SlideShare a Scribd company logo
1 of 93
‫أسماء ا الحسنى‬
‫ال‬

‫الرحمن الرحيم الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ‬

‫المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز‬
‫السميع البصير الحكم‬

‫العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلى‬

‫الكبير الحفيظ‬

‫المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد‬
‫الوكيل القوى المتين الولى الحميد المحصى المبدئ المعيد المحيي المميت الحى‬

‫المذل‬

‫القيوم‬

‫الحق‬
‫الواجد‬

‫الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤرخر الول الرخر الظاهر الباطن الوالى المتعالى‬
‫البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك‬
‫المانع‬

‫الضار‬

‫النافع‬

‫النور‬

‫الهادئ‬

‫ذوالجلل والكرام‬
‫البديع‬

‫الباقى‬

‫المقسط الجامع الغنى المغنى‬
‫الوارث‬

‫الرشيد‬

‫الصبور‬
‫ىن‬
‫س ءا‬
‫حلاام‬
‫لسأ‬

‫هو السم الذي تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ، وجعله أول أسمائه‬
‫فكل ما يرد بعده يكون نعتا له وصفة ،‬
‫وهو أعظم السماء لنه دال على الذات الجامعة لصفات اللهية‬
‫إذ ل يطلق على غيره ل حقيقة ول مجازا‬
‫أسماء ال الحسنى‬

‫الرحمن الرحيم‬
‫إسمان مشتقان من الرحمة ،‬
‫وهذا جائز في حق العباد ، ولكنه محال في حق ال سبحانه وتعالى،‬
‫إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة ،‬
‫وقيل أن ال رحمن الدنيا ورحيم الرخرة ،‬
‫اسم الرحمن أرخص من اسم الرحيم ، والرحمن أبعد من مقدور العباد ،‬
‫فالرحمن هو العطوف على عباده باليجاد أول .. وبالهداية إلى اليمان وأسباب السعادة ثانيا ..‬
‫والسعاد في الرخرة ثالثا ، والنعام بالنظر إلى وجهه الكريم رابعا .‬
‫الرحمن هو المنعم بما ل يتصور صدور جنسه من العباد ،‬
‫والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد بأن ل يدع فاقة لمحتاج إل يسدها‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الملك‬

‫هو الظاهر بعز سلطانه ، الغنى بذاته ، المتصرف في أكوانه بصفاته ،‬
‫وهو المتصرف بالمر والنهى ، أو الملك لكل الشياء ،‬
‫ا تعالى الملك المستغنى بذاته وصفاته وأفعاله عن غيرة ، المحتاج إليه كل من عداه ،‬
‫يملك الحياة والموت والبعث والنشور ، والملك الحقيقي ل يكون إل لله وحده ،‬
‫ومن عرف أن الملك لله وحده أبى أن يذل لمخلوق ،‬
‫د يستغنى عن كل شيء سوى ا ، والعبد مملكته الخاصة قلبه .. وجنده شهوته وغضبه وهوا‬
‫ورعيته لسانه وعيناه وباقي أعضائه .. فإذا ملكها ولم تملكه فقد نال درجة الملك في عالمه‬
‫ى ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلك رتبة النبياء ، يليهم العلماء وملكهم بقدر قدرتهم على‬
‫بهذه الصفات يقرب العبد من الملئكة في صفاته ويتقرب إلى ا ‬
‫ا‬
‫ءم‬
‫سأل ا‬

‫س‬
‫ىنحلا‬

‫القدوس‬
‫تقول اللغة أن القدس هو الطهارة ، والرض المقدسة هي المطهرة ، والبيت المقدس :الذي يتطهر فيه من الذنوب ،‬
‫وفى القرآن الكريم على لسان الملئكة وهم يخاطبون ال ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ( أي نطهر أنفسنا لك ،‬
‫وجبريل عليه السلم يسمى الروح القدس لطهارته من العيوب في تبليغ الوحي إلى الرسل أو لنه رخلق من الطهارة ،‬
‫ول يكفى في تفسير القدوس بالنسبة إلى ال تعالى أن يقال أنه منزه عن العيوب والنقائص‬
‫فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الدب مع ال ،‬
‫فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم ،‬
‫بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعما يشبهها أو يماثلها‬
‫السلم‬

‫ا‬
‫ءم‬
‫سأل ا‬

‫تقول اللغة هو المان والطمئنان ، والحصانة والسلمة ،‬
‫وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب ، ال السلم لنه ناشر السلم بين النام ،‬
‫وهو مانح السلمة في الدنيا والرخرة ،‬
‫وهو المنزه ذو السلمة من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ،‬
‫فكل سلمة معزوة إليه صادرة منه ، وهو الذي سلم الخلق من ظلمه ، وهو المسلم على عباده في الجنة ،‬
‫والسلم هو عنوان دين ال الخاتم وهو مشتق من مادة السلم الذي هو إسلم المرء نفسه لخالقها ،‬
‫وتحية المسلمين بينهم هي ) السلم عليكم ورحمة ال وبركاته (‬
‫والرسول صلى ال عليه وسلم يكثر من الدعوة إلى السلم فيقول : السلم من السلم.. افشوا السلم تسلموا‬
‫افشوا السلم بينكم .. اللهم أنت السلم ، ومنك السلم ، واليك يعود السلم ،فحينا ربنا بالسلم‬

‫س‬
‫ىنحلا‬
‫ن‬
‫ىس لا‬
‫حل ا‬
‫ا‬
‫ءم‬
‫سأ‬

‫المؤمن‬

‫  اليمان في اللغة هو التصديق ، وا يعطى المان لمن استجار به واستعان به ،‬
‫لذي يؤمن أولياءه من عذابه ، ويؤمن عباده من ظلمه ، هو خالق الطمأنينة في القل‬
‫ا خالق أسباب الخوف وأسباب المان جميعا وكونه تعالى مخوفا ل يمنع كونه مؤم‬
‫كما أن كونه مذل ل يمنع كونه معزا ، فكذلك هو المؤمن المخوف ،‬
‫) المؤمن ( قد جاء منسوبا إلى ا تبارك وتعالى في القرآن مرة واحدة في سورة‬
‫عالى ) هو ا الذي ل اله إل هو الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجب‬
‫سبحان ا عما يشركون ( سورة الحشر ‬
‫المهيمن‬
‫الهيمنة هي القيام على الشيء والرعاية له ، والمهيمن هو الرقيب أو الشاهد ،‬
‫والرقيب اسم من أسماء ال تبارك وتعالى معناه الرقيب الحافظ لكل شيء ، المبالغ في الرقابة والحفظ ،‬
‫أو المشاهد العالم بجميع الشياء ، بالسر والنجوى ، السامع للشكر والشكوى ، الدافع للضر والبلوى ،‬
‫وهو الشاهد المطلع على أفعال مخلوقاته ، الذي يشهد الخواطر ، ويعلم السرائر ، ويبصر الظواهر ،‬
‫وهو المشرف على أعمال العباد ، القائم على الوجود بالحفظ والستيلء‬

‫ىن‬
‫س لا‬
‫حل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬
‫ن ا‬
‫ىحلا ءم‬
‫سلاسأ‬

‫العزيز‬
‫العز في اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و المتناع ، والتعزيز هو التقوية ،‬
‫والعزيز هو الخطير ،) الذي يقل وجود مثله . وتشتد الحاجة إليه . ويصعب الوصول إليه (‬
‫وإذا لم تجتمع هذه المعاني الثلث لم يطلق عليه اسم العزيز ،‬
‫كالشمس : ل نظير لها .. والنفع منها عظيم والحاجة شديدة إليها ولكن ل توصف بالعزة‬
‫لنه ل يصعب الوصول إلي مشاهدتها .‬
‫وفى قوله تعالى ) ول العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين ل يعلمون (‬
‫فالعزة هنا ل تحقيقا ، ولرسوله فضل ، وللمؤمنين ببركة إيمانهم برسول ال عليه الصلة والسلم‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الجبار‬
‫الجبار في اللغة هو العالي العظيم والجبار في حق ال تعالى هو الذي تنفذ مشيئته على سبيل الجبار في كل أحد ،‬
‫ول تنفذ قيه مشيئة أحد ، ويظهر أحكامه قهرا ، ول يخرج أحد عن قبضة تقديره ، وليس ذلك إل ل ،‬
‫وجاء في حديث المام على ) جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها (‬
‫أي أنه أجبر القلوب شقيها وسعيدها على ما فطرها عليه من معرفته ،‬
‫وقد تطلق كلمة الجبار على العبد مدحا له وذلك هو العبد المحبوب ل ،‬
‫الذي يكون جبارا على نفسه ..جبارا على الشيطان .. محترسا من العصيان‬
‫والجبار هو المتكبر ، والتكبر في حق ال وصف محمود ، وفى حق العباد وصف مذموم‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫المتكبر‬
‫المتكبر ذو الكبرياء ، هو كمال الذات وكمال الوجود ، والكبرياء والعظمة بمعنى واحد ،‬
‫فل كبرياء لسواه ، وهو المتفرد بالعظمة والكبرياء ، المتعالي عن صفات الخلق ،‬
‫الذي تكبر عما يوجب نقصا أو حاجة ، أو المتعالي عن صفات المخلوقات بصفاته وذاته‬
‫كل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره‬
‫حيث يرى نفسه أفضل الخلق مع أن الناس في الحقوق سواء ، كانت رؤيته كاذبة وباطلة ، إل ل تعالى‬
‫الخالق‬

‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الخلق في اللغة بمعنى النشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلح .‬
‫والخالق في صفات ال تعالى هو الموجد للشياء ، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق ،‬
‫وهو الذي قدر الشياء وهى في طوايا ا لعدم ، وكملها بمحض الجود والكرم ، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته .‬
‫وال الخالق من حيث التقدير أول ، والبارىء لليجاد وفق التقدير ، والمصور لترتيب الصور بعد اليجاد ،‬
‫ومثال ذلك النسان ..‬
‫فهو أول يقدر ما منه موجود ..فيقيم الجسد ..ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التي تجعله إنسانا عاقل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫لءسأ‬

‫س‬
‫ىنحلا‬

‫البارئ‬
‫تقول اللغة البارىء من البرء ، وهو رخلوص الشيء من غيره ، مثل أبرأه ال من مرضه .‬
‫البارىء في أسماء ال تعالى هو الذي رخلق الخلق ل عن مثال ، والبرء أرخص من الخلق ،‬
‫فخلق ال السموات والرض ، وبرأ ال النسمة ، كبرأ ال آدم من طين‬
‫البارىء الذي يبرىء جوهر المخلوقات من الفات ،‬
‫وهو موجود الشياء بريئة من التفاوت وعدم التناسق ،‬
‫وهو معطى كل مخلوق صفته التي علمها له في الزل ،‬
‫وبعض العلماء يقول إن اسم البارىء يدعى به للسلمة من الفات ومن أكثر من ذكره نال السلمة من المكروه‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫المصور‬
‫تقول اللغة التصوير هو جعل الشيء على صورة ، والصورة هي الشكل والهيئة المصور‬
‫من أسماء ال الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ،‬
‫ومعطى كل مخلوق صورته على ما اقتضت حكمته الزلية ، وكذلك صور ال الناس في الرحام أطوارا ،‬
‫وتشكيل بعد تشكيل ، ،‬
‫وكما قال ال تعالى ) ولقد رخلقنا النسان من سللة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ،‬
‫ثم رخلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه رخلقا آرخر‬
‫فتبارك ال أحسن الخالقين ( ،‬
‫وكما يظهر حسن التصوير في البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل في باب الرخلق ،‬
‫ولم يمن ال تعالى على رسوله صلى ال عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال ) وإنك لعلى رخلق عظيم ( ،‬
‫وكما تتعدد صور البدان تتعدد صور الرخلق والطباع‬
‫ن‬
‫س ا‬
‫ىحلا ءم‬
‫لاسأ‬

‫الغفار‬
‫في اللغة العفر والغفران : الستر ، وكل شيء سترته فقد غفرته ،‬
‫والغفار من أسماء ال الحسنى هي ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمنه ، ل بتوبة العباد وطاعتهم ،‬
‫وهو الذي أسبل الستر على الذنوب في الدنيا وتجاوز عن عقوبتها في الرخرة ، وهو الغافر والغفور والغفار ،‬
‫والغفور أبلغ من الغافر ، والغفار أبلغ من الغفور ،‬
‫وأن أول ستر ال على العبد أم جعل مقابح بدنه مستورة في باطنه ،‬
‫وجعل رخواطره وإرادته القبيحة في أعماق قلبه وأل مقته الناس ، فستر ال عوراته .‬
‫وينبغي للعبد التأدب بأدب السم العظيم فيستر عيوب إرخوانه ويغفو عنهم ،‬
‫ومن الحديث من لزم الستغفار جعل ال له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث ل يحتسب‬
‫ء‬
‫ىال‬
‫ح‬
‫س‬
‫ن‬
‫سأ‬
‫م‬
‫لا‬

‫القهار‬
‫القهر في اللغة هو الغلبة والتذليل معا ،‬
‫وهو الستيلء على الشيء في الظاهر والباطن ..‬
‫والقاهر والقهار من صفات ال تعالى وأسمائه ،‬
‫والقهار مبالغة في القاهر‬
‫فال هو الذي يقهر رخلقه بسلطانه وقدرته ،‬
‫هو الغالب جميع رخلقه رضوا أم كرهوا ،‬
‫قهر النسان على النوم‬
‫وإذا أراد المؤمن التخلق بخلق القهار‬
‫فعليه أن يقهر نفسه‬
‫حتى تطيع أوامر ربها و يقهر الشيطان و الشهوة و الغضب .‬
‫ىن‬
‫س ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الوهاب‬
‫الهبة أن تجعل ملكك لغيرك دون عوض ، ولها ركنان أحدهما التمليك ، والرخر بغير عوض ،‬
‫والواهب هو المعطى ، والوهاب مبالغة من الوهب ، والوهاب والواهب من أسماء ال الحسنى ،‬
‫يعطى الحاجة بدون سؤال ، ويبدأ بالعطية ، وال كثير النعم‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الرزاق‬
‫الرزاق من الرزق ، وهو معطى الرزق ، ول تقال إل ل تعالى .‬
‫والرزاق نوعان،  ظاهرة  للبدان  كالكل ، و  باطنة  للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم ،‬
‫وال إذا أراد بعبده رخيرا رزقه علما هاديا ، ويدا منفقة متصدقة ، وإذا أحب عبدا أكثر حوائج الخلق إليه ،‬
‫وإذا جعله واسطة بينه وبين عباده في وصول الرزاق إليهم نال حظا من اسم الرزاق‬
‫قال النبي صلى ال عليه وسلم ) ما أحد أصبر على أذى سمعه ..من ال ،يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم ( ،‬
‫عّ‬
‫وأن من أسباب سعة الرزق المحافظة على الصلة والصبر عليها‬
‫ىن‬
‫س‬
‫حلا ا ا‬
‫لءم‬
‫سأ‬

‫الفتاح‬
‫الفتح ضد الغلق ، وهو أيضا النصر ، والستفتاح هو الستنصار ،‬
‫والفتاح مبالغة في الفتح وكلها من أسماء ال تعالى ،‬
‫الفتاح هو الذي بعنايته ينفتح كل مغلق ، وبهدايته ينكشف كل مشكل ، فتارة يفتح الممالك لنبيائه ،‬
‫وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم البواب إلى ملكوت سمائها ،‬
‫ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق ، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب الرزق للعباد‬
‫ىن‬
‫س لا‬
‫حل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬

‫العليم‬
‫العليم لفظ مشتق من العلم ، وهو أدراك الشيء بحقيقته ، وسبحانه العليم هو المبالغ في العلم ،‬
‫فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها ، سابق على وجودها ، ل تخفى عليه رخافية ، ظاهرة وباطنه ، دقيقة وجليلة ،‬
‫أوله وآرخره ، عنده علم الغيب وعلم الساعة ، يعلم ما في الرحام ، ويعلم ما تكسب كل نفس ، ويعلم بأي أرض تموت .‬
‫والعبد إذا أراد ال له الخير وهبه هبة العلم ، والعلم له طغيان أشد من طغيان المال ويلزم النسان إل يغتر بعلمه ،‬
‫ىن‬
‫سح لا‬
‫ل‬
‫ام‬
‫ءاس‬
‫أ‬

‫القابض‬
‫القبض هو الذخذ ، وجمع الكف على شيء ، و قبضه ضد بسطه،‬
‫ال القابض معناه الذي يقبض النفوس بقهره والزرواح بعدله ، والزرزاق بحكمته ، والقلوب بتخويفها من جلله .‬
‫والقبض نعمة من ال تعالى على عباده ، فإذا قبض الزرزاق عن إنسان توجه بكليته ل يستعطفه ،‬
‫وإذا قبض القلوب فرت داعية في تفريج ما عندها ، فهو القابض الباسط‬
‫وهناك أنواع من القبض الول : القبض في الرزق ، والثاني : القبض في السحاب‬
‫كما قال تعالى ) ال الذي يرسل السحاب فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من ذخلله‬
‫فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ( ،‬
‫الثالث : في الظلل والنوازر وال يقول ) ألم ترى إلى زربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليل‬
‫ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ( ،‬
‫الرابع : قبض الزرواح ،‬
‫الخامس : قبض الزرض قال تعالى ) وما قدزروا ال حق قدزره والزرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات‬
‫بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ( ،‬
‫السادس قبض الصدقات ،‬
‫السابع: قبض القلوب‬
‫ىن‬
‫س‬
‫حلا ا ا‬
‫لءم‬
‫سأ‬

‫الباسط‬
‫معناه الموسع للرزاق لمن شاء من عباده ،‬
‫وأيضا هو مبسط النفوس بالسرور والفرح ،‬
‫وقيل : الباسط الذي يبسط الرزق للضعفاء ،‬
‫ويبسط الرزق للغنياء حتى ل يبقى فاقة ،‬
‫ويقبضه عن الفقراء حتى ل تبقى طاقة .‬
‫يذكر اسم القابض والباسط معا ،‬
‫ل يوصف ال بالقبض دون البسط ،‬
‫يعنى ل يوصف بالحرمان دون العطاء ،‬
‫ول بالعطاء دون الحرمان‬
‫ألالى‬
‫ءاحن‬
‫ما س‬
‫س‬

‫الخافض‬
‫الخفض ضد الرفع ، وهو النكسار واللين ،‬
‫ال الخافض الذي يخفض بالذلل أقواما ويخفض الباطل ،‬
‫والمذل لمن غضب عليه ، ومسقط الدرجات لمن استحق‬
‫وعلى المؤمن أن يخفض عنده إبليس وأهل المعاصي ،‬
‫وأن يخفض جناح الذل من الرحمة لوالديه والمؤمنين‬
‫ى‬
‫ن لا‬
‫سحل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬

‫الرافع‬
‫الرافع سبحانه هو الذي يرفع أوليائه بالنصر ، ويرفع الصالحين بالتقرب ، ويرفع الحق ، ويرفع المؤمنين بالسعاد‬
‫والرفع يقال تارة في الجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها ،‬
‫كقوله تعالى ) الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ( ،‬
‫وتارة في البناء إذا طولته‬
‫كقوله تعالى ) وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل )،‬
‫وتارة في الذكر كقوله تعالى ) ورفعنا لك ذكرا  ( ،‬
‫وتارة في المنزلة إذا شرفتها كقوله تعالى ) ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات)‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫المعز‬
‫المعز هو الذي يهب العز لمن يشاء ، ال العزيز لهنه الغالب القوى الذي ل يغلب ،‬
‫وهو الذي يعز الهنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الولياء بالحفظ والوجاهة ، ويعز المطيع ولو كان فقيرا ،‬
‫ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا وقد اقترن اسم العزيز باسم الحكيم ..والقوى..وذي الهنتقام ..والرحيم ..والوهاب..‬
‫والغفار الغفور..والحميد..والعليم..والمقتدر..والجبار .‬
‫وقد ربط ال العز بالطاعة، فهي طاعة وهنور وكشف حجاب ، وربط سبحاهنه الذل بالمعصية ،‬
‫فهي معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين ال سبحاهنه، واللصل في إعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة ،‬
‫والبعد عن الطمع‬
‫ىن‬
‫س لا‬
‫حل ا‬
‫ا‬
‫م‬
‫ءس أ‬

‫المذل‬
‫الذل ما كان عن قهر ، والدابة الذلول هي المنقادة غير متصعبة ، والمذل هو الذي يلحق الذل بمن يشاء من عباده ،‬
‫إن من مد عينه إلى الخلق حتى أحتاج إليهم ، وسلط عليه الحرص حتى ل يقنع بالكفاية ،‬
‫واستدرجه بمكره حتى اغتر بنفسه ، فقد أذله وسلبه ، وذلك لصنع ال تعالى ، يعز من يشاء ويذل من يشاء‬
‫وال يذل الهنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالحتياج إلى سواه ،‬
‫ما أعز ال عبد بمثل ما يذله على ذل هنفسه ، وما أذل ال عبدا بمثل ما يشغله بعز هنفسه ،‬
‫وقال تعالى ول العزة ولرسوله وللمؤمنين‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫السميع‬
‫ال هو السميع ، أي المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة ، هو السميع لنداء المضطرين ،‬
‫وحمد الحامدين ، وخطرات القلوب وهواجس النفوس ،و مناجاة الضمائر ، ويسمع كل هنجوى ،‬
‫ول يخفى عليه شيء في الرض أو في السماء ، ل يشغله هنداء عن هنداء، ول يمنعه دعاء عن دعاء‬
‫وقد يكون السمع بمعنى القبول كقول النبي عليه الصلة والسلم :) اللهم إهني أعوذ بك من قول ل يسمع ( ،‬
‫أو يكون بمعنى الدراك كقوله تعالى ) قد سمع ال قول التي تجادلك في زوجها ( .‬
‫أو بمعنى فهم وعقل مثل قوله تعالى ) ل تقولوا راعنا قولوا هنظرهنا واسمعوا ( ،‬
‫أو بمعنى الهنقياد كقوله تعالى ) سماعون للكذب(‬
‫وينبغي للعبد أن يعلم أن ال لم يخلق له السمع إل ليسمع كلم ال الذي أهنزله على هنبيه فيستفيد به الهداية ،‬
‫إن العبد إذا تقرب إلى ربه بالنوافل أحبه ال فأفاض على سمعه هنورا تنفذ به بصيرته إلى ما وراء المادة‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫البصير‬
‫البصر هو العين ، أو حاسة الرؤية ، والبصيرة عقيدة القلب ، والبصير هو ال تعالى ،‬
‫يبصر خائنة العين وما تخفى الصدور ، الذي يشاهد الشياء كلها ، ظاهرها وخافيها ،‬
‫البصير لجميع الموجدات دون حاسة أو آلة‬
‫وعلى العبد أن يعلم أن ال خلق له البصر لينظر به إلى اليات وعجائب الملكوت ويعلم أن ال يراه ويسمعه‬
‫وقال رسول ال لصلى ال عليه وسلم : ) الحسان أن تعبد ال كأهنك تراه ، فإن لم تره فإهنه يراك ( ،‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الحكم‬
‫الحكم لغويا بمعنى المنع ، والحكم اسم من السماء ال الحسنى ، هو لصاحب الفصل بين الحق والباطل ، والبار والفاجر ،‬
‫والمجازى كل هنفس بما عملت ، والذي يفصل بين مخلوقاته بما شاء ، المميز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب .‬
‫وال الحكم ل راد لقضائه ، ول راد لقضائه ، ول معقب لحكمه ، ل يقع في وعده ريب ، ول في فعله غيب ،‬
‫وقال تعالى : واتبع ما يوحى إليك والصبر حتى يحكم ال وهو خير الحاكمين‬
‫قال الرسول عليه الصلة والسلم : ) من عرف سر ال في القدر هاهنت عليه المصائب ( ،‬
‫وحظ العبد من هذا السم الشريف أن تكون حاكما على غضبك فل تغضب على من أساء إليك ،‬
‫وأن تحكم على شهوتك إل ما يسره ال لك ، ول تحزن على ما تعسر ، وتجعل العقل تحت سلطان الشرع ،‬
‫ول تحكم حكما حتى تأخذ الذن من ال تعالى الحكم العدل‬
‫ىن‬
‫سح لا‬
‫ل‬
‫ا‬
‫اءم‬
‫سأ‬

