SlideShare a Scribd company logo
1 of 17
‫الشتاء‬ ‫لوعة‬
‫رواية‬
‫محفوظ‬ ‫عبدالغني‬
‫الشتاء‬ ‫لوعة‬
Winter Agony
‫محفوظ‬ ‫عبدالغني‬
All rights reserved
‫يونيو‬2018
‫الشتاء‬ ‫لوعة‬
‫تنويه‬
‫بين‬ ‫تشابه‬ ‫أي‬‫األ‬‫األ‬ ‫أو‬ ‫شخاص‬‫أو‬ ‫حداث‬‫األ‬‫في‬ ‫الواردة‬ ‫ماكن‬
‫الرواية‬‫مع‬‫ه‬ ‫الواقع‬‫و‬.‫مقصودة‬ ‫وغير‬ ‫بحتة‬ ‫مصادفة‬ ‫مجرد‬
‫عال‬‫الحفارات‬ ‫طنين‬ ‫على‬ ‫مؤقتا‬ ‫فغطى‬ ‫غضب‬ ‫في‬ ‫وهدان‬ ‫محمد‬‫صوت‬
‫واصوات‬ ‫الطباعة‬ ‫وماكينات‬ ‫الكورنيش‬ ‫على‬ ‫المطل‬ ‫الفندق‬ ‫في‬ ‫تعمل‬ ‫التي‬
‫مثل‬ ‫الصالة‬ ‫في‬ ‫وقف‬ .‫المكتب‬ ‫في‬ ‫التكييف‬ ‫ووشيش‬ ‫المفاتيح‬ ‫لوحات‬ ‫طرق‬
‫ينظرون‬ ‫اآلخرون‬ ‫راح‬‫حين‬ ‫في‬ ‫استيائه‬ ‫عن‬ ‫ويعبر‬‫ويشجب‬‫يدين‬ ‫عمالق‬ ‫مارد‬
‫يشبه‬ ‫فيما‬ ‫اليه‬‫هذا‬ ‫في‬ ‫العمل‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫بأنه‬ ‫المرتجلة‬ ‫خطبته‬ ‫ختم‬ .‫التثاؤب‬
‫سالمة‬ ‫كان‬ ‫خرج‬ ‫وعندما‬ .‫بقوة‬ ‫خلفه‬ ‫الباب‬ ‫وأغلق‬ ‫الحمام‬ ‫إلى‬ ‫اتجه‬ ‫ثم‬ ،‫الجو‬
:‫المعتادة‬ ‫نعومته‬ ‫في‬ ‫ويسأله‬ ‫لمكتبه‬ ‫المجاور‬ ‫المقعد‬ ‫على‬ ‫يجلس‬
-‫أحد؟‬ ‫ضايقك‬ ‫هل‬ .‫بك‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫جرى‬ ‫ماذا‬
‫الخل‬ ‫إلى‬ ‫برأسه‬ ‫ومال‬ ‫وجهه‬ ‫في‬ ‫بصره‬ ‫أحد‬‫ف‬:
-‫وتكدرني‬ ‫المكتب‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫تضايقني‬ ‫الذي‬ ‫أنت‬ .‫سالمة‬ ‫أستاذ‬ ‫يا‬ ‫أنت‬.
‫مفتوحة‬ ‫وعيون‬ ‫بفم‬ ‫نفسه‬ ‫إلى‬ ‫أشار‬ ‫ثم‬ ‫للحظة‬ ‫الدهشة‬ ‫اصطنع‬ ‫او‬ ‫سالمة‬ ‫وبهت‬:
-‫أضايقك؟‬ ‫الذي‬ ‫أنا‬ .‫بك‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫أنا‬
-‫قسم‬ ‫عمل‬ ‫في‬ ‫تتدخل‬ ‫أال‬ ‫على‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫نتفق‬ ‫ألم‬ .‫سالمة‬ ‫أستاذ‬ ‫يا‬ ‫نعم‬
‫يحدث‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫ما‬ .‫الترجمة‬‫اآلن؟‬
‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫الدهشة‬ ‫سالمة‬ ‫واصطنع‬:
-‫الموضوعات‬ ‫على‬ ‫عالمة‬ ‫اضع‬ ‫ان‬ ‫حقا‬ ‫أيضايقك‬ ‫أذن؟‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ .‫آه‬
.‫بك‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫ذلك‬ ‫اصدق‬ ‫ال‬ ‫أنا‬ .‫حقا‬ ‫الترجمة؟‬ ‫في‬ ‫اولوية‬ ‫لها‬ ‫يكون‬ ‫لكي‬ ‫الهامة‬
‫تقصير‬ ‫هناك‬ ‫يكون‬ ‫عندما‬ ‫أنا‬ ‫يكلمني‬ ‫الرجل‬ ‫ان‬ .‫بك‬ ‫يا‬ ‫تنس‬ ‫ال‬ ‫ولكن‬.
‫أليفة‬ ‫بلهجة‬ ‫سالمة‬ ‫واستطرد‬‫مدى‬ ‫ليرى‬ ‫نجاة‬ ‫رمق‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫للغاية‬ ‫وحميمة‬
‫إصغائها‬:
-.‫أنت‬ ‫بك‬ ‫يتصل‬ ‫ال‬ ‫الرجل‬ ‫ان‬ ‫هللا‬ ‫تحمد‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ .‫بك‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫صدقني‬
‫كالصخور‬ ‫وجهك‬ ‫في‬ ‫ينطلق‬ ‫الذي‬ ‫كالمه‬ ‫تتحمل‬ ‫ان‬ ‫تستطيع‬ ‫لن‬.
‫حميمة‬ ‫لهجة‬ ‫في‬ ‫وهدان‬ ‫محمد‬‫على‬ ‫يميل‬ ‫وهو‬ ‫قصيرة‬ ‫صمت‬ ‫فترة‬ ‫بعد‬ ‫وأردف‬:
-‫ال‬ ‫بها‬ ‫يمر‬ ‫التي‬ ‫الظروف‬ ‫تعرف‬‫ال‬ ‫إننا‬ .‫الحالية‬ ‫االزمة‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫مركز‬
‫المركز‬ .‫العداء‬ ‫نناصبه‬ ‫الذي‬ ‫ومن‬ ‫معه‬‫نقف‬ ‫الذي‬ ‫ومن‬.‫أقدامنا‬ ‫نضع‬ ‫أين‬ ‫نعرف‬
‫رأي‬ ‫على‬ ‫يستقر‬ ‫ال‬‫التخبط‬ ‫من‬ ‫غريبة‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫يبدو‬ ‫لندن‬ ‫في‬ ‫الرئيسي‬.
‫عن‬ ‫مرة‬ ‫كل‬ ‫يلقيه‬ ‫الذي‬ ‫الحديث‬ ‫إلى‬ ‫قليل‬ ‫بعد‬ ‫يتطرق‬ ‫سوف‬ ‫أنه‬ ‫نجاة‬ ‫أدركت‬
‫والضغوط‬ ‫المسئولية‬ ‫ثقل‬‫بشر‬ ‫أنه‬ ‫مراع‬ ‫غير‬ ‫كاهله‬ ‫على‬ ‫الرجل‬ ‫يضعها‬ ‫التي‬
‫ود‬ ‫لحم‬ ‫من‬.‫م‬
‫طفيف‬ ‫اختالف‬ ‫مع‬ ‫ربما‬ ‫يتكرر‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫لها‬ ‫بالنسبة‬ ‫جديدا‬ ‫المشهد‬ ‫كل‬ ‫يكن‬ ‫لم‬
‫أن‬ ‫سالمة‬ ‫مع‬ ‫مرير‬ ‫صراع‬ ‫بعد‬ ‫واستطاع‬ ‫وهدان‬ ‫محمد‬ ‫أتى‬ ‫منذ‬‫التفاصيل‬ ‫في‬
‫لسال‬ ‫هزيمة‬ ‫بمثابة‬ ‫كانت‬ .‫المباشر‬ ‫نفوذه‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫الترجمة‬ ‫بقسم‬ ‫يستقل‬‫ظل‬ ‫مة‬
‫جمح‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫بل‬ ‫فيه‬ ‫يشمتون‬ ‫الجميع‬ ‫أن‬ ‫مدركا‬ ‫صمت‬ ‫في‬ ‫مرارتها‬ ‫يتجرع‬
.‫دولته‬ ‫تزول‬ ‫أن‬ ‫فتوقع‬ ‫الخيال‬ ‫به‬
‫مراجعته‬ ‫على‬ ‫واالحتجاج‬ ‫سالمة‬ ‫تحدي‬ ‫عن‬ ‫يكف‬ ‫ال‬ ‫وهو‬ ‫وهدان‬ ‫أتى‬ ‫منذ‬
‫الترجمة‬ ‫يجعل‬ ‫بأن‬ ‫الطرابلسي‬ ‫تامر‬ ‫المركز‬ ‫صاحب‬ ‫إقناع‬ ‫في‬ ‫نجح‬ ،‫لعمله‬
‫ا‬ ‫الجوانب‬ ‫لسالمة‬ ‫ويترك‬ ‫مستقلة‬‫غير‬ .‫مدير‬ ‫لقب‬ ‫عليه‬ ‫أسبغ‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫إلدارية‬
‫ولو‬ ‫حتى‬ ‫وكبيرة‬ ‫صغيرة‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫سلطانه‬ ‫يؤكد‬ ‫أن‬ ‫واجبه‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫كان‬ ‫أنه‬
‫مما‬ ‫ترجمته‬ ‫بتصحيح‬ ‫يقوم‬ ‫فكان‬ ،‫وخبرة‬ ‫كفاءة‬ ‫منه‬ ‫أكثر‬ ‫أنه‬ ‫يرى‬ ‫وهدان‬ ‫كان‬
‫كفاءة‬ ‫عنه‬ ‫يقل‬ ‫من‬ ‫إشراف‬ ‫تحت‬ ‫يعمل‬ ‫جعله‬ ‫الذي‬ ‫الزمن‬ ‫فيندب‬ ‫حنقه‬ ‫يثير‬
‫(هامسا‬‫للبنات‬ ‫ويروي‬‫الشوكوالتة‬ ‫قطع‬ ‫عليهن‬ ‫ويوزع‬ ‫مكتبه‬‫درج‬‫يفتح‬ ‫أن‬ ‫بعد‬
‫الوزارة‬ ‫مترجمي‬ ‫أكبر‬ ‫هو‬ ‫كان‬ ‫(أيام‬ ‫عمان‬ ‫خارجية‬ ‫وزير‬ ‫أن‬ ‫كيف‬ )‫والحلوى‬
‫الوزير‬ ‫بهت‬ ‫الصباح‬ ‫وفي‬ ‫الليل‬ ‫طوال‬ ‫عليه‬ ‫فعكف‬ ‫هاما‬ ‫ملفا‬ ‫أعطاه‬ )‫قاطبة‬
‫ولم‬ ‫عليه‬ ‫يغشى‬ ‫الرجل‬ ‫"كاد‬ .‫كاملة‬ ‫الترجمة‬ ‫ليسلمه‬ ‫مكتبه‬ ‫يدخل‬ ‫رآه‬ ‫عندما‬
‫أ‬ ‫يصدق‬‫على‬ ‫يديه‬ ‫يريح‬ ‫ثم‬ ."‫األقل‬ ‫على‬ ‫أسبوع‬ ‫قبل‬ ‫الملف‬ ‫أنهي‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫نني‬
‫استثنائية‬ ‫بمكافأة‬ ‫لي‬ ‫"وأمر‬ ‫طويلة‬ ‫حكاية‬ ‫يختتم‬ ‫وكأنه‬ ‫المكتب‬".
‫مواصلة‬ ‫في‬ ‫يستمر‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫أبى‬ ‫مترجما‬ ‫البداية‬ ‫في‬ ‫عين‬ ‫الذي‬ ‫سالمة‬ ‫أن‬ ‫بيد‬
‫إلي‬ ‫الرجل‬ ‫فأسند‬ ‫الكثيرة‬ ‫األخرى‬ ‫بالمهام‬ ‫قيامه‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫كمترجم‬ ‫عمله‬‫ه‬
‫بينما‬ ‫القسم‬ ‫إلى‬ ‫اليومية‬ ‫التقارير‬ ‫ترجمة‬ ‫وانتقلت‬ .‫والدوريات‬ ‫الكتب‬ ‫ترجمة‬
‫يدخل‬ ‫من‬ ‫يراقب‬ ‫الباب‬ ‫على‬ ‫وعين‬ ‫الكتاب‬ ‫على‬ ‫عين‬ ‫الصالة‬ ‫في‬ ‫سالمة‬ ‫ظل‬
.‫وهدان‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫وهو‬‫أحيانا‬ ‫الشرود‬ ‫وينتابه‬.‫يتكلم‬ ‫ومن‬ ‫يهمس‬ ‫ومن‬‫يخرج‬ ‫ومن‬
‫كم‬ .‫المركز‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫به‬ ‫قذفت‬ ‫قذرة‬ ‫ريح‬ ‫أي‬ .‫بغل‬ ‫وأي‬ ‫بغل‬‫من‬ ‫عليه‬ ‫تردد‬
‫لم‬ .)‫الترجمة‬ ‫قسم‬ ‫رئيس‬ ‫هو‬ ‫كان‬ ‫(أيام‬ ‫المديرين‬ ‫وحتى‬ ‫والباحثين‬ ‫المترجمين‬
.‫التالي‬ ‫اليوم‬ ‫في‬ ‫المركز‬ ‫خارج‬ ‫نفسه‬ ‫وجد‬ ‫إال‬ ‫وجهي‬ ‫في‬ ‫أصبعه‬ ‫منهم‬ ‫أحد‬ ‫يرفع‬
‫كمترجم‬ ‫عملت‬ ‫عندما‬ ‫الخليج‬ ‫في‬ ‫حتى‬ .‫السمج‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫أتى‬ ‫مستنقع‬ ‫أي‬ ‫من‬
‫شهران‬ ‫يمض‬ ‫لم‬ ‫الصغيرة‬ ‫المؤسسات‬ ‫إحدى‬ ‫في‬‫وأتربع‬ ‫أديرها‬ ‫كنت‬‫حتى‬ ‫علي‬
‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الراتب‬ ‫سوى‬ ‫شيء‬ ‫إلى‬ ‫تمتد‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫يدي‬ ‫أن‬ ‫صحيح‬ .‫عرشها‬ ‫على‬
‫كثيرا‬ ‫تحسن‬ ‫المؤسسة‬ ‫أداء‬ ‫ولكن‬ ‫أشهر‬ ‫بضعة‬ ‫كل‬‫يتضاعف‬.
‫االبتسام‬ ‫بين‬ ‫وهم‬ ‫وهدان‬ ‫إلزاحة‬ ‫محاوالته‬ ‫كل‬ ‫يراقبون‬ ‫الموظفون‬ ‫وراح‬
‫أقدا‬ ‫تثبيت‬ ‫عن‬ ‫إال‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫تتمخض‬ ‫كانت‬ ‫وما‬ ‫والترقب‬‫ورسوخ‬ ‫وهدان‬ ‫م‬‫ه‬
‫فيه‬ ‫شماتتهم‬ ‫من‬ ‫وتضاعف‬.
‫الصالة‬ ‫في‬ )‫(سمسم‬ ‫اسم‬ ‫تهكما‬ ‫عليه‬ ‫تطلق‬ ‫الفتيات‬ ‫كانت‬ ‫الذي‬ ‫سالمة‬ ‫ويجلس‬
‫األمور‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫خطر‬ ‫األولى‬ ‫للمرة‬ ‫أنه‬ ‫حتى‬ ‫األخرى‬ ‫تلو‬ ‫الهزيمة‬ ‫مرارة‬ ‫يتجرع‬
‫خياله‬ ‫في‬ ‫الرجل‬ ‫طالع‬ ‫ولكنه‬ ‫باليد‬ ‫وهدان‬ ‫مع‬ ‫االشتباك‬ ‫إلى‬ ‫تصل‬ ‫ان‬ ‫يمكن‬
‫جبا‬ ‫ماردا‬ ‫فوجده‬‫هزيمته‬ ‫لتيقنت‬ ‫به‬ ‫بطش‬ ‫لو‬ ‫را‬.
‫انفراد‬ ‫أقلقه‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫المباشر‬ ‫سلطانه‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫الترجمة‬ ‫قسم‬ ‫استقالل‬ ‫ينغصه‬ ‫لم‬
‫إال‬ ‫أسطر‬ ‫بضعة‬ ‫يترجم‬ ‫ال‬ ‫فكان‬ ،‫وحدهما‬ ‫الداخلية‬ ‫الغرفة‬ ‫في‬ ‫بنجاة‬ ‫الرجل‬
.‫أخرى‬ ‫غرفة‬ ‫الصالة‬ ‫وبين‬‫بينها‬ ‫تفصل‬ ‫التي‬ ‫غرفتهما‬ ‫لدخول‬ ‫مبرر‬‫عن‬ ‫ويبحث‬
‫الذي‬ ‫خياله‬ ‫ويعذبه‬‫الداخلية‬ ‫الغرفة‬ ‫في‬ ‫تدور‬ ‫لمشاهد‬ ‫شتى‬ ‫صورا‬ ‫عليه‬ ‫يقحم‬
‫وكان‬ .‫وينهض‬ ‫جانبا‬ ‫باألوراق‬ ‫فيلقي‬ ‫منه‬ ‫خطوات‬ ‫بعد‬ ‫على‬ ‫مغلق‬ ‫باب‬ ‫خلف‬
‫يلمح‬ ‫أن‬ ‫محاوال‬ ‫يتكلم‬ ‫وهو‬ ‫وسلوكهما‬ ‫هيئاتهما‬ ‫تمعن‬ ‫في‬ ‫يأخذ‬ ‫يدخل‬ ‫ما‬ ‫أول‬
‫يجدهما‬ ‫دائما‬ ‫كان‬ ‫ولكنه‬ .‫موضعها‬ ‫غير‬ ‫في‬ ‫مالبس‬ ‫أو‬ ‫اهتياج‬ ‫او‬ ‫انفعال‬ ‫بقايا‬
‫جال‬‫ساكنين‬ ‫كتمثالين‬ ‫سين‬.
‫يتجنب‬ ‫ان‬ ‫طريقها‬ ‫عن‬ ‫يستطيع‬ ‫جديدة‬ ‫وسيلة‬ ‫اصطناع‬ ‫إلى‬ ‫يلجأ‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫كان‬
‫إلى‬ ‫ويندفع‬ ‫يده‬ ‫في‬ ‫الصحف‬ ‫بقصاصات‬ ‫يمسك‬ ‫فكان‬ ‫الغرفة‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫الطرق‬
.‫بك‬ ‫يا‬ ‫انظر‬ .‫"انظر‬ :‫لوهدان‬ ‫ويقول‬ ‫الشديد‬ ‫االنفعال‬ ‫من‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫وهو‬ ‫الغرفة‬
‫لماذا‬ .‫أمس‬ ‫األوراق‬ ‫بهذه‬ ‫يرسلوا‬ ‫ألم‬‫أكاد‬ ‫أنا‬ .‫ثانية‬ ‫اليوم‬ ‫إرسالها‬ ‫يكررون‬
‫أجن‬".
‫والتخيالت‬ ‫مكمنه‬ ‫إلى‬ ‫ويرجع‬ ‫شيء‬ ‫عن‬ ‫غزوته‬ ‫تتمخض‬ ‫ال‬ ‫أخرى‬ ‫ومرة‬
‫ينخرط‬ ‫كان‬ ‫واألخرى‬‫الفينة‬ ‫وبين‬ ‫نجاة‬ ‫عن‬ ‫بعدا‬ ‫يطيق‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ .‫تنهشه‬ ‫المجنونة‬
‫أنه‬ ‫جيدا‬ ‫تعرف‬ ‫إنك‬ .‫الصبيانية‬ ‫مشاعره‬ ‫على‬ ‫الذات‬ ‫تأنيب‬ ‫من‬ ‫شديدة‬ ‫نوبة‬ ‫في‬
‫وإال‬ ‫الحب‬ ‫ليس‬‫إنك‬ .‫الثانية‬ ‫المراهقة‬ ‫اصداء‬ ‫إنها‬ ‫أم‬ ‫الكبرى‬ ‫الطامة‬ ‫كانت‬
‫أي‬ .‫المشدودة‬ ‫البشرة‬ ‫ذو‬ ‫البض‬ ‫الجسد‬ ‫هذا‬ .‫عندها‬ ‫عالجك‬ ‫أن‬ ‫تعتقد‬ ‫ببساطة‬
‫مراء‬ ‫ال‬ ‫األمثل‬ ‫العالج‬ ‫هو‬ .‫الفراش‬ ‫في‬ ‫لك‬ ‫يفتحها‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫عوالم‬.
‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الهمجي‬ ‫المتوحش‬ ‫ذلك‬ ‫مع‬ ‫تجلس‬ ‫وهي‬ ‫نجاة‬ ‫إلى‬ ‫السبيل‬ ‫كيف‬ ‫ولكن‬
‫غرامياته‬ ‫تعدد‬ ‫عن‬ ‫أمامها‬ ‫بالهة‬ ‫في‬ ‫مرارا‬ ‫يتحدث‬ ‫ألم‬ .‫شيء‬ ‫أي‬ ‫عن‬ ‫يتورع‬
‫ما‬ .‫الصغيرات‬ ‫المراهقات‬ ‫مع‬ ‫عالقاته‬ ‫إلى‬ ‫التطرق‬ ‫عن‬ ‫الخجل‬ ‫يردعه‬ ‫ولم‬
‫ف‬ ‫بها‬ ‫واإليقاع‬ ‫إغوائها‬ ‫إلى‬ ‫يرمى‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫ذلك‬‫كل‬ ‫من‬ ‫يقصده‬ ‫الذي‬‫أحا‬ ‫ي‬.‫بيله‬
‫والدواء‬ ‫العالج‬ ‫لي‬ ‫وهي‬ .‫الشيطان‬ ‫أحابيل‬.
‫عاليا‬ ‫بشخيرها‬ ‫ترسل‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫زوجته‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫يتقلب‬ ‫وهو‬ ‫تفكيره‬ ‫وهداه‬
‫غبائه‬ ‫من‬ ‫يتعجب‬ ‫الوقت‬ ‫بعض‬ ‫وقضى‬ .‫للمسألة‬ ‫سهل‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫الليلة‬ ‫تلك‬ ‫في‬
‫وهي‬ ‫عناء‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫عليها‬ ‫يعثر‬ ‫فال‬ ‫البسيطة‬ ‫الحلول‬ ‫تلك‬ ‫مثل‬ ‫منه‬ ‫تهرب‬ ‫كيف‬
‫مطروحة‬‫يقولون‬ ‫كما‬ ‫الطريق‬ ‫قارعة‬ ‫على‬ ‫أمامه‬.
‫في‬ ‫يبحث‬ ‫وهو‬ ‫االستقبال‬ ‫في‬ ‫أمامه‬ ‫الجالسة‬ ‫لرشا‬ ‫يبتسم‬ ‫كان‬ ‫الصباح‬ ‫وفي‬
.‫ما‬ ‫مكان‬ ‫في‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫معه‬ ‫عمل‬ ‫مترجم‬‫هناك‬ .‫التليفونات‬ ‫ارقام‬ ‫بها‬ ‫قديمة‬ ‫اجندة‬
‫وان‬ ‫حتى‬ .‫جيد‬ ‫مترجم‬ ‫فهو‬ ‫يبدو‬ ‫ما‬ ‫على‬ .‫اليهما‬ ‫االنضمام‬ ‫منه‬ ‫يطلب‬ ‫ال‬ ‫لماذا‬
‫جيد‬ ‫يكن‬ ‫لم‬‫أحد‬ ‫أي‬ .‫أحد‬ ‫معهما‬ ‫يكون‬ ‫ان‬ ‫يعنيني‬ ‫انما‬ .‫الجودة‬ ‫اآلن‬ ‫يعنيني‬ ‫ال‬ ‫ا‬
‫أموري‬ ‫اتدبر‬ ‫ان‬ ‫إلى‬.
‫من‬ ‫بكثير‬ ‫ونجاة‬ ‫لوهدان‬ ‫يقدمه‬ ‫سالمة‬ ‫وراح‬ ‫الجديد‬ ‫المترجم‬ ‫سالم‬ ‫وجاء‬
‫يتجاوز‬ ‫يكاد‬ ‫ال‬‫خفيفة‬ ‫صلعة‬ ‫ذا‬‫البنيان‬ ‫متين‬ ‫ربعه‬‫رجال‬ ‫كان‬ .‫واإلشادة‬‫اإلطناب‬
‫بطر‬ ‫سالمة‬ ‫قال‬ .‫قليال‬ ‫اال‬ ‫االربعين‬‫على‬ ‫أحد‬ ‫هناك‬ ‫يكون‬ ‫عندما‬ ‫المبالغة‬ ‫يقته‬
‫والعلم‬ ‫الترجمة‬ ‫أما‬ ‫حياتي‬ ‫في‬ ‫بهم‬ ‫التقيت‬ ‫الذين‬ ‫الرجال‬ ‫خيرة‬ ‫من‬ ‫"رجل‬ ‫هواه‬
