KA
Uploaded bykotob arabia
303 views

625

Embed presentation

Downloaded 29 times
1 / 185
2 / 185
3 / 185
4 / 185
5 / 185
6 / 185
7 / 185
8 / 185
9 / 185
10 / 185
11 / 185
12 / 185
13 / 185
14 / 185
15 / 185
16 / 185
17 / 185
18 / 185
19 / 185
20 / 185
21 / 185
22 / 185
23 / 185
24 / 185
25 / 185
26 / 185
27 / 185
28 / 185
29 / 185
30 / 185
31 / 185
32 / 185
33 / 185
34 / 185
35 / 185
36 / 185
37 / 185
38 / 185
39 / 185
40 / 185
41 / 185
42 / 185
43 / 185
44 / 185
45 / 185
46 / 185
47 / 185
48 / 185
49 / 185
50 / 185
51 / 185
52 / 185
53 / 185
54 / 185
55 / 185
56 / 185
57 / 185
58 / 185
59 / 185
60 / 185
61 / 185
62 / 185
63 / 185
64 / 185
65 / 185
66 / 185
67 / 185
68 / 185
69 / 185
70 / 185
71 / 185
72 / 185
73 / 185
74 / 185
75 / 185
76 / 185
77 / 185
78 / 185
79 / 185
80 / 185
81 / 185
82 / 185
83 / 185
84 / 185
85 / 185
86 / 185
87 / 185
88 / 185
89 / 185
90 / 185
91 / 185
92 / 185
93 / 185
94 / 185
95 / 185
96 / 185
97 / 185
98 / 185
99 / 185
100 / 185
101 / 185
102 / 185
103 / 185
104 / 185
105 / 185
106 / 185
107 / 185
108 / 185
109 / 185
110 / 185
111 / 185
112 / 185
113 / 185
114 / 185
115 / 185
116 / 185
117 / 185
118 / 185
119 / 185
120 / 185
121 / 185
122 / 185
123 / 185
124 / 185
125 / 185
126 / 185
127 / 185
128 / 185
129 / 185
130 / 185
131 / 185
132 / 185
133 / 185
134 / 185
135 / 185
136 / 185
137 / 185
138 / 185
139 / 185
140 / 185
141 / 185
142 / 185
143 / 185
144 / 185
145 / 185
146 / 185
147 / 185
148 / 185
149 / 185
150 / 185
151 / 185
152 / 185
153 / 185
154 / 185
155 / 185
156 / 185
157 / 185
158 / 185
159 / 185
160 / 185
161 / 185
162 / 185
163 / 185
164 / 185
165 / 185
166 / 185
167 / 185
168 / 185
169 / 185
170 / 185
171 / 185
172 / 185
173 / 185
174 / 185
175 / 185
176 / 185
177 / 185
178 / 185
179 / 185
180 / 185
181 / 185
182 / 185
183 / 185
184 / 185
185 / 185
         (1)   
‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ: ﻓﻲ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل: ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ‬ ‫"ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ".‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺼـﻌﻭﺩ‬ ‫"ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ".‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫ﺃ- ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.‬ ‫ﺏ- ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.‬ ‫ﺜﺎﻨ ‪‬ﺎ: ﻤﺭﺍﺤل ﺘﺸﻜل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃ- ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ.‬ ‫ﺏ- ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل.‬
‫ﺜﺎﻟ ﹰﺎ: ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ: ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﺠﺩل ﺤﻭل‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ.‬ ‫ﺃ- ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﺏ- ﻨﻤﻁ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ.‬ ‫ﺝ- ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ.‬ ‫ﺩ- ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩ ﻟﻼﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ.‬ ‫ﺜﺎﻨ ‪‬ﺎ: ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ".‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺜﺎﻟ ﹰﺎ: ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل.‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺃ- ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻤﻨﻁـﻕ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.‬ ‫ﺏ- ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ.‬ ‫ﺨﺎﺘﻤﺔ: ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬
‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ، ﻤـﻥ ﻭﺠﻬـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺒﺎﻋ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻤل، ﻭﺍﻟﺤﺫﺭ ﻤ ‪‬ﺎ. ﺍﻟﺘﺄﻤل، ﺒﻘﺼﺩ ﻓﻬـﻡ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﻴﺭ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩل ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺃﻁﺭﺍﻓﻬﺎ، ﻭﻫﻭ ﺼﺭﺍﻉ ﺃﻭ‬ ‫ﺠﺩل ﻴﺩﻭﺭ ﺩﺍﺨل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻨﻌﻜﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﺫﺭ ﺘﺠﻨ ‪‬ﺎ ﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺃﻭ ﻟﻌﺩﺍﺀ ﻤﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﺤﻀـﻭﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺒﻜﺘﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻭﺜﻘﻠﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ، ﻭﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓـﻲ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬـﺎ ﺃﻭ ﺘﺄﺠﻴـل‬ ‫ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺘﺭ ﹰﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻜﺒﻴ ‪‬ﺍ، ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻷﻤـﺔ ﺘﺤﻤـل‬ ‫ﻴ ﺭ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻨﻜﺸﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ، ﺒـل‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ.‬ ‫ﻭﻅﻨﻲ ﺃﻥ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﻭﻤﺎ ﺒـﻪ ﻤـﻥ‬ ‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ، ﺘﺠﻌل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺜﻼ ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﺒﺎﻟﻨﺎﺘﻭ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴـﻪ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻅﻤﺔ‬ ‫ﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻜﻤﺎ ﺘﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﺤﻠﻴ ﹰﺎ – ﺃﻭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻗـل‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﺭﺌﻴﺴ ‪‬ﺎ – ﻋﺴﻜﺭ ‪‬ﺎ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﺭﻏﻡ ﺘﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻤﻊ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻻﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩل ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ، ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻗﻨﻭ ‪‬ﺎ ﺜﺎﺒ ﹰﺎ ﻴﻌﻁﻰ‬ ‫ﻤ ﺘ‬ ‫ﻟﻸﻤﻡ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﺩ، ﻭﺒﺸﻜل ﻴﻌﻠـﻭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ،‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺘﻠﺘﺤﻡ ﺒﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ‬ ‫ﻋﺼﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺩﺍﺨـل ﺭﻭﺤﻬـﺎ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻴـﺔ، ﺃﻱ ﺸﺨﺼـﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﻤﻡ ﺘﻌﺭﻑ ﺜﺒﺎ ﹰـﺎ ﻨﺴـﺒ ‪‬ﺎ، ﻭﻤﺘﻐﻴـﺭﺍﺕ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻭل، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺘﻘـﻊ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺸﻘﻲ ﺭﺤﻰ: ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ‬ ‫ﺘﺼﻭﻍ ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺸﻜل ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻭﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ، ﺘـﺭﻓﺽ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻋﻨﺩ ﻟﺤﻅﺔ ﺘﺭﻜﻴﺒﻴﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻭﺘﺄﺒﻰ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﺫﺍﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻻﻨﺨﻼﻉ ﻤﻥ ﺭﻭﺤﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻜل ﻟﺤﻅﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻴﺔ. ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺸﻜل ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺤﺕ ﻓﻲ ﺼﺨﻭﺭ ﺍﻟﺠﺭﺍﻨﻴﺕ ﺤﻴـﺙ‬ ‫ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺒﻁﻲﺀ ﺠ ‪‬ﺍ ﻴﻔﻌل ﻓﻌﻠﻪ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﻜﻡ، ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﻓـﻲ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﺒﻼﺴﺘﻴﻙ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺤﺎﺩ ﻴﻔﻌل ﻓﻌﻠـﻪ ﺒـﺎﻻﻨﻘﻼﺏ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺯﻕ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ، ﻤﺜل ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬
‫ﺒﻜل ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﺘﺤﻭﻻ ﺍﻨﻘﻼﺒ ‪‬ﺎ، ﻜﺄﻨﻪ ﻗﻁﻊ ﻓﻲ ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﺒﻼﺴـﺘﻴﻙ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﺩﻭﻥ ﺴـﻨﺩ ﺇﻻ ﻤـﻥ ﻭﻋـﺩ‬ ‫ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺤﺎﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺘﺼـﻨﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﻐﻴﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻐﺭﺒـﻲ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺼﺎﺭ "ﻭﺼﻔﺔ ﺴﺤﺭﻴﺔ" ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﺘﺤـﺩﺩ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﻭﻓﻲ‬ ‫ﻤﻭﺍﺯﺍﺓ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺩﺍﺨل ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ. ﻭﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺤﺩﺍﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‬ ‫ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻴﺤﺘل ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺸـﻜل ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺠﺭﻯ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻟﺘﺸـﻤل ﺍﻟﻌـﺭﺏ‬ ‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺝ، ﺇﺫ ﺘﻤﻜﻨـﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﻓﺭﺽ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺘﺤﺩﻴـﺩﻫﺎ‬ ‫ﻟﻠﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ‬ ‫ﻓﻌﻼ ﻭﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺃﻤ ﹰ، ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻻﻤﺘـﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠـﺫﺍﺕ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ‬ ‫ﺴﺒﻌﺔ ﻋﻘﻭﺩ. ﻭﺒﻼ ﺸﻙ ﺘﻐﻴﺭﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻁﻴﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻤـﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻋﺒﺭ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﺴـﺘﻐﺭﻕ‬ ‫ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻗﻠﻴ ﹰ، ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﻴﺘﺄﻤـل ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻭﻤﺴﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﻴﺩﺭﻙ ﺃﻨﻬﺎ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﺠـﺭﺕ ﻓـﻲ ﺴـﻴﺎﻕ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜﺂﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺅﻩ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻤﻌـﻪ ﻋﺒـﺭ‬ ‫ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻓﻲ‬ ‫ﻅل ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺭﻓـﻪ ﺤﺴـﺏ‬ ‫ﺭﺅﻯ ﻓﻜﺭﻴﺔ، ﻭﺼﻴﺎﻏﺎﺕ ﺭﻤﺯﻴـﺔ، ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨـﺭ. ﻭﻷﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ ﻗﺎﺒﻠـﺔ ﻟﻠﺘﺼـﻨﻴﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺴﺘﻤﺭ، ﻓﻘﺩ ﺃﺒـﺩﻯ ﻤﻤﺎﻨﻌـﺔ ﻤﺘﺯﺍﻴـﺩﺓ ﻟﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ‬ ‫ﺘﺼﻨﻴﻌﻪ، ﻭﻫﻲ ﻤﻤﺎﻨﻌﺔ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﺘﺩﻋﻴﻤﻬﺎ ﻋﻭﺍﻤـل ﺸـﺘﻰ‬ ‫ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ ﻭﺘﺠﺴﺩﺕ ﻓﻲ ﺇﺨﻔﺎﻕ،‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﻟﻭ ﻨﺴﺒﻲ، ﻟﻠﻭﻋﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻘﺩﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻨﺒﻌﺕ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺒﺎﻟﺭﻭﺡ ﻤـﻥ ﺇﻓـﻙ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴـﺏ، ﻭﺤﺎﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻻﻏﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟ ﱠﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ.‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﻨﻌﺔ ﻫـﺫﻩ ﻤﻨـﺫ‬ ‫ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل، ﻭﻋﺒﺭ ﻤﺭﺤﻠﺘﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ، ﻭﻤﺎﺭﺴﻬﺎ‬ ‫ﺒﺸﻜل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ.‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﻭﺍﻟﻤﻤﺘـﺩﺓ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴـﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺒﺎﻟﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﺒﻁﻲﺀ‬ ‫ﻟﻸﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﺌﻴﺩﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻋﺒﺭ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺇﺤﻴـﺎﺀ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻲ، ﺒﺩﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺫﻭﺭ ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ‬ ‫ﻅﻠﺕ ﻤﻠﺘﺼﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻨﻤﻭ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻗﻪ، ﻭﺤﺴـﺏ ﺘﺤﻭﻻﺘـﻪ‬ ‫ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل، ﻭﻟـﻡ ﺘﺴـﺘﻁﻊ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﺨﺘﺭﻕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﻁ ﺴﻤ ﹰﺎ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻅﻠـﺕ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻨﺨﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺘﺭﻯ ﻭﺘﻌ ‪‬ﻑ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺒﻼﺩﻫـﺎ، ﻤـﻥ‬ ‫ﹸ ‪‬ﺭ‬ ‫ﺨﻼل ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺒـﺩﺃﺕ‬ ‫ﺒﻤﻁﻠﻊ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ ﻴﻤـﺎﺭﺱ ﺍﻻﻗﺘﻨـﺎﻉ‬ ‫ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺌﻴﺩ "ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻜﺨﻁﺎﺏ ﻫﻭﻴﺔ ﻴﺭﺘﻜـﺯ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﻜﺎﺌﺯ ﻗﻭﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺼـﺎﻏﺘﻬﺎ ﻤﻅـﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ، ﻜ ‪‬ﺎ ﻭﻜﻴ ﹰﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﻋﻤﺔ ﺒﺎﻟﻌﻭﺍﻤل‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺭﺯﺕ ﻤـﻊ ﺒﺩﺍﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻨﺨﺒﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﻤﺜﻘﻔﺔ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﺒﻔﻀل ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻤﺭﻭﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺩﺍﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﺨﺘﺭﺍﻕ ﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻟﺘﻁﺭﺡ ﺨﻁﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻓﻘﻁ، ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ‬
‫ﻤﻨﺎﻓ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺨﻁﺎﺏ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻤ ﱠل ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ "ﺤﺎﻤـل‬ ‫‪‬ﺜ‬ ‫ﻟﻭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ" ﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀـﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻗﺒل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺇﺫ ﺸﻜﻠﺕ ﺘﺠﺭﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻗﺒل ﺜﻼﺜـﺔ‬ ‫ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓـﺔ. ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺼﻴﻐﺔ ﺍﻨﻘﻼﺒﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺫﺍﺕ ﻤﻨﺤﻨﻰ ﺘﻭﺍﺯﻨﻲ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ "ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ" ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ "ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ" ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ "ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ" ﺘﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺃﻓﻀـل‬ ‫ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻌـﺎل ﻋﻠـﻰ ﻀـﺭﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ، ﺇﺫ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫـﺎ‬ ‫ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﺘﻭﺍﺯﻨ ‪‬ﺎ ﺒﻴﻥ ﺜﻨﺎﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ ﻓﻲ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺼـﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋﻨﻬـﺎ، ﻭﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺔ ﻓﻀﺎﺌﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ.‬ ‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﺭﺅﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﺘﻌـﺩ ﺃﻜﺜـﺭ‬ ‫ﺤﺩﺍﺜﺔ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ، ﻓﻘﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻤﺒﺘﺴﺭﺓ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﻨﺘﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻟﺴﺒﺒﻴﻥ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻥ ﺘﻤﺎ ‪‬ـﺎ.‬ ‫ﻤ‬
‫ﺍﻷﻭل ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓـﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﻓﺄﻨﻬﻜﻭﻫـﺎ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺒﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻡ ﻭﺘﺴﺒﺒﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺨﻠﻔﻬـﺎ، ﻭﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﺃﻨﻬـﻡ‬ ‫ﺨﺭﺠﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺜﻭﺭﺘﻬﻡ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻓﻠﻡ ﻴﺼﻠﺤﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﺒل ﺨﺎﻨﻭﻫـﺎ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﻀﻌﻔﺕ ﻭﺴﻘﻁﺕ. ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀﺓ ﺘﻘـﺩﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻬ ‪‬ﺎ ﻤﺘﻭﺍﺯ ﹰـﺎ ﻴﺭﺠـﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻜﻤﻨﺘﺞ ﻟﻠﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻻ‬ ‫ﻴﻨﺠﻡ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ،‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﻀﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻕ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ، ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﺎﻟﻐﺭﺏ ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻤﻨﺢ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭل‬ ‫ﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻓﺭﻀـﻪ ﻴﺼـﺒﺢ ﺃﺼـﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻌﻜﻭﺴﺔ ﺘﺤﺘﻤﻲ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﺘﻌﻴﺵ ﻓـﻲ ‪‬ﺭ ﱠـﺏ‬ ‫ﻤ ﻜ‬ ‫ﻗﺼﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ، ﻭﻟﺫﺍ ﺘﺩﻋﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺇﻟـﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺒﺎﻟﻐﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺤﺠﻤﻬﺎ "ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ" ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺘﺤﻭﻴـل‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻌﻪ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻭﺼﻔﺔ ﺴﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻋﻼﻗﺔ‬ ‫ﻋﺎﺩﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤـل، ﻭﻤﻨﻁـﻕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻴﺼﻭﻍ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ‬ ‫ﺃﻥ ﺘﻘﺒل ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺒﻠ ‪‬ﺍ ﺇﺴﻼﻤ ‪‬ﺎ ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﻭﺤﺩﺘﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁ ‪‬ﺎ: ﺃﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﻋﺎﻟﻤﻬـﺎ‬ ‫ﻴ‬
‫ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻜﺒﻴﺭ ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﻟﺩﻭﺭ ﻤﺅﺜﺭ؟.‬ ‫ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺅﺍﺯﺭﺓ ﺼﻌﻭﺩ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ"، ﺃﺨﺫ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻴﺘﺤﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻤـﻥ ﻤﻭﻗـﻊ ﺍﻵﺨـﺭ‬ ‫ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻨﻔﻌﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻗﻊ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻨﺎﺯﻋـﻪ ﺍﻟﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﺎﻥ ﺍﻷﺘـﺎﺘﻭﺭﻜﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ. ﻭﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻨﺤـﺎﻭل ﺭﺼـﺩﻫﺎ‬ ‫ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ، ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻜـﻭﻴﻨﻲ‬ ‫)ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل( ﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺘﺭﺩ ﺸـﺩﻴﺩ ﻓـﻲ ﺍﻹﻁـﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠـﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺒـﺎﻷﺤﺭﻯ ﻟﻠﻤﻭﺍﻗـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺤﻴـﺙ ﺍﻨـﺩﻓﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ،‬ ‫ﺒﺈﺫﻜﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻤﻌﻪ ﻋﺒﺭ ﺃﺸﻜﺎل ﺸﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭﻫﺎ ﺴﻠﺴـﻠﺔ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﻭﻨﻘﻭل ﺃﺨﻁﺭﻫﺎ، ﺒﺴﺒﺏ ﻤـﺎ‬ ‫ﺘﺤﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﻤﻼﻤﺢ ﻟﺩﻭﺭ ﺘﺭﻜﻲ ﻻ ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻓﻘﻁ – ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓـﻲ‬ ‫ﻨﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭ – ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ، ﺒـل ﻭﺃﻴ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬
‫ﻋﻠﻰ "ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻭﻏﺔ". ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺼـﻴﻐﺘﻴﻥ ﻜﺒﻴـﺭ،‬ ‫ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻨﻤﺎ ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻀﻤﻥ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒـﺎﺭﺩﺓ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ، ﻭﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﺒﻌـﺽ‬ ‫ﺭﺫﺍﺫﻩ ﻗﺩ ﻁﺎل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﺘﻴـﺎﺭﻩ ﺍﻟﻘـﻭﻤﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺨﺴ ـﻤﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴ ـﺘﻴﻨﻴﺎﺕ، ﺒﻁﺭﻴﻘ ـﺔ ﻏﻴ ـﺭ ﻤﺒﺎﺸ ـﺭﺓ ﺃﻭﻻ،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﻤﻀﺒﻭﻁﺔ ﺒﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺸﺒﻪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺜﺎﻨ ‪‬ﺎ، ﻭﻫﻲ ﺃﻤﻭﺭ ﺨﻔﻔﺕ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤﻥ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭﻫﺎ‬ ‫ﺴﻭﻯ ﺒﻜﻭﻨﻬﺎ ﺍﻤﺘﺩﺍ ‪‬ﺍ ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ـﺎ ﻟﻠﺘﺼـﻭﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜـﻲ "ﺭﺍﻋـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ" ﻋـﻥ ﺍﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻷﻭﺤﺩ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﺒﻨﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ‬ ‫ﻻ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ، ﺇﻨﻤﺎ ﺘﺠﺴﺩ ﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻘـﻭﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻁﺭﻑ ﻫﻭ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻌﺒﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻷﻭﺤﺩ، ﻭﺘﻠﺒﻴﺔ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ. ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ، ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﺍﻟﻁـﺭﻑ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻱ ﻟﻪ، ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻷﻗل ﺼﺩﺍﻗﺔ ﺃﻭ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺘﻠﺒﻴﺔ ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ، ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻬﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻁﺭﺍ ﹰﺎ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻋـﺩﺓ ﺘﺼـﺒﺢ ﺇﻤـﺎ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ، ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻫﺩﺍ ﹰﺎ ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻼﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ،‬ ‫ﻓ‬
‫ﻟﻴﺱ ﻟﻌﺩﺍﺌﻬﺎ ﻟﻼﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﻤﺜ ﹰ، ﺃﻭ ﻟﺘﻤﺭﺩﻫﺎ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻨﻭ ‪‬ﺎ ﻤﺎ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺤﻭل ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺘﻨﺒﻊ ﺃﺴﺎ ‪‬ﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﺼﺏ ﻓﻴﻬﺎ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗـﺔ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭﻫﺎ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ، ﺒﺘﺨﺭﻴﺏ ﺘﻔﺎﺼﻴل ﺍﻹﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺒﻁ ﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺩﺍﺨـل‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻨﻔﺴﻪ ﺘﻡ ﺤﺼﺎﺭ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ "ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ" ﻭﺘﻔﻜﻴﻜﻪ‬ ‫ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺍ ﺤﺎﻜﻤﺎ ﻤﻬﻴﻤ ﹰﺎ – ﻭﺇﻥ ﻟﻡ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻴﻜﻥ ﻭﺤﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻨﻔﺭ ‪‬ﺍ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ – ﻤﻊ ﺭﺤﻴل "ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ" ﻭﺘﺠﻤﻴﺩ ﻨﺸﺎﻁ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺯﻋﻴﻤﻪ ﻭﺃﺭﻜﺎﻨﻪ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ، ﻭﺘﺭﺍﺠﻊ ﻭﺭﻴﺜﻪ "ﺍﻟﻔﻀـﻴﻠﺔ"، ﻭﺇﺫﻜـﺎﺀ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺒﺎﻟﺤﺭﺏ. ﻏﻴـﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺒﻨﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ –‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ – ﻻ ﺘﻌﺩﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﻤﺭﺤﻠﻴﺔ‬ ‫ﻻ ﺘﺼﻤﺩ ﻷﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﺤﻭﻻ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ، ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻟﻠﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻗﺩ ﺴﻘﻁ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺴﻘﻁ ﻭﻟﻥ ﺘﺴﻘﻁ ﺒل ﺴـﺘﺯﺩﺍﺩ ﻗـﻭﺓ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ‬
‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ. ﻭﻴﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ ﺍﻨﺘﺼﺎ ‪‬ﺍ ﺤﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻟﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻻ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻷﻴﻬﻤﺎ؛ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺨﻀﻊ‬ ‫ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺸﻜﻴل ﺜﻘﺎﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴـﺩ، ﻭﺍﻷﻏﻠـﺏ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻨﺘﺼﺭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ‬ ‫ﺒﻠﻭﻍ ﺠﺩل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺼﻴﻐﺔ ﺃﻗﺭﺏ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻴﻜﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟ ‪‬ﺎ – ﺃﻱ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ –‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻨﺨﺒﺔ ﺃﻭﺴﻊ ﺒﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﺴﻭﻑ ﺘﻤﻴل ﻷﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﺘﻌﺒﻴـ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺜﻘﺎﻓ ‪‬ﺎ ﻋﺎ ‪‬ﺎ ﻤﻌﻠ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺠﺯ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻴ ﻤ‬ ‫ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺠﺯﺀ ﺁﺨﺭ ﻨﻘﻴﺽ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﺘﻐﻴـﺭ‬ ‫ﻤﺴﻤﺎﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﺴـﻤﻴﺎﺕ ﺃﺨـﺭﻯ ﺘﺤـﺩﺩ ﻋﻨﺎﺼـﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻤﻊ ﺒﻘـﺎﺀ ﻤﻀـﻤﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﻟﻲ، ﻭﺭﺅﺍﻫﺎ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ‬ ‫ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺃﻓﻀل، ﻭﺘﻨﺎﻡ ﻤﺴﺘﻤﺭ، ﻓﻲ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻭﺤﺘﻰ ﻴﺤﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺴﻭﻑ ﺘﻅل ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺘﺭﺩﺩ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻴﻥ.‬ ‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل: ﺇﻥ ﺜﻤﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺜﻼﺜﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺅﺜﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺠﺭﻯ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻨﻌﻁﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤـل ﻨﺤـﻭ ﺍﻟﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ؛ ﺃﺤﺩﻫﺎ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻤﻨﻁﻕ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺘﻜﻭﻴﻨﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀﻊ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﻻ ﻴﻐﺭﻴـﻪ ﺘـﺭﺍﻜﻡ‬ ‫ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺒﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ، ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭﺩ ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ – ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ،‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ، ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺠﻴﺭﺍﻨﻬـﺎ ﻟﻠﻭﺼـﻭل ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺘﻭﺍﻓﻘﺎﺕ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺒﺸـﺭ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ؛‬ ‫ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺒﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠـﺔ ﻵﻟﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺤﺼـﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻻﺨﺘﺭﺍﻕ ﻭﺍﻻﺴﺘﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻠﻕ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﺴـﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻘـﻭﺓ‬ ‫ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ، ﻭﺘﻁﺭﺤﻬﺎ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻷﻨﻬـﺎ ﻻ ﺘﻤﻠـﻙ ﺴـﻭﺍﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺴﻴﺘﺩﻋﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﻌﻁﺎﻑ ﻨﺤﻭ ﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﺒﺎﻜﺘﻤﺎل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﺩﻴﻬﺎ‬ ‫ﺭﻏﺒﺔ ﻋﺎﺭﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺴﺄﻟﺔ "ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ﻭﻫـﻲ ﺃﺸـﺒﻪ‬ ‫ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺩﻴﻬﺎ، ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺍﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻬﺭﻭﻟﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺸﺭﻕ‬ ‫ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ، ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤـﻊ ﺘﻌﺜـﺭ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﺒﺤﺙ ﺩﺍﺌﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺴـﻠﺒﻲ،‬ ‫ﻋﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻪ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﻘﻴﻘﺔ‬
‫ﺃﻨﻪ "ﻜﺘﻠﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ". ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﺴـﻭﻴﺔ ﻭﻤـﺎ‬ ‫ﻴﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﺭﺘﻴﺒﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺃﻤﻨﻴﺔ ﻭﺃﺠﻭﺍﺀ ﺩﺍﻓﺌـﺔ ﻴﺴـﺎﻋﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺒﺩﻴل ﺴﻠﻤﻲ ﻟﻤﺎ ﺘﺼﻭﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ ﺘﺤﻘﻴﻘـﻪ‬ ‫ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ، ﻤﻤﺎ ﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﻜﺜﻴﺭ ﻤـﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻴﻘﻭﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﺴـﻥ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻬﺩﻑ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻟﻠﺭﻓﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.‬ ‫ﻭﻴﺘﺤﻘﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﻌﻁﺎﻑ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﺎﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﺘﺘﻡ ﺒﻪ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ، ﻭﻫﻭ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺍﺭﺘﻜﺎ ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﻤﻌﻘﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﻴﺒﻠﻭﺭ ﻨﻭ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﺩ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﻭﺠﻬـﺔ ﺍ ﻟﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ "ﻜﺘﻠﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ" ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﺜل ﺭﺍﺩ ‪‬ﺎ ﻤﻬ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻋ ﻤ‬ ‫ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﻗﻭﺍﻤﻬﺎ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﻟﺘﺸﻜﻴل ﺘﺤﺎﻟﻑ ﻋﺭﺒﻲ ﻀﺩﻫﺎ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻗﺩ ﻴﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻨﻭ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ – ﺤﺎل ﻨﺠﺎﺤﻪ – ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺃﻤـﺭﻴﻥ‬ ‫ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ، ﺍﻷﻭل: ﻫﻭ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒـﻴﻥ ﺴـﻭﺭﻴﺎ‬ ‫ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺘﺄﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﻘﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺤـل ﻜـل‬
‫ﻤﺸﻜﻼﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ‬ ‫ﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠ ‪‬ﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴـﻴﻁﺭﺓ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺍﺒﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻴﻌﻔﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺘـﺩﺨﻠﻬﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺸﻤﺎﻟﻪ ﻭﺍﻋﺘﺩﺍﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺩﺘﻪ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴـﻪ ﻓـﺈﻥ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻴﻤﺜل ﻋﻤﻠ ‪‬ﺎ ﻭﺭﻤﺯ ‪‬ﺎ ﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻘـﻭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﺤﻴﻴﺩﻫﺎ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀـﻰ‬ ‫ﺴﻭﻑ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻋﺘـﺩﺍل‬ ‫ﺩﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫ﻭﺒﺎﷲ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ.‬ ‫ﺼﻼﺡ ﺴﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ١٢ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٩٩٩١ﻡ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫"‪ "‬‬ ‫ﺜﻤﺔ ﻤﺩﺭﺴﺘﺎﻥ ﻤﺘﻘﺎﺒﻠﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜـﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﺤـﻭل‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ: ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ "ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ" ﻭﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘل ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺘـﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺠﺴﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ؛‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ – ﺤﺴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ – ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺤﻴـﺎﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ "ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ" ﻓـﻲ ﺍﻷﻴـﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﺃﻭ "ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ" ﻓﻲ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ، ﻓﻬـﻭ ﻭﺍﻗـﻊ‬ ‫ﻤﻐﺘﺭﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﺇﻤﺎ ﺒﺨﺭﻭﺠﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺴﻨﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ، ﻭﺇﻤﺎ ﺒﻭﻗﻭﻋﻪ ﻓﻲ ﺇﺴﺎﺭ ﺍﻟـﻭﻋﻲ ﺍﻟﺯﺍﺌـﻑ،‬ ‫ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﻟﻠﻨﻤﻭﺫﺝ "ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ" ﺩﺍﺌﻤﺎ، ﻭﺃﺒ ‪‬ﺍ.‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻫـﻲ "ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓـﺔ"،‬ ‫ﻓﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ،‬ ‫ﺘﻨﺒﺕ ﻭﺘﺘﺤﺭﻙ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ "ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺓ" ﺩﻭ ‪‬ﺎ ﻭﺃﺒ ‪‬ﺍ، ﻭﻟﺫﺍ‬ ‫ﻤ ﺩ‬
‫ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ – ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻌﺩﻭ – ﺤﺴﺏ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴـﺔ – ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻀـﻤﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﺠﺩﺍ ﹰﺎ ﻤﺘﻔﺭ ‪‬ﺍ، ﻭﻟـﻴﺱ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺴﻴﺎﺴﻲ – ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺃﻥ ﺘﺘﻜﻴﻑ ﺩﺍﺌ ‪‬ﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﻨﻌﺘﺭﻑ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺘﻐـﺫﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﻤـﻭﺯ، ﻭﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﺴـﺎﻓﺔ ﻤـﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺘﻐﻰ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺘﺤﺭﻙ؛ ﺇﺫ ﺒﺩﻭﻥ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ "ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ" ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ، ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ، ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻨﺴﻕ ﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻲ ﻤﻐﻠﻕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻴﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﺭﺍﻍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻤﻨﺒـﺕ ﺍﻟﺼـﻠﺔ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺎﺭﺴﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ – ﻀﺩ ﻤﻘﺼﺩﻫﺎ – ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻨـﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺭﺩﻱﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺤﻘﻕ ﻟﻺﻨﺴـﺎﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﺘﻭﺍﺯﻨـﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴـﻲ/‬ ‫ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ، ﻭﻻ ﻴﺤﻘﻕ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﺍﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ.‬
‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓـﺈﻥ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ، ﻭﺤﺭﻜـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺩﺤﺽ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻲ، ﻭﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﻼ ﺠﺫﻭﺭ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻅﺭ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﺔ ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ،‬ ‫ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼـﺭﺓ ﻤﺜـل‬ ‫ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺒل ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺘﻜﺸﻑ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺩﺍﺨل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ. ﻓﻘﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺭﺃﺴـﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﻜﺘﻴﺎﺭ ﻓﻜﺭﻱ، ﻜﻤﺎ ﻗﺎﻤـﺕ ﺍﻟﺸـﻴﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻜﻨﻅﺎﻡ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻜﺄﻓﻜﺎﺭ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺘﺄﺴﺴﺕ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻜﻨﺯﻋﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘـﻭﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻨﺱ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ، ﺒـل‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻜـ ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﺘﺭﺍ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺃﺤﻼﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺭﻭﺴﻴﺎ ﻭﺃﻭﺭﺒﺎ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ)١(.‬
‫ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺒﺭﺯ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼـﻭﻯ ﻟﻤﻔﻬـﻭﻡ "ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌ ﹶﻰ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﺯﻫﺎ ﺍﻷﻭﻀـﺎﻉ‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ ﻭﺃﻨﻤـﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ)٢(، ﺒﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺒﺎﻟﻎ ﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻷﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﺤﻴـﺙ ﻴﺒﻘـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻤ ‪‬ﺍ ﺠﻭﻫﺭ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤـل ﺒـﻴﻥ ﺒ ﹶـﻰ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺒﺘﻐﻰ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﻴﻤﻜـﻥ‬ ‫ﺘﺄﺴﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺴ ‪‬ﻰ "ﺒﺎﻹﻟﻬﺎﻡ" ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻟﻠﻭﺍﻗـﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫‪ ‬ﻤ‬ ‫"ﺒﺎﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ" ﻜﻤﺩﺭﺴﺔ ﺘﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴـﺔ "ﺍﻟﺭﻤﺯﻴـﺔ"‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓـﺔ ﻭ"ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓـﺔ"‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﻜﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘـﻭل‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ "ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ"، ﻫﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺼﺤﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻜﺠﻭﻫﺭ ﻤﺘﺠﺩﺩ ﻜﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼـﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻜﻤﻁﻠﺏ ﻤﺘﻐﻴﺭ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ؛ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺘﻌـﺩ‬ ‫ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﻤﺭﺠﻌ ‪‬ﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟـﻪ ﺍﻟﺘﻌـﺭﻑ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺤـﻴﻁ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬
‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺭﺅﻴﺘﻪ. ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺘﻠـﻙ‬ ‫ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﻁﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ "ﺫﺍﺕ" ﻗﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻌﺯﻴﺯﻫﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﻤﻥ ﺘﺩﺭﻙ ﺃﻨﻬﻡ "ﺁﺨﺭﻭﻥ" ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁـﺎﺭ ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺎﺕ ﻻ ﺘﺸﻜل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ، ﻭﺇﻨﻤـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﺒﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﻤﻀـﻤﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﻲ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺎﻟﺠﺩل ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠـﻪ ﺍﻟﻘـﻭﻤﻴﻴﻥ‬ ‫ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻤﺠﺭﺩ ﺼﺭﺍﻋﺎﺕ، ﻭﻤﻭﺍﺯﻴﻥ ﻗـﻭﻯ ﻤﺤـﺩﺩﺓ ﺴـﻠ ﹰﺎ ﺃﻓﺭﺯﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻔﻭﻀﻭﻱ ﺍﻟﻤﺯﻋـﻭﻡ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺘﻬﻴﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ، ﺒل ﺘﺭﺘﺒﻁ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻜﺫﻟﻙ، ﻭﺒﺼﻔﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﺒﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ.‬ ‫ﻓﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﺴـﺘﺤﺩﺙ ﻭﻁـﻭﺭ‬ ‫ﺍﺠﺘﻤﺎﻋ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺼﺎﻏﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻴﻁﺭ ﻨﺨﺒﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓـﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬـﺎ‬
‫ﺒﺎﻷﻋﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟـﻭﻫﻤﻴﻴﻥ)٣(، ﻜﻤـﺎ ﻴﺠـﺎﺩل ﺍﻟﻤﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﻜﺎﺭل ﺸﻤﻴﺩﺕ ﺒﺄﻨﻪ "ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻭﺠﻭﺩﻴﻥ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﺤﺘﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ، ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺃﻥ‬ ‫ﻴﺤﺩﺩﻭﺍ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭ)٤(".‬ ‫ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﻫﻭﻴﺘﻬﺎ ﻤﺤل ﺠﺩل ﻤﺭﻴـﺭ‬ ‫ﻭﺘﺄﻭﻴﻼﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ، ﺒل ﻭﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ‬ ‫ﻫﻭ ﺤﺎﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﺘﺄﻭﻴﻼﺕ ﻫﻭﻴﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻏﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴـﺎﺱ ﻜﻤـﺎ ﺘـﺩﻋﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺘﺠﺴﻴ ‪‬ﺍ ﻟﻠﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﻭﻨﺯﻭ ‪‬ﺎ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻤﺎ ﺘﺘﺼﻭﺭﻩ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﻗﻁﻴﻌﺔ ﻤﺎ ﺘﺘﺼﻭﺭﻩ‬ ‫ﻤﻴﺭﺍ ﹰﺎ ﻋﺜﻤﺎﻨ ‪‬ﺎ ﺘﻘﻠﻴـﺩ ‪‬ﺎ ﺃﻭﺭﺜﻬـﺎ ﺍﻟﻀـﻌﻑ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﻤ ‪‬ـﺎ،‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﺘﺅﻜﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺴﺩﺓ "ﻟﻠﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ" ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻋﺩﺓ ﺜﻨﺎﺌﻴﺎﺕ، ﺘﺒﺩﻭ ﺃﻁﺭﺍﻓﻬﺎ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴـﺔ‬ ‫)ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻭﺍل ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ، ﻭﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁـﻭﺭﻱ ﻭﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ، ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﻀﻴﻕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ(، ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻬﺎ‬ ‫ﻨﺯﻋﺔ ﺠﺩﻟﻴﺔ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﻭﻓﻴﻘﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺸـﻜﻠﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺼـﺎﻏﺕ ﺍﻟﻘـﺭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻌﻅﻤﻪ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﻤﻭﺍﺯ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺠﺩل ﺜﻤﺔ ﺠﺩل ﺁﺨـﺭ ﻴﺜـﻭﺭ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻨﻴﻨﺎ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ، ﺤﻭل ﺘﻭﺠﻬـﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭﻫل ﻫﻲ ﺃﻁﻠﺴﻴﺔ ﺃﻭﺭﺒﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴـﻪ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ‬ ‫ﺼﺩﺍﻗﺔ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌـﺭﺏ؟ ﺃﻡ‬ ‫ﺃﻨﻬﺎ ﺸﺭﻗﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺘﻁﻠﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺼـﺩﺍﻗﺔ ﻤﻨﻁﻘﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﺭﺏ ﻭﺤﺫ ‪‬ﺍ ﻓﻁﺭ ‪‬ﺎ ﺘﺠﺎﻩ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل؟ ﻭﻫﻨـﺎ ﺘﻘـﺩﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺼﻴﻐﺔ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﺘﻘﺘﺭﺏ ﺒﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺃﻭ ﺘﻘﺭﺏ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻨﻬﺎ، ﺩﻭﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻅﻬﺭﻫﺎ ﻟﻠﻐﺭﺏ.‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫ﺘﺤﺕ ﻭﻁﺄﺓ ﺇﺤﺒﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻗ ‪‬ﻤﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻓﻲ ﺨﻀـﻡ ﺤـﺭﺏ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴـﺭ‬ ‫ﹶﺯ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺤﺘﻰ ﻋـﺎﻡ ٢٢٩١ﻡ، ﺒـﺩﺃﺕ ﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺔ ﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ ﻤـﻥ ﻗﺒـل ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺭﺴﻤ ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭﺭﺒﻴﺎﻥ، ﻭﺍﺴـﺘﻌﻤﻠﺕ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺎﺘﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﻫﻭﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﻫﻭﻴـﺔ‬
‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ، ﺴﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠـﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺠﻌﻠﻪ ﻴﺘﻤﺎﺸﻰ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺼـﻭﺭﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﺴﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴـﺔ ﺒﻤﺒﺎﺩﺌﻬـﺎ ﺍﻟﺴـﺘﺔ‬ ‫ﻭﻫﻲ: ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ "ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ"، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ، ﻭﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ، ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤـﺯﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤـﺩ.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺇﺫﻜﺎﺀ ﻟﻠﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨـﺎﺩﻯ ﺒﻬـﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺭﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴـﺔ "ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭل"‬ ‫ﻤﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺭﺍﺽ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺩﻴﺎﺭ ﺒﻜـﺭ، ﻭﺒـﻼﺩ‬ ‫ﻤﺭﻋﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺘﻴﻥ، ﻭﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ)٥(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺒﺩﺃ ﻤﺸـﺭﻭﻉ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ ﻟﺘﺠـﺫﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺒﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻁﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﻋﺎﻡ ١٢٩١، ﺜﻡ‬ ‫ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ٩٢ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٣٢٩١ﻡ، ﺜﻡ ﺠـﺎﺀ ﺇﻟﻐـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ ٣ ﻤﺎﺭﺱ ﻋﺎﻡ ٤٢٩١ﻡ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺨﻁﻭﺓ ﺤﺎﺴﻤﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ؛ ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻫﻭ "ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ"، ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ‬ ‫ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻫﻭ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻤﺎ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻷﻤﺭ ﺇﺒﺎﻥ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ "٩٣٨١ – ٨٠٩١ﻡ(، ﺒل ﺼـﺎﺭ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﺘﺒﺎﻉ ﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠـﻲ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﻭﻗﺩ ﺃﻋﻘﺒﺕ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺼـﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ٩٢٤‬
‫ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ٣ ﻤﺎﺭﺱ ٤٢٩١ﻡ ﺃﻥ ﺃﺼـﺒﺤﺕ ﻜـل ﺍﻟﻤﺴـﺎﺌل‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺘﺨﻀﻊ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺘﺒـﻊ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ﺭﺌـﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ، ﻭﻴﺨﺘﺎﺭ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻤﺩﻴﺭ ﻫـﺫﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻴﻌﻴﻨـﻪ‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ، ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺃﺼـﺒﺢ ﺭﺠـﺎل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻤـﻭﻅﻔﻴﻥ‬ ‫ﺘﺨﺘﺎﺭﻫﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺘﻌﻴﻨﻬﻡ ﻭﺘﻤﻨﺤﻬﻡ ﺭﻭﺍﺘـﺒﻬﻡ، ﻜﻤـﺎ ﺨﻀـﻌﺕ‬ ‫ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، ﻭﺃﻏﻠﻘﺕ ﺍﻟﻤـﺩﺍﺭﺱ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٤٢٩١ﻡ، ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻫﻭ ﺍﻟـﺫﻱ ﺸـﻬﺩ‬ ‫ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ، ﻭﺘﺒﻌﺕ ﺫﻟﻙ ﺇﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﺘﺨـﺎﺫ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ ﻏﻁﺎﺀ ﻟﻠﺭﺃﺱ ﻓﻲ ٥٢ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٥٢٩١ﻡ، ﻭﺤل ﺍﻟﻁـﺭﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻓﻲ ٠٣ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٥٢٩١ﻡ، ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٦٢٩١ﻡ، ﻭﻭﻀﻊ ﻗﺎﻨﻭﻥ‬ ‫ﺠﺯﺍﺌﻲ ﻤﺴﺘﻠﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺴﻭﻴﺴﺭﻱ ﻓﻲ ٤ ﺃﻜﺘـﻭﺒﺭ‬ ‫٦٢٩١ﻡ، ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺩﻴﻥ ﺭﺴﻤﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻓـﻲ ٠١‬ ‫ﺇﺒﺭﻴل ﻋﺎﻡ ٨٢٩١ﻡ، ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻷﺒﺠﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٨٢٩١ﻡ، ﻭﺭﻓـﻊ‬ ‫ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ٣ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ 2391ﻡ)٦(.‬
‫ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻗﺘﺼﺭ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٥٢٩١ﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻓﻘﻁ، ﻭﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤـﺔ‬ ‫ﺒﺸﻜل ﻤﺘﻌﻤﺩ، ﺤﻴﺙ ﻗ ‪‬ﻤﺕ ﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺭﻜﺯﺓ ﺤـﻭل‬ ‫ﹶﺩ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺏ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺨﺭ ‪‬ﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻜﻤﺎ ﻗﺩﻤﺕ ﺤﻠﻭﻻ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺴﻬﻠﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺴﺭﻴﻌﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻜل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻗﺩ ﺍﻫﺘﻤﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴـﺘﻠﻬﺎﻡ ﻤﻴـﺭﺍﺙ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺴﻭﻤﺭﻴﻴﻥ ﻋﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻠﻬﺎﻡ ﺍﻟﺠـﺫﻭﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻟﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ. ﻭﺒﻌـﺩ ﺴـﻨﺔ ٥٢٩١ﻡ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺎﺌﺩﺓ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻨﺼﻬﺭﺕ ﺭﺴﻤ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﻗـﺩ ﺃﻋـﺎﺩ ﻤﺅﺭﺨـﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺠﺭﻯ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ‬ ‫ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻔﻥ ﻟﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻁﻊ ﻤﻊ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻭﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ. ﻓﻤـﺜﻼ ﺍﺴـﺘﺨﺩﻤﺕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺒﺸﻜل ﻤﻠﻤﻭﺱ، ﻭﻗﺩ ﻋﺒﺭﺕ ﺒﻨﺎﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻭﺒﻨﺎﻴﺎﺕ ﻜﺒﺭﻯ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺤﻴﺜﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ)٧(.‬ ‫ﻭﻜﺎﻤﺘﺩﺍﺩ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺩﺍﺨل،‬ ‫ﻨﻅﺭﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﻓﻀـﺎﺌﻪ ﺍﻷﻁﻠﺴـﻲ ﺜـﻡ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺫﺍﺕ، ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺭﺅﻴـﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻟﻼﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻗﺩ ﺯﺍﺩ ﻤﻥ ﺤﻤـﺎﺱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ ﻷﻥ ﺘﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺒﻼﺩﻫﺎ ﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻭﺴ ‪‬ل ﺍﻨﺩﻤﺎﺠﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓـﻲ ﺤﻠـﻑ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺸﻤﺎل ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ )ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ(. ﻭﻗﺩ ﺸﻜل ﺩﻭﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺩﺍﺨـل ﺍﻟﻨـﺎﺘﻭ‬ ‫ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻨﻅﺭﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﺴﻊ، ﻜﻤﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻋﻀﻭﻴﺔ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻤﻨﺫ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﻴـﺎﺕ ﻤﻨﺤـﺕ‬ ‫ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻜﻲ ﺘﻌﻴـﺩ ﻫﻴﻜﻠـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺘﻤﺕ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸـﻌﻭﺭ‬ ‫ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻟﺴﻭﻕ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺃﺼـﺒﺢ ﺍﻻﻨـﺩﻤﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﺃﺤـﺩ ﺍﻷﻫـﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴـﺔ‬ ‫ﻟﻸﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺩ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﻭﺭﺒﺔ‬
‫ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻼﺩﻫﺎ ﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴـﻕ ﻫـﺩﻑ ﺍﻷﻭﺭﺒـﺔ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻭﺍﻟﺫﺍﺘﻲ)٨(.‬ ‫ﻭﻤﻊ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺼـﻠﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺒﺩﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ "ﺁﺨﺭ"، ﻓﻘﺩ ﻋ ‪‬ﻓﺕ ﺃﻭﺭﺒـﺎ ﻨﻔﺴـﻬﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﺒﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺒﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻔـﻲ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻏﻴﺎﺏ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻭﺘﻌﻁـﻲ ﺃﻭﺭﺒـﺎ‬ ‫ﺇﺤﺴﺎ ‪‬ﺎ ﺒﺎﻟﺘﻤﺎﺴﻙ، ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻴﻥ ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﺃﻗـل، ﻻ ﻓﻘـﻁ‬ ‫ﺒﺄﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻴﺤﻲ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﺃﻭﺭﺒـﻲ)٩(، ﻭﺒﺼـﻔﺔ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻋﺎﻤﺔ ﻅل ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻭﻥ ﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﻡ "ﺍﻵﺨﺭ"‬ ‫ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨ ‪‬ﺎ ﻭﺜﻘﺎﻓ ‪‬ﺎ ﻟﻌﻬﻭﺩ ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻠﻡ ﻴﻘﻊ ﺇﺩﻤـﺎﺝ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ؛ ﻷﻨﻪ ﻅل ﻨﻘﻴ ‪‬ﺎ ﺃﺴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻓـﻲ ﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟـﺫﺍﺕ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ. ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﺘﻌﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ‬ ‫ﻫﻴﻜﻠ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺃﻭﺭﺒﺎ، ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺃﻥ ﺘﺩﺠﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻓ ﹰـﺎ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤـﺎ ﺃﻭﺼـﻰ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻭﻥ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻭﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺃﺠـل‬ ‫ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺘﻭﺍﺼل ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺇﻟـﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ، ﺒﻤﻌﻨﻰ "ﺍﻟﺘﺒﺭﺅ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺘﺤﺩﻴـ ‪‬ﺍ" ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻴﻭﻤﻨﺎ ﻫـﺫﺍ)٠١(، ﺤﺘـﻰ ﻜـﺎﻥ ﻋـﺎﻡ ٧٩٩١ﻡ ﺤﻴﻨﻤـﺎ ﺃﻋﻠـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ "ﺃﻥ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺒﺼﺩﺩ ﺒﻨﺎﺀ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘﺭﻜﻴـﺎ")١١(. ﻟﻘـﺩ‬ ‫ﺴﻌﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺴﺭﻴﻊ ﻟﻠﺤﺩﺍﺜـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺒﺘﺤﺭﻴﺭ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﺎﻨـﺩﻓﻌﺕ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺼﺎﺭﻡ ﺃﺜﺎﺭ ﻓﺠﻭﺓ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ، ﻭﻫﻲ ﻓﺠﻭﺓ ﺘﻭﺍﻟﻲ ﺍﺘﺴﺎﻋﻬﺎ ﺒﺎﻻﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻟﻺﺴﻼﻡ‬ ‫ﻤﻥ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ، ﺒل ﻭﺒﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨﺭ، ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﺴﺘﺤﺩﺍﺙ "ﺁﺨﺭ" ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻴﺤﺘل ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺸﻜﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ)٢١(.‬ ‫ﻭﻟﻔﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ، ﺃﺭﺴﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﺤﺩﺓ‬ ‫ﺴﺭﻤﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻤﺔ ﺘﺭﺴﺨﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺩﺴـﺘﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ. ﻓﺨﻼ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺤﻴـﺙ ﺘﻨﺸـﺊ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺍﻷﻤﺔ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ ﻭﺠﻴﺸﻬﺎ، ﻭﺤ ‪‬ﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻤـﺔ‬ ‫‪ ‬ﺩ‬ ‫ﻓﻲ ﻭﺤﺩﺓ ﻻ ﺘﻨﻔﺼﻡ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻫﻭ ﺼﺎﻨﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺼـﺎﻨﻌﺔ‬ ‫ﺍﻷﻤﺔ، ﻭﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﺵ ﺃﻱ: ﺘﺘﺭﻴﻙ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬
‫ﺍﻷﻤﺔ، ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺘﻬﻤﻴﺵ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ‪‬ﺎ، ﻜﻤﺎ ﺭﺒﻁـﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺘﻐﺭﻴﺒﻬﺎ ﻭﺇﺒﻌﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻥ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﻫﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺼﻑ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒـ "ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ" ﻗﺒـل‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﻬﻤـﻴﺵ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺔ –‬ ‫ﺍﻷﻤﺔ ﻭﺇﻗﺼﺎﺅﻫﺎ ﻋﻥ ﺤﻘل ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺘـﺎﺘﻭﺭﻜﻲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻱ ﺍﻻﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴ ‪‬ﺍﺠﻪ ﺩﺍﺌ ‪‬ﺎ ﺒﻌﻭﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺴـﺘﺒﻌﺩﻩ،‬ ‫ﻤ‬ ‫‪‬ﻭ‬ ‫ﺃﻱ "ﺍﻹﺴﻼﻡ"، ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ، ﻤـﻊ ﺘﺤـﻭل‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﺒﻌـﺩ‬ ‫ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ)٣١(.‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ، ﻅـل‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﺎﻀ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﻥ ﺘﻭﺍﺭﻯ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ. ﻓﻬـﻭ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺤﺎﻀﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ، ﻭﻫـﻭ ﺤﺎﻀـﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺘﻭﺍﺭﻯ ﻓﻘﻁ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻗﺘﻼﻋﻪ، ﻭﺇﻥ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﻗﻤﻌﻪ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩﻩ، ﺇﺫ ﺒﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ‬
‫ﻫﻭﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻗـﺩ‬ ‫ﻋﺒﺭﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺸﺘﻰ.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻤﻥ ٩١٩١ﻡ ﺇﻟـﻰ‬ ‫٢٢٩١ﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤـﺭﺏ‬ ‫ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ، ﺇﺫ ﺒﻘﻴﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻤﺘﻤﺴﻜﺔ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻭﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺅﺘﻤﺭﻱ ﺃﺭﺯﻭﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﻟﻴﻭ ٩١٩١ﻡ ﻭﺴﻴﻔﺎﺱ ﻓﻲ‬ ‫ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٩١٩١ﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻙ "ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻴﻜ ‪‬ﻨـﻭﻥ ﺃﻤـﺔ‬ ‫‪ ‬ﹶﻭ‬ ‫ﻭﺍﺤﺩﺓ" ﺃﻭ "ﻜل ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ". ﻭﺘﻜﺎﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ‬ ‫ﻻ ﺘﺫﻜﺭ "ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ"، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻜﻠﻤﺔ "ﻜﺭﺩﻱ" ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺠﺎﻨﺏ ﻜﻠﻤﺔ ﺘﺭﻜﻲ)٤١(، ﺒل ﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﺜﺒﺕ ﺤﻴﻭﻴﺘﻪ ﻭﺜﻭﺭﻴﺘـﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻭﻀـﺩ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﻴﻠﺘﻪ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻩ.‬ ‫ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺒﺩﺃﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻀﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻷﺠﻨﺒـﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﻭﺃﺼﺩﺭ ﺸﻴﺦ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﻓﻨﺩﻱ – ﺘﺤـﺕ‬ ‫ﻀﻐﻁ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻥ – ﻓﺘﻭﻯ ﻀﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ‬
‫ﺒﻬﺎ، ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺴﺘﺔ ﻭﺴﺒﻌﻭﻥ ﻤﻔﺘ ‪‬ﺎ ﻤﻊ ﺴﺘﺔ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﺎﻟ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺃﺤﺩ ﻋﺸﺭ ﻨﺎﺌ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﺒﺩﻴﻊ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺴـﻌﻴﺩ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴـﻲ‬ ‫ﺒ‬ ‫)ﺇﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺃﺤـﺩ ﺭﻤـﻭﺯ ﺍﻟﺼـﺤﻭﺓ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ( ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﻓﺘﺎﻭ ﻤﻀﺎﺩﺓ ﺃﻴﺩﻭﺍ ﻤـﻥ ﺨﻼﻟﻬـﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻭﺸﺠﻌﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎل ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻥ. ﻭﻻﺸﺘﻬﺎﺭ ﺒﺩﻴﻊ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ‬ ‫ﺒﻌﺩﺍﺌﻪ ﻟﻠﻤﺤﺘﻠﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺩﻋﺎﻩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ﻟﻼﻨﻀـﻤﺎﻡ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻤﺭﻜﺯ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﻨﻘﺭﺓ، ﻭﺒﻌﺩ ﺘﺭﺩﺩ ﻤﻨﻪ، ﻭﺘﻜﺭﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﺃﺭﺴل ﺒﻌﺽ ﻁﻼﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻘﺭﺓ،‬ ‫ﺜﻡ ﺫﻫﺏ ﻫﻭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺎﻡ ٢٢٩١ﻡ، ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓل ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺤﻁﺔ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﻟﻡ ﻴﺴﻌﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴﻲ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻﺤﻅ ﺒﺄﺴﻑ ﺒﺎﻟﻎ‬ ‫ﺃﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﻻ ﻴـﺅﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼـﻼﺓ، ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ ﺘﺼـﺭﻓﺎﺕ‬ ‫ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻭﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺘﻪ ﺒﺩﺕ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ، ﻭﻟﺫﺍ ﻗﺭﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﻁﺒﻊ ﺒﻴﺎ ﹰﺎ ﻓﻲ ٩١ ﻤﺎﺭﺱ ٣٢٩١ﻡ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻋﺸﺭﺓ ﺒﻨﻭﺩ ﻭﺠﻬﻬﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﻴﺫﻜﺭﻫﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻋﻨﺩﻫﺎ ﻓﻜـﺭ ﻤﺼـﻁﻔﻰ‬ ‫ﻜﻤﺎل ﻓﻲ ﺇﺒﻌﺎﺩﻩ ﻋﻥ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺃﻨـﻪ ﻴﺒـﺙ ﺍﻟﻔﺭﻗـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﻭﻑ)٥١(. ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺒﻌﺎﺩ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺫﺍﺘﻪ‬ ‫ﻟﻠﻤﻴﻭل ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ﻟﻸﺴﺱ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤـﻥ‬ ‫ﺘﺸﻜﻴل ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩﺓ.‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺘﺫﺒﺫﺒﻴﻥ - ﺒﺸﻜل ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ-‬ ‫ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺘﻬﻡ ﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺠﻭﻫﺭﻫـﺎ، ﻓﻴﺅﻜـﺩ ﻋﻠـﻲ‬ ‫ﺤﻴﺩﺭ، ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻤﻨﻅﺭﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ، "ﺃﻥ ﺍﻷﻟﺒـﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﻘﻭﻗﺎﺯﻴﻴﻥ ﻴﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻜﻠﻤـﻭﺍ ﺍﻟﻠﻐـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ‪‬ﺴﻤﺢ ﻟﻬﻡ ﺒـﺄﻥ ﻴﺴـﺘﻤﺭﻭﺍ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﻘﺎﻟﻴﺩﻫﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﺒـﺎﺱ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺴـﻜﻨﻭﺍ ﺠـﻭﺍﺭ‬ ‫ﺒﻌﻀﻬﻡ". ﻭﻴﺼﺭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ، ﻏﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺠﻌل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺃﺘﺭﺍ ﹰـﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺼﺎﺩﻗﻴﻥ، ﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺤﺘﺭﻤﻭﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ")٦١(،‬ ‫ﻓﻬﻭ – ﺃﻱ ﺤﻴﺩﺭ – ﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴـﺩ‬ ‫ﺒﺩﻴل ﻟﻪ ﻓﻲ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻜﺸـﻑ ﻋـﻥ ﺍﻟﻘـﺩﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﻘﺎﻭﻤـﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ، ﻭﻋﺠﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﻓﺭﺽ ﻤﻨﻁﻕ ﺫﺍﺘﻲ‬ ‫ﻤﺘﺴﻕ ﻤﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻤﻌﺎﺩ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺩﻭﻥ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻻﻀـﻁﺭﺍﺏ ﻓـﻲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ.‬
‫ﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻬﺠﺭﺓ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﺅﻜﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺭﺒﻁ ﺭﺒ ﹰﺎ‬ ‫ﻁ‬ ‫ﻭﺜﻴ ﹰﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ. ﻓﻤﺜﻼ ﻴـﻨﺹ ﺍﻟﻔﺼـل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻤﻥ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﻷﺼل ﻭﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﻴﻥ ﻫﻡ ﻭﺤﺩﻫﻡ ﻤﻥ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ".‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﺍﻷﻟﺒـﺎﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﻭﺴـﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘـﺭﺍﺱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻭﻤﺎﻜﺱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﻨﻐﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﺘﺭﺍ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﻴـﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﻜ‬ ‫"ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ"، ﻭﺴﻤﺤﺕ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻹﻗﺎﻤﺔ ﻤﺠﺩ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﺃﻤﺎ ﺃﺘﺭﺍﻙ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻤﻠﺩﻭﻓﻴﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ ﺘﺤﻭﻟﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻷﺭﺜﻭﺫﻜﺴﻴﺔ ﻓﻠﻡ‬ ‫ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﺍ ﺃﺘﺭﺍ ﹰﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻷﺼل ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ)٧١(.‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻻ ﻴﻌﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻋﺠﺯ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺘﺭﺩﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻓﺎﻟﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻱ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﻀـ ‪‬ﺎ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻟﺩﻴﻬﺎ. ﻟﻜﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺃﺩﻕ ﺇﻟﻰ ﺘﺠﺫﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓـﻲ ﻤﻘﺎﺒـل ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫"ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ/ ﺍﻟﺠﻴﺵ". ﻭﻟﻘﺩ ﻓﺭﻀﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻹﺸـﻜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻭﺴﻴﻠﺘﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺫﻟﻙ‬
