو‬ ‫وليمنعن‬ ،‫المال‬ ‫في‬ ‫والتساهم‬
،
‫عنف‬ ‫من‬ ‫والقاطن‬
‫الغريب‬
،
‫من‬ ‫بضاعة‬ ‫اشترى‬ ‫وائل‬ ‫بن‬ ‫العاص‬ ‫ه‬‫ألن‬ ‫الحلف؛‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫واتفقوا‬
1
-
‫األلباني‬ ‫صححه‬
2
-
:‫الحشر‬
9
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
23
‫وأعطوه‬ ‫القرشي‬ ‫على‬ ‫الغريب‬ ‫جل‬‫ه‬‫الر‬ ‫فنصروا‬ ،‫بثمنها‬ ‫ولواه‬ ‫زبيدي‬ ‫رجل‬
)‫ه‬‫ه‬‫ق‬‫ح‬
1
)‫الطعيمي‬ ‫(أمل‬ ‫الكاتبة‬ ‫تقول‬
‫أخرى‬ ‫بجانب‬ ‫بسيارتك‬ ‫مررت‬ ‫مرة‬ ‫كم‬ ً ‫مثال‬ ‫(خذ‬ :
‫العون‬ ‫يطلب‬ ‫وقف‬ ‫وصاحبها‬ ‫معطلة‬
،
‫بالتوقف‬ ‫تفكر‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫مسيرك‬ ‫وأكملت‬
‫عليه‬ ‫تعرض‬ ‫ولم‬ ‫ثقيلة‬ ‫أحماال‬ ‫يحمل‬ ‫وهو‬ ‫أحدهم‬ ‫رأيت‬ ‫مرة‬ ‫وكم‬ ،!‫للمساعدة‬
‫بعد‬ ‫عن‬ ‫للموقف‬ ‫ينظر‬ ‫من‬ ‫تجعل‬ ‫التي‬ ‫المواقف‬ ‫هذه‬ ‫هي‬ ‫كثيرة‬ ،!‫المشاركة‬
‫اإلسالمية‬ ‫للقيم‬ ‫االمتثال‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫العون‬ ‫يد‬ ‫مد‬ ‫في‬ ‫الرغبة‬ ‫ضاعت‬ ‫أين‬ ‫يتساءل‬
‫؟‬ ‫والمساعدة‬ ‫واإليثار‬ ‫واإلغاثة‬ ‫والتراحم‬ ‫التعاون‬ ‫في‬ ‫العظيمة‬
‫مدرسته‬ ‫من‬ ‫خرج‬ ‫كفيف‬ ‫شاب‬ ‫هذا‬
،
‫بالجوع‬ ‫شعر‬ ‫الحافلة‬ ‫في‬ ‫وجوده‬ ‫وأثناء‬
‫لبيته‬ ‫وصوله‬ ‫من‬ ‫وقت‬ ‫أقرب‬ ‫في‬ ‫للغداء‬ ‫وجبته‬ ‫وصول‬ ‫ليضمن‬ ‫بالمطعم‬ ‫واتصل‬
‫خرج‬ ،‫الوجبة‬ ‫وصلت‬ ‫بدقائق‬ ‫وبعدها‬ ‫بيته‬ ‫إلى‬ ‫وصل‬ ‫وفعال‬ ،‫بمفرده‬ ‫يعيش‬ ‫حيث‬
‫هو‬ ‫بقي‬ ،‫خلفه‬ ‫للشقة‬ ‫الحديدي‬ ‫الباب‬ ‫انغالق‬ ‫صوت‬ ‫سمع‬ ‫ما‬ ‫وسرعان‬ ‫الستالمها‬
‫رجل‬ ‫له‬ ‫فطن‬ ‫الجوع‬ ‫وحرارة‬ ‫الشمس‬ ‫حرارة‬ ‫يكابد‬ ‫وهو‬ ،‫الخارج‬ ‫في‬ ‫ووجبته‬
‫التوصيل‬ ‫خدمة‬
،
:‫وقال‬ ‫باألمر‬ ‫وعرف‬ ‫نحوه‬ ‫تقدم‬ ‫جاره‬ ‫من‬ ‫العون‬ ‫له‬ ‫فطلب‬
‫آلخر‬ ‫خطوات‬ ‫سمع‬ ‫بلحظات‬ ‫بعدها‬ ،‫رجعة‬ ‫بال‬ ‫وذهب‬ ‫أفعل؟‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫وماذا‬
‫للمساعدة‬ ‫طلبا‬ ‫فناداه‬
،
‫ولم‬ ‫ذهب‬ ‫ولكنه‬ ،‫إليك‬ ‫وأعود‬ ‫سأذهب‬: ‫اآلخر‬ ‫له‬ ‫وقال‬
..‫يعد‬
‫المدرسي‬ ‫دوامه‬ ‫عناء‬ ‫بعد‬ ‫مجهدا‬ ‫واقفا‬ ‫الشاب‬ ‫زال‬ ‫وما‬
،
‫وحرارة‬ ‫وجوعه‬
..‫عنيد‬ ‫صلب‬ ‫والباب‬ ‫بالداخل‬ ‫هاتفه‬ ،‫الحارقة‬ ‫الشمس‬
‫سخره‬ ‫بشخص‬ ‫فإذا‬ ‫دقائق‬
‫المحاولة‬ ‫تفلح‬ ‫ولم‬ ‫الباب‬ ‫مع‬ ‫قليال‬ ‫وحاول‬ ‫باألمر‬ ‫عرف‬ ،‫له‬ ‫هللا‬
،
‫على‬ ‫فعرض‬
،‫للباب‬ ‫يعودوا‬ ‫ثم‬ ‫قليال‬ ‫ويرتاح‬ ‫طعامه‬ ‫يأكل‬ ‫حتى‬ ‫سكنه‬ ‫إلى‬ ‫يرافقه‬ ‫أن‬ ‫الشاب‬
‫معدودة‬ ‫دقائق‬ ‫إال‬ ‫هي‬ ‫وما‬ ‫الشاب‬ ‫ذهب‬ ،‫االنتظار‬ ‫وقرر‬ ‫شكره‬ ‫الشاب‬ ‫ولكن‬
‫آخر‬ ‫صديق‬ ‫ومعه‬ ‫ليعود‬
،
‫وأخيرا‬ ‫ووقتا‬ ‫جهدا‬ ‫بذلوا‬ ‫الباب‬ ‫فتح‬ ‫بها‬ ‫يحاولون‬ ‫وآلة‬
‫لشكر‬ ‫استمع‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫يقول‬ ‫وأحدهم‬ ،‫بمساعدتهم‬ ‫الباب‬ ‫فتح‬
‫له‬ ‫الشاب‬
:
‫أخي‬ ‫يا‬
1
-
‫الشهداء‬ ‫أبو‬ ‫الحسين‬
-
‫العقاد‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
24
‫نحن‬ ‫حقا‬ ‫هل‬ ‫الجميلة؟‬ ‫البسيطة‬ ‫المقولة‬ ‫هذه‬ ‫نطبق‬ ‫كلنا‬ ‫فهل‬ )‫لبعضيها‬ ‫(الناس‬
)‫لبعضيها‬ ‫(الناس‬ ‫بمقتضاها‬ ‫وعاملون‬ ‫بها‬ ‫مقتنعون‬
‫شاعرة‬ ‫طفولة‬
‫هللا‬ ‫أعز‬
،‫اإلحساس‬ ‫عالم‬ ‫في‬ ‫بي‬ ‫تزج‬ ‫كانت‬ ‫حينما‬ ‫أذكرها‬ ‫زلت‬ ‫فال‬ ..‫أمي‬
‫قيمة‬ ‫على‬ ‫فطرني‬ ‫الذي‬ ،‫اإلنساني‬ ‫عملها‬ ‫في‬ ‫وتجندني‬
‫اإلحسان‬
‫واإلحساس‬
،
‫كانت‬
‫ال‬ ‫وتواسي‬ ‫المكروب‬ ‫وتغيث‬ ‫البر‬ ‫وتفعل‬ ‫الخير‬ ‫تحب‬
‫مرضى‬
،
ً‫ال‬‫سائ‬ ‫ترد‬ ‫ال‬
‫لسد‬ ‫تستطيعه‬ ‫ما‬ ‫وتبذل‬ ،‫والمحتاجين‬ ‫المعوذين‬ ‫على‬ ‫شفق‬ُ‫ت‬ ،‫بيتنا‬ ‫باب‬ ‫طرق‬
.‫حاجتهم‬
‫ما‬
‫أطباقه‬ ‫وتصف‬ ،‫منه‬ ‫الشهي‬ ‫وتطهو‬ ‫الطعام‬ ‫تعد‬ ‫كانت‬ ‫حينما‬ ‫أذكرها‬ ‫زلت‬
‫في‬ ‫وتضعه‬ ،‫جيدة‬ ‫محكمة‬ ‫بطريقة‬
:‫لي‬ ‫وتقول‬ ‫يدي‬
‫لخالتك‬ ‫واعطه‬ ‫بهذا‬ ‫اذهب‬
‫فالنة‬
،
‫كنت‬ ‫خطوة‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫أعلم‬ ‫أكن‬ ‫ولم‬ ،‫طريقي‬ ‫في‬ ‫وأسير‬ ‫الطعام‬ ‫وأحمل‬
‫ك‬ ،‫أخطوها‬
‫الخير‬ ‫حب‬ ‫نفسي‬ ‫في‬ ‫معها‬ ‫يتعاظم‬ ‫ان‬
‫و‬ ،
‫شعوري‬ ‫قريحتي‬ ‫في‬ ‫ينمو‬
‫باآلخرين‬
،
‫اإلنساني‬ ‫لمساته‬ ‫أعلى‬ ‫الموقف‬ ‫يبلغ‬ ‫ثم‬
‫باب‬ ‫أطرق‬ ‫حينما‬ ،‫ة‬
‫السيدة‬
‫الفقيرة‬
‫تراني‬ ‫و‬ ‫بابها‬ ‫تفتح‬ ‫أن‬ ‫فما‬ ،‫أمي‬ ‫أعدته‬ ‫الذي‬ ‫الطعام‬ ‫وأسلمها‬ ،
،
‫تأخذ‬ ‫حتى‬
‫و‬ ، ‫شديد‬ ‫بلهف‬ ‫يدي‬ ‫في‬ ‫ما‬
‫عميقة‬ ‫قوية‬ ‫بدعوات‬ ‫لسانها‬ ‫يسترسل‬
ً‫ا‬‫أبد‬ ‫أظن‬ ‫ال‬ ،
‫ف‬ ‫من‬
‫يردها‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫أن‬ ‫حرارتها‬ ‫رط‬
،
‫ألن‬
‫ه‬
‫وامتزجت‬ ،‫مسكين‬ ‫قلب‬ ‫من‬ ‫نبعت‬ ‫ا‬
‫بالرجاء‬
‫واالمتنان‬
.
‫سيرته‬ ‫وفي‬ )‫السحار‬ ‫جودة‬ ‫الحميد‬ ‫(عبد‬ ‫الكبير‬ ‫األديب‬ ‫حياة‬ ‫لرحلة‬ ‫قراءتي‬ ‫في‬
‫المفعمة‬ ‫الطفولة‬ ‫هذه‬ ‫نظري‬ ‫لفت‬ ،‫صباه‬ ‫مرحلة‬ ‫وفي‬ )‫حياتي‬ ‫(هذه‬ ‫الذاتية‬
‫يرقى‬ ‫أن‬ ‫الطفل‬ ‫لهذا‬ ‫فكيف‬ ،‫الناس‬ ‫تجاه‬ ‫النبيلة‬ ‫والمشاعر‬ ‫واإلحسان‬ ‫باإلحساس‬
‫تسود‬ ‫أن‬ ‫نرجو‬ ‫سامية‬ ‫لمواقف‬ ‫فيترجمها‬ ‫العالية؟‬ ‫الفضائل‬ ‫لهذه‬
‫تصرفاتنا‬ ‫في‬
‫حياتنا‬ ‫وكل‬ ‫وسلوكنا‬
،
‫به‬ ‫ألمت‬ ‫حوله‬ ‫ممن‬ ً‫ا‬‫أحد‬ ‫رأى‬ ‫إذا‬ ‫ينكسر‬ ‫كان‬ ‫قلبه‬ ‫إن‬
‫من‬ ‫أكثر‬ ‫وفي‬ ،ً‫ا‬‫مهموم‬ ً‫ا‬‫حزين‬ ‫وصار‬ ‫السعادة‬ ‫جافته‬ ‫أو‬ ‫الفقر‬ ‫أذله‬ ‫أو‬ ‫مشكلة‬
‫السحار‬ ‫الصبي‬ ‫يصف‬ ‫مشهد‬
،
،‫المشكالت‬ ‫وأصحاب‬ ،‫المحتاجين‬ ‫آلالم‬ ‫تألم‬ ‫كيف‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
25
‫يساعدهم‬ ‫وكيف‬ ، ‫أزمتهم‬ ‫من‬ ‫المخرج‬ ‫ليجد‬ ‫والبحث‬ ‫التفكير‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫ويجهد‬
!‫؟‬ ‫محنتهم‬ ‫ليتجاوزوا‬
‫ككاتب‬ ‫نفسه‬ ‫السحار‬ ‫يغفل‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ،‫كقراء‬ ‫نغفل‬ ‫ال‬ ‫المثالية‬ ‫المواقف‬ ‫هذه‬ ‫وفوق‬
،
‫أن‬
! ‫ألسبابها‬ ‫يعزونا‬
‫الكبيرة‬ ‫الطفولة‬ ‫فهذه‬
،
‫العظيمة‬ ‫بتصرفاتها‬
‫العالية‬ ‫اإلنسانية‬ ‫معالم‬ ‫فيها‬ ‫غرس‬ ‫ما‬ ،
‫ال‬ ‫والسلوك‬ ‫الحسنة‬ ‫بالقدوة‬ ‫ولده‬ ‫تعليم‬ ‫استطاع‬ ‫صالح‬ ‫والد‬ ‫إال‬
‫يكون‬ ‫أن‬ ،‫رشيد‬
‫طفولته‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫إنسان‬
‫بها‬ ‫يحيط‬ ‫بما‬ ‫األحيان‬ ‫أغلب‬ ‫في‬ ‫تبالي‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫الطفولة‬ ‫تلك‬ ،
.‫وأزمات‬ ‫مشكالت‬ ‫من‬
‫ال‬ ‫كلهم‬ ‫البيت‬ ‫أهل‬ ‫كان‬ ‫وكيف‬ ،‫نفسه‬ ‫في‬ ‫وأسرته‬ ‫أبويه‬ ‫تأثير‬ ‫يروي‬ ‫هو‬ ‫فها‬
‫أ‬ ‫عن‬ ‫يغيب‬
‫منها‬ ‫والخوف‬ ‫النار‬ ‫ذكر‬ ‫لسنتهم‬
.
‫البيت‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫نحتك‬ ‫من‬ ‫فكل‬ ، ً‫ا‬‫أبد‬ ‫ضمائرنا‬ ‫في‬ ‫جهنم‬ ‫نار‬ ‫تخمد‬ ‫لم‬ ":‫يقول‬
‫واحدة‬ ‫دار‬ ‫في‬ ‫معنا‬ ‫يسكن‬ ‫الذي‬ ‫وعمي‬ ‫وجدتي‬ ‫وأمي‬ ‫أبي‬ ‫وكان‬ ،‫يذكرها‬ ‫يفتأ‬ ‫ال‬
‫في‬ ‫والنار‬ ‫الجنة‬ ‫فقامت‬ ، ‫أعماقنا‬ ‫في‬ ‫الخير‬ ‫بذور‬ ‫الطيبة‬ ‫بأفعالهم‬ ‫يبذرون‬
‫وعقوبة‬ ‫مثوبة‬ ‫فعل‬ ‫لكل‬ ‫أن‬ ‫مدارك‬ ‫لنا‬ ‫كانت‬ ‫مذ‬ ‫وعرفنا‬ ‫جنب‬ ‫إلى‬ ً‫ا‬‫جنب‬ ‫سرائرنا‬
".‫واآلخرة‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬
، ‫مواعيدها‬ ‫في‬ ‫المدرسية‬ ‫األقساط‬ ‫سداد‬ ‫على‬ ‫لقادري‬ ‫إال‬ ‫التعليم‬ ‫كان‬ ‫"ما‬: ‫يقول‬
‫سداد‬ ‫عن‬ ‫عجز‬ ‫الذي‬ ‫االبتدائية‬ ‫الثالثة‬ ‫السنة‬ ‫في‬ ‫جاري‬ ‫أنسى‬ ‫أن‬ ‫أستطيع‬ ‫وال‬
‫فصلنا‬ ‫إلى‬ ‫المدرسة‬ ‫ناظر‬ ‫وجاء‬ ، ‫أبيه‬ ‫لوفاة‬ ‫المصاريف‬
،
‫يغادر‬ ‫أن‬ ‫منه‬ ‫وطلب‬
‫ثالثة‬ ‫يسدد‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫وكان‬ ، ‫المصاريف‬ ‫معه‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫يعود‬ ‫وأال‬ ‫المدرسة‬
‫حنيهات‬
،
‫مقعده‬ ‫من‬ ‫فخرج‬ ،‫المبلغ‬ ‫تدبير‬ ‫عن‬ ‫عجزت‬ ‫أسرته‬ ‫موارد‬ ‫كل‬ ‫ولكن‬
‫الصفوف‬ ‫بين‬ ‫وسار‬
‫مطأطئ‬
‫الدموع‬ ‫يسح‬ ‫الرأس‬
،
‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫قلبي‬ ‫غاص‬
‫الحزن‬ ‫غير‬ ‫ألملك‬ ‫أكن‬ ‫لم‬ ‫؛‬ ‫أشالء‬ ‫يتمزق‬ ‫أن‬ ‫وكاد‬
،
‫أمسح‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫أصغر‬ ‫وكنت‬
‫المذلة‬ ‫تلك‬ ‫عنه‬
،
‫أبي‬ ‫أفاتح‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫وفكرت‬
‫يسدد‬ ‫أن‬ ‫أسأله‬ ‫وأن‬ ‫الموضوع‬ ‫في‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
26
‫المبلغ‬
،
‫فاتحته‬ ‫كنت‬ ‫لو‬ ‫ولكن‬ ، ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫ليحجم‬ ‫أبي‬ ‫كان‬ ‫وما‬
،
‫علي‬ ً‫ا‬‫قادر‬ ‫أكان‬
"‫الحكومة‬ ‫مدارس‬ ‫في‬ ‫دفعها‬ ‫عن‬ ‫العاجزين‬ ‫كل‬ ‫مصاريف‬ ‫يسد‬ ‫أن‬
‫الطفولة‬ ‫أصدقاء‬ ‫من‬ ‫صديق‬ ‫مختار‬ ‫حالة‬ ‫يصف‬ ‫ثم‬
،
‫والده‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫نشب‬ ‫حينما‬
‫أطلق‬ ‫حتى‬ ‫وثاقه‬ ‫فك‬ ‫أن‬ ‫وما‬ ،ً‫ا‬‫ضرب‬ ‫عليه‬ ‫ينهال‬ ‫وأخذ‬ ‫شجرة‬ ‫في‬ ‫ربطه‬ ‫الذي‬
‫البيت‬ ‫من‬ ‫وطفش‬ ‫للريح‬ ‫قدميه‬
،
‫الشوار‬ ‫في‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫وهام‬
ً‫ا‬‫طريد‬ ‫والحارات‬ ‫ع‬
ً‫ا‬‫جائع‬ ً‫ا‬‫شريد‬
‫عضه‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬ ، ‫القارس‬ ‫الشتاء‬ ‫في‬ ‫لحمه‬ ‫على‬ ‫جلبابا‬ ‫يرتدي‬ ..
‫يقابله‬ ‫بقال‬ ‫أي‬ ‫دكان‬ ‫من‬ ‫عيش‬ ‫رغيف‬ ‫خطف‬ ‫الجوع‬
،
‫شراهة‬ ‫في‬ ‫يلتهمه‬ ‫وراح‬
،
‫احتج‬ ‫لو‬ ‫أنه‬ ‫يعلم‬ ‫فهو‬ ، ً‫ا‬‫غيظ‬ ‫أو‬ ً‫ا‬‫عطف‬ ‫أحس‬ ‫وقد‬ ‫صمت‬ ‫في‬ ‫ينظر‬ ‫والبقال‬
،
‫أو‬
‫استياء‬ ‫بادرة‬ ‫منه‬ ‫بدرت‬
،
.‫عين‬ ‫بعد‬ ً‫ا‬‫أثر‬ ‫الدكان‬ ‫فسيصبح‬
‫فرأيت‬ ، ‫الظاهر‬ ‫سكة‬ ‫شارع‬ ‫إلى‬ ‫الكوة‬ ‫جنينة‬ ‫شارع‬ ‫شارعنا‬ ‫من‬ ‫وخرجت‬
‫عليه‬ ‫والح‬ ، ‫العاري‬ ‫صدره‬ ‫ظهر‬ ‫وقد‬ ‫جلبابه‬ ‫يرتدي‬ ‫وهو‬ ‫يتلفت‬ ‫قادما‬ ‫مختار‬
‫أستطع‬ ‫لم‬ ‫عليه‬ ‫شفقة‬ ‫جوانحي‬ ‫في‬ ‫وثارت‬ ، ‫الجوع‬ ‫من‬ ‫يموت‬ ‫يكاد‬ ‫إنه‬ ، ‫الهزال‬
،‫اليومي‬ ‫مصروفي‬ ‫أمي‬ ‫من‬ ‫وطلبت‬ ‫دارنا‬ ‫إلى‬ ‫فعدت‬ ،‫اليدين‬ ‫مكتوف‬ ‫أقف‬ ‫أن‬
‫أشياء‬ ‫به‬ ‫تشتري‬ ‫أن‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الممكن‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ، ً‫ا‬‫صاغ‬ ً‫ا‬‫قرش‬ ‫وكان‬
.‫كثيرة‬
‫واشتريت‬ ،‫الحي‬ ‫في‬ ‫بقال‬ ‫أقرب‬ ‫إلى‬ ‫أعدو‬ ‫ورحت‬ ً‫ا‬‫قفز‬ ‫الدرج‬ ‫في‬ ‫وهبطت‬
‫يذرع‬ ‫وهو‬ ‫قلق‬ ‫في‬ ‫مختار‬ ‫أرصد‬ ‫وكنت‬ ،‫رومي‬ ‫وجبنة‬ ‫فينو‬ ‫عيش‬ ‫بالقرش‬
.‫مكان‬ ‫أي‬ ‫في‬ ‫طعام‬ ‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫الجوع‬ ‫عضه‬ ‫كحيوان‬ ‫هدف‬ ‫دون‬ ‫الشارع‬
‫إلى‬ ‫السندويتش‬ ‫أقدم‬ ‫أن‬ ‫الشجاعة‬ ‫نفسي‬ ‫في‬ ‫أجد‬ ‫لم‬ ، ‫برهة‬ ‫مكاني‬ ‫في‬ ‫وقفت‬
‫أمام‬ ‫دائما‬ ‫أضعف‬ ‫فإنني‬ ، ‫شديد‬ ‫خجل‬ ‫واعتراني‬ ‫نفسي‬ ‫تقاصرت‬ ‫فقد‬ ‫مختار‬
.‫إنسان‬ ‫أي‬ ‫إحساسات‬ ‫جرح‬
‫كرامتي‬ ‫يجرح‬ ‫تافه‬ ‫تصرف‬ ‫أي‬ ‫إن‬ ،‫الكرامة‬ ‫بمرض‬ ‫مريض‬ ‫إنني‬
،
‫يصيبني‬
‫كرامة‬ ‫أجرح‬ ‫أن‬ ‫الجهد‬ ‫وسعني‬ ‫ما‬ ‫أتحاشى‬ ‫لذلك‬ ،‫طاغية‬ ‫ثورة‬ ‫في‬ ‫ويولد‬ ‫بحنق‬
.!‫مختار؟‬ ‫كرامة‬ ‫أجرح‬ ‫ال‬ ‫حتى‬ ‫أفعل‬ ‫فماذا‬ ، ‫الناس‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
27
‫في‬ ‫السندويتش‬ ‫أرفع‬ ‫وأنا‬ ‫مختار‬ ‫فيه‬ ‫يسير‬ ‫الذي‬ ‫العكسي‬ ‫االتجاه‬ ‫في‬ ‫وسرت‬
‫يدي‬
،
‫عرض‬ ‫في‬ ‫بمختار‬ ‫التقيت‬ ‫فلما‬ ، ‫طريقي‬ ‫لي‬ ‫تنير‬ ‫شمعة‬ ‫أحمل‬ ‫كنت‬ ‫كأنما‬
‫الطريق‬
،
‫رأى‬
‫السندويتش‬ ‫وخطف‬ ‫علي‬ ‫فانقض‬ ‫يدي‬ ‫في‬ ‫أحمل‬ ‫ما‬
،
‫يلتهمه‬ ‫وراح‬
‫وأنا‬ ‫شراهة‬ ‫في‬
‫أ‬
.‫إليه‬ ‫السندويتش‬ ‫تقديم‬ ‫حرج‬ ‫علي‬ ‫وفر‬ ‫فقد‬ ، ‫فرح‬ ‫في‬ ‫رقبه‬
‫يخطفه‬ ‫وأن‬ ‫يدي‬ ‫في‬ ‫السندويتش‬ ‫أحمل‬ ‫أن‬ ‫صباح‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫عادتي‬ ‫وصارت‬
‫أهله‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ‫مختار‬ ‫عاد‬ ‫حتى‬ ،‫مني‬ ‫مختار‬
‫عاد‬ ‫وكيف‬ ‫عاد‬ ‫متى‬ ‫أدري‬ ‫وال‬ ،
‫؟‬
‫من‬ ‫كابدته‬ ‫ما‬ ‫أقسى‬ ‫وكان‬ ، ‫الشتاء‬ ‫فترة‬ ‫اليومي‬ ‫مصروفي‬ ‫من‬ ‫حرمني‬ ‫فقد‬
‫حرمان‬
،
‫أنقذ‬ ‫أنني‬ ‫عزائي‬ ‫وكل‬ ، ‫السينما‬ ‫إلى‬ ‫أذهب‬ ‫لم‬ ‫المدة‬ ‫تلك‬ ‫طوال‬ ‫أنني‬
‫على‬ ‫والمحال‬ ، ‫الجوع‬ ‫من‬ ‫يموت‬ ‫أن‬ ‫أقسى‬ ‫فما‬ ،ً‫ا‬‫جوع‬ ‫يموت‬ ‫أن‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫إنسان‬
".‫بالخيرات‬ ‫مليئة‬ ‫الطريق‬ ‫جانبي‬
‫يخشى‬ ‫كان‬ ‫وكيف‬ ‫تفكيره‬ ‫في‬ ‫وتأمل‬
‫جرح‬ ‫إلى‬ ‫اإلحساس‬ ‫فرط‬ ‫يتحول‬ ‫أن‬
‫النهار‬ ‫يمضون‬ ‫سننا‬ ‫مثل‬ ‫في‬ ‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫قاسم‬ ‫عمي‬ ‫أوالد‬ ‫كان‬ ":‫يقول‬ ‫اإلحساس‬
‫لنا‬ ‫تطرح‬ ‫مراتب‬ ‫على‬ ‫معهم‬ ‫ننام‬ ‫فكنا‬ ، ‫جدي‬ ‫عند‬ ‫يبيتون‬ ‫كانوا‬ ‫ما‬ ً‫ا‬‫وكثير‬ ‫معنا‬
‫على‬ ‫ننام‬ ‫كنا‬ ، ‫الكبير‬ ‫عددنا‬ ‫تكفي‬ ‫سرائر‬ ‫كله‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫فما‬ ، ‫األرض‬ ‫على‬
‫وكانت‬ ،‫بيده‬ ‫عمي‬ ‫أبناء‬ ‫يطعم‬ ‫جدي‬ ‫وكان‬ ، ‫الصفيح‬ ‫علبة‬ ‫في‬ ‫كالسردين‬ ‫مرتين‬
‫صغيرة‬ ‫هندية‬ ‫طاسة‬ ‫في‬ ‫تضعها‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫بالفلوس‬ ‫عليهم‬ ‫تبخل‬ ‫ال‬ ‫جدتي‬
،
‫أحفادها‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫يدخل‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫وتوزعها‬
،
، ‫وبنات‬ ‫بنين‬ ‫من‬ ‫أكثرهم‬ ‫وما‬
‫في‬ ‫يبالغ‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫وكان‬ ، ‫عطف‬ ‫في‬ ‫بيده‬ ‫رؤوسهم‬ ‫يمسح‬ ‫أبي‬ ‫وكان‬
‫سني‬ ‫صغر‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ ‫كنت‬ ‫وما‬ ،‫أيتام‬ ‫ألنهم‬ ‫إكرامهم‬
،
‫لذلك‬ ‫أستريح‬
‫فيه‬ ‫المبالغ‬ ‫العطف‬
،
‫بيننا‬ ‫ويظهرهم‬ ‫األطفال‬ ‫شعور‬ ‫يجرح‬ ‫أنه‬ ‫أستشعر‬ ‫كنت‬ ‫فقد‬
"‫الضعفاء‬ ‫بمظهر‬
‫اإلنس‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫لآلخرين‬ ‫وحبه‬ ‫مشاعره‬ ‫في‬ ‫السحار‬ ‫تعدى‬ ‫بل‬
‫ان‬
‫بني‬ ‫بعض‬ ‫إلى‬ ،
‫بينهما‬ ‫توثقت‬ ‫الذي‬ ‫خروفه‬ ‫على‬ ً‫ا‬‫وكمد‬ ً‫ا‬‫حزن‬ ‫اعتصر‬ ‫كيف‬ ‫لنا‬ ‫فيروي‬ ، ‫الحيوان‬
‫صدا‬
.‫ليذبحوه‬ ‫عنوة‬ ‫أخذوه‬ ‫ثم‬ ‫متينة‬ ‫قة‬
‫المشاعر‬ ‫وخز‬
‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
28
‫األضحى‬ ‫عيد‬ ‫في‬ ‫نضحي‬ ‫أن‬ ‫علينا‬ ‫كان‬ ":‫يقول‬
،
‫أال‬ ‫قررن‬ ‫وعمتي‬ ‫وأمي‬ ‫فجدتي‬
‫أبي‬ ‫غياب‬ ‫طوال‬ ‫عادة‬ ‫لنا‬ ‫تقطع‬
–
‫ذهب‬ ‫قد‬ ‫أبوه‬ ‫وكانوا‬
‫ا‬ ‫إلى‬
‫لحج‬
-
‫أطفال‬ ‫وصعد‬
‫من‬ ‫هناك‬ ‫تجمع‬ ‫ما‬ ‫يذبح‬ ‫وهو‬ ‫الجزار‬ ‫ليشاهدوا‬ ‫السطح‬ ‫إلى‬ ‫وشبابها‬ ‫األسرة‬
‫المناسبة‬ ‫هذه‬ ‫إخوتي‬ ‫أشارك‬ ‫ولم‬ ،‫خراف‬
،
‫رؤي‬ ‫كرهت‬ ‫فقد‬
‫تذبح‬ ‫وهي‬ ‫الخراف‬ ‫ة‬
ً‫ال‬‫طف‬ ‫كنت‬ ‫مذ‬
،
‫بيني‬ ‫توطدت‬ ‫خروف‬ ‫تربية‬ ‫على‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫أشرفت‬ ‫فقد‬
‫متينة‬ ‫صداقة‬ ‫وبينه‬
،
‫ميدان‬ ‫في‬ ‫جريت‬ ‫ما‬ ‫وإذا‬ ‫خلفي‬ ‫سار‬ ‫سرت‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫أنني‬ ‫حتى‬
‫جاء‬ ‫فلما‬ ، ‫عظيما‬ ً‫ا‬‫حب‬ ‫فأحببته‬ ، ‫بي‬ ‫ويتمسح‬ ‫بي‬ ‫يلحق‬ ‫حتى‬ ‫خلفي‬ ‫جرى‬ ‫الظاهر‬
‫ليذبحوه‬ ‫أخذوه‬ ‫األضحى‬ ‫عيد‬
،
‫ولم‬ ،‫يفعلوا‬ ‫أال‬ ‫إليهم‬ ‫وتوسلت‬ ‫وبكيت‬ ‫به‬ ‫فتشبثت‬
‫وغص‬ ‫بكاء‬ ‫عليه‬ ‫بكيت‬ ..‫فيه‬ ‫وفجعوني‬ ‫مني‬ ‫وأخذوه‬ ‫هذياني‬ ‫إلى‬ ‫أحد‬ ‫يلتفت‬
"‫اآلكلين‬ ‫مع‬ ‫لحمه‬ ‫آكل‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫حزني‬ ‫يمنعني‬ ‫ولم‬ ، ‫حلقي‬ ‫عليه‬
‫حساسة‬ ‫أمة‬
‫الرسول‬ ‫أراد‬ ‫لقد‬
^
‫أفرادها‬ ‫يتراحم‬ ، ‫حساسة‬ ‫رحيمة‬ ‫شاعرة‬ ‫أمة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫ألمته‬
‫الغني‬ ‫ويعطف‬ ، ‫الصغير‬ ‫على‬ ‫منهم‬ ‫الكبير‬ ‫ويشفق‬ ،‫بعض‬ ‫على‬ ‫بعضهم‬
‫على‬
‫ويشع‬ ، ‫الضعيف‬ ‫القوي‬ ‫ويرحم‬ ، ‫الفقير‬
‫العاني‬ ‫بالمريض‬ ‫المعافي‬ ‫السليم‬ ‫ر‬
..
‫مسكين‬ ‫لكل‬ ‫الجناح‬ ‫وتخفض‬ ،‫بالرحمة‬ ‫تتجمل‬ ‫أن‬ ‫المؤمنين‬ ‫قلوب‬ ‫يدعو‬ ‫وكان‬
:‫قال‬ ‫حيث‬ ،‫الفقر‬ ‫وأضناه‬ ‫الحاجة‬ ‫عذبته‬
‫الناس‬ ‫يرحم‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫هللا‬ ‫يرحم‬ ‫ال‬ (
)
1
‫شقي‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫الرحمة‬ ‫تنزع‬ ‫ال‬ ( :‫وقال‬
)
2
‫النبي‬ ‫عن‬ ‫الحاكم‬ ‫وصحيح‬ ‫المسند‬ ‫في‬
^
‫فيهم‬ ‫أصبح‬ ‫عرصة‬ ‫أهل‬ ‫(أيما‬ : ‫قال‬
)‫وجل‬ ‫عز‬ ‫هللا‬ ‫ذمة‬ ‫منهم‬ ‫برئت‬ ‫فقد‬ ‫جائع‬ ‫امرؤ‬
‫والضياع‬ ‫بالخسران‬ ‫البلد‬ ‫أو‬ ‫المنطقة‬ ‫أو‬ ‫البقعة‬ ‫أو‬ ‫القرية‬ ‫هذه‬ ‫تبوء‬ ‫هكذا‬
،
‫حينما‬
‫لحاله‬ ‫ويأسى‬ ‫به‬ ‫يشعر‬ ‫من‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫الذي‬ ‫المسكين‬ ‫الجائع‬ ‫هذا‬ ‫فيهم‬ ‫يصبح‬
1
-
‫البخاري‬
–
‫التوحيد‬ ‫كتاب‬
2
-
‫وأحمد‬ ‫والترمذي‬ ‫داود‬ ‫أبو‬ ‫رواه‬ ‫حسن‬ ‫حديث‬
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf
وخز المشاعر.pdf