‫حدثناه‬ ‫فلما‬ ‫عنا‬ ‫انقطع‬ ‫ثم‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫هنا‬ ‫يعمل‬ ‫كان‬ .‫عنهما‬ ‫أحدثكما‬ ‫فال‬ ‫الغزير‬
‫القمر‬ ‫يهل‬ ‫كما‬ ‫علينا‬ ‫أهل‬".
‫سالم‬ ‫لرؤية‬ ‫األسعد‬ ‫هو‬ ‫انه‬ ‫قائال‬ ‫األصلع‬ ‫الرجل‬ ‫وابتسم‬‫مرة‬ ‫الشمل‬ ‫والتئام‬ ‫ة‬
‫أخرى‬.
‫يقارب‬ ‫بفتور‬ ‫الخلوة‬ ‫تشبه‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الحجرة‬ ‫في‬ ‫الجديد‬ ‫المترجم‬ ‫قدوم‬ ‫ويقابل‬
‫وشفاه‬ ‫واسعتين‬ ‫عينين‬ ،‫وقصيرة‬ ‫ضخمة‬ .‫نجاة‬ ‫تدهشه‬ ‫البداية‬ ‫في‬ .‫الجفاء‬ ‫حد‬
‫يكن‬ ‫لم‬ .‫تفاصيله‬ ‫تبرز‬ ‫بصورة‬ ‫جسدها‬ ‫على‬ ‫محبوكة‬ ‫مالبسها‬ ،‫سميكة‬ ‫شهوانية‬
‫تهامسه‬ ‫او‬ ‫بتغامزها‬ ‫يعبأ‬‫ان‬ ‫بمجرد‬ ‫المفاجئ‬ ‫صمتهما‬ ‫او‬ ‫وهدان‬ ‫محمد‬ ‫مع‬ ‫ا‬
‫الحجرة‬ ‫ارجاء‬ ‫في‬ ‫المفاجئة‬ ‫الضحكات‬ ‫انفالت‬ ‫او‬ ‫الباب‬ ‫مدخل‬ ‫من‬ ‫يطالعهما‬
‫بشراهة‬ ‫الرخيصة‬ ‫السجائر‬ ‫تدخن‬ ‫كانت‬ .‫كتمانها‬ ‫اعياهما‬ ‫قد‬ ‫يكونا‬ ‫ان‬ ‫بعد‬
‫اخراج‬ ‫في‬ ‫طريقتها‬ ‫تذكره‬ ‫وال‬ ‫القاتمة‬ ‫الدخان‬ ‫بسحب‬ ‫تموج‬ ‫الغرفة‬ ‫فتجعل‬
‫و‬ ‫فمها‬ ‫من‬ ‫الدخان‬‫االفالم‬ ‫تصورهم‬ ‫كما‬ ‫الليل‬ ‫ببنات‬ ‫سوى‬ ‫السيجارة‬ ‫امساك‬
‫وضايقه‬‫التدخين‬ ‫عن‬ ‫توقف‬ ‫سنوات‬ ‫من‬.‫والخمسينيات‬‫االربعينيات‬ ‫في‬ ‫الغربية‬
‫بصورة‬ ‫انتباهها‬ ‫يلفت‬ ‫ان‬ ‫فحاول‬ ‫جديدة‬ ‫سيجارة‬ ‫بعواصف‬ ‫دقيقة‬ ‫كل‬ ‫تمطره‬ ‫ان‬
‫في‬ ‫لديها‬ ‫ليس‬ ‫انها‬ ‫يأس‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫فقالت‬ ‫صحتها‬ ‫على‬ ‫التدخين‬ ‫آثار‬ ‫إلى‬ ‫عفوية‬
‫الحي‬‫بخسارته‬ ‫تحفل‬ ‫ما‬ ‫اة‬.
‫الواحد‬ ‫اليوم‬ ‫في‬ ‫مرات‬ ‫الغرفة‬ ‫على‬ ‫االنقضاض‬ ‫من‬ ‫سالمة‬ ‫وجوده‬ ‫يمنع‬ ‫لم‬
‫يتحول‬ ‫او‬ ‫يخدع‬ ‫لن‬ ‫انه‬ ‫إلى‬ ‫اطمئنانا‬ ‫وأكثر‬‫هدوء‬ ‫أكثر‬ ‫صار‬ ‫ولكنه‬ ‫شتى‬ ‫بحجج‬
‫مهنيا‬ ‫كان‬ ‫سواء‬ ‫تقصير‬ ‫او‬ ‫اساءة‬ ‫واي‬ ‫هنا‬ ‫المسئول‬ ‫المدير‬ ‫أنا‬ .‫اضحوكة‬ ‫إلى‬
.‫مسئولياتي‬ ‫صميم‬ ‫من‬ ‫يعد‬ ‫اخالقيا‬ ‫او‬‫ملهاة‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫الشامخ‬ ‫البض‬ ‫الجسد‬ ‫ذلك‬
‫أرقني‬ ‫لكم‬ .‫بحواسه‬ ‫سوى‬ ‫يعيش‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الهمجي‬ ‫ذلك‬ ‫والسيما‬ ‫غيرى‬ ‫لعبث‬
‫مقصد‬ ‫أي‬ ‫إلى‬ ‫أدري‬ ‫ان‬ ‫دون‬‫سنوات‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫ادب‬ ‫كنت‬ .‫اليها‬ ‫للوصول‬ ‫الطريق‬
‫أمامي‬ ‫لتتألق‬ ‫الموت‬ ‫وكمد‬ ‫االلم‬ ‫وغشية‬ ‫الغيبوبة‬ ‫غمار‬ ‫في‬ ‫انهض‬ .‫يقودني‬
‫حيات‬ ‫افق‬ ‫ينير‬ ‫دريا‬ ‫نجما‬‫المتوحش‬ ‫هذا‬ ‫يأتي‬ ‫اليها‬ ‫االهتداء‬ ‫وبعد‬ .‫الجدباء‬ ‫ي‬
‫عبورها‬ ‫يستحيل‬ ‫وموانع‬ ‫ووهاد‬‫هضاب‬ ‫إلى‬ ‫طريقي‬ ‫ليحيل‬.
*****
‫همست‬‫هاجسا‬ ‫تغالب‬ ‫وكأنها‬ ‫الشرفة‬ ‫عن‬ ‫تبعد‬ ‫وهي‬ ‫لنفسها‬ ‫نورا‬
‫انتحرت‬ ‫فربما‬ ‫عليه‬ ‫العثور‬ ‫في‬ ‫فشلت‬ ‫لو‬ :‫قاهرا‬.
‫ان‬ ‫على‬ ‫اسفلها‬ ‫يميد‬ ‫الشرفة‬ ‫أقصى‬ ‫في‬ ‫واقفة‬ ‫وهي‬ ،‫كانت‬‫شج‬ ‫فرع‬ ‫خفاض‬‫رة‬
‫االسفلتي‬ ‫الشارع‬ ‫من‬ ‫جانبا‬ ‫ليغطي‬ ‫المقابلة‬ ‫الحديقة‬ ‫من‬ ‫يمتد‬ ‫الذي‬ ‫المانجو‬
‫أو‬ ‫ثالث‬ ‫بعد‬ ‫على‬ ،‫سيارته‬ ‫فيها‬ ‫تنتظرها‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫األماكن‬ ‫طالعت‬ .‫الضيق‬
‫مكانها‬ ‫من‬‫تستطيع‬ ‫األبيض‬ ‫باللون‬ ‫مدهونة‬ ‫شجرة‬ ‫آخر‬ ‫جذع‬ ‫من‬‫شجرات‬ ‫أربع‬
‫وا‬ ‫الشارع‬ ‫انحناء‬ ‫قبل‬ ،‫بنظرها‬ ‫إليه‬ ‫تصل‬ ‫أن‬‫وللحظة‬ .‫الكورنيش‬ ‫إلى‬ ‫تجاهه‬
‫الحدس‬ ‫وأن‬ ‫سيارته‬ ‫عن‬ ‫ينشق‬ ‫سوف‬ ‫الرصاصي‬ ‫االديم‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫إليها‬ ‫خيل‬
‫ال‬ ‫آت‬ ‫وأنه‬ ‫خطأ‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫اآلن‬ ‫الشرفة‬ ‫في‬ ‫الوقوف‬ ‫إلى‬ ‫دفعها‬ ‫الذي‬
‫محالة‬.
‫بعد‬ ‫ولكنها‬ ‫الشارع‬ ‫في‬ ‫سوداء‬ ‫كتلة‬ ‫اقتربت‬ ‫عندما‬ ‫قلبها‬ ‫دقات‬ ‫وتسارعت‬
‫سيارة‬ ‫فيها‬ ‫تبينت‬ ‫لحظات‬‫صغي‬ ‫علم‬ ‫مقدمتها‬ ‫في‬ ‫ينغرس‬ ‫أجنبية‬ ‫لسفارة‬ ‫تابعة‬‫ر‬
‫كما‬ ‫صمت‬ ‫في‬ ‫ولكن‬ ‫بسرعة‬ ‫تنطلقان‬ ‫السيارتان‬ .‫أخرى‬ ‫سيارة‬ ‫خلفها‬ ‫وتسير‬
‫ان‬ ‫بعد‬ ‫الهادئ‬ ‫الوقت‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫الشارع‬ ‫هدوء‬ ‫يخدشا‬ ‫أن‬ ‫خشية‬ ‫تتسلالن‬ ‫كانتا‬ ‫لو‬
‫تعمل‬ ‫التي‬ ‫الثقيلة‬ ‫المعدات‬ ‫صوت‬ ‫ويهدأ‬ ‫عملهم‬ ‫دوائر‬ ‫من‬ ‫الموظفون‬ ‫ينصرف‬
‫الفندق‬ ‫في‬‫المجاور‬.
‫لم‬ .‫عليه‬ ‫العثور‬ ‫في‬ ‫أمل‬ ‫من‬ ‫بقية‬ ‫لديها‬ ‫الزال‬ ‫أسابيع‬ ‫ثالث‬ ‫منذ‬ ‫اختفاءه‬ ‫رغم‬
‫بيانها‬ ‫لتلقي‬ ‫الشقة‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫أطلت‬ ‫التي‬ ‫السيدة‬ ‫تلك‬ ‫وال‬ ‫العمارة‬ ‫بواب‬ ‫تصدق‬
‫مكروها‬ ‫ان‬ ‫شك‬ ‫ال‬ .‫نعيا‬ ‫تقرأ‬ ‫كانت‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ،‫وحيادية‬ ‫ببرود‬ ‫وجهها‬ ‫في‬ ‫الميت‬
‫المنا‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫يظهر‬ ‫سوف‬ ‫وانه‬ ‫به‬ ‫ألم‬‫ذهنها‬ ‫من‬ ‫ويطرد‬ ‫حيرتها‬ ‫ليبدد‬ ‫سب‬
‫ونهارا‬ ‫ليال‬ ‫فيه‬ ‫تصرخ‬ ‫مسكنا‬ ‫رأسها‬ ‫من‬‫اتخذت‬ ‫التي‬ ‫المجنونة‬ ‫االفكار‬ ‫تلك‬.
‫ان‬ ‫ابدا‬ ‫تريد‬ ‫ال‬ ‫انها‬ ‫اال‬ ‫ظهوره‬ ‫في‬ ‫أملها‬ ‫ضعف‬ ‫رغم‬ ‫يظهر؟‬ ‫لم‬ ‫لو‬ ‫ماذا‬ ‫ولكن‬
‫األكيد‬ ‫هالكها‬ ‫يعني‬ ‫ألنه‬ ‫الهاجس‬ ‫لهذا‬ ‫تستسلم‬.
‫وهو‬ ‫الزجاجي‬ ‫الباب‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫سمسم‬ ‫رأت‬ ‫البارد‬ ‫المعدني‬ ‫السياج‬ ‫ترتفق‬ ‫وهي‬
‫موظف‬ ‫أي‬ ‫يشبه‬ ‫سلوكه‬ ‫في‬ ‫كان‬ .‫أمامه‬ ‫ذراعيه‬ ‫ويمد‬ ‫الضخمتين‬ ‫إليتيه‬ ‫يهز‬
‫الموظفين‬ ‫مالبس‬‫يرتدي‬ ‫ابدا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ولكنه‬ ‫العام‬ ‫القطاع‬ ‫او‬ ‫الحكومة‬ ‫في‬ ‫تقليدي‬
‫ا‬ ‫ونفس‬‫الشباب‬ ‫مالبس‬‫يرتدي‬ ‫كان‬‫الخمسين‬ ‫قارب‬ ‫انه‬ ‫فرغم‬‫العا‬ ‫لماركات‬‫لمية‬
‫تجاوز‬ ‫انه‬ ‫رغم‬‫الفتيات‬ ‫وصور‬ ‫الرسوم‬ ‫صدرها‬ ‫تزين‬ ‫التي‬ ‫التيشيرتات‬ ‫وحتى‬
‫الرجل‬ ‫ان‬ ‫يعلم‬ ‫كان‬ ‫عندما‬ ‫انه‬ ‫غير‬ .‫الزمن‬ ‫يغالط‬ ‫بذلك‬ ‫وكأنه‬ ‫بقليل‬ ‫الخمسين‬
،‫الرسمية‬ ‫المالبس‬ ‫ويرتدي‬ ‫الشباب‬ ‫مالبس‬ ‫عن‬ ‫يتخلى‬ ‫كان‬ ‫المركز‬ ‫سيزور‬
‫حم‬ ‫عنق‬ ‫وياقة‬ ‫اسود‬ ‫وحذاء‬ ‫كاملة‬ ‫زرقاء‬ ‫بدلة‬‫جيبه‬ ‫من‬‫يظل‬ ‫احمر‬ ‫ومنديل‬ ‫راء‬
‫التقليدي‬ ‫الموظف‬ ‫وتقطيبة‬ ‫الجد‬ ‫سمت‬ ‫اتخاذ‬ ‫ذلك‬ ‫يرافق‬ ‫وكان‬ ‫العلوي‬.
‫تسبقه‬ ‫بأيام‬ ‫قبلها‬ ‫معلوما‬ ‫القاهرة‬ ‫إلى‬ ‫المركز‬ ‫ادارة‬ ‫مجلس‬ ‫رئيس‬ ‫قدوم‬ ‫يكون‬
‫والقلق‬ ‫بالتوتر‬ ‫سالمة‬ ‫يصاب‬ ‫ساعتها‬ .‫القاهرة‬ ‫فرع‬ ‫إلى‬ ‫والمكالمات‬ ‫الفاكسات‬
‫كم‬ ‫ويغدو‬ ‫يروح‬ ‫وهو‬ ‫وتراه‬‫يقف‬ ‫واالخر‬‫الحين‬ ‫وبين‬‫نحلة‬ ‫اذنه‬ ‫في‬ ‫وضعت‬ ‫ن‬
.‫الرجل‬ ‫قدوم‬ ‫يسبق‬ ‫الطقس‬ ‫أحوال‬ ‫في‬ ‫تغيرا‬ ‫يتوقع‬ ‫وكأنه‬ ‫السماء‬ ‫إلى‬ ‫ليتطلع‬
‫على‬ ‫ترتسم‬ ‫الطرابلسي‬ ‫تامر‬ ‫انصراف‬ ‫ساعة‬ ‫إلى‬ ‫الزيارة‬ ‫بنبأ‬ ‫يعلم‬ ‫وساعة‬
‫وكلما‬ .‫أحدا‬ ‫يعابث‬ ‫أو‬ ‫يضحك‬ ‫قلما‬ ‫أنه‬ ‫يراه‬ ‫لمن‬ ‫ليخيل‬ ‫حتى‬ ‫الجدية‬ ‫وجهه‬
‫قدوم‬ ‫موعد‬ ‫اقترب‬‫القلقة‬ ‫حركته‬ ‫وايقاع‬ ‫وجهه‬ ‫تجهم‬ ‫ازداد‬ ‫الرجل‬.
.‫الرجل‬ ‫يغادر‬ ‫عندما‬ ‫إال‬ ‫بحدة‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫المرسوم‬ ‫القناع‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫يتخلى‬ ‫وال‬
‫كانت‬ ‫أو‬ ‫مرة‬ ‫ألول‬ ‫يراه‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫المكان‬ ‫ويطالع‬ ‫مكتبه‬ ‫أمام‬ ‫يقف‬ ‫ساعتها‬
‫والدعابة‬ ‫المرح‬ ‫من‬ ‫عهده‬ ‫لسابق‬ ‫ويعود‬ ‫سحابة‬ ‫تغشاه‬.
‫عاق‬ ‫المكتب‬ ‫في‬ ‫سالمة‬ ‫يسير‬،‫الساعي‬ ‫ابراهيم‬ ‫ويسير‬ ‫ظهره‬ ‫خلف‬ ‫يديه‬ ‫دا‬
‫أثره‬ ‫في‬ ،‫الوقار‬ ‫درجة‬‫نفس‬ ‫متصنعا‬.
‫أو‬ ‫لتقرصه‬ ‫الساعي‬ ‫إلى‬ ‫أيديهم‬ ‫تمتد‬ ‫وأحيانا‬ ‫التغامز‬ ‫الموظفون‬ ‫يبدأ‬ ‫ساعتها‬
‫سالمة‬ ‫خلف‬ ‫سائرا‬ ‫ويظل‬ ‫يتجاهلهم‬ ‫ولكنه‬ ‫بأقالمهم‬ ‫مؤخرته‬ ‫في‬ ‫يلكزونه‬
‫كالروبوت‬.
"‫أعقابه‬ ‫في‬ ‫كبير‬ ‫مسئول‬ ‫مثل‬ ‫يسير‬ ‫إنه‬‫صغير‬ ‫مسئول‬".
‫ومواضع‬ ‫اللوحات‬ ‫وتوزيع‬ ‫الجدران‬ ‫على‬ ‫الملصقات‬ ‫وضع‬ ‫سالمة‬ ‫يراجع‬
‫ابراهيم‬ ‫عين‬ ‫أمام‬ ‫ويضعها‬‫المكتبة‬ ‫رفوف‬‫على‬ ‫أصابعه‬ ‫يمرر‬ .‫النباتات‬ ‫أصص‬
‫يرى‬ ‫يكاد‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الغبار‬ ‫ذرات‬ ‫من‬‫خفيفة‬ ‫طبقة‬ ‫تكسوها‬ ‫وبيضاء‬ ‫نحيفة‬.
‫أعقابه‬ ‫في‬ ،‫سمسم‬ ‫يدلف‬ ‫التفتيش‬ ‫حملة‬ ‫نهاية‬ ‫في‬‫الحمامات‬ ‫إلى‬ ،‫إبراهيم‬.
‫بوضع‬ ‫ابراهيم‬ ‫ويأمر‬ ‫الرائحة‬ ‫مزيالت‬ ‫وجود‬ ‫من‬ ‫ويتأكد‬ ‫األرضية‬ ‫يتفحص‬
‫الكبير‬ ‫الحمام‬ ‫في‬ ‫جديدة‬ ‫صابون‬ ‫قطعة‬.
‫وكذلك‬ ‫البعض‬ ‫بعضها‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫األكواب‬ ‫بوضع‬ ‫يأمر‬ .‫المطبخ‬ ‫إلى‬ ‫يدلفان‬
‫فيجده‬ ‫يطالعها‬ .‫الثالجة‬ ‫يفتح‬ ‫ثم‬ ‫للحظات‬ ‫الهرمي‬ ‫الشكل‬ ‫ويتأمل‬ ‫الفناجين‬‫ا‬
‫زجاجتي‬ ‫شراء‬ ‫منه‬‫يطلب‬ .‫البنات‬ ‫بها‬ ‫أتت‬ ‫التي‬ ‫األطعمة‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫خاوية‬
‫بيبسي‬ ‫وزجاجة‬ ‫ماء‬“‫سايز‬ ‫فاميلي‬”‫كبير‬ ‫ماركت‬ ‫سوبر‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫يأتي‬ ‫أن‬ ‫على‬
‫بفاتورة‬ ‫منه‬ ‫ويأتي‬.
‫يتجنب‬ ‫بان‬ ‫تعميما‬ ‫يصدر‬ ‫يرام‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫يطمئن‬ ‫أن‬ ‫بعد‬
‫أيا‬ ‫طوال‬ ‫الكبير‬ ‫الحمام‬ ‫استخدام‬ ‫الموظفون‬‫على‬ ‫بتمريره‬ ‫ويأمر‬ ‫الزيارة‬ ‫م‬
‫بالعلم‬ ‫عليه‬ ‫للتوقيع‬ ‫الجميع‬.
‫وتنفس‬ ‫يرام‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫ان‬ ‫واطمأن‬ ‫التفقدية‬ ‫جولته‬ ‫اتم‬ ‫ان‬ ‫بعد‬ ‫اليوم‬
‫فانطلق‬ ‫له‬ ‫وهمس‬ ‫الساعي‬ ‫به‬ ‫لحق‬ ،‫المقعد‬ ‫على‬ ‫بجسده‬ ‫يلقى‬ ‫وهو‬ ‫الصعداء‬
‫وهو‬ ‫األرضية‬ ‫مصفاة‬ ‫غطاء‬ ‫وبيده‬ ‫عاد‬ ‫ان‬ ‫يلبث‬ ‫ولم‬ .‫الكبير‬ ‫الحمام‬ ‫إلى‬ ‫معه‬
‫ي‬‫فلم‬ ‫حوله‬ ‫تلفت‬ .‫المصفاة‬ ‫فتحات‬ ‫تتوافق‬ ‫لكي‬ ‫القرصين‬ ‫يدير‬ ‫ان‬ ‫جاهدا‬ ‫حاول‬
‫نظر‬ ‫عندئذ‬ .‫دار‬‫حتى‬ ‫القرص‬ ‫به‬ ‫يدفع‬ ‫فراح‬ ‫المائدة‬ ‫على‬ ‫كبير‬ ‫مقص‬‫سوى‬ ‫يجد‬
‫كمن‬ ‫للحظة‬ ‫توقف‬ ‫ولكنه‬ ،‫ليجربه‬ ‫الحمام‬ ‫إلى‬ ‫وسبقه‬ ‫انتصار‬ ‫في‬ ‫الساعي‬ ‫إلى‬
‫الجميع‬ ‫عن‬ ‫غاب‬ ‫شيئا‬ ‫اكتشف‬:
-‫الصور؟‬ ‫نسينا‬ ‫كيف‬.
-‫انس‬ ‫لم‬‫شيء‬ ‫اول‬ ‫مسحتهم‬‫بل‬ ‫سالمة‬ ‫استاذ‬ ‫يا‬ ‫هم‬.
‫نظر‬ ‫يلفت‬ ‫ما‬‫اول‬ ‫هي‬ ،‫ضخمة‬ ‫مذهبة‬‫اطارات‬ ‫في‬ ‫وضعت‬‫التي‬ ‫الصور‬ ‫كانت‬
‫على‬ ‫تظهر‬ ‫مبتسما‬ ‫الزجاج‬ ‫لوح‬ ‫خلف‬ ‫يقبع‬ ‫االمير‬ ‫سمو‬ .‫المكتب‬ ‫إلى‬ ‫الداخل‬
‫الفاخر‬ ‫النوع‬ ‫من‬ ‫انها‬ ‫يبدو‬ ‫غترة‬ ‫رأسه‬ ‫تعلو‬ ‫والبحبوحة‬ ‫النعمة‬ ‫آيات‬ ‫وجهه‬
‫فخ‬ ‫عباءة‬ ‫لتالمس‬ ‫تنسدل‬‫واستقرار‬ ‫بالطمأنينة‬ ‫توحي‬ ‫الهادئة‬ ‫سمته‬ .‫مة‬
‫ولي‬‫يقبع‬ ‫قليال‬ ‫ادني‬ ‫مستوى‬ ‫وعلى‬ ‫جانبه‬ ‫إلى‬ .‫الصغيرة‬ ‫امارته‬ ‫في‬ ‫االوضاع‬
‫في‬ ‫ويتبدى‬ ،‫هواجس‬ ‫او‬ ‫هموم‬ ‫أي‬ ‫من‬ ‫خالية‬ ‫ابتسامة‬ ‫االخر‬ ‫هو‬ ‫يبتسم‬ ،‫العهد‬
‫قليال‬ ‫وأدنى‬ ‫االمير‬ ‫من‬ ‫اليمين‬ ‫والي‬ ‫الطائر‬ ‫زغب‬ ‫يشبه‬ ‫صغير‬ ‫شارب‬ ‫وجهه‬
‫ا‬ ‫ولي‬ ‫مستوى‬ ‫من‬‫وثقل‬ ‫مهامه‬ ‫بعظم‬ ‫توحي‬ ‫صرامة‬ ‫الوزراء‬ ‫رئيس‬ ‫يبدي‬ ‫لعهد‬
‫وتجهما‬ ‫قسوة‬ ‫أكثر‬ ‫مالمحه‬ ‫تجعل‬ ‫عينيه‬ ‫على‬ ‫يضعها‬ ‫التي‬ ‫النظارة‬ ،‫مسؤولياته‬
‫اصبعه‬ ‫سالمة‬ ‫مرر‬ .‫الضيقتين‬ ‫العينين‬ ‫من‬ ‫يبرز‬ ‫الذي‬ ‫االصرار‬ ‫من‬ ‫قدر‬ ‫مع‬
‫غبار‬ ‫ذرة‬ ‫يجد‬ ‫ان‬ ‫عسى‬ ‫فيه‬ ‫وحدق‬ ‫األمير‬ ‫أنف‬ ‫عند‬ ‫الزجاجي‬ ‫الغطاء‬ ‫على‬
‫مسعا‬ ‫ولكن‬‫فشل‬ ‫ه‬.
‫وهما‬ ‫كان‬ ‫هل‬ ‫نفسها‬ ‫تسأل‬ ‫وهي‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫الشارع‬ ‫إلى‬ ‫التطلع‬ ‫نورا‬ ‫عاودت‬
‫به‬ ‫تشعر‬ ‫الزالت‬ ،‫كيانها‬ ‫من‬ ‫ذرة‬ ‫كل‬ ‫يتخلل‬ ‫به‬ ‫تشعر‬ ‫الزالت‬ ،‫حدث‬ ‫ما‬ ‫كل‬
‫السعادة‬ ‫ولحظات‬ ‫وهما‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫والحب‬ ‫إنكارها‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫حقيقة‬ ‫خالد‬ ،‫بداخلها‬
‫رشا‬ ‫رأت‬ .‫الالمتناهي‬ ‫الزمن‬ ‫في‬ ‫تائهة‬ ‫كتلة‬ ‫تكن‬ ‫لم‬‫الصغير‬ ‫المثلث‬ ‫تجتاز‬،
‫والنقود‬ ‫الوقت‬ ‫تجد‬ ‫كيف‬ .‫جديدة‬ ‫تسريحة‬ ‫يوم‬ ‫كل‬ ،‫الغرفتين‬ ‫بيت‬ ‫الفاصل‬
‫الكوافير؟‬ ‫إلى‬ ‫للذهاب‬
،‫ما‬ ‫شيء‬ ‫على‬ ‫يتنافسان‬ ‫بأنهما‬ ‫الخفي‬ ‫الشعور‬ ‫ذلك‬ ‫يجمعهما‬ ‫ورشا‬ ‫هي‬ ‫كانت‬
‫أكثر‬ ‫في‬ ‫تتجاهلها‬ ‫أن‬ ‫تتعمد‬ ‫رشا‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ .‫المركز‬ ‫في‬ ‫فتاتين‬ ‫أجمل‬ ‫فهما‬