‫ﻫﻲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﻓﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤـﻴﺵ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ، ﺒل ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻭﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺴـﺘﺒﻌﺎﺩ‬ ‫ﻴﻤﺜل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺸﺎﻗﺔ ﻭﺼﻌﺒﺔ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﺘﻬﺩﺩﻫﺎ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﻌﻭﺩﺓ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩﺘﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﻜل ﺍﻟﻠﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺕ ﻭﻜﺄﻨﻬﺎ ﻤﻬﻴﺄﺓ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺩﺓ.‬ ‫ﺤﺩﺙ ﻫﺫﺍ ﻤﺜﻼ ﻤﻊ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻋﺼﻤﺕ‬ ‫ﺇﻴﻨﻭﻨﻭ ﻋﺎﻡ ٥٤٩١ﻡ، ﻓﺒﻌﺩ ﺴﺒﻊ ﺴـﻨﻭﺍﺕ ﻓﻘـﻁ ﻤـﻥ ﺭﺤﻴـل‬ ‫ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤـﺎل ﺃﺘـﺎﺘﻭﺭﻙ ﻋـﺎﻡ ٣٨٩١ﻡ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻷﻨﺸـﻁﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻭﺍﻀﺢ ﻭﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﻭﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻭﻥ ﻴﺘﺤـﺩﺜﻭﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﺼﺤﻭﺓ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﺴﻤﺢ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻴﺭﺃﺴﻪ ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻤﻨﺩﺭﻴﺱ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﻤﻤﻨﻭ ‪‬ﺎ، ﻭﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ، ﻭﺒﺈﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﻓﺘﺢ ﻤﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﺍﺴـﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﻜﺴﺏ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﺠﻐﺭﺍﻓ ‪‬ﺎ ﻭﻁﺒﻘ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ)٨١(.‬ ‫ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٠٥٩١ﻡ ﻟﺘﺴﻔﺭ‬ ‫ﻋﻥ ﻓﻭﺯ ﺴﺎﺤﻕ ﻟﻠﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻭﻫﺯﻴﻤﺔ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸـﻌﺏ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ )ﺤﺯﺏ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ( ﻋﺎﻜﺴﺔ ﺒـﺫﻟﻙ ﺴـﺨﻁ ﺍﻟﺸـﻌﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺭﻀـﺕ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺒﺸـﻜل ﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁـﻲ ﻓـﻭﻗﻲ ﺃﺤﻴﺎ ﹰـﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺇﺭﻫﺎﺒﻲ ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﺃﺨﺭﻯ، ﻓﻴﻤﺎ ﻅل ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟـﻪ )ﺃﻱ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ( ﺘﻌﺒﻴ ‪‬ﺍ ﻋـﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ ﻭﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘـﺭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻤﺼﺩ ‪‬ﺍ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ. ﺇﻥ ﺍﻟ ﱠﺴـﱡﻁﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻭﺘـﺩﻫﻭﺭ‬ ‫ﺘ ﻠ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﺠﻌﻼ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺃﻤـﺭﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁ ‪‬ﺎ، ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﻤﻨـﺩﺭﻴﺱ ﺯﻋـﻴﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻗـﺩ ﺭﻓـﺽ ﻤـﺯﺍﻋﻡ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﻴﻥ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﺤﺭﺍﺱ ﺇﺼﻼﺤﺎﺕ ﺃﺘـﺎﺘﻭﺭﻙ ﻭﺍﻋﺘﺒـﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﻤﺒﺎﻟﻐﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺨﺎﻁﺭ "ﺍﻟﺭﺠﻌﻴﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ" ﺇﻨﻤـﺎ‬ ‫ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﻁﻭل ﻤﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻀﺭﻭﺭ ‪‬ﺎ")٩١(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺍ ﻤﻊ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﻤﺄﺯ ﹰﺎ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺒﻌﺽ‬ ‫ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ،‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻴﻨﻬﺽ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻤﺜل‬
‫ﺍﻨﻘﻼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺍﺠﻬـﻪ ﺍﻟﺠـﻴﺵ ﺒـﺎﻨﻘﻼﺏ‬ ‫ﻤﻀﺎﺩ ﻋﺎﻡ ٠٦٩١ﻡ ﺃﻨﻬﻰ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟـﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﺃﻨﻬﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﻤﻨﺩﺭﻴﺱ ﺒﺈﻋﺩﺍﻤﻪ ﻤﻊ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﻭﺯﺭﺍﺌﻪ.‬ ‫ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺠﺎﺀ ﺘﺄﻜﻴ ‪‬ﺍ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ، ﻗﻭﺍﻤﻬﺎ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺘﻨﺎﻤﻲ ﺤﻀﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺠﻬﺔ، ﻭﺘﻨﺎﻤﻲ ﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻁﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﻭﺒﻭﻀﻭﺡ ﺸـﺩﻴﺩ ﺇﺸـﻜﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻁﺎﻏﻲ ﻟﻠﺠﻴﺵ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺃﺒﺩﻯ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﻋ ‪‬ﺎ ﻭﺤﺭ ‪‬ﺎ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺒﺘﻘﻨﻴﻨﻪ ﺩﺴﺘﻭﺭ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﻭﻴﻥ "ﻤﺠﻠـﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ" ﻋﺎﻡ ٢٦٩١ﻡ ﺒﺭﺌﺎﺴﺔ ﺭﺌـﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺨﻼل ﻏﻴﺎﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ، ﻭﺒﻌﻀـﻭﻴﺔ‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘـﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺠﻭﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻨﺩﺭﻤﺔ، ﻭُﻋﻁﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ ﺘﻘـﺩﻴﻡ ﺍﻟﻨﺼـﺎﺌﺢ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ‬ ‫ﺩﺨل ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﻫﻴﻜﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﺄﺯﻕ،‬
‫ﻗﺎﻤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺒﺎﻨﻘﻼﺏ ﻤﺩﻴﻥ ﻋﺎﻡ ١٧٩١ﻡ، ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﺴﻴﻁﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﺍﻜﺘﻔﻭﺍ ﺒﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺨﻼل ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻜـﺭﺩﻱ،‬ ‫ﻭﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻻﻨﻘﻼﺏ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ٢١ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٠٨٩١ﻡ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﻜﻨﻌـﺎﻥ‬ ‫ﺇﻴﻔﺭﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺴﺘﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﻤﻬﺭﺠﺎﻥ "ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻘﺩﺱ" ﺍﻟﺫﻱ‬ ‫ﺃﻗﺎﻤﻪ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﺤﻀﻭﺭ ﻤﺎﺌﺔ ﺃﻟﻑ ﺸﺨﺹ ﺩﻋﻭﺍ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻫﺩﻡ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻘﺎﻀـﻪ،‬ ‫ﻭﺒﺫﺭﻴﻌﺔ ﻋﺠﺯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻴﻴﻥ ﻋـﻥ ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻭﺍﻨﺘﺸﺎل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺯﻤﺘـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﺼـﺎﻋﺩ ﺍﻟﺘﻁـﺭﻑ ﻓـﻲ ﺍﻟﺸـﺎﺭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ)٠٢(.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻤﻜﻨﺕ‬ ‫ﻤﻥ ﻓﺭﺽ ﺘﺼﻭﺭﺍﺘﻬﺎ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺴﻁ ﺍﻟﻌﺸـﺭﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ـﺎ‬ ‫ـﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨ ـﺎﺕ ٩٨٩١ﻡ ـﺘﺨﺩﻤﺔ ﺃﺩﻭﺍﺘﻬـ‬ ‫ﻤﺴـ‬ ‫ﻴـ‬ ‫ـﻰ ﻨﻬﺎﻴـ‬ ‫ﻭﺤﺘـ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺼـﻭﺭﺍﺕ ﻭ ‪‬ﺴـ ﱢﺭﺓ ﺍﻟﺠـﻴﺵ‬ ‫ﻤ ﺨ‬ ‫ﻟﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺍﻟﺘﺤـﺩﻴﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘـﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻬﺩﺕ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ – ﻅﻠﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌـﻭﺩﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺼﺤﻭﺓ ﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ، ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﺘﻔﺭﺽ ﻨﻔﺴـﻬﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻜﺨﻁﺎﺏ ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻜﺘﻔﻴﺔ‬ ‫ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﺒﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻤﻌﺘﺩﻟـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫:‬ ‫"א‬ ‫"א‬ ‫:א‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺯﺍﺓ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﻤﻜﻭﻨـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺒل ﻭﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨﺭ، ﻭﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺘل‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻷﺴﺒﺎﺏ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﺠﺭﻯ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻟﺘﺸـﻤل‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺤﻴﺙ ﺘﻤﻜﻨـﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﻓﺭﺽ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﻤـﻥ ﺜـﻡ‬ ‫ﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔﻀـﺎﺀ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒـﻲ‬ ‫ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﻓﻌ ﹰ، ﻭﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺃﻤ ﹰ، ﻜﺎﻤﺘﺩﺍﺩﻴﻥ ﺨـﺎﺭﺠﻴﻴﻥ ﻟﻠـﺫﺍﺕ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ. ﻭﺒﻼ ﺸﻙ ﺘﻐﻴﺭﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻁﻴﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻟﺴﺒﻌﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﺘﺠﺎﺫ ‪‬ﺎ ﻭﺘﻨـﺎﻓ ‪‬ﺍ،‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺘﺠﺎﻫل ﻭﻋﺩﺍﺀ ﻭﺘﻌﺎﻴﺵ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺠﺭﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﻌ‬
‫ﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻫﻭ "ﺁﺨﺭ" ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻤﺘـﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ‬ ‫ﻟﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺃﻱ ﺘﻐﻴﺭﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ﻓـﻲ ﻅـل ﺍﺴـﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﻓﻠﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺇﺫﻥ ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ‬ ‫ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻨﻔﻌﻴﺔ‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻜﺭﻴﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻤﺯﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺼﺩ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤـل‬ ‫ﻤﺘﻤﺎﻴﺯﺓ ﻓﻲ ﺘﻔﺼﻴﻼﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺼـﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺸﻐﻠﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ:‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻫﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫل ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻤﻨـﺫ‬ ‫ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻋـﺎﻡ ٣٢٩١ﻡ ﻭﺤﺘـﻰ ﻨﻬﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺘﻘﺭﻴ ‪‬ﺎ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﻜﺭ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻓﺒﻌﺩ ﻨﺤﻭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻗـﺭﻭﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺎﺯﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺩﺍﺨل ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓـﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒـﺎﺩل ﺒﺴـﺒﺏ ﻨﺸـﻭﺀ‬ ‫ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ، ﻭﻜﺭﺩ ﻓﻌل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻐـﺭﺏ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ‬
‫ﻭﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺤﺩﺙ ﺍﻓﺘﺭﺍ ﹰﺎ ﻤﺯﺩﻭ ‪‬ـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻪ ﻭﺠﻬﺘﺎﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﺎﻥ:‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺠـﺯ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺘﺭﺍﺙ ﻤﺘﺨﻠﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺠﺎﻭﺯﻩ "ﺜﻘﺎﻓ ‪‬ـﺎ" ﺇﺫﺍ ﻤـﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺘﺠـﺎﻭﺯ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻤﺩﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﺠﺎﻭﺯﻩ‬ ‫"ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ" ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﻪ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻗﺭﻭﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﺘﺭﻜﺔ ﺜﻘﻴﻠـﺔ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻭﺩﺍﻓﻌﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻌﻨﺎﺀ. ﻭﻟﻘﺩ ﻗﺎﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻠﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺭﻤﺯ ﻟﺤﻘﺒﺔ ﻀﻌﻑ ﻭﺘﻤﺯﻕ ﻁﺎﻟﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻭﺍﺴـﺘﻬﻠﻜﺕ‬ ‫ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻜﻠﻪ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﺒﺎﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﺴﻌﺎﻩ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﺤﺭﺭﻩ ﻭﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻪ ﻭﻭﺤﺩﺘﻪ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ. ﻭﻟﻘـﺩ‬ ‫ﺒﺩﺃﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﻠﻭﺭ ﻤﻊ ﺘﻨﺎﻤﻲ ﺍﻟﻨﺯﻋـﺔ ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﻋﺒﺭ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌل ﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ؛ ﻤﻥ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﺠﻤﺎل ﺒﺎﺸـﺎ ﻭﺃﻋﻀـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻨﻕ ﻓﻲ ﺩﻤﺸﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ. ﻭﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻤﺭ ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﻜل ﻋﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺕ‬ ‫ﺯﺍﺌﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ. ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ ﻋـﻥ ﺘﺨﻠـﻑ‬
‫ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﺌﻕ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺃﻤﺎﻡ‬ ‫ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻗﻭﺘﻬﻡ، ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻤ ‪‬ﺎ ﻗﺩ ﻭﻗﻌـﺎ ﻓـﻲ ﺇﺴـﺎﺭ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻌﻨﻴﻑ ﻓﺘﺭﺍﺠﻌﺎ ﺒﻘـﻭﺓ – ﻜﻤﻜـﻭﻨﻴﻥ ﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﻭﺤﺎﻤﻠﻴﻥ ﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺴﻼﻤﻲ – ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠـﺕ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ –‬ ‫ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.‬ ‫ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻻﺘﻬﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﻘﻀـﻴﺔ ﺍﻟﻌﺯﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺭﻀﺘﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻨﺫ‬ ‫ﺒﻭﺍﻜﻴﺭ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻻﺘﻬﺎﻤـﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﺭﻓﻀـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻭﻴﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ "ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ" ﻤﺅﻜ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺃﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ "ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺒﺩﺃﺕ ﻗﺒل ﺩﺨﻭل ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻴﻴﻥ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻴﺱ ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﻴـﺩ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ")١٢(، ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻬﺎﻤﺎﺕ، ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺤل ﻨﻅـﺭ ﻭﺒﺤﺎﺠـﺔ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ. ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﺍﻋﺘﺒـﺎ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ ﺜﻡ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻤﻠﻭﻜﻲ، ﻭﻫﻲ ﻋﺯﻟﺔ ﻅﻠـﺕ ﻤﻌﻬـﺎ ﻤـﻭﺍﺯﻴﻥ ﺍﻟﻘـﻭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻜﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﻘﻴـﺎﺩﺓ‬ ‫ﻤﺼﺭ ﻤﻥ ﺼﺩ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻭﻻﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺭ ﻭﺍﻟﻔﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻌﻭﺩ ﻭﺍﻟﻬﺒﻭﻁ، ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﻋﻠـﻰ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ "ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ/ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ" ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﺒﻨﺎﺌﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺜﺭﻭﺓ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻭﺍﻟﻘﺘـﺎل، ﺃﻭ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻨﺴﺎﻕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﺒﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﺇﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﺘﻌﻤﻘﺕ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸـﺭﻴﻥ‬ ‫ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺍﺨﺘل ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﺸﻜل ﺤﺎﺴﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﻋﻠـﻰ ﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺒﻨﺎﺌﻲ ﻫﻴﻜﻠﻲ ﺘﻜﻭﻴﻨﻲ، ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻤﻅﺎﻫﺭﻩ ﻓﻲ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘـﻭﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺭﻭﺓ، ﻭﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎل ﻭﻓـﻲ ﺃﻨﺴـﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠـﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺒل ﻭﺤﺘﻰ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴـﺔ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ، ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﻘﻀﺎﺽ ﺍﻟﺴـﺭﻴﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﻟﻠﻐﺭﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﺭﻏـﻡ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺙ ﺒﻼ ﺸﻙ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ‬ ‫ﻤﻊ ﻤﻁﺎﻟﻊ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘـﺭﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴـﺎﺩﺱ ﻋﺸـﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ: ﻫـل ﻜـﺎﻥ ﺒﻭﺴـﻊ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻭﺒﻌﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﻬﺠﻭﺍ ﻁﺭﻴ ﹰـﺎ ﺁﺨـﺭ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺃﻤ ‪‬ﺍ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒـﺩﻭﺭﺓ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺒل ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ،‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠـﺎﻤﻊ ﻟﻸﻤﺘـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ؟ ﻴﺘﻌﺫﺭ ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺴـﻴﺎﻕ‬ ‫ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻨﻔ ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﺇﺜﺒﺎ ﹰﺎ، ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﺄﻤﻠﻨﺎ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻤﻔـﺭﺩﺍﺕ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل: ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ‬ ‫ﺃﻭﺭﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻐـﺩﺍﺩ ﺜـﻡ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻀﻌﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻜـﻥ ﺍﻟﺘﺸـﻜل ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺒﺩﻭﻱ، ﺍﻟﺘﺴﻠﻁﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻭﻟﻤـﺎﺫﺍ‬ ‫ﻟﻡ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺤـﻭ ﻤﻠﻤـﻭﺱ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺒل ﻭﺩﺍﺨل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺨﻀﻌﺕ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ، ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻤﺎ‬ ‫ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺸﻬﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ، ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺸﻬﺩﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ؟‬ ‫ﺜﻡ ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺼﻌﻭﺩ ﻨﺠﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﺸﺎ ﻭﺼـﻴﺎﻏﺘﻪ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻨﻬﻀﻭﻱ ﻤﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﻭﻓـﻲ‬ ‫ﻅل ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺜﻡ ﺍﻨﺘﻜﺎﺴﺘﻪ ﻻﺤ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻅل ﺨﻠﻔﺎﺌﻪ ﻟﺩﻭﺍﻓﻊ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻻ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺒﺩﻭﺭ ﻋﺜﻤﺎﻨﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭ؟ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻻ ﺘﺒﺤﺙ‬ ‫‪‬‬
‫ﻋﻥ ﺇﺠﺎﺒﺎﺕ ﻗﺎﻁﻌﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻟﻺﻴﺤﺎﺀ ﺒﺄﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺤﺎﺠﺔ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻤل "ﻋﺭﺒﻲ ﻭﺘﺭﻜـﻲ ﻓـﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤـﺩ" ﻟﻠﻜﺘﺎﺒـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺭﺼﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺼﺩ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻋﻨﺩ ﻨﻘـﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﺤﻡ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺸﻬﺩﺕ ﺼـﻌﻭﺩ ﺃﻤـﻡ‬ ‫ﻭﻫﺒﻭﻁ ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﺔ ﺒﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ، ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ‬ ‫ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺁل ﺇﻟﻴﻪ ﺤﺎﻟﻨﺎ، ﻭﺤﺎﻟﻬﻡ ﻤ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ: ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﺴـﻤﻴﺘﻬﺎ ﺇﺠﻤـﺎﻻ ﺒﻤﺭﺤﻠـﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ، ﻭﻫﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﻤﻥ ﺒﺩﺍﻴـﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴـﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺤﺘـﻰ ﺒﺩﺍﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺘﻘﺭﻴ ‪‬ﺎ ﻭﺘﻤﻬﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺘﻤﺘﺩ ﻟﻨﺤـﻭ ﺨﻤـﺱ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻤﻥ ٥٤٩١ﻡ ﺇﻟﻰ ٠٥٩١ﻡ، ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺒـﺩﺃﺕ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺼـﻭﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﺒﻬﻭﻴﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺼﺎﻏﺘﻬﺎ ﻗﺒل ﻨﺤﻭ ﻋﻘﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺒﻔﻀﺎﺌﻪ ﺍﻷﻁﻠﺴـﻲ ﻭﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﻫـﻭ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﻫـﻡ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺘﻤﺜل ﺍﻵﺨـﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﻭﻥ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬
‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋـ ‪‬ﺯﺕ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ:‬ ‫ﺃﻭﻟﻬﺎ: ﻫﻭ ﺘﺩﻫﻭﺭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻭﻓﻴﺘﻲ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﻠﻭﺭ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻫﺎ ﻟﻪ "ﻜﺂﺨﺭ ﻋﺎﻟﻤﻲ" ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻁﺎﻟﺏ ﻓﻲ ١٢‬ ‫ﻤﺎﺭﺱ ٥٤٩١ﻡ ﺒﺈﻟﻐﺎﺀ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﻭﻗﻌﺔ ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ‬ ‫٥٢٩١ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺠﺩﺩﺕ ﻓﻲ ٥٣٩١ﻡ ﻓﻲ ﺭﺩ ﻓﻌل ﻤﻨـﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ)٢٢(.‬ ‫ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﺎ: ﻫﻭ ﺘﻌﺎﻅﻡ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﺠﺴـﺩ‬ ‫ﻁﻤﻭﺡ "ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ" ﻓﻲ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺤﺕ ﺒﻘﺭﺏ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻜﺒﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﻌﺩ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓـﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴـﺭ ٨٥٩١ﻡ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﻤﺼﺭ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ، ﺜﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺜﻭﺭﺓ ﺘﻤﻭﺯ ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻗـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻥ ﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻜل ﻤـﻥ ﻤﺼـﺭ‬ ‫ﱟ‬ ‫ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻤﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻬﺩﻴ ‪‬ﺍ ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ﺎ ﻟﻬﺎ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﺜﺎﻟﺜﻬﺎ: ﻫﻭ ﻨﺸﺄﺓ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋـﺎﻡ ٨٤٩١ﻡ ﻭﺍﻋﺘـﺭﺍﻑ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻬﺎ ﺜﻡ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ )ﺃﻱ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل( ﺒﺘﻌﻴﻴﻥ ﺃﻭل ﻗﻨﺼل ﻋﺎﻡ ﻟﻬﺎ‬ ‫)٣٢(‬ ‫ﻤﻊ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺼﺩﻴﻘﺎ‬ ‫ﻋﺎﻡ ١٥٩١ﻡ‬ ‫ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ﺎ ﻟﻬﺎ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴ‬
‫ﺩﻋﻡ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ. ﻭﺴـﺎﻋﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻨﺕ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻤﻨﺫ ﻨﺸـﺄﺘﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺃﺴﻤﺎﻩ ﺒﻥ ﺠﻭﺭﻴﻭﻥ ﺒـ "ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻭﻡ" ﺃﻱ ﻤﺤـﺎﻭل‬ ‫ﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻥ ﺨـﻼل‬ ‫ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺤﺎﻭﺭ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل، ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ "ﺍﻟﺸﺎﻩ" ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ،‬ ‫ﻭﺇﺜﻴﻭﺒﻴﺎ ﻫﻴﻼﺴﻼﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ. ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺃﻭل ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ.‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺭﺃﻯ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﻴﻴﺩ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴـﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻭﺘﺩﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺤـﺎﻟﻑ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻭﻟﻪ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺩﻓـﻊ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻬـﺩﻑ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺇﺠﻬﺎﺽ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺤﺼﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻭﻓﻴﺘﻲ،‬ ‫ﻓﺎﻨﻀﻤﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻏﺴﻁﺱ ٩٤٩١ﻡ،‬ ‫ﻭﺇﻟﻰ ﺤﻠﻑ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻓﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٢٥٩١ﻡ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٥٩١ﻡ‬ ‫ﺸﺎﺭﻜﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﺄﺴﻴﺱ "ﻤﻨﻅﻤﺔ" ﺃﻭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ ﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻠﻐل ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ، ﻭﻫﻭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻟﻡ ﻴﺩﺨل ﺤﻴـﺯ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺤﻴﺙ ﻋﺎﺭﻀﺘﻪ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺸﺩﺓ؛ ﻷﻨﻪ ﻜـﺎﻥ‬
‫ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻭﻴل ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻗﻭﺍﻋـﺩ ﻟﻠﻘـﻭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ. ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻬﺎ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻟﻡ‬ ‫ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻴﻘﺭﻭﻨﻪ ﺁﻨﺫﺍﻙ. ﺜﻡ ﻋـﺎﺩﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘـﻭﻯ ﻨﻔﺴـﻬﺎ‬ ‫ﻭﺒﻠﻭﺭﺕ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺼﻴﻐﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻫﻲ‬ ‫ﺤﻠﻑ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﺎﻡ ٥٥٩١ﻡ، ﻭﺸﺎﺭﻜﺕ ﻓﻴﻪ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃﻤـل‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺠﻨﺎﺤﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ، ﻜﻤﺎ ﺸﺎﺭﻜﺕ ﻓﻴـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺤﺘﻰ ﺠﺎﺀﺕ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺎﺭﺱ ٩٥٩١ﻡ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ ﺒﻌـﺩ ﻗﻴـﺎﻡ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻴﻭﻟﻴﻭ ٨٥٩١ﻡ ﻓﺘﻡ ﻨﻘل ﻤﻘﺭ ﺍﻟﺤﻠـﻑ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺃﻨﻘﺭﺓ، ﻭﺘﺤﻭل ﺍﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ)٤٢(.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺍﺠﺘﻤﻊ "ﻨﻅﺭ ‪‬ﺎ" ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻜل ﻤﻤﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ. ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻭﻯ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ‬ ‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺕ ﺭﺅﺍﻫﻤﺎ ﻭﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺘﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﻗﻁﺒﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻓﻤـﺎ‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻩ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻌﺩﻭ، ﻭﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻩ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌـﺩﻭ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ.‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺘﻨﺎﻗﻀﺕ ﻤﻭﺍﻗـﻑ ﺍﻟﻌـﺭﺏ‬ ‫ﻭﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻁﻴﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ، ﻓﺈﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻭﺒﺴﺭﻋﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻅﻠـﺕ ﻭﻻ‬ ‫ﺘﺯﺍل ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﻸﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻵﺨـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻴﺽ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﺭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ.‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ ﺭﻏﻡ ﺴﻴﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻓﻌ ﹰ، ﻟـﻡ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻴﻜﻥ ﺤﺘﻤ ‪‬ﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺴﺎﺩﻩ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﻓﺘﻌﺎل ﻭﺒﺨﺎﺼـﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ. ﻓﻠﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺘﻤﻴﺔ‬ ‫ﻷﻥ ﺘﺼﺎﺩﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺭﻏﻡ ﺼﺩﺍﻗﺘﻬﺎ ﻟﻠﻐﺭﺏ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜـﻥ‬ ‫ﻜل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﻟﻼﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ‬ ‫ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﺃﺼﺩﻗﺎﺀ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ. ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺴﺎﺤﺔ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻴﺵ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ، ﺇﺫ ﻟﻡ ﺘﻜـﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﺼـﺭﺍﻋﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﺯﻤﺎﺕ ﺤﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ، ﺇﻻ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻜﺎﻥ ﻤﺴﺘﻠﺯ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﻭﺍﺭ، ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻅل ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻟﺩﻭﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺍﺠﻌﺕ‬ ‫ﻨﺴﺒ ‪‬ﺎ، ﻭﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﺎﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻤـﺎﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺤﻭﺍﺭ ﻭﺘﻌﺎﻴﺵ ﺒﺩﺍ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ٍ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻭﺘﻤﺘﺩ ﺒﻴﻥ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺘﺤﺩﻴـ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﻫﺯﻴﻤﺔ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٦٩١ﻡ ﻭﺤﺘﻰ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺘﺤﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻊ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻭﺤﺭﺏ ﻋﺎﺼﻔﺔ ﺍﻟﺼـﺤﺭﺍﺀ، ﻭﻗـﺩ ﺤـﺩﺙ‬ ‫ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺤﻭل ﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺩﻓﻊ ﺒﻬﺎ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻜﺒﺩﻴل ﻟﻠﻌﺩﺍﺀ، ﻭﻫﻭ ﺘﺤﻭل ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﻟﻪ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﺸﻭﺍﻫﺩﻩ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓ. ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫ﻟﺩﻭﺍﻓﻌﻪ، ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻷﻭل ﺩﻭﻟﻲ: ﻤﻥ ﺨـﻼل ﺃﺯﻤـﺔ ﺍﻟﺼـﻭﺍﺭﻴﺦ‬ ‫ﺍﻟﻜﻭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻌﺙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺠﻭﻨﺴـﻭﻥ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﺼﻤﺕ ﺇﻴﻨﻭﻨﻭ ﺨـﻼل ﺍﻷﺯﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺭﺼﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ ٤٦٩١ﻡ ﻭﻤﺎ ﻤﺜﻠﺘﻪ ﻤﻥ ﻫـﺯﺓ ﻜﺒـﺭﻯ‬ ‫ﻟﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤـﺕ ﺒﻘﻁـﻊ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﺎﻡ ٥٦٩١ﻡ. ﻓﻔﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺘﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤـﻊ ﺃﻋﻀـﺎﺀ ﺤﻠـﻑ ﺸـﻤﺎل‬ ‫ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻋﺯﻟﺘﻬﺎ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻨﻜﺸﻔﺔ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﺤﻠﻔﺎﺌﻬﺎ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﻴﻥ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻗﺭﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﻭﺍﺴﻁ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻤﻊ‬ ‫ﺃﻜﺒﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ)٥٢(.‬
‫ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ: ﻭﻫﻭ ﻫﺯﻴﻤﺔ ٧٦٩١ﻡ ﻭﻤﺎ ﺃﺩﺕ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻨﻜﺴﺎﺭ ﻟﻠﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻨﺘﻬـﺕ ﻤﻌـﻪ‬ ‫ﻤﺨﺎﻭﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ‬ ‫ﻤﺼﺩﺭ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻷﻤﻨﻬﺎ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﺒﺩﺍ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺼﺩﺭ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻟﻸﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻗﺩ ﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺎ ﺁﻟﺕ ﺇﻟﻴـﻪ ﺤـﺭﺏ‬ ‫ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ﻤﻥ ﺘﺨﻔﻴﻑ ﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﺒﺎﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﺒﻔﻌـل ﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ)٦٢(. ﻭﺘﺩﻋﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﺒـﺎﻟﻤﻭﻗﻑ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﺠﺎﻩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓـﻲ ﺍﻷﺯﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺭﺼﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ﻡ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ: ﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٣٧٩١ﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﺭﺯﺕ ﻤﻌﻬﺎ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟـﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺩﻭل ﺍﻟﺨﻠـﻴﺞ ﻜﺄﺴـﻭﺍﻕ‬ ‫ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﺒﺎﻟﻔﻌـل ﺸـﻬﺩﺕ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﺯﺩﻫﺎ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻓﺄﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻀﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻭل‬ ‫ﺘﺴﺘﻭﺭﺩ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺒﻠﻐﺕ ﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻭﺤـﺩﻫﺎ‬ ‫ﻋﺎﻡ ١٨٩١ﻡ ﺤﻭﺍﻟﻲ ١١% ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﻤـﺎ‬
‫ﺒﻠﻐﺕ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻨﺤـﻭ ٢١‬ ‫ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻡ ٢٨٩١ﻡ)٧٢(. ﻭﻟﻘـﺩ ﺘـﺩﻋﻡ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ﺒﻘﻴـﺎﻡ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀﻫـﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤـﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴـﻲ‬ ‫ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺒﺎ.‬ ‫ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻟﻌـﻭﺩﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﺒﺎﻟﺸﺭﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻩ، ﺍﺘﺨﺫ ﻟﻪ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻤﻅﻬﺭﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ:‬ ‫ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻷﻭل: ﻫﻭ ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤـﺅﺘﻤﺭ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ﻡ، ﺜﻡ ﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﺎ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩ ﺒﺠﺩﺓ ﻋﺎﻡ ٥٧٩١ﻡ، ﻭﺍﺴﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤـﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺴـﺎﺒﻊ‬ ‫ﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٦٧٩١ﻡ، ﺜﻡ ﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﺎ‬ ‫ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ‬ ‫ﻋﺎﻡ ٤٨٩١ﻡ)٨٢(.‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﻫﻭ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺘﺠﺎﻩ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﺇﺫ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﻁـﻭﻴﺭ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺃﻭﺜﻕ ﻤﻊ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،‬ ‫ﺤﻴﺙ ﺍﻋﺘﺭﻓﺕ ﺒﺎﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ﻡ ﺜﻡ ﺴﻤﺤﺕ ﺒﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ‬
‫ﻤﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﻋﺎﻡ ٩٧٩١ﻡ، ﻭﺨﻔﻀﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﻨﻔﺴـﻪ‬ ‫ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘل ﺃﺒﻴﺏ، ﻭﺃﻗﺎﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻗﻨﺼـﻠﻴﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻵﻥ ﻤﻌﺘﻤـﺩﺓ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ)٩٢(. ﻭﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ، ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﻠﻭﺭﺕ ﻤﻭﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)٠٣(.‬ ‫١- ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ ٧٦٩١ﻡ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﺱ.‬ ‫٢- ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺤﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﺼﻴﺭﻫﻡ.‬ ‫٣- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜل ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺨﺼـﻭﺹ ﺍﻟﻘـﺩﺱ‬ ‫ﺒﺎﻁﻠﺔ، ﻭﻤﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻭﻤﻌﻭﻗﺔ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ، ﺍﻤﺘﻨﻌﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘـﺩﺨل ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠـﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺯﻤـﺕ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺩ ﻓـﻲ‬ ‫ﺼﺭﺍﻋﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻨﻴﺔ، ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻴﻠﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻜﺘل ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟـﺩﻭل‬ ‫ﻀﺩﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘـﺩﺓ ﺒـﻴﻥ ٤٢٩١ﻡ‬
‫ﻭ١٩٩١ﻡ: ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻅﻠﺕ ﺒﺎﺴـﺘﻤﺭﺍﺭ ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﻨﻔﻌﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﺘﻌﻠﻘﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﺒﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺘﺒﺘﻬﺎ ﻭﺼﺎﻏﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ‬ ‫ﻫﻭﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩﻫﺎ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ – ﺍﻷﻁﻠﺴـﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ. ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﻗﻁ ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺭﺅﻯ ﻤﻐﺎﻴﺭﺓ ﺃﻭ‬ ‫ﺘﺤﻭﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜـﻥ‬ ‫ﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻪ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺩﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻤﻌﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺩﺍﺌ ‪‬ﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻶﺨﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ،‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩﻫﺎ ﺍﻷﻁﻠﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻷﺒﻠﻎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﻓﺔ ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻤﻭﻗﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺼـﺭ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٦٥٩١ﻡ ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﺅﻴ ‪‬ﺍ ﻟﻤﺼﺭ ﻀﺩ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل،‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻤﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺴﺤﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل‬ ‫ﻭﺭﻓﻀﺕ ﺃﻥ ﺘﻌﻴﺩﻩ ﻤﺎ ﻟـﻡ ﺘﺤـل ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﺨﻼﻓﺘﻬـﺎ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ)٢٣(.‬
‫ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﻅـل ﺤﺎﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﺇﻻ ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺒﺎﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺍ ﺤﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻼﻨﺴﺤﺎﺏ ﻤﻥ ﺴﻴﻨﺎﺀ.‬
‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺤﺘـﻰ ﺍﻵﻥ، ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺠﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻬ ‪‬ﺎ ﺘﺸﻜل ﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻨﻤﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ ﻤ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺃﻋﻠﻥ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻫـﻭ‬ ‫ﺨﻁﺎﺏ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻜﺨﻁﺎﺏ ﺸﺎﻤل ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﻴﺘﺄﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ "ﻜﻤﻌﺘﻘﺩ ﺩﻴﻨـﻲ، ﻭﺘﺠﺭﺒـﺔ ﺤﻀـﺎﺭﻴﺔ،‬ ‫ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ"، ﻭﻴﻔﻬﻡ ﺒﺸـﻜل ﻤﺨﺘﻠـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻱ، ﻭﻴﺜﻤﻥ ﻋﻠـﻰ ﻨﺤـﻭ ﻤﻐـﺎﻴﺭ‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﺸﺭﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ.‬ ‫ﻭﺍﻹﺤﻴﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ – ﻜﻤﺎ ﺴﻠﻑ ﺍﻟﻘـﻭل – ﻅـﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺫﻭﺭ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺘﻌﺘﻤل ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻁﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ، ﻭﻟﻡ ﺘﻤﺕ ﻴﻭ ‪‬ﺎ. ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬـﺎ ﻭﻤﻨـﺫ‬ ‫ﻤ‬
‫ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﻊ ﻤﻁﻠﻊ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻅﻠـﺕ ﻟﺼـﻴﻘﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ/ ﺍﻟﺭﻴﻔـﻲ/ ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭﻟﻲ،‬ ‫ﺘﻨﻤﻭ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻗﻪ ﻭﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﺘﺤﻭﻻﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﻁ ﻨﺒ ﹰﺎ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﻨﺨﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺘﺭﻯ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﺨﻼل ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻌﺭﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺤﺩﺩ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ. ﻟﻘﺩ ﺤﺩﺙ ﻓـﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴـﺎﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻌﻤﻘﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺤﻴﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺸﻜﻠﺕ ﺼﺤﻭﺓ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﻟﻬﺎ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺜﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ، ﻭﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻤﻌﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴـﺘﻤﺭﺍﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺼﺎﻤﺘﺔ ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻤﻥ ﺨﺎﺭﺝ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ. ﺇﺫ ﺘﺸﻜﻠﺕ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ، ﻭﺒﻔﻌل ﺩﻭﺍﻓﻌﻬـﺎ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ، ﻨﺨﺒﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺜﻘﻔﺔ ﻭﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﻨﺸﺩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﻭﻟﻘﺩ ﺘﻤﻜﻨـﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺒﻔﻀل ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ، ﻭﺒﻔﻀـل ﻤﺭﻭﻨﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺘﻭﺍﺯﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻁﺭﺡ ﺨﻁﺎﺏ ﺠﺩﻴﺩ ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﻴﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻤﻜﻭﻥ ﺃﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ، ﻤـﻥ‬ ‫ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻘﻁ، ﻓﺒـﺩﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﻀ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺭﺒﻤﺎ، ﻤﻨﺎﻓﺱ ﻟﻸﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺯﺍﺓ ﺼﻌﻭﺩ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ"، ﺃﺨـﺫ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻴﺘﺤﻭل ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻭﻤﻥ ﻤﻭﻗﻊ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻨﻔﻌﻴﺔ ﺒﺤﺘـﺔ،‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻗﻊ "ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻠﺫﺍﺕ" ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤـﻭل ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ، ﺒﺘﺤﻭل ﺴـﻠﺒﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻤﺜﻠﻤـﺎ‬ ‫ﺤﺩﺙ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﺇﺫ ﺇﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓـﻲ "ﺍﻹﻁـﺎﺭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ"؟ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻷﺘـﺎﺘﻭﺭﻜﻲ‬ ‫ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺒﺭ ﻋـﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺴﻭﻑ ﺘﻨﺎﻗﺵ ﺃﻭﻻ ﺩﻭﺍﻓـﻊ ﺼـﻌﻭﺩ‬ ‫ﹸﹶ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﺜﺎﻨ ‪‬ﺎ ﻤﺭﺍﺤـل ﺘﺸـﻜل ﺨﻁﺎﺒﻬـﺎ، ﻭﺜﺎﻟ ﹰـﺎ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺅﺠل ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ.‬
‫ﺃﻭﻻ: ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺼﻌﻭﺩ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ":‬ ‫ﺜﻤﺔ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﺼـﻌﻭﺩ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﻭﺍﻷﻫﻡ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺘﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ )ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ( ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:‬ ‫١- ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﻗﺩ ﺘﻨﺎﻤـﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﻟﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻼل ﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﻨﺨﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴـﺔ – ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﺘﺴـﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺒﺭﻭﺯ ﻤﻨﺎﺥ ﺃﻜﺜـﺭ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ ﻤﺼـﺎﺤﺏ‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻭﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ. ﻭﻫﻭ ﻤﻨﺎﺥ ﺍﻨﻜﻤﺵ ﻓﻴﻪ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﻭﺘﻨﺎﻤﻰ ﻓﻴـﻪ ﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻤﺎ ﺴﻤﺢ ﺒﺘﻘﻠﺹ ﻨﻔﻭﺫ ﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﻠﻴـﺔ، ﺃﺤـﺩﻫﻤﺎ ﻋﻭﺍﻤـل‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ – ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﺸﻬﺩﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺤـﺩﻴﺎﺕ ﻋﻤﻴﻘـﺔ‬ ‫ﻭﺫﺍﺕ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻨـﺫ ﻤﻨﺘﺼـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﻘﺩ ﺘﺂﻜل ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﺤـﻴﻥ‬
‫ﺒﺭﺯﺕ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﻗﻭﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺩﻋﻤﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ. ﻭﺘﻌﺒﺭ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﺎﺴﻡ "ﻤﻭﺴﻴﺎﺭ" ﻋـﻥ ﺁﺭﺍﺀ ﺠﻤﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤـﺎل‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ.‬ ‫ﻭﺨﻼ ﹰﺎ ﻟﻠﺭﺃﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺒﺄﻥ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻻ ﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻜﺒـﺭ، ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘـﺎﺒﻴﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺭﻴﻥ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺃﻴﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺨﺼﺨﺼـﺔ‬ ‫ﻷﻨﻬﻡ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻴﻨﻔﺫﻭﻥ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺩﻭﺭ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﺎ)٣٣(.‬ ‫ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻋـﺩﺩ ﺭﺠـﺎل ﺍﻷﻋﻤـﺎل‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺁﻻﻑ ﺸﺨﺹ، ﻴﻤﻠﻜـﻭﻥ ﺤـﻭﺍﻟﻲ‬ ‫ﻋﺸﺭﺓ ﺁﻻﻑ ﺸﺭﻜﺔ ﻴﻌﻤل ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٠٠٥ ﺃﻟـﻑ ﻋﺎﻤـل‬ ‫ﻭﻤﻭﻅﻑ، ﻭﻴﺯﻴﺩ ﺭﺃﺴﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﻋﻠﻰ ٠٢ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ‬ ‫ﻭﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺼﺎﺩﺭﺍﺘﻬﺎ ٨ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺴﻨﻭ ‪‬ﺎ)٤٣(، ﻜﻤـﺎ ﺘﺘﻨـﻭﻉ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﻨﺸﻁﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻴـﺔ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻗﻁﻊ ﻏﻴـﺎﺭ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺕ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﻤﻭﻴل. ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺎﺕ‬ ‫)٥٣(‬ ‫ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ "ﺍﻟﻘﺎﺒﻀﺔ"‬ ‫- ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺇﺨـﻼﺹ: ﻭﻫـﻲ ﺃﻜﺒـﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺘﻀﻡ ٥٠٥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺼ ـﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺴ ـﻴﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴ ـﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸ ـﺭ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋ ـﺔ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ.‬ ‫- ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻜﻭﻤﺒﺎﺴﺎﻥ: ﻭﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺼـﻨﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﺭﻕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﻴﻑ ﻭﺍﻟﺠﻠﻭﺩ ﻭﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘـل‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭﺘﻀﻡ ٦٢ ﻤﺼﻨ ‪‬ﺎ ﻴﻌﻤل ﺒﻬـﺎ ٦٣ ﺃﻟـﻑ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻋﺎﻤل.‬ ‫- ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻴﻤﺒﺎﺴﻥ: ﻭﺘﺴﺘﺜﻤﺭ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﻭﻟﻬﺎ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﺘﺎﺠﺭ ﻜﺒﺭﻯ ﻤﻨﻬـﺎ ٢٤ ﻤﺘﺠـ ‪‬ﺍ ﻓـﻲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫- ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﻭﻟﻜﺭ: ﻭﺘﺸﺘﻬﺭ ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺒﻠﻎ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﻤﺒﻴﻌﺎﺘﻬﺎ ﻋﺎﻡ ٦٩٩١ ﺤﻭﺍﻟﻲ ٠٥٦ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ‬ ‫ﻭﺘﺼﺩﺭ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ٠٧ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻘﻴﻤﺔ ٠٠٢ ﻤﻠﻴـﻭﻥ‬ ‫ﺩﻭﻻﺭ ﺴﻨﻭ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻴ‬
‫ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺩﺨﻭل ﺃﺜﺭﻴـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺭﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻐﻴﺭﻴﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ؛‬ ‫ﻷﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺃﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤـﻥ ﺃﺠـل‬ ‫ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﻨﻲ ﻟﻜﺒﺭﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺸـﺭﻜﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻜﻤﺎ ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻨـﻲ ﺒﺎﻟﻤﺤﺘـﺎﺠﻴﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺴﺱ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ.‬ ‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻤﺜﻼ ﻓﺈﻨﻪ ﺍﺴـﺘﻐل ﺍﻷﻭﻀـﺎﻉ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻀـﺨﻡ ﻨﻔﻘـﺎﺕ ﺍﻷﻤـﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻟﻨﺤﻭ ٠٤% ﻤﻥ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻊ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﺔ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺍﻟﺒﻼﺩ،‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻌـﺩل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ٦١,٦١%، ﻭﻤﻌﺩل ﺍﻟﺘﻀﺨﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺯﻴـﺩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫٠٠١%، ﻭﺘﻌﻤﻴﻕ ﺍﻟﻼﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻤﻠﻜﻴـﺔ ٠٢% ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻨﺤﻭ ٠٦% ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﻤﻠﻜﻴﺔ ٠٢% ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻨﺤﻭ ٤% ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺨل ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺎﻡ ٤٩٩١ﻡ ﺤﺴـﺏ‬ ‫ﺍﻹﺤﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ- ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺭﻜـﺯ ﺤـﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓـﺎﻩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، ﺒﺩ ‪‬ﺍ ﻤﻥ‬ ‫ﺀ‬
‫ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﻭﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ، ﺇﻟـﻰ ﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ ﻟﺴﺎﻜﻨﻲ ﺍﻷﻜﻭﺍﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ، ﺇﻟـﻰ ﺯﻴـﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺍﺀ‬ ‫ﻭﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ‬ ‫ﻟﻬﻡ. ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻜﻤـﺎ ﻴﻘـﻭل ﺤﻜﻤـﺕ ﺠﻨﺘﻜﺎﻴـﺎ ﻤـﺩﻴﺭ ﺘﺤﺭﻴـﺭ‬ ‫"ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ" ﺍﺴﺘﻘﻁﺏ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻟـﻡ‬ ‫ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺃﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻭﺯ ﺒﺄﺼﻭﺍﺘﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻀﺭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻘﺏ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﻓﺸـﻠﻬﺎ ﻓـﻲ ﺘﻭﺤﻴـﺩ‬ ‫ﺼﻔﻭﻓﻬﺎ)٦٣(.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ، ﻓـﺈﻥ ﺴـﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤـﺭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﺩﺕ ﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺞ ﺇﻟﻰ ﺒﺭﻭﺯ ﻁﺒﻘﺔ ﺃﻨﺎﻀﻭﻟﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺃﺠﺒﺭﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻋـﺩﺍﺌﻬﺎ‬ ‫ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ، ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ‬ ‫ﺃﺩﺍﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﻭﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨـﻪ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﻤﺎﺴـﻙ‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ)٧٣(.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟـﺩﻭﺭ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻨﺎﻓﺱ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺠﺘـﺫﺍﺏ ﺃﺼـﻭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺨﺒﻴﻥ ﻤﺴﺘﻔﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻓﻲ ﻓﺘـﺭﺓ ﻤـﺎ ﺒﻌـﺩ‬
‫ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ)٨٣(.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤـﺩﻴﺜﻴﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺼﻭل ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨـﺎﺨﺒﻴﻥ ﻟـﺩﺨﻭل ﺍﻟﺒﺭﻟﻤـﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻡ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﺜل ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺘﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺠﻬﺎﺯ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻭﻫﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻤﻜﻨﺘﻬﻡ ﻤﻥ‬ ‫)٩٣(‬ ‫ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﺴﻠﻤﺔ ﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟـﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺨﺘﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻑ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋـﻼﻡ ﻟﻨﺸـﺭ‬ ‫ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻗـﺩﺭﺍﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺩ ﺍﺭﺘﻔﻊ ﻨﺼـﻴﺏ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﻴﻥ ﻤـﻥ ﻤﺠﻤـﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ٧% ﻓﻘﻁ ﻗﺒل ﻋﺎﻡ‬ ‫)٠٤(‬ ‫ﺇﻟ ـﻰ ٧٤% ﻤﻨﻬ ـﺎ، ﻭﺫﻟ ـﻙ ﻤ ـﻥ ﺨ ـﻼل ٠١١‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫٠٨٩١ﻡ‬ ‫ﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺃﺴﺒﻭﻋﻴﺔ ﻭﺸﻬﺭﻴﺔ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ‬
‫٦١ ﻤﺤﻁﺔ ﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﻗﻭﻤﻴـﺔ ﻭ ٥١ ﻤﺤﻁـﺔ ﺠﻬﻭﻴـﺔ ﻭ ٠٠٣‬ ‫ﻤﺤﻁﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻴﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ. ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻨﺘﻘﻠﻨﺎ ﻟﻺﺫﺍﻋـﺔ‬ ‫ﻭﺠﺩﻨﺎﻫﻡ ﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ٥٣ ﻤﺤﻁﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ، ﻭ ٣٠١ ﻤﺤﻁﺔ ﺠﻬﻭﻴـﺔ،‬ ‫ﻭﻤﺎ ﻴﻘﺎﺭﺏ ٠٠٠١ ﻤﺤﻁﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ)١٤(. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤـﻥ‬ ‫ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴـﺭ ﺨﻠـﻕ ﻗﺎﻋـﺩﺓ‬ ‫ﻻﻨﺒﺜﺎﻕ ﻨﺨﺒﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﺒﺤﻴـﺙ ﺃﺼـﺒﺤﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﻔﺭﺍﺩ ﺒﻭﻀﻊ ﺍﻷﺠﻨﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻔﻌل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ.‬ ‫ﻭﻟﻌل ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻟـﺩﻓﺎﻉ‬ ‫ﻷﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻓـﻲ‬ ‫٧٢ ﻤﺎﺭﺱ ٨٩٩١ﻡ ﻓﺭﺽ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﻜـل ﺃﻨﺸـﻁﺔ‬ ‫ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﺠﻭﻟﻥ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺸﻌﺒﻴﺔ ﻤﺘﺯﺍﻴـﺩﺓ،‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻨﺸﺄﺕ ﺃﺼﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺔ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴـﻴﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﻨﺸﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ)٢٤(. ﻭﺘـﺩﻴﺭ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺨﻁﻰ ﻨﻔﻭﺫﻫﺎ ﺤﺩﻭﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ٣٠١ ﻤـﺩﺍﺭﺱ‬ ‫ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﻤـﺩﺍﺭﺱ ﺒـﺎﻟﺒﻼﺩ، ﻭ ٠٦٤ ﺼـ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻟﺘﺄﻫﻴل ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﺜﻡ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ، ﻭ ٠٠٥ ﺩﺍﺭ ﺴﻜﻨﻴﺔ ﻟﻠﻁﻼﺏ، ﻜﻤﺎ ﺘـﺩﻴﺭ ٠٩‬
‫ﻤﺅﺴﺴﺔ، ﻭ ١١ ﺸﺭﻜﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ، ﻭﻟﺩﻴﻬﺎ ﺸﺒﻜﺔ ﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺘﺴـﻤﻰ‬ ‫"ﺼﻤﺎﻨﻴﻭﻟﻭ" ﻭﺼﺤﻴﻔﺔ ﺘﺤﻤل ﻋﻨﻭﺍﻥ "ﺯﻤﺎﻥ" ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻭﺍﺴـﻌﺔ‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٨٨٩١ﻡ، ﻭ ٤١ ﻤﺠﻠﺔ ﻭﻤﺤﻁﺘﺎﻥ ﺇﺫﺍﻋﻴﺘﺎﻥ،‬ ‫ﻭﺃﻨﺸﺄﺕ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺜﻤﺎﻥ ﺠﺎﻤﻌـﺎﺕ ﻭﻋﺸـﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤـﺩﺍﺭﺱ ﻓـﻲ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻁﻘﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺁﺴـﻴﺎ‬ ‫)٣٤(‬ ‫ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ‬ ‫ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻨﻘﻼﺏ ﻋﺎﻡ ٠٨٩١ﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﻓﺘﺢ ﻨﻭﻉ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻷﺌﻤـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻨﻬﻡ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﻟﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺇﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﻁـﺎﺭ ﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻤﺘﺠـﺎﻨﺱ‬ ‫ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻻﺀ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ.‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﺴﻔﺭ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﻋﻥ ﻁﺭﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻟﻑ‬ ‫ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺠﺎﻤﻌﻲ ﺫﻭﻱ ﺘﻭﺠﻪ ﻴﺴﺎﺭﻱ، ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘـﻡ ﻓﻴـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺠﻴل ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴـﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻟﻤلﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺸـﺎﻏﺭﺓ ﻓـﻲ ﺠﺎﻤﻌـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﻀﺭ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻠﻡ ﺘﻘﺘﺼﺭ‬ ‫ﺍﻷﺴﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ، ﺒل ﺘﺠﺎﻭﺯﺘـﻪ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ)٤٤(.‬
‫ﻭﺒﺤﻠﻭل ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ﻡ ﻜﺎﻨـﺕ ﻫﻨـﺎﻙ ١٦٥ ﻤﺩﺭﺴـﺔ‬ ‫ﻟﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻷﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﺒﺎﺀ ﺘﻀﻡ ﻨﺤﻭ ٢٩٤ ﺃﻟﻑ ﻁﺎﻟﺏ، ﺭﻏـﻡ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻡ ﺘﺴﻤﺢ ﺇﻻ ﺒﻔﺘﺢ ٠٠٢ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺒﺘﻤﻭﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ)٥٤(.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺴﻤﺤﺕ ﺘﻭﺭﺠﻭﺕ ﺃﻭﺯﺍل ﺜﻡ ﻤﺴـﻌﻭﺩ ﻴﻠﻤـﺎﻅ‬ ‫ﻭﺘﺎﻨﺴﻭ ﺘﺸﻴﻠﺭ ﻭﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻟﺨﺭﻴﺠﻲ ﻤـﺩﺍﺭﺱ‬ ‫ﺍﻷﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺤﺩﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘـﺎﺕ ﺍﻟﻭﺴـﻁﻰ ﺒﺸـﻐل‬ ‫ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ، ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻴﺫﺍ ﹰﺎ ﺒـﺄﻥ ﺘﻔﻘـﺩ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ ﻭﻟﺤﻤﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺩﻭﻥ ﺠﺩﻭﻯ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺃﻭﺯﺍل ﻭﺇﺼﻼﺤﺎﺘﻪ، ﻭﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﺈﻨﻪ ﺨﻼل ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺤﻜﻤﻪ ﺃﺼﺒﺤﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﺘﻌﻜﺱ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻸﻤﺔ ﻜﻜل)٦٤(. ﻭﻟﻘﺩ ﻫﺩﺩﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﻻ ﺸـﻙ ﺒﻘﻴﻤﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻀـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﺘﺒﺘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻭﺯﻫـﺎ ﻨﺨﺒﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻤﻤﺎ ﺩﻋﺎﻫﺎ ﻟﻠﺭﺩ ﺒﻘﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ – ﺘﺸـﻴﻠﺭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺩﻯ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻭﻜﺎﺩ ﻴﺨﻠـﻕ ﺃﻭﻀـﺎ ‪‬ﺎ ﻤﻐـﺎﻴﺭﺓ‬ ‫ﻋ‬
‫ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺼﻴﻐﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ.‬ ‫٢- ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺒﺨﺼﻭﺼﻬﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻗـﺩ‬ ‫ﻟﻌﺒﺕ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﺤﺎﻓ ‪‬ﺍ ﻟﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻀـﻴﻘﺔ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻟﻌﺒﺕ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺼﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ. ﻭﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ ﺼﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻴﻌـﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻫﻭﻴﺘﻪ ﻴﺸﻤل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭل ﻭﺘـﺎﺭﻴﺦ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻤﺤﻭﺭ ﺤﻭل ﺃﻭﺭﺒﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻋﺎﻤﺔ. ﻭﻟﻘﺩ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺜﻼﺜـﺔ‬ ‫ﻋﻭﺍﻤل ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ:‬ ‫ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻭﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻘـﺎﺽ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺴـﻭﻓﻴﺘﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻋﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﺙ ﺃﺜﺭﺍﻥ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺴﻠﺒﻲ، ﻭﻫﻭ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺠـﺯ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺒﺭﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻠﻘـﺔ‬ ‫ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻲ ﺤﺼﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ. ﻭﺍﻵﺨﺭ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ، ﺘﻤﺜل ﻓﻲ‬ ‫ﻅﻬﻭﺭ ﻓﻀﺎﺀ ﻜﺒﻴﺭ ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺸـﻌﻭﺏ ﺘﻨﺘﻤـﻲ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ، ﻭﺘﺩﻴﻥ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﻤﻊ ﻤـﺎ‬
‫ﻴﻨﺘﺠﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺩﻭﺭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻤﻬﻡ ﻭﻓﺎﻋـل‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺒﻠﻐـﺔ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺍﺩ ﻤﺨﺎﻁﺒﺘﻬﺎ، ﻭﻤﻥ ﺜـﻡ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ‬ ‫ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺨﻁﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻴﻌﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﻭﻥ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻁﺭﺡ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻨﺎﻁﻘـﺔ ﺒﺎﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻭﺇﻨﺸـﺎﺀ‬ ‫"ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ" ﺘﺘﻭﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟـﺩﻓﺎﻉ ﻋـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﺫﺭﺒﻴﺠﺎﻥ ﺇﻟـﻰ ﺘﺭﻜﺴـﺘﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ. ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺘﻅﻬﺭ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻤﺜل ﺘﻌﺒﻴﺭ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻭﺸﻌﺎﺭ "ﻤﻥ ﻀﻔﺎﻑ ﺍﻹﺩﺭﻴﺎﺘﻴـﻙ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺴﻭﺭ ﺍﻟﺼﻴﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ"، ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺤﻪ ﺍﻟﺭﺍﺤـل ﺘﻭﺭﺠـﻭﺕ‬ ‫ﺃﻭﺯﺍل، ﻜﻤﺠﺎل ﺤﻴﻭﻱ ﻟﻠﻨﻔﻭﺫ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ)٧٤(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺨﻼل ﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ﻤﻥ ١٩٩١ﻡ ﺇﻟـﻰ‬ ‫٣٩٩١ﻡ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﻨﺸـﻁ ﺇﻟـﻰ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﻤﻨﺎﻓﺴـﺔ ﺇﻴﺭﺍﻨﻴـﺔ ﻀـﺎﺭﻴﺔ‬ ‫ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ، ﻭﻫﻲ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻜﺎﻥ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻤﻜﺎﻨﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﻭﺍﻟﺘـﺄﺜﻴﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺨﻼل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﺯﻤﺔ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻫﻲ: ﻤلﺀ ﺍﻟﻔـﺭﺍﻍ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ، ﻭﺍﻟﺤﻴﻠﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩ ﺍﻟﻨﻔـﻭﺫ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻋﺎﻡ ١٩٩١ﻡ، ﻭ ٢٩٩١ﻡ، ﻭﻓﻲ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺘﻁﻭ ‪‬ﺍ ﺇﻴﺠﺎﺒ ‪‬ﺎ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺴﺒﺏ. ﻓﻬـﻭ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺴﻭﻴﻕ ﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻪ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ – ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ – ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ، ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺘﻤﺜﻠﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺨﻔﻴﻑ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻟﻘﺒﻭﻟﻬﺎ ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﺒﺎﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻭﻫـﻭ ﺍﻟﻀـﻐﻁ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺒﺄﻤل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﻨﺘﻤـﺎﺀ ﻷﻭﺭﺒـﺎ‬ ‫ﻭﺘﻌﻭﻴﺽ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻥ ﺨﻔﻭﺕ ﺒﺭﻴﻘﻬﺎ ﺩﺍﺨـل ﺍﻷﻁﻠﻨﻁـﻲ ﺒﻌـﺩ‬ ‫ﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ. ﻭﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺫﻟﻙ ﺴﺎﻫﻡ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺇﻋﻼﻤ ‪‬ﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴ َﺎ ﻓﻲ ﺩﻋـﻡ ﺍﻟﺘﺤـﺭﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ ﻨﺤـﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ.‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻗﻠﻠﺕ ﻤﻥ ﺯﺨﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺤﻴﺙ ﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﺍﻟﻬﺯﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﺃﺫﺭﺒﻴﺠﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺅﻴﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺼﺭﺍﻋﻬﺎ ﻤـﻊ ﺃﺭﻤﻴﻨﻴـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺇﻗﻠـﻴﻡ‬ ‫ﻨﺎﺠﻭﺭﻨﻭ ﻜﺎﺭﺍﺒﺎﺥ. ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻀﻴﻔﺕ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫– ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻨﺕ ﻤﻨﻬـﺎ‬
‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﺎﺌ ﹰﺎ ﻟﻬﺎ ﻋﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺎﺕ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻜﺎﻥ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻤـﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻨﺸﺊ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺎﺕ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺯﻏﺔ ﻤﻤﺎ ﻗﻠل ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺘﺭﻜﻲ ﻴﻌﻤـل ﻜﻭﺴـﻴﻁ‬ ‫ﻟﻠﻨﻔﻭﺫ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ)٩٤(.‬ ‫ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻗﺩ ﺃﺩﺕ ﺇﻟـﻰ ﺘﺭﺍﺠـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ، ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﺠـﺩل‬ ‫ﺤﻭﻟﻪ ﻗﺩ ﻜﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺸﻌﻭ ‪‬ﺍ ﺒﻜﻭﻨﻪ ﻤﺸﺭﻭ ‪‬ﺎ ﺜﻘﺎﻓ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺩﻋﻡ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘـﺎﺌﻡ‬ ‫ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ.‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻫـﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﻗﺼﺎﺌﻴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﻤﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ، ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺃﺨﺫﺕ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺸـﺒﻪ ﺩﻓـﺎﻉ‬ ‫ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻋﻥ ﻤﺸﺭﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺯﺍﺩ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﻓﻘﺩ ﻗﺩﻡ ﺃﻭﺯﺍل ﺍﻟﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺇﺒﺭﻴل ٧٨٩١ﻡ ﻟﻠﻌﻀﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ، ﻭﺒﻌـﺩ‬
‫ﺜﻼﺜﻴﻥ ﺸﻬ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻱ ﻓﻲ ﺩﻴﺴـﻤﺒﺭ ٩٨٩١ﻡ ﺭﻓـﺽ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﻁﻠﺒﻪ ﻭﺫﻜﺭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻟـﺫﻟﻙ، ﺃﻭﻻ: ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻀﻌﻴﻑ، ﻭﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﻋـﺩﺩ ﺴـﻜﺎﻨﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ، ﻭﺜﺎﻟ ﹰﺎ: ﻋﺩﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺒـﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺠﻴﺩﺓ، ﻭﺃﺨﻴ ‪‬ﺍ: ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ)٠٥(. ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﻤﻬﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻷﺨﻴـﺭ‬ ‫ﻴﻭﻓﺭ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﻟﻸﺴـﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ، ﺤﻴـﺙ‬ ‫ﺘﻭﺍﺼﻠﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻟﻸﺘﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﺸﺭﻗﻴﻭﻥ‬ ‫ﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﻓـﻲ ﻤـﻭﺍﺠﻬﺘﻬﻡ‬ ‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻑ. ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺭﻓﺽ ﺃﻭﺭﺒـﺎ‬ ‫ﻟﻁﻠﺏ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻤﺭﺍ ﻤﻬﻴ ﹰﺎ ﻭﻤﻘﻠ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴـﺔ ﻷﻭﺭﺒـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻨﻘﺭﺓ. ﻭﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺤﺎﻭل ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺁﻤـﺎل‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭﺸﺭﻋﻴﺘﻬﺎ ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓـﻲ ﻴﻭﻨﻴـﻭ ٠٩٩١ﻡ‬ ‫ﺤﺼﻠﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻀﻊ ﻋﻀـﻭ ﻓـﻲ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻤﺘـﻊ ﺒـﺎﻟﺤﻘﻭﻕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺸﺭﺍﻜﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﻭل ﻴﻨﺎﻴﺭ ٦٩٩١ﻡ)١٥(.‬ ‫‪‬‬
‫ﻭﻤ ﱠل ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺤﻭل ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺤﺩ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺃﺯﻤـﺔ‬ ‫‪‬ﺜ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋـﺎﻡ. ﺍﻨﺘﻘـﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀـﻭﻥ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌ ‪‬ﺽ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻻﺨﺘـﺭﺍﻕ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫‪ ‬ﺭ‬ ‫ﺃﻭﺭﺒﻲ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺒﻤﻨـﺎﻓﻊ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻭﻓﺭﻫـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﺍﻜﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻋﻘﺩ ﺇﺫﻋﺎﻥ ﻴﻌﺯﺯ‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﻡ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺯﺒﺔ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻭﻥ‬ ‫ﻓﺒﺭﺭﻭﺍ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﻤﻊ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻓﺭﺼـﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻟﺘﻔﻌﻴل ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ. ﻭﺍﻨﻁﻭﻯ ﺨﻁﺎﺏ ﺘﺎﻨﺴﻭ‬ ‫ﺘﺸﻴﻠﻠﺭ ﺍﻟﻤﺭﻭﺝ ﻟﻼﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ، ﻋﻨـﺩﻤﺎ‬ ‫ﻭﺼﻔﺘﻪ ﺒﺄﻨﻪ "ﻨﻘل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺒﺎ". ﻭﻏﻨﻲ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﺸﻜل ﻤﺩﻫﺵ ﻤﻊ ﺠـﻭﻫﺭ‬ ‫ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ)٢٥(. ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟﺘﻌﺯﻴﺯ‬ ‫ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﻴﻥ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﻴﻥ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻴﻥ ﺍﻨﻌﻘﺩ‬ ‫ﻓﻲ ﺒﺭﻭﻜﺴﻴل ﻓﻲ ﻤﺎﺭﺱ ٧٩٩١ﻡ ‪‬ـ ‪‬ﻡ ﻭﻟﻔﺭﻴـﺩ ﻤـﺎﺘﻴﻭﺱ‬ ‫ﺼ ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ: ﺃﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﻫـﻭ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺤﻀﺎﺭﻱ ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺘﻼ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺩﻴﺴـﻤﺒﺭ‬
‫ﺼﺩﻭﺭ ﻗﺭﺍﺭ ﻋﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺩﻭل ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻓﺭﺴﺎﻱ ﻜﺩﻭل ﻤﺭﺸﺤﺔ ﻟﻠﻌﻀـﻭﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ، ﻭﻤﺅﻜ ‪‬ﺍ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﺘﻨﺘﻅـﺭ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٧٦٩١ﻡ. ﻭﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺘﺒﻠﻭﺭ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭﻻ ﻗﺒـﺭﺹ، ﻭﻻ ﺤﻘـﻭﻕ‬ ‫ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻜﺜـﺭ ﻤـﺎ‬ ‫)٣٥(‬ ‫ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻋ ‪‬ﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻴﻔﺴﺭ ﺇﻗﺼﺎﺀﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻴﻠﻤﺎﻅ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺸﺩﻴﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺼﺭﺡ ﺒﺄﻥ "ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻴﻀﻊ ﺠﺩﺍﺭ ﺒـﺭﻟﻴﻥ ﺁﺨـﺭ، ﺠـﺩﺍﺭ ﺒـﺭﻟﻴﻥ ﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﻭﻋﻨﺼﺭﻱ ﻀﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺩﻴﻨﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ)٤٥(".‬ ‫ﺒﻘﻭل ﺁﺨﺭ، ﺃﺩﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻟﺘﻁﻭﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﺎﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻋﻤﻴﻕ ﻟﺩﻯ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺒﺄﻨﻬﻡ‬ ‫ﻴﺸﻜﻠﻭﻥ "ﺍﻵﺨﺭ" ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻭﺭﺒﺎ، ﻭﺃﻨﻬﻡ ﺴﻭﻑ ﻴﻅﻠﻭﻥ ﻜـﺫﻟﻙ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻅﻭﺭ. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻗـﺩ ﺒـﺩﺃ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ، ﻓﺈﻨﻪ ﺘﻨﺎﻤﻰ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﺜـﻡ‬ ‫ﺃﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺸﻌﻭ ‪‬ﺍ ﻋﺎ ‪‬ﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨـﻪ ﺃﺤﻴﺎ ﹰـﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺭ ﻤ‬ ‫ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻭﺇﻥ ﺤﺭﺼﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺇﻅﻬﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻸ ﻓﻲ‬
‫ﺨﻁﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺭﺒﻤﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻌﺩﺓ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺘﺒﻌـﺎﺕ‬ ‫ﺫﻟﻙ ﻭﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﺎﺫﺍ ﺒﻌﺩ، ﻭﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨـﻭﻉ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗـل‬ ‫ﻭﻋﺒﺭﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻋﺒﺭ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﻡ ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻜﺨﻁﺎﺏ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻱ ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ: ﻓﻬﻭ ﺃﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ، ﺤﻴﺙ‬ ‫ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻨﻲ ﻤﻜﻭ ﹰﺎ ﻤﻬ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻟـﺫﺍ‬ ‫ﻨ ﻤ‬ ‫ﻓﻘﺩ ﻟﻌﺒﺕ ﺃﺯﻤﺘﺎ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﺜﻡ ﻜﻭﺴﻭﻓﺎ ﺍﻟﻠﺘـﺎﻥ ﺍﺴـﺘﻐﺭﻗﺘﺎ ﻋﻘـﺩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﺤﺎﻓﺯﺍ ﻻﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺯﺍﺕ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺏ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺨﻁﺎﺏ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ".‬ ‫ﻭﻴﺭﺠﻊ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﺩﺩ ﻀﺨﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ‬ ‫ﻓﻲ ﺒﻠﻐﺎﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﺼﺭﺒﻴﺎ "ﺴﻨﺠﻕ ﻭﻜﻭﺴـﻭﻓﺎ" ﻭﺭﻭﺍﺒﻁﻬـﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻭﺠﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﺤﻴﻭ ‪‬ـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺸﻜﻴل ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻨﻴﺔ. ﻜﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺠﻌل‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺤﺎﻤﻴﺔ ﻟﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌـﺎﻨﻭﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻻﻀﻁﻬﺎﺩ ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺒﺢ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ)٥٥(.‬ ‫ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻌﺭﻑ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﻭﻤﺎﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺠﺭ ﺒﺄﻨﻬﻡ "ﺃﺘﺭﺍﻙ" ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺤﺴﺎ ‪‬ﺎ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ ﻟﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ. ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﺃﻨﺼـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ )ﻤﺜل ﺠﻨﻜﻴﺯ ﻜﻨﺩﺍﺭ ﻭﻨﻭﺭﻓﻴﺭﺠﻴﻥ( ﻤﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﺭﻭﺍﺒـﻁ‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺠ ‪‬ﺍ ﺒﺄﻭﺯﺍل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺃﻥ "ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ" ﻟﻴﺴﺕ ﻓﺌﺔ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻋﺭﻗﻴﺔ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺸﻴﺩﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﺔ ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﻗﺎﺯﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺘﺠﺭﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﺩﻓﻊ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻘﺭﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ. ﻭﺘﻤﺜـل ﺤﺎﻟـﺔ‬ ‫ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﻭﺍﺠ ‪‬ﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬ﺘﻤ ‪‬ﺎ ﻟﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ)٦٥(.‬ ‫ﻤ ﻤ‬ ‫ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻗﺘﺭﺤﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻋﻤل ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻓﻲ ﺃﻏﺴـﻁﺱ ٢٩٩١ﻡ‬ ‫ﻭﻁﺎﻟﺒﺕ ﺒﺈﻋﻼﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﻓﻭﻗﻬـﺎ،‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺍﻗﺘﺭﺤﺕ ﺘﺩﺨﻼ ﻋﺴﻜﺭ ‪‬ﺎ ﻤﺤﺩﻭ ‪‬ﺍ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ، ﻭﺃﺭﺴﻠﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ٨١ ﻁﺎﺌﺭﺓ ﺇﻑ ٦١‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺇﻴﻁﺎﻟﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺨـﻁ ﺍﻟﻁﻴـﺭﺍﻥ ﻭ ٠٠٧٢‬ ‫ﺠﻨﺩﻱ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ، ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻌﺒـﺕ‬
‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺘﻌﺒﺌﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﺃﺠل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻓﺭﻴﻕ ﺍﺘﺼﺎل ﻟﺩﻯ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺸﻥ ﺤﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﺠـل‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺩﻋﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﺴﻁﻨﺒﻭل ﻓﻲ ٧١ ﻭ ٨١ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٢٩٩١ﻡ ﺍﻷﻤـﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻠﺘﺩﺨل ﻋﺴﻜﺭ ‪‬ﺎ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺩﻋﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻟﻨﺩﻥ ﺤﻭل ﻴﻭﻏﺴﻼﻓﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ، ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﺤﻜﻤـﺕ‬ ‫ﺘﺸﻴﺘﻴﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻤﺜﻼ ﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺘﺎﻤﻴﺔ ﺫﻜﺭ ﺘﺸﻴﺘﻴﻥ ﺃﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻻ ﺘﺒﺎﻟﻲ ﺒﻤﺼـﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ،‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﺭﺴﻠﺕ ﺃﺴﻠﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺒﻭﻨﺴـﻴﺔ ﻭﻀـﻐﻁﺕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﺘﺩﺨل)٧٥(.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻓﺸﻠﺕ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ، ﺘﻐﻴﺭﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻭﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﺩﻴـﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻬﻡ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺒﺴـﺒﺏ ﺍﻻﺨـﺘﻼﻑ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ، ﺤﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﺨﺫﻭﺍ ﻴﺘﺤﺩﺜﻭﻥ ﻋﻥ "ﺤﻤﻠﺔ‬ ‫‪‬ﹶ ِ‬ ‫ﺼﻠﻴﺒﻴﺔ" ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﻓﻘﺩ ﺼﺭﺡ ﻜﻤﺭﺍﻥ ﺃﻨﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻜﺒﺎﺭ‬
‫ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻴﻥ، ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁﻬﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﻗﻲ ﻟﻠﺒﻭﺴﻨﺔ ﻫﻭ ﺤﻤﻠﺔ‬ ‫ﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻨﻊ ﺒﺭﻭﺯ ﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻭﻫﻲ ﺤﻤﻠﺔ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ)٨٥(. ﻜﻤﺎ‬ ‫ﺼﺭﺡ ﺼﺤﻔﻲ ﻟﻴﺒﺭﺍﻟﻲ ﺁﺨﺭ ﻫـﻭ ﻤﺤﻤـﺩ ﻋﻠـﻲ ﺒﺭﺍﻨـﺩ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺒﻠـ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻤﺴﻠ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺘـﺭﻙ ﺍﻟﺼـﺭﺏ ﻴﻘﻭﻤـﻭﻥ ﺒﻌﻤﻠﻬـﻡ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻘﺫﺭ)٩٥(!!. ﺒل ﺇﻥ ﺩﻭﻏﺎﻥ ﻏﻭﺭﺍﺱ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﺍﺠﻪ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﻭﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﻗﺎﺌﻼ: "ﺃﻨﺘﻡ ﻟﺴـﺘﻡ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﻴﻥ، ﻟﻘﺩ ﻋﺭﻓﺘﻡ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﻜﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﻤﺴـﻴﺤﻴﺔ ﻭﺘـﺭﻜﺘﻡ‬ ‫)٠٦(‬ ‫ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺼﺭﺏ ﻴﻐﺘﺼﺒﻭﻥ ﻭﻴﻘﺘﻠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴـﻨﺔ"‬ ‫ﻗﺎﻟﺕ ﺘﺎﻨﺴﻭ ﺘﺸﻴﻠﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺭﺌﺎﺴﺘﻬﺎ ﻟﻼﺌﺘﻼﻑ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ‬ ‫ﺃﺴﺒﻭﻋﻴﺔ ﻓﺭﻨﺴﻴﺔ: ﺇﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﺒﺄﻭﺭﺒﺎ‬ ‫ﻨﺎﺩ ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ)١٦(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺯﺍﺭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺠﻴﻡ ﻭﺯﻴـﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﺭﺱ ٨٩٩١ﻡ ﻤﻘﺘﺭ ‪‬ﺎ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻗﻭﺓ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺴـﺭﻴﻊ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻟﻠﺒﻠﻘﺎﻥ، ﻭﻟﻘﻲ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺤﻤﺎﺴـﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻗﺔ. ﻭﻋ ‪‬ﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺨﻔـﻑ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺘﺸﻌﺭﻩ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬
‫ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩﺓ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ، ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺒﻤﺎ ﺼﺎﺭ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻭﻕ ﺃﺭﺍﻀـﻴﻬﺎ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﻁﻬﻴﺭ ﻋﻨﺼﺭﻱ ﺒﻐﻴﺽ، ﻭﺒﻤﺭﺍﻭﻏﺎﺘﻬـﺎ ﻭﻋﺠﺯﻫـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺫ ﺒﻠﺒﺎﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ‬ ‫ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ. ﻜﻤﺎ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒـﺔ ﻋﺠـﺯ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤـﺎﺯ ﻋﻤﻠ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻠﺼﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺘﺭﺩﺩ ﻨﻅﺭ ‪‬ﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺴﻡ ﻭﻫﻭ ﺃﻤـﺭ ﻋﻤـﻕ ﻤـﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ.‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫ﻤﺜﻠﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺒﻜل ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻤﺘـﺩﺍﺩﺍﺘﻬﺎ ﺘﺤـﻭﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻨﻘﻼﺒ ‪‬ﺎ ﻜﺄﻨﻪ ﻗﻁﻊ ﻓﻲ ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﺒﻼﺴـﺘﻴﻙ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺃﺴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﺘﺤﻭل ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﻋـﺩ ﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺼـﺎﺭ ﻭﺼـﻔﺔ‬ ‫ﺴﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ.‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻴﺱ ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ، ﻓﻘﺩ ﺃﺜﺒﺕ‬ ‫ﺘﻤﺭﺩﻩ ﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ ﺘﺼـﻨﻴﻌﻪ ﻭﻟـﻴﺱ ﺘﻐﻴﻴـﺭﻩ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺴﺎﻫﻤﺕ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺘـﺩﻋﻴﻡ‬ ‫ﻤﺤﺎﻭﻻﺘﻪ ﻟﻠﺘﻤﺭﺩ. ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻓﻘـﻁ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻻﻟﺘﺤﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻪ، ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﺸل ﺍﻟﻭﻋﺩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﻟﻭ ﺒﺸﻜل ﻨﺴﺒﻲ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺒﺎﻟﺭﻭﺡ، ﺃﻱ ﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜـﻭﻴﻥ‬ ‫ﻤﻥ ﺇﻓﻙ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺏ ﺼﺎﻨﻊ ﺍﻻﻏﺘﺭﺍﺏ.‬ ‫ﻭﻟﺌﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘـﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴـﻴﻨﻴﺎﺕ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﺒﻁﻲﺀ ﻟﻸﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻓﺈﻨﻪ ﺒـﺩ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺠﺩﻴﺩ ﻻ‬ ‫ﻴﻤﺜل ﻓﻘﻁ ﺇﺤﻴﺎﺀ "ﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ" ﻗﺩﻴﻤﺔ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺴـﻴﺎﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺒﻌﺔ ﺒﺎﻟﺘﻤﺭﺩ، ﻴﻤﺜل ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻙ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻪ،‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻴﻨﺤﻭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻨﺤﻭ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸـﻜﻴل‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻨﺩ ﻤﺤﻁﺘﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ:‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻁﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ "ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ" ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺭﺍﺤل ﺘﻭﺭﺠﻭﺕ ﺃﻭﺯﺍل ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ، ﻟﻴﺱ ﺒﻘﺼﺩ ﺘﺤﺩﻴﻬﺎ ﻁﺒ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻜـﻥ ﺒﻘﺼـﺩ ﺘﺠﺩﻴـﺩﻫﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺎﺘﺕ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﺎ، ﻭﺘﺤﻘﻴـﻕ ﻤﺼـﺎﻟﺤﺔ‬ ‫ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺒـﺎﻨﻘﻼﺏ ١٢‬ ‫ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٠٨٩١ﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺫﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﺘﻤﺜل ﺘﻜﺭﺍ ‪‬ﺍ ﻟﺫﺭﻴﻌـﺔ‬ ‫ﺭ‬
‫ﺍﻨﻘﻼﺒﻲ ٠٦٩١ﻡ، ١٧٩١ﻡ، ﺃﻱ ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬـﻭﺭﻱ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻨﺘﺸﺎل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺯﻤﺘﻴﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﻭﻗﻑ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﺘﻁﺭﻑ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺸـﺎﺭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺴﺘﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﻤﻬﺭﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘـﺩﺱ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺎﻤﻪ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻤﺎﺌﺔ ﺃﻟﻑ ﺸﺨﺹ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﻤﺭﺘﺩﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﺍﺒﻴﺵ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻤﺎﺕ ﺭﺍﻓﻌﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﻕ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ ﻤﻁﻠﻘﻴﻥ ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﻭﺩﺍﻋﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺩﻤﻪ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺩﻻ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴـﺎ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻗﺎﻡ ﻗﺎﺌﺩ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﻜﻨﻌﺎﻥ ﺇﻴﻔـﺭﻴﻥ ﺒﺤﻅـﺭ ﺍﻷﺤـﺯﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺯﻋﻤﺎﺌﻬﺎ ﻭﺴﺠﻨﻬﻡ، ﻭﻓﻲ ﻁﻠﻴﻌﺘﻬﻡ ﺭﺌـﻴﺱ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ)٢٦(.‬ ‫ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻨﻘـﻼﺏ ٠٨٩١ﻡ ﻭﻗﻌـﻭﺍ ﻓـﻲ ﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺼـﺎﻋﺩ. ﻓﻤـﻥ‬ ‫ﺠﻬﺔ ﺤﺎﻭل ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻹﻋـﺎﺩﺓ ﺼـﻭﻍ‬ ‫ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻋﻨﺩﻤﺎ‬ ‫ﺃﺩﺭﻜﻭﺍ ﻋﺠﺯ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﺄﻁﻴﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ، ﺤﺘـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﺇﻴﻔﺭﻴﻥ ﺍﺴﺘﻌﺎﻥ ﻤﺭﺍ ‪‬ﺍ ﺒﺎﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴـﺔ ﻭﺒﺎﻟﺤـﺩﻴﺙ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ. ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﻋﺎﻡ ٢٨٩١ﻡ ﺠﻌل ﺍﻟﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ‬
‫ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻓﺴﺭﻩ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ‬ ‫"ﻴﺸﺎﺭ ﻜﻴﺒﻼﻥ" ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻨﺼﻴﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻀـﺎﻤ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﺘﻘﺎﺀ ﻟﺤﻅﺭ ﺸﻴﻭﻋﻲ ﻤﺤﺘﻤل)٣٦(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺸﻌﺭ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺒﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻜﺄﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻭﻜﺤﺭﻜـﺔ ﻤﺘﺄﺼـﻠﺘﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺨـﻼل‬ ‫ﻁﺭﺡ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﺁﺨﺭ ﻴﻤﺜل ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺠﺎﺀ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺘﺎﺒ ‪‬ﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺩﻴﻼ ﻤﻨﺎﻓ ‪‬ﺎ ﻟﻠﻨﻅـﺎﻡ. ﻭﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﹰ ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻴ ‪‬ﺎ، ﻅﻬﺭ ﻁﺭﺡ "ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ" ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﺒﻨـﺎﻩ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺘﻭﺭﺠﻭﺕ ﺃﻭﺯﺍل ﻁﻤ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼـﺎﻟﺤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ. ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻭﺯﺍل ﻴﻬﺩﻑ ﺒﻁﺭﺡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻤـﻥ ﺠﻬـﺔ، ﻭﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺤـﺩ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻌﺩ ﻨﺠـﺎﺡ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻋﺎﻡ ٩٧٩١ﻡ ﻤﻥ ﺠﻬـﺔ ﺃﺨـﺭﻯ، ﻭﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺇﻁﺎﺭ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺃﺸﻤل ﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ. ﻭﺘﻌﺯﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻋـﺭﺏ ﺃﺭﺒﻜـﺎﻥ‬
‫ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺼـﺭﺍﺤﺔ ﻋـﻥ ﺩﻋﻤﻬﻤـﺎ ﻟﻠﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻀﺭﺒﺔ ﻟﻼﺘﺠـﺎﻫﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻲ. ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻫﻴﺄ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺩﻋ ‪‬ﺎ ﻤﻌﻨﻭ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴـﺔ‬ ‫ﺼ‬ ‫)ﻤﺜل ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﻤﻨﻅﻤﺔ ﻤﻘﺎﺘﻠﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ‬ ‫ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺤﺯﺏ ﺍﷲ( ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﻠﻌـﺕ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻨﻤـﻭﺫﺝ‬ ‫ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻲ ﻜﺂﻟﻴﺔ ﻟﻺﻁﺎﺤﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ)٤٦(.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻭﺍﻨﺩﻻﻉ ﺤـﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺘﺤﺩﺙ ﺃﻭﺯﺍل ﻋﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋﺒـﺭ‬ ‫ﺘﻭﺠﻬﺎﺕ "ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻌﺘﺩﻟﺔ"، ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻭﻫﺯﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻗﺩ ﺃﺘﺎﺤﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻟﺩﻭﺭ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺤﺘﻼل‬ ‫ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻁﻠـﺏ‬ ‫ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺃﺸﻤل ﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻤﺜل‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ "ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ" ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻗﻴﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ﻭﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﻘﺒـﻭل ﺍﻷﺘـﺭﺍﻙ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ ﻭﺍﻷﺫﺭﺒﻴـﻴﻥ‬ ‫ﻭﺍﻷﻭﺯﺒﺎﻜﻴﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﻴﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺴﻭﺍﺀ)٥٦(.‬
‫ﻭﻗﺩ ﻋ ‪‬ﻑ ﺃﻭﺯﺍل ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻗﺎﺌﻼ: ﻋﻨـﺩﻤﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻨﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﻭﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺩﺭﻴـﺎﺘﻴﻜﻲ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻨﻜﺘﺸﻑ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻴﺸـﻜﻠﻪ‬ ‫ﻭﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻜﺎﻥ "ﻋﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ" ﻤﺴـﻠﻤﻭﻥ ﻭﻨـﺎﻁﻘﻭﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻭﻴﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓـﻲ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺃﺘﺭﺍﻙ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﻭﻻ ﻴﺯﺍﻟﻭﻥ‬ ‫ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﺘﺭﺍﻜﺎ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻭﺘﻌﻴﺵ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺃﻟﺒﺎﻨﻴﺎ ﻭﻜﻭﺴﻭﻓﺎ ﻭﻤﻘﺩﻭﻨﻴﺎ)٦٦(.‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺭﺤﻴل ﺃﻭﺯﺍل ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺊ ﻋﺎﻡ ٣٩٩١ﻡ ﻗﺩ ﺃﺴﻘﻁ‬ ‫ﺨﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺴ ‪‬ﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺨﻴﺎﺭ ﺤـﺯﺏ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺃﻭ ﻁﺭﺡ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل".‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺤﻁﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل" ﻜﻁﺭﺡ ﻟﻠﺭﻓﺎﻩ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻓﻠﻘﺩ ﺒﺩﺍ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺠﺒﻬﺔ‬ ‫"ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻋﻅﻡ" ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻨﺴﻴﺏ ﻓﺎﻀل، ﺜﻡ ﻗﺎﻡ ﺒﺘﺄﺴﻴﺱ ﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﺎﻡ ٠٧٩١ﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻏﻠﻕ ﺒﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٧٩١ﻡ ﺃﺴﺱ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺤﺯﺏ "ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ"، ﺜﻡ‬ ‫ﺘﺨﻠﻰ ﻋﺎﻡ ٢٧٩١ﻡ ﻋﻥ ﺃﺴﺘﺎﺫﻩ ﻨﺴـﻴﺏ ﻓﺎﻀـل ﻤﻌﺘﺒـ ‪‬ﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﺭ‬
‫ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻻ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺘﺒﻨﻲ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻋﻅـﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﺭﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻟﺘﻜـﻭﻴﻥ ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺤﺯﺏ "ﺍﻟﺴـﻼﻤﺔ ﺍﻟـﻭﻁﻨﻲ"‬ ‫ﺨﻭﺽ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻋـﺎﻤﻲ ٣٧ ﻭ ٧٧٩١ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺸـﺎﺭﻜﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻻﺌﺘﻼﻓﻴﺔ ﺨﻼل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻋﺘﻤﺎ ‪‬ﺍ ﻋﻠـﻰ ﺨﻁـﺎﺏ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻀﺩ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻀﺩ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻴﺅﻴﺩ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺜﻘﻴـل‬ ‫ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴـﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻼﺏ ﻋﺎﻡ ٠٨٩١ﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺃﺴـﺒﺎﺒﻪ‬ ‫ﻋﻘﺏ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻟﻤﻬﺭﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﺱ، ﺠﺭﻯ ﺤﻅﺭ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺴﺠﻥ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ. ﺜﻡ ﻤﻊ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃ ‪‬ﺱ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻋﺎﻡ ٣٨٩١ﻡ ﻭﺘﻭﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﻅﺭ ﻋﻥ ﻨﺸﺎﻁﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﺎﻡ ٧٨٩١ﻡ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻅل ﻴﺩﻴﺭﻩ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻏﻴﺭ‬ ‫ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻷﺭﺒﻊ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻭﺠﺎﺀ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ‬ ‫ﻋﺎﻡ ﻫﻭ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل"، ﻭﻫﻲ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ "ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ" ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺭﺩ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻥ ﻭﺜﺎﺌﻘﻪ ﻭﺃﺩﺒﻴﺎﺘﻪ ﺒﺴﺒﺏ‬ ‫ﻤﺎ ﻴﻔﺭﻀﻪ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻤـﻥ ﺤﻅـﺭ ﺍﻟﻨﺸـﺎﻁﺎﺕ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ)٧٦(. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﻨـﺩﺱ ﺍﻷﻭل ﻟﻁـﺭﺡ "ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺩل" ﻫﻭ ﺩ. ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﺭﺓ ﻏﻭﻟﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴـﺘﻔﺎﺩ ﻜﺜﻴـ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺭﻓﺎﻫﻴﺎﻥ ﺁﺨﺭﺍﻥ ﻫﻤﺎ ﺩ. ﻋﺎﺭﻑ ﺃﺭﺼـﻭﻱ‬ ‫ﻭﺩ. ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻗﺩﻴﻤﻴﺭ.‬ ‫ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﺒﺄﻨﻪ: "ﻨﻅﺎﻡ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻻ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ". ﻭﻴﺸﺭﺡ ﺫﻟﻙ ﻏﻭﻟﺔ ﻗﺎﺌﻼ: ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻅﺭﺘﺎﻥ:‬ ‫ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻘﻭﻱ ﻭﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ، ﺍﻟﻘﻭﻱ ﻴﺴﻭﺩ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﻤﺤﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ، ﻭﻤﻘﺎﺒل ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺼﻴﻐﺔ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻘـﻭﻱ ﻫﻨـﺎﻙ ﻨﻅـﺭﺓ ﺍﻟﺭﺴـﺎﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ. ﻭﻫـﺫﺍ‬ ‫ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻅﺎﻤﻴﻥ؛ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰﺍﻟﻘـﻭﺓ ﻭﺍﻻﺤﺘﻜـﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ، ﻭﺍﻵﺨـﺭ ﻴﺴـﺘﻨﺩ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺤـﻕ ﻭﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ)٨٦(.‬ ‫ﻭﺘﻤﺜل ﺇﺤﺩﻯ ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻓﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺘﺨﺘﻠـﻑ‬ ‫ﺠﻭﻫﺭ ‪‬ﺎ ﻋﻥ ﻨﻅﻴﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ، ﻓﺎﻷﺨﻴﺭﺓ ﻫﻲ ﻓﺼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﻭﻋﺩﻡ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺸـﺌﻭﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴـﺔ، ﻭﻻ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴـﺔ‬ ‫ﺒﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺩﺴـﺘﻭﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺘﻤﺎﺭﺱ ﺤﻅـﺭﺍ ﻋﻠـﻰ‬ ‫‪‬‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﺒل ﺇﻨﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻘﻤﻌﻲ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﻟﻺﺴﻼﻡ)٩٦(.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺃﻫﻡ ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻓﻬﻲ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ‬ ‫ﺒﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻓﻔـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻻ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻤﺠـﺭﺩ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ ﺩﻭﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺘﺠﺭﻱ ﻜل ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ، ﻻ ﻨﻅﺎ ‪‬ﺎ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭﻴﺔ، ﺒـل‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺌﺘﻼﻓﺎ ﻭﻁﻨ ‪‬ﺎ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻜﻤـﺎ ﻴﻌﺘـﺭﻑ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒﺤﻕ ﺍﻟـ ٩٩ ﻓﺭ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺃﺼل ﻤﺎﺌﺔ. ﻭﻴﻘﻭل ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ: "ﻴﺠﺏ ﺃﻥ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻻ ﻨﻨﺴﻰ ﺃﺒ ‪‬ﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﺴﻁﺔ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻏﺎﻴﺔ، ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻫﻲ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻓﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﻓﻼﻨﺎ،‬ ‫ﻭﺫﺍﻙ ﺁﺨﺭ، ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻓﻼ ﺘﺒﻘـﻰ‬ ‫ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻨﻬﺎ)٠٧(.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل – ﻜﻤﺎ‬ ‫ﺃﻭﻀﺢ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ – ﻨﻅﺎﻡ ﻻ ﺭﺒﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻀـﺭﺍﺌﺏ ﻅﺎﻟﻤـﺔ ﻭﻻ‬ ‫ﺼﻙ ﻨﻘﻭﺩ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺭﺼﻴﺩ، ﺘﻤﻨﺢ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻘـﺭﻭﺽ ﺒﺼـﻭﺭﺓ‬ ‫ﻋﺎﺩﻟﺔ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻭﺘـﻨﺨﻔﺽ ﺍﻷﺴـﻌﺎﺭ ﻭﺘـﺯﺩﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ، ﻭﻴﺘﻀﺎﻋﻑ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﺜﺎل، ﻭﺘﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺃﻗﻭﺍﻫﺎ)١٧(.‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﺩل، ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﺘﻀﻤﻥ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻴﺤﺩﺩ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﻓﻲ: ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻜل ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﻤﻨﻅﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‬ ‫)٢٧(‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ "ﺍﻟﻴﻭﻨﺴﻜﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ"‬ ‫ﻭﺤﺩﺓ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ "ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ".‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﺩل" ﺨـﺎﺽ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ٤٨٩١ ﻭ ٧٨٩١ﻡ ﻭﻟﻡ ﻴﺤﻘﻕ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟــ‬ ‫٠١% ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻫﻠﻪ ﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ. ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺒـﺄﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻜﺎﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺩﻴﻤﺎﺠﻭﺠﻴـﺔ ﻤـﻥ ﻗـﺩﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺒﻪ. ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨـﻪ ﻜـﺎﻥ ﺫﺍ ﻤﻨﺤـﻰ‬ ‫ﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻲ ﻭﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻐﺭﺏ؛ ﺇﺫ ﻴﻜﺸﻑ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻋﻥ "ﺤﻤـﻰ ﺍﻟﺘﻭﺠـﻪ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭﺨﻠﻕ ﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﻠﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤـﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﺫﻱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ".‬ ‫ﺘﺠﺎﻭ ‪‬ﺍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ، ﺩﺨل ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٩١ﻡ ﻓﻲ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺃﺴﻤﺎﻩ "ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ" ﻤﻊ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ،‬ ‫ﻭﺤﻘﻕ ﺒﻪ ﻨﺴﺒﺔ ٧١% ﻤﻥ ﺍﻷﺼـﻭﺍﺕ. ﻟﻘـﺩ ﺘﺒﻨـﻰ ﺍﻟﺭﻓـﺎﻩ‬
‫ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺭﺘﻜـﺯ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺼـﻠﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺒﻤﻔـﺭﺩﺍﺕ ﺇﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻤﺴﺘﻔﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺨﻠﻬﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺃﻭﺯﺍل.‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﺍﺴﺘﻬﺩﻓﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﺇﺩﺨﺎل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻤﻜﻭﻥ ﺭﺌﻴﺴﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺤﺘﻰ ﺇﻥ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﺴﻪ ﺃﻭﺯﺍل‬ ‫ﻟﻡ ﻴﺨﻑ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎﺘﻪ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺩﻴﺔ)٣٧(.‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺩﺨل ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ٥٩٩١ﻡ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ‬ ‫ﻁﻭﺭ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺃﻜﺜﺭ ﻟﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ‬ ‫ﻭﺍﻀﺢ. ﻓﺎﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻴﺘﺼﻭﺭﻩ ﺍﻟـﺒﻌﺽ، ﻟـﻴﺱ‬ ‫ﺤﺯ ‪‬ﺎ ﺃﺼﻭﻟ ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﺴﻠﻔﻴﺎ ﻭﺫﻟـﻙ ﻤـﺎ ﻴﻤﻴـﺯﻩ ﻋـﻥ ﺍﻷﺤـﺯﺍﺏ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ. ﻓﻔـﻲ‬ ‫ﺍﺴﺘﻁﻼﻉ ﻟﻠﺭﺃﻱ ُﺠﺭﻱ ﻋﺎﻡ ٦٩٩١ﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ١٤% ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺼﻭﺘﻭﺍ ﻟﻠﺭﻓﺎﻩ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﻭﻥ، ﻭﺃﻥ ١٧% ﺃﻋﺭﺒـﻭﺍ ﻋـﻥ ﺜﻘـﺘﻬﻡ‬ ‫ﺒﺎﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴـﻪ ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ – ﺒﻌﻜﺱ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﻻ ﻴﻀﻊ‬ ‫ﻤﻁﻠﺏ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺃﻭﻟﻭﻴﺎﺘـﻪ،‬ ‫ﺃﺨ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺠﺫﺭﺕ‬ ‫ﺫ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﻟﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻭﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺭﺏ، ﻭﻴﺒﺸﺭ ﺒﺎﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﻓﻲ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺃﻭ ﻗﺎﻟﺏ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻲ؛ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺘﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻐﺭﺏ. ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻋﻥ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫ﺒﺸﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﻹﺨﻭﺍﻨﻲ ﻭﺍﻷﺼﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﻁﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ، ﻭﻋـﻥ‬ ‫ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺒﻨﻤﺎﺫﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺤﺯﺏ ﺍﷲ ﻭﺠﻤﺎﻋﺔ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻗﺒﻼﻥ)٤٧(.‬ ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻁﺭﺡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻴﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺩﻋﻭﺘﻪ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻭﺤـﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻨﺼﺭﻱ ﺍﻷﻤﺔ "ﺍﻟﺘﺭﻙ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ" ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺯﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ)٥٧(. ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺩﺨﻠـﻪ ﺇﻟـﻰ ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻸﻜﺭﺍﺩ ﺒﻬﻭﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﻤﻨﺤﻬﻡ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻨﺸـﺎﺀ‬ ‫ﻤﺤﻁﺔ ﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ، ﻭﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺩﺍﺭﺴﻬﻡ، ﻭﺘﺄﻴﻴﺩ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺩﻴﻤﻴﺭل ﺒﻤﻨﺤﻬﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ؛ ﻟﻴﺼﺒﺤﻭﺍ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺱ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﻫﻭﻴﺘﻬﻡ، ﻭﺩﻋﻭﺓ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻟﻠﻌـﻭﺩﺓ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻜﻭﻫﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﻭﺼـﺭﻑ‬
‫ﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﻟﻬﻡ ﻹﺼﻼﺤﻬﺎ، ﻭﺭﻓﻊ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻋﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺒﺈﻨﻌـﺎﺵ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻘﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻭﻗﻑ ﺃﻨﺸـﻁﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﺩﺍﺨل ﺘﺭﻜﻴﺎ)٦٧(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻨﺠﺢ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺒﻁﺭﺤﻪ ﻜـﻼ ﻤـﻥ ﻓﻜـﺭﺓ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ ٥٩٩١ﻡ ﺒﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫١٢% ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺤﺯﺏ ﺍﻷﻜﺜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﻤﺘﻘﺩﻤﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻠـﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻘﻕ ٩١%، ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟـﻭﻁﻥ ﺍﻷﻡ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺼل ﻋﻠﻰ ٨١%، ﻭﻟﻴﺼﺒﺢ ﺸﺭﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﺌﺘﻼﻑ ﺤﻜﻭﻤﻲ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻜﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ – ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﻫﻡ – ﺯﻋﻴﻤﻪ ﺃﻭل‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺴﻘﻁ‬ ‫ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﺠﻴﺵ، ﺒﻌﺩ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺤﻘﻕ ﺃ ‪‬ﺎ ﻤﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﻜﺭﺘﻴﻪ. ﻓﻘﺩ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺤﺯﺒﻪ ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻫﻤﺎ ﺇﺩﺨـﺎل‬ ‫ﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺠﺫﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺇﻻ‬ ‫ﺒﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺘﺎﻨﺴﻭ ﺘﺸﻴﻠﺭ ﻭﺤﺯﺒﻬﺎ، ﻭﺍﻷﻫـﻡ ﻤـﻥ ﺫﻟـﻙ ﻤﻭﺍﻓﻘـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺒﺸﻘﻴﻬﺎ ﻴﺼـﻌﺏ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬـﺎ‬ ‫ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ)٧٧(:‬
‫١- ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ﻭﺯﻋﻴﻤـﻪ‬ ‫ﺘﺸﻴﻠﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺇﺒﺎﻥ ﺭﺌﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻴﻥ ٣٩٩١ ﻭ ٥٩٩١ﻡ ﻭﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺒﺈﻁﻼﻕ ﻴﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ.‬ ‫٢- ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻤﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﺸﺩﺩ ﺩﺍﺨل ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘـﻭﻴﻡ‬ ‫ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ ﺒﻌﺩﻤﺎ ﺍﻨﻀﻡ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٢٩٩١ﻡ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﻤﺘﻘﺎﻋﺩ‬ ‫"ﺩﻭﻏﺎﻥ ﺠﻭﺭﻴﺵ" ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻟﻠﺠـﻴﺵ ﺤﺘـﻰ‬ ‫ﺃﻏﺴﻁﺱ ٤٩٩١ﻡ.‬ ‫٣- ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﺤﻴﻴﺩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋـﻥ‬ ‫ﺃﻱ ﺘﻁﻭﺭ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻀﺨﻡ، ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺘﻌـﺩﻴل ﺍﻟﻤﻭﻗـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻬـﺫﻴﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻅﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﺢ ﻟﻪ‬ ‫ﺇﻻ ﻤﺭﻜ ‪‬ﺍ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻫﺸﺎ ﺭﻏﻡ ﺭﺌﺎﺴﺘﻪ ﻟﻠـﻭﺯﺭﺍﺀ، ﻓﻘـﺩ ﺤـﺎﻭل‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺴﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘـﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﺘﻌﻴﺩ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ )ﻨﺴﺒ ‪‬ﺎ( ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺼـﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﻠـﺒﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫)ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ(، ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، ﻭﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴـﺎﺠﺩ،‬ ‫ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒـﺄﺩﺍﺀ ﻓﺭﻴﻀـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺩﻓ ‪‬ـﺎ ﻟﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻟﺼـﺤﻭﺓ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺽ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ، ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺵ، ﻭﻋﺒﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﻤﺘﺭﺒﺼﺔ ﻟﻜل ﻗﺭﺍﺭ ﻴﺼﺩﺭﻩ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻓﺤﺎﻭﻟـﺕ ﻨﻘـﺽ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ، ﺜـﻡ ﺩﺨﻠـﺕ‬ ‫ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻭﺜﺏ ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺤﻜﻤﻪ، ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺩﻓﻌـﻪ ﻻﺴﺘﺼـﺩﺍﺭ‬ ‫ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻀﺩ ﻤﺒﺎﺩﺌﻪ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ﻭﺘﻤﺜل ﺴﺤﺒﺎ ﻤﻥ ﺭﺼﻴﺩ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻓﻌ ﹰ، ﻤﻤﺎ ﻋﺠل ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ.‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺫﺭﻭﺘﻪ ﺤﻴﻥ ﻗﺩﻡ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﻁﺎﻟﺏ‬ ‫ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻭﻴﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺠﻠـﻭﺩ ﺍﻷﻀـﺎﺤﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﻤﺴﻠﻤﻭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜل ﻋﺎﻡ، ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻤﺴﺠﺩ ﺒﺤﻲ ﺘﻘﺴـﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﺴﻁﻨﺒﻭل، ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ ﺍﻟﺒـﺭﻱ ﺒـﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻴﺴﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺭﺍﻏﺒﻴﻥ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ. ﻭﻗﺩ ﻋﺎﺭﺽ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟـﺏ‬
‫ﻁﻴﻠﺔ ﺸﻬﺭ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﺩﺍﻋ ‪‬ﺎ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻟﻠﺘﺭﺍﺠـﻊ ﻋﻨﻬـﺎ، ﻭﻓـﻲ ٨٢‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٧٩٩١ﻡ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺠﻠﺱ ﺒﻌﻤل ﻫﺠﻭﻡ ﻤﻀﺎﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﺘﻘـﺩﻴﻡ‬ ‫ﻋﺸﺭﻴﻥ ﻤﻁﻠ ‪‬ﺎ ﻷﺭﺒﻜﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﺒﻭﻟﻬـﺎ ﻴﻤﺜـل ﺼـﺩﻤﺔ ﻟﺘﻴـﺎﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ، ﻭﻷﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻭﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻋﺩﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﺎﻟﺯﻱ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻤﻨﺎﻗ ‪‬ﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺨﻴﺎﻨﺔ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻟﻠﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﺤﻭﻴل ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﺨﺭﻴﺞ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﻤﻬﻨﻴﺔ، ﻭﺇﻏﻼﻕ ﻤﺩﺍﺭﺱ‬ ‫ﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ، ﻭﻤﻨﻊ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﺴﺠﺩ ﺘﻘﺴـﻴﻡ)٨٧(.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﻌ ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﺽ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ، ﻭﻴﺭﺍﻭﻍ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺸﻌل ﺃﺯﻤﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻨﺘﻪ ﺇﻻ ﺒﻌـﺩ ﺭﺤﻴـل‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ. ﻭﻓﻲ ﺨﻁﻭﺓ ﻻﺤﻘﺔ ﺘﻡ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺩﺴـﺘﻭﺭﻴﺔ ﻓـﻲ ٦١‬ ‫ﻴﻨﺎﻴﺭ ٨٩٩١ﻡ ﻗﻀﻰ ﺒﺤﻅﺭ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻭﻤﻨﻊ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺴﺒﻌﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﻟﻤـﺩﺓ ﺨﻤـﺱ‬ ‫ﺴﻨﻭﺍﺕ. ﺜﻡ ﻗﺎﻤﺕ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﺇﻨﺫﺍﺭ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ "ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻜﻠﻬﺎ ﻴﻠﻤﺎﻅ" ﻻﺘﺨﺎﺫ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ‬ ‫ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ٠٢ ﻤﺎﺭﺱ ٨٩٩١ﻡ، ﻭﻫـﻭ ﻤـﺎ‬
‫ﺃﺫﻋﻥ ﻟﻪ ﻴﻠﻤﺎﻅ ﺒﺈﺼﺩﺍﺭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻓﻌـﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﺕ)٩٧(:‬ ‫١- ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺁﻟﻴﺔ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺃﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻨﻬـﺎ ﺘـﺩﻋﻡ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻤﻭﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ‬ ‫ﺘﻤﻭﻴل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ.‬ ‫٢- ﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ.‬ ‫٣- ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺒـﺙ ﻤﺤﻁـﺎﺕ ﺍﻹﺫﺍﻋـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻐل ﺍﻟﺩﻴﻥ.‬ ‫٤- ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺘﻅﺎﻫﺭﺍﺕ.‬ ‫٥- ﺘﻐﻠﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ.‬ ‫٦- ﻤﻨﻊ ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼـﻭل ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ﻟـﺭﺌﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ.‬ ‫٧- ﻓﺼل ﺃﻱ ﺸﺭﻁﻲ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺩﺍﺨل‬ ‫ﺴﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ.‬ ‫٨- ﻭﻀﻊ ﻗﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻭﺤﻤل ﺍﻟﺴﻼﺡ.‬
‫ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻗﺩ ﺍﺴـﺘﻌﺎﺽ ﻋـﻥ ﺍﻻﻨﻘـﻼﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﺎﻨﻘﻼﺏ ﻤﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ،‬ ‫ﻟﻜﻥ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻤﺜل ﺍﻻﻨﻘﻼﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻡ ﻴﺤل ﺍﻷﺯﻤﺔ ﻭﻟﻥ ﻴﺤﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻭ ﻟﻡ ﻴﻨﻪ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﻟﻡ ﻴﺤل ﺍﺯﺩﻭﺍﺠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ، ﺒل ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻓﻘﻁ ﻭﺃﺠل ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫َ‪‬‬ ‫ﻤﺜﻠﻬﺎ.‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫ﺘﻤﻴل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻁﺎ ‪‬ـﺎ ﺜﻘﺎﻓ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺼﺎﻏﺘﻪ ﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺨﻁﺎ ‪‬ﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻤﺤﺩ ‪‬ﺍ، ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻓـﻲ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺼﻴﺎﻏﺘﻪ ﻗﻭﻯ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺘﺘﺸﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻁـﺭﺡ‬ ‫ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺘﻜﺭﻫﺎ ﻗﻭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ، )ﺤﺯﺏ ﺃﻭ ﺠﻤﺎﻋـﺔ(. ﻭﻴﻤﻜـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻭﺴﻁ ﻤﺎ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺭﺤﻬﺎ ﺃﻭﺯﺍل، ﻭﺒﻴﻥ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل"‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺤﻪ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺘﺤﻭل ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ‬ ‫ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺼﻴﻐﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻋﺘﺩﺍﻻ ﺘﻌﻠﻥ ﺇﻴﻤﺎﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﹰ‬
‫ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺇﻥ ﻋﺎﺭﻀﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﻴﻐﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺍﺴـﺘﻔﺎﺩ ﻤـﻥ ﺘﺠﺭﺒـﺔ ﺃﻭﺯﺍل‬ ‫ﺒﻁﺭﺤﻪ ﻟﻺﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺼﺩ ﺒﻪ ﺍﺤﺘـﻭﺍﺀ ﺍﻹﺴـﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﺒـﻪ ﻴﻤﻨﺤـﻪ ﺍﻟﻘﺎﻋـﺩﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻟﻼﻨﻁﻼﻕ، ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻼﻤﻲ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴـﺭ، ﻭﺍﻷﻓـﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ. ﻭﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻭﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﺒﻘﺩﺭ ﻤـﺎ ﻁـﻭﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﺩل ﺍﻟﺘـﻲ ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﻌـﺎﺩﻱ ﻀـﻤﻨ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻜﻤﺎ ﻁﻭﺭ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻤـﻥ ﻁـﺭﺡ ﺃﻭﺯﺍل‬ ‫ﺼﻴﻐﺔ "ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ" ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒـﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺼﻭﺭﻩ ﺃﻭﺯﺍل ﻤﺭﺘﺒ ﹰﺎ ﺒﺎﻟﺸﻌﻭﺏ‬ ‫ﻁ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻓﺠﺎﺀ ﻁﺭﺡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻨﻁـﺎﻕ ﺃﻭﺴـﻊ‬ ‫ﻭﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ‬ ‫ﻭﺒﺎﻷﺨﺹ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫ﻟﻜﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻜﺨﻁﺎﺏ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺄﻁﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻁـﺭ‬ ‫ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ، ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻗﺼﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ، ﺒل‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﺭﻜﺒﺔ ﻤﻥ ﺭﺅﻯ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﺫﺍﺕ ﻨﺯﻋﺔ ﺇﺴـﻼﻤﻴﺔ‬
‫ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺤﺎﻭل ﺒﻌﺙ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ.‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﺘﻤﺤﻭﺭﺕ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺤـﻭل ﺍﻟﻁـﺭﻕ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺸـﺒﻨﺩﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﻴﻥ،‬ ‫ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﺤـﻭل ﺍﻟﺘﺠـﺭﺒﺘﻴﻥ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻴﺘﻴﻥ‬ ‫ﻟﻸﻭﺯﺍﻟﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺒﻁﻭﺭﻴﻬـﺎ: "ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩل" ﺜﻡ "ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ"، ﻭﺍﻷﻫﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻤـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤـﻥ ﺜﻨﺎﺌﻴـﺔ،‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﻁﺭﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﻥ،‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻬﻲ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺼﻴﻐﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ‬ ‫ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺤﺩﺍﺜﺘﻪ، ﻭﺘﺤﻔﻅ ﻟﻠﺤﺩﺍﺜﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺃﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﻋﻤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ.‬ ‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺤﻘﻘـﺕ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺜﻨﺎﺌﻴﺎﺕ ﺜﻼﺙ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻫﻲ:‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ ﻓﻲ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺇﺫ ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤـﺎﻓﻅﻭﻥ ﺍﻟﺠـﺩﺩ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺠﺩل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺸﻜﻼ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﺤﻘل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻭﺫﻟـﻙ ﺒﻤﺭﺍﺠﻌـﺔ‬
‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻼﺀﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ.‬ ‫ﻭﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻜﺎﻨـﺕ ﻗـﺩ ﺃﻋﻠﻨـﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﺴﻼﻤﻴﺎﻥ ﻤﺘﺩﻫﻭﺭﺍﻥ ﻭﻤﺘﺨﻠﻔﺎﻥ، ﻓـﺈﻥ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﻴﻥ‬ ‫ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻁﺎﻟﺒﻭﺍ ﺒﺈﺼﻼﺡ ﻤﺎ ﻭﺠﺩﻭﺍ ﺃﻨﻪ ﺇﺭﺙ ﺩﻴﻨﻲ – ﻋﺭﻗـﻲ‬ ‫ﻤﺠﻴﺩ ﻟﻠﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻨﺩﺍﺌﻬﻡ ﺍﻟﺸﻌﺒﻭﻱ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺭ.‬ ‫ﻭﻻ ﺯﺍل ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻴﻭﺍﺼل ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺼﺩﻯ ﺃﻜﺒـﺭ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﻜﻤـﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬـﻭﺭﻱ ﺒﻔﻀـل ﻗﻭﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ)٠٨(.‬ ‫ﻭﻴﺄﻤل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﻓﻲ ﺒﻨـﺎﺀ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻻ ﻴﺘﺤـﺩﺩ‬ ‫ﺍﻟﻭﻻﺀ ﻟﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺃﻴ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸـﺘﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠـﻕ‬ ‫ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ.‬ ‫ﻭﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺠﻬﺎﻥ)١٨(؛ ﻭﺠﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﺽ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﻋﺜﻤـﺎﻨﻲ ﻴﺼـﻭﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻬﺩ ﺼﻨﻌﻪ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ، ﻭﻭﺠـﻪ ﻴﺘﻁﻠـﻊ ﺇﻟـﻰ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻜﻤﺼﻨﻌﺔ ﻭﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴـﺕ ﺒﺎﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ ﻤﺩﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ.‬
‫ﻭﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤـﺕ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻴﺭﻨﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﺍﻟﺠـﺩﺩ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺠﻌل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﻗﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺇﻨﺠـﺎ ‪‬ﺍ ﺒﻁﻭﻟ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻟﻸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ)١٨(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ، ﻓﻲ ﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ،‬ ‫ﺍﻟ ـﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺭﺍﺤ ـل ﺃﻭﺯﺍل ﺒﻘﻭﻟ ـﻪ "ﻴﻤﻜ ـﻥ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺠ ـﺎﻭﺯ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻤﺜﻠﻤـﺎ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ، ﺤﻴـﺙ ﺇﻥ ﺃﻗـﻭﻯ‬ ‫ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻓﺎﻟﺩﻴﻥ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻟﻑ ﺒﻴﻥ ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﻭﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ، ﻭﻫﻭ ﺍﻟـﺭﺍﺒﻁ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ‪‬ﻤ ﱢﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻴﺵ ﻭﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺒـﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠـﻑ‬ ‫ﻴﻜ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ. ﻓﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀـﺎﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﻠ ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻋﻜﺱ ﺫﻟﻙ)٢٨(.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻫﻭ ﺘﺘﺭﻴﻙ ﺍﻹﺴﻼﻡ،‬ ‫ﻭﺃﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻴﺘﺤﻘﻕ ﺫﻟﻙ ﻋﻤﻠ ‪‬ﺎ ﺒﻭﻀﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻴﺘﺒـﺩﻯ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻋﻠﻨﻪ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺼﺭﺡ ﺒﻘﻭﻟﻪ: ﺇﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺤـﺯﺏ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻫﻭ ﺨﻠﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌﻅﻤـﻰ ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﻓﻌل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ)٣٨(.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ: ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺩﻭﺭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻓﻤﻊ ﺘﻭﺍﺼـل ﺍﻟﺼـﻌﻭﺩ ﺍﻟﺘـﺩﺭﻴﺠﻲ ﻟﻠﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭﺍﻟـﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ. ﻭﺘﻠﻌـﺏ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﻤﺤﻭﺭ ‪‬ﺎ ﻓـﻲ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅـﺭ ﻓـﻲ ﺍﻹﺭﺙ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ ﻭﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺼﺩﻋﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋـﺩﺓ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺎﺘﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ،‬ ‫ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻬﻤﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴﻴﻭﻥ ﻤﺜل ﻓـﺘﺢ ﺍﷲ‬ ‫ﻏﻭﻻﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻨﺠﺎ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﻤلﺀ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻭﻀﻊ ﺼـﻴﻐﺔ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒـﺔ ﺒﺎﺴـﺘﻌﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺒﻁﺭﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ)٨٤(.‬
‫ﺇﺫﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﹸﺠ ‪‬ﺩ ﻨﺯﻭ ‪‬ﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺘ ﺴ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻌﺩ ﻓﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻨﺨﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.‬ ‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺤﺭﻜﻬﺎ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﻌﻤل ﻜﺸﻜل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻨﻀﺎل ﻤﻥ ﺃﺠل‬ ‫ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﻭﺸـﻌﺒﻭﻱ ﻴﻬـﺩﻑ ﺇﻟـﻰ ﻓـﺘﺢ‬ ‫ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺃﻭﺴﻊ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸـﺔ.‬ ‫ﺒﺘﻌﺒﻴﺭ ﺁﺨﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺨﻠـﻕ ﻓﻀـﺎﺀﺍﺕ ﺒﺩﻴﻠـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ)٥٨(. ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﺤﺴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﻜﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺇﻨﻤـﺎ‬ ‫ﺘﻤﺜل ﻨﺯﻋﺔ ﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﺠﺭﺩ ﻨﺯﻋـﺔ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻓﻬﻲ ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﺼـﻭﺭ‬ ‫ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﻨﻤﻁ ﺘﻭﺠﻬﻬـﺎ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ، ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ ﻤﻔﻬـﻭﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻤﻠﻪ ﻟﻔـﻅ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ" ﻤـﻥ ﺘـﺭﺍﺙ‬ ‫ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻱ ﻁﻭﻴل ﻴﺜﻴﺭ ﻟﺩﻯ ﺍﻟـﺒﻌﺽ، ﻭﻟﻠﻭﻫﻠـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ،‬
‫ﻫﻭﺍﺠﺱ ﻜﺜﻴﺭﺓ؛ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻜﺎﻨـﺕ ﺒﺎﻷﺴـﺎﺱ‬ ‫ﻨﺯﻋﺔ ﺘﻭﺤﻴﺩﻴﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﻤﺎﺝ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺘﺒﺩﻭ‬ ‫ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻓﻜﺭﺓ ﺭﺠﻌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺒﻌﻴﺩ.‬ ‫ﻓﺜﻤﺔ ﺭﺃﻱ ﺸﺎﺌﻊ ﻴﺘﻤﺤﻭﺭ ﺤـﻭل ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌـل ﺍﻟﺴـﻠﺒﻲ‬ ‫ﻟﺠﻴﺭﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺘﺠﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻭﻴﺅﻜﺩ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻻ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻻ ﻫـﻲ‬ ‫ﺘﻭﻓﺭ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻨﺘﻘـﺎﺩﺍﺕ ﻟﻔﺭﻴـﻕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺒﺭﻴ ‪‬ﺍ ﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﻭﺴﻌﻴﺔ ﻭﻋﺩﻭﺍﻨﻴﺔ)٦٨(. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺘﺤﺕ ﻭﻁـﺄﺓ ﻫـﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﻘـﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﻬﻭﺍﺠﺱ ﺘﻨﻔﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﻨﻔﺴـﻬﺎ‬ ‫ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻤ ‪‬ﺯﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ، ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺘﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ)٧٨(:‬ ‫١- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ ﻟﻠﻘﻭﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻭﻟﻼﻋﺘـﺩﺍل‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻟﻠﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ.‬ ‫٢- ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻠﻘـﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﻗـﺎﺯ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ.‬ ‫٣- ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ.‬
