poetry

1. ‫ﺇﺑﺪﺍﻉ‬
‫7‬
‫ﺍﻻﺭﺑﻌﺎﺀ 9 ﻣﺎﺭﺱ 1102‬
‫ﺍﻟﻌﺪﺩ: 7955‬
‫‪mazaj@shabiba.com‬‬
‫ﺗﺠ ﺎذﺑ ﺎت اﻟﺘﺮﺣ ﺎل ﻋﻨﺪ‬
‫اﻟﺸﺎﻋﺮة اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻫﺠﻴﺮ )1-2(‬
‫ﺭﻏﺒﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ‬
‫ﺧﺬﻟﺖ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ ﻭﻻ ﺗﻌﺪّﺩﻫﺎ‬ ‫ﻣﻨﺴﺎﻗـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴـــﻴﺎﻕ ﻛﺈﻋﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻀـــﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ، ﻭﻫﻲ‬ ‫ﻗﺮاءة اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻟﺴﻌﻮدي: ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺎوش‬
‫ﺃﺧﺎﻑ ﺍﻟﻠﻲ ﺷـــﻌﻞ ﺗﺴﻬﻴﺪﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﺡ , ﻳﺸﺐ‬ ‫ﻟﻢ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﺸـــﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻫـــﺬه ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ‬
‫ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻣﺎ ﺷﺐ ﺍﻟﺤﻨﺎﻳﺎ ﺿﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺮﺣﺎﻝ.‬ ‫ﻧﺘﻴﺠـــﺔ ﻟﻤﺪﻯ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻔﻘﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴـــﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻃﺌﻪ:‬
‫ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻫﺠﻴﺮ ﺗﻠﺠﺄ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻭﺇﻧﻤـــﺎ ﺃﻭﻣـــﺄﺕ ﺇﻟﻴـــﻪ ﻭﺫﻟـــﻚ ﻣـــﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃـــﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻢ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴـــﻔﺮ، ﻓﺎﻟﺴﻔﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻜـــﺮﺍﺭ »ﻫﻼ ﺑﺘﻠﻮﻳﺤـــﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎ«، ﻭﻗﺪ ﻛﺮﺭﺕ‬ ‫ﺗﻜﺜﻴـــﻒ ﺍﻟﻤﻔـــﺮﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤـــﻞ ﺍﻟﻤﻮﺣﻴـــﺔ‬ ‫ﻫﺬه ﺍﻟﺤﺎﻟـــﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺯﺍﻟـــﺖ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺭﻏﺒـــﺔ ﻭﺍﺧﺘﻴـــﺎﺭ، ﻭﻫﻮ ﻳﻜـــﻮﻥ ﻧﺎﺗﺠﺎ ً ﻋﻦ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻧﺺ ﺁﺧﺮ »ﺳﻼﻡ ﻳﺎﻟﻠﻲ ﺭﺣﻞ‬ ‫ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ »ﺍﻟﺬﻛـــﺮﻯ – ﻟﻠﻐﻴﺎﻫﺐ ﺍﻓﺘﻌﻞ‬ ‫ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺨﻼﺹ‬ ‫ﺍﻻﻧﻄـــﻼﻕ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻌﻴـــﻦ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﻟﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻫﻦ« ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺺ.‬ ‫ﻫﺠﺮﺍﻧﻲ – ﻳﺴـــﺮﺡ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻫﻨﺎﻙ‬ ‫ﻣﻨﻬـــﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺿﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴـــﻴﺎﻕ ﻭﺳّ ـــﻌﺖ‬ ‫ﺁﺧﺮ ﻭﻣﺤﺪﺩ، ﻭﺍﻟﺴـــﻔﺮ ﻻ ﻳﺄﺗـــﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﻭﻳﺔ‬
‫ﻭﻫـــﺬﺍ ﻣﺆﺷـــﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗـــﻮﻉ ﺗﺤـــﺖ ﻫﺠﻴـــﺮ‬ ‫– ﻭﺃﻃﻠـــﻖ ﻟﻠﻐﻴﺎﻫﺐ ﺳـــﺎﻗﻪ« ﺣﻴﺚ ﺷـــﻜﻠﺖ‬ ‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺸـــﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻭﺳﻠﻄﺖ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻭﺗﻔﻜﻴﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ،‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺣـــﺎﻝ ﻣﺤـــﺮﺽ ﻋﻠـــﻰ ﻫـــﺬﺍ ﺍﻟﻨـــﻮﻉ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬه ﺍﻷﻧﺴـــﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺯﺧﻤﺎ ً ﻧﻔﺴـــﻴﺎ ﺟﻌﻞ‬ ‫ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﻬﺬﺍ‬ ‫ﻭﻳﺤﻤـــﻞ ﻓـــﻲ ﻃﺎﺑﻌﻪ ﺍﻻﺳـــﺘﻌﺠﺎﻝ ﺇﺫ ﻳﻨﻄﻠﻖ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑـــﺔ، ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻣﺎ ﻟﻌﺠﺰﻫـــﺎ ﻋﻦ ﻗــــﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺸـــﺎﻋﺮﺓ ﺗﺤﺲ ﺑﻤﺴـــﺄﻟﺔ ﺍﻟﺸـــﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﻍ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ » ﻟﺪﺍﺭ ﻋﺘﻤﺔ – ﺑﺲ ﺍﻟﺘﻔﺖ‬ ‫ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻓﻴـــﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺠﻬـــﻮﻝ، ﻭﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‬
‫ﺷـــﻲﺀ ﺟـــﺪﻳـــﺪ ﻭﻓـــﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴـــﻴﺎﻕ ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺠﺪه ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ‬ ‫ﻭﻃـــﺎﺡ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻓﻲ ﻧـــﺎﺭﻱ«؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺒـــﺮﺩ ﻳﻮﺣﻲ‬ ‫ﻳﻌﺘﺒـــﺮ ﺍﻟﺘﺮﺣـــﺎﻝ ﺃﻣـــﺮﺍ ﻗﺴـــﺮﻳﺎ ﺧﺎﺭﺟﺎ ً ﻋﻦ‬
‫ً‬
‫ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﺸـــﻌﻮﺭ ﺍﻟـــﺬﻱ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻤﻴﻞ‬ ‫ﻓـــﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﺍﻧﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺨـــﻮﻑ ﻭﻣﺆﺷـــﺮ ﻋﻠـــﻰ ﺍﻟﺬﺑـــﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ‬ ‫ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ.‬
‫ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬه ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻜﺜﻴﻒ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺣﻀـــﻮﺭ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻫﻨﺎ‬ ‫ﻛﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺸـــﺎﻋﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻧﺴـــﻨﺖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺡ ﻭﻣﺘﻌﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘـــﺮﺣﺎﻝ ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ.‬ ‫»ﺑﻴﺒﺎﻧـــﻲ – ﺭﻭﺍﻕ ﺍﻟﺒﻴﺖ – ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ – ﻧﺠﻤﺎﺗﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬـــﺎ ﻟﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺰﻥ ﻭﻟﻮﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻣﺼﻴﺮه ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ‬
‫ﻭﺃﻳـــﺎ ﻛﺎﻧـــﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠـــﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺮﺍﻗﻪ – ﻳﺴـــﺮﺡ ﺑﻌﻴﺪ – ﺷﻄﺂﻧﻲ – ﻳﻤﺸﻲ‬ ‫ﺍﺳـــﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻗـــﺪ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ، ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻧـــﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻤﻦ‬
‫ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺸـــﺎﻋـــﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻬــــﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘــــﺎﺑﻞ ﻻ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪ ﻫﻨﺎﻙ«؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳـــﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ‬ ‫ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔـــﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻣﺎﺕ: ﺭﺣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺳﺎﻓﺮ ﻋﻦ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺑﺎﻷﻟﻢ,‬ ‫ﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜـــﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻴّﻞ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺭﻏﻢ ﻣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻭﻗﺴـــﺎﻭﺗﻪ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻫـــﺬه ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻤﻜﻨﻬـــﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ‬ ‫ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴـــﺘﺨﺪﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨـــﺔ ﻭﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔـــﺔ ﻋﻨﺼـــﺮﺍﻥ ﻣﺘﻼﺯﻣـــﺎﻥ ﻓـــﻲ ﻫـــﺬﺍ‬ ‫ﻳﻘﻲ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ.‬
‫ﻋﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﺴﺎﻗﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻈـــﺮﻑ »ﻫﻨـــﺎﻙ« ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠـــﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻤﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴـــﺎﺭ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜـــﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﻃﻔﺔ‬ ‫ﻭﻫـــﻮ ﺑﻌﺒـــﺎﺭﺓ ﺃﺧـــﺮﻯ ﻻ ﻳﺆﻣـــﻦ ﺑﻬﻴﻤﻨـــﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻛـ ، »ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ – ﻓﺮﻗﺎه – ﻏﺮﺑﺔ« ﻭﻛﺄﻥ‬ ‫ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺑﺒﺼﺮﻫﺎ ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ‬ ‫ﻗﻮﻳـــﺔ ﻭﻣﺆﺛﺮﺓ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻛﺒﻬﺎ ﺧﻴﺎﻝ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺮﺿﺦ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺴـــﺄﻟﺔ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸـــﺎﺑﻬﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬه ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ.‬ ‫ﻋﺮﺽ ﻫﺬه ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻋﻤﻖ.‬ ‫ﻗﺮﺍﺭﺍﺗـــﻪ ﻏﻴﺮ ﺃﻧـــﻪ ﻳﺮﻣﻲ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓـــﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ‬
‫ﻳﻮﺍﻓﻘـــﻪ ﺗﻜـــﺮﺍﺭ ﺁﺧﺮ ﻟﻜﻨـــﻪ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻣـــﻦ ﻧﻮﻉ‬ ‫ﻭﻫـــﺬﺍ ﺑـــﺪﻭﺭه ﻳﺨﻠـــﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣـــﻦ ﺍﻟﺘّﻮﻫَﺎﻥ‬
‫َ‬ ‫ﺗﺪﺭﻱ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻭﺭ ﻟﻠﻤﻮﺍﺟﻊ ﻋـﻦ ﺑﻘﺎﻳـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺣـــﺎﻝ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ‬
‫ﻣﺨﺘﻠـــﻒ، ﻭﻫـــﻮ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﺷـــﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﻨـــﻲ ﺭﻏـــﻢ ﺍﻹﺣﺴـــﺎﺱ ﺑﻌﻤﻖ ﺍﻟﺸـــﻌﻮﺭ‬ ‫ﺯﻣﺠـــﺮﺓ ﺭﻳـــﺢ ﺍﻧﺘﺤﺎﺑـــﻚ ﻛﻠﻬـــﺎ ﺗﺴـــﻜﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻴﻪ ﺇﺷـــﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺸـــﺎﺭﻛﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺪﻻﻟﻴـــﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤـــﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤـــﻞ ﺍﻟﺸـــﻌﺮﻳﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺍﺷـــﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻓـــﻲ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻝ.‬ ‫ﺑﺼـﺪﺭﻱ‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﻓـــﻲ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺣﻴﺚ ﻳﺴـــﺘﺒﺪﻝ ﻣﻜﺎﻧﺎ ً‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻀﻮﻳﺔ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ.‬ ‫ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺗﺄﻣﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻴﻖ:‬ ‫ﺃﻣـــﺲ ﻟﺠـــﺖ ﻓـــﻲ ﺭﻗـــﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒـــﺢ ﻟﺠﺖ‬ ‫ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻭﻣﻨﺰﻻ ً ﺑﻤﻨﺰﻝ ﻭﺃﻫﻼ ً ﺑﺄﻫﻞ. ﻭﺍﻟﺴـــﻔﺮ‬
