More Related Content
More from kotob arabia (20)
4602
- 3.
"ﺤ ﺍﺱ ﺍﻟﻠﻘ ﺔ" ﻭ "ﻗ ﹼﻭﺹ" .................................... - ٦ -
ﻨ ﻴ ﺭ
ﻴﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﺼﺭ!! ............................................. - ٢١ -
ﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ........................................ - ٥١ -
ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ ........................................ - ٠٣ -
ﺃﺸﺠﺎﻥ ﺤ ﺍﺱ ﺍﻟﻠﻘﻴﺔ ........................................ - ٠٤ -
ﺭ
ﻤﺤﻨﺔ "ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" .............................................. - ٤٤ -
"ﺍﻷﺯﻫﺭﻱ" ﻴﻁﻔﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ............................... - ١٥ -
"ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻤﻲ" ﻭ "ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻬﺎﺒﻁ" .......................... - ٦٥ -
ﺃﺤﻼﻡ "ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻬﺎﺒﻁ" ........................................ - ٨٦ -
"ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺴﻨﺔ ٢٥٩١ ........................................ - ٥٨ -
"ﻋﻤﺭﻭﺱ" ﺃﻓﻨﺩﻱ ﻴﺘﺼﺩﻯ ﻟﻠﺯﻏﺒﻲ............................ - ١٩ -
-٣-
- 4.
ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻴﻭﺴﻑ ﻜﻤﺎل- ﻓﻲ ﻨﺠﻊ ﺤﻤﺎﺩﻱ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ
ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻗﻨﺎ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ – ﺒﺭﻴﺌﺎ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺩ
ﻭ ﺘﺨﻭﻡ ﺍﻟﺒﻼﺩ؛ ﺨﻠﻔﺎ ﻷﺒﻴﻪ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﻜﻤـﺎل ﺍﻟﻐﺎﺼـﺏ ﺍﻷﻭل
ﻭﻤﻭﺭﺜﻪ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺴـﻌﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﻴـل ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ
ﺍﻷﻨﻔﺱ، ﻭ ﺭﺒﻤﺎ – ﺃﻴﻀﺎ- ﻜﺎﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﻜﻤﺎل ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﻅﻠﻡ
ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺎﻕ ﺒﻪ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺤﺭﻤﻪ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺃﺒﻴﻪ- ﺃﺤﻤـﺩ ﺒـﻙ
ﺭﻓﻌﺕ - ﺒﺎﻟﻤﻭﺕ ﻏﺭﻗﺎ ﻭ ﺍﻟﺴﻘﻭﻁ ﻋﻥ ﺴـﻠﻡ ﻭﻻﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻬـﺩ
ﻟﻠﺨﺩﻴﻭﻱ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ.
ﻭ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻐﺭﻴﻕ ﺫﻟﻙ- ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻙ ﺭﻓﻌﺕ- ﺤﻁﻡ ﺴـﻠﻡ
ﺍﻟﻤﺠﺩ ﺒﻐﺭﻗﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﺒﻨﻪ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﻜﻤﺎل، ﻓﺘﺤﻭل ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺠـﺩ
ﻋﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻴﻨﻔﺘﺢ ﺃﻤﺎﻡ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺎﺸﺎ – ﺍﺒﻥ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﺎﺸـﺎ-
ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺭﻴﺙ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﺴﺩﺓ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭﻴﺔ. ﻫـﺫﺍ ﻭ ﺭﺒﻤـﺎ –
ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ – ﻜﺎﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﻤﻭﺍﺴﻴﺎ ﺤﺎﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺒـﻥ
ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻐﺭﻴﻕ؛ ﻓﺄﻁﻠﻕ ﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻗﻨﺎ ﻴﺘﻤﻠﻙ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ، ﻓﺄﺭﺨﻰ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺍﻟﺤﺯﻴﻥ ﻟﺠﻴﺎﺩﻩ ﺍﻟﺯﻤﺎﻡ ﻜـﻲ
ﺘﻨﻁﻠﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ ﻓﺭﺴﻤﺕ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻥ ﺠﺩﻴـﺩ،
-٤-
- 5. ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭ ﻅل ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻴﻭﺴـﻑ ﻜﻤـﺎل ﻴـﺭﺙ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤﺘﻰ ﻭ ﺜﻬﺎ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﻓـﻲ ٣٢ ﻴﻭﻟﻴـﻭ
ﺭ
٢٥٩١ﻡ.
ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻤﺭﻭﺍﻥ
-٥-
- 6. "ﺤ ﺍﺱ ﺍﻟﻠﻘ ﺔ" ﻭ "ﻗ ﹼﻭﺹ"
ﻨ ﻴ ﺭ
ﺃﻨﺎ ﺍﻟﻁ ﺍﻑ ﺍﻟﺤ ﺍﺱ.. ﺃﻨﺎ "ﻋﺠل ﺃﺒـﻴﺱ" ﺍﻟﺴـﺎﻫﺭ ﻋﻠـﻰ
ﺭ ﻭ
ﺍﻟﻜﻨﻭﺯ ﻤﻥ "ﺒﺨﺎﻨﺱ" ﺇﻟﻰ "ﺒﺨﻨﻭﺱ"..
ﺃﻋﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﺠﺘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻠل ﻭ ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺃﻫـﺎﻟﻲ "ﺍﻟﺨﻀـﺎﺭﻱ"
ﺃﻓﺭﺍﺤﻬﻡ ﻭ ﺃﺘﺭﺍﺤﻬﻡ؛ ﺃﻨﺨﺭﻁ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻴﺸﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺘﺯﺠﻴﺔ ﻟﻠﻭﻗـﺕ
ﻭ ﺼﺭﻓﺎ ﻟﻠﻤﻠل.
ﺃﺤﺩﺜﻜﻡ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻗﺩ ﺠﻠﺱ "ﻗﻨـﻭﺹ" ﺒﺠـﻭﺍﺭﻱ - ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻴﺭﺍﻨﻲ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ - ﻓﻲ ﻤﺤﻤﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺎﺭﺓ، ﻴﺼﻨﻊ "ﻗﻨﻭﺹ" )ﺸﻠﻭﻟﻭ(
ﹶ ﹶ
)١(
ﺒﺎﻟﻤﻠﻭﺨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻭ ﻴﻠﺘﻬﻡ )ﺒﺘﺎﻭ ﺍﻟﻘﻴﻀﻲ( ﺒﺸﺭﺍﻫﺔ..
ِ ِ
ﺍﺒﺘﺴﻤﺕ ﻟﻪ ﻭ ﻫﻤﺴﺕ:
- ﻴﺎ "ﻗﻨﻭﺹ".. " ﻗﻨﻭﺹ" ﻴﺎ ﻤﻠﺤﻭﺱ.. ﺍﻗﻠﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ!
)١(
ﺍﺴﻡ ﻟﺘﺠﻬﻴﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻠﻭﺨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺝ ﻤﻊ ﺍﻟﻤـﺎﺀ ﻭ
ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﻤﻭﻥ ﻭ ﻴﺅﺘﺩﻡ ﺒﻬﺎ.
-٦-
- 7. ﺘﻠﻔﺕ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺤﻭﺍﻟﻴﻪ ﻓـﻲ ﺍﻨﺯﻋﺎﺝ ﻤﻔﺎﺠﺊ ﺜﻡ ﺍﻨـﺘﻔﺽ ﻭ
ﺍﻟﺘﻘﻡ ﺜﻭﺒﻪ ﻭ ﺠﺭﻯ، ﻭ ﻤﻥ ﺴﻭﺀ ﺤﻅﻪ ﺃﻥ ﺍﺼﻁﺩﻡ ﺒـ"ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ"
ﻓﺼﻔﻌﻪ ﺼﻔﻌﺔ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻫﺎ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﻭ ﺘﺎﺒﻊ ﺠﺭﻴﻪ ﺤﺘـﻰ
ﻭﺼل ﺇﻟﻰ "ﺤﺎﺒﻲ"، ﻭ ﺸﻌﺭ ﺒﺎﻷﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺤﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ.. ﻟﻜﻨـﻪ
ﻅل ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﺱ ﻭ ﺘﺤﻔﺯ.. ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘـﻭﺍﺭﺏ
ﻴﺘﻼﻋﺏ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﻗﺭﻴﺒﺎ ﻤﻨﻪ ﻭ ﻗﺩ ﻁﻭﻯ ﻤﺠﺩﺍﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺭﺨﺎﺀ ﻭ
ﺍﻫﺘﺯﺍﺯ ﻜﺄﻨﻪ ﻴﺘﺭﺍﻗﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻴﻘﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺝ ﺍﻟﻬﺎﻤﺴـﺔ؛ ﺤﺘـﻰ
ﺍﻟﻨﻴل ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﺍﺤﺘﻪ ﺍﻟﺴﻨﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻴﺎﻡ )ﺍﻟﺘﺤﺎﺭﻴﻕ( ﻓﺎﻨﺤﺴﺭ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺎﻉ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻌﻁﻠﺘﻪ، ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﺸﻜﻭ
)٢(
ﻓﺘﺭﻜﻪ ﻴﺸﻜﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺩﺜﻪ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺃﻴﺎﻡ )ﺍﻟﺩﻤﻴﺭﺓ(
ﻤﻥ ﻗﻀﻤﺎﺕ ﻏﺎﺌﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺴﻁﻪ؛ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﻏـﺎﺌﺭﺍ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﺤﺘﻰ ﻟﻜﺄﻨﻪ ﻜﻬﻭﻑ ﻓﻲ ﺠﺒل،ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺴﻠﻤﺕ ﻤﻥ ﻗﻀﻡ )ﺍﻟﺩﻤﻴﺭﺓ( ﻓﺼﻨﻌﺕ ﺸﺭﻓﺎﺕ ﺤﺎﺩﺓ ﺘﻁل ﻋﻠـﻰ
"ﺤﺎﺒﻲ" ﻭ ﺘﻌﺎﺘﺒﻪ.
ﻓﺠﺄﺓ ﺨﺭﺝ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺒﺜﻭﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﺘل ﻴﻘﻁﺭ ﻤـﺎﺀ ﻭ ﺘﺼـﻤﻴﻤﺎ
ﻋﻠﻰ ﻋﻤل ﻤﺎ..
)٢(
ﺍﻟﺩﻤﻴﺭﺓ: ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻤﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺜﻪ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﻤﻥ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﻟﻠﺠﺴـﻭﺭ ﻭ
ﺍﻟﻁﺭﻕ.
-٧-
- 8. ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺭﻑ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻭ ﺃﻤﺴﻙ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﻨﺨـل ﺠﺎﻓـﺔ ﻭ
ﻏﺭﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﻕ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻨﺤﺭ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭ ﻅل ﻴـﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭ ﻴﻀﻐﻁ ﻭ ﻴﻀﻐﻁ ﺤﺘﻰ ﺍﺨﺘﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺘﺼﻔﻬﺎ ﺜﻡ ﺒـﺩﺃ
ﻴﻌﺘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل ﻓـﻲ ﻨﺸـﺎﻁ، ﻭ ﺘﺼـﺎﺩﻑ ﺃﻥ
ﺘﺴﺎﻗﻁﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻪ ﺃﺘﺭﺒﺔ ﻴﺴﻴﺭﺓ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﺤﻤﺎﺴﺎ ﻭ ﺼﺎﺡ:
- ﺍﻗﻠﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ.. ﻴﻐﻭﺭ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻭ ﻜﻼﺒﻪ!
ﻭ ﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﻁﻕ ﻜﻠﻤﺔ )ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ( ﺤﺘﻰ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﻭ
ﺍﻟﺠﺭﻑ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻡ ﺜﻭﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﺘل ﻭ ﺃﻟﻘﻰ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ..
ﺜﻡ ﻫﺩﺃ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺩﺍﺭﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ .
ﻴﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﺤﻴﺎﺓ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺤﻭل ﻜﻠﻤﺘﻴﻥ ﻫﻤـﺎ:
ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ.. ﻤﺎ ﺇﻥ ﹸﺭﻯ ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺘﻨﻁﻘﻬـﺎ
ﺘ
ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺤﺘﻰ ﻴﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻌﻨﻭﻴﺎ ﻭ ﺠﺴﺩﻴﺎ ﻭ ﻴﺤـﺎﻭل ﺃﻥ
ﻴﺨﺘﺒﺊ ﻓﻲ ﺃﻗﺭﺏ ﻤﺨﺒﺄ.. ﻭ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺨﺒـﺄ ﻫـﻭ
ﻤﺤﻤﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺎﺭﺓ ﻋﻨﺩﻱ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴل.. ﻤﺴﻜﻴﻥ "ﻗﻨﻭﺹ"..
ﺃﺼﺎﺒﻪ ﺩﺍﺀ )ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ( ﻴﻭﻡ ﻓﺎﺠﺄﺘﻪ ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ
ﻋﻥ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﻁﺎﻥ.. ﺃﻭﻗﻌﻪ ﺴﻭﺀ ﺤﻅﻪ ﻴﻭﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻏـﻴﻁ
ﺫﺭﺓ ﻗﻴﻅﻲ ﻜﺎﻥ ﺒﻪ ﻋﺩﺓ ﺠﺤﻭﺭ ﻟﻠﺜﻌﺎﻟﺏ.. ﻤﺎ ﺇﻥ ﺴﻤﻊ ﺼـﻭﺕ
ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻗﺎﺩﻤﺔ ﻨﺤﻭﻩ ﺤﺘﻰ ﺠﺭﻯ ﻭ ﺍﺨﺘﺒﺄ ﻟﺴﻭﺀ ﺤﻅـﻪ ﺒﺠـﻭﺍﺭ
-٨-
- 9. ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺠﺤﻭﺭ ﻭ ﻓﻭﺠﺊ ﺒﺎﻟﻜﻼﺏ ﺘﻬﺠﻡ ﻋﻠﻴﻪ.. ﻫﻭ ﻅﻥ ﺍﻟﻬﺠـﻭﻡ
ﻋﻠﻴﻪ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻟﻡ ﺘﻌﺭﻩ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﻭ ﺘﺭﻜﺘـﻪ ﻓـﻲ
ﻓﺯﻋﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻤﺕ ﺜﻌﻠﺒﺎ ﺭﻀﻴﻌﺎ ﻭ ﻋﺎﺩﺕ ﺒﻪ.. ﻤﻨﺫ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴـﻭﻡ ﻭ
"ﻗﻨﻭﺹ" ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻤﺭﺽ )ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ( .
ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻲ ﻗﺩ ﺃﺴﺭﻓﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻤﺘﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ، ﻭ ﻟـﻭ
ﺃﻥ ﺭﻗﻴﺒﺎ ﻴﺤﺎﺴﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ، ﻷﺴﺭﻑ ﻓﻲ ﻟﻭﻤﻲ ﻋﻠـﻰ ﺫﻟـﻙ
ﺍﻹﻫﻤﺎل.
