ورقة تشرح بلغة بسيطة الفرق بين الإحصاءات المعتمدة على البيانات الإدارية (كتلك التي تبين أعداد مستحقي إعانة حافز) وتلك المعتمدة على المسح الميداني (كتلك التي تجريها مصلحة الإحصاءات العامة لتحديد أعداد ومستويات البطالة)...
وتبين الورقة بأسلوب مبسط الفرق بين الطريقتين وتفسر اختلاف الأرقام المختلفة وتعالج اللبس الذي تثيره الصحافة حول تضارب مفترض بين تقارير الوزارة وبين تقارير مصلحة الإحصاءات العامة....
Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...
الفرق بين العدَ بطريقة المسح والعدَ بطريقة البيانات الإدارية
1. الفرق بين العد بطريقة المسح والعد بطريقة البيانات اإلدارية
سنقدم من خالل هذا الورقة شرحا ً مبسطا ً للفرق بين طريقتي العد بالمسح والعد بالبيانات اإلدارية وذلك باستخدام مثالين. سيتضح لنا من خالل هذين المثالين مدى
اعتماد نتائج العد على االفتراضات الخاصة بكل من الطريقتين ومدى صعوبة الحصول على نتائج مطابقة في الحالتين. بل إن هناك شبه استحالة إن نصل إلى
نتائج عد يتفق الجميع على صحتها.
ما هو عدد الطالب المجتهدين داخل هذا الفصل الدراسي؟
يظهر في الرسم أعاله خمسة أشخاص وستة مقاعد. هل نستطيع الجزم بأن جميعهم طالب؟ وإذا كانوا جميعا ً طالب فمن منهم المجتهد؟ كيف يمكننا تحديد ذلك
بشكل دقيق؟ إذا افترضنا أن تعريف الطالب المجتهد هو من يذاكر لمدة ال تقل عن ساعة يومياً بانتظام، فكيف سيساعدنا ذلك في معرفة عدد الطالب المجتهدين؟
والمقعد الشاغر، هل هو لشخص خرج من الفصل الدراسي وسيعود مرة أخرى؟ كيف يمكننا معرفة ذلك؟
أوالً: العد بطريقة المسح
تتم هذه الطريقة بدخول موظف مسح إلى الفصل الدراسي وسؤال كل من األشخاص الخمسة، هل أنت طالب؟ هل ذاكرت لمدة ال تقل عن ساعة يوميا ً على مدى
ٍ
األسبوع الماضي؟ إذا اتضح من خالل إجاباتهم أن أربعة منهم ردوا بنعم على السؤالين، فبذلك يكون عدد الطالب المجتهدين أربعة.
من ميزات هذه الطريقة أننا نستطيع وضع معايير دقيقة العتبار الطالب مجتهد ولكننا ال نستطيع إثبات ذلك، فالذي قال أنه ذاكر لمدة ال تقل عن ساعة يوميا ً على
مدى األسبوع الماضي قد يكون ذاكر لمدة نصف ساعة في أحد األيام. وفي المقابل فإن الذي لم يذاكر لمدة ساعة على األقل يوميا ً قد يكون بالفعل طالبا ً مجتهداً
ولكنه ذاكر لمدة ساعتين يوما ً بعد يوم، ولكن حسب المعايير التي وضعناها فإنه يعتبر طالبا ً غير مجتهداً. وأيضا ً لم نستطع معرفة ما إذا كان المقعد الشاغر لشخص
سادس أم ال، ألن هذه الطريقة تعتمد على وقت محدد للعد وال تشمل إال من كان داخل الفصل وقت زيارة موظف المسح.
هذه الطريقة مكلفة جداً نظراً للحاجة الى موظف مسح، كما تحتوي على الكثير من االفتراضات كتحديد وقت المسح باإلضافة إلى معايير دقيقة جداً للحساب والتي
يصعب توثيقها، ولكنها بصفة عامة من أفضل الطرق نظراً العتمادها على منهجية واضحة ومحددة.
ثانياً: العد بطريقة البيانات اإلدارية
تتم هذه الطريقة بمراجعة سجالت هذا الفصل الدراسي، فإذا اتضح أن بهذا الفصل سبعة طالب مسجلين، يكون عدد الطالب سبعة. التحتاج هذه الطريقة إلى زيارة
الفصل الدراسي ولكنها تعتمد على دقة البيانات المتوفرة. وقد يتبادر الى الذهن سؤال وهو، أين سيجلس الطالب السابع إذا كان بالفصل ستة مقاعد فقط؟ كذلك لم
نستطع اإلجابة على سؤالنا الرئيسي وهو، كم عدد الطالب المجتهدين؟ كذلك تؤكد السجالت أن هناك سبعة أشخاص مسجلين داخل هذا الفصل الدراسي كطالب
ولكنها ال تستطيع أن تحدد هل هم مجتهدين أم ال.
هذه الطريقة غير مكلفة ولكنها تعتمد على بيانات ال يمكن دائما ً الوثوق بصحتها باإلضافة إلى عدم القدرة على إدخال معايير محددة للعد. ويعتبر استخدامها محدود
في الوقت الحالي ولكنه يزداد بتوفر المزيد من البيانات اإلدارية الدقيقة. ومن مميزاتها أيضا ً انها تعتبر موثقة إذا كانت من مصادر رسمية، مما يعطي مصداقية
إضافية لنتائج العد.