More Related Content

Similar to وخز المشاعر.pdf

القاضي و الجمهوريين المغاربة
القاضي و الجمهوريين المغاربةالقاضي و الجمهوريين المغاربة
القاضي و الجمهوريين المغاربةjomhory
 
نهاية عهد الكوابيس
نهاية عهد الكوابيسنهاية عهد الكوابيس
نهاية عهد الكوابيسNCRI
 
تسلية الحزين بقصص الصابرين
تسلية الحزين بقصص الصابرينتسلية الحزين بقصص الصابرين
تسلية الحزين بقصص الصابرينمبارك الدوسري
 
ماوراء الاحاديث و الاحصائيات و الصور البحث كاملا
ماوراء الاحاديث و الاحصائيات و الصور البحث كاملاماوراء الاحاديث و الاحصائيات و الصور البحث كاملا
ماوراء الاحاديث و الاحصائيات و الصور البحث كاملاosama gharieb
 
قرأءة في مجموعة همس الضوء 2017 .. محمد إمام
قرأءة في مجموعة همس الضوء 2017 .. محمد إمامقرأءة في مجموعة همس الضوء 2017 .. محمد إمام
قرأءة في مجموعة همس الضوء 2017 .. محمد إمامDr. Mohammed Emmam
 
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنهعمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنهnawalalshehri26
 
قَــــــسَـــــــاوِسـَـــــــــةُ الإسلام سبب تَجبُّر الحكام
قَــــــسَـــــــاوِسـَـــــــــةُ الإسلام سبب تَجبُّر الحكامقَــــــسَـــــــاوِسـَـــــــــةُ الإسلام سبب تَجبُّر الحكام
قَــــــسَـــــــاوِسـَـــــــــةُ الإسلام سبب تَجبُّر الحكامjomhory
 
فالنار أولى به آثار أكل الحرام
فالنار أولى به آثار أكل الحرامفالنار أولى به آثار أكل الحرام
فالنار أولى به آثار أكل الحراممبارك الدوسري
 

Similar to وخز المشاعر.pdf (8)

القاضي و الجمهوريين المغاربة
القاضي و الجمهوريين المغاربةالقاضي و الجمهوريين المغاربة
القاضي و الجمهوريين المغاربة
 
نهاية عهد الكوابيس
نهاية عهد الكوابيسنهاية عهد الكوابيس
نهاية عهد الكوابيس
 
تسلية الحزين بقصص الصابرين
تسلية الحزين بقصص الصابرينتسلية الحزين بقصص الصابرين
تسلية الحزين بقصص الصابرين
 
ماوراء الاحاديث و الاحصائيات و الصور البحث كاملا
ماوراء الاحاديث و الاحصائيات و الصور البحث كاملاماوراء الاحاديث و الاحصائيات و الصور البحث كاملا
ماوراء الاحاديث و الاحصائيات و الصور البحث كاملا
 
قرأءة في مجموعة همس الضوء 2017 .. محمد إمام
قرأءة في مجموعة همس الضوء 2017 .. محمد إمامقرأءة في مجموعة همس الضوء 2017 .. محمد إمام
قرأءة في مجموعة همس الضوء 2017 .. محمد إمام
 
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنهعمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
 
قَــــــسَـــــــاوِسـَـــــــــةُ الإسلام سبب تَجبُّر الحكام
قَــــــسَـــــــاوِسـَـــــــــةُ الإسلام سبب تَجبُّر الحكامقَــــــسَـــــــاوِسـَـــــــــةُ الإسلام سبب تَجبُّر الحكام
قَــــــسَـــــــاوِسـَـــــــــةُ الإسلام سبب تَجبُّر الحكام
 
فالنار أولى به آثار أكل الحرام
فالنار أولى به آثار أكل الحرامفالنار أولى به آثار أكل الحرام
فالنار أولى به آثار أكل الحرام
 

More from DarMobd2

صندوق الدنيا.pdf
صندوق الدنيا.pdfصندوق الدنيا.pdf
صندوق الدنيا.pdfDarMobd2
 
الزمن.pdf
الزمن.pdfالزمن.pdf
الزمن.pdfDarMobd2
 
خواطر ومشاعر.pdf
خواطر ومشاعر.pdfخواطر ومشاعر.pdf
خواطر ومشاعر.pdfDarMobd2
 
خفايا القلوب.pdf
خفايا القلوب.pdfخفايا القلوب.pdf
خفايا القلوب.pdfDarMobd2
 
أسيرة عيناه.pdf
أسيرة عيناه.pdfأسيرة عيناه.pdf
أسيرة عيناه.pdfDarMobd2
 
اسطورة المحيط.pdf
اسطورة المحيط.pdfاسطورة المحيط.pdf
اسطورة المحيط.pdfDarMobd2
 
رواية ظننتها فتى.pdf
رواية ظننتها فتى.pdfرواية ظننتها فتى.pdf
رواية ظننتها فتى.pdfDarMobd2
 
قالوا عن مصر.pdf
قالوا عن مصر.pdfقالوا عن مصر.pdf
قالوا عن مصر.pdfDarMobd2
 
نوفمبر القادم.pdf
نوفمبر القادم.pdfنوفمبر القادم.pdf
نوفمبر القادم.pdfDarMobd2
 
فلوجة وبنت الفنجان.pdf
فلوجة وبنت الفنجان.pdfفلوجة وبنت الفنجان.pdf
فلوجة وبنت الفنجان.pdfDarMobd2
 
الجميلة الخائنة.pdf
 الجميلة الخائنة.pdf الجميلة الخائنة.pdf
الجميلة الخائنة.pdfDarMobd2
 
ما يجول بخاطري.pdf
ما يجول بخاطري.pdfما يجول بخاطري.pdf
ما يجول بخاطري.pdfDarMobd2
 
رواية لَسّتُ أنا .pdf
رواية لَسّتُ أنا .pdfرواية لَسّتُ أنا .pdf
رواية لَسّتُ أنا .pdfDarMobd2
 
تقلبات حياتية.pdf
تقلبات حياتية.pdfتقلبات حياتية.pdf
تقلبات حياتية.pdfDarMobd2
 
أرواح متداخلة.pdf
 أرواح متداخلة.pdf أرواح متداخلة.pdf
أرواح متداخلة.pdfDarMobd2
 
سرداب الفراق.pdf
سرداب الفراق.pdfسرداب الفراق.pdf
سرداب الفراق.pdfDarMobd2
 
خبايا النفوس.pdf
خبايا النفوس.pdfخبايا النفوس.pdf
خبايا النفوس.pdfDarMobd2
 
جحيم المصحات.pdf
 جحيم المصحات.pdf جحيم المصحات.pdf
جحيم المصحات.pdfDarMobd2
 
قصص من الواقع.pdf
قصص من الواقع.pdfقصص من الواقع.pdf
قصص من الواقع.pdfDarMobd2
 
رسائل من عبق الحياة.pdf
رسائل من عبق الحياة.pdfرسائل من عبق الحياة.pdf
رسائل من عبق الحياة.pdfDarMobd2
 

More from DarMobd2 (20)

صندوق الدنيا.pdf
صندوق الدنيا.pdfصندوق الدنيا.pdf
صندوق الدنيا.pdf
 
الزمن.pdf
الزمن.pdfالزمن.pdf
الزمن.pdf
 
خواطر ومشاعر.pdf
خواطر ومشاعر.pdfخواطر ومشاعر.pdf
خواطر ومشاعر.pdf
 
خفايا القلوب.pdf
خفايا القلوب.pdfخفايا القلوب.pdf
خفايا القلوب.pdf
 
أسيرة عيناه.pdf
أسيرة عيناه.pdfأسيرة عيناه.pdf
أسيرة عيناه.pdf
 
اسطورة المحيط.pdf
اسطورة المحيط.pdfاسطورة المحيط.pdf
اسطورة المحيط.pdf
 
رواية ظننتها فتى.pdf
رواية ظننتها فتى.pdfرواية ظننتها فتى.pdf
رواية ظننتها فتى.pdf
 
قالوا عن مصر.pdf
قالوا عن مصر.pdfقالوا عن مصر.pdf
قالوا عن مصر.pdf
 
نوفمبر القادم.pdf
نوفمبر القادم.pdfنوفمبر القادم.pdf
نوفمبر القادم.pdf
 
فلوجة وبنت الفنجان.pdf
فلوجة وبنت الفنجان.pdfفلوجة وبنت الفنجان.pdf
فلوجة وبنت الفنجان.pdf
 
الجميلة الخائنة.pdf
 الجميلة الخائنة.pdf الجميلة الخائنة.pdf
الجميلة الخائنة.pdf
 
ما يجول بخاطري.pdf
ما يجول بخاطري.pdfما يجول بخاطري.pdf
ما يجول بخاطري.pdf
 
رواية لَسّتُ أنا .pdf
رواية لَسّتُ أنا .pdfرواية لَسّتُ أنا .pdf
رواية لَسّتُ أنا .pdf
 
تقلبات حياتية.pdf
تقلبات حياتية.pdfتقلبات حياتية.pdf
تقلبات حياتية.pdf
 
أرواح متداخلة.pdf
 أرواح متداخلة.pdf أرواح متداخلة.pdf
أرواح متداخلة.pdf
 
سرداب الفراق.pdf
سرداب الفراق.pdfسرداب الفراق.pdf
سرداب الفراق.pdf
 
خبايا النفوس.pdf
خبايا النفوس.pdfخبايا النفوس.pdf
خبايا النفوس.pdf
 
جحيم المصحات.pdf
 جحيم المصحات.pdf جحيم المصحات.pdf
جحيم المصحات.pdf
 
قصص من الواقع.pdf
قصص من الواقع.pdfقصص من الواقع.pdf
قصص من الواقع.pdf
 
رسائل من عبق الحياة.pdf
رسائل من عبق الحياة.pdfرسائل من عبق الحياة.pdf
رسائل من عبق الحياة.pdf
 