ﺍﻟﺤﻕ ﻴﻘﺎل ﺃﻨﻲ ﻟﻡ ﺃﻗﺼﺭ ﻓﻲ ﺤﺭﺍﺴﺘﻲ ﻁﺭﻓﺔ ﻋﻴﻥ.. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ
ﺃﻗﻠﻕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﺍﻟﻤﺒﻌﺜﺭ ﻟﻠﻤﺘﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ !!.. ﻻ ﺒـﺄﺱ ﻤـﻥ
ﺒﻌﺜﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠل.. ﻋﺭﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺎﺭﺓ ﻤﺼﻭﻥ .. ﻭﺘﻬﻜﻤﻲ ﻤـﻊ
ﺃﻫل "ﺍﻟﺨﻀﺎﺭﻱ" ﻴﺩﻋﻭ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺇﻟﻴﻬﻡ.. ﺼﺤﻴﺢ
ﺃﻥ ﺇﺜﺎﺭﺘﻲ "ﻗﻨﻭﺹ" ﻟﻜﻲ ﻴﺘﻘﻲ ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒـﺭﻨﺱ ، ﺒـﺄﻥ ﻴﻘﻠـﺏ
ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ؛ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻜﺎﻫﺔ ﻤﻨﻲ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺼﺩﻗﻬﺎ ﻜﻤﺎ
ﻫﻲ ﻓﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻀﻌﻑ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﻋﻨﺩ ﺸﺎﻁﺊ ﺍﻟﻨﻴل ﻭ ﺤﺎﻭل.. ﻭ
ﻟﻡ ﻴﺯل ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﻐﺭﺱ ﻓﻲ ﺒﺎﻁﻥ ﺍﻟﺠﺭﻑ ﺠﺭﻴﺩﺍ ﺜﻡ ﻴﺤـﺎﻭل
ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻠﻪ.. ﻭ ﻜﺄﻥ ﺒﺎﻁﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺸﻘﻔﺔ ﻤﻥ ﻓﺨـﺎﺭ ﻭ ﻴﻤﻜﻨـﻪ
ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﺃﻋﻼﻫﺎ ﺴﺎﻓﻠﻬﺎ.. ﻫﻜﺫﺍ ﺘﺼﺭﻑ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺫﻟﻙ
ﺍﻟﺒﺎﺌﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﺯﻡ ﺠﺴﺩﻩ ﻭ ﺃﻜل ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻋﻨﻘﻪ ﻓﺎﺴﺘﻘﺭﺕ ﺭﺃﺴـﻪ
-٩-
- 10. ﻤﺜل ﻜﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﻜﺘﻔﻴﻪ ﺍﻟﻀﻴﻘﺘﻴﻥ.. ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻜﻨـﺕ ﺃﻗﻀـﻲ
ﻭﻗﺘﺎ ﻤﻤﺘﻌﺎ ﻓﻲ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ "ﻗﻨﻭﺹ" ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﺘل ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺠﺎﻓﺔ ﻜـﻲ
ﻴﻘﻠﺏ ﺍﻟﺠﺭﻑ.. ﻟﻜﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺤﻤﺎﻗﺎﺘﻪ ﻤـﺎ ﻫـﻭ
ﺃﻜﺜﺭ ﺤﻤﻘﺎ.. ﻟﻘﺩ ﺴﺤﺏ ﻤﺠﺩﺍﻑ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻭ ﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﻐﺭﺴـﻪ
ﻓﻲ ﺒﻁﻥ ﺍﻟﺠﺭﻑ..ﻟﻜﻥ ﺃﺒﺎﻩ ﺃﺩﺭﻜﻪ ﻗﺒل ﺘﺤﻁﻡ ﺍﻟﻤﺠﺩﺍﻑ ﻭ ﻋﻨﻔﻪ
ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﺍﻟﻌﺎﺒﺙ.. ﻭ ﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﻔﻬﻤﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻫﻭ ﺒـﺎﺏ
ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﻙ ﻭ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺭﻭﺵ.. ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟـﻙ
ﻓﻘﺩ ﻅل "ﻗﻨﻭﺹ" ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻫﻭﺍﻴﺘﻪ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺠﺭﻴﺩ ﺍﻟﻨﺨﻴل ﺃﻭ ﺃﻴﺔ
ﻋﺼﻲ ﺃﻭ ﺃﺨﺸﺎﺏ ﻟﻜﻲ ﻴﻘﻠﺏ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻴﻜﺎﺩ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺃﻥ ﻴﻠﻬﻴﻨﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﻠﻴﻨﻲ، ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺤﻅ
ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﺏ ﺍﻟﻤﺭﺼﻭﺩ ﻴﻨﺒﻬﻨﻲ ﻨﺒﺎﺤﻪ ﻋﻨﺩ ﺃﻱ ﺨﻁﺭ.. ﻭ ﻤـﺎ ﺇﻥ
ﺘﺫﻜﺭﺕ ﺍﻟﻜﻠﺏ ﺍﻟﻤﺭﺼﻭﺩ ﺤﺘﻰ ﺴﻤﻌﺕ ﻨﺒﺎﺤﻪ.. ﺍﻟﻌﺠﻴﺏ ﺃﻨـﻲ
ﺍﺒﺘﻬﺠﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺃﻓﺯﻉ.. ﻨﻌﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻤل.. ﺘﺘﺒﻌﺕ ﻤﺼﺩﺭ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺡ ﺤﺘﻰ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺤﺩﺙ.. ﻋﺠﺒﺎ ﺇﻨﻪ ﻴﺼـﺩﺭ ﻤـﻥ ﻗﺼـﻭﺭ
"ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ" ﻭ ﻤﻥ ﻗﺼﺭ "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ" ﻋﻠـﻰ ﻭﺠـﻪ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴـﺩ..
ﻓﻭﺠﺌﺕ ﺒـ"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻓﻲ ﺭﻜﻥ ﻤﻥ ﺴﺭﺩﺍﺏ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﺼـﺭ..
"ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ" ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴـﺎﺤﺭ ﺒﺴـﻜﻨﻰ ﺫﻟـﻙ
ﺍﻟﻘﺼﺭ.. ﻭ ﻟﻜﻥ ﻟﻨﺘﺎﺒﻊ ﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻪ ﻭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺃﻭﻻ..
- ٠١ -
- 11. "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻴﺠﻠﺱ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺠﻤﺭﺓ ﻤﻠﻴﺌﺔ ﺒﺠﻤـﺭﺍﺕ ﻴﺘـﻭﻫﺞ
ﺍﺤﻤﺭﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺒﻬﺎ.. ﺘﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻷﺩﺨﻨﺔ ﺒﻜﺜﺎﻓـﺔ
ﻜﻠﻤﺎ ﺃﻟﻘﻡ ﺍﻟﻤﻭﻗﺩ ﺸﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺨﻭﺭ.. ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺘﺼـﺎﻋﺩ ﺍﻷﺩﺨﻨـﺔ..
ﺃﺴﺒل "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ"ﺠﻔﻭﻨﻪ ﻭ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻟﺴﺎﻨﻪ ﺒﺘﻤﺎﺌﻡ ﻭ ﺘﻌﺎﺯﻴﻡ ﻤﻴﺯﺕ
ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﺭﻋﻭﻨﻴﺔ ﻜﺜﻴـﺭﺓ.. ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﻤﺎﺌﻤـﻪ ﻭ ﺘﻌﺎﺯﻴﻤـﻪ
ﻤﺼﺤﻭﺒﺔ ﺒﺘﻭﺴل ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻌﺒﺩﺍ ﻟﻘﻭﺓ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﺌﻴﺔ.. ﻭ ﺒﺎﻟﻔﻌل
ﺘﺸﻜل ﺍﻟﺩﺨﺎﻥ ﻗﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ.. ﻗﻁﺔ ﺴﻭﺩﺍﺀ.. ﻨﻌﻡ ﺭﺃﻴﺕ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻘﻁﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل.. ﻗﻔﺯﺕ ﺍﻟﻘﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺠﺭ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻭ ﺘﻜﻭﺭﺕ
ﻤﻁﻤﺌﻨﺔ.. ﺍﻟﻌﺠﻴﺏ ﺃﻥ ﻨﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺤﻭﺭ ﺍﻨﻘﻁﻊ.. ﺇﺫﻥ ﻟﻴﺱ
ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺨﻁﺭ..ﻟﻡ ﻴـﺯﺩ ﺍﻷﻤـﺭ ﻋـﻥ ﺘﺠـﺎﺭﺏ ﻴﺠﺭﻴﻬـﺎ
"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺠﻠﺏ ﻤﺘﻌﺎ ﻟﻡ ﺃﺘﺒﻴﻨﻬﺎ.. ﺒﺎﻟﻔﻌـل، ﺃﻁﻔـﺄ
"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻤﻭﻗﺩﻩ ﻭ ﺩﺱ ﺒﺨﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺒﻪ ﻭ ﻭﻗﻑ ﻴـﻨﻔﺽ
ﻋﻥ ﺃﺭﺩﻴﺘﻪ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩ ﻭ ﺍﻷﺘﺭﺒﺔ.. ﻭ ﻗﻔﺯﺕ ﺍﻟﻘﻁﺔ ﻋﻠـﻰ ﻜﺘﻔﻴـﻪ
ﻓﺎﻨﻁﻠﻕ ﺇﻟﻰ ﺤﺠﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺴﺭﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﺨﺘﻔﻰ.
- ١١ -
- 12. ﻴﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﺼﺭ!!
ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻓﻘﺩ ﺴﻴﺩﺘﻪ.. "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ"؛ ﺃﻡ ﺍﻟﺒـﺭﻨﺱ
"ﻴﻭﺴﻑ ﻜﻤﺎل".. ﻜﻡ ﺨﻁﺭﺕ ﺍﻷﻤﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺭﺩﻫﺎﺘﻪ.. ﻜﻡ ﺭﻗﺼﺕ
ﻓﻲ ﺃﺤﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ؛ ﻀﻴﻭﻑ ﺍﺒﻨﻬـﺎ ﺍﻷﻤﻴـﺭ.. ﻜـﻡ ﻋﺯﻓـﺕ
ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﻭ ﺼﺩﺤﺕ ﺍﻷﻨﻐـﺎﻡ ﺍﻟﺭﺍﻗﺼـﺔ ﺤـﻭل ﺍﻟﺭﺍﻗﺼـﻴﻥ
ﺃﺯﻭﺍﺠﺎ.. ﺍﻟﻤﺘﺨﺎﺼﺭﻴﻥ ﺃﻟﺼﺎﻗﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻀﻨﻴﻥ ﺁﺒﺎﻁـﺎ.. ﻜـﻡ
ﺭﻨﺕ ﻗﺒﻼﺕ ﺍﻟﻜﺌﻭﺱ ﺒﻴﻥ ﺃﻴـﺩﻱ ﺍﻟﻀـﻴﻭﻑ ﺃﻨﺨﺎﺒـﺎ، ﻭﻜـﻡ
ﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﺍﻷﻨﻔﺎﺱ ﺤﺎﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻯ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻴﻘﻅﻴﻥ..
ﺍﻵﻥ ﺨﻼ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻤﻥ ﺴﻴﺩﺘﻪ "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ".. ﻤﺎﺘﺕ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ
ﺍﻜﺘﺌﺎﺒﺎ.. ﻟﻡ ﻴﺴﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻭﺼﻴﻔﺎﺕ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻭﺼـﻴﻔﻭﻥ.. ﻜﺎﻨـﺕ
"ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ" ﺘﺠﺩ ﺘﺴﻠﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﻨﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ
ﻴﺼﺤﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺍﺵ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭ ﻓﻲ ﻨﺯﻫﺘﻬـﺎ ﺃﻭ ﻁﻭﺍﻓﻬـﺎ
ﺤﻭل ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﺍﻟﻘﺎﺒﻊ ﻓﻲ ﻀﺭﻴﺤﻪ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﻘﺼـﺭ.. ﻟـﻡ
ﺘﻨﺱ ﺍﻷﻤﻴﺭﺓ ﺃﺒﺩﺍ ﻴﻭﻡ ﺍﺴﺘﻐﺎﺙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﻨﺫ ﺴﻨﻴﻥ..ﺠﺎﺀﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻭﻡ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل، ﺠﺎﺀﻫﺎ ﺤﺎﺭﺴﻬﺎ ﻭ ﺤﺎﻤل ﺨﻁﺎﻴﺎﻫـﺎ؛ ﺍﻟﺸـﻴﺦ
"ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﻭ ﻁﻠﺏ ﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﻟﺩﻯ ﺯﻭﺠﻬﺎ "ﺃﺤﻤـﺩ ﺒﺎﺸـﺎ
ﻜﻤﺎل"، ﺃﻓﻨﺩﻴﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ، ﻴﻭﻤﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻭﻟـﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﻭ ﺘﻭﻀـﻊ
ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺤﺭﻡ ﺍﻷﻤﻴﺭﻱ.. ﻜﺎﻥ ﻟﺯﺍﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻴﺭ "ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﺸـﺎ
- ٢١ -
- 13. ﻜﻤﺎل" ﺃﻥ ﻴﺠﻠﻲ ﺍﻟﻘﺭﻭﻴﻴﻥ ﻭ ﺃﻜﻭﺍﺨﻬﻡ ﻭ ﻋﺸﺸﻬﻡ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺠﻬـﺔ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ.. ﻜﺎﻥ ﻀﺭﻴﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﻗﺩ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻹﻋﺩﺍﻡ
.. ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﺭ "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ" ﻓﻲ ﻨﻭﻤﻬﺎ ﻭﻁﻠﺏ، ﻜﻤﺎ ﺃﺨﺒﺭﺕ
ﻫﻲ، ﺃﻥ ﺘﺘﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﻟﺩﻯ ﺃﻓﻨﺩﻴﻨﺎ ﻭ ﻭﻋﺩﻫﺎ ﺒﺤﻤـل ﺨﻁﺎﻴﺎﻫـﺎ ﻭ
ﺍﻟﺘﻔﺭﻍ ﻟﺨﺩﻤﺘﻬﺎ.. ﺤﺎﺭﺴﺎ ﺨﻔﻴﺎ..
ﻭ ﻓﻌﻼ ﻴﻘﺒﻊ ﺍﻵﻥ ﻀﺭﻴﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻜﻤﺎ ﻫـﻭ ﺒـﻴﻥ ﻗﺼـﻭﺭ
ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻭ ﺤﺩﺍﺌﻘﻪ.. ﺃﻓﻠﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤـﺭﺍﻥ" ﻭ ﻀـﺭﻴﺤﻪ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻁﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ.. ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺭﻡ ﺍﻷﻤﻴﺭﻱ ﻭ ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ.. ﻁﻠﺒﺕ "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ"
ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﺃﻥ ﻴﻌﻭﻀﻬﺎ ﺨﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﻨﺴﻨﺎﺴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺩ.. ﺒل
ﺇﻨﻬﺎ ﺍﻨﻔﻌﻠﺕ.. ﺼﺎﺤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺭﻴﺢ.. )ﻫﺫﺍ ﺃﻤـﺭ ﻴـﺎ ﺸـﻴﺦ
"ﻋﻤﺭﺍﻥ"(.. ﻭ ﻜﺭﺭﺕ ﻤﺅﻜﺩﺓ ﻭ ﻤﺤﺫﺭﺓ: ) ﺃﻗﻭل ﻟﻙ ﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻭ
ﻟﻴﺱ ﺭﺠﺎﺀ(.
ﻭ ﻅﻬﺭﺕ ﺒﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻓﺎﺠﺄ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﺓ ﺒﺎﺸﺎ ﺒﻌﺩ
ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻠﻴل ﺒﺄﻤﺭ ﻤﻔﺭﺡ.. ﻟﻘﺩ ﺨﻠﺩ ﺍﻟﺒـﺭﻨﺱ ﺫﻜـﺭﻯ ﺍﻟﻨﺴـﻨﺎﺱ
ﺍﻟﻔﻘﻴﺩ.. ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﺃﺒﺭﻉ ﺍﻟﻔﻨﺎﻨﻴﻥ ﻓـﻲ ﻤﺩﺭﺴـﺔ ﺍﻟﻔﻨـﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﺴﻬﺎ ﺒﺄﻥ ﺃﻫﺩﻭﺍ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﺴﺒﻴﻼ ﺭﺨﺎﻤﻴـﺎ ﺭﺍﺌﻌـﺎ
ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﻨﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﻴﺩ – ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﻴﺠﻭﺩ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠـﻰ
- ٣١ -
- 14. ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﺘﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺘﻅﻠﻪ ﻤﻅﻠﺔ ﺭﺨﺎﻤﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺃﺭﺒﻌـﺔ
ﺃﻋﻤﺩﺓ ﻭﺴﻁﻬﺎ ﺘﻤﺜﺎل ﻟﻠﻨﺴﻨﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﻴﺩ ﻴﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤـﻥ ﻓﻤـﻪ ﻭ
ﻓﻭﻗﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﺘﻘﻭل: )ﺍﺴﻕ ﻜﻲ ﻻ ﹸﺸﻜﺭ( ﻭ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤـﻥ
ﺘ ِ
ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻲ ﻻ ﺃﻓﻬﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻷﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.
ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻤﺎﺘﺕ "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ" ﺍﻜﺘﺌﺎﺒﺎ.. ﻭ ﺘﻤﻜـﻥ
ـﻭل ﻭ ـﻭل ـﻲ ـﺎﺀ
ﻓـ ﺃﺒﻬـ ﻴﺠـ " ـﺭﻭﺭﻱ" ـﻥ ﺃﻥ ﻴﺼـ
ﻤـ ﺍﻟﺘﻜـ
ﺍﻟﻘﺼﺭ..ﻜﻴﻑ؟.. ﺘﻠﻙ ﻭﺴﺎﺌﻠﻪ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ.
- ٤١ -
- 15. ﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ"
ﺃﻏﻠﺏ ﺭﺠﺎل "ﺍﻟﺨﻀﺎﺭﻱ" ﻭ ﺼﺒﻴﺎﻨﻬﻡ ﺫﻫﺒـﻭﺍ ﺇﻟـﻰ ﻤﻭﻟـﺩ
ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﻓﻲ "ﻨﺠﻊ ﺤﻤﺎﺩﻱ"، ﻟﻡ ﺘﺒﻕ ﺴـﻭﻯ ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ ﻭ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ.
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻨﺎ ﻴﺤﻔﻅﻭﻥ ﻟﻸﻨﺜﻰ ﻭﻗﺎﺭﻫﺎ؛ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺴـﺒﺏ
ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻫﻡ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ، "ﺤﻠﻴﻤﺔ " ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺃﻤﺎ ﻟﺨﻤﺴﺔ ﺫﻜﻭﺭ
ﻭ ﺒﻨﺕ ﺒﻌﺩ ﺍﺜﻨﺘﻲ ﻋﺸﺭﺓ ﺴﻨﺔ ﻤﻥ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ.. ﻭﻟﻭﺩ ﻴـﺎ ﺯﻫـﺭﺓ
ﺍﻟﻠﻭﺘﺱ!!
"ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺨﺎﻟﻔﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻭ ﺫﻫﺒﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ"؛
ﺫﻫﺒﺕ ﻤﻊ ﺃﺨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﺭ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ.. ﻋﻠـﻰ ﺃﺨﺘﻬـﺎ ﺃﻥ
ﺘﺘﺨﻁﻰ ﻜﻭﺒﺭﻱ "ﻨﺠﻊ ﺤﻤﺎﺩﻱ" ﻤﺸﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺩﺍﻡ.. ﻨﺼـﺤﺘﻬﺎ
ﺃﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻭﺒﺭﻱ؛ )ﻻ ﺒﺩ
ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻀﺔ ﻭ ﺍﻻﻨﺯﻋﺎﺝ ﺒﺴﺒﺏ ﻤـﺭﻭﺭ ﺍﻟﻘﻁـﺎﺭ ﻭ ﺍﻫﺘـﺯﺍﺯ
ﺍﻟﻜﻭﺒﺭﻱ.(
ﻗﺎﻟﺕ ﺃﻡ "ﺤﻠﻴﻤﺔ":
- ﺨﻠﻲ ﺃﺠﻨﺎﺒﻙ ﺘﺘﻔﻜﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻀﺔ ﻭ ﺘﺤﺒﻠﻲ.
