SlideShare a Scribd company logo

324

•
•
K
kotob arabia
Education
1 of 100
Download to read offline
‫" ﺟﺪﻳﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ " و "اﻟﻐﺎﻟﺐ واﻟﻤﻐﻠﻮب "‬ ‫ﻡﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻘﺮاءة ﻧﻘﺪﻳﺔ‬ ‫ﺃﻋﺪﻫﺎ‬ ‫ﲨﺎﻝ ﺳﻌﺪ ﳏﻤﺪ‬ ‫١‬
‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
‫اﻟﻤﺤﺘـــــــــــﻮى‬ ‫٤٨‬ ‫ﺧﺎﲤﺔ‬ ‫٢‬ ‫ﺗﻮﻃﺌﺔ‬ ‫٦٨‬ ‫٥ ﻫﻮﺍﻣﺶ‬ ‫ﳏﺪﺩﺍﺕ / ﺧﺎﺭﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺺ‬ ‫٢٩‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫٦‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺗﺘﺤﺼﻦ ﺑﺒﺤﺎﺭ ﺳﺒﻌﺔ‬ ‫٣٩‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬ ‫٩‬ ‫ﺻﺪﺭ ﻟﻸﲰﺮ‬ ‫٤٩‬ ‫٠١ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍ‪‬ﻼﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ‬ ‫ﳏﺪﺩﺍﺕ : ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﺄﺻﻴﻞ‬ ‫٦٩‬ ‫٧١ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺔ : ﲰﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﻞ‬ ‫٨١‬ ‫ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻮﻏﺪ‬ ‫١٢‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ١ (‬ ‫١٢‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٢ (‬ ‫٠٣‬ ‫ﳏﺪﺩﺍﺕ / ﻣﻼﻣﺢ ﺗﺮﺍﺛﻴﺔ‬ ‫٧٣‬ ‫ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻜﻞ‬ ‫٨٣‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٣ (‬ ‫٠٤‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٤ (‬ ‫٢٤‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ) ١ (‬ ‫٣٤‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺑﺎﳌﻮﺭﻭﺙ‬ ‫٤٤‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ) ٢ (‬ ‫٥٤‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ) ٣ (‬ ‫٥٤‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ) ٤ (‬ ‫٨٤‬ ‫ﺍﻟﻠﻔﻆ / ﺍﳌﻌﲎ‬ ‫٠٥‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٥ (‬ ‫٠٥‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٦ (‬ ‫١٥‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٧ (‬ ‫٧٩‬
‫٢٥‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٨ (‬ ‫٣٥‬ ‫ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮ‬ ‫٨٥‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﲰﺮ‬ ‫٤٧‬ ‫ﺍﳉﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ‬ ‫٨٩‬
‫" …………. وأﺳ ﻠﻮب " ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ " ﻟ ﻴﺲ ﺳ ﻬﻼ ،‬ ‫وﺗﺮاآﻴﺒ ﻪ اﻟﻔﻨﻴ ﺔ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ وﻋ ﻰ ﻗﺮاﺋ ﻰ ، وﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﻮا ﺑﺤﺪوﺗ ﻪ‬ ‫وﺡﻜﺎﻳﻪ ، وهﻮ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ أن ﺗﺒﺘﺴﻢ وأﻧﺖ ﺗﻘﺮأ ، ﻷﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ) اﻟﺤﻜﺎﻳ ﺔ (‬ ‫ﻡﺄﺧﺬا ﺟ ﺎدا وﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﺎرئ أن ﻳﺘﻤ ﺮس أوﻻ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﺮاءة اﻟﺠ ﺎدة ﺛ ﻢ‬ ‫ﻳﻌﻴ ﺪ ﻗ ﺮاءة رواﻳ ﺔ " ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ " وه ﻮ أﻳﻀ ﺎ ﻳﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ‬ ‫دراﺳﺔ ﺟﺎدة ………. "‬ ‫ﻓﺘﺤﻰ ﺳﻼﻣﺔ‬ ‫" ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ٩٢/٣/٨٩٩١ "‬ ‫ﺗﻮﻃﺌـــــﺔ‬ ‫٢‬
‫ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ " ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﻭ " ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﳌﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ )١( ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﺒﲔ ﻣﺎ ﳝﻜـﻦ ﺗﺴـﻤﻴﺘﻪ‬ ‫ﺑﺄﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﻻ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ) * ( .‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻄﺖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ ﺑﻴﻨـﻬﻤﺎ ، ﺇﺫ ﺍﲣـﺬﺕ ﻣـﻦ‬ ‫ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﺘﻜﺌﺎ ﳌﺎ ﺗﺪﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻣﺰ ، ﻭﳌﺎ ﺗﻄﺮﺣﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﺅﻳـﺔ ﻭﻣـﺎ ﲡﺴـﺪﻩ‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ‬ ‫ﻓﲑﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﰱ ﻋﻮﺩﺓ " ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ " ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻟﻠﻮﻓـﺎﺓ ﻭﻣﺮﺍﺳـﻴﻤﻬﺎ " )٢( ﺭﻣـﺰﺍ‬ ‫ﻭﻣﻌﺎﺩﻻ ﻭﺩﺍﻻ ﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻟﻠﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ، " ﻭﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ " ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟـﺪﻳﺎﺭ‬ ‫ﻭﻓﻘﻂ " ﺑﻞ ﻫﻮ ﺭﻣﺰ ﻭﻗﻮﺓ ، ﻭﻭﻃﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﳎﺪﻩ ، ﻭﻃﻦ ﳑﺰﻕ ﺑﲔ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﰱ ﺍﻟـﺪﻳﺎﺭ‬ ‫ﻣﻊ " ﺯﻳﺪ " ﺃﻡ ﻳﺬﻫﺐ ﺃﱏ ﺫﻫﺐ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺇﻥ " ﺯﻳﺪ " ﺭﻣﺰ ﻟﻺﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺭﻣﺰ ﻟﻠﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ،‬ ‫ﻭﰱ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳﺒﻘﻰ " ﺯﻳﺪ " ﻭ " ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ " ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻴﻘﻈﺔ ﺑﻼﺩ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻋﻮﺩ‪‬ﺎ ، ﻭﺭﻣﺰﺍ ﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻋﻰ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ .‬ ‫ﻭﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﻣﺢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﰱ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ، ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺗﺮﺍﺗﻴﺒﻬﺎ ، ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻌﻜﺲ ﳕﻮﺫﺟﺎ . ﻫﻰ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻹﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻨﺺ .‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻼﻣﺢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﺗﺄﺗﻰ ﻓﺤﺴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟـﺪﻭﺭ ﺍﻟـﺬﻯ ﻳﻨﻴﻄـﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗـﺐ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻭﻻ ﺑﺎﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﱴ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎ‪‬ﺎ ، ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﻭﻋﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌـﺎﱂ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻮﳍﺎ ، ﻭﻣﺪﻯ ﺗﻼﺅﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺎﻁ ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﻭﻋﻴﻬﺎ .‬ ‫ﺇﻥ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﰱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ / ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ، ﺑﻞ ﺗﻜﻤـﻦ ﰱ‬ ‫ﺗﻄﻮﺭ ﻭﻋﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﻦ ﺣﻮﳍﺎ ﻭﰱ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﳒـﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﻳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺪ ﳕﻮﺫﺟﺎ ، ﻭﻫﻰ ﰱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﳕﻄﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ ،‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺹ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳌﺎ ﲤﻠﻜﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻭﻣﺎ ﳝﻠﻜﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋـﻰ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺎﺩﻟﺔ .‬ ‫ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻂ ﺍ‪‬ﺎﱏ ﻳﻌﻜﺲ ﺃﺧﻄﺮ ﲰﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺜﻴﻤﻰ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺮﻯ ﰱ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻭﰱ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺪ‬ ‫٣‬
‫ﺍﻟﺜﻴﻤﻰ ﻭﺇﻥ ﺇﲣﺬ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻋﻠﻤﺎ ، ﺃﻭ ﺷﻌﺎﺭﺍ ، ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻫﻴﺒﻮﻟﺖ ﺗﲔ ،‬ ‫ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳـﺎ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴـﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴـﻔﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱴ ﻳﺮﻯ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻯ ﳜﻠﻘﻪ )٣( ﻓﺴﲑﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺎﺗـﺐ ﺃﻭ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻭﺗﻔﺴﲑﺍﺗﻪ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ ﻻ ﲤﺎﺛﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﻫﻰ ﻗﺪ ﺗﺼﻠﺢ ﺃﺩﺍﺓ ﺛﺎﻧﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻹﺿﺎﺀﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ )٤( ﻟﻜﻦ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺇﻧﺘﻘﺎﺀ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻸﺩﺏ ﻭﻳﻘﻊ ﰱ ﺃﺳﺮ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺇﺫ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﺩﰉ ﰱ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻔﻮﻗﻰ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﲟﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﳌﺮﺣﻠﻰ .‬ ‫٤‬
‫) …… وﻟﻘﺪ إﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻰ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻤﺎﺽﻰ ﻡﻊ أدﻳﺐ ﻡ ﻦ‬ ‫دﻡﻴ ﺎط ه ﻮ : ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ ، وﻡﺼ ﻄﻔﻰ أدﻳ ﺐ‬ ‫ﻡﻤﺘﺎز وﻻﺷﻚ ، وﻓﻨﺎن ﻡﺮهﻒ اﻟﻘﻠﻢ …….(‬ ‫ﺻﺎﱀ ﻣﺮﺳﻰ‬ ‫ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‬ ‫٦١/٠١/٨٥٩١‬ ‫ﻡﺤﺪدات :‬ ‫ﺧﺎرﺟﻴﺎت اﻟﻨﺺ‬ ‫٥‬
‫" ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﻴﺎﻁ ) ﺍﳌﺼﺐ / ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ( ﻭﺍﻟﱴ ﲤﺜﻞ ﺧﻂ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ﺿﺎﺭﺑﺔ ﰱ‬ ‫ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﻴﻖ ، ﺭﺣﻠﺔ ﺇﺧﺘﺎﺭ ﻧﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﳏﻄﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﲑﺓ ) ﺩﻣﻴﺎﻁ ( ﺑﺸـﻘﻴﻬﺎ :‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺍﳌﺰﺭﻭﻋﺔ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻟﻴﻤﻮﻥ ﻭﺟﻮﺍﻓﺔ ﻭﳔﻞ ﺑﺎﺳﻖ ، ﻭﲦﺎﺭ ﺑﻄﻴﺦ ﻭﺣﻘﻮﻝ ﺃﺭﺯ ﻭﻣﺮﻓﺄ ﺃﻣﺎﻥ‬ ‫ﻟﻄﻴﻮﺭ " ﺍﻟﺸﺮﺷﲑ ، ﻭﺍﻟﻐﺮ ، ﻭﺍﻟﺒﻠﺒﻮﻝ ، ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻥ " ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﺓ ﺷﺘﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻫﺮﺑﺎ ﻣـﻦ‬ ‫ﺻﻘﻴﻊ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺘﻨﻌﻢ ﺑﺪﻑﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺩﻣﻴﺎﻁ ، ﻭﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﺜﺎﱏ : ﻣـﺎﺀ ﺍﻷﺑـﻴﺾ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻛﻞ ﺻﻴﻒ ﺃﺳﺮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﻦ ، ﺍﻟﺴﺎﻋﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺭﺯﻕ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻟﻪ ﻃﻤـﻰ‬ ‫ﻧﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ " )٥(‬ ‫ﻭﻟﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ﻳﻮﻡ ٥٢ ﻳﻮﻧﻴﻪ ٥٣٩١ ، ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ‬ ‫، ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﲡﺴﺪﺕ ) ﺩﻣﻴﺎﻁ ( ﻟﻸﲰﺮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﲑ ﳋﻴﻂ ﳑﺘﺪ ﺑﲔ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻭﺟﺒﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺑﲔ‬ ‫ﺩﻣﻴﺎﻁ ، ﺣﱴ ﺑﺎﺕ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﳉﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻷﺳﺮﺗﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ " ﺍﳌﻘﺮﻳﺰﻯ " ﻗﺪﻡ‬ ‫ﻣﻦ ) ﻣﺮﺍﻛﺶ ( ، ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻯ ﲢﺮﻙ ﺭﺍﻛﺒﺎ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺣـﱴ‬ ‫ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﺒﻪ ﰱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻠﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻪ ) ﺍﻷﲰﺮ ( ، ﰒ ﻏﲑ ﺟﻮ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺑﺸﺮﺓ‬ ‫ﺍﻷﺣﻔﺎﺩ ، ﻣﻨﺤﻬﻢ ﻟﻮﻧﺎ ﲬﺮﻳﺎ ﳐﺘﻠﻄﺎ ﺑﺒﻴﺎﺽ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ )٦( .‬ ‫ﱂ ﳛﺼﻞ ) ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ( ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺇﲤﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻠﺤـﻖ ﲟـﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻢ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻣﺎﺩﺓ ﳒﺎﺡ ﻭﺭﺳﻮﺏ ﻛﺄﻯ ﻣﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ – ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﲤﻨﺢ ﺍﳊﺎﺻﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ٨٤٩١ .‬ ‫ﺭﲟﺎ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﱂ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﻰ – ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺍﺻـﻞ‬ ‫ﺭﺣﻠﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻭﲡﺎﺭﺓ ﺍﻷﺛﺎﺙ ﺍﳋﺸﱮ ) ﺍﳌﻮﺑﻠﻴﺎ ( ﻛﺄﻫﻢ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺎﺕ ﺩﻣﻴﺎﻁ ﺇﺫ ﻳﻨﺪﺭ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ‪‬ﺎ …… ﻫﻜﺬﺍ ﻭﺟﺪ ) ﻣﺼﻄﻔﻰ ( ﻣﺰﺭﻭﻋﺎ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﻠﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺸﻼ ﺃﻭﺍﺳﻂ ١٩٩١ )٧( .‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺗﺘﺤﺼﻦ ﺑﺒﺤﺎﺭ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﺳﺒﻊ ﺻﺤﺎﺭ :‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ :‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻯ ﺷﻴﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺟﺴﺮﺍ ﻳﺮﺑﻄﲎ ﺑﻌﺎﱂ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ – ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ – ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻡ ٢٥٩١ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ‬ ‫٠٦٩١ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﻔﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﺮ ، ﲤﻴﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻗﺼﺮﻫﺎ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎﻛﺘﺒﺘﻪ ﻭﺗﻨﻮﻋﻪ‬ ‫، ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲰﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺃﻧﲎ ﱂ ﺃﲤﻜﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺭﻭﺍﻳﺔ ، ﺣﱴ ﻭﺇﻥ ﲡﺎﻭﺯﺕ‬ ‫ﺻﻔﺤﺎ‪‬ﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺻﻔﺤﺔ ، ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻒ ، ﻻ ﺗﺴﻌﻔﲎ ﻗﺪﺭﺍﺗﻰ ﻭﻻ ﻳﺰﻋﺠﲎ ﺍﻷﻣﺮ .‬ ‫٦‬
‫ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻵﻥ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺛﻼﺙ ﱂ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻧﻀﺞ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ، ﺃﻛﺎﺩ‬ ‫ﺃﺯﻋﻢ ﻟﻨﻔﺴﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ .‬ ‫ﺃﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻜﺮ‪‬ﺎ ﻟﺘﻌﱪ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺐ ﻧﺸﺄﺕ ﺑﲔ ﺻـﱮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ‬ ‫ﻋﺸﺮﺓ ﻭﺷﺎﺑﻪ ﲣﻄﺖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ، ﻓﻨﻮﺍﻩ ﻓﻜﺮ‪‬ﺎ ﺃﻣﺪﺗﲎ ‪‬ﺎ ﺣـﺎﺭﺓ ﻓﻘـﲑﺓ‬ ‫ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ﲝﻰ ﺷﻌﱮ ، ﺭﺟﺎﳍﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳑﻦ ﳝﺘﻬﻨﻮﻥ ﺣﺮﻓﺎ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﳌﻬﺎﺭﺓ ﻛﱪﻯ‬ ‫) ﺍﺳﻜﺎﰱ / ﳒﺎﺭ ﻃﺒﺎﱃ / ﺳﻘﺎﺀ / ﻣﻘﺮﺉ / ﻳﻠﻘﻂ ﺭﺯﻗﻪ ﺑﺘﻼﻭﺓ ﻗﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﲔ ﺟﻠﺒـﺎ‬ ‫ﻟﱪﻛﺔ ﻭﺳﻌﺔ ﺭﺯﻕ ﺃﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﻃﻠﺒﺎ " ﻟﻠﺮﲪﺔ " ﻭﺩﺭﺀﹰﺍ ﻟﻌﺬﺍﺏ ﻗﱪ ، ﺃﻣﺎ ﻧﺴﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻓﻔﻬﲔ‬ ‫ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﻧﺴﺎﺀ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻓﻨﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑ ) ﳏﻤﻮﺩ ﺳﻌﻴﺪ ( ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻼﳏﺎ ﻭﺇﳛﺎﺀﺍﺕ ، ﻭﻋﻴﻮﻥ ﻭﺟﺴﺪ .‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﺎﺭﳜﻬﺎ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﱃ ، ﻓﻤﻔﺠﺮﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛـﻰ ﻋﻠـﻰ ﻣﺼـﺮ‬ ‫)٦٥٩١( ﻭﻛﺎﻥ ﳌﻘﻬﻰ ﺻﻐﲑ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺗﺮﻋﺔ ﺑﻘﺮﻳﺔ " ﻋﺰﺑﺔ ﺍﻟﻠﺤﻢ " ﺍ‪‬ﺎﻭﺭﺓ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﻴﺎﻁ‬ ‫ﻓﻀﻞ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺭﻯ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻭﺍﻓﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ .‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺇﻧﺘﺼﺎﻑ ﻋﺎﻡ ) ٠٦٩١ ( ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﻇﻬﺮﻯ – ﺭﲟﺎ ﻓﺸﻼ ﻟﻜـﻮﱏ ﱂ‬ ‫ﺃﳒﺰ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﺭﲟﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻘﻘﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻜﺎﺳﺐ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ – ﺍﳌﻬـﻢ‬ ‫ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺑﻜﺎﻣﻠﻰ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ، ﺻﺤﻴﺢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻭﺷﲎ ﺑﲔ ﺍﳊﲔ ﻭﺍﳊﲔ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﺼـﻠﺢ‬ ‫ﻟﺮﻭﺍﻳﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﲎ ﱂ ﺃﻗﺪﻡ ﺃﺑﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﲣﺎﺫ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .‬ ‫ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ) ٢٥٩١ – ٠٦٩١ ( ﺃﺩﻣﻨﺖ ﻗﺮﺍﺀﺓ : ) ﻫﻴﻜﻞ / ﺗﻴﻤﻮﺭ / ﻃﻪ ﺣﺴﲔ‬ ‫/ ﺃﺑﻮ ﺣﺪﻳﺪ / ﺍﻟﻌﺮﻳﺎﻥ / ﺍﳉﺎﺭﻡ / ﻣﻜﺎﻭﻯ / ﺑﺎﻛﺜﲑ / ﻭﺑﺎﻗﻰ ﺍﻟﻜﻮﻛﺒـﺔ ، ﻭﻣﺘﺮﲨـﺎﺕ ﻷﻋﻤـﺎﻝ )‬ ‫ﺩﻳﻜﱰ/ ﺗﻮﺭﺟﻮﻧﻴﻒ / ﻫﻮﺟﻮ / ﺩﺳﺘﻮﻓﻴﺴﻜﻰ / ﻣﻮﺑﺴﺎﻥ ( ﻭﻛﻞ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﻘﻊ ﺑﻴﺪﻯ ﻣﻦ ﻣﺘﺮﲨـﺎﺕ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﲤﻨﻴﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ – ﻭﺍﻵﻥ – ﻟﻮﺍﻣﺘﻠﻜﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤـﺔ ﰱ ﻟﻐﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ( .‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻗﺮﺃﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻹﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﲤﺎﻣـﺎ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٣٧٩١ – ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﲟﺎ ﰱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ، ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ، ﺗﻮﻗـﻒ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﺎﺣﺘﺮﻕ ﺁﺧﺮ ﺧﻴﻂ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺑﻄﲎ ﺑﻌﺎﱂ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ، ﻭﺇﺫ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻹﺑـﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑـﺔ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪﺍ ﻳﻮﻡ ٥/١١/١٨٩١ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ، ﻗﺮ ﰱ ﺫﻫﲎ ﺃﻥ ﻣﺼﲑ ﻗﻠﻤﻰ ﻗـﺪ ﺍﺭﺗـﺒﻂ‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ – ﺭﲟﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺸﻬﺎ ﺍﳌﺴﺮﺡ .‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﺒﻴﲎ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﲝﺎﺭ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﺻﺤﺎﺭ ﺳﺒﻊ ، ﻭﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻨﺪﻯ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺎﺣﺘﻬﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻮﺭﻫﺎ ، ﻓﺴﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻫﻰ ﺑﻴﱴ ﻭﻣﻼﺫﻯ ﻭﺃﻣﲎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ .‬ ‫٧‬
‫ﻭﰱ ﻋﺎﻡ ٨٨٩١ ﲢﺪﻳﺪﺍ ﻳﻮﻡ ٣١ ﻣﺎﻳﻮ ﺣﺎﺻﺮﺗﲎ ﻓﻜﺮﺓ ﺭﻭﺍﻳﺔ ) ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳـﺔ‬ ‫ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ( ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻉ ﰱ ﺍﻷﺳﺮ ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺼﻮﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻟﻦ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻛﻮ‪‬ـﺎ‬ ‫ﳎﺮﺩ ﺯﺭﻭﻕ ﺻﻐﲑ ﲪﻠﲎ – ﺭﻏﻤﺎ ﻋﲎ – ﺃﻭ ﲟﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﲎ ، ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻪ ﻣﻮﺝ ﻫﺎﺩﺭ ﻓﺒﻞ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﺑـﻪ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ؛ ﺃﻭ ﻫﻲ ﻃﺎﺋﺮ ﺣﻂ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﲏ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ ﻟﻴﻘﺘﺤﻢ ﰊ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﺤﺎﺏ ﻛﺜﻴﻒ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻄﲏ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﱵ ﻟﺘﻨﻘﻄﻊ ﻛﻞ ﺻﻠﺔ ﱄ ﺑﺎﻷﻣﺮ ؛ ﻓﺄﺗﻮﻗﻒ ﻛﻤﺄﻟﻮﻑ ﻋﺎﺩﰐ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‬ ‫…. ﻭﺍﺳﻴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻗﻠﺖ :‬ ‫ـ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﳌﻼﺫ ؛ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ؛ ﻓﺎﻟﺮﺍﻭﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻼﺳـﻘﻒ ﻭﺍﻟﺸـﺘﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ……‬ ‫ﰒ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ؛ ﻭﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺗﺪﻭﻳﻨﻬﺎ ﳎﺴﺪ ﺃﻣﺎﻣﻲ ؛ ﻭﻣﻊ‬ ‫ﺍﻻﻧﻐﻤﺎﺱ ﰱ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ؛ ﺍﺑﺘﺪﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻳﺘﻀﺒﺐ ؛ ﻭﺃﻧﻐﻠﻘﺖ ﺃﻣﺎﻣﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻜﻚ ؛ ﻭﺗﺒﲔ ﱃ ﺃﻧﲎ‬ ‫ﱂ ﺃﻋﺪ ﻭﺣﺪﻯ ﺍﳌﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺪﻓﺔ ؛ ﻭﺍﳌﻮﺟﻪ ﻟﻠﻘﻼﻉ ﻭﻻ ﺍﻵﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﻫﻰ ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﻢ ﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ .‬ ‫‪ ‬ﺃﳒﺰﺕ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﳌﺮﻗﻮﻣﺔ " ١ " ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ )٨( ﻭﰱ ﻳﻘﻴﲎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨـﻮﺍﻝ‬ ‫ﻣﺮﻗﻮﻣﺔ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﺮﻗﻮﻣﺔ ؛ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ) ﳓﻦ ﻋﺒﻴـﺪ ﺍﻷﻭﻝ …… ( )٩( ﺧﻴـﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﻭﻛﺄﻧﲎ ﺃﺳﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳋﻄﺄ ؛ ﻭﺇﺫ ﺑﺎﳉﺰﺀ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﳝﺴﻚ ﲞﻨﺎﻗﻰ ﻭﻳﻄﺎﻟﺒﲎ ﺑﻌﻼﺝ‬ ‫ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻞ ﻟﻜﻦ ﺣﺪﺛﺘﲎ ﻧﻔﺴﻰ ؛ ﺃﻥ ﻋﻠﻰﺃﻥ ﺃﻋﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﻻ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﻭﺃﻋﺘﺮﻑ ﺃﻧﲎ‬ ‫ﱂ ﺃﰎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﻭﺍﻳﺔ ؛ ﻟﻜﻦ ﺷﺪ ﻣﻦ ﺃﺯﺭﻯ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ، ﻃﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺷﻴﺔ‬ ‫، ﲢﻤﺴﺖ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ، ﻭﻋﺪﺕ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺗﺖ ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ "٢" ﺃﺳﺒﻖ ﺯﻣﻨﺎ ﰱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ "١" .‬ ‫ﻭﻣﻊ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﱃ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮﺿﲎ ﻣﻦ ﺻـﻌﺎﺏ‬ ‫ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ) ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺷﺨﺼﻰ ( ﻛﻴﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﳑﺘﺰﺟﺎ ، ﻳﻌﻄﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ )٠١(‬ ‫ﰒ ﺗﻔﺘﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ ﻭﺫﺍﺏ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺧﻮﺽ ﲡﺮﺑﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻣـﻦ ) ﻣﺮﻗﻮﻣـﺎﺕ (‬ ‫ﻭﺣﻮﺍﺵ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻭﺷﻜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻕ ) ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺷﺨﺼﻰ ( ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻌﺎ :‬ ‫- ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺊ ﻣﺎ ﻣﻔﺘﻘﺪ ،‬ ‫- ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ؟ !‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ، ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳍﺎﻣﺶ ﻓﻜﺎﻥ …… ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺍﺭﺗﻀﻴﻨﺎﻩ – ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺄﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﱴ ﻗﺪ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻧﺎﻗﺪ ﺃﻭ ﻗﺎﺭﺉ – ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒـﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﺎﻡ ٤٩٩١ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )١١( ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﲔ ﻳﺪﻯ‬ ‫٨‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﲤﻤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱏ ﲢﺖ ﺍﺳﻢ ) ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳـﺔ‬ ‫ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ( ﺻﺪﺭ ﻓﱪﺍﻳﺮ ٨٩٩١ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﺩﺑﻴﺔ . ﻫﻴﺌﺔ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﰱ ﺍﳉﻌﺒﺔ ﺑـﺎﺏ‬ ‫ﺛﺎﻟﺚ ﺷﺮﻋﺖ ﰱ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻪ ، ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﻗﺘﻨﺎﻋﻰ ﺑﺎﻟﺒﺎﺑﲔ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻭﺭﺍﺑﻌﺔ‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺘﺘﺤﺮﺭﻯ ﻣﻦ ﻧﲑ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﲤﺎﻡ ﺭﻭﺍﻳﺔ )٢١(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﳌﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ :‬ ‫- ﺍﳌﺄﻟﻮﻑ ﻭﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ) ﻗﺼﺺ ( ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﻓﱪﺍﻳﺮ ٤٨٩١ .‬ ‫- ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ) ﻗﺼﺺ ( ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ . ﺃﻏﺴﻄﺲ ٤٨٩١ .‬ ‫- ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺼﺮ ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ . ﺩﻳﺴﻤﱪ ٧٨٩١ .‬ ‫- ﺩﻣﻴﺎﻁ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ) ﺳﲑ ( ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺩﻣﻴﺎﻁ . ٧٨٩١ ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ .‬ ‫- ﺇﻧﻔﻼﺕ ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﱪﺍﻳﺮ ١٩٩١ .‬ ‫- ﻏﻮﺹ ﻣﺪﻳﻨﺔ ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ . ﻧﻮﻓﻤﱪ ٥٩٩١ .‬ ‫- ﺍﳊﻆ ) ﻗﺼﺺ ( ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﰱ ﻣﺎﻳﻮ ٦٩٩١ .‬ ‫- ﺍﺑﺘﺴﻤﻮﺍ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ) ﻗﺼﺺ ( ﺑﺎﻹﺷﺘﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﺇﲢﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻮﻧﻴﻪ ٦٩٩١ .‬ ‫- ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ) ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻝ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ٣٩٩١ .‬ ‫- ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻷﲰﺮ ) ﺗﺮﺍﺟﻢ ( ﻫﻴﺌﺔ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺎﺭﺱ ٧٩٩١ .‬ ‫- ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ( ) ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺑﺎﺏ ﺛﺎﻥ ( ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ٧٩٩١‬ ‫- ﻭﻟﻪ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻨﺸﺮ .‬ ‫- ﺭﺣﻠﺔ ) ﺱ ( ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .‬ ‫- ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .‬ ‫- ) ﻫﻨﺎ – ﺣﺮﻭﻑ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ – ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ – ﺍﳌﻮﻇﻔﻮﻥ – ﻭﺟﻮﻩ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ – ﺍﳌﺄﻭﻯ – ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻟﻜﻢ - (‬ ‫ﳎﺎﻣﻴﻊ ﻗﺼﺼﻴﺔ‬ ‫- ) ﺇﻇﻼﻡ ﰱ ﺍﻟﻈﻬﲑﺓ – ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ – ﺇﻧﺼﻬﺎﺭ – ﺇﻧﻔﻼﺕ (‬ ‫ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺕ‬ ‫- ) ﺭﺍﺟﻊ ﺍﳌﻠﺤﻖ ﺍﳋﺎﺹ ﲟﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ) ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﲰﺮ ﺻﻔﺤﺔ ) ٨٥‬ ‫( ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .‬ ‫٩‬
‫) …… واﻟﻘﻀ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻰ ﻳﺜﻴﺮه ﺎ ) ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ ( وإﺑﺪاﻋﺎﺗ ﻪ‬ ‫اﻟﻤﺘﺪﻓﻘ ﺔ … ه ﻰ أﻳ ﻦ اﻟﺤﺮآ ﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳ ﺔ ﻡ ﻦ آ ﻞ ه ﺬا اﻹﺑ ﺪاع اﻟﻤﻘ ﻴﻢ ،‬ ‫واﻹﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ أن دﻡﻴ ﺎط آﻤ ﺎ إﺳ ﺘﻄﺎﻋﺖ آﺴ ﺮ ﻗﻴ ﻮد اﻟﻨﺸ ﺮ ، ﻓﻌﻠﻴﻬ ﺎ‬ ‫أﻳﻀﺎ أن ﺗﻜﺴﺮ ﻗﻴﻮد اﻟﻨﻘﺪ … (‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ‬ ‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ‬ ‫٢١/٥/٧٩٩١‬ ‫ﻡﺤﺪدات‬ ‫٠١‬
