SlideShare a Scribd company logo
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫أسرار الكون‬
‫بين العلم والقرآن‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫2‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫الطبعة الولى‬
‫7241 هـ - 6002 م‬

‫تم إصدار هذه الطبعة بإشراف:‬

‫موقع موسوعـة العجـاز العلمي في الـقرآن والسـنة‬
‫َّ‬
‫‪www.55a.net‬‬
‫مدير التوزيع: محمد لجين الزين ـ‬
‫البريد اللكتروني:‬

‫هاتف:‬

‫ص. ب: 501‬

‫ـ حرستا ـ دمشق ـ سورية‬

‫‪lujainzin@hotmail.co.uk‬‬

‫جوال:‬

‫+369 11 1971135‬

‫+369 39 930305‬

‫ا ِ ا ِ‬
‫بسم الله الرحمن الرَّحيم‬
‫ا ِ ِمْ ا ِ َّ ا ِ َّ ِمْ ِنَ ا ِ‬
‫ا ِ ِنَ‬
‫و م ن أ ِنَ ح س ن ق و ل م م ن د عا إ ا ِ لى ال ل ه و ع ما ِ ل صا ل حا و قا ل إ ا ِ ن ني م ن‬
‫َّ ا ِ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ً ِنَ ِنَ ِنَ َّ ا ِ‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِمْ ِنَ ُ ِنَ ِمْ ً ا ِ َّ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫ِمْ ُ ِمْ ا ِ ا ِ ِنَ‬
‫ا ل م س ل مي ن‬
‫]فصلت: 33[‬

‫3‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫أسرار الكون‬
‫بين العلم والقرآن‬
‫المـهندس‬

‫عـبد الدائم الكحيـل‬
‫‪WWW.KAHEEL7.COM‬‬

‫مقدمة‬
‫الحمد لله الـذي أنعـم علينـا بهـذا القـرآن، وجعلـه نـورا لنـا فـي‬
‫ـ ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ظلمات هذه الحياة، وصلى ا على هذا النبي المي الـذي كـان‬
‫ـ‬
‫ىّ ـ‬
‫ىّ‬
‫ىّ‬
‫القرآن خلقه وإمـامه وشـفاءه ونـور قلبـه، وعلـى آلـه وأصـحابه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ِنَ‬
‫ـ ِنَ‬
‫ُ ُ ُ ِنَ‬
‫وسلم تسليما كثيرا.‬
‫ىّ‬
‫إن أجمل لحظة يعيشها المـؤمن عنـدما يتذخـذ مـن العلـم طريقـا‬
‫ىّ‬
‫لليمان بالله تعالى واليقين بعظمة كتابه ومعجزته الذخال ـدة. وم ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫الحقائق العلميـة والكونيـة الغزيـرة الـتي يفيـض بهـا القـرآن إل ىّ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وسيلة هيهأها ا تبارك وتعالى لكل مؤمن ليزداد بها إيمان ـا به ـذا‬
‫ـ ـ‬
‫ىّ‬
‫ىّ‬
‫4‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫الذخالق العظيم، ووسيلة لكل ملحد يرى من خلله ـا ن ـور اليم ـان‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ىّ‬
‫ونور القرآن وصدق رسالة السلم.‬
‫وفي هذا البحث العلمي سوف نعيش مـع آيـة جديـدة ومعجـزة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫مبهرة وحقائق يقينية تحدث عنها القرآن قبـل أربعـة عشـر قرنـا،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫ويهأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين ليرددوها‬
‫ِّ‬
‫بحرفيتها!!‬
‫ول نعجب إذا علمنا أن العلماء قد بدءوا فعل ً بالعودة إلى نفس‬
‫التعبير القرآني! وهذا الكلم ليس فيه مبالغة أو مغالطة، بل هو‬
‫حقيقة واقعة تثبت لكل من يدعي بهأن القرآن ليس معجزا من‬
‫َّ‬
‫الناحية العلمية والكونية، أن القرآن وإن كان كتاب هداية‬
‫وتشريع، فهو كذلك كتاب علوم، كل عالم يجد فيه معجزة تناسب‬
‫اختصاصه العلمي.‬
‫وفي هذه السلسلة من البحاث العلمية القرآنية سوف نعيش‬
‫رحلة إيمانية في رحاب آيات هذا القرآن، وكيف يهأتي العلم‬
‫مصدقا لكتاب ا تعالى ومطابقا له. بل إننا نرى دائما تفوق‬
‫ىّ‬
‫القرآن على العلم، وذلك لن القرآن كتاب ا ومعجزته الدائمة.‬
‫ومن خلل الحقائق العلمية الكونية في هذا البحث ســوف نبحــر‬
‫في بعض اليات الـتي تح ـدثت ع ـن بن ـاء الس ـماء، وج ـاء العل ـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫حديثا ليؤكد أن الكون كله بناء محكم، ول وجود فيه لي خلل أو‬
‫َّ‬
‫فراغ أو اضطراب.‬
‫5‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫فالعلماء يؤكدون الغنى الذي يظهره الكون في البنيـة المحكمـة،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ويؤكدون رؤيتهم للنسيج الكوني وكهأنه نسيج حبك بمنتهى التقان‬
‫ُ ا ِ‬
‫والبداع، وأن النجوم والمجرات تظهر كالآللئ التي تزين العقد.‬
‫ىّ‬
‫ىّ‬
‫ِنَ‬
‫وقد نعجب إذا علمنا أن القرآن الكريم قد تحدث عــن كــل هــذه‬
‫الحقائق بمنتهى الدقة والبيان واليج ـاز والعجـاز. ف ـالحق تبـارك‬
‫ىّ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وتعالى يقول عن السماء: ﴿الله ال ـذي جع ـل لك ـم ال ِنَرض قـرارا‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ً‬
‫َّ ُ َّ ا ِ‬
‫َّ‬
‫َّ ِّ ِنَـ ا ِ‬
‫والسماء بناء وصوركم فهأحسـن صـوركُم ورزقكـم مـن الطيبـات‬
‫ِنَ َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ ِنَ َّ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ِنَ‬
‫ذِنَلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين ﴾ ]غافر: 46[. هذه الية‬
‫ا ِ ُ ُ َّ ُ ِنَ كُّ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ كُّ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬
‫العظيمة تؤكد أن السماء بناء، وهذا ما سنراه في الفقرات التية‬
‫َّ‬
‫من هذا الكتاب.‬
‫أما النسيج الكوني فقد تحدث القرآن عنه أيضا في قــوله تعــالى‬
‫مقســما بالســماء: ﴿والســماء ذات الحُبــك ﴾ ]الــذاريات: 7[. وقــد‬
‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ا ِ‬
‫َّ‬
‫ُ ِمْ ا ِ‬
‫تمكن العلماء حديثا جدا من رؤية الك ـون علـى مقـاييس مكب ـرة‬
‫ىّـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫فظهر تماما كالنسيج المحبوك، حتى إننا نجد أدق وصف للمشــهد‬
‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ‬
‫الــذي رآه العلمــاء حــديثا هــو اليــة الكريمــة: ﴿والســماء ذات‬
‫الحبك ﴾، فتبارك ا مبدع الكون ومبدع هذا النسيج المحكم!‬
‫ُ‬
‫ِمْ ُ ُ ا ِ‬
‫سوف نشاهد حديث القرآن عن الدخان الكوني في مرحل ـة م ـن‬
‫ـ ـ‬
‫مراحــل الكــون، وقــد أثبــت العلمــاء بالــدليل القــاطع والتحليــل‬
‫المذخ ـبري ل ـذرات غب ـار ملتقط ـة م ـن الفض ـاء الذخ ـارجي أن أدق‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وصف لهذه الذرات هو كلمة دخان.‬

‫6‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫وهنا تتجلى عظمة القرآن الذي سـبق العلمـاء إلـى هـذا السـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫في قوله تعالى: ﴿ثم استوى إ ا ِلى السماء وهي دخان فقِنَ ـال له ـا‬
‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِنَ ُ ِنَ  ٌ ِنَ ـ ِنَ ِنَ ِنَـ‬
‫ِنَ‬
‫ُ َّ ِمْ ِنَ ِنَ‬
‫ولل ِنَرض ائتيا طوعا أ ِنَو كرهـا قالتـا أ ِنَتينـا طـائعين ﴾ ]فصـلت: 11[.‬
‫ـ‬
‫ِنَ ا ِ ِمْ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ِمْ ً ِمْ ِنَ ِمْ ًـ ِنَ ِنَ ِنَـ ِنَ ِمْ ِنَـ ِنَـ ا ِ ا ِ ِنَ‬
‫وفي هذه الية معجزتان: الولى: حديث القرآن عن الدخان ف ـي‬
‫ـ‬
‫مرحلة من مراحل تطور الكون الكون، وهذا مــا يؤكــده العلمــاء‬
‫اليوم. والثانية: حديث القرآن عن قول السماء في تل ـك المرحل ـة،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وقد اكتشف العلماء حـديثا أن الكـون فـي بـداياته بعـد النفجـار‬
‫الكبير أصدر موجات صوتية!‬
‫ُ‬
‫إن وجود هذه الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا في كتاب أنــزل‬
‫قبل أربعة عشر قرنا لهو دليـل مـادي علـى أن هـذ القـرآن كلم‬
‫ـ‬
‫ا تعالى، وأنه كتـاب صـالح لكـل زمـان ومكـان. إن كـثيرا مـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المشككين بكتاب ا تعالى يدعون اليوم ب ـهأن الق ـرآن ل يناس ـب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫عصرنا هذا، بحجة أن اليات التي تحدثت ع ـن الظ ـواهر الكوني ـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ُ َّ‬
‫غير صحيحة من الناحية العلمية.‬
‫ولذلك فإن هذا البحث يمثـل خطـوة فـي تصـحيح هـذه النظـرة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫لـديهم، والحقـائق الـتي سنشـاهدها والـتي سـنعتمد فيهـا علـى‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أقوال علمائهم في وكالـة الفضـاء ناسـا هـي خيـر دليـل علـى‬
‫التطابق الكامل بين ما توصل إليه العلماء الي ـوم، وبي ـن م ـا ج ـاء‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫في كتاب ا عز وجل قبل مئات السنين.‬
‫ىّ‬
‫ىّ‬
‫وعسى أن تكون هذه السلسـلة العلميـة القرآنيـة وسـيلة لتـذكرة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫7‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫المؤمن بعظمة كتاب ربه س ـبحانه وتع ـالى، ووس ـيلة لهداي ـة غي ـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ َّ ا ِ ِنَ‬
‫المؤمن ليعلم أن القرآن هو الحق. يقول تعالى: ﴿وليعلم الــذين‬
‫َّ‬
‫أوتوا العلم أ ِنَنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتذخبت ل ـه قلــوبهم وِنَإ ا ِن‬
‫ِمْ ا ِ ِمْ ِنَ َّ ُ ِمْ ِنَ كُّ ا ِ ِمْ ِنَ ِّ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ُ ا ِ ا ِ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ُ ُ ُ ُ ُ ِمْ‬
‫ُ ُ‬
‫الله لهاد الذين آِنَمنوا إ ا ِلى صراط مستقيم ﴾ ]الحج: 45[.‬
‫ا ِ ِنَ  ٍ ُ ِمْ ِنَ ا ِ  ٍ‬
‫ِنَ‬
‫َّ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ َّ ا ِ ِنَ ِنَ ُ‬
‫المهندس عبد الدائم الكحيل‬
‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫بداية القصة‬
‫إن أروع اللحظات هي تلك الـتي يكتشـف فيهـا المـؤمن معجـزة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫جديدة في كتاب ا تعالى، عندما يعيش للمرة الولى مـع فهـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫جديد لية من آيات ا، وعندما يتـذكر قـول الحـق عـز وجـل: ﴿‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ىّ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وقل الحمدُ لله سـيريكم آيـاته فتعرفونهـا ومـا ربـك بغافـل ٍ عمـا‬
‫ِنَ َّـ‬
‫ِنَ ُ ا ِ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ َّ ا ِ ِنَ ُ ا ِ ُ ِمْ ِنَـ ا ِ ا ِ ِنَ ِنَ ِمْ ا ِ ُ ِنَ ِنَـ ِنَ ِنَـ ِنَ كُّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ‬
‫تعملون ﴾ ]النمل: 39[.‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِنَ‬
‫وقد بدأت قصتي مـع هـذه السلسـلة مـن البحـاث عنـدما كـانت‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تستوقفني آيات من كتاب ا تعالى ل أجد لها تفسيرا منطقي ـا أو‬
‫ـ‬
‫علميا، وبعد رحلة من البحث بين المواقع العلمي ـة وم ـا يج ـد م ـن‬
‫كُّ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ُ‬
‫اكتشافات في علوم الفلك والفضاء والكون، إذا بي أفاجهأ بهأن ما‬
‫يكتشفه العلماء اليـوم قـد تحـدث عنـه القـرآن بمنتهـى الوضـوح‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫والدقة والبيان!‬
‫ىّ‬
‫عندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقـوا عليـه كلمـة »فضـاء«،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وذلك لظنهم بهأن الكون مليء »بالفراغ«. ولكــن بعــدما تطــورت‬
‫ىّ‬
‫8‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجا‬
‫كونيا محكما ومترابطا، بدءوا بإطلق مصطلح جديد هو »بناء«.‬
‫إنهــم بالفعــل بــدءوا برؤيــة بنــاء هندســي محكــم، فــالمجرات‬
‫ُ‬
‫وتجمعاتهــا تش ـكل لبنــات وأســاس هــذا البنــاء، وتشــترك هــذه‬
‫ىّ‬
‫ىّ‬
‫المجرات مع الغبار الكوني والدخان الكوني لتش ـكيل بن ـاء ش ـديد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫التقان.‬
‫كما بدءوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصــطلحات‬
‫جديدة لـم نعهـدها مـن قب ـل مثـل الجسـور الكونيـة، والج ـدران‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الكونية، وأن هنالك مادة غيـر مرئيـة سـموها بالمـادة المظلمـة،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وه ـذه الم ـادة تمل الك ـون وتسـيطر عل ـى تـوزع المج ـرات في ـه،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وتشكل جسورا تربط هذه المجرات بعضها ببعض.‬
‫لقد بدءوا يطلقون مصطلحات غريبة أيضا، فالصور الـتي رسـمتها‬
‫ـ‬
‫أجهزة السوبر كمبيوتر أظهرت الكـون وكـهأن المجـرات فيـه للـئ‬
‫ا ِـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تزين العقد! لقد اكتشفوا أشياء كثيرة وما زالوا.‬
‫ىّ‬
‫وفي كل يـوم نجـدهم يطلقـون أبحاثـا جديـدة وينفقـون بلييـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الــدولرات فــي ســبيل هــذه الكتشــافات، بــل ويؤكــدون هــذه‬
‫الكتشافات عبر آلف البحاث العلمية التي تطالعنـا بهـا كـل يـوم‬
‫ـ ـ ـ ـ‬
‫مواقع النترنت والمجلت والصحف العلمية.‬
‫تطـابـق مذهل‬

‫9‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫ما أكثر اليات التي استوقفتني طويل، فوقفت أمامها خاشعا فــي‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫ِنَ‬
‫مح ـراب جلله ـا وجماله ـا، مت ـهأمل ً دق ـة بنائه ـا وإحكامه ـا، وروع ـة‬
‫ـ‬
‫ا ِ ـ‬
‫ىّـ‬
‫ـ ِّ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أسلوبها وسحرها، ومتدبرا دللتها ومعانيها، ومتفكرا في عجائبه ـا‬
‫ـ‬
‫ِّ‬
‫ِّ ا ِ‬
‫وعلومها ومعجزاتها.‬
‫كيف ل أقف هذا الموقف وأنا أمـام أعظـم وأجمـل وأروع كتـاب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫على الطلق، أل وهو الكتاب الذي وضع اـ تعـالى فيـه علمـه‬
‫ِنَـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا ِ ا ِ ىّ ُ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ا ِ ِنَـ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ا ِ ا ِ ِمْ ا ِ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ُ‬
‫فقال: ﴿لـكن الله يشـهد بمـا أنـزل إ ا ِليـك أنزلِنَـه بعلمـه والمآلئكـة‬
‫يشهدون وكفى بالله شهيدا ﴾ ]النساء: 661[.‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ىّ ا ِ ِنَ ا ِ‬

‫01‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫شكل ) 1( عندما ننظر إلى السماء من خلل المناظير المكبرة‬
‫) التليسكوبات( نرى بناء محكما من النجوم والغاز والغبار‬
‫والدخان، وتظهر النجوم بهألوان زاهية تزين السماء. فتهأمل‬
‫عظمة هذا البناء الكوني، وتهأمل أيضا كيف تحدث القرآن عنه‬
‫بقوله تعالى: ﴿ أ ِنَ أ ِنَ ن ت م أ ِنَ ش د خ ل قا أ ِنَ م ال س ما ء ب نا ها * ر ف عِنَ س م ك ها‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ‬
‫َّ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫ا ِ‬
‫ِنَ كُّ ِنَ ِمْ ً‬
‫ِمْ ُ ِمْ‬
‫ف س وا ها ﴾ ] النازعات: 72- 82[.‬
‫ِنَ ِنَ َّ ِنَ‬

‫شكل ) 2( تهأمل معي أخي القارئ عظمة البناء الكوني، مليين‬
‫المليين من النجوم والمجرات والدخان الكوني جميعها يمل‬
‫ِنَ‬
‫أرجاء الكون، فل تجد أي فراغ أو خلل أو اضطراب أل يدل‬
‫ذلك على عظمة خالق الكون سبحانه وتعالى؟ يقول تعالى: ﴿‬
‫َّ ِمْ ِنَ ا ِ ا ِ ِمْ‬
‫ا ل ذي خ ل ق س ب ع س م وا ت ط با قا ما ت رى في خ ل ق ال ر ح م ن م ن‬
‫ِنَ ِمْ ا ِ‬
‫ا ِ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ  ٍ ا ِ ِنَ ً ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫َّ ا ِ‬
‫11‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫ُ َّ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫ت فا و ت فا ر ج ع ا ل ب ص ر ه ل ت رى م ن ف طو ر * ث م ا ر ج ع ا ل ب ص ر‬
‫ا ِ ِمْ ُ ُ  ٍ‬
‫ِنَ ِنَ ُ  ٍ ِنَ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬
‫ك ر ت ي ن ي ن ق ل ب إ ا ِ ل ي ك ا ل ب ص ر خا س ئا و ه و ح سي ر ﴾ ] الملك: 3- 4[.‬
‫ِنَ َّ ِنَ ِمْ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ا ِ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ُ ِنَ ا ِ ً ِنَ ُ ِنَ ِنَ ا ِ  ٌ‬