- ٥١ -
- 16. ﻜﺎﻥ "ﺨﻠﻴﻔﺔ" ﻤﻜﻠﻔﺎ ﺒﺎﺼﻁﺤﺎﺏ "ﺤﻠﻴﻤـﺔ ﻭ ﺃﺨﺘﻬـﺎ.. )ﺍﺒـﻥ
ﺨﺎﻟﺘﻙ ﻭ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ..( ﻫﻜﺫﺍ ﻗﺎﻟﺕ ﺃﻡ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺘﺤﺫﺭ "ﺤﻠﻴﻤﺔ"
ِ
ﻤﻥ ﺭﻓﺽ ﺍﺼﻁﺤﺎﺏ "ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻬﺎﺒﻁ"، ﻭ ﻏﻤﻐﻤـﺕ "ﺤﻠﻴﻤـﺔ"
ﻤﺴﺘﺴﻠﻤﺔ:
- ﺃﻜﺭﻫﻪ ﻴﺎ ﺃﻤﻲ.. ﺨﻴﺭﻩ ﻗﻠﻴل ﻭ ﺸﺭﻩ ﻜﺘﻴﺭ.
* * * *
"ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺘﺸﻕ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻜﻭﺒﺭﻱ ﺍﻷﻴﻤـﻥ
ﻤﻊ ﺃﺨﺘﻬﺎ.. ﺍﻷﺨﺕ ﻜﺄﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺒﺘﻬﺎل ﺨﻔﻲ.. ﺘﺘﺒـﻊ ﺇﺭﺸـﺎﺩﺍﺕ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺒﺎﺴﺘﺴﻼﻡ ﻭ ﺯﺍﺩ ﻭﺭﻋﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻤـﺭ ﺍﻟﻘﻁـﺎﺭ ﻴﻬـﺯ
ﺍﻟﻜﻭﺒﺭﻱ ﻫﺯﺍ ﻋﻨﻴﻔﺎ.. "ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﺘﺒﺘﺴﻡ ﻜﺄﻨﻬﺎ ﺘﻘﻁﻑ ﺍﻟﺭﻀـﺎ ﻭ
ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ.. ﻭ ﻜﺄﻥ ﺍﻟﺘﻴﻘﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻤل ﺍﻟﻤﻴﻤﻭﻥ ﺃﺼﺒﺢ ﺒـﻴﻥ
ﻴﺩﻴﻬﺎ..
ﻭ ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺤﻅ "ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﺃﻥ ﻴﻤﺭ ﻗﻁﺎﺭ ﺁﺨﺭ ﺤﺎل ﺴﻌﻴﻬﻤﺎ
ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺌﺩ.. ﻓﻨﻅﺭﺕ "ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﺒﺴﻌﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ "ﺤﻠﻴﻤﺔ"
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﻁﻕ ﺤﺭﻓﺎ.. ﻓﺄﺠﺎﺒﺘﻬﺎ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺒﺎﺒﺘﺴﺎﻤﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺤﻨﻭﺍ ﺜﻡ
ﺘﻭﻤﺊ ﺒﺭﺃﺴﻬﺎ ﻋﻼﻤﺔ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻟﻠﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺴـﻠﺘﻬﺎ ﻨﻅـﺭﺍﺕ
"ﺴﻌﺩﻴﺔ".
- ٦١ -
- 17. ﻟﻡ ﻴﻨل ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ﻤﻥ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ "ﺴﻌﺩﻴﺔ"، ﻫـﺎ ﻫﻤـﺎ
ﺍﻵﻥ ﺘﺸﻘﺎﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻤﻥ ﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ ﺜﻡ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓـﻲ
ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﻭﻑ.. ﺍﻟﻘﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﻴﺴﺎﺭﻫﻤﺎ ﻭ ﺤﺩﺍﺌﻕ ﺍﻟﺒـﺭﻨﺱ ﻭ
ﻗﺼﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭ ﺃﻨﺴﻪ ﻭ ﺍﺯﺩﺤـﺎﻡ ﺍﻟﺸـﺎﺭﻉ
ﺒﺎﻟﻨﺎﺱ ﺃﺫﺍﺏ ﺃﻱ ﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﺨﻭﻑ.. ﻭ ﺍﻨﺜﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﺇﻟﻰ ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ، ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺘﻁل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴـل
ﺨﻤﺎﺭﺓ "ﺨﺭﻴﺴﺘﻭ".. ﻭ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﺸـﺎﺭﻉ ﺍﻟﺸـﻴﺦ
"ﻋﻤﺭﺍﻥ".. ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻔﺘﻭﺤـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﺼـﺭﺍﻋﻴﻬﺎ.. ﻻ
ﻴﺤﺩﺙ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ.. ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﺎﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﻤﻭﺼﺩﺓ ﻭ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺨﺎل ﻤﻥ ﺃﻱ ﺍﺯﺩﺤﺎﻡ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺸﺭﺍﺫﻡ ﻤـﻥ ﺍﻟﺒﺸـﺭ..
ٍ
ﻴﺘﺤﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﺎل ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﻭ ﺤﺴـﺏ، ﺃﻤـﺎ ﺍﻵﻥ
ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻤﻭﻟﺩ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻴﻐﺹ ﺒﺎﻷﺠﺴﺎﻡ ﻭ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻔﺭﺤﺔ ﻭ
ﺍﻟﻤﺭﺡ..
ﻓﻲ ﻜل ﻋﺎﻡ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﺒﺒﺭﻜﺎﺘﻪ ﻭ ﺴﺭﻩ
ﺍﻟﺒﺎﺘﻊ.. ﻴﻨﺒﺜﻕ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ ﺒﺎﻨﻔﺘﺎﺡ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒـﺔ
ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ، ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ "ﻴﻭﺴﻑ ﻜﻤـﺎل" ﻭ ﻻ
ﺃﺒﻭﻩ "ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﻜﻤﺎل" ﺃﻥ ﻴﺯﺤﺯﺤﺎ ﺍﻟﺸـﻴﺦ "ﻋﻤـﺭﺍﻥ ﻋـﻥ
ﻀﺭﻴﺤﻪ، ﻭ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﺎﺭﻴﺦ
- ٧١ -
- 18. ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﻓﻴﺯﻋﻤﻭﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺔ ﺃﺤﺩ ﻁﺭﺩ ﺍﻟﺸـﻴﺦ
"ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ "ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻙ ﺭﻓﻌﺕ" ﻨﺠل "ﻤﺤﻤـﺩ ﻋﻠـﻲ
ﺒﺎﺸﺎ" ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ، ﻭ ﻫﻭ ﺠﺩ "ﻴﻭﺴﻑ ﻜﻤﺎل"، ﺜﻡ ﻴﻜـﺭﺭﻭﻥ ﻋﺒـﺎﺭﺓ
ﺤﻔﻅﺘﻬﺎ ﺍﻷﺠﻴﺎل:
- ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺃﺭﺍﺩ "ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺒﺎﺸﺎ" ﺃﻭ ﺍﺒﻨـﻪ "ﺃﺤﻤـﺩ ﺒـﻙ
ﺭﻓﻌﺕ" ﻟﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺎ ﺯﺤﺯﺤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﻤﻥ ﻤﻭﻗﻌﻪ.
ﻭ ﻴﺅﻜﺩﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻭﻟﻲ ﻋﻬﺩ
"ﺴﻌﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ" "ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻙ ﺭﻓﻌﺕ" ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟـﺩﻭﺭ ﻟﻜـﻲ
ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻭ ﺨﺩﻴﻭﻱ "ﻤﺼﺭ" ﺒﻌﺩ ﺃﺨﻴﻪ "ﺴﻌﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ" ﻟﻭﻻ ﺃﻨﻪ ﻤﺎﺕ
ﻗﺒل "ﺴﻌﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ" ﻓﺄﺼﺒﺢ "ﺇﺴـﻤﺎﻋﻴل" ﺍﺒـﻥ "ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ" ﻫـﻭ
ﺍﻟﺨﺩﻴﻭﻱ..
ﻟﻜﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻗﺎﻭﻴل ﻅﻠﺕ ﺘﺨﻔﺕ ﻤﻊ ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ.. ﻭ ﺒﺩﺃﺕ
ﺘﻌﻠﻭ ﺃﻗﺎﻭﻴل ﺃﺨﺭﻯ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺼﺏ ﻓﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ.. ﻫـﻭ ﺴـﺭ
ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﻏﻡ ﺃﻓﻨﺩﻴﻨﺎ ﻭ ﺃﺒﺎ ﺃﻓﻨـﺩﻴﻨﺎ ﻋﻠـﻰ
ﺍﺴﺘﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﺒﻴﻥ ﻗﺼﻭﺭﻫﻡ ﻭ ﺤﺩﺍﺌﻘﻬﻡ، ﺫﻜﺭ ﻤـﻥ
ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻗﺎﻭﻴل ﺍﻟﺤﺏ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﻓﻲ ﻀﺭﻴﺤﻪ
ﻭ ﺒﻴﻥ "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ" ﺃﻡ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻭ ﺯﻭﺠﺔ "ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﺸـﺎ ﻜﻤـﺎل"،
ﺒﺩﺃﺕ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﺏ ﺘﻠﻙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺨﻁﻁ "ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﻜﻤﺎل" ﻤﺩﻴﻨـﺔ
- ٨١ -
- 19. "ﻨﺠﻊ ﺤﻤﺎﺩﻱ".. ﺠﻌل ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺎﺼل ﺒﻴﻥ ﻋـﺎﻟﻤﻴﻥ؛
ﻋﺎﻟﻡ ﺃﻓﻨﺩﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ ﻤـﻥ
ﺒﺤﺭﻱ.. ﻜﺎﻥ ﻟﺯﺍﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺠﻠﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴـﺔ ﻤـﻥ ﻜـل
ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ.. ﻭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸـﻴﺦ
"ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﻟﻜﻲ ﻴﺭﺤل ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻀﺭﻴﺤﻪ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺤـﺏ ﺒـﻴﻥ
"ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ" ﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ".. ﻭ ﻓﻲ ﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤـﺭﺍﻥ"
ﻤﻥ ﻜل ﻋﺎﻡ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻴﺭﺩﺩﻭﺍ ﻗﺼﺼﺎ ﻋﻥ ﺴﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ
ﺴﺭ "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ" ﻓﻴﻘﻭﻟﻭﻥ:
- ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻷﻤﻴﺭﺓ ﺒﺎﺸﺎ - ﺃﻭ "ﺍﻟﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﺸﺎ" ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ- ﺘﻨﺴﻰ
ﻴﻭﻡ ﺍﺴﺘﻐﺎﺙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ".. ﺠﺎﺀﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻭﻡ ﺼـﺭﻴﺤﺎ
ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻭ ﻁﻠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﺴﻁ ﻟﻪ ﻟﺩﻯ ﺃﻓﻨﺩﻴﻨﺎ ﻭ ﻻ ﻴﻁـﺭﺩﻩ ﻤـﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺩﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺒﺤـﺭ.. ﻭ
ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺩﺕ ﺍﻷﻤﻴﺭﺓ ﺘﻭﺴﻁﻬﺎ ﻭ ﻨﺠﺤﺕ ﻓﻴـﻪ ﺃﺼـﺒﺢ ﺍﻟﺸـﻴﺦ
"ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﻤﻁﻤﺌﻨﺎ ﻓﻲ ﻀﺭﻴﺤﻪ.. ﻭ ﻜﺎﻓﺄ ﺍﻷﻤﻴﺭﺓ ﺒﺯﻴﺎﺭﺘﻬﺎ ﻤﺭﺓ
ﺃﺨﺭﻯ ﻭ ﻭﻋﺩﻫﺎ ﺒﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺎﺭﺴـﻬﺎ ﺍﻷﻤـﻴﻥ.. ﺒـل ﺯﺍﺩﺕ
ﺍﻷﻤﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻬﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ" ﺴﻴﺤﻤل ﺨﻁﺎﻴﺎﻫﺎ
ﻭ ﻫﻨﺎﺘﻬﺎ ﻓﻠﺘﻔﻌل ﻤﺎ ﺘﺸﺎﺀ..!!
- ٩١ -
- 20. ﺃﻨﺎ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻲ -"ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻁﻭﺍﻑ"- ﺃﺸﻙ ﻓﻲ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﺠﺯﺀ
ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﻭﻋﻭﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤﺭﺍﻥ".. ﻋﻔﻭﺍ.. ﻟﻥ ﺃﻭﺭﻁ ﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ
ﺃﻤﻭﺭ ﻻ ﺃﻓﻬﻤﻬﺎ، ﺩﻋﻭﻨﻲ ﺃﺒﺤﺙ ﻋﻥ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ "ﺴﻌﺩﻴﺔ".. ﻓﺄﻨـﺎ
ﺃﺨﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻟﺏ "ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻬﺎﺒﻁ" ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎﻟـﻪ ﻟﻬﻤـﺎ، ﻻ
ﻤﺎﻨﻊ ﻋﻨﺩﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﻟﺼﺎﻟﺢ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺼﻭﺭﺓ ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ "ﺘﻲ"..
ﻟﻥ ﺃﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﺃﺭﺠﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻴﺔ ﺤﻤﺎﻗﺔ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل
ﺫﻟﻙ ﻏﻴﺭ ﻤﺩﻤﺭﺓ ﻟﻲ..
ﻫﺎ ﻫﻲ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺘﻘﻭﺩ "ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤـﻭﻉ، ﺯﺤـﺎﻡ ﻤـﻥ
ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﻭ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ؛ ﺒﺎﻋـﺔ ﻤﺘﺠﻭﻟـﻭﻥ..
ﺤﻭﺍﺓ.. ﻋﺎﺯﻓﻭ ﺍﻟﻤﺯﻤﺎﺭ.. ﻁﺒـﺎﻟﻭﻥ.. ﺃﻓـﻭﺍﺝ ﻤـﻥ ﺍﻟﻁـﺭﻕ
ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ.. ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺸﻕ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻴﺢ ﺍﻟﺸـﻴﺦ
"ﻋﻤﺭﺍﻥ"، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻁﻭﻑ ﻋﺩﺓ ﻤﺭﺍﺕ.. ﻟﻡ ﺘﺘـﺭﻙ "ﺤﻠﻴﻤـﺔ"
ﺃﺨﺘﻬﺎ ﺘﺘﻭﻩ ﻋﻨﻬﺎ.. ﺤﺘﻰ ﺃﺘﻤﺘﺎ ﺍﻟﻁﻭﺍﻑ ﻭ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﺨـﺭﻭﺝ ﺇﻟـﻰ
ﺯﺤﺎﻡ ﺃﻗل..
ﺤﺩﺙ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ.. ﻀـﺎﻋﺕ "ﺤﻠﻴﻤـﺔ" ﻤـﻥ
"ﺴﻌﺩﻴﺔ".. ﻅﻠﺕ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﺨﺭﺠﺕ ﻋﻥ ﻭﻗﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﺭﻓﻌـﺕ
ﺼﻭﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺩﺍﺀ ﻤﺭﺓ ﻋﻠﻰ "ﺨﻠﻴﻔﺔ" ﻭ ﻤﺭﺓ ﻋﻠﻰ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ ﺒﻜﺕ
"ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﻜﻁﻔﻠﺔ ﺃﻀﺎﻋﺕ ﺃﻫﻠﻬﺎ..
- ٠٢ -
- 21. ﺸﻌﺭﺕ ﺒﺨﻁﺭ ﻏﺎﻤﺽ ﻴﺘﻬﺩﺩﻨﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻬﺩﺩ "ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﻭ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ".. ﻟﻡ ﻴﻤﺽ ﻭﻗﺕ ﻁﻭﻴل ﺤﺘﻰ ﻅﻬﺭ "ﺨﻠﻴﻔـﺔ ﺍﻟﻬـﺎﺒﻁ"
ﻴﺸﻕ ﺍﻟﺯﺤﺎﻡ ﺇﻟﻰ "ﺴﻌﺩﻴﺔ.. ﻗﺎل ﻟﻬﺎ:
- ﺍﻨﺕ ﻀﺎﻴﻌﺔ ﻤﻥ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻀﺎﻴﻌﺔ ﻤﻨﻙ.
ﻭ ﻁﻴﺏ ﺨﺎﻁﺭﻫﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻭﺠﺩ "ﺤﻠﻴﻤﺔ"..
- ﺘﻌﺎﻟﻲ ﻭﺭﺍﻱ.. ﺇﻴﺎﻙ ﺘﺘﻭﻫﻲ ﻤﻨﻲ..
ِ
ﺍﻁﻤﺄﻨﺕ "ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﻭ ﺜﺒﺘﺕ ﺒﺼﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ "ﺨﻠﻴﻔـﺔ" ﻭ ﺘﺒﻌﺘـﻪ
ﺒﺈﺼﺭﺍﺭ ﺘﺸﻕ ﺍﻟﺯﺤﺎﻡ ﻭ ﺘﺭﺘﻁﻡ ﺒﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺘﺘﺒﺫل ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻬـﺎ
ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﻔﻘﺩ ﺃﺜﺭﻩ.
ﻭ ﻋﻨﺩ ﺃﻗﺭﺏ ﻤﻜﺎﻥ ﻫﺎﺩﺉ ﻗﺎل "ﺨﻠﻴﻔﺔ":
- "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺘﺎﻫﺕ ﻴﺎ "ﺴﻌﺩﻴﺔ".. ﺍﺭﺠﻌﻲ "ﺍﻟﺨﻀـﺎﺭﻱ" ﻤـﻊ
ﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺒﻠﺩﻨﺎ ﻭ ﺃﻨﺎ ﻻﺯﻡ ﺃﺩﻭﺭ ﻋﻠﻰ "ﺤﻠﻴﻤﺔ"..