‫العدل‬
‫العدل من أسماء ال الحسنى ، هو المعتدل ، يضع كل شيء موضعه ،‬
‫لينظر النسان إلى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة، هي: العظم.. اللحم .. الجلد ..، وجعل العظم عمادا..‬
‫واللحم صوانا له .. والجلد صوانا للحم ، فلو عكس الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام ،‬
‫قال تعالى ) بالعدل قامت السموات والضرض ( ،‬
‫هو العدل الذي يعطى كل ذي حق حقه ، ل يصدضر عنه إل العدل ، فهو المنزه عن الظلم والجوضر في أحكامه وأفعاله ،‬
‫وقال تعالى ) وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ( ،‬
‫وحظ العبد من اسم العدل أن يكون وسطا بين طرفي الفراط والتفريط ،‬
‫ففي غالب الحال يحترز عن التهوضر الذي هو الفراط ، والجبن الذي هو التفريط ، ويبقى على الوسط الذي هو الشجاعة ،‬
‫وقال تعالى ) وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس (‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫اللطيف‬
‫اللطيف في اللغة لها ثل ث معاهني الول : أن يكون عالما بدقائق المور ، الثاهني : هو الشيء الصغير الدقيق ،‬
‫الثالث : أطيف إذا رفق به وأولصل إليه منافعه التي ل يقدر على الولصول إليها بنفسه‬
‫واللطيف بالمعنى الثاهني في حق ال مستحيل ، وقوله تعالى ) ال لطيف بعباده ) يحتمل المعنيين الول والثالث ،‬
‫وإن حملت الية على لصفة ذات ال كاهنت تخويفا لهنه العالم بخفايا المخالفات بمعنى‬
‫قوله تعالى ) يعلم خائنة العين وما تخفى الصدور )‬
‫وال هو اللطيف الذي اجتمع له الرفق في العقل ، والعلم بدقائق المور وإيصالها لمن قدرها له من خلقه ،‬
‫في القرآن في أغلب الحيان يقترن اسم اللطيف باسم الخبير فهما يتلقيان في المعنى‬
‫ىن‬
‫س‬
‫حلا ا‬
‫لء‬
‫ا‬
‫م‬
‫سأ‬

‫الخبير‬
‫ال هو الخبير ، الذي ل يخفى عليه شيء في الرض ول في السماء ، ول تتحرك حركة إل يعلم مستقرها ومستودعها .‬
‫والفرق بين العليم والخبير ، أن الخبير يفيد العلم ، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمي خبيرا .‬
‫ومن علم أن ال خبير بأحواله كان محترزا في أقواله وأفعاله واثقا أن ما قسم له يدركه ،‬
‫وما لم يقسم له ل يدركه فيرى جميع الحواد ث من ال فتهون عليه المور ،‬
‫ويكتفي باستحضار حاجته في قلبه من غير أن ينطق لساهنه‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الحليم‬
‫الحليم لغويا : الهناة والتعقل ، والحليم هو الذي ل يسارع بالعقوبة ، بل يتجاوز الزلت ويعفو عن السيئات ،‬
‫الحليم من أسماء ال الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم ، وقد يتجاوز عنهم ،‬
‫وقد يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى ) ولو يؤاخذ ال الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ( .‬
‫وقال تعالى عن سيدهنا إبراهيم ( إن إبراهيم لحليم آواه منيب ( ، وعن إسماعيل ) فبشرهناه بغلم حليم ( .‬
‫وروى أن إبراهيم عليه السلم رأى رجل مشتغل بمعصية فقال ) اللهم أهلكه ( فهلك ،‬
‫ثم رأى ثاهنيا وثالثا فدعا فهلكوا ، فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه‬
‫فأوحى ال إليه : قف يا إبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إل القليل ، ولكن إذا عصى أمهلناه ، فإن تاب قبلناه ،‬
‫وإن ألصر أخرهنا العقاب عنه ، لعلمنا أهنه ل يخرج عن ملكنا‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫العظيم‬
‫العظيم لغويا بمعنى الضخامة والعز والمجد والكبرياء ، وال العظيم أعظم من كل عظيم‬
‫لن العقول ل يصل إلى كنه لصمديته ، والبصار ل تحيط بسرادقات عزته ، وكل ما سوى ال فهو حقير‬
‫بل كالعدم المحض ، وقال تعالى ) فسبح باسم ربك العظيم (‬
‫وقد كان النبي لصلى ال عليه وسلم يدعو عند الكرب : ) ل إله إل ال العظيم ، ل إله إل ال رب العرش العظيم ،‬
‫ل إله إل ال رب السماوات ورب العرش العظيم ( .‬
‫قال تعالى (: ذلك ومن يعظم شعائر ال فإهنها من تقوى القلوب (‬
‫وحظ العبد من هذا السم أن من يعظم حرمات ال ويحترم شعائر الدين ،‬
‫ويوقر كل ما هنسب إلى ال فهو عظيم عند ال وعند عباده‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الغفور‬
‫الغفور من الغفر وهو الستر ، وال هو الغفور يغفر فضل وإحساهنا منه ،‬
‫هو الذي إن تكررت منك الساءة وأقبلت عليه فهو غفارك وساترك ، لتطمئن قلوب العصاة ، وتسكن هنفوس المجرمين ،‬
‫ول يقنط مجرم من روح ال فهو غافر الذهنب وقابل التوبة‬
‫والغفور .. هو من يغفر الذهنوب العظام ، والغفار .. هو من يغفر الذهنوب الكثيرة .‬
‫وعلم النبي لصلى ال عليه وسلم أبو بكر الصديق الدعاء التي :‬
‫اللهم إهني ظلمت هنفسي ظلما كثيرا ، ول يغفر الذهنوب إل أهنت ، فأغفر لي مغفرة من عندك ،‬
‫وارحمني إهنك أهنت الغفور الرحيم‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الشكور‬
‫الشكر في اللغة هي الزيادة ، يقال شكر في الرض إذا كثر النبات فيها ، والشكور هو كثير الشكر ،‬
‫وال الشكور الذي ينمو عنده القليل من أعمال العبد فيضاعف له الجزاء ، وشكره لعبده هي مغفرته له ،‬
‫يجازى على يسير الطاعات بكثير الخيرات ، ومن دلئل قبول الشكر من العبد الزيادة في النعمة ،‬
‫وقال تعالى ) لئن شكرتم لزيدهنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ( ،‬
‫والشكر من ال معناه أهنه تعالى قادرا على إثابة المحسنين وهو ل يضيع أجر من أحسن عمل‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫العـلي‬
‫العلو هو ارتفاع المنزلة ، والعلى من أسماء التنزيه ، فل تدرك ذاته ول تتصور لصفاته أو إدراك كماله ،‬
‫والفرق بين العلى .. والمتعالي أن العلى هو ليس فوقه شيء في المرتبة أو الحكم ،‬
‫والمتعالي هو الذي جل عن إفك المفترين ، وال سبحاهنه هو الكامل على الطلق فكان أعلى من الكل‬
‫وحظ العبد من السم هو أل يتصور أن له علوا مطلقا ،‬
‫حيث أن أعلى درجات العلو هي للهنبياء ، والملئكة ،‬
‫وعلى العبد أن يتذلل بين يدي ال تعالى فيرفع شأهنه ويتعالى عن لصغائر المور‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الكبير‬
‫الكبير هو العظيم ، وال تعالى هو الكبير في كل شيء على الطلق وهو الذي مبرأ وعل في ذاته‬
‫و لصفاته وأفعاله عن مشابهة مخلوقاته ، وهو لصاحب كمال الذات الذي يرجع إلى شيئين‬
‫الول : دوامه أزل وأبدا ، والثاهني :أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود ،‬
‫وجاء اسم الكبير في القرآن خمسة مرات .أربع منهم جاء مقترهنا باسم )العلى ( .‬
‫والكبير من العباد هو التقى المرشد للخلق ، الصالح ليكون قدوة للناس ،‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الحفيظ‬
‫الحفيظ في اللغة هي لصون الشيء من الزوال ، وال تعالى حفيظ للشياء بمعنى‬
‫أول :أهنه يعلم جملها وتفصيلها علما ل يتبدل بالزوال ، وثاهنيا :هو حراسة ذات الشيء وجميع لصفاته وكمالته عن العدم‬
‫وقال رسول ال لصلى ال عليه وسلم ) إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي ، ليزال عليك ال حارس ( ،‬
‫وحظ العبد من السم أن يحافظ على جوارحه من المعالصي ، وعلى قلبه من الخطرات وأن يتوسط المور‬
‫كالكرم بين السراف والبخل‬
‫ىس لا‬
‫نحل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬

‫المقيت‬
‫القوت لغويا هو ما يمسك الرمق من الرزق ، وال المقيت بمعنى هو خالق القوات ومولصلها للبدان‬
‫وهى:الطعمة والى القلوب وهى :المعرفة ، وبذلك يتطابق مع اسم الرزاق‬
‫ويزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول عن الشيء بالقدرة والعلم ،‬
‫ويقال أن ال سبحاهنه وتعالى جعل أقوات عباده مختلفة فمنهم من جعل قوته الطعمة والشربة وهم:الدميون والحيواهنات ،‬
‫ومنهم من جعل قوته الطاعة والتسبيح وهم:الملئكة ، ومنهم من جعل قوته المعاهني والمعارف والعقل وهم الرواح‬
‫وحظ العبد من السم أل تطلب حوائجك كلها إل من ال تعالى لن خزائن الرزاق بيده ،‬
‫ويقول ال لموسى في حديثه القدسي : يا موسى اسألني في كل شيء حتى شراك هنعلك وملح طعامك‬
‫ى‬
‫ن لا‬
‫سحل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬

‫الحسيب‬
‫الحسيب في اللغة هو المكافىء والكتفاء .والمحاسب والشريف الذي له لصفات الكمال ،‬
‫وال الحسيب بمعنى الذي يحاسب عباده على أعمالهم ،‬
‫والذي منه كفاية العباده وعليه العتماد ، وهو الشرف الذي له لصفات الكمال والجلل والجمال .‬
‫ومن كان له ال حسيبا كفاه ال ، ومن عرف أن ال تعالى يحاسبه فإن هنفسه تحاسبه قبل أن يحاسب‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الجليل‬
‫الجليل هو ال ، بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم والقدرة والعزة والنزاهة ،‬
‫إن لصفات الحق أقسام لصفات جلل : وهى العظمة والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع إلى الجليل ،‬
‫ولصفات جمال : وهى اللطف والكرم والحنان والعفو والحسان وكلها ترجع إلى الجميل ،‬
‫ولصفات كمال : وهى الولصاف التي ل تصل إليها العقول والرواح مثل القدوس ،‬
‫ولصفات ظاهرها جمال وباطنها جلل مثل المعطى ، ولصفات ظاهرها جلل وباطنها جمال مثل الضار ،‬
‫والجليل من العباد هو من حسنت لصفاته الباطنة أما جمال الظاهر فأقل قدرا‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الكريم‬
‫الكريم في اللغة هو الشيء الحسن النفيس ، وهو أيضا السخي التفاح ،‬
‫والفرق بين الكريم والسخي أن الكريم هو كثير الحسان بدون طلب ، والسخي هو المعطى عند السؤال ،‬
‫وال سمي الكريم وليس السخي فهو الذي ل يحوجك إلى سؤال ، ول يبالى من أعطى ،‬
‫وقيل هو الذي يعطى ما يشاء لمن يشاء وكيف يشاء بغير سؤال ، ويعفو عن السيئات ويخفى العيوب‬
‫ويكافىء بالثواب الجزيل العمل القليل‬
‫وكرم ال واسع حيث قال رسول ال لصلى ال عليه وسلم ) إهني لعلم آخر أهل الجنة دخول الجنة ،‬
‫وآخر أهل النار خروجا منها ، رجل يؤتى فيقال اعرضوا عليه لصغار ذهنوبه ، فيقال عملت يوم كذا ..كذا وكذا ،‬
‫وعملت يوم كذا..كذا وكذا فيقول هنعم ل يستطيع أن ينكر ،وهو مشفق من كبار ذهنوبه أن تعرض عليه ،‬
‫فيقال له :فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول : رب قد عملت أشياء ما أراها هنا (‬
‫وضحك الرسول لصلى ال عليه وسلم حتى بدت هنواجذه‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الرقيب‬
‫الرقيب في اللغة هو المنتظر والرالصد، والرقيب هو ال الحافظ الذي ل يغيب عنه شيء ،‬
‫ويقال للملك الذي يكتب أعمال العباد ) رقيب ( ، وقال تعالى ) ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد ( ،‬
‫ال الرقيب الذي يرى أحوال العباد ويعلم أقوالهم ، ويحصى أعمالهم ، يحيط بمكنوهنات سرائرهم ،‬
‫والحديث النبوي يقول ) الحسان أن تعبد ال كأهنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإهنه يراك (،‬
‫وحظ العبد من السم أن يراقب هنفسه وحسه ، وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫المجيب‬
‫المجيب في اللغة لها معنيان ، الول الجابة ، والثاهني أعطاء السائل مطلوبة ،‬
‫وفى حق ال تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين بالستجابة ، وضرورة المضطرين بالكفاية ، المنعم قبل النداء ،‬
‫ربما ضيق الحال على العباد ابتلء رفعا لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم في السراء والضراء ،‬
‫والرسول عليه الصلة والسلم قال : ) أدع ال وأهنتم موقنون من الجابة(‬
‫وقد ورد أن اثنين سئل ال حاجة وكان ال يحب أحدهما ويكره الخر فأوحى ال لملئكته أن يقضى حاجة البغيض مسرعا‬
‫حتى يكف عن الدعاء ، لن ال يبغض سماع لصوته ، وتوقف عن حاجة فلن لهني أحب أن أسمع لصوته‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الواسع‬
‫الواسع مشتق من السعة ، تضاف مرة إلى العلم إذا اتسع ، وتضاف مرة أخرى إلى الحسان وبسط النعم ،‬
‫الواسع المطلق هو ال تبارك وتعالى إذا هنظرهنا إلى علمه فل ساحل لبحر معلوماته ،‬
‫وإذا هنظرهنا إلى إحساهنه وهنعمه فل هنهاية لمقدوراته ،‬
‫وفى القرآن الكريم اقترن اسم الواسع بصفة العليم ،‬
‫وهنعمة ال الواسعة هنوعان : هنعمة هنفع وهى التي هنراها من هنعمته علينا ،‬
‫وهنعمة دفع وهى ما دفعه ال عنا من أهنواع البلء ، وهى هنعمة مجهولة وهى أتم من هنعمة النفع ،‬
‫وحظ العبد من السم أن يتسع خلقك ورحمتك عباد ال في جميع الحوال‬
‫ىن‬
‫سح لا‬
‫ل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس‬
‫أ‬

‫الحكيم‬
‫الحكيم لصيغة تعظيم لصاحب الحكمة ،‬
‫والحكيم في حق ال تعالى بمعنى العليم بالشياء وإيجادها على غاية الحكام والتقان‬
‫والكمال الذي يضع الشياء في مواضعها، ويعلم خوالصها ومنافعها ، الخبير بحقائق المور‬
‫ومعرفة أفضل المعلومات بأفضل العلوم ،‬
‫والحكمة في حق العباد هي الصواب في القول والعمل بقدر طاقة البشر‬
‫ىن‬
‫س لا‬
‫حل‬
‫ا‬
‫اءس‬
‫مأ‬

‫الودود‬
‫الود .. والوداد بمعنى الحب والصداقة ، وال تعالى ودود..أي يحب عباده ويحبوهنه ،‬
‫والودود بثل ث معان الول : أن ال موجود في قلوب أوليائه ، الثاهني : بمعنى الواد وبهذا يكون قريب من الرحمة ،‬
‫ ّ‬
‫والفرق بينهما أن الرحمة تستدعى مرحوم محتاج ضعيف ، الثالث: أن يحب ال أوليائه ويرضى عنهم .‬
‫وحظ العبد من السم أن يحب الخير لجميع الخلق ، فيحب للعالصي التوبة وللصالح الثبات ،‬
‫ويكون ودودا لعباد ال فيعفو عمن أساء إليه ويكون لين الجاهنب لجميع الناس وخالصة أهله وعشيرته‬
‫وكما حد ث لسيدهنا رسول ال لصلى ال عليه وسلم حين كسرت رباغيته وأدمى وجهه‬
‫فقال ) اللهم اهد قومي فإهنهم ل يعلمون )فلم يمنعه سوء لصنيعهم عن أرادته الخير لهم‬
‫ىن‬
‫سحلا‬
‫ل ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬

‫المجيد‬
‫اللغة تقول أن المجد هو الشرف والمروءة والسخاء ، وال المجيد يدل على كثرة إحسانه وأفضاله ،‬
‫الشريف ذاته ، الجميل أفعاله ، الجزيل عطاؤه ، البالغ المنتهى في الكرم ،‬
‫وقال تعالى ) ق والقرآن المجيد ( أي الشريف والمجيد لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم والمكارم والمقاصد العليا ،‬
‫واسم المجيد واسم الماجد بمعنى واحد فهو تأكيد لمعنى الغنى ،‬
‫وحظ العبد من السم أن يكون كريما في جميع الحوال مع ملمزمة البدب .‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الباعث‬
‫الباعث في اللغة هو إثارة أو أرسله أو النهاض ،‬
‫والباعث في حق ال تعالى لها عدة معان‬
‫الول : أنه باعث الخلق يوم القيامة ،‬
‫الثاني : أنه باعث الرسل إلى الخلق ،‬
‫الثالث: أنه يبعث عبابده على الفعال المخصوصة بخلقه للرابدة والدواعي في قلوبهم ،‬
‫الرابع : أنه يبعث عبابده عند العجز بالمعونة والاغاثة‬
‫وحظ العبد من السم أن يبعث نفسه كما يريد موله فعل وقول فيحملها على ما يقربها من ال تعالى‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الشهيد‬
‫شهد في اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم ،‬
‫و الشهيد اسم من أسماء ال تعالى بمعنى الذي ل يغيب عنه شيء في ملكه في المور الظاهرة المشاهدة ،‬
‫إذا اعتبر العلم مطلقا فال هو العليم ، وإذا أضيف إلى المور الباطنة فهو الخبير ،‬
‫وإذا أضيف إلى المور الظاهرة فهو الشهيد ،‬
‫والشهيد في حق العبد هي صفة لمن باع نفسه لربه ، فالرسول صلى ال عليه وسلم شهيد ، ومن مات في سبيل ال شهيد‬
‫اللهم امنحنا الشهابدة في سبيل جهابد النفس والهوى فهو الجهابد الكبر ،‬
‫واقتل أنفسنا بسيف المحبة حتى نرضى بالقدر ، واجعلنا شهداء لنوارك في سائر اللحظات‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الحـق‬
‫الحق هو ال ، هو الموجوبد حقيقة ، موجوبد على وجه ل يقبل العدم ول يتغير ، والكل منه واليه ،‬
‫فالعبد إن كان موجوبدا فهو موجوبد بال ، ل بذات العبد ، فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بل هو حق بال ،‬
‫وهو بذاته باطل لول إيجابد ال له ، ول وجوبد للوجوبد إل به ، وكل شيء هالك إل وجه ال الكريم ،‬
‫ال الثابت الذي ل يزول ، المتحقق وجوبده أمزل ًوأبدا‬
‫وتطلق كلمة الحق أيضا على القرآن ..والعدل ..والسلم .. والصدق ،‬
‫ووصف الحق ل يتحلى به أحد من الخلق إل على سبيل الصفة المؤقتة ،‬
‫وسيزول كل ملك ظاهر وباطن بزوال الدنيا ويبقى ملك المولى الحق‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الوكيل‬
‫تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول إليه أمور ومصالح اغيره ،‬
‫الحق من أسماء ال تعالى تفيض بالنوار ،‬
‫فهو الكافي لكل من توكل عليه ،‬
‫القائم بشئون عبابده ،‬
‫فمن توكل عليه توله وكفاه ،‬
‫ومن استغنى به أاغناه وأرضاه .‬
‫والدين كله على أمرين ،‬
‫أن يكون العبد على الحق في قوله وعمله ونيته ،‬
‫وأن يكون متوكل على ال واثقا به ،‬
‫فالدين كله في هذين المقامين ،‬
‫فالعبد آفته إما بسبب عدم الهداية‬
‫وإما من عدم التوكل ،‬
‫فإذا جمع الهداية إلى التوكل فقد جمع اليمان كله‬
‫سل‬
‫ح‬
‫ى‬
‫سأ‬
‫م‬
‫لا‬
‫ء‬
‫نا‬