‫ﻭﻣـــﻦ ﻧﺎﺣﻴـــﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓـــﺈﻥ ﻫـــﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺭﻭﻕ‬ ‫ﻣـــﻦ ﻟﺤﻈـــﺔ ﻫﻴﺎﻣـــﻲ ﻭ ﻫـــﻮ ﻳﻮﻗـــﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ »ﺃﻃـﺮﺯ ﻣﻦ‬
‫ّ‬ ‫ﻟﻠﺰﻭﺍﻳـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻳﺸـــﺘﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸـــﻌﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﻄﻮﻳـــﻞ ﻣﺆﺷـــﺮ ﻋﻠـــﻰ ﺃﻥ ﺍﻟـــﺪﺭﺏ ﻃﻮﻳﻞ‬ ‫ﺑﻴﺒﺎﻧﻲ‬ ‫ﻫﺎﻟﺠـــﺮﻭﺡ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﻬـــﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺣـــﺰﻭﻥ ﺍﻟﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺎﻻﺳـــﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻣﻤﺘﺪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﻼﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﻲ ﺭﻭﺍﻗﻪ‬ ‫ﺣﻮﺍﺷﻲ ﺍﻟﻐﻴﻢ« ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﺑﺪﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻘـــﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴـــﻔﺮ‬
‫ﻫﺬه ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ:‬ ‫ﻷﻥ ﻫﻨـــﺎﻙ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻴـــﺎﻡ ﻭ«ﺍﻟﺒﻴﺒﺎﻥ«‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﻧﻲ ﻻ ﺗﺮﺍﻣﺖ ﺑﺮﺩ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺤﻨﺎﻳـﺎ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ.‬
‫ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﻪ ﺿﻠﻊ ﻏﺪﺍ ﻫﺰﺍﻟﻪ ﻫـﺰﺍﻝ‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒـــﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻴـــﺎﻡ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻘﻠـــﺐ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ‬ ‫ﺛﺮﺛـــﺮﺓ ﺗﻨـــﺪﺱ ﻓﻴﻨـــﻲ ﻭﻓﻲ ﻋـــﺮﻭﻕ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬
‫ﻭﻳﺎ ﻣﺎ ﺍﺗﻌﺒﻪ ﻗﻠﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﻬـﻢ ﺷﺎﻳـﻞ‬
‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺰﺟﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ,‬ ‫ﺗﺠﺮﻱ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ:‬
‫ﺍﻥ ﻻﺡ ﺑﻮﺻﺎﻝ ﻭﻳﺮﺣﻞ ﺑﻼ ﻭﺻﺎﻝ‬
‫ٍ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ‬ ‫ﻫـــﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻳﻀﺞ ﺑﺎﻟﺤﻨﻴـــﻦ، ﻭﻓﻴﻪ ﺭﻫﺒﺔ‬ ‫ﺳﻼﻡ ﻳﺎﻟﻠﻲ ﺭﺣﻞ ﺑﺎﻟﻮﻫﻦ ﻳﺎ ﻣﻌﺬﻭﺭ‬
‫ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺲ ﺑﻄﻴـﻒ ﻇﻠـﻪ ﺍﻳﺘﻤﺎﻳـﻞ‬
‫ﻳﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﺗﺘﺪﺍﻋﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟﻜﻦ‬
‫ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸـــﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻇـــﻞ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻳﺘﻤﺮﺟﺢ‬
‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻤﺴـــﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠـــﺐ ﻓﺮﺿﻪ ﻭﺟﻮﺩه‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻣـــﻦ ﺳـــﻄﻮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺗﺴـــﺎﺭﻉ ﺍﻷﻳـــﺎﻡ، ﻭﻓﻲ‬
‫ﻫـــﺬه ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋـــﺔ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣـــﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻴﺎﺕ‬
‫ﺑﺎﺟﻮﺍﺯ ﻟﻴﻞ ٍ ﻭﻳﺬﻭﻱ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺫﺍﺭﻱ‬