ﻗﺎﻟﺖ "ﺳﻌﺪﻳﺔ":
- ﺭﺠﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺠﻠﻙ ﻴﺎ ﻭﻟﺩ ﺨﺎﻟﺘﻲ..
ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ﺘﺭﺍﻤﺕ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﻭ ﻀﻭﻀـﺎﺀ ﺘﻠﻔـﺕ ﺍﻷﺴـﻤﺎﻉ ﻭ
ﺍﻷﻨﻅﺎﺭ ﻭ ﺍﻗﺘﺭﺒﺕ ﺍﻟﻀﻭﻀﺎﺀ ﻴﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺸﺒﺎﺏ ﻴﻭﺴـﻌﻭﻥ ﻟﻬـﺎ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻜﺎﻥ ﺨﻠﻔﻬﻡ ﻋﺭﺒﺔ ﺤﻨﻁﻭﺭ ﻤﻜﺸﻭﻓﺔ ﻴﺠﺭﻫـﺎ ﺤﺼـﺎﻥ
- ١٢ -
- 22. ﺘﺯﻴﻨﻪ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻠﻭﻨﺔ.. ﻭ ﻭﻗﻔﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﺔ ﺸﺎﺒﺔ ﺸﺒﻪ ﻋﺎﺭﻴﺔ
ﺘﺘﻤﺎﻴل ﻴﻤﻴﻨﺎ ﻭ ﺸﻤﺎﻻ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻴﻬﺎ ﻓﺘﺎﺘﺎﻥ ﺃﻜﺜـﺭ ﻋﺭﻴـﺎ ﻭ
ﺘﺒﺫﻻ.. ﺼﺭﺥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ:
- ﻭﺴﻊ ﻴﺎ ﻭﻟﺩ.. ﺯﻋﻴﻤﺔ ﺍﻟﻐﻭﺍﺯﻱ ﺃﺤﻠﻰ ﺍﻟﻐﻭﺍﺯﻱ ﻴﺎ ﻭﻟﺩ..
"ﺃﺴﻤﻭﻨﺔ ﺴﻼﻟﻡ".
ﻭ ﺍﻗﺘﺤﻤﺕ "ﺃﺴﻤﻭﻨﺔ ﺴﻼﻟﻡ" ﺯﺤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻤـﺭﺍﻥ" ﻭﻫـﻲ
ﺘﻬﺘﺯ ﺭﺍﻗﺼﺔ ﺃﻭ ﺼﺎﺩﺤﺔ ﺒﺄﻏﺎﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻀﺤﺔ.
ﻫﻨﺎ ﺘﺭﻙ "ﺨﻠﻴﻔﺔ" "ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﻭ ﺍﻨﺠﺫﺏ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺯﺤـﺎﻡ ﻭ
ﺍﻨﺨﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﺌﺤﻴﻥ ﻭ ﺼﺭﺥ ﺒﺄﻋﻠﻰ ﺼﻭﺘﻪ:
- ﻫﺎﺘﻲ ﺤﺒﺔ ﻴﺎ ﺴﺕ..
ﻭ ﻟﻡ ﺘﻌﺭﻩ "ﺃﺴﻤﻭﻨﺔ ﺴﻼﻟﻡ" ﺃﻱ ﺍﻨﺘﺒﺎﻩ ﻭ ﻅﻠﺕ ﺘﺒﻌﺜﺭ ﺘﺒﺫﻟﻬﺎ ﻭ
ﻋﺒﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﻥ ﺘﻠﺤـﻕ
ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭ ﺃﻗﻭﺍﻟﻬﺎ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ:
- ﻤﺩﺩ ﻴﺎ ﺴﻴﺩﻱ.. ﻨﺎﺩﺭﺓ ﻟﻙ ﻓﺭﺤﺔ ﻭ ﺭﻗﺼﺔ.. ﻤﺩﺩ ﻤﺩﺩ .
ﻫﻨﺎ ﺍﺨﺘﺭﻕ ﺍﻟﺠﻤﻭﻉ ﺭﺠل ﻭﻗﻭﺭ ﺒﻴﺩﻩ ﻋﺼﺎ ﻏﻠﻴﻅﺔ ﻭ ﺍﻨﻬﺎل
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒﺔ ﺒﻌﺼﺎﻩ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻨل ﻏﺭﻀـﻪ ﻓﻘـﺩ
ﺘﺼﺩﻯ ﻟﻪ ﻓﺘﻭﺍﺕ "ﺃﺴﻤﻭﻨﺔ" ﻓﺤﻤﻠﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻨﺎﻕ ﻭ ﺃﺨﺭﺠـﻭﻩ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ ﺒﻴﻥ ﻫﺯﺍﺕ "ﺃﺴﻤﻭﻨﺔ ﺴﻼﻟﻡ" ﻭ ﺼﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ..
- ٢٢ -
- 23. ﻤﻀﻰ ﻭﻗﺕ ﻁﻭﻴل ﻜﻨﺕ ﺨﻼﻟﻪ ﻤﺸـﻐﻭﻻ ﺒﺎﻟﺒﺤـﺙ ﻋـﻥ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ".. ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﻤﺽ ﻨﺫﻴﺭ ﺸﺅﻡ ﻟﻲ.. ﺃﻥ ﺘﻀـﻴﻊ
"ﺴﻌﺩﻴﺔ" ﻓﻼ ﺒﺄﺱ ﺃﻭ ﻴﺭﺘﻜﺏ "ﺨﻠﻴﻔﺔ" ﺤﻤﺎﻗﺔ ﺇﺜﺭ ﺤﻤﺎﻗﺔ.. ﻓـﻼ
ﺒﺄﺱ ﺃﻴﻀﺎ.. ﻭ ﻟﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺨﺘﻔﻲ "ﺤﻠﻴﻤﺔ"؛ ﻓﺫﻟﻙ ﻨـﺫﻴﺭ ﻤـﺅﺍﻤﺭﺓ
ﺘﺫﺒﺢ ﻓﻴﻬﺎ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ ﻴﻨﻔﺘﺢ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻜﻨﻭﺯ..
ﺘﺠﻭﻟﺕ ﻓﻲ "ﻨﺠﻊ ﺤﻤﺎﺩﻱ" ﺸﺭﻗﺎ ﻭ ﻏﺭﺒـﺎ ﻭ ﺒﺤﺜـﺕ ﻋـﻥ
"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻓﻲ ﻜل ﻗﺼﻭﺭ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻭ ﺤﺩﺍﺌﻘﻪ.. ﻻ ﺃﺜﺭ ﻟـﻪ..
ﻫل ﺼﺤﺒﻪ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻤﻌﻪ ﺇﻟﻰ "ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ" ﻟﻴﺘﺴﻠﻰ ﺒﻪ ؟.. ﻫل ﻤﺎﺕ
"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﺃﻭ ﻫﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ؟ ﺍﻗﺘﺭﺏ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺼﺭ
ﻭ ﻻ ﺠﺩﻴﺩ..
ﻓﺎﺠﺄﻨﻲ ﻨﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻠﺏ ﺍﻟﻤﺭﺼﻭﺩ.. ﻫﺫﺍ ﺇﻨﺫﺍﺭ ﻟﻲ ﺒـﺎﻟﺘﺤﺭﻙ..
ﻫﻨﺎﻙ ﻜﻨﺯ ﻴﻐﺘﺼﺏ.. ﺭﻜﺯﺕ ﺴﻤﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﻨﺒﺎﺡ..
ﻨﻌﻡ ﺇﻨﻪ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ.. ﻋﻨﺩ ﺴﻔﺢ ﺍﻟﺠﺒل ﺍﻟﺸـﺭﻗﻲ..
ﺘﺤﺩﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ "ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ"، ﺍﺘﺠﻬﺕ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻨﺤﻭ ﻤﺭﻜﺯ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺤﻴﺙ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻁﻭ.. ﺇﻨﻪ ﻋﻨﺩ "ﻁﺎﺠﻨﺕ ﺍﻹﻭﺯ".. ﺃﻗﺼﺩ
ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺍﻹﻭﺯ.. ﻋﻔﻭﺍ.. ﻟﻘﺩ ﻏﻠﺒﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻜﺭﺘﻲ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ
"ﻁﺎﺠﻨﺕ ﺍﻹﻭﺯ" ﺃﻭ ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺍﻹﻭﺯ.
- ٣٢ -
- 24. ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻵﻥ ﺤﻭﻀﺎ ﻤﻬﺠﻭﺭﺍ ﻴﻐﻁﻴﻪ ﺍﻟﺭﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻹﻫﻤﺎل ﻭ
ﺍﻟﺭﻤﺎل، ﻭ ﻴﺨﺸﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﻭ ﻴﺴﻤﻭﻨﻬﺎ "ﺤـﻭﺽ
ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴﺕ".. ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺍﻹﻭﺯ ﺍﻵﻥ ﻤﺴﺤﻭﺭﺓ ﺒﺤﺭﺍﺴﻬﺎ ﻭ
ﺃﺴﺭﺍﺭﻫﺎ.. ﻟﻘﺩ ﺭﺃﻴﺘﻬﺎ ﻗﺩﻴﻤﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺠﻤﻴﻠـﺔ ﻓـﻲ
ﺤﺩﻴﻘﺔ ﺒﻴﻥ ﻗﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﻠﻙ، ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻐﺹ ﺒﺎﻹﻭﺯ ﻴﺴﺒﺢ ﺭﺍﻗﺼﺎ ﺃﻭ
ﻁﺎﺌﺭﺍ ﺒﻴﻥ ﻤﺎﺌﻬﺎ ﻭ ﺸﻭﺍﻁﺌﻬﺎ، ﻫﻨﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﻜﻨﺯ ﻤﺭﺼﻭﺩ ﻴﺤﺭﺴﻪ
ﺘﻤﺴﺎﺡ ﺸﺭﺱ.. ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺸﺭﺴﺔ ﻗﺩ ﺒﺩﺃﺕ.
ﻓﺎﺠﺄﻨﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻭﺠﻭﺩ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻓـﻲ ﻭﺴـﻁ
ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺍﻹﻭﺯ.. ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺭﻤﺎل ﻋﺎﺩﻴﺔ، ﻭﻴﻠﻙ ﻴﺎ "ﺘﻜـﺭﻭﺭﻱ"..
ﻜﻴﻑ ﺍﻟﺘﻘﻁﺕ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤـﻭل ﻀـﺭﻴﺢ ﺍﻟﺸـﻴﺦ
"ﻋﻤﺭﺍﻥ"، ﺃﺭﺠﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﻬﺎﻴﺘﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﺎ "ﺘﻜﺭﻭﺭﻱ ".. ﻫـﺎ
ﻫﻲ ﺃﺨﻁﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺴﻁﻭ، ﺒل ﻫﻤﺎ ﺴﻁﻭﺍﻥ؛ ﺴﻁﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ
ﺤﺎﺭﺱ ﻜﻨﻭﺯ "ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ"، ﻭ ﺴﻁﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﻴـﺎﺓ "ﺤﻠﻴﻤـﺔ"
)ﺘﻲ(.. ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ "ﺘﻲ" ﻓﻲ ﺨﻁﺭ.
ﻟﻘﺩ ﺃﻤﻀﻰ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﺠﺯﺀﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻤـﻥ ﻋﻤﻠـﻪ؛ ﺃﻁﻠـﻕ
ﺒﺨﻭﺭﻩ ﻭ ﺘﻼ ﺘﻌﺎﺯﻴﻤﻪ ﺤﺘﻰ ﺨﻀﻌﺕ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻷﻭﺍﻤـﺭﻩ، ﻟﻘـﺩ
ﺘﺠﺭﺩﺕ ﻤﻥ ﺒﺭﺩﺘﻬﺎ ﻭ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺘﺠﺭﺩ ﻤﻥ ﻤﻼﺒﺴﻬﺎ ﻭ ﺒﻼ ﻤﻤﺎﻨﻌﺔ
ﺍﻟﺘﻘﻁﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻤﻼﺒﺱ ﻓﺭﻋﻭﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﺭﺘﺩﺘﻬﺎ، ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺇﻟـﻰ
- ٤٢ -
- 25. ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ "ﺘﻲ" ﺸﻜﻼ ﻭ ﻁﻭﻻ ﻭ ﻋﺭﻀﺎ، ﻤﺎ ﺃﺠﻤل ﺍﻟـﺫﻜﺭﻴﺎﺕ،
ﻟﻭﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻻ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭ ﺤﻁ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺒﺤﻴﺭﺓ ﻗـﺎﺭﺏ
ﻓﺭﻋﻭﻨﻲ ﺍﻨﺩﻓﻌﺕ ﺇﻟﻴﻪ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ ﻫﻲ ﻤﻐﻤﻀﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻥ.. ﺃﻁﻠﻕ
"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﺒﺨﻭﺭﻩ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ، ﻓﻔﺎﺭ ﺍﻟﺭﻤل ﻭ ﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻤـﺎﺀ
ﺭﻗﺭﺍﻕ ﻭ ﺍﻤﺘﻸ ﺒﺎﻹﻭﺯ ﻴﺴﺒﺢ ﺤﻭل ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ.. ﻭ ﺍﻤﺘـﺩﺕ ﻴـﺩﺍ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﺠﺩﺍﻓﻴﻥ.. ﻓﺒﺩﺃ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻴﺸـﻕ ﺍﻟﺒﺤﻴـﺭﺓ ﻨﺤـﻭ
ﺍﻟﺸﺎﻁﺊ ﺍﻟﻘﺎﺒﻊ ﺘﺤﺕ ﺃﻗﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﺒل، ﻭ ﻫﻨﺎ ﺍﻨﻔﺘﺢ ﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒـل
ﻭ ﺨﺭﺝ ﻤﻨﻪ ﺘﻤﺴﺎﺡ ﻴﺘﺭﺠﺭﺝ ﻤﺴﺭﻋﺎ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺒﺤﻴﺭﺓ ﻓﺎﺘﺤﺎ ﻓﻤـﻪ
ﻋﻥ ﺁﺨﺭﻩ ﻟﻜﻲ ﻴﻘﻠﺏ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻭ ﻴﻠﺘﻬﻡ "ﺤﻠﻴﻤﺔ".. ﻫﻨـﺎ ﻭﻗﻔـﺕ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ ﺍﻨﺘﺯﻋﺕ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺠـﺩﺍﻓﻴﻥ ﻭ ﺩﻓﻌﺘـﻪ ﻓـﻲ ﺤﻠﻘـﻭﻡ
ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ.. ﻫﻨﺎ ﺠﺎﺀ ﺩﻭﺭﻱ؛ ﻟﻥ ﺃﺴﻤﺢ ﺒﺄﻥ ﻴﻨﺠﺢ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻭ
ﻴﻬﺯﻡ ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ ﺜﻡ ﻴﻠﺞ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻜﻨﺯ.. ﻗﻔﺯﺕ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ
ﻨﺎﺯﻋﺎ ﺍﻟﻤﺠﺩﺍﻑ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻓﻜﻴﻪ ﺒﺄﺴﻨﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ.. ﻓـﻲ ﺍﻟﻠﺤﻅـﺔ
ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺸﻌﺭ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ"ﺒﻔﺸل ﺁﺨﺭ ﺨﻁﻭﺓ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭ ﺒﺩﺍﻴﺔ
ﺃﻭل ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻓﺄﺩﺒﺭ ﻴﺠﺭﻱ ﺘﺎﺭﻜﺎ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻟﻤﺼﻴﺭﻫﺎ، ﻟﻘﺩ ﺘﻐﻴـﺭ
ﻜل ﺸﺊ ﻭ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ.. ﺠﻔﺕ ﺍﻟﺒﺤﻴـﺭﺓ ﻭ ﺍﺨﺘﻔـﻰ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻭ ﺍﻹﻭﺯ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ.. ﻭ ﻋﺎﺩﺕ "ﺤﻠﻴﻤﺔ " ﻤـﻥ ﺭﺤﻠـﺔ
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻓﻭﺠﺩﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
- ٥٢ -
- 26. ﺍﻟﻤﻭﺤﺵ.. ﺼﺭﺨﺕ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺼﺭﺨﺔ ﺴﻘﻁﺕ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﻐﺸـﻴﺎ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻭﻕ ﻜﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﻤﻼﺒﺴﻬﺎ ﻭ ﺒﺭﺩﺘﻬﺎ.
ﺠﺎﺀ ﺼﺒﻲ ﻴﺴﻌﻰ.. ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻋﺎﺭ ﺘﻤﺎﻤﺎ.. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻴﺠﻤﻊ
ٍ
ﺍﻟﺤﻁﺏ ﺍﻟﺠﺎﻑ.. ﻭ ﺍﺴﺘﺸﺭﻑ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺤﻭﻟﻪ ﻓﻭﻗﻌﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻓﻲ ﻜﻭﻤﺔ ﻤﻼﺒﺴﻬﺎ، ﺼﺭﺥ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻤﺘﺴﻤﺭﺍ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻨﻪ
ﺜﻡ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩ ﻋﻘﻠﻪ ﻭ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺤﻁﺏ ﻭﻋﺎﺩ ﻴﺠﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﻴﺙ ﺃﺘﻰ ﻭ
ﺃﻁﻠﻕ ﺼﺭﺍﺨﻪ:
- ﺍﻟﻌﻔﺭﻴﺕ.. ﺍﻟﻌﻔﺭﻴﺕ.. ﺭﺼﺩ ﺍﻟﻠﻘﻴﺔ ﻨﺎﻴﻡ ﻋﺭﻴـﺎﻥ ﻋﻨـﺩ
ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴﺕ!