وخز المشاعر.pdf

  • 1.
  • 2. ©Copyright and distribution rights reserved ‫األولى‬ ‫النسخة‬ ‫سلسلة‬ ‫من‬ ‫كتب‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ ١٤٤٤ / ‫هـــ‬ ٢٠٢٣ ‫م‬ ISBN: 979-8-21-568393-4 © ‫محفوظة‬ ‫والتوزيع‬ ‫النشر‬ ‫حقوق‬ ‫جميع‬ © ‫للنشر‬ ‫مبدع‬ ‫دار‬ + : ‫هاتف‬ 201018243643 DarMobd2 Emil :
  • 3. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 1 ‫بقلم‬ / ‫حاتم‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫غالف‬ ‫تصميم‬ ‫عندنا‬ ‫غالفك‬ ‫فريق‬ ‫إشراف‬ ‫نجم‬ ‫عبدالعزيز‬ ‫محمد‬ ‫مصطفى‬ ‫والكاتب‬ ‫المهندس‬ ‫وتوزيع‬ ‫نشر‬ © ‫اإللكتروني‬ ‫والتوزيع‬ ‫للنشر‬ ‫مبدع‬ ‫دار‬ __________________________________________ ‫جميع‬ ‫الدار‬ ‫لدى‬ ‫محفوظة‬ ‫الحقوق‬ © ‫أي‬ ‫و‬ ‫اقتباس‬ ‫او‬ ‫أو‬ ‫تقليد‬ ‫طبع‬ ‫الكاتب‬ ‫أو‬ ‫الدار‬ ‫علم‬ ‫دون‬ ‫نشر‬ ‫أو‬ ‫يعرض‬ ‫القانونية‬ ‫للمسائلة‬ ‫صاحبه‬ .
  • 4. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 2 ‫من‬ ‫يخاف‬ ‫الذي‬ ‫الشخص‬ ‫ذلك‬ ‫يبهرني‬ ‫ا‬ً‫م‬‫(دائ‬ )‫اآلخرين‬ ‫قلوب‬ ‫في‬ ‫كلماته‬ ‫أثر‬ ‫خليل‬ ‫جبران‬ ‫جبران‬
  • 5. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 3 ‫جبر‬ ‫من‬ ‫وأعظم‬ ‫أجل‬ ‫عبادة‬ ‫رأيت‬ ‫(ما‬ )‫الخواطر‬ ‫الثوري‬ ‫سفيان‬
  • 6. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 4 ً‫ن‬‫(أحيا‬ ‫عمر‬ ‫ثمنها‬ ‫يكون‬ ‫الكلمات‬ ‫بعض‬ ‫ا‬ ‫أو‬ ‫بخير‬ ‫فانطق‬ ،‫لغيرك‬ ‫األلم‬ ‫من‬ ‫كامل‬ )‫بالسكوت‬ ‫تجمل‬ ‫قباني‬ ‫نزار‬
  • 7. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 5 ‫مقدمة‬ ‫يكسو‬ ‫النور‬ ‫كان‬ ‫وجهه‬ ‫في‬ ‫اإلشراق‬ ‫ويتألأل‬ ‫جبينه‬ ، ‫تشع‬ ‫الربانية‬ ‫ومالمحه‬ ً‫ووقار‬ ‫سكينة‬ ‫ا‬ ، ‫أفئدتنا‬ ‫تريح‬ ، ،‫جناننا‬ ‫وتزكي‬ ‫مأخوذين‬ ‫نجلس‬ ‫حوله‬ ‫نا‬ُ‫ك‬‫و‬ ‫مبهورين‬ ‫وصدورنا‬ ،‫المشتاقة‬ ‫نفوسنا‬ ‫فيمتع‬ ‫العذب‬ ‫حديثه‬ ‫علينا‬ ‫فينساب‬ ، ،‫الملتاعة‬ ‫ثم‬ ‫حماسه‬ ‫بنا‬ ‫يهدر‬ ، ‫حينما‬ ‫ثورته‬ ‫فتيل‬ ‫يشتعل‬ ، ‫سمته‬ ‫عن‬ ‫ويخرج‬ ‫وجهه‬ ‫فيحمر‬ ‫الهادئ‬ ، ‫كلماته‬ ‫وتنفعل‬ ،‫صوته‬ ‫ويزمجر‬ ، ‫و‬ ‫هو‬ ‫بقبضته‬ ‫يضرب‬ ً‫ال‬‫قائ‬ ‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫ويصيح‬ ،‫منضدته‬ ‫على‬ ‫القوية‬ : ‫خلق‬ ‫وبدون‬ ‫دين‬ ‫بدون‬ ‫اإلنسان‬ ‫"إن‬ "‫األرض‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫وحش‬ ‫أقذر‬ ‫هو‬ .. ‫هللا‬ ‫رحمه‬ )‫أيوب‬ ‫(حسن‬ ‫الشيخ‬ ‫فضيلة‬ ‫الكبير‬ ‫العالمة‬ ‫شيخنا‬ ‫هو‬ ‫ذلكم‬ ، ‫وجعل‬ .‫مثواه‬ ‫الجنة‬ ُ‫ح‬ ‫أناس‬ ‫من‬ ‫كم‬ ‫بل‬ ،‫الغاضب‬ ‫الشيخ‬ ‫مقولة‬ ‫صدقت‬ ‫نماذج‬ ‫من‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫وكم‬ ‫سبوا‬ ‫البشر‬ ‫على‬ ، ‫وم‬ ‫عليهم‬ ً‫ا‬‫وجحيم‬ ‫لعنة‬ ‫إال‬ ‫كانوا‬ ‫ا‬ ، ‫لبان‬ ‫من‬ ‫رضعوا‬ ‫وكأنما‬ ‫قدت‬ ‫كأنما‬ ‫بل‬ ،‫المفترسة‬ ‫الوحوش‬ ‫الصماء‬ ‫الصخور‬ ‫من‬ ‫القاسية‬ ‫قلوبهم‬ ، ‫ولكن‬ ‫بالحيوان‬ ‫يفعل‬ ‫لم‬ ‫الحيوان‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫بأخيه‬ ‫اإلنسان‬ ‫فعل‬ ‫ما‬ ‫الحجارة‬ ‫وكذلك‬ ، ُ‫ق‬َّ‫ق‬َّ‫ش‬َ‫ي‬ ‫ا‬َ‫م‬َ‫ل‬ ‫ا‬َ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ َّ‫ن‬ِ‫إ‬ َ‫و‬ ُ‫ار‬َ‫ه‬ْ‫ن‬َ‫أل‬‫ا‬ ُ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ ُ‫ر‬َّ‫ج‬َ‫ف‬َ‫ت‬َ‫ي‬ ‫ا‬َ‫م‬" ‫منها‬ ‫بأن‬ ‫سبحانه‬ ‫ربنا‬ ‫أخبر‬ ‫ما‬ ‫حسب‬ "ِ ‫ه‬ ‫ّللا‬ ِ‫ة‬َ‫ي‬ْ‫ش‬َ‫خ‬ ْ‫ن‬ِ‫م‬ ُ‫ط‬ِ‫ب‬ْ‫ه‬َ‫ي‬ ‫ا‬َ‫م‬َ‫ل‬ ‫ا‬َ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ َّ‫ن‬ِ‫إ‬ َ‫و‬ ‫اء‬َ‫م‬ْ‫ال‬ ُ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ ُ‫ج‬ُ‫ر‬ْ‫خ‬َ‫ي‬َ‫ف‬ 1 ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يوم‬ ‫الناس‬ ‫حياة‬ ‫أسوأ‬ ‫ما‬ ‫و‬ ،‫والرحمة‬ ‫اإلحساس‬ ‫يفقد‬ ‫من‬ ‫فيهم‬ ‫ينزع‬ ‫من‬ ‫والمشاعر‬ ‫العاطفة‬ ‫جذور‬ ‫نفسه‬ ، ،‫الغابة‬ ‫حياة‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫حظ‬ ‫أتعس‬ ‫بهذا‬ ‫تكون‬ ‫إنها‬ ، ‫غاشم‬ ‫قانون‬ ‫ويظللها‬ ،‫والحذر‬ ‫والخوف‬ ‫بالرعب‬ ‫جنباتها‬ ‫تمتلئ‬ ‫التي‬ ‫وأخالق‬ 1 - : ‫البقرة‬ 74
  • 8. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 6 ‫ف‬ ،‫ظالمة‬ ‫وحشية‬ ‫على‬ ‫فيها‬ ‫الكبير‬ ‫ويطغى‬ ،‫الضعيف‬ ‫فيها‬ ‫القوي‬ ‫يفترس‬ ‫اإلنسان‬ ‫برهن‬ ‫لقد‬ ..‫الصغير‬ ‫كبيرة‬ ‫غابة‬ ‫إال‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ‫حياته‬ ‫أن‬ ، ً‫ال‬‫دو‬ ‫رأينا‬ ‫فكم‬ ‫تط‬ ‫أ‬ ‫على‬ ‫تجور‬ ً‫ا‬‫وأمم‬ ،‫دول‬ ‫على‬ ‫غى‬ ‫مم‬ .‫إذاللها‬ ‫في‬ ‫رغبة‬ ‫أو‬ ‫فيها‬ ً‫ا‬‫طمع‬ ‫االستعم‬ ‫وهذا‬ ‫القيم‬ ‫أمة‬ ‫من‬ ‫غفلة‬ ‫وفي‬ ‫الغاشم‬ ‫ار‬ ‫ا‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ‫وغرب‬ ‫شرق‬ ، ،‫لدنيا‬ ‫ويقتل‬ ‫ويستعبد‬ ‫وينهب‬ ‫يسرق‬ ، ‫والغرب‬ ‫أمريكا‬ ‫في‬ ‫لألجيال‬ ‫كيف‬ ‫أعرف‬ ‫وال‬ ، ِ‫ب‬‫بال‬ ‫حياتها‬ ‫تستقبل‬ ‫أن‬ ‫يئن‬ ‫أجدادهم‬ ‫وتاريخ‬ ،‫والسعادة‬ ‫شر‬ ‫بمخاز‬ ‫العالم‬ ‫يعرف‬ ‫لم‬ !‫البشرية؟‬ ‫حق‬ ‫في‬ ‫والوحشية‬ ‫القسوة‬ ‫في‬ ‫لها‬ ً‫ال‬‫مثي‬ ‫حولنا‬ ‫من‬ ‫الحياة‬ ‫وتستمر‬ ، ‫فهل‬ ،‫وحريته‬ ‫اإلنسان‬ ‫بحقوق‬ ‫النداءات‬ ‫وتتصاعد‬ ‫وظلمهم؟‬ ‫طمعهم‬ ‫عن‬ ‫الكبراء‬ ‫توقف‬ ‫هذا‬ ‫رغم‬ ‫وهكذا‬ ، ‫والفقراء‬ ‫الضعفاء‬ ‫بدماء‬ ‫إال‬ ‫سعاره‬ ‫يسكن‬ ‫ال‬ ‫مسعور‬ ‫وحش‬ ‫طمعهم‬ ‫إن‬ ‫المشاعر‬ ‫من‬ ‫تجردوا‬ ‫الذين‬ ‫البغاة‬ ‫هؤالء‬ ‫يقودها‬ ‫أن‬ ‫البئيسة‬ ‫لإلنسانية‬ ‫قدر‬ ‫الشوق‬ ‫ويتحرانا‬ ،‫األمل‬ ‫يحدونا‬ ‫ومازال‬ .‫اإلحساس‬ ‫من‬ ‫أنفسهم‬ ‫وسلخوا‬ ‫الحرية‬ ‫إقامة‬ ‫في‬ ‫مثله‬ ‫الدنيا‬ ‫عرفت‬ ‫ما‬ ‫الذي‬ ،‫العظيم‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫أوبة‬ ‫منتظرين‬ ‫والمساوة‬ ‫والعدل‬ ، ‫فواسى‬ ،‫اإلنسان‬ ‫بأخيه‬ ‫اإلنسان‬ ‫إحساس‬ ‫على‬ ‫قام‬ ‫دين‬ ‫الضعيف‬ ‫والكبير‬ ‫المسكين‬ ‫ورحم‬ ،‫والمريض‬ ، ‫بالرحمة‬ ً‫ا‬‫مليئ‬ ً‫ا‬‫ذاخر‬ ً‫ا‬‫تراث‬ ‫وقدم‬ .‫واإلشفاق‬ ‫والمش‬ ‫اإلحساس‬ ‫من‬ ‫يتجرد‬ ‫حينما‬ ‫المرء‬ ‫قيمة‬ ‫ما‬ ‫ال‬ ..‫حوله‬ ‫بمن‬ ‫يشعر‬ ‫فال‬ ‫اعر‬ ‫ي‬ ‫بالي‬ ‫يجزع‬ ‫أو‬ ‫آلهاتهم‬ ‫يئن‬ ‫أو‬ ‫آلالمهم‬ ‫لألوائهم‬ ،‫جفونهم‬ ‫دمع‬ ‫يضنيه‬ ‫أو‬ ‫؛‬ .‫حياتهم‬ ‫ضنك‬ ‫ويسوؤه‬ ‫ما‬ ‫اإلنسان‬ ‫هذا‬ ‫قيمة‬ ‫ُب‬‫ي‬ ‫ال‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫يعيش‬ ‫الذي‬ ‫صر‬ ‫الناس‬ ‫أحوال‬ ، ‫الذي‬ ‫ما‬ ‫الباردة‬ ‫الصماء‬ ‫الحجارة‬ ‫تلك‬ ‫عن‬ ‫يميزه‬ ، .‫وجدان‬ ‫وال‬ ‫فيها‬ ‫روح‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫ونسعى‬ ‫الخير‬ ‫ونبذل‬ ،‫حولنا‬ ‫من‬ ‫بالناس‬ ‫ونشعر‬ ،‫لغيرنا‬ ‫نعيش‬ ‫أن‬ ‫اإلسالم‬ ‫علمنا‬ .‫والسرور‬ ‫الفرح‬ ‫ويمنحهم‬ ،‫البشر‬ ‫يسعد‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫والحرص‬ ..‫لتقديمه‬
  • 9. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 7 ‫ا‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫أخي‬ ‫يا‬ ‫اإلحساس‬ ‫إنه‬ ‫اإل‬ ‫يغرسها‬ ‫التي‬ ‫القيمة‬ ‫تلك‬ ‫لمسلم‬ ‫في‬ ‫سالم‬ ‫أتباعه‬ ، ‫يواف‬ ‫حتى‬ ،‫وشؤونها‬ ‫حياتك‬ ‫مظاهر‬ ‫كل‬ ‫حياتهم‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫فيتحركون‬ ‫ق‬ ‫عليها‬ ‫خلق‬ ‫التي‬ ‫اإلنسان‬ ‫فطرة‬ ، ‫هللا‬ ‫ميز‬ ‫مما‬ ‫القيمة‬ ‫فهذه‬ ‫البشر‬ ‫بها‬ ، ‫لها‬ ‫تنكر‬ ‫فإذا‬ .‫والجمادية‬ ‫الحيوانية‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسانية‬ ‫مسار‬ ‫عن‬ ‫انحراف‬ ‫فهو‬ ‫أحدهم‬ ‫فقيم‬ ‫شعورك‬ ‫في‬ ‫وميزتك‬ ،‫إحساسك‬ ‫في‬ ‫تك‬ ، ‫فال‬ ،‫السمة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫تتجرد‬ ‫أن‬ ‫ويوم‬ ‫على‬ ‫آفة‬ ‫هو‬ ،‫شعور‬ ‫وبال‬ ‫إحساس‬ ‫بال‬ ‫فإنسان‬ ،‫اآلدمية‬ ‫أو‬ ‫لإلنسانية‬ ‫فيك‬ ‫معنى‬ .‫األرض‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫مجرد‬ ‫وقلبه‬ ،‫حساس‬ ‫ليس‬ ‫ألنه‬ ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫إليه‬ ‫الرحمة‬ ‫تعرف‬ ‫وال‬ ،‫الشعور‬ .ً‫ا‬‫طريق‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬
  • 10. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 8 ‫باآلخرين‬ ‫الشعور‬ ‫من‬ ‫مسنة‬ ‫امرأة‬ ‫فقررت‬ ،‫المتوسط‬ ‫األبيض‬ ‫البحر‬ ‫في‬ ‫المهاجرين‬ ‫قوارب‬ ‫غرقت‬ ‫الضواحي‬ ‫إحدى‬ ‫في‬ ‫منزلها‬ ‫من‬ ‫تنتقل‬ ‫أن‬ ‫إيطاليا‬ ‫شمال‬ ، ‫لهؤالء‬ ‫المجال‬ ‫لتفسح‬ ‫بغرق‬ ‫تأثرت‬ ‫ألنها‬ ،‫فيه‬ ‫يقيموا‬ ‫حتى‬ ‫الالجئين‬ ً‫ا‬‫كبير‬ ً‫ا‬‫تأثر‬ ‫وتشردهم‬ ‫قواربهم‬ ، ‫وذ‬ :)‫فينيتو‬ ‫ديل‬ ‫كورييري‬ ‫صحيفة‬ ‫كرت‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫تبلغ‬ ‫والتي‬ )‫جامباتو‬ ‫(مارا‬ ‫ن‬ ‫العمر‬ 90 ً‫ا‬‫عام‬ ، ‫بالحادث‬ ‫علمها‬ ‫بعد‬ ‫هكذا‬ ‫تصرفت‬ ، ‫أن‬ ‫يفترض‬ ‫والذي‬ 800 ‫على‬ ،)‫(روبانو‬ ‫في‬ ‫السابق‬ ‫مسكنها‬ ‫العجوز‬ ‫وغادرت‬ ،‫فيه‬ ‫حتفهم‬ ‫لقوا‬ ‫مهاجر‬ ‫تاركة‬ ،‫المدينة‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫تمتلكها‬ ‫أخرى‬ ‫شقة‬ ‫إلى‬ ‫وانتقلت‬ ،)‫(بادوا‬ ‫مشارف‬ ‫مسكنها‬ ‫الستضافة‬ ‫استخدامه‬ ‫ليتم‬ ،‫خيرية‬ ‫لجمعية‬ 10 ‫من‬ ‫اللجوء‬ ‫طالبي‬ ‫من‬ ‫للصحيفة‬ ،‫المرأة‬ ‫أقارب‬ ‫أحد‬ ‫وهو‬ )‫فينتورا‬ ‫(سيرجيو‬ ‫وقال‬ ،‫بيساو‬ ‫وغينيا‬ ‫غامبيا‬ ‫الـ‬ ‫األشخاص‬ ‫هؤالء‬ ‫عن‬ ‫التلفزيون‬ ‫في‬ ‫سمعت‬ ‫عندما‬ : 800 ‫حتفهم‬ ‫لقوا‬ ‫الذين‬ ‫تفعل‬ ‫أن‬ ‫قررت‬ ،‫العامة‬ ‫والمؤسسات‬ ‫الدولة‬ ‫عجز‬ ‫شاهدت‬ ‫وعندما‬ ،‫البحر‬ ‫في‬ .‫شيئا‬ ‫عن‬ ‫تتخلى‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫لها‬ ‫باعث‬ ‫أقوى‬ ‫وهو‬ ،‫أرذله‬ ‫العمر‬ ‫من‬ ‫تبلغ‬ ‫المرأة‬ ‫إن‬ ،‫األثرة‬ ‫و‬ ‫تقم‬ ‫لم‬ ‫لو‬ ‫فيه‬ ‫تعذر‬ ‫واإلنساني‬ ‫المجتمعي‬ ‫بدورها‬ ، ‫في‬ ‫طاعنة‬ ‫أنها‬ ‫بحجة‬ ‫ال‬ ‫لها‬ ‫ويقدم‬ ‫يرعاها‬ ‫من‬ ‫وتحتاج‬ ‫السن‬ ‫مساعدة‬ ، ‫و‬ ،‫ذلك‬ ‫تفعل‬ ‫لم‬ ‫لكنها‬ ‫بهذا‬ ‫بادرت‬ ‫المحتاجين‬ ‫باآلخرين‬ ‫والشعور‬ ‫اإلنسانية‬ ‫شعلة‬ ‫ألن‬ ‫الرائع؛‬ ‫العمل‬ ، ‫متقدة‬ ‫كانت‬ ‫في‬ ‫ضمير‬ ‫ها‬ ‫الحي‬ !. ‫المسلم‬ ‫أما‬ .. ‫ي‬ ‫أن‬ ‫يعقل‬ ‫فال‬ ‫رى‬ ‫البالء‬ ‫يصيب‬ ‫حوله‬ ‫المؤمنين‬ ، ‫فاتر‬ ‫بقلب‬ ‫فيقابلهم‬ ‫باردة‬ ‫وعاطفة‬ ‫بهم‬ ‫المصائب‬ ‫تنزل‬ ‫أن‬ ‫يعقل‬ ‫وال‬ !. ، ‫متب‬ ‫فيقف‬ ‫من‬ ‫ًا‬‫د‬‫مجر‬ ً‫ا‬‫لد‬ ‫والشعور‬ ‫الحس‬ ، ‫صلى‬ ‫الرسول‬ ‫وصفهم‬ ‫ممن‬ ‫ليس‬ ‫شك‬ ‫ال‬ ‫فهو‬ ‫كذلك‬ ‫كان‬ ‫ومن‬ ،‫الجسد‬ ‫من‬ ‫الرأس‬ ‫بمنزلة‬ ‫اإليمان‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫المؤمن‬ ‫"إن‬ : ‫بقوله‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ "‫الرأس‬ ‫في‬ ‫لما‬ ‫الجسد‬ ‫يألم‬ ‫كما‬ ‫اإليمان‬ ‫ألهل‬ ‫المؤمن‬ ‫يألم‬ 1 1 - ‫مسنده‬ ‫في‬ ‫أحمد‬ ‫رواه‬