‫القوي‬

‫المتين‬

‫هذان السمان بينهما مشاركة في أصل المعنى ، القوة تدل على القدرة التامة ،‬
‫والمتانة تدل على شدة القوة وال القوى صاحب القدرة التامة البالغة الكمال ،‬
‫وال المتين شديد القوة والقدرة وال متم قدره وبالغ أمره واللئق بالنسان أن ل يغتر بقوته ،‬
‫لنه ل حول ول قوة إل بال ، هو ذو القوة أي صاحبها وواهبها ،‬
‫وهذا ل يتعارض مع حق ال أن يكون عبابده أقوياء بالحبق وفي الحق وبالحق‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الولـي‬
‫الولي في اللغة هو الحليف والقيم بالمر ، والقريب و الناصر والمحب ،‬
‫والولي أول : بمعنى المتولي للمر كولي اليتيم ، وثانيا : بمعنى الناصر ،‬
‫والناصر للخلق في الحقيقة هو ال تبارك وتعالى ،‬
‫ثالثا : بمعنى المحب وقال تعالى ) ال ولى الذين آمنوا ( أي يحبهم ،‬
‫رابعا : بمعنى الوالي أي المجالس ، وموالة ال للعبد محبته له ، وال هو المتولي أمر عبابده بالحفظ والتدبير ،‬
‫ينصر أولياءه ، ويقهر أعدائه ، يتخذه المؤمن وليا فيتوله بعنايته ، ويحفظه برعايته ، ويختصه برحمته‬
‫وحظ العبد من اسم الولي أن يجتهد في تحقيق الولية من جانبه ، وذلك ل يتم إل بالعراض عن اغير ال تعالى ،‬
‫والقبال كلية على نور الحق سبحانه وتعالى‬
‫الحميد‬
‫الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء ،‬
‫وال تعالى هو الحميد ،بحمده نفسه أمزل ،‬
‫وبحمده عبابده له أبدا ،‬
‫الذي يوفقك بالخيرات ويحمدك عليها ،‬
‫ويمحو عنك السيئات ، ول يخجلك لذكرها ،‬
‫وان الناس منامزل في حمد ال تعالى ،‬
‫فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية ،‬
‫والخواص يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية ،‬
‫والمقربون يحمدونه لنه هو ل شيء اغيره ،‬
‫ولقد روى أن بداوبد عليه السلم قال لربه‬
‫)إلهي كيف أشكرك ، وشكري لك نعمة منك على ؟ (‬
‫ ّ‬
‫فقال الن شكرتني‬
‫والحميد من العبابد هو من حسنت عقيدته وأخلقه وأعماله وأقواله ،‬
‫ولم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية في الوجوبد إل في رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫ن ا‬
‫ىحلا ءم‬
‫سلاسأ‬
‫المحصي‬
‫المحصى لغويا بمعنى الاحاطة بحساب الشياء وما شأنه التعداد ،‬
‫ال المحصى الذي يحصى المعمال ويعدها يوم القيامة ،‬
‫هو العليم بدقائق المور ، وأسرار المقدور ،‬
‫هو بالمظاهر بصير ، وبالباطن خبير ،‬
‫هو المحصى للطامعا ت ، والمحيط لجميع الحال ت ،‬
‫واسم المحصى لم يرد بالسم في القرآن الكريم ,‬
‫ولكن ورد ت مادته في مواضع ،‬
‫ففي سورة النبأ ) وكل شيء أاحصيناه كتابا ( ،‬
‫واحظ العبد من السم أن يحاسب نفسه ،‬
‫وأن يراقب ربه في أقواله وأفعاله ،‬
‫وأن يشعل وقته بذكر أنعام ال معليه ،‬
‫) وان تعدوا نعمة ال ل تحصوها(‬

‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫المبدئ‬
‫المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،‬
‫واليات القرآنية التي فيها ذكر لسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما ،‬
‫وال المبدىء هو المظهر الكوان على اغير مثال ،‬
‫الخالق للعوالم على نسق الكمال ،‬
‫وأبدب النسان مع ال المبدىء يجعله يفهم أمرين‬
‫أولهما أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من الماء المهين ،‬
‫ثانيهما أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب عنه الغرور‬
‫ن‬
‫س ءا‬
‫حلا ام‬
‫ىلسأ‬

‫المعيد‬
‫المعيد لغويا هو‬
‫الرجوع إلى الشيء بعد النصراف عنه ،‬
‫وفى سورة القصص‬
‫) إن الذي فرض عليك القرآن لرابدك إلى معابد ( ،‬
‫أي يربدك إلى وطنك وبلدك ،‬
‫والميعابد هو الخرة ،‬
‫وال المعيد الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ،‬
‫ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة ،‬
‫ومن يتذكر العوبدة إلى موله صفا قلبه ، ونال مناه ،‬
‫وال بدأ خلق الناس ،‬
‫ثم هو يعيدهم أي يحشرهم ، والشياء كلها منه بدأت واليه تعوبد‬
‫لحى‬
‫ءا السن‬
‫أما‬
‫س‬

‫المحيي‬
‫ال المحيى الذي يحيى الجسام بإيجابد الرواح فيها ،‬
‫وهو محي الحياة ومعطيها لمن شاء ،‬
‫ويحيى الرواح بالمعارف ،‬
‫ويحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة ،‬
‫وأبدب المؤمن أن يكثر من ذكر ال خاصة في جوف الليل حتى يحيى ال قلبه بنور المعرفة‬
‫لاحى‬
‫ا لسن‬
‫أمء‬
‫سا‬

‫المميت‬
‫وال المميت والموت ضد الحياة ،‬
‫وهو خالق الموت وموجهه على من يشاء من الحياء‬
‫متى شاء وكيف شاء ،‬
‫ومميت القلب بالغفلة ،‬
‫والعقل بالشهوة .‬
‫ولقد روى أن الرسول صلى ال عليه وسلم كان من بدعائه إذا أوى إلى فراشه‬
‫) اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت (‬
‫وإذا أصبح قال‬
‫: الحمد ل الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور‬
‫سل‬
‫ح‬
‫ى‬
‫م‬
‫لا‬
‫ء‬
‫سأ‬
‫نا‬

‫الحـي‬
‫الحياة في اللغة هي نقيض الموت ،‬
‫و ا لحى في صفة ال تعالى هو الباقي حيا بذاته أمزل وأبدا ،‬
‫والمزل هو بدوام الوجوبد في الماضي ، والبد هو بدوام الوجوبد في المستقبل ،‬
‫والنس والجن يموتون ، وكل شيء هالك إل وجهه الكريم ،‬
‫وكل حي سواه ليس حيا بذاته إنما هو حي بمدبد الحى ، وقيل إن اسم الحى هو اسم ال العظم‬
‫ىن‬
‫سح لا‬
‫ل ا‬
‫م‬
‫اءس‬
‫أ‬

‫القيوم‬
‫اللغة تقول أن القيوم و السيد ،‬
‫وال القيوم بمعنى القائم بنفسه مطلقا ل بغيره ،‬
‫ومع ذلك يقوم به كل موجوبد ، ول وجوبد أو بدوام وجوبد لشيء إل به ،‬
‫المدبر المتولي لجميع المور التي تجرى في الكون ،‬
‫هو القيوم لنه قوامه بذاته وقوام كل شيء به ،‬
‫والقيوم تأكيد لسم الحى واقتران السمين في اليات ،‬
‫ومن أبدب المؤمن مع اسم القيوم‬
‫أن من علم أن ال هو القيوم بالمور أستراح من كد التعبير وتعب الشتغال بغيره‬
‫ولم يكن للدنيا عنده قيمة ، وقيل أن اسم ال العظم هو الحى القيوم‬
‫ى‬
‫ح‬
‫ل‬
‫سم‬
‫نلاا‬
‫ء‬
‫سأ‬

‫الواجد‬
‫الواجد فيه معنى الغنى والسعة ،‬
‫وال الواجد الذي ل يحتاج إلى شيء‬
‫وكل الكمال ت موجودة له مفقودة لغيره ،‬
‫إل إن أوجدها هو بفضله ،‬
‫وهو وحده نافذ المراد ،‬
‫وجميع أحكامه ل نقض فيها ول أبرام ،‬
‫وكل ما سوى ال تعالى ل يسمى واجدا ،‬
‫وإنما يسمى فاقدا ،‬
‫واسم الواجد لم يرد في القرآن ولكنه مجمع عليه ،‬
‫ولكن ورد ت مادة الوجود مثل قوله تعالى‬
‫) إنا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب (‬
‫الماجد‬
‫الماجد في اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال ،‬
‫وال الماجد من له الكمال المتناهي والعز لباهى ،‬
‫الذي بعامل العبابد بالكرم والجوبد ،‬
‫والماجد تأكيد لمعنى الواجد أي الغنى المغنى ،‬
‫واسم الماجد لم يربد في القرآن الكريم ،‬
‫ويقال أنه بمعنى المجيد إل أن المجيد أبلغ ،‬
‫وحظ العبد من السم‬
‫أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الخلق‬

‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الواحد‬
‫الواحد في اللغة بمعنى الفربد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه أحد ،‬
‫والواحد بمعنى الحد وليس للحد جمع ،‬
‫وال تعالى واحد لم يرضى بالوحدانية لحد اغيره ،‬
‫والتوحيد ثلثة :‬
‫توحيد الحق سبحانه وتعالى لنفسه ،‬
‫وتوحيد العبد للحق سبحانه ،‬
‫وتوحيد الحق للعبد وهو إعطاؤه التوحيد وتوفيقه له ،‬
‫وال واحد في ذاته ل يتجزأ ،‬
‫واحد في صفاته ل يشبهه شيء ، وهو ل يشبه شيء ، وهو واحد في أفعاله ل شريك له‬
‫الصمد‬

‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الصمد في اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذي ل جوف له ،‬
‫والصمد في وصف ال تعالى هو الذي صمدت إليه الومور ،‬
‫فلم يقض فيها اغيره ، وهو صاحب الاغاثات عند الملمات ،‬
‫وهو الذي يصمد إليه الحوائج ) أي يقصد ( .‬
‫وومن اختاره ال ليكون ومقصد عباده في ومهمات دينهم ودنياهم ،‬
‫فقد أجرى على لسانه ويده حوائج خلقه ، فقد أنعم عليه بحظ ومن وصف هذا المسم ،‬
‫وومن أراد أن يتحلى بأخل ق الصمد فليقلل ومن اللكل والشرب ويترك فضول الكل م ،‬
‫ويداو م على ذلكر الصمد وهو في الصيا م فيصفو ومن اللكدار البشرية ويرجع إلى البداية الروحانية‬
‫ن‬
‫ح‬
‫ىم‬
‫لا‬
‫ء‬
‫سأ‬
‫سلا‬

‫القابدر المقتدر‬
‫الفرق بين السمين أن المقتدر أبلغ من القابدر ،‬
‫وكل منهما يدل على القدرة ،‬
‫والقدير والقابدر من صفات ال عز وجل ويكونان من القدرة ،‬
‫والمقتدر ابلغ ،‬
‫ولم يعد اسم القدير ضمن السماء التسعة وتسعين‬
‫ولكنه وربد في آيات القرآن الكريم أكثر من ثلثين مرة‬
‫وال القابدر الذي يقدر على أيجابد المعدوم وإعدام الموجوبد ،‬
‫أما المقتدر فهو الذي يقدر على إصلح الخلئق على وجه ل يقدر عليه اغيره فضل منه وإحسانا‬
‫ىن‬
‫سح لا‬
‫ل‬
‫ام‬
‫ءاس‬
‫أ‬

‫المقدم المؤخر‬
‫المقدم لغويا بمعنى الذي يقدم الشياء ويضعها في موضعها ،‬
‫وال تعالى هو المقدم الذي قدم الحباء وعصمهم من معصيته ،‬
‫وقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم بدءا وختما ،‬
‫وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم ،‬
‫أما المؤخر فهو الذي يؤخر الشياء فيضعها في مواضعها ،‬
‫والمؤخر في حق ال تعالى الذي يؤخر المشركين والعصاة‬
‫ويضرب الحجاب بينه وبينهم ،‬
‫ويؤخر العقوبة لهم لنه الرؤوف الرحيم ،‬
‫والنبي صلى ال عليه وسلم اغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‬
‫ومع ذلك لم يقصر في عبابدته ،‬
‫فقيل له ألم يغفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر‬
‫فأجاب : ) أفل أكون عبدا شكورا ( ،‬
‫وأسماء المقدم والمؤخر لم يربدا في القرآن الكريم ولكنهما من المجمع عليهما‬
‫حلم‬
‫نءا‬
‫سسأ‬
‫ىا‬
‫لا‬

‫الول الخر‬
‫الول لغويا بمعنى الذي يترتب عليه اغيره ،‬
‫وال الول بعني الذي لم يسبقه في الوجوبد شيء ،‬
‫هو المستغنى بنفسه ،‬
‫وهذه الولية ليست بالزمان ول بالمكان‬
‫ول بأي شيء في حدوبد العقل أو محاط العلم ،‬
‫ويقول بعض العلماء أن ال سبحانه ظاهر باطن في كونه الول‬
‫أظهر من كل ظاهر لن العقول تشهد بأن المحدث لها موجوبد متقدم عليها ،‬
‫وهو الول أبطن من كل باطن لن عقلك وعلمك محدوبد بعقلك وعلمك ،‬
‫فتكون الولية خارجة عنه ،‬
‫قال إعرابي للرسول عليه الصلة والسلم : ) أين كان ال قبل الخلق ؟ (‬
‫فأجاب : ) كان ال ول شيء معه ( فسأله العرابي : ) والن (‬
‫فربد النبي بقوله : ) هو الن على ما كان عليه )،‬
‫أما الخر فهو الباقي سبحانه بعد فناء خلقه ، الدائم بل نهاية ،‬
‫وعن رسول ال عليه الصلة والسلم هذا الدعاء :‬
‫يا كائن قبل أن يكون أي شيء ، والمكون لكل شيء ،‬
‫والكائن بعدما ل يكون شيء ، أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الغافرات الراجيات المنجيات‬
‫ى‬
‫ح‬
‫ل‬
‫سم‬
‫نلاا‬
‫ء‬
‫سأ‬

‫الظاهر الباطن‬
‫ال الظاهر لكثرة البراهين الظاهرة والدلئل على وجوبد إلهيته وثبوت ربوبيته وصحة وحدانيته ،‬
‫والباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه ، وأن كنه حقيقته اغير معلومة للخلق ،‬
‫هو الظاهر بنعمته الباطن برحمته ، الظاهر بالقدرة على كل شيء والباطن العالم بحقيقة كل شيء‬
‫ومن بدعاء النبي صلى ال عليه وسلم :‬
‫اللهم رب السموات ورب الرض ، ورب العرش العظيم ،‬
‫ربنا رب كل شيء ، فالق الحب و النوى ، منزل التوراة والنجيل والقرآن ،‬
‫أعوذ بك من شر كل بدابة أنت أخذ بناصيتها ،‬
‫اللهم أنت الول فليس قبلك شيء ، وأنت الخر فليس بعدك شيء ،‬
‫وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس بدونك شيء أقض عنا الدين وأاغننا من الفقر‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الوالـي‬
‫ال الوالي هو المالك للشياء ، المستولى عليها ، فهو المتفربد بتدبيرها أول ،‬
‫والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا ،‬
‫والقائم عليها بالبدانة والبقاء ثالثا ،‬
‫هو المتولي أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل ،‬
‫فهو سبحانه المالك للشياء المتكفل بها القائم عليها بالبقاء والمتفربد بتدبيرها ،‬
‫المتصرف بمشيئته فيها ، ويجرى عليها حكمه ، فل والى للمور سواه ،‬
‫واسم الوالي لم يربد في القرآن ولكن مجمع عليه‬
‫ى‬
‫ن لا‬
‫سحل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬

‫المتعالي‬
‫تقول اللغة يتعالى أي يترفع على ، ال المتعالي هو المتناهي في علو ذاته عن جميع مخلوقاته ،‬
‫المستغنى بوجوده عن جميع كائناته ، لم يخلق إل بمحض الجود ، وتجلى أسمه الودود ،‬
‫هو الغنى عن عبادة العابدين ، الذي يوصل خيره لجميع العاملين ،‬
‫وقد ذكر اسم المتعالي في القرآن مرة واحدة في سورة الرعد : ) عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ( ،‬
‫وقد جاء في الحديث الشريف ما يشعر باستحباب الكثار من ذكر اسم المتعال فقال :‬
‫بئس عبد تخيل واختال ، ونسى الكبير المتعال‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫البر‬
‫البر في اللغة بفتح الباء هو فاعل الخير والمحسن ، وبكسر الباء هو الحسان والتقوى‬
‫البر في حقه تعالى هو فاعل البر والحسان ، هو الذي يحسن على السائلين بحسن عطائه،‬
‫ويتفضل على العابدين بجزيل جزائه ، ل يقطع إحسان بسبب العصيان ،‬
‫وهو الذي ل يصدر عنه القبيح ، وكل فعله مليح ، وهذا البر إما في الدنيا أو في الدين ،‬
‫في الدين باليمان والطاعة أو بإعطاء الثواب على كل ذلك ،‬
‫وأما في الدنيا فما قسم من الصحة والقوة والجاه والولد والنصار وما هو خارج عن الحصر‬
‫ى‬
‫ن لا‬
‫سحل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬

‫التواب‬
‫التوبة لغويا بمعنى الرجوع ، ويقال تاب وأناب وآب ، فمن تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة ،‬
‫ومن تاب طمعا في الثواب فهو صاحب إنابة ، ومن تاب مراعاة للمر ل خوفا ول طمعا فهو صاحب أوبة‬
‫والتواب في حق ال تعالى هو الذي يتوب على عبده ويوفقه إليها وييسرها له ،‬
‫ومالم يتب ال على العبد ل يتوب العبد ، فابتداء التوبة من ال تعالى بالحق ، وتمامها على العبد بالقبول ،‬
‫فإن وقع العبد في ذنب وعاد وتاب إلى ال رحب به ، ومن زل بعد ذلك وأعتذر عفي عنه وغفر ، ،‬
‫ول يزال العبد توابا ، ول يزال الرب غفارا‬
‫وحظ العبد من هذا السم أن يقبل أعذار المخطئين أو المذنبين من رعاياه وأصدقائه مرة بعد أخرى‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫المنتقم‬
‫ال المنتقم الذي يقسم ظهور الطغاة ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد النذار بعد التمكين والمهال ،‬
‫فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن في المعصية فلم يستوجب غاية النكال في العقوبة‬
‫وال يغضب في حق خلقه بما ل يغضب في حق نفسه ، فينتقم لعباده بما ل ينتقم لنفسه في خاص حقه ،‬
‫فإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم ،‬
‫وعن الفضل أنه قال : من خاف ال دله الخوف على كل خير‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫العفو‬
‫العفو له معنيان الول : هو المحو والزالة ،‬
‫و العفو في حق ال تعالى عبارة عن إزالة أثار الذنوب كلية فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين ،‬
‫ول يطالبه بها يوم القيامة وينسيها من قلوبهم كيل يخجلوا عند تذكرها ويثبت مكان كل سيئة حسنة‬
‫المعنى الثاني : هو الفضل ، أي هو الذي يعطى الكثير ، وفى الحديث : ) سلوا ال العفو و العافية (‬
‫والعافية هنا دفاع ال عن العبد ، والمعافاة أن يعافيك ال من الناس ويعافيهم منك ،‬
‫أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ، وبذلك صرف أذاك عنهم وأذاهم‬
‫عن وحظ العبد من السم أن يعفو عمن أساء إليه أو ظلمه وأن يحسن إلى من أساء إليه‬
‫ىن‬
‫س لا‬
‫حل‬
‫ا‬
‫ام‬
‫ءس أ‬

‫الرؤوف‬
‫الرؤوف في اللغة هي الشديد الرحمة ، والرأفة هي نهاية الرحمة ،‬
‫و الروؤف في أسماء ال تعالى هو المتعطف على المذنبين بالتوبة ، وعلى أوليائه بالعصمة ،‬
‫ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته ، وإن عصمته عن الزلة أبلغ في باب الرحمن من غفرانه المعصية ،‬
‫وكم من عبد يرثى له الخلق بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو في الحقيقة في نعمة تغبطه عليها الملئكة‬
‫وقيل أن نبيا شكي إلى ال تعالى الجوع والعرى والقمل ، فأوحى ال تعالى إليه : أما تعرف ما فعلت بك ؟‬
‫سددت عنك أبواب الشرك . ومن رحمته تعالى أن يصون العبد عن ملحظة الغيار فل يرفع العبد حوائجه إل إليه ،‬
‫وقد قال رجل لبعض الصالحين ألك حاجة ؟ فقال : ل حاجة بي إلى من ل يعلم حاجتي .‬
‫والفرق بين اسم الروؤف والرحيم أنه تعالى قدم الرؤوف على الرحيم والرأفة على الرحمة .‬
‫وحظ العبد من اسم الروؤف أن يكثر من ذكره حتى يصير عطوفا على الخاص والعام‬
‫ذاكرا قول رسول ال صلى ال عليه وسلم :ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء ,‬
‫و من قطع رجاء من ارتجاه قطع ال رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة‬
‫ىن ا‬
‫لم‬
‫سءا‬
‫حلاسأ‬

‫مالك الملك‬
‫من أسماء ال تعالى الملك والمالك والمليك ، ومالك الملك والملكوت ،‬
‫مالك الملك هو المتصرف في ملكه كيف يشاء ول راد لحكمه ، ول معقب لمره ،‬
‫والوجود كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو ال تعالى ،‬
‫هو الملك الحقيقي المتصرف بما شاء كيف شاء ، إيجادا وإعدتما ،‬
‫إحياء وإماتة ، تعذيبا وإثابة من غير مشارك ول ممانع ،‬
‫ومن أدب المؤمن مع اسم مالك الملك أن يكثر من ذكره وبذلك يغنيه ال عن الناس‬
‫وروى عن سفيان بن عينه قال: بين أنا أطوف بالبيت‬
‫إذ رأيت رجل وقع في قلبي أنه من عباد ال المخلصين فدنوت منه‬
‫فقلت: هل تقول شيئا ينفعني ال به؟ فلم يرد جوابا، ومشى في طوافه،‬
‫فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل للحجر فجلس،‬
‫فجلست إليه فقلت: هل تقول شيئا ينفعني ال به؟‬
‫فقال: هل تدرون ما قال ربكم:‬
‫أنا الحى الذي ل أموت هلموا أطيعوني أجعلكم ملوكا ل تزولون،‬
‫أنا الملك الذي إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون‬
‫ألالى‬
‫ءاحن‬
‫ما س‬
‫س‬