‫هي‬ ‫أما‬ .‫االحيان‬‫سطوة‬ ‫صاحبة‬ ‫فهي‬ ،‫معها‬ ‫تحد‬ ‫أي‬ ‫في‬ ‫الدخول‬ ‫تتجنب‬ ‫فكانت‬
‫الباحثين‬ ‫كبير‬ ‫وتتجاوز‬ ‫نفسه‬ ‫سمسم‬ ‫تفوق‬ ‫المركز‬ ‫في‬.
‫وظلت‬ ‫أسفل‬ ‫إلى‬ ‫وتهبط‬ ‫البارد‬ ‫المعدني‬ ‫السياج‬ ‫فوق‬ ‫من‬ ‫تقفز‬ ‫نفسها‬ ‫تخيلت‬
‫حيث‬ ‫األرض‬ ‫حتى‬ ‫عشر‬ ‫الثاني‬ ‫الطابق‬ ‫من‬ ‫ويهبط‬ ‫يهبط‬ ‫وهو‬ ‫جسدها‬ ‫تتابع‬
‫فأغلقت‬ ‫قوي‬ ‫ارتطام‬ ‫صوت‬ ‫سمعت‬‫خوف‬ ‫طفولتها‬ ‫منذ‬‫لديها‬ ‫ترسب‬ ‫لقد‬ .‫عينيها‬
‫عن‬ ‫تبتعد‬ ‫عندما‬ ،‫الحرص‬ ‫وكان‬ ،‫عال‬ ‫مكان‬ ‫من‬ ‫السقوط‬ ‫من‬ ‫شديد‬ ‫غريزي‬
‫الوقوف‬ ‫على‬ ‫أبدا‬ ‫تجرؤ‬ ‫لم‬ ‫أنها‬ ‫حقا‬ ‫المفارقة‬ ‫ومن‬ .‫هواجسها‬ ‫أول‬ ‫هو‬ ،‫األرض‬
‫إلى‬ ‫احتاجت‬ ‫عندما‬ ‫إال‬ ‫بالمركز‬ ‫قضتها‬ ‫التي‬ ‫الشهور‬ ‫طوال‬ ‫أبدا‬ ‫المكان‬ ‫هذا‬ ‫في‬
‫وهو‬ ‫سيارته‬ ‫رؤية‬‫لينتظرها‬ ‫يمضي‬.
‫إلى‬ ‫دلفت‬ ‫ثم‬ ‫كابوسا‬ ‫نفسها‬ ‫عن‬ ‫تزيح‬ ‫وكأنها‬ ‫بيدها‬ ‫المعدني‬ ‫السياج‬ ‫دفعت‬
‫الداخل‬..................................................................................
............................................................................................
...........................................................................................
‫اليأس‬ ‫عليها‬ ‫قضي‬ ‫مجتمعات‬ ‫تمثل‬ ‫كانت‬ ‫لندن‬ ‫في‬ ‫الجامعة‬ ‫بعثة‬ ‫ألن‬ ‫ولكن‬
‫في‬ ‫يروا‬ ‫لم‬ .‫له‬ ‫مفاجأة‬ ‫أي‬ ‫طياته‬ ‫في‬ ‫يحمل‬ ‫حدث‬ ‫ما‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫والفشل‬ ‫واالحباط‬
‫لهم‬ ‫جعل‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫أنشطته‬‫شيئا‬ ‫أذلتهم‬ ‫التي‬ ‫االمبراطورية‬ ‫حاضرة‬ ‫في‬ ‫صوتا‬
‫أنفقها‬ ‫التي‬ ‫الجنيهات‬ ‫من‬ ‫آالف‬ ‫بضعة‬ ‫أزعجهم‬ ‫ولكن‬ ،‫قيمة‬ ‫ذا‬.
‫موجهة‬ ‫ورقة‬ ‫يحمل‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬ ‫أمامه‬ ‫وقف‬ ‫الذي‬ ‫الصغير‬ ‫الموظف‬ ‫ذلك‬‫ينس‬ ‫لم‬
‫وبدا‬ ‫دميما‬ ‫شخصا‬ ‫كان‬ .‫مهمته‬ ‫يسهل‬ ‫بأن‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫الرئيسي‬ ‫المقر‬ ‫من‬ ‫أليه‬
‫ومغلقا‬ ‫وصامتا‬ ‫حاقدا‬.
‫معهم‬ ‫الطعام‬ ‫يتناول‬ ‫أن‬ ‫رفض‬ .‫مقدسة‬ ‫مهمة‬ ‫في‬ ‫كأنه‬‫غريب‬ ‫بدأب‬ ‫يعمل‬ ‫راح‬
‫ضيافتهم‬ ‫حسن‬ ‫على‬ ‫يشكرهم‬ ‫أنه‬ ‫آلية‬ ‫صورة‬ ‫في‬ ‫يردد‬ ‫كان‬ ‫بل‬.
............................................................................................
............................................................................................
...........................................................................................
‫وهي‬‫بعيون‬ ‫الزرقاء‬ ‫الشاشة‬ ‫تطالع‬ ،‫الكومبيوتر‬ ‫جهاز‬ ‫أمام‬ ‫جالسة‬
‫دوما‬ ‫تعود‬ ‫كانت‬ ‫لكنها‬ ،‫الطرابلسي‬ ‫تامر‬ ‫بحار‬ ‫في‬ ‫تغوص‬ ‫رشا‬ ‫كانت‬ ،‫شاردة‬
‫هذا‬ ،‫إليه‬ ‫يجذبها‬ ‫الذي‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ‫عالقتهما‬ ‫سر‬ ‫تفهم‬ ‫أن‬ ‫أبدا‬ ‫تستطع‬ ‫لم‬ .‫خاوية‬ ‫بيد‬
‫بمهار‬ ‫الحبال‬ ‫فوق‬ ‫يتقافز‬ ‫سيرك‬ ‫كالعب‬ ‫أحيانا‬ ‫لها‬ ‫يبدو‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬،‫ة‬‫وكل‬
‫كل‬ ‫من‬ ‫يسخر‬ ‫وكأنه‬ ‫به‬ ‫متشبثا‬ ‫الحبل‬ ‫على‬ ‫يقفز‬ ‫تجده‬ ‫سقوطه‬ ‫تتوقع‬ ‫مرة‬
‫توقعاتها‬.
‫آالم‬ ‫تعاني‬ ‫وكأنها‬ ‫شفتيه‬ ‫على‬ ‫ترتسم‬ ‫وهي‬ ‫تبدو‬ ‫الواهنة‬ ‫ابتسامته‬ ‫هي‬ ‫هل‬
‫سنوات؟‬ ‫من‬ ‫المخاض‬
‫منها‬‫أقترب‬ ‫كلما‬ ‫والجدية‬ ‫الرزانة‬ ‫وتصطنع‬ ‫تعبس‬ ‫يجعالنها‬ ‫والحذر‬ ‫الحيطة‬.
‫مترصد‬ ‫العيون‬ ‫أن‬ ‫تعرف‬‫من‬ ‫بركان‬ ‫واالذهان‬ ‫همسة‬ ‫كل‬ ‫تلتقط‬ ‫واألذان‬ ‫ة‬
‫وجه‬ ‫مئة‬ ‫على‬ ‫تفسر‬ ،‫بسيطة‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ،‫إشارة‬ ‫وكل‬ ‫الملتهبة‬ ‫الصور‬.
‫ودبلوماسيته‬ ‫رقته‬‫المكتب‬ ‫في‬ ‫البنات‬ ‫تطري‬ ‫عندما‬ ‫سرية‬ ‫سعادة‬ ‫تستشعر‬ ‫أحيانا‬
‫عطور‬ ‫أي‬ .‫والعطور‬ .‫االنيقة‬ ‫والبدل‬ ‫العنق‬ ‫لربطات‬ ‫واختياره‬‫بل‬ ‫الحديث‬ ‫في‬
‫يستع‬ ‫التي‬ ‫تلك‬‫المكتب‬ ‫جو‬ ‫في‬ ‫عالقة‬ ‫تظل‬ ‫انها‬ ‫يقلن‬ ‫ثم‬ ‫دهشة‬ ‫في‬ ‫يتساءلن‬ .‫ملها‬
‫رحيله‬ ‫بعد‬ ‫أليام‬.
‫محصورة‬ ،‫داخلية‬ ‫سعادة‬ ‫تظل‬ ،‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫بامتالك‬ ،‫الطاغية‬ ‫السعادة‬ ‫هذه‬ ‫لكن‬
‫القفص‬ ‫في‬ ‫كالطير‬ ‫حبيسة‬ ‫سعادة‬ ،‫القلب‬ ‫جدران‬ ‫داخل‬.
‫يتطلعن‬ ‫كما‬ ‫إليه‬ ‫يتطلعن‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫لهن‬ ‫تعلن‬ ‫أن‬ ‫تجرؤ‬ ‫وهل‬‫إلى‬
‫ركضها‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫للحاق‬ ‫الرغبة‬ ‫تقتله‬ ‫صغير‬ ‫طفل‬ ‫يدها‬ ‫بين‬ ‫يكون‬ ‫العالية‬ ‫االفالك‬
‫جدوى‬ ‫دون‬‫السريع‬.
‫واالبهة‬ ‫العظمة‬ ‫عنه‬ ‫تزول‬ ،‫مهزوما‬ ‫أمامها‬ ‫يبدو‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫إنه‬ ‫لهن‬ ‫تقول‬ ‫هل‬
‫يدي‬ ‫وتقبيل‬ ‫استرضائي‬ ‫يحاول‬ ‫جانبي‬ ‫إلى‬ ‫ويرتمى‬ ‫أمامكن‬ ‫يصطنعها‬ ‫التي‬
‫قدمي‬ ‫وأحيانا‬.
‫قلت‬ ‫لو‬‫احضانه‬ ‫في‬ ‫يأخذها‬ ‫ان‬ ‫تتمنى‬ ‫ال‬ ‫منهن‬ ‫أي‬ ‫ولكن‬ ‫لصعقن‬ ‫هذا‬ ‫للبنات‬
‫وجهه‬ ‫في‬ ‫تبتسم‬ ‫راحت‬ ‫رأته‬ ‫كلما‬ .‫اسره‬ ‫تحاول‬ ‫التي‬ ‫الصغيرة‬ ‫نورا‬ ‫حتى‬
‫يلتفت‬ ‫ان‬ ‫تدعوه‬ ‫وكأنها‬ ‫خلسة‬ ‫بطرفها‬ ‫اليها‬ ‫وترمى‬‫الجميلتين‬ ‫غمازتيها‬ ‫وتبرز‬
‫حقيق‬ ‫ولكنها‬‫الجميالت‬ ‫جميلة‬ ‫أنها‬ ‫المكتب‬ ‫في‬ ‫البعض‬ ‫قول‬ ‫تصدق‬ .‫اليها‬‫ة‬‫ريفية‬
‫بلهاء‬.
‫اختبار‬ ‫إلى‬ ‫أتوق‬ ‫كم‬.‫أحبه‬ ‫فعال‬ ‫أنني‬ ‫أم‬ ‫أليه‬ ‫يدفعني‬ ‫ما‬‫هو‬ ‫الملل‬ ‫هو‬ ‫هل‬ ‫ألهي‬ ‫يا‬
‫وأحدة‬ ‫مرة‬ ‫ولو‬ ‫مشاعري‬.
............................................................................................
............................................................................................
............................................................................................
............................................................................................
‫االصفاد‬ ‫في‬ ‫قرن‬ ‫ربع‬ ...‫صدقت‬‫ان‬ ‫يصدق‬ ‫كان‬ ‫من‬ .‫بقبضتها‬ ‫أموري‬ ‫وكل‬
‫امرأة‬ ‫عن‬ ‫تتمخض‬ ‫ان‬ ‫يمكن‬ ‫الوحيد‬ ‫والفستان‬ ‫الرث‬ ‫المظهر‬ ‫ذات‬ ‫الفتاة‬ ‫تلك‬
‫جسدك‬ ‫وال‬ ‫جاذبيتك‬ ‫ربع‬ ‫حتى‬ ‫لديها‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ .‫ولون‬ ‫لون‬ ‫بألف‬ ‫متسلطة‬ ‫شرسة‬
‫وذهن‬ ‫وقادة‬‫قريحة‬ ‫سوى‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫عطال‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫ولو‬.‫بالنداء‬ ‫الصاخب‬ ‫هذا‬
‫ت‬ ‫وما‬ ‫غيرى‬ ‫اللتقطتها‬ ‫حاد‬‫ابدا‬ ‫إلى‬ ‫طلعت‬.
‫شيوعيين‬ ‫الفقراء‬ ‫الشعبية‬ ‫االحياء‬ ‫ابناء‬ ‫يصبح‬ ‫ان‬ ‫العادة‬ ‫جرت‬ ‫الجيل‬ ‫ذلك‬ ‫في‬
‫حد‬ ‫اقصى‬ ‫إلى‬ ‫اللعبة‬ ‫في‬ ‫ويندمجون‬.
‫أكثر‬ ‫كانت‬ .‫األرض‬ ‫على‬ ‫المساواة‬ ‫ونشر‬ ‫العدالة‬ ‫بتحقيق‬ ‫نحلم‬ ‫ونحن‬ ‫التقينا‬
‫نقاش‬ ‫بال‬ ‫قائده‬ ‫اوامر‬ ‫يتلقى‬ ‫صغير‬ ‫كجندي‬ ‫لها‬ ‫انصعت‬ ‫وهكذا‬ ‫منى‬ ‫ذكاء‬.
‫ا‬‫العطل‬ ‫المرأة‬ ‫هي‬ ‫عقلها‬ ‫تستعمل‬ ‫امرأة‬ ‫خير‬ ‫ان‬ ‫على‬ ‫دامغ‬ ‫دليل‬ ‫سوى‬ ‫ليس‬ ‫نه‬
‫وهكذا‬ .ً‫ء‬‫وذكا‬ ‫نبوغا‬ ‫أكثر‬ ‫كانت‬ ‫للمرأة‬ ‫الجمال‬ ‫مجافاة‬ ‫زاد‬ ‫وكلما‬ ‫الجمال‬ ‫من‬
‫فنجحت‬ ‫أنا‬ ‫اما‬ ‫معيدة‬ ‫وعينت‬ ‫بامتياز‬ ‫الجامعة‬ ‫من‬ ‫وتخرجت‬ ‫بتفوق‬ ‫نجحت‬
‫االنظار‬ ‫يلفت‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫العادي‬ ‫النوع‬ ‫ذلك‬ ‫من‬‫باهتا‬ ‫نجاحا‬.
‫ذلك‬ ‫هي‬ ‫وأدركت‬ ‫واهابها‬ ‫ارهبها‬ ‫كنت‬ ‫بل‬ ‫احببتها‬ ‫إنني‬ ‫يوما‬ ‫اشعر‬ ‫لم‬
‫في‬ ‫لوظيفة‬ ‫رشحت‬‫إنني‬ ‫سمعت‬ ‫ان‬ ‫وبمجرد‬‫والناصح‬ ‫القائد‬ ‫بموقع‬ ‫فاعتصمت‬
‫هي‬ ‫الخطوة‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬ ‫عملية‬ ‫خطوة‬ ‫اتخذ‬ ‫ان‬ ‫أمرتني‬ ‫بل‬ ‫نصحتني‬ ‫الخليج‬
‫منها‬ ‫الزواج‬.
-‫ح‬ ‫عن‬ ‫زواجا‬ ‫كان‬ .‫للغابة‬ ‫طيبة‬ ‫بها‬ ‫عالقتي‬ ...‫ال‬...‫ال‬‫الرجل‬ ‫ولكن‬.‫ب‬
‫النساء‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫مما‬ ‫أكثر‬ ‫الشخصية‬ ‫راحته‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫السن‬ ‫هذا‬ ‫في‬.
‫ثانية‬ ‫الضحك‬ ‫في‬ ‫وانطلقوا‬.
‫مغزى‬ ‫ذات‬ ‫نظرة‬ ‫نجاة‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫وهو‬ ‫سالمة‬ ‫قال‬:
-‫أنك‬ ‫بك‬ ‫يا‬ ‫أعتقد‬ ‫ال‬ ‫وأنا‬ ،‫يوم‬ ‫كل‬ ‫يزيد‬ ‫بالنساء‬ ‫اهتمامي‬ ‫نفسى‬ ‫عن‬ ‫أنا‬
‫بكثير‬ ‫مني‬ ‫أكبر‬.
-‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ...‫احذر‬ ‫ولكن‬‫عند‬ ‫اليأس‬ ‫سن‬ ‫بداية‬ ‫هو‬ ‫بالنساء‬ ‫الزائد‬
‫الرجال‬.
‫صاخب‬ ‫ضحك‬ ‫في‬ ‫ثالثتهم‬ ‫وانطلق‬.
*****
‫كن‬ ‫كم‬ .‫جلودهن‬ ‫من‬ ‫الشهوة‬ ‫تنز‬ ‫نساء‬ .‫الخليجية‬ ‫السفارة‬ ‫حفلة‬ ‫نساء‬ ‫يذكر‬ ‫انه‬
‫اخطاءك‬ ‫وتتحمل‬ ‫رشا‬ ‫تعلمك‬ ‫ان‬ ‫يمكن‬ ‫كان‬ .‫الرقص‬ ‫تجيد‬ ‫ال‬ ‫ولكنك‬ .‫شهيات‬
‫أي‬ ‫في‬ ‫ولكنها‬ .‫طيبة‬ ‫بها‬ ‫عالقتك‬ ‫كانت‬ ‫لو‬‫تتجاهل‬ ‫المكتب‬ ‫سوى‬ ‫آخر‬ ‫مكان‬
‫مهمال‬ ‫كما‬ ‫كنت‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫كلية‬ ‫وجودك‬.
‫بأجساد‬ ‫تختلط‬ ‫أمامك‬ ‫النساء‬ ‫وأجساد‬ ‫وتشرب‬ ‫تشرب‬ ‫ان‬ ‫سوى‬ ‫أمامك‬ ‫يكن‬ ‫لم‬
‫ركنا‬ ‫تنتحي‬ .‫الشراب‬ ‫من‬ ‫المزيد‬ ‫سوى‬ ‫أمامك‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ .‫ورشا‬ ‫ونورا‬ ‫هدى‬
‫عار‬ ‫وصمة‬ ‫أنت‬ .‫وماجد‬ ‫حسن‬ ‫اليك‬ ‫ويهرع‬ ‫وتشرب‬ ‫وتشرب‬ ‫تشرب‬ ‫وتظل‬
‫المكتب‬ ‫في‬‫بمالبسك‬ ‫فراشك‬ ‫على‬ ‫ملقى‬ ‫هنا‬ ‫وأنت‬ ‫اال‬ ‫تدري‬ ‫وال‬..
............................................................................................
............................................................................................
............................................................................................
‫فيها‬ ‫وصاح‬ ‫سالمة‬ ‫احتد‬:
-‫من‬ ‫تأخذك‬ ‫اآلداب‬ ‫شرطة‬ ‫اجعل‬ ‫ان‬ ‫يمكنني‬ ‫دعوى‬ ‫رفع‬ ‫بدون‬ ‫وحتى‬
‫عارية‬ ‫شبه‬ ‫الشقة‬.
-‫تأتي‬ ‫لكي‬ ‫الشرطة‬ ‫أنا‬ ‫ادعو‬ ‫فسوف‬ ‫السخيف‬ ‫الكالم‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫تكف‬ ‫لم‬ ‫إذا‬
‫الشارع‬ ‫في‬ ‫بك‬ ‫لتلقي‬ ‫وتأخذك‬.
-‫شعور‬ ‫أي‬ ‫لديك‬ ‫وليس‬ ‫مجنونة‬‫أنت‬.
-‫انى‬ ...‫االنتحار‬ ‫إلى‬ ‫تدفعك‬ ‫وقد‬ ‫بالجنون‬ ‫حالتك‬ ‫اصابتك‬ ‫الذي‬ ‫أنت‬
‫اعتقد‬...
‫الصغيرة‬ ‫الحفرة‬ ‫يراقب‬ ‫الجميل‬ ‫نحرها‬ ‫على‬ ‫عيناه‬ ‫تسمرت‬ ‫وقد‬ ‫سالمة‬ ‫كان‬
‫إلى‬ ‫الضيقة‬ ‫الصدر‬ ‫فتحة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫بنظراته‬ ‫وينحدر‬ ‫النحر‬ ‫هذا‬ ‫تتوسط‬ ‫التي‬
‫ال‬ ‫المظلمة‬ ‫الهوة‬ ‫تلك‬‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫اخرى‬ ‫مرة‬‫بعينيه‬ ‫يعود‬ ‫ثم‬ ‫النهدين‬ ‫بين‬ ‫تفصل‬ ‫تي‬
.‫بالرعب‬ ‫وجهها‬ ‫وتجمد‬ ‫الكالم‬ ‫عن‬ ‫توقفت‬ ‫وفجأة‬.‫انفعال‬ ‫في‬ ‫يرتعد‬ ‫الذي‬ ‫النحر‬
‫كانت‬ ‫تحذيرها‬ ‫يصله‬ ‫ان‬ ‫قبل‬ ‫ولكن‬ .‫منها‬ ‫يقترب‬ ‫اال‬ ‫يدها‬ ‫من‬ ‫بإشارة‬ ‫وحذرته‬
‫اداره‬ ‫ولكنه‬ ‫بأظافرها‬ ‫وجهه‬ ‫تخمش‬ ‫راحت‬ .‫بأحكام‬ ‫عنقها‬ ‫على‬ ‫تطبقان‬ ‫يداه‬
‫مقاومتها‬ ‫بدأت‬ ‫ان‬ ‫إلى‬ ‫قميصه‬ ‫وتمزق‬‫رقبته‬ ‫في‬ ‫اظافرها‬ ‫تنشب‬ ‫فراحت‬ ‫للخلف‬
‫االزرق‬ ‫اللون‬ ‫إلى‬ ‫وجهها‬ ‫واستحال‬ ‫جانبها‬ ‫إلى‬ ‫يداها‬ ‫سقطت‬ ‫ثم‬ ‫تتهاوى‬
‫يديه‬ ‫ابعد‬ .‫لحظات‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫طالعته‬ ‫التي‬ ‫الفزع‬ ‫نظرة‬ ‫نفس‬ ‫اليه‬ ‫تنظران‬ ‫وعيناها‬
‫حافة‬ ‫على‬ ‫أمامه‬ ‫مدالة‬ ‫ورأسها‬ ‫أنفاسه‬ ‫يلتقط‬ ‫وجلس‬ ‫رقبتها‬ ‫عن‬‫راح‬ .‫المقعد‬
‫عزيز‬ ‫طارق‬ ‫أرسله‬ ‫الذي‬ ‫الخطاب‬ ‫نص‬ ‫إلى‬ ‫ويستمع‬‫التلفزيون‬ ‫يتابع‬ ‫وهو‬‫يلهث‬
‫االمن‬ ‫مجلس‬ ‫لقرار‬ ‫بالده‬ ‫قبول‬ ‫فيها‬ ‫يعلن‬ ‫المتحدة‬ ‫لألمم‬ ‫العام‬ ‫السكرتير‬ ‫إلى‬
660‫قبل‬ ‫ما‬ ‫حدود‬ ‫إلى‬ ‫العراقية‬ ‫القوات‬ ‫وانسحاب‬ ‫االخرى‬ ‫القرارات‬ ‫وكل‬1
‫أغسطس‬1990‫ن‬ ‫عليها‬ ‫ألقى‬ .‫نهض‬ ‫لحظات‬ ‫بعد‬ .‫أمامه‬ ‫يديه‬ ‫وفرد‬ ‫أخيرة‬ ‫ظرة‬
‫ياقته‬ ‫عدل‬ ‫ثم‬ ‫بالدم‬ ‫ملوثتان‬ ‫ليستا‬ ‫أنهما‬ ‫يتأكد‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫بإمعان‬ ‫فيهما‬ ‫وتأمل‬
‫خلفه‬ ‫الباب‬ ‫يصفق‬ ‫وهو‬ ‫وخرج‬.
https://www.amazon.com/dp/B07DNS5LHH
https://www.amazon.co.uk/dp/B07DNS5LHH
https://www.amazon.de/dp/B07DNS5LHH
https://www.amazon.fr/dp/B07DNS5LHH
https://www.amazon.ca/dp/B07DNS5LHH
******
***
*