  • 11. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 9 ً‫ا‬‫أيض‬ ‫وقال‬ ‫الجسد‬ ‫سائر‬ ‫له‬ ‫تداعى‬ ‫رأسه‬ ‫اشتكى‬ ‫إن‬ ‫واحد‬ ‫كرجل‬ ‫"المؤمنون‬ : "‫والسهر‬ ‫بالحمى‬ 1 ‫المؤمنين‬ ‫صورة‬ ‫هي‬ ‫هذه‬ ، ً‫ا‬‫بعض‬ ‫بعضهم‬ ‫يرحم‬ ، ..‫بعض‬ ‫بآالم‬ ‫بعضهم‬ ‫ويشعر‬ ‫ا‬ ْ‫و‬َ‫ص‬‫ا‬ َ‫َو‬‫ت‬ َ‫و‬ ِ ‫ْر‬‫ب‬َّ‫ص‬‫ال‬ِ‫ب‬ ‫ا‬ ْ‫و‬َ‫ص‬‫ا‬ َ‫َو‬‫ت‬ َ‫و‬ ‫وا‬ُ‫ن‬َ‫م‬‫آ‬ َ‫ِين‬‫ذ‬َّ‫ال‬ َ‫مِن‬ َ‫ان‬َ‫ك‬ َّ‫م‬ُ‫ث‬ " : ‫عنهم‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫قال‬ ‫لقد‬ "ِ‫ة‬َ‫م‬َ‫ح‬ ْ‫ر‬َ‫م‬ْ‫ال‬ِ‫ب‬ 2 ‫الطبري‬ ‫قال‬ .‫الناس‬ ‫مرحمة‬ ‫أي‬ : ‫المجتمعات‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫في‬ ‫اليوم‬ ‫الحياة‬ ‫إن‬ ، ‫اإل‬ ‫من‬ ‫تجعل‬ ‫أن‬ ‫استطاعت‬ ً‫ا‬‫أناني‬ ‫نسان‬ ‫ذات‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫يفكر‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫فإنه‬ ،‫واآلهات‬ ‫باآلالم‬ ‫حوله‬ ‫الناس‬ ‫ضج‬ ‫ومهما‬ ، ‫لتفت‬ ‫آل‬ ‫الدين‬ ‫قيم‬ ‫من‬ ‫واالنسالخ‬ ،‫المبين‬ ‫الخسران‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ، ‫المهم‬ ‫صلى‬ ‫قال‬ ‫وقد‬ ، :‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ " "‫شقي‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫الرحمة‬ ‫تنزع‬ ‫ال‬ 3 .‫اليوم‬ ‫األشقياء‬ ‫أكثر‬ ‫فما‬ ‫والمبت‬ ‫ويسانده‬ ‫يواسيه‬ ‫من‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫لى‬ ، ‫يأكله‬ ‫المصاب‬ ‫فإن‬ ، ‫يقضي‬ ‫والهم‬ ً‫ب‬‫قري‬ ‫هللا‬ ‫كان‬ ‫كلما‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫قريب‬ ‫كنت‬ ‫وكلما‬ ،‫عليه‬ ‫منك‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫زدت‬ ‫وكلما‬ ، ‫نفعهم‬ ، ‫أن‬ ‫يعقل‬ ‫وال‬ ..‫لك‬ ‫حبه‬ ‫زاد‬ ‫كلما‬ ‫برهم‬ ‫في‬ ‫زدت‬ ‫وكلما‬ ،‫هللا‬ ‫أحبك‬ ‫كلما‬ ‫بهم‬ ‫لك‬ ‫شأن‬ ‫ال‬ ،‫خلقه‬ ‫تجاه‬ ‫جاف‬ ‫وقلبك‬ ،‫إليه‬ ‫وتتقرب‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫تطيع‬ ، ‫وال‬ ‫عالقة‬ ‫تربطك‬ ‫عزل‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ،‫بهمومهم‬ ‫عنهم‬ ‫بجانبك‬ ‫وتنأى‬ ،‫مصائبهم‬ ‫عن‬ ‫ة‬ ، ‫الط‬ ‫(علي‬ ‫الشيخ‬ ‫تأمله‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ً‫ا‬‫يوم‬ ‫نفسه‬ ‫في‬ ‫هللا‬ ‫رحمه‬ )‫نطاوي‬ ‫حينما‬ ‫قال‬ : ‫البارحة‬ ‫(نظرت‬ ، ‫مريحة‬ ‫أريكة‬ ‫على‬ ‫وأنا‬ ،‫موقدة‬ ‫والنار‬ ‫دافئة‬ ‫الغرفة‬ ‫فإذا‬ ‫أفكر‬ ، ‫ف‬ ‫أكتب‬ ‫موضوع‬ ‫في‬ ‫واألوالد‬ ،‫مني‬ ‫قريب‬ ‫والهاتف‬ ،‫جانبي‬ ‫إلى‬ ‫والمصباح‬ ،‫ي‬ ً‫ف‬‫صو‬ ‫تعالج‬ ‫وأمهم‬ ،‫يكتبون‬ ‫بصوت‬ ‫يهمس‬ ‫والراديو‬ ،‫وشربنا‬ ‫أكلنا‬ ‫وقد‬ ،‫تحيك‬ ‫ا‬ ‫هادئ‬ ‫شيء‬ ‫وكل‬ ،‫خافت‬ ‫وليس‬ ، ‫منه‬ ‫أشكو‬ ‫ما‬ ، ‫عليه‬ ‫زيادة‬ ‫أطلب‬ ‫أو‬ . ‫ال‬ :‫فقلت‬ ‫(الحمد‬ ‫أن‬ ‫فرأيت‬ ‫فكرت‬ ‫ثم‬ ،‫قلبي‬ ‫قرارة‬ ‫من‬ ‫أخرجتها‬ ، ‫هلل‬ ‫حمد‬ ) ‫ليس‬ ‫باللسان‬ ‫تقال‬ ‫كلمة‬ ، ‫مرة‬ ‫ألف‬ ‫اللسان‬ ‫رددها‬ ‫ولو‬ ‫النعم‬ ‫على‬ ‫الحمد‬ ‫ولكن‬ ، ، ‫أن‬ 1 - ‫مسلم‬ ‫رواه‬ 2 - :‫البلد‬ 17 3 - ‫داوود‬ ‫وأبو‬ ‫أحمد‬ ‫رواه‬
  • 12. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 10 ‫أن‬ ‫القوي‬ ‫وحمد‬ ،‫الفقراء‬ ‫يعطي‬ ‫أن‬ ‫الغني‬ ‫حمد‬ ،‫إليها‬ ‫المحتاج‬ ‫على‬ ‫منها‬ ‫تفيض‬ ‫وحمد‬ ،‫الضعفاء‬ ‫يساعد‬ ‫المرضى‬ ‫يعاون‬ ‫أن‬ ‫الصحيح‬ ‫و‬ ، ‫في‬ ‫يعدل‬ ‫أن‬ ‫الحاكم‬ ‫حمد‬ ‫المحكومين‬ ‫النعم‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫هلل‬ ‫حامدا‬ ‫أكون‬ ‫فهل‬ ، ، ‫شبع‬ ‫في‬ ‫وأوالدي‬ ‫أنا‬ ‫كنت‬ ‫إذا‬ ‫ودفء‬ ، ‫يسألني‬ ‫لم‬ ‫جاري‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ،‫؟‬ ‫والبرد‬ ‫الجوع‬ ‫في‬ ‫وأوالده‬ ‫وجاري‬ ، ‫أفال‬ "‫؟‬ ‫عنه‬ ‫أسأل‬ ‫أن‬ ‫أنا‬ ‫علي‬ ‫يجب‬ 1 ‫الرحيم‬ ‫المثل‬ ‫هذا‬ ‫أروع‬ ‫وما‬ ، ‫صاحبه‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ٌ‫ل‬‫رج‬ ‫جاء‬ ‫حينما‬ ، ‫بابه‬ ‫عليه‬ ‫فدق‬ ،ٌ‫دين‬ ‫هي‬ ‫درهم‬ ‫أربعمائة‬ ‫ه‬‫ي‬‫عل‬ :‫فقال‬ ‫الساعة؟‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫بك‬ ‫جاء‬ ‫ما‬ :‫وقال‬ ‫فالتقاه‬ ‫ودخل‬ ،‫إليه‬ ‫وأخرجها‬ ‫األربعمائة‬ ‫له‬ ‫فوزن‬ ‫الرجل‬ ‫امرأته‬ ‫فرأته‬ ،‫يبكي‬ ‫بيته‬ ‫أن‬ ‫ظنت‬ ‫العطاء؟‬ ‫عليك‬ ‫شق‬ ‫إذ‬ ‫أعطيته‬ َ‫لم‬ :‫فقالت‬ ‫إليه‬ ‫دفع‬ ‫ألنه‬ ً‫ا‬‫متحسر‬ ‫يبكي‬ ‫ه‬ ‫هذ‬ ‫المال‬ ‫ا‬ ‫أبكي‬ ،‫مفاتحتي‬ ‫إلى‬ ‫احتاج‬ ‫حتى‬ ‫حاله‬ ‫أتفقد‬ ‫لم‬ ‫ألني‬ ‫أبكي‬ ‫إنما‬ :‫فقال‬ ، !.‫يسأل‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫اضطررته‬ ‫ألني‬ ! ‫القلب‬ ‫يقسو‬ ‫حينما‬ ‫بعقوبة‬ ‫عبد‬ ‫رب‬ُ‫ض‬ ‫ما‬ :‫دينار‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫قال‬ ، ‫غضب‬ ‫وما‬ ،‫قلب‬ ‫قسوة‬ ‫من‬ ‫أعظم‬ ‫قوم‬ ‫على‬ َّ‫ل‬‫وج‬ َّ‫عز‬ ‫هللا‬ ، .‫الرحمة‬ ‫منهم‬ ‫نزع‬ ‫إال‬ ،‫األمل‬ ‫وطول‬ ،‫العين‬ ‫وجمود‬ ،‫القلب‬ ‫قسوة‬ :‫الشقاوة‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫أربع‬ :‫وقال‬ ‫الدنيا‬ ‫على‬ ‫والحرص‬ ) 2 ‫هللا‬ ‫عن‬ ‫والبعد‬ ‫القلب‬ ‫قسوة‬ ‫من‬ ‫أعظم‬ ‫بعقوبة‬ ‫عبد‬ ‫رب‬ُ‫ض‬ ‫(ما‬ :‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫وقال‬ ) ‫قسوة‬ ‫فإنها‬ ‫القلب‬ ‫عقوبة‬ ‫إال‬ ،‫طهارة‬ ‫عقوبة‬ ‫(كل‬ :‫عبدهللا‬ ‫بن‬ ‫سهل‬ ‫وقال‬ ) ‫بالد‬ ‫على‬ ‫القيم‬ ‫أمة‬ ‫من‬ ‫غفلة‬ ‫في‬ ‫القديم‬ ‫االستعمار‬ ‫تربع‬ ‫لقد‬ ‫وينهب‬ ‫يسرق‬ ،‫الدنيا‬ ‫الحياة‬ ‫وتستمر‬ ،‫ويقتل‬ ‫ويستعبد‬ ، ،‫وحريته‬ ‫اإلنسان‬ ‫بحقوق‬ ‫النداءات‬ ‫وتتصاعد‬ ‫ت‬ ‫هذا‬ ‫رغم‬ ‫فهل‬ ‫وطغيانهم؟‬ ‫ظلمهم‬ ‫عن‬ ‫الكبراء‬ ‫وقف‬ ‫تذخر‬ ‫مازالت‬ ‫فالحياة‬ ..‫ال‬ ‫ومازالت‬ ،‫بأطماعهم‬ ‫عصر‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫بأمثالهم‬ ‫تنضح‬ ‫األرض‬ ، ‫لتشمل‬ ‫توسعت‬ ‫بل‬ 1 - ‫الناس‬ ‫مع‬ – ‫الطنطاوي‬ ‫علي‬ 2 - ‫نعيم‬ ‫ألبي‬ ‫األولياء‬ ‫حلية‬
  • 13. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 11 ‫و‬ ‫حكومات‬ ‫صورتها‬ ‫الطمع‬ ‫يشحنها‬ ‫وجيوش‬ ‫ودول‬ ‫مجتمعات‬ ‫بها‬ ‫ويشطح‬ ، ‫الجشع‬ ، ‫الحقد‬ ‫ويحركها‬ ، ‫فت‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫الصغيرة‬ ‫األمم‬ ‫على‬ ‫دى‬ ، ‫األرواح‬ ‫تقتل‬ ، ‫وتنتهك‬ ‫الحرمات‬ ، ‫وتنهب‬ ‫وهكذا‬ ..‫الثروات‬ ‫هؤالء‬ ‫يقودها‬ ‫أن‬ ‫البئيسة‬ ‫لإلنسانية‬ ‫قدر‬ ‫البغاة‬ ، ‫المشاعر‬ ‫من‬ ‫تجردوا‬ ‫الذين‬ ، .‫اإلحساس‬ ‫من‬ ‫أنفسهم‬ ‫وسلخوا‬ ‫(محمود‬ ‫األكبر‬ ‫اإلمام‬ ‫ويتحدث‬ ‫في‬ ‫هللا‬ ‫رحمه‬ )‫شلتوت‬ ‫قسا‬ ‫إذا‬ ‫اإلنسان‬ ‫أما‬ ( :‫قول‬ ‫قلبه‬ ‫فقط‬ ‫لنفسه‬ ‫وعاش‬ ،‫نفسه‬ ‫والشهامة‬ ‫المروءة‬ ‫من‬ ‫وخلت‬ ، ، ‫بآالم‬ ‫يعبأ‬ ‫ال‬ ‫فإنه‬ ‫وحش‬ ‫فذلك‬ ، ‫الويالت‬ ‫تخفيف‬ ‫في‬ ‫يشارك‬ ‫وال‬ ، ‫لمصائب‬ ‫يكترث‬ ‫وال‬ ، ‫الناس‬ !‫إنسان‬ ‫صورة‬ ‫في‬ ‫ضار‬ ، ‫الفقر‬ ‫ضحايا‬ ‫من‬ ‫ضحية‬ ‫وال‬ ، ‫البؤس‬ ‫منظر‬ ‫نفسه‬ ‫في‬ ‫يؤثر‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬ ‫إن‬ ‫الجامد‬ ‫الصلب‬ ‫من‬ ‫وصيغت‬ ، ‫قلبه‬ ‫الصلد‬ ‫الحجر‬ ‫من‬ ‫قد‬ ،‫غليظ‬ ‫فظ‬ ‫رجل‬ ‫لهو‬ ‫أعصابه‬ ، ‫إن‬ ‫دخله‬ ‫حساب‬ ‫يحسب‬ ‫أن‬ ‫ونهاره‬ ‫ليله‬ ‫في‬ ‫همه‬ ‫يكون‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬ ، ‫تصدق‬ ‫أو‬ ‫بر‬ ‫أو‬ ‫أحسن‬ ‫عما‬ ‫ساعاته‬ ‫من‬ ‫ساعة‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫يحدث‬ ‫وال‬ ،‫وخرجه‬ ‫واحد‬ ‫كأنه‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫يعيش‬ ‫بأن‬ ‫جدير‬ ‫غير‬ ، ‫بإنسانيته‬ ‫جدير‬ ‫غير‬ ‫رجل‬ ‫لهو‬ ‫الضاريات‬ ‫الوحوش‬ ‫بين‬ ‫مكانه‬ ‫وإنما‬ ، ‫منهم‬ ، ..‫فالة‬ ‫أو‬ ‫جبل‬ ‫في‬ ‫هو‬ ‫اإلنسان‬ ‫إن‬ ‫يرحم‬ ‫الذي‬ ، ‫يحمل‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ، ‫العاثر‬ ‫ينهض‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ،‫ط‬َ‫ر‬ َ‫و‬ُ‫م‬‫ال‬ ‫ينقذ‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ).‫الضعيف‬ ‫على‬ ‫ويحنو‬ ،‫الكل‬ 1 ‫أصدقه‬ ‫ما‬ . ‫حقائق‬ ‫من‬ ‫أروعها‬ ‫وما‬ ‫كالم‬ ‫من‬ ! :‫السؤال‬ ‫هذا‬ ‫تالمذته‬ ‫أحد‬ ‫من‬ )‫(كونفشيوس‬ ‫ئل‬ُ‫س‬ ‫؟‬..‫األرواح‬ ‫تجاه‬ ‫واجبي‬ ‫أؤدي‬ ‫كيف‬ ‫عندما‬:)‫(كونفشيوس‬ ‫فأجابه‬ .‫األحياء‬ ‫تجاه‬ ‫تؤديه‬ ‫كيف‬ ‫تتعلم‬ ! ‫مصيرها‬ ‫الفناء‬ ‫كان‬ ‫النخلة‬ ‫وهذه‬ ، ‫القسوة‬ ‫منهج‬ ‫اتخذت‬ ‫حينما‬ ، ‫خيرها‬ ‫ومنعت‬ ُ‫ي‬ ‫إذ‬ ، ‫األحياء‬ ‫عن‬ ‫من‬ ‫كبيرة‬ ‫كميات‬ ‫عام‬ ‫كل‬ ‫تثمر‬ ‫نخلة‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫أنه‬ ‫حكى‬ 1 - ‫توجيهات‬ ‫اإلسالم‬ ‫لإلمام‬ ‫األكبر‬ ‫محمود‬ ‫شلتوت‬
  • 14. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 12 ‫بالرعاية‬ ‫ويتوالها‬ ‫شديدا‬ ‫حبا‬ ‫يحبها‬ ‫الحديقة‬ ‫صاحب‬ ‫وكان‬ ،‫والرطب‬ ‫التمر‬ ‫الرطب‬ ‫هذا‬ ‫وأثمر‬ ‫نفسى‬ ‫أرهق‬ ‫لماذا‬ :‫لنفسها‬ ‫النخلة‬ ‫قالت‬ ‫وفجأة‬ ،‫واالهتمام‬ ، ‫وال‬ ‫اإلثمار‬ ‫عدم‬ ‫قررت‬ ‫عندها‬ ،‫بالحجارة‬ ‫الرمي‬ ‫غير‬ ‫البشر‬ ‫هؤالء‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫أحصل‬ ‫والرطب‬ ‫التمر‬ ‫موسم‬ ‫وجاء‬ ، ،‫ثمر‬ ‫وال‬ ‫فيها‬ ‫خير‬ ‫ال‬ ‫كالوتد‬ ‫واقفة‬ ‫وهى‬ ‫و‬ ‫بخلت‬ ‫حباها‬ ‫بما‬ ،‫هللا‬ ‫عباد‬ ‫على‬ ‫نعم‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫هللا‬ ‫وقرر‬ ‫بها‬ ‫ذرعا‬ ‫البستان‬ ‫صاحب‬ ‫ضاق‬ ‫بخشبها‬ ‫واالنتفاع‬ ‫اجتثاثها‬ ‫في‬ ‫ك‬ ‫ولقد‬ ،‫الشتاء‬ ‫برد‬ ‫فى‬ ‫التدفئة‬ ‫ماضى‬ ‫أبو‬ ‫إيليا‬ ‫تب‬ ‫مشوق‬ ‫نظم‬ ‫في‬ ‫فقال‬ ‫الحمقاء‬ ‫هذه‬ ‫حال‬ ‫يصور‬ : ‫ال‬ ‫النخلة‬ ‫ت‬‫ه‬‫وظل‬ ‫حمقـــ‬ ‫عارية‬ ‫ــاء‬ ‫وتد‬ ‫كأنها‬ ‫في‬ ‫حجــ‬ ‫أو‬ ‫األرض‬ ‫ــر‬ ‫رؤيتها‬ ‫البستان‬ ‫صاحب‬ ‫يطق‬ ‫فلم‬ ‫تستعر‬ ‫النار‬ ‫فى‬ ‫فهوت‬ ‫فاجتثها‬ ‫به‬ ‫الحياة‬ ‫تسخو‬ ‫بما‬ ‫يسخو‬ ‫ليس‬ ‫من‬ ‫ينتحر‬ ‫بالحــرص‬ ‫أحمــــــــــــــق‬ ‫فإنه‬ ‫الغائبة‬ ‫الفضيلة‬ ‫سهولة‬ ‫بكل‬ ‫يمكن‬ ‫ويسر‬ ً‫د‬‫ج‬ ‫ذلك‬ ‫يمكن‬ ،‫حيوان‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسان‬ ‫يتحول‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ، ‫ودون‬ ‫ذلك‬ ‫تحقيق‬ ‫يمكنها‬ ‫التي‬ ،‫والحواة‬ ‫السحر‬ ‫أعمال‬ ‫أو‬ ‫الجراحي‬ ‫للتدخل‬ ‫الحاجة‬ ‫في‬ ‫المتقدمة‬ ‫األزمان‬ ‫هذه‬ ‫عليه‬ ‫ما‬ ، ‫ي‬ ‫ساعتها‬ ،‫قلبه‬ ‫يفقد‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫فقط‬ ‫مكن‬ ‫تشبيهه‬ ‫بالحيوان‬ .‫الحيوان‬ ‫من‬ ‫فظاظة‬ ‫أشد‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫بل‬ ، ‫موت‬ ‫ومعناه‬ ‫القلب‬ ‫مات‬ ‫لقد‬ ‫هذه‬ ‫تفرز‬ ‫فلن‬ ،‫النفس‬ ‫في‬ ‫والخلق‬ ‫والضمير‬ ‫الدين‬ ‫حيا‬ ‫وال‬ ‫قيم‬ ‫وال‬ ‫له‬ ‫مشاعر‬ ‫ال‬ ‫ساقطا‬ ‫حقيرا‬ ‫بشرا‬ ‫إال‬ ‫الخبيثة‬ ‫الروح‬ ‫خاطر‬ ‫وال‬ ‫ء‬ ‫اآل‬ ‫ألحاسيس‬ ‫رعاية‬ ‫وال‬ .‫خرين‬
