لا تستعجلوا الديمقراطية في ليبيا
•
1 like•406 views
ترجمة إلى العربية لمقال بعنوان "لا تستعجلوا الانتخابات في ليبيا" للسيد فيدار هيلجسين السكرتير العام لمؤسسة أيديا الدولية للديمقراطية
Recommended
More Related Content
Featured
Featured (20)
لا تستعجلوا الديمقراطية في ليبيا
- 1. ال تستعجلوا االنتخابات في ليبيا الكاتب: فيدار ىيمجسين، السكرتير العام لمؤسسة IDEAالعالمية لدعم الديمق اطية ر ترجمة: كمال جالل حات فر ليبيا تواجو تحدي شبو مستحيل يتمثل في تحويل شبكة ال الءات الخاصة التي أنشأىا و القذافي وبنى عمييا نظامو القمعي إلى عممية تحول ديمق اطي فعالة وناجحة. خالل ىذه ر العممية تحتاج ليبيا كما يحتاج المجتمع الدولي إلى الجمع بين االستجابة السريعة لألحداث واتباع نيج طويل األجل في نفس الوقت. عمى المدى القصير، فإن أولويات المرحمة ىي األمن والتقيد بالقانون والنظام وتوفير المساعدات اإلنسانية الفورية. إعادة تنشيط االقتصاد في ليبيا ىو أمر حيوي أيضا، ال سيما في ما يتعمق بإنتاج النفط الذي يمثل كامل الدخل الوطني لميبيا تقريبا. السؤال ً األىم ىو كيفية وضع إطار إلدا ة وتوزيع عائدات النفط في ليبيا ما بعد القذافي، ومن ر المتوقع أن تستغرق ىذه العممية وقتا طوي ً وأن تكون مخاطر الفساد فييا عالية جداً. ال ىذا يقودنا إلى معالجة القضايا طويمة األجل (واألىم): - تطوير المؤسسات في بمد كان أساس وجوده وأيديولوجيتو معتمد أصالً عمى عدم وجود مثل ىذه المؤسسات. - إج اء االنتخابات ر - وضع دستور لتحديد شكل الحكومة الجديدة لمدولة - إنشاء أح اب سياسية ز - تشكيل برلمان لمبالد كل ىذه األعمال يجب أن تبدأ من الصفر، ليس ىناك في أيي دولة ذات سيادة بدأت ر من حالة مماثمة من الف اغ تشبو الحالة التي تعاني منيا ليبيا حالياً. ر 1
- 2. من جية ى، وعد المجمس الوطني االنتقالي الميبي بإج اء انتخابات في غضون ر أخر ء أن يتساءل عن مدى واقعية مثل ىذا الجدول ثمانية أشير، ولكن يجب عمى المر الزمني. أ ال: ليبيا ليس لدييا نظام انتخابي، في مجتمع تييمن عميو القبائل يمكن أن تكون و مسألة اختيار نظام انتخابي مسألة حرب أو سمم. فيمكن لنظام التصويت باألغمبية في الدوائر االنتخابية أحادية التمثيل ( )single member districtsأن يزيد من حدة التوتر والتشرذم وىذا غالبا ما يؤدي إلى نتيجة (الفائز يحصل عمى كل شيء). إن نظام التمثيل النسبي من ناحية ى، يؤدي إلى تشكيل برلمان أكثر تمثيال، ولكن مثل ىذا أخر النظام يتطمب وجود أح اب سياسية، والتي بطبيعة الحال سوف يستغرق إنشائيا وقتا ز طويال. ثانياً: ليبيا ال يوجد فييا ىيئة انتخابية أو أي مؤسسات مستقمة ذات مصداقية، سيتعين عمى المجتمع الدولي أن يتحرك عة لدعم إج اء االنتخابات في البالد. ولكن التجربة ر بسر ة جدا وبطريقة تتجاىل تبين أن الضغط الدولي غالبا ما يؤدي إلى إج اء انتخابات مبكر ر الحاجة لبناء القد ات الوطنية الالزمة إلج اء االنتخابات الالحقة. ر ر النظام السياسي في ليبيا يجب أن يكون واضحاً في الدستور الجديد. ومع ذلك، فإن وضع دستور ليست مجرد مسألة توضيح المبادئ وحقوق اإلنسان والمسؤوليات عمى الورق فقط. بل يجب أن يتمحور حول تييئة الظروف لممشاركة الديمق اطية من خالل ر عممية صياغة الدستور ذاتيا. الدساتير األكثر نجاحا ىي تمك التي يممكيا الشعب. في بمد يفتقر إلى التقاليد الديمق اطية مثل ليبيا، فإن إحداث ىذا ع من الممكية العامة النو ر لمدستور سيكون صعباً وسيستغرق وقتاً طويال جداً. ً ليبيا بمد يعاني من خطر التقسيم، مما يجعل من الميم جداً االستماع إلى جميع أطياف المجتمع وأن يشعر الجميع بأن لو صوت في صياغة دستور البالد. كثير ما يستشيد ا ىا مثال عمى العممية الدستورية حيث كان الشعب ىو المالك بجنوب أفريقيا باعتبار 2
- 3. الحقيقي لمعممية الدستورية في البالد. تجدر اإلشا ة إلى أن العممية الدستورية في جنوب ر ي استغرقت عدة سنوات، في سياق خمفية مؤسسية أكثرأفريقيا ما بعد الفصل العنصر تطور بم احل من مثيمتيا في ليبيا. اً ر يجب عمى المجتمع الدولي التحمي بالصبر، وأن يثبت صب ه لمشعب الميبي. بدال من ر ع في االنتخابات ينبغي تشجيع ليبيا عمى تشكيل حكومة ائتالفية واسعة النطاق التسر إلدا ة األمور في البالد لفت ة من الزمن. فبدالً من استعجال عممية دستورية يقوم فييا ر ر الخب اء األوروبيين بكتابة الدستور في ليبيا ، ينبغي عمى المجتمع الدولي دعم دستور ر انتقالي مؤقت. بيذه الطريقة ، يمكن تشكيل النظام السياسي الجديد في ليبيا من خالل عممية يشارك فييا المواطنين منذ البداية، ويتم خالليا مناقشة مختمف البدائل وأخذ التسويات المالئمة في االعتبار. ىذا من شأنو أن يسمح لألح اب السياسية أيضا ز بتطوير عممية سياسية أوسع نطاقاً، وليس كنتيجة لمحاجة إلى حشد األصوات قبل االنتخابات عمى المدى القصير. أثبتت التجارب أن المجتمع الدولي ال يمتمك دائما الصبر المطموب مما أدى إلى نتائج مختمطة، فقد خرجت الجيود الدولية في أفغانستان منذ عشر سنوات بجدول زمني غير واقعي، وقد شيدنا حاالت مماثمة في البمقان والع اق وتيمور الشرقية وىايتي عمى سبيل ر المثال ال الحصر. دعونا نأمل أنو في حالة ليبيا ، سوف ى شكال آخر من أشكال العمل الدولي، شكال ً نر يتميز بس عة االستجابة واتباع نيج طويل األجل في نفس الوقت. ر 3