More Related Content

Featured

Everything You Need To Know About ChatGPT
Everything You Need To Know About ChatGPTEverything You Need To Know About ChatGPT
Everything You Need To Know About ChatGPTExpeed Software
 
Product Design Trends in 2024 | Teenage Engineerings
Product Design Trends in 2024 | Teenage EngineeringsProduct Design Trends in 2024 | Teenage Engineerings
Product Design Trends in 2024 | Teenage EngineeringsPixeldarts
 
How Race, Age and Gender Shape Attitudes Towards Mental Health
How Race, Age and Gender Shape Attitudes Towards Mental HealthHow Race, Age and Gender Shape Attitudes Towards Mental Health
How Race, Age and Gender Shape Attitudes Towards Mental HealthThinkNow
 
AI Trends in Creative Operations 2024 by Artwork Flow.pdf
AI Trends in Creative Operations 2024 by Artwork Flow.pdfAI Trends in Creative Operations 2024 by Artwork Flow.pdf
AI Trends in Creative Operations 2024 by Artwork Flow.pdfmarketingartwork
 
PEPSICO Presentation to CAGNY Conference Feb 2024
PEPSICO Presentation to CAGNY Conference Feb 2024PEPSICO Presentation to CAGNY Conference Feb 2024
PEPSICO Presentation to CAGNY Conference Feb 2024Neil Kimberley
 
Content Methodology: A Best Practices Report (Webinar)
Content Methodology: A Best Practices Report (Webinar)Content Methodology: A Best Practices Report (Webinar)
Content Methodology: A Best Practices Report (Webinar)contently
 
How to Prepare For a Successful Job Search for 2024
How to Prepare For a Successful Job Search for 2024How to Prepare For a Successful Job Search for 2024
How to Prepare For a Successful Job Search for 2024Albert Qian
 
Social Media Marketing Trends 2024 // The Global Indie Insights
Social Media Marketing Trends 2024 // The Global Indie InsightsSocial Media Marketing Trends 2024 // The Global Indie Insights
Social Media Marketing Trends 2024 // The Global Indie InsightsKurio // The Social Media Age(ncy)
 
Trends In Paid Search: Navigating The Digital Landscape In 2024
Trends In Paid Search: Navigating The Digital Landscape In 2024Trends In Paid Search: Navigating The Digital Landscape In 2024
Trends In Paid Search: Navigating The Digital Landscape In 2024Search Engine Journal
 
5 Public speaking tips from TED - Visualized summary
5 Public speaking tips from TED - Visualized summary5 Public speaking tips from TED - Visualized summary
5 Public speaking tips from TED - Visualized summarySpeakerHub
 
ChatGPT and the Future of Work - Clark Boyd
ChatGPT and the Future of Work - Clark Boyd ChatGPT and the Future of Work - Clark Boyd
ChatGPT and the Future of Work - Clark Boyd Clark Boyd
 
Getting into the tech field. what next
Getting into the tech field. what next Getting into the tech field. what next
Getting into the tech field. what next Tessa Mero
 
Google's Just Not That Into You: Understanding Core Updates & Search Intent
Google's Just Not That Into You: Understanding Core Updates & Search IntentGoogle's Just Not That Into You: Understanding Core Updates & Search Intent
Google's Just Not That Into You: Understanding Core Updates & Search IntentLily Ray
 
Time Management & Productivity - Best Practices
Time Management & Productivity -  Best PracticesTime Management & Productivity -  Best Practices
Time Management & Productivity - Best PracticesVit Horky
 
The six step guide to practical project management
The six step guide to practical project managementThe six step guide to practical project management
The six step guide to practical project managementMindGenius
 
Beginners Guide to TikTok for Search - Rachel Pearson - We are Tilt __ Bright...
Beginners Guide to TikTok for Search - Rachel Pearson - We are Tilt __ Bright...Beginners Guide to TikTok for Search - Rachel Pearson - We are Tilt __ Bright...
Beginners Guide to TikTok for Search - Rachel Pearson - We are Tilt __ Bright...RachelPearson36
 
Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...
Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...
Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...Applitools
 

Featured (20)

Everything You Need To Know About ChatGPT
Everything You Need To Know About ChatGPTEverything You Need To Know About ChatGPT
Everything You Need To Know About ChatGPT
 
Product Design Trends in 2024 | Teenage Engineerings
Product Design Trends in 2024 | Teenage EngineeringsProduct Design Trends in 2024 | Teenage Engineerings
Product Design Trends in 2024 | Teenage Engineerings
 
How Race, Age and Gender Shape Attitudes Towards Mental Health
How Race, Age and Gender Shape Attitudes Towards Mental HealthHow Race, Age and Gender Shape Attitudes Towards Mental Health
How Race, Age and Gender Shape Attitudes Towards Mental Health
 
AI Trends in Creative Operations 2024 by Artwork Flow.pdf
AI Trends in Creative Operations 2024 by Artwork Flow.pdfAI Trends in Creative Operations 2024 by Artwork Flow.pdf
AI Trends in Creative Operations 2024 by Artwork Flow.pdf
 
Skeleton Culture Code
Skeleton Culture CodeSkeleton Culture Code
Skeleton Culture Code
 
PEPSICO Presentation to CAGNY Conference Feb 2024
PEPSICO Presentation to CAGNY Conference Feb 2024PEPSICO Presentation to CAGNY Conference Feb 2024
PEPSICO Presentation to CAGNY Conference Feb 2024
 
Content Methodology: A Best Practices Report (Webinar)
Content Methodology: A Best Practices Report (Webinar)Content Methodology: A Best Practices Report (Webinar)
Content Methodology: A Best Practices Report (Webinar)
 
How to Prepare For a Successful Job Search for 2024
How to Prepare For a Successful Job Search for 2024How to Prepare For a Successful Job Search for 2024
How to Prepare For a Successful Job Search for 2024
 
Social Media Marketing Trends 2024 // The Global Indie Insights
Social Media Marketing Trends 2024 // The Global Indie InsightsSocial Media Marketing Trends 2024 // The Global Indie Insights
Social Media Marketing Trends 2024 // The Global Indie Insights
 
Trends In Paid Search: Navigating The Digital Landscape In 2024
Trends In Paid Search: Navigating The Digital Landscape In 2024Trends In Paid Search: Navigating The Digital Landscape In 2024
Trends In Paid Search: Navigating The Digital Landscape In 2024
 
5 Public speaking tips from TED - Visualized summary
5 Public speaking tips from TED - Visualized summary5 Public speaking tips from TED - Visualized summary
5 Public speaking tips from TED - Visualized summary
 
ChatGPT and the Future of Work - Clark Boyd
ChatGPT and the Future of Work - Clark Boyd ChatGPT and the Future of Work - Clark Boyd
ChatGPT and the Future of Work - Clark Boyd
 
Getting into the tech field. what next
Getting into the tech field. what next Getting into the tech field. what next
Getting into the tech field. what next
 
Google's Just Not That Into You: Understanding Core Updates & Search Intent
Google's Just Not That Into You: Understanding Core Updates & Search IntentGoogle's Just Not That Into You: Understanding Core Updates & Search Intent
Google's Just Not That Into You: Understanding Core Updates & Search Intent
 
How to have difficult conversations
How to have difficult conversations How to have difficult conversations
How to have difficult conversations
 
Introduction to Data Science
Introduction to Data ScienceIntroduction to Data Science
Introduction to Data Science
 
Time Management & Productivity - Best Practices
Time Management & Productivity -  Best PracticesTime Management & Productivity -  Best Practices
Time Management & Productivity - Best Practices
 
The six step guide to practical project management
The six step guide to practical project managementThe six step guide to practical project management
The six step guide to practical project management
 
Beginners Guide to TikTok for Search - Rachel Pearson - We are Tilt __ Bright...
Beginners Guide to TikTok for Search - Rachel Pearson - We are Tilt __ Bright...Beginners Guide to TikTok for Search - Rachel Pearson - We are Tilt __ Bright...
Beginners Guide to TikTok for Search - Rachel Pearson - We are Tilt __ Bright...
 
Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...
Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...
Unlocking the Power of ChatGPT and AI in Testing - A Real-World Look, present...
 