‫إنه علم ا الذي يعلم أسرار الكون والذي أودع في كتابه هــذه‬
‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ‬
‫السرار، وقال عنه: ﴿قل أنزله الذي يعل ـم السِّ ـر ف ـي الس ـماوات‬
‫َّ ا ِـ‬
‫ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ُ َّ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ‬
‫وال ِنَرض إ ا ِنه كان غفورا رحيما ﴾ ]الفرقان: 6[.‬
‫َّ ا ِ‬
‫ِنَ ِمْ ِمْ ا ِ َّ ُ ِنَ ِنَ ِنَ ُ‬
‫والعجيب جدا أن القرآن الكريم تحدث بدقـة فائقـة عـن حقـائق‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫كونية نراها اليوم! والدلئل التي سنش ـاهدها ونلمس ـها ف ـي ه ـذا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫البحث العلمي هي حجة قوية جدا على ذلك.‬
‫ىّ‬
‫س ـوف نض ـع أق ـوال أه ـم الب ـاحثين والمكتش ـفين عل ـى مس ـتوى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫العالم بحرفيتها، وبلغتهم التي ينشرون به ـا أبح ـاثهم، وم ـن عل ـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫مواقعهم على النترنت، والتي يمكن لكل إنسان أن يرى ويتهأمــل‬
‫هذه القوال مباشرة. ونتهأمل بالمقابل كلم ا الحق عز وجــل،‬
‫ىّ‬
‫ىّ ىّ‬
‫ونق ـارن ونت ـدبر دون أن نحم ـل ه ـذه الي ـات م ـا ل تحتمل ـه م ـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِّـ‬
‫ـ ىّ‬
‫ـ‬
‫التهأويلت أو التفسيرات.‬
‫سوف نرى التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم الي ـوم وبي ـن م ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تحدث عنه القرآن قبـل قـرون طويلـة. ولكـن قبـل التعـرف إلـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫هذه الحقائق ل بد أن نقف على أحد النتقادات المزعوم ـة ال ـتي‬
‫ـ ـ‬
‫ىّ‬
‫تــوجه للعجــاز العلمــي فــي القــرآن الكريــم والســنة النبويــة‬
‫ىّ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫المطهرة.‬
‫21‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫هجوم على العجاز العلمي‬
‫صدرت بعض المقالت مؤخرا يتسـاءل أصـحابها: إذا كـانت هـذه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ُ‬
‫ـ‬
‫الحقائق العلمية والكونية موجودة فـي القـرآن منـذ 0041 سـنة،‬
‫ـ‬
‫فلماذا تنتظرون الغرب حتى يكتشفها ثم تقول ـون إن الق ـرآن ق ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫سبقهم للحديث عنها؟ ولماذا تحملون النص القرآني ما ل يحتمل‬
‫ىّ‬
‫من التهأويل والتفسير؟‬
‫والجواب نجده فـي نفـس اليـات الـتي جـاء فيهـا التطـابق بيـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫العلم والقرآن، فهـذه اليـات موجهـة أساسـا للملحـدين الـذين ل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يؤمنون بالقرآن، خاطبهم بها اـ تعـالى بـهأنهم هـم مـن سـيرى‬
‫ُ ِمْ ِنَ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫هذه الحقائق الكونية، وهم من سيكتشفها.‬
‫ِمْ ِنَـ ا ِ‬
‫لذلك نجد البيان اللهي يقـول لهـم: ﴿سـنريهم آياتنـا فـي الفـاق‬
‫ِنَ ُ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَـ ا ِـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أ ِنَنه الحق أ ِنَولِنَم يكف بربك أ ِنَنه علــى‬
‫ِنَ ا ِ ِنَ ُ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ َّ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ِنَ ِنَ ُ ِمْ َّ ُ ِمْ ِنَ كُّ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ ا ِ ِنَ ِّ ِنَ َّ ُ ِنَ ِنَ‬
‫كُل شيء شهيد ﴾ ]فصلت: 35[.‬
‫ِّ ِنَ ِمْ  ٍ ِنَ ا ِ  ٌ‬
‫هذه الية الصريحة تذخاطب أولئك الذين يش ـككون بــالقرآن، وأن‬
‫ىّ‬
‫ا ـ س ـيريهم آي ـاته ومعجزات ـه ح ـتى ي ـدركوا ويس ـتيقنوا أن ه ـذا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫القرآن هو الحـق، وأنـه كتـاب اـ تعـالى. ويذخـاطبهم أيضـا بـل‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَـ ِنَ ا ِ ِمْ ا ِ ا ِ‬
‫ويناديهم بقوله تعالى: ﴿أ ِنَفل ِنَ يتدِنَبرون القُرآن ول ـو ك ـان م ـن عن ـد‬
‫غير الله لوجدوا فيه اختلفا كثيرا ﴾ ]النساء: 28[.‬
‫ِنَ ِمْ ا ِ ىّ ا ِ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ‬
‫إذن لو كان هذا القرآن من عند بشر أي من عند غير ا تعالى،‬
‫لرأينا فيه الختلفات والتناقضات، ولكن إذا رأيناه موافقا ومطابقا‬
‫31‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫للعلم الحديث ول يناقضه أبدا، فهذا دليل علمي علــى أنــه صــادر‬
‫من ا تبارك وتعالى فهو خالق الكون وهو منزل القرآن.‬
‫ِنَ ىّ‬
‫وه ـذا ه ـو ه ـدف العج ـاز العلم ـي، أن ن ـرى ف ـي ه ـذا الق ـرآن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫التناسق في كل شيء، ول نجد فيه أي خلل أو خطهأ أو تنــاقض،‬
‫ىّ‬
‫وهذه مواصفات كتاب ا تعالى. بينم ـا كت ـب البش ـر مهم ـا أتقنه ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫مؤلفوها سيبقى فيها التناقض والختلف والخطاء.‬
‫وأكبر دليل على صدق هذه الحقيقـة القرآنيـة أن العلمـاء بـدءوا‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا ِ‬
‫يغيرون مصطلحاتهم الكونية: مثل )فض ـاء( إل ـى )بن ـاء(. إذن ه ـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫اكتشفوا أنهم مذخطئون في هذه التسمية فعدلوا عنها إلى ما هو‬
‫أدق وأصح منها بعدما اكتشفوا المادة المظلمة.‬
‫ىّ‬
‫ىّ‬
‫ولكن القرآن المنزل من الذي يعلــم أســرار الســماوات والرض،‬
‫ِنَ َّ‬
‫أعطانا التعبير الدقيق مباشرة، وهو القائل عـن كتـابه الكريـم: ﴿‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ا ِ ُ ا ِ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ ِنَ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ ِمْ ِمْ ا ِ ا ِ ِنَ ِمْ ا ِ  ٌ ا ِ ِمْ ِنَ ا ِ  ٍ‬
‫ل يهأتيه الباطـل مـن بيـن يـدِنَيه ول مـن خِنَلفـه تنزيـل مـن حكيـم‬
‫حِنَميد ﴾ ]فصلت: 24[.‬
‫ىّ‬
‫ا ِ  ٍ‬
‫إن هذه الكتشافات لو تمـت علـى أيـدي مـؤمنين ثـم قـالوا إنهـا‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫َّـ‬
‫موجودة في القـرآن إذن لشـكك الملحـدون بمصـداقيتها، وقـالوا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫ـ‬
‫بهأنها غير صحيحة. ولكن المعجزة أنك تجد من ينكر القرآن يــردد‬
‫ِّ‬
‫كلمات هذا القرآن وهو ل يشعر!! وفي هذا إعجاز أك ـبر مم ـا ل ـو‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫تم الكتشاف على أيدي المؤمنين.‬
‫َّ‬
‫ولو تتبعنا آيات القرآن الكونية نجدها غالبا ما تذخــاطب الملحــدين‬
‫41‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫البعيدين عن كتاب ا والمنكرين لكلمه تبارك وتعالى. فالمؤمن‬
‫يؤمن بكل ما أنزل ا سبحانه وتعالى، وهذه الحقــائق العلميــة‬
‫تزيده يقينا وإيمانا بذخالق هذا الكـون ومبـدعه وهـو القائـل عـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫إبـداع خلقـه: ﴿صـنع اللـه الـذي أ ِنَتقـن كـل شـيء إ ا ِنـه خِنَبيـر بمـا‬
‫ِمْ ِنَ ِنَ ُ َّ ِنَ ِمْ  ٍ َّ ُ ا ِ  ٌ ا ِ ِنَـ‬
‫ُ ِمْ ِنَ َّ ا ِ َّ ا ِ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تفعلون ﴾ ]النمل: 88[.‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِنَ‬
‫أما الملحد الذي ينكر القـرآن ول يـؤمن برسـالة السـلم، فيجـب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عليه أن ينظر ويتهأمل ليصل إلى إيمان ع ـن قناع ـة، ولي ـدرك م ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ ِنَ‬
‫ِنَ‬
‫وراء هذه الحقائق صدق هذا الدين وصـدق خـاتم النـبيين عليـه‬
‫ـ‬
‫ـ ىّ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أفضل الصلة والتسليم.‬
‫عظمة الكون‬
‫هنالك أنواع متعددة من المجرات تسبح في الكون وتشكل لبنات‬
‫بناء في هذا الكون الواسع. وتوجد في الكون المرئي من هــذه‬
‫المجرات أو اللبنات مئات البليين!! وبالرغم م ـن ذل ـك ل تش ـكل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫إل أقل من 5 بالمئة من البناء الكوني، أما الـ ـ 59 بالمئ ـة الباقيــة‬
‫ـ‬
‫فهي مادة مظلمة ل ترى. إن كل مجرة من هذه المجرات تحوي‬
‫ُ‬
‫أكثر من مئة ألف مليون نجم! فسبحان مبدع هذا البناء العظيم.‬
‫إن الضوء يقطع في الثانية الواحدة 003 ألـف كيلـو مـترا تقريبـا،‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫وهو يقطع في سنة كاملة 5.9 تريليون كيلو مترا تقريبا، والمجـرة‬
‫َّ‬
‫التي تبعد عنا بليون سنة ضوئية، يحتاج ضوؤها للوصول إلينا إلــى‬
‫بليون سنة! خلل هذا الزمن يقطـع ضـوء هـذه المجـرة مسـافة‬
‫51‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫قدرها 5.9 ألف مليون مليون مليون كيلو متر!!‬

‫شكل ) 3( الكون كما يظهر بالجهزة المكبرة الحديثة، وتظهر‬
‫فيه النجوم والغبار والدخان الكوني، إنها عظمة الذخالق تبارك‬
‫وتعالى. إنه بناء محكم ل وجود فيه للذخلل أو الفراغ أو الفروج‬
‫ُ‬
‫والشقوق. إن هذا المشهد المهيب ينبغي أن يكون وسيلة‬
‫لمزيد بالذخالق تبارك وتعالى والذخوف من عقابه، كيف ل وهو‬
‫القائل عن عباده المؤمنين: ﴿ا ل ذي ن ي ذِمْ ك رو ن ال ل ه ق يا ما و ق عو دا‬
‫َّ ا ِ ِنَ ِنَ ُ ُ ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ ُ ُ ً‬
‫و ع لى ج نو ب ه م و ي ت ف ك رو ن في خ ل ق ال س ما وا ت وا ل ِنَر ض ر ب نا ما‬
‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِمْ ا ِ ِنَ َّ ِنَ ِنَ‬
‫ِنَ ِمْ ا ِ‬
‫ُ ُ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ ا ِ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫خ ل ق ت ه ذا با ط ل س ب حا ن ك ف ق نا ع ذا ب ال نا ر ﴾ ] آل عمران: 191[.‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ً ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ا ِ‬

‫61‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫شكل ) 4( المجرات تز ين الكون كما تزين الآللئ العقد: في‬
‫ىّ‬
‫هذه الصورة تظهر المجرات البعيدة بهألوانها الحقيقية تماما‬
‫كالزينة، وقد حدثنا عنه القرآن عن هذا المشهد قبل أن يراه‬
‫العلماء بقرون طويلة في قوله تعالى: ﴿ أ ِنَ ف ل م ي ن ظ روا إ ا ِ لى‬
‫ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ُ ُ‬
‫ال س ما ء ف و ق ه م ك ي ف ب ن ي نا ها و ز ي نا ها و ما ل ها م ن ف رو ج ﴾ ] ق: 6[.‬
‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ  ٍ‬

‫الكون لبنات بناء‬
‫والن سوف نستعرض مثال ً على كلمات رددهــا علم ـاء غربيــون‬
‫ىّ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫حديثا، وهي موجودة في القرآن قبل مئ ـات الس ـنين! فف ـي أح ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫البحاث التي أطلقها المرصد الوروبي الجنـوبي يصـرح مجموعـة‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫ـ‬

‫71‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫مــن العلمــاء بــهأنهم يفضــلون اس ـتذخدام كلمــة ]لبنــات بنــاء مــن‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫المجرات[ بدل ً من كلمة ]مجرات[، ويؤكدون أن الكون مزين بهذه‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫البنية تماما كالذخرز المصفوف على العقد أو الذخيط!!‬
‫ففي هذا البحث يقول الدكتور بول ميلر مكتشف النسيج الكــوني‬
‫وزملؤه، يقولون بالحرف الواحد:‬
‫إن المجــرات الولــى، أو بــالحرى لبنــات البنــاء الولــى مــن‬
‫المجرات، سوف تتشـكل فـي خي ـوط النسـيج. وعنـدما تبـدأ بب ـث‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الضوء، سوف ت ـرى وه ـي تح ـدد مذختلـف الذخي ـوط غي ـر المرئي ـة،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫ـ‬
‫ُـ‬
‫وتشبه إلى حد كبير الذخرز على العقد.‬
‫السماء بناء‬
‫َّ‬
‫وبعــد أن أبحــرت فــي الكــثير مــن المقــالت والبحــاث العلميــة‬
‫ُ‬
‫والصادرة حديثا حول الكون وتركيبه، تهأكدتُ أن هذا العالم ليــس‬
‫ا ِ‬
‫هو الوحيد الذي يعتقد بذلك، بل جميـع العلمـاء يؤكـدون حقيقـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫البناء الكوني، ول تكاد تذخلو مقالة أو بحث فـي علـم الفلـك مـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫اس ـتذخدام مص ـطلح ]بني ـة الك ـون[. وه ـذا ي ـدل عل ـى أن العلم ـاء‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫متفقـون اليـوم علـى هـذه الحقيقـة العلميـة، أي حقيقـة البنـاء.‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وذهبت مباشرة إلى كتاب الحقائق – القرآن، وفتشت عــن كلم ـة‬
‫ـ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫﴿بناء ﴾، وما هي دللت هذه الكلمة.‬
‫وكانت المفاجهأة أن هذه الكلمة وردت كصفة للسماء فــي قــوله‬
‫ىّ‬
‫تعالى: ﴿الله الذي جعل لكم ال ِنَرض قرارا وال س ماء ب ناء‬
‫ا ِ ِنَ‬
‫َّ ِنَ‬
‫ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫َّ ُ َّ ا ِ‬
‫81‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫َّ ِّ ِنَ ا ِ ِنَ ُ ُ َّ ُ ِنَ كُّ ُ ِمْ‬
‫وصوركم فهأحسن صوركم ورزقكم منِنَ الطيبات ذلا ِكم اللـه ربكـم‬
‫ِنَ ِنَ َّ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِّ‬
‫فِنَتبارك الله رب العالمين ﴾ ]غافر: 46[. وفي آية أخرى نجد قــوله‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ كُّ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬
‫تعالى: ﴿الذي جعل لكم ال ِنَرض فراشا وال س ما ء ب نا ء ﴾ ]البقرة:‬
‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ‬
‫َّ ا ِ‬
‫ً‬
‫22[.‬
‫وسبحان ا تعالى! كلمة يسـتذخدمها القـرآن فـي القـرن السـابع‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الميلدي، ويـــهأتي العلمـــاء فـــي القـــرن الحـــادي والعشـــرين‬
‫ليستذخدموها بحرفيتها بعدما تهأكدوا وتثبتوا بهأن هذه الكلمــة تعبــر‬
‫ِّ‬
‫َّ‬
‫تعبيرا دقيقـا عـن حقيقـة الكـون وأنـه بنـاء محكـم، فهـل هـذه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫مصــادفة أم معجــزة؟! يقــول تعــالى: ﴿قــل انظــروا مــاذا فــي‬
‫ِنَ ِنَ ا ِ‬
‫ُ ا ِ ِمْ ُ ُ‬
‫السماوات وال ِنَرض وما تغني ال ِنَِنَيات والنذر عن قـوم ل يؤمنـون ﴾‬
‫ُ ِنَ كُّ ُ ُ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ  ٍ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ُـ ِنَ‬
‫ِمْ‬
‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ‬
‫]يونس: 101[.‬
‫للئ تزين العقد!‬
‫ِّ‬
‫عندما رأى العلمـاء هـذا الكـون بمنـاظيرهم المقربـة والمكـبرة،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ورأوا ما فيه من نجوم ومجرات وغبار كوني وجدوا أنفسهم أمام‬
‫بناء هندسي كوني فسارعوا لطلق مصطلح ]البن ـاء[ عل ـى ه ـذا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الحشد الضذخم من المجـرات والـدخان والغبـار، ورأوا فيـه ألوانـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وزينة فشبهوها بالآللئ!‬

‫91‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫شكل ) 5( تمثل المادة المظلمة أكثر من 59% من حجم‬
‫الكون، هذه المادة ل نراها ولكنها موجودة وهي التي تسيطر‬
‫على توزع المادة المرئية في الكون. وحجم المادة المرئية‬
‫في الكون أقل من 5% وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما تفوق‬
‫على العلم بتسمية السماء ﴿بناء ﴾ وليس كما يسميها العلماء‬
‫ فضاء.‬

‫02‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫شكل ) 6( مجرة حلزونية تسير في الكون وفق نظام محكم،‬
‫وتبعد أكثر من 031 ألف سنة ضوئية!! ويوجد أكثر من مئة ألف‬
‫مليون مجرة في الكون أكبر وأصغر من هذه. إن السماء كما‬
‫يقول العلماء بناء محكم بل السماء تظهر غنى في البناء،‬
‫وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل إن البارئ سبحانه قد أقسم بهذا‬
‫البناء: ﴿ وال س ما ء و ما ب نا ها ﴾ ] الشمس: 5[.‬
‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫ِنَ‬

‫وفي أقوال العلمـاء عنـدما تحـدثوا عـن البنـاء الكـوني نجـدهم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يتحـدثون أيضـا عـن تشـبيه جديـد وهـو أن المجـرات وتجمعاتهـا‬
‫تشكل منظـرا رائعـا بمذختلـف اللـوان الزرق والصـفر والخضـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫12‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫مثل الذخرز على العقد، أو مثل الآللئ المصفوفة علــى خيــط. أي‬
‫أن هؤلء العلماء يرون بناء وزينة.‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ففي إحدى المقالت العلمية نجد كبار علمـاء الفلـك فـي العـالم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يصرحون بعدما رأوا بهأعينهم هذه الزينة:‬
‫إن المادة في الكون تشكل نسيجا كونيا، تتشكل فيــه المجــرات‬
‫على طول الذخيوط للمادة العادية والمادة المظلمــة مثــل الآللــئ‬
‫على العقد.‬
‫إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفيـة بنـاء الكـون، ثـم يقـررون‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زين ـة ه ـذا البن ـاء. ويق ـررون أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الكون يمتلئ بالمادة العادي ـة المرئي ـة والم ـادة المظلم ـة ال ـتي ل‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ُ‬
‫ترى، أي ل وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج في ـه. لق ـد وج ـدت‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ُ‬
‫أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عــن هــذه الحقــائق‬
‫في آية واحدة فقط!!!‬
‫والعجب من ذلك أن هذه الية تذخاطب الملحــدين الــذين كــذبوا‬
‫بالقرآن، يذخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتهأمل والبحث عن كيفي ـة‬
‫ـ‬
‫هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتهأمل ما بين هذه الزينة كإشارة‬
‫كُّ‬
‫إلى المادة المظلمة، تماما مثلما يرون!!!‬
‫يقول تعالى: ﴿أ ِنَفلم ينظروا إ ا ِلى السماء فوقهم ك ي ف ب ن ي نا ها‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬
‫َّ ِنَ‬
‫ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ُ‬
‫و ز ي نا ها وما لها من فروج ﴾ ]ق: 6[. والفروج في اللغة هي‬
‫ُ ُ  ٍ‬
‫ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ‬
‫الشقوق.‬
‫22‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫واليوم نحن نشـاهد مـن خلل الصـور البنـاء الكـوني كمـا ظهـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫للعلماء في أضذخم عملية حاسوبية، وتظهر المجرات كلبنات البناء‬
‫التي تزين السماء، وتظهر المادة المظلمة بلون أسود.‬
‫إذن تهأمل معي قول العلماء بهأن السماء بناء، ومزينة، ول فــروج‬
‫أو فراغ فيها، وتهأمل كذلك قول اـ تعـالى: ﴿أ ِنَفلـم ينظـروا إ ا ِلـى‬
‫ِنَـ‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ُ‬
‫ـ‬
‫السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لِنَها من فروج ﴾، أل تصور‬
‫ُ ُ  ٍ‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ‬
‫َّ ِنَ‬
‫لنا الية الكريمة ما يراه العلماء اليوم بهأحدث الجهزة؟‬
‫وتهأمل أيضا أخي القارئ كيف يتحدث هؤلء العلم ـاء ف ـي أح ـدث‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫اكتشاف لهـم عـن كيفيـة البنـاء لهـذه المجـرات، وكيـف تتشـكل،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وكيف تزين السماء كمـا تزي ـن الآللـئ العق ـد! حـتى الفـراغ بيـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫ُ ىّ‬
‫المجرات والذي ظنه العلمـاء أنـه خـال تمامـا، اتضـح حـديثا أنـه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ  ٍ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫ممتلئ تماما بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن الس ـماء خالي ـة م ـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫أيـة فـروج أو شـقوق أو فـراغ، وبمـا يتطـابق تمامـا مـع النـص‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫القرآني الكريم.‬
‫كلمات قرآنية في مصطلحات الغرب!‬
‫وسبحان الذي أنزل هـذا القـرآن! الحـق تعـالى يطلـب منهـم أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫كُّ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ينظروا إلى الس ـماء م ـن ف ـوقهم، ويطل ـب منه ـم أن يبحثـوا ع ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫كيفية البناء وكيف زينهـا، وهـم يتحـدثون عـن هـذا البنـاء وأنهـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ ـ‬
‫يرونه واضـحا، ويتحـدثون عـن شـكل المجـرات الـذي يبـدو لهـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫كالذخرز الذي يزين العقد. ونجدهم في أبحاثهم يستذخدمون نفس‬
‫32‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫كلمات القرآن!‬
‫ففي المقالت الصادرة حديثا نجد هؤلء العلماء يطرحون سؤال ً‬
‫يبدءونه بنفـس الكلمـة القرآنيـة: »كيـف تشـكل البنـاء الكـوني«.‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ويستذخدمون نفس الكلمة القرآنية وهي كلمة »كيـف« ولـو قرأنـا‬
‫هذه المقالة نجد أنها تتحدث عن بنية الكون وهو ما تحدثت عن ـه‬
‫ـ‬
‫الية: ﴿كيف بنيناها ﴾!‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬
‫حتى إننا نجد في القرن الحادي والعشرين الجوائز العالمية تمنح‬
‫ُ‬
‫تباعا في سبيل الجابة عن سؤال طرحه القرآن قبل أربعة عشر‬
‫قرنا، أليس هذا إعجازا مبهرا لكتاب ا تعالى؟!‬
‫ولكن الذي أذهلني عندما تهأملت مشتقات ه ـذه الكلم ـة أي كلم ـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ُ‬
‫﴿بناء ﴾، أن المصطلحات التي يستذخدمها العلماء وما يؤكدونه في‬
‫أبحاثهم وما يرونه يقينا اليوم، قد سبقهم القرآن إلـى اسـتذخدامه،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وبشكل أكثر دقة ووضوحا وجمال.‬
‫ً‬
‫ولو بحثنا في كتاب ا جـل وعل عـن اليـات الـتي تنـاولت بنـاء‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫الكون، لوجـدنا أن البيـان اللهـي يؤكـد دائمـا هـذه الحقيقـة أي‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِمْ ُ ِمْ‬
‫حقيقة البناء القـوي والمتماسـك والشـديد. يقـول تعـالى: ﴿أ ِنَأ ِنَنتـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أ ِنَشد خلقا أ ِنَم السماء بناها ﴾ ]النازعات: 72[.‬
‫َّ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫ِنَ كُّ ِنَ ِمْ ً ا ِ‬
‫والعلم ـاء يؤك ـدون أن الق ـوى الموج ـودة ف ـي الك ـون تف ـوق أي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫خيال. ويمكن للقارئ الكريم الرجوع للمراج ـع ف ـي نهاي ـة البح ـث‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫لخذ فكرة عن ضذخامة القوى التي تتحكـم بـالكون. وفـي هـذه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫42‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫الية الكريمة إشارة واضحة إلى هذه الق ـوى م ـن خلل كلم ـة ﴿‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أشد ﴾، والتي تعني القوة والشدة.‬
‫ِنَ كُّ‬
‫بل إن ا عز وجل قد أقسم بهذا البن ـاء فق ـال: ﴿والس ـماء وِنَم ـا‬
‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫ىّ‬
‫بناها ﴾ ]الشمس: 5[. وا تعالى ل يقسم إل بعظيم.‬
‫ُ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫وهذا هو أحد علماء الغرب يؤك ـد أن الك ـون ب ـهأكمله عب ـارة ع ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بناء عظيم فيقول:‬
‫»إن من أكثر الحقائق وضوحا حول الكون أن ـه يظه ـر غن ـى ف ـي‬
‫ـ ُ ـ ا ِ ً ـ‬
‫البن ـاء علـى كافـة المق ـاييس مـن الك ـواكب والنجـوم والمجـرات‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وحتى تجمعات المج ـرات والتجمع ـات المجري ـة الك ـبيرة الممت ـدة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫لعدة مئات من المليين من السنوات الضوئية«.‬
‫العجاز العلمي أرقى أسلوب لذخطاب الملحد‬
‫هؤلء العلماء ينكرون كلم ا تعالى وهو القرآن، ويقولون إنه‬
‫من صنع محمد صلى ا عليه وسلم!!! وربما ل يؤمنون بوجود‬
‫خالق لهذا الكون، لنهم في حالة تذخبط واختلط. والعجيب أن‬
‫ىّ‬
‫ا تعالى يصف حالهم هذه في قوله عز وجل: ﴿بل كذبوا‬
‫ىّ ِنَ ِمْ ِنَ َّ ُ‬
‫ىّ‬
‫بالحق لما جاءهم فهم في أ ِنَمر مريج ﴾ ]ق: 5[. أي أن هؤلء‬
‫ِمْ  ٍ ِنَ ا ِ  ٍ‬
‫ا ِ ِمْ ِنَ ِّ ِنَ َّ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ا ِ‬
‫المكذبين بالقرآن وهو الحق، هم في حيرة واختلط من أمرهم‬
‫ىّ‬
‫وفي حالة عدم استقرار.‬
‫وعلـى الرغـم مـن ذلـك يـدعوهم اـ تعـالى فـي اليـة التاليـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫52‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫مباشرة للنظر والتهأمل في كيفية بناء وتزيين الك ـون، ويؤك ـد له ـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أنه هو الذي بنى هذه المجرات وهو الذي جعلها كالزينة للسماء،‬
‫يقول تعالى: ﴿كيف بنيناها وزيناها ﴾، بل ويسذخر لهم أسباب ه ـذا‬
‫ـ‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَ‬
‫النظر وأسباب هذه الكتشافات، وذلك ليستدلوا بهــذا البنــاء علــى‬
‫الباني سبحانه وتعالى.‬
‫وليذخرجوا من حيرتهم وتذخبطهم ويتفكروا في هذا البناء الكــوني‬
‫كُّ‬
‫ِنَ‬
‫المتناس ـق والمحك ـم، ليس ـتيقنوا بوج ـود الذخ ـالق العظي ـم تب ـارك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ُ ـ‬
‫ـ‬
‫وتعالى. والسؤال: أليست هذه دعوة من ا تعـالى بلغـة العلـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫لليمان بهذا الذخالق العظيم؟‬
‫إن الدين الذي يتعامل مـع غيـر المسـلمين بهـذا المنهـج العلمـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫للقنـاع، هـل هـو ديـن تذخلـف وإرهـاب، أم ديـن علـم وتسـامح‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وإقناع؟!! أل نرى في خطاب ا تعـالى لغيـر المسـلمين خطابـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫علميا قمـة التسـامح حـتى مـع أعـداء السـلم؟ أليـس العجـاز‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ ِنَ‬
‫العلمي أسلوبا حضاريا للدعوة إلى ا تعالى؟‬
‫إذا كان العجـاز العلمـي والـذي هـو السـلوب الـذي تعامـل بـه‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫القرآن مع أعدائه ودعاهم للنظر والتدبر، إذا كان هذا العج ـاز ـ ـ‬
‫ـ‬
‫كما يقول بعضهم ـ وسيلة غير ناجحـة للـدعوة إلـى اـ تعـالى،‬
‫إذن ما هي الوسيلة التي نذخاطب بها الملحدين في عصــر العلــم‬
‫والمادة الذي نعيشه اليوم؟‬
‫ِنَ ا ِ ا ِ ِنَ ِّ ِنَ ا ِ ِمْ ا ِ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ‬
‫يقول تعـالى: ﴿ادع إ ا ِل ـى س ـبيل رب ـك بالحكم ـة والموعظ ـة الحِنَس ـنة‬
‫ِمْ ُ ِنَـ‬
‫ـ‬
‫62‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ َّ ِنَ َّ ِنَ ُ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ َّ ِنَ ِمْ ِنَ ا ِ ا ِ ا ِ‬
‫وِنَجادلهم بالتي هي أ ِنَحسن إ ا ِن ربك هو أ ِنَعلم بم ـن ض ـل ع ـن س ـبيله‬
‫ِنَ ا ِ ِمْ ُ ِمْ ا ِ َّ ا ِ‬
‫وِنَهو أ ِنَعلم بالمهتدين ﴾ ]النحل: 521[.‬
‫ُ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ا ِ ِمْ ُ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ‬