‫ﻡﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺄﺹﻴﻞ‬ ‫ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﰱ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﻣﻠﺢ ، ﳌﺎﺫﺍ ﲡﺎﻫﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌـﺮﺏ ﺍﶈـﺪﺛﻮﻥ‬ ‫ﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺣﻔﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﻭﺭﻭﺍﺋﻴﺔ ، ﻭﲤﺜﻴﻠﻴﺔ ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺷﺮﻋﻮﺍ ﰱ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ، ﻭﺍﲡﻬﻮﺍ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﻴﻨﻘﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺭﻭﺍﻳﺎﺗﻪ ﻭﻳﻘﻠﺪﻭﻫﺎ ﻭﻳﺒﺪﻋﻮﺍ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻣﻨﻮﺍﳍﺎ ، ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﲔ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﲔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔـﺮﻭﻉ ، ﻭﺑـﲔ‬ ‫ﺍﳌﺎﺿﻰ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﺳﻊ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﻗﺮﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻇـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻳﻌﻴﺶ ﰱ ﻭﺟﺪﺍ‪‬ﻢ ، ﻭﻳﺘﻮﺍﺭﺙ ﻋﱪ ﺃﺟﻴﺎﳍﻢ ، ﻭﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠـﻰ ﺃﻟﺴـﻨﺘﻬﻢ ،‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻭﺍﺳـﺘﻴﺤﺎﺋﻬﺎ‬ ‫ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﺒـﺪﻋﻮ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻟﻴﺜﺮﻭﺍ ‪‬ﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴـﺔ ﰱ ﺃﻭﺍﺧـﺮ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ، ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻯ ﻃﻼﺋﻊ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴـﺔ ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﻧﻘﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﺻﺎﻏﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻤـﺎﳍﻢ ﺻـﻴﺎﻏﺔ‬ ‫ﺭﻭﺍﺋﻴﺔ ، ﻣﺜﻞ ﺗﺮﲨﺔ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﻬﻄﺎﻭﻯ ﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﻨﻠﻮﻥ " ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﺗﻠﻴﻤﺎﻙ " ﻭﺗﺮﲨﺔ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﺴـﺘﺎﱏ‬ ‫ﻹﻟﻴﺎﺫﺓ ﻫﻮ ﻣﲑﻭﺱ ، ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ " ﲣﻠﻴﺺ ﺍﻹﺑﺮﻳﺰ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺑﺎﺭﻳﺰ " ﻟﻠﻄﻬﻄـﺎﻭﻯ "‬ ‫ﻭﺍﳍﻴﺎﻡ ﰱ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻭﺍﻟﺴﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻕ ، ﻷﲪﺪ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺸﺪﻳﺎﻕ ، ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣـﻦ ﺃﻋﻤـﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱴ ﺗﻌﻜﺲ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ .‬ ‫ﰒ ﳕﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻯ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻧﺎﻫﺠﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻇﻠﺖ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﺎﺿﻴﺔ ﰱ ﲡﺎﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼـﻰ ﺍﻟﻌـﺮﰉ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﺣﻘﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ، ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﻟﻐـﺮﰉ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺪﺳﺎ ، ﻭﻟﻴﺲ ﳕﻮﺫﺟﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻺﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﰱ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ، ﻓﻘﺪ ﺗﻄـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ، ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻰ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻧﻔﻰ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ، ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ، ﻭﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ، ﻭﺗﻘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ،‬ ‫ﻭﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺗﻘﻠﻴﺺ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﺍﻭﻯ ﻭﺍﻟﺴﺮﺩ ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴـﺰ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸـﺮ‬ ‫ﻭﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﳌﺸﺎﻫﺪ ﺍﳌﺘﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﳌﺘﺪﺍﺧﻠﺔ …… ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺘﻼﺣﻘﺔ ﰱ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫١١‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ، ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻰ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻢ‬ ‫ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ، ﺍﻟﱴ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺣﺴﺐ ﻇﺮﻭﻑ‬ ‫ﻛﻞ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ …… ﲝﻴﺚ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻭﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻔـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ، ﻟﺬﺍ ﻻ ﺩﺍﻋﻰ ﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻛﺄﺳﺎﺱ‬ ‫ﻭﳕﻮﺫﺝ ﲢﺘﺬﻳﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﳌﻼﺣﻢ ، ﲡﺪ ﻣﺜﻼ ﳍﺎ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭﺣﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﲤﺎﺛﻠﻬﺎ ﺣﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻔﺠـﻮﺓ‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﱴ ﻧﺸﺒﺖ ﺑﲔ ﺍﳊﻀﺎﺭﺗﲔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺃﻓـﻮﻝ ﺍﳊﻀـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻳﻘﻈﺔ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭ‪‬ﻀﺘﻬﺎ ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﻣﺪﺕ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺑﺈﺑﺪﺍﻋﺎ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺇﳒﺎﺯﺍ‪‬ﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺯﻭﺩﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﻨﺎ ﺑﻴﻊ ﻭﺭﻭﺍﻓﺪ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﺃﺛﺮ‪‬ـﺎ . ﺑﻴﻨﻤـﺎ‬ ‫ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﻭﺭﰉ ﻭﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﺎﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﰱ ﺃﻭﺝ ﻋﻨﻔﻮﺍ‪‬ﺎ‬ ‫، ﻟﺘﻤﺪ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻏﺎﺻﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺛﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺍﻷﺻﻴﻞ .‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺍﲡﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭﺃﺛﺮﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺼـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺯﻭﺩ‪‬ﺎ ﺑﺄﺷﻜﺎﳍﺎ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ، ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﺎ‪‬ﺎ ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻛﺄﳕﻮﺫﺝ ﻓﺬ ﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻟﺖ " ﺃﻟـﻒ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻣﻦ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺏ ، ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﻓﻨﺎﻧﲔ ﻭﻗﺮﺍﺀ ، ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻻﻗﺖ ﰱ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﰉ ،‬ ‫ﻭﺟﺬﺑﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺴﺘﺸﺮﻗﲔ ﻭﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﰱ ﺍﻟﻐﺮﺏ ، ﳓـﻮ ﺍﻟﺸـﺮﻕ‬ ‫ﻭﺃﺛﺮﺕ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﳌﺴﺮﺡ ، ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ، ﻟـﺪﻯ ) ﻫـﺎﻧﺰ‬ ‫ﺃﻧﺪﺭﺳﻮﻥ ( ﺇﱃ ) ﺭﻭﺑﻨﺲ ﻛﺮﻭﺯﻭ ( ﻭﺭﺣﻼﺕ ﺟﻠﻔﺮ ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ) ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ( ﳌﻮﻧﺘﺴﻜﻴﻮ ،‬ ‫ﻭﺍﳊﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﺤﻔﻈﺔ ﻟﺪﻳﺪﺭﻭ ﻭﻛﺎﻧﺪﻣﲑ ﻟﻔﻮﻟﺘﲑ ﻭﺭﺣﻼﺕ ﺟﻮﻝ ﻓﲑﻥ ، ﻭﻛﺘﺐ ﻫـ . ﺝ . ﻭﻳﻠﺰ ..‬ ‫ﺣﱴ ﺇﻣﺘﺪ ﺗﺄﺛﲑ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﺘﺄﺛﺮ ‪‬ﺎ ﻫﺮﻣﺎﻥ ﻣﻠﻔﻞ ﻣﺒـﺪﻉ ﺍﳌﻠﺤﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ) ﻣﻮﰉ ﺩﻳﻚ ( ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﻑ ) ﻣﻠﻔﻞ ( ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺍﳌﺒﻜﺮ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘـﻮﻝ‬ ‫ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻜﺴﻮﻥ ﰱ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ " ﺇﻧﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﻓﻜﺮﻫﺎ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻭﺇﻧـﻪ‬ ‫ﰱ " ﺷﻈﺎﻳﺎ " ﺍﻟﱴ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺍﻫﻖ ﻳﻘﺘﺒﺲ ﻣﻠﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﻮﺳﻊ ﰱ ﻗﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ " ﺃﻟﻒ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻭﻳﺸﲑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻭﺍﺿﺢ …… " ) ٣١ (‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺗﺄﺛﲑ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﰱ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻣﺜﻞ‬ ‫ﺃﻟﻒ ﺳﻬﺮﺓ ﻭﺳﻬﺮﺓ ، ﺃﻟﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺳﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﲡﻠﻰ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﺩﺑﻴـﺔ‬ ‫٢١‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﰱ ﺍﳉﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﰱ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﰱ " ﺃﻟﻒ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﻟﻐﺮﰉ " ﻓﺎﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻜﻠﻴﺸﻬﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﺜـﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ، ﻭﺍﻟﻐﺮﻕ ، ﻭﺍﳉﺰﺭ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﻣﺼﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﳋﻴﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬـﺎ )‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ( ﻭﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﺑﺰﻯ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ….. ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﳉﻨﻴﺎﺕ ، ﻭﺍﳊﻮﺭﻳﺎﺕ ، ﻭﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ، ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﳌﺴﺤﻮﺭﺓ ، ﻭﺟﺒﺎﻝ ﺍﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ……‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴـﻨﺪﺑﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤـﺮﻯ ،‬ ‫ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ، " ﻛﺎﻧﺪﻳﺪ " ﻟﻔﻮﻟﺘﲑ ، ﻓﺈﻥ ﺳﻔﺮ ﻛﺎﻧﺪﻳﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺩﻭ ﻳﺸﺒﻪ ﻛـﺜﲑﺍ ﻣﻐـﺎﻣﺮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮﻯ ، ﻛﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺑﻄﻞ ﻓﻮﻟﺘﲑ ﻗﺪﺭﻯ ﻛﺎﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﲨـﺎﻝ ﺷـﺪﻳﺪ ﰱ‬ ‫ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻰ ) ٤١ ( ﻭﺃﺳﻬﻤﺖ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠـﺔ ﻭﻟﻴﻠـﺔ ﰱ ﺗﺸـﻜﻴﻞ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﳌﺎﱏ " ﻓﻴﻠﻬﻠﻢ ﻫﺎﻭﻑ " " ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺄﺛﺮ ﲝﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﻭﻧﺴﺞ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻨﻮﺍﳍﺎ ، ﻭﺫﻛﺮ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﻋﻦ " ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺒﺤﻴﺔ " ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤـﺮﻯ ، ﻭﻳﻘـﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺩﻭﺩﻭ ﰱ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻬﻠﻢ ﻭﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ، ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺓ ﰱ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻫﺎﻭﻑ ﻳﺪﻝ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺮﻑ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﺛﺮ ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺘﺐ‬ ‫‪‬ﺎ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﺸﲑ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ، ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﺒﻄﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺮﻗﺖ ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ،‬ ‫ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻠﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮﻯ ﰱ ﺳﻔﺮﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴـﺔ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ ، ﻓﺒﻄﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺒﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﺎﺿﻞ ، ﻭﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﱴ ﺳﺘﻬﺐ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ ، ﻭﻣﻦ ﰒ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻄﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﻮﻉ ، ﻓﺘﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﰱ ﺳﲑﻫﺎ ، ﰒ ‪‬ﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻓﻴﻬﺘﻒ :‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺿﺎﻋﺖ ﺳﻔﻴﻨﱴ ، ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﺕ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺷﺮﺍﻋﻪ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻏﺮﻕ ﺭﻛﺎﺏ ﺍﻟﺴـﻔﻴﻨﺔ ،‬ ‫-‬ ‫ﻭﱂ ﻳﻨﺞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻯ ﺃﲪﺪ ﻭﺧﺎﺩﻣﻪ ﺑﻮﻻﻯ " ) ٥١ (‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻤﻞ ﻗﺼﺼﻰ ﻭﺭﻭﺍﺋﻰ ﻋﺮﰉ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺄﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﻭﻟﻴﻠﺔ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﲡﺎﻭﺯ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻹﻗﺘﺒﺎﺱ ، ﻭﺍﻣﺘﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻓﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـﻦ‬ ‫ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭﺍﻟﻐﺮﰉ .‬ ‫ﻭﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺇﱃ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﻟﻜﻨـﻬﺎ ﺗﻨـﻬﺾ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺙ ﻗﺼﺼﻰ ﻋﺮﰉ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻨﺜﺮﻯ ﻭﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﳌﻌﱪ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﻙ " ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬ ‫٣١‬
‫، ﻭﻣﺮﻭﺭﹰﺍ ﺑﻘﺼﺺ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ، ﰒ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺣﱴ ﻗﺼـﺺ ﻭﺭﻭﺍﻳـﺎﺕ "‬ ‫ﻋﻨﺘﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﺪﺍﺩ " ﻭ " ﺳﻴﻒ ﺑﻦ ﺫﻯ ﻳﺰﻥ " ﻭﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌـﺮﺏ ﻭﺳـﻮﺍﻫﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘﺼـﺺ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻟﻌﺐ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﰱ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺣﺮﻭ‪‬ﻢ ﰱ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‬ ‫، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻌﱪ ﻭﺍﶈﺮﺽ ﻭﺍﳌﺆﺭﺥ ﻭﺍﳌﺒﺪﻉ ﻟﻠﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﳌﺆﺳﺲ ﻷﺩﺏ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭﻟﻘـﺪ‬ ‫ﺃﺣﺲ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﻳﻄﺮﺣﻮ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ، ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﰱ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺩ / ﳒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﰱ ﻛﺘﺎ‪‬ﺎ ) ﺃﺩﺏ ﺍﳊﺮﺏ ( ، ﻭﻣـﻦ‬ ‫ﻫﻨﺎ ﳕﺖ ﺑﺬﺭﺓ ﺍﻟﻘﺺ ﰱ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻭﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻗﺎﺻﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ‬ ‫ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﻭﺗﻮﺯﻋﺘﻬﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ، ﻭﻟﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺻﻴﺪ ﺿﺨﻢ ﻟﻮ ﺃﻣﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻰ ﻣﺎﻫﻮ‬ ‫ﺃﺩﰉ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻳﻔﺮﺯ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﺗﺎﺭﳜﻰ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﺼﻐﺮﺍﺕ ﻣﻼﺣﻢ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ ، ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﰱ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ) ٦١ ( .‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻰ ، ﻭﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻠﻐﻮﻯ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏـﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻳﲎ ، ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﳉﺎﻫﻠﻰ ﻣﻦ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﳑـﺎ‬ ‫ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻤﺴﻬﺎ ﻭﲡﺎﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱴ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﲡﺎﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﻝ‬ ‫ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻫﻰ ﺫﺍ‪‬ﺎ ﺍﻟﱴ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘـﺎﺩ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺑﺘﻐﻠﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﰱ ﻗﺼﺺ ) ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺮﺏ (‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺑﻌﺪﻡ ﺟﺪﻭﻯ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻠﻤﺲ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﺳـﻄﻮﺭﺓ‬ ‫ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺘﺄﺭﳜﻰ ﻋﻨﺪ ﺳﺮﺩ ﺣﻮﺍﺩﺛﻬﺎ ) ٧١ ( ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻣﻨﺬﺭ ﺍﳉﺒﻮﺭﻯ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﺃﻳﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ( ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻰ .‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻗﺼﺺ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺼﺼﺎ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ، ﺗﺼﻮﺭ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌـﺮﺏ‬ ‫ﻭﺣﺮﻭ‪‬ﻢ ﻭﺃﺳﺎﻃﲑﻫﻢ ، ﻭﺗﺮﻭﻯ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭﺳﲑ ﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ، ﻭﺗﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍ‪‬ﺎﻭﺭﺓ ﳍـﻢ ﻭﻋـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﱴ ﺍﺗﺼﻠﻮﺍ ‪‬ﺎ ، ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﻢ ﻛﻤﻌﺎﺑﺮ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻛﺘﺠـﺎﺭ ﺗـﺪﻋﻮﻫﻢ‬ ‫ﻟﻺﺗﺼﺎﻝ ﺑﻐﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻣﺘﺰﺝ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﺍﻫـﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼـﻮﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺻﺮﺍﻋﻪ ﻣﻊ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻘـﺪﺭ ﻭﻣـﻊ ﺟﲑﺍﻧـﻪ‬ ‫ﻭﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻭﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰱ ﻗﺼﺺ " ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ " ﻣﺜﻞ " ﻳﻮﻡ ﺫﻯ ﻗﺎﺭ " ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﺣﻘﻖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻭﻝ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺱ ، ﻭﺍﳊﺐ ﰱ ﻗﺼﺔ " ﻣﺼﺎﺹ ﺩﻣﻰ " ﺍﻟـﱴ ﺿـﻤﻨﻬﺎ‬ ‫ﻭﻫﺒﻪ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺍﻟﺘﻴﺠﺎﻥ ﰱ ﻣﻠﻮﻙ ﲪﲑ " ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﳊﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺼﺔ " ﺭﻭﻣﻴﻮ ﻭﺟﻮﻟﻴﺖ " ﺍﻟﱴ ﺭﺩﺩﻫﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺇﺣﺘﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺑـﲔ‬ ‫٤١‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﻴﺌﺘﻪ ، ﻭﺑﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻭﺑﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﳎﺘﻤﻌﻪ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺫﺍﺗﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ‪‬ﺎﻳﺔ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺑﺎﻧﺘﺤﺎﺭ ﺍﳊﺒﻴﺒﲔ ﻋﻄﺸﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﲨﻴﻠﺔ ، ﲟﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ‬ ‫ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﲤﻴﺰﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﲎ ، ﻭﺍﻟﺘﻌـﺒﲑ ﺍﻟـﺪﺭﺍﻣﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﳌﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭﺣﻠﻠﻬﺎ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺧﻮﺭﺷﻴﺪ‬ ‫ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻓﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻊ " ) ٨١ (‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺪ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻓﻜﺎﻥ " ﲤﻴﻢ ﺍﻟـﺪﺍﺭﻯ "‬ ‫ﻗﺼﺎﺹ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ) ﺹ ( ﻳﺮﻭﻯ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﳌﺼـﻠﲔ ، ﻛﻤـﺎ ﺍﺳـﺘﺨﺪﻣﺖ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺺ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳌﺎ ﺇﺣﺘﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﳌﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﻟﻌﺐ ﺍﻟﻘﺼﺎﺻﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﰱ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﻧﺎﻫﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭﻗﺼﻮﺭ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﳑﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻓﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓـﺎﺭﻭﻕ‬ ‫ﺧﻮﺭﺷﻴﺪ " ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﰱ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﻭﺇﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ‬ ‫ﺑﻪ ﻭﲰﺎﺣﻬﻢ ﺑﺘﺪﺍﻭﻟﻪ ﰱ ﻣﺴﺠﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ، ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺗﺬﻭﻕ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﻪ ﺗﺬﻭﻗﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﱃ‬ ‫ﺇﺳﺘﻘﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻭﺗﺪﻭﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻭﺇﺿﺎﻋﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﰱ ﺍﻹﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﰱ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﱘ ، ﻭﱂ ﳚﺪ ﻭﻻﺓ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ‬ ‫ﺑﻪ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ، ﰒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﳑﺎ ﳜﺪﻡ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳉﺪﻳﺪ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.‬ ‫ﻭﳕﺎ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻣﻊ ﺇﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻌـﺮﺏ ﺑﺎﻟﺸـﻌﻮﺏ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻭﲢﺮﻛﻬﻢ ﻋﱪ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﶈﻴﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ، ﻭﺇﻣﺘﺰﺍﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬ ‫، ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﺇﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﰱ ﺭﺣﻼ‪‬ﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﳕﻮﺫﺝ ﻓﺬ ﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﱴ ﻭﺭﺩﺕ ﰱ ﺍﳌﺨﻄﻮﻁ ﺍﳌﺘﻀـﻤﻦ‬ ‫ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﲔ ﻓﻮﺯﻯ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺣـﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴـﻨﺪﺑﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﱘ" ) ٩١ ( ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﳌﺨﻄﻮﻁ ﺍﶈﻔﻮﻅ ﲟﻜﺘﺒﺔ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﳌﺆﺭﺥ ﺍﳌﺴﻌﻮﺩﻯ ﰱ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻣﺮﻭﺝ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﳉﻮﻫﺮ " ) ٠٢ ( ﻭﻫﻰ ﻗﺼﺺ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻨﻴـﺔ ﺗﻌـﲎ ﺑﺎﻟﺘﺼـﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻰ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ، ﻭﲤﺰﺝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﳋﻴـﺎﻝ ،‬ ‫ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﱴ ﺳﺒﻖ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ، ﻋﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ، ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺭﻭﺗﻪ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﱪ ، ﻭﺣﻮﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﱪ ، ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﺍﳊﻴﺘﺎﻥ ، ﻭﻫﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺮﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺮﻭﻥ ﻃﻮﻳﻠـﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋـﻰ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ " ﻫﺮﻣﺎﻥ ﻣﻠﻔﻞ " ﰱ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ) ﻣﻮﰱ ﺩﻳﻚ ( ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳـﻊ ﻋﺸـﺮ‬ ‫٥١‬
‫ﻭﺗﻌﱪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﻻ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻤـﺎ‬ ‫ﺍﺣﺘﻮﺗﻪ ) ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ( ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﻗﺼﺺ ﲝﺮﻳﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺭﺟﺢ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺸﺮﻗﲔ ﻣﺜﻞ ﻛﺮﺍﺗﺸﻜﻮﻓﺴﻜﻰ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﳉﻐﺮﺍﰱ ﺍﻟﻌﺮﰉ " ﺍﺑﺘﻌـﺎﺙ ﻗﺼـﺺ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﰱ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﰱ ﻧﻔﺲ ﻣﻮﺍﺿـﻴﻌﻬﺎ )١٢ (‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﲟﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺇﻃﻼﻉ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻫﺮﻣﺎﻥ ﻣﻠﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻭﻧﻘﻠﻪ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ، ﻟﺮﺃﻳﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﺛﺮﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ .‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻯ ﻃﺮﺣﻨﺎﻩ ﰱ ﺻﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ : ﳌﺎﺫﺍ ﲡﺎﻫﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴـﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﰱ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﲡﻬـﻮﺍ‬ ‫ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ .‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﳒﻴﺐ ﳏﻔﻮﻅ " ﺇﻥ ﺍﳌﻀﺊ ﻭﺍ‪‬ﻴﺪ ﰱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﺭﺩﺍ ﰱ ﺗﻠـﻚ‬ ‫ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺎﺿﻰ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭﺇﻥ ﺍﻹﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﺎﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮﺓ ﻭﺍﳌﺰﺩﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ﻣﻊ ﻗﻮﺓ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﻭﺭﰉ‬ ‫ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻭﳏﺎﻛﺎ‪‬ﺎ ﻭﺍﺿﻌﲔ ﰱ ﻓﻜﺮﻫﻢ ﻭﺃﺫﻫـﺎ‪‬ﻢ‬ ‫ﺍﻷﳕﻮﺫﺝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﻟﻸﻭﺭﰉ ﻭﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ .‬ ‫ﺇﻥ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻗﺼﲑﺓ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻋﺎﻣﺎ ) ٢٢ ( ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺄﻧﺎ‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﻃﻪ ﺣﺴﲔ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺳﻮﺍﳘﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﳝﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻷﻭﺭﰉ ﰱ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺸـﻜﻞ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻰ‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﺬﻳﻨﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ، ﺇﺫ ﺗﺒﻴﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﻪ ﺷﻜﻞ ﻏﺮﰉ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺃﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ‬ ‫ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﰱ ﺍﻟﻌﺎﱂ ، ﻟﺬﺍ ﻧﻌﻮﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺃﻥ ﲤﻜﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ) ٣٢ ( .‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺧﺬ ﺭﻭﺍﺋﻴﻮﻧﺎ ﰱ ﺍﻹﲡﺎﻩ ﳓﻮ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﻟﻮﻋﻰ ﺍﻟﻘـﻮﻣﻰ ،‬ ‫ﻭﲢﺮﺭﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻯ ﺍﻟﻐﺮﰉ ، ﻭﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﲡﺮﺑـﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺪﻯ ﺍﳍﻮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜـﺔ ،‬ ‫ﻭﻏﺮﺑﺔ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﻏﺮﰉ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺼـﺪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴـﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﻭﺇ‪‬ﺎﺀ ﻏﺮﺑﺘﻬﻢ ﰱ ﺍﻷﺷـﻜﺎﻝ ﺍﻷﺩﺑﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﰱ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﻭﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﺍﻟﱴ ﳝﻜﻦ ﺇﺣﻴﺎﺅﻫﺎ ﻭﻋﺼﺮﻧﺘﻬﺎ ﰱ ﺭﻭﺍﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻨـﺎ‬ ‫٦١‬