  • 15. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 13 ‫والراقصات‬ ‫والراقصين‬ ‫والممثالت‬ ‫الممثلين‬ ‫من‬ ‫موقفي‬ ‫الرخيص‬ ‫بمنحاهم‬ ‫أنهم‬ ‫صالحا‬ ‫مجتمعا‬ ‫يثمرون‬ ‫ال‬ ‫حقهم‬ ‫ومن‬ ،‫األول‬ ‫المقام‬ ‫في‬ ‫إنسانيتهم‬ ‫تبقى‬ ‫لكن‬ ، ‫االنسان‬ ‫به‬ ‫نعامل‬ ‫أن‬ ‫وجب‬ ‫بما‬ ‫نعاملهم‬ ‫أن‬ ‫كبشر‬ ‫علينا‬ ، ‫لكيانه‬ ‫احترام‬ ‫من‬ .‫إحساسه‬ ‫جرح‬ ‫من‬ ‫والحذر‬ ‫مشاعره‬ ‫ورعاية‬ ،‫وآدميته‬ ‫ولد‬ ‫ابنتها‬ ‫أن‬ ‫فنانة‬ ‫أعلنت‬ ‫أيام‬ ‫منذ‬ ‫أحمق‬ ‫فتى‬ ‫عليها‬ ‫ليرد‬ ‫صماء‬ ‫ت‬ : )‫الطرشة‬ ‫أم‬ ‫(يا‬ ‫بشع‬ ‫عنيف‬ ‫اللفظ‬ ‫أن‬ ‫والحق‬ ، ‫نفس‬ ‫عن‬ ‫إال‬ ‫يصدر‬ ‫وال‬ ،‫والحقارة‬ ‫الغلطة‬ ‫قمة‬ ‫في‬ ‫والحزن‬ ‫والذوق‬ ‫والشفقة‬ ‫والرحمة‬ ‫االنسانية‬ ‫معاني‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫مجردة‬ ‫قبيحة‬ ‫االخرين‬ ‫لمصاب‬ ‫واالعتبار‬ ، ‫ال‬ ‫من‬ ‫النوعية‬ ‫هذه‬ ‫ومثل‬ ‫ناس‬ ‫المجتمع‬ ‫على‬ ‫يجب‬ ‫اآل‬ ‫مشاعر‬ ‫يصدمون‬ ‫ألنهم‬ ،‫ًا‬‫ي‬‫قاس‬ ‫عقابا‬ ‫لهم‬ ‫ُقنن‬‫ي‬ ‫أن‬ ‫خرين‬ ‫ويجرحون‬ ، ً‫د‬‫أب‬ ‫أمانع‬ ‫وال‬ ،‫أحاسيسهم‬ ‫الجلد‬ ‫أو‬ ‫بالسجن‬ ‫العقاب‬ ‫هذا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫أستقل‬ ‫وال‬ ‫ا‬ ، ‫أو‬ .‫المؤلم‬ ‫الشاق‬ ‫التعزير‬ ‫ألوان‬ ‫من‬ ‫لون‬ ‫أي‬ ‫لق‬ ‫بين‬ ‫صار‬ ‫ي‬ ‫العلل‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫وبين‬ ، ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ذلك‬ ‫ولكن‬ ،‫وشقاقات‬ ‫خالفات‬ ‫التي‬ ‫تلك‬ ‫خاصة‬ ،‫مناقصهم‬ ‫بذكر‬ ‫هم‬َ‫ب‬ِ‫ل‬‫أغ‬ ‫أو‬ ،‫بعلتهم‬ ‫أعيرهم‬ ‫أن‬ ‫لي‬ ‫ليسمح‬ ‫ًا‬‫د‬‫أب‬ .‫سبحانه‬ ‫بارئهم‬ ‫عليها‬ ‫خلقهم‬ ‫منها‬ ‫وتجردت‬ ‫الزمان‬ ‫هذا‬ ‫اإلنسان‬ ‫افتقدها‬ ‫التي‬ ‫العظيمة‬ ‫النعمة‬ ‫تلك‬ ..‫اإلحساس‬ ‫الفضيلة‬ ‫إنها‬ ..‫واألماكن‬ ‫والبلدان‬ ‫األحايين‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫في‬ ‫وضميره‬ ‫وأفعاله‬ ‫أخالقه‬ .‫حياتنا‬ ‫منها‬ ‫وتعرت‬ ‫أيامنا‬ ‫منها‬ ‫تجردت‬ ‫التي‬ ‫الغائبة‬ ‫أمة‬ ‫عدمتها‬ ‫ما‬ ‫التي‬ ‫الفضيلة‬ ‫وهي‬ ، ‫فيها‬ ‫وتسحل‬ ،‫اإلنسانية‬ ‫فيها‬ ‫تهان‬ ‫حتى‬ ‫البشر‬ ‫كرامة‬ ، !.‫والمحن‬ ‫المصائب‬ ‫بها‬ ‫وتنزل‬ ‫بالمآسي‬ ‫وتعج‬ ‫األولى‬ ‫بذورها‬ ‫ترجع‬ ‫إنما‬ ،‫اليوم‬ ‫منها‬ ‫تجردنا‬ ‫التي‬ ‫العظيمة‬ ‫النعمة‬ ‫هذه‬ ‫ولعل‬ ‫والتربية‬ ‫واألسرة‬ ‫البيت‬ ‫إلى‬ ، ‫من‬ ‫بيت‬ ‫أنكرها‬ ‫فإذا‬ ،‫النشء‬ ‫عليها‬ ‫يشب‬ ‫التي‬ ‫جبابرة‬ ،‫النكير‬ ‫بهذا‬ ‫خرجوا‬ ،‫فتيانه‬ ‫في‬ ‫روحها‬ ‫بث‬ ‫على‬ ‫يحرص‬ ‫ولم‬ ،‫البيوت‬
  • 16. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 14 ‫غالظا‬ ‫عتاة‬ ‫قساة‬ ، ‫في‬ ‫معالمها‬ ‫ترد‬ ‫وال‬ ،‫واإلنسانية‬ ‫الرحمة‬ ‫معنى‬ ‫يعرفون‬ ‫ال‬ ‫تصرفات‬ ‫الناس‬ ‫مع‬ ‫وعالقاتهم‬ ‫وأفعالهم‬ ‫هم‬ ، ‫العواطف‬ ‫وتنضب‬ ‫المشاعر‬ ‫فتجف‬ ، .‫باآلخرين‬ ‫اإلحساس‬ ‫وينعدم‬ !.‫التعليمية‬ ‫المراحل‬ ‫في‬ ‫االحساس‬ ‫مادة‬ ‫تدرس‬ ‫أن‬ ‫التعليم‬ ‫وزارة‬ ‫أدعو‬ ‫ليخرج‬ ‫معالمة‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫متحضر‬ ‫راقيا‬ ،‫األحاسيس‬ ‫متدفق‬ ،‫بالمشاعر‬ ‫مفعم‬ ‫حضاري‬ ‫جيل‬ .‫األحياء‬ ً‫د‬‫جي‬ ‫تسمع‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫أنها‬ :‫ا‬ً‫م‬‫يو‬ ‫المرأة‬ ‫هذه‬ ‫حدثتني‬ ‫متابعة‬ ‫عن‬ ‫تعجز‬ ‫كانت‬ ،‫ا‬ ‫تسمع‬ ،‫حولها‬ ‫من‬ ‫األصوات‬ ‫وقلبها‬ ‫وعقلها‬ ‫بنظارتها‬ ، ‫تقرب‬ ‫من‬ ‫الكلمات‬ ‫الشفتين‬ ‫وحركة‬ ‫الجمل‬ ‫تنظيم‬ ‫وتدرس‬ ، ‫المعنى‬ ‫وتستشف‬ ‫المراد‬ ‫لتفهم‬ ، ‫الذي‬ ‫األحرف‬ ‫بين‬ ‫سم‬ُ‫ر‬ ، ‫أذنها‬ ‫عجزت‬ ‫التي‬ ‫سماعها‬ ‫عن‬ . ‫يعلم‬ ٌ‫د‬‫أح‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ،‫صماء‬ ‫أنها‬ ،‫ذاك‬ ‫عجزها‬ ‫إخفاء‬ ‫في‬ ‫جدا‬ ‫بارعة‬ ‫كانت‬ ‫فقد‬ ‫و‬ .. ‫منها‬ ‫حقيقي‬ ‫وعي‬ ‫دون‬ ‫الشفاه‬ ‫لغة‬ ‫اتقنت‬ ‫أنها‬ ‫مرة‬ ‫ذات‬ ‫الطبيب‬ ‫أخبرها‬ ‫ما‬ ‫جملة‬ ‫سماع‬ ‫عن‬ ‫عجزت‬ ‫إن‬ ‫كانت‬ ، ً‫د‬‫ر‬ ‫ردت‬ ‫أو‬ ‫صمتت‬ ‫لتخرج‬ ‫محورا‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫راقية‬ ‫منمقة‬ ‫بطريقة‬ ‫األمر‬ ‫محرجة‬ ‫غير‬ ‫في‬ ‫نجحت‬ ، ‫وفشلت‬ ،‫عدة‬ ‫مرات‬ ‫ذلك‬ .‫أكثر‬ ‫مرات‬ ‫و‬ ‫بالشارع‬ ‫تسير‬ ‫كانت‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬ ،‫سيارتها‬ ‫تقود‬ ‫بوقها‬ ‫تضرب‬ ‫سيارة‬ ‫وخلفها‬ ‫بقوة‬ ، ‫حتى‬ ،‫الطريق‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫هدوئها‬ ‫بنفس‬ ‫تسير‬ ‫وظلت‬ ‫تسمعها‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫لكنها‬ ‫تتمنى‬ ‫جعلتها‬ ‫بقوة‬ ‫بها‬ ‫يصرخ‬ ‫ونزل‬ ،‫فأوقفها‬ ‫بها‬ ‫ذرعا‬ ‫السيارة‬ ‫صاحب‬ ‫ضاق‬ ‫و‬ ‫خجال‬ ‫األرض‬ ‫ابتلعها‬ ‫لو‬ ‫حرج‬ ‫قائلة‬ ‫بأدب‬ ‫تعتذر‬ ‫أن‬ ‫حاولت‬ ،‫ا‬ : - !!‫أسمع‬ ‫لم‬ ‫عذرا‬ "!‫؟‬ ‫إيه‬ ‫وال‬ ‫طرشا‬ ‫"ليييه‬ : ‫الجواب‬ ‫فكان‬ !‫المطلقة‬ ‫الحقيقة‬ ‫هي‬ ‫هذه‬ '‫'طرشا‬ ‫هي‬ ‫نعم‬
  • 17. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 15 ً‫كثير‬ ‫بكت‬ ‫لكنها‬ ‫الليلة‬ ‫تلك‬ ‫ا‬ ، ‫وهي‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫نرفض‬ ‫لماذا‬ ‫تفكر‬ ‫نتقبل‬ ‫أن‬ !‫اآلخرين؟‬ ‫ضعف‬ ،‫تجازف‬ ‫أن‬ ‫قررت‬ ‫ا‬ً‫أخير‬ ‫هذا‬ ‫عجزها‬ ‫من‬ ‫لتتخلص‬ ‫حثيثا‬ ‫وسعت‬ ‫حتى‬ ، ‫علقت‬ ‫الطبية‬ ‫السماعات‬ ‫تلك‬ ، .. ‫كثيرة‬ ‫وقياسات‬ ‫ومتابعات‬ ‫إجراءات‬ ‫بعد‬ ‫الهممات‬ ‫تسمع‬ ،‫جيدا‬ ‫تسمع‬ ‫اآلن‬ ‫هي‬ ، ‫حولها‬ ‫من‬ ‫و‬ ‫صوت‬ ‫سمعت‬ ٍ‫ل‬‫لي‬ ‫ذات‬ ‫تتساقط‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الماء‬ ‫قطرات‬ ‫صوت‬ ‫وسمعت‬ ،‫المنزل‬ ‫حديقة‬ ‫في‬ ‫الضفادع‬ . ‫قبل‬ ‫من‬ ‫تسمعها‬ ‫لم‬ ‫كما‬ ‫بالمطبخ‬ ‫الصنبور‬ ‫من‬ ‫جيدا‬ ‫تسمع‬ ‫وهي‬ ،‫ممتازا‬ ‫حالها‬ ‫صار‬ ، ‫تلك‬ ‫كرهت‬ ،‫بشدة‬ ‫هذا‬ ‫كرهت‬ ‫عجبا‬ ‫لكنها‬ ‫ذلك‬ ‫داخلها‬ ‫في‬ ‫وأخفت‬ ،‫الضوضاء‬ ، ‫الساكن‬ ‫لعالمها‬ ‫تعود‬ ‫أن‬ ‫تشتهي‬ ‫وهي‬ ..‫الهادئ‬ ‫هللا‬ ‫نعمة‬ ‫ترفض‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫فهل‬ ‫مشين‬ ‫أمر‬ ‫الطريقة‬ ‫بهذه‬ ‫التفكير‬ ‫أن‬ ‫تعلم‬ ‫لكنها‬ !!‫؟‬ ‫ينالها‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫غيرها‬ ‫بينما‬ ‫عليها‬ ‫بها‬ ‫ه‬‫من‬ ‫التي‬ ‫تحرص‬ ‫لكنها‬ ،‫حولها‬ ‫من‬ ‫المنهك‬ ‫الصخب‬ ‫ذلك‬ ‫وتحتمل‬ ‫بها‬ ‫تلتزم‬ ‫أن‬ ‫قررت‬ ‫لذا‬ ‫السماعات‬ ‫تلك‬ ‫فيها‬ ‫تخلع‬ ‫لروحها‬ ‫ساعة‬ ‫تسرق‬ ‫أن‬ ، ‫كل‬ ‫ليتوقف‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫الصخب‬ ‫حولها‬ ، ‫روحها‬ ‫عن‬ ‫تبحث‬ ‫وهناك‬ ،‫أعتادتها‬ ‫التي‬ ‫الصماء‬ ‫اللحظة‬ ‫لتلك‬ ‫وتعود‬ ‫أحالمها‬ ‫غيمات‬ ‫من‬ ‫طاقة‬ ‫وتشحذ‬ ، ‫من‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫لصخب‬ ‫تعود‬ ‫أن‬ ‫تستطيع‬ ‫كي‬ . ‫جديد‬ !‫واحدة‬ ٍ‫ة‬‫لوم‬ ‫قبل‬ ٍ ‫عذر‬ َ‫ألف‬ ْ‫ِر‬‫ه‬‫د‬‫ق‬ :‫األدباء‬ ‫أحد‬ ‫كتب‬ ‫يوم‬ ‫وذات‬ ‫من‬ ‫وغشيني‬ ،ٍ‫مبلغ‬ ‫ه‬‫ل‬‫ك‬ ُ‫عب‬‫ه‬‫ت‬‫ال‬ ‫ي‬‫ه‬‫ن‬‫م‬ ‫بلغ‬ ‫وقد‬ ،‫مساء‬ ‫ذات‬ ‫ياضة‬‫ه‬‫الر‬ ‫من‬ ُ‫رجعت‬ ‫الهاتف‬ ‫فتحت‬ ‫أن‬ ‫وجرى‬ ،‫ا‬ً‫ح‬‫مستري‬ ‫ه‬‫ي‬‫الكرس‬ ‫في‬ ‫فارتميت‬ ،‫غشيني‬ ‫ما‬ ‫صب‬‫ه‬‫ن‬‫ال‬ ،‫واالستجمام‬ ‫االستراحة‬ ‫من‬ ‫نصيبي‬ ُ‫ر‬ِ‫ف‬ ْ‫َو‬‫ت‬ْ‫س‬َ‫أ‬ ‫ريثما‬ ‫الفائتة؛‬ ‫سائل‬‫ه‬‫الر‬ ‫لقراءة‬ ،‫ويستفسر‬ ‫ويسأل‬ ‫م‬‫ه‬‫يسل‬ ٌّ‫ي‬‫ر‬ َ‫و‬ْ‫ه‬َ‫ج‬ ٌ‫صوت‬ ‫يلقيها‬ ،ً‫ة‬‫رسال‬ ‫سائل‬َّ‫الر‬ ‫ثنايا‬ ‫في‬ ُ‫فوجدت‬ ‫ة‬‫ه‬‫مر‬ ‫بصوته‬ ‫ُنا‬‫ب‬‫صاح‬ َّ‫ي‬‫عل‬ ‫ه‬‫د‬‫فر‬ ،ً‫ة‬‫كتاب‬ ‫عليه‬ ‫رددت‬ ‫ه‬‫م‬‫ث‬ ،‫وت‬‫ه‬‫ص‬‫ال‬ ‫إلى‬ ‫فاستمعت‬
  • 18. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 16 ‫ت‬‫ه‬‫استمر‬ ‫وقد‬ ،ً‫ة‬‫كتاب‬ ‫عليها‬ ‫فأجيب‬ ،‫ه‬ُّ‫م‬‫ته‬ ‫أسئلة‬ ‫خالله‬ ‫في‬ ‫يلقي‬ ‫وهو‬ ،‫أخرى‬ ‫التي‬ ‫هة‬‫ي‬‫وت‬‫ه‬‫ص‬‫ال‬ ‫سائل‬‫ه‬‫الر‬ ‫بهذه‬ ‫ا‬ً‫ع‬‫ذر‬ ‫أضيق‬ ‫كدت‬ ‫ى‬‫ه‬‫ت‬‫ح‬ ،‫حو‬‫ه‬‫ن‬‫ال‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫المراسلة‬ ‫يريحني‬ ‫ال‬ ‫لماذا‬ :‫نفسي‬ ‫في‬ ‫أقول‬ ‫فطفقت‬ ،‫هث‬‫د‬‫المتح‬ ‫يكتبه‬ ٌ‫د‬‫واح‬ ٌ‫حرف‬ ‫لها‬‫ه‬‫يتخل‬ ‫ال‬ ‫لعت‬‫ه‬‫الط‬ ،‫صوته‬ ‫تسجيل‬ ‫بدل‬ ‫كتب‬ ‫ولو‬ ،‫الكتابة‬ ‫ه‬‫م‬‫ث‬ ‫االستماع‬ ‫في‬ ‫وقتي‬ ‫ذهاب‬ ‫من‬ .‫للوقت‬ َ‫ن‬ َ‫و‬ْ‫ص‬َ‫وأ‬ ،‫ه‬‫د‬‫ه‬‫الر‬ ‫إلى‬ ‫أسرع‬ ‫ذلك‬ ‫ولكان‬ ،ٍ‫ة‬‫ثاني‬ ‫من‬ َ‫أقصر‬ ‫في‬ ‫فكرته‬ ‫على‬ ‫صبرت‬ ‫ني‬‫ه‬‫ن‬‫ولك‬ ،‫ًا‬‫د‬ُّ‫د‬‫تر‬ ‫نفسي‬ ‫في‬ ‫هد‬‫د‬‫تر‬ ‫ما‬‫ه‬‫ن‬‫وإ‬ ،‫به‬ ‫ُح‬‫ب‬‫أ‬ ‫لم‬ ‫ا‬ً‫ث‬‫حدي‬ ‫ذلك‬ ‫كان‬ ‫أسئلته‬ ‫على‬ ‫فأجبت‬ ،‫والملل‬ ‫هجر‬‫ض‬‫ال‬ ‫على‬ ُّ‫ل‬‫يد‬ ‫ما‬ ‫رسائلي‬ ‫في‬ ِ‫د‬ْ‫ب‬ُ‫أ‬ ‫ولم‬ ،‫لت‬‫ه‬‫م‬‫وتح‬ ،‫لالستجابة‬ ‫وتقديره‬ ،‫لي‬ ‫ائل‬‫ه‬‫س‬‫ال‬ ‫شكر‬ ‫بعد‬ ،‫المراسلة‬ ‫نهاية‬ ‫وفي‬ ،‫المستطاع‬ َ‫قدر‬ ‫ه‬‫خاص‬ ٍ‫ق‬‫تطبي‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫أقرأ‬ ‫ما‬‫ه‬‫ن‬‫وإ‬ ،‫ا‬ً‫ئ‬‫شي‬ ‫أبصر‬ ‫ال‬ !‫أستاذ‬ ‫يا‬ ٌ‫كفيف‬ ‫أنا‬ :‫لي‬ ‫قال‬ ‫عن‬ ‫فأعتذر‬ ،‫كتابتها‬ ‫عن‬ ‫ا‬ً‫ض‬‫عو‬ ‫وت‬‫ه‬‫ص‬‫بال‬ ‫رسائلي‬ ‫ل‬‫ه‬‫ج‬‫أس‬ ‫ولذلك‬ ‫بالمكفوفين؛‬ .!‫اإلطالة‬ ‫وشكرت‬ ،‫نفسي‬ ‫به‬ ‫هثتني‬‫د‬‫ح‬ ‫الذي‬ ‫عور‬‫ه‬‫ش‬‫بال‬ ‫أصارحه‬ ‫لم‬ ‫ني‬‫ه‬‫ن‬‫أ‬ ‫على‬ ‫هللا‬ ُ‫فحمدت‬ ،‫سجيل‬‫ه‬‫ت‬‫ال‬ ‫كثرة‬ ‫على‬ ‫وبيخ‬‫ه‬‫ت‬‫وال‬ ‫وم‬‫ه‬‫بالل‬ ‫مكاتبته‬ ‫إلى‬ ‫يفرط‬ ‫لم‬ ‫قلمي‬ ‫ه‬‫أن‬ ‫على‬ ‫هي‬‫ب‬‫ر‬ .ٍ‫ة‬‫واحد‬ ٍ‫ة‬‫لوم‬ ‫قبل‬ ٍ ‫عذر‬ َ‫ألف‬ ْ‫هر‬‫د‬‫ق‬ :‫وهو‬ ،‫الحياة‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫س‬‫در‬ ‫ه‬‫ه‬‫كل‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫فأخذت‬ ‫ه‬‫ه‬‫ن‬‫أل‬ ‫ال‬ ،‫رقات‬‫ه‬‫الط‬ ‫في‬ ‫أقدامنا‬ ‫قدمه‬ ‫تطأ‬ ‫أو‬ ،‫ات‬‫ه‬‫الممر‬ ‫في‬ ‫بنا‬ ‫يرتطم‬ ‫من‬ ‫نالقي‬ ‫كم‬ ‫نفسه‬ ‫بهموم‬ ‫هن‬‫ه‬‫ذ‬‫ال‬ ‫شارد‬ ،‫البال‬ ‫مشغول‬ ‫ه‬‫ه‬‫ن‬‫أل‬ ‫ولكن‬ ،‫ا‬ً‫ح‬‫مر‬ ‫األرض‬ ‫في‬ ‫يمشي‬ ‫علينا‬ ‫ه‬‫د‬‫فير‬ ،‫غيرنا‬ ‫م‬‫ه‬‫نكل‬ ‫وكم‬ ،‫عيناه‬ ‫ه‬ْ‫ت‬‫شهد‬ ‫وإن‬ ‫أمامه‬ ‫فيما‬ ‫ز‬‫ه‬‫ك‬‫ير‬ ‫يكاد‬ ‫فال‬ ،‫وأهله‬ ُّ‫د‬‫يستب‬ ‫لما‬ ‫منه‬ ْ‫َت‬‫ت‬َ‫ل‬َ‫ف‬ْ‫ن‬‫ا‬ ‫ما‬‫ه‬‫ن‬‫وإ‬ ،‫واالستعالء‬ ‫اإلساءة‬ َ‫د‬‫قص‬ ‫منه‬ ‫تأت‬ ‫لم‬ ،ٍ‫ة‬‫قاسي‬ ٍ‫ة‬‫بكلم‬ ‫وكم‬ ،‫يحضر‬ ٍ‫ب‬‫غائ‬ ‫وكم‬ ،‫يغيب‬ ٍ ‫حاضر‬ ‫وكم‬ ،‫الخانقة‬ ‫فس‬‫ه‬‫ن‬‫ال‬ ‫عوارض‬ ‫من‬ ‫به‬ ٍ‫مالك‬ ‫غير‬ ‫فيه‬ ‫وقع‬ ‫ما‬‫ه‬‫ن‬‫وإ‬ ،‫ذلك‬ ‫أراد‬ ‫ه‬‫ه‬‫ن‬‫أل‬ ‫ال‬ ‫ُستغفل؛‬‫ي‬ ٍ‫ب‬‫لبي‬ ‫وكم‬ ،‫ُستدرج‬‫ي‬ ٍ‫حكيم‬ .‫واحدة‬ ٍ‫ة‬‫لوم‬ ‫قبل‬ ٍ ‫عذر‬ ‫ألف‬ ْ‫ِر‬‫ه‬‫د‬َ‫ق‬َ‫ف‬ ،‫ا‬ً‫ئ‬‫شي‬ ‫أمره‬ ‫من‬ ‫عالية‬ ‫إنسانية‬ ‫أعراب‬ ‫عليه‬ ‫وفد‬ ‫يوم‬ ‫وذات‬ ،ً‫ا‬‫والي‬ ‫مسلم‬ ‫بن‬ ‫قتيبة‬ ‫كان‬ ‫ي‬ ‫وكان‬ ،‫له‬ ‫غريم‬ ‫من‬ ‫يشكو‬ ‫البصر‬ ‫ضعيف‬ ، ‫ثم‬ ،‫حينئذ‬ ‫العرب‬ ‫كعادة‬ ‫سيفه‬ ‫على‬ ‫متكئ‬ ‫وهو‬ ‫األعرابي‬ ‫ووقف‬