‫في رحاب تفسير هذه الية‬
‫قال المام الطبري رحمه ا تعالى في تفس ـيره لمعن ـى البن ـاء:‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وقوله عز وجل: ﴿أ ِنَفلم ينظروا ﴾ يقول تعالى ذك ـره: أفل ـم ينظ ـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ُ ُ‬
‫ه ـؤلء المك ـذبون ب ـالبعث بع ـد الم ـوت المنك ـرون ق ـدرتننا عل ـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫إحيائهم بعد بلئهم، ﴿إ ا ِلى السماء فوقهم كيـف بنيناهـا وزيناهـا ﴾‬
‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَـ ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَـ‬
‫ِنَ‬
‫فسويناها سقفا محفوظا، وزيناها بالنجوم؟ ﴿وما لِنَها من فروج ﴾‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ  ٍ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫يعني : وما لها من صدوع وفتوق.‬
‫َّ ِنَ ا ِ‬
‫وقال المام القرطبي في قوله تعالى: ﴿أ ِنَفلم ينظروا إ ا ِلى السماء‬
‫ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ُ ُ‬
‫فوقهم ﴾ أي نظر اعتبار وتفكـر وأن القـادر علـى إيجادهـا قـادر‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ‬
‫علــى العــادة ﴿كيــف بنيناهــا ﴾ فرفعناهــا بل عمــد ﴿وزيَّناهــا ﴾‬
‫ِنَ ِنَ َّ ِنَ‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬
‫بـالنجوم ﴿ومـا لهـا مـن فـروج ﴾ جمـع فـرج وهـو الشـق. وقـال‬
‫ىّ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ِنَ ِنَـ ِنَ ِنَـ ا ِ ِمْ ُ ُ  ٍ‬
‫ـ‬
‫الكسائي ليس فيها تفاوت ول اختلف ول فتوق.‬
‫وفي تفسير الطبري رحمه ا تعالى نج ـده يق ـول: الق ـول ف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تهأويل قوله تعالى: ﴿والسماء بناء ﴾، قال أبو جعفر: وإنما س ـميت‬
‫ـ‬
‫ِنَ َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً‬
‫السماء سماء لعلوها على الرض وعلى سكانها من خلقه، وكل‬
‫ِّ‬
‫ً‬
‫شيء كان فوق شيء آخـر فهـو لمـا تحتـه سـماة. ولـذلك قيـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫لسقف البيت: سماوة، لن ـه ف ـوقه مرتف ـع علي ـه. فك ـذلك الس ـماء‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫سميت للرض سماء، لعلوها وإشـرافها عليهـا. وعـن قتـادة فـي‬
‫ِّ‬
‫72‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫قول ا: ﴿والسماء بناء ﴾ قال: جعل السماء سقفا لك.‬
‫ِنَ َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً‬
‫ونتساءل الن: أليس ما فهمه المفسرون رحمهم ا تعالى مــن‬
‫هذه اليات، هو ما يكتشفه العلم ـاء الي ـوم؟ أليس ـت الم ـادة تمل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الكون؟ أليست النجوم والمجـرات كالزينـة فـي السـماء؟ أليسـت‬
‫ـ‬
‫َّـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫هذه السماء خالية من أي ف ـروج أو ش ـقوق أو فراغ ـات؟ وه ـذا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يؤكد وضوح وبيان النـص القرآنـي وأن كـل مـن يقـرأ كتـاب اـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تعــالى، يــدرك هــذه الحقــائق كــل حســب اختصاصــه وحســب‬
‫ٌّ‬
‫معلومات عصره.‬
‫تطور الحقائق العلمية‬
‫ف ـي الق ـرن الس ـابع الميلدي عن ـدما ن ـزل الق ـرآن الكري ـم، ك ـان‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫العتقـاد السـائد عنـد النـاس أن الرض هـي مركـز الكـون وأن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫النجوم والكـواكب تـدور مـن حولهـا. فلـم يكـن لحـد علـم ببنيـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الكون أو نشوئه أو تطوره. لم يكن أحد يتذخيل العــداد الضــذخمة‬
‫مـن المجـرات، بـل لـم يكـن أحـد يعـرف شـيئا عـن بنيـة هـذه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المجرات.‬
‫وبقي الوضع كما هو حتى جاءت النهضة العلمية الحديثة، عنــدما‬
‫بدأ العلماء بالنظر إلى السماء عبر التليسكوبات المكـبرة، وتطـور‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫علم الفضاء أكثر عندما استذخدم العلماء وسائل التحليـل الطيفـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫لضوء المجرات البعيـدة. ثـم بـدأ عصـر جديـد عنـدما بـدأ هـؤلء‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫الباحثون اسـتذخدام تقني ـات المعالجـة بالحاس ـوب للحص ـول عل ـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫82‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫المعلومات الكونية.‬
‫ولكن وفي مطلع اللفية الثالثة دخل علم الفض ـاء عص ـرا جدي ـدا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫باستذخدام السوبر كومـبيوتر، عنـدما قـام العلمـاء برسـم مذخطـط‬
‫للكون ثلثي البعاد، وقد كانت النتيجة اليقينية الــتي توصــل إليهــا‬
‫ـ ً‬
‫العلماء هي حقيقة أن ك ـل شـيء فـي ه ـذا الك ـون يمث ـل بن ـاء‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫محكما.‬
‫ُ‬
‫ولكن الذي استوقفني طويل ً قوله تعالى يصف ه ـذه النج ـوم: ﴿‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا ِ‬
‫وزينا السماء الدكُّنيا بمصابيح وحفظا ذل ـك تق ـدير الِمْعزي ـز العِنَلي ـم ﴾‬
‫ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ ِمْ ً ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ِمْ ا ِ ُ ِنَ ا ِ ا ِ ِمْ ا ِ ا ِ‬
‫َّ ِنَ ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ َّ َّ‬
‫]فصلت: 21[. وقد أدهشـني بالفعـل أن العلمـاء التقطـوا صـورا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫رائعة للنجـوم شـديدة اللمعـان أو الكـوازرات، وأدركـوا أن هـذه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫النجوم تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها. لذلك أطلق ـوا عليه ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫اسما جديدا وهو »المصابيح«، وسبحان الـذي سـبقهم إلـى هـذا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ‬
‫السم فقال عن النجوم التي تزين السماء: ﴿وزينا السَّماءِنَ الــدنيا‬
‫كُّ ِمْ ِنَ‬
‫ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ َّ َّ‬
‫بمصابيح ﴾ ]فصلت: 21[.‬
‫ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬
‫تهأمــل عزيــزي القــارئ هــذه النجــوم الــتي ســماها العلمــاء‬
‫بالمصابيح ولكن القرآن قد سبقهم إلى ه ـذا الس ـم قب ـل ذل ـك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫في قوله تعـالى: ﴿زينـا السـماء الـدنيا بمصـابيح ﴾ ]فصـلت: 21[.‬
‫ـ‬
‫كُّ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَـ ا ِ ِنَ‬
‫َّ ِنَ ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ َّ َّـ‬
‫ـ‬
‫أليس القرآن هو كتاب الحقائق الكونية؟؟‬
‫من الذي علم محمدا هذه الكلمات؟‬
‫ىّ‬
‫ِنَ‬
‫تساؤلت نكررها دائما في هذه البحاث وهو: لو كان القرآن من‬
‫92‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫تهأليف محمد عليه صلوات ا وس ـلمه، إذن كيـف اس ـتطاع وه ـو‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫النبي المي أن يطرح سؤال ً على الملحدين ويدعوهم للنظر ف ـي‬
‫ـ‬
‫كُّ‬
‫كُّ‬
‫كيفية بناء الكون؟‬
‫وكيف حدد أن النجوم تزين السماء؟ ومن أين أتــى بمصــطلحات‬
‫ىّ‬
‫َّ‬
‫علمية مثل ﴿بناء ﴾ و ﴿مصابيح ﴾!؟ بـل كيـف علـم بـهأن الكـون ل‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يوجد فيه أية فراغات أو شقوق أو ف ـروج أو تف ـاوت؟ م ـن ال ـذي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫علمه هذه العلوم الكونية في عصر الذخرافات الذي عاش فيه؟‬
‫َّ‬
‫إن وجود تعابير علمية دقيقـة ومطابقـة لمـا يـراه العلمـاء اليـوم‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫دليل على إعجـاز القـرآن الكـوني، ودليـل علـى السـبق العلمـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫لكتاب ا تعالى في علم الفلك الحديث.‬
‫القرآن أول كتاب يربط بناء الكون بتوسعه‬
‫ىّ‬
‫وفي كتاب ا تعالى نجد أن كلمة ﴿بناء ﴾ ارتبطـت دائمـا بكلمـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫﴿السماء ﴾، وكذلك ارتبطت بزينة الكون وتوسعه، يقول تعالى: ﴿‬
‫والسماء بنيناها بهأيد ٍ وإ ا ِنا لموسعون ﴾ ]الذاريات: 74[.‬
‫ِنَ َّ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ َّ ِنَ ُ ا ِ ُ ِنَ‬
‫والعجيب أننا ل نكـاد نجـد بحثـا حـديثا يتنـاول البنـاء الكـوني، إل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ونجدهم يتحدثون فيه عن توسع الكون!! وهذا مـا فعلـه القـرآن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تماما في هذه الية العظيمـة عنـدما تحـدث عـن بنيـة الكـون ﴿‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بنيناها ﴾ وعن توسع الكون ﴿لموسعون ﴾.‬
‫ِنَ ُ ا ِ ُ ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬
‫أي أن الق ـرآن ه ـو أول كت ـاب رب ـط بي ـن بن ـاء الك ـون وتوس ـعه.‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫03‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫ويمكن للقارئ الكريم أن يطلع على بعض المقــالت فــي نهايــة‬
‫البحث من مص ـادرها الساسـية لي ـرى ه ـذا الربـط فـي البحـاث‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الصادرة حديثا.‬
‫وسؤالنا من جديد: ماذا يعني أن نجد العلماء يسـتذخدمون التعـبير‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫القرآني بحرفيته؟ إنه يعني شيئا واحدا وهو أن اـ تعـالى يريـد‬
‫َّ‬
‫أن يؤكد لكل مـن يشـك بهـذا القـرآن، أنهـم مهمـا بحثـوا ومهمـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ ـ‬
‫ـ‬
‫تطوروا ل بدىّ في النهاية أن يعودوا للقرآن!‬
‫القرآن يحدد من سيكتشف البناء الكوني‬
‫ىّ‬
‫هنالـك إشـارة مهمـة فـي هـذه اليـات وهـي أنهـا حـددت مـن‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫سيكتشف حقيقة البناء الكوني، لذلك وجهت الذخطاب له ـم. فف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫جميع اليات التي تناولت البناء الكوني نجـد الذخطـاب للمشـككين‬
‫بالقرآن، ليتذخذوا من اكتشافاتهم هـذه طريقـا للوصـول إلـى اـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫واليقين واليمان برسالته الذخاتمة.‬
‫واستمع معي إلى هذا البيان اللهـي الـذي يـدعو النـاس لعبـادة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا ويذكرهم ببناء السماء: ﴿يـا أ ِنَيهـا النـاس اعبـدوا ربكـم الـذي‬
‫ِنَـ كُّ ِنَـ َّـ ُ ِمْ ُ ُ ِنَ َّ ُ ُ َّ ا ِ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ‬
‫خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لِنَكم ال ِنَرض‬
‫َّ ا ِ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ِنَ َّ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ ُ ِمْ ِنَ ِنَ َّ ُ ِمْ ِنَ َّ ُ ِنَ‬
‫ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ا ِ ا ِ ِنَ‬
‫فا ِراشا وال س ما ء ب نا ء وأ ِنَنزل من السَّماء ماء فهأخِمْرج به من‬
‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬
‫ِنَ ً ِنَ‬
‫الثمرات رزقا لكم فل تجعلوا لله أ ِنَندادا وأ ِنَنتم تعلمـون  ﴾ ]البقـرة:‬
‫ـ‬
‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ا ِ ِمْ ً ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ا ِ َّ ا ِ ِمْ ِنَ ً ِنَ ِمْ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ُـ ِنَ‬
‫12-22[.‬
‫كذلك يتحدث القرآن عن جحود الملح ـدين وكي ـف ي ـذكرهم ببن ـاء‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫13‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫َّ ُ‬
‫السماء: ﴿كذلك يؤفـك الـذين كـانوا بآيـات اللـه يجحـدونِنَ * اللـه‬
‫ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ُ َّ ا ِ ِنَ ِنَـ ُ ا ِ ِنَ ِنَـ ا ِ َّ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ً ِنَ َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَـ ً ِنَ ِنَ َّ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬
‫الذي جعل لكم ال ِنَرض قـرارا والسـماء بنـاء وصـوركم فهأحسـن‬
‫َّ ا ِ‬
‫َّ ِّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ُ ُ َّ ُ ِنَ كُّ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَـ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ كُّ‬
‫صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكـم اللـه ربكـم فتبـارك اللـه رب‬
‫ُ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ِنَ‬
‫العالمين ﴾ ]غافر: 36-46[. وهكذا آيات كثيرة ج ـاء فيه ـا العج ـاز‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬
‫والبيـان مـن اـ تعـالى، فهـل تذخشـع قلوبنـا أمـام عظمـة هـذا‬
‫الكتاب؟ وهل نستفيد من العجاز العلمي لكتـاب اـ عـز وجـل‬
‫ىّ ـ‬
‫ـ‬
‫في تعميق نظرتنا للكون من حولنا، وهل نس ـتجيب لن ـداء الح ـق‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫جل وعل: ﴿ أ ِنَفل يتدبرون القُرآِنَن أ ِنَم عل ـى قل ـوب أ ِنَقفاله ـا ﴾ ]محمـد:‬
‫ـ‬
‫ُ ُـ  ٍ ِمْ ِنَ ُ ِنَـ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ ِمْ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَـ‬
‫ىّ‬
‫42[.‬
‫والسماء ذات الحُبك‬
‫ُ‬
‫والن نتناول الكتشاف الحديث جدا حول النسيج الك ـوني، وكي ـف‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أن المجرات وتجمعاتها تشكل نسيجا مترابطا كالذخيوط المحبوكة،‬
‫ونتناول كيف أشـار القـرآن الكريـم إلـى هـذا النسـيج فـي قـوله‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تعالى: ﴿والسماء ذات الحبك ﴾ ]الذاريات: 7[.‬
‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ ا ِ‬
‫وس ـوف نــرى أن القــرآن يتوافــق م ـع الحقــائق العلميــة الثابتــة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫واليقيني ـة، وأن ه ـذا التواف ـق يش ـهد عل ـى أن الق ـرآن كت ـاب ا ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تعالى، وأنه معجز من الناحية العلمية والكونية.‬
‫وسوف نعتمد في مراجع البحث على أهم علم ـاء الغ ـرب الـذين‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫اكتشفوا هذا النسيج وألفوا مئات البحاث ح ـوله، وعل ـى البح ـاث‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المنشورة حديثا، والموثقـة مـن قبـل أهـم مواقـع الفضـاء علـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫23‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫شبكة النترنت مثل موقع وكالة الفضاء المريكية ناسا.‬
‫يقول تعالى عن السماء: ﴿والسماء ذات الحبــك ﴾ ]الــذاريات: 7[.‬
‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ ا ِ‬
‫لقد قرأت هذه الية منذ سنوات وكررتها مرارا في محاولة لفهــم‬
‫ىّ‬
‫ُ‬
‫معنــى ﴿الحبــك ﴾، فكــانت تــوحي إلــي هــذه الكلمــة بالنســيج‬
‫ىّ‬
‫ِمْ ُ ُ ا ِ‬
‫المحبوك!‬
‫تفسير كلمة ﴿الحُبك ﴾‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ولكنني رجعت إلى أقوال المفسرين رحمهم ا تعالى، ووجدت‬
‫ُ‬
‫أن أكثرهم قد فهم من كلمة ﴿الحبك ﴾ النسيج المحبوك والشديد‬
‫ِمْ ُ ُ ا ِ‬
‫والمحكم، وقالوا بـهأن قـوله تعـالى: ﴿والسـماء ذات الِمْحبـك ﴾ أي‬
‫ُ ُ ا ِ‬
‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ذات الشكل الحسن وذات الشدة وذات الزينة وذات الطرق.‬
‫كُّ ُ‬
‫فهذا هو المام القرطبي رحمه ا تعالى قد توسع في تفسيره‬
‫َّ‬
‫فعدد سبعة معاني لكلمة ﴿الحبك ﴾ الواردة في قــوله تعــالى: ﴿‬
‫ُُ‬
‫ىّ‬
‫والسماء ذات الحبك ﴾. فهو يقول: وفي ﴿الحبك ﴾ أقــوال ســبعة:‬
‫ ٌ‬
‫ُُ‬
‫ُُ‬
‫ا ِ‬
‫َّ‬
‫الول قال ابن عباس وقتادة ومجاهد: الذخلق الحسـن المسـتوي،‬
‫ِنَ ِمْ‬
‫وقاله عكرمة قـال: ألـم تـر إلـى النسـاج إذا نسِنَـج الثـوب فهأجـاد‬
‫ـ‬
‫ِنَ ـ‬
‫َّـ‬
‫ِنَ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫نسجه، يقال منه حبك الثوب يحبكه حبك ـا، أي أج ـاد نس ـجه. ق ـال‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا ِ‬
‫ِمْ ِنَ ُ‬
‫ابن العرابي كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته.‬
‫ِنَ‬
‫والثاني: ذات الزينة، قاله الحسن وسعيد بن جبير. وعــن الحســن‬
‫أيضا: ذات النجوم وهو الثالث. الرابع قول الفراء: ﴿الحبك ﴾ تكسر‬
‫ُُ‬
‫كل شيء كالرمل إذا مرت ب ـه الري ـح الس ـاكنة والم ـاء الق ـائم إذا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫33‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫مرت به الريح. الذخامس: ذات الشدة، قاله ابن زيـد وقـرأ: ﴿وبنينـا‬
‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫فوقكم سبعا شدادا ﴾ ]النبهأ: 21[. والمحب ـوك الش ـديد الذخل ـق م ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا ِ ِنَ‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ‬
‫الفرس وغيره.‬
‫وفي الحديث: أن عائشة رضي ا عنها كانت تحتبك تحت الــدرع‬
‫في الصلة، أي تشد الزار وتحكمه. السادس: ذات الصفاقة قاله‬
‫خصيف ومنه ثوب صفيق ووجه صفيق بين الصفاقة. السابع : أن‬
‫ِّ‬
‫المراد بالطرق المجرة التي في السماء سميت ب ـذلك لنه ـا ك ـهأثر‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ِّ‬
‫َّ‬
‫المجر.‬