‫ﺭﻭﺍﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﻭﺍﺳﺘﲑﺍﺩ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﻭﺟﺪﺍﻧﻨﺎ ﻭﺗﺮﺍﺛﻨـﺎ‬ ‫ﻭﻗﻴﻤﻨﺎ ﻭﳘﻮﻣﻨﺎ .‬ ‫) …. ﺑﻄﻞ " ﻡﺼﻄﻔﻰ اﻷﺳﻤﺮ " هﻮ اﻟﺒﻄﻞ اﻹﻳﺠ ﺎﺑﻰ رﻏ ﻢ ﻡ ﺎ ﻗ ﺪ ﻳﺒ ﺪو ﻡ ﻦ‬ ‫ﻧﻬﺎﻳﺎﺗﻪ اﻟﻔﺎﺟﻌﺔ .. ﻷﻧﻪ رﻡﺰ اﻟﺼﻤﻮد واﻟﻌﻨﺎد واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻵﺧﺮ ﻡﺪى ، وﻟﻴﺲ‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻰ اﻟﻌﻨﺘﺮى واﻷﺳﻄﻮرى ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻰ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻄﻞ واﻗﻌ ﻰ‬ ‫ﻋﺼﺮى … داﺧﻠﻪ آ ﻞ ﺗﻌﻘﻴ ﺪات اﻟﺤﻴ ﺎة وﻡﺸ ﺎآﻠﻬﺎ وﺹ ﺮاﻋﺎﺗﻬﺎ واﺡﺒﺎﻃﺎﺗﻬ ﺎ‬ ‫وهﻮ رﻏﻢ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻟﻬﺎ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﺮﻳﺴﺘﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﻴﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻡ ﺔ وﻳﺘﺤﺼ ﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ واﻟﺨﻴﺎل واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ …. اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻰ هﻰ أﺡﺪ اﻟﻤﻼﻡﺢ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﺔ ﻓ ﻰ‬ ‫أدب وﺷﺨﺼ ﻴﺎت ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ واﻟﺘ ﻰ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﻄﺒ ﻖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺴ ﺨﺮﻳﺔ‬ ‫اﻟﺴﻮداء … "‬ ‫ﺩ . ﻋﻴﺪ ﺻﺎﱀ‬ ‫ﻧﺪﻭﺓ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ . ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‬ ‫٤٢/٢/٨٨٩١‬ ‫اﻟﻘﺼﺔ :‬ ‫٧١‬
‫ﻤﺎت‬ ‫ﺳ‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ‬ ‫ﻋﺒﺜﻴﺔ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻮﻏﺪ :‬ ‫ﻟﻌﻞ ﺻﻔﺔ ) ﺍﻟﻮﻏﺪ ( ﻫﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﺑﻄﻞ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ " ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ‬ ‫ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ( ﻭ " ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﻭﻻ ﺃﻋﲎ ﺑﺎﻟﻮﻏﺪ ﺃﻯ‬ ‫ﺗﻘﻮﱘ ﺧﻠﻘﻰ ﻳﻮﺣﻰ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻗﺪ ﲡﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻭﻏﺪﺍ ﺣﻘﲑﺍ ، ﺑﻞ ﺃﻋـﲎ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻮﺣﻴﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ " ﺍﻟﻼ ﺑﻄﻞ " ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﻯ ﻏﲑ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﲡﺮﺩ ﻣـﻦ ﻛـﻞ‬ ‫ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎ‪‬ﺎ .‬ ‫ﻓـ ) ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ( ﺃﻭ ) ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻛﱪ ( ﺑﻄﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻭﻗﺪ ﲡﺮﺩ ﻣـﻦ ﻛـﻞ‬ ‫ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ) ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ( ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﻌﺪ ﻧﻔﺴﻰ ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻠﺴﻔﻰ ، ﺇﻧﻪ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ‬ ‫ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﻟﻠﻤﺎﺿﻰ " ﺃﺯﺍﺡ ﻋﺒﻴﺪ ﺟﺰﺀﺍ ﳏﺪﻭﺩﺍ ﻣـﻦ‬ ‫ﻛﻔﻨﻪ ﲟﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻌﻴﻨﻴﻪ ﺃﻥ ﺗﺮﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻙ ، ﻓﺎﻧﺘﺸﻰ ﲟﺎ ﻳـﺮﻯ ، ﻭﺍﺳـﺘﻨﻔﺮﺕ‬ ‫ﺭﺟﻮﻟﺘﻪ ﺍﻷﻓﺨﺎﺫ ﺍﳌﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﺄﻟﻮﺍ‪‬ﺎ ، ﺍﳌﺨﺘﻠﻄﺔ ﻭﺃﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ـ ﻓﺎﻧﺴﻠﺦ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺭﺍﺳـﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﻦ ﻭﺳﺄﻝ :‬ ‫- ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻦ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ، ﻳﺎ ﺃﺛﲑﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻰ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ) ٤٢ ( ﺇﻧﻪ ﳕـﻮﺫﺝ ﺟﺪﻳـﺪ‬ ‫ﻟﻠﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ، ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﳕﻮﺫﺝ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻭﻛﺎﻓﻜﺎ ، ﻓﺒﻄﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﺜﻘﻒ ، ﻭﻳﺰﻣـﻊ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ) ٥٢ ( ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ، ﻷﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﺒﻴﺜـﺔ ﻭﺑﻄـﻞ )‬ ‫ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ( ﻟﻜﺎﻓﻜﺎ ﳝﺘﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ – ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻔﺴﲑﻩ – ﻳﺸﺪ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳚﻌﻞ ﻣـﺪﻳﺮﺓ ﺍﻟﻔﻨـﺪﻕ‬ ‫ﺗﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻪ ، ﺃﻣﺎ ﺑﻄﻠﻨﺎ " ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻛﱪ " ﻓﻼ ﳝﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ، ﻭﻻ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ .‬ ‫ﺇﻧﻪ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ، ﺍﻟﺬﻯ ﻇﻬﺮ ﰱ ﻓﺮﻧﺴﺎ ، ﺑﻌﺪ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻌﺒﺚ ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﳒﺪ ﻟﻪ ﺃﻣﺜﻠـﻪ‬ ‫ﰱ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﰱ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ، ﻓﺒﻄﻠﻨﺎ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻋﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ :‬ ‫" ﺗﻮﺟﻪ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺟﻴﻮﺑﻪ ﺑﻌﻤﻼﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ، ﳘﺲ ﻟﻨﻔﺴﻪ‬ ‫، ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺋﺮ :‬ ‫٨١‬
‫- ﺳﺄﻣﻜﺚ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﻠﻪ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻻ ﺃﺑﺮﺣﻪ ﺃﺑﺪﺍ . ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻭﺍﻗﻔﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺳﺄﻝ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳍﺎﻣﺲ :‬ ‫- ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ؟ !‬ ‫ﺃﺟﺎﺑﻪ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻓﺼﻴﺢ ﻭﺻﻮﺕ ﻭﺍﺿﺢ :‬ ‫- ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻨﻚ ﻳﺎ ﺃﰉ ﻓﻼ ﺗﺘﻌﺠﺐ ، ﺍﺑﻨﻚ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﻟﺪ ﻋﻘﺐ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺻﺒﺎﺣﺎ ) ٦٢ (‬ ‫" ﱂ ﳚﺪ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﻴﺪ :‬ ‫- ﺑﺸﺮﺍﻙ ﻳﺎ ﺃﰉ ﺑﺸﺮﺍﻙ ، ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻚ ﺍﺑﻦ ، ﺍﲰﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺒﻴﺪﺍ ﻓﻼ ﺗﺘﻌﺮﺽ " ) ٧٢ (‬ ‫- ﻭﳓﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺯﺍﺀ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ :‬ ‫" ﺃﻋﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﻭﺩﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ﺃﺩﻕ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ، ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻹﻟﺘـﺰﺍﻡ ﺣﺮﻓﻴـﺎ‬ ‫ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﺪﻗﻪ ، ﺃﻛﺪ ﳍﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﻓﻌﻪ ﻓﻮﻕ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﺭﻳـﺶ‬ ‫ﺍﻟﻨﻌﺎﻡ ﺍﳌﻔﺮﻭﺷﺔ ﻓﻮﻕ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺫﻯ ﺍﻷﻋﻤﺪﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﳌﺬﻫﺒﺔ " ) ٨٢ (‬ ‫" ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ) ﺃﻧﺎ ( ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻭﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﰉ ﻋﻠﻰ ﺷﻂ ﺍﻟﺘﺮﻋﺔ ﺣﻴﺚ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻮﻟـﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﻘﻴﻘﻰ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ … ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﻣﻮﻟﺪﻱ ﻭﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﻫـﻰ ﰱ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ ، ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺆﺭﺥ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﺳﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﺥ ﳊﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ، ﻓﻘﺪ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻋﻀﻮﻳﺎ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﱃ ﺍﻷﺑﺪ ، ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﻣﻨﺬ ﻣﻮﻟﺪﻯ ﺭﺣﻠﺔ ﳎﺪ ﻓﻜﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍ‪‬ﺎ‬ ‫ﻋﱪ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﱏ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺪﻳﺖ‬ ‫ﺑﻪ ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﻟﺪ ﻟﺰﻭﺟﲔ ﻻﳘﺎ ﺑﺎﻟﺜﺮﻳﲔ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﻭﻻ ﳘﺎ ﺑﺎﻟﻔﻘﲑﻳﻦ ﺍﻟﻔﻘـﺮ‬ ‫ﺍﳌﺪﻗﻊ … ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺿﻌﺘﲎ ﺃﻣﻰ ﺑﻼ ﻋﻨﺎﺀ ، ﻭﱂ ﺃﺳﺒﺐ ﳍﺎ ﺍﺯﻋﺎﺟﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﻤﻞ ﻭﱂ ﺃﺛﻘﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﺨﺎﺽ ، ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﻫﻰ ﺑﺎﻧﻮﺭﺍﻣﺎ ﳊﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﲤﺘﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﲎ‬ ‫ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ … ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﱂ ﺃﻭﻟﺪ ﰱ ﻣﺪﻳﻨﺔ … ) ﺃﻧﺎ (‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﲰﻰ ﺳﺠﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﰱ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﳌﻮﺍﻟﻴﺪ ﲟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺼﺤﺔ .. ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﱃ ﺷﺄﻥ ﻭﺃﻯ ﺷﺄﻥ ، ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﺎ ﻫﻰ ﺫﻯ ﻗﺼﺔ ﻣﻴﻼﺩﻯ ﺃﺳـﺠﻠﻬﺎ‬ ‫ﺑﻴﺪﻯ ﻭﲞﻄﻰ ) ٩٢ ( .‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﲤﺎﺀ ﰱ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺻﻮﺭﺓ " ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ " ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺭﻭﺳﻮ ﺃﻭ ﰱ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳕﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻤﻰ ﺍﱃ‬ ‫٩١‬
‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ، ﻓﻘﻂ ﻳﺮﻧﻮ ﺍﱃ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﻀﻞ ، ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ‬ ‫ﺩﻻﻟﺔ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻟﻔﻆ ) ﺃﻧﺎ ( ﰱ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺗﺒﺪﻭ ﺣﲔ ﻳﻌﺎﻣﻞ ) ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ( ﻫﺬﺍ ) ﺍﻟﻼ ﺑﻄﻞ ( ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﺎﺩﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳـﺔ‬ ‫ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﳕﻮﺫﺝ ) ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ( ﺍﻟﺬﻯ ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺎ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ، ﻭﺻﻔﺔ ) ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ (‬ ‫ﻳﺴﺮﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﰱ ﺍﻃﻼﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻘﺪﰈ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﲢﺪﺙ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻄـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ، ﻭﺫﻫﺐ ﲰﻌﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻧﻄﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠـﻰ " ﻋﺒﻴـﺪ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ " ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻌﲑﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺎﻭﺭ ﻣﻊ ﺃﻫـﻞ ﺯﻭﺟﺘـﻪ"‬ ‫ﻓﻠﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﲎ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﻣﺼﻄﺤﺒﺎ ﻣﻌﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ ﻭﺍﳋﱪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﻨـﻴﲔ ﺍﳉﻬﺎﺑـﺬﺓ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﻬﺮﺓ ﻟﻴﺤﻔﺮﻭﺍ ﻟﻜﻢ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺍﻟﱴ ﻭﻋﺪﺗﻜﻢ ﲝﻔﺮﻫﺎ . ) ٠٣ (‬ ‫ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﱴ ﻛﺜﺮﺕ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺍﱃ ﺷﺨﺼﻴﺔ‬ ‫ﺷﻬﲑﺓ ﻓﻴﻌﺎﺭﺿﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻄﻞ ﺗﺎﻓﻪ ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﻛﻴﺸﻮﺕ ﲤﺜﻞ ﻧﻘﻠﺔ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ، ﻓﺎﳌﺆﻟﻒ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﺮ ﺑﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻧﺘـﻬﻰ ﻋﺼـﺮﻩ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﱃ ﻧﻘﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻬﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻯ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ، ﳕﻮﺫﺝ ﺍﻟﻼﺑﻄﻞ .‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺣﱴ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﻘﺪﻡ ) ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ( ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻮﻏﺪ ) ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ( ﰱ ﺻـﻮﺭﺓ‬ ‫ﺟﺎﺩﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﺃﺯﺍﺀ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﲑﻭﺍ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ . ﺃﻭ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺆﺛﺮ‬ ‫ﰱ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ " ﺷﻂ ﺍﻟﺘﺮﻋﺔ " ﻓﺘﻜﺘﺐ ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻣﻊ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻭﻣﻦ ﻳﺮﻳـﺪ ﺃﻭ‬ ‫ﻳﺆﺭﺥ ﳊﻴﺎﺗﻪ ) ﺍﻟﺒﻄﻞ ( ﺳﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺆﺭﺥ ﳊﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺑﺎﺭ ، ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﰱ ﺃﺣﺪﺍﺙ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻛﺄ‪‬ﺎ ﺗﺮﻫﺺ ﲟﻮﻟﺪ ﻧﱮ ﺳﻴﻐﲑ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ .‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺘﻬﻜﻤﻴﺔ ﺗﺜﲑ ﺣﺴﺎ ﻋﺒﺜﻴﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﺳﻜﺎﺗﻪ ، ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﻬﺘﺰ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ " ﳊﻈﺔ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺑﺼﻮﺗﻰ ﺇﻧﲎ ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻧﻔﺴﻰ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﰱ ﺍﻟﻨﻌﺶ ﻓﻠﻴﺘﻘﺪﻡ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺫﻛﻮﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺑﺪﺓ ﻻ ﺗﻘﻞ‬ ‫ﺃﻭﺯﺍ‪‬ﻢ ﳎﺘﻤﻌﻪ ﻋﻦ ٠٠٥ ﻛﻴﻠﻮ ﺻﺎﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺍﻷﺣﺬﻳـﺔ ، ﻭﲝـﺪ ﺃﺩﱏ ٠٠١‬ ‫ﻛﻴﻠﻮ ﻟﻠﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ، ﻓﻴﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﻣﻌﺎ ﳓﻮ ﻓﺮﺍﺷﻰ ، ﰒ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﰱ ﳊﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻌﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﲟﻘﺪﺍﺭ‬ ‫ﻣﺘﺮ ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮﺍﺕ ) ١٣ (‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ‪‬ﺘﺎﺝ ﻋﻨﺪ ﺷﻜﺴﺒﲑ ﰱ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻪ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻣﺲ ﻧﺒﻞ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ،‬ ‫ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻫﻨﺎ ‪‬ﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺧﻰ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﰱ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ .‬ ‫٠٢‬
‫ﻭﻣﻦ ﰒ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﺑﻈﻼﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺼﻞ ) ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ( ، ﺇﻧﻪ ﺑﻄﻞ ﻳﺜﲑ ﺍﻹﺷﻔﺎﻕ ﻛﻤﺎ ﻳﺜﲑﻩ ﺑﻄﻞ‬ ‫ﺃﺭﺳﻄﻮ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﳛﻄﻤﻪ ﺍﻟﻘـﺪﺭ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺷﺎﻣﺦ ﻳﺘﺤﺪﻯ ﺍﻵﳍﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻋﺎﺑﺚ ﻳﺼﺤﺐ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﳍﺎ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻫﺎ .‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺲ ﺍﻟﻌﺒﺜﻰ ﻳﺘﺄﺯﻡ ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻔﻘﺪﻩ ﺧﻼﻝ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﲔ ، ﻓﻬـﻮ ﻳـﺮﺑﻂ ﺍﻷﺣـﺪﺍﺙ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﺘﻢ ﰲ ﻋﺎﱂ " ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ " ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳋﻄﲑﺓ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﳌﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ‬ ‫" ﰱ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺼﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﲔ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ٢١ ﻣـﻦ ﺃﻛﺘـﻮﺑﺮ ﻭﻗـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ ﻭﺧﱪﺍﺀ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﺍﳉﻬﺎﺑﺰﺓ ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﺃﻥ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﻠﻐﺖ ٩,٥ ﲟﻘﻴﺎﺱ ﺭﳜﺘﺮ … " ) ٢٣ (‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﳍﺎﺗﲔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﲔ ﻫﻮ " ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳـﺪ ﻭﻋﺒﻴـﺪ " ﻭ " ﺍﻟﻐﺎﻟـﺐ‬ ‫ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﻓﻬﻤﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻰ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺰﻣﲎ ﰱ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ :‬ ‫ﻭﻓﺎﺓ‬ ‫ﻭﺻﻴﺔ‬ ‫ﺯﻭﺍﺝ‬ ‫ﻟﻘﺎﺀ‬ ‫ﺣﻮﺍﺭ‬ ‫ﻭﻻﺩﺓ‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ١ (‬ ‫ﻭﻳﺄﺗﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺰﻣﲎ ﰱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱏ " ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳـﺔ " ﺯﻳـﺪ‬ ‫ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺎﱃ :‬ ‫ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ‬ ‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻭﻥ‬ ‫ﺳﺠﻦ‬ ‫ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ‬ ‫ﻏﻴﺎﺏ‬ ‫ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ‬ ‫١٢‬
‫ﺍﻋﺘﻜﺎﻑ‬ ‫ﻗﻀﻴﺔ‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٢ (‬ ‫ﺇ‪‬ﻤﺎ ﺗﺒﺪﺃﻥ ) ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺓ ( ﻭﺗﻨﺘﻬﻴﺎﻥ ) ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ( ﻭﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﺒﺘﻮﺭﺓ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﱪﺭﺓ‬ ‫ﲟﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﻌﺒﺜﻰ .‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﺑﻈﻼﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ) ﻣﺮﻗﻮﻣﺎﺕ ( ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ : " ﻳﺬﻫﺐ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﲟﻼﺑﺲ‬ ‫ﺍﳊﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ ، ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﰱ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ﻭﺗﺸﻴﻴﻊ ﺍﳉﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻯ ﺇﱃ ﻣﺜـﻮﺍﻩ‬ ‫ﺍﻷﺧﲑ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻌﺒﻴﺪ ﻳﺼﺮﺥ :‬ ‫- ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻦ ﻳﺎ ﺟﻴﺒﺎﺕ ، ﻳﺎ ﺃﺛﲑﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻰ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ؟ ﻭﻟﻠﻤﻜﺎﻧـﺔ ﺍﳌﻤﻴـﺰﺓ ﻟﻜـﺒﲑﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﺎﺕ ﺃﻭﱃ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﺃﻗﺪﻣﻬﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ .‬ ‫- ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ …… ﺃﻧﺴﻴﺘﻬﺎ ؟ !‬ ‫ﻗﺎﻝ :‬ ‫- ﺗﺆﺟﻠﻬﺎ ﺣﱴ ﻧﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﻻ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺑﺪﺓ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺳﲑﺗﻪ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ " ) ٣٣ ( .‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ﳒﺪ " ﻋﺒﻴﺪﺍ " ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ :‬ ‫" ﺃﻥ ﺗﺘﺨﲑ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ( ﻣﻜﺎﻧﺎ ﰱ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺗﻠﺰﻣﻪ ، ﰒ ﺗﺒﺪﺃ ﰱ ﺇﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ، ﻣﻬﺎﺭ‪‬ﺎ ،‬ ‫ﻭﻗﺪﺭﺍ‪‬ﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰱ ﺍﻟﻨﻮﺍﺡ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﺮﳛﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺸﺮﻁ ، ﻓﻤﻦ ﺷـﺎﺀﺕ ﺃﻥ ﺗﺼـﺮﺥ‬ ‫ﻭﺗﻠﻄﻢ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ … ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻬﻘﻪ ﻭﺗﻀﺤﻚ ، ﻓﻌﻠﺖ …… ﻭﻣﻦ ﺭﻏﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﻗﺺ‬ ‫ﻭﺗﺘﺤﻨﺠﻞ ، ﻓﻌﻠﺖ ، …… ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻐﲎ ﻭ " ﺗﻠﻴﻞ " ﻓﻌﻠﺖ …… ﻭﰱ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻭﻟـﻴﺲ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻃﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺭﺟﺎﺀ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﺎﺕ ﻓﻌﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﺤﻞ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻄﺒﻘﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺤﻞ ﻭﳍﺎ ﺣﻖ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻮﻧﻪ " ) ٤٣ ( .‬ ‫ﻭ‪‬ﺮﺩ ﺃﻥ " ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺍﳍﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻀﺤﻜﺔ ) ﺯﻳﺪ ( …… ﻧﻔﺦ ﻋﺒﻴﺪ ﰱ ﺻـﻔﺎﺭﺗﻪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻯ ﺑﺈﺭﺗﺪﺍﺀ ﻋﺪﺓ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﲪﻞ ﺷﺪﺓ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﺘﻠﻘﻰ ﺃﻭﺍﻣـﺮﻩ‬ ‫ﺑﲔ ﳊﻈﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺴﻮﻝ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﳎﺮﺩ ﺭﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﰱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ …‬ ‫ﺃﲨﻊ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺑﻀﺤﻜﺘﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻔﻀﻔﻀﺔ ﻭﻏﺴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﳘﻮﻣﻬـﺎ‬ ‫ﻭﺃﻋﻠﻤﻮﻩ ﺃ‪‬ﻢ ﺗﻄﻴﺒﺎ ﳋﺎﻃﺮﻩ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺑﺎ ﻟﺮﺿﺎﻩ ﺳﻴﺼﻔﻘﻮﻥ ﻟﻪ ﺻﻘﻔﺘﻪ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ …… " ) ٥٣ ( .‬ ‫٢٢‬
‫" ﺗﺄﻣﻞ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺴﺮﺍﺩﻕ ﻓﺎﻣﺘﻸ ﻓﺨﺮﺍ ﻭﺗﻴﻬﺎ … ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻧﺸﻮﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﳛﺼﻰ ﻋﺪﺩ ﻗﻄﻊ ﺳـﻘﻔﻪ …‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﲬﺴﲔ ﻗﻄﻌﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻏﲑ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﳑﺎ ﻳﺒﲔ ﻣﺪﻯ ﺇﺗﺴﺎﻋﻪ ﻭﺃ‪‬ﺘﻪ ﻭﺛﺮﺍﺋﻪ …. ﺃﺧﺮﺝ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﺮﺳﻰ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓ ﻭﺭﻓﻌﻮﺍ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺻﻮﺭﺓ ﺯﻳﺘﻴﺔ ﻟﻪ ﺑـﺎﳊﺠﻢ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻰ ﲤﺜﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪﻯ ﺯﻳﻪ ﺍﻟﺮﲰﻰ ﻭﻳﺪﺧﻦ ﻏﻠﻴﻮﻧﻪ ﺍﻟﺸﻬﲑ ، ﳑﺴﻜﺎ ﺑﻌﺼـﺎﻩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘـﻼﺕ‬ ‫ﻭﺍﳌﺪﻫﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳋﺸﺐ … ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻋﻠﻘﺖ ﻻﻓﺘﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﺩﻕ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬـﺎ " ﺍﳌـﺆﲤﺮ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ " ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻰ ﺍﳌﺮﺗﻘﺐ ﺑﲔ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻭﻓﺪ ﳑﺜﻼﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ) ٦٣ ( .‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ " ﺑﻌﺒﻴﺪ " ﳚﻤﻬﺮ ﺟﻴﺸﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻭﺫﻛﺮ ﳏﺎﺳﻨﻪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋـﺪﻭﻩ‬ ‫ﺍﻟﻠﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ " ﺯﻳﺪ " : " ﺍﺳﺘﻤﻌﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺻﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺴﻦ ﻛﺤﻴﻼﺕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﻀﺎﺕ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ‬ ‫، ﺃﺗﺄﻛﺪ ﻟﻜﻦ ﲜﻼﺀ ﺃﻧﻪ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﰉ ، ﻟﻘﺪ ﲰﻌﱳ ﺑﺂﺫﺍﻧﻜﻦ ﺍﳌﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﳊﻠﻘﺎﻥ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻠـﺒﺲ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﱪﳝﺔ ، ﻣﺎ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﺸﺨﺼﻰ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺏ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ، ﳍـﺬﺍ ﻓﺄﻧـﺎ ﺃﻧﺎﺷـﺪﻛﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺘﻜﺎﺗﻔﻦ ﻣﻌﻰ ﻟﻨﻀﻊ ﻣﻌﺎ ﺣﺪﺍ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﻴﺐ " ) ٧٣ ( ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺠﻠﺖ ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ :‬ ‫" ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺃﻣﺮ ﻋﺒﻴﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﳊﺮﺱ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺷـﺌﻮﻥ ﻭﻳﺘﻔﺮﻏـﻮﺍ‬ ‫ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺸﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋـﻮﺍ ﻋـﻦ ﺍﻹﻟﺘﺠـﺎﺀ‬ ‫ﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﺬﺍﰐ " ) ٨٣ ( ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺲ ﺍﻟﻌﺒﺜﻲ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﻣﻦ ﰒ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﺧﻠـﻒ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﶈﺎﻳﺪ ﻧﻐﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻣﺘﻜﺘﻤﺔ ﻭ ) ﻣﺼﻄﻔﻲ ﺍﻷﲰﺮ ( ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﻏﻴﻈﻪ‬ ‫ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺻﻤﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﻳﺘﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻏﺎﻟﺒـﺎ‬ ‫ﻋﻘﺐ ﳊﻈﺔ ﻫﺪﻭﺀ ﺧﺎﻧﻘﺔ :‬ ‫" – ﺃﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺔ ……‬ ‫ﻛﺮﺭﻫﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﰒ ﺗﺎﺑﻊ : ﺃﻳﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﳌﻌﺪ ؟ ﺃﻳﻦ ﺣﺮﺱ ﺍﻟﺸﺮﻑ ؟ ! ﺃﻳﻦ ﺿﺎﺭﺑﻮ ﺍﻟﺪﻓﻮﻑ ؟ ﺃﻳـﻦ‬ ‫ﻗﺎﺭﻋﻮ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ؟ ﺃﻳﻦ ﻭﺃﻳﻦ ﻭﺃﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺔ ؟‬ ‫ﺃﻧﺴﻴﺘﻢ ﺃﻧﲏ ﺯﻭﺝ ﻻﺑﻨﺘﻜﻢ ؟ !)٩٣ (‬ ‫ﺇ‪‬ﺎ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺗﺴﻠﺴﻠﻴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺎﺑﻞ ﰲ ﺑـﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮ ﻓﺎﻟﻌﺎﱂ ﻫﻮ ﻋﺎﱂ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻮﻏﺪ ﻫﻮ ﲤﺒﻞ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺧﺮﻱ ﺃﻭﻻ :‬ ‫" ﺗﺸﺎﻭﺭ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﻋﺒﻴﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰒ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ………‬ ‫ﻓﻮﺿﻮﺍ ﻛﺒﲑﻫﻢ ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺔ ﲟﺎ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺰﻣﻬﻢ ) ٠٤ ( ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺸﻜﻞ ﳉﻨﻪ ﲬﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺎ ﺗﺘﻮﱄ ﺗﺴﲑ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺣﱵ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﺒﻴـﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺣـﱵ‬ ‫٣٢‬
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324
324