  • 19. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 17 ‫الوالي‬ ‫قدم‬ ‫على‬ ً‫ا‬‫مستقر‬ ‫كان‬ ‫الشاكي‬ ‫سيف‬ ‫أن‬ ‫والغريب‬ ،‫شكواه‬ ‫يسرد‬ ‫شرع‬ ، .‫منه‬ ‫الدم‬ ‫وسال‬ ‫فجرحه‬ :‫له‬ ‫فقيل‬ ُ‫ه‬‫دم‬ ‫به‬ ‫يجفف‬ ‫ما‬ ‫األولى‬ ‫طلب‬ ،‫قضيته‬ ‫عرضه‬ ‫من‬ ‫الرجل‬ ‫فرغ‬ ‫ولما‬ .‫بصره‬ ‫بضعف‬ ‫أذكره‬ ‫أن‬ ‫خفت‬ :‫فقال‬ ‫الرجل‬ ‫نبهت‬ ‫أفال‬ ‫على‬ ‫أقطع‬ ‫أن‬ ‫أخاف‬ :‫الوالي‬ ‫فقال‬ ‫السيف؟‬ ‫عن‬ ً‫ا‬‫بعيد‬ ‫قدمك‬ ‫نحيت‬ ‫أفال‬ :‫له‬ ‫فقيل‬ !.‫كالمه‬ ‫الرجل‬ ‫جم‬ ٍ‫ب‬‫وأد‬ ٍ‫رفيع‬ ‫زوق‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫فيا‬ ، ٍ‫ب‬‫بعي‬ ‫فيذكره‬ ،‫الرجل‬ ‫مشاعر‬ ‫يجرح‬ ‫أن‬ ‫خاف‬ ‫فيه‬ ُ‫ي‬‫ف‬ ‫نفسه‬ ‫حزن‬ ، ‫بعيوبهم‬ ‫الناس‬ ‫يعيرون‬ ‫الذين‬ ‫هؤالء‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫أين‬ ‫التي‬ ‫قدرها‬ ‫األول‬ ‫المسلمون‬ ‫وهكذا‬ !‫وأحاسيسهم؟‬ ‫مشاعرهم‬ ‫إلى‬ ‫التفات‬ ‫دونما‬ ‫عليهم‬ ‫هللا‬ ، .‫حولهم‬ ‫من‬ ‫يجرحون‬ ‫وال‬ ‫دماؤهم‬ ‫تسيل‬ ‫ألن‬ ٍ‫د‬‫استعدا‬ ‫على‬ ‫كانوا‬ :‫القائل‬ ‫در‬ ‫وهلل‬ ‫اللسان‬ ‫جرح‬ ‫ما‬ ‫يلتام‬ ‫وال‬ **‫التئام‬ ‫لها‬ ‫السنان‬ ‫جراحات‬ ‫منذ‬ ‫جسدية‬ ‫إعاقة‬ ‫من‬ ‫يعاني‬ ‫شاب‬ ‫تعليق‬ ،‫نظري‬ ‫لفتت‬ ‫التي‬ ،‫التعليقات‬ ‫ومن‬ ‫الناس‬ ‫عن‬ ‫يده‬ ‫يواري‬ ‫جعله‬ ‫الذي‬ ،‫القرآن‬ ‫معلم‬ ‫إلى‬ ‫رسالته‬ ‫ه‬َّ‫ج‬‫و‬ ‫حيث‬ ،‫والدته‬ ، :‫له‬ ً‫ال‬‫قائ‬ ،‫واالستهزاء‬ ‫للسخرية‬ ‫التعرض‬ ‫من‬ ‫خشية‬ " ‫أن‬ ‫أحاول‬ ‫حياتي‬ ‫عشت‬ .»‫أحد‬ ‫يراها‬ ‫أن‬ ‫أتمنى‬ ‫وال‬ ،‫بسببك‬ ‫يدي‬ ‫أخفي‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ،‫األلم‬ ‫بمرارة‬ ‫شعرت‬ ‫لقد‬ ‫أبشع‬ ‫إلى‬ ‫القرآن‬ ‫معلم‬ ‫يد‬ ‫على‬ ‫تعرض‬ ‫الذي‬ ،‫الشاب‬ ‫ذلك‬ ‫أعماق‬ ‫في‬ ‫يزال‬ ‫مضاعفة‬ ‫وسبب‬ ،ً‫ا‬‫جد‬ ‫المبكرة‬ ‫عمره‬ ‫مراحل‬ ‫في‬ ‫إنسان‬ ‫بها‬ ‫يمر‬ ‫تجربة‬ ‫وأقسى‬ ‫الشاب‬ ‫ذلك‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫األلم‬ ، ‫أقرانه‬ ‫أمام‬ ‫يده‬ ‫إعاقة‬ ‫من‬ ‫يسخر‬ ‫كان‬ ‫معلمه‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫طوال‬ ‫يده‬ ‫إعاقة‬ ‫الناس‬ ‫يالحظ‬ ‫أن‬ ‫من‬ ٍ‫خوف‬ ‫عقدة‬ ‫له‬ ‫َّب‬‫ب‬‫س‬ ‫الذي‬ ‫األمر‬ ،‫الصغار‬ !‫الماضية‬ ‫السنوات‬
  • 20. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 18 ‫القسوة‬ ‫بذات‬ ‫الصغار‬ ‫نفوس‬ ‫تحطيم‬ ‫يمارس‬ ‫المعلم‬ ‫ذلك‬ ‫يزال‬ ‫ال‬ ‫ترى‬ ‫يا‬ ‫هل‬ ‫غير‬ ‫الموقف‬ ‫لذلك‬ ‫تعرض‬ ْ‫ن‬َ‫م‬ ‫هو‬ ‫ابنه‬ ‫أن‬ ‫لو‬ ‫موقفه‬ ‫سيكون‬ ‫ماذا‬ ‫والعنف؟‬ ‫في‬ ‫رغبة‬ ،ً‫ا‬‫وبدني‬ ً‫ا‬‫نفسي‬ ‫اآلخرين‬ ‫بتعذيب‬ ‫يتلذذ‬ ْ‫ن‬َ‫م‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫إن‬ ‫اإلنساني؟‬ ‫من‬ ‫البد‬ ‫وهؤالء‬ ،‫واأللم‬ ‫الحرمان‬ ‫في‬ ‫موغلة‬ ‫ماضية‬ ‫رواسب‬ ‫من‬ ‫التخلص‬ ‫في‬ ‫َّبوا‬‫ب‬‫ويتس‬ ،‫النفسية‬ ‫ألمراضهم‬ ‫العنان‬ ‫يطلقوا‬ ‫كيال‬ ‫التعليمية‬ ‫البيئة‬ ‫من‬ ‫إبعادهم‬ ".‫الطالب‬ ‫أبنائنا‬ ‫مستقبل‬ ‫ضياع‬ ،‫حرجها‬ ‫ويزيل‬ ‫امرأة‬ ‫شعور‬ ‫يراعى‬ ‫األصم‬ ‫حاتم‬ ‫وهذا‬ ‫في‬ ‫منها‬ ‫النبيل‬ ‫موقفه‬ .‫اللقب‬ ‫هذا‬ ‫عنه‬ ‫وشاع‬ )‫باألصم‬ ‫لقب‬ ‫حتى‬ ‫وبينما‬ ،‫شرعي‬ ‫حكم‬ ‫عن‬ ‫لتسأله‬ ‫عليه‬ ‫دخلت‬ ‫هي‬ ‫يغلبها‬ ٍ‫ث‬‫بحد‬ ‫إذا‬ ‫تسأله‬ ‫ارفعي‬ :‫لها‬ ‫فقال‬ ،‫السؤال‬ ‫عن‬ ‫وكفت‬ ‫فاستحت‬ ،)ً‫ا‬‫ريح‬ ‫اخرجت‬ ‫(أي‬ ‫فضرطت‬ ،‫وهدأت‬ ‫المرأة‬ ‫فاطمأنت‬ ،ً‫ا‬‫مرار‬ ‫هذا‬ ‫وأعاد‬ ،‫سؤالك‬ ‫أسمع‬ ‫أن‬ ‫أريد‬ ،‫صوتك‬ .‫وانطلقت‬ ،‫وأجابها‬ ‫سؤالها‬ ‫فسألت‬ ،‫ضعيف‬ ‫حاتم‬ ‫سمع‬ ‫أن‬ ‫وظنت‬ :‫سعد‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫أخت‬ ‫بن‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫قال‬ ‫آالف‬ ‫عشرة‬ ‫خالي‬ ‫إلى‬ ‫فدفع‬ ،‫الحج‬ ‫أردت‬ ‫أفقر‬ ‫عن‬ ‫فسألت‬ ،‫بالمدينة‬ ‫بيت‬ ‫أفقر‬ ‫فأعطها‬ ‫المدينة‬ ‫قدمت‬ ‫أذا‬ ‫لي‬ ‫وقال‬ ،‫درهم‬ ‫بالمدينة‬ ‫بيت‬ ‫أهل‬ ، ‫فدلوني‬ ،‫امرأة‬ ‫فأجابتني‬ ،‫الباب‬ ‫فطرقت‬ ،‫بيت‬ ‫أهل‬ ‫على‬ ‫تسليمها‬ ‫وأردت‬ ‫بالخبر‬ ‫فأخبرتها‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫يا‬ :‫فقالت‬ ،‫المال‬ ‫اشترط‬ ‫صاحبك‬ ‫إن‬ ‫أفقر‬ !‫منا‬ ‫أفقر‬ ‫بجوارنا‬ ‫ومن‬ ،‫بيت‬ ‫أهل‬ ‫وأ‬ ‫فتركتهم‬ ‫فأجابتن‬ ،‫الباب‬ ‫فطرقت‬ ،‫أولئك‬ ‫تيت‬ ‫ي‬ ‫قلت‬ ‫الذى‬ ‫مثل‬ ‫لها‬ ‫فقلت‬ ‫امرأة‬ ‫وجيراننا‬ ‫نحن‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫يا‬ :‫فقالت‬ ،‫األولى‬ ‫للمرأة‬ ‫في‬ ‫ال‬ ‫بيننا‬ ‫فاقسمها‬ ‫سواء‬ ‫فقر‬ !‫وبينهم‬ ‫ب‬ ‫ويضن‬ ،‫بعض‬ ‫حاجة‬ ‫بعضهم‬ ‫يراعى‬ ‫هكذا‬ ‫أخيه‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫العطية‬ ، ،‫وحدهم‬ ‫المدينة‬ ‫أهل‬ ‫سمت‬ ‫هذا‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫حياة‬ ‫يسود‬ ‫كان‬ ‫عام‬ ‫شعور‬ ‫هو‬ ‫وإنما‬ ‫وتترج‬ ‫المسلمين‬ ‫أخالقهم‬ ‫مه‬ ، ‫بعضا‬ ‫بعضه‬ ‫فينهب‬ ‫يعيش‬ ‫حولهم‬ ‫من‬ ‫العالم‬ ،
  • 21. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 19 ‫منهم‬ ً‫ال‬‫ك‬ ‫الخير‬ ‫ويتمنى‬ ،‫ببعض‬ ‫بعضهم‬ ‫ويشعر‬ ‫أنفسهم‬ ‫على‬ ‫يؤثرون‬ ‫وهؤالء‬ ‫بيت‬ ‫أفقر‬ ‫على‬ ‫يتعرف‬ ‫أن‬ ‫العطية‬ ‫صاحب‬ ‫على‬ ‫صعب‬ ‫حتى‬ ،‫ألخيه‬ ‫في‬ .‫المدينة‬ ‫أمريكا‬ ‫في‬ ‫أمام‬ ‫ليمثل‬ ‫خبز‬ ‫رغيف‬ ‫بسرقة‬ ‫قام‬ ‫عجوز‬ ‫رجل‬ ‫على‬ ‫القبض‬ ‫تم‬ .. ‫بفعلته‬ ‫العجوز‬ ‫هذا‬ ‫واعترف‬ ،‫المحكمة‬ ، ‫ذلك‬ ‫برد‬ ‫لكنه‬ ‫ينكرها‬ ‫أن‬ ‫يحاول‬ ‫ولم‬ :‫بقوله‬ ‫أموت‬ ‫أن‬ ‫كدت‬ ،ً‫ا‬‫جوع‬ ‫أتضور‬ ‫كنت‬ ‫له‬ ‫قال‬ ‫القاضي‬ ! ‫سارق‬ ‫أنك‬ ‫تعرف‬ ‫"أنت‬: ‫بدفع‬ ‫عليك‬ ‫أحكم‬ ‫وسوف‬ 10 ‫سرقت‬ ‫ألنك‬ ‫تملكها‬ ‫ال‬ ‫أنك‬ ‫وأعرف‬ ‫دوالرات‬ "‫عنك‬ ‫سأدفعها‬ ‫لذلك‬ ،‫خبز‬ ‫رغيف‬ ‫الحضور‬ ‫جميع‬ ‫صمت‬ ‫في‬ ‫يخرج‬ ‫القاضي‬ ‫وشاهدوا‬ ،‫اللحظة‬ ‫تلك‬ : 10 ‫دوالرات‬ ‫العجوز‬ ‫هذا‬ ‫حكم‬ ‫كبدل‬ ‫الخزينة‬ ‫في‬ ‫تودع‬ ‫أن‬ ‫ويطلب‬ ‫جيبه‬ ‫من‬ !. ‫بدفع‬ ً‫ا‬‫جميع‬ ‫عليكم‬ ‫"محكوم‬: ‫وقال‬ ‫الحاضرين‬ ‫إلى‬ ‫فنظر‬ ‫وقف‬ ‫ثم‬ 10 ‫دوالرات‬ ‫يضطر‬ ‫بلدة‬ ‫في‬ ‫تعيشون‬ ‫ألنكم‬ "‫خبز‬ ‫رغيف‬ ‫سرقة‬ ‫إلى‬ ‫الفقير‬ ‫فيها‬ ‫جمع‬ ‫تم‬ ‫الجلسة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ 480 ‫للرجل‬ ‫القاضي‬ ‫ومنحها‬ ً‫ا‬‫دوالر‬ . ‫اإلسالم‬ ‫ينقصه‬ ‫قاضي‬ .‫العجوز‬ .. ‫رأيت‬ ‫"إذا‬: ‫هللا‬ ‫رحمه‬ ‫الشعراوي‬ ‫الشيخ‬ ‫قال‬ ً‫ي‬‫غن‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫فاعلم‬ ‫المسلمين‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫فقير‬ ‫ماله‬ ‫سرق‬ ‫قد‬ ‫ا‬ " ‫البشر‬ ‫أنانية‬ ‫با‬ ‫ليلحق‬ ً‫ا‬‫يوم‬ )‫(غاندي‬ ‫أسرع‬ ‫األخيرة‬ ‫لحظاته‬ ‫في‬ ‫فأدركه‬ ،‫لقطار‬ ‫بدأ‬ ‫لما‬ ‫ولكنه‬ ، ‫صعوده‬ ‫أثناء‬ ‫وفي‬ ‫غاندي‬ ‫صعد‬ ‫السير‬ ‫في‬ ‫القطار‬ ، ،‫حذائه‬ ‫فردتي‬ ‫إحدى‬ ‫سقطت‬ ‫بجوار‬ ‫رماها‬ ‫وبسرعة‬ ‫الثانية‬ ‫الفردة‬ ‫خلع‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫منه‬ ‫كان‬ ‫فما‬ ‫على‬ ‫األولى‬ ‫الفردة‬ ‫القطار‬ ‫سكة‬ ، ‫و‬ ، ‫الصنيع‬ ‫بهذا‬ ‫حوله‬ ‫من‬ ‫تعجب‬ ‫يسألونه‬ ‫أسرعوا‬ ‫على‬ ‫حملك‬ ‫ما‬ : ‫األخرى؟‬ ‫الحذاء‬ ‫فردة‬ ‫رميت‬ ‫لماذا‬ !‫؟‬ ‫فعلت‬ ‫ما‬
  • 22. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 20 ‫فيستطيع‬ ‫فردتين‬ ‫يجد‬ ‫أن‬ ،‫الحذاء‬ ‫يجد‬ ‫الذي‬ ‫للفقير‬ ‫أحببت‬ :‫الحكيم‬ ‫جوابه‬ ‫فكان‬ ‫واحدة‬ ‫وجد‬ ‫فلو‬.. ‫بهما‬ ‫االنتفاع‬ ، ‫منها‬ ‫أستفيد‬ ‫لن‬ ‫كذلك‬ ‫أنا‬.. ‫األخرى‬ ‫تفيده‬ ‫فلن‬ .ً‫ا‬‫أيض‬ )‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫(عمر‬ ‫عمامة‬ ‫سرق‬ ‫الذي‬ ‫اللص‬ ‫ذلك‬ ‫بموقف‬ ‫يذكرنا‬ ‫ولعله‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫هارب‬ ‫وولى‬ ‫السوق‬ ، ‫ع‬ ‫فأخذ‬ ‫أنى‬ ‫هللا‬ ‫أشهد‬: ‫ويقول‬ ‫يصيح‬ ‫وهو‬ ‫خلفه‬ ‫يركض‬ ‫مر‬ ‫إياها‬ ‫ملكتك‬ َ‫د‬‫ع‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬..) ‫النار‬ ‫تمسك‬ ‫ال‬ ‫حتى‬ ‫قبلت‬ ‫فقل‬ .. ‫ليقبض‬ ‫وراءه‬ ‫وه‬ ‫عليه‬ ، ‫ل‬ ‫بل‬ ،‫بذلك‬ ‫ويعلمه‬ ‫منها‬ ‫ليبرئه‬ ‫وإنما‬ ‫فيها‬ ‫مسامحته‬ ‫قبل‬ ‫بأنه‬ ‫عليه‬ ‫يرد‬ !. ‫بر‬ ‫فإنه‬ ‫غاندي‬ ‫أما‬ ً‫ا‬‫أناني‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫عمليا‬ ‫هن‬ ، ‫عن‬ ‫تعمي‬ ‫األنانية‬ ‫ألن‬ ‫الت‬ ‫الغير‬ ‫في‬ ‫فكير‬ ، ‫حتى‬ ‫اآلخر‬ ‫بحذائه‬ ‫رمى‬ ‫السرعة‬ ‫جناح‬ ‫على‬ ‫إنه‬ ‫به‬ ‫ينتفع‬ ‫اهتمامه‬ ‫محور‬ ‫كانت‬ ‫نفسه‬ ‫أن‬ ‫ولو‬ ،‫غيره‬ ، ‫األول‬ ‫للحذاء‬ ‫فقدانه‬ ‫من‬ ‫الستاء‬ . ( :‫قيل‬ ‫وقد‬ ‫له‬ ‫ويحمل‬ ،‫غيرك‬ ‫إلى‬ ‫سيذهب‬ ‫ألنه‬ ‫عليه‬ ‫تأسى‬ ‫فال‬ ‫شيء‬ ‫فاتك‬ ‫إذا‬ )‫ويسره‬ ‫السعادة‬ ‫تأم‬ ‫ما‬ ‫نفس‬ ‫وهو‬ ً‫ا‬‫يوم‬ ‫سيارتي‬ ‫اصطدمت‬ ‫حينما‬ ‫لته‬ ، ً‫ا‬‫محزون‬ ً‫ا‬‫كئيب‬ ‫فصرت‬ ، ‫ولك‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ني‬ ‫يصلحها‬ ‫لمن‬ ‫هللا‬ ‫ساقه‬ ‫رزق‬ ،‫عليها‬ ‫أنفقه‬ ‫ما‬ ‫أن‬ ‫أدركت‬ ‫روية‬ ‫عد‬ ، .‫األنانية‬ ‫منها‬ ‫تتالشى‬ ‫حينما‬ ‫وتسعد‬ ‫النفوس‬ ‫تطمئن‬ ‫وهكذا‬ ‫دنياهم‬ ‫شقيت‬ ‫بعدما‬ ‫البشر‬ ‫يرحمون‬ ً‫ا‬‫أناس‬ ‫لننشد‬ ‫السطور‬ ‫هذه‬ ‫نكتب‬ ‫بالعذاب‬ ‫األناني‬ ‫جراء‬ ‫واآلالم‬ ،‫ة‬ ‫عقربها‬ ‫يقفز‬ ‫أن‬ ‫الساعة‬ ‫تلبث‬ ‫فال‬ ، ‫تدمير‬ ‫عن‬ ‫نسمع‬ ‫حتى‬ ‫ي‬ ‫كل‬ ‫تشهد‬ ‫ودماء‬ ‫أشالء‬ ..‫هناك‬ ‫وهالك‬ ‫هنا‬ ‫قلوبهم‬ ‫ووحشية‬ ‫البشر‬ ‫بقسوة‬ ‫وم‬ ، ‫للوجدان‬ ‫الدنيا‬ ‫وتنكرت‬ ، ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫والمشاعر‬ ‫األحاسيس‬ ‫غابت‬ ‫لقد‬ ‫والع‬ ‫اطفة‬ ، ‫لو‬ ‫حتى‬ ،‫وذاته‬ ‫بنفسه‬ ‫إال‬ ‫يؤمن‬ ‫ال‬ ‫وصار‬ ‫اإلنسان‬ ‫طغى‬ ‫حينما‬ ‫أما‬ ‫للبشرية‬ ‫تستقر‬ ‫لن‬ ‫بسببها‬ ‫التي‬ ‫األنانية‬ ‫وهي‬ ، ‫أجمعون‬ ‫كلهم‬ ‫األرض‬ ‫أهل‬ ‫هلك‬ ً‫ا‬‫قرار‬ ‫لنفسها‬ ‫تعرف‬ ‫ولن‬ ٌ‫ة‬‫حيا‬ ، .‫أحيائها‬ ‫نفوس‬ ‫في‬ ‫جذور‬ ‫لها‬ ‫مادامت‬ :‫المعذبة‬ ‫اإلنسانية‬ ‫هذه‬ ‫يرثي‬ ‫وهو‬ )‫(العقاد‬ ‫قاله‬ ‫ما‬ ‫معي‬ ‫اقرأ‬