لوعة الشتاء

  • 1.
  • 3. ‫الشتاء‬ ‫لوعة‬ Winter Agony ‫محفوظ‬ ‫عبدالغني‬ All rights reserved ‫يونيو‬2018
  • 5. ‫تنويه‬ ‫بين‬ ‫تشابه‬ ‫أي‬‫األ‬‫األ‬ ‫أو‬ ‫شخاص‬‫أو‬ ‫حداث‬‫األ‬‫في‬ ‫الواردة‬ ‫ماكن‬ ‫الرواية‬‫مع‬‫ه‬ ‫الواقع‬‫و‬.‫مقصودة‬ ‫وغير‬ ‫بحتة‬ ‫مصادفة‬ ‫مجرد‬
  • 6.
  • 7. ‫عال‬‫الحفارات‬ ‫طنين‬ ‫على‬ ‫مؤقتا‬ ‫فغطى‬ ‫غضب‬ ‫في‬ ‫وهدان‬ ‫محمد‬‫صوت‬ ‫واصوات‬ ‫الطباعة‬ ‫وماكينات‬ ‫الكورنيش‬ ‫على‬ ‫المطل‬ ‫الفندق‬ ‫في‬ ‫تعمل‬ ‫التي‬ ‫مثل‬ ‫الصالة‬ ‫في‬ ‫وقف‬ .‫المكتب‬ ‫في‬ ‫التكييف‬ ‫ووشيش‬ ‫المفاتيح‬ ‫لوحات‬ ‫طرق‬ ‫ينظرون‬ ‫اآلخرون‬ ‫راح‬‫حين‬ ‫في‬ ‫استيائه‬ ‫عن‬ ‫ويعبر‬‫ويشجب‬‫يدين‬ ‫عمالق‬ ‫مارد‬ ‫يشبه‬ ‫فيما‬ ‫اليه‬‫هذا‬ ‫في‬ ‫العمل‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫بأنه‬ ‫المرتجلة‬ ‫خطبته‬ ‫ختم‬ .‫التثاؤب‬ ‫سالمة‬ ‫كان‬ ‫خرج‬ ‫وعندما‬ .‫بقوة‬ ‫خلفه‬ ‫الباب‬ ‫وأغلق‬ ‫الحمام‬ ‫إلى‬ ‫اتجه‬ ‫ثم‬ ،‫الجو‬ :‫المعتادة‬ ‫نعومته‬ ‫في‬ ‫ويسأله‬ ‫لمكتبه‬ ‫المجاور‬ ‫المقعد‬ ‫على‬ ‫يجلس‬ -‫أحد؟‬ ‫ضايقك‬ ‫هل‬ .‫بك‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫جرى‬ ‫ماذا‬ ‫الخل‬ ‫إلى‬ ‫برأسه‬ ‫ومال‬ ‫وجهه‬ ‫في‬ ‫بصره‬ ‫أحد‬‫ف‬: -‫وتكدرني‬ ‫المكتب‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫تضايقني‬ ‫الذي‬ ‫أنت‬ .‫سالمة‬ ‫أستاذ‬ ‫يا‬ ‫أنت‬. ‫مفتوحة‬ ‫وعيون‬ ‫بفم‬ ‫نفسه‬ ‫إلى‬ ‫أشار‬ ‫ثم‬ ‫للحظة‬ ‫الدهشة‬ ‫اصطنع‬ ‫او‬ ‫سالمة‬ ‫وبهت‬: -‫أضايقك؟‬ ‫الذي‬ ‫أنا‬ .‫بك‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫أنا‬ -‫قسم‬ ‫عمل‬ ‫في‬ ‫تتدخل‬ ‫أال‬ ‫على‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫نتفق‬ ‫ألم‬ .‫سالمة‬ ‫أستاذ‬ ‫يا‬ ‫نعم‬ ‫يحدث‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫ما‬ .‫الترجمة‬‫اآلن؟‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫الدهشة‬ ‫سالمة‬ ‫واصطنع‬: -‫الموضوعات‬ ‫على‬ ‫عالمة‬ ‫اضع‬ ‫ان‬ ‫حقا‬ ‫أيضايقك‬ ‫أذن؟‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ .‫آه‬ .‫بك‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫ذلك‬ ‫اصدق‬ ‫ال‬ ‫أنا‬ .‫حقا‬ ‫الترجمة؟‬ ‫في‬ ‫اولوية‬ ‫لها‬ ‫يكون‬ ‫لكي‬ ‫الهامة‬ ‫تقصير‬ ‫هناك‬ ‫يكون‬ ‫عندما‬ ‫أنا‬ ‫يكلمني‬ ‫الرجل‬ ‫ان‬ .‫بك‬ ‫يا‬ ‫تنس‬ ‫ال‬ ‫ولكن‬. ‫أليفة‬ ‫بلهجة‬ ‫سالمة‬ ‫واستطرد‬‫مدى‬ ‫ليرى‬ ‫نجاة‬ ‫رمق‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫للغاية‬ ‫وحميمة‬ ‫إصغائها‬: -.‫أنت‬ ‫بك‬ ‫يتصل‬ ‫ال‬ ‫الرجل‬ ‫ان‬ ‫هللا‬ ‫تحمد‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ .‫بك‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫صدقني‬ ‫كالصخور‬ ‫وجهك‬ ‫في‬ ‫ينطلق‬ ‫الذي‬ ‫كالمه‬ ‫تتحمل‬ ‫ان‬ ‫تستطيع‬ ‫لن‬. ‫حميمة‬ ‫لهجة‬ ‫في‬ ‫وهدان‬ ‫محمد‬‫على‬ ‫يميل‬ ‫وهو‬ ‫قصيرة‬ ‫صمت‬ ‫فترة‬ ‫بعد‬ ‫وأردف‬: -‫ال‬ ‫بها‬ ‫يمر‬ ‫التي‬ ‫الظروف‬ ‫تعرف‬‫ال‬ ‫إننا‬ .‫الحالية‬ ‫االزمة‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫مركز‬ ‫المركز‬ .‫العداء‬ ‫نناصبه‬ ‫الذي‬ ‫ومن‬ ‫معه‬‫نقف‬ ‫الذي‬ ‫ومن‬.‫أقدامنا‬ ‫نضع‬ ‫أين‬ ‫نعرف‬ ‫رأي‬ ‫على‬ ‫يستقر‬ ‫ال‬‫التخبط‬ ‫من‬ ‫غريبة‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫يبدو‬ ‫لندن‬ ‫في‬ ‫الرئيسي‬. ‫عن‬ ‫مرة‬ ‫كل‬ ‫يلقيه‬ ‫الذي‬ ‫الحديث‬ ‫إلى‬ ‫قليل‬ ‫بعد‬ ‫يتطرق‬ ‫سوف‬ ‫أنه‬ ‫نجاة‬ ‫أدركت‬ ‫والضغوط‬ ‫المسئولية‬ ‫ثقل‬‫بشر‬ ‫أنه‬ ‫مراع‬ ‫غير‬ ‫كاهله‬ ‫على‬ ‫الرجل‬ ‫يضعها‬ ‫التي‬ ‫ود‬ ‫لحم‬ ‫من‬.‫م‬
  • 8. ‫طفيف‬ ‫اختالف‬ ‫مع‬ ‫ربما‬ ‫يتكرر‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫لها‬ ‫بالنسبة‬ ‫جديدا‬ ‫المشهد‬ ‫كل‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أن‬ ‫سالمة‬ ‫مع‬ ‫مرير‬ ‫صراع‬ ‫بعد‬ ‫واستطاع‬ ‫وهدان‬ ‫محمد‬ ‫أتى‬ ‫منذ‬‫التفاصيل‬ ‫في‬ ‫لسال‬ ‫هزيمة‬ ‫بمثابة‬ ‫كانت‬ .‫المباشر‬ ‫نفوذه‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫الترجمة‬ ‫بقسم‬ ‫يستقل‬‫ظل‬ ‫مة‬ ‫جمح‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫بل‬ ‫فيه‬ ‫يشمتون‬ ‫الجميع‬ ‫أن‬ ‫مدركا‬ ‫صمت‬ ‫في‬ ‫مرارتها‬ ‫يتجرع‬ .‫دولته‬ ‫تزول‬ ‫أن‬ ‫فتوقع‬ ‫الخيال‬ ‫به‬ ‫مراجعته‬ ‫على‬ ‫واالحتجاج‬ ‫سالمة‬ ‫تحدي‬ ‫عن‬ ‫يكف‬ ‫ال‬ ‫وهو‬ ‫وهدان‬ ‫أتى‬ ‫منذ‬ ‫الترجمة‬ ‫يجعل‬ ‫بأن‬ ‫الطرابلسي‬ ‫تامر‬ ‫المركز‬ ‫صاحب‬ ‫إقناع‬ ‫في‬ ‫نجح‬ ،‫لعمله‬ ‫ا‬ ‫الجوانب‬ ‫لسالمة‬ ‫ويترك‬ ‫مستقلة‬‫غير‬ .‫مدير‬ ‫لقب‬ ‫عليه‬ ‫أسبغ‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫إلدارية‬ ‫ولو‬ ‫حتى‬ ‫وكبيرة‬ ‫صغيرة‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫سلطانه‬ ‫يؤكد‬ ‫أن‬ ‫واجبه‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫مما‬ ‫ترجمته‬ ‫بتصحيح‬ ‫يقوم‬ ‫فكان‬ ،‫وخبرة‬ ‫كفاءة‬ ‫منه‬ ‫أكثر‬ ‫أنه‬ ‫يرى‬ ‫وهدان‬ ‫كان‬ ‫كفاءة‬ ‫عنه‬ ‫يقل‬ ‫من‬ ‫إشراف‬ ‫تحت‬ ‫يعمل‬ ‫جعله‬ ‫الذي‬ ‫الزمن‬ ‫فيندب‬ ‫حنقه‬ ‫يثير‬ ‫(هامسا‬‫للبنات‬ ‫ويروي‬‫الشوكوالتة‬ ‫قطع‬ ‫عليهن‬ ‫ويوزع‬ ‫مكتبه‬‫درج‬‫يفتح‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الوزارة‬ ‫مترجمي‬ ‫أكبر‬ ‫هو‬ ‫كان‬ ‫(أيام‬ ‫عمان‬ ‫خارجية‬ ‫وزير‬ ‫أن‬ ‫كيف‬ )‫والحلوى‬ ‫الوزير‬ ‫بهت‬ ‫الصباح‬ ‫وفي‬ ‫الليل‬ ‫طوال‬ ‫عليه‬ ‫فعكف‬ ‫هاما‬ ‫ملفا‬ ‫أعطاه‬ )‫قاطبة‬ ‫ولم‬ ‫عليه‬ ‫يغشى‬ ‫الرجل‬ ‫"كاد‬ .‫كاملة‬ ‫الترجمة‬ ‫ليسلمه‬ ‫مكتبه‬ ‫يدخل‬ ‫رآه‬ ‫عندما‬ ‫أ‬ ‫يصدق‬‫على‬ ‫يديه‬ ‫يريح‬ ‫ثم‬ ."‫األقل‬ ‫على‬ ‫أسبوع‬ ‫قبل‬ ‫الملف‬ ‫أنهي‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫نني‬ ‫استثنائية‬ ‫بمكافأة‬ ‫لي‬ ‫"وأمر‬ ‫طويلة‬ ‫حكاية‬ ‫يختتم‬ ‫وكأنه‬ ‫المكتب‬". ‫مواصلة‬ ‫في‬ ‫يستمر‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫أبى‬ ‫مترجما‬ ‫البداية‬ ‫في‬ ‫عين‬ ‫الذي‬ ‫سالمة‬ ‫أن‬ ‫بيد‬ ‫إلي‬ ‫الرجل‬ ‫فأسند‬ ‫الكثيرة‬ ‫األخرى‬ ‫بالمهام‬ ‫قيامه‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫كمترجم‬ ‫عمله‬‫ه‬ ‫بينما‬ ‫القسم‬ ‫إلى‬ ‫اليومية‬ ‫التقارير‬ ‫ترجمة‬ ‫وانتقلت‬ .‫والدوريات‬ ‫الكتب‬ ‫ترجمة‬ ‫يدخل‬ ‫من‬ ‫يراقب‬ ‫الباب‬ ‫على‬ ‫وعين‬ ‫الكتاب‬ ‫على‬ ‫عين‬ ‫الصالة‬ ‫في‬ ‫سالمة‬ ‫ظل‬ .‫وهدان‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫وهو‬‫أحيانا‬ ‫الشرود‬ ‫وينتابه‬.‫يتكلم‬ ‫ومن‬ ‫يهمس‬ ‫ومن‬‫يخرج‬ ‫ومن‬ ‫كم‬ .‫المركز‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫به‬ ‫قذفت‬ ‫قذرة‬ ‫ريح‬ ‫أي‬ .‫بغل‬ ‫وأي‬ ‫بغل‬‫من‬ ‫عليه‬ ‫تردد‬ ‫لم‬ .)‫الترجمة‬ ‫قسم‬ ‫رئيس‬ ‫هو‬ ‫كان‬ ‫(أيام‬ ‫المديرين‬ ‫وحتى‬ ‫والباحثين‬ ‫المترجمين‬ .‫التالي‬ ‫اليوم‬ ‫في‬ ‫المركز‬ ‫خارج‬ ‫نفسه‬ ‫وجد‬ ‫إال‬ ‫وجهي‬ ‫في‬ ‫أصبعه‬ ‫منهم‬ ‫أحد‬ ‫يرفع‬ ‫كمترجم‬ ‫عملت‬ ‫عندما‬ ‫الخليج‬ ‫في‬ ‫حتى‬ .‫السمج‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫أتى‬ ‫مستنقع‬ ‫أي‬ ‫من‬ ‫شهران‬ ‫يمض‬ ‫لم‬ ‫الصغيرة‬ ‫المؤسسات‬ ‫إحدى‬ ‫في‬‫وأتربع‬ ‫أديرها‬ ‫كنت‬‫حتى‬ ‫علي‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الراتب‬ ‫سوى‬ ‫شيء‬ ‫إلى‬ ‫تمتد‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫يدي‬ ‫أن‬ ‫صحيح‬ .‫عرشها‬ ‫على‬ ‫كثيرا‬ ‫تحسن‬ ‫المؤسسة‬ ‫أداء‬ ‫ولكن‬ ‫أشهر‬ ‫بضعة‬ ‫كل‬‫يتضاعف‬. ‫االبتسام‬ ‫بين‬ ‫وهم‬ ‫وهدان‬ ‫إلزاحة‬ ‫محاوالته‬ ‫كل‬ ‫يراقبون‬ ‫الموظفون‬ ‫وراح‬ ‫أقدا‬ ‫تثبيت‬ ‫عن‬ ‫إال‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫تتمخض‬ ‫كانت‬ ‫وما‬ ‫والترقب‬‫ورسوخ‬ ‫وهدان‬ ‫م‬‫ه‬ ‫فيه‬ ‫شماتتهم‬ ‫من‬ ‫وتضاعف‬. ‫الصالة‬ ‫في‬ )‫(سمسم‬ ‫اسم‬ ‫تهكما‬ ‫عليه‬ ‫تطلق‬ ‫الفتيات‬ ‫كانت‬ ‫الذي‬ ‫سالمة‬ ‫ويجلس‬ ‫األمور‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫خطر‬ ‫األولى‬ ‫للمرة‬ ‫أنه‬ ‫حتى‬ ‫األخرى‬ ‫تلو‬ ‫الهزيمة‬ ‫مرارة‬ ‫يتجرع‬ ‫خياله‬ ‫في‬ ‫الرجل‬ ‫طالع‬ ‫ولكنه‬ ‫باليد‬ ‫وهدان‬ ‫مع‬ ‫االشتباك‬ ‫إلى‬ ‫تصل‬ ‫ان‬ ‫يمكن‬ ‫جبا‬ ‫ماردا‬ ‫فوجده‬‫هزيمته‬ ‫لتيقنت‬ ‫به‬ ‫بطش‬ ‫لو‬ ‫را‬.
  • 9. ‫انفراد‬ ‫أقلقه‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫المباشر‬ ‫سلطانه‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫الترجمة‬ ‫قسم‬ ‫استقالل‬ ‫ينغصه‬ ‫لم‬ ‫إال‬ ‫أسطر‬ ‫بضعة‬ ‫يترجم‬ ‫ال‬ ‫فكان‬ ،‫وحدهما‬ ‫الداخلية‬ ‫الغرفة‬ ‫في‬ ‫بنجاة‬ ‫الرجل‬ .‫أخرى‬ ‫غرفة‬ ‫الصالة‬ ‫وبين‬‫بينها‬ ‫تفصل‬ ‫التي‬ ‫غرفتهما‬ ‫لدخول‬ ‫مبرر‬‫عن‬ ‫ويبحث‬ ‫الذي‬ ‫خياله‬ ‫ويعذبه‬‫الداخلية‬ ‫الغرفة‬ ‫في‬ ‫تدور‬ ‫لمشاهد‬ ‫شتى‬ ‫صورا‬ ‫عليه‬ ‫يقحم‬ ‫وكان‬ .‫وينهض‬ ‫جانبا‬ ‫باألوراق‬ ‫فيلقي‬ ‫منه‬ ‫خطوات‬ ‫بعد‬ ‫على‬ ‫مغلق‬ ‫باب‬ ‫خلف‬ ‫يلمح‬ ‫أن‬ ‫محاوال‬ ‫يتكلم‬ ‫وهو‬ ‫وسلوكهما‬ ‫هيئاتهما‬ ‫تمعن‬ ‫في‬ ‫يأخذ‬ ‫يدخل‬ ‫ما‬ ‫أول‬ ‫يجدهما‬ ‫دائما‬ ‫كان‬ ‫ولكنه‬ .‫موضعها‬ ‫غير‬ ‫في‬ ‫مالبس‬ ‫أو‬ ‫اهتياج‬ ‫او‬ ‫انفعال‬ ‫بقايا‬ ‫جال‬‫ساكنين‬ ‫كتمثالين‬ ‫سين‬. ‫يتجنب‬ ‫ان‬ ‫طريقها‬ ‫عن‬ ‫يستطيع‬ ‫جديدة‬ ‫وسيلة‬ ‫اصطناع‬ ‫إلى‬ ‫يلجأ‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫كان‬ ‫إلى‬ ‫ويندفع‬ ‫يده‬ ‫في‬ ‫الصحف‬ ‫بقصاصات‬ ‫يمسك‬ ‫فكان‬ ‫الغرفة‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫الطرق‬ .‫بك‬ ‫يا‬ ‫انظر‬ .‫"انظر‬ :‫لوهدان‬ ‫ويقول‬ ‫الشديد‬ ‫االنفعال‬ ‫من‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫وهو‬ ‫الغرفة‬ ‫لماذا‬ .‫أمس‬ ‫األوراق‬ ‫بهذه‬ ‫يرسلوا‬ ‫ألم‬‫أكاد‬ ‫أنا‬ .‫ثانية‬ ‫اليوم‬ ‫إرسالها‬ ‫يكررون‬ ‫أجن‬". ‫والتخيالت‬ ‫مكمنه‬ ‫إلى‬ ‫ويرجع‬ ‫شيء‬ ‫عن‬ ‫غزوته‬ ‫تتمخض‬ ‫ال‬ ‫أخرى‬ ‫ومرة‬ ‫ينخرط‬ ‫كان‬ ‫واألخرى‬‫الفينة‬ ‫وبين‬ ‫نجاة‬ ‫عن‬ ‫بعدا‬ ‫يطيق‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ .‫تنهشه‬ ‫المجنونة‬ ‫أنه‬ ‫جيدا‬ ‫تعرف‬ ‫إنك‬ .‫الصبيانية‬ ‫مشاعره‬ ‫على‬ ‫الذات‬ ‫تأنيب‬ ‫من‬ ‫شديدة‬ ‫نوبة‬ ‫في‬ ‫وإال‬ ‫الحب‬ ‫ليس‬‫إنك‬ .‫الثانية‬ ‫المراهقة‬ ‫اصداء‬ ‫إنها‬ ‫أم‬ ‫الكبرى‬ ‫الطامة‬ ‫كانت‬ ‫أي‬ .‫المشدودة‬ ‫البشرة‬ ‫ذو‬ ‫البض‬ ‫الجسد‬ ‫هذا‬ .‫عندها‬ ‫عالجك‬ ‫أن‬ ‫تعتقد‬ ‫ببساطة‬ ‫مراء‬ ‫ال‬ ‫األمثل‬ ‫العالج‬ ‫هو‬ .‫الفراش‬ ‫في‬ ‫لك‬ ‫يفتحها‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫عوالم‬. ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الهمجي‬ ‫المتوحش‬ ‫ذلك‬ ‫مع‬ ‫تجلس‬ ‫وهي‬ ‫نجاة‬ ‫إلى‬ ‫السبيل‬ ‫كيف‬ ‫ولكن‬ ‫غرامياته‬ ‫تعدد‬ ‫عن‬ ‫أمامها‬ ‫بالهة‬ ‫في‬ ‫مرارا‬ ‫يتحدث‬ ‫ألم‬ .‫شيء‬ ‫أي‬ ‫عن‬ ‫يتورع‬ ‫ما‬ .‫الصغيرات‬ ‫المراهقات‬ ‫مع‬ ‫عالقاته‬ ‫إلى‬ ‫التطرق‬ ‫عن‬ ‫الخجل‬ ‫يردعه‬ ‫ولم‬ ‫ف‬ ‫بها‬ ‫واإليقاع‬ ‫إغوائها‬ ‫إلى‬ ‫يرمى‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫ذلك‬‫كل‬ ‫من‬ ‫يقصده‬ ‫الذي‬‫أحا‬ ‫ي‬.‫بيله‬ ‫والدواء‬ ‫العالج‬ ‫لي‬ ‫وهي‬ .‫الشيطان‬ ‫أحابيل‬. ‫عاليا‬ ‫بشخيرها‬ ‫ترسل‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫زوجته‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫يتقلب‬ ‫وهو‬ ‫تفكيره‬ ‫وهداه‬ ‫غبائه‬ ‫من‬ ‫يتعجب‬ ‫الوقت‬ ‫بعض‬ ‫وقضى‬ .‫للمسألة‬ ‫سهل‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫الليلة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫وهي‬ ‫عناء‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫عليها‬ ‫يعثر‬ ‫فال‬ ‫البسيطة‬ ‫الحلول‬ ‫تلك‬ ‫مثل‬ ‫منه‬ ‫تهرب‬ ‫كيف‬ ‫مطروحة‬‫يقولون‬ ‫كما‬ ‫الطريق‬ ‫قارعة‬ ‫على‬ ‫أمامه‬. ‫في‬ ‫يبحث‬ ‫وهو‬ ‫االستقبال‬ ‫في‬ ‫أمامه‬ ‫الجالسة‬ ‫لرشا‬ ‫يبتسم‬ ‫كان‬ ‫الصباح‬ ‫وفي‬ .‫ما‬ ‫مكان‬ ‫في‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫معه‬ ‫عمل‬ ‫مترجم‬‫هناك‬ .‫التليفونات‬ ‫ارقام‬ ‫بها‬ ‫قديمة‬ ‫اجندة‬ ‫وان‬ ‫حتى‬ .‫جيد‬ ‫مترجم‬ ‫فهو‬ ‫يبدو‬ ‫ما‬ ‫على‬ .‫اليهما‬ ‫االنضمام‬ ‫منه‬ ‫يطلب‬ ‫ال‬ ‫لماذا‬ ‫جيد‬ ‫يكن‬ ‫لم‬‫أحد‬ ‫أي‬ .‫أحد‬ ‫معهما‬ ‫يكون‬ ‫ان‬ ‫يعنيني‬ ‫انما‬ .‫الجودة‬ ‫اآلن‬ ‫يعنيني‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫أموري‬ ‫اتدبر‬ ‫ان‬ ‫إلى‬.