‫أين هذا النسيج‬
‫ولكنني كنت أتساءل: أين هذا النسيج المحكم في السماء ونحن‬
‫ُ‬
‫ل نرى إل النجوم والكواكب؟ وبحثـت فـي بعـض المراجـع الـتي‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تتناول علم الفلك وبنية الكون، ولم أعثر عل ـى م ـا يش ـير إل ـى أي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫نسيج وقتها.‬
‫وبقيت هذه الية في ذاكرتي ع ـدة سـنوات ول أج ـد له ـا تفس ـيرا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ‬
‫دقيقا، حتى قبل أيام من كتابة هذا البح ـث، عن ـدما كن ـت أتص ـفح‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بعض المواقع العالمية عن بنية الكون، وآخر ما وصلوا إلي ـه م ـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ ُ‬
‫حقائق يقينية وثابتة عن السماء، وك ـانت المفاج ـهأة عن ـدما ق ـرأت‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫خبرا أطلقه المرصد الوروب ـي الجنـوبي م ـن خلل م ـوقعه عل ـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫النترنت عنوانه: لمحة عن النسيج الكوني المبكر جدا.‬
‫43‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫وبعدما قرأت السطر الولى من هذه المقالة أدركت بهأن القرآن‬
‫ُ‬
‫الكريم قد سبق هؤلء العلماء بهأربعـة عشـر قرنـا إلـى الحـديث‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عن هذا النسيج الكوني وسماه ﴿الحبك ﴾، بل إن ا تع ـالى ق ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِمْ ُ ُ‬
‫َّ‬
‫أقسم به.‬
‫المدلول اللغوي لكلمة ﴿الحبك ﴾‬
‫ُُ‬
‫ولكن المسهألة ليست بهذه البساطة، فنحن أمام كتاب ا ـ تب ـارك‬
‫ـ‬
‫وتعالى، والقول في كتاب ا بغير عل ـم يهل ـك ص ـاحبه ويعرض ـه‬
‫ِّ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ُ ـ‬
‫لغضب ا عز وجل. وأنه ل يجوز لي أبدا أن أحم ـل ه ـذه الي ـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِّـ‬
‫ىّ‬
‫ىّ‬
‫معنى ل تحتمله، ول ينبغي أن أسوق نفسـي باتجـاه فهـم جديـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ً‬
‫لهذه الية أو غيرها من آيات ا تعالى، إل إذا أيقنت حقيقــة أن‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ا تعالى يقصد هذا المعنى تماما.‬
‫بل إن التسرع في تفسير آي ـة م ـن آي ـات الق ـرآن بالعتم ـاد عل ـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫كُّ‬
‫نظريات علمية ربما يثبت خطؤها في المستقبل، قد يم ـس كتــاب‬
‫كُّ‬
‫ا تعالى، ويكون حجة بيد أعداء السلم للنيل مـن هـذا الـدين‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫الحنيف، بهدف التشكيك في العجاز العلمي للقرآن الكريم.‬
‫لذلك كان ل بد من اللجوء أول ً إلى اللغة العربيـة الـتي نـزل بهـا‬
‫ـ‬
‫القرآن، والبحث عن معاني هذه الكلمة، وه ـذا م ـا فعلت ـه. فبع ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫رحلة في عالم المعاجم اللغويـة، وجـدت بـهأن هـذه الكلمـة قـد‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ُ ـ‬
‫ـ‬
‫جاءت من الفعل )حبك( وأن العرب تقول:‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫حبك النساج الثوب أي نسجه، و)حب ـك( الحائ ـك الث ـوب أي أج ـاد‬
‫ـ‬
‫ُ ـ ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ‬
‫53‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫صنعه وشده وأحكمه، و﴿الحبك ﴾ هي جمع لكلمة )حبيكة( وهي‬
‫ُُ‬
‫ىّ‬
‫الطريق.‬
‫ونرى من خلل المعاني اللغوية لهذه الكلمة أن كلم ـة ﴿الحُب ـك ﴾‬
‫ُـ‬
‫ـ‬
‫تتضمن معاني أساسـية تـدور حـول النسـيج والذخيـوط المحبوكـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫بإحكام والمشدود بعضها إلى بعض.‬
‫ولكن المفسرين رحمهم ا تعالى لم يدركوا أبعاد هذا المعن ـى‬
‫ـ‬
‫لن العصر الذي عاشوا فيه لم تتوفر لديهم علوم الفلك الحديث ـة،‬
‫ـ‬
‫بل إن فكرة النسيج الكوني حديثة جدا ل يعــود تاريذخهــا إل إلــى‬
‫بضع سنوات فقط!‬

‫63‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫شكل )7( صورة النسيج الكوني كما ظهر في أضذخم عملية‬
‫حاسوبية في القرن العشرين. إن الذخيوط التي نراها تشبه‬
‫النسيج المحبوك هي في الحقيقة بليين المجرات التي تصطف‬
‫وتتناسق بشكل محكم، وهذا ما سماه القرآن بـ ﴿ال ح بك ﴾، بل‬
‫ُُ‬
‫وأقسم بهذا النسيج فقال: ﴿ وال س ما ء ذا ت ا ل ح ب ك ﴾ ] الذاريات:‬
‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ ا ِ‬
‫ِنَ‬
‫7[.‬

‫شكل )8( صورة أخرى للنسيج الكوني، وتمثل النقاط المضيئة‬
‫أماكن تجمع المجرات. وتظهر كال عقد التي تربط الذخيوط‬
‫ُ‬
‫ببعضها، وكهأننا أمام خيوط نسيجية مرتبطة ومحبوكة حبكا‬
‫متناهي الدقة. وتهأمل عزيزي القارئ هذه الية ﴿والسماء ذات‬

‫73‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫الحبك ﴾ أل تع بر تعبيرا دقيقا عن هذه الصورة التي كلفت‬
‫ىّ‬
‫مليين الدولرات؟!‬

‫مفاجهأة جديدة‬
‫لقد أيقنت من خلل هذا المعنى اللغوي أن شــكل هــذا النســيج‬
‫ُ‬
‫الكوني لبد أن يكون كالنسيج ذي الذخيوط المتشابكة والمربوط ـة‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫بعضها ببعض. وقد كانت المفاجهأة الثانية عندما رأيت صورة هــذا‬
‫ُ‬
‫النسيج كما رسمته أضذخم أجهـزة الكمـبيوتر، وكـان تمامـا عبـارة‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عن خيوط مترابطة بنسيج رائع ومحكم يدل على عظمة الذخ ـالق‬
‫ـ‬
‫سبحانه!‬
‫وتظهر لنـا الصـور الجديـدة النسـيج الكـوني كمـا رسـمته أجهـزة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ُ‬
‫الســوبر كومــبيوتر لول مــرة فــي القــرن 12 وهــو يضــم مئــات‬
‫البليين من المجرات، وكل مجرة تضم مئات البليين من النجوم،‬
‫وتمثل النقاط المضيئة تجمعات المجرات الضذخمة. وجميعها رتبهـا‬
‫ـ‬
‫ا تعالى في هذا الكون الواسع ببني ـة نس ـيجية رائع ـة كالنس ـيج‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المحبوك، بل وأقسم بها فقال: ﴿والسماء ذات الحبك ﴾ ]الذاريات:‬
‫ُ ُ ا ِ‬
‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ‬
‫7[!‬
‫ولكن هذه المقالة العلمية حول ملمح النسيج الكـوني ل تكفـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫83‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫أبدا، فقد تكون نظرية وليست حقيقة علمية، وأنا كمــؤمن ينبغــي‬
‫أن أتهأكد من أية معلومة جديدة وأتثبت من صدقها قبل أن أقتنــع‬
‫بها لبني عقيدتي على أسس علمية سليمة. لذلك بدأتُ بمطالعــة‬
‫مئات البحاث حول النس ـيج الك ـوني والذخي ـوط الكوني ـة وجميعه ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫صدر منذ بضع سنوات. ووجدت بهأن جميع العلماء يؤكــدون هــذه‬
‫الحقيقة بل هي من أهم الحقائق الواضحة والمؤكدة في القرن‬
‫الحادي والعشرين.‬
‫مزيد من المعاني والدللت‬
‫وبعـد أن رأيـت هـذا النسـيج بالمعـادلت الرقميـة والصـور الـتي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ُ ـ‬
‫ـ‬
‫رسمها الكمبيوتر، أدركت بهأن القرآن تحدث صــراحة عــن النس ـيج‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫ُ‬
‫الكوني الذي يفتذخر علماء الغرب اليوم بهأنهم هم أول من تحدث‬
‫عنه.‬
‫ولكن هنالك المزيد من الدللت والمعجزات، فقبل الشـروع فـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تهأمل المعاني الغزيرة التي تحملهـا هـذه اليـة ينبغـي أن نتهأم ـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫كُّ‬
‫أول ً ما كشفته أبحاث القرن الحادي والعشرين في مجال العلوم‬
‫الكونية.‬
‫فقد لحظ العلماء في السنوات القليل ـة الماض ـية أن ك ـل م ـانراه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫في هذا الكون ل يشكل إل أقل من 5 بالمئة، وأن أك ـثر م ـن 59‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بالمئة من الكـون يتـهألف مـن مـادة غيـر مرئيـة ل نبصـرها هـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المادة المظلمة.‬
‫93‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫ونرى من خلل الصور المادة المظلمة ويمثلها في هذا النس ـيج‬
‫ـ‬
‫الكــوني اللــون الســود، وهــي المــادة الــتي تمل المكــان بيــن‬
‫المجرات وتسيطر علـى تـوزع المـادة فـي الكـون المرئـي، وقـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫رسمت هذه الصورة الكونية بواسطة السوبر كومبيوتر حيث تمثل‬
‫كل نقطة فيها تجمع يضم آلف المجرات وربما الملييــن، فتهأمــل‬
‫عظمة الكون وعظمة خالق الكون س ـبحانه وتع ـالى ال ـذي أب ـدع‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫هذا النسيج الرائع!‬
‫وتـذكر معـي هنـا قـول الحـق تبـارك وتعـالى: ﴿فل أ ُقسـم بمـا‬
‫ِمْ  ٍ ُ ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ ـ‬
‫ـ ـ ِنَ‬
‫ـ‬
‫ـ َّ‬
‫تبصرون * وما ل تبصرون ﴾ ]الحاق ـة: 83-93[. فق ـد أنبهأن ـا الق ـرآن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ِنَ‬
‫ُ ِمْ ا ِ‬
‫ِنَ‬
‫ُ ِمْ  ٍ‬
‫عن أشياء ل نبصرها بل وأقسم بها أن القرآن حــق، أل تتضــمن‬
‫ىّ‬
‫هذه الية إش ـارة غيـر مباشـرة للمـادة المظلمـة الـتي يكتش ـفها‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫العلماء اليوم؟‬
‫علماء الفلك يستذخدمون تعابير القرآن!‬
‫ولك ـن الس ـؤال: كي ـف اس ـتطاع علم ـاء الغــرب اكتشــاف المــادة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المظلمة إذا كنا ل نبصرها؟ وكيف اكتشفوا النسـيج الكـوني؟ بـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫من أين جاءت هذه التسمية وهم لم يطلعوا على القرآن؟‬
‫ىّ‬
‫وهنا كان من الضروري القيام برحلة جدي ـدة م ـن رحلت البح ـث‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ف ـي أح ـدث م ـا وص ـل إلي ـه العلم ـاء ف ـي ه ـذا المج ـال. وك ـانت‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المفاجـهأة المذهلـة مـن جديـد عنـدما قـرأت تهأكيـدا علـى لسـان‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫العلماء الذين اكتشفوا هذا النسيج ورأوه للم ـرة الول ـى يقول ـون‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫04‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫فيه: إننا ل نكاد نشك بهأننا وللمرة الولى ن ـرى هن ـا خيط ـا كوني ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫صغيرا في الكون المبكر.‬
‫ثم يقولون بعد ذلك بالحرف الواحد: نحن نراه )أي هذا الذخي ـط(‬
‫ـ‬
‫في زمن عندما كان عمر الكـون فقـط 2 بليـون سـنة، الفلكيـون‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يمكنهم أن »يروا« توزع المادة في الكون المبكر.‬
‫ولكن الذي لف ـت انتب ـاهي أن ه ـؤلء العلم ـاء يسـتذخدمون كلم ـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫نرى بل ويضعون هذه الكلمة ضمن قوسين للدلل ـة عل ـى أنه ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫كلمة جديدة الستذخدام مع العلم أن هذه الصور التي يرونها لهذا‬
‫النسيج تعود إلى 31 بليون سنة!‬
‫وبعد تفكير طويل في السبب الذي جعل هؤلء العلماء يصــرون‬
‫علـى رؤيتهـم لملمـح هـذا النسـيج، تـذكرتُ قـول الحـق تعـالى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫مذخاطبا هؤلء المنكرين لكتابه المجيد: ﴿أ ِنَولِنَم ير الذين كفِنَ ـروا أ ِنَن‬
‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ َّ ا ِ ِنَ ِنَ ُ‬
‫السماوات وال ِنَرض كانتا رتقا ففتقناهما ﴾؟ ]النبياء: 03[.‬
‫ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ُ ِنَ‬
‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ‬
‫فسبحان ا!! إن ا عز وجل يقول: ﴿أولم ير ﴾ ، وهم يقولــون‬
‫ِنَ‬
‫»إننا نرى« وكهأنهم ي ـرددون كلم اـ تعـالى وهـم ل يشـعرون!‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫واـ يقـول: ﴿الـذين كفـروا ﴾ وهـم يعـترفون بإلحـادهم وعـدم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫إيمانهم بالقرآن.‬
‫وا تعالى يحدد الزمن بكلمة ﴿كانت ـا ﴾ أي ف ـي الماض ـي، وه ـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يقولون: »الكون المبكر« وا تعالى يقول: ﴿رتقا ﴾.‬
‫ِنَ ِمْ‬

‫14‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫وه ـم يع ـترفون ب ـهأنهم ب ـدأوا برؤي ـة أول خي ـط ف ـي ه ـذا الرت ـق‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الكوني بقولهم: خيطا كونيا صغيرا. أليست هذه معجزة قرآنيــة‬
‫ينبغي على كل مؤمن أن يتفكر فيه ـا؟ ب ـل ويفتذخ ـر به ـذا الكت ـاب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫العظيم الذي ه ـو بح ـق كت ـاب العج ـائب والحق ـائق، ولي ـس كم ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يدعون أنه كتاب أساطير وخرافات.‬
‫ىّ‬
‫أفل يؤمنون ؟‬
‫وأمام هذه المعجزة القرآنية، معجزة خطاب القرآن للكفار بهأنهم‬
‫سيرون هذا الرتق الكوني في بداية الكون، وهــم قــد رأوا هــذا‬
‫النسيج فعل ً من خلل أجهزتهم وحواسبهم.‬
‫أفل يستيقنون بهأن هـذا القـرآن هـو مـن عنـد اـ تعـالى الـذي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫خلقهم ويسر لهم هذا الكتشاف وحدثهم عنه في كت ـابه قب ـل أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫َّ‬
‫يكتشـفوه بهأربع ـة عش ـر قرنـا! لق ـد اكتش ـفوا بدايـة هـذا النسـيج‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وتتراءى لهم ملمح هذه الذخيوط الكونية، ولكننا نراهم يستمرون‬
‫بالبحث عن هذا الرتق الكوني . لذلك نجد البيان اللهي في هذه‬
‫الية الكريمة يسهألهم: ﴿أفل يؤمنون ﴾ ؟؟؟‬
‫ِنَ‬
‫ىّ‬
‫وكما نعلم من مع ـاجم اللغ ـة العربي ـة كلم ـة الرت ـق تعن ـي الس ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫والفتق تعني الشق وكلتا الكلمـتين تتضـمن إشـارة صـريحة إلـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫النسيج. والسؤال: أليس هؤلء العلماء يرددون هـذه اليـة وهـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫لم يطلعوا عليها؟‬
‫وعندما صرح القرآن بـهأن الكـون كـان رتقـا أي نسـيجا متماسـكا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫24‬
‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬

‫كالسد المنيع، نرى علماء هذا العصر يؤكدون وبشدة أنهم يــرون‬
‫هذا النسيج في المراحل المبكرة من عمر الكون!!‬
‫بل إن هؤلء العلماء ل يشكون أبدا في وجود هذا النسيج، حتى‬
‫ىّ‬
‫إنهم بدأوا يتساءلون عن الكيفية التي حبكت فيه ـا ه ـذه الذخي ـوط‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ُ‬
‫الكونية العظمى. وتهأمل معي هذا النسيج الذي رسمه الكومبيوتر‬
‫على شبكة ثلثية البعاد لجزء كبير من الكون المرئي ونرى فيــه‬
‫بوضوح أن ما نبصره في هذا الكون أقل بكثير مما ل نبصره!‬
‫حقائق علمية يقينية‬
‫والن ينبغي علينا أن نتع ـرف عل ـى الكيفي ـة ال ـتي جعل ـت علم ـاء‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ىّ‬
‫الفلك يجزمون بهذا النسيج، بل ويجمعون على ذلك. وتبدأ القصة‬
‫عندما بدأ علماء الكون برسم خرائط للنجوم والمجرات ولحظـوا‬
‫ـ‬
‫وجـود منـاطق تتجمـع فيهـا هـذه المجـرات بمـا يسـمى عناقيـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المجرات ووجدوا بهأن هـذا الكـون يحـوي أكـثر مـن مئـتي ألـف‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫مليون مجرة!‬
‫وعن ـدما ت ـوفرت إمكاني ـة الحس ـابات الض ـذخمة باس ـتذخدام الس ـوبر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫كومبيوتر فكر العلماء بإدخال جميع المعلومات اللزمة إلــى هــذا‬
‫َّ‬
‫الكوم ـبيوتر العملق وال ـتي تتض ـمن بيان ـات رقميــة حــول موقــع‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المجرة وبعدها عنا بالسنوات الضوئية وشدة إشعاعها، بالضــافة‬
‫إلى معلومات حول التجمعات المجرية الضذخمة ومعلومات أخرى‬
‫تشمل أكثر من مليون مجرة.‬
‫34‬
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن

More Related Content

Similar to كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن

بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 4
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 4 بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 4
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 4 Sun Rise
 
القران المعجز
القران المعجزالقران المعجز
القران المعجز
Islamic Invitation
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3 بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3 Sun Rise
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 2
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 2بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 2
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 2Sun Rise
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 1
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 1بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 1
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 1Sun Rise
 
حل المشكلات المحيرة
حل المشكلات المحيرةحل المشكلات المحيرة
حل المشكلات المحيرة
Amin-sheikho.com
 
does philosophy lead to atheism?
does philosophy lead to atheism?does philosophy lead to atheism?
does philosophy lead to atheism?
عاطف طه
 
موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي 1 -Kaheel encyclopedia-1
 موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي 1 -Kaheel encyclopedia-1 موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي 1 -Kaheel encyclopedia-1
موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي 1 -Kaheel encyclopedia-1
HoussemAkrimi
 
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريمتدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريمkhayr_albarya
 
في رحاب القران
في رحاب القرانفي رحاب القران
في رحاب القرانtajweed12
 
الطريق الى الحقيقة
الطريق الى الحقيقةالطريق الى الحقيقة
الطريق الى الحقيقة
Ammar Alruz
 
مراحل خلق الانسان
مراحل خلق الانسانمراحل خلق الانسان
مراحل خلق الانسانKhamis Alquahoom
 
نسائم في الاعجاز العلمي في القران
نسائم في الاعجاز العلمي في القران نسائم في الاعجاز العلمي في القران
نسائم في الاعجاز العلمي في القران
Ahmad El-lahib
 
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريمنقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
ربيع أحمد
 
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptxBERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
AulaSyahid1
 
مبادرتنا تكشف اسرار في الاعجاز العلمي بالقران و السنة
 مبادرتنا تكشف اسرار في الاعجاز العلمي بالقران و السنة مبادرتنا تكشف اسرار في الاعجاز العلمي بالقران و السنة
مبادرتنا تكشف اسرار في الاعجاز العلمي بالقران و السنة
مدوّنة مبادرتنا
 
Eearth secrets
Eearth secretsEearth secrets
Eearth secrets
islamtics default
 

Similar to كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن (20)

صورة اعجاز
صورة اعجازصورة اعجاز
صورة اعجاز
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 4
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 4 بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 4
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 4
 
القران المعجز
القران المعجزالقران المعجز
القران المعجز
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3 بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 2
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 2بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 2
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 2
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 1
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 1بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 1
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 1
 
حل المشكلات المحيرة
حل المشكلات المحيرةحل المشكلات المحيرة
حل المشكلات المحيرة
 
Mesbah
MesbahMesbah
Mesbah
 
does philosophy lead to atheism?
does philosophy lead to atheism?does philosophy lead to atheism?
does philosophy lead to atheism?
 