ﺃﻡ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺘﻠﻘﻔﺘﻪ ﻓﺯﻋﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻭ ﺘﺤﺎﻭل ﺘﻬﺩﺌﺘﻪ.. ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺩﻴﺭ
ﺍﻟﺭﺤﺎ ﻓﺘﻭﻗﻔﺕ، ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻏﻁﺕ ﺍﻟﺭﺤﺎ ﺒﺤﺭﺍﻡ ﻏﻠﻴﻅ ﺩﺍﺨل ﺨﻴﻤﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺴﻁﻭ ﺍﻟﻤﺎﻋﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﺠﺎﺝ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻁﺤـﻴﻥ، ﻭ
ﺒﺴﺭﻋﺔ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻴﺩ ﺍﺒﻨﻬﺎ ﻭ ﺍﺘﺠﻬﺕ ﻤﻌﻪ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﺤﺘـﻰ
ﻴﻁﻤﺌﻥ.. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻭﻗﻔﺕ ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﻫﺯﺘﻪ:
- ﺍﺭﺠﻊ ﻭ ﺍﻟﺒﺱ ﺍﻟﺠﻠﺒﻴﺔ.. ﺠﻔﺕ ﺍﻵﻥ.. ﺍﻟـﺒﺱ ﺘﻭﺒـﻙ ﻭ
ﺍﻟﺤﻘﻨﻲ.
- ٦٢ -
- 27. ﻭ ﻟﻤﺎ ﻭﺼﻠﺕ ﻤﻊ ﺍﺒﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴـﺕ.. ﺤﻤﻠﻘـﺕ
ﻤﺭﺘﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻜﻭﻤﺔ ﺴﻭﺩﺍﺀ، ﻭ ﺨﻁﺕ ﺒﺤﺫﺭ ﻨﺤﻭﻫﺎ ﺜﻡ ﺘﻭﻗﻔـﺕ
ﺼﺎﺭﺨﺔ:
- ﻗﺘﻴل.. ﻗﺘﻴﻠﺔ.. ﺍﻟﺤﻘﻭﻨﻲ.. ﺍﻟﺤﻘﻨﻲ ﻴﺎ "ﻋﺎﻴﺩ"..
ﻗﺎﻟﺕ ﺫﻟﻙ ﻭ ﺍﺭﺘﺩﺕ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻤﻊ ﺍﺒﻨﻬﺎ ﻨﺤﻭ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭ، ﻜﺎﻥ
"ﻋﺎﻴﺩ" ﻴﺫﻭﺩ ﻏﻨﻴﻤﺎﺕ ﻭ ﺃﺴﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻭ ﻟﻡ ﻴﻨﺱ ﺃﻥ
ﹸ
ﻴﺩﻓﻊ ﹸﻨﻴﻤﺎﺘﻪ ﺃﻤﺎﻤﻪ.. ﻭ ﻟﻤﺎ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻟﻘﻰ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻐﻨﻡ ﺇﻟـﻰ
ﻏ
ﺍﻟﺼﺒﻲ، ﻭ ﺘﺎﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻤﻊ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻨﺤﻭ ﺤـﻭﺽ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴـﺕ،
ﻜﺎﻨﺕ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺘﻐﻭﺹ ﻤﻤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﻜﻭﻤﺔ ﻤﻼﺒﺴﻬﺎ ﻭ ﺒﺭﺩﺘﻬﺎ.
ﻗﺎل "ﻋﺎﻴﺩ" ﺒﺘﺅﺩﺓ ﻴﺨﺎﻟﻁﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻕ :
- ﻗﺘﻴﻠﺔ ﻋﺭﻴﺎﻨﺔ.. ﻻ ﺤﻭل ﻭ ﻻ ﻗﻭﺓ ﺇﻻ ﺒﺎﷲ.. ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻴـﺔ
ﺩﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﺇﺼﺎﺒﺎﺕ .. ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﻴـﺔ.. ﻗـﺩﻤﻲ ﺭﺠﻠـﻙ ﻴـﺎ
"ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ".. ﻭ ﺍﺴﺘﺭﻴﻬﺎ.
ﺘﻘﺩﻤﺕ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﻨﺤﻭ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺘﺤﺎﻭل ﺴﺘﺭﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺘﻘـﻭل
ﺒﺼﻭﺕ ﻋﺎل ﺍﺴﺘﺩﺭﺍﺭﺍ ﻟﻠﺸﺠﺎﻋﺔ:
- ﻴﺎ ﺒﻨﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ.. ﻗﺩﺭﻙ ﻭ ﺭﻤـﺎﻙ ﺭﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺸـﻭﻡ.. ﻴـﺎ
ﻤﺴﻜﻴﻨﺔ.. ﻴﺎ ﻜﺒﺩﻱ ﻭ ﻜﺒﺩ ﻨﺎﺴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
- ٧٢ -
- 28. "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﺃﻟﺒﺴﺘﻬﺎ ﻤﻼﺒﺴﻬﺎ ﺜﻡ ﺃﺤﺎﻁﺘﻬﺎ ﺒـﺎﻟﺒﺭﺩﺓ ﻭ ﻨﻅـﺭﺕ
ﺇﻟﻰ "ﻋﺎﻴﺩ":
- ﻻ ﺃﺴﻤﻊ ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻔﺎﺴﻬﺎ..
ﺜﻡ ﻨﻅﺭﺕ ﺇﻟﻰ "ﺤﻠﻴﻤﺔ":
- ﻴﺎ ﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﺴﻤﻙ ﺇﻴﻪ ؟
ﻓﺘﺤﺕ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻋﻴﻨـﻴﻥ ﻤﺠﻬـﺩﺘﻴﻥ ﺯﺍﺌﻐﺘـﻴﻥ، ﻓﺼـﺭﺨﺕ
"ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﺼﺭﺨﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ:
- ﻋﻤﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ.. ﻋﻴﻭﻨﻬﺎ ﻏﺯﻻﻨﻲ ﻟﻜﻥ ﻤﻁﻔﻴﺔ !
"ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﺭﺒﺘﺕ ﻋﻠﻰ ﺨﺩ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻤﺘﻭﺩﺩﺓ:
- ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺒﺔ ﻻ ﺘﺨﺎﻓﻲ، ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺘﻙ.. ﻴﺎ ﺤﻠﻭﺓ ﻻ
ﺘﺨﺎﻓﻲ ﻨﺤﻥ ﺼﺤﻴﺢ ﻨﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻗﻌﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﻜﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﺭﺒﻨـﺎ ﻭ
ﻨﻌﺭﻑ ﺍﻷﺼﻭل ﻟﻜﻥ ﺭﺩﻱ ﻋﻠﻲ.. ﺍﺴﻤﻙ..
ﺍﻨﻔﺭﺠﺕ ﺸﻔﺘﺎ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻋﻥ ﺤﺭﻑ ﻭﺍﺤﺩ:
- ﺒـ.. ﺒﺎ ..
ﺜﻡ ﺃﻁﺒﻘﺕ ﺸﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﻜﺄﻥ ﺤﺭﻭﻓﺎ ﺤﺒﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ ﻓﺄﺨﺫ ﻓﻤﻬـﺎ
ﻴﺘﺭﺠﺭﺝ ﻜﺄﻨﻪ ﺘﻤﻀﻤﺽ ﻤﺎﺀ ﺍﻟﻭﻀﻭﺀ.!
- ٨٢ -
- 29. ﻜﺎﻥ "ﻋﺎﻴﺩ" ﻗﺩ ﺭﺠﻊ ﻭ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﻗﻌﺏ ﻟﺒﻥ ﻭ ﺨﻠﻔﻪ ﺍﻟﻌﻨـﺯﺓ
ﻟﻠﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺒﻥ، ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻘﻌﺏ ﻟﺯﻭﺠﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﻨﺩﺕ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺇﻟﻰ
ﺤﻀﻨﻬﺎ ﻭ ﻗﺭﺒﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻥ ﺜﻡ ﻨﻅﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺠﻬـﺎ ﻭ ﻗﺎﻟـﺕ
ﺒﺤﺯﻥ:
- ﺨﺭﺴﺎ ﺃﻭ ﺼﺎﺭﺕ ﺨﺭﺴﺎ ﻭ ﻋﻤﻴﺎ ﺃﻭ ﺼﺎﺭﺕ ﻋﻤﻴﺎ.
"ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺍﺴﺘﻨﻬﺎﻀﻬﺎ ﻓﺘﻬﺎﻭﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟـﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﻓﺘﻘﺩﻡ "ﻋﺎﻴﺩ" ﻭ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﺒﺭﻓﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ.
ﻤﺴﻜﻴﻨﺔ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻓﻘﺩﺕ ﺒﺼﺭﻫﺎ ﻭ ﻨﻁﻘﻬـﺎ ﻭ ﺭﺒﻤـﺎ ﻓﻘـﺩﺕ
ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ.. ﻭ ﺃﻨﺎ "ﺤـ ﺍﺱ ﺍﻟﻠﻘ ـﺔ" ﻭﺃﺭﻴـﺩ ﺃﻥ ﺃﺴـﺎﻋﺩﻫﺎ.. ﻻ
ﻴ ﺭ
ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ.. ﻓﻜل ﻗﻭﺘﻲ ﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺼـﻙ ﺍﻟﻁﻠﺴـﻡ.. "ﺤﻠﻴﻤـﺔ"
ﻟﻴﺴﺕ ﻓﻲ ﺼﻙ ﺍﻟﻁﻠﺴﻡ.. "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﺴﺔ "ﺤﻠﻴﻤﺔ " ﺍﻟﻜﻨﻭﺯ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ"ﻓﻲ "ﺍﻟﺨﻀﺎﺭﻱ" ﺃﻭ ﻓﻲ "ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ" ﻫﻲ ﺤﻠﻴﻤﺘـﻲ..
ﻫﻲ "ﺘﻲ".. ﻓﻲ ﺸﺭﻕ ﺍﻟﻨﻴل ﺃﻭ ﻓﻲ ﻏﺭﺒﻪ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺴﺭﻱ ﻭ ﺃﻨـﺎ
ﺴﺭ "ﺤﻠﻴﻤﺔ".
- ٩٢ -
- 30. ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ
ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﺃﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﺤﺯﻥ ﺍﻟﻤﻬﻠﻙ.. ﻨﻌﻡ ﺃﻨﺎ ﺃﺘﻐﻠـﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﻠل ﺒﺎﻟﺤﻜﻤﺔ.. ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺘﻔﺸل ﺃﻤﺎﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﺫﻟـﻙ
ﺍﻟﺸﺠﻥ ﺍﻟﻤﻭﻫﻥ ﻟﻠﻘﻭﻯ.. "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺒﻼ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﻭ ﻻ ﺒﺼـﺭ ﺒـﻼ
ﻨﻁﻕ ﻭ ﻻ ﻭﻋﻲ.. ﻭ ﻻ ﺤﻭل ﻟﻲ ﻭ ﻻ ﻗﻭﺓ.. ﻻ ﻴﻔﺼﻠﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ
ﻏﻴﺭ "ﺤﺎﺒﻲ".. "ﺤﻠﻴﻤﺔ" )ﺘﻲ(.. ﻤﺎ ﺃﻗﺴﻰ ﻤﺎ ﺃﻋﺎﻨﻲ، "ﺤﻠﻴﻤﺘـﻲ"
ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ ﻗﺩ ﺩﻤﺞ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻓﻲ "ﺘﻲ".. ﻭ ﻟﻜﻥ ﻻ "ﺤﻠﻴﻤـﺔ" ﻭ ﻻ
"ﺘﻲ".. "ﺤﻠﻴﻤﺘﻲ" ﺘﺭﻗﺩ ﺒﺎﻟﺸﺭﻕ ﺒﻼ ﺤﺩﺙ ﻭ ﻻ ﺯﻤﻥ.. ﺃﻋﻁﺎﻫﺎ
ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻗﻭﺘﺎ ﻭ ﺃﺩﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺃﻴﻥ ﻫﻲ.. ﻭ ﺃﻨـﺎ
ﻋﺎﺠﺯ ﻋﻥ ﻋﻭﻨﻬﻡ ﺃﻭ ﻋﻭﻨﻬﺎ.. "ﺍﻟﺨﻀﺎﺭﻱ" ﻤﻘﻠﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ،
ﺍﻟﻜل ﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ "ﺤﻠﻴﻤﺔ".. "ﻗﻨـﻭﺹ" ﻴﻘﻠـﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻭ ﻜﻼﺒﻪ ﺒﻁﺭﻴﻘﺘﻪ، ﻭ ﺃﻫل "ﺍﻟﺨﻀﺎﺭﻱ" ﻴﻘﻠﺒﻭﻥ ﺍﻟـﺒﻼﺩ
ﺒﺤﺜﺎ ﻭ ﺍﺴﺘﻘﺼﺎﺀ.. ﻜﻴﻑ ﺃﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺒﺤﺜﻭﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺃﻗﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﺒل
ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ؟.. ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻭﺴﻴﻠﺔ.. ﺃﻁﻭﻑ ﻤﺸﻌﺜﺎ ﻭ ﺤﺯﻴﻨـﺎ ﺒـﻴﻥ
ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭ ﺍﻟﻐﺭﺏ.. "ﻋﺎﻴﺩ" ﻭ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﻤﻥ ﺨﻴﺭ ﻨﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴـل..
ﻴﺒﺫﻟﻭﻥ ﺠﻬﺩﻫﻡ ﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ "ﺤﻠﻴﻤﺔ"، ﺁﻩ ﻟﻭ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ "ﻗﻨـﻭﺹ" ﺃﻥ
ﻴﺒﺤﺭ ﺒﺎﻟﻘﺎﺭﺏ ﻭ ﻴﺄﺘﻲ ﺒـ "ﺤﻠﻴﻤﺔ"، ﻤﺴﻜﻴﻥ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺤﺘﻰ ﻟـﻭ
ﺭﺃﻯ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻤﺎ ﻋﺭﻓﻬﺎ.. ﻭ "ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" ﺍﻨﺨﺴﻑ ﺃﻨﻔﻪ ﻤـﻥ
- ٠٣ -
- 31. ﺍﻟﺫل.. ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﺭﻓﻊ ﺭﺃﺴﻪ.. ﻨﻅﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﺍﺌﻤـﺎ ﻜﺄﻨﻤـﺎ
ﻴﺒﺤﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺨﻴﺎﻟﻪ ﻭ ﺤﺴﺏ، ﺃﺒﻠﻎ ﺸﻜﻭﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ.. ﻗﺎل ﻟﻪ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺏ:
- ﺍﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺯﻭﺠﺘﻙ ﻴﺎ ﺭﺠل.. ﻋﻴﺏ ﻋﻠﻴﻙ ﺘﻘﻭل ﺯﻭﺠﺘﻲ
ﻀﺎﻋﺕ.. ﻗل ﻤﺠﻨﻭﻨﺔ ﻭ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ..
ﺜﻡ ﺃﺭﺩﻑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﺨﻔﻔﺎ ﻤﻥ ﻗﺴﻭﺓ ﻜﻼﻤﻪ:
- ﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل ﻟﻭ ﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﺴﻨﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ.. ﺭﺒﻨﺎ ﻤﻌﻙ .
ﻫﻤﻬﻡ "ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ ":
- ﻻ "ﺍﻷﺯﻫﺭﻱ" ﻫﻨﺎ ﻭ ﻻ "ﻗﻨﺎﻭﻱ" ﻋﻨﺩﻩ ﺤﻴل.. ﺭﺒﻨﺎ ﻴـﺭﺩ
ﻏﻴﺒﺘﻙ ﻴﺎ "ﺃﺯﻫﺭﻱ"..
ﻋﺎﺩ "ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" ﻜﺴﻴﺭﺓ ﻨﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ "ﺍﻟﺨﻀﺎﺭﻱ" ﻭ ﻤﻌﻪ ﻋـﺎﺩ
ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﺤﺎﻟﻬﻡ ﻏﻴﺭ ﺤﺎﻟﻪ.. ﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﻴﺴﻴﺭﻭﻥ ﻤﻌﻪ ﻭ ﻴﺴـﺄﻟﻭﻥ
ﻤﻌﻪ.. ﻭ ﺃﺭﻀﺎﻫﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻋﻥ ﺍﻤـﺭﺃﺓ ﻤﺠﻨﻭﻨـﺔ ﺃﻭ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻔﺭﻴﺕ ﻭ ﻓﻘﺩﺕ ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺘﻌـﺭﺽ ﺃﺤـﺩ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺎﺯﺌﺔ، ﻭ ﻓﻲ ﺒﻴﺕ "ﻗﻨﺎﻭﻱ" ﺘﺘﻜﻭﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺃﻜﻭﺍﻤﺎ ﺃﻜﻭﺍﻤﺎ ﻴﻠﻑ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻜﻭﺍﻡ ﻓﻼ ﻴﺘﺤﺩﺜﻥ ﺇﻻ ﻫﻤﺴﺎ..