  • 23. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 21 ‫اإلنسانية‬ ‫هذه‬ ‫مسكينة‬ ( ، ‫لعل‬ ‫بل‬ ،‫الشهداء‬ ‫دماء‬ ‫إلى‬ ‫شديد‬ ‫عطش‬ ‫في‬ ‫تزال‬ ‫ال‬ ‫ونسيان‬ ‫واألنانية‬ ‫األثرة‬ ‫آفات‬ ‫فيها‬ ‫ازدادت‬ ‫كلما‬ ‫يزداد‬ ‫الشديد‬ ‫العطش‬ ‫المصلحة‬ ‫الشهداء‬ ‫دماء‬ ‫إلى‬ ‫الشديد‬ ‫العطش‬ ‫لعل‬ ‫أو‬ ،‫الزائلة‬ ‫المصلحة‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫الخالدة‬ ، ‫الذي‬ ‫الزمن‬ ‫ألنه‬ ،‫الغابرة‬ ‫األزمنة‬ ‫سائر‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫خصوصا‬ ‫الزمن‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫يزداد‬ ‫في‬ ‫توجد‬ ‫أن‬ ‫لها‬ ً‫ا‬‫لزام‬ ‫وأصبح‬ ،‫فعليا‬ ً‫ا‬‫مادي‬ ً‫ا‬‫وجود‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الوحدة‬ ‫فيه‬ ‫جدت‬ُ‫و‬ ‫السفن‬ ‫برامج‬ ‫وفي‬ ‫الجغرافية‬ ‫الخريطة‬ ‫في‬ ‫وجدت‬ ‫كما‬ ‫الروح‬ ‫وفي‬ ،‫الضمير‬ )‫والطائرات‬ ‫ألنفسنا‬ ‫نجد‬ ‫عنه‬ ‫بحثنا‬ ‫وفي‬ ‫لغيرنا‬ ‫الخير‬ ‫حبنا‬ ‫في‬ ‫(إننا‬ : )‫(أرسطو‬ ‫ويقول‬ )‫خيرا‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫لنفسي‬ ‫كلها‬ ‫الحكمة‬ ‫أعطيت‬ ‫لو‬ ( :)‫(سكنا‬ ‫وقال‬ ‫استأثر‬ ‫عن‬ ‫وامنعها‬ ‫بها‬ )‫الحكمة‬ ‫لكرهت‬ ‫اإلنسانية‬ ‫بني‬ ‫إخوتي‬ ‫في‬ ‫موجودة‬ ‫المثل‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫لقد‬ ‫معدودين‬ ‫أشخاص‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫الغرب‬ ، ‫وهي‬ ‫حضارتنا‬ ‫وقدمتها‬ ‫ديننا‬ ‫أقرها‬ ‫التي‬ ‫القيم‬ ، ‫يمثله‬ ‫عريض‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫فكانت‬ ‫رجاال‬ ً‫ا‬‫وصغار‬ ‫كبارا‬ ‫كثيرون‬ ‫خلق‬ ‫تقديمها‬ ‫في‬ ‫ويتبارى‬ ، ‫كبير‬ ‫مجتمع‬ !..ً‫ء‬‫ونسا‬ ‫القرآن‬ ‫أقره‬ ‫عما‬ ‫يعبروا‬ ‫أن‬ ‫الحكماء‬ ‫هؤالء‬ ‫حاول‬ ‫لقد‬ ‫الكريم‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫وصوره‬ ‫آياته‬ ‫في‬ ‫المحكمات‬ ‫المؤمنين‬ ‫بين‬ ‫العالقة‬ ‫طبيعة‬ ‫عن‬ ، ‫السامية‬ ‫العالقة‬ ‫تلك‬ ‫(إنما‬ :‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫الذات‬ ‫وحب‬ ‫والتعالي‬ ‫واألنانية‬ ‫األثرة‬ ‫من‬ ‫تتجرد‬ ‫التي‬ ‫الراقية‬ ‫ا‬ ‫كانت‬ ‫ولقد‬ )‫إخوة‬ ‫المؤمنون‬ ‫الكلمة‬ ‫بمعنى‬ ‫كائنة‬ ‫بينهم‬ ‫ألخوة‬ ، ‫تحقيقها‬ ‫التزموا‬ ‫والزكاة‬ ‫الصالة‬ ‫تحقيق‬ ‫التزموا‬ ‫كما‬ ،‫له‬ ‫مثيل‬ ‫ال‬ ‫طور‬ ‫إلى‬ ‫بينهم‬ ‫تعدت‬ ‫حتى‬ ، .‫وماله‬ ‫بنفسه‬ ‫أخاه‬ ‫يفدي‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫فكان‬ ‫وثالثون‬ ‫نيف‬ ‫عنده‬ ‫اجتمع‬ ‫أنه‬ ‫األنطاكي‬ ‫الحسن‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫يروى‬ ‫ما‬ ‫جميل‬ ‫ومن‬ ‫وجلسوا‬ ،‫السراج‬ ‫وأطفأوا‬ ‫فكسروها‬ ،‫ا‬ً‫ع‬‫شب‬ ‫تكفيهم‬ ‫ال‬ ‫معدودة‬ ‫أرغفة‬ ‫لهم‬ ً ‫رجال‬
  • 24. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 22 ‫ًا‬‫د‬‫أح‬ ‫ألن‬ ،‫شيء‬ ‫منها‬ ‫ينقص‬ ‫لم‬ ‫محلها‬ ‫األرغفة‬ ‫فإذا‬ ‫السفرة؛‬ ‫رفعت‬ ‫فلما‬ ،‫لألكل‬ ‫لآل‬ ‫ا‬ً‫إيثار‬ ‫يأكل‬ ‫لم‬ ‫منهم‬ ‫ا‬ً‫ع‬‫جمي‬ ‫يأكلوا‬ ‫حتى‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫خرين‬ !. ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫الهجرة‬ ‫وفي‬ ، ‫سوى‬ ‫الدنيا‬ ‫متاع‬ ‫من‬ ‫يحملون‬ ‫ال‬ ‫األول‬ ‫المسلمون‬ ‫كان‬ ‫وعد‬ ‫بما‬ ‫وثقتهم‬ ،‫المنهكة‬ ‫وأجسادهم‬ ،‫البالية‬ ‫ثيابهم‬ ‫النبي‬ ‫فشاهد‬ ،‫سبحانه‬ ‫ربهم‬ ‫هم‬ ‫لألنصار‬ ‫األخوي‬ ‫نداءه‬ ‫فكان‬ ‫حالهم‬ ، ‫لتطبي‬ ‫فيه‬ ‫دعا‬ ‫والذي‬ ‫بينهم‬ ‫األخوة‬ ‫مبدأ‬ ‫ق‬ ‫وبين‬ :‫المهاجرين‬ ‫ال‬ ‫وجاءوكم‬ ،‫واألوالد‬ ‫األموال‬ ‫تركوا‬ ‫(إخوانكم‬ ‫فهال‬ ‫الزراعة؛‬ ‫يعرفون‬ ‫قالوا‬ ‫قاسمتموهم؟‬ : ‫األموال‬ ‫نقسم‬ !‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ،‫نعم‬ ‫با‬ ‫وبينهم‬ ‫بيننا‬ ‫فقال‬ ،‫لسوية‬ ‫النبي‬ ‫لهم‬ ‫(تقاسموهم‬ :‫قال‬ ‫هللا؟‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫وما‬ :‫قالوا‬ ‫ذلك؟‬ ‫غير‬ َ‫أو‬ ( : :‫قالوا‬ ،‫الثمر‬ .‫الجنة‬ ‫لكم‬ ‫بأن‬ :‫قال‬ ‫بم؟‬ ،‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ‫نعم‬ " 1 ‫أفراده‬ ‫وصف‬ ‫حينما‬ ‫تعالى‬ ‫ربه‬ ‫من‬ ‫اإلشادة‬ ‫ونال‬ ‫األول‬ ‫المجتمع‬ ‫هذا‬ ‫نجح‬ ‫وهكذا‬ ِ‫ه‬ِ‫س‬ْ‫ف‬َ‫ن‬ َّ‫ح‬ُ‫ش‬ َ‫ُوق‬‫ي‬ ْ‫ن‬َ‫م‬ َ‫و‬ ٌ‫ة‬َ‫ص‬‫ا‬َ‫ص‬َ‫خ‬ ْ‫م‬ِ‫ه‬ِ‫ب‬ َ‫ان‬َ‫ك‬ ْ‫و‬َ‫ل‬ َ‫و‬ ْ‫م‬ِ‫ه‬ِ‫س‬ُ‫ف‬ْ‫ن‬َ‫أ‬ ‫ى‬َ‫ل‬َ‫ع‬ َ‫ون‬ُ‫ر‬ِ‫ث‬ْ‫ُؤ‬‫ي‬ َ‫(و‬ :‫تعالى‬ ‫بقوله‬ )َ‫ون‬ُ‫ح‬ِ‫ل‬ْ‫ف‬ُ‫م‬ْ‫ال‬ ُ‫م‬ُ‫ه‬ َ‫ِك‬‫ئ‬َ‫ل‬‫و‬ُ‫أ‬َ‫ف‬ 2 ‫منهم‬ ‫لكل‬ ‫وكان‬ ،‫والشرف‬ ‫الفضل‬ ‫في‬ ‫يتسابقون‬ ‫أمية‬ ‫وبنو‬ ‫هاشم‬ ‫بنو‬ ‫كان‬ ‫لقد‬ ‫تغ‬ ‫طريقة‬ ‫السباق‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫اآلخرين‬ ‫طريقة‬ ‫اير‬ ‫منهم‬ ‫أفطن‬ ‫كانوا‬ ‫هاشم‬ ‫بنو‬ ‫ولكن‬ ، ‫الن‬ ‫السلوك‬ ‫إلى‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫مكانتهم‬ ‫عزز‬ ‫الذي‬ ‫جيب‬ ، ‫غيرهم‬ ‫في‬ ‫يفكرون‬ ‫كانوا‬ ، ‫والمناقب‬ ‫الخالئق‬ ‫(في‬ ‫بينهما‬ ‫الفرق‬ ‫وضح‬ ‫لقد‬ ..‫ذواتهم‬ ‫في‬ ‫ففكروا‬ ‫أمية‬ ‫بنو‬ ‫أما‬ ‫ه‬‫الحق‬ ‫ونصرة‬ ‫النجدة‬ ‫إلى‬ ً‫ا‬‫اع‬‫ه‬‫شر‬ ‫الهاشميون‬ ‫فكان‬ ،‫الم‬‫ه‬‫س‬‫اإل‬ ‫قبل‬ ‫هة‬‫ي‬‫الجاهل‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫والتعاون‬ ، ‫كذلك‬ ‫هة‬‫ي‬‫م‬ُ‫ا‬ ‫بنو‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫نهض‬ ‫الذي‬ ‫الفضول‬ ‫حلف‬ ‫عن‬ ‫فوا‬‫ه‬‫فتخل‬ ، :‫ريش‬ُ‫ق‬ ‫رؤساء‬ ‫من‬ ‫نخبة‬ ‫فيه‬ ‫اتفق‬ ‫الذي‬ ‫الحلف‬ ‫وهو‬ ،‫وحلفاؤهم‬ ‫هاشم‬ ‫بنو‬ ‫به‬ ‫المعاش‬ ‫في‬ ‫بالتآسي‬ ‫أنفسهم‬ ‫وليأخذن‬ ،‫ه‬‫ه‬‫ق‬‫ح‬ ‫إليه‬ ‫هوا‬‫د‬‫يؤ‬ ‫ى‬‫ه‬‫ت‬‫ح‬ ‫المظلوم‬ ‫مع‬ ‫ليكونن‬ ‫الضعيف‬ ‫لم‬ُ‫ظ‬ ‫من‬ ‫ه‬‫ي‬‫القو‬ ‫وليمنعن‬ ،‫المال‬ ‫في‬ ‫والتساهم‬ ، ‫عنف‬ ‫من‬ ‫والقاطن‬ ‫الغريب‬ ، ‫من‬ ‫بضاعة‬ ‫اشترى‬ ‫وائل‬ ‫بن‬ ‫العاص‬ ‫ه‬‫ألن‬ ‫الحلف؛‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫واتفقوا‬ 1 - ‫األلباني‬ ‫صححه‬ 2 - :‫الحشر‬ 9
  • 25. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 23 ‫وأعطوه‬ ‫القرشي‬ ‫على‬ ‫الغريب‬ ‫جل‬‫ه‬‫الر‬ ‫فنصروا‬ ،‫بثمنها‬ ‫ولواه‬ ‫زبيدي‬ ‫رجل‬ )‫ه‬‫ه‬‫ق‬‫ح‬ 1 )‫الطعيمي‬ ‫(أمل‬ ‫الكاتبة‬ ‫تقول‬ ‫أخرى‬ ‫بجانب‬ ‫بسيارتك‬ ‫مررت‬ ‫مرة‬ ‫كم‬ ً ‫مثال‬ ‫(خذ‬ : ‫العون‬ ‫يطلب‬ ‫وقف‬ ‫وصاحبها‬ ‫معطلة‬ ، ‫بالتوقف‬ ‫تفكر‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫مسيرك‬ ‫وأكملت‬ ‫عليه‬ ‫تعرض‬ ‫ولم‬ ‫ثقيلة‬ ‫أحماال‬ ‫يحمل‬ ‫وهو‬ ‫أحدهم‬ ‫رأيت‬ ‫مرة‬ ‫وكم‬ ،!‫للمساعدة‬ ‫بعد‬ ‫عن‬ ‫للموقف‬ ‫ينظر‬ ‫من‬ ‫تجعل‬ ‫التي‬ ‫المواقف‬ ‫هذه‬ ‫هي‬ ‫كثيرة‬ ،!‫المشاركة‬ ‫اإلسالمية‬ ‫للقيم‬ ‫االمتثال‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫العون‬ ‫يد‬ ‫مد‬ ‫في‬ ‫الرغبة‬ ‫ضاعت‬ ‫أين‬ ‫يتساءل‬ ‫؟‬ ‫والمساعدة‬ ‫واإليثار‬ ‫واإلغاثة‬ ‫والتراحم‬ ‫التعاون‬ ‫في‬ ‫العظيمة‬ ‫مدرسته‬ ‫من‬ ‫خرج‬ ‫كفيف‬ ‫شاب‬ ‫هذا‬ ، ‫بالجوع‬ ‫شعر‬ ‫الحافلة‬ ‫في‬ ‫وجوده‬ ‫وأثناء‬ ‫لبيته‬ ‫وصوله‬ ‫من‬ ‫وقت‬ ‫أقرب‬ ‫في‬ ‫للغداء‬ ‫وجبته‬ ‫وصول‬ ‫ليضمن‬ ‫بالمطعم‬ ‫واتصل‬ ‫خرج‬ ،‫الوجبة‬ ‫وصلت‬ ‫بدقائق‬ ‫وبعدها‬ ‫بيته‬ ‫إلى‬ ‫وصل‬ ‫وفعال‬ ،‫بمفرده‬ ‫يعيش‬ ‫حيث‬ ‫هو‬ ‫بقي‬ ،‫خلفه‬ ‫للشقة‬ ‫الحديدي‬ ‫الباب‬ ‫انغالق‬ ‫صوت‬ ‫سمع‬ ‫ما‬ ‫وسرعان‬ ‫الستالمها‬ ‫رجل‬ ‫له‬ ‫فطن‬ ‫الجوع‬ ‫وحرارة‬ ‫الشمس‬ ‫حرارة‬ ‫يكابد‬ ‫وهو‬ ،‫الخارج‬ ‫في‬ ‫ووجبته‬ ‫التوصيل‬ ‫خدمة‬ ، :‫وقال‬ ‫باألمر‬ ‫وعرف‬ ‫نحوه‬ ‫تقدم‬ ‫جاره‬ ‫من‬ ‫العون‬ ‫له‬ ‫فطلب‬ ‫آلخر‬ ‫خطوات‬ ‫سمع‬ ‫بلحظات‬ ‫بعدها‬ ،‫رجعة‬ ‫بال‬ ‫وذهب‬ ‫أفعل؟‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫وماذا‬ ‫للمساعدة‬ ‫طلبا‬ ‫فناداه‬ ، ‫ولم‬ ‫ذهب‬ ‫ولكنه‬ ،‫إليك‬ ‫وأعود‬ ‫سأذهب‬: ‫اآلخر‬ ‫له‬ ‫وقال‬ ..‫يعد‬ ‫المدرسي‬ ‫دوامه‬ ‫عناء‬ ‫بعد‬ ‫مجهدا‬ ‫واقفا‬ ‫الشاب‬ ‫زال‬ ‫وما‬ ، ‫وحرارة‬ ‫وجوعه‬ ..‫عنيد‬ ‫صلب‬ ‫والباب‬ ‫بالداخل‬ ‫هاتفه‬ ،‫الحارقة‬ ‫الشمس‬ ‫سخره‬ ‫بشخص‬ ‫فإذا‬ ‫دقائق‬ ‫المحاولة‬ ‫تفلح‬ ‫ولم‬ ‫الباب‬ ‫مع‬ ‫قليال‬ ‫وحاول‬ ‫باألمر‬ ‫عرف‬ ،‫له‬ ‫هللا‬ ، ‫على‬ ‫فعرض‬ ،‫للباب‬ ‫يعودوا‬ ‫ثم‬ ‫قليال‬ ‫ويرتاح‬ ‫طعامه‬ ‫يأكل‬ ‫حتى‬ ‫سكنه‬ ‫إلى‬ ‫يرافقه‬ ‫أن‬ ‫الشاب‬ ‫معدودة‬ ‫دقائق‬ ‫إال‬ ‫هي‬ ‫وما‬ ‫الشاب‬ ‫ذهب‬ ،‫االنتظار‬ ‫وقرر‬ ‫شكره‬ ‫الشاب‬ ‫ولكن‬ ‫آخر‬ ‫صديق‬ ‫ومعه‬ ‫ليعود‬ ، ‫وأخيرا‬ ‫ووقتا‬ ‫جهدا‬ ‫بذلوا‬ ‫الباب‬ ‫فتح‬ ‫بها‬ ‫يحاولون‬ ‫وآلة‬ ‫لشكر‬ ‫استمع‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫يقول‬ ‫وأحدهم‬ ،‫بمساعدتهم‬ ‫الباب‬ ‫فتح‬ ‫له‬ ‫الشاب‬ : ‫أخي‬ ‫يا‬ 1 - ‫الشهداء‬ ‫أبو‬ ‫الحسين‬ - ‫العقاد‬
  • 26. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 24 ‫نحن‬ ‫حقا‬ ‫هل‬ ‫الجميلة؟‬ ‫البسيطة‬ ‫المقولة‬ ‫هذه‬ ‫نطبق‬ ‫كلنا‬ ‫فهل‬ )‫لبعضيها‬ ‫(الناس‬ )‫لبعضيها‬ ‫(الناس‬ ‫بمقتضاها‬ ‫وعاملون‬ ‫بها‬ ‫مقتنعون‬ ‫شاعرة‬ ‫طفولة‬ ‫هللا‬ ‫أعز‬ ،‫اإلحساس‬ ‫عالم‬ ‫في‬ ‫بي‬ ‫تزج‬ ‫كانت‬ ‫حينما‬ ‫أذكرها‬ ‫زلت‬ ‫فال‬ ..‫أمي‬ ‫قيمة‬ ‫على‬ ‫فطرني‬ ‫الذي‬ ،‫اإلنساني‬ ‫عملها‬ ‫في‬ ‫وتجندني‬ ‫اإلحسان‬ ‫واإلحساس‬ ، ‫كانت‬ ‫ال‬ ‫وتواسي‬ ‫المكروب‬ ‫وتغيث‬ ‫البر‬ ‫وتفعل‬ ‫الخير‬ ‫تحب‬ ‫مرضى‬ ، ً‫ال‬‫سائ‬ ‫ترد‬ ‫ال‬ ‫لسد‬ ‫تستطيعه‬ ‫ما‬ ‫وتبذل‬ ،‫والمحتاجين‬ ‫المعوذين‬ ‫على‬ ‫شفق‬ُ‫ت‬ ،‫بيتنا‬ ‫باب‬ ‫طرق‬ .‫حاجتهم‬ ‫ما‬ ‫أطباقه‬ ‫وتصف‬ ،‫منه‬ ‫الشهي‬ ‫وتطهو‬ ‫الطعام‬ ‫تعد‬ ‫كانت‬ ‫حينما‬ ‫أذكرها‬ ‫زلت‬ ‫في‬ ‫وتضعه‬ ،‫جيدة‬ ‫محكمة‬ ‫بطريقة‬ :‫لي‬ ‫وتقول‬ ‫يدي‬ ‫لخالتك‬ ‫واعطه‬ ‫بهذا‬ ‫اذهب‬ ‫فالنة‬ ، ‫كنت‬ ‫خطوة‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫أعلم‬ ‫أكن‬ ‫ولم‬ ،‫طريقي‬ ‫في‬ ‫وأسير‬ ‫الطعام‬ ‫وأحمل‬ ‫ك‬ ،‫أخطوها‬ ‫الخير‬ ‫حب‬ ‫نفسي‬ ‫في‬ ‫معها‬ ‫يتعاظم‬ ‫ان‬ ‫و‬ ، ‫شعوري‬ ‫قريحتي‬ ‫في‬ ‫ينمو‬ ‫باآلخرين‬ ، ‫اإلنساني‬ ‫لمساته‬ ‫أعلى‬ ‫الموقف‬ ‫يبلغ‬ ‫ثم‬ ‫باب‬ ‫أطرق‬ ‫حينما‬ ،‫ة‬ ‫السيدة‬ ‫الفقيرة‬ ‫تراني‬ ‫و‬ ‫بابها‬ ‫تفتح‬ ‫أن‬ ‫فما‬ ،‫أمي‬ ‫أعدته‬ ‫الذي‬ ‫الطعام‬ ‫وأسلمها‬ ، ، ‫تأخذ‬ ‫حتى‬ ‫و‬ ، ‫شديد‬ ‫بلهف‬ ‫يدي‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫عميقة‬ ‫قوية‬ ‫بدعوات‬ ‫لسانها‬ ‫يسترسل‬ ً‫ا‬‫أبد‬ ‫أظن‬ ‫ال‬ ، ‫ف‬ ‫من‬ ‫يردها‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫أن‬ ‫حرارتها‬ ‫رط‬ ، ‫ألن‬ ‫ه‬ ‫وامتزجت‬ ،‫مسكين‬ ‫قلب‬ ‫من‬ ‫نبعت‬ ‫ا‬ ‫بالرجاء‬ ‫واالمتنان‬ . ‫سيرته‬ ‫وفي‬ )‫السحار‬ ‫جودة‬ ‫الحميد‬ ‫(عبد‬ ‫الكبير‬ ‫األديب‬ ‫حياة‬ ‫لرحلة‬ ‫قراءتي‬ ‫في‬ ‫المفعمة‬ ‫الطفولة‬ ‫هذه‬ ‫نظري‬ ‫لفت‬ ،‫صباه‬ ‫مرحلة‬ ‫وفي‬ )‫حياتي‬ ‫(هذه‬ ‫الذاتية‬ ‫يرقى‬ ‫أن‬ ‫الطفل‬ ‫لهذا‬ ‫فكيف‬ ،‫الناس‬ ‫تجاه‬ ‫النبيلة‬ ‫والمشاعر‬ ‫واإلحسان‬ ‫باإلحساس‬ ‫تسود‬ ‫أن‬ ‫نرجو‬ ‫سامية‬ ‫لمواقف‬ ‫فيترجمها‬ ‫العالية؟‬ ‫الفضائل‬ ‫لهذه‬ ‫تصرفاتنا‬ ‫في‬ ‫حياتنا‬ ‫وكل‬ ‫وسلوكنا‬ ، ‫به‬ ‫ألمت‬ ‫حوله‬ ‫ممن‬ ً‫ا‬‫أحد‬ ‫رأى‬ ‫إذا‬ ‫ينكسر‬ ‫كان‬ ‫قلبه‬ ‫إن‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫وفي‬ ،ً‫ا‬‫مهموم‬ ً‫ا‬‫حزين‬ ‫وصار‬ ‫السعادة‬ ‫جافته‬ ‫أو‬ ‫الفقر‬ ‫أذله‬ ‫أو‬ ‫مشكلة‬ ‫السحار‬ ‫الصبي‬ ‫يصف‬ ‫مشهد‬ ، ،‫المشكالت‬ ‫وأصحاب‬ ،‫المحتاجين‬ ‫آلالم‬ ‫تألم‬ ‫كيف‬