‫ﺍﺑﺘـــﺪﺍﺀ ﺍﻟﺸـــﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﺘـــﻲ ﺻﺪﺭ ﻟﻬـــﺎ ﺩﻳﻮﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓـــﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ‬ ‫ﺑﻴـــﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷـــﺪ ﺗﻮﺿﻴﺤﺎ ً‬
‫ّ‬ ‫ﺃﻳﻀـــﺎ ً ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸـــﻌﺮﻳﺔ ﺑﺸـــﻜﻞ ﻳﻤﻨﺢ‬ ‫ﺷـــﻌﺮﻱ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ »ﻫﺠﻴﺮ« ﺑﺎﻟﺴـــﻼﻡ ﻣﺆﺷـــﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺠـــﺪﺩ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻣﺴـــﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ‬ ‫ﻧﻘـــﻮﻝ: ﺑـــﺄﻥ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻟـــﻢ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋـــﻦ ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ،‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ‬ ‫ﺍﻟﺨﻴـــﺎﻝ ﻣﺘﻌـــﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣـــﻞ ﻫـــﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﻔـــﺎﻉ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻦ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻤﻪ ﺳـــﻴﺎﻕ ﺍﻟﺸـــﻄﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼـــﻮﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺸـــﻌﺮ ﻳﺘﻮﺍﺭﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺳـــﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺐ، ﻭﺳـــﻠﻤﻪ ﻟﻴﺪ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ‬
‫ﻭﺫﻟـــﻚ ﻣﻦ ﺃﺛـــﺮ ﻣﺴـــﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣـــﺎﻝ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻫـــﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟـــﺮﻭﺍﻕ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ‬ ‫ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺕ‬ ‫ﺗﻠﻤﻴـــﺢ ﺍﻟﺸـــﺎﻋﺮﺓ ﺑﻤﺴـــﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣـــﺎﻝ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﻫـــﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺣـــﺎﻝ ﺟﺬﺏ ﻣﻌـــﻪ ﺍﻟﻮﻫـــﻦ ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﺧـــﻞ » ﺿﻠﻊ ﻗﻠــــﺐ« ﻏﻴـــﺮ ﺃﻥ ﺁﺛــــﺎﺭه ﻻ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻲ ﺍﻟﺒﻴـــﻮﺕ ﻭﻳﺤﻤﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷـــﻲﺀ‬ ‫ﺫﻛـــﺮه ﺻﺮﺍﺣـــﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﺑﺤـــﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﻤﻨﺢ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﺷـــﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﺺ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ‬
‫ﺗﻜﻮﻥ ﺷـــﺎﺧﺼﺔ ﺑﻘــــﻮﺓ ﺑﻘــــــــﺪﺭ ﻣـــﺎ ﻫـــﻲ‬ ‫ﺧﺎﺭﺟـــﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫـــﺬﺍ ﻧﺴـــﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ‬ ‫ً‬
‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻤﻘﺎ ﺷـــﺎﻋﺮﻳﺎ ﺣﻴﺚ ﻧﺮﺍه ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺰﻣـــﻦ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺮﺣـــﺎﻝ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣـــﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﺃﺷـــﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻮﻣﻀـــﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺫﻛﺮﺍه ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺷﻜﻠﺖ ﻟﻘﻠﺒﻬﺎ ﺭﻭﺍﻗﺎ ً ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺞ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤـــﻞ ﺍﻟﺸـــﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘـــﻲ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻏﻴـــﺎﺏ ﻋﻨﻪ، ﻭﺩﺧـــﻮﻝ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫـــﺐ ﺍﻟﺰﻣﻦ‬