ﺃﻭ ﺼﻤﺘﺎ ﻭ ﺇﻴﻤﺎﺀ ﻓﺤﺴﺏ.. ﻴﺤﺎﻭﻟﻥ ﺘﻬـﻭﻴﻥ ﺍﻷﻤـﺭ ﻋﻠـﻰ ﺃﻡ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻭ ﺃﻫﻠﻬﺎ.. ﻭ ﻴﻨﻅﺭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺨﻤﺴـﺔ ﻭ ﺃﺨـﺘﻬﻡ
- ١٣ -
- 32. ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭ ﻗﺩ ﻻﺫﻭﺍ ﺒﺠﺩﺘﻬﻡ ﻭ ﺨﺎﻟﺘﻬﻡ.. ﻴﺨﺸﻭﻥ ﺴﻤﺎﻉ ﺃﺴﺌﻠﺔ
ﻤﻥ ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻫﺭﺒﻭﺍ ﻤﻥ ﺴﺅﺍل ﻤﻠـﺢ: )ﺃﻴـﻥ
ﺃﻤﻜﻡ ﻴﺎ ﻋﻴﺎل ؟(
ﻭ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﻁﺤﻨﻨﻲ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﻤﺜل ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺴﻤﻌﺕ ﻫﻤﺴﺎ ﻋﺠﻴﺒﺎ:
)"ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ".. ﺤﺒﻴﺒﻲ.. "ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ"(.. ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ "ﺘـﻲ"
ﺘﺴﻤﻴﻨﻲ "ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ".. ﻫل ﺒﻌﺜﺕ "ﺘﻲ" ﻤـﻥ ﺒـﻴﻥ ﺤـﺭﻭﻑ
ﺍﻟﻁﻠﺴﻡ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﺒﺩﻤﺎﺌﻬﺎ ؟
ﺘﺴﻤﻌﺕ ﻟﻠﻬﻤﺱ ﻏﻴﺭ ﻤﺼﺩﻕ.. ﻭﻫﻡ ؟ ﺤﻘﻴﻘﺔ ؟
ﻟﻡ ﻴﻨﺎﺩﻨﻲ "ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ" ﺃﺤﺩ ﻤﻨﺫ ﺴﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺴـﻨﺔ، ﻫـل
ﺘﻌﺒﺙ ﺒﻲ ﺃﺤﺯﺍﻨﻲ ﻭ ﺃﺸﺠﺎﻨﻲ.. ﺃﻡ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﻨﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﻌﺙ ﺍﻟﻨـﺩﺍﺀ
ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺤﻭﻟﻲ ﻤﺘﺨﻴﻼ، ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺜﺭ ﺭﺅﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﺤﻴﺭﺓ
ﺍﻹﻭﺯ ﻓﻲ ﺠﺴﺩ "ﺤﻠﻴﻤﺔ".. ﺃﻡ ﺃﻨﺎ ﺃﻜﺫﺏ ﻋﻠﻰ ﺴﻤﻌﻲ ؟!!
- ﺤﺒﻴﺒﻲ.ﺍﺒﻲ".. ﺤﺒﻴﺒﻲ .. "ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ"..
ﻻ ﻻ.. ﻫﺫﺍ ﺼﻭﺕ ﻤﺤﺩﺩ.. ﻟﻴﺱ ﺨﻴﺎﻻ ﻭ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ.
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺒﻌﻴﺩ.. ﻴﻨﺒﻌﺙ ﺍﻟﻬﻤﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ
ﻴﻨﻘﻁﻊ ﻓﻘﺎﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ "ﺤﺎﺒﻲ".. ﻫﻨﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠـﺭﻑ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻜـﺎﺩ
"ﻗﻨﻭﺹ" ﺃﻥ ﻴﺴﻘﻁﻪ، ﺇﻨﻪ ﻴﻌﺘل ﺒﻀﻊ ﺠﺭﺍﺌﺩ ﻤﻥ ﺨﻴـﺭ ﺠﺭﻴـﺩ
- ٢٣ -
- 33. ﺍﻟﻨﺨل ﻭ ﺃﻗﻭﺍﻫﺎ.. ﻴﻌﺘﻠﻬﺎ ﺒﻬﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻭ ﺃﺴﻔل، ﺍﻟﻌﺠﻴﺏ ﺃﻥ
ﻴﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﺠﺭﻑ ﻤﺤﺩﺜﺎ ﺴﺤﺎﺒﺔ ﻤﻥ ﻏﺒﺎﺭ، ﺨﺭﺝ "ﻗﻨـﻭﺹ" ﻤـﻥ
ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻓﺭﺤﺎ ﻭ ﻤﻬﻠﻼ ﻭ ﻫﻭ ﻴﺼﺭﺥ ﺒﺎﻻﻨﺘﺼﺎﺭ:
- ﻗﻠﺒﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﻡ.. ﻜﻠﻬﻡ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﷲ ﻭ ﻗﻠﺒـﺕ
ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻴﺎ "ﻗﻨﻭﺹ"...
ﻗﺎل ﺫﻟﻙ ﺜﻡ ﺃﻟﻘﻰ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺜﻡ ﺨﻠﻊ ﺠﻠﺒﺎﺒـﻪ ﻭ ﻭﻗـﻑ
ﻋﺎﺭﻴﺎ ﻴﺴﺘﺭﻩ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺒﻁﻨﻪ ﻭ ﺃﺨﺫ ﻴﺼﻨﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻼﺒﻴﺔ ﻤﺭﻜﺒﺎ
ﺜﻡ ﻴﻔﻐﺭ ﻓﺎﻩ ﻓﻴﻐﻭﺹ ﻭ ﻴﻌﻭﺩ ﻴﻁﻔﻭ..
ﺜﻡ ﺃﻤﺴﻙ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺒﺠﻠﺒﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﺭﻗﻊ ﻭ ﻭﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺠﺭ ﻋﻨﺩ
ﺍﻟﺒﺭ ﻭ ﻅل ﻴﻀﺭﺒﻪ ﺒﻘﺩﻤﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﺘﻤﺯﻕ ﺃﻏﻠﺒﻪ.. ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺼـﺎﺭ
ﻨﻅﻴﻔﺎ ﻨﻭﻋﺎ.
ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﻠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺤﺎﻁﺕ ﺒـ"ﻗﻨـﻭﺹ" ﺘﺤﺠـﺏ ﺍﻟﻬﻤـﺱ
ﻋﻨﻲ.. ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺠﻠﻲ "ﻗﻨﻭﺹ" ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺜﻡ ﺘﻌﺎﻁﻔﺕ ﻤﻌـﻪ
ﺤﺘﻰ ﻋﺼﺭ ﺠﻠﺒﺎﺒﻪ ﻭ ﻨﺸﺭﻩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻘـﺎﺭﺏ.. ﺩﺭﺕ ﺤﻭﻟـﻪ
ﺩﻭﺭﺘﻴﻥ ﻤﺭﺩﺩﺍ:
- ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻤﺎﺘﺕ.. ﻤﺎﺘﺕ ..
ﺃﻋﺭﻑ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ )ﻜﻼﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ( ﺘﺜﻴﺭ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻓﻲ
ﻗﻠﺒﻪ ﻭ ﻓﻌﻼ ﻨﻅﺭ ﻴﻤﻴﻨﺎ ﻭ ﻴﺴﺎﺭﺍ ﺜﻡ ﻗﻔﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻭ ﺠـﺩﻑ
- ٣٣ -
- 34. ﺒﻬﻤﺔ ﻭ ﺨﺒﺭﺓ ﻤﺒﺘﻌﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﺤﺘﻰ ﻭﺼل ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺴﻁ
ﺍﻟﻨﻴل ﻭ ﺼﻌﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﺤﺘﻤﻴﺎ ﺒﺸﺠﻴﺭﺍﺘﻬﺎ.
ﻭ ﺼﺩﻕ ﺤﺩﺴﻲ.. ﻓﻘﺩ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻬﻤﺱ ﻴﺘﺼﺎﻋﺩ ﻭ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻜﺜﺭ ﻭ
ﺃﻜﺜﺭ، ﺜﻡ ﻓﻭﺠﺌﺕ ﺒﺄﺠﻤل ﻤﻨﻅﺭ ﺃﻨﻅﺭﻩ ﻤﻨﺫ ﺴﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻋﺎﻡ.
"ﺘﻲ".. ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ ﺘﺒﺘﺴﻡ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺠﻭﺤﺔ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬـﻭﺍﺀ
ﺘﻌﺒﺙ ﺴﺎﻗﺎﻫﺎ ﺒﺴﻁﺢ ﺍﻟﻤﺎﺀ.
- "ﺘﻲ".. ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ.. ﻜﻴﻑ ﻋﺩﺕ ﺇﻟﻲ ؟.. ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ ﻻ ﺘﻨﻅﺭﻱ
ﺇﻟﻲ.. ﻤﺎ ﺃﻨﺎ ﺇﻻ ﻋﺠل ﺃﺒﻴﺱ.. ﻭ ﻟﻜـﻥ ﺍﺴـﻤﻌﻲ ﺼـﻭﺘﻲ ﻭ
ﻏﻨﺎﺌﻲ..
ﻓﻲ ﺃﺒﻬﺔ ﺃﻤﻴﺭﻴﺔ ﺘﺘﻤﺎﻴل "ﺘﻲ" ﻤﻊ ﺃﺭﺠﻭﺤﺘﻬﺎ، ﺘﻌﻠﻭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭ ﺘﻬﺒﻁ، ﻴﻤﻸ ﺍﻻﺒﺘﺴﺎﻡ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﻜﻠﻪ ﺸﻔﺘﻴﻥ ﻭ ﻋﻴﻭﻨـﺎ.. ﻜﻠﻬـﺎ
ﺘﺒﺘﺴﻡ ﺒﺭﻴﻕ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﻨﻀﻴﺩ ﺃﺴﻨﺎﻨﻬﺎ.. "ﺤﻴـﺏ ﺤـﺎﺒﻲ" ﻋﻠـﻰ
ﻟﺴﺎﻨﻬﺎ.. ﻜل ﺫﻟﻙ ﻴﻐﻤﺭﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺸﻭﺓ ﻓﻴﺭﺘﺞ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ.
ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺘﺎﺝ ﻨﻀﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﺍﻗﻴﺕ ﻭ ﺍﻟﺯﻤﺭﺩ ﻭ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ، ﻴﺤﻴﻁ ﺠﻴﺩﻫﺎ ﻋﻘﺩ ﺘﺘﺩﻟﻰ ﻤﻨﻪ ﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻼﺌﺩ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ
ﻤﻊ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻭ ﻤﻊ ﺼﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﻤﺭﻱ.. ﻭ ﺤﻭل ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻁﻭﻕ ﻤﻥ
ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻴﻨﺘﻅﻡ ﻤﻊ ﻗﻼﺩﺘﻬـﺎ ﻭ ﺃﺴـﺎﻭﺭﻫﺎ، ﻭ ﺤـﻭل ﺫﺭﺍﻋﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﻌﺒﻼﻭﻴﻥ ﺘﻨﺘﻅﻡ ﺸﺭﺍﺌﻁ ﻤﻠﻭﻨﺔ ﺘﺯﻴﺩﻫﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻭ ﺒﻬﺎﺀ.. ﻴﺘﻤﻨﻁـﻕ
- ٤٣ -
- 35. ﺒﻁﻨﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﻤﺭ ﺒﺤﺯﺍﻡ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺌﺢ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﻤﺤـﻼﺓ ﺒﺎﻟﺯﺒﺭﺠـﺩ
ﺍﻷﺨﻀﺭ ﻭ ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯ ﻭ ﺍﻟﻴﻭﺍﻗﻴﺕ ﺍﻷﺭﺠﻭﺍﻨﻴﺔ.. ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﺤـﺯﺍﻡ
ﺍﻟﻌﺭﻴﺽ ﻴﺸﺩ ﻤﺌﺯﺭﺍ ﻤﻔﺘﻭﺡ ﺍﻟﻤﺼﺭﺍﻋﻴﻥ ﻓﻴﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺃﺠـﺯﺍﺀ
ﻤﻥ ﺴﺎﻗﻴﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺃﺭﺠﺤﺔ ﺍﻷﺭﺠﻭﺤﺔ ﻭ ﻋﺒﺙ ﺃﻗﺩﺍﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ.
- "ﺘﻲ".. ﻜﻴﻑ ﺘﺤﺭﺭﺕ ﻴﺎ "ﺘﻲ" ؟
- ﺤﺒﻴﺒﻲ "ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ".. ﺭﺏ ﻀﺎﺭﺓ ﻨﺎﻓﻌﺔ؛ ﻟﻘﺩ ﺍﻨﺘﺯﻋﻨـﻲ
ﺍﻟﺴﺎﺤﺭ ﻓﻲ ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺍﻹﻭﺯ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟـﺩﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘـﻲ ﻜﺘـﺏ ﺒﻬـﺎ
ﺍﻟﻁﻠﺴﻡ.. ﺃﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺤﺭﺓ.. ﻭ ﺃﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺭﻭﺤﺎ ﻓـﻲ ﻜـل
ﺍﺘﺠﺎﻩ.. ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ.. ﻻ ﺘﻅﻥ ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺒﻲ ﺃﻨﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺼـﻭﺭﺓ
"ﻋﺠل ﺃﺒﻴﺱ".. ﺃﺭﺍﻙ ﺭﻭﺤﺎ ﺘﻤﺘﻁﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺠل ﺍﻟﻜﺌﻴـﺏ.. ﻻ
ﺒﺄﺱ.. ﻭ ﻟﻜﻨﻙ ﺘﺫﻫﺏ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻜل ﺍﺘﺠﺎﻩ.. ﺃﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﺴﺭﻴﺔ
ﻟﻙ ؟.. ﻜﻴﻑ ﺘﺭﺍﻨﻲ ﻴﺎ "ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ"؟
- ﺃﺭﺍﻙ ﺒﺼﻭﺭﺘﻙ ﺍﻵﺩﻤﻴﺔ.. ﺠﻤﻴﻠﺔ ﻤﺒﻬﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﺃﻨـﺕ ﻤﻨـﺫ
ﺍﻟﻘﺩﻡ.
- ﻭ ﺃﻨﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻭﺴﻴﻡ.. ﺃﻨﺕ
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﺕ.. ﻓﻼ ﺘﺒﺘﺌﺱ ﺒﺎﻤﺘﻁﺎﺌﻙ ﺫﻟﻙ "ﺍﻷﺒﻴﺱ" ﺍﻟﻘﺒـﻴﺢ.. ﺃﻨـﺕ
ﺃﻨﺕ ﻟﻡ ﺘﺘﻐﻴﺭ.. ﺃﻨﺕ "ﺤﻴﺏ ﺤﻭﺘﺏ" ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ.. ﺃﻨﺕ ﺃﻨﺕ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺃﺩﻟﹸﻪ ﺒﺎﺴﻡ "ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ"
ﻠ
- ٥٣ -
- 36. ﺘﻤﺎﻴﻠﺕ "ﺘﻲ" ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺠﻭﺤﺘﻬﺎ ﺜﻡ ﻗﺎﻟﺕ :
- ﺍﻗﺘﺭﺏ ﻤﻨﻲ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﻨﻰ ﻭ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻏﺒﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ.. ﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺕ ﻁﻴﻠﺔ ﺘﻠـﻙ ﺍﻵﻻﻑ
ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ؟.. ﺃﻨﺎ ﻟﻡ ﺃﻋﺭﻑ ﺃﻨﻬﺎ ﺁﻻﻑ ﺇﻻ ﻤﻨﻙ.. ﺃﻨﺎ ﺤﺒﻴﺴـﺔ
ﺩﻤﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻠﺴﻡ.. ﻗل ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺒﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ
؟ ﺇﻨﻬﻡ ﺃﺤﻔﺎﺩﻨﺎ.. ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺃﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﺘﻐﻴﺭﻭﺍ !.. ﻟﻡ ﻴﺯل ﺍﻟﺸـﻠﻭﻟﻭ
ﹶ ﹶ
ﻭ ﺍﻟﻤﺵ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻭﺤﺔ ﺇﺩﺍﻤﻬﻡ ﻭ ﺒﺘﺎﻭ ﺍﻟﻘﻴﻀﻲ ﻁﻌﺎﻤﻬﻡ.. ﻋﻔﺎ ﺍﷲ
ِ ِ
ﻋﻥ ﺠﺩﻙ ﻭ ﺠﺩﻱ "ﺸﺩﺍﺩ ﺒﻥ ﻋﺎﺩ".. ﻟﻡ ﻴﺤﺴﻡ ﺃﻤـﻭﺭ ﻗﻭﻤـﻪ ﻭ
ﺍﻫﺘﻡ ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﺩ.. ﺒﻨﻰ ﻟﻨﺎ )ﺇﺭﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ( ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ
ﻭ ﺇﺭﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻫﻨﺎ..
ﻀﺤﻜﺕ "ﺘﻲ" ﻭ ﻗﺎﻟﺕ:
- ﺃﻅﻨﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻤﻥ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺎﺘﻙ..
ﺜﻡ ﺃﺭﺩﻓﺕ:
- ﺤﺒﻴﺒﻲ.. "ﺤﻴﺏ ﺤﺎﺒﻲ".. ﺃﻨﺕ ﻤﻘﺼﺭ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠـﻙ.. ﻻ
ﺘﻐﻀﺏ ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺒﻲ.. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺴﺎﻋﺩ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﻌـﻭﺩﺓ ﺇﻟـﻰ
ﺃﻫﻠﻬﺎ.. "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺤﻔﻴﺩﺘﻲ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ !..
ﺜﻡ ﻀﺤﻜﺕ ﻭ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ:
- ٦٣ -
- 37. - ﻭ ﺃﻨﺕ ﻟﻙ ﺃﺤﻔﺎﺩ ﺃﻴﻀﺎ.. ﻋﻠﻴﻙ ﺒﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻜﻨﻭﺯ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺒﻲ.. ﻴﺠﺏ ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺒﻲ ﺃﻥ ﻨﺴﺎﻋﺩ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺤﺘﻰ ﻟﻭ
ﺍﺭﺘﻜﺒﻨﺎ ﺤﻤﺎﻗﺎﺕ.. ﺃﻨﺎ ﺴﺄﺴﺎﻋﺩﻫﺎ..