Recommended

9
99
9kotob arabia
 
4124
41244124
4124kotob arabia
 
4619
46194619
4619kotob arabia
 
3945
39453945
3945kotob arabia
 
صيغ الإستغفار في القرآن والسنة
صيغ الإستغفار في القرآن والسنةصيغ الإستغفار في القرآن والسنة
صيغ الإستغفار في القرآن والسنةغايتي الجنة
 
التوحيد في ضوء القرآن الكريم
التوحيد في ضوء القرآن الكريمالتوحيد في ضوء القرآن الكريم
التوحيد في ضوء القرآن الكريممحمود أحمد العسكري
 
816
816816
816kotob arabia
 
708
708708
708kotob arabia
 

Recommended

9
99
9kotob arabia
 
4124
41244124
4124kotob arabia
 
4619
46194619
4619kotob arabia
 
3945
39453945
3945kotob arabia
 
صيغ الإستغفار في القرآن والسنة
صيغ الإستغفار في القرآن والسنةصيغ الإستغفار في القرآن والسنة
صيغ الإستغفار في القرآن والسنةغايتي الجنة
 
التوحيد في ضوء القرآن الكريم
التوحيد في ضوء القرآن الكريمالتوحيد في ضوء القرآن الكريم
التوحيد في ضوء القرآن الكريممحمود أحمد العسكري
 
816
816816
816kotob arabia
 
708
708708
708kotob arabia
 
كشاف كتب أصول الفقه
كشاف كتب أصول الفقهكشاف كتب أصول الفقه
كشاف كتب أصول الفقهمحمود أحمد العسكري
 
5880
58805880
5880kotob arabia
 
القواعد البلاغية
القواعد البلاغيةالقواعد البلاغية
القواعد البلاغيةمحمود أحمد العسكري
 
1
11
1Ahmed Mohamed
 
4621
46214621
4621kotob arabia
 
671
671671
671kotob arabia
 
5608
56085608
5608kotob arabia
 
5760
57605760
5760kotob arabia
 
بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك
بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك
بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك ssuser2e4a96
 