  • 10. ‫من‬ ‫بكثير‬ ‫ونجاة‬ ‫لوهدان‬ ‫يقدمه‬ ‫سالمة‬ ‫وراح‬ ‫الجديد‬ ‫المترجم‬ ‫سالم‬ ‫وجاء‬ ‫يتجاوز‬ ‫يكاد‬ ‫ال‬‫خفيفة‬ ‫صلعة‬ ‫ذا‬‫البنيان‬ ‫متين‬ ‫ربعه‬‫رجال‬ ‫كان‬ .‫واإلشادة‬‫اإلطناب‬ ‫بطر‬ ‫سالمة‬ ‫قال‬ .‫قليال‬ ‫اال‬ ‫االربعين‬‫على‬ ‫أحد‬ ‫هناك‬ ‫يكون‬ ‫عندما‬ ‫المبالغة‬ ‫يقته‬ ‫والعلم‬ ‫الترجمة‬ ‫أما‬ ‫حياتي‬ ‫في‬ ‫بهم‬ ‫التقيت‬ ‫الذين‬ ‫الرجال‬ ‫خيرة‬ ‫من‬ ‫"رجل‬ ‫هواه‬ ‫حدثناه‬ ‫فلما‬ ‫عنا‬ ‫انقطع‬ ‫ثم‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫هنا‬ ‫يعمل‬ ‫كان‬ .‫عنهما‬ ‫أحدثكما‬ ‫فال‬ ‫الغزير‬ ‫القمر‬ ‫يهل‬ ‫كما‬ ‫علينا‬ ‫أهل‬". ‫سالم‬ ‫لرؤية‬ ‫األسعد‬ ‫هو‬ ‫انه‬ ‫قائال‬ ‫األصلع‬ ‫الرجل‬ ‫وابتسم‬‫مرة‬ ‫الشمل‬ ‫والتئام‬ ‫ة‬ ‫أخرى‬. ‫يقارب‬ ‫بفتور‬ ‫الخلوة‬ ‫تشبه‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الحجرة‬ ‫في‬ ‫الجديد‬ ‫المترجم‬ ‫قدوم‬ ‫ويقابل‬ ‫وشفاه‬ ‫واسعتين‬ ‫عينين‬ ،‫وقصيرة‬ ‫ضخمة‬ .‫نجاة‬ ‫تدهشه‬ ‫البداية‬ ‫في‬ .‫الجفاء‬ ‫حد‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ .‫تفاصيله‬ ‫تبرز‬ ‫بصورة‬ ‫جسدها‬ ‫على‬ ‫محبوكة‬ ‫مالبسها‬ ،‫سميكة‬ ‫شهوانية‬ ‫تهامسه‬ ‫او‬ ‫بتغامزها‬ ‫يعبأ‬‫ان‬ ‫بمجرد‬ ‫المفاجئ‬ ‫صمتهما‬ ‫او‬ ‫وهدان‬ ‫محمد‬ ‫مع‬ ‫ا‬ ‫الحجرة‬ ‫ارجاء‬ ‫في‬ ‫المفاجئة‬ ‫الضحكات‬ ‫انفالت‬ ‫او‬ ‫الباب‬ ‫مدخل‬ ‫من‬ ‫يطالعهما‬ ‫بشراهة‬ ‫الرخيصة‬ ‫السجائر‬ ‫تدخن‬ ‫كانت‬ .‫كتمانها‬ ‫اعياهما‬ ‫قد‬ ‫يكونا‬ ‫ان‬ ‫بعد‬ ‫اخراج‬ ‫في‬ ‫طريقتها‬ ‫تذكره‬ ‫وال‬ ‫القاتمة‬ ‫الدخان‬ ‫بسحب‬ ‫تموج‬ ‫الغرفة‬ ‫فتجعل‬ ‫و‬ ‫فمها‬ ‫من‬ ‫الدخان‬‫االفالم‬ ‫تصورهم‬ ‫كما‬ ‫الليل‬ ‫ببنات‬ ‫سوى‬ ‫السيجارة‬ ‫امساك‬ ‫وضايقه‬‫التدخين‬ ‫عن‬ ‫توقف‬ ‫سنوات‬ ‫من‬.‫والخمسينيات‬‫االربعينيات‬ ‫في‬ ‫الغربية‬ ‫بصورة‬ ‫انتباهها‬ ‫يلفت‬ ‫ان‬ ‫فحاول‬ ‫جديدة‬ ‫سيجارة‬ ‫بعواصف‬ ‫دقيقة‬ ‫كل‬ ‫تمطره‬ ‫ان‬ ‫في‬ ‫لديها‬ ‫ليس‬ ‫انها‬ ‫يأس‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫فقالت‬ ‫صحتها‬ ‫على‬ ‫التدخين‬ ‫آثار‬ ‫إلى‬ ‫عفوية‬ ‫الحي‬‫بخسارته‬ ‫تحفل‬ ‫ما‬ ‫اة‬. ‫الواحد‬ ‫اليوم‬ ‫في‬ ‫مرات‬ ‫الغرفة‬ ‫على‬ ‫االنقضاض‬ ‫من‬ ‫سالمة‬ ‫وجوده‬ ‫يمنع‬ ‫لم‬ ‫يتحول‬ ‫او‬ ‫يخدع‬ ‫لن‬ ‫انه‬ ‫إلى‬ ‫اطمئنانا‬ ‫وأكثر‬‫هدوء‬ ‫أكثر‬ ‫صار‬ ‫ولكنه‬ ‫شتى‬ ‫بحجج‬ ‫مهنيا‬ ‫كان‬ ‫سواء‬ ‫تقصير‬ ‫او‬ ‫اساءة‬ ‫واي‬ ‫هنا‬ ‫المسئول‬ ‫المدير‬ ‫أنا‬ .‫اضحوكة‬ ‫إلى‬ .‫مسئولياتي‬ ‫صميم‬ ‫من‬ ‫يعد‬ ‫اخالقيا‬ ‫او‬‫ملهاة‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫الشامخ‬ ‫البض‬ ‫الجسد‬ ‫ذلك‬ ‫أرقني‬ ‫لكم‬ .‫بحواسه‬ ‫سوى‬ ‫يعيش‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الهمجي‬ ‫ذلك‬ ‫والسيما‬ ‫غيرى‬ ‫لعبث‬ ‫مقصد‬ ‫أي‬ ‫إلى‬ ‫أدري‬ ‫ان‬ ‫دون‬‫سنوات‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫ادب‬ ‫كنت‬ .‫اليها‬ ‫للوصول‬ ‫الطريق‬ ‫أمامي‬ ‫لتتألق‬ ‫الموت‬ ‫وكمد‬ ‫االلم‬ ‫وغشية‬ ‫الغيبوبة‬ ‫غمار‬ ‫في‬ ‫انهض‬ .‫يقودني‬ ‫حيات‬ ‫افق‬ ‫ينير‬ ‫دريا‬ ‫نجما‬‫المتوحش‬ ‫هذا‬ ‫يأتي‬ ‫اليها‬ ‫االهتداء‬ ‫وبعد‬ .‫الجدباء‬ ‫ي‬ ‫عبورها‬ ‫يستحيل‬ ‫وموانع‬ ‫ووهاد‬‫هضاب‬ ‫إلى‬ ‫طريقي‬ ‫ليحيل‬. ***** ‫همست‬‫هاجسا‬ ‫تغالب‬ ‫وكأنها‬ ‫الشرفة‬ ‫عن‬ ‫تبعد‬ ‫وهي‬ ‫لنفسها‬ ‫نورا‬ ‫انتحرت‬ ‫فربما‬ ‫عليه‬ ‫العثور‬ ‫في‬ ‫فشلت‬ ‫لو‬ :‫قاهرا‬.
  • 11. ‫ان‬ ‫على‬ ‫اسفلها‬ ‫يميد‬ ‫الشرفة‬ ‫أقصى‬ ‫في‬ ‫واقفة‬ ‫وهي‬ ،‫كانت‬‫شج‬ ‫فرع‬ ‫خفاض‬‫رة‬ ‫االسفلتي‬ ‫الشارع‬ ‫من‬ ‫جانبا‬ ‫ليغطي‬ ‫المقابلة‬ ‫الحديقة‬ ‫من‬ ‫يمتد‬ ‫الذي‬ ‫المانجو‬ ‫أو‬ ‫ثالث‬ ‫بعد‬ ‫على‬ ،‫سيارته‬ ‫فيها‬ ‫تنتظرها‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫األماكن‬ ‫طالعت‬ .‫الضيق‬ ‫مكانها‬ ‫من‬‫تستطيع‬ ‫األبيض‬ ‫باللون‬ ‫مدهونة‬ ‫شجرة‬ ‫آخر‬ ‫جذع‬ ‫من‬‫شجرات‬ ‫أربع‬ ‫وا‬ ‫الشارع‬ ‫انحناء‬ ‫قبل‬ ،‫بنظرها‬ ‫إليه‬ ‫تصل‬ ‫أن‬‫وللحظة‬ .‫الكورنيش‬ ‫إلى‬ ‫تجاهه‬ ‫الحدس‬ ‫وأن‬ ‫سيارته‬ ‫عن‬ ‫ينشق‬ ‫سوف‬ ‫الرصاصي‬ ‫االديم‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫إليها‬ ‫خيل‬ ‫ال‬ ‫آت‬ ‫وأنه‬ ‫خطأ‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫اآلن‬ ‫الشرفة‬ ‫في‬ ‫الوقوف‬ ‫إلى‬ ‫دفعها‬ ‫الذي‬ ‫محالة‬. ‫بعد‬ ‫ولكنها‬ ‫الشارع‬ ‫في‬ ‫سوداء‬ ‫كتلة‬ ‫اقتربت‬ ‫عندما‬ ‫قلبها‬ ‫دقات‬ ‫وتسارعت‬ ‫سيارة‬ ‫فيها‬ ‫تبينت‬ ‫لحظات‬‫صغي‬ ‫علم‬ ‫مقدمتها‬ ‫في‬ ‫ينغرس‬ ‫أجنبية‬ ‫لسفارة‬ ‫تابعة‬‫ر‬ ‫كما‬ ‫صمت‬ ‫في‬ ‫ولكن‬ ‫بسرعة‬ ‫تنطلقان‬ ‫السيارتان‬ .‫أخرى‬ ‫سيارة‬ ‫خلفها‬ ‫وتسير‬ ‫ان‬ ‫بعد‬ ‫الهادئ‬ ‫الوقت‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫الشارع‬ ‫هدوء‬ ‫يخدشا‬ ‫أن‬ ‫خشية‬ ‫تتسلالن‬ ‫كانتا‬ ‫لو‬ ‫تعمل‬ ‫التي‬ ‫الثقيلة‬ ‫المعدات‬ ‫صوت‬ ‫ويهدأ‬ ‫عملهم‬ ‫دوائر‬ ‫من‬ ‫الموظفون‬ ‫ينصرف‬ ‫الفندق‬ ‫في‬‫المجاور‬. ‫لم‬ .‫عليه‬ ‫العثور‬ ‫في‬ ‫أمل‬ ‫من‬ ‫بقية‬ ‫لديها‬ ‫الزال‬ ‫أسابيع‬ ‫ثالث‬ ‫منذ‬ ‫اختفاءه‬ ‫رغم‬ ‫بيانها‬ ‫لتلقي‬ ‫الشقة‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫أطلت‬ ‫التي‬ ‫السيدة‬ ‫تلك‬ ‫وال‬ ‫العمارة‬ ‫بواب‬ ‫تصدق‬ ‫مكروها‬ ‫ان‬ ‫شك‬ ‫ال‬ .‫نعيا‬ ‫تقرأ‬ ‫كانت‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ،‫وحيادية‬ ‫ببرود‬ ‫وجهها‬ ‫في‬ ‫الميت‬ ‫المنا‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫يظهر‬ ‫سوف‬ ‫وانه‬ ‫به‬ ‫ألم‬‫ذهنها‬ ‫من‬ ‫ويطرد‬ ‫حيرتها‬ ‫ليبدد‬ ‫سب‬ ‫ونهارا‬ ‫ليال‬ ‫فيه‬ ‫تصرخ‬ ‫مسكنا‬ ‫رأسها‬ ‫من‬‫اتخذت‬ ‫التي‬ ‫المجنونة‬ ‫االفكار‬ ‫تلك‬. ‫ان‬ ‫ابدا‬ ‫تريد‬ ‫ال‬ ‫انها‬ ‫اال‬ ‫ظهوره‬ ‫في‬ ‫أملها‬ ‫ضعف‬ ‫رغم‬ ‫يظهر؟‬ ‫لم‬ ‫لو‬ ‫ماذا‬ ‫ولكن‬ ‫األكيد‬ ‫هالكها‬ ‫يعني‬ ‫ألنه‬ ‫الهاجس‬ ‫لهذا‬ ‫تستسلم‬. ‫وهو‬ ‫الزجاجي‬ ‫الباب‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫سمسم‬ ‫رأت‬ ‫البارد‬ ‫المعدني‬ ‫السياج‬ ‫ترتفق‬ ‫وهي‬ ‫موظف‬ ‫أي‬ ‫يشبه‬ ‫سلوكه‬ ‫في‬ ‫كان‬ .‫أمامه‬ ‫ذراعيه‬ ‫ويمد‬ ‫الضخمتين‬ ‫إليتيه‬ ‫يهز‬ ‫الموظفين‬ ‫مالبس‬‫يرتدي‬ ‫ابدا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ولكنه‬ ‫العام‬ ‫القطاع‬ ‫او‬ ‫الحكومة‬ ‫في‬ ‫تقليدي‬ ‫ا‬ ‫ونفس‬‫الشباب‬ ‫مالبس‬‫يرتدي‬ ‫كان‬‫الخمسين‬ ‫قارب‬ ‫انه‬ ‫فرغم‬‫العا‬ ‫لماركات‬‫لمية‬ ‫تجاوز‬ ‫انه‬ ‫رغم‬‫الفتيات‬ ‫وصور‬ ‫الرسوم‬ ‫صدرها‬ ‫تزين‬ ‫التي‬ ‫التيشيرتات‬ ‫وحتى‬ ‫الرجل‬ ‫ان‬ ‫يعلم‬ ‫كان‬ ‫عندما‬ ‫انه‬ ‫غير‬ .‫الزمن‬ ‫يغالط‬ ‫بذلك‬ ‫وكأنه‬ ‫بقليل‬ ‫الخمسين‬ ،‫الرسمية‬ ‫المالبس‬ ‫ويرتدي‬ ‫الشباب‬ ‫مالبس‬ ‫عن‬ ‫يتخلى‬ ‫كان‬ ‫المركز‬ ‫سيزور‬ ‫حم‬ ‫عنق‬ ‫وياقة‬ ‫اسود‬ ‫وحذاء‬ ‫كاملة‬ ‫زرقاء‬ ‫بدلة‬‫جيبه‬ ‫من‬‫يظل‬ ‫احمر‬ ‫ومنديل‬ ‫راء‬ ‫التقليدي‬ ‫الموظف‬ ‫وتقطيبة‬ ‫الجد‬ ‫سمت‬ ‫اتخاذ‬ ‫ذلك‬ ‫يرافق‬ ‫وكان‬ ‫العلوي‬. ‫تسبقه‬ ‫بأيام‬ ‫قبلها‬ ‫معلوما‬ ‫القاهرة‬ ‫إلى‬ ‫المركز‬ ‫ادارة‬ ‫مجلس‬ ‫رئيس‬ ‫قدوم‬ ‫يكون‬ ‫والقلق‬ ‫بالتوتر‬ ‫سالمة‬ ‫يصاب‬ ‫ساعتها‬ .‫القاهرة‬ ‫فرع‬ ‫إلى‬ ‫والمكالمات‬ ‫الفاكسات‬ ‫كم‬ ‫ويغدو‬ ‫يروح‬ ‫وهو‬ ‫وتراه‬‫يقف‬ ‫واالخر‬‫الحين‬ ‫وبين‬‫نحلة‬ ‫اذنه‬ ‫في‬ ‫وضعت‬ ‫ن‬ .‫الرجل‬ ‫قدوم‬ ‫يسبق‬ ‫الطقس‬ ‫أحوال‬ ‫في‬ ‫تغيرا‬ ‫يتوقع‬ ‫وكأنه‬ ‫السماء‬ ‫إلى‬ ‫ليتطلع‬
  • 12. ‫على‬ ‫ترتسم‬ ‫الطرابلسي‬ ‫تامر‬ ‫انصراف‬ ‫ساعة‬ ‫إلى‬ ‫الزيارة‬ ‫بنبأ‬ ‫يعلم‬ ‫وساعة‬ ‫وكلما‬ .‫أحدا‬ ‫يعابث‬ ‫أو‬ ‫يضحك‬ ‫قلما‬ ‫أنه‬ ‫يراه‬ ‫لمن‬ ‫ليخيل‬ ‫حتى‬ ‫الجدية‬ ‫وجهه‬ ‫قدوم‬ ‫موعد‬ ‫اقترب‬‫القلقة‬ ‫حركته‬ ‫وايقاع‬ ‫وجهه‬ ‫تجهم‬ ‫ازداد‬ ‫الرجل‬. .‫الرجل‬ ‫يغادر‬ ‫عندما‬ ‫إال‬ ‫بحدة‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫المرسوم‬ ‫القناع‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫يتخلى‬ ‫وال‬ ‫كانت‬ ‫أو‬ ‫مرة‬ ‫ألول‬ ‫يراه‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫المكان‬ ‫ويطالع‬ ‫مكتبه‬ ‫أمام‬ ‫يقف‬ ‫ساعتها‬ ‫والدعابة‬ ‫المرح‬ ‫من‬ ‫عهده‬ ‫لسابق‬ ‫ويعود‬ ‫سحابة‬ ‫تغشاه‬. ‫عاق‬ ‫المكتب‬ ‫في‬ ‫سالمة‬ ‫يسير‬،‫الساعي‬ ‫ابراهيم‬ ‫ويسير‬ ‫ظهره‬ ‫خلف‬ ‫يديه‬ ‫دا‬ ‫أثره‬ ‫في‬ ،‫الوقار‬ ‫درجة‬‫نفس‬ ‫متصنعا‬. ‫أو‬ ‫لتقرصه‬ ‫الساعي‬ ‫إلى‬ ‫أيديهم‬ ‫تمتد‬ ‫وأحيانا‬ ‫التغامز‬ ‫الموظفون‬ ‫يبدأ‬ ‫ساعتها‬ ‫سالمة‬ ‫خلف‬ ‫سائرا‬ ‫ويظل‬ ‫يتجاهلهم‬ ‫ولكنه‬ ‫بأقالمهم‬ ‫مؤخرته‬ ‫في‬ ‫يلكزونه‬ ‫كالروبوت‬. "‫أعقابه‬ ‫في‬ ‫كبير‬ ‫مسئول‬ ‫مثل‬ ‫يسير‬ ‫إنه‬‫صغير‬ ‫مسئول‬". ‫ومواضع‬ ‫اللوحات‬ ‫وتوزيع‬ ‫الجدران‬ ‫على‬ ‫الملصقات‬ ‫وضع‬ ‫سالمة‬ ‫يراجع‬ ‫ابراهيم‬ ‫عين‬ ‫أمام‬ ‫ويضعها‬‫المكتبة‬ ‫رفوف‬‫على‬ ‫أصابعه‬ ‫يمرر‬ .‫النباتات‬ ‫أصص‬ ‫يرى‬ ‫يكاد‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الغبار‬ ‫ذرات‬ ‫من‬‫خفيفة‬ ‫طبقة‬ ‫تكسوها‬ ‫وبيضاء‬ ‫نحيفة‬. ‫أعقابه‬ ‫في‬ ،‫سمسم‬ ‫يدلف‬ ‫التفتيش‬ ‫حملة‬ ‫نهاية‬ ‫في‬‫الحمامات‬ ‫إلى‬ ،‫إبراهيم‬. ‫بوضع‬ ‫ابراهيم‬ ‫ويأمر‬ ‫الرائحة‬ ‫مزيالت‬ ‫وجود‬ ‫من‬ ‫ويتأكد‬ ‫األرضية‬ ‫يتفحص‬ ‫الكبير‬ ‫الحمام‬ ‫في‬ ‫جديدة‬ ‫صابون‬ ‫قطعة‬. ‫وكذلك‬ ‫البعض‬ ‫بعضها‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫األكواب‬ ‫بوضع‬ ‫يأمر‬ .‫المطبخ‬ ‫إلى‬ ‫يدلفان‬ ‫فيجده‬ ‫يطالعها‬ .‫الثالجة‬ ‫يفتح‬ ‫ثم‬ ‫للحظات‬ ‫الهرمي‬ ‫الشكل‬ ‫ويتأمل‬ ‫الفناجين‬‫ا‬ ‫زجاجتي‬ ‫شراء‬ ‫منه‬‫يطلب‬ .‫البنات‬ ‫بها‬ ‫أتت‬ ‫التي‬ ‫األطعمة‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫خاوية‬ ‫بيبسي‬ ‫وزجاجة‬ ‫ماء‬“‫سايز‬ ‫فاميلي‬”‫كبير‬ ‫ماركت‬ ‫سوبر‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫يأتي‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫بفاتورة‬ ‫منه‬ ‫ويأتي‬. ‫يتجنب‬ ‫بان‬ ‫تعميما‬ ‫يصدر‬ ‫يرام‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫يطمئن‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫أيا‬ ‫طوال‬ ‫الكبير‬ ‫الحمام‬ ‫استخدام‬ ‫الموظفون‬‫على‬ ‫بتمريره‬ ‫ويأمر‬ ‫الزيارة‬ ‫م‬ ‫بالعلم‬ ‫عليه‬ ‫للتوقيع‬ ‫الجميع‬. ‫وتنفس‬ ‫يرام‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫ان‬ ‫واطمأن‬ ‫التفقدية‬ ‫جولته‬ ‫اتم‬ ‫ان‬ ‫بعد‬ ‫اليوم‬ ‫فانطلق‬ ‫له‬ ‫وهمس‬ ‫الساعي‬ ‫به‬ ‫لحق‬ ،‫المقعد‬ ‫على‬ ‫بجسده‬ ‫يلقى‬ ‫وهو‬ ‫الصعداء‬ ‫وهو‬ ‫األرضية‬ ‫مصفاة‬ ‫غطاء‬ ‫وبيده‬ ‫عاد‬ ‫ان‬ ‫يلبث‬ ‫ولم‬ .‫الكبير‬ ‫الحمام‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫ي‬‫فلم‬ ‫حوله‬ ‫تلفت‬ .‫المصفاة‬ ‫فتحات‬ ‫تتوافق‬ ‫لكي‬ ‫القرصين‬ ‫يدير‬ ‫ان‬ ‫جاهدا‬ ‫حاول‬ ‫نظر‬ ‫عندئذ‬ .‫دار‬‫حتى‬ ‫القرص‬ ‫به‬ ‫يدفع‬ ‫فراح‬ ‫المائدة‬ ‫على‬ ‫كبير‬ ‫مقص‬‫سوى‬ ‫يجد‬
  • 13. ‫كمن‬ ‫للحظة‬ ‫توقف‬ ‫ولكنه‬ ،‫ليجربه‬ ‫الحمام‬ ‫إلى‬ ‫وسبقه‬ ‫انتصار‬ ‫في‬ ‫الساعي‬ ‫إلى‬ ‫الجميع‬ ‫عن‬ ‫غاب‬ ‫شيئا‬ ‫اكتشف‬: -‫الصور؟‬ ‫نسينا‬ ‫كيف‬. -‫انس‬ ‫لم‬‫شيء‬ ‫اول‬ ‫مسحتهم‬‫بل‬ ‫سالمة‬ ‫استاذ‬ ‫يا‬ ‫هم‬. ‫نظر‬ ‫يلفت‬ ‫ما‬‫اول‬ ‫هي‬ ،‫ضخمة‬ ‫مذهبة‬‫اطارات‬ ‫في‬ ‫وضعت‬‫التي‬ ‫الصور‬ ‫كانت‬ ‫على‬ ‫تظهر‬ ‫مبتسما‬ ‫الزجاج‬ ‫لوح‬ ‫خلف‬ ‫يقبع‬ ‫االمير‬ ‫سمو‬ .‫المكتب‬ ‫إلى‬ ‫الداخل‬ ‫الفاخر‬ ‫النوع‬ ‫من‬ ‫انها‬ ‫يبدو‬ ‫غترة‬ ‫رأسه‬ ‫تعلو‬ ‫والبحبوحة‬ ‫النعمة‬ ‫آيات‬ ‫وجهه‬ ‫فخ‬ ‫عباءة‬ ‫لتالمس‬ ‫تنسدل‬‫واستقرار‬ ‫بالطمأنينة‬ ‫توحي‬ ‫الهادئة‬ ‫سمته‬ .‫مة‬ ‫ولي‬‫يقبع‬ ‫قليال‬ ‫ادني‬ ‫مستوى‬ ‫وعلى‬ ‫جانبه‬ ‫إلى‬ .‫الصغيرة‬ ‫امارته‬ ‫في‬ ‫االوضاع‬ ‫في‬ ‫ويتبدى‬ ،‫هواجس‬ ‫او‬ ‫هموم‬ ‫أي‬ ‫من‬ ‫خالية‬ ‫ابتسامة‬ ‫االخر‬ ‫هو‬ ‫يبتسم‬ ،‫العهد‬ ‫قليال‬ ‫وأدنى‬ ‫االمير‬ ‫من‬ ‫اليمين‬ ‫والي‬ ‫الطائر‬ ‫زغب‬ ‫يشبه‬ ‫صغير‬ ‫شارب‬ ‫وجهه‬ ‫ا‬ ‫ولي‬ ‫مستوى‬ ‫من‬‫وثقل‬ ‫مهامه‬ ‫بعظم‬ ‫توحي‬ ‫صرامة‬ ‫الوزراء‬ ‫رئيس‬ ‫يبدي‬ ‫لعهد‬ ‫وتجهما‬ ‫قسوة‬ ‫أكثر‬ ‫مالمحه‬ ‫تجعل‬ ‫عينيه‬ ‫على‬ ‫يضعها‬ ‫التي‬ ‫النظارة‬ ،‫مسؤولياته‬ ‫اصبعه‬ ‫سالمة‬ ‫مرر‬ .‫الضيقتين‬ ‫العينين‬ ‫من‬ ‫يبرز‬ ‫الذي‬ ‫االصرار‬ ‫من‬ ‫قدر‬ ‫مع‬ ‫غبار‬ ‫ذرة‬ ‫يجد‬ ‫ان‬ ‫عسى‬ ‫فيه‬ ‫وحدق‬ ‫األمير‬ ‫أنف‬ ‫عند‬ ‫الزجاجي‬ ‫الغطاء‬ ‫على‬ ‫مسعا‬ ‫ولكن‬‫فشل‬ ‫ه‬. ‫وهما‬ ‫كان‬ ‫هل‬ ‫نفسها‬ ‫تسأل‬ ‫وهي‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫الشارع‬ ‫إلى‬ ‫التطلع‬ ‫نورا‬ ‫عاودت‬ ‫به‬ ‫تشعر‬ ‫الزالت‬ ،‫كيانها‬ ‫من‬ ‫ذرة‬ ‫كل‬ ‫يتخلل‬ ‫به‬ ‫تشعر‬ ‫الزالت‬ ،‫حدث‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫السعادة‬ ‫ولحظات‬ ‫وهما‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫والحب‬ ‫إنكارها‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫حقيقة‬ ‫خالد‬ ،‫بداخلها‬ ‫رشا‬ ‫رأت‬ .‫الالمتناهي‬ ‫الزمن‬ ‫في‬ ‫تائهة‬ ‫كتلة‬ ‫تكن‬ ‫لم‬‫الصغير‬ ‫المثلث‬ ‫تجتاز‬، ‫والنقود‬ ‫الوقت‬ ‫تجد‬ ‫كيف‬ .‫جديدة‬ ‫تسريحة‬ ‫يوم‬ ‫كل‬ ،‫الغرفتين‬ ‫بيت‬ ‫الفاصل‬ ‫الكوافير؟‬ ‫إلى‬ ‫للذهاب‬ ،‫ما‬ ‫شيء‬ ‫على‬ ‫يتنافسان‬ ‫بأنهما‬ ‫الخفي‬ ‫الشعور‬ ‫ذلك‬ ‫يجمعهما‬ ‫ورشا‬ ‫هي‬ ‫كانت‬ ‫أكثر‬ ‫في‬ ‫تتجاهلها‬ ‫أن‬ ‫تتعمد‬ ‫رشا‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ .‫المركز‬ ‫في‬ ‫فتاتين‬ ‫أجمل‬ ‫فهما‬ ‫هي‬ ‫أما‬ .‫االحيان‬‫سطوة‬ ‫صاحبة‬ ‫فهي‬ ،‫معها‬ ‫تحد‬ ‫أي‬ ‫في‬ ‫الدخول‬ ‫تتجنب‬ ‫فكانت‬ ‫الباحثين‬ ‫كبير‬ ‫وتتجاوز‬ ‫نفسه‬ ‫سمسم‬ ‫تفوق‬ ‫المركز‬ ‫في‬. ‫وظلت‬ ‫أسفل‬ ‫إلى‬ ‫وتهبط‬ ‫البارد‬ ‫المعدني‬ ‫السياج‬ ‫فوق‬ ‫من‬ ‫تقفز‬ ‫نفسها‬ ‫تخيلت‬ ‫حيث‬ ‫األرض‬ ‫حتى‬ ‫عشر‬ ‫الثاني‬ ‫الطابق‬ ‫من‬ ‫ويهبط‬ ‫يهبط‬ ‫وهو‬ ‫جسدها‬ ‫تتابع‬ ‫فأغلقت‬ ‫قوي‬ ‫ارتطام‬ ‫صوت‬ ‫سمعت‬‫خوف‬ ‫طفولتها‬ ‫منذ‬‫لديها‬ ‫ترسب‬ ‫لقد‬ .‫عينيها‬ ‫عن‬ ‫تبتعد‬ ‫عندما‬ ،‫الحرص‬ ‫وكان‬ ،‫عال‬ ‫مكان‬ ‫من‬ ‫السقوط‬ ‫من‬ ‫شديد‬ ‫غريزي‬ ‫الوقوف‬ ‫على‬ ‫أبدا‬ ‫تجرؤ‬ ‫لم‬ ‫أنها‬ ‫حقا‬ ‫المفارقة‬ ‫ومن‬ .‫هواجسها‬ ‫أول‬ ‫هو‬ ،‫األرض‬ ‫إلى‬ ‫احتاجت‬ ‫عندما‬ ‫إال‬ ‫بالمركز‬ ‫قضتها‬ ‫التي‬ ‫الشهور‬ ‫طوال‬ ‫أبدا‬ ‫المكان‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫وهو‬ ‫سيارته‬ ‫رؤية‬‫لينتظرها‬ ‫يمضي‬. ‫إلى‬ ‫دلفت‬ ‫ثم‬ ‫كابوسا‬ ‫نفسها‬ ‫عن‬ ‫تزيح‬ ‫وكأنها‬ ‫بيدها‬ ‫المعدني‬ ‫السياج‬ ‫دفعت‬ ‫الداخل‬..................................................................................