‫ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﻫـﺩﺍﻑ ﻻ ﺘﺴـﻌﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻻ ﺘﻜـﻭﻴﻥ ﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻋﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﻅﻤﻰ ﻤﻭﺤﺩﺓ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺨﻠﻕ ﺇﺤﺴﺎﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺸـﺘﺭﻙ ﻓـﻲ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.‬ ‫ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﻤﻨﺩﺭﻴﺱ ﺒﻘﻭﻟـﻪ: "ﺇﻥ ﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻻ ﺘﺘﻭﺍﻓـﻕ ﻤـﻊ ﺍﻟﺤﻘـﺎﺌﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻨﺤﻥ ﻻ ﻨﻘﺼـﺩ ﺃﻥ ﻨﻐﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ، ﺇﻻ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺠﺎﻫل ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﻭﺍﻷﻭﺍﺼﺭ‬ ‫ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ")٨٨(.‬ ‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻓﺭﺼﺔ‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل: ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ )ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ( ﺩﺍﺨل‬ ‫ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ. ﻭﺍﻵﺨـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﻤﻊ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﻤـﺎ ﻴﺘﺠـﺎﻭﺯ‬ ‫ﺤﺩﻭﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻨﻔﺴـﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻌﺩ ﻨﻤﻭﺫ ‪‬ﺎ ﻨﻅﺭ ‪‬ـﺎ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻴﺵ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺒﺭ ﻟﻬـﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻫﻭ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻴﻤﺜـل ﻋﻨـﺩ‬ ‫ﺭﺴﻭﺨﻪ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺩﺍﺨل،‬ ‫ﻭﺃﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻴ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻀ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ﻴﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺤﻭل ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺒﺭﻭﺯ‬ ‫ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫ﻭﻴﻘﻭﻡ ﻤﻨﻁﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﺃﺴﺎﺴـﻲ ﻫـﻭ ﺃﻥ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻴﺼﺎﺤﺒﻪ، ﻭﻻ ﺸﻙ، ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻌﺭﻴﻑ‬ ‫ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻭﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ‬ ‫ﻅل ﺍﻟﺠﺩل ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺴﺘﻌ ‪‬ﺍ ﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻴﺘﻨﺎﺯﻋﻪ ﺘﻴﺎﺭﺍﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﻥ، ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﻭﻀـﻊ ﺘﺠـﺎﺫﺏ‬ ‫ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻲ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺠﺩل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺒﻌﺩ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻥ ﻴﺘﻭﻗـﻑ‬ ‫ﻗﺭﻴ ‪‬ﺎ، ﻓﺈﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﺒ‬
‫ﻟﻡ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻥ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻗﺎﻁﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ.‬ ‫ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺼﺩﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﻴﺙ‬ ‫ﻴﺘﻤﺭﻜﺯ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻨﺫ‬ ‫ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﻀﻊ ﻗﻠﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻜﺂﺨﺭ ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻟﻠﺤﺎﻀﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل، ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤـﻭل‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ.‬ ‫ﻭﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺃﻥ ﻴﺭﺼﺩﻫﺎ‬ ‫ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻟﻤﻭﻗـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺘـﺭﺩﻱ ﺍﻹﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ، ﺤﻴـﺙ‬ ‫ﺍﻨﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻟﻠﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ‬ ‫ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺸﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﻭﻫﻭ ﺍﻨﺩﻓﺎﻉ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭﻩ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻗﻁـﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻨﺨﺒﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ‬ ‫ﺘﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ،‬ ‫ﺭﺒﻤﺎ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﺘﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ‬
‫ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ. ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﻭﻗﻑ ﻟﻨﺘﺄﻤل ﻗﻠـﻴﻼ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻋﺒﺭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﻭﻫﺭ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﺩل ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ:‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:א‬ ‫ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﻗﻭﻯ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻭﻓﻲ ﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻷﻤﺩ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ، ﻭﻫﻭ ﻤﺠﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ، ﻭﺇﻥ ﺘﻤﻴـﺯﺕ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ. ﻭﻜﻤﺎ ﺴﻠﻑ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻘﺩ ﺘﻤﺜﻠﺕ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻤﺘـﺩﺍ ‪‬ﺍ ﻟﻶﺨـﺭ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﻫـﻭ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻷﻁﻠﺴـﻴﺔ ﺜـﻡ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﻜﻤﺎ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺩﺍﺨل ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻓـﻲ ﺍﻻﻨﺘﻘـﺎل‬ ‫ﺒﺘﻔﺎﺼﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤـل‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌـﺩﺍﺀ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻴﺵ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴـﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﺒﺩﻭﺍﻓﻊ ﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﻻ ﻴﺤﻜﻤﻬﺎ ﺇﻁﺎﺭ ﻨﻅـﺭﻱ‬ ‫ﺠﺩﻴﺩ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻭﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻭﺠﻪ ﺨﺎﺹ.‬
‫ﺃ- ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭﺓ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ:‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻤﺘﺼﻭ ‪‬ﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﻤﻭﻗﻑ ﺘﺭﻜﻲ ﻤﺅﺜﺭ ﺇﺒﺎﻨﻬﺎ ‪‬ﻭ ِﺱ ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻔﻀـﺎﺀ‬ ‫ﻤ ﺭ‬ ‫ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﻭﺍﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﻋﻤﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺤﻭل ﺍﻟﺸـﺭﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻭﻨﻴﺔ، ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﺼﻭ ‪‬ﺍ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺴﻭﻑ ﺘﺸﻬﺩ ﺘﻘﺎﺭ ‪‬ﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﻜﻡ ﻤﻥ ﻗﻭﺓ ﺃﺴﺱ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﺭﺴﻴﺨﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺤﺩﺙ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻫﻭ ﺘﺤﺭﻙ ﺘﺭﻜﻴﺎ "ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ" ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻨﻘـﺽ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺱ ﻭﻟﻴﺱ ﺘﺭﺴﻴﺨﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﻔﺎﻋﻠﻬـﺎ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺜﻡ ﻤﺸـﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻠﺘﺒﺴﺔ ﺒﻬﻤﺎ ﻤ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻓﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘـﺩﺨل ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻨـﺫ ﺒﺩﺍﻴـﺔ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٢٩٩١ﻡ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﺭﺍﻍ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ. ﻭﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٥٩٩١ﻡ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﻘﻭﺓ ﻗﻭﺍﻤﻬﺎ ٥٣ ﺃﻟﻑ ﺠﻨﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻤﻨﻊ ﺘﺴﻠل ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻜﻤﺎ ﺘﻜﺭﺭﺕ ﻤﻨـﺫ ﺫﻟـﻙ‬
‫ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﻌﻠﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁـﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺴـﺎﺨﻨﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺘﻤﺭﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺨـﺫﻭﻥ ﻤـﻥ ﺸـﻤﺎل‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻼ ﹰﺍ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩﻫﻡ.‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻗﻴـﺎﻡ ﺍﻟﻁـﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺒﻘﺼﻑ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ‬ ‫ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤـﻥ ﺇﺠـﺭﺍﺀ‬ ‫ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻋﺎﺠﻠﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗـﺭﻯ‬ ‫ﻭﻤﺩﻥ ﻋﺭﺍﻗﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺫﺭﻭﺘﻬﺎ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺍﺴـﺘﻐﻼل‬ ‫ﺃﺠﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ ﻓـﻲ ﺴـﺒﺘﻤﺒﺭ ٦٩٩١ﻡ‬ ‫ﻟﺘﻤﺭﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺃﻤﻨﻴـﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺒﻌﻤـﻕ‬ ‫٠٢ﻜﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻟﻤﻨـﻊ ﺘﺴـﻠل‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻤﺭﺩﻴﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﻫـﻭ ﺍﻟﻤﺸـﺭﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻭﺒل ﺒﺎﻋﺘﺭﺍﺽ ﺸﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻨـﻪ‬ ‫ﻭﺠﺩ ﺴﺒﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ)٩٨(.‬ ‫ﻴﺤﺩﺙ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺭﻏﻡ ﺘﻭﺍﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﺔ ﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺨﺸﻴﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻜﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺸﻤﺎﻟﻪ ﺘﻤﺜل ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻫﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻤﺜﻼ ﻟﺭﻓﺽ ﺘﻭﺠﻴـﻪ ﻀـﺭﺒﺔ ﻋﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴـﺭ ٨٩٩١ﻡ ﻭﺍﻋﺘـﺫﺍﺭﻫﺎ ﻟﻠﻭﻻﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺇﻨﺠﻴﺭﻟﻙ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ)٠٩(. ﻭﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﻴﻥ ﺘـﺩﺨل‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﻭﺍﻟﺤﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺘﻘﺴـﻴﻤﻪ، ﻴـﺫﻜﺭ‬ ‫ﺃﺤﺩ ﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤـل‬ ‫ﺃﻥ ﺘﺘﺠﺎﻫل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﺎ ﻟـﻡ‬ ‫ﻴﺘﻡ ﺘﻁﺒﻴﻊ ﻜﺎﻤل ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻭﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠـﻴﺵ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻴﻪ)١٩(.‬ ‫ﻭﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻤﻘﺘﻀـﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼـﺎﻟﺢ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺃﺜﺎﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﻤـﻊ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺤﻭل ﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ. ﻭﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ‬ ‫ﻫﻲ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺜـﻭﺭ‬ ‫ﻭﺘﻬﺩﺃ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻭﻋﻠـﻰ ﺭﺃﺴـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺩ ﺩﺃﺒﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺴـﻭﺭﻴﺎ ﺒـﺩﻋﻡ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻭﺇﻴﻭﺍﺀ ﺯﻋﻴﻤﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﻭﺠﻼﻥ ﻗﺒل‬ ‫ﺇﺭﻏﺎﻤﻬﺎ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺠﻼﺌﻪ ﺤﻴﺙ ﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﻜﻴﻨﻴـﺎ ﻭﻗـﺒﺽ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﻤﻌﻘﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩.‬
‫ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺘﺨﺯﻴﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﻤلﺀ ﺴﺩ ﺃﺘـﺎﺘﻭﺭﻙ‬ ‫ﻓﻲ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٠٩٩١ﻡ ﻭﺤﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻋﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ‬ ‫ﻟﻤﺩﺓ ﺸﻬﺭ ﻜﺎﻤل ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺜﺎﺭ ﻗﻠﻕ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻅل ﻭﺠﻭﺩ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺤﻠﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺕ ﻋﺎﻡ ٠٣٩١ﻡ ﻭﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل‬ ‫٧٨٩١ﻡ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻬﺩﺕ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﻤﻌﺩل ﺘﺩﻓﻕ ﻟﻠﻔﺭﺍﺕ ﻴﺒﻠﻎ ٠٠٥ﻡ٣ ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻤﻘﺎﺒل ﺘﻌﻬﺩ ﺴﻭﺭﻱ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﺘـﺄﻤﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ)٢٩(.‬ ‫ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺒﻴﻥ ﻤﺸﻜﻠﺘﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﻟﻜﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ "ﺠﺎﺏ" ﺃﻭ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻗﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﺩﺭ ﺘﻜﻠﻔﺘﻪ‬ ‫ﺒﻨﺤﻭ ١٣ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻴﻀﻡ ٣١ ﻤﺸﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻤﺨﺘﻠ ﹰﺎ ﻷﻏﺭﺍﺽ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺍﻟﺭﻱ ﻭﺘﻭﻟﻴﺩ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﺒﺩﺃ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻋﺎﻡ ١٨٩١ﻡ)٣٩(. ﻓﻠﻘﺩ ﹸﻅـﺭ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺘﻀﻡ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻤـﻥ ﺍﻷﺭﻤـﻥ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﻭﻋﺭﺏ ﻟﻭﺍﺀ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻅﻠﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺘﺩﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﺘﺠـﺎﻩ ﺘﺼـﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘـﻭﺘﺭ ﻭﺨﻠـﻕ‬ ‫ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ، ﺤﻴﺙ ﺘﺩﻋﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﻘﻀﻲ‬
‫ﺒﺘﻘﺎﺴﻡ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﺒﺭﺓ ﻟﻠﺤﺩﻭﺩ)٤٩(، ﻭﺫﻟﻙ ﺭﻏـﻡ ﻨـﺹ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٩٠١ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻟﻭﺯﺍﻥ ٣٢٩١ﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺸﻜﻴل‬ ‫ﻟﺠﻨﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺘﻀﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟـﺜﻼﺙ ﻭﺘﻜﻠـﻑ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺠﻡ ﻋـﻥ ﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺒﻨـﺎﺀ ﻤﻨﺸـﺂﺕ‬ ‫ﻫﻴﺩﺭﻭﻟﻴﻜﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻭﺼـﺭﻑ ﻤﻴﺎﻫﻬـﺎ)٥٩(.‬ ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺭﻏﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ٧٨٩١ﻡ ﺃﻴ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻭﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘـﺩﺨل ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻁـﺭﺡ‬ ‫ﻤﺸﻜﻼﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺃﻭﺴـﻁﻴﺔ.‬ ‫ﻓﺒﺨﺼﻭﺹ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻤﺸـﺭﻭﻉ‬ ‫ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺭﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﺴـﻭﻴﺘﻬﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺇﻁﺎﺭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀـﺎﺕ ﻤﺘﻌـﺩﺩﺓ‬ ‫ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﻜﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ، ﺃﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﺩﺨل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻊ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔـﺭﺍﺕ ﻭﻓـﻕ‬ ‫ﺤﺼﺹ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﺡ ﻤﺭﻓﻭﺽ ﺭﻓ ‪‬ﺎ ﺒﺎ ‪‬ـﺎ. ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﻀ ﺘ‬ ‫ﺍﻗﺘﺭﺡ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺤﻜﻤﺕ ﺘﺸﻴﺘﻴﻥ ﺇﺭﺴـﺎﺀ‬ ‫ﻨﻅﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻨﻅﻴـﺭﻩ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ، ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻸﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺘﻀﻡ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﻤﺼﺭ ﺜﻡ ﺘﻨﻀـﻡ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺍﻷﻁـﺭﺍﻑ‬ ‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺒﺤﻴـﺙ ﺘﺘـﻭﻟﻰ ﺤـل‬ ‫ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭل)٦٩(. ﻭﻴﺴﺘﻨﺩ ﻤﻨﻁﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﺤﺎﻟﺔ ﻗﻀـﺎﻴﺎﻫﺎ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻨﺎ ﹰﺎ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻴﺘﻌﺫﺭ ﺘﺠﺎﻭﺯﻩ، ﺤﻴـﺙ ﻻ‬ ‫ﺨ‬ ‫ﺘﺜﻕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﻴﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﺤﻤـل‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺸـﻜﻭ ﹰﺎ ﻤﺸـﺎﺒﻬﺔ ﻓـﻲ ﻨﻅﻴﺭﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ)٧٩(، ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺒﺸﺄﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻜﺠﺯﺀ ﻤـﻥ ﺘﺴـﻭﻴﺔ ﺴـﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ.‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒل ﻏﺭﻭﺭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﺴﻌﻰ ﻷﻥ ﻴﻔﺭﺽ ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﺃﻤﻨ ‪‬ﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﺠﺩﻴـ ‪‬ﺍ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺤﺘﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﺩﻴﻪ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻤﻌﻪ ﺤﻭل‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁـﻕ‬ ‫ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺤﻪ ﻨﺘﻴﻨﻴﺎﻫﻭ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﻤﻜﺎﻥ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺸﻤﺱ"، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺭﻕ ﻓﻴﻪ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺴﻼﻡ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻬﺩﺍﺕ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ، ﻭﺴﻼﻡ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﻓﺭﺽ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ ﻭﻀﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ، ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺤﺩ ﺨﺒـﺭﺍﺀ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜل ﺃﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺤـﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﻤﻥ ﺒﻭﺍﻋـﺙ ﺍﻟﺤـﺭﻭﺏ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﻌﺎﻀﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺄﻁﺭﻭﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺎﻫﺔ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﻨﻅـﻡ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﺘﻤﺜﻴﻠﻴـﺔ ﺘﺘﻤﺘـﻊ ﺒﺎﻟﺭﻀـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ)٨٩(.‬ ‫ﻭﻻ ﻴﺴﻊ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺒـﺩﻭ ﻓـﻲ‬ ‫ﻅﺎﻫﺭﻩ ﺒﻠﻴ ﹰﺎ ﻭﺇﻨﺴﺎﻨ ‪‬ﺎ ﺴﻭﻯ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﺎﺀل، ﻫـل ﺜﻤـﺔ ﺘﻨـﺎﻗﺽ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻱ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭل ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ‬ ‫ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻟﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ؟ ﻭﻟﻤـﺎﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻋﻤـﻼ ﻗﻬﺭ ‪‬ـﺎ ﻗﻤﻌ ‪‬ـﺎ ﺍﻨﻘﻼﺒ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺩﺍﺨل ﺍﻟﺤﺩﻴﺜـﺔ‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ؟ ﻭﺃﺨﻴ ‪‬ﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻴﻐﻴـﺏ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴـﺎﻤﺢ‬ ‫ﺭ‬
‫"ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ" ﻤﻊ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻴﻌـﺎﻨﻭﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﻤﺴﺘﻤﺭ ﻴﻜﻠﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ ﻤ ‪‬ـﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺸـﻬﺩﺍﺀ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻻﺭﺍﺕ، ﺒل ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺘﺘﺴﺎﻤﺢ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻊ ﺤﺠﺎﺏ ﻨﺎﺌﺒﺔ ﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺃﻱ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﺤﺠﺎﺒﻬﺎ؟ ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻤﺎﺸـﻰ ﺒﺸـﻜل ﻋـﺎﻡ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻼﺀ،‬ ‫ﻭﻻ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻻ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﺸـﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﻭﺒـﺎﻷﺨﺹ‬ ‫ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﺃﻭ "ﻫﺎﺘـﺎﻱ" ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻭﻫـﻲ ﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻨﻁـﻕ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻼﺌﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻭﻴﺴـﺎل ﻭﺯﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﻭﺴﻴﻔﻲ ﺘﺸﺎﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺒﻘﻭﻟﻪ "ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻤﺸﻕ ﺃﻥ ﺘﻨﺴـﻰ ﻤﻭﻀـﻭﻉ ﻟـﻭﺍﺀ‬ ‫ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ، ﻭﺃﻥ ﺘﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ،‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋـﻥ ﺩﻋـﻡ ﺤـﺯﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﺒـﺩ ﺍﷲ ﺃﻭﺠـﻼﻥ ﻭﺇﺒﻌـﺎﺩﻩ ﺃﻭ ﺘﺴـﻠﻴﻤﻪ‬ ‫ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ")٩٩(.‬
‫ﻓﻠﻘﺩ ﺃﺒﻌﺩ ﺃﻭﺠﻼﻥ ﺒﺎﻟﻔﻌل، ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘﺤل ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻡ‬ ‫ُ‪ِ ‬‬ ‫ﺘﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻷﺼل ﻓﺎﺴ ‪‬ﺍ ﻭﻤﺘﻨﺎﻗ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ، ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻫﻭ ﺤﺎﻓﺯ ﺍﻟﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻋﻥ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻴﺵ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﻋﻘﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ. ﻭﺠﺎﺀ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺎﺩ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺘﺤﻘﻴ ﹰﺎ ﻷﻫﺩﺍﻑ ﻋﺩﺓ، ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻘﺩﺓ "ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﻴﺭ ﺤﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ، ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺘﺴﻬﻴل ﺤـل‬ ‫ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻊ ﻜل ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻜـﻭﻥ ﻟﻬـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺤل ﻋﺎﺌﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻤﻠﻤﻭﺱ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻭﺇﺘﺎﺤﺔ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﺨﻼل ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ ﺃﺴﺎ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻤﺔ ﻓـﻲ ﺘﺠـﺎﻭﺯ‬ ‫ﻓﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜﻜﺘﻠﺔ ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ ﻗﺩ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﻤﻊ‬ ‫ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻱ‬
‫ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﺒﺭ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀـﻤﻬﺎ ﺇﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺘﻌﺎﻭﻨﻲ ﻭﺍﺤﺩ، ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠـﺏ ﻋﻠـﻰ ﻤﺸـﻜﻠﺘﻴﻥ‬ ‫ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ: ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻫﻲ ﺘﻌﺜﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺜـﻡ‬ ‫ﺘﻌﻁل ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺩﻤﺔ ﻟﻠﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﺸـﻴﺩﺓ ﻟﻠﻜﻴـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁﻲ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ: ﻫﻲ ﺼﻌﻭﺩ ﻨﺠﻡ ﺤـﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓـﺎﻩ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺘﻨﺎﻤﻲ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻱ ﺍﻟﺼـﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺒل ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼـﻭﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻋـﻥ ﺒـﺩﻴل "ﻟﻠﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺍﻷﻭﺴﻁﻴﺔ" ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺭﻜﺎﺌﺯ ﻗﻭﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ‬ ‫ﻗﺩﺭﺓ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻤﺔ ﻭﺇﻨﺠﺎﺯ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺒﺄﻗل ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﻫـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﺩﻓﺎﻉ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل.‬ ‫ﺏ- ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ:‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻁـﺭ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ، ﻭﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﻭﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻨﻭﻋﻴـﺎﺕ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩ ﻭﺘﺴﻤﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺎﻷﻁﺭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ.‬
‫ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ ﻓﻬﻭ ﻴﺸﻜل ﺃﻫـﻡ ﻤﺴـﺘﻭﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻀﻤﻥ "ﺘﻨﺴﻴ ﹰﺎ" ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻤﺤﺩﺩﺓ. ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻷﺤﻼﻑ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻀـﻤﻨﻪ‬ ‫ﻜﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨـﻲ. ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺤﺭﺒـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻁﻭﺭ ﺃﻭ ﻴـﺘﻘﻠﺹ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﺍﻷﻁﻭل ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟـﻰ ﻤﺴـﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻷﺩﻨـﻰ. ﺃﻤـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﻭﻻ ﻴﺭﺘﺏ ﺁﺜﺎ ‪‬ﺍ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ، ﻭﻏﺎﻟ ‪‬ﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺃﻁﺭﺍﻑ ﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻻ ﻴﺠﻤﻌﻬﺎ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻭﺍﺤﺩ‬ ‫ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ)٠٠١(.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻟﻠﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ "ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ" ﻟﻼﺘﻔﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻷﻭل ﻭﻫﻲ)١٠١(.‬ ‫١- ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺒﺈﺠﺭﺍﺀ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ.‬
‫٢- ﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘـﺩﺭﻴﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ.‬ ‫٣- ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴـﺔ ﻟﻜﻠﺘـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ ﺒﻤﻌﺩل ﺜﻤﺎﻥ ﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺠﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ.‬ ‫٤- ﻗﻴﺎﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﻁﺭﺍﺯ ﻓﺎﻨﺘﻭﻡ "ﺇﻑ – ٤" ﺒﻤﺒﻠﻎ ٠٠٦ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺨـﻼل‬ ‫ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ.‬ ‫٥- ﺤﻀﻭﺭ ﻤﺭﺍﻗﺒﻴﻥ ﻤـﻥ ﻜـل ﺩﻭﻟـﺔ ﻟﻠﺘـﺩﺭﻴﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ.‬ ‫٦- ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﻨﺘﺩﻯ ﺃﻤﻨﻲ ﻟﻠﺤـﻭﺍﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ.‬ ‫ﻓﻭﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻫـﻲ ﺒﻤﺜﺎﺒـﺔ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻤﺘﻘﺩﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻁﻭﻴﺭﻩ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ ﻻﺘﻔﺎﻕ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺩﻓـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻜﺎﻤل. ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻓﻲ ﻅل ﻋﺩﺓ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭﺍﺕ ﺭﺒﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺃﻫﻤﻬﺎ:‬ ‫١- ﺇﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻴﻘﻌﺎﻥ ﻀﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺃﻤﻨﻲ ﻭﺍﺤﺩ ﺘﻘﺭﻴ ‪‬ﺎ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻴﻭﺍﺠﻬﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻫﻤﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﻴﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻤ ‪‬ﺍ ﻤﺒﺭ ‪‬ﺍ ﺤﺴﺏ ﺘﺼﻭﺭﻫﻤﺎ.‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭ‬
‫٢- ﺇﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﺴـﻌﺔ ﻭﻤﺘﻌـﺩﺩﺓ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻨﻤﺎﺫﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ.‬ ‫٣- ﺇﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻤﺤـﺩﻭﺩﺓ،‬ ‫ﻓﺤﺘﻰ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓـﻲ ﺼـﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻁـﺎﺌﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﻨﺘﻭﻡ ﻭﺘﺤﺩﻴﺜﻬﺎ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻀﻴﻕ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺩﺍﺌﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ. ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﻀـﻊ ﻤﺜـل‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻴﻜﺴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻤﻌﺎﻥ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻴﺱ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺘﻨﺴﻴﻕ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ، ﻭﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﻟﻪ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﺇﺫ ﻻ ﻴﺘﺤﻘـﻕ ﺘﺒـﺎﺩل‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ – ﺒﺼﻔﺔ ﻓﻌﻠﻴـﺔ ﻭﻤﺅﻜـﺩﺓ – ﺇﻻ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺤﻠﻔﺎﺀ، ﻓﺎﻷﺼﺩﻗﺎﺀ ﻓﻘﻁ ﻴﻭﻗﻌﻭﻥ ﺒﺭﻭﺘﻭﻜـﻭﻻﺕ ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﺤﻠﻔـﺎﺀ‬ ‫ﻓﻴﻨﻔﺫﻭﻨﻬﺎ ﺒﺩﻗﺔ ﻭﺤﻤﺎﺱ. ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻓﻌـﻼ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺴـﺎﺤﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ)٢٠١(.‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻷﻭل ﻓـﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴـﺭ‬ ‫٦٩٩١ﻡ ﻫﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩ ﻓﻲ ﻅل ﺭﺌﺎﺴﺔ ﻤﺴـﻌﻭﺩ ﻴﻠﻤـﺎﻅ‬ ‫ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺼ ‪‬ﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻭ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻨﻔﺴـﻪ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ، ﺒل ﺇﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻋﻘﺩﺕ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺭﺌﻴ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ‬ ‫ﺴ‬
‫ﻴﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺃﻤﺭﻴﻥ: ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺘﺄﻜﻴـﺩ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﻤﺜل ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻤﺅﻜﺩﺓ ﻻ ﺴﺒﻴل ﻟﻼﺨﺘﻼﻑ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ: ﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﺇﺤﺒﺎﻁ ﻤﺘﺒﺎﺩل ﻟﻠﺭﻓﺎﻩ ﻭﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﺒل ﻤـﻊ ﺍﻟﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ، ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺤﻜﻤﻪ ﺒﺘﺭﺤﺎﺏ ﺸﺩﻴﺩ ﺃﻤﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺩﺍل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻅل ﺍﻨﺩﻓﺎﻉ ﻜل ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ‬ ‫٤٢ ﺍﺘﻔﺎ ﹰﺎ ﻤﺸﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓـﻲ ﻋـﺎﻤﻲ ٦٩٩١ﻡ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻭ ٧٩٩١ﻡ ﻜﺎﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ)٣٠١(:‬ ‫- ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٤.‬ ‫- ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٥.‬ ‫- ﺘﺼﻨﻴﻊ ﻁﺎﺌﺭﺓ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﻁﻴﺎﺭ ﻭﺃﺨﺭﻯ‬ ‫ﺒﻁﻴﺎﺭ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ.‬ ‫- ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ ﻟﺘﻁـﻭﻴﺭ‬ ‫ﺼﻭﺍﺭﻴﺦ ﻤﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺼﻭﺍﺭﻴﺦ "ﺒﺎﺘﺭﻴﻭﺕ".‬ ‫- ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﺩﺒﺎﺒﺔ ﺇﻡ ٠٦ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ٠٠٦ ﺩﺒﺎﺒـﺔ‬ ‫ﺠﺩﻴﺩﺓ "ﻤﻴﺭﻜﻭﺭﻱ".‬
‫- ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺒﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ‬ ‫"ﺭﺍﻴﻔﺎل".‬ ‫- ﺘﻭﺭﻴﺩ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺇﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴـﺔ ﺨﺎﺼـﺔ‬ ‫ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ، ﻭﺭﺍﺩﺍﺭﺍﺕ ﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٤.‬ ‫- ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻟﻠﻤﺨﺎﻁﺭ ﻜل ٣ ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ‬ ‫ﺍﻟﻔﻨﻴﻴﻥ ﻭﻜل ٦ ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟـﺩﻓﺎﻉ ﻭﺭﺅﺴـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ.‬ ‫- ﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ "ﻜﻭﺩ"‬ ‫ﺴﺭﻱ.‬ ‫- ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٦١.‬ ‫ﺝ- ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ:‬ ‫ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﺼـﻭﺭﺓ ﻭﺍﻀـﺤﺔ ﺇﺫ‬ ‫ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﻤﺯﺍﻴـﺎ ﻋﺩﻴـﺩﺓ، ﻤﻨﻬـﺎ ﺍﻻﻨﻔﺘـﺎﺡ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﺘﺴﻌﻰ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨـﺕ‬ ‫ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺴﻼ ‪‬ﺎ ﻨﻭﻭ ‪‬ﺎ ﻤﺜل ﻜﺎﺯﺍﺨﺴﺘﺎﻥ، ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻘـﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻀﺭﺒﺔ ﺠﻭﻴﺔ ﻤﺅﺜﺭﺓ ﻀﺩ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺤﻴﺎﺯﺘﻬﺎ ﻓﻌﻠ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺘﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻤﺘﻼﻙ ﺴـﻼﺡ ﻨـﻭﻭﻱ ﻭﺘﻤﻜﻴﻨﻬـﺎ ﻤـﻥ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻬﻴﻼﺕ ﻹﻗﺎﻤﺔ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺘﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﺭﺼﺩ ﺃﻴﺔ ﺘﺤﺭﻜﺎﺕ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ‬ ‫ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﺎﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﻁﺎﺌﺭﺍﺘﻬـﺎ )ﺃﻱ‬ ‫ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل( ﻟﻸﺠﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸـﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻴﺢ ﻟﻬﺎ ﻤﺠﺎﻻ ﻭﺍﺴ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﻜﻤﺎ ﻴـﻭﻓﺭ ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺭﺼﺔ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻀﺭﺒﺎﺕ ﺠﻭﻴـﺔ ﻭﻗﺎﺌﻴـﺔ ﺃﻭ ﻫﺠﻭﻤﻴـﺔ ﻭﻤـﻥ‬ ‫ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻨﻤﻁﻴﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ.‬ ‫ﻭﻴﺒ ـﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻬ ـﺩﻑ ﺍﻷﺨﻴ ـﺭ ﻫ ـﻭ ﺍﻟﻬ ـﺩﻑ ﺍﻷﻫ ـﻡ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)٤٠١(‬ ‫ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺭﻉ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﻤﻭﺭﺩﺨـﺎﻱ ﻭﺯﻴـﺭ‬ ‫ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل‬ ‫ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻋﻥ ﺇﻋﻼﻨﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ: "ﺇﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻫﻭ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻗـﻭﺓ ﺭﺩﻉ ﻤﻭﺤـﺩﺓ‬ ‫ﻟﺭﺩﻉ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺃﻱ ﻫﺠﻭﻡ ﻗﺩ ﺘﻔﻜﺭ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺃﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ". ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﺘﺘﺤﺴـﺏ‬ ‫ﻟﻠﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ "ﺍﻟﻤﺠﻤﺩﺓ" ﺍﻵﻥ، ﻭﺘﺄﻤل ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ‬ ‫ﻟﻭ ﺘﻡ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺒﺎﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻭﺒﺎﻟﻠﻌﺏ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺘﺎﺭ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻼﺴـﺘﻔﺎﺩﺓ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺼﻭﺭ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻭﺃﺠﻬﺯﺓ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺠﻨـﻭﺏ ﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻫﻭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻤﺎ ﺘﺤﻘﻕ ﺒﺸﻜل ﻤﺜﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﺒﺽ ﻋﻠـﻰ‬ ‫"ﺃﻭﺠﻼﻥ". ﻓﻀﻼ ﻋﻤﺎ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺴـﻼﺤﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺒﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﻨﺘﻭﻡ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺨﺒـﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ، ﻤﻊ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸـﻤﺎل ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ‬ ‫)٦٠١(‬ ‫ﻭﺘﻭﻗﻲ ﺸـﺭﻭﺭ ﺃﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﺒﺤﺠﺔ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻘﺘﺼـﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺒل ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﻟﻤﺴـﺘﻘﺒل‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺤﺘﻰ ﻋـﺎﻡ ٠٢٠٢ﻡ. ﻓﻔـﻲ ﺘﻘﺭﻴـﺭ ﻟﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺘﻘـﻭﻴﻡ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ‪ SAIC‬ﻴﺘﻜﺸﻑ ﻫﺩﻓﺎﻥ ﺍﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﻥ‬ ‫ﺃﺒﻌﺩ ﻤﺩﻯ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻫﻤﺎ:‬ ‫- ﺘﺤﻭل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﻨﻭﻭﻴﺔ ﻋﻡ ٠٢٠٢ﻡ.‬ ‫- ﺘﺤﻭل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺭﺘﺒـﺎﻁ‬ ‫ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻤﻊ ﺘﻭﺴﻊ ﺤﻠﻑ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺤـﺎﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﺼﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺴﻌﻰ ﻟﺘﻘﺯﻴﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺴﻴﻔﺭ ﻋﺎﻡ ٠٢٩١)٧٠١(.‬
‫ﺩ- ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩ ﻟﻼﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ:‬ ‫ﺍﻓﺘﻌﻠﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ ﺃﺯﻤﺔ ﻜﺒـﺭﻯ ﻤـﻊ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻤﺎﺭﺴﺕ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺼﻌﻴ ‪‬ﺍ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻕ، ﺤﻴـﺙ ﻗـﺩﻤﺕ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ ﻋﺩﺓ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ "ﻭﻗﻑ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤـﺎل‬ ‫ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻭﻁﺭﺩ ﺯﻋﻴﻤﻪ ﺃﻭﺠـﻼﻥ، ﻭﺇﻏـﻼﻕ ﻤﻌﺴـﻜﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﺤﻅﺭ ﺘﻨﻘﻼﺕ ﻋﻨﺎﺼـﺭﻩ ﻋﺒـﺭ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺈﻗﺎﻤـﺔ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺤﺴﻥ ﺠﻭﺍﺭ ﻤﻌﻬﺎ")٨٠١(.‬ ‫ﻭﻟﻡ ﺘﻘﺒل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺤﻭل ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺸـﺭﻭﻁ، ﻭﻻ‬ ‫ﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﺄﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺴﻭﺭﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﻗﺎﻤـﺕ ﺒﻤﻨـﺎﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻭﻴﺢ ﺒﺎﺤﺘﻤﺎل ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻀـﺭﺒﺔ ﻟﺴـﻭﺭﻴﺎ ﻭﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺠﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻨﻭﻋ ‪‬ﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ. ﻭﻟﻌل ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺭﺠﺢ ﺴﻌﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻻﺨﺘﺒﺎﺭ‬ ‫ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺴﻌﻴﻬﺎ ﻹﻨﺠﺎﺯ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)٩٠١(.‬ ‫١- ﺘﺤﺴﻴﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻻﺌـﺘﻼﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻴﻌﺯﺯ ﻓﺭﺹ ﻓﻭﺯﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ ﺇﺒﺭﻴـل‬
‫٩٩٩١ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺭﻱ ﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻅل ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺘﻬﺩﺩ‬ ‫ﺒﺤﺼﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﺅﺜﺭﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋـﺩ ﺒـﺭﻏﻡ‬ ‫ﺍﻟﻀﺭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﻬﺕ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻘـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻤﺭﺓ‬ ‫ﻟﻭﺭﻴﺜﻪ ﺤﺯﺏ "ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ"، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻋﺘﻘـﺎل "ﺭﺠـﺏ ﻁﻴـﺏ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ" ﺭﺌﻴﺱ ﺒﻠﺩﻴﺔ ﺇﺴﻁﻨﺒﻭل ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻭﺍﺴﻌﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺜﻡ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺭﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺴﺌﻭﻟﻭﻥ‬ ‫ﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﻴﻠﻤﺎﻅ.‬ ‫٢- ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺼﻭﺭﻩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤـﻥ ﻀـﻌﻑ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻟﺴـﻭﺭﻴﺎ ﺒﻔﻌـل ﺍﺘﻔﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ –‬ ‫ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﻋﺘـﺩﺍل ﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺤﻠﻴـﻑ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨـﻲ‬ ‫ﻭﺍﻨﺸﻐﺎﻟﻪ ﺒﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﻊ ﺤﺭﻜﺔ ﻁﺎﻟﺒﺎﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ.‬ ‫ﻓﺒﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻔﻲ ﻋﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺼـﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻌﻪ ﻓـﻲ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻤﺤﺎﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸـﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬـﺎ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﺴﺘﻨﺎ ‪‬ﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻟﻰ ﺒﻪ ﺒﻨﻴﺎﻤﻴﻥ ﻨﺘﻴﻨﻴـﺎﻫﻭ ﺭﺌـﻴﺱ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ)٠١١(. ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫– ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻤـﻲ‬
‫)ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل( ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ. ﻴﻌﺯﺯ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺃﻥ ﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺒﻨﺯﻉ ﻓﺘﻴل ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺘﻌﺒﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻤﺎ ﻭﺼﻔﻪ ﻭﺯﻴﺭ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺨﺎﺭﺠﻴﺘﻬﺎ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺒﺭﻓﺽ ﺘﺤﻭل ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺇﻟـﻰ ﻋـﺩﻭ‬ ‫ﻟﻠﻌﺭﺏ)١١١(، ﻟﻡ ﺘﻠﻕ ﺘﻘﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻨﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ. ﺇﺫ ﻋﺒﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻤﺴﺌﻭﻟﻭﻥ ﺃﺘﺭﺍﻙ ﻋﻥ ﻏﺒﻁﺔ ﺸﺩﻴﺩ ﺒﻘﺩﺭﺓ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﻋﻠـﻰ ﺤﺴـﻡ‬ ‫ﺃﺯﻤﺔ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻁﻴﻠﺔ ٥١ ﻋﺎ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ٥١ ﻴﻭ ‪‬ﺎ ﻓﻘﻁ، ﻭﺫﻟﻙ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺴﺘﻌﻼﺌﻴﺔ ﻤﺘﻐﻁﺭﺴﺔ ﻟﻸﺯﻤﺔ)٢١١(.‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻜﻤﺎ ﺴﻠﻔﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ، ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘـﻭل‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺠﻼﻥ ﺒﻌﺩ ﺃﻗل ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺤﻴﻠﻪ‬ ‫ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ، ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻤﺜل ﺘﻁﺒﻴ ﹰﺎ ﻜـﺎﻤﻼ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤـﺭﺓ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻻﺴﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺘﻲ ﺒﻭﺠﻪ ﺃﺨﺹ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻭ‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺇﺩﻤﻭﻥ ﻏﺭﻴﺏ ﺇﻨﻪ ﻴﺄﺘﻲ ﺜﻤﺭﺓ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺴﻤﺎﻫﺎ "ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﺸﺒﺢ")٣١١(، ﻓﻲ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁـﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺘﺤﺩﺙ ﻏﺎﻟ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ﻭﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﻨﻔـﻲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ.‬
‫":‬ ‫א‬ ‫"א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫ﻭﻫﻭ ﻴﻤﺜل ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺄﻜﺜﺭ‬ ‫ﻤﺎ ﻴﻌﻜﺱ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻓﻬﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ ﻻﺴـﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻗﺒل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺍﻷﺴـﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻸﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻁﺭﺡ ﻴﻭﻓﻕ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ "ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ" ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ "ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ" ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺒﻨﻴﻪ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻠﺒـﻲ‬ ‫ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﻘﺩﻤـﻪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ، ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ،‬ ‫ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻴﻨﺘﻅﻡ ﺘﺼﻭﺭﻫﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﺄﺴﻴ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻴﺔ ﻤﺘﻤﺎﻴﺯﺓ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺒﺘﺴـﺭﺓ‬ ‫ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺒ ًﺎ ﺜﻘﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻁـﻭﺍل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺌ‬ ‫ﺍﻟﻭﻗﺕ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺴﺒﺏ ﺇﻨﻬﺎﻜﻬﻡ ﻭﻫﺯﻴﻤﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ‬
‫ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺏ )ﻭﻏﻴـﺭﻫﻡ ﻤـﻥ ﺸـﻌﻭﺏ‬ ‫ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ( ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺒﺤﺴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ‬ ‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﺼﺩﺭ ﺇﻀﻌﺎﻑ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ، ﻴﺘﻬﻤـﻭﻥ ﻭﻓـﻕ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺘﺨﻠﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻭﺍﻨﻀـﻤﻭﺍ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ. ﻟﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺘﻘﺩﻡ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻋﺒﺭ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﻬ ‪‬ﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻷﺯﻤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻊ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺈﺭﺠﺎﻉ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ‬ ‫"ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ" ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﻜﻤﻨﺘﺞ ﻟﻠﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺒﺸـﺭﻱ‬ ‫ﺒﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ، ﻭﻜـﺫﻟﻙ‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﺎﻟﻐﺭﺏ ﻭﺒﺎﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻤﻨﺢ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭل ﻁﻴﻠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﻓﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻴﻌﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ‬ ‫ﺃﺼﻭﻟﻴﺔ "ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺘﻐﺭﻴﺒﻴﺔ" ﺘﺭﻓﺽ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ، ﻭﺘـﺭﺘﺒﻁ‬ ‫ﺒﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻜﻨﺯﻋﺔ ﺴﻠﻔﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺠﺎﻤﺩﺓ. ﻭﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ‬ ‫ﺫﻟﻙ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺩﻋﻭ ﻟﺭﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒـﺎﻟﻐﺭﺏ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺤﺠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ، ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺘﺤﻭﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻭﺼﻔﺔ ﺴﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ "ﻋﻼﻗـﺔ ﻋﺎﺩﻴـﺔ"‬ ‫ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﻘﻭﻴﻡ ﺴﻠ ‪‬ﺎ ﻭﺇﻴﺠﺎ ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺘﺭﺘـﺏ ﺒﺎﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ ﺭﻓ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬
‫ﻟﻠﺸﺭﻕ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ( ﻫـﻲ ﻤﺤـﻙ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺽ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل)٤١١(.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻓﻜﺭﺓ "ﺍﻹﺨﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ"‬ ‫ﻟﺤل ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﺭﺒﻜـﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻻﺌﺘﻼﻓﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸـﻜﻠﺕ ﻤـﻥ‬ ‫ﺤﺯﺒﻪ ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ، ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻔﻌﻴل ﺩﻭﺭ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ: ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻟﻘﻭﻗـﺎﺯ ﻭﺍﻟﺒﻠﻘـﺎﻥ،‬ ‫ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻤـﻊ ﺍﻟـﺩﻭل‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ ﻭﺩﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ، ﻭﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﺘـﺭﺍﻙ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﺇﺨﻭﺓ ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ)٥١١(.‬ ‫ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺘﻭﻟﻰ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺭﺌﺎﺴـﺔ ﺍﻟـﻭﺯﺭﺍﺀ ﻜﺎﻨـﺕ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﻟﻠﺠﺩل ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ، ﻓﻠﻘﺩ‬ ‫ﻋﺒﺭﺕ ﺘﺤﺭﻜﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻠﻤﻭﺱ ﻗﻭﺍﻤـﻪ ﺇﻋﻁـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﺒﺩﺍ ﺫﻟﻙ ﻓـﻲ ﻜﺜﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺯﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻭﺃﺒﺭﺯﻫﺎ ﺠﻭﻟﺔ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﻵﺴـﻴﻭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻤﻠﺕ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﻭﺴـﻨﻐﺎﻓﻭﺭﺓ ﻭﻤﺎﻟﻴﺯﻴـﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺃﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﻭﺠﻭﻟﺘﻪ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺸـﻤﻠﺕ ﻤﺼـﺭ ﻭﻟﻴﺒﻴـﺎ‬
‫ﻭﻨﻴﺠﻴﺭﻴﺎ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﻜﻠﺘﺎ ﺍﻟﺠﻭﻟﺘﻴﻥ، ﻭﺃﺨﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺎﺭﻜﺕ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻀﻤﺕ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺜـل:‬ ‫ﻤﺅﺘﻤﺭ ﻁﺸﻘﻨﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻀﻡ ﺃﺫﺭﺒﻴﺠﺎﻥ ﻭﻜﺎﺯﺍﺨﺴـﺘﺎﻥ ﻭﻗﺭﻏﻴﺯﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺃﻭﺯﺒﻜﺴﺘﺎﻥ ﻭﺘﺭﻜﻤﺎﻨﺴﺘﺎﻥ، ﻭﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻱ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺤﻀﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜل ﻤـﻥ ﺃﻨﺩﻭﻨﻴﺴـﻴﺎ ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ ﻭﺒﺎﻜﺴـﺘﺎﻥ‬ ‫ﻭﺒﻨﺠﻼﺩﻴﺵ ﻭﻤﺎﻟﻴﺯﻴﺎ ﻭﻤﺼﺭ ﻭﻨﻴﺠﻴﺭﻴﺎ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻀـﺎﻓﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﻠﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ٦٩٩١ﻡ)٦١١(.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻗﺩ ﺩﻟـﺕ ﻋﻠـﻰ ﻤﻴـل‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﻟﻡ ﺘﻨﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺫﺍﺘﻪ‬ ‫ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴـﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ. ﻓﺭﻏﻡ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻱ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺯﻴﺎﺭﺘﻪ ﻜﻼ ﻤـﻥ ﻟﻴﺒﻴـﺎ ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺘﻭﻗﻴﻌﻪ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻌﻬﻤـﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺃﻅﻬﺭﺕ ﺤﺭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺘﻤﺱ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻭﻁ ﺒﻬﺎ )ﺃﻱ ﺒﺘﺭﻜﻴـﺎ( ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ‬
‫ﺍﻹﻁﺎﺭ. ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺍﻗﺏ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺤﻅﺭ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤـﻥ ﺨـﻼل‬ ‫ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺃﻨﺠﻴﺭﻟﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺃﺨ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺩﻋﺎ ﻗﺒل ﺘﻭﻟﻴﻪ ﻤﻨﺼـﺒﻪ ﺇﻟـﻰ ﺭﺤﻴـل ﺘﻠـﻙ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ)٧١١(.‬ ‫ﻟﻜﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﺎ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻨﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﻫﺎﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻗﺩ ﺘﺠﺴﺩ ﺭﻤﺯ ‪‬ﺎ ﻭﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻌﺒﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﻀـﻭﺍﺒﻁ‬ ‫ﺩﻴﻤﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻭل ﻤﺼـﺭ ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ ﻭﺒﺎﻜﺴـﺘﺎﻥ‬ ‫ﻭﺇﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﻭﻨﻴﺠﺭﻴﺎ ﻭﻤﺎﻟﻴﺯﻴﺎ ﻭﺒﻨﺠﻼﺩﻴﺵ ﻓﻀﻼ ﻋـﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺤﺘﻀﻨﺕ ﺍﻟﺴﻜﺭﺘﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤـﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ. ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﻫﺎﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻗﺩ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻜﺎﻥ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٦٩٩١ﻡ‬ ‫ﻗﺒل ﻤﺠﻲﺀ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻅل ﻭﺠﻭﺩﻩ. ﺃﻤﻜﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺒﻴﻥ‬ ‫ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻷﺘـﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻭﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ ﻭﻗـﻭﺓ‬ ‫ﺤﻀﻭﺭ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻋﻥ‬
‫ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻗﺘﺼﺭ ﺍﻷﻤـﺭ‬ ‫ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤـﺎﻨﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﻜـﻭﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻜﺭﺘﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ، ﻭﻋﻘﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻷﻭل ﻟﻘﻤﺔ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺘﻨﺤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻷﺭﺒﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻱ ﺒـﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻴﺘﻁﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺤـﻭ ﺤﺜﻴـﺙ. ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﺨﺫﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻲ،‬ ‫ﻤﻥ ﺃﺠل ﺃﻥ ﺘﻔﺭﺽ ﺨﻴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ، ﻭﺍﻟﺘﺤـﺎﻟﻑ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻀﺎﻓﺕ ﻓﻴﻪ ﺇﺴﻁﻨﺒﻭل ﺍﺠﺘﻤﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻟﻘﻤـﺔ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ ﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻀﺩ ﺴـﻭﺭﻴﺎ ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ ﻟﺩﺭﺠـﺔ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺤﺸﻭﺩ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ، ﻤﻊ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﻤـﺎل‬ ‫ﺇﻏﻼﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺴﻔﺎﺭﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻁﻬﺭﺍﻥ. ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺍﻨﺘﻘـﺎﺩﺍﺕ ﺃﺭﺒﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻓـﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴـﺭ‬ ‫٦٩٩١ﻡ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺍﻟﻤﺯﻴـﺩ ﻤـﻥ‬
‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺩﺨﻭل ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺒﺤﺭﻴـﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ٥ – ٩ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٨٩٩١ﻡ، ﻭﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﺠﻭﻴﺔ‬ ‫ﻤﻊ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ)٨١١(.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺘﻭﺍﻟﺕ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺭﻏﻡ ﻤﻘﺎﻭﻤـﺔ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺒﻌﺽ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻪ. ﺤﻴـﺙ ﺃﺠﺭﻴـﺕ ﺍﻟﺘـﺩﺭﻴﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﻤﺎ ﺼﺭﺡ ﺒﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺠﻭل ﻨﺎﺌﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻭﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻀﻡ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺤﻘـﻲ ﻗـﺎﺭﺍﺩﺍﻱ‬ ‫ﻭﺠﻭل ﻨﻔﺴﻪ ﺘﻘﺭﺭ ﻓﻴﻪ ﺘﺄﺠﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ)٩١١(.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺯﺍﺭ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺩﻴﻔﻴﺩ ﻟﻴﻔـﻲ‬ ‫ﺃﻨﻘﺭﻩ ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ﻡ ﺠﺭﻯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺨﻁﺔ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ "ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ" ﻓﻲ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴـﺩﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺠﺭﻯ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻡ ﺭﺌـﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﻏﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎل ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭ ﻟﻠﺩﻫﺸﺔ ﺃﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ – ﻟﻴﻔﻲ ﻟﻡ ﻴﺘﻁـﺭﻕ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺇﻨﻤﺎ ﺃﺜﻴﺭﺕ ﺨﻼﻟﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﻜـﺩ‬
‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻓﻴﻤـﺎ ﺫﻜـﺭ ﻟﻴﻔـﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻴﻭ ‪‬ﺎ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺇﻻ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل)٩١١(.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺃﻋﻠﻥ ﻓـﻲ‬ ‫ﺤﻤﻠﺘﻪ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺒﻼﺩﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺘﻘﻠﺹ ﻤﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺘﺤﺴﻥ ﻤﻊ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﻭﺇﻨـﻪ ﺴـﻭﻑ‬ ‫ﻴﺩﻋﻭ ﻹﻨﺸﺎﺀ ﻗﻭﺓ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺨﺩﻡ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ‬ ‫ﺒﺩﻴﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺤﺎﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺘﻘـﻑ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ)٠٢١(- ﻭﺠﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻀﻁ ‪‬ﺍ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻗﺒﻭل ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺒﻼﺩﻩ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻌﺩﻤﺎ ﺒﺭﺭ ﻟـﻪ‬ ‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ )ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺠـﻭل ﻨﺎﺌـﺏ ﺭﺌـﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ( ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺒﻌﺩﺓ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﻫﻤﻬﺎ)١٢١(:‬ ‫١- ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺒﺩﺃ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺄﺘﻲ‬ ‫ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻟﻡ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻭﺤﺩﻩ ﺒل ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻁﺭ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﺌﺘﻼﻓﻴﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﻀﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻨﺎﺯﻻﺕ.‬ ‫ﻓ‬ ‫٢- ﺇﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺨﻁﻁ ﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻗﻭﺍﺘﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺴـﻠﺤﺔ‬ ‫ﻭﻟﻬﺎ ﻜل ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔـﺭﻭﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺇﻻ ﺃﻨﻬـﺎ‬
‫ﺭﻓﻀﺕ، ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻭﺍﻓﻘﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ.‬ ‫٣- ﺇﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺘﻡ ﺒﺈﻴﺤﺎﺀ ﻤـﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺭﻜ ﹰـﺎ ﺃﺴﺎﺴـ ‪‬ﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ. ﺜـﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺘﻘﻑ ﺒﻘﻭﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺘﺩﺨل ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋـﻥ‬ ‫ﻁﺭﻴﻘﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺠـﺎﺭﺏ ﻤﺸـﺘﺭﻜﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ. ﻭﺁﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺘﻡ ﺇﺨﻼﺀ ﻗﺭﻯ‬ ‫ﺒﺄﻜﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻨﺸـﺎﻁ ﺍﻹﺭﻫـﺎﺒﻲ‬ ‫ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻫﻭ ﺘﻬﻴﺌﺔ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻗﻠﺏ ﺘﺭﻜﻴﺎ؛ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﺭ ‪‬ﺎ ﻹﺠﺭﺍﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺸـﺘﺭﻜﺔ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ. ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻀﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺨﻁـﻭﺓ‬ ‫ﺃﺒﻌﺩ، ﺒﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻨﻘﻼﺏ ﺃﺴﻘﻁ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻻﺌﺘﻼﻓﻴﺔ، ﻭﺒـﺎﻟﻭﻗﻭﻑ‬ ‫ﺨﻠﻑ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻟﺤل ﺤﺯﺒﻪ ﻭﺤﻅـﺭ ﺍﺸـﺘﻐﺎل‬ ‫ﺭﺌﻴﺴﻪ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺩﺓ ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ∗، ﻟﻴﺒﺩﺃ ﻁﻭﺭ ﺠﺩﻴﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺃﻁﻭﺍﺭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ. ﻓﻌﻨـﺩﻤﺎ‬ ‫ﺘﺴﻠﻤﺕ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻭﻟﻨﺕ ﺃﺠﺎﻭﻴﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺨﻠ ﹰﺎ ﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﻴﻠﻤـﺎﻅ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺴﻤﺢ ﻓﻲ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٩٩٩١ ﻷﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ.‬ ‫∗‬
‫ﺤﺎﻭﻟﺕ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻤﻴﺭﺍﺙ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ.‬ ‫ﻭﻴﻔﺴﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺤﺜﻴﺙ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻪ – ﺃﻱ ﺃﺠﺎﻭﻴﺩ –‬ ‫ﻟﻤﻁﺎﺭﺩﺓ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻭﻜﻭﺍﺩﺭﻩ، ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻌـﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫)٢٢١(‬ ‫ﻋﺒـﺭ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺍﺨﺘﻠـﻑ ﺤـﻭل ﺩﻭﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﺒﺯﻋﻴﻤﻪ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ)٣٢١(. ﻭﻗﺩ ﺭﻓﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁـﻭﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﺠﺎﻭﻴﺩ ﻭﺤﺯﺒﻪ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﻤﻥ ٥,١١% ﻗﺒل‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺎل ﺃﻭﺠﻼﻥ ﺇﻟﻰ ٦,٦٢% ﺒﻌﺩﻫﺎ، ﻭﺤﻘﻕ ﻓـﻲ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﻭل ﺒﻨﺴﺒﺔ ٤,٢٢% ﺘﻼﻩ ﺤـﺯﺏ ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺃﻟﺩ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻨﺴﺒﺔ ٢,٨١%، ﺜﻡ ﺤﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺒﻨﺴﺒﺔ ١,٥١%)٤٢١(.‬ ‫ﻫﻜﺫﺍ، ﻭﻜﻤﺎ ﺴﻠﻔﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﻗﺒل، ﻓﻠﻘﺩ ﺘـﻡ ﺘﺠﻤﻴـﺩ‬ ‫ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺤﺎﻤل ﻟﻭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺒﻌﺙ ﻨﻘﻴﻀﻪ ﺃﻱ: ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ، ﻟﺤﻴﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺜﻡ ﻤﺴﺎ ‪‬ﺍ ﺁﺨﺭ. ﻭﺜﻤﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤـﻥ ﺸـﺄﻨﻬﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ، ﻴﻌﻜﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ، ﻭﻨﺭﺠﺊ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺇﻟﻰ ﺨﺎﺘﻤـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻷﻭل: ﻫﻭ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻤﻨﻁـﻕ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﻐﻴﺭﻫـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺩﻭل‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺘﻅل ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ، ﻭﻓﻲ ﻜـل ﺍﻷﺤـﻭﺍل، ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﻭﺠﻭﺩﻫـﺎ ﺍﻟﻘـﻭﻤﻲ ﻭﻜﺘﻠﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ. ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﻤﺸﻜﻼﺘﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺒﻌﻨﺼﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ – ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ.‬ ‫ﻓﺎﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﺘﺜﻴـﺭ ﻟـﺩﻯ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋـﺩﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻫﻭﺍﺠﺱ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻴﺔ ﻭﻗﺒﺭﺹ؛‬ ‫ﻓﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﺘﻘﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻴﺔ ﻜﻭﺭﻴﺜـﺔ‬ ‫ﻟﻼﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ، ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻨﻭﻁﺔ ﺒﺩﻭﺭ ﻤﻬﻡ‬ ‫ﻜﺩﻭﻟﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﺃﻭﻻ ﻭﻜﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺜﺎﻨ ‪‬ـﺎ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻜﺤﺎﺠﺯ ﻓﻲ ﻭﺠـﻪ ﺃﻱ ﺍﻨـﺩﻓﺎﻉ ﺴـﻭﻓﻴﺘﻲ ﺃﻭ‬ ‫ﺭﻭﺴﻲ ﻤﺤﺘﻤل ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻁﻠ ‪‬ـﺎ ﻟﻠﻤﻴـﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﻓﺌـﺔ ﻭﺍﻟـﻨﻔﻁ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﺃﻭ ﺴﺒ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻟﺒﻠﻘـﺎﻥ.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻟﻌل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻟﻘﻴﺼﺭﻴﺔ ﺤـﻭل‬ ‫ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩﺍﺘﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﻭﻗـﺎﺯ‬
‫ﻋﺒﺭ ﻨﺤﻭ ﻗﺭﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﺃﺴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻟﻌﻀﻭﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﻤﻨﺫ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ، ﻭﻻ ﻴـﺯﺍل ﺩﺍﻓﻌﻬـﺎ ﻟﻠﺘﻤﺴـﻙ‬ ‫ﺒﺄﻁﻠﺴﻴﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴﺘﻪ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻠﺘﻘﺎﺭﺏ ﺃﺤﻴﺎ ﹰـﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻤﻊ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻭﺭ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﻟﻠﺒﺤـﺭ‬ ‫ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻤﺘﻌﺜﺭﺓ ﺤﺘـﻰ ﺍﻵﻥ. ﻭﻤـﻥ‬ ‫ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘﺒﺭﺼﻴﺔ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ، ﺘﺘﺼـﺎﻋﺩ‬ ‫ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺘﺘﻭﺍﺭﻯ‬ ‫ﻨ‬ ‫)٤٢١(‬ ‫ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﺴـﺘﻤﺭﺓ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺘﻔﺭﺯ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﻤﻬﻤﻴﻥ: ﺍﻷﻭل: ﻫـﻭ‬ ‫ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻋﺎﺌ ﹰﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﻼﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﻫﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺒـﺩﺩ ﺍﻨﺘﺒـﺎﻩ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫـﺎ ﺃﻫـﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ – ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺜﻴﺭ‬ ‫ﻟﺩﻯ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻬـﺩﺩ‬ ‫ﺘﻜﺎﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻭﺘﻬﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺭﺩﻫـﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﻔـﺭﺽ‬ ‫ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺒﻘﻭﺓ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻓﻤﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ‬
‫ﻤﺴﺭ ‪‬ﺎ ﻷﺤﺩﺍﺙ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﻘﻠﻕ، ﺒـﺩ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ ﻤـﻨﺢ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺤﻜ ‪‬ﺎ ﺫﺍﺘ ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻟﻔﺭﺽ ﺤﻅـﺭ‬ ‫ﻤ ﻴ‬ ‫ﺠﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ)٥٢١(، ﻤﺭﻭ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺒﺎﻻﻨﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻠﻎ ﺤﺩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺘل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﻴﻥ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﻴﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ‬ ‫ﺠﻼل ﻁﺎﻟﺒﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺭﺩﺴـﺘﺎﻨﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤـﺔ‬ ‫ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺒﺎﺭﺯﺍﻨﻲ، ﻭﻨﺸﺎﻁ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ، ﻭﺍﻨﺘﻬـﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﻭﻏـل ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻓﺭﺽ ﺤﺯﺍﻡ ﺃﻤﻨﻲ ﻴﻔﺼـﻠﻪ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ)٦٢١(. ﻭﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﺈﻥ ﺍﻨﺸـﻐﺎل ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺯﺍﻴﺩ، ﻭﻤﺨﺎﻭﻓﻬـﺎ ﻤـﻥ ﺘﺤـﻭل ﺍﻟﺤـل‬ ‫ﺍﻟﻔﻴﺩﺭﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻜﺭﺩﻴﺔ ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻷﺨﺭﻯ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻨﺎﻤﺕ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﺎﺀ ﺒﺸـﺩﺓ ﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﺠﻴﺭﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺃﺭﻤﻴﻨﻴـﺎ‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ.‬ ‫ﻭﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﺒل ﻴﺒﻘﻰ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻷﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺩﺍﺨل‬
‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺇﺴﺒﺎﻍ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺤـﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﻁﻭﺭﻩ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﺓ – ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻠﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺤﺩﺩﺕ ﺃﻫﻡ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻨـﺎﺀ ﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻗﻭﻤﻴﺔ "ﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ"، ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ، ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ. ﻭﺒﺘﺄﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺉ‬ ‫ﻨﻠﻤﺱ ﺘﻨﺎﻗﻀﻬﺎ، ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ ﻤﻊ‬ ‫ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ)٧٢١(. ﺇﻥ‬ ‫ﺘﺄﺯﻡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﻨﻤﻭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ‬ ‫ﻴﻔﺭﻀﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ ﻤﻥ ﺘﻨـﺎﻤﻲ ﻗـﻭﺓ ﺍﻟﺠـﻴﺵ ﻭﺘﺯﺍﻴـﺩ ﺩﻭﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺴﺎﻓﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﺭﻴﺙ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺤﺎﻤﻲ ﺤﻤﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ "ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ". ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻗﺩ ﺠﻌل‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺭﻗﻴ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ ﻴﺘـﺩﺨل ﻋﻨـﺩ ﻜـل‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﺒﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺘﻔﺎﻗﻡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﻋﺯﺯ ﻤـﻥ ﺩﻭﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﻴﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻥ‬ ‫ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ)٨٢١(.‬
‫ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻫﻨﺎ - ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﻭﺠﺯ‬ ‫ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴـﺎ -‬ ‫ﻫﻭ: ﻫل ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﻥ ﻤ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﻀﺎﻏﻁﺔ ﺒﻘﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ‬ ‫ﻟﻬﺎ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل؟‬ ‫ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ، ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﺄﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ، ﺘﻔـﺭﺽ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻘﻤﻌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺜﺒﺕ ﻋﺩﻡ ﺠﺩﻭﺍﻩ، ﻭﺘﻁﺭﺡ ﻭﺴﻴﻠﺘﻴﻥ‬ ‫ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ ﻟﻤﻘﺎﺭﺒﺘﻬﺎ: ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻫﻲ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺼﻴﻐﺔ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﺭﺴﻭ ﹰﺎ ﺘﺴﺘﻭﻋﺏ ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺨ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺃﺸﻤل ﻭﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﻗﻴﺔ‬ ‫"ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ" ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ: ﻫﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻤﻊ ﺩﻭل ﺍﻟﺠـﻭﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻌﻬﺎ ﺤﻭل ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻟﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻔﻅ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺘﻠﻙ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺒﺎﻟﺤﺭﺏ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀـﻴﻬﺎ ﺒﺤﺠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺨﻨﺔ، ﻭﻜﺄﻥ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﻜﺒﺭﻴﺎﺀ ﺍﻷﻤـﻡ ﺭﻫـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﺅﻯ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺠﻌل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺤﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺴـﻴﺎﻕ ﺘﺒـﺩﻭ‬
‫ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺴـﻭﺭﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ، ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ ﺒـل‬ ‫ﻭﺃﺭﻤﻴﻨﻴﺎ – ﻭﻟﻴﺱ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل – ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ. ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺭﺼﻴﺔ ﻓﺘﻨﺼﺏ ﺘﺩﺍﻋﻴﺎﺘﻬﺎ ﺒﺎﻷﺴـﺎﺱ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺒـﺎﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻌﻬـﺎ‬ ‫ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻀﺩﻫﺎ ﻷﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﺭﺍﻜﻤـﺕ ﻤـﻥ ﻗـﻭﺓ‬ ‫ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻟﻥ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻀﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻀـﻭ‬ ‫ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺘﻭ. ﻭﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻬـﻭﺍﺠﺱ‬ ‫ﺘﺠﺎﻩ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻜﺎﻤﻨﺔ ﺍﻵﻥ، ﻭﺤﺘﻰ ﺤﺎل ﺇﺒﺩﺍﺌﻬﺎ، ﻭﺒﺎﻓﺘﺭﺍﺽ‬ ‫ﺍﻟﻔﺸل ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻤﻊ ﺭﻭﺴﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤـل ﺍﻷﻤﺜـل ﻫـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﺔ ﻭﻤﻊ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﺄﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ‬ ‫ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺘﺤﻭﺯﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ‬ ‫ﻗﻭﺓ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻫﺎﺌﻠﺔ ﺘﺴـﻨﺩﻫﺎ ﺘﺭﺴـﺎﻨﺔ ﺃﺴـﻠﺤﺔ ﻤﺘﻨﻭﻋـﺔ،‬ ‫ﻭﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﻓﺴﻴﺤﺔ، ﻭﻤﻭﺍﺭﺩ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ﺘﺜﻴـﺭ ﻟﻌـﺎﺏ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ،‬ ‫ﻭﻀﻤﻨﻬﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺴـﻴﻥ‬ ‫ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺭﻭﺴﻴﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺩﺭﻜﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬـﺎ ﺨﻴـﺎﺭﺍﺕ‬
‫ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺃﻴ ‪‬ﺎ، ﻓﻼ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻹﺴـﺭﺍﺌﻴل ﺩﻭﺭ ﻓﻴﻬـﺎ، ﻭﻻ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺘﺼﻴﺭ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺒﻭﺍﺒﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺫﺍﺘﻪ، ﻭﻴﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬ ‫ﺃﺯﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﻪ، ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺎﻤل‬ ‫ﻤﻌﻪ ﺠﺫﻭﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻊ ﻅﻭﺍﻫﺭﻫﺎ، ﻭﻴﻀﻊ ﺍﻟﻭﺴـﺎﺌل‬ ‫ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﺇﻨﺴﺎﻨ ‪‬ﺎ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﻥ ﻴﻐﺭﻴﻪ ﺘﺭﺍﻜﻡ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺒﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻏﻴﺭ ﻤﺸـﺭﻭﻋﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﻤﺅﻜﺩﺓ، ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻫﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺯﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﹸﺨﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ، ﺒل ﻭﻴﻀﻊ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻓـﻲ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻤﺘﺄﺨﺭ ﺒﻌﺩ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﻤﺼـﺭ‬ ‫ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻗﺩﺭﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻤﺘﻼﻜﻬـﺎ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺘـﺄﺜﻴﺭ‬ ‫ﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺤﻭﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺼﺭ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ‬ ‫ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ ﻨﻤﻭﺫﺠﻴﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜـﺱ ﻤـﻥ‬ ‫ﺫﻟﻙ، ﻻ ﺘﻤﻠﻙ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻭﺭﺍ ﹰﺎ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠﻬـﺎ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻬﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺒﺭ ﺁﻟﻴـﺎﺕ‬
‫ﻏﻴﺭ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻻﺨﺘﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺤﺼـﺎﺭ ﻭﺍﻟﻀـﻐﻁ، ﻭﺭﺒﻤـﺎ‬ ‫ﻴﺭﺠﻊ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺘﻜﻭﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﻁﺒﻴﻌﻲ،‬ ‫ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺘﻨﺎﺴﺒﻬﺎ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻗﻭﺓ ﺍﺴـﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻻ ﺘﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻤﻠﻙ ﺤﻀﻭ ‪‬ﺍ ﺠﻴﻭﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻭﺩﻴﻤﻐﺭﺍﻓﻴﺎ، ﻭﺤﻀﺎﺭ ‪‬ﺎ ﺭﺍﺴ ﹰﺎ.‬ ‫ﺨ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺼﻔﻭﺓ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل‬ ‫ﻫﻭ ﻤﻨﻁﻕ ﺃﺠﻭﻑ، ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻓﻘﻁ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ، ﻭﻟﺫﺍ ﻴﺒﺩﻭ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﻨﻘﺽ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﺎﻭﻟﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻗﺒل ﺭﺤﻴﻠﻪ ﻭﺴﻭﻑ ﻴﻅل ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺒل ﻭﻟﻠﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻜﻠﻤﺎ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫–א‬ ‫א‬ ‫ﺜﻤﺔ ﺴﺅﺍل ﻫﺎﻡ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﻁﺭﺤﻪ ﻭﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺇﺠﺎﺒﺘـﻪ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﺼـﺤﻴﺢ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺠﺫﻭﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ، ﻭﻟﻴﺱ ﻅﻭﺍﻫﺭﻫﺎ ﻴﺅﻜﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤـﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻭﻟـﻴﺱ‬
‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻬﻡ ﺍﻻﻨﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل؟ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺎﺠﺔ ﻟﻤﺩﺨل ﺃﺸﻤل ﻭﺃﻜﺜـﺭ‬ ‫ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﻭﺫﻟـﻙ ﻀـﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸـﻬﺩ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ "ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ" ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﺍﻷﺨﻴـﺭﻴﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻘﻭﻻﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺜﻠﺕ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﻭﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﻭﻻﺕ ﻤﺜﻼ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻫﻲ ﺠﺯﺀ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻤﻬﻡ ﻭﻤﺤﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻜﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ،‬ ‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻨﻜﻭﺹ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺞ "ﺍﻟﺒﻴﺭﻴﺯﻱ" ﺒﺘﺠﻠﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ "ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ"‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ "ﻨﻅﺎﻡ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺼـﺎﻟﺤﺎﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ" ﻭﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻓﻲ "ﻨﻅﺎﻡ ﻟﻸﻤـﻥ ﺍﻟﺠﻤـﺎﻋﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﻻ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ" ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ "ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ" ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺠﺯ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﻭﻜﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺯﻏﺔ، ﺃﺼﺒﺤﺕ )ﺃﻱ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴـﻁﻴﺔ(‬ ‫ﻤﻁﻠ ‪‬ﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠ ‪‬ﺎ ﻤﻠ ‪‬ﺎ ﺒل ﻭﻨﻬﺎﺌ ‪‬ﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ ﺤ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺒﺸﻜل ﺤﺎﺴﻡ ﻴﻨﻬﻲ ﻋﻘﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻨـﺕ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ ﻤﻁﻠـﻊ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬
‫ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﺎ ﻤﻼﺒﺴﺎﺘﻬﺎ ﻭﺸﻭﺍﻫﺩﻫﺎ، ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻋﺭﻀﺔ ﻟﺘﻐﻴﺭ ﻜﺒﻴﺭ‬ ‫ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺸﻭﺍﻫﺩ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺭﺒﻤﺎ‬ ‫ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻫﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻌﺒﻴ ‪‬ﺍ ﻭﺍﺭﺘﺒﺎ ﹰﺎ ﺒـﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﻁ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ،‬ ‫ﻭﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴـﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﻤﺴﻠﺴل ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻌﺎﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻋﺘﻼﺀ ﻨﺘﻴﻨﻴﺎﻫﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ )ﺘﺄﺠﻴـل‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺜﻡ ﺭﻓﻀﻪ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺠﺩﻴﺩ ﻴﻠﺒـﻲ‬ ‫ﺸﺭﻭﻁ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻗﻌﺔ ﻓـﻲ ﻅـل‬ ‫ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤل، ﻭﻁﺭﺡ ﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﻜﺒﺩﻴل ﻟﺼـﻴﻐﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﺨﻁﻭﺓ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺒﻴﻥ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺃﻭ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻱ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ(. ﻭﺤﺘﻰ ﻤﻊ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﻭﺍﻱ ﺭﻴﻔـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﺴﻡ "ﻭﺍﻱ ٢" ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻀﻤﻥ ﻤﺯﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨـﺎﺯﻻﺕ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺎﺭﺍﻙ، ﻓﺈﻥ ﻤﺸﺎﻜل ﻤﺘﻨﻭﻋـﺔ ﻤـﺎ‬ ‫ﺯﺍﻟﺕ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ.‬
‫ﻭﺘﺘﺩﻋﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻭﻀﻊ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺭﻯ ﺇﻋﺩﺍﺩﻫﺎ ﻭﺩﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻲ ﻤﻊ‬ ‫ﻜل ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﺒﺭ ﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﻋﺴـﻜﺭﻱ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﺸﺎﺒﻪ ﻟﻼﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ،‬ ‫ﻴﺘﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٤ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴـﺔ ﺒﻤﺒﻠـﻎ ٠٠٦‬ ‫ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺘﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺨﻁ‬ ‫ﺴﺎﺨﻥ ﺒﻴﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﻭﻤﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ،‬ ‫ﻭﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻟﻠﻘﻭﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ. ﻭﻴﺭﺘﺒﻁ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﺎﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻀﻊ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺒﺩﻴﻼ ﻤﺤﺘﻤﻼ ﻟﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴـﻭﻴﺔ‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺠﻠﻰ ﻤﻥ ﺘﻤﻭﻴﻠﻬﺎ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴـﺔ، ﻭﻜـﺄﻥ‬ ‫ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺘﺼﻨﻊ ﻭﺘﺸﺘﺭﻯ.‬ ‫ﻭﻴﺘﺄﻜﺩ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺸﻤﻭﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻤﻬﻡ ﻟﻤﺩﻴﺭ ﻤﻌﻬﺩ ﻤﻭﺸﻰ ﺩﺍﻴﺎﻥ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺭﺒﻁ ﻓﻴـﻪ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺍﺤﺘﻼل ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺤﻨﻴﺵ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺇﺭﻴﺘﺭﻴﺎ ﻭﺒﺩﻋﻡ ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻗﺎل ﻓﻴـﻪ:‬ ‫"ﺇﻨﻬﻤﺎ – ﺃﻱ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﺍﻻﺤـﺘﻼل – ﻴﻨـﺩﺭﺠﺎﻥ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻭﻗﺎﺌﻴﺔ ﺘﻨﻔﺫﻫﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻓﻬﻤﺎ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺘﻤﺭﻜﺯ ﻤﺒﺩﺌﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺘﺤﺴ ‪‬ﺎ ﻟﺤﺎﺠﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ")١٣١(. ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺭﻑ ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺒﺄﻥ ﺜﻤـﺔ ﺇﻁـﺎ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺒﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻜﻴـﻑ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺠﻭﻫﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻪ؟‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺃ ﺃﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸـﺎﻤﻠﺔ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻟﺘﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺴﻌﻰ ﺤﺜﻴ ﹰﺎ‬ ‫‪ ‬ﺜ‬ ‫ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺭﺴﻡ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻌﻪ ﺃﻁـﺭﺍﻑ‬ ‫ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ. ﻓﺈﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﺭﻏـﺏ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺇﺭﻏﺎﻡ ﻤﺼﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺠﻨﻭ ‪‬ﺎ ﻭﻨﻔﺽ ﻴﺩﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﻀـﻤﺎﻥ ﺘﻔﻭﻗﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ )ﻭﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﺃﺴﺎ ‪‬ﺎ( ﻭﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺤﻠﻑ ﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴـﻁﻲ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻤﺒﺩﺌ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﻴﺤـل‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤﺤل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﺩ ﺒﺤﻜﻡ ﺘﻌﺜﺭ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻴﺘﺄﺴﺱ ﺘﺼﻭﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﻤﺤﻭﺭﻱ ﻤﺅﺩﺍﻩ ﺃﻨﻬـﺎ‬ ‫ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻨﻔﺭﺩﺓ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ "ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ" ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ ﺍﻟﻨﺎﺸـﻁ ﻤـﻥ‬ ‫ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺘﻤﺘﺩ ﻓﻲ ﺩﻭل ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺜﻤـﻴﻥ‬
‫ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﻀﺨﻤﺔ ﻤـﻥ ﻗﺒﻴـل ﻤﺸـﺭﻭﻉ‬ ‫ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺌﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺤـل‬ ‫ﺃﺯﻤﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻗﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ‬ ‫ﻓﻲ ﻅل ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻁﻘـﺔ، ﻭﻓـﻲ ﻤﻘـﺩﻤﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻀﺒﻁ‬ ‫ﺴﻠﻭﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﺫﻱ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺃﻤﻼ ﻓﻲ ﺘﻐﻴﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺒﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ)٢٣١(. ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻌﺜﺭﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ، ﻭﺇﻤﻌﺎ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓـﺭﺽ ﻤﻨﻁﻘﻬـﺎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻀـﺩ ﺍﻟﻤﻨﻁـﻕ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟـﺩﻴﻬﺎ ﻤـﺎﻨﻊ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺒﺫﺭﻴﻌﺔ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻤ ‪‬ـﺎ ﻴﺠـﺩﺍﻥ ﺃﺭ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘـﺎﺭﺏ ﺍﻷﺨﻴـﺭ‬ ‫ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻴﻅل ﻗﺎﺌ ‪‬ﺎ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻜﺄﺩﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ‬ ‫ﻀﺩ ﺠﻴﺭﺍﻨﻬﺎ)٣٣١(، ﻭﻁﺎﻟﻤﺎ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺘﺼﺩﻴﺭﻫﺎ.‬ ‫ﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺒﻴﻊ ٠٢ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﻨﻬـﺭ ﻤﻨﺎﻓﺠـﺎﺕ، ﻭﻜﺎﻨـﺕ‬
‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻭل ﺒﻠﺩ ﺍﻫﺘﻡ ﺒﺎﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﺴـﻭﻑ ﺘﺴـﺘﺨﺩﻡ ﺸـﻤﺎل‬ ‫ﻗﺒﺭﺹ ﻜﻤﺤﻁﺔ ﻟﻠﺘﺼﺩﻴﺭ)٤٣١(.‬ ‫ﺇﺫﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻘـﺩﻡ ﺒـﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺠـﺎﺀ ﻨﻘﻴ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﻬﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺭﻏﺒﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻭﺘﻜﻭﻴﻨﻬﺎ. ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻤﺜـل ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﺒﺩﻴﻼ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ ﻴﺤﻘﻕ ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻴﺴﺎﻋﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺽ ﻤﻨﻁﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﺄﻥ ﺘﻨﺎﻤﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺴﻭﻑ ﻴﺒﻘﻰ ﺭﻫﻨﺎ ﺒﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ‬ ‫ﻟﻠﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻭﻫﻭ ﻤﺴﺎﺭ ﻴﺼﻌﺏ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒـﻪ،‬ ‫ﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻤﻪ ﻭﺍﻜﺘﻤﺎﻟﻪ ﺴﻭﻑ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ؛ ﻷﻨﻪ ﻴﻭﻓﺭ ﻟﻬـﺎ ﺇﻁـﺎ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺴﻠﻤ ‪‬ﺎ ﺘﻌﺎﻭﻨ ‪‬ﺎ ﺒﺩﻴﻼ ﻟﻺﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﻲ، ﻴﻤﻜﻨﻬـﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺨﻼﻟﻪ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻘﺩﺓ "ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ".‬
‫‪‬‬ ‫ﻓﻲ ﺨﺘﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻴﺜﻭﺭ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻤـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ؟ ﻭﻫﻭ‬ ‫ﺴﺅﺍل ﻴﺭﺘﺒﻁ ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﺒﺴﺅﺍل ﺁﺨﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒـﺎﻟﻌﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﻭﻑ ﻴﺅﺜﺭﻭﻥ ﺇﻴﺠﺎ ‪‬ﺎ )ﺃﻭ ﺴﻠ ‪‬ﺎ(، ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴـﺩﻫﻡ ﺜـﻡ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﺒﻴﻨﻬﻡ؟. ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻷﺨﻴـﺭ ﻴﺒـﺩﻭ ﻤﻬ ‪‬ـﺎ ﻭﻤﺸـﺭﻭ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺇﺤﺒﺎﻁ ﻗﻭﻤﻲ ﻴﻤﺘﺩ ﺒﻁﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﻭﺩﻭﻥ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻨﻪ ﻭﺒﺭﻏﻡ ﻜل ﺍﻹﺤﺒﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻁﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻫﻨﺎﻙ ﻀﻤﻴﺭ ﻗﻭﻤﻲ ﻴﻨﺒﻌﺙ ﻓـﻲ‬ ‫ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺘﺎﺯﻫﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﻭﻴﻔـﺭﺽ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﻠﻭ ﹰﺎ ﻋﻘﻼﻨ ‪‬ﺎ ﻗﻭﺍﻤﻪ ﺍﻟﺘﻜﺘـل ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺍﻟﺤﻅـﺭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ. ﻭﻟﻌل ﺃﺼﺩﻕ ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺘﻤﺜل ﻫ ‪‬ﺎ ﻋﺭﺒ ‪‬ﺎ ﺠﻤﺎﻋ ‪‬ﺎ ﺒﻐﺽ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭل ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤـﻥ ﻨﻜﺴـﺔ‬ ‫٨٤٩١ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﺃﺤـﺎﻁ ﺒﻬـﺎ ﻭﺍﻻﺘﻬﺎﻤـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻁﺅ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﻴﺭﺕ ﺒﺼﺩﺩﻫﺎ ﺒﻴﻥ‬
‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴـﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴـﻬﻡ. ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ – ﻭﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺩﺃﺒﻪ – ﻻ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻏﺎﻟ ‪‬ـﺎ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺤﺘﻔﻅ ﺒﺎﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻬﺎ، ﻜﻤﺎ ﻴﺤﻔﻅ ﻟﻺﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠـﺔ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﻬﺎ. ﻭﻗﺩ ﺍﺤﺘﻔﻅ ﻟﻨﺎ ﻤﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻭﻕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﻋﻥ ﺘﺼﺤﻴﺢ‬ ‫ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ، ﻭﻫﻲ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺘﺘﻭﺍﺭﺜﻬﺎ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﻭﺘﺴﻔﻙ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﻘﻭﺩ، ﻭﺨﻤﺴﺔ ﺤـﺭﻭﺏ، ﻭﻻ ﻴـﺯﺍل‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺴﺘﻤ ‪‬ﺍ.‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻟﻥ ﻴﻌﺩﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺍﺤـل ﺘﻁـﻭﺭﻫﻡ ﻭﺇﺯﺍﺀ‬ ‫ﻗﻀﺎﻴﺎﻫﻡ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﻤﺘﺠـﺩﺩ ﺒـﻴﻥ ﺘﻴـﺎﺭﻴﻥ،‬ ‫ﻴﻜﺘﺴﻲ ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟـﺩﻋﻭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﺘل ﺍﻟﻘـﻭﻤﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻷﻤﺜل ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﺃ ‪‬ﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ. ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﻴﻜﺘﺴﻲ ﺒﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺍﻷﺯﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺎﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻫﺘﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺯ ﺍﻟﻤﻤﻴـﺯﻴﻥ‬ ‫ﻟﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﻲ، ﻭﻴﺩﻋﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﻔـﻼﺕ ﻭﺍﻟﺨـﻼﺹ‬ ‫ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻁﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﻭﻁﺄﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺴﺫﺍﺠﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻏﺎﻟ ‪‬ﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﺘﺼـﺭ ﻟﺘﻴـﺎﺭ‬ ‫ﺒ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺘﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﻴﻥ ﻤ ‪‬ﺎ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻜﺒﺭ ﻟﺴﺒﺒﻴﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻤﻬﻤﻴﻥ، ﺃﺤﺩﻫﺎ: ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻀﺩ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻤﻲ ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﻴﻔﻜﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸـﺄﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﺘﻤﺜل ﻗﻭﺓ ﺠﻴﻭﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻜﺘﻠـﺔ ﺤﻴﻭﻴـﺔ ﻻ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ. ﻓﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺨـﻁ ﺍﻟﺘﻤـﺎﺱ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺸﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺤﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ، ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ‬ ‫ﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺤﺎﺠﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻟﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻟﺼـﺩﺍﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌـﺩﺍﺀ ﺃﻭ ﻤـﺎ‬ ‫ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ، ﺇﺫ ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﻫل. ﻭﺍﻵﺨﺭ، ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸـﺘﺭﻙ‬ ‫"ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ" ﻭ "ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ" ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﺒﻴـﺭ‬ ‫ﺠ ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﻴﻘﺎﺭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺤﻭﻟﻪ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﺼﻴل‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﻋﻤﻴﻕ ﻭﻤﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ، ﻭﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ، ﺒـل ﻭﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺤﻭﻟﻪ ﻋﺎﺭﺽ ﻤﺘﻐﻴﺭ ﻭﻴﻨﻌﻜﺱ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ، ﻭﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺏ، ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ‬ ‫ﺸﺭ ﹰﺎ ﻭﻏﺭ ‪‬ﺎ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻔﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﺯﻋﺎﻤﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻟﺘﺫﻭﻴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻠﻔﻬﺎ ﻀﻴﻕ ﺍﻷﻓﻕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻻ ﺃﻜﺜﺭ.‬ ‫ﻭﻟﻌل ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻷﺒﺭﺯ ﻟﻬـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﻀﻴﻕ ﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻜﺱ ﺘﻭﺘ ‪‬ﺍ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭﺅﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺤﺘﻰ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﻟﻬـﺫﺍ‬ ‫ﻓﻬﻭ ﺒﺤﻜﻡ ﺒﻨﺎﺌﻪ ﻀﺩ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻷﻨﻪ ﻻ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ. ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ ﻫـﻭ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻟﻤﺭﺘﻜﺯﺍﺕ ﺘﺤﺭﻜﻬﺎ ﻨﺤﻭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋ ‪‬ﻟﺕ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺒـﺩﺃ "ﻋـﺩﻡ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺘﻜﺘل ﺒﻠﺩﺍﻥ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻀﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ")٥٣١(. ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴل ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ "ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺍﺼﻁﺩﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﻻ ﺘﺤﺒـﺫ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ. ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻟﻴﺱ ﺭﺍﺴ ﹰﺎ ﻟﻠﺤﺩ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠـﻪ ﺃﻗﻨﻭ ‪‬ـﺎ ﺭﺍﻓ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺨ‬ ‫ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺭ، ﻓﻬﻭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﻻ ﺸﻙ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺎﺠﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ، ﺒل ﺭﺒﻤﺎ ﺘﺒﺩﻯ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻻﻨﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﺜﻼ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻤـﻥ‬ ‫ﹰ‬
‫ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻗﺎﺒل ﻟﻼﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﺜﻼ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ ﺍﻟﻤـﺩﻋﻭﻡ ﻋﺭﺒ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺒﺸﻜل ﻭﺍﻀﺢ ﻭﻤﻠﻤﻭﺱ ﻗـﺩ‬ ‫ﺃ ﹼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺘﺠـﺎﻭﺯ ﺍﻷﺯﻤـﺔ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺤﻘﻘﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﺎ. ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘـﻭل ﺇﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺭﺍﻗﻲ ﻤـﻥ ﻭﺠﻬـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻨﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﻘﺘل ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ‬ ‫ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﻤ ‪‬ﺎ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﺴﻭﻑ ﻴﺴﻬﻡ ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻓـﻲ ﺘﺼـﻭﻴﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻫﺫﻩ ﺃﻤـﺭ‬ ‫ﻤﻤﻜﻥ ﻋﻤﻠ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻨﺴﻴﻕ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﻴﻥ ﻭﺤـﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺇﻋﻤـﺎل ﻤﺭﺘﻜـﺯﺍﺕ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﻀ‬ ‫"ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻴﻤﻜﻥ ﻟـﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﺘﺠﺴﺩ ﻭﺍﻗ ‪‬ﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻬﻤﺘﻴﻥ ﺭﺌﻴﺴﻴﺘﻴﻥ ﻴﺘﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺇﻨﺠﺎﺯﻫﺎ ﺘﺤﻘﻴ ﹰﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴـﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﻭﺘﺤﻘﻴ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ. ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻫﻲ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ‬
‫ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺃﻀﻨﺔ ﺍﻷﻤﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻓﻲ‬ ‫ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺇﻟﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﺃﺭﺤـﺏ ﻭﺃﺸـﻤل‬ ‫ﺘﺫﻴﺏ ﻜل ﺍﻟﺸﻭﺍﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺒﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ ﻤ ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ. ﺇﺫ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻻ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺭﻜﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺇﻨﺠﺎﺯﻩ ﻓﻲ ﺃﻀﻨﻪ ﻭﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﻴﻌـﺩ‬ ‫ﺒﺤﻕ ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺇﻨﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺃﺒﺭﺯ ﻤﻅـﺎﻫﺭ‬ ‫ﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ، ﺇﺫ ﻴﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺘﻡ ﻟﻴﺱ ﺴﻭﻯ‬ ‫ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﻨﺎﻗﺹ ﻴﺠﺏ ﺇﻜﻤﺎل ﻤﺸﺎﻫﺩﻩ ﺤﺘﻰ ﻴﺅﺘﻲ ﺜﻤﺎﺭﻩ، ﺒل ﺇﻥ‬ ‫ﻋﺩﻡ ﺍﻜﺘﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﻴﺠﻌل ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺴﻼ ‪‬ﺎ ﺫﺍ ﺤﺩﻴﻥ، ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺃﻨﻪ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﺒﺄﺯﻤﺔ ﺤﺎﺩﺓ ﻨﻭ ‪‬ﺎ ﻤﺎ ﻁﺎﻟﺒﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺒﺸـﺭﻭﻁ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻬﻭ ﻴﺅﺴﺱ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻴﺜﻤﺭ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﺘﺅﻤﻥ ﺒـﻪ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺃﺒﻭﺍﻗﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓـﺈﻥ ﻋـﺩﻡ ﺇﻨﺠـﺎﺯ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻴﺒﻘﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻤﻔﺘﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻨﺩ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺠـﺢ ﺃﻻ ﺘﺴـﺘﺠﻴﺏ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻁﻭل ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘـﻭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨـﻑ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﺴﻭﻑ ﺘﺘﺯﺍﻴﺩ. ﻭﺘﺩﻋﻡ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻷﻤﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٣٩٩١ﻡ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠـﺩﻴﻥ‬ ‫ﻭﺘﺄﺴﺴﺕ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﻟﺠﻨﺔ ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻋﻘﺩﺕ ﺃﺭﺒﻊ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭﻫﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٥٩٩١ﻡ ﺤﻴﺙ ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴـﺔ ﻟﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻵﻥ، ﻓﻘـﺩ ﺍﺘﺨـﺫﺕ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻭﺃﺸـﺩﻫﺎ ﻏﻠـﻕ ﻤﻌﺴـﻜﺭ‬ ‫ﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﺓ ﺠﻠﻭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴـﺔ – ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻓﺭﺽ ﻗﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟـﻰ ﻨﺤـﻭ ٠٠٨‬ ‫ﻜﻡ٢ ﻟﻤﻨﻊ ﺘﺴﻠل "ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﺔ" ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﻟـﻡ‬ ‫ﻴﺼﻤﺩ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺎﻤﻴﻥ ﻟﺴﺒﺏ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠـﻰ ﺍﺘﻔـﺎﻕ‬ ‫ﺃﻀﻨﺔ ﺒﺩﻭﺭﻩ، ﻭﻫﻭ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﺘﺴﻭﻴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ)٦٣١(.‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻤﻠﺔ ﻟﻘـﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﺎﻨﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻤﺼﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ،‬ ‫ﻭﻟﻌﺏ ﺩﻭﺭ ﺤﻠﻘﺔ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻭﺘـﺩﻋﻴﻡ ﺸـﺭﻭﻁ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻭﻯ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﻤـﺎ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺫﻟﻙ. ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﺩﻭ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻤﺼﺩ ‪‬ﺍ ﻭﺍﻋﺩﺍ ﻹﻨﺘﺎﺠـﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺯﺩﺍﺩ ﺤﺎﺠﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺼـﻔﻘﺔ ﺍﻟﻜﺒـﺭﻯ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ٦٩٩١ﻡ ﺘﻠﺒﻴﺘﻪ. ﺤﻴﺙ ﻴﻔﻴـﺩ‬
‫ﻤﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺯﺓ ﺍﻵﻥ ﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﻨﺤﻭ ٥٢ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﻤﺘﺭ ﻤﻜﻌﺏ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٠١٠٢ﻡ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻘﺎﺒل ٥١ ﻤﻠﻴﺎ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٨٩٩١ﻡ، ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ‬ ‫ﺃﻥ ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻀﻡ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺇﻟـﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺴﺴﺕ ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ ﺒﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺱ‬ ‫)٧٣١(‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻁﺭﺡ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ‬ ‫"ﺼﻔﻘﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ" ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁـﺭﻓﻴﻥ ﻜﺄﺴـﺎﺱ ﻹﻨﺠـﺎﺯ ﺍﻟﻤﺼـﺎﻟﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺤل ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺘﻁﻭﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ، ﻭﻤﺸﻜﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﻌﺩ ﺇﺸﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺒﺨﺼﻭﺼﻬﺎ ﻭﺼـﻭﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻤﻘﺎﺒل ﺘﺜﺒﻴﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺼﻠﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ.‬ ‫ﺇﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺴﻭﻑ ﻴﺤل ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻔﺭﻴﻎ ﺩﻭﺍﻓﻊ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻭﺤﺭﻤـﺎﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻭﺠﻬﺎ.‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﻫﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴـل ﺍﻟـﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﺤﻴـﺙ ﺍﻟﻭﻀـﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻌﺒﻴـ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻋﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻙ ﺇﻤـﺎ ﻟﺴـﻴﺎﺩﺓ ﻋﻘﻼﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺃﻭ ﺴﻠﻔﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺘﺠﺴﺩﺕ ﺍﻟﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﺒـﺎﺀ ﻟﻤـﺩﺓ‬ ‫ﺜﻤﺎﻨﻲ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺨﻠﻑ ﻋﺠﺯ ﻤﺯﻤﻥ ﻋﻥ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﺃﻱ ﺘﺼـﻭﺭ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻲ،ﻭﻗﺩ ﺘﻡ‬ ‫ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺀ ﺨﻠﻑ ﺸﻌﺎﺭ ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﻭﻻ ﻴﺯﺍل ﻜﺄﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺘﺒﺭﻴﺭﻴـﺔ‬ ‫ﻤﻘﻴﺘﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻌﺏ، ﻓﺎﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ‬ ‫ﻗﺎﺌﻡ ﻓﻲ ﻤﺤﻨﺘﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻘـﺎﺏ‬ ‫ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﻴﺌﺘﻪ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺎﻭل ﻤﺴﺌﻭل ﻭﺍﺤﺩ، ﺃﻥ ﻴﺠﻴﺏ‬ ‫ﻋﻥ ﺴﺅﺍل ﻤﻬﻡ ﻭﻫﻭ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﻤﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺩﺍﺌﻡ ﻭﻓﻌﺎل ﻭﻟﻡ ﺘﺘﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﻗﻁ ﻋﻠﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﺎل؟ ﺜﻡ ﺘﺠﺴﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﺃﻗﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﺠـل‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺼﻤ ﹰﺎ ﺭﻫﻴ ‪‬ﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺘ‬
‫– ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺍﺤﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻔﺘﻘﺩﺓ ﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻟﻤﺩﺓ ﺜﻤﺎﻨﻲ ﺴﻨﻭﺍﺕ، ﺜﻡ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﺘﻜﺸﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻷﺯﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ﻟﻠﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﺸﻴﺩﺓ ﺤﺘﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﺃﺴﺱ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻗﻁﺭﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺸﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﻴﻥ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺎﻫﻅﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﻠﻴﺠﻴﻴﻥ، ﻭﺍﻹﺠﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ ﺨﺴـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻤﺅﻜﺩﺓ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸﻐﻠﻴﻥ ﺒﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌـﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴـﻁﻴﻥ ﻭﺘﻘﺴـﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ ﻜﺎﺭﺜـﺔ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺤﻴﻕ ﺒﻜل ﺩﻭل ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻋﺭ ‪‬ﺎ ﻭﻏﻴﺭ ﻋﺭﺏ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﺴﻭﺃ ﺼﻴﺎﻏﺎﺘﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﻫ ﹰﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺘﺤـﺕ ﻤﺒـﺭﺭﺍﺕ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻬﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻟﻠﻌﺭﻭﺵ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻸﻭﻁـﺎﻥ ﻓﻘـﻁ. ﻭﻫـﺫﻩ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺘﻔﺭﺽ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺤﺘﻰ ﻋﻠـﻰ ﺃﺼـﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﺍﻟﻤﻘﻴﺕ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﺭﺸﻴﺩﺓ.‬ ‫ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻜﺎﻟﻌﺎﺩﺓ‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﻭﻀﻭ ‪‬ﺎ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻠﻘﺕ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺒﺭﻤﺘﻬﺎ، ﻭﻫﺫﺍ ﻤـﺎ ﻻ‬ ‫ﺤ‬
‫ﻨﻘﺎﺵ ﻓﻴﻪ، ﺜﻡ ﻫﻲ – ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﻫﻡ ﻫﻨﺎ – ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺠﺯﺘﻪ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻟـﻪ ﺒﻌـﺩ ﺘﻭﻗـﻑ ﺍﻟﻀـﺭﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ:‬ ‫- ﺴﺏ ﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﻭﺘﺤﺭﻴﺽ ﺸﻌﻭﺒﻬﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻤﻤﺎ ﺃﻓﻘﺩﻩ ﺘﻌﺎﻁﻑ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ، ﻭﺃﻋﻔﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺝ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺸﻌﺭﻭﺍ ﺒﻪ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ.‬ ‫ﻌ‬ ‫- ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺒﺸﻌﻭﺭ ﻤﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻟﻜﻥ ﺘﻐﻴﺏ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺤﻴﺙ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻴﺴﻠﻙ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ‬ ‫ﺴﻠﻭﻙ ﻤﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﻘﻭﺓ، ﻤﻌﺒـ ‪‬ﺍ ﺒـﺫﻟﻙ ﻋـﻥ ﺤﺎﻟـﺔ ﺇﺤﺒـﺎﻁ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻜﺎﻥ ﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺤﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ، ﻭﻜﺎﻥ ﺒﺎﻁﻨﻬﺎ ﻴﺄﺱ ﻭﻋﺩﻤﻴﺔ ﺴﻤﺤﺕ‬ ‫ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺤﺴﻨﺕ ﻜﺎﻟﻌـﺎﺩﺓ ﺍﺴـﺘﻐﻼل ﺍﻟﻔﻭﻀـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺘﻭﺍﺯﻨﻬﺎ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ‬ ‫ﺒﻨﺎﺀ ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ.‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ، ﻓﺈﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ‬ ‫ﺒﺭﻤﺘﻬﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﺒﻘﻰ ﺭﻫﻨﺎ ﺒﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﺴـﺘﻌﺎﺩﺓ‬ ‫ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻋﻘﻼﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺘﺎ ﺍﻟﺘﻌﻘل ﻭﺍﻟﺘﻜﺘل ﻤﻌﺎ،‬ ‫ﻜﻭﻨﻬﻤﺎ ﻴﺘﻜﺎﻤﻼﻥ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻷﻤﺜل ﻟﻠﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬
‫ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﺒﺎﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺯﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺭﺓ ﻟﺘﻌﺭﻴـﺏ‬ ‫ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺒﻌﺩ ﺘﺩﻭﻴﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻷﻤـﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﺘﻭﺍﻓﻕ ﺤﻭل ﺨﻁﻭﺍﺕ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻟﻠﺤل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺸﺩﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ:‬ ‫١- ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻭﺠـﻪ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺨﺎﺹ، ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺒﺭﻭﺡ ﻤﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﺭ ‪‬ﺎ ﻭﺸﻌ ‪‬ﺎ ﺭﻏﻡ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺃﻴﺩﻱ ﻨﻅﺎﻡ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺇﺜﺒﺎﺕ‬ ‫ﻤﺩﻯ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻭﻀﻭﻴﺔ ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﻴﺴـﺭﻑ ﻓﻴﻬﻤـﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻤـﺎ‬ ‫ﺒﺩﻫﻴﺘﻴﻥ ﻻ ﺘﺤﺘﺎﺠﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺒﻘﺩﺭ ﺤﺎﺠﺘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ،‬ ‫ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺤﻤﻼﺘﻪ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺸﻑ ﺴﻭﻯ ﻋـﻥ‬ ‫ﻴﺄﺱ ﻭﻋﺠﺯ.‬ ‫٢- ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺘﻜﺘل ﻋﺭﺒﻲ ﻤﺘﻤﺎﺴـﻙ ﻴﺘـﺩﻋﻡ ﺒﺠﻬـﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﻭﻴﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ، ﻭﻴﺩﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺃﺴﺭﻉ ﻭﻗﺕ ﻤﻤﻜﻥ، ﻤﻊ ﺭﻓﻌﻪ ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻤﻥ ﻗﺒل‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻗ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﺯﻴﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺎﻨﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻜﻠﻪ،‬ ‫ﻔ‬
‫ﻭﺇﻋﻤﺎﻻ ﺤﻘﻴﻘ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺼـل ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺸـﻌﺏ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ. ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺘﺠﺎ ‪‬ﺎ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻁـﻭﺭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼـﺎﺭ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻼﺤﺘﻭﺍﺀ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻘﻁ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ ﻭﻋﻤﻠ ‪‬ﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺴﻭﻑ ﻴﺭﺘﺏ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻨﻔﺴﻴﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻌـﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻭﻟـﺩﻯ ﺍﻟﻌـﺭﺏ‬ ‫ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ، ﻭﺴﻭﻑ ﻴﻨﻔﻲ ﻋﻥ ﺃﻨﻅﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ.‬ ‫٣- ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀل ﻭﺃﻴﺴﺭ ﺴﺒل ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﺒﻌﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻥ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺵ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴـﻊ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﻘﺩﺕ ﻜل ﺸﺭﻋﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺒﺎﺘﺕ ﻤﺤل ﺍﺘﻬـﺎﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻤﻊ ﺭﻓﺽ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺘﺸـﻜﻴل ﻟﺠﻨـﺔ ﻤﺸـﺎﺒﻬﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻹﺼﺭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺒﺎﻟﻭﺴـﺎﺌل ﺍﻟﻌﺎﺩﻴـﺔ ﻭﻟـﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺎﺭﺴﻬﺎ ﻤﺜﻼ ﺍﻟﻭﻜﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻁﺎﻗـﺔ ﺍﻟﺫﺭﻴـﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻤﺜﻴﻼﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﺘﻰ ﺃﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻤل،‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺒﻕ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ.‬ ‫٤- ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤـل ﺍﻟﺴـﺭﻱ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻤـﻥ ﻗﺒـل ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺇﻤﺎ ﺘﺨﻀﻊ‬ ‫ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺇﻤﺎ ﺘﻤﻴل ﻹﻴﺭﺍﻥ ﺃﻭ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻻ ﺃﺤﺩ ﻴﻀﻤﻥ‬ ‫ﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﺴﺘﻴﻼﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ ﻭﻻ ﺘﻜﻠﻔـﺔ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻴﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺩﻤﺎ ‪‬ﺍ ﻭﺩ ‪‬ﺎ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨـﻪ‬ ‫ﺭ ﻤ‬ ‫ﻻ ﺃﺤﺩ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﺼﻭﺭ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﺴﺘﻴﻼﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ،‬ ‫ﻭﻤﻭﻗﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ. ﻓﻌﻠـﻰ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﺒﻠـﻭﺭﺓ‬ ‫ﻤﻭﻗﻑ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻀﺢ ﻴﺭﻓﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺠﻤﻴ ‪‬ـﺎ ﺒﻨﺒـﺭﺓ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤـﻊ ﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ ﺃﻗﺼـﻰ‬ ‫ﻀﻐﻭﻁ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ.‬ ‫٥- ﺘﺭﻙ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺴﻭﻑ ﺘﺘﻭﻟﺩ ﺒﻌﺩ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻤـﺎ‬ ‫ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ، ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﺭﺤﻬـﺎ ﺍﻟـﺩﺍﺨل‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻴﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤﻴﻭﻴﺘﻬﻡ ﻭﺘﻭﺍﺼﻠﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﻭﻗﺩﺭﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻓـﺈﺫﺍ ﻤـﺎ‬ ‫ﺘﺯﺍﻴﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺩﺕ ﻹﺴﻘﺎﻁﻪ ﺃﻤﻜﻥ ﺤﺸﺩ ﺍﻟـﺩﻋﻡ‬ ‫ﺘﺄﻴﻴ ‪‬ﺍ ﻷﻱ ﻨﻅﺎﻡ ﻭﻁﻨﻲ ﺒﺩﻴل ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠـﻰ ﻭﺤـﺩﺓ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀـﻐﻭﻁ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻤﺎﺴﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ.‬ ‫ﺇﺫ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺒﻘﺎﺀ ﺼﺩﺍﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﻊ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ‬ ‫ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻘﺎﺌﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺒﻘـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻭﻭﺤﺩﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺸﻌﺒﻬﺎ، ﻭﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﻜﻠﻬﺎ. ﻭﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﺴـﻭﻑ ﺘﺤﻘـﻕ‬ ‫ﻫﺩﻓﻴﻥ ﻤﻬﻤﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ.‬ ‫ﺍﻷﻭل: ﺘﺭﻫﻴﺒﻲ ﻴﺘﻤﺜل ﻓـﻲ ﺭﺩﻉ ﺍﻟﺠﻤـﻭﺡ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﻭﺡ ﻗﺩ ﺒﻨﻲ ﻤﻨﻁﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗـﻲ‬ ‫ﻟﻠﻜﻭﻴﺕ ﻭﺘﻔﺠﻴﺭ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺘﻤﺜل ﻭﺍﻗﻌ ‪‬ﺎ ﻭﺭﻤﺯ ‪‬ﺎ ﻗﻔﺯﺓ ﻜﺒـﺭﻯ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﻭﺇﻋـﺎﺩﺓ‬ ‫ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜـﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﻜﻭﻥ، ﻟﻠﻘﻭﺓ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.‬
‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﺘﺭﻏﻴﺒﻲ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺤل‬ ‫ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻷﻜﺭﺍﺩ، ﻓﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﻟﻴﺴﺕ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺤﺩﺘﻬﺎ ﺘﺯﺍﻴﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻭﺠﺩ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻤﺭﺘﻜ ‪‬ﺍ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﻗﺎﻤﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﺤﺯﺍﻡ ﺃﻤﻨﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺘﺩﺨﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺄﻫﻴـل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻋﻭﺩﺘﻪ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺴـﻠﻁﺘﻪ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻜﺎﻤـل‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺴﻬﻡ ﺒﺸـﻜل ﻤﻠﻤـﻭﺱ ﻓـﻲ ﺤـل‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﻴﻥ ﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻀﺩ ﻤﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭﻩ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫"ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ" ﻭﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ،‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ "ﺃﻨﻪ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘـﺩﺨل ﻓـﻲ ﺘﻠـﻙ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺘﻁﺒﻴﻊ ﻜﺎﻤـل ﻟﻠﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻭﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻴﻪ")٨٣١(.‬
‫‪‬‬ ‫١- ﺩ. ﺤﺴﻥ ﺤﻨﻔﻲ، ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟـﻭﻁﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﺩﺍﺭ ﻗﺒﺎﺀ، ٨٩٩١ﻡ، ﺹ٧٠٢.‬ ‫٢- ﺩ. ﺇﻜﺭﺍﻡ ﺒﺩﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﻤﺼـﺭ:‬ ‫ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ... ﺩ. ﻋﻠـﻲ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻫـﻼل‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻤﺤﺭﺭ( ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ ﻭﺘﺤـﺩﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ: ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ، ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ٦٨٩١ﻡ، ﺹ٩٢١.‬ ‫٣- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ:‬ ‫ﺼﻌﻭﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻤﺠﻠـﺔ ﻤﺭﺍﺼـﺩ، ﻤﺭﻜـﺯ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻷﻭل، ﺸﺘﺎﺀ ٩٩٩١ﻡ، ٧،٨.‬ ‫٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٩.‬ ‫٥- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺏ. ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺃﺒـﻭ ﻅﺒـﻲ: ﻤﺭﻜـﺯ‬ ‫ـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ،‬ ‫ـﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤـ‬ ‫ـﻭﺙ ﺍﻻﺴـ‬ ‫ـﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴـ‬ ‫ﺍﻹﻤـ‬ ‫٦٩٩١ﻡ، ﺹ٧١.‬
‫٦- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل: ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ: ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴـﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ: ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸـﺭﻭﻕ، ٩٩٩١، ﺹ٥٨،‬ ‫٦٨.‬ ‫٧- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣١، ٤١.‬ ‫٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥١-٦١.‬ ‫٩- !‪Resat Kasaba "By Compass and Sword‬‬ ‫‪The Meanings 1492 "Middle East Report‬‬ ‫8.‪(September – October 1992): P‬‬ ‫٠١- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦١.‬ ‫١١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦١.‬ ‫٢١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥١.‬ ‫٣١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل: ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٢٢.‬ ‫٤١- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ: ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤١.‬ ‫٥١- ﺇﺤﺴﺎﻥ ﻗﺎﺴﻡ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻲ، ﺒﺩﻴﻊ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻨﻭﺭﺱ:‬ ‫ﻨﻅﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﺁﺜﺎﺭﻩ، ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﺓ: ﺴـﻭﺯﻟﺭ‬ ‫ﻟﻠﻨﺸﺭ، ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ،‬ ‫ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ٧٨٩١ﻡ، ﺹ٢٥-٣٥.‬
‫٦١- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤١.‬ ‫٧١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥١.‬ ‫٨١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣٦١.‬ ‫٩١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦١.‬ ‫٠٢- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨١-٩١.‬ ‫١٢- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻷﺘـﺭﺍﻙ، ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ: ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻲ،‬ ‫ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺒﺎﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﻤﻊ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺒﺤـﺎﺙ ﻟﻠﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻟﻔﻨـﻭﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴ ـﻼﻤﻴﺔ ﺒﺈﺴ ـﻁﻨﺒﻭل، ٣٩٩١ﻡ، ﻤﻘﺩﻤ ـﺔ ﺍﻟﺠ ـﺯﺀ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫٢٢- ﺴﻌﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻴﺔ، ﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻤﺠﻠـﺔ ﺍﻷﻓـﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ،‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ، ﺍﻟﻌـﺩﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ، ٥٨٩١ﻡ، ﺹ٥٥.‬ ‫٣٢- ﺩ. ﻤﻤﺩﻭﺡ ﺃﻨﻴﺱ ﻓﺘﺤـﻲ، ﺃﺒﻌـﺎﺩ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﻤﻠـﻑ ﺍﻷﻫـﺭﺍﻡ‬
‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ، ﻋﺩﺩ ﻴﻭﻟﻴﻭ ٦٩٩١ﻡ.‬ ‫٤٢- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ، ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻗﻀـﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﺍﻷﻫـﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ، ٩٩٩١ﻡ، ﺹ٧٣١.‬ ‫٥٢- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ:‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻴﻥ؟ ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻋﺩﺩ ﻤﺎﺭﺱ ٩٩٩١ﻡ، ﺹ٠٤.‬ ‫٦٢- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ: ﻗﻀـﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻡ.ﺱ. ﺫ، ﺹ٨٣١.‬ ‫٧٢- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٤، ٠٥.‬ ‫٨٢- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ، ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ: ﻗﻀـﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٣١.‬ ‫٩٢- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٤.‬
‫٠٣- ﺤﺩﻴﺙ ﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺯﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭل ﻟﻌﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ٦ –‬ ‫٩ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ٠٨٩١ﻡ، ﻭﺭﺩ ﻓﻲ "ﺴﻌﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻴﺔ"، ﺒﺤـﺙ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٦.‬ ‫١٣- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ١٣.‬ ‫٢٣- ﺴﻌﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻴﺔ، ﺒﺤـﺙ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ٢٦.‬ ‫٣٣- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٩١.‬ ‫٤٣- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٩٥٢.‬ ‫٥٣- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ٠٦٢.‬ ‫٦٣- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ٥٦١.‬ ‫٧٣- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٧١.‬ ‫٨٣- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧١.‬ ‫٩٣- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧١.‬ ‫٠٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٢.‬
‫١٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٢.‬ ‫٢٤- ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﻨﺩﻨﻴﺔ، ٨٢/٣/٨٩٩١ﻡ.‬ ‫٣٤- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٢٢.‬ ‫٤٤- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٢.‬ ‫٥٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٢.‬ ‫٦٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ١٢.‬ ‫٧٤- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ، ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻗﻀـﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٤١.‬ ‫٨٤- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٢٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ٣٩٩١ﻡ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺹ٦٥١.‬ ‫٩٤- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٣٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ٤٩٩١، ﺹ٠٤١.‬ ‫٠٥- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٢.‬ ‫١٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٢.‬
‫٢٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٢.‬ ‫٣٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦٢.‬ ‫٤٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦٢.‬ ‫٥٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٢.‬ ‫٦٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٢.‬ ‫٧٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫٨٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫٩٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫٠٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫١٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫٢٦- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ١٥١.‬ ‫٣٦- ﺭﻭﺸﻴﻥ ﺸﺎﻜﺭ، ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻤﺠﻠﺔ‬ ‫ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ﻋﺩﺩ ﺇﺒﺭﻴل ٣٩٩١ﻡ.‬ ‫٤٦- ﺍﻨﻅﺭ ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٥١، ٥٥١.‬ ‫٥٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٥١.‬ ‫٦٦- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٢١.‬ ‫٧٦- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٦١.‬ ‫٨٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٥١.‬
‫٩٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٥١.‬ ‫٠٧- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٥١.‬ ‫١٧- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٥١.‬ ‫٢٧- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٥١.‬ ‫٣٧- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٤٦١.‬ ‫٤٧- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٢٦١.‬ ‫٥٧- ﺤﺴﻥ ﻓﺅﺍﺩ، "ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ"، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ٥/١/٦٩٩١ﻡ.‬ ‫٦٧- ﻓﻬﻤﻲ ﻫﻭﻴﺩﻱ، ﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﺘﺘﺤـﺩﻯ ﺍﻟﺨﻭﺠـﺔ،‬ ‫ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٦٩٩١ﻡ.‬ ‫٧٧- ﺩ. ﺠﻼل ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﻌﻭﺽ، ﺍﻷﺤـﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﺩ. ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺴـﻴﺩ ﻭﺩ. ﺼـﻼﺡ‬ ‫ﺯﺭﻨﻭﻗﺔ )ﻤﺤﺭﺭﺍﻥ( ﻓﻲ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺨﺎﺭﺠﻪ، ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ: ﻤﺭﻜﺯ ﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻭﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟـﺩﻭل‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ، ٧٩٩١ﻡ، ﺹ٨٥١، ٩٥١.‬ ‫٨٧- ﻓﻬﻤﻲ ﻫﻭﻴﺩﻱ، ﻓﻀـﻴﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺘﺭﻜﻴـﺎ،‬ ‫ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ٧١ ﻤﺎﺭﺱ ٧٩٩١ﻡ.‬ ‫٩٧- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٥٢٢.‬
‫٠٨- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣٤.‬ ‫١٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠١، ١١.‬ ‫٢٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٤١.‬ ‫٣٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ١١.‬ ‫٤٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٢٤.‬ ‫٥٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٢٢.‬ ‫٦٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٣.‬ ‫٧٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٣.‬ ‫٨٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٩٢.‬ ‫٩٨- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٦٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ، ٧٩٩١ﻡ، ﺹ٠٢١.‬ ‫٠٩- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٨٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ٩٩٩١ﻡ، ﺹ١٠٢.‬ ‫١٩- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣٤.‬
‫٢٩- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ، ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ،‬ ‫ﺹ٤٣١.‬ ‫٣٩- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٣١.‬ ‫٤٩- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٣١.‬ ‫٥٩- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٤٣١.‬ ‫٦٩- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٨١.‬ ‫٧٩- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٤.‬ ‫٨٩- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦٤.‬ ‫٩٩- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺃﻡ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻹﺨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ١٢ ﺃﻏﺴﻁﺱ ٦٩٩١ﻡ.‬ ‫٠٠١- ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺤﺩﻴﺙ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻨﺸـﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺼﺤﻔﻲ ﺒﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻹﻤﺎﺭﺍﺘﻴـﺔ، ٧‬ ‫ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ.‬ ‫١٠١- ﺩ. ﻤﻤﺩﻭﺡ ﺃﻨﻴﺱ ﻓﺘﺤﻲ، ﺃﺒﻌـﺎﺩ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ.‬ ‫٢٠١- ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻡ.ﺱ.ﺫ.‬ ‫٣٠١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ١٨١.‬
‫٤٠١- ﺩ. ﻤﻤﺩﻭﺡ ﺃﻨﻴﺱ ﻓﺘﺤﻲ، ﺃﺒﻌـﺎﺩ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﻡ.ﺱ.ﺫ.‬ ‫٥٠١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﺍﻟﻘﻀـﺎﻴﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٧.‬ ‫٦٠١- ﺩ. ﻤﻤﺩﻭﺡ ﺃﻨﻴﺱ ﻓﺘﺤﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ.‬ ‫٧٠١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣٨١.‬ ‫٨٠١- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٦٩٩١، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٠٢.‬ ‫٩٠١- ﺃﺤﻤﺩ ﺩﻴـﺎﺏ، ﺍﻷﺯﻤـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ – ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ:‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻭﺩ، ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻋـﺩﺩ‬ ‫٥٣١، ﺹ٤٠٢.‬ ‫٠١١- ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻟﻌـﺎﻡ ٦٩٩١ﻡ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٠٢.‬ ‫١١١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٠٢.‬ ‫٢١١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦٠٢.‬ ‫٣١١- ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻋﺩﺩ ٧٢ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٩٩٩١ﻡ.‬ ‫٤١١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﺍﻟﻘﻀـﺎﻴﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٢٣.‬
‫٥١١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٧٨١،‬ ‫٠٩١.‬ ‫٦١١- ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻟﻌـﺎﻡ ٦٩٩١ﻡ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٥١.‬ ‫٧١١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٩٥١.‬ ‫٨١١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٩١.‬ ‫٩١١- ﺤﻭﺍﺭ ﻟﺭﻀﺎ ﻫﻼل ﻤﻊ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺠﻭل، ﺍﻷﻫـﺭﺍﻡ،‬ ‫٦٢ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ.‬ ‫٠٢١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٥٣.‬ ‫١٢١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٧١، ٢٨١.‬ ‫٢٢١- ﻨﺯﺍﺭ ﺃﻏﺭﻱ، ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ: ﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻀﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﻨﺩﻨﻴﺔ، ٧‬ ‫ﻤﺎﻴﻭ ٩٩٩١ﻡ.‬ ‫٣٢١- ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟـﺩﻏﻴﻡ، ﺍﻟﺘﻨـﺎﻗﺽ ﺴـﻴﺩ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺘﺭﺍﺠﻊ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨـﺭﺍﻻﺕ، ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﻠﻨﺩﻨﻴﺔ، ٢ ﻤﺎﻴﻭ ٩٩٩١ﻡ.‬ ‫٤٢١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٥.‬
‫٥٢١- ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺸﺤﺎﺘﺔ، ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻋﺩﺩ ٧٠١ ﻴﻨﺎﻴﺭ‬ ‫٢٩٩١ﻡ.‬ ‫٦٢١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٦-٣٦.‬ ‫٧٢١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٥.‬ ‫٨٢١- ﺩ. ﺴﻌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ، ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻴﺔ‬ ‫ﻭﺩﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ: ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ،‬ ‫٩١ ﻤﺎﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ.‬ ‫٩٢١- ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻴﺩ ﺃﺤﻤﺩ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ٢٢ ﻤﺎﻴﻭ ٧٩٩١.‬ ‫٠٣١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٧.‬ ‫١٣١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٢٧.‬ ‫٢٣١- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٥٤.‬ ‫٣٣١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٤.‬ ‫٤٣١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٧١.‬ ‫٥٣١- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٤.‬ ‫٦٣١- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﻟﻌﺎﻡ ٨٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ٩٩٩١ﻡ، ﺹ٩٠٢.‬
‫٧٣١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠١٢.‬ ‫٨٣١- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٤.‬