‫ذو الجلل والكرام‬
‫ذو الجلل والكرام أسم من أسماء ال الحسنى،‬
‫هو الذي ل جلل ول كمال إل وهو له ،‬
‫ول كرامة ول مكرومة إل وهى صادرة منه ،‬
‫فالجلل له في ذاته الكرامة فائضة منه على خلقه،‬
‫وفى تقديم لفظ الجلل على لفظ الكرام سر ،‬
‫وهو إن الجلل إشارة إلى التنزيه ،‬
‫وأما الكرام فإضافة ولبد فيها من المضافين ،‬
‫والكرام قريب من معنى النعام إل أنه أخص منه ،‬
‫لنه ينعم على من ل يكرم ، ول يكرم على من ينعم عليه ،‬
‫وقد قيل أن النبي صلى ال عليه وسلم كان مارا في طريق‬
‫إذ رأفة إعرابيا يقول :‬
‫) اللهم إني أسألك بإسمك العظم العظيم ، الحنان المنان ، مالك الملك ، ذو الجلل والكرام (‬
‫، فقال النبي صلى ال عليه وسلم :) إنه دعي باسم ال الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أجاب ( ،‬
‫ومتى أكثر العبد من ذكره صار جليل القدر بين العوالم ، ومن عرف جلل ال تواضع له وتذلل‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫المقسط‬
‫المقسط في حق ال تعالى هو العادل في الحكام ، الذي ينتصف للمظلوم من الظالم،‬
‫وكاله في أن يضيف إلى إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والنصاف، ول يقدر عليه إل ال تعالى،‬
‫وقد روى عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال في الحديث بينما رسول ال جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه ،‬
‫فقال عمر: بأبي أنت وأمي يا رسول ال ما الذي أضحكك؟ قال: رجلن من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما‬
‫) يتربى خذ مظلمتي من هذا ( فقال ال عز وجل: رد على أخيك مظلمته، فقال ) يا ربى لم يبق من حسناتي شيء(‬
‫فقال عز وجل للطالب: )كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟( فقال ) يا ربى فليحمل عنى أوزاري (‬
‫ثم فاضت عينا رسول ال بالبكاء، وقال: ) إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس أن يحمل عنهم أوزارهم(‬
‫قال فيقول ال عز جل _ أي للمتظلم _ ) أرفع بصرك فانظر في الجنان (،‬
‫فقال( يا ربى أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ،لي نبي هذا ؟ أو لي صديق هذا؟ أو لي شهيد هذا ؟ (‬
‫قال ال تعالى عز وجل ) لمن أعطى الثمن ( فقال يا ربى ومن يملك ذلك؟ قال :أنت تملكه، فقال: بماذا يا ربى؟‬
‫فقال بعفوك عن أخيك، فقال: يا ربى قد عفوت عنه،قال عز وجل: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة،‬
‫ثم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ، أتقوا ال وأصلحوا ذات بينكم ، فإن ال يعدل بين المؤمنين يوم القيامة‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الجامع‬
‫تقول اللغة إن الجمع هو ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، ويوم الجمع هو يوم القيامة ،‬
‫لن ال يجمع فيه بين الولين والخرين ، من النس والجن ، وجميع أهل السماء والرض ،‬
‫وبين كل عبد وعمله ، وبين الظالم والمظلوم ، وبين كل نبي وأمته ، وبين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعصية‬
‫ال الجامع لنه جمع الكمالت كلها ذاتا ووصفا وفعل ،‬
‫وال الجامع والمؤلف بين المتماثلت والمتباينات والمتضادات ،‬
‫والمتماثلت مثل جمعه الخلق الكثير من النس على ظهر الرض وحشره إياهم في صعيد القيامة ،‬
‫وأما المتباينات فمثل جمعه بين السموات والرض والكواكب ، والرض والهواء والبحار ،‬
‫وكل ذلك متباين الشكال واللوان والطعوم والوصاف ،‬
‫وأما المتضادات فمثل جمعه بين الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ،‬
‫وال الجامع قلوب أوليائه إلى شهود تقديره ليتخلصوا من أسباب التفرقة ، ولينظروا إلى الحادثات بعين التقدير،‬
‫إن كانت نعمة علموا أن ال تعالى معطيها ، وإن كانت بلية علموا أنه كاشفها‬
‫الجامع من العباد هو من كملت معرفته وحسنت سيرته ، هو من ل يطفىء نور معرفته نور ورعه ،‬
‫ومن جمع بين البصر والبصيرة‬
‫الغني‬
‫تقول اللغة أن الغنى ضد الفقر ،‬
‫والغنى عدم الحاجة وليس ذلك إل ل تعالى ،‬
‫هو المستغنى عن كل ما سواه ،‬
‫المفتقر إليه كل ما عداه ،‬
‫هو الغنى بذاته عن العالمين ،‬
‫المتعالي عن جميع الخلئق في كل زمن وحين ،‬
‫الغنى عن العباد ،‬
‫والمتفضل على الكل بمحض الوداد‬

‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬
‫سءا‬
‫حلم‬
‫نسأ‬
‫ىا‬
‫لا‬

‫المغني‬
‫ال المغنى الذي يغنى من يشاء غناه عمن سواه ،‬
‫هو معطى الغنى لعباده ،‬
‫ومغنى عباده بعضهم عن بعض ،‬
‫فالمخلوق ل يملك لنفسه نفعا ول ضرا فكيف يملك ذلك لغيره،‬
‫وهو المغنى لوليائه من كنوز أنواره‬
‫وحظ العبد من السم‬
‫أن التخلق بالغنى يناسبه إظهار الفاقة والفقر إليه تعالى دائما وأبدا ،‬
‫والتخلق بالمعنى أن تحسن السخاء والبذل لعباد ال تعالى‬
‫سلالى‬
‫أءاحن‬
‫ما س‬

‫المانع‬
‫تقول اللغة أن المنع ضد العطاء ، وهى أيضا بمعنى الحماية ،‬
‫ال تعالى المانع الذي يمنع البلء حفظا وعناية ،‬
‫ويمنع العطاء عمن يشاء ابتلء أو حماية ،‬
‫ويعطى الدنيا لمن يحب ومن ل يحب ،‬
‫ول يعطى الخرة إل لمن يحب ،‬
‫سبحانه يغنى ويفقر ، ويسعد ويشقى ،‬
‫ويعطى ويحرم ، ويمنح ويمنع فهو المعطى المانع ،‬
‫وقد يكون باطن المنع العطاء ،‬
‫قد يمنع العبد من كثرة الموال ويعطيه الكمال والجمال ،‬
‫فالمانع هو المعطى ،‬
‫ففي باطن المنع عطاء وفى ظاهر العطاء بلء ،‬
‫هذا السم الكريم لم يرد في القرآن الكريم‬
‫ولكنه مجمع عليه في روايات حديث السماء الحسنى‬
‫أسماء ال الحسنى‬

‫الضار‬

‫النافع‬

‫تقول اللغة أن الضر ضد النفع ،‬
‫وال جل جلله هو الضار ، أي المقدر للضر لمن أراد كيف أراد ،‬
‫هو وحده المسخر لسباب الضر بلء لتكفير الذنوب أو ابتلء لرفع الدرجات ، فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى .‬
‫ال سبحانه هو النافع الذي يصدر منه الخير والنفع في الدنيا والدين ،‬
‫فهو وحده المانح الصحة والغنى ، والسعادة والجاه والهداية والتقوى‬
‫والضار النافع إسمان يدلن على تمام القدرة اللهية ، فل ضر ول نفع ول شر ول خير إل وهو بإرادة ال ،‬
‫ولكن أدبنا مع ربنا يدعونا إلى أن ننسب الشر إلى أنفستا ،‬
‫فل تظن أن السم يقتل بنفسه وأن الطعام يشبع بنفسه بل الكل من أمر ال وبفعل ال ،‬
‫وال قادر على سلب الشياء خواصها ، فهو الذي يسلب الحراق من النار ،‬
‫كما قيل عن قصة إبراهيم ) قلنا يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم ( ،‬
‫والضار النافع وصفان إما في أحوال الدنيا فهو المغنى والمفقر ، وواهب الصحة لهذا والمرض لذاك ،‬
‫وإما في أحوال الدين فهو يهدى هذا ويضل ذاك ،‬
‫ومن الخير للذاكر أن يجمع بين السمين معا فإليهما تنتهي كل الصفات‬
‫وحظ العبد من السم أن يفوض المر كله ل وأن يستشعر دائما أن كل شيء منه واليه‬
‫ى‬
‫نلاا‬
‫لم‬
‫سءا‬
‫حسأ‬

‫النور‬
‫تقول اللغة النور هو الضوء والسناء الذي يعين على البصار ، وذلك نوعان دنيوي وأخروي ،‬
‫والدنيوي نوعان : محسوس بعين البصيرة كنور العقل ونور القرآن الكريم ، والخر محسوس بعين البصر ،‬
‫فمن النور اللهي قوله تعالى ) قد جاءكم من ال نور وكتاب مبين (‬
‫ومن النور المحسوس قوله تعالى ) هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نور)،‬
‫والنور في حق ال تعالى هو الظاهر في نفسه بوجوده الذي ل يقبل العدم ،‬
‫المظهر لغيره بإخراجه من ظلمة العدم إلى نور الوجود ، هو الذي مد جميع المخلوقات بالنوار الحسية والمعنوية ،‬
‫وال عز وجل يزيد قلب المؤمن نورا على نور ، يؤيده بنور البرهان ، ثم يؤيده بنور العرفان ،‬
‫والنور المطلق هو ال بل هو نور النوار ،‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الهادئ‬
‫تقول اللغة أن الهداية هي المالة ، ومنه سميت الهدية لنها تميل قلب المهدي إليه الهدية إلى الذي أهداه الهدية ،‬
‫وال الهادي سبحانه الذي خص من أراد من عباده بمعرفته وأكرمه بنور توحيده ويهديه إلى محاسن الخلق والى طاعته ،‬
‫ويهدى المذنبين إلى التوبة ، ويهدى جميع المخلوقات إلى جلب مصالحها ودفع مضارها‬
‫والى ما فيه صلحهم في معاشهم ،‬
‫هو الذي يهدى الطفل إلى ثدي أمه ..‬
‫والفرخ للتقاط حبه ..‬
‫والنحل لبناء بيته على شكل سداسي .. الخ ،‬
‫إنه العلى الذي خلق فسوي والذي قدر فهدى ،‬
‫والهادي من العباد هم النبياء والعلماء ، وفى الحقيقة أن ال هو الهادي لهم على ألسنتهم‬
‫لى‬
‫أءحن‬
‫مااس‬
‫س ال‬

‫البديع‬
‫تقول اللغة إن البداع إنشاء صنعة بل احتذاء أو إقتداء ،‬
‫والبداع في حق ال تعالى هو إيجاد الشيء بغير آلة ول مادة ول زمان ول مكان ،‬
‫وليس ذلك إل ل تعالى ،‬
‫وال البديع الذي ل نظير له في معنيان‬
‫الول : الذي ل نظير له في ذاته ول في صفاته ول في أفعاله ول في مصنوعاته فهو البديع المطلق ،‬
‫ويمتنع أن يكون له مثيل أزل وأبدا ،‬
‫والمعنى الثاني : أنه المبدع الذي أبدع الخلق من غير مثال سابق‬
‫وحظ العبد من السم الكثار من ذكره وفهم معناه فيتجلى له نوره ويدخله الحق تبارك وتعالى في دائرة البداع ،‬
‫ومن أدب ذكر هذا السم أن يتجنب البدعة ويلزم السنة‬
‫الباقي‬

‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫البقاء ضد الفناء ، والباقيات الصالحات هي كل عمل صالح ،‬
‫وال الباقي الذي ل ابتداء لوجوده ،الذي ل يقبل الفناء ،‬
‫هو الموصوف بالبقاء الزلي من أبد البد إلى أزل الزل‬
‫،فدوامه في الزل هو القدم ودوامه في البد هو البقاء‬
‫ولم يرد اسم الباقي بلفظه في القرآن الكريم‬
‫ولكن مادة البقاء وردت منسوبة إلى ال تعالى‬
‫ففي سورة طه ) وال خير وأبقى (‬
‫وفى سورة الرحمن‬
‫) ويبقى وجه ربك ذو الجلل والكرام ( ،‬
‫وحظ العبد من السم إذا أكثر من ذكره كاشفه ال بالحقائق الباقية ،‬
‫وأشهده الثار الفانية فيفر إلى الباقي بالشواق‬
‫الوراث‬
‫الوارث سبحانه هو الباقي بعد فناء الخلق ،‬
‫وقيل الوارث لجميع الشياء بعد فناء أهلها ،‬
‫روى أنه ينادى يوم القيامة : لمن الملك اليوم ؟‬
‫فيقال : ل الواحد القهار.‬
‫وهذا النداء عبارة عن حقيقة ما ينكشف للكثرين في ذلك اليوم‬
‫إذ يظنون لنفسهم ملكا ،‬
‫أما أرباب البصائر فإنهم أبدا مشاهدون لمعنى هذا النداء ،‬
‫يؤمنون بأن الملك ل الواحد القهار أزل وأبدا .‬
‫ويقول الرازي‬
‫) أعلم أن ملك جميع الممكنات هو ال سبحانه وتعالى ،‬
‫ولكنه بفضله جعل بعض الشياء ملكا لبعض عباده ،‬
‫فالعباد أنما ماتوا وبقى الحق سبحانه وتعالى ، فالمراد يكون وارثا هو هذا .‬

‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءس‬
‫أ‬

‫الرشيد‬
‫الرشد هو الصل ح والستقامة ،وهو خلف الغي والضللة ،‬
‫والرشيد كما يذكر الرازي على وجهين‬
‫أولهما أن الراشد الذي له الرشد ويرجع حاصله إلى أنه حكيم ليس في أفعاله خبث ول باطل ،‬
‫وثانيهما إرشاد ال يرجع إلى هدايته ، وال سبحانه الرشيد المتصف بكمال الكمال عظيم الحكمة بالغ الرشاد‬
‫وهو الذي يرشد الخلق ويهديهم إلى ما فيه صلحهم ورشادهم في الدنيا وفى الخرة ،‬
‫ل يوجد سهو في تدبيره ول تقديره ، وفى سورة الكهف ) من يهد ال فهو المهتد ومن يضلل ال فلن تجد له وليا مرشدا)،‬
‫وينبغي للنسان مع ربه الرشيد أن يحسن التوكل على ربه حتى يرشده ، ويفوض أمره بالكلية إليه‬
‫وأن يستجير به كل شغل ويستجير به في كل خطب ،‬
‫كما أخبر ال عن عيسى عليه السلم بقوله تعالى‬
‫) ولما توجه تلقاء ربه قال عسى ربى أن يهديني سواء السبيل)‬
‫وهكذا ينبغي للعبد إذا أصبح أن يتوكل على ربه وينتظر ما يرد على قلبه من الشارة فيقضى أشغاله ويكفيه جميع أموره‬
‫ىن‬
‫س‬
‫ا‬
‫حلا ا م‬
‫لءسأ‬

‫الصبور‬
‫تقول اللغة أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع ، والصبر ضد الجزع ،‬
‫ويسمى رمضان شهر الصبر أن فيه حبس النفس عن الشهوات ،‬
‫والصبور سبحانه هو الحليم الذي ل يعاجل العصاة بالنقمة بل يعفو أو يؤخر ،‬
‫الذي إذا قابلته بالجفاء قابلك بالعطاء والوفاء ،‬
‫هو الذي يسقط العقوبة بعد وجوبها ، هو ملهم الصبر لجميع خلقه ،‬
‫واسم الصبور غير وارد في القرآن الكريم وإن ثبت في السنة،‬
‫و الصبور يقرب معناه من الحليم ،‬
‫والفرق بينهم أن الخلق ل يأمنون العقوبة في صفة الصبور‬
‫كما يأمنون منها في صيغة الحليم‬
‫والصبر عند العباد ثلثة أقسام : من يتصبر بأن يتكلف الصبر ويقاسى الشدة فيه .. وتلك أدنى مراتب الصبر ،‬
‫ومن يصبر على تجرع المرارة من غير عبوس ومن غير إظهار للشكوى .. وهذا هو الصبر وهو المرتبة الوسطي ،‬
‫ومن يألف الصبر والبلوى لنه يرى أن ذلك بتقدير المولى عز وجل فل يجد فيه مشقة بل راحة‬
‫وقيل اصبروا في ال .. ، وصابروا ل .. ، ورابطوا مع ال.. ،‬
‫فالصبر في ال بلء ، والصبر ل عناء ، والصبر مع ال وفاء ،‬
‫ومتى تكرر الصبر من العبد أصبح عادة له وصار متخلقا بأنوار الصبور‬

More Related Content

What's hot

تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناستفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناسAmel Hope
 
التقوى
التقوىالتقوى
التقوىalheweny
 
ادارة المشاريع التقنية.pptx
ادارة المشاريع التقنية.pptxادارة المشاريع التقنية.pptx
ادارة المشاريع التقنية.pptxyaser74
 
دعاء ختم القرآن
دعاء ختم القرآندعاء ختم القرآن
دعاء ختم القرآنEng Shaheen
 
الركن الثاني
الركن الثانيالركن الثاني
الركن الثانيHUDAALISSA
 
فضائل سور القران الكريم
فضائل سور القران الكريمفضائل سور القران الكريم
فضائل سور القران الكريمhassen1000
 
مفهوم المعرفة وانواعها
مفهوم المعرفة وانواعهامفهوم المعرفة وانواعها
مفهوم المعرفة وانواعهاMajed Abusharha
 
علم التجويد
علم التجويدعلم التجويد
علم التجويدF El Mohdar
 
مناسك الحج والعمرة
مناسك الحج والعمرةمناسك الحج والعمرة
مناسك الحج والعمرةNader Farrag
 
دعاء حزب التهليل لتفريج الهم وكشف الضر
دعاء حزب التهليل لتفريج الهم وكشف الضردعاء حزب التهليل لتفريج الهم وكشف الضر
دعاء حزب التهليل لتفريج الهم وكشف الضرEng Shaheen
 
دعاء النجاة من المأزق
دعاء النجاة من المأزقدعاء النجاة من المأزق
دعاء النجاة من المأزقغايتي الجنة
 
دعاء ألم نشرح لك صدرك
دعاء ألم نشرح لك صدركدعاء ألم نشرح لك صدرك
دعاء ألم نشرح لك صدركEng Shaheen
 
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القران
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القرانالاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القران
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القرانF El Mohdar
 
جذاذة الإنية و 2014الخصوصية
جذاذة  الإنية و  2014الخصوصيةجذاذة  الإنية و  2014الخصوصية
جذاذة الإنية و 2014الخصوصيةFedi Ch
 
درس فضائل بعض ايات القران
درس فضائل بعض ايات القراندرس فضائل بعض ايات القران
درس فضائل بعض ايات القرانrqorehaili12
 
أمل الرشدان -التحسين المستمر بروميديا
  أمل الرشدان -التحسين المستمر بروميديا  أمل الرشدان -التحسين المستمر بروميديا
أمل الرشدان -التحسين المستمر بروميدياpromediakw
 
المشاركة السياسية للمرأة
المشاركة السياسية للمرأةالمشاركة السياسية للمرأة
المشاركة السياسية للمرأةMohammed Alshantti
 
اذاعه عن الاخلاق
اذاعه عن الاخلاقاذاعه عن الاخلاق
اذاعه عن الاخلاقMero Cool
 

What's hot (20)

تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناستفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
 
التقوى
التقوىالتقوى
التقوى
 
ادارة المشاريع التقنية.pptx
ادارة المشاريع التقنية.pptxادارة المشاريع التقنية.pptx
ادارة المشاريع التقنية.pptx
 
دعاء ختم القرآن
دعاء ختم القرآندعاء ختم القرآن
دعاء ختم القرآن
 
الركن الثاني
الركن الثانيالركن الثاني
الركن الثاني
 
فضائل سور القران الكريم
فضائل سور القران الكريمفضائل سور القران الكريم
فضائل سور القران الكريم
 
مفهوم المعرفة وانواعها
مفهوم المعرفة وانواعهامفهوم المعرفة وانواعها
مفهوم المعرفة وانواعها
 
الأسرار العلية فى مناقب وأحزاب الإمام الشاذلى
الأسرار العلية فى مناقب وأحزاب الإمام الشاذلىالأسرار العلية فى مناقب وأحزاب الإمام الشاذلى
الأسرار العلية فى مناقب وأحزاب الإمام الشاذلى
 
علم التجويد
علم التجويدعلم التجويد
علم التجويد
 
مناسك الحج والعمرة
مناسك الحج والعمرةمناسك الحج والعمرة
مناسك الحج والعمرة
 
دعاء حزب التهليل لتفريج الهم وكشف الضر
دعاء حزب التهليل لتفريج الهم وكشف الضردعاء حزب التهليل لتفريج الهم وكشف الضر
دعاء حزب التهليل لتفريج الهم وكشف الضر
 
دعاء النجاة من المأزق
دعاء النجاة من المأزقدعاء النجاة من المأزق
دعاء النجاة من المأزق
 
دعاء ألم نشرح لك صدرك
دعاء ألم نشرح لك صدركدعاء ألم نشرح لك صدرك
دعاء ألم نشرح لك صدرك
 
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القران
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القرانالاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القران
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القران
 
جذاذة الإنية و 2014الخصوصية
جذاذة  الإنية و  2014الخصوصيةجذاذة  الإنية و  2014الخصوصية
جذاذة الإنية و 2014الخصوصية
 
درس فضائل بعض ايات القران
درس فضائل بعض ايات القراندرس فضائل بعض ايات القران
درس فضائل بعض ايات القران
 
أمل الرشدان -التحسين المستمر بروميديا
  أمل الرشدان -التحسين المستمر بروميديا  أمل الرشدان -التحسين المستمر بروميديا
أمل الرشدان -التحسين المستمر بروميديا
 
المشاركة السياسية للمرأة
المشاركة السياسية للمرأةالمشاركة السياسية للمرأة
المشاركة السياسية للمرأة
 
اذاعه عن الاخلاق
اذاعه عن الاخلاقاذاعه عن الاخلاق
اذاعه عن الاخلاق
 
دعاء عظيم
دعاء عظيمدعاء عظيم
دعاء عظيم
 

Similar to Asmae allah al hosna

Similar to Asmae allah al hosna (20)

Unknown parameter value
Unknown parameter valueUnknown parameter value
Unknown parameter value
 
Allah Names
Allah NamesAllah Names
Allah Names
 
Allah\'s names
Allah\'s namesAllah\'s names
Allah\'s names
 
god names
god namesgod names
god names
 
أسماء الل[1]..
أسماء الل[1]..أسماء الل[1]..
أسماء الل[1]..
 