20
2020
20
 
موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي 1 -Kaheel encyclopedia-1
 موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي 1 -Kaheel encyclopedia-1 موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي 1 -Kaheel encyclopedia-1
موسوعة الكحيل للإعجاز العلمي 1 -Kaheel encyclopedia-1
 
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريمتدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
 
في رحاب القران
في رحاب القرانفي رحاب القران
في رحاب القران
 
الطريق الى الحقيقة
الطريق الى الحقيقةالطريق الى الحقيقة
الطريق الى الحقيقة
 
مراحل خلق الانسان
مراحل خلق الانسانمراحل خلق الانسان
مراحل خلق الانسان
 
نسائم في الاعجاز العلمي في القران
نسائم في الاعجاز العلمي في القران نسائم في الاعجاز العلمي في القران
نسائم في الاعجاز العلمي في القران
 
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريمنقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
 
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptxBERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
 
مبادرتنا تكشف اسرار في الاعجاز العلمي بالقران و السنة
 مبادرتنا تكشف اسرار في الاعجاز العلمي بالقران و السنة مبادرتنا تكشف اسرار في الاعجاز العلمي بالقران و السنة
مبادرتنا تكشف اسرار في الاعجاز العلمي بالقران و السنة
 
Eearth secrets
Eearth secretsEearth secrets
Eearth secrets
 

كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن

  • 1.
  • 2. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫أسرار الكون‬ ‫بين العلم والقرآن‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‬ ‫2‬
  • 3. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫الطبعة الولى‬ ‫7241 هـ - 6002 م‬ ‫تم إصدار هذه الطبعة بإشراف:‬ ‫موقع موسوعـة العجـاز العلمي في الـقرآن والسـنة‬ ‫َّ‬ ‫‪www.55a.net‬‬ ‫مدير التوزيع: محمد لجين الزين ـ‬ ‫البريد اللكتروني:‬ ‫هاتف:‬ ‫ص. ب: 501‬ ‫ـ حرستا ـ دمشق ـ سورية‬ ‫‪lujainzin@hotmail.co.uk‬‬ ‫جوال:‬ ‫+369 11 1971135‬ ‫+369 39 930305‬ ‫ا ِ ا ِ‬ ‫بسم الله الرحمن الرَّحيم‬ ‫ا ِ ِمْ ا ِ َّ ا ِ َّ ِمْ ِنَ ا ِ‬ ‫ا ِ ِنَ‬ ‫و م ن أ ِنَ ح س ن ق و ل م م ن د عا إ ا ِ لى ال ل ه و ع ما ِ ل صا ل حا و قا ل إ ا ِ ن ني م ن‬ ‫َّ ا ِ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ً ِنَ ِنَ ِنَ َّ ا ِ‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِمْ ِنَ ُ ِنَ ِمْ ً ا ِ َّ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫ِمْ ُ ِمْ ا ِ ا ِ ِنَ‬ ‫ا ل م س ل مي ن‬ ‫]فصلت: 33[‬ ‫3‬
  • 4. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫أسرار الكون‬ ‫بين العلم والقرآن‬ ‫المـهندس‬ ‫عـبد الدائم الكحيـل‬ ‫‪WWW.KAHEEL7.COM‬‬ ‫مقدمة‬ ‫الحمد لله الـذي أنعـم علينـا بهـذا القـرآن، وجعلـه نـورا لنـا فـي‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ظلمات هذه الحياة، وصلى ا على هذا النبي المي الـذي كـان‬ ‫ـ‬ ‫ىّ ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ‬ ‫القرآن خلقه وإمـامه وشـفاءه ونـور قلبـه، وعلـى آلـه وأصـحابه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ِنَ‬ ‫ـ ِنَ‬ ‫ُ ُ ُ ِنَ‬ ‫وسلم تسليما كثيرا.‬ ‫ىّ‬ ‫إن أجمل لحظة يعيشها المـؤمن عنـدما يتذخـذ مـن العلـم طريقـا‬ ‫ىّ‬ ‫لليمان بالله تعالى واليقين بعظمة كتابه ومعجزته الذخال ـدة. وم ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫الحقائق العلميـة والكونيـة الغزيـرة الـتي يفيـض بهـا القـرآن إل ىّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وسيلة هيهأها ا تبارك وتعالى لكل مؤمن ليزداد بها إيمان ـا به ـذا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ‬ ‫4‬
  • 5. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫الذخالق العظيم، ووسيلة لكل ملحد يرى من خلله ـا ن ـور اليم ـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ونور القرآن وصدق رسالة السلم.‬ ‫وفي هذا البحث العلمي سوف نعيش مـع آيـة جديـدة ومعجـزة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫مبهرة وحقائق يقينية تحدث عنها القرآن قبـل أربعـة عشـر قرنـا،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ويهأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين ليرددوها‬ ‫ِّ‬ ‫بحرفيتها!!‬ ‫ول نعجب إذا علمنا أن العلماء قد بدءوا فعل ً بالعودة إلى نفس‬ ‫التعبير القرآني! وهذا الكلم ليس فيه مبالغة أو مغالطة، بل هو‬ ‫حقيقة واقعة تثبت لكل من يدعي بهأن القرآن ليس معجزا من‬ ‫َّ‬ ‫الناحية العلمية والكونية، أن القرآن وإن كان كتاب هداية‬ ‫وتشريع، فهو كذلك كتاب علوم، كل عالم يجد فيه معجزة تناسب‬ ‫اختصاصه العلمي.‬ ‫وفي هذه السلسلة من البحاث العلمية القرآنية سوف نعيش‬ ‫رحلة إيمانية في رحاب آيات هذا القرآن، وكيف يهأتي العلم‬ ‫مصدقا لكتاب ا تعالى ومطابقا له. بل إننا نرى دائما تفوق‬ ‫ىّ‬ ‫القرآن على العلم، وذلك لن القرآن كتاب ا ومعجزته الدائمة.‬ ‫ومن خلل الحقائق العلمية الكونية في هذا البحث ســوف نبحــر‬ ‫في بعض اليات الـتي تح ـدثت ع ـن بن ـاء الس ـماء، وج ـاء العل ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫حديثا ليؤكد أن الكون كله بناء محكم، ول وجود فيه لي خلل أو‬ ‫َّ‬ ‫فراغ أو اضطراب.‬ ‫5‬
  • 6. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫فالعلماء يؤكدون الغنى الذي يظهره الكون في البنيـة المحكمـة،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ويؤكدون رؤيتهم للنسيج الكوني وكهأنه نسيج حبك بمنتهى التقان‬ ‫ُ ا ِ‬ ‫والبداع، وأن النجوم والمجرات تظهر كالآللئ التي تزين العقد.‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ‬ ‫ِنَ‬ ‫وقد نعجب إذا علمنا أن القرآن الكريم قد تحدث عــن كــل هــذه‬ ‫الحقائق بمنتهى الدقة والبيان واليج ـاز والعجـاز. ف ـالحق تبـارك‬ ‫ىّ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وتعالى يقول عن السماء: ﴿الله ال ـذي جع ـل لك ـم ال ِنَرض قـرارا‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ً‬ ‫َّ ُ َّ ا ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِّ ِنَـ ا ِ‬ ‫والسماء بناء وصوركم فهأحسـن صـوركُم ورزقكـم مـن الطيبـات‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ ِنَ َّ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ِنَ‬ ‫ذِنَلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين ﴾ ]غافر: 46[. هذه الية‬ ‫ا ِ ُ ُ َّ ُ ِنَ كُّ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ كُّ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬ ‫العظيمة تؤكد أن السماء بناء، وهذا ما سنراه في الفقرات التية‬ ‫َّ‬ ‫من هذا الكتاب.‬ ‫أما النسيج الكوني فقد تحدث القرآن عنه أيضا في قــوله تعــالى‬ ‫مقســما بالســماء: ﴿والســماء ذات الحُبــك ﴾ ]الــذاريات: 7[. وقــد‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ِمْ ا ِ‬ ‫تمكن العلماء حديثا جدا من رؤية الك ـون علـى مقـاييس مكب ـرة‬ ‫ىّـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫فظهر تماما كالنسيج المحبوك، حتى إننا نجد أدق وصف للمشــهد‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ‬ ‫الــذي رآه العلمــاء حــديثا هــو اليــة الكريمــة: ﴿والســماء ذات‬ ‫الحبك ﴾، فتبارك ا مبدع الكون ومبدع هذا النسيج المحكم!‬ ‫ُ‬ ‫ِمْ ُ ُ ا ِ‬ ‫سوف نشاهد حديث القرآن عن الدخان الكوني في مرحل ـة م ـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫مراحــل الكــون، وقــد أثبــت العلمــاء بالــدليل القــاطع والتحليــل‬ ‫المذخ ـبري ل ـذرات غب ـار ملتقط ـة م ـن الفض ـاء الذخ ـارجي أن أدق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وصف لهذه الذرات هو كلمة دخان.‬ ‫6‬
  • 7. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫وهنا تتجلى عظمة القرآن الذي سـبق العلمـاء إلـى هـذا السـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫في قوله تعالى: ﴿ثم استوى إ ا ِلى السماء وهي دخان فقِنَ ـال له ـا‬ ‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِنَ ُ ِنَ ٌ ِنَ ـ ِنَ ِنَ ِنَـ‬ ‫ِنَ‬ ‫ُ َّ ِمْ ِنَ ِنَ‬ ‫ولل ِنَرض ائتيا طوعا أ ِنَو كرهـا قالتـا أ ِنَتينـا طـائعين ﴾ ]فصـلت: 11[.‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ا ِ ِمْ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ِمْ ً ِمْ ِنَ ِمْ ًـ ِنَ ِنَ ِنَـ ِنَ ِمْ ِنَـ ِنَـ ا ِ ا ِ ِنَ‬ ‫وفي هذه الية معجزتان: الولى: حديث القرآن عن الدخان ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫مرحلة من مراحل تطور الكون الكون، وهذا مــا يؤكــده العلمــاء‬ ‫اليوم. والثانية: حديث القرآن عن قول السماء في تل ـك المرحل ـة،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وقد اكتشف العلماء حـديثا أن الكـون فـي بـداياته بعـد النفجـار‬ ‫الكبير أصدر موجات صوتية!‬ ‫ُ‬ ‫إن وجود هذه الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا في كتاب أنــزل‬ ‫قبل أربعة عشر قرنا لهو دليـل مـادي علـى أن هـذ القـرآن كلم‬ ‫ـ‬ ‫ا تعالى، وأنه كتـاب صـالح لكـل زمـان ومكـان. إن كـثيرا مـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المشككين بكتاب ا تعالى يدعون اليوم ب ـهأن الق ـرآن ل يناس ـب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫عصرنا هذا، بحجة أن اليات التي تحدثت ع ـن الظ ـواهر الكوني ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ُ َّ‬ ‫غير صحيحة من الناحية العلمية.‬ ‫ولذلك فإن هذا البحث يمثـل خطـوة فـي تصـحيح هـذه النظـرة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـديهم، والحقـائق الـتي سنشـاهدها والـتي سـنعتمد فيهـا علـى‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أقوال علمائهم في وكالـة الفضـاء ناسـا هـي خيـر دليـل علـى‬ ‫التطابق الكامل بين ما توصل إليه العلماء الي ـوم، وبي ـن م ـا ج ـاء‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫في كتاب ا عز وجل قبل مئات السنين.‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ‬ ‫وعسى أن تكون هذه السلسـلة العلميـة القرآنيـة وسـيلة لتـذكرة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫7‬
  • 8. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫المؤمن بعظمة كتاب ربه س ـبحانه وتع ـالى، ووس ـيلة لهداي ـة غي ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ َّ ا ِ ِنَ‬ ‫المؤمن ليعلم أن القرآن هو الحق. يقول تعالى: ﴿وليعلم الــذين‬ ‫َّ‬ ‫أوتوا العلم أ ِنَنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتذخبت ل ـه قلــوبهم وِنَإ ا ِن‬ ‫ِمْ ا ِ ِمْ ِنَ َّ ُ ِمْ ِنَ كُّ ا ِ ِمْ ِنَ ِّ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ُ ا ِ ا ِ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ُ ُ ُ ُ ُ ِمْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫الله لهاد الذين آِنَمنوا إ ا ِلى صراط مستقيم ﴾ ]الحج: 45[.‬ ‫ا ِ ِنَ ٍ ُ ِمْ ِنَ ا ِ ٍ‬ ‫ِنَ‬ ‫َّ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ َّ ا ِ ِنَ ِنَ ُ‬ ‫المهندس عبد الدائم الكحيل‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫بداية القصة‬ ‫إن أروع اللحظات هي تلك الـتي يكتشـف فيهـا المـؤمن معجـزة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫جديدة في كتاب ا تعالى، عندما يعيش للمرة الولى مـع فهـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫جديد لية من آيات ا، وعندما يتـذكر قـول الحـق عـز وجـل: ﴿‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ىّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وقل الحمدُ لله سـيريكم آيـاته فتعرفونهـا ومـا ربـك بغافـل ٍ عمـا‬ ‫ِنَ َّـ‬ ‫ِنَ ُ ا ِ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ َّ ا ِ ِنَ ُ ا ِ ُ ِمْ ِنَـ ا ِ ا ِ ِنَ ِنَ ِمْ ا ِ ُ ِنَ ِنَـ ِنَ ِنَـ ِنَ كُّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ‬ ‫تعملون ﴾ ]النمل: 39[.‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِنَ‬ ‫وقد بدأت قصتي مـع هـذه السلسـلة مـن البحـاث عنـدما كـانت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تستوقفني آيات من كتاب ا تعالى ل أجد لها تفسيرا منطقي ـا أو‬ ‫ـ‬ ‫علميا، وبعد رحلة من البحث بين المواقع العلمي ـة وم ـا يج ـد م ـن‬ ‫كُّ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫اكتشافات في علوم الفلك والفضاء والكون، إذا بي أفاجهأ بهأن ما‬ ‫يكتشفه العلماء اليـوم قـد تحـدث عنـه القـرآن بمنتهـى الوضـوح‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والدقة والبيان!‬ ‫ىّ‬ ‫عندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقـوا عليـه كلمـة »فضـاء«،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وذلك لظنهم بهأن الكون مليء »بالفراغ«. ولكــن بعــدما تطــورت‬ ‫ىّ‬ ‫8‬
  • 9. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجا‬ ‫كونيا محكما ومترابطا، بدءوا بإطلق مصطلح جديد هو »بناء«.‬ ‫إنهــم بالفعــل بــدءوا برؤيــة بنــاء هندســي محكــم، فــالمجرات‬ ‫ُ‬ ‫وتجمعاتهــا تش ـكل لبنــات وأســاس هــذا البنــاء، وتشــترك هــذه‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ‬ ‫المجرات مع الغبار الكوني والدخان الكوني لتش ـكيل بن ـاء ش ـديد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التقان.‬ ‫كما بدءوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصــطلحات‬ ‫جديدة لـم نعهـدها مـن قب ـل مثـل الجسـور الكونيـة، والج ـدران‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الكونية، وأن هنالك مادة غيـر مرئيـة سـموها بالمـادة المظلمـة،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وه ـذه الم ـادة تمل الك ـون وتسـيطر عل ـى تـوزع المج ـرات في ـه،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وتشكل جسورا تربط هذه المجرات بعضها ببعض.‬ ‫لقد بدءوا يطلقون مصطلحات غريبة أيضا، فالصور الـتي رسـمتها‬ ‫ـ‬ ‫أجهزة السوبر كمبيوتر أظهرت الكـون وكـهأن المجـرات فيـه للـئ‬ ‫ا ِـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تزين العقد! لقد اكتشفوا أشياء كثيرة وما زالوا.‬ ‫ىّ‬ ‫وفي كل يـوم نجـدهم يطلقـون أبحاثـا جديـدة وينفقـون بلييـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الــدولرات فــي ســبيل هــذه الكتشــافات، بــل ويؤكــدون هــذه‬ ‫الكتشافات عبر آلف البحاث العلمية التي تطالعنـا بهـا كـل يـوم‬ ‫ـ ـ ـ ـ‬ ‫مواقع النترنت والمجلت والصحف العلمية.‬ ‫تطـابـق مذهل‬ ‫9‬
  • 10. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫ما أكثر اليات التي استوقفتني طويل، فوقفت أمامها خاشعا فــي‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ِنَ‬ ‫مح ـراب جلله ـا وجماله ـا، مت ـهأمل ً دق ـة بنائه ـا وإحكامه ـا، وروع ـة‬ ‫ـ‬ ‫ا ِ ـ‬ ‫ىّـ‬ ‫ـ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أسلوبها وسحرها، ومتدبرا دللتها ومعانيها، ومتفكرا في عجائبه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ا ِ‬ ‫وعلومها ومعجزاتها.‬ ‫كيف ل أقف هذا الموقف وأنا أمـام أعظـم وأجمـل وأروع كتـاب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على الطلق، أل وهو الكتاب الذي وضع اـ تعـالى فيـه علمـه‬ ‫ِنَـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ِ ا ِ ىّ ُ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ا ِ ِنَـ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ا ِ ا ِ ِمْ ا ِ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ُ‬ ‫فقال: ﴿لـكن الله يشـهد بمـا أنـزل إ ا ِليـك أنزلِنَـه بعلمـه والمآلئكـة‬ ‫يشهدون وكفى بالله شهيدا ﴾ ]النساء: 661[.‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ىّ ا ِ ِنَ ا ِ‬ ‫01‬
  • 11. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫شكل ) 1( عندما ننظر إلى السماء من خلل المناظير المكبرة‬ ‫) التليسكوبات( نرى بناء محكما من النجوم والغاز والغبار‬ ‫والدخان، وتظهر النجوم بهألوان زاهية تزين السماء. فتهأمل‬ ‫عظمة هذا البناء الكوني، وتهأمل أيضا كيف تحدث القرآن عنه‬ ‫بقوله تعالى: ﴿ أ ِنَ أ ِنَ ن ت م أ ِنَ ش د خ ل قا أ ِنَ م ال س ما ء ب نا ها * ر ف عِنَ س م ك ها‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ‬ ‫َّ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫ا ِ‬ ‫ِنَ كُّ ِنَ ِمْ ً‬ ‫ِمْ ُ ِمْ‬ ‫ف س وا ها ﴾ ] النازعات: 72- 82[.‬ ‫ِنَ ِنَ َّ ِنَ‬ ‫شكل ) 2( تهأمل معي أخي القارئ عظمة البناء الكوني، مليين‬ ‫المليين من النجوم والمجرات والدخان الكوني جميعها يمل‬ ‫ِنَ‬ ‫أرجاء الكون، فل تجد أي فراغ أو خلل أو اضطراب أل يدل‬ ‫ذلك على عظمة خالق الكون سبحانه وتعالى؟ يقول تعالى: ﴿‬ ‫َّ ِمْ ِنَ ا ِ ا ِ ِمْ‬ ‫ا ل ذي خ ل ق س ب ع س م وا ت ط با قا ما ت رى في خ ل ق ال ر ح م ن م ن‬ ‫ِنَ ِمْ ا ِ‬ ‫ا ِ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ٍ ا ِ ِنَ ً ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫َّ ا ِ‬ ‫11‬
  • 12. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫ُ َّ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫ت فا و ت فا ر ج ع ا ل ب ص ر ه ل ت رى م ن ف طو ر * ث م ا ر ج ع ا ل ب ص ر‬ ‫ا ِ ِمْ ُ ُ ٍ‬ ‫ِنَ ِنَ ُ ٍ ِنَ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬ ‫ك ر ت ي ن ي ن ق ل ب إ ا ِ ل ي ك ا ل ب ص ر خا س ئا و ه و ح سي ر ﴾ ] الملك: 3- 4[.‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ِمْ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ا ِ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ُ ِنَ ا ِ ً ِنَ ُ ِنَ ِنَ ا ِ ٌ‬ ‫إنه علم ا الذي يعلم أسرار الكون والذي أودع في كتابه هــذه‬ ‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ‬ ‫السرار، وقال عنه: ﴿قل أنزله الذي يعل ـم السِّ ـر ف ـي الس ـماوات‬ ‫َّ ا ِـ‬ ‫ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ُ َّ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ‬ ‫وال ِنَرض إ ا ِنه كان غفورا رحيما ﴾ ]الفرقان: 6[.‬ ‫َّ ا ِ‬ ‫ِنَ ِمْ ِمْ ا ِ َّ ُ ِنَ ِنَ ِنَ ُ‬ ‫والعجيب جدا أن القرآن الكريم تحدث بدقـة فائقـة عـن حقـائق‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫كونية نراها اليوم! والدلئل التي سنش ـاهدها ونلمس ـها ف ـي ه ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫البحث العلمي هي حجة قوية جدا على ذلك.‬ ‫ىّ‬ ‫س ـوف نض ـع أق ـوال أه ـم الب ـاحثين والمكتش ـفين عل ـى مس ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العالم بحرفيتها، وبلغتهم التي ينشرون به ـا أبح ـاثهم، وم ـن عل ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مواقعهم على النترنت، والتي يمكن لكل إنسان أن يرى ويتهأمــل‬ ‫هذه القوال مباشرة. ونتهأمل بالمقابل كلم ا الحق عز وجــل،‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ ىّ‬ ‫ونق ـارن ونت ـدبر دون أن نحم ـل ه ـذه الي ـات م ـا ل تحتمل ـه م ـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِّـ‬ ‫ـ ىّ‬ ‫ـ‬ ‫التهأويلت أو التفسيرات.‬ ‫سوف نرى التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم الي ـوم وبي ـن م ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تحدث عنه القرآن قبـل قـرون طويلـة. ولكـن قبـل التعـرف إلـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذه الحقائق ل بد أن نقف على أحد النتقادات المزعوم ـة ال ـتي‬ ‫ـ ـ‬ ‫ىّ‬ ‫تــوجه للعجــاز العلمــي فــي القــرآن الكريــم والســنة النبويــة‬ ‫ىّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫المطهرة.‬ ‫21‬