  • 27. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 25 ‫يساعدهم‬ ‫وكيف‬ ، ‫أزمتهم‬ ‫من‬ ‫المخرج‬ ‫ليجد‬ ‫والبحث‬ ‫التفكير‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫ويجهد‬ !‫؟‬ ‫محنتهم‬ ‫ليتجاوزوا‬ ‫ككاتب‬ ‫نفسه‬ ‫السحار‬ ‫يغفل‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ،‫كقراء‬ ‫نغفل‬ ‫ال‬ ‫المثالية‬ ‫المواقف‬ ‫هذه‬ ‫وفوق‬ ، ‫أن‬ ! ‫ألسبابها‬ ‫يعزونا‬ ‫الكبيرة‬ ‫الطفولة‬ ‫فهذه‬ ، ‫العظيمة‬ ‫بتصرفاتها‬ ‫العالية‬ ‫اإلنسانية‬ ‫معالم‬ ‫فيها‬ ‫غرس‬ ‫ما‬ ، ‫ال‬ ‫والسلوك‬ ‫الحسنة‬ ‫بالقدوة‬ ‫ولده‬ ‫تعليم‬ ‫استطاع‬ ‫صالح‬ ‫والد‬ ‫إال‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ،‫رشيد‬ ‫طفولته‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫إنسان‬ ‫بها‬ ‫يحيط‬ ‫بما‬ ‫األحيان‬ ‫أغلب‬ ‫في‬ ‫تبالي‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫الطفولة‬ ‫تلك‬ ، .‫وأزمات‬ ‫مشكالت‬ ‫من‬ ‫ال‬ ‫كلهم‬ ‫البيت‬ ‫أهل‬ ‫كان‬ ‫وكيف‬ ،‫نفسه‬ ‫في‬ ‫وأسرته‬ ‫أبويه‬ ‫تأثير‬ ‫يروي‬ ‫هو‬ ‫فها‬ ‫أ‬ ‫عن‬ ‫يغيب‬ ‫منها‬ ‫والخوف‬ ‫النار‬ ‫ذكر‬ ‫لسنتهم‬ . ‫البيت‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫نحتك‬ ‫من‬ ‫فكل‬ ، ً‫ا‬‫أبد‬ ‫ضمائرنا‬ ‫في‬ ‫جهنم‬ ‫نار‬ ‫تخمد‬ ‫لم‬ ":‫يقول‬ ‫واحدة‬ ‫دار‬ ‫في‬ ‫معنا‬ ‫يسكن‬ ‫الذي‬ ‫وعمي‬ ‫وجدتي‬ ‫وأمي‬ ‫أبي‬ ‫وكان‬ ،‫يذكرها‬ ‫يفتأ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫والنار‬ ‫الجنة‬ ‫فقامت‬ ، ‫أعماقنا‬ ‫في‬ ‫الخير‬ ‫بذور‬ ‫الطيبة‬ ‫بأفعالهم‬ ‫يبذرون‬ ‫وعقوبة‬ ‫مثوبة‬ ‫فعل‬ ‫لكل‬ ‫أن‬ ‫مدارك‬ ‫لنا‬ ‫كانت‬ ‫مذ‬ ‫وعرفنا‬ ‫جنب‬ ‫إلى‬ ً‫ا‬‫جنب‬ ‫سرائرنا‬ ".‫واآلخرة‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ ، ‫مواعيدها‬ ‫في‬ ‫المدرسية‬ ‫األقساط‬ ‫سداد‬ ‫على‬ ‫لقادري‬ ‫إال‬ ‫التعليم‬ ‫كان‬ ‫"ما‬: ‫يقول‬ ‫سداد‬ ‫عن‬ ‫عجز‬ ‫الذي‬ ‫االبتدائية‬ ‫الثالثة‬ ‫السنة‬ ‫في‬ ‫جاري‬ ‫أنسى‬ ‫أن‬ ‫أستطيع‬ ‫وال‬ ‫فصلنا‬ ‫إلى‬ ‫المدرسة‬ ‫ناظر‬ ‫وجاء‬ ، ‫أبيه‬ ‫لوفاة‬ ‫المصاريف‬ ، ‫يغادر‬ ‫أن‬ ‫منه‬ ‫وطلب‬ ‫ثالثة‬ ‫يسدد‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫وكان‬ ، ‫المصاريف‬ ‫معه‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫يعود‬ ‫وأال‬ ‫المدرسة‬ ‫حنيهات‬ ، ‫مقعده‬ ‫من‬ ‫فخرج‬ ،‫المبلغ‬ ‫تدبير‬ ‫عن‬ ‫عجزت‬ ‫أسرته‬ ‫موارد‬ ‫كل‬ ‫ولكن‬ ‫الصفوف‬ ‫بين‬ ‫وسار‬ ‫مطأطئ‬ ‫الدموع‬ ‫يسح‬ ‫الرأس‬ ، ‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫قلبي‬ ‫غاص‬ ‫الحزن‬ ‫غير‬ ‫ألملك‬ ‫أكن‬ ‫لم‬ ‫؛‬ ‫أشالء‬ ‫يتمزق‬ ‫أن‬ ‫وكاد‬ ، ‫أمسح‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫أصغر‬ ‫وكنت‬ ‫المذلة‬ ‫تلك‬ ‫عنه‬ ، ‫أبي‬ ‫أفاتح‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫وفكرت‬ ‫يسدد‬ ‫أن‬ ‫أسأله‬ ‫وأن‬ ‫الموضوع‬ ‫في‬
  • 28. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 26 ‫المبلغ‬ ، ‫فاتحته‬ ‫كنت‬ ‫لو‬ ‫ولكن‬ ، ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫ليحجم‬ ‫أبي‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ، ‫علي‬ ً‫ا‬‫قادر‬ ‫أكان‬ "‫الحكومة‬ ‫مدارس‬ ‫في‬ ‫دفعها‬ ‫عن‬ ‫العاجزين‬ ‫كل‬ ‫مصاريف‬ ‫يسد‬ ‫أن‬ ‫الطفولة‬ ‫أصدقاء‬ ‫من‬ ‫صديق‬ ‫مختار‬ ‫حالة‬ ‫يصف‬ ‫ثم‬ ، ‫والده‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫نشب‬ ‫حينما‬ ‫أطلق‬ ‫حتى‬ ‫وثاقه‬ ‫فك‬ ‫أن‬ ‫وما‬ ،ً‫ا‬‫ضرب‬ ‫عليه‬ ‫ينهال‬ ‫وأخذ‬ ‫شجرة‬ ‫في‬ ‫ربطه‬ ‫الذي‬ ‫البيت‬ ‫من‬ ‫وطفش‬ ‫للريح‬ ‫قدميه‬ ، ‫الشوار‬ ‫في‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫وهام‬ ً‫ا‬‫طريد‬ ‫والحارات‬ ‫ع‬ ً‫ا‬‫جائع‬ ً‫ا‬‫شريد‬ ‫عضه‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬ ، ‫القارس‬ ‫الشتاء‬ ‫في‬ ‫لحمه‬ ‫على‬ ‫جلبابا‬ ‫يرتدي‬ .. ‫يقابله‬ ‫بقال‬ ‫أي‬ ‫دكان‬ ‫من‬ ‫عيش‬ ‫رغيف‬ ‫خطف‬ ‫الجوع‬ ، ‫شراهة‬ ‫في‬ ‫يلتهمه‬ ‫وراح‬ ، ‫احتج‬ ‫لو‬ ‫أنه‬ ‫يعلم‬ ‫فهو‬ ، ً‫ا‬‫غيظ‬ ‫أو‬ ً‫ا‬‫عطف‬ ‫أحس‬ ‫وقد‬ ‫صمت‬ ‫في‬ ‫ينظر‬ ‫والبقال‬ ، ‫أو‬ ‫استياء‬ ‫بادرة‬ ‫منه‬ ‫بدرت‬ ، .‫عين‬ ‫بعد‬ ً‫ا‬‫أثر‬ ‫الدكان‬ ‫فسيصبح‬ ‫فرأيت‬ ، ‫الظاهر‬ ‫سكة‬ ‫شارع‬ ‫إلى‬ ‫الكوة‬ ‫جنينة‬ ‫شارع‬ ‫شارعنا‬ ‫من‬ ‫وخرجت‬ ‫عليه‬ ‫والح‬ ، ‫العاري‬ ‫صدره‬ ‫ظهر‬ ‫وقد‬ ‫جلبابه‬ ‫يرتدي‬ ‫وهو‬ ‫يتلفت‬ ‫قادما‬ ‫مختار‬ ‫أستطع‬ ‫لم‬ ‫عليه‬ ‫شفقة‬ ‫جوانحي‬ ‫في‬ ‫وثارت‬ ، ‫الجوع‬ ‫من‬ ‫يموت‬ ‫يكاد‬ ‫إنه‬ ، ‫الهزال‬ ،‫اليومي‬ ‫مصروفي‬ ‫أمي‬ ‫من‬ ‫وطلبت‬ ‫دارنا‬ ‫إلى‬ ‫فعدت‬ ،‫اليدين‬ ‫مكتوف‬ ‫أقف‬ ‫أن‬ ‫أشياء‬ ‫به‬ ‫تشتري‬ ‫أن‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الممكن‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ، ً‫ا‬‫صاغ‬ ً‫ا‬‫قرش‬ ‫وكان‬ .‫كثيرة‬ ‫واشتريت‬ ،‫الحي‬ ‫في‬ ‫بقال‬ ‫أقرب‬ ‫إلى‬ ‫أعدو‬ ‫ورحت‬ ً‫ا‬‫قفز‬ ‫الدرج‬ ‫في‬ ‫وهبطت‬ ‫يذرع‬ ‫وهو‬ ‫قلق‬ ‫في‬ ‫مختار‬ ‫أرصد‬ ‫وكنت‬ ،‫رومي‬ ‫وجبنة‬ ‫فينو‬ ‫عيش‬ ‫بالقرش‬ .‫مكان‬ ‫أي‬ ‫في‬ ‫طعام‬ ‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫الجوع‬ ‫عضه‬ ‫كحيوان‬ ‫هدف‬ ‫دون‬ ‫الشارع‬ ‫إلى‬ ‫السندويتش‬ ‫أقدم‬ ‫أن‬ ‫الشجاعة‬ ‫نفسي‬ ‫في‬ ‫أجد‬ ‫لم‬ ، ‫برهة‬ ‫مكاني‬ ‫في‬ ‫وقفت‬ ‫أمام‬ ‫دائما‬ ‫أضعف‬ ‫فإنني‬ ، ‫شديد‬ ‫خجل‬ ‫واعتراني‬ ‫نفسي‬ ‫تقاصرت‬ ‫فقد‬ ‫مختار‬ .‫إنسان‬ ‫أي‬ ‫إحساسات‬ ‫جرح‬ ‫كرامتي‬ ‫يجرح‬ ‫تافه‬ ‫تصرف‬ ‫أي‬ ‫إن‬ ،‫الكرامة‬ ‫بمرض‬ ‫مريض‬ ‫إنني‬ ، ‫يصيبني‬ ‫كرامة‬ ‫أجرح‬ ‫أن‬ ‫الجهد‬ ‫وسعني‬ ‫ما‬ ‫أتحاشى‬ ‫لذلك‬ ،‫طاغية‬ ‫ثورة‬ ‫في‬ ‫ويولد‬ ‫بحنق‬ .!‫مختار؟‬ ‫كرامة‬ ‫أجرح‬ ‫ال‬ ‫حتى‬ ‫أفعل‬ ‫فماذا‬ ، ‫الناس‬
  • 29. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 27 ‫في‬ ‫السندويتش‬ ‫أرفع‬ ‫وأنا‬ ‫مختار‬ ‫فيه‬ ‫يسير‬ ‫الذي‬ ‫العكسي‬ ‫االتجاه‬ ‫في‬ ‫وسرت‬ ‫يدي‬ ، ‫عرض‬ ‫في‬ ‫بمختار‬ ‫التقيت‬ ‫فلما‬ ، ‫طريقي‬ ‫لي‬ ‫تنير‬ ‫شمعة‬ ‫أحمل‬ ‫كنت‬ ‫كأنما‬ ‫الطريق‬ ، ‫رأى‬ ‫السندويتش‬ ‫وخطف‬ ‫علي‬ ‫فانقض‬ ‫يدي‬ ‫في‬ ‫أحمل‬ ‫ما‬ ، ‫يلتهمه‬ ‫وراح‬ ‫وأنا‬ ‫شراهة‬ ‫في‬ ‫أ‬ .‫إليه‬ ‫السندويتش‬ ‫تقديم‬ ‫حرج‬ ‫علي‬ ‫وفر‬ ‫فقد‬ ، ‫فرح‬ ‫في‬ ‫رقبه‬ ‫يخطفه‬ ‫وأن‬ ‫يدي‬ ‫في‬ ‫السندويتش‬ ‫أحمل‬ ‫أن‬ ‫صباح‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫عادتي‬ ‫وصارت‬ ‫أهله‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ‫مختار‬ ‫عاد‬ ‫حتى‬ ،‫مني‬ ‫مختار‬ ‫عاد‬ ‫وكيف‬ ‫عاد‬ ‫متى‬ ‫أدري‬ ‫وال‬ ، ‫؟‬ ‫من‬ ‫كابدته‬ ‫ما‬ ‫أقسى‬ ‫وكان‬ ، ‫الشتاء‬ ‫فترة‬ ‫اليومي‬ ‫مصروفي‬ ‫من‬ ‫حرمني‬ ‫فقد‬ ‫حرمان‬ ، ‫أنقذ‬ ‫أنني‬ ‫عزائي‬ ‫وكل‬ ، ‫السينما‬ ‫إلى‬ ‫أذهب‬ ‫لم‬ ‫المدة‬ ‫تلك‬ ‫طوال‬ ‫أنني‬ ‫على‬ ‫والمحال‬ ، ‫الجوع‬ ‫من‬ ‫يموت‬ ‫أن‬ ‫أقسى‬ ‫فما‬ ،ً‫ا‬‫جوع‬ ‫يموت‬ ‫أن‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫إنسان‬ ".‫بالخيرات‬ ‫مليئة‬ ‫الطريق‬ ‫جانبي‬ ‫يخشى‬ ‫كان‬ ‫وكيف‬ ‫تفكيره‬ ‫في‬ ‫وتأمل‬ ‫جرح‬ ‫إلى‬ ‫اإلحساس‬ ‫فرط‬ ‫يتحول‬ ‫أن‬ ‫النهار‬ ‫يمضون‬ ‫سننا‬ ‫مثل‬ ‫في‬ ‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫قاسم‬ ‫عمي‬ ‫أوالد‬ ‫كان‬ ":‫يقول‬ ‫اإلحساس‬ ‫لنا‬ ‫تطرح‬ ‫مراتب‬ ‫على‬ ‫معهم‬ ‫ننام‬ ‫فكنا‬ ، ‫جدي‬ ‫عند‬ ‫يبيتون‬ ‫كانوا‬ ‫ما‬ ً‫ا‬‫وكثير‬ ‫معنا‬ ‫على‬ ‫ننام‬ ‫كنا‬ ، ‫الكبير‬ ‫عددنا‬ ‫تكفي‬ ‫سرائر‬ ‫كله‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫فما‬ ، ‫األرض‬ ‫على‬ ‫وكانت‬ ،‫بيده‬ ‫عمي‬ ‫أبناء‬ ‫يطعم‬ ‫جدي‬ ‫وكان‬ ، ‫الصفيح‬ ‫علبة‬ ‫في‬ ‫كالسردين‬ ‫مرتين‬ ‫صغيرة‬ ‫هندية‬ ‫طاسة‬ ‫في‬ ‫تضعها‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫بالفلوس‬ ‫عليهم‬ ‫تبخل‬ ‫ال‬ ‫جدتي‬ ، ‫أحفادها‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫يدخل‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫وتوزعها‬ ، ، ‫وبنات‬ ‫بنين‬ ‫من‬ ‫أكثرهم‬ ‫وما‬ ‫في‬ ‫يبالغ‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫وكان‬ ، ‫عطف‬ ‫في‬ ‫بيده‬ ‫رؤوسهم‬ ‫يمسح‬ ‫أبي‬ ‫وكان‬ ‫سني‬ ‫صغر‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ ‫كنت‬ ‫وما‬ ،‫أيتام‬ ‫ألنهم‬ ‫إكرامهم‬ ، ‫لذلك‬ ‫أستريح‬ ‫فيه‬ ‫المبالغ‬ ‫العطف‬ ، ‫بيننا‬ ‫ويظهرهم‬ ‫األطفال‬ ‫شعور‬ ‫يجرح‬ ‫أنه‬ ‫أستشعر‬ ‫كنت‬ ‫فقد‬ "‫الضعفاء‬ ‫بمظهر‬ ‫اإلنس‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫لآلخرين‬ ‫وحبه‬ ‫مشاعره‬ ‫في‬ ‫السحار‬ ‫تعدى‬ ‫بل‬ ‫ان‬ ‫بني‬ ‫بعض‬ ‫إلى‬ ، ‫بينهما‬ ‫توثقت‬ ‫الذي‬ ‫خروفه‬ ‫على‬ ً‫ا‬‫وكمد‬ ً‫ا‬‫حزن‬ ‫اعتصر‬ ‫كيف‬ ‫لنا‬ ‫فيروي‬ ، ‫الحيوان‬ ‫صدا‬ .‫ليذبحوه‬ ‫عنوة‬ ‫أخذوه‬ ‫ثم‬ ‫متينة‬ ‫قة‬
  • 30. ‫المشاعر‬ ‫وخز‬ ‫سالمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاتم‬ 28 ‫األضحى‬ ‫عيد‬ ‫في‬ ‫نضحي‬ ‫أن‬ ‫علينا‬ ‫كان‬ ":‫يقول‬ ، ‫أال‬ ‫قررن‬ ‫وعمتي‬ ‫وأمي‬ ‫فجدتي‬ ‫أبي‬ ‫غياب‬ ‫طوال‬ ‫عادة‬ ‫لنا‬ ‫تقطع‬ – ‫ذهب‬ ‫قد‬ ‫أبوه‬ ‫وكانوا‬ ‫ا‬ ‫إلى‬ ‫لحج‬ - ‫أطفال‬ ‫وصعد‬ ‫من‬ ‫هناك‬ ‫تجمع‬ ‫ما‬ ‫يذبح‬ ‫وهو‬ ‫الجزار‬ ‫ليشاهدوا‬ ‫السطح‬ ‫إلى‬ ‫وشبابها‬ ‫األسرة‬ ‫المناسبة‬ ‫هذه‬ ‫إخوتي‬ ‫أشارك‬ ‫ولم‬ ،‫خراف‬ ، ‫رؤي‬ ‫كرهت‬ ‫فقد‬ ‫تذبح‬ ‫وهي‬ ‫الخراف‬ ‫ة‬ ً‫ال‬‫طف‬ ‫كنت‬ ‫مذ‬ ، ‫بيني‬ ‫توطدت‬ ‫خروف‬ ‫تربية‬ ‫على‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫أشرفت‬ ‫فقد‬ ‫متينة‬ ‫صداقة‬ ‫وبينه‬ ، ‫ميدان‬ ‫في‬ ‫جريت‬ ‫ما‬ ‫وإذا‬ ‫خلفي‬ ‫سار‬ ‫سرت‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫أنني‬ ‫حتى‬ ‫جاء‬ ‫فلما‬ ، ‫عظيما‬ ً‫ا‬‫حب‬ ‫فأحببته‬ ، ‫بي‬ ‫ويتمسح‬ ‫بي‬ ‫يلحق‬ ‫حتى‬ ‫خلفي‬ ‫جرى‬ ‫الظاهر‬ ‫ليذبحوه‬ ‫أخذوه‬ ‫األضحى‬ ‫عيد‬ ، ‫ولم‬ ،‫يفعلوا‬ ‫أال‬ ‫إليهم‬ ‫وتوسلت‬ ‫وبكيت‬ ‫به‬ ‫فتشبثت‬ ‫وغص‬ ‫بكاء‬ ‫عليه‬ ‫بكيت‬ ..‫فيه‬ ‫وفجعوني‬ ‫مني‬ ‫وأخذوه‬ ‫هذياني‬ ‫إلى‬ ‫أحد‬ ‫يلتفت‬ "‫اآلكلين‬ ‫مع‬ ‫لحمه‬ ‫آكل‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫حزني‬ ‫يمنعني‬ ‫ولم‬ ، ‫حلقي‬ ‫عليه‬ ‫حساسة‬ ‫أمة‬ ‫الرسول‬ ‫أراد‬ ‫لقد‬ ^ ‫أفرادها‬ ‫يتراحم‬ ، ‫حساسة‬ ‫رحيمة‬ ‫شاعرة‬ ‫أمة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫ألمته‬ ‫الغني‬ ‫ويعطف‬ ، ‫الصغير‬ ‫على‬ ‫منهم‬ ‫الكبير‬ ‫ويشفق‬ ،‫بعض‬ ‫على‬ ‫بعضهم‬ ‫على‬ ‫ويشع‬ ، ‫الضعيف‬ ‫القوي‬ ‫ويرحم‬ ، ‫الفقير‬ ‫العاني‬ ‫بالمريض‬ ‫المعافي‬ ‫السليم‬ ‫ر‬ .. ‫مسكين‬ ‫لكل‬ ‫الجناح‬ ‫وتخفض‬ ،‫بالرحمة‬ ‫تتجمل‬ ‫أن‬ ‫المؤمنين‬ ‫قلوب‬ ‫يدعو‬ ‫وكان‬ :‫قال‬ ‫حيث‬ ،‫الفقر‬ ‫وأضناه‬ ‫الحاجة‬ ‫عذبته‬ ‫الناس‬ ‫يرحم‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫هللا‬ ‫يرحم‬ ‫ال‬ ( ) 1 ‫شقي‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫الرحمة‬ ‫تنزع‬ ‫ال‬ ( :‫وقال‬ ) 2 ‫النبي‬ ‫عن‬ ‫الحاكم‬ ‫وصحيح‬ ‫المسند‬ ‫في‬ ^ ‫فيهم‬ ‫أصبح‬ ‫عرصة‬ ‫أهل‬ ‫(أيما‬ : ‫قال‬ )‫وجل‬ ‫عز‬ ‫هللا‬ ‫ذمة‬ ‫منهم‬ ‫برئت‬ ‫فقد‬ ‫جائع‬ ‫امرؤ‬ ‫والضياع‬ ‫بالخسران‬ ‫البلد‬ ‫أو‬ ‫المنطقة‬ ‫أو‬ ‫البقعة‬ ‫أو‬ ‫القرية‬ ‫هذه‬ ‫تبوء‬ ‫هكذا‬ ، ‫حينما‬ ‫لحاله‬ ‫ويأسى‬ ‫به‬ ‫يشعر‬ ‫من‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫الذي‬ ‫المسكين‬ ‫الجائع‬ ‫هذا‬ ‫فيهم‬ ‫يصبح‬ 1 - ‫البخاري‬ – ‫التوحيد‬ ‫كتاب‬ 2 - ‫وأحمد‬ ‫والترمذي‬ ‫داود‬ ‫أبو‬ ‫رواه‬ ‫حسن‬ ‫حديث‬