3576
35763576
3576kotob arabia
 
1338
13381338
1338kotob arabia
 
5650
56505650
5650kotob arabia
 
5786
57865786
5786kotob arabia
 
3123
31233123
3123kotob arabia
 
303
303303
303kotob arabia
 
5529
55295529
5529kotob arabia
 
5070
50705070
5070kotob arabia
 
175
175175
175kotob arabia
 
5718
57185718
5718kotob arabia
 
4088
40884088
4088kotob arabia
 
1086
10861086
1086kotob arabia
 
960
960960
960kotob arabia
 

More Related Content

What's hot

بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك
بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك
بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك ssuser2e4a96
 

What's hot (20)

كشاف كتب أصول الفقه
كشاف كتب أصول الفقهكشاف كتب أصول الفقه
كشاف كتب أصول الفقه
 
5880
58805880
5880
 
القواعد البلاغية
القواعد البلاغيةالقواعد البلاغية
القواعد البلاغية
 
1
11
1
 
4621
46214621
4621
 
671
671671
671
 
5608
56085608
5608
 
5760
57605760
5760
 
بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك
بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك
بعض الاخطاء الشائعة في عالم الفلك
 
3576
35763576
3576
 
1338
13381338
1338
 
5650
56505650
5650
 
5786
57865786
5786
 
3123
31233123
3123
 
303
303303
303
 
5529
55295529
5529
 
5070
50705070
5070
 
175
175175
175
 
5718
57185718
5718
 
4088
40884088
4088
 

More from kotob arabia

More from kotob arabia (20)