ﺜﻡ ﺃﺭﺩﻓﺕ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺃﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ:
- ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺒﺨﻴﺭ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺠﻬـﺩ ﺍﻷﻟـﻴﻡ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺃﺭﻫﻘﻬﺎ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﺤﺭ ﺠﻌل ﺭﻭﺤﻬﺎ ﺘﻁﻭﻑ ﺤﻭل ﺠﺴﺩﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﺘﻔﺎﺭﻗﻪ.. ﻟﻠﺴﺎﺤﺭ ﺨﻴﻁ ﻴﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﻪ، ﺴﺄﻋﻤل ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻌﻪ ﻭ ﻋﻠﻴﻙ
ﺃﻨﺕ ﺃﻥ ﺘﻀﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻙ.. ﺴﺘﺄﺘﻲ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻗﺭﻴﺒـﺎ.. ﻭ
ﺘﺴﺘﻌﻴﺩ ﺤﻭﺍﺴﻬﺎ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ.
ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ " ﺘﻲ" ﻭ ﺘﺒﻬﺭﻨﻲ ﺒﺼﻭﺘﻬﺎ ﻭ ﺠﻤﺎﻟﻬﺎ.. ﻜﺄﻨﻲ ﻭﻟـﺩﺕ
ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ.. ﻭﺩﺍﻋﺎ ﻟﻠﻤﻠل.. ﺴﻴﺒﺩﺩ ﺭﻭﺤﺎﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻡ ﺍﻟﺭﺘﻴـﺏ
ﻟﻠﺯﻤﻥ.. ﻨﻌﻡ ﻭ ﺴﻭﻑ ﻻ ﺃﻨﺴﻰ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺘﻲ ﻋﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ"ﻤﺼﺭﺍ ﻴﻡ"
ﻭ "ﻗﺒﻁﻴﻡ".. ﺁﻩ "ﻗﺒﻁﻴﻡ" ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﺴﻤﻪ ﺍﺴﻤﺎ ﻟﻤﺼﺭ.. ﻭ ﻗﺎل
ﺍﻹﻏﺭﻴﻕ ﻋﻨﻪ "ﺠﺒﺘﻴﻡ".. ﺃﺘﻤﻨﻰ ﻟﻭ ﻋﺎﺩ ﺍﺴﻡ ﺠﺩﻱ "ﻤﺼﺭﺍﻴﻡ" ﺇﻟﻰ
ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺒﻼﺩﻱ ﻋﻨﺩ ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺩﻭل؛ ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﺴﺎﺌﺤﻭﻥ ﻭ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻫﺫﻩ
ﺒﻼﺩ "ﺠﺒﺘﻴﻡ" )ﺇﻴﺠﺒﺕ( ﺴﻭﻑ ﺃﺠﻌل ﻤـﻥ ﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﺎﺘﻲ ﺠﻌﻠﻬـﺎ
ﻤﺴﻤﺎﺓ ﺒﺎﺴﻡ ﺠﺩﻱ "ﻤﺼﺭﺍﻴﻡ" ﻴﻌﻨﻲ ﻤﺼﺭ ﻜﻤﺎ ﻨﻨﻁﻘﻬﺎ ﻨﺤﻥ.. ﻤﺎ
- ٧٣ -
- 38. ﺭﺃﻴﻙ ﻴﺎ "ﺘﻲ" ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ.. ﻓﺎﺠﺄﺘﻨﻲ "ﺘﻲ" ﺒﺎﺨﺘﻔﺎﺌﻬﺎ.. ﻜﺄﻨﻬﺎ
ﺸﻤﺱ ﺍﻨﻁﻔﺄﺕ.. ﺼﺤﺕ ﺒﻼ ﻭﻋﻲ:
- ﺃﻴﻥ ﺃﻨﺕ ﻴﺎ "ﺘﻲ" ؟ .. "ﺘﻲ" ﺃﻴﻥ ﺫﻫﺒﺕ ؟
ﺍﺨﺘﻔﺕ ﺤﺒﻴﺒﺘﻲ.. ﺃﻅﻠﻤﺕ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ، ﺃﺸﻌﺭ ﺃﻨﻲ ﻓﻲ ﻨﻔﻕ ﻤﻅﻠﻡ..
ﻟﻡ ﺃﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﻗﺒل.. ﺫﻟﻙ ﺇﺫﻥ ﺠﺒل ﺍﻟﺨﻭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺜﻡ
ﻓﻭﻗﻲ..ﻫل ﻜﺎﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﻭ ﺨﻴﺎﻻ ؟.. ﻜﺄﻥ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻟﻡ ﻴﻜـﻥ.. ﺃﻭ
ﺃﻨﻪ ﺫﻜﺭﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺯﻤﻥ ﺒﻌﻴﺩ.
ﺠﻠﺴﺕ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺠﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﺩﻤﻪ "ﻗﻨﻭﺹ".. ﻟﻡ ﻴﻘـﺩﻡ ﻟـﻲ
"ﺤﺎﺒﻲ" ﺃﻱ ﺘﺴﺭﻴﺔ !
ﺯﺍﺩﻨﻲ ﺤﺯﻨﺎ ﻭ ﺍﻜﺘﺌﺎﺒﺎ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﻜﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺤﻭﺭ؛ ﺒﺩﺃ ﻨﺒﺎﺤـﻪ
ﻴﺘﺭﺍﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺴﻤﻌﻲ.. ﻫل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﺨﺘﻔـﺎﺀ "ﺘـﻲ" ؟..
ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒـ"ﺤﻠﻴﻤﺔ"..
ﺜﻡ ﺍﻨﻘﻁﻊ ﻨﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻠﺏ.. ﻭ ﻫل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺨﻴﺭ ؟ ﺃﻡ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﺸـﺭ
ﻜل ﺍﻟﺸﺭ ؟.. ﻻ.. ﻓﻲ ﺼﻤﺕ ﺍﻟﻜﻠﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺡ ﺨﻴﺭ ﻤﺅﻜـﺩ..
ﺃﺴﺘﺠﻠﺏ ﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻲ.. ﺃﺴﺘﺩﻋﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺤﻭﺍﺴﻲ.. ﺤﺴﻨﺎ
ﻴﺘﺩﻓﻕ ﺭﺫﺍﺫ ﻤﻥ ﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺤﻭﺍﺴـﻲ.. ﺴـﺄﺤﺭﺹ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻪ ﻭ ﻟﻥ ﺃﻓﺘﺭﺽ ﻓﺭﻭﻀﺎ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺤﺘـﻰ ﺃﺘﻤﻜـﻥ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ.. ﻤﻨﺫ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﺕ "ﺘﻲ" ﺃﻨﻨﻲ ﺃﻋـﻴﺵ ﻓـﻲ ﺸـﻜﻠﻲ
- ٨٣ -
- 39. ﺍﻷﺼﻠﻲ؛ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﻨﻴﺩ "ﺤﻴﺏ ﺤﻭﺘﺏ" ﻭ ﺃﻨﺎ ﺃﺸﻌﺭ ﺃﻨﻲ ﻤﺎﺯﻟﺕ
ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﻨﻴﺩ.. ﻻ ﺒﺄﺱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﺭﺴﻲ ﻫﻭ ﻋﺠل ﺠﺎﻤﻭﺱ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻤﻁﻴﻊ ﻷﻫﻤﺯﻨﻪ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ، ﻷﻋﺒﺭﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭ
ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﻭ ﺍﻟﺭﻤﺎل.. ﻻ ﻴﺘﻌـﺎﺭﺽ ﺫﻟـﻙ ﺃﺒـﺩﺍ ﻤـﻊ
ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺎﺘﻲ .. ﻴﻨﺒﻬﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺤﻭﺭ ﻋﻨﺩ ﻜل ﺨﻁﺭ ﻭ ﻟﺴﻭﻑ
ﺃﺒﺤﺙ ﻋﻥ "ﺘﻲ" ﻭ ﻟﻭ ﺃﺩﻯ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻗﺘل ﺍﻟﺴﺎﺤﺭ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ"..
ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﺨﺘﻔﺎﺀ "ﺘﻲ".
- ٩٣ -
- 40. ﺃﺸﺠﺎﻥ ﺤ ﺍﺱ ﺍﻟﻠﻘﻴﺔ
ﺭ
ﻁﺎﻓﺕ ﺤﻭﻟﻲ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﻻ ﺃﺠﺩ ﻟﻬﺎ ﺃﻴﺔ ﺃﺠﻭﺒﺔ، ﻜﻴﻑ ﺘﺤـﺭﺭﺕ
"ﺘﻲ" ﻭ ﺠﺎﺀﺕ ﻟﺯﻴﺎﺭﺘﻲ ؟ ﻜﻴﻑ ﺍﺨﺘﻔﺕ "ﺘﻲ" ﻓﺠـﺄﺓ ﻭ ﺍﻨﻔﺼـﻡ
ﻋﻨﻲ ﻭﺼﻠﻬﺎ ؟ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﺼل ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﻤﻨﺫ ﺴﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺴـﻨﺔ..
ﻭ ﻟﻭﻻ ﺃﻨﻲ ﺃﺘﺎﺒﻊ ﺘﻨﺎﺴﺨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ.. ﻫل ﻜﺎﻥ ﻓـﻲ
ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﺒـ"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ".. ﻻ ﺃﺩﺭﻱ !!
ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻲ ﺃﻨﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻷﻤﺭ.. ﺤﻘﺎ ﺃﻨﻲ ﺃﺒﻁﻠـﺕ ﺴـﺤﺭ
"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻭ ﻟﻡ ﺃﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺩﺤﺭ ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ، ﻭ ﻟﻡ ﺃﻤﻜﻥ "ﺤﻠﻴﻤﺔ"
ﺘﺤﺕ ﻭﻁﺄﺓ ﺍﻟﺴﺤﺭ ﻤﻥ ﻏﺭﺱ ﺍﻟﻤﺠﺩﺍﻑ ﻓﻲ ﻓﻡ ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ.. ﻟـﻭ
ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻡ ﺤﻴﻨﻬﺎ ﻻﻨﺴﺤﻕ ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ ﻭ ﺍﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﻨﺯ.. ﺒل ﻜﻨـﺕ
ﺃﻨﺎ ﻗﺩ ﺼﺭﺕ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﺃﺴﻴﺭﺍ ﻴﺴـﺨﺭﻨﻲ ﻜﻴـﻑ
ﺸﺎﺀ.. ﻫل ﺃﻓﺨﺭ ﺒﺒﻁﻭﻟﺘﻲ ﻭ ﺤﺭﺼﻲ !! ﻴﺤﻕ ﻟـﻲ ﺃﻥ ﺃﺴـﻌﺩ
ﺒﺫﻟﻙ ﻭ ﻟﻜﻨﻲ ﺘﻌﻠﻤﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻗﺏ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺘﺼـﺎﺭ..
ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ.. ﺍﻟﻘﻠـﻕ ﺍﻹﻴﺠـﺎﺒﻲ ﻫـﻭ
ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻵﺨﺭ ﻟﻼﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ.. ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻫﻭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠﻨـﻲ
ﺃﺸﺎﺭﻙ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﻴﺠﻌﻠﻨﻲ ﺤﻴﺎ ﻤﺜﻠﻬﻡ.. ﻟﻭﻻ ﺫﻟـﻙ
ﺍﻟﻘﻠﻕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻟﻬﺯﻤﻨﻲ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ.. ﻭ ﻟﻭﻻ ﺃﻨﻲ ﺭﺼـﺩﺕ
ﻜﺄﺱ ﺍﻟﻠﻭﺘﺱ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻜﻠﻤـﺎ ﺍﺒﺘﺴـﻤﺕ ﻭ ﺃﻀـﺎﺀﺕ
- ٠٤ -
- 41. ﻏﻤﺎﺯﺘﺎﻫﺎ ﻤﻊ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺃﺴﻔل ﺫﻗﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﺭﻱ، ﻟـﻭﻻ ﺫﻟـﻙ
ﻻﺤﺘﻭﺍﻫﺎ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻭ ﻓﺘـﺢ ﺒﺩﻤﻬﺎ ﻜﻨـﻭﺯ "ﺍﻟﺨﻀـﺎﺭﻱ" ﻭ
"ﺒﺨﺎﻨﺱ"..
ﺁﻩ.. ﺃﻋﻭﺩ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻴﻭﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺜل "ﺘﻲ" ﻴﻭﻡ ﻜﺎﻨﺕ
ﺒﻨﺕ ٤١.. ﻟﻜﻥ ﺼﻭﺭﺓ "ﺘﻲ" ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻁﺎﻏﻴﺔ ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺴﻭﻯ
"ﺘﻲ" ﺘﺘﺄﺭﺠﺢ ﺒﺩﻻﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍﺝ "ﺤﺎﺒﻲ".. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺘﺄﺭﺠﺢ ﺃﺜﺭﺍ
ﺒﻌﺩ ﻋﻴﻥ ﺃﻴﻥ ﺍﺨﺘﻔﻴﺕ ﻴﺎ "ﺘﻲ" ؟ ﻫل ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﻙ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻁﻠﺴﻡ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ؟..
ﻫﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﻭ ﻴﻌﺼﻑ ﺒﻲ – ﻟﻥ ﺃﺴﺘﺴﻠﻡ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻠﻕ
ﺍﻟﻌﺎﺼﻑ ﻟﻥ ﺃﺠﻌﻠﻪ ﻗﻠﻘﺎ ﺴﻠﺒﻴﺎ.. ﻭ ﻟﻜﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﺘﺄﺠﺞ ﻨﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠـﻕ
ﻫﻜﺫﺍ؟..ﺁﻩ..ﺃﻅﻥ ﺃﻨﻲ ﻓﻲ ﺤﺒﺎﺌل ﻤﺼﻴﺩﺓ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺃﻴﺔ ﺤﺒﺎﺌل ﺘﻠﻙ؟
ﻭ ﺃﻴﺔ ﻤﺼﻴﺩﺓ ؟ ﻟﻥ ﺃﺘﻬﻡ ﻨﻔﺴﻲ ﺒﺎﻟﻐﺒﺎﺀ .. ﺇﻨﻬﺎ "ﺤﻠﻴﻤـﺔ" ﻫـﻲ
ﻤﺼﺩﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻠﻕ.. "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺍﻟﻨﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﻜﻭﺥ "ﻋﺎﻴﺩ" ﺘﻤﺭﻀـﻬﺎ
"ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﺍﻟﻁﻴﺒﺔ.. ﻟﻨﺘﺭﻙ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﻟﻁﻴﺒﺘﻬـﺎ ﺍﻵﻥ.. ﺍﻟﺨﻁـﺭ
ﺤﻭل "ﺤﻠﻴﻤﺔ".. ﻫﻭ ﺨﻁﺭ ﺤﻭﻟﻲ ﺃﻨﺎ ﺃﻴﻀﺎ.. ﻟﻘﺩ ﺃﺨﺒﺭﺘﻨﻲ "ﺘﻲ"
ﺒﺄﻥ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﺘﺭﻗﺩ ﺠﺴﺩﺍ ﺘﺤﻭﻡ ﺤﻭﻟﻪ ﺭﻭﺤﻬﺎ.. ﻨﻌﻡ.. ﺇﻨﻬﺎ ﻤﻜﻤﻥ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﺎﻓﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﻨﺎﻓﺭﺓ ﺒﺭﻏﺒﺘﻬﺎ.. ﺇﻨﻬـﺎ ﺭﻭﺡ
ﻤﺸﺘﺘﺔ ﺒﻔﻌل ﻓﺎﻋل.. ﻓﺎﻋل ﺸﺭﻴﺭ ﻴﺤـﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺄﺴـﺭ ﺍﻟـﺭﻭﺡ
- ١٤ -
- 42. ﺒﺎﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﺒﻼ ﺤﺭﺍﻙ.. ﻻﺒـﺩ ﺃﻥ
"ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﻴﻁﺭ.. ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺩﻤﺭﺕ "ﺍﻟﺘﻜﺭﻭﺭﻱ" ﺒﻌﺩ
ﺃﻥ ﺃﺒﻁﻠﺕ ﺴﺤﺭﻩ ﻭ ﻨﺼﺭﺕ ﺍﻟﺘﻤﺴﺎﺡ ﻋﻠﻴﻪ.. ﻟﻴﺘﻨﻲ.. ﻭ ﻟﻜـﻥ
ﻜﻴﻑ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺩﻤﺭ ﺒﺸﺭﺍ ﻴﻤﻠﻙ ﺠﺴـﺩﺍ ﺤﻴـﺎ ﻭ ﻴﻤﻠـﻙ ﺸـﺭﺍ
ﻤﺴﺘﻁﻴﺭﺍ.. ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﻤﺘﺠﺴﺩﺓ.. ﺃﻨﺎ ﻤﺴﺤﻭﺭ ﺃﻗﺎﻭﻡ
ﺍﻟﺴﺤﺭ.. ﻭ ﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻻ ﺃﺴـﺘﻁﻴﻊ ﻫﺩﻤـﻪ ﻭ ﻻ
ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺤﺘﻰ ﻤﺴﺎﻋﺩﺘﻪ.. ﻓﻜﻴﻑ ﺃﺘﺩﺨل ﻹﻨﻘﺎﺫ ﻨﻔﺴـﻲ ﺒﺈﻨﻘـﺎﺫ
"ﺤﻠﻴﻤﺔ".. ﻨﻌﻡ ﻋﻨﺩﻱ ﻤﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺙ ﺒـﺎﻟﻬﻭﺍﺀ.. ﻷﺠﻌـل ﻤﻨـﻪ
ﺃﺼﻭﺍﺘﺎ.. ﻨﻌﻡ ﻨﻌﻡ ﻜﻴﻑ ﻟﻡ ﺃﻜﺘﺸﻑ ﺫﻟﻙ ؟ ﻟﻘﺩ ﺍﺴﺘﻁﻌﺕ ﻴﻭﻤـﺎ
ﺃﻥ ﺃﻏﺭﻱ "ﻗﻨﻭﺹ" ﻭ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻪ "ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" ﺒﺄﺼﻭﺍﺕ ﻭﺍﻀـﺤﺔ،
ﻜﺎﻥ ﻟﻲ ﻤﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺙ ﺒﺎﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭ ﺘﺤﻭﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺠﺎﺕ ﺼـﻭﺘﻴﺔ
ﺠﻠﻴﺔ.. ﺸﻜﺭﺍ ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺭﻜـﻭﺍ ﻟـﻲ ﺤﻨﺠـﺭﺓ
ﺴﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﻟﺴﺎﻨﺎ ﻓﺼﻴﺤﺎ.. ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﺤﺒﺎ ﻓﻲ ﺸﺨﺼﻲ ﻭ ﻟﻜﻥ
ﺤﺒﺎ ﻓﻲ ﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻜﻨﻭﺯ.. ﺃﺼﺩﻗﻜﻡ ﺍﻟﻘﻭل.. ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤـﺎ ﺃﺸـﻌﺭ
ﺒﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ.. ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺘﺒﺩﺩ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﻭ ﺘﺠﻌل ﻟﻲ ﺯﻤﻨﺎ.. ﻟﻭﻻ
ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻲ ﺯﻤﻥ.. ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺠﻠﺱ ﺒﺠﻭﺍﺭﻱ "ﻗﻨﻭﺹ"
ﺃﻭ ﺍﺨﺘﺒﺄ ﻓﻲ ﻤﺤﻤﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺎﺭﺓ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺸﻜل ﻟﻲ ﺤﺩﺜﺎ ﻭ ﺯﻤﻨﺎ..