‫ﺗﺴـــﺮﻕ ﺍﻷﻧﻈـــﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻠـــﻮﺏ »ﺇﻥ ﻻﺡ ﺑﻄﻴﻒ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﺴﻮﺍه.‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻫﻨﺎ »ﺯﻣﺠﺮﺓ ﺭﻳﺢ ﺍﻧﺘﺤﺎﺑﻚ ﺍﻟﺜﻮﺍﻧﻲ‬ ‫ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻭﻫﻤﺎً، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬
‫ﻇﻠﻪ« ﻭﺫﻟـــﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸـــﺎﻋﺮﺓ ﻫﺠﻴﺮ ﺣـــﺎﻭﻟﺖ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺗﻤﻨﺢ‬ ‫»ﺍﻟﺘﻄﺮﻳﺰ«‬ ‫ﻻ ﺗﺮﺍﻣﺖ ﺛﺮﺛﺮﺓ ﺗﻨـــﺪﺱ ﻓﻴﻨﻲ – ﻭﻓﻲ ﻋﺮﻭﻕ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭه ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ:‬
‫ﺍﻟﺘـــﻮﻓﻴـــﻖ ﺑﻴـــﻦ ﺍﻟﻌــــﺎﻃﻔــــــﺔ ﻣــــــﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻋﻤﻘﺎ ً ﻧﻔﺴﻴﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﻠﻴـــﻞ ﺗﺠﺮﻱ«، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺍﻧﺘﻘﻞ‬ ‫ﺧﻠﻴﻪ ﻳﺮﺣﻞ ﻭﺑﻲ ﺍﺟﻬﺎﺷﺔ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ »ﺿﻠﻊ ﻗﻠـــﺐ« ﻭﺑﻴـــﻦ ﺍﻟﺨﻴـــﺎﻝ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻫﺬه ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪﺛـــﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻟﻢ‬ ‫ﻳﺎﻣﺎ ﻧﺸﺪﺗﻪ,, ﻭﺑﻠﻎ ﻃﻠﺔ ﻧﻬـﺎﺭﻱ‬
‫ﻋﺒـــﺮ ﻗﻮﻟﻬـــﺎ: »ﺇﻥ ﻻﺡ ﺑﻄﻴـــﻒ ﻇﻠـــﻪ » ﻷﻥ‬ ‫ﻟﻘـــﺪ ﻛﺎﻥ ﻻﺧﺘﻔﺎﺀ ﻟﻔﻆ »ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ« ﻓﻲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻮﻧﺎﻳﺎ«، ﻭﻗﺪ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ‬ ‫ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺟﺴﻤﻬﺎ » ﺗﺴﻜﻦ ﺑﺼﺪﺭﻱ‬ ‫ﻳﺘﺤـــﺮﻙ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸـــﻌﺮﻱ ﺿﻤـــﻦ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺘﺢ ﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺨﻴﻞ ﺭﻏﻢ ﻭﺭﻭﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺑـــﺮﺩ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺤﻨﺎﻳﺎ« ﺇﺫ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻟﻢ،‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭﻫﻮ ﺳـــﻴﺎﻕ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ، ﻭﻗﺪ‬
‫ﺍﻟﺸـــﻌـــﺮﻳﺔ ﺩﺭﺟـــــــﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌـــﺔ ﻣـــﻦ ﺍﻟﻌﻤﻖ،‬ ‫ﺗـــﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﻌـــﻪ ﻣﺜﻞ »ﺍﻟﻐﻴﺎﻫﺐ –‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻴﻌﻤﻖ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﺳﻰ ﺇﺫ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻯ‬ ‫ﺍﺳـــﺘﺤﻀﺮﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻣﺸـــﻬﺪ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻣﻦ‬
‫ﻭﻳﻜﺜﻒ ﻣﻦ ﻣﺴـــﺄﻟﺔ ﺍﻟﺸـــﻌﻮﺭ ﺑﺄﻟﻢ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ‬ ‫ﻫﺠﺮﺍﻧﻲ – ﻳﺘـــﻮه« ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻟـــﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺓ‬ ‫ﺃﻥ ﻫـــﺬﺍ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻟﻢ ﻳﻜـــﻦ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪًﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‬ ‫ﺗﺴـــﻜﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﻢ ﻋﺎﻃﻔـــﻲ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻲ‬ ‫ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻻﻧﺴﻴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﻟﻢ »ﺟﻬﺎﺷﺔ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭ«؛‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔـــﺲ ﺧـــﺎﺻـــﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺸـــﻴﺮ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻞﺀ ﻓﺮﺍﻍ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻹﻳﺤـــﺎﺀ ﺑﻪ ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﻳﺜﻴﺮ‬ ‫ﻳﺴﻜﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺗﺮﺑﻂ‬ ‫ﻷﻥ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺰﻣـــﻦ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﺘﻐﻴﻴﺐ ﺍﻷﺣﺒﺔ‬