  • 13. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫هجوم على العجاز العلمي‬ ‫صدرت بعض المقالت مؤخرا يتسـاءل أصـحابها: إذا كـانت هـذه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ُ‬ ‫ـ‬ ‫الحقائق العلمية والكونية موجودة فـي القـرآن منـذ 0041 سـنة،‬ ‫ـ‬ ‫فلماذا تنتظرون الغرب حتى يكتشفها ثم تقول ـون إن الق ـرآن ق ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫سبقهم للحديث عنها؟ ولماذا تحملون النص القرآني ما ل يحتمل‬ ‫ىّ‬ ‫من التهأويل والتفسير؟‬ ‫والجواب نجده فـي نفـس اليـات الـتي جـاء فيهـا التطـابق بيـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العلم والقرآن، فهـذه اليـات موجهـة أساسـا للملحـدين الـذين ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يؤمنون بالقرآن، خاطبهم بها اـ تعـالى بـهأنهم هـم مـن سـيرى‬ ‫ُ ِمْ ِنَ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذه الحقائق الكونية، وهم من سيكتشفها.‬ ‫ِمْ ِنَـ ا ِ‬ ‫لذلك نجد البيان اللهي يقـول لهـم: ﴿سـنريهم آياتنـا فـي الفـاق‬ ‫ِنَ ُ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَـ ا ِـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أ ِنَنه الحق أ ِنَولِنَم يكف بربك أ ِنَنه علــى‬ ‫ِنَ ا ِ ِنَ ُ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ َّ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ِنَ ِنَ ُ ِمْ َّ ُ ِمْ ِنَ كُّ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ ا ِ ِنَ ِّ ِنَ َّ ُ ِنَ ِنَ‬ ‫كُل شيء شهيد ﴾ ]فصلت: 35[.‬ ‫ِّ ِنَ ِمْ ٍ ِنَ ا ِ ٌ‬ ‫هذه الية الصريحة تذخاطب أولئك الذين يش ـككون بــالقرآن، وأن‬ ‫ىّ‬ ‫ا ـ س ـيريهم آي ـاته ومعجزات ـه ح ـتى ي ـدركوا ويس ـتيقنوا أن ه ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫القرآن هو الحـق، وأنـه كتـاب اـ تعـالى. ويذخـاطبهم أيضـا بـل‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَـ ِنَ ا ِ ِمْ ا ِ ا ِ‬ ‫ويناديهم بقوله تعالى: ﴿أ ِنَفل ِنَ يتدِنَبرون القُرآن ول ـو ك ـان م ـن عن ـد‬ ‫غير الله لوجدوا فيه اختلفا كثيرا ﴾ ]النساء: 28[.‬ ‫ِنَ ِمْ ا ِ ىّ ا ِ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ‬ ‫إذن لو كان هذا القرآن من عند بشر أي من عند غير ا تعالى،‬ ‫لرأينا فيه الختلفات والتناقضات، ولكن إذا رأيناه موافقا ومطابقا‬ ‫31‬
  • 14. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫للعلم الحديث ول يناقضه أبدا، فهذا دليل علمي علــى أنــه صــادر‬ ‫من ا تبارك وتعالى فهو خالق الكون وهو منزل القرآن.‬ ‫ِنَ ىّ‬ ‫وه ـذا ه ـو ه ـدف العج ـاز العلم ـي، أن ن ـرى ف ـي ه ـذا الق ـرآن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التناسق في كل شيء، ول نجد فيه أي خلل أو خطهأ أو تنــاقض،‬ ‫ىّ‬ ‫وهذه مواصفات كتاب ا تعالى. بينم ـا كت ـب البش ـر مهم ـا أتقنه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫مؤلفوها سيبقى فيها التناقض والختلف والخطاء.‬ ‫وأكبر دليل على صدق هذه الحقيقـة القرآنيـة أن العلمـاء بـدءوا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ِ‬ ‫يغيرون مصطلحاتهم الكونية: مثل )فض ـاء( إل ـى )بن ـاء(. إذن ه ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫اكتشفوا أنهم مذخطئون في هذه التسمية فعدلوا عنها إلى ما هو‬ ‫أدق وأصح منها بعدما اكتشفوا المادة المظلمة.‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ‬ ‫ولكن القرآن المنزل من الذي يعلــم أســرار الســماوات والرض،‬ ‫ِنَ َّ‬ ‫أعطانا التعبير الدقيق مباشرة، وهو القائل عـن كتـابه الكريـم: ﴿‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ا ِ ُ ا ِ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ ِنَ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ ِمْ ِمْ ا ِ ا ِ ِنَ ِمْ ا ِ ٌ ا ِ ِمْ ِنَ ا ِ ٍ‬ ‫ل يهأتيه الباطـل مـن بيـن يـدِنَيه ول مـن خِنَلفـه تنزيـل مـن حكيـم‬ ‫حِنَميد ﴾ ]فصلت: 24[.‬ ‫ىّ‬ ‫ا ِ ٍ‬ ‫إن هذه الكتشافات لو تمـت علـى أيـدي مـؤمنين ثـم قـالوا إنهـا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّـ‬ ‫موجودة في القـرآن إذن لشـكك الملحـدون بمصـداقيتها، وقـالوا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫بهأنها غير صحيحة. ولكن المعجزة أنك تجد من ينكر القرآن يــردد‬ ‫ِّ‬ ‫كلمات هذا القرآن وهو ل يشعر!! وفي هذا إعجاز أك ـبر مم ـا ل ـو‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫تم الكتشاف على أيدي المؤمنين.‬ ‫َّ‬ ‫ولو تتبعنا آيات القرآن الكونية نجدها غالبا ما تذخــاطب الملحــدين‬ ‫41‬
  • 15. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫البعيدين عن كتاب ا والمنكرين لكلمه تبارك وتعالى. فالمؤمن‬ ‫يؤمن بكل ما أنزل ا سبحانه وتعالى، وهذه الحقــائق العلميــة‬ ‫تزيده يقينا وإيمانا بذخالق هذا الكـون ومبـدعه وهـو القائـل عـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫إبـداع خلقـه: ﴿صـنع اللـه الـذي أ ِنَتقـن كـل شـيء إ ا ِنـه خِنَبيـر بمـا‬ ‫ِمْ ِنَ ِنَ ُ َّ ِنَ ِمْ ٍ َّ ُ ا ِ ٌ ا ِ ِنَـ‬ ‫ُ ِمْ ِنَ َّ ا ِ َّ ا ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تفعلون ﴾ ]النمل: 88[.‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِنَ‬ ‫أما الملحد الذي ينكر القـرآن ول يـؤمن برسـالة السـلم، فيجـب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عليه أن ينظر ويتهأمل ليصل إلى إيمان ع ـن قناع ـة، ولي ـدرك م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ ِنَ‬ ‫ِنَ‬ ‫وراء هذه الحقائق صدق هذا الدين وصـدق خـاتم النـبيين عليـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ ىّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أفضل الصلة والتسليم.‬ ‫عظمة الكون‬ ‫هنالك أنواع متعددة من المجرات تسبح في الكون وتشكل لبنات‬ ‫بناء في هذا الكون الواسع. وتوجد في الكون المرئي من هــذه‬ ‫المجرات أو اللبنات مئات البليين!! وبالرغم م ـن ذل ـك ل تش ـكل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫إل أقل من 5 بالمئة من البناء الكوني، أما الـ ـ 59 بالمئ ـة الباقيــة‬ ‫ـ‬ ‫فهي مادة مظلمة ل ترى. إن كل مجرة من هذه المجرات تحوي‬ ‫ُ‬ ‫أكثر من مئة ألف مليون نجم! فسبحان مبدع هذا البناء العظيم.‬ ‫إن الضوء يقطع في الثانية الواحدة 003 ألـف كيلـو مـترا تقريبـا،‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫وهو يقطع في سنة كاملة 5.9 تريليون كيلو مترا تقريبا، والمجـرة‬ ‫َّ‬ ‫التي تبعد عنا بليون سنة ضوئية، يحتاج ضوؤها للوصول إلينا إلــى‬ ‫بليون سنة! خلل هذا الزمن يقطـع ضـوء هـذه المجـرة مسـافة‬ ‫51‬
  • 16. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫قدرها 5.9 ألف مليون مليون مليون كيلو متر!!‬ ‫شكل ) 3( الكون كما يظهر بالجهزة المكبرة الحديثة، وتظهر‬ ‫فيه النجوم والغبار والدخان الكوني، إنها عظمة الذخالق تبارك‬ ‫وتعالى. إنه بناء محكم ل وجود فيه للذخلل أو الفراغ أو الفروج‬ ‫ُ‬ ‫والشقوق. إن هذا المشهد المهيب ينبغي أن يكون وسيلة‬ ‫لمزيد بالذخالق تبارك وتعالى والذخوف من عقابه، كيف ل وهو‬ ‫القائل عن عباده المؤمنين: ﴿ا ل ذي ن ي ذِمْ ك رو ن ال ل ه ق يا ما و ق عو دا‬ ‫َّ ا ِ ِنَ ِنَ ُ ُ ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ ُ ُ ً‬ ‫و ع لى ج نو ب ه م و ي ت ف ك رو ن في خ ل ق ال س ما وا ت وا ل ِنَر ض ر ب نا ما‬ ‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِمْ ا ِ ِنَ َّ ِنَ ِنَ‬ ‫ِنَ ِمْ ا ِ‬ ‫ُ ُ ا ِ ا ِ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ ا ِ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫خ ل ق ت ه ذا با ط ل س ب حا ن ك ف ق نا ع ذا ب ال نا ر ﴾ ] آل عمران: 191[.‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ً ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ا ِ‬ ‫61‬
  • 17. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫شكل ) 4( المجرات تز ين الكون كما تزين الآللئ العقد: في‬ ‫ىّ‬ ‫هذه الصورة تظهر المجرات البعيدة بهألوانها الحقيقية تماما‬ ‫كالزينة، وقد حدثنا عنه القرآن عن هذا المشهد قبل أن يراه‬ ‫العلماء بقرون طويلة في قوله تعالى: ﴿ أ ِنَ ف ل م ي ن ظ روا إ ا ِ لى‬ ‫ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ُ ُ‬ ‫ال س ما ء ف و ق ه م ك ي ف ب ن ي نا ها و ز ي نا ها و ما ل ها م ن ف رو ج ﴾ ] ق: 6[.‬ ‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ ٍ‬ ‫الكون لبنات بناء‬ ‫والن سوف نستعرض مثال ً على كلمات رددهــا علم ـاء غربيــون‬ ‫ىّ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫حديثا، وهي موجودة في القرآن قبل مئ ـات الس ـنين! فف ـي أح ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫البحاث التي أطلقها المرصد الوروبي الجنـوبي يصـرح مجموعـة‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ـ‬ ‫71‬
  • 18. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫مــن العلمــاء بــهأنهم يفضــلون اس ـتذخدام كلمــة ]لبنــات بنــاء مــن‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫المجرات[ بدل ً من كلمة ]مجرات[، ويؤكدون أن الكون مزين بهذه‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫البنية تماما كالذخرز المصفوف على العقد أو الذخيط!!‬ ‫ففي هذا البحث يقول الدكتور بول ميلر مكتشف النسيج الكــوني‬ ‫وزملؤه، يقولون بالحرف الواحد:‬ ‫إن المجــرات الولــى، أو بــالحرى لبنــات البنــاء الولــى مــن‬ ‫المجرات، سوف تتشـكل فـي خي ـوط النسـيج. وعنـدما تبـدأ بب ـث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الضوء، سوف ت ـرى وه ـي تح ـدد مذختلـف الذخي ـوط غي ـر المرئي ـة،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ـ‬ ‫ُـ‬ ‫وتشبه إلى حد كبير الذخرز على العقد.‬ ‫السماء بناء‬ ‫َّ‬ ‫وبعــد أن أبحــرت فــي الكــثير مــن المقــالت والبحــاث العلميــة‬ ‫ُ‬ ‫والصادرة حديثا حول الكون وتركيبه، تهأكدتُ أن هذا العالم ليــس‬ ‫ا ِ‬ ‫هو الوحيد الذي يعتقد بذلك، بل جميـع العلمـاء يؤكـدون حقيقـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫البناء الكوني، ول تكاد تذخلو مقالة أو بحث فـي علـم الفلـك مـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اس ـتذخدام مص ـطلح ]بني ـة الك ـون[. وه ـذا ي ـدل عل ـى أن العلم ـاء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫متفقـون اليـوم علـى هـذه الحقيقـة العلميـة، أي حقيقـة البنـاء.‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وذهبت مباشرة إلى كتاب الحقائق – القرآن، وفتشت عــن كلم ـة‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫﴿بناء ﴾، وما هي دللت هذه الكلمة.‬ ‫وكانت المفاجهأة أن هذه الكلمة وردت كصفة للسماء فــي قــوله‬ ‫ىّ‬ ‫تعالى: ﴿الله الذي جعل لكم ال ِنَرض قرارا وال س ماء ب ناء‬ ‫ا ِ ِنَ‬ ‫َّ ِنَ‬ ‫ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫َّ ُ َّ ا ِ‬ ‫81‬
  • 19. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫َّ ِّ ِنَ ا ِ ِنَ ُ ُ َّ ُ ِنَ كُّ ُ ِمْ‬ ‫وصوركم فهأحسن صوركم ورزقكم منِنَ الطيبات ذلا ِكم اللـه ربكـم‬ ‫ِنَ ِنَ َّ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِّ‬ ‫فِنَتبارك الله رب العالمين ﴾ ]غافر: 46[. وفي آية أخرى نجد قــوله‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ كُّ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬ ‫تعالى: ﴿الذي جعل لكم ال ِنَرض فراشا وال س ما ء ب نا ء ﴾ ]البقرة:‬ ‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ‬ ‫َّ ا ِ‬ ‫ً‬ ‫22[.‬ ‫وسبحان ا تعالى! كلمة يسـتذخدمها القـرآن فـي القـرن السـابع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الميلدي، ويـــهأتي العلمـــاء فـــي القـــرن الحـــادي والعشـــرين‬ ‫ليستذخدموها بحرفيتها بعدما تهأكدوا وتثبتوا بهأن هذه الكلمــة تعبــر‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تعبيرا دقيقـا عـن حقيقـة الكـون وأنـه بنـاء محكـم، فهـل هـذه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫مصــادفة أم معجــزة؟! يقــول تعــالى: ﴿قــل انظــروا مــاذا فــي‬ ‫ِنَ ِنَ ا ِ‬ ‫ُ ا ِ ِمْ ُ ُ‬ ‫السماوات وال ِنَرض وما تغني ال ِنَِنَيات والنذر عن قـوم ل يؤمنـون ﴾‬ ‫ُ ِنَ كُّ ُ ُ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ٍ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ُـ ِنَ‬ ‫ِمْ‬ ‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِمْ ا ِ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ‬ ‫]يونس: 101[.‬ ‫للئ تزين العقد!‬ ‫ِّ‬ ‫عندما رأى العلمـاء هـذا الكـون بمنـاظيرهم المقربـة والمكـبرة،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ورأوا ما فيه من نجوم ومجرات وغبار كوني وجدوا أنفسهم أمام‬ ‫بناء هندسي كوني فسارعوا لطلق مصطلح ]البن ـاء[ عل ـى ه ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الحشد الضذخم من المجـرات والـدخان والغبـار، ورأوا فيـه ألوانـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وزينة فشبهوها بالآللئ!‬ ‫91‬
  • 20. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫شكل ) 5( تمثل المادة المظلمة أكثر من 59% من حجم‬ ‫الكون، هذه المادة ل نراها ولكنها موجودة وهي التي تسيطر‬ ‫على توزع المادة المرئية في الكون. وحجم المادة المرئية‬ ‫في الكون أقل من 5% وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما تفوق‬ ‫على العلم بتسمية السماء ﴿بناء ﴾ وليس كما يسميها العلماء‬ ‫ فضاء.‬ ‫02‬
  • 21. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫شكل ) 6( مجرة حلزونية تسير في الكون وفق نظام محكم،‬ ‫وتبعد أكثر من 031 ألف سنة ضوئية!! ويوجد أكثر من مئة ألف‬ ‫مليون مجرة في الكون أكبر وأصغر من هذه. إن السماء كما‬ ‫يقول العلماء بناء محكم بل السماء تظهر غنى في البناء،‬ ‫وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل إن البارئ سبحانه قد أقسم بهذا‬ ‫البناء: ﴿ وال س ما ء و ما ب نا ها ﴾ ] الشمس: 5[.‬ ‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫ِنَ‬ ‫وفي أقوال العلمـاء عنـدما تحـدثوا عـن البنـاء الكـوني نجـدهم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يتحـدثون أيضـا عـن تشـبيه جديـد وهـو أن المجـرات وتجمعاتهـا‬ ‫تشكل منظـرا رائعـا بمذختلـف اللـوان الزرق والصـفر والخضـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫12‬
  • 22. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫مثل الذخرز على العقد، أو مثل الآللئ المصفوفة علــى خيــط. أي‬ ‫أن هؤلء العلماء يرون بناء وزينة.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ففي إحدى المقالت العلمية نجد كبار علمـاء الفلـك فـي العـالم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يصرحون بعدما رأوا بهأعينهم هذه الزينة:‬ ‫إن المادة في الكون تشكل نسيجا كونيا، تتشكل فيــه المجــرات‬ ‫على طول الذخيوط للمادة العادية والمادة المظلمــة مثــل الآللــئ‬ ‫على العقد.‬ ‫إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفيـة بنـاء الكـون، ثـم يقـررون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زين ـة ه ـذا البن ـاء. ويق ـررون أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الكون يمتلئ بالمادة العادي ـة المرئي ـة والم ـادة المظلم ـة ال ـتي ل‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ُ‬ ‫ترى، أي ل وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج في ـه. لق ـد وج ـدت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عــن هــذه الحقــائق‬ ‫في آية واحدة فقط!!!‬ ‫والعجب من ذلك أن هذه الية تذخاطب الملحــدين الــذين كــذبوا‬ ‫بالقرآن، يذخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتهأمل والبحث عن كيفي ـة‬ ‫ـ‬ ‫هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتهأمل ما بين هذه الزينة كإشارة‬ ‫كُّ‬ ‫إلى المادة المظلمة، تماما مثلما يرون!!!‬ ‫يقول تعالى: ﴿أ ِنَفلم ينظروا إ ا ِلى السماء فوقهم ك ي ف ب ن ي نا ها‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬ ‫َّ ِنَ‬ ‫ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ُ‬ ‫و ز ي نا ها وما لها من فروج ﴾ ]ق: 6[. والفروج في اللغة هي‬ ‫ُ ُ ٍ‬ ‫ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ‬ ‫الشقوق.‬ ‫22‬
  • 23. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫واليوم نحن نشـاهد مـن خلل الصـور البنـاء الكـوني كمـا ظهـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫للعلماء في أضذخم عملية حاسوبية، وتظهر المجرات كلبنات البناء‬ ‫التي تزين السماء، وتظهر المادة المظلمة بلون أسود.‬ ‫إذن تهأمل معي قول العلماء بهأن السماء بناء، ومزينة، ول فــروج‬ ‫أو فراغ فيها، وتهأمل كذلك قول اـ تعـالى: ﴿أ ِنَفلـم ينظـروا إ ا ِلـى‬ ‫ِنَـ‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ُ‬ ‫ـ‬ ‫السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لِنَها من فروج ﴾، أل تصور‬ ‫ُ ُ ٍ‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ‬ ‫َّ ِنَ‬ ‫لنا الية الكريمة ما يراه العلماء اليوم بهأحدث الجهزة؟‬ ‫وتهأمل أيضا أخي القارئ كيف يتحدث هؤلء العلم ـاء ف ـي أح ـدث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اكتشاف لهـم عـن كيفيـة البنـاء لهـذه المجـرات، وكيـف تتشـكل،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وكيف تزين السماء كمـا تزي ـن الآللـئ العق ـد! حـتى الفـراغ بيـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ُ ىّ‬ ‫المجرات والذي ظنه العلمـاء أنـه خـال تمامـا، اتضـح حـديثا أنـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ممتلئ تماما بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن الس ـماء خالي ـة م ـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫أيـة فـروج أو شـقوق أو فـراغ، وبمـا يتطـابق تمامـا مـع النـص‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫القرآني الكريم.‬ ‫كلمات قرآنية في مصطلحات الغرب!‬ ‫وسبحان الذي أنزل هـذا القـرآن! الحـق تعـالى يطلـب منهـم أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫كُّ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ينظروا إلى الس ـماء م ـن ف ـوقهم، ويطل ـب منه ـم أن يبحثـوا ع ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫كيفية البناء وكيف زينهـا، وهـم يتحـدثون عـن هـذا البنـاء وأنهـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ ـ‬ ‫يرونه واضـحا، ويتحـدثون عـن شـكل المجـرات الـذي يبـدو لهـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫كالذخرز الذي يزين العقد. ونجدهم في أبحاثهم يستذخدمون نفس‬ ‫32‬