1086
10861086
1086
 
960
960960
960
 
764
764764
764
 
6487
64876487
6487
 
6205
62056205
6205
 
942
942942
942
 
96
9696
96
 
5962
59625962
5962
 
763
763763
763
 
6486
64866486
6486
 
745
745745
745
 
6204
62046204
6204
 
6435
64356435
6435
 
5961
59615961
5961
 
6182
61826182
6182
 
959
959959
959
 
941
941941
941
 
594
594594
594
 
762
762762
762
 
744
744744
744
 

324

  • 1.
  • 2. ‫" ﺟﺪﻳﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ " و "اﻟﻐﺎﻟﺐ واﻟﻤﻐﻠﻮب "‬ ‫ﻡﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻘﺮاءة ﻧﻘﺪﻳﺔ‬ ‫ﺃﻋﺪﻫﺎ‬ ‫ﲨﺎﻝ ﺳﻌﺪ ﳏﻤﺪ‬ ‫١‬
  • 3. ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
  • 4. ‫اﻟﻤﺤﺘـــــــــــﻮى‬ ‫٤٨‬ ‫ﺧﺎﲤﺔ‬ ‫٢‬ ‫ﺗﻮﻃﺌﺔ‬ ‫٦٨‬ ‫٥ ﻫﻮﺍﻣﺶ‬ ‫ﳏﺪﺩﺍﺕ / ﺧﺎﺭﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺺ‬ ‫٢٩‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫٦‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺗﺘﺤﺼﻦ ﺑﺒﺤﺎﺭ ﺳﺒﻌﺔ‬ ‫٣٩‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬ ‫٩‬ ‫ﺻﺪﺭ ﻟﻸﲰﺮ‬ ‫٤٩‬ ‫٠١ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍ‪‬ﻼﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ‬ ‫ﳏﺪﺩﺍﺕ : ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﺄﺻﻴﻞ‬ ‫٦٩‬ ‫٧١ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺔ : ﲰﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﻞ‬ ‫٨١‬ ‫ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻮﻏﺪ‬ ‫١٢‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ١ (‬ ‫١٢‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٢ (‬ ‫٠٣‬ ‫ﳏﺪﺩﺍﺕ / ﻣﻼﻣﺢ ﺗﺮﺍﺛﻴﺔ‬ ‫٧٣‬ ‫ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻜﻞ‬ ‫٨٣‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٣ (‬ ‫٠٤‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٤ (‬ ‫٢٤‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ) ١ (‬ ‫٣٤‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺑﺎﳌﻮﺭﻭﺙ‬ ‫٤٤‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ) ٢ (‬ ‫٥٤‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ) ٣ (‬ ‫٥٤‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ) ٤ (‬ ‫٨٤‬ ‫ﺍﻟﻠﻔﻆ / ﺍﳌﻌﲎ‬ ‫٠٥‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٥ (‬ ‫٠٥‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٦ (‬ ‫١٥‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٧ (‬ ‫٧٩‬
  • 5. ‫٢٥‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٨ (‬ ‫٣٥‬ ‫ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮ‬ ‫٨٥‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﲰﺮ‬ ‫٤٧‬ ‫ﺍﳉﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ‬ ‫٨٩‬
  • 6. ‫" …………. وأﺳ ﻠﻮب " ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ " ﻟ ﻴﺲ ﺳ ﻬﻼ ،‬ ‫وﺗﺮاآﻴﺒ ﻪ اﻟﻔﻨﻴ ﺔ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ وﻋ ﻰ ﻗﺮاﺋ ﻰ ، وﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﻮا ﺑﺤﺪوﺗ ﻪ‬ ‫وﺡﻜﺎﻳﻪ ، وهﻮ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ أن ﺗﺒﺘﺴﻢ وأﻧﺖ ﺗﻘﺮأ ، ﻷﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ) اﻟﺤﻜﺎﻳ ﺔ (‬ ‫ﻡﺄﺧﺬا ﺟ ﺎدا وﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﺎرئ أن ﻳﺘﻤ ﺮس أوﻻ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﺮاءة اﻟﺠ ﺎدة ﺛ ﻢ‬ ‫ﻳﻌﻴ ﺪ ﻗ ﺮاءة رواﻳ ﺔ " ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ " وه ﻮ أﻳﻀ ﺎ ﻳﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ‬ ‫دراﺳﺔ ﺟﺎدة ………. "‬ ‫ﻓﺘﺤﻰ ﺳﻼﻣﺔ‬ ‫" ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ٩٢/٣/٨٩٩١ "‬ ‫ﺗﻮﻃﺌـــــﺔ‬ ‫٢‬
  • 7. ‫ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ " ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﻭ " ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﳌﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ )١( ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﺒﲔ ﻣﺎ ﳝﻜـﻦ ﺗﺴـﻤﻴﺘﻪ‬ ‫ﺑﺄﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﻻ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ) * ( .‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻄﺖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ ﺑﻴﻨـﻬﻤﺎ ، ﺇﺫ ﺍﲣـﺬﺕ ﻣـﻦ‬ ‫ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﺘﻜﺌﺎ ﳌﺎ ﺗﺪﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻣﺰ ، ﻭﳌﺎ ﺗﻄﺮﺣﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﺅﻳـﺔ ﻭﻣـﺎ ﲡﺴـﺪﻩ‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ‬ ‫ﻓﲑﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﰱ ﻋﻮﺩﺓ " ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ " ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻟﻠﻮﻓـﺎﺓ ﻭﻣﺮﺍﺳـﻴﻤﻬﺎ " )٢( ﺭﻣـﺰﺍ‬ ‫ﻭﻣﻌﺎﺩﻻ ﻭﺩﺍﻻ ﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻟﻠﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ، " ﻭﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ " ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟـﺪﻳﺎﺭ‬ ‫ﻭﻓﻘﻂ " ﺑﻞ ﻫﻮ ﺭﻣﺰ ﻭﻗﻮﺓ ، ﻭﻭﻃﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﳎﺪﻩ ، ﻭﻃﻦ ﳑﺰﻕ ﺑﲔ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﰱ ﺍﻟـﺪﻳﺎﺭ‬ ‫ﻣﻊ " ﺯﻳﺪ " ﺃﻡ ﻳﺬﻫﺐ ﺃﱏ ﺫﻫﺐ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺇﻥ " ﺯﻳﺪ " ﺭﻣﺰ ﻟﻺﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺭﻣﺰ ﻟﻠﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ،‬ ‫ﻭﰱ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳﺒﻘﻰ " ﺯﻳﺪ " ﻭ " ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ " ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻴﻘﻈﺔ ﺑﻼﺩ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻋﻮﺩ‪‬ﺎ ، ﻭﺭﻣﺰﺍ ﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻋﻰ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ .‬ ‫ﻭﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﻣﺢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﰱ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ، ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺗﺮﺍﺗﻴﺒﻬﺎ ، ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻌﻜﺲ ﳕﻮﺫﺟﺎ . ﻫﻰ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻹﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻨﺺ .‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻼﻣﺢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﺗﺄﺗﻰ ﻓﺤﺴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟـﺪﻭﺭ ﺍﻟـﺬﻯ ﻳﻨﻴﻄـﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗـﺐ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻭﻻ ﺑﺎﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﱴ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎ‪‬ﺎ ، ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﻭﻋﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌـﺎﱂ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻮﳍﺎ ، ﻭﻣﺪﻯ ﺗﻼﺅﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺎﻁ ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﻭﻋﻴﻬﺎ .‬ ‫ﺇﻥ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﰱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ / ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ، ﺑﻞ ﺗﻜﻤـﻦ ﰱ‬ ‫ﺗﻄﻮﺭ ﻭﻋﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﻦ ﺣﻮﳍﺎ ﻭﰱ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﳒـﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﻳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺪ ﳕﻮﺫﺟﺎ ، ﻭﻫﻰ ﰱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﳕﻄﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ ،‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺹ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳌﺎ ﲤﻠﻜﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻭﻣﺎ ﳝﻠﻜﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋـﻰ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺎﺩﻟﺔ .‬ ‫ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻂ ﺍ‪‬ﺎﱏ ﻳﻌﻜﺲ ﺃﺧﻄﺮ ﲰﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺜﻴﻤﻰ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺮﻯ ﰱ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻭﰱ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺪ‬ ‫٣‬
  • 8. ‫ﺍﻟﺜﻴﻤﻰ ﻭﺇﻥ ﺇﲣﺬ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻋﻠﻤﺎ ، ﺃﻭ ﺷﻌﺎﺭﺍ ، ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻫﻴﺒﻮﻟﺖ ﺗﲔ ،‬ ‫ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳـﺎ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴـﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴـﻔﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱴ ﻳﺮﻯ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻯ ﳜﻠﻘﻪ )٣( ﻓﺴﲑﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺎﺗـﺐ ﺃﻭ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻭﺗﻔﺴﲑﺍﺗﻪ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ ﻻ ﲤﺎﺛﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﻫﻰ ﻗﺪ ﺗﺼﻠﺢ ﺃﺩﺍﺓ ﺛﺎﻧﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻹﺿﺎﺀﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ )٤( ﻟﻜﻦ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺇﻧﺘﻘﺎﺀ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻸﺩﺏ ﻭﻳﻘﻊ ﰱ ﺃﺳﺮ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺇﺫ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﺩﰉ ﰱ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻔﻮﻗﻰ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﲟﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﳌﺮﺣﻠﻰ .‬ ‫٤‬
  • 9. ‫) …… وﻟﻘﺪ إﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻰ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻤﺎﺽﻰ ﻡﻊ أدﻳﺐ ﻡ ﻦ‬ ‫دﻡﻴ ﺎط ه ﻮ : ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ ، وﻡﺼ ﻄﻔﻰ أدﻳ ﺐ‬ ‫ﻡﻤﺘﺎز وﻻﺷﻚ ، وﻓﻨﺎن ﻡﺮهﻒ اﻟﻘﻠﻢ …….(‬ ‫ﺻﺎﱀ ﻣﺮﺳﻰ‬ ‫ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‬ ‫٦١/٠١/٨٥٩١‬ ‫ﻡﺤﺪدات :‬ ‫ﺧﺎرﺟﻴﺎت اﻟﻨﺺ‬ ‫٥‬
  • 10. ‫" ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﻴﺎﻁ ) ﺍﳌﺼﺐ / ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ( ﻭﺍﻟﱴ ﲤﺜﻞ ﺧﻂ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ﺿﺎﺭﺑﺔ ﰱ‬ ‫ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﻴﻖ ، ﺭﺣﻠﺔ ﺇﺧﺘﺎﺭ ﻧﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﳏﻄﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﲑﺓ ) ﺩﻣﻴﺎﻁ ( ﺑﺸـﻘﻴﻬﺎ :‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺍﳌﺰﺭﻭﻋﺔ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻟﻴﻤﻮﻥ ﻭﺟﻮﺍﻓﺔ ﻭﳔﻞ ﺑﺎﺳﻖ ، ﻭﲦﺎﺭ ﺑﻄﻴﺦ ﻭﺣﻘﻮﻝ ﺃﺭﺯ ﻭﻣﺮﻓﺄ ﺃﻣﺎﻥ‬ ‫ﻟﻄﻴﻮﺭ " ﺍﻟﺸﺮﺷﲑ ، ﻭﺍﻟﻐﺮ ، ﻭﺍﻟﺒﻠﺒﻮﻝ ، ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻥ " ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﺓ ﺷﺘﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻫﺮﺑﺎ ﻣـﻦ‬ ‫ﺻﻘﻴﻊ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺘﻨﻌﻢ ﺑﺪﻑﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺩﻣﻴﺎﻁ ، ﻭﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﺜﺎﱏ : ﻣـﺎﺀ ﺍﻷﺑـﻴﺾ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻛﻞ ﺻﻴﻒ ﺃﺳﺮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﻦ ، ﺍﻟﺴﺎﻋﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺭﺯﻕ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻟﻪ ﻃﻤـﻰ‬ ‫ﻧﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ " )٥(‬ ‫ﻭﻟﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ﻳﻮﻡ ٥٢ ﻳﻮﻧﻴﻪ ٥٣٩١ ، ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ‬ ‫، ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﲡﺴﺪﺕ ) ﺩﻣﻴﺎﻁ ( ﻟﻸﲰﺮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﲑ ﳋﻴﻂ ﳑﺘﺪ ﺑﲔ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻭﺟﺒﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺑﲔ‬ ‫ﺩﻣﻴﺎﻁ ، ﺣﱴ ﺑﺎﺕ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﳉﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻷﺳﺮﺗﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ " ﺍﳌﻘﺮﻳﺰﻯ " ﻗﺪﻡ‬ ‫ﻣﻦ ) ﻣﺮﺍﻛﺶ ( ، ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻯ ﲢﺮﻙ ﺭﺍﻛﺒﺎ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺣـﱴ‬ ‫ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﺒﻪ ﰱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻠﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻪ ) ﺍﻷﲰﺮ ( ، ﰒ ﻏﲑ ﺟﻮ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺑﺸﺮﺓ‬ ‫ﺍﻷﺣﻔﺎﺩ ، ﻣﻨﺤﻬﻢ ﻟﻮﻧﺎ ﲬﺮﻳﺎ ﳐﺘﻠﻄﺎ ﺑﺒﻴﺎﺽ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ )٦( .‬ ‫ﱂ ﳛﺼﻞ ) ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ( ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺇﲤﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻠﺤـﻖ ﲟـﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻢ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻣﺎﺩﺓ ﳒﺎﺡ ﻭﺭﺳﻮﺏ ﻛﺄﻯ ﻣﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ – ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﲤﻨﺢ ﺍﳊﺎﺻﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ٨٤٩١ .‬ ‫ﺭﲟﺎ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﱂ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﻰ – ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺍﺻـﻞ‬ ‫ﺭﺣﻠﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻭﲡﺎﺭﺓ ﺍﻷﺛﺎﺙ ﺍﳋﺸﱮ ) ﺍﳌﻮﺑﻠﻴﺎ ( ﻛﺄﻫﻢ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺎﺕ ﺩﻣﻴﺎﻁ ﺇﺫ ﻳﻨﺪﺭ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ‪‬ﺎ …… ﻫﻜﺬﺍ ﻭﺟﺪ ) ﻣﺼﻄﻔﻰ ( ﻣﺰﺭﻭﻋﺎ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﻠﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺸﻼ ﺃﻭﺍﺳﻂ ١٩٩١ )٧( .‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺗﺘﺤﺼﻦ ﺑﺒﺤﺎﺭ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﺳﺒﻊ ﺻﺤﺎﺭ :‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ :‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻯ ﺷﻴﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺟﺴﺮﺍ ﻳﺮﺑﻄﲎ ﺑﻌﺎﱂ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ – ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ – ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻡ ٢٥٩١ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ‬ ‫٠٦٩١ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﻔﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﺮ ، ﲤﻴﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻗﺼﺮﻫﺎ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎﻛﺘﺒﺘﻪ ﻭﺗﻨﻮﻋﻪ‬ ‫، ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲰﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺃﻧﲎ ﱂ ﺃﲤﻜﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺭﻭﺍﻳﺔ ، ﺣﱴ ﻭﺇﻥ ﲡﺎﻭﺯﺕ‬ ‫ﺻﻔﺤﺎ‪‬ﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺻﻔﺤﺔ ، ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻒ ، ﻻ ﺗﺴﻌﻔﲎ ﻗﺪﺭﺍﺗﻰ ﻭﻻ ﻳﺰﻋﺠﲎ ﺍﻷﻣﺮ .‬ ‫٦‬
  • 11. ‫ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻵﻥ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺛﻼﺙ ﱂ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻧﻀﺞ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ، ﺃﻛﺎﺩ‬ ‫ﺃﺯﻋﻢ ﻟﻨﻔﺴﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ .‬ ‫ﺃﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻜﺮ‪‬ﺎ ﻟﺘﻌﱪ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺐ ﻧﺸﺄﺕ ﺑﲔ ﺻـﱮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ‬ ‫ﻋﺸﺮﺓ ﻭﺷﺎﺑﻪ ﲣﻄﺖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ، ﻓﻨﻮﺍﻩ ﻓﻜﺮ‪‬ﺎ ﺃﻣﺪﺗﲎ ‪‬ﺎ ﺣـﺎﺭﺓ ﻓﻘـﲑﺓ‬ ‫ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ﲝﻰ ﺷﻌﱮ ، ﺭﺟﺎﳍﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳑﻦ ﳝﺘﻬﻨﻮﻥ ﺣﺮﻓﺎ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﳌﻬﺎﺭﺓ ﻛﱪﻯ‬ ‫) ﺍﺳﻜﺎﰱ / ﳒﺎﺭ ﻃﺒﺎﱃ / ﺳﻘﺎﺀ / ﻣﻘﺮﺉ / ﻳﻠﻘﻂ ﺭﺯﻗﻪ ﺑﺘﻼﻭﺓ ﻗﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﲔ ﺟﻠﺒـﺎ‬ ‫ﻟﱪﻛﺔ ﻭﺳﻌﺔ ﺭﺯﻕ ﺃﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﻃﻠﺒﺎ " ﻟﻠﺮﲪﺔ " ﻭﺩﺭﺀﹰﺍ ﻟﻌﺬﺍﺏ ﻗﱪ ، ﺃﻣﺎ ﻧﺴﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻓﻔﻬﲔ‬ ‫ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﻧﺴﺎﺀ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻓﻨﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑ ) ﳏﻤﻮﺩ ﺳﻌﻴﺪ ( ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻼﳏﺎ ﻭﺇﳛﺎﺀﺍﺕ ، ﻭﻋﻴﻮﻥ ﻭﺟﺴﺪ .‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﺎﺭﳜﻬﺎ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﱃ ، ﻓﻤﻔﺠﺮﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛـﻰ ﻋﻠـﻰ ﻣﺼـﺮ‬ ‫)٦٥٩١( ﻭﻛﺎﻥ ﳌﻘﻬﻰ ﺻﻐﲑ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺗﺮﻋﺔ ﺑﻘﺮﻳﺔ " ﻋﺰﺑﺔ ﺍﻟﻠﺤﻢ " ﺍ‪‬ﺎﻭﺭﺓ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﻴﺎﻁ‬ ‫ﻓﻀﻞ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺭﻯ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻭﺍﻓﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ .‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺇﻧﺘﺼﺎﻑ ﻋﺎﻡ ) ٠٦٩١ ( ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﻇﻬﺮﻯ – ﺭﲟﺎ ﻓﺸﻼ ﻟﻜـﻮﱏ ﱂ‬ ‫ﺃﳒﺰ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﺭﲟﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻘﻘﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻜﺎﺳﺐ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ – ﺍﳌﻬـﻢ‬ ‫ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺑﻜﺎﻣﻠﻰ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ، ﺻﺤﻴﺢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻭﺷﲎ ﺑﲔ ﺍﳊﲔ ﻭﺍﳊﲔ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﺼـﻠﺢ‬ ‫ﻟﺮﻭﺍﻳﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﲎ ﱂ ﺃﻗﺪﻡ ﺃﺑﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﲣﺎﺫ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .‬ ‫ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ) ٢٥٩١ – ٠٦٩١ ( ﺃﺩﻣﻨﺖ ﻗﺮﺍﺀﺓ : ) ﻫﻴﻜﻞ / ﺗﻴﻤﻮﺭ / ﻃﻪ ﺣﺴﲔ‬ ‫/ ﺃﺑﻮ ﺣﺪﻳﺪ / ﺍﻟﻌﺮﻳﺎﻥ / ﺍﳉﺎﺭﻡ / ﻣﻜﺎﻭﻯ / ﺑﺎﻛﺜﲑ / ﻭﺑﺎﻗﻰ ﺍﻟﻜﻮﻛﺒـﺔ ، ﻭﻣﺘﺮﲨـﺎﺕ ﻷﻋﻤـﺎﻝ )‬ ‫ﺩﻳﻜﱰ/ ﺗﻮﺭﺟﻮﻧﻴﻒ / ﻫﻮﺟﻮ / ﺩﺳﺘﻮﻓﻴﺴﻜﻰ / ﻣﻮﺑﺴﺎﻥ ( ﻭﻛﻞ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﻘﻊ ﺑﻴﺪﻯ ﻣﻦ ﻣﺘﺮﲨـﺎﺕ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﲤﻨﻴﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ – ﻭﺍﻵﻥ – ﻟﻮﺍﻣﺘﻠﻜﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤـﺔ ﰱ ﻟﻐﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ( .‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻗﺮﺃﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻹﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﲤﺎﻣـﺎ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٣٧٩١ – ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﲟﺎ ﰱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ، ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ، ﺗﻮﻗـﻒ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﺎﺣﺘﺮﻕ ﺁﺧﺮ ﺧﻴﻂ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺑﻄﲎ ﺑﻌﺎﱂ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ، ﻭﺇﺫ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻹﺑـﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑـﺔ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪﺍ ﻳﻮﻡ ٥/١١/١٨٩١ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ، ﻗﺮ ﰱ ﺫﻫﲎ ﺃﻥ ﻣﺼﲑ ﻗﻠﻤﻰ ﻗـﺪ ﺍﺭﺗـﺒﻂ‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ – ﺭﲟﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺸﻬﺎ ﺍﳌﺴﺮﺡ .‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﺒﻴﲎ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﲝﺎﺭ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﺻﺤﺎﺭ ﺳﺒﻊ ، ﻭﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻨﺪﻯ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺎﺣﺘﻬﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻮﺭﻫﺎ ، ﻓﺴﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻫﻰ ﺑﻴﱴ ﻭﻣﻼﺫﻯ ﻭﺃﻣﲎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ .‬ ‫٧‬
  • 12. ‫ﻭﰱ ﻋﺎﻡ ٨٨٩١ ﲢﺪﻳﺪﺍ ﻳﻮﻡ ٣١ ﻣﺎﻳﻮ ﺣﺎﺻﺮﺗﲎ ﻓﻜﺮﺓ ﺭﻭﺍﻳﺔ ) ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳـﺔ‬ ‫ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ( ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻉ ﰱ ﺍﻷﺳﺮ ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺼﻮﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻟﻦ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻛﻮ‪‬ـﺎ‬ ‫ﳎﺮﺩ ﺯﺭﻭﻕ ﺻﻐﲑ ﲪﻠﲎ – ﺭﻏﻤﺎ ﻋﲎ – ﺃﻭ ﲟﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﲎ ، ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻪ ﻣﻮﺝ ﻫﺎﺩﺭ ﻓﺒﻞ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﺑـﻪ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ؛ ﺃﻭ ﻫﻲ ﻃﺎﺋﺮ ﺣﻂ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﲏ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ ﻟﻴﻘﺘﺤﻢ ﰊ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﺤﺎﺏ ﻛﺜﻴﻒ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻄﲏ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﱵ ﻟﺘﻨﻘﻄﻊ ﻛﻞ ﺻﻠﺔ ﱄ ﺑﺎﻷﻣﺮ ؛ ﻓﺄﺗﻮﻗﻒ ﻛﻤﺄﻟﻮﻑ ﻋﺎﺩﰐ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‬ ‫…. ﻭﺍﺳﻴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻗﻠﺖ :‬ ‫ـ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﳌﻼﺫ ؛ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ؛ ﻓﺎﻟﺮﺍﻭﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻼﺳـﻘﻒ ﻭﺍﻟﺸـﺘﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ……‬ ‫ﰒ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ؛ ﻭﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺗﺪﻭﻳﻨﻬﺎ ﳎﺴﺪ ﺃﻣﺎﻣﻲ ؛ ﻭﻣﻊ‬ ‫ﺍﻻﻧﻐﻤﺎﺱ ﰱ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ؛ ﺍﺑﺘﺪﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻳﺘﻀﺒﺐ ؛ ﻭﺃﻧﻐﻠﻘﺖ ﺃﻣﺎﻣﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻜﻚ ؛ ﻭﺗﺒﲔ ﱃ ﺃﻧﲎ‬ ‫ﱂ ﺃﻋﺪ ﻭﺣﺪﻯ ﺍﳌﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺪﻓﺔ ؛ ﻭﺍﳌﻮﺟﻪ ﻟﻠﻘﻼﻉ ﻭﻻ ﺍﻵﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﻫﻰ ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﻢ ﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ .‬ ‫‪ ‬ﺃﳒﺰﺕ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﳌﺮﻗﻮﻣﺔ " ١ " ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ )٨( ﻭﰱ ﻳﻘﻴﲎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨـﻮﺍﻝ‬ ‫ﻣﺮﻗﻮﻣﺔ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﺮﻗﻮﻣﺔ ؛ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ) ﳓﻦ ﻋﺒﻴـﺪ ﺍﻷﻭﻝ …… ( )٩( ﺧﻴـﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﻭﻛﺄﻧﲎ ﺃﺳﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳋﻄﺄ ؛ ﻭﺇﺫ ﺑﺎﳉﺰﺀ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﳝﺴﻚ ﲞﻨﺎﻗﻰ ﻭﻳﻄﺎﻟﺒﲎ ﺑﻌﻼﺝ‬ ‫ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻞ ﻟﻜﻦ ﺣﺪﺛﺘﲎ ﻧﻔﺴﻰ ؛ ﺃﻥ ﻋﻠﻰﺃﻥ ﺃﻋﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﻻ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﻭﺃﻋﺘﺮﻑ ﺃﻧﲎ‬ ‫ﱂ ﺃﰎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﻭﺍﻳﺔ ؛ ﻟﻜﻦ ﺷﺪ ﻣﻦ ﺃﺯﺭﻯ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ، ﻃﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺷﻴﺔ‬ ‫، ﲢﻤﺴﺖ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ، ﻭﻋﺪﺕ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺗﺖ ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ "٢" ﺃﺳﺒﻖ ﺯﻣﻨﺎ ﰱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ "١" .‬ ‫ﻭﻣﻊ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﱃ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮﺿﲎ ﻣﻦ ﺻـﻌﺎﺏ‬ ‫ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ) ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺷﺨﺼﻰ ( ﻛﻴﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﳑﺘﺰﺟﺎ ، ﻳﻌﻄﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ )٠١(‬ ‫ﰒ ﺗﻔﺘﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ ﻭﺫﺍﺏ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺧﻮﺽ ﲡﺮﺑﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻣـﻦ ) ﻣﺮﻗﻮﻣـﺎﺕ (‬ ‫ﻭﺣﻮﺍﺵ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻭﺷﻜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻕ ) ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺷﺨﺼﻰ ( ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻌﺎ :‬ ‫- ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺊ ﻣﺎ ﻣﻔﺘﻘﺪ ،‬ ‫- ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ؟ !‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ، ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳍﺎﻣﺶ ﻓﻜﺎﻥ …… ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺍﺭﺗﻀﻴﻨﺎﻩ – ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺄﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﱴ ﻗﺪ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻧﺎﻗﺪ ﺃﻭ ﻗﺎﺭﺉ – ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒـﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﺎﻡ ٤٩٩١ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )١١( ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﲔ ﻳﺪﻯ‬ ‫٨‬
  • 13. ‫ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﲤﻤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱏ ﲢﺖ ﺍﺳﻢ ) ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳـﺔ‬ ‫ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ( ﺻﺪﺭ ﻓﱪﺍﻳﺮ ٨٩٩١ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﺩﺑﻴﺔ . ﻫﻴﺌﺔ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﰱ ﺍﳉﻌﺒﺔ ﺑـﺎﺏ‬ ‫ﺛﺎﻟﺚ ﺷﺮﻋﺖ ﰱ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻪ ، ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﻗﺘﻨﺎﻋﻰ ﺑﺎﻟﺒﺎﺑﲔ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻭﺭﺍﺑﻌﺔ‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺘﺘﺤﺮﺭﻯ ﻣﻦ ﻧﲑ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﲤﺎﻡ ﺭﻭﺍﻳﺔ )٢١(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﳌﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ :‬ ‫- ﺍﳌﺄﻟﻮﻑ ﻭﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ) ﻗﺼﺺ ( ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﻓﱪﺍﻳﺮ ٤٨٩١ .‬ ‫- ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ) ﻗﺼﺺ ( ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ . ﺃﻏﺴﻄﺲ ٤٨٩١ .‬ ‫- ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺼﺮ ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ . ﺩﻳﺴﻤﱪ ٧٨٩١ .‬ ‫- ﺩﻣﻴﺎﻁ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ) ﺳﲑ ( ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺩﻣﻴﺎﻁ . ٧٨٩١ ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ .‬ ‫- ﺇﻧﻔﻼﺕ ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﱪﺍﻳﺮ ١٩٩١ .‬ ‫- ﻏﻮﺹ ﻣﺪﻳﻨﺔ ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ . ﻧﻮﻓﻤﱪ ٥٩٩١ .‬ ‫- ﺍﳊﻆ ) ﻗﺼﺺ ( ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﰱ ﻣﺎﻳﻮ ٦٩٩١ .‬ ‫- ﺍﺑﺘﺴﻤﻮﺍ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ) ﻗﺼﺺ ( ﺑﺎﻹﺷﺘﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﺇﲢﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻮﻧﻴﻪ ٦٩٩١ .‬ ‫- ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ) ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻝ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ٣٩٩١ .‬ ‫- ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻷﲰﺮ ) ﺗﺮﺍﺟﻢ ( ﻫﻴﺌﺔ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺎﺭﺱ ٧٩٩١ .‬ ‫- ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ( ) ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺑﺎﺏ ﺛﺎﻥ ( ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ٧٩٩١‬ ‫- ﻭﻟﻪ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻨﺸﺮ .‬ ‫- ﺭﺣﻠﺔ ) ﺱ ( ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .‬ ‫- ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ) ﻗﺼﺺ ( ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .‬ ‫- ) ﻫﻨﺎ – ﺣﺮﻭﻑ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ – ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ – ﺍﳌﻮﻇﻔﻮﻥ – ﻭﺟﻮﻩ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ – ﺍﳌﺄﻭﻯ – ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻟﻜﻢ - (‬ ‫ﳎﺎﻣﻴﻊ ﻗﺼﺼﻴﺔ‬ ‫- ) ﺇﻇﻼﻡ ﰱ ﺍﻟﻈﻬﲑﺓ – ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ – ﺇﻧﺼﻬﺎﺭ – ﺇﻧﻔﻼﺕ (‬ ‫ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺕ‬ ‫- ) ﺭﺍﺟﻊ ﺍﳌﻠﺤﻖ ﺍﳋﺎﺹ ﲟﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ) ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﲰﺮ ﺻﻔﺤﺔ ) ٨٥‬ ‫( ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .‬ ‫٩‬