- ٢٤ -
- 43. "ﻗﻨﻭﺹ" ﻴﻭﻗﻥ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻋﺩﻭﻩ ﺍﻟﻁﺎﻏﻲ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ..
ﻭ ﻴﻭﻗﻥ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻫﻭ ﺨﺴـﻑ ﺍﻷﺭﺽ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻭ ﻜﻼﺒﻪ ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺯل ﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺠﺭﻑ ﻫﺎﺭ
ٍ
ﻋﻠﻰ ﺸﺎﻁﺊ ﺍﻟﻨﻴل ﻟﻴﻬﺩﻤﻪ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻀﺤﻜﺔ.. ﻭ ﻗﺩ ﺃﻭﻗﻌﻪ ﺫﻟﻙ
ﻓﻲ ﻤﺸﺎﻜل ﻤﻊ ﺃﺒﻴﻪ، ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺠﺩﺍﻑ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ
.. ﻟﻘﺩ ﺃﻭﺜﻕ ﺍﻟﻤﺠﺩﺍﻓﻴﻥ ﺒﻘﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ.. ﻭ ﺃﻭﻋﺯ ﺇﻟﻰ ﺒـﺎﻗﻲ
ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻴﻥ ﺒﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﺭﺒﻬﻡ ﺒﻘﻭﺓ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻜﺴﺭﻫﺎ
"ﻗﻨﻭﺹ" ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﺘل ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻘﻠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﻭ ﻜﻼﺒﻪ..
ﻗﺎل ﺃﺒﻭﻩ ﻀﺎﺤﻜﺎ:
- "ﻗﻨﻭﺹ" ﻭﻟﺩﻱ ﻴﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺒﺭﻨﺱ ﺒﻁﺭﻴﻘـﺔ ﻏﺭﻴﺒـﺔ.. ﻻ
ﺃﺩﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﺤﻰ ﻟﻪ ﺒﺫﻟﻙ.. ﻤﺴﻜﻴﻥ ﻴﺎ "ﻗﻨـﻭﺹ" ﻜﻨـﺕ
ﻋﺎﻭﺯ ﺃﺯﻭﺠﻪ.. ﻭ ﺃﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﺒﻴﺕ..
ﻗﺎل ﺼﻴﺎﺩ ﺁﺨﺭ:
- "ﻗﻨﻭﺹ" ﻤﺴﺤﻭﺭ ﺍﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻨﺩ ﻗﺴﻴﺱ ﺃﻭ ﺸﻴﺦ..
ﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻭﻟﺩ.
- ٣٤ -
- 44. ﻤﺤﻨﺔ "ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ"
ﻟﻡ ﺃﺠﺩ ﺃﻴﺔ ﺘﺴﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺨﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻨﺸﻐﺎﻟﻲ ﺒــ"ﻗﻨـﻭﺹ" ﻭ
ﺤﻤﺎﻗﺎﺘﻪ ﻓﺎﻨﺯﻭﻴﺕ ﻓﻲ ﻤﺤﻤـﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼـﺎﺭﺓ ﺤﺯﻴﻨـﺎ.. ﻭ ﻟﻜـﻥ
"ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" ﺍﻗﺘﺤﻡ ﻋﻠﻲ ﺨﻠﻭﺘﻲ.. ﻟﻘﺩ ﺃﺴﻨﺩ ﻅﻬـﺭﻩ ﺇﻟـﻰ ﺤـﺎﺌﻁ
ﺍﻟﻌﺼﺎﺭﺓ ﻭ ﺃﺤﺎﻁ ﺭﻜﺒﺘﻴﻪ ﺒﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭ ﺃﺩﺨل ﺭﺃﺴﻪ ﻓـﻲ ﺩﺍﺌـﺭﺓ
ﺍﻟﺤﺯﻥ.. ﻗﺩﻤﺎﻩ ﺘﺤﻤﻼﻥ ﻋﺏﺀ ﺠﺴﺩﻩ ﺍﻟﻤﻁـﻭﻱ ﺇﻟـﻰ ﺜـﻼﺙ
ﻁﻴﺎﺕ.. ﺇﺫﺍ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺴﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ
ﺇﻟﻰ ﺭﻤﻴﻪ ﻓﻭﻕ ﺭﻜﺒﺘﻴﻪ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ.. ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻪ ﺘﻌﺏ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺤـﻁ
ﺒﻤﻘﻌﺩﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻗﺫﻑ ﺒﻘﺩﻤﻴﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ.. ﻭ ﻟﻜﻨﻪ
ﻟﻡ ﻴﺴﺘﺭﺡ ﻓﺭﻓﻊ ﺭﺃﺴﻪ ﻭ ﺃﻟﻘﻰ ﺒﻌﻤﺎﻤﺘﻪ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﺜﻡ ﺍﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭ
ﺭﻓﻊ ﻴﺩﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ:
- ﻴﺎ ﺭﺏ "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻓﻲ ﺭﻗﺒﺘﻲ.. ﻟﻭ ﺃﻋﺭﻑ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻟـﻭ
ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺨﺸﻡ ﺍﻷﺴﺩ ﺃﻗﺘل ﺍﻷﺴﺩ.. ﻭ ﺃﻗﺘل ﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﺃﺭﺠﻌﻬﺎ .
ﻗﺎل ﺫﻟﻙ ﺜﻡ ﻋﺎﺩ ﺒﺭﺃﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﻜﺒﺘﻴﻪ.. ﺜﻡ ﺼـﺭﺥ ﺼـﺭﺨﺔ
ﻤﻜﺘﻭﻤﺔ.. ﺃﻓﺭﺯﺕ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺸﻔﺘﻴﻪ ﺤﺭﻭﻓﺎ ﻤﺘﺩﺍﺨﻠﺔ:
- ٤٤ -
- 45. -ﻴﺎ ﻓﻀﻴﺤﺘﻙ ﻴﺎ "ﺯﻏﺒﻲ".. ﻴﺎ ﻭﻴل ﺒﻨﺘﻲ "ﺤﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ"..
ﻴﺎ ﻭﻴل ﻋﻴﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻤﺯ ﻭ ﺍﻟﻠﻤـﺯ.. ﻴـﺎ ﻭﻴﻠﻨـﺎ ﻤـﻥ ﻨـﺎﺱ
"ﺍﻟﺨﻀﺎﺭﻱ".
ﻗﺎل ﺫﻟﻙ ﺜﻡ ﺍﻨﻁﻠﻕ "ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" ﻫﺎﺌﺠﺎ ﻭ ﺍﺘﺠﻪ ﻨﺤﻭ "ﺤـﺎﺒﻲ"..
ﻫل ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺸﻜﻭ ﺤﺎﻟﻪ ﻟﻠﻨﻴل !!
ﺁﻩ ﻟﻭ ﺘﻌﺭﻑ ﻴﺎ "ﺯﻏﺒﻲ" ﺃﻥ ﺒﻴﻨﻙ ﻭ ﺒﻴﻥ "ﺤﻠﻴﻤـﺔ" ﻤﺴـﺎﻓﺔ
ﻗﺼﻴﺭﺓ.. ﻫﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻨﻴل.. ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨـﺩ ﻜـﻭﺥ "ﻋﺎﻴـﺩ" ﻭ
"ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ".. ﻜﻴﻑ ﺃﻗﻭﺩﻙ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ !! ﻻ ﺃﺴـﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻋﺒـﺙ
ﺒﺎﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭ ﻤﻭﺠﺎﺘﻪ ﺤﺘﻰ ﺃﺤﻜﻲ ﻟﻙ ﺃﻴﻥ "ﺤﻠﻴﻤﺔ".. ﻤﻥ ﻴـﺩﺭﻱ..
ﺭﺒﻤﺎ ﺃﺤﺘﺎل ﻟﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻋﻥ "ﺤﻠﻴﻤﺔ".. ﻫﺎ ﻫﻭ "ﻗﻨﻭﺹ"
ﻴﻌﺘل ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻘﻠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒـﺭﻨﺱ ﻭ ﻜﻼﺒـﻪ.. ﻤـﺎ ﺇﻥ ﺭﺃﻯ
"ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" ﺤﺘﻰ ﻜﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﻨﻅﺭ ﻤﺘﻭﺠﺴﺎ ﻨﺤﻭ "ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ".
ﻫﻤﺱ "ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" ﺒﺤﺭﻭﻑ ﺴﻤﻌﺘﻬﺎ:
- ﺤﺘﻰ ﺍﻨﺕ ﻴﺎ "ﻗﻨﻭﺹ" ﺸﺎﻴﻑ ﻨﻔﺴﻙ ﻋﻠﻲ !
ﻓﺠﺄﺓ ﻗﺎل "ﻗﻨﻭﺹ":
- ﺍﻗﻠﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻨﺕ ﺘﺭﺘﺎﺡ ﻴﺎ ﻋﻡ "ﻋﻠﻲ".
ﺃﺸﺎﺡ "ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺯﻏﺒﻲ" ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ "ﻗﻨﻭﺹ" ﻭ ﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﻘﻠﻕ ﻓﻌﺎﺩ
ﺃﺩﺭﺍﺠﻪ ﻤﺨﻠﻴﺎ ﻟـ"ﻗﻨﻭﺹ" ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺩﻭﻨﻤﺎ ﻴﺤﺩﺩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺠﻬﺔ.
- ٥٤ -
- 46. ﺤﺘﻰ ﺃﻨﺎ ﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻭ ﺨﺸﻴﺕ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻗﻠـﻕ ﺴـﻠﺒﻲ
ﻓﻬﻤﺯﺕ "ﺍﻷﺒﻴﺱ" ﻭ ﻁﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻜﻭﺥ "ﻋﺎﻴﺩ".. "ﺤﻠﻴﻤﺔ" ﻟﻡ ﺘﺯل
ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻭﺒﺘﻬﺎ.. ﻭ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﺘﻘﻁﺭ ﻟﻬﺎ ﻤﺎ ﺘﺤﻠﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺯﺓ ﻓﻲ
ﻓﻤﻬﺎ.. ﻜﺄﻨﻬﺎ ﻤﻤﺭﻀﺔ ﻤﺘﻤﺭﺴﺔ.. ﺘﺴﻨﺩﻫﺎ ﻴﻤﻴﻨـﺎ ﺃﻭ ﺸـﻤﺎﻻ ﻭ
ﺘﻨﻅﻑ ﻟﻬﺎ ﻓﻤﻬﺎ ﻭ ﺘﺠﻠﻭ ﻟﻬﺎ ﻭﺠﻬﻬﺎ.. ﺘﺤﺘﺎﻁ ﻟﺘﺩﻓﺌﺘﻬﺎ ﻭ ﻜـﻑ
ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻋﻨﻬﺎ..
ﺩﺨل "ﻋﺎﻴﺩ" ﻭ ﻓﻲ ﻴﺩﻩ ﺒﻨﺩﻗﻴﺔ ﺒﺭﻭﺤﻴﻥ ﻭ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ"
ﺒﺎﻤﺘﻨﺎﻥ:
- ﻟﻙ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻴﺎ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ".. ﻜﺄﻨﻬﺎ ﺃﺨﺘﻙ .
- ﺭﺒﻨﺎ ﻤﺎ ﻴﺭﻤﻴﻙ ﻓﻲ ﻀﻴﻘﺔ ﻴﺎ "ﻋﺎﻴﺩ".
ﺼﻤﺘﺕ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﻗﻠﻴﻼ ﺜﻡ ﻗﺎﻟﺕ:
- ﻴﺎ "ﻋﺎﻴﺩ".. ﺍﻟﻭﻟﻴﺔ ﺩﻱ ﻤﻥ ﺒﻠﺩ ﻏﻴﺭ ﺒﻼﺩﻨﺎ.. ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﻤﻥ ﻏﺭﺏ ﺍﻟﻨﻴل.. ﺘﻜﺴﺏ ﺜﻭﺍﺏ ﻴﺎ "ﻋﺎﻴﺩ".. ﻟـﻭ ﺴـﺄﻟﺕ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻨﺠﻭﻉ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﺭﻑ ﺤﺎﺠﺔ..
ﻗﺎل "ﻋﺎﻴﺩ":
- ﻴﺎ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﺃﻨﺎ ﺭﺠل ﻤﺸﺒﻭﻩ.. ﻟﻭﻻ ﻜﺩﺍ.. ﻜﻨﺕ ﺒﻠﻐـﺕ
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ.. ﺃﺨﺎﻑ ﻴﺎ "ﻤﺒﺭﻭﻜﺔ" ﻴﻠﺒﺴﻭﻨﻲ ﺘﻬﻤﺔ.
- ٦٤ -
- 47. ﺍﻨﺩﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻭﺥ ﺼﺒﻲ ﻴﻠﻬﺙ:
- ﺁﺒﺎﻩ.. ﺁﺒﺎﻩ.. ﻋﻨﺩ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴـﺕ ﻟﻘﻴـﺕ ﺤﺭﺍﻤـﻲ..
ﺤﺭﺍﻤﻲ ﻻﺒﺱ ﺯﻋﺒﻭﻁ ﻭ ﺸﺎل ﺼﻭﻑ ﻭ ﻜل ﺸﻭﻴﺔ ﻴﻔﺘﺢ ﻜﺘﺎﺏ
ﻭ ﻴﻘﻌﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻴﺩﻕ ﺒﻌﻜﺎﺯﻩ ﻋﻠﻰ ﺨﺸﻡ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ..
ﻗﺎل "ﻋﺎﻴﺩ" ﺒﺴﺭﻋﺔ:
- ﺘﻌﺎل ﺍﺭﺠﻊ ﻤﻌﻲ.. ﻻﺯﻡ ﺍﻟﺴﺎﺤﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﻭﺩ.. ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺩﻱ
ﻭﺭﺍﻫﺎ ﺴﺎﺤﺭ ﻤﺠﺭﻡ.. ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺭ.. ﺘﻌﺎل ﻭﺭﺍﻱ .. ﻻﺯﻡ ﺃﻤﺴﻜﻪ.
ﻭ ﺍﺨﺘﻔﻰ "ﻋﺎﻴﺩ" ﻭ ﺍﺒﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺍﻹﻭﺯ ﺃﻭ ﺤـﻭﺽ
ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴﺕ ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ.
ﻓﻭﺠﺊ "ﻋﺎﻴﺩ" ﻋﻨﺩ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴﺕ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺜﻼﺜﺔ ﺠﻨﻭﺩ ﻤﻥ
ﺍﻟﻬﺠﺎﻨﺔ ﻭ ﻤﻌﻬﻡ "ﻋﻤﺭﻭﺱ" ﺃﻓﻨﺩﻱ ﻨﺎﻅﺭ ﻤﺯﺭﻋﺔ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻴﺭ.. ﻭ
ﻭﺭﺸﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭﺓ.
ﻤﺎ ﺇﻥ ﺭﺁﻫﻡ "ﻋﺎﻴﺩ" ﻭ ﻭﻟﺩﻩ ﺤﺘﻰ ﺃﺼﻴﺒﺎ ﺒﺎﻟـﺫﻋﺭ ﻭ ﺤـﺎﻭﻻ
ﺍﻻﺭﺘﺩﺍﺩ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻜﻥ "ﻋﻤﺭﻭﺱ" ﺃﻓﻨﺩﻱ ﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺭﻓﻕ:
- ﺘﻌﺎل ﻴﺎ "ﻋﺎﻴﺩ".. ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻤﺎﻥ ﺍﷲ، ﻗل ﻟﻲ: ﻤﻥ ﺍﻷﻏـﺭﺍﺏ
ﺍﻟﻠﻲ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻫﻨﺎ ؟
- ٧٤ -