  • 24. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫كلمات القرآن!‬ ‫ففي المقالت الصادرة حديثا نجد هؤلء العلماء يطرحون سؤال ً‬ ‫يبدءونه بنفـس الكلمـة القرآنيـة: »كيـف تشـكل البنـاء الكـوني«.‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ويستذخدمون نفس الكلمة القرآنية وهي كلمة »كيـف« ولـو قرأنـا‬ ‫هذه المقالة نجد أنها تتحدث عن بنية الكون وهو ما تحدثت عن ـه‬ ‫ـ‬ ‫الية: ﴿كيف بنيناها ﴾!‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬ ‫حتى إننا نجد في القرن الحادي والعشرين الجوائز العالمية تمنح‬ ‫ُ‬ ‫تباعا في سبيل الجابة عن سؤال طرحه القرآن قبل أربعة عشر‬ ‫قرنا، أليس هذا إعجازا مبهرا لكتاب ا تعالى؟!‬ ‫ولكن الذي أذهلني عندما تهأملت مشتقات ه ـذه الكلم ـة أي كلم ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫﴿بناء ﴾، أن المصطلحات التي يستذخدمها العلماء وما يؤكدونه في‬ ‫أبحاثهم وما يرونه يقينا اليوم، قد سبقهم القرآن إلـى اسـتذخدامه،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وبشكل أكثر دقة ووضوحا وجمال.‬ ‫ً‬ ‫ولو بحثنا في كتاب ا جـل وعل عـن اليـات الـتي تنـاولت بنـاء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫الكون، لوجـدنا أن البيـان اللهـي يؤكـد دائمـا هـذه الحقيقـة أي‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِمْ ُ ِمْ‬ ‫حقيقة البناء القـوي والمتماسـك والشـديد. يقـول تعـالى: ﴿أ ِنَأ ِنَنتـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ ِنَشد خلقا أ ِنَم السماء بناها ﴾ ]النازعات: 72[.‬ ‫َّ ِنَ ُ ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫ِنَ كُّ ِنَ ِمْ ً ا ِ‬ ‫والعلم ـاء يؤك ـدون أن الق ـوى الموج ـودة ف ـي الك ـون تف ـوق أي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫خيال. ويمكن للقارئ الكريم الرجوع للمراج ـع ف ـي نهاي ـة البح ـث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫لخذ فكرة عن ضذخامة القوى التي تتحكـم بـالكون. وفـي هـذه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫42‬
  • 25. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫الية الكريمة إشارة واضحة إلى هذه الق ـوى م ـن خلل كلم ـة ﴿‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أشد ﴾، والتي تعني القوة والشدة.‬ ‫ِنَ كُّ‬ ‫بل إن ا عز وجل قد أقسم بهذا البن ـاء فق ـال: ﴿والس ـماء وِنَم ـا‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ‬ ‫بناها ﴾ ]الشمس: 5[. وا تعالى ل يقسم إل بعظيم.‬ ‫ُ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫وهذا هو أحد علماء الغرب يؤك ـد أن الك ـون ب ـهأكمله عب ـارة ع ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بناء عظيم فيقول:‬ ‫»إن من أكثر الحقائق وضوحا حول الكون أن ـه يظه ـر غن ـى ف ـي‬ ‫ـ ُ ـ ا ِ ً ـ‬ ‫البن ـاء علـى كافـة المق ـاييس مـن الك ـواكب والنجـوم والمجـرات‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وحتى تجمعات المج ـرات والتجمع ـات المجري ـة الك ـبيرة الممت ـدة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لعدة مئات من المليين من السنوات الضوئية«.‬ ‫العجاز العلمي أرقى أسلوب لذخطاب الملحد‬ ‫هؤلء العلماء ينكرون كلم ا تعالى وهو القرآن، ويقولون إنه‬ ‫من صنع محمد صلى ا عليه وسلم!!! وربما ل يؤمنون بوجود‬ ‫خالق لهذا الكون، لنهم في حالة تذخبط واختلط. والعجيب أن‬ ‫ىّ‬ ‫ا تعالى يصف حالهم هذه في قوله عز وجل: ﴿بل كذبوا‬ ‫ىّ ِنَ ِمْ ِنَ َّ ُ‬ ‫ىّ‬ ‫بالحق لما جاءهم فهم في أ ِنَمر مريج ﴾ ]ق: 5[. أي أن هؤلء‬ ‫ِمْ ٍ ِنَ ا ِ ٍ‬ ‫ا ِ ِمْ ِنَ ِّ ِنَ َّ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ا ِ‬ ‫المكذبين بالقرآن وهو الحق، هم في حيرة واختلط من أمرهم‬ ‫ىّ‬ ‫وفي حالة عدم استقرار.‬ ‫وعلـى الرغـم مـن ذلـك يـدعوهم اـ تعـالى فـي اليـة التاليـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫52‬
  • 26. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫مباشرة للنظر والتهأمل في كيفية بناء وتزيين الك ـون، ويؤك ـد له ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أنه هو الذي بنى هذه المجرات وهو الذي جعلها كالزينة للسماء،‬ ‫يقول تعالى: ﴿كيف بنيناها وزيناها ﴾، بل ويسذخر لهم أسباب ه ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَ‬ ‫النظر وأسباب هذه الكتشافات، وذلك ليستدلوا بهــذا البنــاء علــى‬ ‫الباني سبحانه وتعالى.‬ ‫وليذخرجوا من حيرتهم وتذخبطهم ويتفكروا في هذا البناء الكــوني‬ ‫كُّ‬ ‫ِنَ‬ ‫المتناس ـق والمحك ـم، ليس ـتيقنوا بوج ـود الذخ ـالق العظي ـم تب ـارك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ُ ـ‬ ‫ـ‬ ‫وتعالى. والسؤال: أليست هذه دعوة من ا تعـالى بلغـة العلـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لليمان بهذا الذخالق العظيم؟‬ ‫إن الدين الذي يتعامل مـع غيـر المسـلمين بهـذا المنهـج العلمـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫للقنـاع، هـل هـو ديـن تذخلـف وإرهـاب، أم ديـن علـم وتسـامح‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وإقناع؟!! أل نرى في خطاب ا تعـالى لغيـر المسـلمين خطابـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫علميا قمـة التسـامح حـتى مـع أعـداء السـلم؟ أليـس العجـاز‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ ِنَ‬ ‫العلمي أسلوبا حضاريا للدعوة إلى ا تعالى؟‬ ‫إذا كان العجـاز العلمـي والـذي هـو السـلوب الـذي تعامـل بـه‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫القرآن مع أعدائه ودعاهم للنظر والتدبر، إذا كان هذا العج ـاز ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫كما يقول بعضهم ـ وسيلة غير ناجحـة للـدعوة إلـى اـ تعـالى،‬ ‫إذن ما هي الوسيلة التي نذخاطب بها الملحدين في عصــر العلــم‬ ‫والمادة الذي نعيشه اليوم؟‬ ‫ِنَ ا ِ ا ِ ِنَ ِّ ِنَ ا ِ ِمْ ا ِ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ‬ ‫يقول تعـالى: ﴿ادع إ ا ِل ـى س ـبيل رب ـك بالحكم ـة والموعظ ـة الحِنَس ـنة‬ ‫ِمْ ُ ِنَـ‬ ‫ـ‬ ‫62‬
  • 27. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ َّ ِنَ َّ ِنَ ُ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ َّ ِنَ ِمْ ِنَ ا ِ ا ِ ا ِ‬ ‫وِنَجادلهم بالتي هي أ ِنَحسن إ ا ِن ربك هو أ ِنَعلم بم ـن ض ـل ع ـن س ـبيله‬ ‫ِنَ ا ِ ِمْ ُ ِمْ ا ِ َّ ا ِ‬ ‫وِنَهو أ ِنَعلم بالمهتدين ﴾ ]النحل: 521[.‬ ‫ُ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ا ِ ِمْ ُ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ‬ ‫في رحاب تفسير هذه الية‬ ‫قال المام الطبري رحمه ا تعالى في تفس ـيره لمعن ـى البن ـاء:‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وقوله عز وجل: ﴿أ ِنَفلم ينظروا ﴾ يقول تعالى ذك ـره: أفل ـم ينظ ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ُ ُ‬ ‫ه ـؤلء المك ـذبون ب ـالبعث بع ـد الم ـوت المنك ـرون ق ـدرتننا عل ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫إحيائهم بعد بلئهم، ﴿إ ا ِلى السماء فوقهم كيـف بنيناهـا وزيناهـا ﴾‬ ‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَـ ِنَ ِنَ َّ َّ ِنَـ‬ ‫ِنَ‬ ‫فسويناها سقفا محفوظا، وزيناها بالنجوم؟ ﴿وما لِنَها من فروج ﴾‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫يعني : وما لها من صدوع وفتوق.‬ ‫َّ ِنَ ا ِ‬ ‫وقال المام القرطبي في قوله تعالى: ﴿أ ِنَفلم ينظروا إ ا ِلى السماء‬ ‫ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِمْ ُ ُ‬ ‫فوقهم ﴾ أي نظر اعتبار وتفكـر وأن القـادر علـى إيجادهـا قـادر‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ‬ ‫علــى العــادة ﴿كيــف بنيناهــا ﴾ فرفعناهــا بل عمــد ﴿وزيَّناهــا ﴾‬ ‫ِنَ ِنَ َّ ِنَ‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬ ‫بـالنجوم ﴿ومـا لهـا مـن فـروج ﴾ جمـع فـرج وهـو الشـق. وقـال‬ ‫ىّ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ِنَ ِنَـ ِنَ ِنَـ ا ِ ِمْ ُ ُ ٍ‬ ‫ـ‬ ‫الكسائي ليس فيها تفاوت ول اختلف ول فتوق.‬ ‫وفي تفسير الطبري رحمه ا تعالى نج ـده يق ـول: الق ـول ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تهأويل قوله تعالى: ﴿والسماء بناء ﴾، قال أبو جعفر: وإنما س ـميت‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً‬ ‫السماء سماء لعلوها على الرض وعلى سكانها من خلقه، وكل‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫شيء كان فوق شيء آخـر فهـو لمـا تحتـه سـماة. ولـذلك قيـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لسقف البيت: سماوة، لن ـه ف ـوقه مرتف ـع علي ـه. فك ـذلك الس ـماء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫سميت للرض سماء، لعلوها وإشـرافها عليهـا. وعـن قتـادة فـي‬ ‫ِّ‬ ‫72‬
  • 28. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫قول ا: ﴿والسماء بناء ﴾ قال: جعل السماء سقفا لك.‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً‬ ‫ونتساءل الن: أليس ما فهمه المفسرون رحمهم ا تعالى مــن‬ ‫هذه اليات، هو ما يكتشفه العلم ـاء الي ـوم؟ أليس ـت الم ـادة تمل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الكون؟ أليست النجوم والمجـرات كالزينـة فـي السـماء؟ أليسـت‬ ‫ـ‬ ‫َّـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذه السماء خالية من أي ف ـروج أو ش ـقوق أو فراغ ـات؟ وه ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يؤكد وضوح وبيان النـص القرآنـي وأن كـل مـن يقـرأ كتـاب اـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تعــالى، يــدرك هــذه الحقــائق كــل حســب اختصاصــه وحســب‬ ‫ٌّ‬ ‫معلومات عصره.‬ ‫تطور الحقائق العلمية‬ ‫ف ـي الق ـرن الس ـابع الميلدي عن ـدما ن ـزل الق ـرآن الكري ـم، ك ـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العتقـاد السـائد عنـد النـاس أن الرض هـي مركـز الكـون وأن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النجوم والكـواكب تـدور مـن حولهـا. فلـم يكـن لحـد علـم ببنيـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الكون أو نشوئه أو تطوره. لم يكن أحد يتذخيل العــداد الضــذخمة‬ ‫مـن المجـرات، بـل لـم يكـن أحـد يعـرف شـيئا عـن بنيـة هـذه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المجرات.‬ ‫وبقي الوضع كما هو حتى جاءت النهضة العلمية الحديثة، عنــدما‬ ‫بدأ العلماء بالنظر إلى السماء عبر التليسكوبات المكـبرة، وتطـور‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫علم الفضاء أكثر عندما استذخدم العلماء وسائل التحليـل الطيفـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لضوء المجرات البعيـدة. ثـم بـدأ عصـر جديـد عنـدما بـدأ هـؤلء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫الباحثون اسـتذخدام تقني ـات المعالجـة بالحاس ـوب للحص ـول عل ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫82‬
  • 29. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫المعلومات الكونية.‬ ‫ولكن وفي مطلع اللفية الثالثة دخل علم الفض ـاء عص ـرا جدي ـدا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫باستذخدام السوبر كومـبيوتر، عنـدما قـام العلمـاء برسـم مذخطـط‬ ‫للكون ثلثي البعاد، وقد كانت النتيجة اليقينية الــتي توصــل إليهــا‬ ‫ـ ً‬ ‫العلماء هي حقيقة أن ك ـل شـيء فـي ه ـذا الك ـون يمث ـل بن ـاء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫محكما.‬ ‫ُ‬ ‫ولكن الذي استوقفني طويل ً قوله تعالى يصف ه ـذه النج ـوم: ﴿‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ِ‬ ‫وزينا السماء الدكُّنيا بمصابيح وحفظا ذل ـك تق ـدير الِمْعزي ـز العِنَلي ـم ﴾‬ ‫ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ ِمْ ً ِنَ ا ِ ِنَ ِنَ ِمْ ا ِ ُ ِنَ ا ِ ا ِ ِمْ ا ِ ا ِ‬ ‫َّ ِنَ ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ َّ َّ‬ ‫]فصلت: 21[. وقد أدهشـني بالفعـل أن العلمـاء التقطـوا صـورا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫رائعة للنجـوم شـديدة اللمعـان أو الكـوازرات، وأدركـوا أن هـذه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النجوم تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها. لذلك أطلق ـوا عليه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اسما جديدا وهو »المصابيح«، وسبحان الـذي سـبقهم إلـى هـذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ‬ ‫السم فقال عن النجوم التي تزين السماء: ﴿وزينا السَّماءِنَ الــدنيا‬ ‫كُّ ِمْ ِنَ‬ ‫ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ َّ َّ‬ ‫بمصابيح ﴾ ]فصلت: 21[.‬ ‫ا ِ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬ ‫تهأمــل عزيــزي القــارئ هــذه النجــوم الــتي ســماها العلمــاء‬ ‫بالمصابيح ولكن القرآن قد سبقهم إلى ه ـذا الس ـم قب ـل ذل ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫في قوله تعـالى: ﴿زينـا السـماء الـدنيا بمصـابيح ﴾ ]فصـلت: 21[.‬ ‫ـ‬ ‫كُّ ِمْ ِنَ ا ِ ِنَ ِنَـ ا ِ ِنَ‬ ‫َّ ِنَ ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ َّ َّـ‬ ‫ـ‬ ‫أليس القرآن هو كتاب الحقائق الكونية؟؟‬ ‫من الذي علم محمدا هذه الكلمات؟‬ ‫ىّ‬ ‫ِنَ‬ ‫تساؤلت نكررها دائما في هذه البحاث وهو: لو كان القرآن من‬ ‫92‬
  • 30. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫تهأليف محمد عليه صلوات ا وس ـلمه، إذن كيـف اس ـتطاع وه ـو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫النبي المي أن يطرح سؤال ً على الملحدين ويدعوهم للنظر ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫كُّ‬ ‫كُّ‬ ‫كيفية بناء الكون؟‬ ‫وكيف حدد أن النجوم تزين السماء؟ ومن أين أتــى بمصــطلحات‬ ‫ىّ‬ ‫َّ‬ ‫علمية مثل ﴿بناء ﴾ و ﴿مصابيح ﴾!؟ بـل كيـف علـم بـهأن الكـون ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يوجد فيه أية فراغات أو شقوق أو ف ـروج أو تف ـاوت؟ م ـن ال ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫علمه هذه العلوم الكونية في عصر الذخرافات الذي عاش فيه؟‬ ‫َّ‬ ‫إن وجود تعابير علمية دقيقـة ومطابقـة لمـا يـراه العلمـاء اليـوم‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫دليل على إعجـاز القـرآن الكـوني، ودليـل علـى السـبق العلمـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لكتاب ا تعالى في علم الفلك الحديث.‬ ‫القرآن أول كتاب يربط بناء الكون بتوسعه‬ ‫ىّ‬ ‫وفي كتاب ا تعالى نجد أن كلمة ﴿بناء ﴾ ارتبطـت دائمـا بكلمـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫﴿السماء ﴾، وكذلك ارتبطت بزينة الكون وتوسعه، يقول تعالى: ﴿‬ ‫والسماء بنيناها بهأيد ٍ وإ ا ِنا لموسعون ﴾ ]الذاريات: 74[.‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ َّ ِنَ ُ ا ِ ُ ِنَ‬ ‫والعجيب أننا ل نكـاد نجـد بحثـا حـديثا يتنـاول البنـاء الكـوني، إل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ونجدهم يتحدثون فيه عن توسع الكون!! وهذا مـا فعلـه القـرآن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تماما في هذه الية العظيمـة عنـدما تحـدث عـن بنيـة الكـون ﴿‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بنيناها ﴾ وعن توسع الكون ﴿لموسعون ﴾.‬ ‫ِنَ ُ ا ِ ُ ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬ ‫أي أن الق ـرآن ه ـو أول كت ـاب رب ـط بي ـن بن ـاء الك ـون وتوس ـعه.‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫03‬
  • 31. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫ويمكن للقارئ الكريم أن يطلع على بعض المقــالت فــي نهايــة‬ ‫البحث من مص ـادرها الساسـية لي ـرى ه ـذا الربـط فـي البحـاث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الصادرة حديثا.‬ ‫وسؤالنا من جديد: ماذا يعني أن نجد العلماء يسـتذخدمون التعـبير‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫القرآني بحرفيته؟ إنه يعني شيئا واحدا وهو أن اـ تعـالى يريـد‬ ‫َّ‬ ‫أن يؤكد لكل مـن يشـك بهـذا القـرآن، أنهـم مهمـا بحثـوا ومهمـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ ـ‬ ‫ـ‬ ‫تطوروا ل بدىّ في النهاية أن يعودوا للقرآن!‬ ‫القرآن يحدد من سيكتشف البناء الكوني‬ ‫ىّ‬ ‫هنالـك إشـارة مهمـة فـي هـذه اليـات وهـي أنهـا حـددت مـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫سيكتشف حقيقة البناء الكوني، لذلك وجهت الذخطاب له ـم. فف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫جميع اليات التي تناولت البناء الكوني نجـد الذخطـاب للمشـككين‬ ‫بالقرآن، ليتذخذوا من اكتشافاتهم هـذه طريقـا للوصـول إلـى اـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫واليقين واليمان برسالته الذخاتمة.‬ ‫واستمع معي إلى هذا البيان اللهـي الـذي يـدعو النـاس لعبـادة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ويذكرهم ببناء السماء: ﴿يـا أ ِنَيهـا النـاس اعبـدوا ربكـم الـذي‬ ‫ِنَـ كُّ ِنَـ َّـ ُ ِمْ ُ ُ ِنَ َّ ُ ُ َّ ا ِ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ‬ ‫خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لِنَكم ال ِنَرض‬ ‫َّ ا ِ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ِنَ َّ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ِنَ ِمْ ا ِ ُ ِمْ ِنَ ِنَ َّ ُ ِمْ ِنَ َّ ُ ِنَ‬ ‫ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ا ِ ا ِ ا ِ ِنَ‬ ‫فا ِراشا وال س ما ء ب نا ء وأ ِنَنزل من السَّماء ماء فهأخِمْرج به من‬ ‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ً ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬ ‫ِنَ ً ِنَ‬ ‫الثمرات رزقا لكم فل تجعلوا لله أ ِنَندادا وأ ِنَنتم تعلمـون ﴾ ]البقـرة:‬ ‫ـ‬ ‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ا ِ ِمْ ً ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ُ ا ِ َّ ا ِ ِمْ ِنَ ً ِنَ ِمْ ُ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ُـ ِنَ‬ ‫12-22[.‬ ‫كذلك يتحدث القرآن عن جحود الملح ـدين وكي ـف ي ـذكرهم ببن ـاء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫13‬
  • 32. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫َّ ُ‬ ‫السماء: ﴿كذلك يؤفـك الـذين كـانوا بآيـات اللـه يجحـدونِنَ * اللـه‬ ‫ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ُ َّ ا ِ ِنَ ِنَـ ُ ا ِ ِنَ ِنَـ ا ِ َّ ا ِ ِنَ ِمْ ِنَ ُ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ُ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ً ِنَ َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَـ ً ِنَ ِنَ َّ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ‬ ‫الذي جعل لكم ال ِنَرض قـرارا والسـماء بنـاء وصـوركم فهأحسـن‬ ‫َّ ا ِ‬ ‫َّ ِّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ُ ُ َّ ُ ِنَ كُّ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَـ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ كُّ‬ ‫صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكـم اللـه ربكـم فتبـارك اللـه رب‬ ‫ُ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ُ ِمْ ا ِ ِنَ‬ ‫العالمين ﴾ ]غافر: 36-46[. وهكذا آيات كثيرة ج ـاء فيه ـا العج ـاز‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِمْ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ‬ ‫والبيـان مـن اـ تعـالى، فهـل تذخشـع قلوبنـا أمـام عظمـة هـذا‬ ‫الكتاب؟ وهل نستفيد من العجاز العلمي لكتـاب اـ عـز وجـل‬ ‫ىّ ـ‬ ‫ـ‬ ‫في تعميق نظرتنا للكون من حولنا، وهل نس ـتجيب لن ـداء الح ـق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫جل وعل: ﴿ أ ِنَفل يتدبرون القُرآِنَن أ ِنَم عل ـى قل ـوب أ ِنَقفاله ـا ﴾ ]محمـد:‬ ‫ـ‬ ‫ُ ُـ ٍ ِمْ ِنَ ُ ِنَـ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ َّ ُ ِنَ ِمْ ِمْ ِنَ ِمْ ِنَ ِنَـ‬ ‫ىّ‬ ‫42[.‬ ‫والسماء ذات الحُبك‬ ‫ُ‬ ‫والن نتناول الكتشاف الحديث جدا حول النسيج الك ـوني، وكي ـف‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أن المجرات وتجمعاتها تشكل نسيجا مترابطا كالذخيوط المحبوكة،‬ ‫ونتناول كيف أشـار القـرآن الكريـم إلـى هـذا النسـيج فـي قـوله‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تعالى: ﴿والسماء ذات الحبك ﴾ ]الذاريات: 7[.‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ ا ِ‬ ‫وس ـوف نــرى أن القــرآن يتوافــق م ـع الحقــائق العلميــة الثابتــة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫واليقيني ـة، وأن ه ـذا التواف ـق يش ـهد عل ـى أن الق ـرآن كت ـاب ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تعالى، وأنه معجز من الناحية العلمية والكونية.‬ ‫وسوف نعتمد في مراجع البحث على أهم علم ـاء الغ ـرب الـذين‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اكتشفوا هذا النسيج وألفوا مئات البحاث ح ـوله، وعل ـى البح ـاث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المنشورة حديثا، والموثقـة مـن قبـل أهـم مواقـع الفضـاء علـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫23‬