  • 14. ‫) …… واﻟﻘﻀ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻰ ﻳﺜﻴﺮه ﺎ ) ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ ( وإﺑﺪاﻋﺎﺗ ﻪ‬ ‫اﻟﻤﺘﺪﻓﻘ ﺔ … ه ﻰ أﻳ ﻦ اﻟﺤﺮآ ﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳ ﺔ ﻡ ﻦ آ ﻞ ه ﺬا اﻹﺑ ﺪاع اﻟﻤﻘ ﻴﻢ ،‬ ‫واﻹﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ أن دﻡﻴ ﺎط آﻤ ﺎ إﺳ ﺘﻄﺎﻋﺖ آﺴ ﺮ ﻗﻴ ﻮد اﻟﻨﺸ ﺮ ، ﻓﻌﻠﻴﻬ ﺎ‬ ‫أﻳﻀﺎ أن ﺗﻜﺴﺮ ﻗﻴﻮد اﻟﻨﻘﺪ … (‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ‬ ‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ‬ ‫٢١/٥/٧٩٩١‬ ‫ﻡﺤﺪدات‬ ‫٠١‬
  • 15. ‫ﻡﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺄﺹﻴﻞ‬ ‫ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﰱ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﻣﻠﺢ ، ﳌﺎﺫﺍ ﲡﺎﻫﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌـﺮﺏ ﺍﶈـﺪﺛﻮﻥ‬ ‫ﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺣﻔﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﻭﺭﻭﺍﺋﻴﺔ ، ﻭﲤﺜﻴﻠﻴﺔ ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺷﺮﻋﻮﺍ ﰱ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ، ﻭﺍﲡﻬﻮﺍ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﻴﻨﻘﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺭﻭﺍﻳﺎﺗﻪ ﻭﻳﻘﻠﺪﻭﻫﺎ ﻭﻳﺒﺪﻋﻮﺍ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻣﻨﻮﺍﳍﺎ ، ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﲔ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﲔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔـﺮﻭﻉ ، ﻭﺑـﲔ‬ ‫ﺍﳌﺎﺿﻰ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﺳﻊ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﻗﺮﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻇـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻳﻌﻴﺶ ﰱ ﻭﺟﺪﺍ‪‬ﻢ ، ﻭﻳﺘﻮﺍﺭﺙ ﻋﱪ ﺃﺟﻴﺎﳍﻢ ، ﻭﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠـﻰ ﺃﻟﺴـﻨﺘﻬﻢ ،‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻭﺍﺳـﺘﻴﺤﺎﺋﻬﺎ‬ ‫ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﺒـﺪﻋﻮ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻟﻴﺜﺮﻭﺍ ‪‬ﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴـﺔ ﰱ ﺃﻭﺍﺧـﺮ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ، ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻯ ﻃﻼﺋﻊ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴـﺔ ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﻧﻘﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﺻﺎﻏﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻤـﺎﳍﻢ ﺻـﻴﺎﻏﺔ‬ ‫ﺭﻭﺍﺋﻴﺔ ، ﻣﺜﻞ ﺗﺮﲨﺔ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﻬﻄﺎﻭﻯ ﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﻨﻠﻮﻥ " ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﺗﻠﻴﻤﺎﻙ " ﻭﺗﺮﲨﺔ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﺴـﺘﺎﱏ‬ ‫ﻹﻟﻴﺎﺫﺓ ﻫﻮ ﻣﲑﻭﺱ ، ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ " ﲣﻠﻴﺺ ﺍﻹﺑﺮﻳﺰ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺑﺎﺭﻳﺰ " ﻟﻠﻄﻬﻄـﺎﻭﻯ "‬ ‫ﻭﺍﳍﻴﺎﻡ ﰱ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻭﺍﻟﺴﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻕ ، ﻷﲪﺪ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺸﺪﻳﺎﻕ ، ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣـﻦ ﺃﻋﻤـﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱴ ﺗﻌﻜﺲ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ .‬ ‫ﰒ ﳕﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻯ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻧﺎﻫﺠﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻇﻠﺖ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﺎﺿﻴﺔ ﰱ ﲡﺎﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼـﻰ ﺍﻟﻌـﺮﰉ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﺣﻘﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ، ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﻟﻐـﺮﰉ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺪﺳﺎ ، ﻭﻟﻴﺲ ﳕﻮﺫﺟﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻺﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﰱ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ، ﻓﻘﺪ ﺗﻄـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ، ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻰ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻧﻔﻰ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ، ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ، ﻭﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ، ﻭﺗﻘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ،‬ ‫ﻭﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺗﻘﻠﻴﺺ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﺍﻭﻯ ﻭﺍﻟﺴﺮﺩ ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴـﺰ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸـﺮ‬ ‫ﻭﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﳌﺸﺎﻫﺪ ﺍﳌﺘﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﳌﺘﺪﺍﺧﻠﺔ …… ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺘﻼﺣﻘﺔ ﰱ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫١١‬
  • 16. ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ، ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻰ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻢ‬ ‫ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ، ﺍﻟﱴ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺣﺴﺐ ﻇﺮﻭﻑ‬ ‫ﻛﻞ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ …… ﲝﻴﺚ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻭﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻔـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ، ﻟﺬﺍ ﻻ ﺩﺍﻋﻰ ﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻛﺄﺳﺎﺱ‬ ‫ﻭﳕﻮﺫﺝ ﲢﺘﺬﻳﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﳌﻼﺣﻢ ، ﲡﺪ ﻣﺜﻼ ﳍﺎ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭﺣﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﲤﺎﺛﻠﻬﺎ ﺣﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻔﺠـﻮﺓ‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﱴ ﻧﺸﺒﺖ ﺑﲔ ﺍﳊﻀﺎﺭﺗﲔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺃﻓـﻮﻝ ﺍﳊﻀـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻳﻘﻈﺔ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭ‪‬ﻀﺘﻬﺎ ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﻣﺪﺕ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺑﺈﺑﺪﺍﻋﺎ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺇﳒﺎﺯﺍ‪‬ﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺯﻭﺩﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﻨﺎ ﺑﻴﻊ ﻭﺭﻭﺍﻓﺪ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﺃﺛﺮ‪‬ـﺎ . ﺑﻴﻨﻤـﺎ‬ ‫ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﻭﺭﰉ ﻭﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﺎﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﰱ ﺃﻭﺝ ﻋﻨﻔﻮﺍ‪‬ﺎ‬ ‫، ﻟﺘﻤﺪ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻏﺎﺻﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺛﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺍﻷﺻﻴﻞ .‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺍﲡﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭﺃﺛﺮﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺼـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺯﻭﺩ‪‬ﺎ ﺑﺄﺷﻜﺎﳍﺎ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ، ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﺎ‪‬ﺎ ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻛﺄﳕﻮﺫﺝ ﻓﺬ ﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻟﺖ " ﺃﻟـﻒ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻣﻦ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺏ ، ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﻓﻨﺎﻧﲔ ﻭﻗﺮﺍﺀ ، ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻻﻗﺖ ﰱ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﰉ ،‬ ‫ﻭﺟﺬﺑﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺴﺘﺸﺮﻗﲔ ﻭﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﰱ ﺍﻟﻐﺮﺏ ، ﳓـﻮ ﺍﻟﺸـﺮﻕ‬ ‫ﻭﺃﺛﺮﺕ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﳌﺴﺮﺡ ، ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ، ﻟـﺪﻯ ) ﻫـﺎﻧﺰ‬ ‫ﺃﻧﺪﺭﺳﻮﻥ ( ﺇﱃ ) ﺭﻭﺑﻨﺲ ﻛﺮﻭﺯﻭ ( ﻭﺭﺣﻼﺕ ﺟﻠﻔﺮ ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ) ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ( ﳌﻮﻧﺘﺴﻜﻴﻮ ،‬ ‫ﻭﺍﳊﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﺤﻔﻈﺔ ﻟﺪﻳﺪﺭﻭ ﻭﻛﺎﻧﺪﻣﲑ ﻟﻔﻮﻟﺘﲑ ﻭﺭﺣﻼﺕ ﺟﻮﻝ ﻓﲑﻥ ، ﻭﻛﺘﺐ ﻫـ . ﺝ . ﻭﻳﻠﺰ ..‬ ‫ﺣﱴ ﺇﻣﺘﺪ ﺗﺄﺛﲑ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﺘﺄﺛﺮ ‪‬ﺎ ﻫﺮﻣﺎﻥ ﻣﻠﻔﻞ ﻣﺒـﺪﻉ ﺍﳌﻠﺤﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ) ﻣﻮﰉ ﺩﻳﻚ ( ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﻑ ) ﻣﻠﻔﻞ ( ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺍﳌﺒﻜﺮ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘـﻮﻝ‬ ‫ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻜﺴﻮﻥ ﰱ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ " ﺇﻧﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﻓﻜﺮﻫﺎ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻭﺇﻧـﻪ‬ ‫ﰱ " ﺷﻈﺎﻳﺎ " ﺍﻟﱴ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺍﻫﻖ ﻳﻘﺘﺒﺲ ﻣﻠﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﻮﺳﻊ ﰱ ﻗﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ " ﺃﻟﻒ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻭﻳﺸﲑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻭﺍﺿﺢ …… " ) ٣١ (‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺗﺄﺛﲑ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﰱ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻣﺜﻞ‬ ‫ﺃﻟﻒ ﺳﻬﺮﺓ ﻭﺳﻬﺮﺓ ، ﺃﻟﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺳﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﲡﻠﻰ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﺩﺑﻴـﺔ‬ ‫٢١‬
  • 17. ‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﰱ ﺍﳉﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﰱ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﰱ " ﺃﻟﻒ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﻟﻐﺮﰉ " ﻓﺎﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻜﻠﻴﺸﻬﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﺜـﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ، ﻭﺍﻟﻐﺮﻕ ، ﻭﺍﳉﺰﺭ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﻣﺼﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﳋﻴﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬـﺎ )‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ( ﻭﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﺑﺰﻯ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ….. ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﳉﻨﻴﺎﺕ ، ﻭﺍﳊﻮﺭﻳﺎﺕ ، ﻭﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ، ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﳌﺴﺤﻮﺭﺓ ، ﻭﺟﺒﺎﻝ ﺍﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ……‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴـﻨﺪﺑﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤـﺮﻯ ،‬ ‫ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ، " ﻛﺎﻧﺪﻳﺪ " ﻟﻔﻮﻟﺘﲑ ، ﻓﺈﻥ ﺳﻔﺮ ﻛﺎﻧﺪﻳﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺩﻭ ﻳﺸﺒﻪ ﻛـﺜﲑﺍ ﻣﻐـﺎﻣﺮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮﻯ ، ﻛﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺑﻄﻞ ﻓﻮﻟﺘﲑ ﻗﺪﺭﻯ ﻛﺎﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﲨـﺎﻝ ﺷـﺪﻳﺪ ﰱ‬ ‫ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻰ ) ٤١ ( ﻭﺃﺳﻬﻤﺖ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠـﺔ ﻭﻟﻴﻠـﺔ ﰱ ﺗﺸـﻜﻴﻞ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﳌﺎﱏ " ﻓﻴﻠﻬﻠﻢ ﻫﺎﻭﻑ " " ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺄﺛﺮ ﲝﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﻭﻧﺴﺞ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻨﻮﺍﳍﺎ ، ﻭﺫﻛﺮ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﻋﻦ " ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺒﺤﻴﺔ " ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤـﺮﻯ ، ﻭﻳﻘـﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺩﻭﺩﻭ ﰱ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻬﻠﻢ ﻭﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ، ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺓ ﰱ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻫﺎﻭﻑ ﻳﺪﻝ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺮﻑ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﺛﺮ ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺘﺐ‬ ‫‪‬ﺎ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﺸﲑ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ، ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﺒﻄﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺮﻗﺖ ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ،‬ ‫ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻠﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮﻯ ﰱ ﺳﻔﺮﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴـﺔ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ ، ﻓﺒﻄﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺒﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﺎﺿﻞ ، ﻭﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﱴ ﺳﺘﻬﺐ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ ، ﻭﻣﻦ ﰒ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻄﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﻮﻉ ، ﻓﺘﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﰱ ﺳﲑﻫﺎ ، ﰒ ‪‬ﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻓﻴﻬﺘﻒ :‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺿﺎﻋﺖ ﺳﻔﻴﻨﱴ ، ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﺕ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺷﺮﺍﻋﻪ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻏﺮﻕ ﺭﻛﺎﺏ ﺍﻟﺴـﻔﻴﻨﺔ ،‬ ‫-‬ ‫ﻭﱂ ﻳﻨﺞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻯ ﺃﲪﺪ ﻭﺧﺎﺩﻣﻪ ﺑﻮﻻﻯ " ) ٥١ (‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻤﻞ ﻗﺼﺼﻰ ﻭﺭﻭﺍﺋﻰ ﻋﺮﰉ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺄﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﻭﻟﻴﻠﺔ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﲡﺎﻭﺯ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻹﻗﺘﺒﺎﺱ ، ﻭﺍﻣﺘﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻓﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـﻦ‬ ‫ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭﺍﻟﻐﺮﰉ .‬ ‫ﻭﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺇﱃ " ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ " ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﻟﻜﻨـﻬﺎ ﺗﻨـﻬﺾ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺙ ﻗﺼﺼﻰ ﻋﺮﰉ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻨﺜﺮﻯ ﻭﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﳌﻌﱪ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﻙ " ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬ ‫٣١‬
  • 18. ‫، ﻭﻣﺮﻭﺭﹰﺍ ﺑﻘﺼﺺ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ، ﰒ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺣﱴ ﻗﺼـﺺ ﻭﺭﻭﺍﻳـﺎﺕ "‬ ‫ﻋﻨﺘﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﺪﺍﺩ " ﻭ " ﺳﻴﻒ ﺑﻦ ﺫﻯ ﻳﺰﻥ " ﻭﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌـﺮﺏ ﻭﺳـﻮﺍﻫﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘﺼـﺺ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻟﻌﺐ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﰱ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺣﺮﻭ‪‬ﻢ ﰱ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‬ ‫، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻌﱪ ﻭﺍﶈﺮﺽ ﻭﺍﳌﺆﺭﺥ ﻭﺍﳌﺒﺪﻉ ﻟﻠﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﳌﺆﺳﺲ ﻷﺩﺏ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭﻟﻘـﺪ‬ ‫ﺃﺣﺲ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﻳﻄﺮﺣﻮ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ، ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﰱ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺩ / ﳒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﰱ ﻛﺘﺎ‪‬ﺎ ) ﺃﺩﺏ ﺍﳊﺮﺏ ( ، ﻭﻣـﻦ‬ ‫ﻫﻨﺎ ﳕﺖ ﺑﺬﺭﺓ ﺍﻟﻘﺺ ﰱ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻭﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻗﺎﺻﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ‬ ‫ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﻭﺗﻮﺯﻋﺘﻬﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ، ﻭﻟﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺻﻴﺪ ﺿﺨﻢ ﻟﻮ ﺃﻣﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻰ ﻣﺎﻫﻮ‬ ‫ﺃﺩﰉ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻳﻔﺮﺯ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﺗﺎﺭﳜﻰ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﺼﻐﺮﺍﺕ ﻣﻼﺣﻢ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ ، ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﰱ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ) ٦١ ( .‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻰ ، ﻭﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻠﻐﻮﻯ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏـﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻳﲎ ، ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﳉﺎﻫﻠﻰ ﻣﻦ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﳑـﺎ‬ ‫ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻤﺴﻬﺎ ﻭﲡﺎﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱴ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﲡﺎﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﻝ‬ ‫ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻫﻰ ﺫﺍ‪‬ﺎ ﺍﻟﱴ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘـﺎﺩ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺑﺘﻐﻠﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﰱ ﻗﺼﺺ ) ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺮﺏ (‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺑﻌﺪﻡ ﺟﺪﻭﻯ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻠﻤﺲ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﺳـﻄﻮﺭﺓ‬ ‫ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺘﺄﺭﳜﻰ ﻋﻨﺪ ﺳﺮﺩ ﺣﻮﺍﺩﺛﻬﺎ ) ٧١ ( ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻣﻨﺬﺭ ﺍﳉﺒﻮﺭﻯ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﺃﻳﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ( ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻰ .‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻗﺼﺺ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺼﺼﺎ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ، ﺗﺼﻮﺭ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌـﺮﺏ‬ ‫ﻭﺣﺮﻭ‪‬ﻢ ﻭﺃﺳﺎﻃﲑﻫﻢ ، ﻭﺗﺮﻭﻯ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭﺳﲑ ﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ، ﻭﺗﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍ‪‬ﺎﻭﺭﺓ ﳍـﻢ ﻭﻋـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﱴ ﺍﺗﺼﻠﻮﺍ ‪‬ﺎ ، ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﻢ ﻛﻤﻌﺎﺑﺮ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻛﺘﺠـﺎﺭ ﺗـﺪﻋﻮﻫﻢ‬ ‫ﻟﻺﺗﺼﺎﻝ ﺑﻐﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻣﺘﺰﺝ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﺍﻫـﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼـﻮﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺻﺮﺍﻋﻪ ﻣﻊ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻘـﺪﺭ ﻭﻣـﻊ ﺟﲑﺍﻧـﻪ‬ ‫ﻭﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻭﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰱ ﻗﺼﺺ " ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ " ﻣﺜﻞ " ﻳﻮﻡ ﺫﻯ ﻗﺎﺭ " ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﺣﻘﻖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻭﻝ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺱ ، ﻭﺍﳊﺐ ﰱ ﻗﺼﺔ " ﻣﺼﺎﺹ ﺩﻣﻰ " ﺍﻟـﱴ ﺿـﻤﻨﻬﺎ‬ ‫ﻭﻫﺒﻪ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺍﻟﺘﻴﺠﺎﻥ ﰱ ﻣﻠﻮﻙ ﲪﲑ " ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﳊﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺼﺔ " ﺭﻭﻣﻴﻮ ﻭﺟﻮﻟﻴﺖ " ﺍﻟﱴ ﺭﺩﺩﻫﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺇﺣﺘﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺑـﲔ‬ ‫٤١‬
  • 19. ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﻴﺌﺘﻪ ، ﻭﺑﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻭﺑﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﳎﺘﻤﻌﻪ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺫﺍﺗﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ‪‬ﺎﻳﺔ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺑﺎﻧﺘﺤﺎﺭ ﺍﳊﺒﻴﺒﲔ ﻋﻄﺸﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﲨﻴﻠﺔ ، ﲟﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ‬ ‫ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﲤﻴﺰﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﲎ ، ﻭﺍﻟﺘﻌـﺒﲑ ﺍﻟـﺪﺭﺍﻣﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﳌﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭﺣﻠﻠﻬﺎ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺧﻮﺭﺷﻴﺪ‬ ‫ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻓﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻊ " ) ٨١ (‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺪ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻓﻜﺎﻥ " ﲤﻴﻢ ﺍﻟـﺪﺍﺭﻯ "‬ ‫ﻗﺼﺎﺹ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ) ﺹ ( ﻳﺮﻭﻯ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﳌﺼـﻠﲔ ، ﻛﻤـﺎ ﺍﺳـﺘﺨﺪﻣﺖ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺺ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳌﺎ ﺇﺣﺘﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﳌﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﻟﻌﺐ ﺍﻟﻘﺼﺎﺻﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﰱ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﻧﺎﻫﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭﻗﺼﻮﺭ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﳑﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻓﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓـﺎﺭﻭﻕ‬ ‫ﺧﻮﺭﺷﻴﺪ " ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﰱ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﻭﺇﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ‬ ‫ﺑﻪ ﻭﲰﺎﺣﻬﻢ ﺑﺘﺪﺍﻭﻟﻪ ﰱ ﻣﺴﺠﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ، ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺗﺬﻭﻕ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﻪ ﺗﺬﻭﻗﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﱃ‬ ‫ﺇﺳﺘﻘﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻭﺗﺪﻭﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻭﺇﺿﺎﻋﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﰱ ﺍﻹﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﰱ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﱘ ، ﻭﱂ ﳚﺪ ﻭﻻﺓ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ‬ ‫ﺑﻪ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ، ﰒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﳑﺎ ﳜﺪﻡ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳉﺪﻳﺪ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.‬ ‫ﻭﳕﺎ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻣﻊ ﺇﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻌـﺮﺏ ﺑﺎﻟﺸـﻌﻮﺏ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻭﲢﺮﻛﻬﻢ ﻋﱪ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﶈﻴﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ، ﻭﺇﻣﺘﺰﺍﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬ ‫، ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﺇﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﰱ ﺭﺣﻼ‪‬ﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﳕﻮﺫﺝ ﻓﺬ ﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﱴ ﻭﺭﺩﺕ ﰱ ﺍﳌﺨﻄﻮﻁ ﺍﳌﺘﻀـﻤﻦ‬ ‫ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﲔ ﻓﻮﺯﻯ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺣـﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴـﻨﺪﺑﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﱘ" ) ٩١ ( ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﳌﺨﻄﻮﻁ ﺍﶈﻔﻮﻅ ﲟﻜﺘﺒﺔ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﳌﺆﺭﺥ ﺍﳌﺴﻌﻮﺩﻯ ﰱ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻣﺮﻭﺝ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﳉﻮﻫﺮ " ) ٠٢ ( ﻭﻫﻰ ﻗﺼﺺ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻨﻴـﺔ ﺗﻌـﲎ ﺑﺎﻟﺘﺼـﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻰ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ، ﻭﲤﺰﺝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﳋﻴـﺎﻝ ،‬ ‫ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﱴ ﺳﺒﻖ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ، ﻋﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ، ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺭﻭﺗﻪ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﱪ ، ﻭﺣﻮﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﱪ ، ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﺍﳊﻴﺘﺎﻥ ، ﻭﻫﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺮﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺮﻭﻥ ﻃﻮﻳﻠـﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋـﻰ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ " ﻫﺮﻣﺎﻥ ﻣﻠﻔﻞ " ﰱ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ) ﻣﻮﰱ ﺩﻳﻚ ( ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳـﻊ ﻋﺸـﺮ‬ ‫٥١‬
  • 20. ‫ﻭﺗﻌﱪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﻻ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻤـﺎ‬ ‫ﺍﺣﺘﻮﺗﻪ ) ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ( ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﻗﺼﺺ ﲝﺮﻳﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺭﺟﺢ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺸﺮﻗﲔ ﻣﺜﻞ ﻛﺮﺍﺗﺸﻜﻮﻓﺴﻜﻰ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﳉﻐﺮﺍﰱ ﺍﻟﻌﺮﰉ " ﺍﺑﺘﻌـﺎﺙ ﻗﺼـﺺ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ ﰱ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﰱ ﻧﻔﺲ ﻣﻮﺍﺿـﻴﻌﻬﺎ )١٢ (‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﲟﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺇﻃﻼﻉ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻫﺮﻣﺎﻥ ﻣﻠﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻭﻧﻘﻠﻪ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ، ﻟﺮﺃﻳﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﺛﺮﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ .‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻯ ﻃﺮﺣﻨﺎﻩ ﰱ ﺻﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ : ﳌﺎﺫﺍ ﲡﺎﻫﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴـﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﰱ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﲡﻬـﻮﺍ‬ ‫ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ .‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﳒﻴﺐ ﳏﻔﻮﻅ " ﺇﻥ ﺍﳌﻀﺊ ﻭﺍ‪‬ﻴﺪ ﰱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﺭﺩﺍ ﰱ ﺗﻠـﻚ‬ ‫ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺎﺿﻰ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭﺇﻥ ﺍﻹﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﺎﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮﺓ ﻭﺍﳌﺰﺩﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ﻣﻊ ﻗﻮﺓ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﻭﺭﰉ‬ ‫ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻭﳏﺎﻛﺎ‪‬ﺎ ﻭﺍﺿﻌﲔ ﰱ ﻓﻜﺮﻫﻢ ﻭﺃﺫﻫـﺎ‪‬ﻢ‬ ‫ﺍﻷﳕﻮﺫﺝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﻟﻸﻭﺭﰉ ﻭﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ .‬ ‫ﺇﻥ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻗﺼﲑﺓ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻋﺎﻣﺎ ) ٢٢ ( ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺄﻧﺎ‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﻃﻪ ﺣﺴﲔ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺳﻮﺍﳘﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﳝﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻷﻭﺭﰉ ﰱ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺸـﻜﻞ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻰ‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﺬﻳﻨﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ، ﺇﺫ ﺗﺒﻴﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﻪ ﺷﻜﻞ ﻏﺮﰉ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺃﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ‬ ‫ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﰱ ﺍﻟﻌﺎﱂ ، ﻟﺬﺍ ﻧﻌﻮﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺃﻥ ﲤﻜﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ) ٣٢ ( .‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺧﺬ ﺭﻭﺍﺋﻴﻮﻧﺎ ﰱ ﺍﻹﲡﺎﻩ ﳓﻮ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﻟﻮﻋﻰ ﺍﻟﻘـﻮﻣﻰ ،‬ ‫ﻭﲢﺮﺭﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻯ ﺍﻟﻐﺮﰉ ، ﻭﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﲡﺮﺑـﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺪﻯ ﺍﳍﻮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜـﺔ ،‬ ‫ﻭﻏﺮﺑﺔ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﻏﺮﰉ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺼـﺪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴـﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﻭﺇ‪‬ﺎﺀ ﻏﺮﺑﺘﻬﻢ ﰱ ﺍﻷﺷـﻜﺎﻝ ﺍﻷﺩﺑﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﰱ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﺍﻟﻘﺼﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﻭﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﺍﻟﱴ ﳝﻜﻦ ﺇﺣﻴﺎﺅﻫﺎ ﻭﻋﺼﺮﻧﺘﻬﺎ ﰱ ﺭﻭﺍﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻨـﺎ‬ ‫٦١‬