More Related Content

PDF
3937
bykotob arabia
 
PDF
567
bykotob arabia
 
PDF
3688
bykotob arabia
 
PDF
4373
bykotob arabia
 
PDF
4374
bykotob arabia
 
PDF
3951
bykotob arabia
 
PDF
1356
bykotob arabia
 
PDF
السلفية الجهادية في تونس الواقع والمآلات
byطارق الكحلاوي
 
3937
bykotob arabia
 
567
bykotob arabia
 
3688
bykotob arabia
 
4373
bykotob arabia
 
4374
bykotob arabia
 
3951
bykotob arabia
 
1356
bykotob arabia
 
السلفية الجهادية في تونس الواقع والمآلات
byطارق الكحلاوي
 

What's hot

PDF
5366
bykotob arabia
 
PDF
الشباب والثقافة المعاصرة...رؤية قرآنية في معالجة التحدي الثقافي
byMohammad Kettani
 
PDF
5950
bykotob arabia
 
PDF
مشروع البرنامج العام الحزب الشيوعى المصري- حجم كبير
byAdam Almasry
 
PDF
العمارة الاسلامية في دمشق
byKhanzad Barzinjy
 
PDF
690
bykotob arabia
 
PDF
3941
bykotob arabia
 
PDF
4863
bykotob arabia
 
PDF
552
bykotob arabia
 
PDF
1015
bykotob arabia
 
PDF
1345
bykotob arabia
 
PDF
4515
bykotob arabia
 
PDF
6035
bykotob arabia
 
PDF
3950
bykotob arabia
 
PDF
951
bykotob arabia
 
PDF
5601
bykotob arabia
 
PDF
466
bykotob arabia
 
PDF
3210
bykotob arabia
 
PDF
1107
bykotob arabia
 
PDF
تاريخ الأقباط زكى شنوده - الفتح العربى لمصر
byMamdouh Sobhy
 
5366
bykotob arabia
 
الشباب والثقافة المعاصرة...رؤية قرآنية في معالجة التحدي الثقافي
byMohammad Kettani
 
5950
bykotob arabia
 
مشروع البرنامج العام الحزب الشيوعى المصري- حجم كبير
byAdam Almasry
 
العمارة الاسلامية في دمشق
byKhanzad Barzinjy
 
690
bykotob arabia
 
3941
bykotob arabia
 
4863
bykotob arabia
 
552
bykotob arabia
 
1015
bykotob arabia
 
1345
bykotob arabia
 
4515
bykotob arabia
 
6035
bykotob arabia
 
3950
bykotob arabia
 
951
bykotob arabia
 
5601
bykotob arabia
 
466
bykotob arabia
 
3210
bykotob arabia
 
1107
bykotob arabia
 
تاريخ الأقباط زكى شنوده - الفتح العربى لمصر
byMamdouh Sobhy
 

Viewers also liked

PDF
609
bykotob arabia
 
PDF
619
bykotob arabia
 
PDF
618
bykotob arabia
 
PDF
605
bykotob arabia
 
PDF
623
bykotob arabia
 
PDF
616
bykotob arabia
 
PDF
615
bykotob arabia
 
PDF
607
bykotob arabia
 
PDF
617
bykotob arabia
 
PDF
622
bykotob arabia
 
PDF
620
bykotob arabia
 
PDF
606
bykotob arabia
 
PDF
621
bykotob arabia
 
609
bykotob arabia
 
619
bykotob arabia
 
618
bykotob arabia
 
605
bykotob arabia
 
623
bykotob arabia
 
616
bykotob arabia
 
615
bykotob arabia
 
607
bykotob arabia
 
617
bykotob arabia
 
622
bykotob arabia
 
620
bykotob arabia
 
606
bykotob arabia
 
621
bykotob arabia
 

More from kotob arabia

PDF
1086
bykotob arabia
 
PDF
960
bykotob arabia
 
PDF
764
bykotob arabia
 
PDF
6487
bykotob arabia
 
PDF
6205
bykotob arabia
 
PDF
942
bykotob arabia
 
PDF
96
bykotob arabia
 
PDF
5962
bykotob arabia
 
PDF
763
bykotob arabia
 
PDF
6486
bykotob arabia
 
PDF
745
bykotob arabia
 
PDF
6204
bykotob arabia
 
PDF
6435
bykotob arabia
 
PDF
5961
bykotob arabia
 
PDF
6182
bykotob arabia
 
PDF
959
bykotob arabia
 
PDF
941
bykotob arabia
 
PDF
594
bykotob arabia
 
PDF
762
bykotob arabia
 
PDF
744
bykotob arabia
 
1086
bykotob arabia
 
960
bykotob arabia
 
764
bykotob arabia
 
6487
bykotob arabia
 
6205
bykotob arabia
 
942
bykotob arabia
 
96
bykotob arabia
 
5962
bykotob arabia
 
763
bykotob arabia
 
6486
bykotob arabia
 
745
bykotob arabia
 
6204
bykotob arabia
 
6435
bykotob arabia
 
5961
bykotob arabia
 
6182
bykotob arabia
 
959
bykotob arabia
 
941
bykotob arabia
 
594
bykotob arabia
 
762
bykotob arabia
 
744
bykotob arabia
 

Recently uploaded

PDF
محاضرة جامعة الرباط- هوية العمارة السودانية
byHashim Khalifa
 
DOCX
PEMC 2025 - 2026 MEX xxxxxxxxxxxxxxxxxxx
bymariagonzalez376327
 
PPTX
Святой Иоанн Кантий, 1390–1473 Доктор Церкви.pptx
byMartin M Flynn
 
PDF
Projecte de la porta d'i3A: La màgia de l'unicorn
byeduardrubio1
 
PDF
ict final project about food chains .pdf
byammhgamer
 
PDF
15 Dec 2025 PS.pdf 15 Dec 2025 PS.pdf 15 Dec 2025 PS.pdf
byssuser787edf
 
PDF
🌟 LABUAN4D – PLATFORM HIBURAN ONLINE TERBAIK!
byLabuan 4D
 
PPT
O’zbekiston Respublikasida uzluksiz ta’lim tizimi va uning turlari.ppt
byShamsiddinRaisov
 
PDF
Correlation - सहसंबंध @irfanullah_mehar #world_of_wisdom.pdf
byWorld of Wisdom
 
PDF
( من علوم القرآن )_men_aloom_alquran.pdf
bymgoma99
 
محاضرة جامعة الرباط- هوية العمارة السودانية
byHashim Khalifa
 
PEMC 2025 - 2026 MEX xxxxxxxxxxxxxxxxxxx
bymariagonzalez376327
 
Святой Иоанн Кантий, 1390–1473 Доктор Церкви.pptx
byMartin M Flynn
 
Projecte de la porta d'i3A: La màgia de l'unicorn
byeduardrubio1
 
ict final project about food chains .pdf
byammhgamer
 
15 Dec 2025 PS.pdf 15 Dec 2025 PS.pdf 15 Dec 2025 PS.pdf
byssuser787edf
 
🌟 LABUAN4D – PLATFORM HIBURAN ONLINE TERBAIK!
byLabuan 4D
 
O’zbekiston Respublikasida uzluksiz ta’lim tizimi va uning turlari.ppt
byShamsiddinRaisov
 