2. ما هو عدد المتعطلون عن العمل في المملكة؟
لإلجابة على هذا السؤال ال بد أن نحدد أوالً من هم المتعطلون عن العمل؟ وهل يرغب الجميع بالعمل؟ وهل جميع من يرغب بالعمل مستعد للعمل؟ وهل جميع من
هو مستعد للعمل يبحث عن عمل؟ من هنا يتضح أن تعريف هذه الفئة بدقة ليس باألمر البسيط، ولكن هناك تعريف معتمد من منظمة العمل الدولية وهو:
المتعطل عن العمل هو الفرد الذي يبلغ عمره 15 سنة فأكثر وقادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه ويقبله عند مستوى األجر السائد، دون الحصول عليه.
أوالً: العد بطريقة المسح
تعمل مصلحة اإلحصاءات العامة والمعلومات على زيارة عينة عشوائية من األسر داخل المملكة والتي تمثل مختلف المناطق وفئات المجتمع وتقوم بتحديد
ً
المتعطلين داخل كل أسرة بناء على تعريف منظمة العمل الدولية.
يقوم موظف المسح بسؤال كل أفراد األسرة ممن هم في عمر 15 فما فوق وغير عاملين إذا كان لديهم القدرة على العمل، فالبعض قد يكون متفرغا ً لدراسة أو
تدريب أو لديه ظروف أخرى تمنعه من العمل. يتم بعد ذلك سؤال من لديهم قدرة على العمل إذا كانوا مستعدين للعمل خالل األسبوع ذاته، فقد يكون من لديه قدرة
على العمل غير مستعد للعمل في نفس األسبوع بسبب التزامات معينة كالسفر مثالً. وأخيراً يجب أن يكون القادر والمستعد للعمل قد بحث عنه بجدية خالل الشهر
المنصرم ألن الذي لم يبحث عن عمل ألي سبب طوال هذه الفترة يعتبر غير جاد في رغبته بإيجاد عمل وبذلك يسقط من فئة المتعطلين.
بعد حصر المتعطلين وغير المتعطلين داخل كل أسرة يتم استخدام نماذج رياضية دقيقة للغاية لتحديد عدد المتعطلين على مستوى المملكة بأكملها. وقد نتج عن هذه
الطريقة عدد 612,853 متعطل بنهاية عام 6635هـ.
يتضح مما سبق أن تعريف المتعطل دقيق جداً وقد ال ينطبق على من هم متعطلون فعالً لعدم تطابق جميع عناصر التعريف عليهم، وفي نفس الوقت قد يدخل في
هذه الفئة من أجاب بنعم على جميع هذه األسئلة دون أن يكون متعطالً فعالً. ولكن مع عيوب هذه الطريقة فهي ال تزال تعتبر الطريقة الوحيدة المعتمدة والمتفق
عليها دوليا ً لعد المتعطلين.
ثانياً: العد بطريقة البيانات اإلدارية
عمل برنامج حافز على حصر المستحقين لإلعانة عن طريق البيانات اإلدارية. ولكن نظراً ألن هذه البيانات ال تستوفي جميع متطلبات تعريف منظمة العمل
الدولية للمتعطل فأنه يكتفى بتسمية هذه الفئة "المستحقون إلعانة حافز" وليس "المتعطلون". وقد تم تحديد المستحقين من خالل 85 فئة من البيانات اإلدارية يتم من
خاللها تحديد الفئة العمرية والحاالت غير العاملة بشكل دقيق وموثق، باإلضافة إلى تحديد القدرة على العمل إلى حد كبير. ولكنها ال تستطيع تحديد من لديه
ٍ
االستعداد للعمل أو من يبحث عن عمل. ولذلك فإنها ال تستوفي جميع متطلبات تعريف المتعطل. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى عدم وجود بيانات إدارية كافية
نستطيع من خاللها تحديد المتعطلين وفق التعريفات المعتمدة. وقد نتج عن هذه الطريقة في العد، تحديد 338,553,5 مستحق إلعانة حافز بنهاية عام 6635هـ.
علينا أن نعلم أن اتباع برنامج حافز لطريقة العد هذه كان يهدف إلى خدمة أكبر عدد من المستفيدين في أسرع وقت ممكن وبشكل آلي وموثق وعادل للجميع،
باإلضافة الى تشجيع من هم خارج قوى العمل بالبحث عن عمل. وبالرغم من سلبيات هذه الطريقة في العد إال أنها قد استوفت جميع متطلبات برنامج حافز. وهي
ال تشكل بديالً لتحديد عدد المتعطلين أو تعريفهم وفق التعريفات المعتمدة. بل إن تحديد أعداد المتعطلين ونسبة البطالة يظل وفق آليات المسح التي تقوم بها مصلحة
اإلحصاءات العامة والمعلومات بشكل رسمي ودوري ومنتظم.
الخالصة
يتضح مما سبق أن كالً من طريقتي العد بالمسح والعد بالبيانات اإلدارية هي طريقة تقريبية ومبنية على افتراضات عديدة. فال نعلم ما إذا كانت نتائجهما دقيقة
بالنسبة لعدد الطالب المجتهدين أو عدد المتعطلين داخل المملكة نظراً ألن لكل طريقة افتراضاتها التي على أساسها تعتبر نتائجها دقيقة. عندما ننظر إلى أي نتائج
عد البد أن ندرك مدى صعوبة الحصول على نتائج دقيقة يتفق الجميع على صحتها حيث أن لكل طريقة افتراضاتها التي وضعت للوصول الى أدق نتيجة ممكنة
طبقا ً لإلمكانات المتوفرة واألهداف المطلوبة. لذلك ال يمكن القول أن نتائج العد متضاربة أو غير صحيحة مادامت مبنية على منهجية واضحة وملتزمة بتطبيق
افتراضات تلك المنهجية.