شرائح عرض "إشكالات تطبيق الشريعة" تقدم عرضا لعشرة إشكالات تنفي أن الإسلام ليس فيه سلطة ولكنه منهج يدعوا إلى الواحد الأحد وقيم أخلاقية عليا بالحكمة والموعظة الحسنة. دعوة للحوار حول الموضوع وسيتم عرض الإشكالات العشرة كل على حدة
10 مشكلات تواجه ما يسميه البعض بتطبيق الشريعة. فهل أنزل الله كتابه ليحكم بين الناس في منازعاتهم وخلافاتهم الحياتية؟ إذن لماذا لجأ العلماء للتشريع فيما سمي التعزير ... وهو في القضايا التي لم يجدوا في كتاب الله وفي سنة الرسول ما فيه حكما شرعيا؟ فهل العلماء لهم الحق في التشريع؟ أم الوحيد الذي له حق التشريه هو الله جل جلاله؟ فهل أنزل الله في القرآن الكريم تشريعا يتحاكم إليه الناس؟
السلطة في الدين هي سلطة دينية لا دنيوية. في الدين نحن لا نعرف إلا جزبين لا ثالث لهما ... حزب الله في مقابل حزب الشيطان. أما في الحياة الدنيا فلنا أن نختار بين عدة أحزاب كل منها له منهجه وأسلوبه في إصلاح الدنيا. ومن هنا جاء علماء الدين بأنه لا أحزاب في الإسلام.
هذه الآيات هي التي يحتج بها العلماء للدلالة على حكم الله الذي يطلبه الله من المسلمين؟ فهل حدد الله في كتابه من يطلب منه أن يحكم بما أنزل؟ الحكم مطلوب من النبي، عليه الصلاة والسلام، ليفصل في قضية أساسية بينه وبين اليهود والنصارى هي قضية الألوهية لله جل جلاله وهي قضية واحدة لجميع الأديان الثلاثة. ۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْكُفْرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا بِأَفْوَٰهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُوا۟ ۛ سَمَّٰعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِنۢ بَعْدِ مَوَاضِعِهِۦ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُوا۟ ۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُۥ فَلَن تَمْلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌۭ ۖ وَلَهُمْ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌۭ ﴿41﴾.
الدولة ليست كالأمة وقد جاء الإسلام للأمة. الدولة تقوم على أرض معينة بينما الأمة لا أرض لها. كما يمكن إطلاقها على عدد قليل من البشر كما يمكن إطلاقها على عدد غفير من البشر. الدولة قد تكون متعددة الديانات ولكن الأمة يجب أن تتفق على مذهب عقيدي واحد. وقد تكون على رجل عظيم. وقد تأتي بمعنى المدة الزمنية. الإمامة هي الزعامة التي يعطيها الناس لبعض منهم، فإن جاء اختياراتهم كخيار الله عز وجل صلح أحوالهم وإن خالفته ساءت أحوالهم. قال تعالى لإبراهيم «لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ».
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. فما الفرق بين الرسول والنبي؟ الرسول كانت مهمته الأساسية هي التبليغ عن الله. أما النبي فهو زعيم مؤيد من الله جل جلاله لتبليغ رسالته أو رسالة من سبقه من الرسل. وتقتصر مهمته على القوم الذي يعيش بينها ولا تتعداها. فالرسالة تعيش منذ خلق آدم عليه السلام وإلى أن تقوم القيامة. أما النبي فرسالته لا تتعدى القوم الذي يعيش بينهم وتتوافق مع ظروف معيشتهم.
قال الله تعالى «ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ». بعد قوله تعالى في آية واحدة ما حرم على المسلمين. بهذه المحرمات قد أكمل الله لنا الدين «ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَٰمَ دِينًۭا». ثم استأنف بعدها جل جلاله «فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍۢ لِّإِثْمٍۢ ۙ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ ».
كفل الله حرية الاعتقاد للإنسان «فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ» مع توعد الظالمين بالنار ... حتى المشركين في مكة أقر منذ البداية على حرية الاعتقاد «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ ﴿6 الكافرون 109﴾». فلا معنى للردة وقتل المرتد.
الشفاعة كانت من أكبر الذي اهتم الناس على إبرازها رغم قول الله تعالى «قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعًۭا» أبعد هذا القول الواضح الصريح من الله جل جلاله نجد من يقول بوجود شفعاء. هذه دراسة لموضوع الوساطة فالوسيط الذي سمح الله لنا نحن المسلمون هو العمل الذي نقوم به في الدنيا. هو نفسه ما يشفع لنا في آخرتنا.
الثابت هو القرآن الكريم رسالة الله إلى البشر، والمتغير هو دنيانا وفهمنا لرسالة الله. هذا القرآن الذي نزل على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم رسالة لم تتغير إلى يومنا هذا ولن تتغير إلى أن تقوم الساعة فلنقرئها بأدواتنا واستخدام التراكم المعرفي في علوم اللغة العربية وعلم المعلومات لاستكشاف الإعجاز البياني الذي لم ينتهي بعد إلى أن تقوم الساعة. فكما كان معجزا بالنسبة للأولين فهو كذلك معجز لنا نحن ولمن سيأتي بعدنا إلى أن تقوم الساعة. وعلينا أن ندعوا بالحكمة والموعظة الحسنة ... ليس قتالا أو سلطة قمعية تسيطر على الناس «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِه».
في الخلاصة لم يحدد الله عقوبات على من تخطى حدود الله وحرماته فكانت عقوبات في الآخرة فقط ... ولكنه أقر بوجوب العقاب للفاحشة «لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ فِى ٱلدُّنْيَا» ولكنه بصفة عامة لم يحدد العقوبات المفروضة بل تركها للإنسان نفسه يفرضها وفقا لتقديراته ولزمانه وظروف بيئته. وإلا لما نشأ في الفقه الإسلامي ما يسمى تعزيرا فهو حكم بشري جاء به الفقهاء لم ينزل به وحيا على الإطلاق.