  • 33. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫شبكة النترنت مثل موقع وكالة الفضاء المريكية ناسا.‬ ‫يقول تعالى عن السماء: ﴿والسماء ذات الحبــك ﴾ ]الــذاريات: 7[.‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ ا ِ‬ ‫لقد قرأت هذه الية منذ سنوات وكررتها مرارا في محاولة لفهــم‬ ‫ىّ‬ ‫ُ‬ ‫معنــى ﴿الحبــك ﴾، فكــانت تــوحي إلــي هــذه الكلمــة بالنســيج‬ ‫ىّ‬ ‫ِمْ ُ ُ ا ِ‬ ‫المحبوك!‬ ‫تفسير كلمة ﴿الحُبك ﴾‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولكنني رجعت إلى أقوال المفسرين رحمهم ا تعالى، ووجدت‬ ‫ُ‬ ‫أن أكثرهم قد فهم من كلمة ﴿الحبك ﴾ النسيج المحبوك والشديد‬ ‫ِمْ ُ ُ ا ِ‬ ‫والمحكم، وقالوا بـهأن قـوله تعـالى: ﴿والسـماء ذات الِمْحبـك ﴾ أي‬ ‫ُ ُ ا ِ‬ ‫ِنَ َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ذات الشكل الحسن وذات الشدة وذات الزينة وذات الطرق.‬ ‫كُّ ُ‬ ‫فهذا هو المام القرطبي رحمه ا تعالى قد توسع في تفسيره‬ ‫َّ‬ ‫فعدد سبعة معاني لكلمة ﴿الحبك ﴾ الواردة في قــوله تعــالى: ﴿‬ ‫ُُ‬ ‫ىّ‬ ‫والسماء ذات الحبك ﴾. فهو يقول: وفي ﴿الحبك ﴾ أقــوال ســبعة:‬ ‫ ٌ‬ ‫ُُ‬ ‫ُُ‬ ‫ا ِ‬ ‫َّ‬ ‫الول قال ابن عباس وقتادة ومجاهد: الذخلق الحسـن المسـتوي،‬ ‫ِنَ ِمْ‬ ‫وقاله عكرمة قـال: ألـم تـر إلـى النسـاج إذا نسِنَـج الثـوب فهأجـاد‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ ـ‬ ‫َّـ‬ ‫ِنَ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫نسجه، يقال منه حبك الثوب يحبكه حبك ـا، أي أج ـاد نس ـجه. ق ـال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ِ‬ ‫ِمْ ِنَ ُ‬ ‫ابن العرابي كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته.‬ ‫ِنَ‬ ‫والثاني: ذات الزينة، قاله الحسن وسعيد بن جبير. وعــن الحســن‬ ‫أيضا: ذات النجوم وهو الثالث. الرابع قول الفراء: ﴿الحبك ﴾ تكسر‬ ‫ُُ‬ ‫كل شيء كالرمل إذا مرت ب ـه الري ـح الس ـاكنة والم ـاء الق ـائم إذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫33‬
  • 34. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫مرت به الريح. الذخامس: ذات الشدة، قاله ابن زيـد وقـرأ: ﴿وبنينـا‬ ‫ِنَ ِنَ ِمْ ِنَـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فوقكم سبعا شدادا ﴾ ]النبهأ: 21[. والمحب ـوك الش ـديد الذخل ـق م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ِ ِنَ‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ُ ِمْ ِنَ ِمْ‬ ‫الفرس وغيره.‬ ‫وفي الحديث: أن عائشة رضي ا عنها كانت تحتبك تحت الــدرع‬ ‫في الصلة، أي تشد الزار وتحكمه. السادس: ذات الصفاقة قاله‬ ‫خصيف ومنه ثوب صفيق ووجه صفيق بين الصفاقة. السابع : أن‬ ‫ِّ‬ ‫المراد بالطرق المجرة التي في السماء سميت ب ـذلك لنه ـا ك ـهأثر‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫المجر.‬ ‫أين هذا النسيج‬ ‫ولكنني كنت أتساءل: أين هذا النسيج المحكم في السماء ونحن‬ ‫ُ‬ ‫ل نرى إل النجوم والكواكب؟ وبحثـت فـي بعـض المراجـع الـتي‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تتناول علم الفلك وبنية الكون، ولم أعثر عل ـى م ـا يش ـير إل ـى أي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫نسيج وقتها.‬ ‫وبقيت هذه الية في ذاكرتي ع ـدة سـنوات ول أج ـد له ـا تفس ـيرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ‬ ‫دقيقا، حتى قبل أيام من كتابة هذا البح ـث، عن ـدما كن ـت أتص ـفح‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بعض المواقع العالمية عن بنية الكون، وآخر ما وصلوا إلي ـه م ـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ُ‬ ‫حقائق يقينية وثابتة عن السماء، وك ـانت المفاج ـهأة عن ـدما ق ـرأت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫خبرا أطلقه المرصد الوروب ـي الجنـوبي م ـن خلل م ـوقعه عل ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النترنت عنوانه: لمحة عن النسيج الكوني المبكر جدا.‬ ‫43‬
  • 35. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫وبعدما قرأت السطر الولى من هذه المقالة أدركت بهأن القرآن‬ ‫ُ‬ ‫الكريم قد سبق هؤلء العلماء بهأربعـة عشـر قرنـا إلـى الحـديث‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عن هذا النسيج الكوني وسماه ﴿الحبك ﴾، بل إن ا تع ـالى ق ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِمْ ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫أقسم به.‬ ‫المدلول اللغوي لكلمة ﴿الحبك ﴾‬ ‫ُُ‬ ‫ولكن المسهألة ليست بهذه البساطة، فنحن أمام كتاب ا ـ تب ـارك‬ ‫ـ‬ ‫وتعالى، والقول في كتاب ا بغير عل ـم يهل ـك ص ـاحبه ويعرض ـه‬ ‫ِّ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ُ ـ‬ ‫لغضب ا عز وجل. وأنه ل يجوز لي أبدا أن أحم ـل ه ـذه الي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِّـ‬ ‫ىّ‬ ‫ىّ‬ ‫معنى ل تحتمله، ول ينبغي أن أسوق نفسـي باتجـاه فهـم جديـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ً‬ ‫لهذه الية أو غيرها من آيات ا تعالى، إل إذا أيقنت حقيقــة أن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ا تعالى يقصد هذا المعنى تماما.‬ ‫بل إن التسرع في تفسير آي ـة م ـن آي ـات الق ـرآن بالعتم ـاد عل ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫كُّ‬ ‫نظريات علمية ربما يثبت خطؤها في المستقبل، قد يم ـس كتــاب‬ ‫كُّ‬ ‫ا تعالى، ويكون حجة بيد أعداء السلم للنيل مـن هـذا الـدين‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫الحنيف، بهدف التشكيك في العجاز العلمي للقرآن الكريم.‬ ‫لذلك كان ل بد من اللجوء أول ً إلى اللغة العربيـة الـتي نـزل بهـا‬ ‫ـ‬ ‫القرآن، والبحث عن معاني هذه الكلمة، وه ـذا م ـا فعلت ـه. فبع ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫رحلة في عالم المعاجم اللغويـة، وجـدت بـهأن هـذه الكلمـة قـد‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ُ ـ‬ ‫ـ‬ ‫جاءت من الفعل )حبك( وأن العرب تقول:‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫حبك النساج الثوب أي نسجه، و)حب ـك( الحائ ـك الث ـوب أي أج ـاد‬ ‫ـ‬ ‫ُ ـ ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ‬ ‫53‬
  • 36. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫صنعه وشده وأحكمه، و﴿الحبك ﴾ هي جمع لكلمة )حبيكة( وهي‬ ‫ُُ‬ ‫ىّ‬ ‫الطريق.‬ ‫ونرى من خلل المعاني اللغوية لهذه الكلمة أن كلم ـة ﴿الحُب ـك ﴾‬ ‫ُـ‬ ‫ـ‬ ‫تتضمن معاني أساسـية تـدور حـول النسـيج والذخيـوط المحبوكـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫بإحكام والمشدود بعضها إلى بعض.‬ ‫ولكن المفسرين رحمهم ا تعالى لم يدركوا أبعاد هذا المعن ـى‬ ‫ـ‬ ‫لن العصر الذي عاشوا فيه لم تتوفر لديهم علوم الفلك الحديث ـة،‬ ‫ـ‬ ‫بل إن فكرة النسيج الكوني حديثة جدا ل يعــود تاريذخهــا إل إلــى‬ ‫بضع سنوات فقط!‬ ‫63‬
  • 37. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫شكل )7( صورة النسيج الكوني كما ظهر في أضذخم عملية‬ ‫حاسوبية في القرن العشرين. إن الذخيوط التي نراها تشبه‬ ‫النسيج المحبوك هي في الحقيقة بليين المجرات التي تصطف‬ ‫وتتناسق بشكل محكم، وهذا ما سماه القرآن بـ ﴿ال ح بك ﴾، بل‬ ‫ُُ‬ ‫وأقسم بهذا النسيج فقال: ﴿ وال س ما ء ذا ت ا ل ح ب ك ﴾ ] الذاريات:‬ ‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ ِمْ ُ ُ ا ِ‬ ‫ِنَ‬ ‫7[.‬ ‫شكل )8( صورة أخرى للنسيج الكوني، وتمثل النقاط المضيئة‬ ‫أماكن تجمع المجرات. وتظهر كال عقد التي تربط الذخيوط‬ ‫ُ‬ ‫ببعضها، وكهأننا أمام خيوط نسيجية مرتبطة ومحبوكة حبكا‬ ‫متناهي الدقة. وتهأمل عزيزي القارئ هذه الية ﴿والسماء ذات‬ ‫73‬
  • 38. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫الحبك ﴾ أل تع بر تعبيرا دقيقا عن هذه الصورة التي كلفت‬ ‫ىّ‬ ‫مليين الدولرات؟!‬ ‫مفاجهأة جديدة‬ ‫لقد أيقنت من خلل هذا المعنى اللغوي أن شــكل هــذا النســيج‬ ‫ُ‬ ‫الكوني لبد أن يكون كالنسيج ذي الذخيوط المتشابكة والمربوط ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫بعضها ببعض. وقد كانت المفاجهأة الثانية عندما رأيت صورة هــذا‬ ‫ُ‬ ‫النسيج كما رسمته أضذخم أجهـزة الكمـبيوتر، وكـان تمامـا عبـارة‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عن خيوط مترابطة بنسيج رائع ومحكم يدل على عظمة الذخ ـالق‬ ‫ـ‬ ‫سبحانه!‬ ‫وتظهر لنـا الصـور الجديـدة النسـيج الكـوني كمـا رسـمته أجهـزة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫الســوبر كومــبيوتر لول مــرة فــي القــرن 12 وهــو يضــم مئــات‬ ‫البليين من المجرات، وكل مجرة تضم مئات البليين من النجوم،‬ ‫وتمثل النقاط المضيئة تجمعات المجرات الضذخمة. وجميعها رتبهـا‬ ‫ـ‬ ‫ا تعالى في هذا الكون الواسع ببني ـة نس ـيجية رائع ـة كالنس ـيج‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المحبوك، بل وأقسم بها فقال: ﴿والسماء ذات الحبك ﴾ ]الذاريات:‬ ‫ُ ُ ا ِ‬ ‫َّ ِنَ ا ِ ِنَ ا ِ‬ ‫7[!‬ ‫ولكن هذه المقالة العلمية حول ملمح النسيج الكـوني ل تكفـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫83‬
  • 39. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫أبدا، فقد تكون نظرية وليست حقيقة علمية، وأنا كمــؤمن ينبغــي‬ ‫أن أتهأكد من أية معلومة جديدة وأتثبت من صدقها قبل أن أقتنــع‬ ‫بها لبني عقيدتي على أسس علمية سليمة. لذلك بدأتُ بمطالعــة‬ ‫مئات البحاث حول النس ـيج الك ـوني والذخي ـوط الكوني ـة وجميعه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫صدر منذ بضع سنوات. ووجدت بهأن جميع العلماء يؤكــدون هــذه‬ ‫الحقيقة بل هي من أهم الحقائق الواضحة والمؤكدة في القرن‬ ‫الحادي والعشرين.‬ ‫مزيد من المعاني والدللت‬ ‫وبعـد أن رأيـت هـذا النسـيج بالمعـادلت الرقميـة والصـور الـتي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ُ ـ‬ ‫ـ‬ ‫رسمها الكمبيوتر، أدركت بهأن القرآن تحدث صــراحة عــن النس ـيج‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫ُ‬ ‫الكوني الذي يفتذخر علماء الغرب اليوم بهأنهم هم أول من تحدث‬ ‫عنه.‬ ‫ولكن هنالك المزيد من الدللت والمعجزات، فقبل الشـروع فـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تهأمل المعاني الغزيرة التي تحملهـا هـذه اليـة ينبغـي أن نتهأم ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫كُّ‬ ‫أول ً ما كشفته أبحاث القرن الحادي والعشرين في مجال العلوم‬ ‫الكونية.‬ ‫فقد لحظ العلماء في السنوات القليل ـة الماض ـية أن ك ـل م ـانراه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫في هذا الكون ل يشكل إل أقل من 5 بالمئة، وأن أك ـثر م ـن 59‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بالمئة من الكـون يتـهألف مـن مـادة غيـر مرئيـة ل نبصـرها هـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المادة المظلمة.‬ ‫93‬
  • 40. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫ونرى من خلل الصور المادة المظلمة ويمثلها في هذا النس ـيج‬ ‫ـ‬ ‫الكــوني اللــون الســود، وهــي المــادة الــتي تمل المكــان بيــن‬ ‫المجرات وتسيطر علـى تـوزع المـادة فـي الكـون المرئـي، وقـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫رسمت هذه الصورة الكونية بواسطة السوبر كومبيوتر حيث تمثل‬ ‫كل نقطة فيها تجمع يضم آلف المجرات وربما الملييــن، فتهأمــل‬ ‫عظمة الكون وعظمة خالق الكون س ـبحانه وتع ـالى ال ـذي أب ـدع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذا النسيج الرائع!‬ ‫وتـذكر معـي هنـا قـول الحـق تبـارك وتعـالى: ﴿فل أ ُقسـم بمـا‬ ‫ِمْ ٍ ُ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ ـ‬ ‫ـ ـ ِنَ‬ ‫ـ‬ ‫ـ َّ‬ ‫تبصرون * وما ل تبصرون ﴾ ]الحاق ـة: 83-93[. فق ـد أنبهأن ـا الق ـرآن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ِنَ‬ ‫ُ ِمْ ا ِ‬ ‫ِنَ‬ ‫ُ ِمْ ٍ‬ ‫عن أشياء ل نبصرها بل وأقسم بها أن القرآن حــق، أل تتضــمن‬ ‫ىّ‬ ‫هذه الية إش ـارة غيـر مباشـرة للمـادة المظلمـة الـتي يكتش ـفها‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العلماء اليوم؟‬ ‫علماء الفلك يستذخدمون تعابير القرآن!‬ ‫ولك ـن الس ـؤال: كي ـف اس ـتطاع علم ـاء الغــرب اكتشــاف المــادة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المظلمة إذا كنا ل نبصرها؟ وكيف اكتشفوا النسـيج الكـوني؟ بـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫من أين جاءت هذه التسمية وهم لم يطلعوا على القرآن؟‬ ‫ىّ‬ ‫وهنا كان من الضروري القيام برحلة جدي ـدة م ـن رحلت البح ـث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ف ـي أح ـدث م ـا وص ـل إلي ـه العلم ـاء ف ـي ه ـذا المج ـال. وك ـانت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المفاجـهأة المذهلـة مـن جديـد عنـدما قـرأت تهأكيـدا علـى لسـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫العلماء الذين اكتشفوا هذا النسيج ورأوه للم ـرة الول ـى يقول ـون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫04‬
  • 41. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫فيه: إننا ل نكاد نشك بهأننا وللمرة الولى ن ـرى هن ـا خيط ـا كوني ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫صغيرا في الكون المبكر.‬ ‫ثم يقولون بعد ذلك بالحرف الواحد: نحن نراه )أي هذا الذخي ـط(‬ ‫ـ‬ ‫في زمن عندما كان عمر الكـون فقـط 2 بليـون سـنة، الفلكيـون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يمكنهم أن »يروا« توزع المادة في الكون المبكر.‬ ‫ولكن الذي لف ـت انتب ـاهي أن ه ـؤلء العلم ـاء يسـتذخدمون كلم ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫نرى بل ويضعون هذه الكلمة ضمن قوسين للدلل ـة عل ـى أنه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫كلمة جديدة الستذخدام مع العلم أن هذه الصور التي يرونها لهذا‬ ‫النسيج تعود إلى 31 بليون سنة!‬ ‫وبعد تفكير طويل في السبب الذي جعل هؤلء العلماء يصــرون‬ ‫علـى رؤيتهـم لملمـح هـذا النسـيج، تـذكرتُ قـول الحـق تعـالى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫مذخاطبا هؤلء المنكرين لكتابه المجيد: ﴿أ ِنَولِنَم ير الذين كفِنَ ـروا أ ِنَن‬ ‫ِنَ ِمْ ِنَ ِنَ َّ ا ِ ِنَ ِنَ ُ‬ ‫السماوات وال ِنَرض كانتا رتقا ففتقناهما ﴾؟ ]النبياء: 03[.‬ ‫ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ ُ ِنَ‬ ‫َّ ِنَ ِنَ ا ِ ِنَ ِمْ ِمْ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِنَ ِمْ‬ ‫فسبحان ا!! إن ا عز وجل يقول: ﴿أولم ير ﴾ ، وهم يقولــون‬ ‫ِنَ‬ ‫»إننا نرى« وكهأنهم ي ـرددون كلم اـ تعـالى وهـم ل يشـعرون!‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫واـ يقـول: ﴿الـذين كفـروا ﴾ وهـم يعـترفون بإلحـادهم وعـدم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫إيمانهم بالقرآن.‬ ‫وا تعالى يحدد الزمن بكلمة ﴿كانت ـا ﴾ أي ف ـي الماض ـي، وه ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يقولون: »الكون المبكر« وا تعالى يقول: ﴿رتقا ﴾.‬ ‫ِنَ ِمْ‬ ‫14‬
  • 42. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫وه ـم يع ـترفون ب ـهأنهم ب ـدأوا برؤي ـة أول خي ـط ف ـي ه ـذا الرت ـق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الكوني بقولهم: خيطا كونيا صغيرا. أليست هذه معجزة قرآنيــة‬ ‫ينبغي على كل مؤمن أن يتفكر فيه ـا؟ ب ـل ويفتذخ ـر به ـذا الكت ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العظيم الذي ه ـو بح ـق كت ـاب العج ـائب والحق ـائق، ولي ـس كم ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يدعون أنه كتاب أساطير وخرافات.‬ ‫ىّ‬ ‫أفل يؤمنون ؟‬ ‫وأمام هذه المعجزة القرآنية، معجزة خطاب القرآن للكفار بهأنهم‬ ‫سيرون هذا الرتق الكوني في بداية الكون، وهــم قــد رأوا هــذا‬ ‫النسيج فعل ً من خلل أجهزتهم وحواسبهم.‬ ‫أفل يستيقنون بهأن هـذا القـرآن هـو مـن عنـد اـ تعـالى الـذي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫خلقهم ويسر لهم هذا الكتشاف وحدثهم عنه في كت ـابه قب ـل أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫يكتشـفوه بهأربع ـة عش ـر قرنـا! لق ـد اكتش ـفوا بدايـة هـذا النسـيج‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وتتراءى لهم ملمح هذه الذخيوط الكونية، ولكننا نراهم يستمرون‬ ‫بالبحث عن هذا الرتق الكوني . لذلك نجد البيان اللهي في هذه‬ ‫الية الكريمة يسهألهم: ﴿أفل يؤمنون ﴾ ؟؟؟‬ ‫ِنَ‬ ‫ىّ‬ ‫وكما نعلم من مع ـاجم اللغ ـة العربي ـة كلم ـة الرت ـق تعن ـي الس ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والفتق تعني الشق وكلتا الكلمـتين تتضـمن إشـارة صـريحة إلـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النسيج. والسؤال: أليس هؤلء العلماء يرددون هـذه اليـة وهـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫لم يطلعوا عليها؟‬ ‫وعندما صرح القرآن بـهأن الكـون كـان رتقـا أي نسـيجا متماسـكا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫24‬
  • 43. ‫موقع أسرار إعجاز القرآن‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫كالسد المنيع، نرى علماء هذا العصر يؤكدون وبشدة أنهم يــرون‬ ‫هذا النسيج في المراحل المبكرة من عمر الكون!!‬ ‫بل إن هؤلء العلماء ل يشكون أبدا في وجود هذا النسيج، حتى‬ ‫ىّ‬ ‫إنهم بدأوا يتساءلون عن الكيفية التي حبكت فيه ـا ه ـذه الذخي ـوط‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ُ‬ ‫الكونية العظمى. وتهأمل معي هذا النسيج الذي رسمه الكومبيوتر‬ ‫على شبكة ثلثية البعاد لجزء كبير من الكون المرئي ونرى فيــه‬ ‫بوضوح أن ما نبصره في هذا الكون أقل بكثير مما ل نبصره!‬ ‫حقائق علمية يقينية‬ ‫والن ينبغي علينا أن نتع ـرف عل ـى الكيفي ـة ال ـتي جعل ـت علم ـاء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ىّ‬ ‫الفلك يجزمون بهذا النسيج، بل ويجمعون على ذلك. وتبدأ القصة‬ ‫عندما بدأ علماء الكون برسم خرائط للنجوم والمجرات ولحظـوا‬ ‫ـ‬ ‫وجـود منـاطق تتجمـع فيهـا هـذه المجـرات بمـا يسـمى عناقيـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المجرات ووجدوا بهأن هـذا الكـون يحـوي أكـثر مـن مئـتي ألـف‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مليون مجرة!‬ ‫وعن ـدما ت ـوفرت إمكاني ـة الحس ـابات الض ـذخمة باس ـتذخدام الس ـوبر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫كومبيوتر فكر العلماء بإدخال جميع المعلومات اللزمة إلــى هــذا‬ ‫َّ‬ ‫الكوم ـبيوتر العملق وال ـتي تتض ـمن بيان ـات رقميــة حــول موقــع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المجرة وبعدها عنا بالسنوات الضوئية وشدة إشعاعها، بالضــافة‬ ‫إلى معلومات حول التجمعات المجرية الضذخمة ومعلومات أخرى‬ ‫تشمل أكثر من مليون مجرة.‬ ‫34‬