Correlation - सहसंबंध @irfanullah_mehar #world_of_wisdom.pdf
byWorld of Wisdom
 
( من علوم القرآن )_men_aloom_alquran.pdf
bymgoma99
 

625

  • 2.
             (1)   
  • 3.
    ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
  • 4.
    ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ: ﻓﻲ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل: ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ‬ ‫"ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ".‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺼـﻌﻭﺩ‬ ‫"ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ".‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫ﺃ- ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.‬ ‫ﺏ- ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.‬ ‫ﺜﺎﻨ ‪‬ﺎ: ﻤﺭﺍﺤل ﺘﺸﻜل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃ- ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ.‬ ‫ﺏ- ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل.‬
  • 5.
    ‫ﺜﺎﻟ ﹰﺎ: ﻤﻀﻤﻭﻥﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ: ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﺠﺩل ﺤﻭل‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ.‬ ‫ﺃ- ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﺏ- ﻨﻤﻁ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ.‬ ‫ﺝ- ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ.‬ ‫ﺩ- ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩ ﻟﻼﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ.‬ ‫ﺜﺎﻨ ‪‬ﺎ: ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ".‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺜﺎﻟ ﹰﺎ: ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل.‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺃ- ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻤﻨﻁـﻕ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.‬ ‫ﺏ- ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ.‬ ‫ﺨﺎﺘﻤﺔ: ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬
  • 6.
    ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ، ﻤـﻥ ﻭﺠﻬـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺒﺎﻋ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻤل، ﻭﺍﻟﺤﺫﺭ ﻤ ‪‬ﺎ. ﺍﻟﺘﺄﻤل، ﺒﻘﺼﺩ ﻓﻬـﻡ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﻴﺭ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩل ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺃﻁﺭﺍﻓﻬﺎ، ﻭﻫﻭ ﺼﺭﺍﻉ ﺃﻭ‬ ‫ﺠﺩل ﻴﺩﻭﺭ ﺩﺍﺨل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻨﻌﻜﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﺫﺭ ﺘﺠﻨ ‪‬ﺎ ﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺃﻭ ﻟﻌﺩﺍﺀ ﻤﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﺤﻀـﻭﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺒﻜﺘﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻭﺜﻘﻠﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ، ﻭﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓـﻲ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬـﺎ ﺃﻭ ﺘﺄﺠﻴـل‬ ‫ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺘﺭ ﹰﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻜﺒﻴ ‪‬ﺍ، ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻷﻤـﺔ ﺘﺤﻤـل‬ ‫ﻴ ﺭ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻨﻜﺸﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ، ﺒـل‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ.‬ ‫ﻭﻅﻨﻲ ﺃﻥ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﻭﻤﺎ ﺒـﻪ ﻤـﻥ‬ ‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ، ﺘﺠﻌل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺜﻼ ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﺒﺎﻟﻨﺎﺘﻭ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴـﻪ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻅﻤﺔ‬ ‫ﻭ‬
  • 7.
    ‫ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻜﻤﺎﺘﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﺤﻠﻴ ﹰﺎ – ﺃﻭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻗـل‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﺭﺌﻴﺴ ‪‬ﺎ – ﻋﺴﻜﺭ ‪‬ﺎ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﺭﻏﻡ ﺘﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻤﻊ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻻﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩل ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ، ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻗﻨﻭ ‪‬ﺎ ﺜﺎﺒ ﹰﺎ ﻴﻌﻁﻰ‬ ‫ﻤ ﺘ‬ ‫ﻟﻸﻤﻡ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﺩ، ﻭﺒﺸﻜل ﻴﻌﻠـﻭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ،‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺘﻠﺘﺤﻡ ﺒﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ‬ ‫ﻋﺼﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺩﺍﺨـل ﺭﻭﺤﻬـﺎ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻴـﺔ، ﺃﻱ ﺸﺨﺼـﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﻤﻡ ﺘﻌﺭﻑ ﺜﺒﺎ ﹰـﺎ ﻨﺴـﺒ ‪‬ﺎ، ﻭﻤﺘﻐﻴـﺭﺍﺕ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻭل، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺘﻘـﻊ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺸﻘﻲ ﺭﺤﻰ: ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ‬ ‫ﺘﺼﻭﻍ ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺸﻜل ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻭﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ، ﺘـﺭﻓﺽ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻋﻨﺩ ﻟﺤﻅﺔ ﺘﺭﻜﻴﺒﻴﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻭﺘﺄﺒﻰ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﺫﺍﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻻﻨﺨﻼﻉ ﻤﻥ ﺭﻭﺤﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻜل ﻟﺤﻅﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻴﺔ. ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺸﻜل ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺤﺕ ﻓﻲ ﺼﺨﻭﺭ ﺍﻟﺠﺭﺍﻨﻴﺕ ﺤﻴـﺙ‬ ‫ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺒﻁﻲﺀ ﺠ ‪‬ﺍ ﻴﻔﻌل ﻓﻌﻠﻪ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﻜﻡ، ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﻓـﻲ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﺒﻼﺴﺘﻴﻙ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺤﺎﺩ ﻴﻔﻌل ﻓﻌﻠـﻪ ﺒـﺎﻻﻨﻘﻼﺏ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺯﻕ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ، ﻤﺜل ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬
  • 8.
    ‫ﺒﻜل ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﺘﺤﻭﻻﺍﻨﻘﻼﺒ ‪‬ﺎ، ﻜﺄﻨﻪ ﻗﻁﻊ ﻓﻲ ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﺒﻼﺴـﺘﻴﻙ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﺩﻭﻥ ﺴـﻨﺩ ﺇﻻ ﻤـﻥ ﻭﻋـﺩ‬ ‫ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺤﺎﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺘﺼـﻨﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﻐﻴﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻐﺭﺒـﻲ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺼﺎﺭ "ﻭﺼﻔﺔ ﺴﺤﺭﻴﺔ" ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﺘﺤـﺩﺩ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﻭﻓﻲ‬ ‫ﻤﻭﺍﺯﺍﺓ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺩﺍﺨل ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ. ﻭﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺤﺩﺍﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‬ ‫ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻴﺤﺘل ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺸـﻜل ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺠﺭﻯ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻟﺘﺸـﻤل ﺍﻟﻌـﺭﺏ‬ ‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺝ، ﺇﺫ ﺘﻤﻜﻨـﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﻓﺭﺽ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺘﺤﺩﻴـﺩﻫﺎ‬ ‫ﻟﻠﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ‬ ‫ﻓﻌﻼ ﻭﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺃﻤ ﹰ، ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻻﻤﺘـﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠـﺫﺍﺕ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ‬ ‫ﺴﺒﻌﺔ ﻋﻘﻭﺩ. ﻭﺒﻼ ﺸﻙ ﺘﻐﻴﺭﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻁﻴﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻤـﻥ‬
  • 9.
    ‫ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻋﺒﺭ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﺴـﺘﻐﺭﻕ‬ ‫ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻗﻠﻴ ﹰ، ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﻴﺘﺄﻤـل ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻭﻤﺴﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﻴﺩﺭﻙ ﺃﻨﻬﺎ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﺠـﺭﺕ ﻓـﻲ ﺴـﻴﺎﻕ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜﺂﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺅﻩ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻤﻌـﻪ ﻋﺒـﺭ‬ ‫ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻓﻲ‬ ‫ﻅل ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺭﻓـﻪ ﺤﺴـﺏ‬ ‫ﺭﺅﻯ ﻓﻜﺭﻴﺔ، ﻭﺼﻴﺎﻏﺎﺕ ﺭﻤﺯﻴـﺔ، ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨـﺭ. ﻭﻷﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ ﻗﺎﺒﻠـﺔ ﻟﻠﺘﺼـﻨﻴﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺴﺘﻤﺭ، ﻓﻘﺩ ﺃﺒـﺩﻯ ﻤﻤﺎﻨﻌـﺔ ﻤﺘﺯﺍﻴـﺩﺓ ﻟﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ‬ ‫ﺘﺼﻨﻴﻌﻪ، ﻭﻫﻲ ﻤﻤﺎﻨﻌﺔ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﺘﺩﻋﻴﻤﻬﺎ ﻋﻭﺍﻤـل ﺸـﺘﻰ‬ ‫ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ ﻭﺘﺠﺴﺩﺕ ﻓﻲ ﺇﺨﻔﺎﻕ،‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﻟﻭ ﻨﺴﺒﻲ، ﻟﻠﻭﻋﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻘﺩﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻨﺒﻌﺕ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺒﺎﻟﺭﻭﺡ ﻤـﻥ ﺇﻓـﻙ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴـﺏ، ﻭﺤﺎﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻻﻏﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟ ﱠﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ.‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﻨﻌﺔ ﻫـﺫﻩ ﻤﻨـﺫ‬ ‫ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل، ﻭﻋﺒﺭ ﻤﺭﺤﻠﺘﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ، ﻭﻤﺎﺭﺴﻬﺎ‬ ‫ﺒﺸﻜل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ.‬
  • 10.
    ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰﻭﺍﻟﻤﻤﺘـﺩﺓ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴـﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺒﺎﻟﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﺒﻁﻲﺀ‬ ‫ﻟﻸﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﺌﻴﺩﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻋﺒﺭ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺇﺤﻴـﺎﺀ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻲ، ﺒﺩﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺫﻭﺭ ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ‬ ‫ﻅﻠﺕ ﻤﻠﺘﺼﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻨﻤﻭ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻗﻪ، ﻭﺤﺴـﺏ ﺘﺤﻭﻻﺘـﻪ‬ ‫ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل، ﻭﻟـﻡ ﺘﺴـﺘﻁﻊ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﺨﺘﺭﻕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﻁ ﺴﻤ ﹰﺎ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻅﻠـﺕ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻨﺨﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺘﺭﻯ ﻭﺘﻌ ‪‬ﻑ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺒﻼﺩﻫـﺎ، ﻤـﻥ‬ ‫ﹸ ‪‬ﺭ‬ ‫ﺨﻼل ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺒـﺩﺃﺕ‬ ‫ﺒﻤﻁﻠﻊ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ ﻴﻤـﺎﺭﺱ ﺍﻻﻗﺘﻨـﺎﻉ‬ ‫ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺌﻴﺩ "ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻜﺨﻁﺎﺏ ﻫﻭﻴﺔ ﻴﺭﺘﻜـﺯ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﻜﺎﺌﺯ ﻗﻭﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺼـﺎﻏﺘﻬﺎ ﻤﻅـﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ، ﻜ ‪‬ﺎ ﻭﻜﻴ ﹰﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﻋﻤﺔ ﺒﺎﻟﻌﻭﺍﻤل‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺭﺯﺕ ﻤـﻊ ﺒﺩﺍﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻨﺨﺒﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﻤﺜﻘﻔﺔ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﺒﻔﻀل ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻤﺭﻭﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺩﺍﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﺨﺘﺭﺍﻕ ﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻟﺘﻁﺭﺡ ﺨﻁﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻓﻘﻁ، ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ‬
  • 11.
    ‫ﻤﻨﺎﻓ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺨﻁﺎﺏﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻤ ﱠل ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ "ﺤﺎﻤـل‬ ‫‪‬ﺜ‬ ‫ﻟﻭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ" ﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀـﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻗﺒل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺇﺫ ﺸﻜﻠﺕ ﺘﺠﺭﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻗﺒل ﺜﻼﺜـﺔ‬ ‫ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓـﺔ. ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺼﻴﻐﺔ ﺍﻨﻘﻼﺒﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺫﺍﺕ ﻤﻨﺤﻨﻰ ﺘﻭﺍﺯﻨﻲ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ "ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ" ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ "ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ" ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ "ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ" ﺘﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺃﻓﻀـل‬ ‫ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻌـﺎل ﻋﻠـﻰ ﻀـﺭﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ، ﺇﺫ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫـﺎ‬ ‫ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﺘﻭﺍﺯﻨ ‪‬ﺎ ﺒﻴﻥ ﺜﻨﺎﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ ﻓﻲ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺼـﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋﻨﻬـﺎ، ﻭﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺔ ﻓﻀﺎﺌﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ.‬ ‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﺭﺅﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﺘﻌـﺩ ﺃﻜﺜـﺭ‬ ‫ﺤﺩﺍﺜﺔ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ، ﻓﻘﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻤﺒﺘﺴﺭﺓ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﻨﺘﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻟﺴﺒﺒﻴﻥ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻥ ﺘﻤﺎ ‪‬ـﺎ.‬ ‫ﻤ‬
  • 12.
    ‫ﺍﻷﻭل ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓـﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﻓﺄﻨﻬﻜﻭﻫـﺎ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺒﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻡ ﻭﺘﺴﺒﺒﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺨﻠﻔﻬـﺎ، ﻭﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﺃﻨﻬـﻡ‬ ‫ﺨﺭﺠﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺜﻭﺭﺘﻬﻡ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻓﻠﻡ ﻴﺼﻠﺤﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﺒل ﺨﺎﻨﻭﻫـﺎ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﻀﻌﻔﺕ ﻭﺴﻘﻁﺕ. ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺀﺓ ﺘﻘـﺩﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻬ ‪‬ﺎ ﻤﺘﻭﺍﺯ ﹰـﺎ ﻴﺭﺠـﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻜﻤﻨﺘﺞ ﻟﻠﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻻ‬ ‫ﻴﻨﺠﻡ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ،‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﻀﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻕ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ، ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﺎﻟﻐﺭﺏ ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻤﻨﺢ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭل‬ ‫ﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻓﺭﻀـﻪ ﻴﺼـﺒﺢ ﺃﺼـﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻌﻜﻭﺴﺔ ﺘﺤﺘﻤﻲ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﺘﻌﻴﺵ ﻓـﻲ ‪‬ﺭ ﱠـﺏ‬ ‫ﻤ ﻜ‬ ‫ﻗﺼﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ، ﻭﻟﺫﺍ ﺘﺩﻋﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺇﻟـﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺒﺎﻟﻐﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺤﺠﻤﻬﺎ "ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ" ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺘﺤﻭﻴـل‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻌﻪ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻭﺼﻔﺔ ﺴﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻋﻼﻗﺔ‬ ‫ﻋﺎﺩﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤـل، ﻭﻤﻨﻁـﻕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻴﺼﻭﻍ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ‬ ‫ﺃﻥ ﺘﻘﺒل ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺒﻠ ‪‬ﺍ ﺇﺴﻼﻤ ‪‬ﺎ ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﻭﺤﺩﺘﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁ ‪‬ﺎ: ﺃﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﻋﺎﻟﻤﻬـﺎ‬ ‫ﻴ‬
  • 13.
    ‫ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻜﺒﻴﺭ ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﻟﺩﻭﺭ ﻤﺅﺜﺭ؟.‬ ‫ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺅﺍﺯﺭﺓ ﺼﻌﻭﺩ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ"، ﺃﺨﺫ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻴﺘﺤﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻤـﻥ ﻤﻭﻗـﻊ ﺍﻵﺨـﺭ‬ ‫ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻨﻔﻌﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻗﻊ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻨﺎﺯﻋـﻪ ﺍﻟﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﺎﻥ ﺍﻷﺘـﺎﺘﻭﺭﻜﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ. ﻭﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻨﺤـﺎﻭل ﺭﺼـﺩﻫﺎ‬ ‫ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ، ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻜـﻭﻴﻨﻲ‬ ‫)ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل( ﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺘﺭﺩ ﺸـﺩﻴﺩ ﻓـﻲ ﺍﻹﻁـﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠـﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺒـﺎﻷﺤﺭﻯ ﻟﻠﻤﻭﺍﻗـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺤﻴـﺙ ﺍﻨـﺩﻓﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ،‬ ‫ﺒﺈﺫﻜﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻤﻌﻪ ﻋﺒﺭ ﺃﺸﻜﺎل ﺸﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭﻫﺎ ﺴﻠﺴـﻠﺔ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﻭﻨﻘﻭل ﺃﺨﻁﺭﻫﺎ، ﺒﺴﺒﺏ ﻤـﺎ‬ ‫ﺘﺤﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﻤﻼﻤﺢ ﻟﺩﻭﺭ ﺘﺭﻜﻲ ﻻ ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻓﻘﻁ – ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓـﻲ‬ ‫ﻨﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭ – ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ، ﺒـل ﻭﺃﻴ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬
  • 14.
    ‫ﻋﻠﻰ "ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻭﻏﺔ".ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺼـﻴﻐﺘﻴﻥ ﻜﺒﻴـﺭ،‬ ‫ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻨﻤﺎ ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻀﻤﻥ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒـﺎﺭﺩﺓ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ، ﻭﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﺒﻌـﺽ‬ ‫ﺭﺫﺍﺫﻩ ﻗﺩ ﻁﺎل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﺘﻴـﺎﺭﻩ ﺍﻟﻘـﻭﻤﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺨﺴ ـﻤﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴ ـﺘﻴﻨﻴﺎﺕ، ﺒﻁﺭﻴﻘ ـﺔ ﻏﻴ ـﺭ ﻤﺒﺎﺸ ـﺭﺓ ﺃﻭﻻ،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﻤﻀﺒﻭﻁﺔ ﺒﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺸﺒﻪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺜﺎﻨ ‪‬ﺎ، ﻭﻫﻲ ﺃﻤﻭﺭ ﺨﻔﻔﺕ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤﻥ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭﻫﺎ‬ ‫ﺴﻭﻯ ﺒﻜﻭﻨﻬﺎ ﺍﻤﺘﺩﺍ ‪‬ﺍ ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ـﺎ ﻟﻠﺘﺼـﻭﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜـﻲ "ﺭﺍﻋـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ" ﻋـﻥ ﺍﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻷﻭﺤﺩ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﺒﻨﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ‬ ‫ﻻ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ، ﺇﻨﻤﺎ ﺘﺠﺴﺩ ﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻘـﻭﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻁﺭﻑ ﻫﻭ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻌﺒﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻷﻭﺤﺩ، ﻭﺘﻠﺒﻴﺔ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ. ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ، ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﺍﻟﻁـﺭﻑ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻱ ﻟﻪ، ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻷﻗل ﺼﺩﺍﻗﺔ ﺃﻭ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺘﻠﺒﻴﺔ ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ، ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻬﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻁﺭﺍ ﹰﺎ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻋـﺩﺓ ﺘﺼـﺒﺢ ﺇﻤـﺎ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ، ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻫﺩﺍ ﹰﺎ ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻼﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ،‬ ‫ﻓ‬
  • 15.
    ‫ﻟﻴﺱ ﻟﻌﺩﺍﺌﻬﺎ ﻟﻼﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﻤﺜ ﹰ، ﺃﻭ ﻟﺘﻤﺭﺩﻫﺎ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻨﻭ ‪‬ﺎ ﻤﺎ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺤﻭل ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺘﻨﺒﻊ ﺃﺴﺎ ‪‬ﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﺼﺏ ﻓﻴﻬﺎ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗـﺔ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭﻫﺎ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ، ﺒﺘﺨﺭﻴﺏ ﺘﻔﺎﺼﻴل ﺍﻹﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺒﻁ ﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺩﺍﺨـل‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻨﻔﺴﻪ ﺘﻡ ﺤﺼﺎﺭ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ "ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ" ﻭﺘﻔﻜﻴﻜﻪ‬ ‫ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺍ ﺤﺎﻜﻤﺎ ﻤﻬﻴﻤ ﹰﺎ – ﻭﺇﻥ ﻟﻡ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻴﻜﻥ ﻭﺤﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻨﻔﺭ ‪‬ﺍ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ – ﻤﻊ ﺭﺤﻴل "ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ" ﻭﺘﺠﻤﻴﺩ ﻨﺸﺎﻁ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺯﻋﻴﻤﻪ ﻭﺃﺭﻜﺎﻨﻪ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ، ﻭﺘﺭﺍﺠﻊ ﻭﺭﻴﺜﻪ "ﺍﻟﻔﻀـﻴﻠﺔ"، ﻭﺇﺫﻜـﺎﺀ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺒﺎﻟﺤﺭﺏ. ﻏﻴـﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺒﻨﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ –‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ – ﻻ ﺘﻌﺩﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﻤﺭﺤﻠﻴﺔ‬ ‫ﻻ ﺘﺼﻤﺩ ﻷﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﺤﻭﻻ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ، ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻟﻠﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻗﺩ ﺴﻘﻁ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺴﻘﻁ ﻭﻟﻥ ﺘﺴﻘﻁ ﺒل ﺴـﺘﺯﺩﺍﺩ ﻗـﻭﺓ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ‬
  • 16.
    ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ. ﻭﻴﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥﺍﻨﺘﺼﺎ ‪‬ﺍ ﺤﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻟﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻻ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻷﻴﻬﻤﺎ؛ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺨﻀﻊ‬ ‫ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺸﻜﻴل ﺜﻘﺎﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴـﺩ، ﻭﺍﻷﻏﻠـﺏ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻨﺘﺼﺭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ‬ ‫ﺒﻠﻭﻍ ﺠﺩل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺼﻴﻐﺔ ﺃﻗﺭﺏ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻴﻜﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟ ‪‬ﺎ – ﺃﻱ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ –‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻨﺨﺒﺔ ﺃﻭﺴﻊ ﺒﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﺴﻭﻑ ﺘﻤﻴل ﻷﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﺘﻌﺒﻴـ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺜﻘﺎﻓ ‪‬ﺎ ﻋﺎ ‪‬ﺎ ﻤﻌﻠ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺠﺯ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻴ ﻤ‬ ‫ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺠﺯﺀ ﺁﺨﺭ ﻨﻘﻴﺽ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﺘﻐﻴـﺭ‬ ‫ﻤﺴﻤﺎﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﺴـﻤﻴﺎﺕ ﺃﺨـﺭﻯ ﺘﺤـﺩﺩ ﻋﻨﺎﺼـﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻤﻊ ﺒﻘـﺎﺀ ﻤﻀـﻤﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﻟﻲ، ﻭﺭﺅﺍﻫﺎ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ‬ ‫ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺃﻓﻀل، ﻭﺘﻨﺎﻡ ﻤﺴﺘﻤﺭ، ﻓﻲ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻭﺤﺘﻰ ﻴﺤﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺴﻭﻑ ﺘﻅل ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺘﺭﺩﺩ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻴﻥ.‬ ‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل: ﺇﻥ ﺜﻤﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺜﻼﺜﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺅﺜﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺠﺭﻯ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻨﻌﻁﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤـل ﻨﺤـﻭ ﺍﻟﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭ‬
  • 17.
    ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ؛ ﺃﺤﺩﻫﺎ ﺘﺯﺍﻴﺩﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻤﻨﻁﻕ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺘﻜﻭﻴﻨﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀﻊ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﻻ ﻴﻐﺭﻴـﻪ ﺘـﺭﺍﻜﻡ‬ ‫ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺒﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ، ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭﺩ ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ – ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ،‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ، ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺠﻴﺭﺍﻨﻬـﺎ ﻟﻠﻭﺼـﻭل ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺘﻭﺍﻓﻘﺎﺕ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺒﺸـﺭ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ؛‬ ‫ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺒﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠـﺔ ﻵﻟﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺤﺼـﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻻﺨﺘﺭﺍﻕ ﻭﺍﻻﺴﺘﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻠﻕ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﺴـﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻘـﻭﺓ‬ ‫ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ، ﻭﺘﻁﺭﺤﻬﺎ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻷﻨﻬـﺎ ﻻ ﺘﻤﻠـﻙ ﺴـﻭﺍﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺴﻴﺘﺩﻋﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﻌﻁﺎﻑ ﻨﺤﻭ ﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﺒﺎﻜﺘﻤﺎل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﺩﻴﻬﺎ‬ ‫ﺭﻏﺒﺔ ﻋﺎﺭﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺴﺄﻟﺔ "ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ﻭﻫـﻲ ﺃﺸـﺒﻪ‬ ‫ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺩﻴﻬﺎ، ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺍﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻬﺭﻭﻟﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺸﺭﻕ‬ ‫ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ، ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤـﻊ ﺘﻌﺜـﺭ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﺒﺤﺙ ﺩﺍﺌﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺴـﻠﺒﻲ،‬ ‫ﻋﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻪ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﻘﻴﻘﺔ‬
  • 18.
    ‫ﺃﻨﻪ "ﻜﺘﻠﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ".ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﺴـﻭﻴﺔ ﻭﻤـﺎ‬ ‫ﻴﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﺭﺘﻴﺒﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺃﻤﻨﻴﺔ ﻭﺃﺠﻭﺍﺀ ﺩﺍﻓﺌـﺔ ﻴﺴـﺎﻋﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺒﺩﻴل ﺴﻠﻤﻲ ﻟﻤﺎ ﺘﺼﻭﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ ﺘﺤﻘﻴﻘـﻪ‬ ‫ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ، ﻤﻤﺎ ﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﻜﺜﻴﺭ ﻤـﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻴﻘﻭﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﺴـﻥ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻬﺩﻑ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻟﻠﺭﻓﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.‬ ‫ﻭﻴﺘﺤﻘﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﻌﻁﺎﻑ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﺎﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﺘﺘﻡ ﺒﻪ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ، ﻭﻫﻭ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺍﺭﺘﻜﺎ ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﻤﻌﻘﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﻴﺒﻠﻭﺭ ﻨﻭ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﺩ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﻭﺠﻬـﺔ ﺍ ﻟﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ "ﻜﺘﻠﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ" ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﺜل ﺭﺍﺩ ‪‬ﺎ ﻤﻬ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻋ ﻤ‬ ‫ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﻗﻭﺍﻤﻬﺎ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﻟﺘﺸﻜﻴل ﺘﺤﺎﻟﻑ ﻋﺭﺒﻲ ﻀﺩﻫﺎ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻗﺩ ﻴﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻨﻭ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ – ﺤﺎل ﻨﺠﺎﺤﻪ – ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺃﻤـﺭﻴﻥ‬ ‫ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ، ﺍﻷﻭل: ﻫﻭ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒـﻴﻥ ﺴـﻭﺭﻴﺎ‬ ‫ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺘﺄﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﻘﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺤـل ﻜـل‬
  • 19.
    ‫ﻤﺸﻜﻼﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ‬ ‫ﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠ ‪‬ﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴـﻴﻁﺭﺓ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺍﺒﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻴﻌﻔﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺘـﺩﺨﻠﻬﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺸﻤﺎﻟﻪ ﻭﺍﻋﺘﺩﺍﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺩﺘﻪ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴـﻪ ﻓـﺈﻥ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻴﻤﺜل ﻋﻤﻠ ‪‬ﺎ ﻭﺭﻤﺯ ‪‬ﺎ ﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻘـﻭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﺤﻴﻴﺩﻫﺎ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀـﻰ‬ ‫ﺴﻭﻑ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻋﺘـﺩﺍل‬ ‫ﺩﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫ﻭﺒﺎﷲ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ.‬ ‫ﺼﻼﺡ ﺴﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ١٢ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٩٩٩١ﻡ‬
  • 20.
    ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫"‪ "‬‬ ‫ﺜﻤﺔ ﻤﺩﺭﺴﺘﺎﻥ ﻤﺘﻘﺎﺒﻠﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜـﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﺤـﻭل‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ: ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ "ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ" ﻭﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘل ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺘـﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺠﺴﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ؛‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ – ﺤﺴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ – ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺤﻴـﺎﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ "ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ" ﻓـﻲ ﺍﻷﻴـﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﺃﻭ "ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ" ﻓﻲ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ، ﻓﻬـﻭ ﻭﺍﻗـﻊ‬ ‫ﻤﻐﺘﺭﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﺇﻤﺎ ﺒﺨﺭﻭﺠﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺴﻨﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ، ﻭﺇﻤﺎ ﺒﻭﻗﻭﻋﻪ ﻓﻲ ﺇﺴﺎﺭ ﺍﻟـﻭﻋﻲ ﺍﻟﺯﺍﺌـﻑ،‬ ‫ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﻟﻠﻨﻤﻭﺫﺝ "ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ" ﺩﺍﺌﻤﺎ، ﻭﺃﺒ ‪‬ﺍ.‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻫـﻲ "ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓـﺔ"،‬ ‫ﻓﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ،‬ ‫ﺘﻨﺒﺕ ﻭﺘﺘﺤﺭﻙ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ "ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺓ" ﺩﻭ ‪‬ﺎ ﻭﺃﺒ ‪‬ﺍ، ﻭﻟﺫﺍ‬ ‫ﻤ ﺩ‬
  • 21.
    ‫ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ –ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻌﺩﻭ – ﺤﺴﺏ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴـﺔ – ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻀـﻤﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﺠﺩﺍ ﹰﺎ ﻤﺘﻔﺭ ‪‬ﺍ، ﻭﻟـﻴﺱ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺴﻴﺎﺴﻲ – ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺃﻥ ﺘﺘﻜﻴﻑ ﺩﺍﺌ ‪‬ﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﻨﻌﺘﺭﻑ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺘﻐـﺫﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﻤـﻭﺯ، ﻭﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﺴـﺎﻓﺔ ﻤـﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺘﻐﻰ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺘﺤﺭﻙ؛ ﺇﺫ ﺒﺩﻭﻥ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ "ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ" ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ، ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ، ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻨﺴﻕ ﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻲ ﻤﻐﻠﻕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻴﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﺭﺍﻍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻤﻨﺒـﺕ ﺍﻟﺼـﻠﺔ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺎﺭﺴﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ – ﻀﺩ ﻤﻘﺼﺩﻫﺎ – ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻨـﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺭﺩﻱﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺤﻘﻕ ﻟﻺﻨﺴـﺎﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﺘﻭﺍﺯﻨـﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴـﻲ/‬ ‫ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ، ﻭﻻ ﻴﺤﻘﻕ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﺍﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ.‬
  • 22.
    ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓـﺈﻥ ﺘـﺎﺭﻴﺦﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ، ﻭﺤﺭﻜـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺩﺤﺽ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻲ، ﻭﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﻼ ﺠﺫﻭﺭ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻅﺭ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﺔ ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ،‬ ‫ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼـﺭﺓ ﻤﺜـل‬ ‫ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺒل ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺘﻜﺸﻑ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺩﺍﺨل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ. ﻓﻘﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺭﺃﺴـﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﻜﺘﻴﺎﺭ ﻓﻜﺭﻱ، ﻜﻤﺎ ﻗﺎﻤـﺕ ﺍﻟﺸـﻴﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻜﻨﻅﺎﻡ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻜﺄﻓﻜﺎﺭ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺘﺄﺴﺴﺕ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻜﻨﺯﻋﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘـﻭﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻨﺱ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ، ﺒـل‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻜـ ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﺘﺭﺍ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺃﺤﻼﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺭﻭﺴﻴﺎ ﻭﺃﻭﺭﺒﺎ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ)١(.‬
  • 23.
    ‫ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺒﺭﺯﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼـﻭﻯ ﻟﻤﻔﻬـﻭﻡ "ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌ ﹶﻰ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﺯﻫﺎ ﺍﻷﻭﻀـﺎﻉ‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ ﻭﺃﻨﻤـﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ)٢(، ﺒﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺒﺎﻟﻎ ﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻷﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﺤﻴـﺙ ﻴﺒﻘـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻤ ‪‬ﺍ ﺠﻭﻫﺭ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤـل ﺒـﻴﻥ ﺒ ﹶـﻰ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺒﺘﻐﻰ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﻴﻤﻜـﻥ‬ ‫ﺘﺄﺴﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺴ ‪‬ﻰ "ﺒﺎﻹﻟﻬﺎﻡ" ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻟﻠﻭﺍﻗـﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫‪ ‬ﻤ‬ ‫"ﺒﺎﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ" ﻜﻤﺩﺭﺴﺔ ﺘﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴـﺔ "ﺍﻟﺭﻤﺯﻴـﺔ"‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓـﺔ ﻭ"ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓـﺔ"‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﻜﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘـﻭل‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ "ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ"، ﻫﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺼﺤﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻜﺠﻭﻫﺭ ﻤﺘﺠﺩﺩ ﻜﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼـﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻜﻤﻁﻠﺏ ﻤﺘﻐﻴﺭ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ؛ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺘﻌـﺩ‬ ‫ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﻤﺭﺠﻌ ‪‬ﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟـﻪ ﺍﻟﺘﻌـﺭﻑ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺤـﻴﻁ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬
  • 24.
    ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺭﺅﻴﺘﻪ.ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺘﻠـﻙ‬ ‫ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﻁﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ "ﺫﺍﺕ" ﻗﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻌﺯﻴﺯﻫﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﻤﻥ ﺘﺩﺭﻙ ﺃﻨﻬﻡ "ﺁﺨﺭﻭﻥ" ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁـﺎﺭ ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺎﺕ ﻻ ﺘﺸﻜل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ، ﻭﺇﻨﻤـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﺒﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﻤﻀـﻤﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﻲ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺎﻟﺠﺩل ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠـﻪ ﺍﻟﻘـﻭﻤﻴﻴﻥ‬ ‫ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻤﺠﺭﺩ ﺼﺭﺍﻋﺎﺕ، ﻭﻤﻭﺍﺯﻴﻥ ﻗـﻭﻯ ﻤﺤـﺩﺩﺓ ﺴـﻠ ﹰﺎ ﺃﻓﺭﺯﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻔﻭﻀﻭﻱ ﺍﻟﻤﺯﻋـﻭﻡ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺘﻬﻴﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ، ﺒل ﺘﺭﺘﺒﻁ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻜﺫﻟﻙ، ﻭﺒﺼﻔﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﺒﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ.‬ ‫ﻓﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﺴـﺘﺤﺩﺙ ﻭﻁـﻭﺭ‬ ‫ﺍﺠﺘﻤﺎﻋ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺼﺎﻏﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻴﻁﺭ ﻨﺨﺒﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓـﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬـﺎ‬
  • 25.
    ‫ﺒﺎﻷﻋﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻥ ﺃﻭﺍﻟـﻭﻫﻤﻴﻴﻥ)٣(، ﻜﻤـﺎ ﻴﺠـﺎﺩل ﺍﻟﻤﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﻜﺎﺭل ﺸﻤﻴﺩﺕ ﺒﺄﻨﻪ "ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻭﺠﻭﺩﻴﻥ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﺤﺘﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ، ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺃﻥ‬ ‫ﻴﺤﺩﺩﻭﺍ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭ)٤(".‬ ‫ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﻫﻭﻴﺘﻬﺎ ﻤﺤل ﺠﺩل ﻤﺭﻴـﺭ‬ ‫ﻭﺘﺄﻭﻴﻼﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ، ﺒل ﻭﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ‬ ‫ﻫﻭ ﺤﺎﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﺘﺄﻭﻴﻼﺕ ﻫﻭﻴﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻏﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴـﺎﺱ ﻜﻤـﺎ ﺘـﺩﻋﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺘﺠﺴﻴ ‪‬ﺍ ﻟﻠﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﻭﻨﺯﻭ ‪‬ﺎ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻤﺎ ﺘﺘﺼﻭﺭﻩ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﻗﻁﻴﻌﺔ ﻤﺎ ﺘﺘﺼﻭﺭﻩ‬ ‫ﻤﻴﺭﺍ ﹰﺎ ﻋﺜﻤﺎﻨ ‪‬ﺎ ﺘﻘﻠﻴـﺩ ‪‬ﺎ ﺃﻭﺭﺜﻬـﺎ ﺍﻟﻀـﻌﻑ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﻤ ‪‬ـﺎ،‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﺘﺅﻜﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺴﺩﺓ "ﻟﻠﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ" ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻋﺩﺓ ﺜﻨﺎﺌﻴﺎﺕ، ﺘﺒﺩﻭ ﺃﻁﺭﺍﻓﻬﺎ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴـﺔ‬ ‫)ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻭﺍل ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ، ﻭﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁـﻭﺭﻱ ﻭﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ، ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﻀﻴﻕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ(، ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻬﺎ‬ ‫ﻨﺯﻋﺔ ﺠﺩﻟﻴﺔ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﻭﻓﻴﻘﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺸـﻜﻠﺕ‬
  • 26.
    ‫ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺼـﺎﻏﺕ ﺍﻟﻘـﺭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻌﻅﻤﻪ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﻤﻭﺍﺯ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺠﺩل ﺜﻤﺔ ﺠﺩل ﺁﺨـﺭ ﻴﺜـﻭﺭ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻨﻴﻨﺎ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ، ﺤﻭل ﺘﻭﺠﻬـﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭﻫل ﻫﻲ ﺃﻁﻠﺴﻴﺔ ﺃﻭﺭﺒﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴـﻪ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ‬ ‫ﺼﺩﺍﻗﺔ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌـﺭﺏ؟ ﺃﻡ‬ ‫ﺃﻨﻬﺎ ﺸﺭﻗﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺘﻁﻠﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺼـﺩﺍﻗﺔ ﻤﻨﻁﻘﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﺭﺏ ﻭﺤﺫ ‪‬ﺍ ﻓﻁﺭ ‪‬ﺎ ﺘﺠﺎﻩ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل؟ ﻭﻫﻨـﺎ ﺘﻘـﺩﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺼﻴﻐﺔ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﺘﻘﺘﺭﺏ ﺒﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺃﻭ ﺘﻘﺭﺏ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻨﻬﺎ، ﺩﻭﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻅﻬﺭﻫﺎ ﻟﻠﻐﺭﺏ.‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫ﺘﺤﺕ ﻭﻁﺄﺓ ﺇﺤﺒﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻗ ‪‬ﻤﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻓﻲ ﺨﻀـﻡ ﺤـﺭﺏ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴـﺭ‬ ‫ﹶﺯ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺤﺘﻰ ﻋـﺎﻡ ٢٢٩١ﻡ، ﺒـﺩﺃﺕ ﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺔ ﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ ﻤـﻥ ﻗﺒـل ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺭﺴﻤ ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭﺭﺒﻴﺎﻥ، ﻭﺍﺴـﺘﻌﻤﻠﺕ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺎﺘﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﻫﻭﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﻫﻭﻴـﺔ‬
  • 27.
    ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ،ﺴﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠـﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺠﻌﻠﻪ ﻴﺘﻤﺎﺸﻰ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺼـﻭﺭﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﺴﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴـﺔ ﺒﻤﺒﺎﺩﺌﻬـﺎ ﺍﻟﺴـﺘﺔ‬ ‫ﻭﻫﻲ: ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ "ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ"، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ، ﻭﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ، ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤـﺯﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤـﺩ.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺇﺫﻜﺎﺀ ﻟﻠﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨـﺎﺩﻯ ﺒﻬـﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺭﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴـﺔ "ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭل"‬ ‫ﻤﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺭﺍﺽ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺩﻴﺎﺭ ﺒﻜـﺭ، ﻭﺒـﻼﺩ‬ ‫ﻤﺭﻋﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺘﻴﻥ، ﻭﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ)٥(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺒﺩﺃ ﻤﺸـﺭﻭﻉ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ ﻟﺘﺠـﺫﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺒﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻁﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﻋﺎﻡ ١٢٩١، ﺜﻡ‬ ‫ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ٩٢ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٣٢٩١ﻡ، ﺜﻡ ﺠـﺎﺀ ﺇﻟﻐـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ ٣ ﻤﺎﺭﺱ ﻋﺎﻡ ٤٢٩١ﻡ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺨﻁﻭﺓ ﺤﺎﺴﻤﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ؛ ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻫﻭ "ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ"، ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ‬ ‫ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻫﻭ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻤﺎ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻷﻤﺭ ﺇﺒﺎﻥ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ "٩٣٨١ – ٨٠٩١ﻡ(، ﺒل ﺼـﺎﺭ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﺘﺒﺎﻉ ﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠـﻲ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﻭﻗﺩ ﺃﻋﻘﺒﺕ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺼـﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ٩٢٤‬
  • 28.
    ‫ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ٣ﻤﺎﺭﺱ ٤٢٩١ﻡ ﺃﻥ ﺃﺼـﺒﺤﺕ ﻜـل ﺍﻟﻤﺴـﺎﺌل‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺘﺨﻀﻊ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺘﺒـﻊ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ﺭﺌـﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ، ﻭﻴﺨﺘﺎﺭ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻤﺩﻴﺭ ﻫـﺫﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻴﻌﻴﻨـﻪ‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ، ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺃﺼـﺒﺢ ﺭﺠـﺎل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻤـﻭﻅﻔﻴﻥ‬ ‫ﺘﺨﺘﺎﺭﻫﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺘﻌﻴﻨﻬﻡ ﻭﺘﻤﻨﺤﻬﻡ ﺭﻭﺍﺘـﺒﻬﻡ، ﻜﻤـﺎ ﺨﻀـﻌﺕ‬ ‫ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، ﻭﺃﻏﻠﻘﺕ ﺍﻟﻤـﺩﺍﺭﺱ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٤٢٩١ﻡ، ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻫﻭ ﺍﻟـﺫﻱ ﺸـﻬﺩ‬ ‫ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ، ﻭﺘﺒﻌﺕ ﺫﻟﻙ ﺇﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﺘﺨـﺎﺫ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ ﻏﻁﺎﺀ ﻟﻠﺭﺃﺱ ﻓﻲ ٥٢ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٥٢٩١ﻡ، ﻭﺤل ﺍﻟﻁـﺭﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻓﻲ ٠٣ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٥٢٩١ﻡ، ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٦٢٩١ﻡ، ﻭﻭﻀﻊ ﻗﺎﻨﻭﻥ‬ ‫ﺠﺯﺍﺌﻲ ﻤﺴﺘﻠﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺴﻭﻴﺴﺭﻱ ﻓﻲ ٤ ﺃﻜﺘـﻭﺒﺭ‬ ‫٦٢٩١ﻡ، ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺩﻴﻥ ﺭﺴﻤﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻓـﻲ ٠١‬ ‫ﺇﺒﺭﻴل ﻋﺎﻡ ٨٢٩١ﻡ، ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻷﺒﺠﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٨٢٩١ﻡ، ﻭﺭﻓـﻊ‬ ‫ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ٣ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ 2391ﻡ)٦(.‬
  • 29.
    ‫ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕﺍﻗﺘﺼﺭ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٥٢٩١ﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻓﻘﻁ، ﻭﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤـﺔ‬ ‫ﺒﺸﻜل ﻤﺘﻌﻤﺩ، ﺤﻴﺙ ﻗ ‪‬ﻤﺕ ﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺭﻜﺯﺓ ﺤـﻭل‬ ‫ﹶﺩ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺏ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺨﺭ ‪‬ﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻜﻤﺎ ﻗﺩﻤﺕ ﺤﻠﻭﻻ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺴﻬﻠﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺴﺭﻴﻌﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻜل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻗﺩ ﺍﻫﺘﻤﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴـﺘﻠﻬﺎﻡ ﻤﻴـﺭﺍﺙ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺴﻭﻤﺭﻴﻴﻥ ﻋﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻠﻬﺎﻡ ﺍﻟﺠـﺫﻭﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻟﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ. ﻭﺒﻌـﺩ ﺴـﻨﺔ ٥٢٩١ﻡ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺎﺌﺩﺓ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻨﺼﻬﺭﺕ ﺭﺴﻤ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﻗـﺩ ﺃﻋـﺎﺩ ﻤﺅﺭﺨـﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺠﺭﻯ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ‬ ‫ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻔﻥ ﻟﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻁﻊ ﻤﻊ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻭﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ. ﻓﻤـﺜﻼ ﺍﺴـﺘﺨﺩﻤﺕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺒﺸﻜل ﻤﻠﻤﻭﺱ، ﻭﻗﺩ ﻋﺒﺭﺕ ﺒﻨﺎﻴﺔ‬
  • 30.
    ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲﻭﺒﻨﺎﻴﺎﺕ ﻜﺒﺭﻯ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺤﻴﺜﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ)٧(.‬ ‫ﻭﻜﺎﻤﺘﺩﺍﺩ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺩﺍﺨل،‬ ‫ﻨﻅﺭﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﻓﻀـﺎﺌﻪ ﺍﻷﻁﻠﺴـﻲ ﺜـﻡ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺫﺍﺕ، ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺭﺅﻴـﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻟﻼﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻗﺩ ﺯﺍﺩ ﻤﻥ ﺤﻤـﺎﺱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ ﻷﻥ ﺘﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺒﻼﺩﻫﺎ ﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻭﺴ ‪‬ل ﺍﻨﺩﻤﺎﺠﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓـﻲ ﺤﻠـﻑ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺸﻤﺎل ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ )ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ(. ﻭﻗﺩ ﺸﻜل ﺩﻭﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺩﺍﺨـل ﺍﻟﻨـﺎﺘﻭ‬ ‫ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻨﻅﺭﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﺴﻊ، ﻜﻤﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻋﻀﻭﻴﺔ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻤﻨﺫ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﻴـﺎﺕ ﻤﻨﺤـﺕ‬ ‫ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻜﻲ ﺘﻌﻴـﺩ ﻫﻴﻜﻠـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺘﻤﺕ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸـﻌﻭﺭ‬ ‫ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻟﺴﻭﻕ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺃﺼـﺒﺢ ﺍﻻﻨـﺩﻤﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﺃﺤـﺩ ﺍﻷﻫـﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴـﺔ‬ ‫ﻟﻸﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺩ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﻭﺭﺒﺔ‬
  • 31.
    ‫ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻼﺩﻫﺎﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴـﻕ ﻫـﺩﻑ ﺍﻷﻭﺭﺒـﺔ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻭﺍﻟﺫﺍﺘﻲ)٨(.‬ ‫ﻭﻤﻊ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺼـﻠﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺒﺩﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ "ﺁﺨﺭ"، ﻓﻘﺩ ﻋ ‪‬ﻓﺕ ﺃﻭﺭﺒـﺎ ﻨﻔﺴـﻬﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﺒﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺒﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻔـﻲ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻏﻴﺎﺏ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻭﺘﻌﻁـﻲ ﺃﻭﺭﺒـﺎ‬ ‫ﺇﺤﺴﺎ ‪‬ﺎ ﺒﺎﻟﺘﻤﺎﺴﻙ، ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻴﻥ ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﺃﻗـل، ﻻ ﻓﻘـﻁ‬ ‫ﺒﺄﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻴﺤﻲ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﺃﻭﺭﺒـﻲ)٩(، ﻭﺒﺼـﻔﺔ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻋﺎﻤﺔ ﻅل ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻭﻥ ﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﻡ "ﺍﻵﺨﺭ"‬ ‫ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨ ‪‬ﺎ ﻭﺜﻘﺎﻓ ‪‬ﺎ ﻟﻌﻬﻭﺩ ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻠﻡ ﻴﻘﻊ ﺇﺩﻤـﺎﺝ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ؛ ﻷﻨﻪ ﻅل ﻨﻘﻴ ‪‬ﺎ ﺃﺴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻓـﻲ ﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟـﺫﺍﺕ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ. ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﺘﻌﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ‬ ‫ﻫﻴﻜﻠ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺃﻭﺭﺒﺎ، ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺃﻥ ﺘﺩﺠﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻓ ﹰـﺎ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤـﺎ ﺃﻭﺼـﻰ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻭﻥ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻭﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺃﺠـل‬ ‫ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺘﻭﺍﺼل ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺇﻟـﻰ‬
  • 32.
    ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ، ﺒﻤﻌﻨﻰ"ﺍﻟﺘﺒﺭﺅ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺘﺤﺩﻴـ ‪‬ﺍ" ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻴﻭﻤﻨﺎ ﻫـﺫﺍ)٠١(، ﺤﺘـﻰ ﻜـﺎﻥ ﻋـﺎﻡ ٧٩٩١ﻡ ﺤﻴﻨﻤـﺎ ﺃﻋﻠـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ "ﺃﻥ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺒﺼﺩﺩ ﺒﻨﺎﺀ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘﺭﻜﻴـﺎ")١١(. ﻟﻘـﺩ‬ ‫ﺴﻌﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺴﺭﻴﻊ ﻟﻠﺤﺩﺍﺜـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺒﺘﺤﺭﻴﺭ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﺎﻨـﺩﻓﻌﺕ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺼﺎﺭﻡ ﺃﺜﺎﺭ ﻓﺠﻭﺓ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ، ﻭﻫﻲ ﻓﺠﻭﺓ ﺘﻭﺍﻟﻲ ﺍﺘﺴﺎﻋﻬﺎ ﺒﺎﻻﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻟﻺﺴﻼﻡ‬ ‫ﻤﻥ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ، ﺒل ﻭﺒﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨﺭ، ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﺴﺘﺤﺩﺍﺙ "ﺁﺨﺭ" ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻴﺤﺘل ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺸﻜﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ)٢١(.‬ ‫ﻭﻟﻔﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ، ﺃﺭﺴﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﺤﺩﺓ‬ ‫ﺴﺭﻤﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻤﺔ ﺘﺭﺴﺨﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺩﺴـﺘﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ. ﻓﺨﻼ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺤﻴـﺙ ﺘﻨﺸـﺊ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺍﻷﻤﺔ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ ﻭﺠﻴﺸﻬﺎ، ﻭﺤ ‪‬ﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻤـﺔ‬ ‫‪ ‬ﺩ‬ ‫ﻓﻲ ﻭﺤﺩﺓ ﻻ ﺘﻨﻔﺼﻡ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻫﻭ ﺼﺎﻨﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺼـﺎﻨﻌﺔ‬ ‫ﺍﻷﻤﺔ، ﻭﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﺵ ﺃﻱ: ﺘﺘﺭﻴﻙ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬
  • 33.
    ‫ﺍﻷﻤﺔ، ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻡﺍﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺘﻬﻤﻴﺵ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ‪‬ﺎ، ﻜﻤﺎ ﺭﺒﻁـﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺘﻐﺭﻴﺒﻬﺎ ﻭﺇﺒﻌﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻥ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﻫﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺼﻑ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒـ "ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ" ﻗﺒـل‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﻬﻤـﻴﺵ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺔ –‬ ‫ﺍﻷﻤﺔ ﻭﺇﻗﺼﺎﺅﻫﺎ ﻋﻥ ﺤﻘل ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺘـﺎﺘﻭﺭﻜﻲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻱ ﺍﻻﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴ ‪‬ﺍﺠﻪ ﺩﺍﺌ ‪‬ﺎ ﺒﻌﻭﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺴـﺘﺒﻌﺩﻩ،‬ ‫ﻤ‬ ‫‪‬ﻭ‬ ‫ﺃﻱ "ﺍﻹﺴﻼﻡ"، ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ، ﻤـﻊ ﺘﺤـﻭل‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﺒﻌـﺩ‬ ‫ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ)٣١(.‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ، ﻅـل‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﺎﻀ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﻥ ﺘﻭﺍﺭﻯ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ. ﻓﻬـﻭ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺤﺎﻀﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ، ﻭﻫـﻭ ﺤﺎﻀـﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺘﻭﺍﺭﻯ ﻓﻘﻁ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻗﺘﻼﻋﻪ، ﻭﺇﻥ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﻗﻤﻌﻪ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩﻩ، ﺇﺫ ﺒﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ‬
  • 34.
    ‫ﻫﻭﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻜﺎﻤﻨﺔﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻗـﺩ‬ ‫ﻋﺒﺭﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺸﺘﻰ.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻤﻥ ٩١٩١ﻡ ﺇﻟـﻰ‬ ‫٢٢٩١ﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤـﺭﺏ‬ ‫ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ، ﺇﺫ ﺒﻘﻴﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻤﺘﻤﺴﻜﺔ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻭﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺅﺘﻤﺭﻱ ﺃﺭﺯﻭﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﻟﻴﻭ ٩١٩١ﻡ ﻭﺴﻴﻔﺎﺱ ﻓﻲ‬ ‫ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٩١٩١ﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻙ "ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻴﻜ ‪‬ﻨـﻭﻥ ﺃﻤـﺔ‬ ‫‪ ‬ﹶﻭ‬ ‫ﻭﺍﺤﺩﺓ" ﺃﻭ "ﻜل ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ". ﻭﺘﻜﺎﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ‬ ‫ﻻ ﺘﺫﻜﺭ "ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ"، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻜﻠﻤﺔ "ﻜﺭﺩﻱ" ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺠﺎﻨﺏ ﻜﻠﻤﺔ ﺘﺭﻜﻲ)٤١(، ﺒل ﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﺜﺒﺕ ﺤﻴﻭﻴﺘﻪ ﻭﺜﻭﺭﻴﺘـﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻭﻀـﺩ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﻴﻠﺘﻪ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻩ.‬ ‫ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺒﺩﺃﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻀﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻷﺠﻨﺒـﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﻭﺃﺼﺩﺭ ﺸﻴﺦ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﻓﻨﺩﻱ – ﺘﺤـﺕ‬ ‫ﻀﻐﻁ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻥ – ﻓﺘﻭﻯ ﻀﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ‬
  • 35.
    ‫ﺒﻬﺎ، ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎﻗﺎﻡ ﺴﺘﺔ ﻭﺴﺒﻌﻭﻥ ﻤﻔﺘ ‪‬ﺎ ﻤﻊ ﺴﺘﺔ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﺎﻟ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺃﺤﺩ ﻋﺸﺭ ﻨﺎﺌ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﺒﺩﻴﻊ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺴـﻌﻴﺩ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴـﻲ‬ ‫ﺒ‬ ‫)ﺇﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺃﺤـﺩ ﺭﻤـﻭﺯ ﺍﻟﺼـﺤﻭﺓ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ( ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﻓﺘﺎﻭ ﻤﻀﺎﺩﺓ ﺃﻴﺩﻭﺍ ﻤـﻥ ﺨﻼﻟﻬـﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻭﺸﺠﻌﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎل ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻥ. ﻭﻻﺸﺘﻬﺎﺭ ﺒﺩﻴﻊ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ‬ ‫ﺒﻌﺩﺍﺌﻪ ﻟﻠﻤﺤﺘﻠﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺩﻋﺎﻩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ﻟﻼﻨﻀـﻤﺎﻡ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻤﺭﻜﺯ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﻨﻘﺭﺓ، ﻭﺒﻌﺩ ﺘﺭﺩﺩ ﻤﻨﻪ، ﻭﺘﻜﺭﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﺃﺭﺴل ﺒﻌﺽ ﻁﻼﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻘﺭﺓ،‬ ‫ﺜﻡ ﺫﻫﺏ ﻫﻭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺎﻡ ٢٢٩١ﻡ، ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓل ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺤﻁﺔ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﻟﻡ ﻴﺴﻌﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴﻲ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻﺤﻅ ﺒﺄﺴﻑ ﺒﺎﻟﻎ‬ ‫ﺃﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﻻ ﻴـﺅﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼـﻼﺓ، ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ ﺘﺼـﺭﻓﺎﺕ‬ ‫ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻭﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺘﻪ ﺒﺩﺕ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ، ﻭﻟﺫﺍ ﻗﺭﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﻁﺒﻊ ﺒﻴﺎ ﹰﺎ ﻓﻲ ٩١ ﻤﺎﺭﺱ ٣٢٩١ﻡ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻋﺸﺭﺓ ﺒﻨﻭﺩ ﻭﺠﻬﻬﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﻴﺫﻜﺭﻫﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻋﻨﺩﻫﺎ ﻓﻜـﺭ ﻤﺼـﻁﻔﻰ‬ ‫ﻜﻤﺎل ﻓﻲ ﺇﺒﻌﺎﺩﻩ ﻋﻥ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺃﻨـﻪ ﻴﺒـﺙ ﺍﻟﻔﺭﻗـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﻭﻑ)٥١(. ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺒﻌﺎﺩ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺫﺍﺘﻪ‬ ‫ﻟﻠﻤﻴﻭل ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ﻟﻸﺴﺱ‬
  • 36.
    ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤـﻥ‬ ‫ﺘﺸﻜﻴل ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩﺓ.‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺘﺫﺒﺫﺒﻴﻥ - ﺒﺸﻜل ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ-‬ ‫ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺘﻬﻡ ﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺠﻭﻫﺭﻫـﺎ، ﻓﻴﺅﻜـﺩ ﻋﻠـﻲ‬ ‫ﺤﻴﺩﺭ، ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻤﻨﻅﺭﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ، "ﺃﻥ ﺍﻷﻟﺒـﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﻘﻭﻗﺎﺯﻴﻴﻥ ﻴﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻜﻠﻤـﻭﺍ ﺍﻟﻠﻐـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ‪‬ﺴﻤﺢ ﻟﻬﻡ ﺒـﺄﻥ ﻴﺴـﺘﻤﺭﻭﺍ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﻘﺎﻟﻴﺩﻫﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﺒـﺎﺱ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺴـﻜﻨﻭﺍ ﺠـﻭﺍﺭ‬ ‫ﺒﻌﻀﻬﻡ". ﻭﻴﺼﺭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ، ﻏﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺠﻌل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺃﺘﺭﺍ ﹰـﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺼﺎﺩﻗﻴﻥ، ﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺤﺘﺭﻤﻭﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ")٦١(،‬ ‫ﻓﻬﻭ – ﺃﻱ ﺤﻴﺩﺭ – ﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴـﺩ‬ ‫ﺒﺩﻴل ﻟﻪ ﻓﻲ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻜﺸـﻑ ﻋـﻥ ﺍﻟﻘـﺩﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﻘﺎﻭﻤـﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ، ﻭﻋﺠﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﻓﺭﺽ ﻤﻨﻁﻕ ﺫﺍﺘﻲ‬ ‫ﻤﺘﺴﻕ ﻤﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻤﻌﺎﺩ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺩﻭﻥ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻻﻀـﻁﺭﺍﺏ ﻓـﻲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ.‬
  • 37.
    ‫ﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻬﺠﺭﺓ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﺅﻜﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺭﺒﻁ ﺭﺒ ﹰﺎ‬ ‫ﻁ‬ ‫ﻭﺜﻴ ﹰﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ. ﻓﻤﺜﻼ ﻴـﻨﺹ ﺍﻟﻔﺼـل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻤﻥ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﻷﺼل ﻭﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﻴﻥ ﻫﻡ ﻭﺤﺩﻫﻡ ﻤﻥ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ".‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﺍﻷﻟﺒـﺎﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﻭﺴـﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘـﺭﺍﺱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻭﻤﺎﻜﺱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﻨﻐﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﺘﺭﺍ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﻴـﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﻜ‬ ‫"ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ"، ﻭﺴﻤﺤﺕ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻹﻗﺎﻤﺔ ﻤﺠﺩ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﺃﻤﺎ ﺃﺘﺭﺍﻙ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻤﻠﺩﻭﻓﻴﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ ﺘﺤﻭﻟﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻷﺭﺜﻭﺫﻜﺴﻴﺔ ﻓﻠﻡ‬ ‫ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﺍ ﺃﺘﺭﺍ ﹰﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻷﺼل ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ)٧١(.‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻻ ﻴﻌﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻋﺠﺯ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺘﺭﺩﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻓﺎﻟﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻱ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﻀـ ‪‬ﺎ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻟﺩﻴﻬﺎ. ﻟﻜﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺃﺩﻕ ﺇﻟﻰ ﺘﺠﺫﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓـﻲ ﻤﻘﺎﺒـل ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫"ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ/ ﺍﻟﺠﻴﺵ". ﻭﻟﻘﺩ ﻓﺭﻀﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻹﺸـﻜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻭﺴﻴﻠﺘﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺫﻟﻙ‬
  • 38.
    ‫ﻫﻲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﻓﺭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤـﻴﺵ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ، ﺒل ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻭﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺴـﺘﺒﻌﺎﺩ‬ ‫ﻴﻤﺜل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺸﺎﻗﺔ ﻭﺼﻌﺒﺔ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﺘﻬﺩﺩﻫﺎ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﻌﻭﺩﺓ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩﺘﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﻜل ﺍﻟﻠﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺕ ﻭﻜﺄﻨﻬﺎ ﻤﻬﻴﺄﺓ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺩﺓ.‬ ‫ﺤﺩﺙ ﻫﺫﺍ ﻤﺜﻼ ﻤﻊ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻋﺼﻤﺕ‬ ‫ﺇﻴﻨﻭﻨﻭ ﻋﺎﻡ ٥٤٩١ﻡ، ﻓﺒﻌﺩ ﺴﺒﻊ ﺴـﻨﻭﺍﺕ ﻓﻘـﻁ ﻤـﻥ ﺭﺤﻴـل‬ ‫ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤـﺎل ﺃﺘـﺎﺘﻭﺭﻙ ﻋـﺎﻡ ٣٨٩١ﻡ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻷﻨﺸـﻁﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻭﺍﻀﺢ ﻭﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﻭﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻭﻥ ﻴﺘﺤـﺩﺜﻭﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﺼﺤﻭﺓ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﺴﻤﺢ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻴﺭﺃﺴﻪ ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻤﻨﺩﺭﻴﺱ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﻤﻤﻨﻭ ‪‬ﺎ، ﻭﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ، ﻭﺒﺈﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﻓﺘﺢ ﻤﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﺍﺴـﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﻜﺴﺏ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﺠﻐﺭﺍﻓ ‪‬ﺎ ﻭﻁﺒﻘ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ)٨١(.‬ ‫ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٠٥٩١ﻡ ﻟﺘﺴﻔﺭ‬ ‫ﻋﻥ ﻓﻭﺯ ﺴﺎﺤﻕ ﻟﻠﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻭﻫﺯﻴﻤﺔ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸـﻌﺏ‬
  • 39.
    ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ )ﺤﺯﺏ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ(ﻋﺎﻜﺴﺔ ﺒـﺫﻟﻙ ﺴـﺨﻁ ﺍﻟﺸـﻌﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺭﻀـﺕ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺒﺸـﻜل ﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁـﻲ ﻓـﻭﻗﻲ ﺃﺤﻴﺎ ﹰـﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺇﺭﻫﺎﺒﻲ ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﺃﺨﺭﻯ، ﻓﻴﻤﺎ ﻅل ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟـﻪ )ﺃﻱ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ( ﺘﻌﺒﻴ ‪‬ﺍ ﻋـﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ ﻭﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘـﺭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻤﺼﺩ ‪‬ﺍ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ. ﺇﻥ ﺍﻟ ﱠﺴـﱡﻁﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻭﺘـﺩﻫﻭﺭ‬ ‫ﺘ ﻠ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﺠﻌﻼ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺃﻤـﺭﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁ ‪‬ﺎ، ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﻤﻨـﺩﺭﻴﺱ ﺯﻋـﻴﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻗـﺩ ﺭﻓـﺽ ﻤـﺯﺍﻋﻡ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﻴﻥ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﺤﺭﺍﺱ ﺇﺼﻼﺤﺎﺕ ﺃﺘـﺎﺘﻭﺭﻙ ﻭﺍﻋﺘﺒـﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﻤﺒﺎﻟﻐﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺨﺎﻁﺭ "ﺍﻟﺭﺠﻌﻴﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ" ﺇﻨﻤـﺎ‬ ‫ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﻁﻭل ﻤﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻀﺭﻭﺭ ‪‬ﺎ")٩١(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺍ ﻤﻊ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﻤﺄﺯ ﹰﺎ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺒﻌﺽ‬ ‫ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ،‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻴﻨﻬﺽ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻤﺜل‬
  • 40.
    ‫ﺍﻨﻘﻼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺍﺠﻬـﻪ ﺍﻟﺠـﻴﺵ ﺒـﺎﻨﻘﻼﺏ‬ ‫ﻤﻀﺎﺩ ﻋﺎﻡ ٠٦٩١ﻡ ﺃﻨﻬﻰ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟـﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﺃﻨﻬﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﻤﻨﺩﺭﻴﺱ ﺒﺈﻋﺩﺍﻤﻪ ﻤﻊ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﻭﺯﺭﺍﺌﻪ.‬ ‫ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺠﺎﺀ ﺘﺄﻜﻴ ‪‬ﺍ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ، ﻗﻭﺍﻤﻬﺎ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺘﻨﺎﻤﻲ ﺤﻀﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺠﻬﺔ، ﻭﺘﻨﺎﻤﻲ ﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻁﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﻭﺒﻭﻀﻭﺡ ﺸـﺩﻴﺩ ﺇﺸـﻜﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻁﺎﻏﻲ ﻟﻠﺠﻴﺵ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺃﺒﺩﻯ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﻋ ‪‬ﺎ ﻭﺤﺭ ‪‬ﺎ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺒﺘﻘﻨﻴﻨﻪ ﺩﺴﺘﻭﺭ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﻭﻴﻥ "ﻤﺠﻠـﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ" ﻋﺎﻡ ٢٦٩١ﻡ ﺒﺭﺌﺎﺴﺔ ﺭﺌـﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺨﻼل ﻏﻴﺎﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ، ﻭﺒﻌﻀـﻭﻴﺔ‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘـﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺠﻭﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻨﺩﺭﻤﺔ، ﻭُﻋﻁﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ ﺘﻘـﺩﻴﻡ ﺍﻟﻨﺼـﺎﺌﺢ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ‬ ‫ﺩﺨل ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﻫﻴﻜﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﺄﺯﻕ،‬
  • 41.
    ‫ﻗﺎﻤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺵﺒﺎﻨﻘﻼﺏ ﻤﺩﻴﻥ ﻋﺎﻡ ١٧٩١ﻡ، ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﺴﻴﻁﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﺍﻜﺘﻔﻭﺍ ﺒﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺨﻼل ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻜـﺭﺩﻱ،‬ ‫ﻭﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻻﻨﻘﻼﺏ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ٢١ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٠٨٩١ﻡ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﻜﻨﻌـﺎﻥ‬ ‫ﺇﻴﻔﺭﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺴﺘﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﻤﻬﺭﺠﺎﻥ "ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻘﺩﺱ" ﺍﻟﺫﻱ‬ ‫ﺃﻗﺎﻤﻪ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﺤﻀﻭﺭ ﻤﺎﺌﺔ ﺃﻟﻑ ﺸﺨﺹ ﺩﻋﻭﺍ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻫﺩﻡ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻘﺎﻀـﻪ،‬ ‫ﻭﺒﺫﺭﻴﻌﺔ ﻋﺠﺯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻴﻴﻥ ﻋـﻥ ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻭﺍﻨﺘﺸﺎل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺯﻤﺘـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﺼـﺎﻋﺩ ﺍﻟﺘﻁـﺭﻑ ﻓـﻲ ﺍﻟﺸـﺎﺭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ)٠٢(.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻤﻜﻨﺕ‬ ‫ﻤﻥ ﻓﺭﺽ ﺘﺼﻭﺭﺍﺘﻬﺎ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺴﻁ ﺍﻟﻌﺸـﺭﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ـﺎ‬ ‫ـﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨ ـﺎﺕ ٩٨٩١ﻡ ـﺘﺨﺩﻤﺔ ﺃﺩﻭﺍﺘﻬـ‬ ‫ﻤﺴـ‬ ‫ﻴـ‬ ‫ـﻰ ﻨﻬﺎﻴـ‬ ‫ﻭﺤﺘـ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺼـﻭﺭﺍﺕ ﻭ ‪‬ﺴـ ﱢﺭﺓ ﺍﻟﺠـﻴﺵ‬ ‫ﻤ ﺨ‬ ‫ﻟﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺍﻟﺘﺤـﺩﻴﺎﺕ‬
  • 42.
    ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘـﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻬﺩﺕ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ – ﻅﻠﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌـﻭﺩﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺼﺤﻭﺓ ﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ، ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﺘﻔﺭﺽ ﻨﻔﺴـﻬﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻜﺨﻁﺎﺏ ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻜﺘﻔﻴﺔ‬ ‫ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﺒﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻤﻌﺘﺩﻟـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫:‬ ‫"א‬ ‫"א‬ ‫:א‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺯﺍﺓ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﻤﻜﻭﻨـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺒل ﻭﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨﺭ، ﻭﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺘل‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻷﺴﺒﺎﺏ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﺠﺭﻯ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻟﺘﺸـﻤل‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺤﻴﺙ ﺘﻤﻜﻨـﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﻓﺭﺽ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﻤـﻥ ﺜـﻡ‬ ‫ﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔﻀـﺎﺀ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒـﻲ‬ ‫ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﻓﻌ ﹰ، ﻭﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺃﻤ ﹰ، ﻜﺎﻤﺘﺩﺍﺩﻴﻥ ﺨـﺎﺭﺠﻴﻴﻥ ﻟﻠـﺫﺍﺕ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ. ﻭﺒﻼ ﺸﻙ ﺘﻐﻴﺭﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻁﻴﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻟﺴﺒﻌﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﺘﺠﺎﺫ ‪‬ﺎ ﻭﺘﻨـﺎﻓ ‪‬ﺍ،‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺘﺠﺎﻫل ﻭﻋﺩﺍﺀ ﻭﺘﻌﺎﻴﺵ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺠﺭﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﻌ‬