‫»ﻭﻳـــﺮﺣﻞ ﺑﻼ ﻭﺻـــﺎﻝ« ﻭﻛﺄﻧﻬـــﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺭﺣﻴـــﻼ ً‬ ‫ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎه ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻫﺬه ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ‬ ‫ﺍﻻﻧﻔﻌـــﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻫـــﻮ ﺍﻧﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻗﺐ‬ ‫ﺍﻟﺸـــﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻭﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﻱ‬ ‫ﻣﺴـــﺄﻟﺔ ﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺎ،‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺳـــﻬﺎ ﻭﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻓـــﻲ ﻫﺬه ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ ﻳﺠﺪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺘﻰ ﺳـــﻴﺤﻞ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻓﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﻳﻦ .‬ ‫ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺿﻤﻦ‬
‫ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺷﺠﻦ ﻻ ﻳﻌﺘـــﺮﻑ ﺑﺎﻟﻮﺻــﺎﻝ.‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺸـــﻌﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻛﺒﻪ‬ ‫ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴـــﺎ ﻭﺇﻥ ﺟـــﺎﻙ ﺣـــﺎﺩﻱ ﻳﺴـــﺒﺮ ﺃﻏﻮﺍﺭ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻤﺸﺒﻊ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻭﺍﻷﺳﻰ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ‬
‫ﻭﺫﻟـــﻚ ﺃﻥ ﻛﻼ ﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻟﻴـــﻦ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺍﻵﺧﺮ‬ ‫ﺧﻴﺎﻝ ﻣﺘﻘﺪ ﻭﻣﺸﺘﻌﻞ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ‬ ‫ﻣـــﻦ ﻟﺤﻈـــﺔ ﻫﻴﺎﻣـــﻲ ﻭ ﻫـــﻮ ﻳﻮﻗـــﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺴﺠﺎﻳـﺎ‬ ‫ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻟﺠﺄﺕ ﺍﻟﺸـــﺎﻋﺮ ﻟﻬﺬه ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ‬
‫ﻭﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺸـــﻌﺮﻳﺔ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﺑﻴﺒﺎﻧﻲ‬ ‫ﻭﺵ ﺧـــﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸـــﻮﻕ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺴـــﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺴﻴﺎﻕ ﻟﻠﻘﺪﺭ، ﻭﻫﻮ ﻗﺪﺭ‬
‫ﺃﺭﻣﻲ ﺍﻟﺘﺮﺣـــﺎﻝ ﻭ ﻣﺘﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ, ﻗﺪ ﻃﻮﺍﻫﺎ‬ ‫ً‬
‫ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﻲ ﺭﻭﺍﻗﻪ‬ ‫ﺟﻤﺮﻱ‬ ‫ﺍﻟﺮﺣﻴـــﻞ » ﺧﻠﻴﻪ ﻳﺮﺣﻞ« ﻛﺈﺷـــﺎﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﻄﺎﻣـﻲ ﺗﺴـــﺘﻄﻴﺮ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺗﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﺷﺮﺭﻫﺎ‬ ‫ﻫـــﻼ ﺑﺘﻠﻮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎ ﻳﺎ ﺣﺴـــﺎﺩﻱ .. ﺃﻫّﻠـﻲ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻣﻦ ﻛﺮﻫﺘﻪ ﺑﺪﺍﺧﻠـﻲ ﻳﻠﻘﺎﻧـﻲ‬ ‫ﻳﺸـــﺐ ﻓـــﻲ ﺟـــﺮﺩ ﺍﻟﺴـــﻮﺍﻟﻒ ﻭﻧـــﺔ ٍ ﻣﺜـﻞ‬ ‫ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ.‬