دعاء ختم القرآن لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى
دعاء ختم القرآن لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالىدعاء ختم القرآن لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى
دعاء ختم القرآن لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى
 
Ayat al kursii
Ayat al kursiiAyat al kursii
Ayat al kursii
 
Ayat Al Kursii
Ayat Al KursiiAyat Al Kursii
Ayat Al Kursii
 
م3
م3م3
م3
 
آية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنفآية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنف
 
التمهيد في بيان شهادة التوحيد
التمهيد في بيان شهادة التوحيدالتمهيد في بيان شهادة التوحيد
التمهيد في بيان شهادة التوحيد
 
C:\fakepath\ayat al kursii
C:\fakepath\ayat al kursiiC:\fakepath\ayat al kursii
C:\fakepath\ayat al kursii
 
Ayat Al Kursii
Ayat Al KursiiAyat Al Kursii
Ayat Al Kursii
 
آية الكرسي
آية الكرسيآية الكرسي
آية الكرسي
 
Ayat Al Kursii
Ayat Al KursiiAyat Al Kursii
Ayat Al Kursii
 
Ayat Aursii
Ayat AursiiAyat Aursii
Ayat Aursii
 
Ayat Aursii
Ayat AursiiAyat Aursii
Ayat Aursii
 
french blliardo
french blliardofrench blliardo
french blliardo
 
Ayat al kursii
Ayat al kursiiAyat al kursii
Ayat al kursii
 
آية الكرسي
آية الكرسيآية الكرسي
آية الكرسي
 

More from Mustapha Ait Hammou (20)

Les gens ages
Les gens agesLes gens ages
Les gens ages
 
Wonderful images (1)
Wonderful images (1)Wonderful images (1)
Wonderful images (1)
 
Mad desert
Mad desert Mad desert
Mad desert
 
Mad desert
Mad desert Mad desert
Mad desert
 
Cultural tour
Cultural tourCultural tour
Cultural tour
 
Prachtige fotos -_ (1)
Prachtige fotos -_ (1)Prachtige fotos -_ (1)
Prachtige fotos -_ (1)
 
Versoix.pps4
Versoix.pps4Versoix.pps4
Versoix.pps4
 
Orchidees du viet_nam
Orchidees du viet_namOrchidees du viet_nam
Orchidees du viet_nam
 
Orchidees du viet_nam
Orchidees du viet_namOrchidees du viet_nam
Orchidees du viet_nam
 
سبحان الله
سبحان اللهسبحان الله
سبحان الله
 
الجمعة
الجمعةالجمعة
الجمعة
 
Données générales sur le tabagisme
Données générales sur le tabagismeDonnées générales sur le tabagisme
Données générales sur le tabagisme
 
Presentation1
Presentation1Presentation1
Presentation1
 
Presentation1
Presentation1Presentation1
Presentation1
 
Presentation1
Presentation1Presentation1
Presentation1
 
Le vrai hiver
Le vrai hiverLe vrai hiver
Le vrai hiver
 
Questions
QuestionsQuestions
Questions
 
Smile 1231486460542407-1
Smile 1231486460542407-1Smile 1231486460542407-1
Smile 1231486460542407-1
 
Fermier australien
Fermier australienFermier australien
Fermier australien
 
Smile 100709114426-phpapp02 (1)
Smile 100709114426-phpapp02 (1)Smile 100709114426-phpapp02 (1)
Smile 100709114426-phpapp02 (1)
 

