الحمد لله على سابغ النعماء ... والشكر لله على جميع الآلاء .. والصلاة والسلام على إمام الرسل والأنبياء سيدنا محمد وآله الأنقياء، وصحابته الأوفياء، وكل من تبعهم بخير إلى يوم العرض والجزاء، وبعد، لما نفدت الطبعة الأولى من باكورة كتبنا الإمام أبوالعزائم المجدد الصوفى أشار كثير من الأحباب إلى رغبتهم فى إعادة طباعته؛ لما له من أهمية بالغة فى هذا العصر، حيث أن الإمام أبا العزائم رضي الله عنه يعد من أبرز دعاة الوسطية الإسلامية فى عصرنا، لأنه رضي الله عنه يرى أنه لا علاج لكل أمراض المجتمعات الإسلامية: - إلا بنبذ الفُرقة وإزالة الشحناء والبغضاء من القلوب. - وتنقية النفوس من الأثرة والأنانية وحب الدنيا. - والإجتماع على شرع الله، وهدى رسول الله صل الله عليه وسلم ... عملاً بالآية القرآنية الكريمة: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )(103 آل عمران) ويرى رضي الله عنه كذلك أنه لا سبيل إلى رقى مجتمعاتنا الإسلامية وازدهارها وتقدمها إلا بتربية الأفراد التربية الإسلامية الحقة التى يكون الفرد فيها ظاهره شريعة وباطنه حقيقة، ظاهره سنى وباطنه صوفى، ظاهره القيام بأحكام الشريعة الظاهرة والتزام بتعاليمها فى كل أموره من عبادات وأخلاق ومعاملات وسلوكيات، وباطنه مراقبة الله وخشيته، والخوف من مقامه، والرغبة فى رضائه، واستحضار أوصاف حضرته وعظمته وكبريائه، حتى يكون معالم فى أفق قلبه، يوجهه ويهديه إلى الحق وإلى الطريق المستقيم متاسياً بقوله عزَّ شأنه: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ) بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)(التوبة). فاستخرنا الله تعالى فى ذلك، وقمنا بمراجعة الكتاب فى نسخته الأصلية، وأدخلنا عليه بعض التعديلات من الحذف والإضافة وتغيير بعض الألفاظ والجمل والعبارات، وكذلك توضيح بعض المعانى، وذلك ليكون أكثر تلائماً مع العصر، مع مراعاة عدم الإخلال بالكتاب الأصلى من ناحية التبويب والترتيب والسياق. كما قد حذفنا الملاحق من مؤخرة الكتاب لعدم الحاجة إليها هنا حيث تمت طباعتها فى كتاب مستقل هو: أوراد الأخيار . إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) (هود) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الجميزة مساء الخميس 19 من جمادى الأولى 1430 هـ، 14 من مايو 2009 م