‫ﺑﺎﺭﻗـﻚ ﺑﺴﻬﻮﻟـﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟـﻮﺩﺍﻉ ﻭﻟـﻮ ﺃﺭﺩﺩّﻫـﺎ‬ ‫ﺷﺨﺺ ﺟﺮﻳﺢ ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﻫﺐ ﺗﺮﺗﻤﻲ ﺑﺨﻔﺎﻗـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻮﻧﺎﻳـﺎ‬ ‫ﺳﻼﻡ ﻳﺎﻟﻠﻲ ﺭﺣﻞ ﺑﺎﻟﻮﻫﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﻬـﻮﺭ‬
‫ﻟﻠﻀﻠـــﻮﻉ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﻬﺎﻭﺕ , ﺛﻢ ﺗﻬﺎﻭﺕ ﻭﺳـــﻂ‬ ‫ﺗﺮﻯ ) ﻣﻦ ﻻ ﻳﻮّﺩﻙ ( ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻴﻠﺖ ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﻳﻠﺞ ﻷﻋﻤﺎﻗﻲ ﻭﻛﻨﻲ ﺻﺮﺕ ﺷﺨﺺ ﺛﺎﻧﻲ‬ ‫ﻣـــﻦ ﻳﻠـــﻮﻡ ﺍﻟﺠـــﺮﺡ ﻟﻤـــﺎ ﻳﺜﻤـــﻞ ﻏﻴﺎﺑﻚ ﻳﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺍﺭ ﻋﺘﻤﺔ، ﻋﺘﻴﻤﻚ ﺟﺎﻙ ﻣﻨﻬـﺎﺭﻱ‬
‫ﺟﺮﺡ ٍ ﺩﺍﻣﻲ‬ ‫ﺗﻄﻮﻱ ﺍﻟﺪﻳﺠﻮﺭ ﻛﻠﻪ ﻃﻲ‬ ‫ﺃﺗﻨﺎﺛﺮ ﺑﻌﺘﻤﻪ ﻭﻣﺴﺮﻯ ﻫﺎﺟﺴﻲ ﻣﺎ ﺭﺍﻗـﻪ‬ ‫ﻋﻤـﺮﻱ‬ ‫ﺑﺲ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻟﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺑـﺮﺩﻙ ﺍﻟﻤﺬﻋـﻮﺭ‬
‫ﻟـــﻮ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﺍﻙ , ﺧﻠﻴّﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻬـﺪﺏ‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ:‬ ‫ﺃﻟﻘﺎه ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻓﺘﻌـﻞ ﻫﺠﺮﺍﻧـﻲ‬ ‫ﻫﻨﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﺑﻴـــﻦ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ‬ ‫ﻋﻤﻦ ﺳﺄﻟﺘﻪ ؟؟؟ ﻭﻃﺎﺡ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻓﻲ ﻧﺎﺭﻱ‬
‫ﻣﺒﻠﻮﻟـﻪ‬ ‫ﻫـــﻼ ﺑـﺘﻠﻮﻳﺤـــﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗـــﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﺎﻫـــﺎ ﺃﻣّﺪ‬ ‫ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﻟﻤﺤﺖ ﻧﺠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﺮﺍﻗـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ »ﺍﻟﻤﺴـــﺎ« ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺴـــﺮﺓ‬ ‫ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻫﺠﻴﺮ ﻟﻢ ﺗﺄﺕِ ﺑﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻤﺪﺍﻳـــﻦ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺒـــﻲ ﻫﺠﺮﻫﺎ ,, ﻟﻠﻌﻨﺎ‬ ‫ﺃﺳﻔﺎﺭ ﺫﺍﻛﺮﺗـﻲ ﻭﻻ ﺃﻣّﺪﻫـﺎ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﺡ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺗﺴﺄﻟـﻪ ﺷﻄﺂﻧـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴـــﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺗﻜﺮﺍﺭ »ﺳﻼﻡ ﻳﺎﻟﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣـﻲ‬ ‫ﺃﻣّـــﺪ ﺑﺨﻄﻮﺗﻲ ﻏﺮﺑـــﻪ ﻭﻻ ﺃﻣﺪّﻫـــﺎ، ﻭﻧﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻟﻠﻬﺒﺎﻳﺐ ﺳﺎﻗـﻪ‬ ‫ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﻟﻬﻴﺒﻬﺎ ﻣﻊ ﻫﻄـــﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫ﺭﺣﻞ ﺑﺎﻟﻮﻫﻦ« ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻭﺭﺩﺗﻪ‬
‫ﺃﺧﻤـــﺪ ﺍﻟﻬﻮﺟــﺎﺱ ﻓﻴﻨـــﻲ ﺃﻭ ﺭﻣﺎﺩه , ﺃﻧﺜﺮه‬ ‫ﺣﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻗﻠﺒﻲ ﻋـﻲ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﺳﻮﺍﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻤﺤﺎﻧـﻲ‬ ‫ﺃﺷـــﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻫﺠﻴﺮ ﺇﺫ ﻳﺸﻌﻞ »ﺑﺮﺩ‬ ‫ﻓـــﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺺ ﻟﻜـــﻦ ﻗﺪ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺴـــﺄﻟﺔ‬
‫ﻣـﻦ ﺣﻮﻟـﻪ‬ ‫ﻭ ﺃﻗـــﻮﻝ ﺑﺨﺎﻃـــﺮﻱ ) ﻓﺮﻗـــﺎه ( ﻳﺎ ﺣـــﺎﻝ ٍ ,,‬ ‫ﻓـــﻲ ﺟﻤﻠـــﺔ ﺃﺣﻼﻣـــﻲ ﻳﺘـــﻮه ﺃﻥ ﺃﻗﺒﻠـــﺖ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺍﻟﻒ« ﻭﻳﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻴﻦ »ﻭﻧﺔ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬه ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑـــﻞ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻀﺮﺕ ﻓﻲ‬