Asmae allah al hosna

  • 1. ‫أسماء ا الحسنى‬ ‫ال‬ ‫الرحمن الرحيم الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ‬ ‫المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز‬ ‫السميع البصير الحكم‬ ‫العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلى‬ ‫الكبير الحفيظ‬ ‫المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد‬ ‫الوكيل القوى المتين الولى الحميد المحصى المبدئ المعيد المحيي المميت الحى‬ ‫المذل‬ ‫القيوم‬ ‫الحق‬ ‫الواجد‬ ‫الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤرخر الول الرخر الظاهر الباطن الوالى المتعالى‬ ‫البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك‬ ‫المانع‬ ‫الضار‬ ‫النافع‬ ‫النور‬ ‫الهادئ‬ ‫ذوالجلل والكرام‬ ‫البديع‬ ‫الباقى‬ ‫المقسط الجامع الغنى المغنى‬ ‫الوارث‬ ‫الرشيد‬ ‫الصبور‬
  • 2. ‫ىن‬ ‫س ءا‬ ‫حلاام‬ ‫لسأ‬ ‫هو السم الذي تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ، وجعله أول أسمائه‬ ‫فكل ما يرد بعده يكون نعتا له وصفة ،‬ ‫وهو أعظم السماء لنه دال على الذات الجامعة لصفات اللهية‬ ‫إذ ل يطلق على غيره ل حقيقة ول مجازا‬
  • 3. ‫أسماء ال الحسنى‬ ‫الرحمن الرحيم‬ ‫إسمان مشتقان من الرحمة ،‬ ‫وهذا جائز في حق العباد ، ولكنه محال في حق ال سبحانه وتعالى،‬ ‫إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة ،‬ ‫وقيل أن ال رحمن الدنيا ورحيم الرخرة ،‬ ‫اسم الرحمن أرخص من اسم الرحيم ، والرحمن أبعد من مقدور العباد ،‬ ‫فالرحمن هو العطوف على عباده باليجاد أول .. وبالهداية إلى اليمان وأسباب السعادة ثانيا ..‬ ‫والسعاد في الرخرة ثالثا ، والنعام بالنظر إلى وجهه الكريم رابعا .‬ ‫الرحمن هو المنعم بما ل يتصور صدور جنسه من العباد ،‬ ‫والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد بأن ل يدع فاقة لمحتاج إل يسدها‬
  • 4. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الملك‬ ‫هو الظاهر بعز سلطانه ، الغنى بذاته ، المتصرف في أكوانه بصفاته ،‬ ‫وهو المتصرف بالمر والنهى ، أو الملك لكل الشياء ،‬ ‫ا تعالى الملك المستغنى بذاته وصفاته وأفعاله عن غيرة ، المحتاج إليه كل من عداه ،‬ ‫يملك الحياة والموت والبعث والنشور ، والملك الحقيقي ل يكون إل لله وحده ،‬ ‫ومن عرف أن الملك لله وحده أبى أن يذل لمخلوق ،‬ ‫د يستغنى عن كل شيء سوى ا ، والعبد مملكته الخاصة قلبه .. وجنده شهوته وغضبه وهوا‬ ‫ورعيته لسانه وعيناه وباقي أعضائه .. فإذا ملكها ولم تملكه فقد نال درجة الملك في عالمه‬ ‫ى ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلك رتبة النبياء ، يليهم العلماء وملكهم بقدر قدرتهم على‬ ‫بهذه الصفات يقرب العبد من الملئكة في صفاته ويتقرب إلى ا ‬
  • 5. ‫ا‬ ‫ءم‬ ‫سأل ا‬ ‫س‬ ‫ىنحلا‬ ‫القدوس‬ ‫تقول اللغة أن القدس هو الطهارة ، والرض المقدسة هي المطهرة ، والبيت المقدس :الذي يتطهر فيه من الذنوب ،‬ ‫وفى القرآن الكريم على لسان الملئكة وهم يخاطبون ال ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ( أي نطهر أنفسنا لك ،‬ ‫وجبريل عليه السلم يسمى الروح القدس لطهارته من العيوب في تبليغ الوحي إلى الرسل أو لنه رخلق من الطهارة ،‬ ‫ول يكفى في تفسير القدوس بالنسبة إلى ال تعالى أن يقال أنه منزه عن العيوب والنقائص‬ ‫فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الدب مع ال ،‬ ‫فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم ،‬ ‫بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعما يشبهها أو يماثلها‬
  • 6. ‫السلم‬ ‫ا‬ ‫ءم‬ ‫سأل ا‬ ‫تقول اللغة هو المان والطمئنان ، والحصانة والسلمة ،‬ ‫وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب ، ال السلم لنه ناشر السلم بين النام ،‬ ‫وهو مانح السلمة في الدنيا والرخرة ،‬ ‫وهو المنزه ذو السلمة من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ،‬ ‫فكل سلمة معزوة إليه صادرة منه ، وهو الذي سلم الخلق من ظلمه ، وهو المسلم على عباده في الجنة ،‬ ‫والسلم هو عنوان دين ال الخاتم وهو مشتق من مادة السلم الذي هو إسلم المرء نفسه لخالقها ،‬ ‫وتحية المسلمين بينهم هي ) السلم عليكم ورحمة ال وبركاته (‬ ‫والرسول صلى ال عليه وسلم يكثر من الدعوة إلى السلم فيقول : السلم من السلم.. افشوا السلم تسلموا‬ ‫افشوا السلم بينكم .. اللهم أنت السلم ، ومنك السلم ، واليك يعود السلم ،فحينا ربنا بالسلم‬ ‫س‬ ‫ىنحلا‬
  • 7. ‫ن‬ ‫ىس لا‬ ‫حل ا‬ ‫ا‬ ‫ءم‬ ‫سأ‬ ‫المؤمن‬ ‫  اليمان في اللغة هو التصديق ، وا يعطى المان لمن استجار به واستعان به ،‬ ‫لذي يؤمن أولياءه من عذابه ، ويؤمن عباده من ظلمه ، هو خالق الطمأنينة في القل‬ ‫ا خالق أسباب الخوف وأسباب المان جميعا وكونه تعالى مخوفا ل يمنع كونه مؤم‬ ‫كما أن كونه مذل ل يمنع كونه معزا ، فكذلك هو المؤمن المخوف ،‬ ‫) المؤمن ( قد جاء منسوبا إلى ا تبارك وتعالى في القرآن مرة واحدة في سورة‬ ‫عالى ) هو ا الذي ل اله إل هو الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجب‬ ‫سبحان ا عما يشركون ( سورة الحشر ‬
  • 8. ‫المهيمن‬ ‫الهيمنة هي القيام على الشيء والرعاية له ، والمهيمن هو الرقيب أو الشاهد ،‬ ‫والرقيب اسم من أسماء ال تبارك وتعالى معناه الرقيب الحافظ لكل شيء ، المبالغ في الرقابة والحفظ ،‬ ‫أو المشاهد العالم بجميع الشياء ، بالسر والنجوى ، السامع للشكر والشكوى ، الدافع للضر والبلوى ،‬ ‫وهو الشاهد المطلع على أفعال مخلوقاته ، الذي يشهد الخواطر ، ويعلم السرائر ، ويبصر الظواهر ،‬ ‫وهو المشرف على أعمال العباد ، القائم على الوجود بالحفظ والستيلء‬ ‫ىن‬ ‫س لا‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬
  • 9. ‫ن ا‬ ‫ىحلا ءم‬ ‫سلاسأ‬ ‫العزيز‬ ‫العز في اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و المتناع ، والتعزيز هو التقوية ،‬ ‫والعزيز هو الخطير ،) الذي يقل وجود مثله . وتشتد الحاجة إليه . ويصعب الوصول إليه (‬ ‫وإذا لم تجتمع هذه المعاني الثلث لم يطلق عليه اسم العزيز ،‬ ‫كالشمس : ل نظير لها .. والنفع منها عظيم والحاجة شديدة إليها ولكن ل توصف بالعزة‬ ‫لنه ل يصعب الوصول إلي مشاهدتها .‬ ‫وفى قوله تعالى ) ول العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين ل يعلمون (‬ ‫فالعزة هنا ل تحقيقا ، ولرسوله فضل ، وللمؤمنين ببركة إيمانهم برسول ال عليه الصلة والسلم‬
  • 10. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الجبار‬ ‫الجبار في اللغة هو العالي العظيم والجبار في حق ال تعالى هو الذي تنفذ مشيئته على سبيل الجبار في كل أحد ،‬ ‫ول تنفذ قيه مشيئة أحد ، ويظهر أحكامه قهرا ، ول يخرج أحد عن قبضة تقديره ، وليس ذلك إل ل ،‬ ‫وجاء في حديث المام على ) جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها (‬ ‫أي أنه أجبر القلوب شقيها وسعيدها على ما فطرها عليه من معرفته ،‬ ‫وقد تطلق كلمة الجبار على العبد مدحا له وذلك هو العبد المحبوب ل ،‬ ‫الذي يكون جبارا على نفسه ..جبارا على الشيطان .. محترسا من العصيان‬ ‫والجبار هو المتكبر ، والتكبر في حق ال وصف محمود ، وفى حق العباد وصف مذموم‬
  • 11. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫المتكبر‬ ‫المتكبر ذو الكبرياء ، هو كمال الذات وكمال الوجود ، والكبرياء والعظمة بمعنى واحد ،‬ ‫فل كبرياء لسواه ، وهو المتفرد بالعظمة والكبرياء ، المتعالي عن صفات الخلق ،‬ ‫الذي تكبر عما يوجب نقصا أو حاجة ، أو المتعالي عن صفات المخلوقات بصفاته وذاته‬ ‫كل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره‬ ‫حيث يرى نفسه أفضل الخلق مع أن الناس في الحقوق سواء ، كانت رؤيته كاذبة وباطلة ، إل ل تعالى‬
  • 12. ‫الخالق‬ ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الخلق في اللغة بمعنى النشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلح .‬ ‫والخالق في صفات ال تعالى هو الموجد للشياء ، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق ،‬ ‫وهو الذي قدر الشياء وهى في طوايا ا لعدم ، وكملها بمحض الجود والكرم ، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته .‬ ‫وال الخالق من حيث التقدير أول ، والبارىء لليجاد وفق التقدير ، والمصور لترتيب الصور بعد اليجاد ،‬ ‫ومثال ذلك النسان ..‬ ‫فهو أول يقدر ما منه موجود ..فيقيم الجسد ..ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التي تجعله إنسانا عاقل‬
  • 13. ‫ا‬ ‫ام‬ ‫لءسأ‬ ‫س‬ ‫ىنحلا‬ ‫البارئ‬ ‫تقول اللغة البارىء من البرء ، وهو رخلوص الشيء من غيره ، مثل أبرأه ال من مرضه .‬ ‫البارىء في أسماء ال تعالى هو الذي رخلق الخلق ل عن مثال ، والبرء أرخص من الخلق ،‬ ‫فخلق ال السموات والرض ، وبرأ ال النسمة ، كبرأ ال آدم من طين‬ ‫البارىء الذي يبرىء جوهر المخلوقات من الفات ،‬ ‫وهو موجود الشياء بريئة من التفاوت وعدم التناسق ،‬ ‫وهو معطى كل مخلوق صفته التي علمها له في الزل ،‬ ‫وبعض العلماء يقول إن اسم البارىء يدعى به للسلمة من الفات ومن أكثر من ذكره نال السلمة من المكروه‬
  • 14. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫المصور‬ ‫تقول اللغة التصوير هو جعل الشيء على صورة ، والصورة هي الشكل والهيئة المصور‬ ‫من أسماء ال الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ،‬ ‫ومعطى كل مخلوق صورته على ما اقتضت حكمته الزلية ، وكذلك صور ال الناس في الرحام أطوارا ،‬ ‫وتشكيل بعد تشكيل ، ،‬ ‫وكما قال ال تعالى ) ولقد رخلقنا النسان من سللة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ،‬ ‫ثم رخلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه رخلقا آرخر‬ ‫فتبارك ال أحسن الخالقين ( ،‬ ‫وكما يظهر حسن التصوير في البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل في باب الرخلق ،‬ ‫ولم يمن ال تعالى على رسوله صلى ال عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال ) وإنك لعلى رخلق عظيم ( ،‬ ‫وكما تتعدد صور البدان تتعدد صور الرخلق والطباع‬
  • 15. ‫ن‬ ‫س ا‬ ‫ىحلا ءم‬ ‫لاسأ‬ ‫الغفار‬ ‫في اللغة العفر والغفران : الستر ، وكل شيء سترته فقد غفرته ،‬ ‫والغفار من أسماء ال الحسنى هي ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمنه ، ل بتوبة العباد وطاعتهم ،‬ ‫وهو الذي أسبل الستر على الذنوب في الدنيا وتجاوز عن عقوبتها في الرخرة ، وهو الغافر والغفور والغفار ،‬ ‫والغفور أبلغ من الغافر ، والغفار أبلغ من الغفور ،‬ ‫وأن أول ستر ال على العبد أم جعل مقابح بدنه مستورة في باطنه ،‬ ‫وجعل رخواطره وإرادته القبيحة في أعماق قلبه وأل مقته الناس ، فستر ال عوراته .‬ ‫وينبغي للعبد التأدب بأدب السم العظيم فيستر عيوب إرخوانه ويغفو عنهم ،‬ ‫ومن الحديث من لزم الستغفار جعل ال له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث ل يحتسب‬
  • 16. ‫ء‬ ‫ىال‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫سأ‬ ‫م‬ ‫لا‬ ‫القهار‬ ‫القهر في اللغة هو الغلبة والتذليل معا ،‬ ‫وهو الستيلء على الشيء في الظاهر والباطن ..‬ ‫والقاهر والقهار من صفات ال تعالى وأسمائه ،‬ ‫والقهار مبالغة في القاهر‬ ‫فال هو الذي يقهر رخلقه بسلطانه وقدرته ،‬ ‫هو الغالب جميع رخلقه رضوا أم كرهوا ،‬ ‫قهر النسان على النوم‬ ‫وإذا أراد المؤمن التخلق بخلق القهار‬ ‫فعليه أن يقهر نفسه‬ ‫حتى تطيع أوامر ربها و يقهر الشيطان و الشهوة و الغضب .‬
  • 17. ‫ىن‬ ‫س ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الوهاب‬ ‫الهبة أن تجعل ملكك لغيرك دون عوض ، ولها ركنان أحدهما التمليك ، والرخر بغير عوض ،‬ ‫والواهب هو المعطى ، والوهاب مبالغة من الوهب ، والوهاب والواهب من أسماء ال الحسنى ،‬ ‫يعطى الحاجة بدون سؤال ، ويبدأ بالعطية ، وال كثير النعم‬
  • 18. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الرزاق‬ ‫الرزاق من الرزق ، وهو معطى الرزق ، ول تقال إل ل تعالى .‬ ‫والرزاق نوعان، ظاهرة للبدان كالكل ، و باطنة للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم ،‬ ‫وال إذا أراد بعبده رخيرا رزقه علما هاديا ، ويدا منفقة متصدقة ، وإذا أحب عبدا أكثر حوائج الخلق إليه ،‬ ‫وإذا جعله واسطة بينه وبين عباده في وصول الرزاق إليهم نال حظا من اسم الرزاق‬ ‫قال النبي صلى ال عليه وسلم ) ما أحد أصبر على أذى سمعه ..من ال ،يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم ( ،‬ ‫عّ‬ ‫وأن من أسباب سعة الرزق المحافظة على الصلة والصبر عليها‬
  • 19. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫حلا ا ا‬ ‫لءم‬ ‫سأ‬ ‫الفتاح‬ ‫الفتح ضد الغلق ، وهو أيضا النصر ، والستفتاح هو الستنصار ،‬ ‫والفتاح مبالغة في الفتح وكلها من أسماء ال تعالى ،‬ ‫الفتاح هو الذي بعنايته ينفتح كل مغلق ، وبهدايته ينكشف كل مشكل ، فتارة يفتح الممالك لنبيائه ،‬ ‫وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم البواب إلى ملكوت سمائها ،‬ ‫ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق ، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب الرزق للعباد‬
  • 20. ‫ىن‬ ‫س لا‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬ ‫العليم‬ ‫العليم لفظ مشتق من العلم ، وهو أدراك الشيء بحقيقته ، وسبحانه العليم هو المبالغ في العلم ،‬ ‫فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها ، سابق على وجودها ، ل تخفى عليه رخافية ، ظاهرة وباطنه ، دقيقة وجليلة ،‬ ‫أوله وآرخره ، عنده علم الغيب وعلم الساعة ، يعلم ما في الرحام ، ويعلم ما تكسب كل نفس ، ويعلم بأي أرض تموت .‬ ‫والعبد إذا أراد ال له الخير وهبه هبة العلم ، والعلم له طغيان أشد من طغيان المال ويلزم النسان إل يغتر بعلمه ،‬
  • 21. ‫ىن‬ ‫سح لا‬ ‫ل‬ ‫ام‬ ‫ءاس‬ ‫أ‬ ‫القابض‬ ‫القبض هو الذخذ ، وجمع الكف على شيء ، و قبضه ضد بسطه،‬ ‫ال القابض معناه الذي يقبض النفوس بقهره والزرواح بعدله ، والزرزاق بحكمته ، والقلوب بتخويفها من جلله .‬ ‫والقبض نعمة من ال تعالى على عباده ، فإذا قبض الزرزاق عن إنسان توجه بكليته ل يستعطفه ،‬ ‫وإذا قبض القلوب فرت داعية في تفريج ما عندها ، فهو القابض الباسط‬ ‫وهناك أنواع من القبض الول : القبض في الرزق ، والثاني : القبض في السحاب‬ ‫كما قال تعالى ) ال الذي يرسل السحاب فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من ذخلله‬ ‫فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ( ،‬ ‫الثالث : في الظلل والنوازر وال يقول ) ألم ترى إلى زربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليل‬ ‫ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ( ،‬ ‫الرابع : قبض الزرواح ،‬ ‫الخامس : قبض الزرض قال تعالى ) وما قدزروا ال حق قدزره والزرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات‬ ‫بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ( ،‬ ‫السادس قبض الصدقات ،‬ ‫السابع: قبض القلوب‬
  • 22. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫حلا ا ا‬ ‫لءم‬ ‫سأ‬ ‫الباسط‬ ‫معناه الموسع للرزاق لمن شاء من عباده ،‬ ‫وأيضا هو مبسط النفوس بالسرور والفرح ،‬ ‫وقيل : الباسط الذي يبسط الرزق للضعفاء ،‬ ‫ويبسط الرزق للغنياء حتى ل يبقى فاقة ،‬ ‫ويقبضه عن الفقراء حتى ل تبقى طاقة .‬ ‫يذكر اسم القابض والباسط معا ،‬ ‫ل يوصف ال بالقبض دون البسط ،‬ ‫يعنى ل يوصف بالحرمان دون العطاء ،‬ ‫ول بالعطاء دون الحرمان‬
  • 23. ‫ألالى‬ ‫ءاحن‬ ‫ما س‬ ‫س‬ ‫الخافض‬ ‫الخفض ضد الرفع ، وهو النكسار واللين ،‬ ‫ال الخافض الذي يخفض بالذلل أقواما ويخفض الباطل ،‬ ‫والمذل لمن غضب عليه ، ومسقط الدرجات لمن استحق‬ ‫وعلى المؤمن أن يخفض عنده إبليس وأهل المعاصي ،‬ ‫وأن يخفض جناح الذل من الرحمة لوالديه والمؤمنين‬
  • 24. ‫ى‬ ‫ن لا‬ ‫سحل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬ ‫الرافع‬ ‫الرافع سبحانه هو الذي يرفع أوليائه بالنصر ، ويرفع الصالحين بالتقرب ، ويرفع الحق ، ويرفع المؤمنين بالسعاد‬ ‫والرفع يقال تارة في الجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها ،‬ ‫كقوله تعالى ) الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ( ،‬ ‫وتارة في البناء إذا طولته‬ ‫كقوله تعالى ) وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل )،‬ ‫وتارة في الذكر كقوله تعالى ) ورفعنا لك ذكرا ( ،‬ ‫وتارة في المنزلة إذا شرفتها كقوله تعالى ) ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات)‬
  • 25. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫المعز‬ ‫المعز هو الذي يهب العز لمن يشاء ، ال العزيز لهنه الغالب القوى الذي ل يغلب ،‬ ‫وهو الذي يعز الهنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الولياء بالحفظ والوجاهة ، ويعز المطيع ولو كان فقيرا ،‬ ‫ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا وقد اقترن اسم العزيز باسم الحكيم ..والقوى..وذي الهنتقام ..والرحيم ..والوهاب..‬ ‫والغفار الغفور..والحميد..والعليم..والمقتدر..والجبار .‬ ‫وقد ربط ال العز بالطاعة، فهي طاعة وهنور وكشف حجاب ، وربط سبحاهنه الذل بالمعصية ،‬ ‫فهي معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين ال سبحاهنه، واللصل في إعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة ،‬ ‫والبعد عن الطمع‬
  • 26. ‫ىن‬ ‫س لا‬ ‫حل ا‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ءس أ‬ ‫المذل‬ ‫الذل ما كان عن قهر ، والدابة الذلول هي المنقادة غير متصعبة ، والمذل هو الذي يلحق الذل بمن يشاء من عباده ،‬ ‫إن من مد عينه إلى الخلق حتى أحتاج إليهم ، وسلط عليه الحرص حتى ل يقنع بالكفاية ،‬ ‫واستدرجه بمكره حتى اغتر بنفسه ، فقد أذله وسلبه ، وذلك لصنع ال تعالى ، يعز من يشاء ويذل من يشاء‬ ‫وال يذل الهنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالحتياج إلى سواه ،‬ ‫ما أعز ال عبد بمثل ما يذله على ذل هنفسه ، وما أذل ال عبدا بمثل ما يشغله بعز هنفسه ،‬ ‫وقال تعالى ول العزة ولرسوله وللمؤمنين‬
  • 27. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫السميع‬ ‫ال هو السميع ، أي المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة ، هو السميع لنداء المضطرين ،‬ ‫وحمد الحامدين ، وخطرات القلوب وهواجس النفوس ،و مناجاة الضمائر ، ويسمع كل هنجوى ،‬ ‫ول يخفى عليه شيء في الرض أو في السماء ، ل يشغله هنداء عن هنداء، ول يمنعه دعاء عن دعاء‬ ‫وقد يكون السمع بمعنى القبول كقول النبي عليه الصلة والسلم :) اللهم إهني أعوذ بك من قول ل يسمع ( ،‬ ‫أو يكون بمعنى الدراك كقوله تعالى ) قد سمع ال قول التي تجادلك في زوجها ( .‬ ‫أو بمعنى فهم وعقل مثل قوله تعالى ) ل تقولوا راعنا قولوا هنظرهنا واسمعوا ( ،‬ ‫أو بمعنى الهنقياد كقوله تعالى ) سماعون للكذب(‬ ‫وينبغي للعبد أن يعلم أن ال لم يخلق له السمع إل ليسمع كلم ال الذي أهنزله على هنبيه فيستفيد به الهداية ،‬ ‫إن العبد إذا تقرب إلى ربه بالنوافل أحبه ال فأفاض على سمعه هنورا تنفذ به بصيرته إلى ما وراء المادة‬
  • 28. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫البصير‬ ‫البصر هو العين ، أو حاسة الرؤية ، والبصيرة عقيدة القلب ، والبصير هو ال تعالى ،‬ ‫يبصر خائنة العين وما تخفى الصدور ، الذي يشاهد الشياء كلها ، ظاهرها وخافيها ،‬ ‫البصير لجميع الموجدات دون حاسة أو آلة‬ ‫وعلى العبد أن يعلم أن ال خلق له البصر لينظر به إلى اليات وعجائب الملكوت ويعلم أن ال يراه ويسمعه‬ ‫وقال رسول ال لصلى ال عليه وسلم : ) الحسان أن تعبد ال كأهنك تراه ، فإن لم تره فإهنه يراك ( ،‬
  • 29. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الحكم‬ ‫الحكم لغويا بمعنى المنع ، والحكم اسم من السماء ال الحسنى ، هو لصاحب الفصل بين الحق والباطل ، والبار والفاجر ،‬ ‫والمجازى كل هنفس بما عملت ، والذي يفصل بين مخلوقاته بما شاء ، المميز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب .‬ ‫وال الحكم ل راد لقضائه ، ول راد لقضائه ، ول معقب لحكمه ، ل يقع في وعده ريب ، ول في فعله غيب ،‬ ‫وقال تعالى : واتبع ما يوحى إليك والصبر حتى يحكم ال وهو خير الحاكمين‬ ‫قال الرسول عليه الصلة والسلم : ) من عرف سر ال في القدر هاهنت عليه المصائب ( ،‬ ‫وحظ العبد من هذا السم الشريف أن تكون حاكما على غضبك فل تغضب على من أساء إليك ،‬ ‫وأن تحكم على شهوتك إل ما يسره ال لك ، ول تحزن على ما تعسر ، وتجعل العقل تحت سلطان الشرع ،‬ ‫ول تحكم حكما حتى تأخذ الذن من ال تعالى الحكم العدل‬
  • 30. ‫ىن‬ ‫سح لا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫اءم‬ ‫سأ‬ ‫العدل‬ ‫العدل من أسماء ال الحسنى ، هو المعتدل ، يضع كل شيء موضعه ،‬ ‫لينظر النسان إلى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة، هي: العظم.. اللحم .. الجلد ..، وجعل العظم عمادا..‬ ‫واللحم صوانا له .. والجلد صوانا للحم ، فلو عكس الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام ،‬ ‫قال تعالى ) بالعدل قامت السموات والضرض ( ،‬ ‫هو العدل الذي يعطى كل ذي حق حقه ، ل يصدضر عنه إل العدل ، فهو المنزه عن الظلم والجوضر في أحكامه وأفعاله ،‬ ‫وقال تعالى ) وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ( ،‬ ‫وحظ العبد من اسم العدل أن يكون وسطا بين طرفي الفراط والتفريط ،‬ ‫ففي غالب الحال يحترز عن التهوضر الذي هو الفراط ، والجبن الذي هو التفريط ، ويبقى على الوسط الذي هو الشجاعة ،‬ ‫وقال تعالى ) وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس (‬
  • 31. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫اللطيف‬ ‫اللطيف في اللغة لها ثل ث معاهني الول : أن يكون عالما بدقائق المور ، الثاهني : هو الشيء الصغير الدقيق ،‬ ‫الثالث : أطيف إذا رفق به وأولصل إليه منافعه التي ل يقدر على الولصول إليها بنفسه‬ ‫واللطيف بالمعنى الثاهني في حق ال مستحيل ، وقوله تعالى ) ال لطيف بعباده ) يحتمل المعنيين الول والثالث ،‬ ‫وإن حملت الية على لصفة ذات ال كاهنت تخويفا لهنه العالم بخفايا المخالفات بمعنى‬ ‫قوله تعالى ) يعلم خائنة العين وما تخفى الصدور )‬ ‫وال هو اللطيف الذي اجتمع له الرفق في العقل ، والعلم بدقائق المور وإيصالها لمن قدرها له من خلقه ،‬ ‫في القرآن في أغلب الحيان يقترن اسم اللطيف باسم الخبير فهما يتلقيان في المعنى‬
  • 32. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫حلا ا‬ ‫لء‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫سأ‬ ‫الخبير‬ ‫ال هو الخبير ، الذي ل يخفى عليه شيء في الرض ول في السماء ، ول تتحرك حركة إل يعلم مستقرها ومستودعها .‬ ‫والفرق بين العليم والخبير ، أن الخبير يفيد العلم ، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمي خبيرا .‬ ‫ومن علم أن ال خبير بأحواله كان محترزا في أقواله وأفعاله واثقا أن ما قسم له يدركه ،‬ ‫وما لم يقسم له ل يدركه فيرى جميع الحواد ث من ال فتهون عليه المور ،‬ ‫ويكتفي باستحضار حاجته في قلبه من غير أن ينطق لساهنه‬