  • 21. ‫ﺭﻭﺍﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﻭﺍﺳﺘﲑﺍﺩ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﻭﺟﺪﺍﻧﻨﺎ ﻭﺗﺮﺍﺛﻨـﺎ‬ ‫ﻭﻗﻴﻤﻨﺎ ﻭﳘﻮﻣﻨﺎ .‬ ‫) …. ﺑﻄﻞ " ﻡﺼﻄﻔﻰ اﻷﺳﻤﺮ " هﻮ اﻟﺒﻄﻞ اﻹﻳﺠ ﺎﺑﻰ رﻏ ﻢ ﻡ ﺎ ﻗ ﺪ ﻳﺒ ﺪو ﻡ ﻦ‬ ‫ﻧﻬﺎﻳﺎﺗﻪ اﻟﻔﺎﺟﻌﺔ .. ﻷﻧﻪ رﻡﺰ اﻟﺼﻤﻮد واﻟﻌﻨﺎد واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻵﺧﺮ ﻡﺪى ، وﻟﻴﺲ‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻰ اﻟﻌﻨﺘﺮى واﻷﺳﻄﻮرى ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻰ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻄﻞ واﻗﻌ ﻰ‬ ‫ﻋﺼﺮى … داﺧﻠﻪ آ ﻞ ﺗﻌﻘﻴ ﺪات اﻟﺤﻴ ﺎة وﻡﺸ ﺎآﻠﻬﺎ وﺹ ﺮاﻋﺎﺗﻬﺎ واﺡﺒﺎﻃﺎﺗﻬ ﺎ‬ ‫وهﻮ رﻏﻢ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻟﻬﺎ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﺮﻳﺴﺘﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﻴﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻡ ﺔ وﻳﺘﺤﺼ ﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ واﻟﺨﻴﺎل واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ …. اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻰ هﻰ أﺡﺪ اﻟﻤﻼﻡﺢ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﺔ ﻓ ﻰ‬ ‫أدب وﺷﺨﺼ ﻴﺎت ﻡﺼ ﻄﻔﻰ اﻷﺳ ﻤﺮ واﻟﺘ ﻰ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﻄﺒ ﻖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺴ ﺨﺮﻳﺔ‬ ‫اﻟﺴﻮداء … "‬ ‫ﺩ . ﻋﻴﺪ ﺻﺎﱀ‬ ‫ﻧﺪﻭﺓ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ . ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‬ ‫٤٢/٢/٨٨٩١‬ ‫اﻟﻘﺼﺔ :‬ ‫٧١‬
  • 22. ‫ﻤﺎت‬ ‫ﺳ‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ‬ ‫ﻋﺒﺜﻴﺔ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻮﻏﺪ :‬ ‫ﻟﻌﻞ ﺻﻔﺔ ) ﺍﻟﻮﻏﺪ ( ﻫﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﺑﻄﻞ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ " ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ‬ ‫ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ( ﻭ " ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﻭﻻ ﺃﻋﲎ ﺑﺎﻟﻮﻏﺪ ﺃﻯ‬ ‫ﺗﻘﻮﱘ ﺧﻠﻘﻰ ﻳﻮﺣﻰ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻗﺪ ﲡﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻭﻏﺪﺍ ﺣﻘﲑﺍ ، ﺑﻞ ﺃﻋـﲎ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻮﺣﻴﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ " ﺍﻟﻼ ﺑﻄﻞ " ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﻯ ﻏﲑ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﲡﺮﺩ ﻣـﻦ ﻛـﻞ‬ ‫ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎ‪‬ﺎ .‬ ‫ﻓـ ) ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ( ﺃﻭ ) ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻛﱪ ( ﺑﻄﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻭﻗﺪ ﲡﺮﺩ ﻣـﻦ ﻛـﻞ‬ ‫ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ) ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ( ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﻌﺪ ﻧﻔﺴﻰ ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻠﺴﻔﻰ ، ﺇﻧﻪ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ‬ ‫ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﻟﻠﻤﺎﺿﻰ " ﺃﺯﺍﺡ ﻋﺒﻴﺪ ﺟﺰﺀﺍ ﳏﺪﻭﺩﺍ ﻣـﻦ‬ ‫ﻛﻔﻨﻪ ﲟﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻌﻴﻨﻴﻪ ﺃﻥ ﺗﺮﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻙ ، ﻓﺎﻧﺘﺸﻰ ﲟﺎ ﻳـﺮﻯ ، ﻭﺍﺳـﺘﻨﻔﺮﺕ‬ ‫ﺭﺟﻮﻟﺘﻪ ﺍﻷﻓﺨﺎﺫ ﺍﳌﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﺄﻟﻮﺍ‪‬ﺎ ، ﺍﳌﺨﺘﻠﻄﺔ ﻭﺃﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ـ ﻓﺎﻧﺴﻠﺦ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺭﺍﺳـﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﻦ ﻭﺳﺄﻝ :‬ ‫- ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻦ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ، ﻳﺎ ﺃﺛﲑﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻰ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ) ٤٢ ( ﺇﻧﻪ ﳕـﻮﺫﺝ ﺟﺪﻳـﺪ‬ ‫ﻟﻠﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ، ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﳕﻮﺫﺝ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻭﻛﺎﻓﻜﺎ ، ﻓﺒﻄﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﺜﻘﻒ ، ﻭﻳﺰﻣـﻊ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ) ٥٢ ( ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ، ﻷﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﺒﻴﺜـﺔ ﻭﺑﻄـﻞ )‬ ‫ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ( ﻟﻜﺎﻓﻜﺎ ﳝﺘﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ – ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻔﺴﲑﻩ – ﻳﺸﺪ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳚﻌﻞ ﻣـﺪﻳﺮﺓ ﺍﻟﻔﻨـﺪﻕ‬ ‫ﺗﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻪ ، ﺃﻣﺎ ﺑﻄﻠﻨﺎ " ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻛﱪ " ﻓﻼ ﳝﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ، ﻭﻻ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ .‬ ‫ﺇﻧﻪ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ، ﺍﻟﺬﻯ ﻇﻬﺮ ﰱ ﻓﺮﻧﺴﺎ ، ﺑﻌﺪ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻌﺒﺚ ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﳒﺪ ﻟﻪ ﺃﻣﺜﻠـﻪ‬ ‫ﰱ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﰱ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ، ﻓﺒﻄﻠﻨﺎ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻋﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ :‬ ‫" ﺗﻮﺟﻪ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺟﻴﻮﺑﻪ ﺑﻌﻤﻼﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ، ﳘﺲ ﻟﻨﻔﺴﻪ‬ ‫، ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺋﺮ :‬ ‫٨١‬
  • 23. ‫- ﺳﺄﻣﻜﺚ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﻠﻪ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻻ ﺃﺑﺮﺣﻪ ﺃﺑﺪﺍ . ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻭﺍﻗﻔﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺳﺄﻝ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳍﺎﻣﺲ :‬ ‫- ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ؟ !‬ ‫ﺃﺟﺎﺑﻪ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻓﺼﻴﺢ ﻭﺻﻮﺕ ﻭﺍﺿﺢ :‬ ‫- ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻨﻚ ﻳﺎ ﺃﰉ ﻓﻼ ﺗﺘﻌﺠﺐ ، ﺍﺑﻨﻚ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﻟﺪ ﻋﻘﺐ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺻﺒﺎﺣﺎ ) ٦٢ (‬ ‫" ﱂ ﳚﺪ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﻴﺪ :‬ ‫- ﺑﺸﺮﺍﻙ ﻳﺎ ﺃﰉ ﺑﺸﺮﺍﻙ ، ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻚ ﺍﺑﻦ ، ﺍﲰﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺒﻴﺪﺍ ﻓﻼ ﺗﺘﻌﺮﺽ " ) ٧٢ (‬ ‫- ﻭﳓﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺯﺍﺀ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ :‬ ‫" ﺃﻋﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﻭﺩﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ﺃﺩﻕ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ، ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻹﻟﺘـﺰﺍﻡ ﺣﺮﻓﻴـﺎ‬ ‫ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﺪﻗﻪ ، ﺃﻛﺪ ﳍﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﻓﻌﻪ ﻓﻮﻕ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﺭﻳـﺶ‬ ‫ﺍﻟﻨﻌﺎﻡ ﺍﳌﻔﺮﻭﺷﺔ ﻓﻮﻕ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺫﻯ ﺍﻷﻋﻤﺪﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﳌﺬﻫﺒﺔ " ) ٨٢ (‬ ‫" ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ) ﺃﻧﺎ ( ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻭﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﰉ ﻋﻠﻰ ﺷﻂ ﺍﻟﺘﺮﻋﺔ ﺣﻴﺚ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻮﻟـﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﻘﻴﻘﻰ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ … ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﻣﻮﻟﺪﻱ ﻭﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﻫـﻰ ﰱ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ ، ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺆﺭﺥ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﺳﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﺥ ﳊﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ، ﻓﻘﺪ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻋﻀﻮﻳﺎ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﱃ ﺍﻷﺑﺪ ، ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﻣﻨﺬ ﻣﻮﻟﺪﻯ ﺭﺣﻠﺔ ﳎﺪ ﻓﻜﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍ‪‬ﺎ‬ ‫ﻋﱪ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﱏ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺪﻳﺖ‬ ‫ﺑﻪ ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﻟﺪ ﻟﺰﻭﺟﲔ ﻻﳘﺎ ﺑﺎﻟﺜﺮﻳﲔ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﻭﻻ ﳘﺎ ﺑﺎﻟﻔﻘﲑﻳﻦ ﺍﻟﻔﻘـﺮ‬ ‫ﺍﳌﺪﻗﻊ … ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺿﻌﺘﲎ ﺃﻣﻰ ﺑﻼ ﻋﻨﺎﺀ ، ﻭﱂ ﺃﺳﺒﺐ ﳍﺎ ﺍﺯﻋﺎﺟﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﻤﻞ ﻭﱂ ﺃﺛﻘﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﺨﺎﺽ ، ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﻫﻰ ﺑﺎﻧﻮﺭﺍﻣﺎ ﳊﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﲤﺘﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﲎ‬ ‫ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ … ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﱂ ﺃﻭﻟﺪ ﰱ ﻣﺪﻳﻨﺔ … ) ﺃﻧﺎ (‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﲰﻰ ﺳﺠﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﰱ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﳌﻮﺍﻟﻴﺪ ﲟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺼﺤﺔ .. ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﱃ ﺷﺄﻥ ﻭﺃﻯ ﺷﺄﻥ ، ) ﺃﻧﺎ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﺎ ﻫﻰ ﺫﻯ ﻗﺼﺔ ﻣﻴﻼﺩﻯ ﺃﺳـﺠﻠﻬﺎ‬ ‫ﺑﻴﺪﻯ ﻭﲞﻄﻰ ) ٩٢ ( .‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﲤﺎﺀ ﰱ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺻﻮﺭﺓ " ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ " ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺭﻭﺳﻮ ﺃﻭ ﰱ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳕﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻤﻰ ﺍﱃ‬ ‫٩١‬
  • 24. ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ، ﻓﻘﻂ ﻳﺮﻧﻮ ﺍﱃ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﻀﻞ ، ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ‬ ‫ﺩﻻﻟﺔ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻟﻔﻆ ) ﺃﻧﺎ ( ﰱ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺗﺒﺪﻭ ﺣﲔ ﻳﻌﺎﻣﻞ ) ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ( ﻫﺬﺍ ) ﺍﻟﻼ ﺑﻄﻞ ( ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﺎﺩﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳـﺔ‬ ‫ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﳕﻮﺫﺝ ) ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ( ﺍﻟﺬﻯ ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺎ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ، ﻭﺻﻔﺔ ) ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ (‬ ‫ﻳﺴﺮﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﰱ ﺍﻃﻼﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻘﺪﰈ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﲢﺪﺙ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻄـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ، ﻭﺫﻫﺐ ﲰﻌﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻧﻄﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠـﻰ " ﻋﺒﻴـﺪ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ " ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻌﲑﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺎﻭﺭ ﻣﻊ ﺃﻫـﻞ ﺯﻭﺟﺘـﻪ"‬ ‫ﻓﻠﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﲎ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﻣﺼﻄﺤﺒﺎ ﻣﻌﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ ﻭﺍﳋﱪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﻨـﻴﲔ ﺍﳉﻬﺎﺑـﺬﺓ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﻬﺮﺓ ﻟﻴﺤﻔﺮﻭﺍ ﻟﻜﻢ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺍﻟﱴ ﻭﻋﺪﺗﻜﻢ ﲝﻔﺮﻫﺎ . ) ٠٣ (‬ ‫ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﱴ ﻛﺜﺮﺕ ﰱ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺍﱃ ﺷﺨﺼﻴﺔ‬ ‫ﺷﻬﲑﺓ ﻓﻴﻌﺎﺭﺿﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻄﻞ ﺗﺎﻓﻪ ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﻛﻴﺸﻮﺕ ﲤﺜﻞ ﻧﻘﻠﺔ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ، ﻓﺎﳌﺆﻟﻒ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﺮ ﺑﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻧﺘـﻬﻰ ﻋﺼـﺮﻩ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻰ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﱃ ﻧﻘﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻬﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻯ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ، ﳕﻮﺫﺝ ﺍﻟﻼﺑﻄﻞ .‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺣﱴ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﻘﺪﻡ ) ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﲰﺮ ( ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻮﻏﺪ ) ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ( ﰱ ﺻـﻮﺭﺓ‬ ‫ﺟﺎﺩﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﺃﺯﺍﺀ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﲑﻭﺍ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ . ﺃﻭ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺆﺛﺮ‬ ‫ﰱ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ " ﺷﻂ ﺍﻟﺘﺮﻋﺔ " ﻓﺘﻜﺘﺐ ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻣﻊ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻭﻣﻦ ﻳﺮﻳـﺪ ﺃﻭ‬ ‫ﻳﺆﺭﺥ ﳊﻴﺎﺗﻪ ) ﺍﻟﺒﻄﻞ ( ﺳﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺆﺭﺥ ﳊﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺑﺎﺭ ، ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﰱ ﺃﺣﺪﺍﺙ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻛﺄ‪‬ﺎ ﺗﺮﻫﺺ ﲟﻮﻟﺪ ﻧﱮ ﺳﻴﻐﲑ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ .‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺘﻬﻜﻤﻴﺔ ﺗﺜﲑ ﺣﺴﺎ ﻋﺒﺜﻴﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﺳﻜﺎﺗﻪ ، ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﻬﺘﺰ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ " ﳊﻈﺔ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺑﺼﻮﺗﻰ ﺇﻧﲎ ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻧﻔﺴﻰ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﰱ ﺍﻟﻨﻌﺶ ﻓﻠﻴﺘﻘﺪﻡ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺫﻛﻮﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺑﺪﺓ ﻻ ﺗﻘﻞ‬ ‫ﺃﻭﺯﺍ‪‬ﻢ ﳎﺘﻤﻌﻪ ﻋﻦ ٠٠٥ ﻛﻴﻠﻮ ﺻﺎﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺍﻷﺣﺬﻳـﺔ ، ﻭﲝـﺪ ﺃﺩﱏ ٠٠١‬ ‫ﻛﻴﻠﻮ ﻟﻠﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ، ﻓﻴﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﻣﻌﺎ ﳓﻮ ﻓﺮﺍﺷﻰ ، ﰒ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﰱ ﳊﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻌﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﲟﻘﺪﺍﺭ‬ ‫ﻣﺘﺮ ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮﺍﺕ ) ١٣ (‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ‪‬ﺘﺎﺝ ﻋﻨﺪ ﺷﻜﺴﺒﲑ ﰱ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻪ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻣﺲ ﻧﺒﻞ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ،‬ ‫ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻫﻨﺎ ‪‬ﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺧﻰ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﰱ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ .‬ ‫٠٢‬
  • 25. ‫ﻭﻣﻦ ﰒ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﺑﻈﻼﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺼﻞ ) ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ( ، ﺇﻧﻪ ﺑﻄﻞ ﻳﺜﲑ ﺍﻹﺷﻔﺎﻕ ﻛﻤﺎ ﻳﺜﲑﻩ ﺑﻄﻞ‬ ‫ﺃﺭﺳﻄﻮ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﳛﻄﻤﻪ ﺍﻟﻘـﺪﺭ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺷﺎﻣﺦ ﻳﺘﺤﺪﻯ ﺍﻵﳍﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻋﺎﺑﺚ ﻳﺼﺤﺐ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﳍﺎ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻫﺎ .‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺲ ﺍﻟﻌﺒﺜﻰ ﻳﺘﺄﺯﻡ ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻔﻘﺪﻩ ﺧﻼﻝ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﲔ ، ﻓﻬـﻮ ﻳـﺮﺑﻂ ﺍﻷﺣـﺪﺍﺙ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﺘﻢ ﰲ ﻋﺎﱂ " ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ " ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳋﻄﲑﺓ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﳌﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ‬ ‫" ﰱ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺼﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﲔ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ٢١ ﻣـﻦ ﺃﻛﺘـﻮﺑﺮ ﻭﻗـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ ﻭﺧﱪﺍﺀ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﺍﳉﻬﺎﺑﺰﺓ ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﺃﻥ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﻠﻐﺖ ٩,٥ ﲟﻘﻴﺎﺱ ﺭﳜﺘﺮ … " ) ٢٣ (‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﳍﺎﺗﲔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﲔ ﻫﻮ " ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳـﺪ ﻭﻋﺒﻴـﺪ " ﻭ " ﺍﻟﻐﺎﻟـﺐ‬ ‫ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﻓﻬﻤﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻰ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺰﻣﲎ ﰱ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ :‬ ‫ﻭﻓﺎﺓ‬ ‫ﻭﺻﻴﺔ‬ ‫ﺯﻭﺍﺝ‬ ‫ﻟﻘﺎﺀ‬ ‫ﺣﻮﺍﺭ‬ ‫ﻭﻻﺩﺓ‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ١ (‬ ‫ﻭﻳﺄﺗﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺰﻣﲎ ﰱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱏ " ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰱ ﺣﻜﺎﻳـﺔ " ﺯﻳـﺪ‬ ‫ﻭﻋﺒﻴﺪ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺎﱃ :‬ ‫ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ‬ ‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻭﻥ‬ ‫ﺳﺠﻦ‬ ‫ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ‬ ‫ﻏﻴﺎﺏ‬ ‫ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ‬ ‫١٢‬
  • 26. ‫ﺍﻋﺘﻜﺎﻑ‬ ‫ﻗﻀﻴﺔ‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٢ (‬ ‫ﺇ‪‬ﻤﺎ ﺗﺒﺪﺃﻥ ) ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺓ ( ﻭﺗﻨﺘﻬﻴﺎﻥ ) ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ( ﻭﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﺒﺘﻮﺭﺓ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﱪﺭﺓ‬ ‫ﲟﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﻌﺒﺜﻰ .‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﺑﻈﻼﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ) ﻣﺮﻗﻮﻣﺎﺕ ( ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ : " ﻳﺬﻫﺐ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﲟﻼﺑﺲ‬ ‫ﺍﳊﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ ، ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﰱ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ﻭﺗﺸﻴﻴﻊ ﺍﳉﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻯ ﺇﱃ ﻣﺜـﻮﺍﻩ‬ ‫ﺍﻷﺧﲑ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻌﺒﻴﺪ ﻳﺼﺮﺥ :‬ ‫- ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻦ ﻳﺎ ﺟﻴﺒﺎﺕ ، ﻳﺎ ﺃﺛﲑﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻰ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ؟ ﻭﻟﻠﻤﻜﺎﻧـﺔ ﺍﳌﻤﻴـﺰﺓ ﻟﻜـﺒﲑﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﺎﺕ ﺃﻭﱃ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﺃﻗﺪﻣﻬﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ .‬ ‫- ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ …… ﺃﻧﺴﻴﺘﻬﺎ ؟ !‬ ‫ﻗﺎﻝ :‬ ‫- ﺗﺆﺟﻠﻬﺎ ﺣﱴ ﻧﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﻻ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺑﺪﺓ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺳﲑﺗﻪ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ " ) ٣٣ ( .‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ﳒﺪ " ﻋﺒﻴﺪﺍ " ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ :‬ ‫" ﺃﻥ ﺗﺘﺨﲑ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ( ﻣﻜﺎﻧﺎ ﰱ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺗﻠﺰﻣﻪ ، ﰒ ﺗﺒﺪﺃ ﰱ ﺇﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ، ﻣﻬﺎﺭ‪‬ﺎ ،‬ ‫ﻭﻗﺪﺭﺍ‪‬ﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰱ ﺍﻟﻨﻮﺍﺡ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﺮﳛﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺸﺮﻁ ، ﻓﻤﻦ ﺷـﺎﺀﺕ ﺃﻥ ﺗﺼـﺮﺥ‬ ‫ﻭﺗﻠﻄﻢ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ … ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻬﻘﻪ ﻭﺗﻀﺤﻚ ، ﻓﻌﻠﺖ …… ﻭﻣﻦ ﺭﻏﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﻗﺺ‬ ‫ﻭﺗﺘﺤﻨﺠﻞ ، ﻓﻌﻠﺖ ، …… ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻐﲎ ﻭ " ﺗﻠﻴﻞ " ﻓﻌﻠﺖ …… ﻭﰱ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻭﻟـﻴﺲ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻃﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺭﺟﺎﺀ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﺎﺕ ﻓﻌﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﺤﻞ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻄﺒﻘﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺤﻞ ﻭﳍﺎ ﺣﻖ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻮﻧﻪ " ) ٤٣ ( .‬ ‫ﻭ‪‬ﺮﺩ ﺃﻥ " ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺍﳍﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻀﺤﻜﺔ ) ﺯﻳﺪ ( …… ﻧﻔﺦ ﻋﺒﻴﺪ ﰱ ﺻـﻔﺎﺭﺗﻪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻯ ﺑﺈﺭﺗﺪﺍﺀ ﻋﺪﺓ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﲪﻞ ﺷﺪﺓ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﺘﻠﻘﻰ ﺃﻭﺍﻣـﺮﻩ‬ ‫ﺑﲔ ﳊﻈﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺴﻮﻝ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﳎﺮﺩ ﺭﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﰱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ …‬ ‫ﺃﲨﻊ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺑﻀﺤﻜﺘﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻔﻀﻔﻀﺔ ﻭﻏﺴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﳘﻮﻣﻬـﺎ‬ ‫ﻭﺃﻋﻠﻤﻮﻩ ﺃ‪‬ﻢ ﺗﻄﻴﺒﺎ ﳋﺎﻃﺮﻩ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺑﺎ ﻟﺮﺿﺎﻩ ﺳﻴﺼﻔﻘﻮﻥ ﻟﻪ ﺻﻘﻔﺘﻪ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ …… " ) ٥٣ ( .‬ ‫٢٢‬
  • 27. ‫" ﺗﺄﻣﻞ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺴﺮﺍﺩﻕ ﻓﺎﻣﺘﻸ ﻓﺨﺮﺍ ﻭﺗﻴﻬﺎ … ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻧﺸﻮﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﳛﺼﻰ ﻋﺪﺩ ﻗﻄﻊ ﺳـﻘﻔﻪ …‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﲬﺴﲔ ﻗﻄﻌﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻏﲑ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﳑﺎ ﻳﺒﲔ ﻣﺪﻯ ﺇﺗﺴﺎﻋﻪ ﻭﺃ‪‬ﺘﻪ ﻭﺛﺮﺍﺋﻪ …. ﺃﺧﺮﺝ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﺮﺳﻰ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓ ﻭﺭﻓﻌﻮﺍ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺻﻮﺭﺓ ﺯﻳﺘﻴﺔ ﻟﻪ ﺑـﺎﳊﺠﻢ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻰ ﲤﺜﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪﻯ ﺯﻳﻪ ﺍﻟﺮﲰﻰ ﻭﻳﺪﺧﻦ ﻏﻠﻴﻮﻧﻪ ﺍﻟﺸﻬﲑ ، ﳑﺴﻜﺎ ﺑﻌﺼـﺎﻩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘـﻼﺕ‬ ‫ﻭﺍﳌﺪﻫﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳋﺸﺐ … ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻋﻠﻘﺖ ﻻﻓﺘﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﺩﻕ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬـﺎ " ﺍﳌـﺆﲤﺮ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ " ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻰ ﺍﳌﺮﺗﻘﺐ ﺑﲔ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻭﻓﺪ ﳑﺜﻼﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ) ٦٣ ( .‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ " ﺑﻌﺒﻴﺪ " ﳚﻤﻬﺮ ﺟﻴﺸﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻭﺫﻛﺮ ﳏﺎﺳﻨﻪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋـﺪﻭﻩ‬ ‫ﺍﻟﻠﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ " ﺯﻳﺪ " : " ﺍﺳﺘﻤﻌﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺻﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺴﻦ ﻛﺤﻴﻼﺕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﻀﺎﺕ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ‬ ‫، ﺃﺗﺄﻛﺪ ﻟﻜﻦ ﲜﻼﺀ ﺃﻧﻪ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﰉ ، ﻟﻘﺪ ﲰﻌﱳ ﺑﺂﺫﺍﻧﻜﻦ ﺍﳌﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﳊﻠﻘﺎﻥ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻠـﺒﺲ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﱪﳝﺔ ، ﻣﺎ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﺸﺨﺼﻰ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺏ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ، ﳍـﺬﺍ ﻓﺄﻧـﺎ ﺃﻧﺎﺷـﺪﻛﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺘﻜﺎﺗﻔﻦ ﻣﻌﻰ ﻟﻨﻀﻊ ﻣﻌﺎ ﺣﺪﺍ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﻴﺐ " ) ٧٣ ( ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺠﻠﺖ ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ :‬ ‫" ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺃﻣﺮ ﻋﺒﻴﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﳊﺮﺱ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺷـﺌﻮﻥ ﻭﻳﺘﻔﺮﻏـﻮﺍ‬ ‫ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺸﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋـﻮﺍ ﻋـﻦ ﺍﻹﻟﺘﺠـﺎﺀ‬ ‫ﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﺬﺍﰐ " ) ٨٣ ( ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺲ ﺍﻟﻌﺒﺜﻲ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﻣﻦ ﰒ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﺧﻠـﻒ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﶈﺎﻳﺪ ﻧﻐﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻣﺘﻜﺘﻤﺔ ﻭ ) ﻣﺼﻄﻔﻲ ﺍﻷﲰﺮ ( ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﻏﻴﻈﻪ‬ ‫ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺻﻤﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﻳﺘﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻏﺎﻟﺒـﺎ‬ ‫ﻋﻘﺐ ﳊﻈﺔ ﻫﺪﻭﺀ ﺧﺎﻧﻘﺔ :‬ ‫" – ﺃﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺔ ……‬ ‫ﻛﺮﺭﻫﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﰒ ﺗﺎﺑﻊ : ﺃﻳﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﳌﻌﺪ ؟ ﺃﻳﻦ ﺣﺮﺱ ﺍﻟﺸﺮﻑ ؟ ! ﺃﻳﻦ ﺿﺎﺭﺑﻮ ﺍﻟﺪﻓﻮﻑ ؟ ﺃﻳـﻦ‬ ‫ﻗﺎﺭﻋﻮ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ؟ ﺃﻳﻦ ﻭﺃﻳﻦ ﻭﺃﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺔ ؟‬ ‫ﺃﻧﺴﻴﺘﻢ ﺃﻧﲏ ﺯﻭﺝ ﻻﺑﻨﺘﻜﻢ ؟ !)٩٣ (‬ ‫ﺇ‪‬ﺎ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺗﺴﻠﺴﻠﻴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺎﺑﻞ ﰲ ﺑـﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮ ﻓﺎﻟﻌﺎﱂ ﻫﻮ ﻋﺎﱂ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻮﻏﺪ ﻫﻮ ﲤﺒﻞ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺧﺮﻱ ﺃﻭﻻ :‬ ‫" ﺗﺸﺎﻭﺭ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﻋﺒﻴﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰒ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ………‬ ‫ﻓﻮﺿﻮﺍ ﻛﺒﲑﻫﻢ ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺔ ﲟﺎ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺰﻣﻬﻢ ) ٠٤ ( ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺸﻜﻞ ﳉﻨﻪ ﲬﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺎ ﺗﺘﻮﱄ ﺗﺴﲑ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺣﱵ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﺒﻴـﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺣـﱵ‬ ‫٣٢‬