  • 14. ............................................................................................ ........................................................................................... ‫اليأس‬ ‫عليها‬ ‫قضي‬ ‫مجتمعات‬ ‫تمثل‬ ‫كانت‬ ‫لندن‬ ‫في‬ ‫الجامعة‬ ‫بعثة‬ ‫ألن‬ ‫ولكن‬ ‫في‬ ‫يروا‬ ‫لم‬ .‫له‬ ‫مفاجأة‬ ‫أي‬ ‫طياته‬ ‫في‬ ‫يحمل‬ ‫حدث‬ ‫ما‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫والفشل‬ ‫واالحباط‬ ‫لهم‬ ‫جعل‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫أنشطته‬‫شيئا‬ ‫أذلتهم‬ ‫التي‬ ‫االمبراطورية‬ ‫حاضرة‬ ‫في‬ ‫صوتا‬ ‫أنفقها‬ ‫التي‬ ‫الجنيهات‬ ‫من‬ ‫آالف‬ ‫بضعة‬ ‫أزعجهم‬ ‫ولكن‬ ،‫قيمة‬ ‫ذا‬. ‫موجهة‬ ‫ورقة‬ ‫يحمل‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬ ‫أمامه‬ ‫وقف‬ ‫الذي‬ ‫الصغير‬ ‫الموظف‬ ‫ذلك‬‫ينس‬ ‫لم‬ ‫وبدا‬ ‫دميما‬ ‫شخصا‬ ‫كان‬ .‫مهمته‬ ‫يسهل‬ ‫بأن‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫الرئيسي‬ ‫المقر‬ ‫من‬ ‫أليه‬ ‫ومغلقا‬ ‫وصامتا‬ ‫حاقدا‬. ‫معهم‬ ‫الطعام‬ ‫يتناول‬ ‫أن‬ ‫رفض‬ .‫مقدسة‬ ‫مهمة‬ ‫في‬ ‫كأنه‬‫غريب‬ ‫بدأب‬ ‫يعمل‬ ‫راح‬ ‫ضيافتهم‬ ‫حسن‬ ‫على‬ ‫يشكرهم‬ ‫أنه‬ ‫آلية‬ ‫صورة‬ ‫في‬ ‫يردد‬ ‫كان‬ ‫بل‬. ............................................................................................ ............................................................................................ ........................................................................................... ‫وهي‬‫بعيون‬ ‫الزرقاء‬ ‫الشاشة‬ ‫تطالع‬ ،‫الكومبيوتر‬ ‫جهاز‬ ‫أمام‬ ‫جالسة‬ ‫دوما‬ ‫تعود‬ ‫كانت‬ ‫لكنها‬ ،‫الطرابلسي‬ ‫تامر‬ ‫بحار‬ ‫في‬ ‫تغوص‬ ‫رشا‬ ‫كانت‬ ،‫شاردة‬ ‫هذا‬ ،‫إليه‬ ‫يجذبها‬ ‫الذي‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ‫عالقتهما‬ ‫سر‬ ‫تفهم‬ ‫أن‬ ‫أبدا‬ ‫تستطع‬ ‫لم‬ .‫خاوية‬ ‫بيد‬ ‫بمهار‬ ‫الحبال‬ ‫فوق‬ ‫يتقافز‬ ‫سيرك‬ ‫كالعب‬ ‫أحيانا‬ ‫لها‬ ‫يبدو‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬،‫ة‬‫وكل‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫يسخر‬ ‫وكأنه‬ ‫به‬ ‫متشبثا‬ ‫الحبل‬ ‫على‬ ‫يقفز‬ ‫تجده‬ ‫سقوطه‬ ‫تتوقع‬ ‫مرة‬ ‫توقعاتها‬. ‫آالم‬ ‫تعاني‬ ‫وكأنها‬ ‫شفتيه‬ ‫على‬ ‫ترتسم‬ ‫وهي‬ ‫تبدو‬ ‫الواهنة‬ ‫ابتسامته‬ ‫هي‬ ‫هل‬ ‫سنوات؟‬ ‫من‬ ‫المخاض‬ ‫منها‬‫أقترب‬ ‫كلما‬ ‫والجدية‬ ‫الرزانة‬ ‫وتصطنع‬ ‫تعبس‬ ‫يجعالنها‬ ‫والحذر‬ ‫الحيطة‬. ‫مترصد‬ ‫العيون‬ ‫أن‬ ‫تعرف‬‫من‬ ‫بركان‬ ‫واالذهان‬ ‫همسة‬ ‫كل‬ ‫تلتقط‬ ‫واألذان‬ ‫ة‬ ‫وجه‬ ‫مئة‬ ‫على‬ ‫تفسر‬ ،‫بسيطة‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ،‫إشارة‬ ‫وكل‬ ‫الملتهبة‬ ‫الصور‬. ‫ودبلوماسيته‬ ‫رقته‬‫المكتب‬ ‫في‬ ‫البنات‬ ‫تطري‬ ‫عندما‬ ‫سرية‬ ‫سعادة‬ ‫تستشعر‬ ‫أحيانا‬ ‫عطور‬ ‫أي‬ .‫والعطور‬ .‫االنيقة‬ ‫والبدل‬ ‫العنق‬ ‫لربطات‬ ‫واختياره‬‫بل‬ ‫الحديث‬ ‫في‬ ‫يستع‬ ‫التي‬ ‫تلك‬‫المكتب‬ ‫جو‬ ‫في‬ ‫عالقة‬ ‫تظل‬ ‫انها‬ ‫يقلن‬ ‫ثم‬ ‫دهشة‬ ‫في‬ ‫يتساءلن‬ .‫ملها‬ ‫رحيله‬ ‫بعد‬ ‫أليام‬. ‫محصورة‬ ،‫داخلية‬ ‫سعادة‬ ‫تظل‬ ،‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫بامتالك‬ ،‫الطاغية‬ ‫السعادة‬ ‫هذه‬ ‫لكن‬ ‫القفص‬ ‫في‬ ‫كالطير‬ ‫حبيسة‬ ‫سعادة‬ ،‫القلب‬ ‫جدران‬ ‫داخل‬.
  • 15. ‫يتطلعن‬ ‫كما‬ ‫إليه‬ ‫يتطلعن‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫لهن‬ ‫تعلن‬ ‫أن‬ ‫تجرؤ‬ ‫وهل‬‫إلى‬ ‫ركضها‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫للحاق‬ ‫الرغبة‬ ‫تقتله‬ ‫صغير‬ ‫طفل‬ ‫يدها‬ ‫بين‬ ‫يكون‬ ‫العالية‬ ‫االفالك‬ ‫جدوى‬ ‫دون‬‫السريع‬. ‫واالبهة‬ ‫العظمة‬ ‫عنه‬ ‫تزول‬ ،‫مهزوما‬ ‫أمامها‬ ‫يبدو‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫إنه‬ ‫لهن‬ ‫تقول‬ ‫هل‬ ‫يدي‬ ‫وتقبيل‬ ‫استرضائي‬ ‫يحاول‬ ‫جانبي‬ ‫إلى‬ ‫ويرتمى‬ ‫أمامكن‬ ‫يصطنعها‬ ‫التي‬ ‫قدمي‬ ‫وأحيانا‬. ‫قلت‬ ‫لو‬‫احضانه‬ ‫في‬ ‫يأخذها‬ ‫ان‬ ‫تتمنى‬ ‫ال‬ ‫منهن‬ ‫أي‬ ‫ولكن‬ ‫لصعقن‬ ‫هذا‬ ‫للبنات‬ ‫وجهه‬ ‫في‬ ‫تبتسم‬ ‫راحت‬ ‫رأته‬ ‫كلما‬ .‫اسره‬ ‫تحاول‬ ‫التي‬ ‫الصغيرة‬ ‫نورا‬ ‫حتى‬ ‫يلتفت‬ ‫ان‬ ‫تدعوه‬ ‫وكأنها‬ ‫خلسة‬ ‫بطرفها‬ ‫اليها‬ ‫وترمى‬‫الجميلتين‬ ‫غمازتيها‬ ‫وتبرز‬ ‫حقيق‬ ‫ولكنها‬‫الجميالت‬ ‫جميلة‬ ‫أنها‬ ‫المكتب‬ ‫في‬ ‫البعض‬ ‫قول‬ ‫تصدق‬ .‫اليها‬‫ة‬‫ريفية‬ ‫بلهاء‬. ‫اختبار‬ ‫إلى‬ ‫أتوق‬ ‫كم‬.‫أحبه‬ ‫فعال‬ ‫أنني‬ ‫أم‬ ‫أليه‬ ‫يدفعني‬ ‫ما‬‫هو‬ ‫الملل‬ ‫هو‬ ‫هل‬ ‫ألهي‬ ‫يا‬ ‫وأحدة‬ ‫مرة‬ ‫ولو‬ ‫مشاعري‬. ............................................................................................ ............................................................................................ ............................................................................................ ............................................................................................ ‫االصفاد‬ ‫في‬ ‫قرن‬ ‫ربع‬ ...‫صدقت‬‫ان‬ ‫يصدق‬ ‫كان‬ ‫من‬ .‫بقبضتها‬ ‫أموري‬ ‫وكل‬ ‫امرأة‬ ‫عن‬ ‫تتمخض‬ ‫ان‬ ‫يمكن‬ ‫الوحيد‬ ‫والفستان‬ ‫الرث‬ ‫المظهر‬ ‫ذات‬ ‫الفتاة‬ ‫تلك‬ ‫جسدك‬ ‫وال‬ ‫جاذبيتك‬ ‫ربع‬ ‫حتى‬ ‫لديها‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ .‫ولون‬ ‫لون‬ ‫بألف‬ ‫متسلطة‬ ‫شرسة‬ ‫وذهن‬ ‫وقادة‬‫قريحة‬ ‫سوى‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫عطال‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫ولو‬.‫بالنداء‬ ‫الصاخب‬ ‫هذا‬ ‫ت‬ ‫وما‬ ‫غيرى‬ ‫اللتقطتها‬ ‫حاد‬‫ابدا‬ ‫إلى‬ ‫طلعت‬. ‫شيوعيين‬ ‫الفقراء‬ ‫الشعبية‬ ‫االحياء‬ ‫ابناء‬ ‫يصبح‬ ‫ان‬ ‫العادة‬ ‫جرت‬ ‫الجيل‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫حد‬ ‫اقصى‬ ‫إلى‬ ‫اللعبة‬ ‫في‬ ‫ويندمجون‬. ‫أكثر‬ ‫كانت‬ .‫األرض‬ ‫على‬ ‫المساواة‬ ‫ونشر‬ ‫العدالة‬ ‫بتحقيق‬ ‫نحلم‬ ‫ونحن‬ ‫التقينا‬ ‫نقاش‬ ‫بال‬ ‫قائده‬ ‫اوامر‬ ‫يتلقى‬ ‫صغير‬ ‫كجندي‬ ‫لها‬ ‫انصعت‬ ‫وهكذا‬ ‫منى‬ ‫ذكاء‬. ‫ا‬‫العطل‬ ‫المرأة‬ ‫هي‬ ‫عقلها‬ ‫تستعمل‬ ‫امرأة‬ ‫خير‬ ‫ان‬ ‫على‬ ‫دامغ‬ ‫دليل‬ ‫سوى‬ ‫ليس‬ ‫نه‬ ‫وهكذا‬ .ً‫ء‬‫وذكا‬ ‫نبوغا‬ ‫أكثر‬ ‫كانت‬ ‫للمرأة‬ ‫الجمال‬ ‫مجافاة‬ ‫زاد‬ ‫وكلما‬ ‫الجمال‬ ‫من‬ ‫فنجحت‬ ‫أنا‬ ‫اما‬ ‫معيدة‬ ‫وعينت‬ ‫بامتياز‬ ‫الجامعة‬ ‫من‬ ‫وتخرجت‬ ‫بتفوق‬ ‫نجحت‬ ‫االنظار‬ ‫يلفت‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫العادي‬ ‫النوع‬ ‫ذلك‬ ‫من‬‫باهتا‬ ‫نجاحا‬. ‫ذلك‬ ‫هي‬ ‫وأدركت‬ ‫واهابها‬ ‫ارهبها‬ ‫كنت‬ ‫بل‬ ‫احببتها‬ ‫إنني‬ ‫يوما‬ ‫اشعر‬ ‫لم‬ ‫في‬ ‫لوظيفة‬ ‫رشحت‬‫إنني‬ ‫سمعت‬ ‫ان‬ ‫وبمجرد‬‫والناصح‬ ‫القائد‬ ‫بموقع‬ ‫فاعتصمت‬
  • 16. ‫هي‬ ‫الخطوة‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬ ‫عملية‬ ‫خطوة‬ ‫اتخذ‬ ‫ان‬ ‫أمرتني‬ ‫بل‬ ‫نصحتني‬ ‫الخليج‬ ‫منها‬ ‫الزواج‬. -‫ح‬ ‫عن‬ ‫زواجا‬ ‫كان‬ .‫للغابة‬ ‫طيبة‬ ‫بها‬ ‫عالقتي‬ ...‫ال‬...‫ال‬‫الرجل‬ ‫ولكن‬.‫ب‬ ‫النساء‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫مما‬ ‫أكثر‬ ‫الشخصية‬ ‫راحته‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫السن‬ ‫هذا‬ ‫في‬. ‫ثانية‬ ‫الضحك‬ ‫في‬ ‫وانطلقوا‬. ‫مغزى‬ ‫ذات‬ ‫نظرة‬ ‫نجاة‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫وهو‬ ‫سالمة‬ ‫قال‬: -‫أنك‬ ‫بك‬ ‫يا‬ ‫أعتقد‬ ‫ال‬ ‫وأنا‬ ،‫يوم‬ ‫كل‬ ‫يزيد‬ ‫بالنساء‬ ‫اهتمامي‬ ‫نفسى‬ ‫عن‬ ‫أنا‬ ‫بكثير‬ ‫مني‬ ‫أكبر‬. -‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ...‫احذر‬ ‫ولكن‬‫عند‬ ‫اليأس‬ ‫سن‬ ‫بداية‬ ‫هو‬ ‫بالنساء‬ ‫الزائد‬ ‫الرجال‬. ‫صاخب‬ ‫ضحك‬ ‫في‬ ‫ثالثتهم‬ ‫وانطلق‬. ***** ‫كن‬ ‫كم‬ .‫جلودهن‬ ‫من‬ ‫الشهوة‬ ‫تنز‬ ‫نساء‬ .‫الخليجية‬ ‫السفارة‬ ‫حفلة‬ ‫نساء‬ ‫يذكر‬ ‫انه‬ ‫اخطاءك‬ ‫وتتحمل‬ ‫رشا‬ ‫تعلمك‬ ‫ان‬ ‫يمكن‬ ‫كان‬ .‫الرقص‬ ‫تجيد‬ ‫ال‬ ‫ولكنك‬ .‫شهيات‬ ‫أي‬ ‫في‬ ‫ولكنها‬ .‫طيبة‬ ‫بها‬ ‫عالقتك‬ ‫كانت‬ ‫لو‬‫تتجاهل‬ ‫المكتب‬ ‫سوى‬ ‫آخر‬ ‫مكان‬ ‫مهمال‬ ‫كما‬ ‫كنت‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫كلية‬ ‫وجودك‬. ‫بأجساد‬ ‫تختلط‬ ‫أمامك‬ ‫النساء‬ ‫وأجساد‬ ‫وتشرب‬ ‫تشرب‬ ‫ان‬ ‫سوى‬ ‫أمامك‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ركنا‬ ‫تنتحي‬ .‫الشراب‬ ‫من‬ ‫المزيد‬ ‫سوى‬ ‫أمامك‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ .‫ورشا‬ ‫ونورا‬ ‫هدى‬ ‫عار‬ ‫وصمة‬ ‫أنت‬ .‫وماجد‬ ‫حسن‬ ‫اليك‬ ‫ويهرع‬ ‫وتشرب‬ ‫وتشرب‬ ‫تشرب‬ ‫وتظل‬ ‫المكتب‬ ‫في‬‫بمالبسك‬ ‫فراشك‬ ‫على‬ ‫ملقى‬ ‫هنا‬ ‫وأنت‬ ‫اال‬ ‫تدري‬ ‫وال‬.. ............................................................................................ ............................................................................................ ............................................................................................ ‫فيها‬ ‫وصاح‬ ‫سالمة‬ ‫احتد‬: -‫من‬ ‫تأخذك‬ ‫اآلداب‬ ‫شرطة‬ ‫اجعل‬ ‫ان‬ ‫يمكنني‬ ‫دعوى‬ ‫رفع‬ ‫بدون‬ ‫وحتى‬ ‫عارية‬ ‫شبه‬ ‫الشقة‬. -‫تأتي‬ ‫لكي‬ ‫الشرطة‬ ‫أنا‬ ‫ادعو‬ ‫فسوف‬ ‫السخيف‬ ‫الكالم‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫تكف‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫الشارع‬ ‫في‬ ‫بك‬ ‫لتلقي‬ ‫وتأخذك‬. -‫شعور‬ ‫أي‬ ‫لديك‬ ‫وليس‬ ‫مجنونة‬‫أنت‬.
  • 17. -‫انى‬ ...‫االنتحار‬ ‫إلى‬ ‫تدفعك‬ ‫وقد‬ ‫بالجنون‬ ‫حالتك‬ ‫اصابتك‬ ‫الذي‬ ‫أنت‬ ‫اعتقد‬... ‫الصغيرة‬ ‫الحفرة‬ ‫يراقب‬ ‫الجميل‬ ‫نحرها‬ ‫على‬ ‫عيناه‬ ‫تسمرت‬ ‫وقد‬ ‫سالمة‬ ‫كان‬ ‫إلى‬ ‫الضيقة‬ ‫الصدر‬ ‫فتحة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫بنظراته‬ ‫وينحدر‬ ‫النحر‬ ‫هذا‬ ‫تتوسط‬ ‫التي‬ ‫ال‬ ‫المظلمة‬ ‫الهوة‬ ‫تلك‬‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫اخرى‬ ‫مرة‬‫بعينيه‬ ‫يعود‬ ‫ثم‬ ‫النهدين‬ ‫بين‬ ‫تفصل‬ ‫تي‬ .‫بالرعب‬ ‫وجهها‬ ‫وتجمد‬ ‫الكالم‬ ‫عن‬ ‫توقفت‬ ‫وفجأة‬.‫انفعال‬ ‫في‬ ‫يرتعد‬ ‫الذي‬ ‫النحر‬ ‫كانت‬ ‫تحذيرها‬ ‫يصله‬ ‫ان‬ ‫قبل‬ ‫ولكن‬ .‫منها‬ ‫يقترب‬ ‫اال‬ ‫يدها‬ ‫من‬ ‫بإشارة‬ ‫وحذرته‬ ‫اداره‬ ‫ولكنه‬ ‫بأظافرها‬ ‫وجهه‬ ‫تخمش‬ ‫راحت‬ .‫بأحكام‬ ‫عنقها‬ ‫على‬ ‫تطبقان‬ ‫يداه‬ ‫مقاومتها‬ ‫بدأت‬ ‫ان‬ ‫إلى‬ ‫قميصه‬ ‫وتمزق‬‫رقبته‬ ‫في‬ ‫اظافرها‬ ‫تنشب‬ ‫فراحت‬ ‫للخلف‬ ‫االزرق‬ ‫اللون‬ ‫إلى‬ ‫وجهها‬ ‫واستحال‬ ‫جانبها‬ ‫إلى‬ ‫يداها‬ ‫سقطت‬ ‫ثم‬ ‫تتهاوى‬ ‫يديه‬ ‫ابعد‬ .‫لحظات‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫طالعته‬ ‫التي‬ ‫الفزع‬ ‫نظرة‬ ‫نفس‬ ‫اليه‬ ‫تنظران‬ ‫وعيناها‬ ‫حافة‬ ‫على‬ ‫أمامه‬ ‫مدالة‬ ‫ورأسها‬ ‫أنفاسه‬ ‫يلتقط‬ ‫وجلس‬ ‫رقبتها‬ ‫عن‬‫راح‬ .‫المقعد‬ ‫عزيز‬ ‫طارق‬ ‫أرسله‬ ‫الذي‬ ‫الخطاب‬ ‫نص‬ ‫إلى‬ ‫ويستمع‬‫التلفزيون‬ ‫يتابع‬ ‫وهو‬‫يلهث‬ ‫االمن‬ ‫مجلس‬ ‫لقرار‬ ‫بالده‬ ‫قبول‬ ‫فيها‬ ‫يعلن‬ ‫المتحدة‬ ‫لألمم‬ ‫العام‬ ‫السكرتير‬ ‫إلى‬ 660‫قبل‬ ‫ما‬ ‫حدود‬ ‫إلى‬ ‫العراقية‬ ‫القوات‬ ‫وانسحاب‬ ‫االخرى‬ ‫القرارات‬ ‫وكل‬1 ‫أغسطس‬1990‫ن‬ ‫عليها‬ ‫ألقى‬ .‫نهض‬ ‫لحظات‬ ‫بعد‬ .‫أمامه‬ ‫يديه‬ ‫وفرد‬ ‫أخيرة‬ ‫ظرة‬ ‫ياقته‬ ‫عدل‬ ‫ثم‬ ‫بالدم‬ ‫ملوثتان‬ ‫ليستا‬ ‫أنهما‬ ‫يتأكد‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫بإمعان‬ ‫فيهما‬ ‫وتأمل‬ ‫خلفه‬ ‫الباب‬ ‫يصفق‬ ‫وهو‬ ‫وخرج‬. https://www.amazon.com/dp/B07DNS5LHH https://www.amazon.co.uk/dp/B07DNS5LHH https://www.amazon.de/dp/B07DNS5LHH https://www.amazon.fr/dp/B07DNS5LHH https://www.amazon.ca/dp/B07DNS5LHH ****** *** *