  • 33. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الحليم‬ ‫الحليم لغويا : الهناة والتعقل ، والحليم هو الذي ل يسارع بالعقوبة ، بل يتجاوز الزلت ويعفو عن السيئات ،‬ ‫الحليم من أسماء ال الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم ، وقد يتجاوز عنهم ،‬ ‫وقد يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى ) ولو يؤاخذ ال الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ( .‬ ‫وقال تعالى عن سيدهنا إبراهيم ( إن إبراهيم لحليم آواه منيب ( ، وعن إسماعيل ) فبشرهناه بغلم حليم ( .‬ ‫وروى أن إبراهيم عليه السلم رأى رجل مشتغل بمعصية فقال ) اللهم أهلكه ( فهلك ،‬ ‫ثم رأى ثاهنيا وثالثا فدعا فهلكوا ، فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه‬ ‫فأوحى ال إليه : قف يا إبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إل القليل ، ولكن إذا عصى أمهلناه ، فإن تاب قبلناه ،‬ ‫وإن ألصر أخرهنا العقاب عنه ، لعلمنا أهنه ل يخرج عن ملكنا‬
  • 34. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫العظيم‬ ‫العظيم لغويا بمعنى الضخامة والعز والمجد والكبرياء ، وال العظيم أعظم من كل عظيم‬ ‫لن العقول ل يصل إلى كنه لصمديته ، والبصار ل تحيط بسرادقات عزته ، وكل ما سوى ال فهو حقير‬ ‫بل كالعدم المحض ، وقال تعالى ) فسبح باسم ربك العظيم (‬ ‫وقد كان النبي لصلى ال عليه وسلم يدعو عند الكرب : ) ل إله إل ال العظيم ، ل إله إل ال رب العرش العظيم ،‬ ‫ل إله إل ال رب السماوات ورب العرش العظيم ( .‬ ‫قال تعالى (: ذلك ومن يعظم شعائر ال فإهنها من تقوى القلوب (‬ ‫وحظ العبد من هذا السم أن من يعظم حرمات ال ويحترم شعائر الدين ،‬ ‫ويوقر كل ما هنسب إلى ال فهو عظيم عند ال وعند عباده‬
  • 35. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الغفور‬ ‫الغفور من الغفر وهو الستر ، وال هو الغفور يغفر فضل وإحساهنا منه ،‬ ‫هو الذي إن تكررت منك الساءة وأقبلت عليه فهو غفارك وساترك ، لتطمئن قلوب العصاة ، وتسكن هنفوس المجرمين ،‬ ‫ول يقنط مجرم من روح ال فهو غافر الذهنب وقابل التوبة‬ ‫والغفور .. هو من يغفر الذهنوب العظام ، والغفار .. هو من يغفر الذهنوب الكثيرة .‬ ‫وعلم النبي لصلى ال عليه وسلم أبو بكر الصديق الدعاء التي :‬ ‫اللهم إهني ظلمت هنفسي ظلما كثيرا ، ول يغفر الذهنوب إل أهنت ، فأغفر لي مغفرة من عندك ،‬ ‫وارحمني إهنك أهنت الغفور الرحيم‬
  • 36. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الشكور‬ ‫الشكر في اللغة هي الزيادة ، يقال شكر في الرض إذا كثر النبات فيها ، والشكور هو كثير الشكر ،‬ ‫وال الشكور الذي ينمو عنده القليل من أعمال العبد فيضاعف له الجزاء ، وشكره لعبده هي مغفرته له ،‬ ‫يجازى على يسير الطاعات بكثير الخيرات ، ومن دلئل قبول الشكر من العبد الزيادة في النعمة ،‬ ‫وقال تعالى ) لئن شكرتم لزيدهنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ( ،‬ ‫والشكر من ال معناه أهنه تعالى قادرا على إثابة المحسنين وهو ل يضيع أجر من أحسن عمل‬
  • 37. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫العـلي‬ ‫العلو هو ارتفاع المنزلة ، والعلى من أسماء التنزيه ، فل تدرك ذاته ول تتصور لصفاته أو إدراك كماله ،‬ ‫والفرق بين العلى .. والمتعالي أن العلى هو ليس فوقه شيء في المرتبة أو الحكم ،‬ ‫والمتعالي هو الذي جل عن إفك المفترين ، وال سبحاهنه هو الكامل على الطلق فكان أعلى من الكل‬ ‫وحظ العبد من السم هو أل يتصور أن له علوا مطلقا ،‬ ‫حيث أن أعلى درجات العلو هي للهنبياء ، والملئكة ،‬ ‫وعلى العبد أن يتذلل بين يدي ال تعالى فيرفع شأهنه ويتعالى عن لصغائر المور‬
  • 38. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الكبير‬ ‫الكبير هو العظيم ، وال تعالى هو الكبير في كل شيء على الطلق وهو الذي مبرأ وعل في ذاته‬ ‫و لصفاته وأفعاله عن مشابهة مخلوقاته ، وهو لصاحب كمال الذات الذي يرجع إلى شيئين‬ ‫الول : دوامه أزل وأبدا ، والثاهني :أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود ،‬ ‫وجاء اسم الكبير في القرآن خمسة مرات .أربع منهم جاء مقترهنا باسم )العلى ( .‬ ‫والكبير من العباد هو التقى المرشد للخلق ، الصالح ليكون قدوة للناس ،‬
  • 39. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الحفيظ‬ ‫الحفيظ في اللغة هي لصون الشيء من الزوال ، وال تعالى حفيظ للشياء بمعنى‬ ‫أول :أهنه يعلم جملها وتفصيلها علما ل يتبدل بالزوال ، وثاهنيا :هو حراسة ذات الشيء وجميع لصفاته وكمالته عن العدم‬ ‫وقال رسول ال لصلى ال عليه وسلم ) إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي ، ليزال عليك ال حارس ( ،‬ ‫وحظ العبد من السم أن يحافظ على جوارحه من المعالصي ، وعلى قلبه من الخطرات وأن يتوسط المور‬ ‫كالكرم بين السراف والبخل‬
  • 40. ‫ىس لا‬ ‫نحل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬ ‫المقيت‬ ‫القوت لغويا هو ما يمسك الرمق من الرزق ، وال المقيت بمعنى هو خالق القوات ومولصلها للبدان‬ ‫وهى:الطعمة والى القلوب وهى :المعرفة ، وبذلك يتطابق مع اسم الرزاق‬ ‫ويزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول عن الشيء بالقدرة والعلم ،‬ ‫ويقال أن ال سبحاهنه وتعالى جعل أقوات عباده مختلفة فمنهم من جعل قوته الطعمة والشربة وهم:الدميون والحيواهنات ،‬ ‫ومنهم من جعل قوته الطاعة والتسبيح وهم:الملئكة ، ومنهم من جعل قوته المعاهني والمعارف والعقل وهم الرواح‬ ‫وحظ العبد من السم أل تطلب حوائجك كلها إل من ال تعالى لن خزائن الرزاق بيده ،‬ ‫ويقول ال لموسى في حديثه القدسي : يا موسى اسألني في كل شيء حتى شراك هنعلك وملح طعامك‬
  • 41. ‫ى‬ ‫ن لا‬ ‫سحل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬ ‫الحسيب‬ ‫الحسيب في اللغة هو المكافىء والكتفاء .والمحاسب والشريف الذي له لصفات الكمال ،‬ ‫وال الحسيب بمعنى الذي يحاسب عباده على أعمالهم ،‬ ‫والذي منه كفاية العباده وعليه العتماد ، وهو الشرف الذي له لصفات الكمال والجلل والجمال .‬ ‫ومن كان له ال حسيبا كفاه ال ، ومن عرف أن ال تعالى يحاسبه فإن هنفسه تحاسبه قبل أن يحاسب‬
  • 42. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الجليل‬ ‫الجليل هو ال ، بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم والقدرة والعزة والنزاهة ،‬ ‫إن لصفات الحق أقسام لصفات جلل : وهى العظمة والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع إلى الجليل ،‬ ‫ولصفات جمال : وهى اللطف والكرم والحنان والعفو والحسان وكلها ترجع إلى الجميل ،‬ ‫ولصفات كمال : وهى الولصاف التي ل تصل إليها العقول والرواح مثل القدوس ،‬ ‫ولصفات ظاهرها جمال وباطنها جلل مثل المعطى ، ولصفات ظاهرها جلل وباطنها جمال مثل الضار ،‬ ‫والجليل من العباد هو من حسنت لصفاته الباطنة أما جمال الظاهر فأقل قدرا‬
  • 43. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الكريم‬ ‫الكريم في اللغة هو الشيء الحسن النفيس ، وهو أيضا السخي التفاح ،‬ ‫والفرق بين الكريم والسخي أن الكريم هو كثير الحسان بدون طلب ، والسخي هو المعطى عند السؤال ،‬ ‫وال سمي الكريم وليس السخي فهو الذي ل يحوجك إلى سؤال ، ول يبالى من أعطى ،‬ ‫وقيل هو الذي يعطى ما يشاء لمن يشاء وكيف يشاء بغير سؤال ، ويعفو عن السيئات ويخفى العيوب‬ ‫ويكافىء بالثواب الجزيل العمل القليل‬ ‫وكرم ال واسع حيث قال رسول ال لصلى ال عليه وسلم ) إهني لعلم آخر أهل الجنة دخول الجنة ،‬ ‫وآخر أهل النار خروجا منها ، رجل يؤتى فيقال اعرضوا عليه لصغار ذهنوبه ، فيقال عملت يوم كذا ..كذا وكذا ،‬ ‫وعملت يوم كذا..كذا وكذا فيقول هنعم ل يستطيع أن ينكر ،وهو مشفق من كبار ذهنوبه أن تعرض عليه ،‬ ‫فيقال له :فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول : رب قد عملت أشياء ما أراها هنا (‬ ‫وضحك الرسول لصلى ال عليه وسلم حتى بدت هنواجذه‬
  • 44. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الرقيب‬ ‫الرقيب في اللغة هو المنتظر والرالصد، والرقيب هو ال الحافظ الذي ل يغيب عنه شيء ،‬ ‫ويقال للملك الذي يكتب أعمال العباد ) رقيب ( ، وقال تعالى ) ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد ( ،‬ ‫ال الرقيب الذي يرى أحوال العباد ويعلم أقوالهم ، ويحصى أعمالهم ، يحيط بمكنوهنات سرائرهم ،‬ ‫والحديث النبوي يقول ) الحسان أن تعبد ال كأهنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإهنه يراك (،‬ ‫وحظ العبد من السم أن يراقب هنفسه وحسه ، وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة‬
  • 45. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫المجيب‬ ‫المجيب في اللغة لها معنيان ، الول الجابة ، والثاهني أعطاء السائل مطلوبة ،‬ ‫وفى حق ال تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين بالستجابة ، وضرورة المضطرين بالكفاية ، المنعم قبل النداء ،‬ ‫ربما ضيق الحال على العباد ابتلء رفعا لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم في السراء والضراء ،‬ ‫والرسول عليه الصلة والسلم قال : ) أدع ال وأهنتم موقنون من الجابة(‬ ‫وقد ورد أن اثنين سئل ال حاجة وكان ال يحب أحدهما ويكره الخر فأوحى ال لملئكته أن يقضى حاجة البغيض مسرعا‬ ‫حتى يكف عن الدعاء ، لن ال يبغض سماع لصوته ، وتوقف عن حاجة فلن لهني أحب أن أسمع لصوته‬
  • 46. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الواسع‬ ‫الواسع مشتق من السعة ، تضاف مرة إلى العلم إذا اتسع ، وتضاف مرة أخرى إلى الحسان وبسط النعم ،‬ ‫الواسع المطلق هو ال تبارك وتعالى إذا هنظرهنا إلى علمه فل ساحل لبحر معلوماته ،‬ ‫وإذا هنظرهنا إلى إحساهنه وهنعمه فل هنهاية لمقدوراته ،‬ ‫وفى القرآن الكريم اقترن اسم الواسع بصفة العليم ،‬ ‫وهنعمة ال الواسعة هنوعان : هنعمة هنفع وهى التي هنراها من هنعمته علينا ،‬ ‫وهنعمة دفع وهى ما دفعه ال عنا من أهنواع البلء ، وهى هنعمة مجهولة وهى أتم من هنعمة النفع ،‬ ‫وحظ العبد من السم أن يتسع خلقك ورحمتك عباد ال في جميع الحوال‬
  • 47. ‫ىن‬ ‫سح لا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس‬ ‫أ‬ ‫الحكيم‬ ‫الحكيم لصيغة تعظيم لصاحب الحكمة ،‬ ‫والحكيم في حق ال تعالى بمعنى العليم بالشياء وإيجادها على غاية الحكام والتقان‬ ‫والكمال الذي يضع الشياء في مواضعها، ويعلم خوالصها ومنافعها ، الخبير بحقائق المور‬ ‫ومعرفة أفضل المعلومات بأفضل العلوم ،‬ ‫والحكمة في حق العباد هي الصواب في القول والعمل بقدر طاقة البشر‬
  • 48. ‫ىن‬ ‫س لا‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫اءس‬ ‫مأ‬ ‫الودود‬ ‫الود .. والوداد بمعنى الحب والصداقة ، وال تعالى ودود..أي يحب عباده ويحبوهنه ،‬ ‫والودود بثل ث معان الول : أن ال موجود في قلوب أوليائه ، الثاهني : بمعنى الواد وبهذا يكون قريب من الرحمة ،‬ ‫ ّ‬ ‫والفرق بينهما أن الرحمة تستدعى مرحوم محتاج ضعيف ، الثالث: أن يحب ال أوليائه ويرضى عنهم .‬ ‫وحظ العبد من السم أن يحب الخير لجميع الخلق ، فيحب للعالصي التوبة وللصالح الثبات ،‬ ‫ويكون ودودا لعباد ال فيعفو عمن أساء إليه ويكون لين الجاهنب لجميع الناس وخالصة أهله وعشيرته‬ ‫وكما حد ث لسيدهنا رسول ال لصلى ال عليه وسلم حين كسرت رباغيته وأدمى وجهه‬ ‫فقال ) اللهم اهد قومي فإهنهم ل يعلمون )فلم يمنعه سوء لصنيعهم عن أرادته الخير لهم‬
  • 49. ‫ىن‬ ‫سحلا‬ ‫ل ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬ ‫المجيد‬ ‫اللغة تقول أن المجد هو الشرف والمروءة والسخاء ، وال المجيد يدل على كثرة إحسانه وأفضاله ،‬ ‫الشريف ذاته ، الجميل أفعاله ، الجزيل عطاؤه ، البالغ المنتهى في الكرم ،‬ ‫وقال تعالى ) ق والقرآن المجيد ( أي الشريف والمجيد لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم والمكارم والمقاصد العليا ،‬ ‫واسم المجيد واسم الماجد بمعنى واحد فهو تأكيد لمعنى الغنى ،‬ ‫وحظ العبد من السم أن يكون كريما في جميع الحوال مع ملمزمة البدب .‬
  • 50. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الباعث‬ ‫الباعث في اللغة هو إثارة أو أرسله أو النهاض ،‬ ‫والباعث في حق ال تعالى لها عدة معان‬ ‫الول : أنه باعث الخلق يوم القيامة ،‬ ‫الثاني : أنه باعث الرسل إلى الخلق ،‬ ‫الثالث: أنه يبعث عبابده على الفعال المخصوصة بخلقه للرابدة والدواعي في قلوبهم ،‬ ‫الرابع : أنه يبعث عبابده عند العجز بالمعونة والاغاثة‬ ‫وحظ العبد من السم أن يبعث نفسه كما يريد موله فعل وقول فيحملها على ما يقربها من ال تعالى‬
  • 51. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الشهيد‬ ‫شهد في اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم ،‬ ‫و الشهيد اسم من أسماء ال تعالى بمعنى الذي ل يغيب عنه شيء في ملكه في المور الظاهرة المشاهدة ،‬ ‫إذا اعتبر العلم مطلقا فال هو العليم ، وإذا أضيف إلى المور الباطنة فهو الخبير ،‬ ‫وإذا أضيف إلى المور الظاهرة فهو الشهيد ،‬ ‫والشهيد في حق العبد هي صفة لمن باع نفسه لربه ، فالرسول صلى ال عليه وسلم شهيد ، ومن مات في سبيل ال شهيد‬ ‫اللهم امنحنا الشهابدة في سبيل جهابد النفس والهوى فهو الجهابد الكبر ،‬ ‫واقتل أنفسنا بسيف المحبة حتى نرضى بالقدر ، واجعلنا شهداء لنوارك في سائر اللحظات‬
  • 52. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الحـق‬ ‫الحق هو ال ، هو الموجوبد حقيقة ، موجوبد على وجه ل يقبل العدم ول يتغير ، والكل منه واليه ،‬ ‫فالعبد إن كان موجوبدا فهو موجوبد بال ، ل بذات العبد ، فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بل هو حق بال ،‬ ‫وهو بذاته باطل لول إيجابد ال له ، ول وجوبد للوجوبد إل به ، وكل شيء هالك إل وجه ال الكريم ،‬ ‫ال الثابت الذي ل يزول ، المتحقق وجوبده أمزل ًوأبدا‬ ‫وتطلق كلمة الحق أيضا على القرآن ..والعدل ..والسلم .. والصدق ،‬ ‫ووصف الحق ل يتحلى به أحد من الخلق إل على سبيل الصفة المؤقتة ،‬ ‫وسيزول كل ملك ظاهر وباطن بزوال الدنيا ويبقى ملك المولى الحق‬
  • 53. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الوكيل‬ ‫تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول إليه أمور ومصالح اغيره ،‬ ‫الحق من أسماء ال تعالى تفيض بالنوار ،‬ ‫فهو الكافي لكل من توكل عليه ،‬ ‫القائم بشئون عبابده ،‬ ‫فمن توكل عليه توله وكفاه ،‬ ‫ومن استغنى به أاغناه وأرضاه .‬ ‫والدين كله على أمرين ،‬ ‫أن يكون العبد على الحق في قوله وعمله ونيته ،‬ ‫وأن يكون متوكل على ال واثقا به ،‬ ‫فالدين كله في هذين المقامين ،‬ ‫فالعبد آفته إما بسبب عدم الهداية‬ ‫وإما من عدم التوكل ،‬ ‫فإذا جمع الهداية إلى التوكل فقد جمع اليمان كله‬
  • 54. ‫سل‬ ‫ح‬ ‫ى‬ ‫سأ‬ ‫م‬ ‫لا‬ ‫ء‬ ‫نا‬ ‫القوي‬ ‫المتين‬ ‫هذان السمان بينهما مشاركة في أصل المعنى ، القوة تدل على القدرة التامة ،‬ ‫والمتانة تدل على شدة القوة وال القوى صاحب القدرة التامة البالغة الكمال ،‬ ‫وال المتين شديد القوة والقدرة وال متم قدره وبالغ أمره واللئق بالنسان أن ل يغتر بقوته ،‬ ‫لنه ل حول ول قوة إل بال ، هو ذو القوة أي صاحبها وواهبها ،‬ ‫وهذا ل يتعارض مع حق ال أن يكون عبابده أقوياء بالحبق وفي الحق وبالحق‬
  • 55. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الولـي‬ ‫الولي في اللغة هو الحليف والقيم بالمر ، والقريب و الناصر والمحب ،‬ ‫والولي أول : بمعنى المتولي للمر كولي اليتيم ، وثانيا : بمعنى الناصر ،‬ ‫والناصر للخلق في الحقيقة هو ال تبارك وتعالى ،‬ ‫ثالثا : بمعنى المحب وقال تعالى ) ال ولى الذين آمنوا ( أي يحبهم ،‬ ‫رابعا : بمعنى الوالي أي المجالس ، وموالة ال للعبد محبته له ، وال هو المتولي أمر عبابده بالحفظ والتدبير ،‬ ‫ينصر أولياءه ، ويقهر أعدائه ، يتخذه المؤمن وليا فيتوله بعنايته ، ويحفظه برعايته ، ويختصه برحمته‬ ‫وحظ العبد من اسم الولي أن يجتهد في تحقيق الولية من جانبه ، وذلك ل يتم إل بالعراض عن اغير ال تعالى ،‬ ‫والقبال كلية على نور الحق سبحانه وتعالى‬
  • 56. ‫الحميد‬ ‫الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء ،‬ ‫وال تعالى هو الحميد ،بحمده نفسه أمزل ،‬ ‫وبحمده عبابده له أبدا ،‬ ‫الذي يوفقك بالخيرات ويحمدك عليها ،‬ ‫ويمحو عنك السيئات ، ول يخجلك لذكرها ،‬ ‫وان الناس منامزل في حمد ال تعالى ،‬ ‫فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية ،‬ ‫والخواص يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية ،‬ ‫والمقربون يحمدونه لنه هو ل شيء اغيره ،‬ ‫ولقد روى أن بداوبد عليه السلم قال لربه‬ ‫)إلهي كيف أشكرك ، وشكري لك نعمة منك على ؟ (‬ ‫ ّ‬ ‫فقال الن شكرتني‬ ‫والحميد من العبابد هو من حسنت عقيدته وأخلقه وأعماله وأقواله ،‬ ‫ولم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية في الوجوبد إل في رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ن ا‬ ‫ىحلا ءم‬ ‫سلاسأ‬
  • 57. ‫المحصي‬ ‫المحصى لغويا بمعنى الاحاطة بحساب الشياء وما شأنه التعداد ،‬ ‫ال المحصى الذي يحصى المعمال ويعدها يوم القيامة ،‬ ‫هو العليم بدقائق المور ، وأسرار المقدور ،‬ ‫هو بالمظاهر بصير ، وبالباطن خبير ،‬ ‫هو المحصى للطامعا ت ، والمحيط لجميع الحال ت ،‬ ‫واسم المحصى لم يرد بالسم في القرآن الكريم ,‬ ‫ولكن ورد ت مادته في مواضع ،‬ ‫ففي سورة النبأ ) وكل شيء أاحصيناه كتابا ( ،‬ ‫واحظ العبد من السم أن يحاسب نفسه ،‬ ‫وأن يراقب ربه في أقواله وأفعاله ،‬ ‫وأن يشعل وقته بذكر أنعام ال معليه ،‬ ‫) وان تعدوا نعمة ال ل تحصوها(‬ ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬
  • 58. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫المبدئ‬ ‫المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،‬ ‫واليات القرآنية التي فيها ذكر لسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما ،‬ ‫وال المبدىء هو المظهر الكوان على اغير مثال ،‬ ‫الخالق للعوالم على نسق الكمال ،‬ ‫وأبدب النسان مع ال المبدىء يجعله يفهم أمرين‬ ‫أولهما أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من الماء المهين ،‬ ‫ثانيهما أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب عنه الغرور‬
  • 59. ‫ن‬ ‫س ءا‬ ‫حلا ام‬ ‫ىلسأ‬ ‫المعيد‬ ‫المعيد لغويا هو‬ ‫الرجوع إلى الشيء بعد النصراف عنه ،‬ ‫وفى سورة القصص‬ ‫) إن الذي فرض عليك القرآن لرابدك إلى معابد ( ،‬ ‫أي يربدك إلى وطنك وبلدك ،‬ ‫والميعابد هو الخرة ،‬ ‫وال المعيد الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ،‬ ‫ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة ،‬ ‫ومن يتذكر العوبدة إلى موله صفا قلبه ، ونال مناه ،‬ ‫وال بدأ خلق الناس ،‬ ‫ثم هو يعيدهم أي يحشرهم ، والشياء كلها منه بدأت واليه تعوبد‬
  • 60. ‫لحى‬ ‫ءا السن‬ ‫أما‬ ‫س‬ ‫المحيي‬ ‫ال المحيى الذي يحيى الجسام بإيجابد الرواح فيها ،‬ ‫وهو محي الحياة ومعطيها لمن شاء ،‬ ‫ويحيى الرواح بالمعارف ،‬ ‫ويحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة ،‬ ‫وأبدب المؤمن أن يكثر من ذكر ال خاصة في جوف الليل حتى يحيى ال قلبه بنور المعرفة‬
  • 61. ‫لاحى‬ ‫ا لسن‬ ‫أمء‬ ‫سا‬ ‫المميت‬ ‫وال المميت والموت ضد الحياة ،‬ ‫وهو خالق الموت وموجهه على من يشاء من الحياء‬ ‫متى شاء وكيف شاء ،‬ ‫ومميت القلب بالغفلة ،‬ ‫والعقل بالشهوة .‬ ‫ولقد روى أن الرسول صلى ال عليه وسلم كان من بدعائه إذا أوى إلى فراشه‬ ‫) اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت (‬ ‫وإذا أصبح قال‬ ‫: الحمد ل الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور‬
  • 62. ‫سل‬ ‫ح‬ ‫ى‬ ‫م‬ ‫لا‬ ‫ء‬ ‫سأ‬ ‫نا‬ ‫الحـي‬ ‫الحياة في اللغة هي نقيض الموت ،‬ ‫و ا لحى في صفة ال تعالى هو الباقي حيا بذاته أمزل وأبدا ،‬ ‫والمزل هو بدوام الوجوبد في الماضي ، والبد هو بدوام الوجوبد في المستقبل ،‬ ‫والنس والجن يموتون ، وكل شيء هالك إل وجهه الكريم ،‬ ‫وكل حي سواه ليس حيا بذاته إنما هو حي بمدبد الحى ، وقيل إن اسم الحى هو اسم ال العظم‬
  • 63. ‫ىن‬ ‫سح لا‬ ‫ل ا‬ ‫م‬ ‫اءس‬ ‫أ‬ ‫القيوم‬ ‫اللغة تقول أن القيوم و السيد ،‬ ‫وال القيوم بمعنى القائم بنفسه مطلقا ل بغيره ،‬ ‫ومع ذلك يقوم به كل موجوبد ، ول وجوبد أو بدوام وجوبد لشيء إل به ،‬ ‫المدبر المتولي لجميع المور التي تجرى في الكون ،‬ ‫هو القيوم لنه قوامه بذاته وقوام كل شيء به ،‬ ‫والقيوم تأكيد لسم الحى واقتران السمين في اليات ،‬ ‫ومن أبدب المؤمن مع اسم القيوم‬ ‫أن من علم أن ال هو القيوم بالمور أستراح من كد التعبير وتعب الشتغال بغيره‬ ‫ولم يكن للدنيا عنده قيمة ، وقيل أن اسم ال العظم هو الحى القيوم‬
  • 64. ‫ى‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫سم‬ ‫نلاا‬ ‫ء‬ ‫سأ‬ ‫الواجد‬ ‫الواجد فيه معنى الغنى والسعة ،‬ ‫وال الواجد الذي ل يحتاج إلى شيء‬ ‫وكل الكمال ت موجودة له مفقودة لغيره ،‬ ‫إل إن أوجدها هو بفضله ،‬ ‫وهو وحده نافذ المراد ،‬ ‫وجميع أحكامه ل نقض فيها ول أبرام ،‬ ‫وكل ما سوى ال تعالى ل يسمى واجدا ،‬ ‫وإنما يسمى فاقدا ،‬ ‫واسم الواجد لم يرد في القرآن ولكنه مجمع عليه ،‬ ‫ولكن ورد ت مادة الوجود مثل قوله تعالى‬ ‫) إنا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب (‬
  • 65. ‫الماجد‬ ‫الماجد في اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال ،‬ ‫وال الماجد من له الكمال المتناهي والعز لباهى ،‬ ‫الذي بعامل العبابد بالكرم والجوبد ،‬ ‫والماجد تأكيد لمعنى الواجد أي الغنى المغنى ،‬ ‫واسم الماجد لم يربد في القرآن الكريم ،‬ ‫ويقال أنه بمعنى المجيد إل أن المجيد أبلغ ،‬ ‫وحظ العبد من السم‬ ‫أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الخلق‬ ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬
  • 66. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الواحد‬ ‫الواحد في اللغة بمعنى الفربد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه أحد ،‬ ‫والواحد بمعنى الحد وليس للحد جمع ،‬ ‫وال تعالى واحد لم يرضى بالوحدانية لحد اغيره ،‬ ‫والتوحيد ثلثة :‬ ‫توحيد الحق سبحانه وتعالى لنفسه ،‬ ‫وتوحيد العبد للحق سبحانه ،‬ ‫وتوحيد الحق للعبد وهو إعطاؤه التوحيد وتوفيقه له ،‬ ‫وال واحد في ذاته ل يتجزأ ،‬ ‫واحد في صفاته ل يشبهه شيء ، وهو ل يشبه شيء ، وهو واحد في أفعاله ل شريك له‬
  • 67. ‫الصمد‬ ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الصمد في اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذي ل جوف له ،‬ ‫والصمد في وصف ال تعالى هو الذي صمدت إليه الومور ،‬ ‫فلم يقض فيها اغيره ، وهو صاحب الاغاثات عند الملمات ،‬ ‫وهو الذي يصمد إليه الحوائج ) أي يقصد ( .‬ ‫وومن اختاره ال ليكون ومقصد عباده في ومهمات دينهم ودنياهم ،‬ ‫فقد أجرى على لسانه ويده حوائج خلقه ، فقد أنعم عليه بحظ ومن وصف هذا المسم ،‬ ‫وومن أراد أن يتحلى بأخل ق الصمد فليقلل ومن اللكل والشرب ويترك فضول الكل م ،‬ ‫ويداو م على ذلكر الصمد وهو في الصيا م فيصفو ومن اللكدار البشرية ويرجع إلى البداية الروحانية‬
