بسم الله الرحمن الرحيم
إخوانى الكرام!
إن أجلّ رسالة يؤديها المرء في الحياة ، وأعظم عمل يقوم به ليرضي الله ، ويكتسب المنزلة الكريمة عند خلق الله ؛ هو دعوة الخلق إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والقدوة الطيبة، والخلق الكريم، وتلكم هي أعظم رسالة يقوم بها الصالحون نيابة عن الأنبياء والمرسلين؛ سر قول النبى صلى الله عليه و سلم :
{ العلماءُ ورثةُ الأنبياء}( صحيح ابن حبان عن أبي الدرداء
وبيّن صلى الله عليه و سلم حقيقة هذا الإرث فقال:
{ نحنُ معاشرُ الأنبياء لا نوَرِّثُ درهماً ولا ديناراً ، وإنما نوَرِّثُ علماً ونورا }( سنن أبي داود عن أبي الدرداء.).
والقائمون بهذا الأمر ، والحاملون لواء هذا العمل الجليل في كل زمان ومكان ، يقول فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم :
{ قال الله إن أوليائي من عبادي ، وأحبائي من خلقي ؛ الذين يُذْكَرُون بذكري ، وأُذْكَرُ بذكرهم}(رواه أبونعيم عن عمرو بن الجموح).وقد نعتهم صلى الله عليه و سلم، لأنهم أولياء الله وذلك حين قال :
{ألا أخبركم بخياركم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ! ، قال : خياركم الذين إذا رُءوا ؛ ذُكِرَ الله}
( أسماء بنت يزيد فى سنن إبن ماجه)
، وذكر صلى الله عليه و سلم حال هؤلاء القوم ، وموقفهم من الفتن التي تتعرض لها الأمة ، وأنهم المحفوظون من الفتن الموقون ؛ فقال:
{ إن لله عز و جل ضنائنَ من عباده يغذوهم في رحمته ، ويحييهم في عافيته ، وإذا توفَّاهم توفَّاهم إلى جنته ، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم ، وهم منها في عافية }(عن ابن عمر، كتاب الأولياء لأبن أبى الدنيا).
وقد وصف ذو النون المصري رضى الله عنه هؤلاء القوم ومنزلتهم عند الله ومهامهم التي يقومون بها لخلق الله؛ طلباً لمرضاة الله؛ وذلك إجابة لسؤال أحد مريديه حيث يقول: قلت لذى النون المصري رحمه الله :صف لي الأبدال ؟ فقال :
{ هم قوم ذكروا الله عز و جل بقلوبهم؛ تعظيماً لربهم لمعرفتهم بجلاله فهم حجج الله على خلقه .
ألبسهم النور الساطع من محبته ، ورفع لهم أعلام الهداية إلى مواصلته ، وأقامهم مقام الأبطال لإرادته ، وأفرغ لهم الصبر عن مخالفته ، وطهَّر أبدانهم بمراقبته ، وطيَّبهم بطيب أهل مجاملته، وكساهم حللا من نسج مودته ، ووضع على رؤسهم تيجان مسرته ،ثم أودع القلوب من ذخائر الغيوب ؛ فهي معـــلقة بمواصلته ، فهمومهم إليه ثائرة ، وأعينهم إليه بالغيب ناظرة.
قال لهم ربهم: فمن عاداكم عاديته ، ومن والاكم واليته ، ومن آذاكم أهلكته ، ومن أحسن إليكم جازيته ، ومن هجركم قليته . }.
وإلى جانب الدعوة إلى الله ، فللصالحين رسالة اجتماعية عظيمة ، يقوم أساسها على : نشر المحبة والمودة بين الناس ، واقتلاع جذور الأحقاد والشحن
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوانى الكرام!
إن أجلّ رسالة يؤديها المرء في الحياة ، وأعظم عمل يقوم به ليرضي الله ، ويكتسب المنزلة الكريمة عند خلق الله ؛ هو دعوة الخلق إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والقدوة الطيبة، والخلق الكريم، وتلكم هي أعظم رسالة يقوم بها الصالحون نيابة عن الأنبياء والمرسلين؛ سر قول النبى صلى الله عليه و سلم :
{ العلماءُ ورثةُ الأنبياء}( صحيح ابن حبان عن أبي الدرداء
وبيّن صلى الله عليه و سلم حقيقة هذا الإرث فقال:
{ نحنُ معاشرُ الأنبياء لا نوَرِّثُ درهماً ولا ديناراً ، وإنما نوَرِّثُ علماً ونورا }( سنن أبي داود عن أبي الدرداء.).
والقائمون بهذا الأمر ، والحاملون لواء هذا العمل الجليل في كل زمان ومكان ، يقول فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم :
{ قال الله إن أوليائي من عبادي ، وأحبائي من خلقي ؛ الذين يُذْكَرُون بذكري ، وأُذْكَرُ بذكرهم}(رواه أبونعيم عن عمرو بن الجموح).وقد نعتهم صلى الله عليه و سلم، لأنهم أولياء الله وذلك حين قال :
{ألا أخبركم بخياركم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ! ، قال : خياركم الذين إذا رُءوا ؛ ذُكِرَ الله}
( أسماء بنت يزيد فى سنن إبن ماجه)
، وذكر صلى الله عليه و سلم حال هؤلاء القوم ، وموقفهم من الفتن التي تتعرض لها الأمة ، وأنهم المحفوظون من الفتن الموقون ؛ فقال:
{ إن لله عز و جل ضنائنَ من عباده يغذوهم في رحمته ، ويحييهم في عافيته ، وإذا توفَّاهم توفَّاهم إلى جنته ، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم ، وهم منها في عافية }(عن ابن عمر، كتاب الأولياء لأبن أبى الدنيا).
وقد وصف ذو النون المصري رضى الله عنه هؤلاء القوم ومنزلتهم عند الله ومهامهم التي يقومون بها لخلق الله؛ طلباً لمرضاة الله؛ وذلك إجابة لسؤال أحد مريديه حيث يقول: قلت لذى النون المصري رحمه الله :صف لي الأبدال ؟ فقال :
{ هم قوم ذكروا الله عز و جل بقلوبهم؛ تعظيماً لربهم لمعرفتهم بجلاله فهم حجج الله على خلقه .
ألبسهم النور الساطع من محبته ، ورفع لهم أعلام الهداية إلى مواصلته ، وأقامهم مقام الأبطال لإرادته ، وأفرغ لهم الصبر عن مخالفته ، وطهَّر أبدانهم بمراقبته ، وطيَّبهم بطيب أهل مجاملته، وكساهم حللا من نسج مودته ، ووضع على رؤسهم تيجان مسرته ،ثم أودع القلوب من ذخائر الغيوب ؛ فهي معـــلقة بمواصلته ، فهمومهم إليه ثائرة ، وأعينهم إليه بالغيب ناظرة.
قال لهم ربهم: فمن عاداكم عاديته ، ومن والاكم واليته ، ومن آذاكم أهلكته ، ومن أحسن إليكم جازيته ، ومن هجركم قليته . }.
وإلى جانب الدعوة إلى الله ، فللصالحين رسالة اجتماعية عظيمة ، يقوم أساسها على : نشر المحبة والمودة بين الناس ، واقتلاع جذور الأحقاد والشحن