  • 68. ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ىم‬ ‫لا‬ ‫ء‬ ‫سأ‬ ‫سلا‬ ‫القابدر المقتدر‬ ‫الفرق بين السمين أن المقتدر أبلغ من القابدر ،‬ ‫وكل منهما يدل على القدرة ،‬ ‫والقدير والقابدر من صفات ال عز وجل ويكونان من القدرة ،‬ ‫والمقتدر ابلغ ،‬ ‫ولم يعد اسم القدير ضمن السماء التسعة وتسعين‬ ‫ولكنه وربد في آيات القرآن الكريم أكثر من ثلثين مرة‬ ‫وال القابدر الذي يقدر على أيجابد المعدوم وإعدام الموجوبد ،‬ ‫أما المقتدر فهو الذي يقدر على إصلح الخلئق على وجه ل يقدر عليه اغيره فضل منه وإحسانا‬
  • 69. ‫ىن‬ ‫سح لا‬ ‫ل‬ ‫ام‬ ‫ءاس‬ ‫أ‬ ‫المقدم المؤخر‬ ‫المقدم لغويا بمعنى الذي يقدم الشياء ويضعها في موضعها ،‬ ‫وال تعالى هو المقدم الذي قدم الحباء وعصمهم من معصيته ،‬ ‫وقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم بدءا وختما ،‬ ‫وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم ،‬ ‫أما المؤخر فهو الذي يؤخر الشياء فيضعها في مواضعها ،‬ ‫والمؤخر في حق ال تعالى الذي يؤخر المشركين والعصاة‬ ‫ويضرب الحجاب بينه وبينهم ،‬ ‫ويؤخر العقوبة لهم لنه الرؤوف الرحيم ،‬ ‫والنبي صلى ال عليه وسلم اغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‬ ‫ومع ذلك لم يقصر في عبابدته ،‬ ‫فقيل له ألم يغفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر‬ ‫فأجاب : ) أفل أكون عبدا شكورا ( ،‬ ‫وأسماء المقدم والمؤخر لم يربدا في القرآن الكريم ولكنهما من المجمع عليهما‬
  • 70. ‫حلم‬ ‫نءا‬ ‫سسأ‬ ‫ىا‬ ‫لا‬ ‫الول الخر‬ ‫الول لغويا بمعنى الذي يترتب عليه اغيره ،‬ ‫وال الول بعني الذي لم يسبقه في الوجوبد شيء ،‬ ‫هو المستغنى بنفسه ،‬ ‫وهذه الولية ليست بالزمان ول بالمكان‬ ‫ول بأي شيء في حدوبد العقل أو محاط العلم ،‬ ‫ويقول بعض العلماء أن ال سبحانه ظاهر باطن في كونه الول‬ ‫أظهر من كل ظاهر لن العقول تشهد بأن المحدث لها موجوبد متقدم عليها ،‬ ‫وهو الول أبطن من كل باطن لن عقلك وعلمك محدوبد بعقلك وعلمك ،‬ ‫فتكون الولية خارجة عنه ،‬ ‫قال إعرابي للرسول عليه الصلة والسلم : ) أين كان ال قبل الخلق ؟ (‬ ‫فأجاب : ) كان ال ول شيء معه ( فسأله العرابي : ) والن (‬ ‫فربد النبي بقوله : ) هو الن على ما كان عليه )،‬ ‫أما الخر فهو الباقي سبحانه بعد فناء خلقه ، الدائم بل نهاية ،‬ ‫وعن رسول ال عليه الصلة والسلم هذا الدعاء :‬ ‫يا كائن قبل أن يكون أي شيء ، والمكون لكل شيء ،‬ ‫والكائن بعدما ل يكون شيء ، أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الغافرات الراجيات المنجيات‬
  • 71. ‫ى‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫سم‬ ‫نلاا‬ ‫ء‬ ‫سأ‬ ‫الظاهر الباطن‬ ‫ال الظاهر لكثرة البراهين الظاهرة والدلئل على وجوبد إلهيته وثبوت ربوبيته وصحة وحدانيته ،‬ ‫والباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه ، وأن كنه حقيقته اغير معلومة للخلق ،‬ ‫هو الظاهر بنعمته الباطن برحمته ، الظاهر بالقدرة على كل شيء والباطن العالم بحقيقة كل شيء‬ ‫ومن بدعاء النبي صلى ال عليه وسلم :‬ ‫اللهم رب السموات ورب الرض ، ورب العرش العظيم ،‬ ‫ربنا رب كل شيء ، فالق الحب و النوى ، منزل التوراة والنجيل والقرآن ،‬ ‫أعوذ بك من شر كل بدابة أنت أخذ بناصيتها ،‬ ‫اللهم أنت الول فليس قبلك شيء ، وأنت الخر فليس بعدك شيء ،‬ ‫وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس بدونك شيء أقض عنا الدين وأاغننا من الفقر‬
  • 72. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الوالـي‬ ‫ال الوالي هو المالك للشياء ، المستولى عليها ، فهو المتفربد بتدبيرها أول ،‬ ‫والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا ،‬ ‫والقائم عليها بالبدانة والبقاء ثالثا ،‬ ‫هو المتولي أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل ،‬ ‫فهو سبحانه المالك للشياء المتكفل بها القائم عليها بالبقاء والمتفربد بتدبيرها ،‬ ‫المتصرف بمشيئته فيها ، ويجرى عليها حكمه ، فل والى للمور سواه ،‬ ‫واسم الوالي لم يربد في القرآن ولكن مجمع عليه‬
  • 73. ‫ى‬ ‫ن لا‬ ‫سحل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬ ‫المتعالي‬ ‫تقول اللغة يتعالى أي يترفع على ، ال المتعالي هو المتناهي في علو ذاته عن جميع مخلوقاته ،‬ ‫المستغنى بوجوده عن جميع كائناته ، لم يخلق إل بمحض الجود ، وتجلى أسمه الودود ،‬ ‫هو الغنى عن عبادة العابدين ، الذي يوصل خيره لجميع العاملين ،‬ ‫وقد ذكر اسم المتعالي في القرآن مرة واحدة في سورة الرعد : ) عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ( ،‬ ‫وقد جاء في الحديث الشريف ما يشعر باستحباب الكثار من ذكر اسم المتعال فقال :‬ ‫بئس عبد تخيل واختال ، ونسى الكبير المتعال‬
  • 74. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫البر‬ ‫البر في اللغة بفتح الباء هو فاعل الخير والمحسن ، وبكسر الباء هو الحسان والتقوى‬ ‫البر في حقه تعالى هو فاعل البر والحسان ، هو الذي يحسن على السائلين بحسن عطائه،‬ ‫ويتفضل على العابدين بجزيل جزائه ، ل يقطع إحسان بسبب العصيان ،‬ ‫وهو الذي ل يصدر عنه القبيح ، وكل فعله مليح ، وهذا البر إما في الدنيا أو في الدين ،‬ ‫في الدين باليمان والطاعة أو بإعطاء الثواب على كل ذلك ،‬ ‫وأما في الدنيا فما قسم من الصحة والقوة والجاه والولد والنصار وما هو خارج عن الحصر‬
  • 75. ‫ى‬ ‫ن لا‬ ‫سحل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬ ‫التواب‬ ‫التوبة لغويا بمعنى الرجوع ، ويقال تاب وأناب وآب ، فمن تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة ،‬ ‫ومن تاب طمعا في الثواب فهو صاحب إنابة ، ومن تاب مراعاة للمر ل خوفا ول طمعا فهو صاحب أوبة‬ ‫والتواب في حق ال تعالى هو الذي يتوب على عبده ويوفقه إليها وييسرها له ،‬ ‫ومالم يتب ال على العبد ل يتوب العبد ، فابتداء التوبة من ال تعالى بالحق ، وتمامها على العبد بالقبول ،‬ ‫فإن وقع العبد في ذنب وعاد وتاب إلى ال رحب به ، ومن زل بعد ذلك وأعتذر عفي عنه وغفر ، ،‬ ‫ول يزال العبد توابا ، ول يزال الرب غفارا‬ ‫وحظ العبد من هذا السم أن يقبل أعذار المخطئين أو المذنبين من رعاياه وأصدقائه مرة بعد أخرى‬
  • 76. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫المنتقم‬ ‫ال المنتقم الذي يقسم ظهور الطغاة ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد النذار بعد التمكين والمهال ،‬ ‫فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن في المعصية فلم يستوجب غاية النكال في العقوبة‬ ‫وال يغضب في حق خلقه بما ل يغضب في حق نفسه ، فينتقم لعباده بما ل ينتقم لنفسه في خاص حقه ،‬ ‫فإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم ،‬ ‫وعن الفضل أنه قال : من خاف ال دله الخوف على كل خير‬
  • 77. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫العفو‬ ‫العفو له معنيان الول : هو المحو والزالة ،‬ ‫و العفو في حق ال تعالى عبارة عن إزالة أثار الذنوب كلية فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين ،‬ ‫ول يطالبه بها يوم القيامة وينسيها من قلوبهم كيل يخجلوا عند تذكرها ويثبت مكان كل سيئة حسنة‬ ‫المعنى الثاني : هو الفضل ، أي هو الذي يعطى الكثير ، وفى الحديث : ) سلوا ال العفو و العافية (‬ ‫والعافية هنا دفاع ال عن العبد ، والمعافاة أن يعافيك ال من الناس ويعافيهم منك ،‬ ‫أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ، وبذلك صرف أذاك عنهم وأذاهم‬ ‫عن وحظ العبد من السم أن يعفو عمن أساء إليه أو ظلمه وأن يحسن إلى من أساء إليه‬
  • 78. ‫ىن‬ ‫س لا‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ءس أ‬ ‫الرؤوف‬ ‫الرؤوف في اللغة هي الشديد الرحمة ، والرأفة هي نهاية الرحمة ،‬ ‫و الروؤف في أسماء ال تعالى هو المتعطف على المذنبين بالتوبة ، وعلى أوليائه بالعصمة ،‬ ‫ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته ، وإن عصمته عن الزلة أبلغ في باب الرحمن من غفرانه المعصية ،‬ ‫وكم من عبد يرثى له الخلق بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو في الحقيقة في نعمة تغبطه عليها الملئكة‬ ‫وقيل أن نبيا شكي إلى ال تعالى الجوع والعرى والقمل ، فأوحى ال تعالى إليه : أما تعرف ما فعلت بك ؟‬ ‫سددت عنك أبواب الشرك . ومن رحمته تعالى أن يصون العبد عن ملحظة الغيار فل يرفع العبد حوائجه إل إليه ،‬ ‫وقد قال رجل لبعض الصالحين ألك حاجة ؟ فقال : ل حاجة بي إلى من ل يعلم حاجتي .‬ ‫والفرق بين اسم الروؤف والرحيم أنه تعالى قدم الرؤوف على الرحيم والرأفة على الرحمة .‬ ‫وحظ العبد من اسم الروؤف أن يكثر من ذكره حتى يصير عطوفا على الخاص والعام‬ ‫ذاكرا قول رسول ال صلى ال عليه وسلم :ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء ,‬ ‫و من قطع رجاء من ارتجاه قطع ال رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة‬
  • 79. ‫ىن ا‬ ‫لم‬ ‫سءا‬ ‫حلاسأ‬ ‫مالك الملك‬ ‫من أسماء ال تعالى الملك والمالك والمليك ، ومالك الملك والملكوت ،‬ ‫مالك الملك هو المتصرف في ملكه كيف يشاء ول راد لحكمه ، ول معقب لمره ،‬ ‫والوجود كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو ال تعالى ،‬ ‫هو الملك الحقيقي المتصرف بما شاء كيف شاء ، إيجادا وإعدتما ،‬ ‫إحياء وإماتة ، تعذيبا وإثابة من غير مشارك ول ممانع ،‬ ‫ومن أدب المؤمن مع اسم مالك الملك أن يكثر من ذكره وبذلك يغنيه ال عن الناس‬ ‫وروى عن سفيان بن عينه قال: بين أنا أطوف بالبيت‬ ‫إذ رأيت رجل وقع في قلبي أنه من عباد ال المخلصين فدنوت منه‬ ‫فقلت: هل تقول شيئا ينفعني ال به؟ فلم يرد جوابا، ومشى في طوافه،‬ ‫فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل للحجر فجلس،‬ ‫فجلست إليه فقلت: هل تقول شيئا ينفعني ال به؟‬ ‫فقال: هل تدرون ما قال ربكم:‬ ‫أنا الحى الذي ل أموت هلموا أطيعوني أجعلكم ملوكا ل تزولون،‬ ‫أنا الملك الذي إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون‬
  • 80. ‫ألالى‬ ‫ءاحن‬ ‫ما س‬ ‫س‬ ‫ذو الجلل والكرام‬ ‫ذو الجلل والكرام أسم من أسماء ال الحسنى،‬ ‫هو الذي ل جلل ول كمال إل وهو له ،‬ ‫ول كرامة ول مكرومة إل وهى صادرة منه ،‬ ‫فالجلل له في ذاته الكرامة فائضة منه على خلقه،‬ ‫وفى تقديم لفظ الجلل على لفظ الكرام سر ،‬ ‫وهو إن الجلل إشارة إلى التنزيه ،‬ ‫وأما الكرام فإضافة ولبد فيها من المضافين ،‬ ‫والكرام قريب من معنى النعام إل أنه أخص منه ،‬ ‫لنه ينعم على من ل يكرم ، ول يكرم على من ينعم عليه ،‬ ‫وقد قيل أن النبي صلى ال عليه وسلم كان مارا في طريق‬ ‫إذ رأفة إعرابيا يقول :‬ ‫) اللهم إني أسألك بإسمك العظم العظيم ، الحنان المنان ، مالك الملك ، ذو الجلل والكرام (‬ ‫، فقال النبي صلى ال عليه وسلم :) إنه دعي باسم ال الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أجاب ( ،‬ ‫ومتى أكثر العبد من ذكره صار جليل القدر بين العوالم ، ومن عرف جلل ال تواضع له وتذلل‬
  • 81. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫المقسط‬ ‫المقسط في حق ال تعالى هو العادل في الحكام ، الذي ينتصف للمظلوم من الظالم،‬ ‫وكاله في أن يضيف إلى إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والنصاف، ول يقدر عليه إل ال تعالى،‬ ‫وقد روى عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال في الحديث بينما رسول ال جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه ،‬ ‫فقال عمر: بأبي أنت وأمي يا رسول ال ما الذي أضحكك؟ قال: رجلن من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما‬ ‫) يتربى خذ مظلمتي من هذا ( فقال ال عز وجل: رد على أخيك مظلمته، فقال ) يا ربى لم يبق من حسناتي شيء(‬ ‫فقال عز وجل للطالب: )كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟( فقال ) يا ربى فليحمل عنى أوزاري (‬ ‫ثم فاضت عينا رسول ال بالبكاء، وقال: ) إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس أن يحمل عنهم أوزارهم(‬ ‫قال فيقول ال عز جل _ أي للمتظلم _ ) أرفع بصرك فانظر في الجنان (،‬ ‫فقال( يا ربى أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ،لي نبي هذا ؟ أو لي صديق هذا؟ أو لي شهيد هذا ؟ (‬ ‫قال ال تعالى عز وجل ) لمن أعطى الثمن ( فقال يا ربى ومن يملك ذلك؟ قال :أنت تملكه، فقال: بماذا يا ربى؟‬ ‫فقال بعفوك عن أخيك، فقال: يا ربى قد عفوت عنه،قال عز وجل: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة،‬ ‫ثم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ، أتقوا ال وأصلحوا ذات بينكم ، فإن ال يعدل بين المؤمنين يوم القيامة‬
  • 82. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الجامع‬ ‫تقول اللغة إن الجمع هو ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، ويوم الجمع هو يوم القيامة ،‬ ‫لن ال يجمع فيه بين الولين والخرين ، من النس والجن ، وجميع أهل السماء والرض ،‬ ‫وبين كل عبد وعمله ، وبين الظالم والمظلوم ، وبين كل نبي وأمته ، وبين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعصية‬ ‫ال الجامع لنه جمع الكمالت كلها ذاتا ووصفا وفعل ،‬ ‫وال الجامع والمؤلف بين المتماثلت والمتباينات والمتضادات ،‬ ‫والمتماثلت مثل جمعه الخلق الكثير من النس على ظهر الرض وحشره إياهم في صعيد القيامة ،‬ ‫وأما المتباينات فمثل جمعه بين السموات والرض والكواكب ، والرض والهواء والبحار ،‬ ‫وكل ذلك متباين الشكال واللوان والطعوم والوصاف ،‬ ‫وأما المتضادات فمثل جمعه بين الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ،‬ ‫وال الجامع قلوب أوليائه إلى شهود تقديره ليتخلصوا من أسباب التفرقة ، ولينظروا إلى الحادثات بعين التقدير،‬ ‫إن كانت نعمة علموا أن ال تعالى معطيها ، وإن كانت بلية علموا أنه كاشفها‬ ‫الجامع من العباد هو من كملت معرفته وحسنت سيرته ، هو من ل يطفىء نور معرفته نور ورعه ،‬ ‫ومن جمع بين البصر والبصيرة‬
  • 83. ‫الغني‬ ‫تقول اللغة أن الغنى ضد الفقر ،‬ ‫والغنى عدم الحاجة وليس ذلك إل ل تعالى ،‬ ‫هو المستغنى عن كل ما سواه ،‬ ‫المفتقر إليه كل ما عداه ،‬ ‫هو الغنى بذاته عن العالمين ،‬ ‫المتعالي عن جميع الخلئق في كل زمن وحين ،‬ ‫الغنى عن العباد ،‬ ‫والمتفضل على الكل بمحض الوداد‬ ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬
  • 84. ‫سءا‬ ‫حلم‬ ‫نسأ‬ ‫ىا‬ ‫لا‬ ‫المغني‬ ‫ال المغنى الذي يغنى من يشاء غناه عمن سواه ،‬ ‫هو معطى الغنى لعباده ،‬ ‫ومغنى عباده بعضهم عن بعض ،‬ ‫فالمخلوق ل يملك لنفسه نفعا ول ضرا فكيف يملك ذلك لغيره،‬ ‫وهو المغنى لوليائه من كنوز أنواره‬ ‫وحظ العبد من السم‬ ‫أن التخلق بالغنى يناسبه إظهار الفاقة والفقر إليه تعالى دائما وأبدا ،‬ ‫والتخلق بالمعنى أن تحسن السخاء والبذل لعباد ال تعالى‬
  • 85. ‫سلالى‬ ‫أءاحن‬ ‫ما س‬ ‫المانع‬ ‫تقول اللغة أن المنع ضد العطاء ، وهى أيضا بمعنى الحماية ،‬ ‫ال تعالى المانع الذي يمنع البلء حفظا وعناية ،‬ ‫ويمنع العطاء عمن يشاء ابتلء أو حماية ،‬ ‫ويعطى الدنيا لمن يحب ومن ل يحب ،‬ ‫ول يعطى الخرة إل لمن يحب ،‬ ‫سبحانه يغنى ويفقر ، ويسعد ويشقى ،‬ ‫ويعطى ويحرم ، ويمنح ويمنع فهو المعطى المانع ،‬ ‫وقد يكون باطن المنع العطاء ،‬ ‫قد يمنع العبد من كثرة الموال ويعطيه الكمال والجمال ،‬ ‫فالمانع هو المعطى ،‬ ‫ففي باطن المنع عطاء وفى ظاهر العطاء بلء ،‬ ‫هذا السم الكريم لم يرد في القرآن الكريم‬ ‫ولكنه مجمع عليه في روايات حديث السماء الحسنى‬
  • 86. ‫أسماء ال الحسنى‬ ‫الضار‬ ‫النافع‬ ‫تقول اللغة أن الضر ضد النفع ،‬ ‫وال جل جلله هو الضار ، أي المقدر للضر لمن أراد كيف أراد ،‬ ‫هو وحده المسخر لسباب الضر بلء لتكفير الذنوب أو ابتلء لرفع الدرجات ، فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى .‬ ‫ال سبحانه هو النافع الذي يصدر منه الخير والنفع في الدنيا والدين ،‬ ‫فهو وحده المانح الصحة والغنى ، والسعادة والجاه والهداية والتقوى‬ ‫والضار النافع إسمان يدلن على تمام القدرة اللهية ، فل ضر ول نفع ول شر ول خير إل وهو بإرادة ال ،‬ ‫ولكن أدبنا مع ربنا يدعونا إلى أن ننسب الشر إلى أنفستا ،‬ ‫فل تظن أن السم يقتل بنفسه وأن الطعام يشبع بنفسه بل الكل من أمر ال وبفعل ال ،‬ ‫وال قادر على سلب الشياء خواصها ، فهو الذي يسلب الحراق من النار ،‬ ‫كما قيل عن قصة إبراهيم ) قلنا يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم ( ،‬ ‫والضار النافع وصفان إما في أحوال الدنيا فهو المغنى والمفقر ، وواهب الصحة لهذا والمرض لذاك ،‬ ‫وإما في أحوال الدين فهو يهدى هذا ويضل ذاك ،‬ ‫ومن الخير للذاكر أن يجمع بين السمين معا فإليهما تنتهي كل الصفات‬ ‫وحظ العبد من السم أن يفوض المر كله ل وأن يستشعر دائما أن كل شيء منه واليه‬
  • 87. ‫ى‬ ‫نلاا‬ ‫لم‬ ‫سءا‬ ‫حسأ‬ ‫النور‬ ‫تقول اللغة النور هو الضوء والسناء الذي يعين على البصار ، وذلك نوعان دنيوي وأخروي ،‬ ‫والدنيوي نوعان : محسوس بعين البصيرة كنور العقل ونور القرآن الكريم ، والخر محسوس بعين البصر ،‬ ‫فمن النور اللهي قوله تعالى ) قد جاءكم من ال نور وكتاب مبين (‬ ‫ومن النور المحسوس قوله تعالى ) هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نور)،‬ ‫والنور في حق ال تعالى هو الظاهر في نفسه بوجوده الذي ل يقبل العدم ،‬ ‫المظهر لغيره بإخراجه من ظلمة العدم إلى نور الوجود ، هو الذي مد جميع المخلوقات بالنوار الحسية والمعنوية ،‬ ‫وال عز وجل يزيد قلب المؤمن نورا على نور ، يؤيده بنور البرهان ، ثم يؤيده بنور العرفان ،‬ ‫والنور المطلق هو ال بل هو نور النوار ،‬
  • 88. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الهادئ‬ ‫تقول اللغة أن الهداية هي المالة ، ومنه سميت الهدية لنها تميل قلب المهدي إليه الهدية إلى الذي أهداه الهدية ،‬ ‫وال الهادي سبحانه الذي خص من أراد من عباده بمعرفته وأكرمه بنور توحيده ويهديه إلى محاسن الخلق والى طاعته ،‬ ‫ويهدى المذنبين إلى التوبة ، ويهدى جميع المخلوقات إلى جلب مصالحها ودفع مضارها‬ ‫والى ما فيه صلحهم في معاشهم ،‬ ‫هو الذي يهدى الطفل إلى ثدي أمه ..‬ ‫والفرخ للتقاط حبه ..‬ ‫والنحل لبناء بيته على شكل سداسي .. الخ ،‬ ‫إنه العلى الذي خلق فسوي والذي قدر فهدى ،‬ ‫والهادي من العباد هم النبياء والعلماء ، وفى الحقيقة أن ال هو الهادي لهم على ألسنتهم‬
  • 89. ‫لى‬ ‫أءحن‬ ‫مااس‬ ‫س ال‬ ‫البديع‬ ‫تقول اللغة إن البداع إنشاء صنعة بل احتذاء أو إقتداء ،‬ ‫والبداع في حق ال تعالى هو إيجاد الشيء بغير آلة ول مادة ول زمان ول مكان ،‬ ‫وليس ذلك إل ل تعالى ،‬ ‫وال البديع الذي ل نظير له في معنيان‬ ‫الول : الذي ل نظير له في ذاته ول في صفاته ول في أفعاله ول في مصنوعاته فهو البديع المطلق ،‬ ‫ويمتنع أن يكون له مثيل أزل وأبدا ،‬ ‫والمعنى الثاني : أنه المبدع الذي أبدع الخلق من غير مثال سابق‬ ‫وحظ العبد من السم الكثار من ذكره وفهم معناه فيتجلى له نوره ويدخله الحق تبارك وتعالى في دائرة البداع ،‬ ‫ومن أدب ذكر هذا السم أن يتجنب البدعة ويلزم السنة‬
  • 90. ‫الباقي‬ ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫البقاء ضد الفناء ، والباقيات الصالحات هي كل عمل صالح ،‬ ‫وال الباقي الذي ل ابتداء لوجوده ،الذي ل يقبل الفناء ،‬ ‫هو الموصوف بالبقاء الزلي من أبد البد إلى أزل الزل‬ ‫،فدوامه في الزل هو القدم ودوامه في البد هو البقاء‬ ‫ولم يرد اسم الباقي بلفظه في القرآن الكريم‬ ‫ولكن مادة البقاء وردت منسوبة إلى ال تعالى‬ ‫ففي سورة طه ) وال خير وأبقى (‬ ‫وفى سورة الرحمن‬ ‫) ويبقى وجه ربك ذو الجلل والكرام ( ،‬ ‫وحظ العبد من السم إذا أكثر من ذكره كاشفه ال بالحقائق الباقية ،‬ ‫وأشهده الثار الفانية فيفر إلى الباقي بالشواق‬
  • 91. ‫الوراث‬ ‫الوارث سبحانه هو الباقي بعد فناء الخلق ،‬ ‫وقيل الوارث لجميع الشياء بعد فناء أهلها ،‬ ‫روى أنه ينادى يوم القيامة : لمن الملك اليوم ؟‬ ‫فيقال : ل الواحد القهار.‬ ‫وهذا النداء عبارة عن حقيقة ما ينكشف للكثرين في ذلك اليوم‬ ‫إذ يظنون لنفسهم ملكا ،‬ ‫أما أرباب البصائر فإنهم أبدا مشاهدون لمعنى هذا النداء ،‬ ‫يؤمنون بأن الملك ل الواحد القهار أزل وأبدا .‬ ‫ويقول الرازي‬ ‫) أعلم أن ملك جميع الممكنات هو ال سبحانه وتعالى ،‬ ‫ولكنه بفضله جعل بعض الشياء ملكا لبعض عباده ،‬ ‫فالعباد أنما ماتوا وبقى الحق سبحانه وتعالى ، فالمراد يكون وارثا هو هذا .‬ ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬
  • 92. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءس‬ ‫أ‬ ‫الرشيد‬ ‫الرشد هو الصل ح والستقامة ،وهو خلف الغي والضللة ،‬ ‫والرشيد كما يذكر الرازي على وجهين‬ ‫أولهما أن الراشد الذي له الرشد ويرجع حاصله إلى أنه حكيم ليس في أفعاله خبث ول باطل ،‬ ‫وثانيهما إرشاد ال يرجع إلى هدايته ، وال سبحانه الرشيد المتصف بكمال الكمال عظيم الحكمة بالغ الرشاد‬ ‫وهو الذي يرشد الخلق ويهديهم إلى ما فيه صلحهم ورشادهم في الدنيا وفى الخرة ،‬ ‫ل يوجد سهو في تدبيره ول تقديره ، وفى سورة الكهف ) من يهد ال فهو المهتد ومن يضلل ال فلن تجد له وليا مرشدا)،‬ ‫وينبغي للنسان مع ربه الرشيد أن يحسن التوكل على ربه حتى يرشده ، ويفوض أمره بالكلية إليه‬ ‫وأن يستجير به كل شغل ويستجير به في كل خطب ،‬ ‫كما أخبر ال عن عيسى عليه السلم بقوله تعالى‬ ‫) ولما توجه تلقاء ربه قال عسى ربى أن يهديني سواء السبيل)‬ ‫وهكذا ينبغي للعبد إذا أصبح أن يتوكل على ربه وينتظر ما يرد على قلبه من الشارة فيقضى أشغاله ويكفيه جميع أموره‬
  • 93. ‫ىن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حلا ا م‬ ‫لءسأ‬ ‫الصبور‬ ‫تقول اللغة أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع ، والصبر ضد الجزع ،‬ ‫ويسمى رمضان شهر الصبر أن فيه حبس النفس عن الشهوات ،‬ ‫والصبور سبحانه هو الحليم الذي ل يعاجل العصاة بالنقمة بل يعفو أو يؤخر ،‬ ‫الذي إذا قابلته بالجفاء قابلك بالعطاء والوفاء ،‬ ‫هو الذي يسقط العقوبة بعد وجوبها ، هو ملهم الصبر لجميع خلقه ،‬ ‫واسم الصبور غير وارد في القرآن الكريم وإن ثبت في السنة،‬ ‫و الصبور يقرب معناه من الحليم ،‬ ‫والفرق بينهم أن الخلق ل يأمنون العقوبة في صفة الصبور‬ ‫كما يأمنون منها في صيغة الحليم‬ ‫والصبر عند العباد ثلثة أقسام : من يتصبر بأن يتكلف الصبر ويقاسى الشدة فيه .. وتلك أدنى مراتب الصبر ،‬ ‫ومن يصبر على تجرع المرارة من غير عبوس ومن غير إظهار للشكوى .. وهذا هو الصبر وهو المرتبة الوسطي ،‬ ‫ومن يألف الصبر والبلوى لنه يرى أن ذلك بتقدير المولى عز وجل فل يجد فيه مشقة بل راحة‬ ‫وقيل اصبروا في ال .. ، وصابروا ل .. ، ورابطوا مع ال.. ،‬ ‫فالصبر في ال بلء ، والصبر ل عناء ، والصبر مع ال وفاء ،‬ ‫ومتى تكرر الصبر من العبد أصبح عادة له وصار متخلقا بأنوار الصبور‬