  • 43.
    ‫ﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲﻫﻭ "ﺁﺨﺭ" ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻤﺘـﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ‬ ‫ﻟﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺃﻱ ﺘﻐﻴﺭﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ﻓـﻲ ﻅـل ﺍﺴـﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﻓﻠﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺇﺫﻥ ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ‬ ‫ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻨﻔﻌﻴﺔ‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻜﺭﻴﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻤﺯﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺼﺩ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤـل‬ ‫ﻤﺘﻤﺎﻴﺯﺓ ﻓﻲ ﺘﻔﺼﻴﻼﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺼـﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺸﻐﻠﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ:‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻫﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫل ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻤﻨـﺫ‬ ‫ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻋـﺎﻡ ٣٢٩١ﻡ ﻭﺤﺘـﻰ ﻨﻬﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺘﻘﺭﻴ ‪‬ﺎ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﻜﺭ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻓﺒﻌﺩ ﻨﺤﻭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻗـﺭﻭﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺎﺯﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺩﺍﺨل ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓـﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒـﺎﺩل ﺒﺴـﺒﺏ ﻨﺸـﻭﺀ‬ ‫ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ، ﻭﻜﺭﺩ ﻓﻌل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻐـﺭﺏ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ‬
  • 44.
    ‫ﻭﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎﺃﺤﺩﺙ ﺍﻓﺘﺭﺍ ﹰﺎ ﻤﺯﺩﻭ ‪‬ـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻪ ﻭﺠﻬﺘﺎﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﺎﻥ:‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺠـﺯ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺘﺭﺍﺙ ﻤﺘﺨﻠﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺠﺎﻭﺯﻩ "ﺜﻘﺎﻓ ‪‬ـﺎ" ﺇﺫﺍ ﻤـﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺘﺠـﺎﻭﺯ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻤﺩﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﺠﺎﻭﺯﻩ‬ ‫"ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ" ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﻪ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻗﺭﻭﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﺘﺭﻜﺔ ﺜﻘﻴﻠـﺔ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻭﺩﺍﻓﻌﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻌﻨﺎﺀ. ﻭﻟﻘﺩ ﻗﺎﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻠﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺭﻤﺯ ﻟﺤﻘﺒﺔ ﻀﻌﻑ ﻭﺘﻤﺯﻕ ﻁﺎﻟﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻭﺍﺴـﺘﻬﻠﻜﺕ‬ ‫ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻜﻠﻪ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﺒﺎﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﺴﻌﺎﻩ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﺤﺭﺭﻩ ﻭﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻪ ﻭﻭﺤﺩﺘﻪ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ. ﻭﻟﻘـﺩ‬ ‫ﺒﺩﺃﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﻠﻭﺭ ﻤﻊ ﺘﻨﺎﻤﻲ ﺍﻟﻨﺯﻋـﺔ ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﻋﺒﺭ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌل ﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ؛ ﻤﻥ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﺠﻤﺎل ﺒﺎﺸـﺎ ﻭﺃﻋﻀـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻨﻕ ﻓﻲ ﺩﻤﺸﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ. ﻭﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻤﺭ ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﻜل ﻋﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺕ‬ ‫ﺯﺍﺌﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ. ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ ﻋـﻥ ﺘﺨﻠـﻑ‬
  • 45.
    ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻜﻤﺎ ﻟﻡﺘﻜﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﺌﻕ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺃﻤﺎﻡ‬ ‫ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻗﻭﺘﻬﻡ، ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻤ ‪‬ﺎ ﻗﺩ ﻭﻗﻌـﺎ ﻓـﻲ ﺇﺴـﺎﺭ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻌﻨﻴﻑ ﻓﺘﺭﺍﺠﻌﺎ ﺒﻘـﻭﺓ – ﻜﻤﻜـﻭﻨﻴﻥ ﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﻭﺤﺎﻤﻠﻴﻥ ﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺴﻼﻤﻲ – ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠـﺕ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ –‬ ‫ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.‬ ‫ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻻﺘﻬﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﻘﻀـﻴﺔ ﺍﻟﻌﺯﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺭﻀﺘﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻨﺫ‬ ‫ﺒﻭﺍﻜﻴﺭ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻻﺘﻬﺎﻤـﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﺭﻓﻀـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻭﻴﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ "ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ" ﻤﺅﻜ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺃﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ "ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺒﺩﺃﺕ ﻗﺒل ﺩﺨﻭل ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻴﻴﻥ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻴﺱ ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﻴـﺩ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ")١٢(، ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻬﺎﻤﺎﺕ، ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺤل ﻨﻅـﺭ ﻭﺒﺤﺎﺠـﺔ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ. ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﺍﻋﺘﺒـﺎ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ ﺜﻡ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻤﻠﻭﻜﻲ، ﻭﻫﻲ ﻋﺯﻟﺔ ﻅﻠـﺕ ﻤﻌﻬـﺎ ﻤـﻭﺍﺯﻴﻥ ﺍﻟﻘـﻭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ‬
  • 46.
    ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻜﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﻘﻴـﺎﺩﺓ‬ ‫ﻤﺼﺭ ﻤﻥ ﺼﺩ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻭﻻﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺭ ﻭﺍﻟﻔﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻌﻭﺩ ﻭﺍﻟﻬﺒﻭﻁ، ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﻋﻠـﻰ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ "ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ/ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ" ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﺒﻨﺎﺌﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺜﺭﻭﺓ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻭﺍﻟﻘﺘـﺎل، ﺃﻭ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻨﺴﺎﻕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﺒﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﺇﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﺘﻌﻤﻘﺕ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸـﺭﻴﻥ‬ ‫ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺍﺨﺘل ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﺸﻜل ﺤﺎﺴﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﻋﻠـﻰ ﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺒﻨﺎﺌﻲ ﻫﻴﻜﻠﻲ ﺘﻜﻭﻴﻨﻲ، ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻤﻅﺎﻫﺭﻩ ﻓﻲ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘـﻭﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺭﻭﺓ، ﻭﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎل ﻭﻓـﻲ ﺃﻨﺴـﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠـﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺒل ﻭﺤﺘﻰ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴـﺔ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ، ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﻘﻀﺎﺽ ﺍﻟﺴـﺭﻴﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﻟﻠﻐﺭﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﺭﻏـﻡ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺙ ﺒﻼ ﺸﻙ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ‬ ‫ﻤﻊ ﻤﻁﺎﻟﻊ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘـﺭﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴـﺎﺩﺱ ﻋﺸـﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ: ﻫـل ﻜـﺎﻥ ﺒﻭﺴـﻊ‬
  • 47.
    ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻭﺒﻌﻴ‪‬ﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﻬﺠﻭﺍ ﻁﺭﻴ ﹰـﺎ ﺁﺨـﺭ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺃﻤ ‪‬ﺍ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒـﺩﻭﺭﺓ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺒل ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ،‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠـﺎﻤﻊ ﻟﻸﻤﺘـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ؟ ﻴﺘﻌﺫﺭ ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺴـﻴﺎﻕ‬ ‫ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻨﻔ ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﺇﺜﺒﺎ ﹰﺎ، ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﺄﻤﻠﻨﺎ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻤﻔـﺭﺩﺍﺕ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل: ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ‬ ‫ﺃﻭﺭﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻐـﺩﺍﺩ ﺜـﻡ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻀﻌﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻜـﻥ ﺍﻟﺘﺸـﻜل ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺒﺩﻭﻱ، ﺍﻟﺘﺴﻠﻁﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻭﻟﻤـﺎﺫﺍ‬ ‫ﻟﻡ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺤـﻭ ﻤﻠﻤـﻭﺱ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺒل ﻭﺩﺍﺨل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺨﻀﻌﺕ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ، ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻤﺎ‬ ‫ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺸﻬﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ، ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺸﻬﺩﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ؟‬ ‫ﺜﻡ ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺼﻌﻭﺩ ﻨﺠﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﺸﺎ ﻭﺼـﻴﺎﻏﺘﻪ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻨﻬﻀﻭﻱ ﻤﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﻭﻓـﻲ‬ ‫ﻅل ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺜﻡ ﺍﻨﺘﻜﺎﺴﺘﻪ ﻻﺤ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻅل ﺨﻠﻔﺎﺌﻪ ﻟﺩﻭﺍﻓﻊ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻻ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺒﺩﻭﺭ ﻋﺜﻤﺎﻨﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭ؟ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻻ ﺘﺒﺤﺙ‬ ‫‪‬‬
  • 48.
    ‫ﻋﻥ ﺇﺠﺎﺒﺎﺕ ﻗﺎﻁﻌﺔﻟﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻟﻺﻴﺤﺎﺀ ﺒﺄﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺤﺎﺠﺔ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻤل "ﻋﺭﺒﻲ ﻭﺘﺭﻜـﻲ ﻓـﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤـﺩ" ﻟﻠﻜﺘﺎﺒـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺭﺼﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺼﺩ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻋﻨﺩ ﻨﻘـﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﺤﻡ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺸﻬﺩﺕ ﺼـﻌﻭﺩ ﺃﻤـﻡ‬ ‫ﻭﻫﺒﻭﻁ ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﺔ ﺒﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ، ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ‬ ‫ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺁل ﺇﻟﻴﻪ ﺤﺎﻟﻨﺎ، ﻭﺤﺎﻟﻬﻡ ﻤ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ: ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﺴـﻤﻴﺘﻬﺎ ﺇﺠﻤـﺎﻻ ﺒﻤﺭﺤﻠـﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ، ﻭﻫﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﻤﻥ ﺒﺩﺍﻴـﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴـﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺤﺘـﻰ ﺒﺩﺍﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺘﻘﺭﻴ ‪‬ﺎ ﻭﺘﻤﻬﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺘﻤﺘﺩ ﻟﻨﺤـﻭ ﺨﻤـﺱ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻤﻥ ٥٤٩١ﻡ ﺇﻟﻰ ٠٥٩١ﻡ، ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺒـﺩﺃﺕ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺼـﻭﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﺒﻬﻭﻴﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺼﺎﻏﺘﻬﺎ ﻗﺒل ﻨﺤﻭ ﻋﻘﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺒﻔﻀﺎﺌﻪ ﺍﻷﻁﻠﺴـﻲ ﻭﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﻫـﻭ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﻫـﻡ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺘﻤﺜل ﺍﻵﺨـﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﻭﻥ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬
  • 49.
    ‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥﻫﻨﺎﻙ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋـ ‪‬ﺯﺕ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ:‬ ‫ﺃﻭﻟﻬﺎ: ﻫﻭ ﺘﺩﻫﻭﺭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻭﻓﻴﺘﻲ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﻠﻭﺭ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻫﺎ ﻟﻪ "ﻜﺂﺨﺭ ﻋﺎﻟﻤﻲ" ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻁﺎﻟﺏ ﻓﻲ ١٢‬ ‫ﻤﺎﺭﺱ ٥٤٩١ﻡ ﺒﺈﻟﻐﺎﺀ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﻭﻗﻌﺔ ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ‬ ‫٥٢٩١ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺠﺩﺩﺕ ﻓﻲ ٥٣٩١ﻡ ﻓﻲ ﺭﺩ ﻓﻌل ﻤﻨـﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ)٢٢(.‬ ‫ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﺎ: ﻫﻭ ﺘﻌﺎﻅﻡ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﺠﺴـﺩ‬ ‫ﻁﻤﻭﺡ "ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ" ﻓﻲ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺤﺕ ﺒﻘﺭﺏ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻜﺒﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﻌﺩ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓـﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴـﺭ ٨٥٩١ﻡ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﻤﺼﺭ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ، ﺜﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺜﻭﺭﺓ ﺘﻤﻭﺯ ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻗـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻥ ﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻜل ﻤـﻥ ﻤﺼـﺭ‬ ‫ﱟ‬ ‫ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻤﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻬﺩﻴ ‪‬ﺍ ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ﺎ ﻟﻬﺎ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﺜﺎﻟﺜﻬﺎ: ﻫﻭ ﻨﺸﺄﺓ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋـﺎﻡ ٨٤٩١ﻡ ﻭﺍﻋﺘـﺭﺍﻑ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻬﺎ ﺜﻡ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ )ﺃﻱ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل( ﺒﺘﻌﻴﻴﻥ ﺃﻭل ﻗﻨﺼل ﻋﺎﻡ ﻟﻬﺎ‬ ‫)٣٢(‬ ‫ﻤﻊ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺼﺩﻴﻘﺎ‬ ‫ﻋﺎﻡ ١٥٩١ﻡ‬ ‫ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ﺎ ﻟﻬﺎ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴ‬
  • 50.
    ‫ﺩﻋﻡ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ. ﻭﺴـﺎﻋﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻨﺕ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻤﻨﺫ ﻨﺸـﺄﺘﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺃﺴﻤﺎﻩ ﺒﻥ ﺠﻭﺭﻴﻭﻥ ﺒـ "ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻭﻡ" ﺃﻱ ﻤﺤـﺎﻭل‬ ‫ﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻥ ﺨـﻼل‬ ‫ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺤﺎﻭﺭ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل، ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ "ﺍﻟﺸﺎﻩ" ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ،‬ ‫ﻭﺇﺜﻴﻭﺒﻴﺎ ﻫﻴﻼﺴﻼﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ. ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺃﻭل ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ.‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺭﺃﻯ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﻴﻴﺩ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴـﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻭﺘﺩﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺤـﺎﻟﻑ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻭﻟﻪ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺩﻓـﻊ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻬـﺩﻑ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺇﺠﻬﺎﺽ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺤﺼﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻭﻓﻴﺘﻲ،‬ ‫ﻓﺎﻨﻀﻤﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻏﺴﻁﺱ ٩٤٩١ﻡ،‬ ‫ﻭﺇﻟﻰ ﺤﻠﻑ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻓﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٢٥٩١ﻡ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٥٩١ﻡ‬ ‫ﺸﺎﺭﻜﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﺄﺴﻴﺱ "ﻤﻨﻅﻤﺔ" ﺃﻭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ ﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻠﻐل ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ، ﻭﻫﻭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻟﻡ ﻴﺩﺨل ﺤﻴـﺯ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺤﻴﺙ ﻋﺎﺭﻀﺘﻪ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺸﺩﺓ؛ ﻷﻨﻪ ﻜـﺎﻥ‬
  • 51.
    ‫ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻭﻴلﺩﻭل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻗﻭﺍﻋـﺩ ﻟﻠﻘـﻭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ. ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻬﺎ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻟﻡ‬ ‫ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻴﻘﺭﻭﻨﻪ ﺁﻨﺫﺍﻙ. ﺜﻡ ﻋـﺎﺩﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘـﻭﻯ ﻨﻔﺴـﻬﺎ‬ ‫ﻭﺒﻠﻭﺭﺕ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺼﻴﻐﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻫﻲ‬ ‫ﺤﻠﻑ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﺎﻡ ٥٥٩١ﻡ، ﻭﺸﺎﺭﻜﺕ ﻓﻴﻪ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃﻤـل‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺠﻨﺎﺤﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ، ﻜﻤﺎ ﺸﺎﺭﻜﺕ ﻓﻴـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺤﺘﻰ ﺠﺎﺀﺕ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺎﺭﺱ ٩٥٩١ﻡ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ ﺒﻌـﺩ ﻗﻴـﺎﻡ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻴﻭﻟﻴﻭ ٨٥٩١ﻡ ﻓﺘﻡ ﻨﻘل ﻤﻘﺭ ﺍﻟﺤﻠـﻑ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺃﻨﻘﺭﺓ، ﻭﺘﺤﻭل ﺍﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ)٤٢(.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺍﺠﺘﻤﻊ "ﻨﻅﺭ ‪‬ﺎ" ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻜل ﻤﻤﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ. ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻭﻯ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ‬ ‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺕ ﺭﺅﺍﻫﻤﺎ ﻭﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺘﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﻗﻁﺒﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻓﻤـﺎ‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻩ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻌﺩﻭ، ﻭﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻩ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌـﺩﻭ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ.‬
  • 52.
    ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲﺘﻨﺎﻗﻀﺕ ﻤﻭﺍﻗـﻑ ﺍﻟﻌـﺭﺏ‬ ‫ﻭﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻁﻴﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ، ﻓﺈﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻭﺒﺴﺭﻋﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻅﻠـﺕ ﻭﻻ‬ ‫ﺘﺯﺍل ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﻸﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻵﺨـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻴﺽ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﺭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ.‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ ﺭﻏﻡ ﺴﻴﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻓﻌ ﹰ، ﻟـﻡ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻴﻜﻥ ﺤﺘﻤ ‪‬ﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺴﺎﺩﻩ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﻓﺘﻌﺎل ﻭﺒﺨﺎﺼـﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ. ﻓﻠﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺘﻤﻴﺔ‬ ‫ﻷﻥ ﺘﺼﺎﺩﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺭﻏﻡ ﺼﺩﺍﻗﺘﻬﺎ ﻟﻠﻐﺭﺏ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜـﻥ‬ ‫ﻜل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﻟﻼﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ‬ ‫ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﺃﺼﺩﻗﺎﺀ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ. ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺴﺎﺤﺔ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻴﺵ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ، ﺇﺫ ﻟﻡ ﺘﻜـﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﺼـﺭﺍﻋﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﺯﻤﺎﺕ ﺤﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ، ﺇﻻ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻜﺎﻥ ﻤﺴﺘﻠﺯ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﻭﺍﺭ، ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻅل ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻟﺩﻭﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺍﺠﻌﺕ‬ ‫ﻨﺴﺒ ‪‬ﺎ، ﻭﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﺎﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻤـﺎﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺤﻭﺍﺭ ﻭﺘﻌﺎﻴﺵ ﺒﺩﺍ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ٍ‬
  • 53.
    ‫ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻭﺘﻤﺘﺩﺒﻴﻥ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺘﺤﺩﻴـ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﻫﺯﻴﻤﺔ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٦٩١ﻡ ﻭﺤﺘﻰ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺘﺤﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻊ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻭﺤﺭﺏ ﻋﺎﺼﻔﺔ ﺍﻟﺼـﺤﺭﺍﺀ، ﻭﻗـﺩ ﺤـﺩﺙ‬ ‫ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺤﻭل ﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺩﻓﻊ ﺒﻬﺎ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻜﺒﺩﻴل ﻟﻠﻌﺩﺍﺀ، ﻭﻫﻭ ﺘﺤﻭل ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﻟﻪ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﺸﻭﺍﻫﺩﻩ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓ. ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫ﻟﺩﻭﺍﻓﻌﻪ، ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻷﻭل ﺩﻭﻟﻲ: ﻤﻥ ﺨـﻼل ﺃﺯﻤـﺔ ﺍﻟﺼـﻭﺍﺭﻴﺦ‬ ‫ﺍﻟﻜﻭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻌﺙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺠﻭﻨﺴـﻭﻥ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﺼﻤﺕ ﺇﻴﻨﻭﻨﻭ ﺨـﻼل ﺍﻷﺯﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺭﺼﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ ٤٦٩١ﻡ ﻭﻤﺎ ﻤﺜﻠﺘﻪ ﻤﻥ ﻫـﺯﺓ ﻜﺒـﺭﻯ‬ ‫ﻟﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤـﺕ ﺒﻘﻁـﻊ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﺎﻡ ٥٦٩١ﻡ. ﻓﻔﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺘﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤـﻊ ﺃﻋﻀـﺎﺀ ﺤﻠـﻑ ﺸـﻤﺎل‬ ‫ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻋﺯﻟﺘﻬﺎ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻨﻜﺸﻔﺔ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﺤﻠﻔﺎﺌﻬﺎ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﻴﻥ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻗﺭﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﻭﺍﺴﻁ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻤﻊ‬ ‫ﺃﻜﺒﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ)٥٢(.‬
  • 54.
    ‫ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ:ﻭﻫﻭ ﻫﺯﻴﻤﺔ ٧٦٩١ﻡ ﻭﻤﺎ ﺃﺩﺕ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻨﻜﺴﺎﺭ ﻟﻠﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻨﺘﻬـﺕ ﻤﻌـﻪ‬ ‫ﻤﺨﺎﻭﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ‬ ‫ﻤﺼﺩﺭ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻷﻤﻨﻬﺎ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﺒﺩﺍ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺼﺩﺭ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻟﻸﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻗﺩ ﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺎ ﺁﻟﺕ ﺇﻟﻴـﻪ ﺤـﺭﺏ‬ ‫ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ﻤﻥ ﺘﺨﻔﻴﻑ ﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﺒﺎﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﺒﻔﻌـل ﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ)٦٢(. ﻭﺘﺩﻋﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﺒـﺎﻟﻤﻭﻗﻑ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﺠﺎﻩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓـﻲ ﺍﻷﺯﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺭﺼﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ﻡ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ: ﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٣٧٩١ﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﺭﺯﺕ ﻤﻌﻬﺎ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟـﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺩﻭل ﺍﻟﺨﻠـﻴﺞ ﻜﺄﺴـﻭﺍﻕ‬ ‫ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﺒﺎﻟﻔﻌـل ﺸـﻬﺩﺕ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﺯﺩﻫﺎ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻓﺄﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻀﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻭل‬ ‫ﺘﺴﺘﻭﺭﺩ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺒﻠﻐﺕ ﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻭﺤـﺩﻫﺎ‬ ‫ﻋﺎﻡ ١٨٩١ﻡ ﺤﻭﺍﻟﻲ ١١% ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﻤـﺎ‬
  • 55.
    ‫ﺒﻠﻐﺕ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻨﺤـﻭ ٢١‬ ‫ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻡ ٢٨٩١ﻡ)٧٢(. ﻭﻟﻘـﺩ ﺘـﺩﻋﻡ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ﺒﻘﻴـﺎﻡ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀﻫـﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤـﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴـﻲ‬ ‫ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺒﺎ.‬ ‫ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻟﻌـﻭﺩﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﺒﺎﻟﺸﺭﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻩ، ﺍﺘﺨﺫ ﻟﻪ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻤﻅﻬﺭﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ:‬ ‫ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻷﻭل: ﻫﻭ ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤـﺅﺘﻤﺭ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ﻡ، ﺜﻡ ﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﺎ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩ ﺒﺠﺩﺓ ﻋﺎﻡ ٥٧٩١ﻡ، ﻭﺍﺴﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤـﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺴـﺎﺒﻊ‬ ‫ﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٦٧٩١ﻡ، ﺜﻡ ﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﺎ‬ ‫ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ‬ ‫ﻋﺎﻡ ٤٨٩١ﻡ)٨٢(.‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﻫﻭ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺘﺠﺎﻩ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﺇﺫ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﻁـﻭﻴﺭ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺃﻭﺜﻕ ﻤﻊ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،‬ ‫ﺤﻴﺙ ﺍﻋﺘﺭﻓﺕ ﺒﺎﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ﻡ ﺜﻡ ﺴﻤﺤﺕ ﺒﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ‬
  • 56.
    ‫ﻤﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻨﻘﺭﺓﻋﺎﻡ ٩٧٩١ﻡ، ﻭﺨﻔﻀﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﻨﻔﺴـﻪ‬ ‫ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘل ﺃﺒﻴﺏ، ﻭﺃﻗﺎﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻗﻨﺼـﻠﻴﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻵﻥ ﻤﻌﺘﻤـﺩﺓ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ)٩٢(. ﻭﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ، ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﻠﻭﺭﺕ ﻤﻭﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)٠٣(.‬ ‫١- ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ ٧٦٩١ﻡ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﺱ.‬ ‫٢- ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺤﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﺼﻴﺭﻫﻡ.‬ ‫٣- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜل ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺨﺼـﻭﺹ ﺍﻟﻘـﺩﺱ‬ ‫ﺒﺎﻁﻠﺔ، ﻭﻤﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻭﻤﻌﻭﻗﺔ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ، ﺍﻤﺘﻨﻌﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘـﺩﺨل ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠـﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺯﻤـﺕ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺩ ﻓـﻲ‬ ‫ﺼﺭﺍﻋﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻨﻴﺔ، ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻴﻠﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻜﺘل ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟـﺩﻭل‬ ‫ﻀﺩﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘـﺩﺓ ﺒـﻴﻥ ٤٢٩١ﻡ‬
  • 57.
    ‫ﻭ١٩٩١ﻡ: ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻅﻠﺕ ﺒﺎﺴـﺘﻤﺭﺍﺭ ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﻨﻔﻌﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﺘﻌﻠﻘﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﺒﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺘﺒﺘﻬﺎ ﻭﺼﺎﻏﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ‬ ‫ﻫﻭﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩﻫﺎ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ – ﺍﻷﻁﻠﺴـﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ. ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﻗﻁ ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺭﺅﻯ ﻤﻐﺎﻴﺭﺓ ﺃﻭ‬ ‫ﺘﺤﻭﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜـﻥ‬ ‫ﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻪ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺩﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻤﻌﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺩﺍﺌ ‪‬ﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻶﺨﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ،‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩﻫﺎ ﺍﻷﻁﻠﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻷﺒﻠﻎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﻓﺔ ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻤﻭﻗﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺼـﺭ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٦٥٩١ﻡ ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﺅﻴ ‪‬ﺍ ﻟﻤﺼﺭ ﻀﺩ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل،‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻤﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺴﺤﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل‬ ‫ﻭﺭﻓﻀﺕ ﺃﻥ ﺘﻌﻴﺩﻩ ﻤﺎ ﻟـﻡ ﺘﺤـل ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﺨﻼﻓﺘﻬـﺎ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ)٢٣(.‬
  • 58.
    ‫ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﻅـل ﺤﺎﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﺇﻻ ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺒﺎﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺍ ﺤﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻼﻨﺴﺤﺎﺏ ﻤﻥ ﺴﻴﻨﺎﺀ.‬
  • 59.
    ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺤﺘـﻰ ﺍﻵﻥ، ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺠﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻬ ‪‬ﺎ ﺘﺸﻜل ﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻨﻤﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ ﻤ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺃﻋﻠﻥ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻫـﻭ‬ ‫ﺨﻁﺎﺏ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻜﺨﻁﺎﺏ ﺸﺎﻤل ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﻴﺘﺄﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ "ﻜﻤﻌﺘﻘﺩ ﺩﻴﻨـﻲ، ﻭﺘﺠﺭﺒـﺔ ﺤﻀـﺎﺭﻴﺔ،‬ ‫ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ"، ﻭﻴﻔﻬﻡ ﺒﺸـﻜل ﻤﺨﺘﻠـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻱ، ﻭﻴﺜﻤﻥ ﻋﻠـﻰ ﻨﺤـﻭ ﻤﻐـﺎﻴﺭ‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﺸﺭﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ.‬ ‫ﻭﺍﻹﺤﻴﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ – ﻜﻤﺎ ﺴﻠﻑ ﺍﻟﻘـﻭل – ﻅـﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺫﻭﺭ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺘﻌﺘﻤل ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻁﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ، ﻭﻟﻡ ﺘﻤﺕ ﻴﻭ ‪‬ﺎ. ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬـﺎ ﻭﻤﻨـﺫ‬ ‫ﻤ‬
  • 60.
    ‫ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﻊ ﻤﻁﻠﻊ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻅﻠـﺕ ﻟﺼـﻴﻘﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ/ ﺍﻟﺭﻴﻔـﻲ/ ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭﻟﻲ،‬ ‫ﺘﻨﻤﻭ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻗﻪ ﻭﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﺘﺤﻭﻻﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﻁ ﻨﺒ ﹰﺎ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﻨﺨﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺘﺭﻯ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﺨﻼل ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻌﺭﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻵﺨـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺤﺩﺩ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ. ﻟﻘﺩ ﺤﺩﺙ ﻓـﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴـﺎﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻌﻤﻘﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺤﻴﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺸﻜﻠﺕ ﺼﺤﻭﺓ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﻟﻬﺎ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺜﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ، ﻭﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻤﻌﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴـﺘﻤﺭﺍﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺼﺎﻤﺘﺔ ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻤﻥ ﺨﺎﺭﺝ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ. ﺇﺫ ﺘﺸﻜﻠﺕ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ، ﻭﺒﻔﻌل ﺩﻭﺍﻓﻌﻬـﺎ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ، ﻨﺨﺒﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺜﻘﻔﺔ ﻭﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﻨﺸﺩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﻭﻟﻘﺩ ﺘﻤﻜﻨـﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺒﻔﻀل ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ، ﻭﺒﻔﻀـل ﻤﺭﻭﻨﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺘﻭﺍﺯﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻁﺭﺡ ﺨﻁﺎﺏ ﺠﺩﻴﺩ ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﻴﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻤﻜﻭﻥ ﺃﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ، ﻤـﻥ‬ ‫ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻘﻁ، ﻓﺒـﺩﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﻀ‬
  • 61.
    ‫ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰﺭﺒﻤﺎ، ﻤﻨﺎﻓﺱ ﻟﻸﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺯﺍﺓ ﺼﻌﻭﺩ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ"، ﺃﺨـﺫ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻴﺘﺤﻭل ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻭﻤﻥ ﻤﻭﻗﻊ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻨﻔﻌﻴﺔ ﺒﺤﺘـﺔ،‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻗﻊ "ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻠﺫﺍﺕ" ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤـﻭل ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ، ﺒﺘﺤﻭل ﺴـﻠﺒﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻤﺜﻠﻤـﺎ‬ ‫ﺤﺩﺙ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﺇﺫ ﺇﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓـﻲ "ﺍﻹﻁـﺎﺭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ"؟ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻷﺘـﺎﺘﻭﺭﻜﻲ‬ ‫ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺒﺭ ﻋـﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺴﻭﻑ ﺘﻨﺎﻗﺵ ﺃﻭﻻ ﺩﻭﺍﻓـﻊ ﺼـﻌﻭﺩ‬ ‫ﹸﹶ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﺜﺎﻨ ‪‬ﺎ ﻤﺭﺍﺤـل ﺘﺸـﻜل ﺨﻁﺎﺒﻬـﺎ، ﻭﺜﺎﻟ ﹰـﺎ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺅﺠل ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ.‬
  • 62.
    ‫ﺃﻭﻻ: ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺼﻌﻭﺩ"ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ":‬ ‫ﺜﻤﺔ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﺼـﻌﻭﺩ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﻭﺍﻷﻫﻡ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺘﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ )ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ( ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:‬ ‫١- ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﻗﺩ ﺘﻨﺎﻤـﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﻟﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻼل ﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﻨﺨﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴـﺔ – ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﺘﺴـﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺒﺭﻭﺯ ﻤﻨﺎﺥ ﺃﻜﺜـﺭ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ ﻤﺼـﺎﺤﺏ‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻭﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ. ﻭﻫﻭ ﻤﻨﺎﺥ ﺍﻨﻜﻤﺵ ﻓﻴﻪ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﻭﺘﻨﺎﻤﻰ ﻓﻴـﻪ ﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻤﺎ ﺴﻤﺢ ﺒﺘﻘﻠﺹ ﻨﻔﻭﺫ ﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﻠﻴـﺔ، ﺃﺤـﺩﻫﻤﺎ ﻋﻭﺍﻤـل‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ – ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﺸﻬﺩﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺤـﺩﻴﺎﺕ ﻋﻤﻴﻘـﺔ‬ ‫ﻭﺫﺍﺕ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻨـﺫ ﻤﻨﺘﺼـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﻘﺩ ﺘﺂﻜل ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﺤـﻴﻥ‬
  • 63.
    ‫ﺒﺭﺯﺕ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﻗﻭﺓﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺩﻋﻤﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ. ﻭﺘﻌﺒﺭ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﺎﺴﻡ "ﻤﻭﺴﻴﺎﺭ" ﻋـﻥ ﺁﺭﺍﺀ ﺠﻤﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤـﺎل‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ.‬ ‫ﻭﺨﻼ ﹰﺎ ﻟﻠﺭﺃﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺒﺄﻥ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻻ ﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻜﺒـﺭ، ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘـﺎﺒﻴﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺭﻴﻥ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺃﻴﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺨﺼﺨﺼـﺔ‬ ‫ﻷﻨﻬﻡ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻴﻨﻔﺫﻭﻥ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺩﻭﺭ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﺎ)٣٣(.‬ ‫ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻋـﺩﺩ ﺭﺠـﺎل ﺍﻷﻋﻤـﺎل‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺁﻻﻑ ﺸﺨﺹ، ﻴﻤﻠﻜـﻭﻥ ﺤـﻭﺍﻟﻲ‬ ‫ﻋﺸﺭﺓ ﺁﻻﻑ ﺸﺭﻜﺔ ﻴﻌﻤل ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٠٠٥ ﺃﻟـﻑ ﻋﺎﻤـل‬ ‫ﻭﻤﻭﻅﻑ، ﻭﻴﺯﻴﺩ ﺭﺃﺴﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﻋﻠﻰ ٠٢ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ‬ ‫ﻭﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺼﺎﺩﺭﺍﺘﻬﺎ ٨ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺴﻨﻭ ‪‬ﺎ)٤٣(، ﻜﻤـﺎ ﺘﺘﻨـﻭﻉ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﻨﺸﻁﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻴـﺔ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻗﻁﻊ ﻏﻴـﺎﺭ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺕ‬
  • 64.
    ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑﻭﺍﻟﺘﻤﻭﻴل. ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺎﺕ‬ ‫)٥٣(‬ ‫ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ "ﺍﻟﻘﺎﺒﻀﺔ"‬ ‫- ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺇﺨـﻼﺹ: ﻭﻫـﻲ ﺃﻜﺒـﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺘﻀﻡ ٥٠٥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺼ ـﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺴ ـﻴﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴ ـﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸ ـﺭ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋ ـﺔ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ.‬ ‫- ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻜﻭﻤﺒﺎﺴﺎﻥ: ﻭﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺼـﻨﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﺭﻕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﻴﻑ ﻭﺍﻟﺠﻠﻭﺩ ﻭﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘـل‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭﺘﻀﻡ ٦٢ ﻤﺼﻨ ‪‬ﺎ ﻴﻌﻤل ﺒﻬـﺎ ٦٣ ﺃﻟـﻑ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻋﺎﻤل.‬ ‫- ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻴﻤﺒﺎﺴﻥ: ﻭﺘﺴﺘﺜﻤﺭ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﻭﻟﻬﺎ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﺘﺎﺠﺭ ﻜﺒﺭﻯ ﻤﻨﻬـﺎ ٢٤ ﻤﺘﺠـ ‪‬ﺍ ﻓـﻲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫- ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﻭﻟﻜﺭ: ﻭﺘﺸﺘﻬﺭ ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺒﻠﻎ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﻤﺒﻴﻌﺎﺘﻬﺎ ﻋﺎﻡ ٦٩٩١ ﺤﻭﺍﻟﻲ ٠٥٦ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ‬ ‫ﻭﺘﺼﺩﺭ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ٠٧ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻘﻴﻤﺔ ٠٠٢ ﻤﻠﻴـﻭﻥ‬ ‫ﺩﻭﻻﺭ ﺴﻨﻭ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻴ‬
  • 65.
    ‫ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺩﺨﻭل ﺃﺜﺭﻴـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺭﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻐﻴﺭﻴﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ؛‬ ‫ﻷﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺃﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤـﻥ ﺃﺠـل‬ ‫ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﻨﻲ ﻟﻜﺒﺭﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺸـﺭﻜﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻜﻤﺎ ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻨـﻲ ﺒﺎﻟﻤﺤﺘـﺎﺠﻴﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺴﺱ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ.‬ ‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻤﺜﻼ ﻓﺈﻨﻪ ﺍﺴـﺘﻐل ﺍﻷﻭﻀـﺎﻉ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻀـﺨﻡ ﻨﻔﻘـﺎﺕ ﺍﻷﻤـﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻟﻨﺤﻭ ٠٤% ﻤﻥ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻊ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﺔ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺍﻟﺒﻼﺩ،‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻌـﺩل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ٦١,٦١%، ﻭﻤﻌﺩل ﺍﻟﺘﻀﺨﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺯﻴـﺩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫٠٠١%، ﻭﺘﻌﻤﻴﻕ ﺍﻟﻼﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻤﻠﻜﻴـﺔ ٠٢% ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻨﺤﻭ ٠٦% ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﻤﻠﻜﻴﺔ ٠٢% ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻨﺤﻭ ٤% ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺨل ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺎﻡ ٤٩٩١ﻡ ﺤﺴـﺏ‬ ‫ﺍﻹﺤﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ- ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺭﻜـﺯ ﺤـﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓـﺎﻩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، ﺒﺩ ‪‬ﺍ ﻤﻥ‬ ‫ﺀ‬
  • 66.
    ‫ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﻭﺇﻨﺸﺎﺀﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ، ﺇﻟـﻰ ﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ ﻟﺴﺎﻜﻨﻲ ﺍﻷﻜﻭﺍﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ، ﺇﻟـﻰ ﺯﻴـﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺍﺀ‬ ‫ﻭﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ‬ ‫ﻟﻬﻡ. ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻜﻤـﺎ ﻴﻘـﻭل ﺤﻜﻤـﺕ ﺠﻨﺘﻜﺎﻴـﺎ ﻤـﺩﻴﺭ ﺘﺤﺭﻴـﺭ‬ ‫"ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ" ﺍﺴﺘﻘﻁﺏ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻟـﻡ‬ ‫ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺃﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻭﺯ ﺒﺄﺼﻭﺍﺘﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻀﺭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻘﺏ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﻓﺸـﻠﻬﺎ ﻓـﻲ ﺘﻭﺤﻴـﺩ‬ ‫ﺼﻔﻭﻓﻬﺎ)٦٣(.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ، ﻓـﺈﻥ ﺴـﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤـﺭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﺩﺕ ﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺞ ﺇﻟﻰ ﺒﺭﻭﺯ ﻁﺒﻘﺔ ﺃﻨﺎﻀﻭﻟﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺃﺠﺒﺭﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻋـﺩﺍﺌﻬﺎ‬ ‫ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ، ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ‬ ‫ﺃﺩﺍﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﻭﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨـﻪ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﻤﺎﺴـﻙ‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ)٧٣(.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟـﺩﻭﺭ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻨﺎﻓﺱ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺠﺘـﺫﺍﺏ ﺃﺼـﻭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺨﺒﻴﻥ ﻤﺴﺘﻔﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻓﻲ ﻓﺘـﺭﺓ ﻤـﺎ ﺒﻌـﺩ‬
  • 67.
    ‫ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻭﺘﻘﺩﻴﻡﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ)٨٣(.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤـﺩﻴﺜﻴﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺼﻭل ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨـﺎﺨﺒﻴﻥ ﻟـﺩﺨﻭل ﺍﻟﺒﺭﻟﻤـﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻡ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﺜل ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺘﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺠﻬﺎﺯ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻭﻫﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻤﻜﻨﺘﻬﻡ ﻤﻥ‬ ‫)٩٣(‬ ‫ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﺴﻠﻤﺔ ﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟـﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺨﺘﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻑ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋـﻼﻡ ﻟﻨﺸـﺭ‬ ‫ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻗـﺩﺭﺍﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺩ ﺍﺭﺘﻔﻊ ﻨﺼـﻴﺏ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﻴﻥ ﻤـﻥ ﻤﺠﻤـﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ٧% ﻓﻘﻁ ﻗﺒل ﻋﺎﻡ‬ ‫)٠٤(‬ ‫ﺇﻟ ـﻰ ٧٤% ﻤﻨﻬ ـﺎ، ﻭﺫﻟ ـﻙ ﻤ ـﻥ ﺨ ـﻼل ٠١١‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫٠٨٩١ﻡ‬ ‫ﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺃﺴﺒﻭﻋﻴﺔ ﻭﺸﻬﺭﻴﺔ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ‬
  • 68.
    ‫٦١ ﻤﺤﻁﺔ ﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥﻗﻭﻤﻴـﺔ ﻭ ٥١ ﻤﺤﻁـﺔ ﺠﻬﻭﻴـﺔ ﻭ ٠٠٣‬ ‫ﻤﺤﻁﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻴﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ. ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻨﺘﻘﻠﻨﺎ ﻟﻺﺫﺍﻋـﺔ‬ ‫ﻭﺠﺩﻨﺎﻫﻡ ﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ٥٣ ﻤﺤﻁﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ، ﻭ ٣٠١ ﻤﺤﻁﺔ ﺠﻬﻭﻴـﺔ،‬ ‫ﻭﻤﺎ ﻴﻘﺎﺭﺏ ٠٠٠١ ﻤﺤﻁﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ)١٤(. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤـﻥ‬ ‫ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴـﺭ ﺨﻠـﻕ ﻗﺎﻋـﺩﺓ‬ ‫ﻻﻨﺒﺜﺎﻕ ﻨﺨﺒﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﺒﺤﻴـﺙ ﺃﺼـﺒﺤﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﻔﺭﺍﺩ ﺒﻭﻀﻊ ﺍﻷﺠﻨﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻔﻌل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ.‬ ‫ﻭﻟﻌل ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻟـﺩﻓﺎﻉ‬ ‫ﻷﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻓـﻲ‬ ‫٧٢ ﻤﺎﺭﺱ ٨٩٩١ﻡ ﻓﺭﺽ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﻜـل ﺃﻨﺸـﻁﺔ‬ ‫ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﺠﻭﻟﻥ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺸﻌﺒﻴﺔ ﻤﺘﺯﺍﻴـﺩﺓ،‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻨﺸﺄﺕ ﺃﺼﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺔ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴـﻴﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﻨﺸﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ)٢٤(. ﻭﺘـﺩﻴﺭ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺨﻁﻰ ﻨﻔﻭﺫﻫﺎ ﺤﺩﻭﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ٣٠١ ﻤـﺩﺍﺭﺱ‬ ‫ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﻤـﺩﺍﺭﺱ ﺒـﺎﻟﺒﻼﺩ، ﻭ ٠٦٤ ﺼـ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻟﺘﺄﻫﻴل ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﺜﻡ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ، ﻭ ٠٠٥ ﺩﺍﺭ ﺴﻜﻨﻴﺔ ﻟﻠﻁﻼﺏ، ﻜﻤﺎ ﺘـﺩﻴﺭ ٠٩‬
  • 69.
    ‫ﻤﺅﺴﺴﺔ، ﻭ ١١ﺸﺭﻜﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ، ﻭﻟﺩﻴﻬﺎ ﺸﺒﻜﺔ ﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺘﺴـﻤﻰ‬ ‫"ﺼﻤﺎﻨﻴﻭﻟﻭ" ﻭﺼﺤﻴﻔﺔ ﺘﺤﻤل ﻋﻨﻭﺍﻥ "ﺯﻤﺎﻥ" ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻭﺍﺴـﻌﺔ‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٨٨٩١ﻡ، ﻭ ٤١ ﻤﺠﻠﺔ ﻭﻤﺤﻁﺘﺎﻥ ﺇﺫﺍﻋﻴﺘﺎﻥ،‬ ‫ﻭﺃﻨﺸﺄﺕ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺜﻤﺎﻥ ﺠﺎﻤﻌـﺎﺕ ﻭﻋﺸـﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤـﺩﺍﺭﺱ ﻓـﻲ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻁﻘﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺁﺴـﻴﺎ‬ ‫)٣٤(‬ ‫ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ‬ ‫ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻨﻘﻼﺏ ﻋﺎﻡ ٠٨٩١ﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﻓﺘﺢ ﻨﻭﻉ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻷﺌﻤـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻨﻬﻡ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﻟﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺇﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﻁـﺎﺭ ﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻤﺘﺠـﺎﻨﺱ‬ ‫ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻻﺀ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ.‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﺴﻔﺭ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﻋﻥ ﻁﺭﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻟﻑ‬ ‫ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺠﺎﻤﻌﻲ ﺫﻭﻱ ﺘﻭﺠﻪ ﻴﺴﺎﺭﻱ، ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘـﻡ ﻓﻴـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺠﻴل ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴـﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻟﻤلﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺸـﺎﻏﺭﺓ ﻓـﻲ ﺠﺎﻤﻌـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﻀﺭ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻠﻡ ﺘﻘﺘﺼﺭ‬ ‫ﺍﻷﺴﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ، ﺒل ﺘﺠﺎﻭﺯﺘـﻪ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ)٤٤(.‬
  • 70.
    ‫ﻭﺒﺤﻠﻭل ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ﻡﻜﺎﻨـﺕ ﻫﻨـﺎﻙ ١٦٥ ﻤﺩﺭﺴـﺔ‬ ‫ﻟﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻷﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﺒﺎﺀ ﺘﻀﻡ ﻨﺤﻭ ٢٩٤ ﺃﻟﻑ ﻁﺎﻟﺏ، ﺭﻏـﻡ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻡ ﺘﺴﻤﺢ ﺇﻻ ﺒﻔﺘﺢ ٠٠٢ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺒﺘﻤﻭﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ)٥٤(.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺴﻤﺤﺕ ﺘﻭﺭﺠﻭﺕ ﺃﻭﺯﺍل ﺜﻡ ﻤﺴـﻌﻭﺩ ﻴﻠﻤـﺎﻅ‬ ‫ﻭﺘﺎﻨﺴﻭ ﺘﺸﻴﻠﺭ ﻭﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻟﺨﺭﻴﺠﻲ ﻤـﺩﺍﺭﺱ‬ ‫ﺍﻷﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺤﺩﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘـﺎﺕ ﺍﻟﻭﺴـﻁﻰ ﺒﺸـﻐل‬ ‫ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ، ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻴﺫﺍ ﹰﺎ ﺒـﺄﻥ ﺘﻔﻘـﺩ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ ﻭﻟﺤﻤﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺩﻭﻥ ﺠﺩﻭﻯ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺃﻭﺯﺍل ﻭﺇﺼﻼﺤﺎﺘﻪ، ﻭﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﺈﻨﻪ ﺨﻼل ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺤﻜﻤﻪ ﺃﺼﺒﺤﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﺘﻌﻜﺱ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻸﻤﺔ ﻜﻜل)٦٤(. ﻭﻟﻘﺩ ﻫﺩﺩﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﻻ ﺸـﻙ ﺒﻘﻴﻤﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻀـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﺘﺒﺘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻭﺯﻫـﺎ ﻨﺨﺒﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻤﻤﺎ ﺩﻋﺎﻫﺎ ﻟﻠﺭﺩ ﺒﻘﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ – ﺘﺸـﻴﻠﺭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺩﻯ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻭﻜﺎﺩ ﻴﺨﻠـﻕ ﺃﻭﻀـﺎ ‪‬ﺎ ﻤﻐـﺎﻴﺭﺓ‬ ‫ﻋ‬
  • 71.
    ‫ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﺘﺭﺘﻜﺯﻋﻠﻰ ﺼﻴﻐﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ.‬ ‫٢- ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺒﺨﺼﻭﺼﻬﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻗـﺩ‬ ‫ﻟﻌﺒﺕ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﺤﺎﻓ ‪‬ﺍ ﻟﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻀـﻴﻘﺔ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻟﻌﺒﺕ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺼﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ. ﻭﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ ﺼﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻴﻌـﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻫﻭﻴﺘﻪ ﻴﺸﻤل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭل ﻭﺘـﺎﺭﻴﺦ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻤﺤﻭﺭ ﺤﻭل ﺃﻭﺭﺒﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻋﺎﻤﺔ. ﻭﻟﻘﺩ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺜﻼﺜـﺔ‬ ‫ﻋﻭﺍﻤل ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ:‬ ‫ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻭﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻘـﺎﺽ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺴـﻭﻓﻴﺘﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻋﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﺙ ﺃﺜﺭﺍﻥ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺴﻠﺒﻲ، ﻭﻫﻭ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺠـﺯ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺒﺭﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻠﻘـﺔ‬ ‫ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻲ ﺤﺼﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ. ﻭﺍﻵﺨﺭ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ، ﺘﻤﺜل ﻓﻲ‬ ‫ﻅﻬﻭﺭ ﻓﻀﺎﺀ ﻜﺒﻴﺭ ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺸـﻌﻭﺏ ﺘﻨﺘﻤـﻲ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ، ﻭﺘﺩﻴﻥ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﻤﻊ ﻤـﺎ‬
  • 72.
    ‫ﻴﻨﺘﺠﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺩﻭﺭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻤﻬﻡ ﻭﻓﺎﻋـل‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺒﻠﻐـﺔ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺍﺩ ﻤﺨﺎﻁﺒﺘﻬﺎ، ﻭﻤﻥ ﺜـﻡ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ‬ ‫ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺨﻁﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻴﻌﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﻭﻥ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻁﺭﺡ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻨﺎﻁﻘـﺔ ﺒﺎﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻭﺇﻨﺸـﺎﺀ‬ ‫"ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ" ﺘﺘﻭﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟـﺩﻓﺎﻉ ﻋـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﺫﺭﺒﻴﺠﺎﻥ ﺇﻟـﻰ ﺘﺭﻜﺴـﺘﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ. ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺘﻅﻬﺭ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻤﺜل ﺘﻌﺒﻴﺭ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻭﺸﻌﺎﺭ "ﻤﻥ ﻀﻔﺎﻑ ﺍﻹﺩﺭﻴﺎﺘﻴـﻙ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺴﻭﺭ ﺍﻟﺼﻴﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ"، ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺤﻪ ﺍﻟﺭﺍﺤـل ﺘﻭﺭﺠـﻭﺕ‬ ‫ﺃﻭﺯﺍل، ﻜﻤﺠﺎل ﺤﻴﻭﻱ ﻟﻠﻨﻔﻭﺫ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ)٧٤(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺨﻼل ﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ﻤﻥ ١٩٩١ﻡ ﺇﻟـﻰ‬ ‫٣٩٩١ﻡ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﻨﺸـﻁ ﺇﻟـﻰ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﻤﻨﺎﻓﺴـﺔ ﺇﻴﺭﺍﻨﻴـﺔ ﻀـﺎﺭﻴﺔ‬ ‫ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ، ﻭﻫﻲ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻜﺎﻥ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻤﻜﺎﻨﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﻭﺍﻟﺘـﺄﺜﻴﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺨﻼل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﺯﻤﺔ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻫﻲ: ﻤلﺀ ﺍﻟﻔـﺭﺍﻍ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬
  • 73.
    ‫ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ، ﻭﺍﻟﺤﻴﻠﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩ ﺍﻟﻨﻔـﻭﺫ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻋﺎﻡ ١٩٩١ﻡ، ﻭ ٢٩٩١ﻡ، ﻭﻓﻲ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺘﻁﻭ ‪‬ﺍ ﺇﻴﺠﺎﺒ ‪‬ﺎ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺴﺒﺏ. ﻓﻬـﻭ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺴﻭﻴﻕ ﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻪ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ – ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ – ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ، ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺘﻤﺜﻠﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺨﻔﻴﻑ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻟﻘﺒﻭﻟﻬﺎ ﻋﻀ ‪‬ﺍ ﺒﺎﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻭﻫـﻭ ﺍﻟﻀـﻐﻁ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺒﺄﻤل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﻨﺘﻤـﺎﺀ ﻷﻭﺭﺒـﺎ‬ ‫ﻭﺘﻌﻭﻴﺽ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻥ ﺨﻔﻭﺕ ﺒﺭﻴﻘﻬﺎ ﺩﺍﺨـل ﺍﻷﻁﻠﻨﻁـﻲ ﺒﻌـﺩ‬ ‫ﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ. ﻭﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺫﻟﻙ ﺴﺎﻫﻡ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺇﻋﻼﻤ ‪‬ﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴ َﺎ ﻓﻲ ﺩﻋـﻡ ﺍﻟﺘﺤـﺭﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ ﻨﺤـﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ.‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻗﻠﻠﺕ ﻤﻥ ﺯﺨﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺤﻴﺙ ﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﺍﻟﻬﺯﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﺃﺫﺭﺒﻴﺠﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺅﻴﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺼﺭﺍﻋﻬﺎ ﻤـﻊ ﺃﺭﻤﻴﻨﻴـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺇﻗﻠـﻴﻡ‬ ‫ﻨﺎﺠﻭﺭﻨﻭ ﻜﺎﺭﺍﺒﺎﺥ. ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻀﻴﻔﺕ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫– ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻨﺕ ﻤﻨﻬـﺎ‬
  • 74.
    ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﺎﺌ ﹰﺎﻟﻬﺎ ﻋﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺎﺕ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻜﺎﻥ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻤـﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻨﺸﺊ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺎﺕ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺯﻏﺔ ﻤﻤﺎ ﻗﻠل ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺘﺭﻜﻲ ﻴﻌﻤـل ﻜﻭﺴـﻴﻁ‬ ‫ﻟﻠﻨﻔﻭﺫ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ)٩٤(.‬ ‫ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻗﺩ ﺃﺩﺕ ﺇﻟـﻰ ﺘﺭﺍﺠـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ، ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﺠـﺩل‬ ‫ﺤﻭﻟﻪ ﻗﺩ ﻜﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺸﻌﻭ ‪‬ﺍ ﺒﻜﻭﻨﻪ ﻤﺸﺭﻭ ‪‬ﺎ ﺜﻘﺎﻓ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺩﻋﻡ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘـﺎﺌﻡ‬ ‫ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ.‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻫـﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﻗﺼﺎﺌﻴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﻤﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ، ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺃﺨﺫﺕ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺸـﺒﻪ ﺩﻓـﺎﻉ‬ ‫ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻋﻥ ﻤﺸﺭﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺯﺍﺩ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﻓﻘﺩ ﻗﺩﻡ ﺃﻭﺯﺍل ﺍﻟﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺇﺒﺭﻴل ٧٨٩١ﻡ ﻟﻠﻌﻀﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ، ﻭﺒﻌـﺩ‬
  • 75.
    ‫ﺜﻼﺜﻴﻥ ﺸﻬ ‪‬ﺍﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻱ ﻓﻲ ﺩﻴﺴـﻤﺒﺭ ٩٨٩١ﻡ ﺭﻓـﺽ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﻁﻠﺒﻪ ﻭﺫﻜﺭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻟـﺫﻟﻙ، ﺃﻭﻻ: ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻀﻌﻴﻑ، ﻭﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﻋـﺩﺩ ﺴـﻜﺎﻨﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ، ﻭﺜﺎﻟ ﹰﺎ: ﻋﺩﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺒـﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺠﻴﺩﺓ، ﻭﺃﺨﻴ ‪‬ﺍ: ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ)٠٥(. ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﻤﻬﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻷﺨﻴـﺭ‬ ‫ﻴﻭﻓﺭ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﻟﻸﺴـﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ، ﺤﻴـﺙ‬ ‫ﺘﻭﺍﺼﻠﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻟﻸﺘﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﺸﺭﻗﻴﻭﻥ‬ ‫ﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﻓـﻲ ﻤـﻭﺍﺠﻬﺘﻬﻡ‬ ‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻑ. ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺭﻓﺽ ﺃﻭﺭﺒـﺎ‬ ‫ﻟﻁﻠﺏ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻤﺭﺍ ﻤﻬﻴ ﹰﺎ ﻭﻤﻘﻠ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴـﺔ ﻷﻭﺭﺒـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻨﻘﺭﺓ. ﻭﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺤﺎﻭل ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺁﻤـﺎل‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭﺸﺭﻋﻴﺘﻬﺎ ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓـﻲ ﻴﻭﻨﻴـﻭ ٠٩٩١ﻡ‬ ‫ﺤﺼﻠﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻀﻊ ﻋﻀـﻭ ﻓـﻲ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻤﺘـﻊ ﺒـﺎﻟﺤﻘﻭﻕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺸﺭﺍﻜﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﻭل ﻴﻨﺎﻴﺭ ٦٩٩١ﻡ)١٥(.‬ ‫‪‬‬
  • 76.
    ‫ﻭﻤ ﱠل ﺍﻟﺠﺩلﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺤﻭل ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺤﺩ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺃﺯﻤـﺔ‬ ‫‪‬ﺜ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋـﺎﻡ. ﺍﻨﺘﻘـﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀـﻭﻥ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌ ‪‬ﺽ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻻﺨﺘـﺭﺍﻕ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫‪ ‬ﺭ‬ ‫ﺃﻭﺭﺒﻲ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺒﻤﻨـﺎﻓﻊ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻭﻓﺭﻫـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﺍﻜﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻋﻘﺩ ﺇﺫﻋﺎﻥ ﻴﻌﺯﺯ‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﻡ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺯﺒﺔ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻭﻥ‬ ‫ﻓﺒﺭﺭﻭﺍ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﻤﻊ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻓﺭﺼـﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻟﺘﻔﻌﻴل ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ. ﻭﺍﻨﻁﻭﻯ ﺨﻁﺎﺏ ﺘﺎﻨﺴﻭ‬ ‫ﺘﺸﻴﻠﻠﺭ ﺍﻟﻤﺭﻭﺝ ﻟﻼﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ، ﻋﻨـﺩﻤﺎ‬ ‫ﻭﺼﻔﺘﻪ ﺒﺄﻨﻪ "ﻨﻘل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺒﺎ". ﻭﻏﻨﻲ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﺸﻜل ﻤﺩﻫﺵ ﻤﻊ ﺠـﻭﻫﺭ‬ ‫ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ)٢٥(. ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟﺘﻌﺯﻴﺯ‬ ‫ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﻴﻥ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﻴﻥ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻴﻥ ﺍﻨﻌﻘﺩ‬ ‫ﻓﻲ ﺒﺭﻭﻜﺴﻴل ﻓﻲ ﻤﺎﺭﺱ ٧٩٩١ﻡ ‪‬ـ ‪‬ﻡ ﻭﻟﻔﺭﻴـﺩ ﻤـﺎﺘﻴﻭﺱ‬ ‫ﺼ ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ: ﺃﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﻫـﻭ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺤﻀﺎﺭﻱ ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺘﻼ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺩﻴﺴـﻤﺒﺭ‬
  • 77.
    ‫ﺼﺩﻭﺭ ﻗﺭﺍﺭ ﻋﻥﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺩﻭل ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻓﺭﺴﺎﻱ ﻜﺩﻭل ﻤﺭﺸﺤﺔ ﻟﻠﻌﻀـﻭﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ، ﻭﻤﺅﻜ ‪‬ﺍ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﺘﻨﺘﻅـﺭ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٧٦٩١ﻡ. ﻭﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺘﺒﻠﻭﺭ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭﻻ ﻗﺒـﺭﺹ، ﻭﻻ ﺤﻘـﻭﻕ‬ ‫ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻜﺜـﺭ ﻤـﺎ‬ ‫)٣٥(‬ ‫ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻋ ‪‬ﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻴﻔﺴﺭ ﺇﻗﺼﺎﺀﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻴﻠﻤﺎﻅ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺸﺩﻴﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺼﺭﺡ ﺒﺄﻥ "ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻴﻀﻊ ﺠﺩﺍﺭ ﺒـﺭﻟﻴﻥ ﺁﺨـﺭ، ﺠـﺩﺍﺭ ﺒـﺭﻟﻴﻥ ﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﻭﻋﻨﺼﺭﻱ ﻀﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺩﻴﻨﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ)٤٥(".‬ ‫ﺒﻘﻭل ﺁﺨﺭ، ﺃﺩﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻟﺘﻁﻭﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﺎﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻋﻤﻴﻕ ﻟﺩﻯ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺒﺄﻨﻬﻡ‬ ‫ﻴﺸﻜﻠﻭﻥ "ﺍﻵﺨﺭ" ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻭﺭﺒﺎ، ﻭﺃﻨﻬﻡ ﺴﻭﻑ ﻴﻅﻠﻭﻥ ﻜـﺫﻟﻙ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻅﻭﺭ. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻗـﺩ ﺒـﺩﺃ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ، ﻓﺈﻨﻪ ﺘﻨﺎﻤﻰ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﺜـﻡ‬ ‫ﺃﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺸﻌﻭ ‪‬ﺍ ﻋﺎ ‪‬ﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨـﻪ ﺃﺤﻴﺎ ﹰـﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺭ ﻤ‬ ‫ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻭﺇﻥ ﺤﺭﺼﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺇﻅﻬﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻸ ﻓﻲ‬
  • 78.
    ‫ﺨﻁﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺭﺒﻤﺎﻷﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻌﺩﺓ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺘﺒﻌـﺎﺕ‬ ‫ﺫﻟﻙ ﻭﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﺎﺫﺍ ﺒﻌﺩ، ﻭﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨـﻭﻉ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗـل‬ ‫ﻭﻋﺒﺭﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻋﺒﺭ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﻡ ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻜﺨﻁﺎﺏ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻱ ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ: ﻓﻬﻭ ﺃﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ، ﺤﻴﺙ‬ ‫ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻨﻲ ﻤﻜﻭ ﹰﺎ ﻤﻬ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻟـﺫﺍ‬ ‫ﻨ ﻤ‬ ‫ﻓﻘﺩ ﻟﻌﺒﺕ ﺃﺯﻤﺘﺎ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﺜﻡ ﻜﻭﺴﻭﻓﺎ ﺍﻟﻠﺘـﺎﻥ ﺍﺴـﺘﻐﺭﻗﺘﺎ ﻋﻘـﺩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﺤﺎﻓﺯﺍ ﻻﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺯﺍﺕ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺏ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺨﻁﺎﺏ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ".‬ ‫ﻭﻴﺭﺠﻊ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﺩﺩ ﻀﺨﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ‬ ‫ﻓﻲ ﺒﻠﻐﺎﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﺼﺭﺒﻴﺎ "ﺴﻨﺠﻕ ﻭﻜﻭﺴـﻭﻓﺎ" ﻭﺭﻭﺍﺒﻁﻬـﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻭﺠﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﺤﻴﻭ ‪‬ـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺸﻜﻴل ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻨﻴﺔ. ﻜﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺠﻌل‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺤﺎﻤﻴﺔ ﻟﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌـﺎﻨﻭﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻻﻀﻁﻬﺎﺩ ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺒﺢ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ)٥٥(.‬ ‫ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻌﺭﻑ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﺃﻭ‬
  • 79.
    ‫ﺍﻟﺒﻭﻤﺎﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺠﺭﺒﺄﻨﻬﻡ "ﺃﺘﺭﺍﻙ" ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺤﺴﺎ ‪‬ﺎ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ ﻟﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ. ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﺃﻨﺼـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ )ﻤﺜل ﺠﻨﻜﻴﺯ ﻜﻨﺩﺍﺭ ﻭﻨﻭﺭﻓﻴﺭﺠﻴﻥ( ﻤﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﺭﻭﺍﺒـﻁ‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺠ ‪‬ﺍ ﺒﺄﻭﺯﺍل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺃﻥ "ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ" ﻟﻴﺴﺕ ﻓﺌﺔ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻋﺭﻗﻴﺔ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺸﻴﺩﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﺔ ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﻗﺎﺯﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺘﺠﺭﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﺩﻓﻊ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻘﺭﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ. ﻭﺘﻤﺜـل ﺤﺎﻟـﺔ‬ ‫ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻨﻘﺭﺓ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﻭﺍﺠ ‪‬ﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬ﺘﻤ ‪‬ﺎ ﻟﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ)٦٥(.‬ ‫ﻤ ﻤ‬ ‫ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻗﺘﺭﺤﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻋﻤل ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻓﻲ ﺃﻏﺴـﻁﺱ ٢٩٩١ﻡ‬ ‫ﻭﻁﺎﻟﺒﺕ ﺒﺈﻋﻼﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﻓﻭﻗﻬـﺎ،‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺍﻗﺘﺭﺤﺕ ﺘﺩﺨﻼ ﻋﺴﻜﺭ ‪‬ﺎ ﻤﺤﺩﻭ ‪‬ﺍ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ، ﻭﺃﺭﺴﻠﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ٨١ ﻁﺎﺌﺭﺓ ﺇﻑ ٦١‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺇﻴﻁﺎﻟﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺨـﻁ ﺍﻟﻁﻴـﺭﺍﻥ ﻭ ٠٠٧٢‬ ‫ﺠﻨﺩﻱ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ، ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻌﺒـﺕ‬
  • 80.
    ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺩﻭ ‪‬ﺍﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺘﻌﺒﺌﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﺃﺠل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻓﺭﻴﻕ ﺍﺘﺼﺎل ﻟﺩﻯ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺸﻥ ﺤﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﺠـل‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺩﻋﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﺴﻁﻨﺒﻭل ﻓﻲ ٧١ ﻭ ٨١ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٢٩٩١ﻡ ﺍﻷﻤـﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻠﺘﺩﺨل ﻋﺴﻜﺭ ‪‬ﺎ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺩﻋﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻟﻨﺩﻥ ﺤﻭل ﻴﻭﻏﺴﻼﻓﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ، ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﺤﻜﻤـﺕ‬ ‫ﺘﺸﻴﺘﻴﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻤﺜﻼ ﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺘﺎﻤﻴﺔ ﺫﻜﺭ ﺘﺸﻴﺘﻴﻥ ﺃﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻻ ﺘﺒﺎﻟﻲ ﺒﻤﺼـﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ،‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﺭﺴﻠﺕ ﺃﺴﻠﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺒﻭﻨﺴـﻴﺔ ﻭﻀـﻐﻁﺕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﺘﺩﺨل)٧٥(.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻓﺸﻠﺕ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ، ﺘﻐﻴﺭﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻭﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﺩﻴـﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻬﻡ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺒﺴـﺒﺏ ﺍﻻﺨـﺘﻼﻑ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ، ﺤﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﺨﺫﻭﺍ ﻴﺘﺤﺩﺜﻭﻥ ﻋﻥ "ﺤﻤﻠﺔ‬ ‫‪‬ﹶ ِ‬ ‫ﺼﻠﻴﺒﻴﺔ" ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﻓﻘﺩ ﺼﺭﺡ ﻜﻤﺭﺍﻥ ﺃﻨﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻜﺒﺎﺭ‬
  • 81.
    ‫ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻴﻥ،ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁﻬﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﻗﻲ ﻟﻠﺒﻭﺴﻨﺔ ﻫﻭ ﺤﻤﻠﺔ‬ ‫ﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻨﻊ ﺒﺭﻭﺯ ﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻭﻫﻲ ﺤﻤﻠﺔ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ)٨٥(. ﻜﻤﺎ‬ ‫ﺼﺭﺡ ﺼﺤﻔﻲ ﻟﻴﺒﺭﺍﻟﻲ ﺁﺨﺭ ﻫـﻭ ﻤﺤﻤـﺩ ﻋﻠـﻲ ﺒﺭﺍﻨـﺩ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺒﻠـ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻤﺴﻠ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺘـﺭﻙ ﺍﻟﺼـﺭﺏ ﻴﻘﻭﻤـﻭﻥ ﺒﻌﻤﻠﻬـﻡ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻘﺫﺭ)٩٥(!!. ﺒل ﺇﻥ ﺩﻭﻏﺎﻥ ﻏﻭﺭﺍﺱ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﺍﺠﻪ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﻭﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﻗﺎﺌﻼ: "ﺃﻨﺘﻡ ﻟﺴـﺘﻡ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﻴﻥ، ﻟﻘﺩ ﻋﺭﻓﺘﻡ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﻜﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﻤﺴـﻴﺤﻴﺔ ﻭﺘـﺭﻜﺘﻡ‬ ‫)٠٦(‬ ‫ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺼﺭﺏ ﻴﻐﺘﺼﺒﻭﻥ ﻭﻴﻘﺘﻠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴـﻨﺔ"‬ ‫ﻗﺎﻟﺕ ﺘﺎﻨﺴﻭ ﺘﺸﻴﻠﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺭﺌﺎﺴﺘﻬﺎ ﻟﻼﺌﺘﻼﻑ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ‬ ‫ﺃﺴﺒﻭﻋﻴﺔ ﻓﺭﻨﺴﻴﺔ: ﺇﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﺒﺄﻭﺭﺒﺎ‬ ‫ﻨﺎﺩ ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ)١٦(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺯﺍﺭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺠﻴﻡ ﻭﺯﻴـﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﺭﺱ ٨٩٩١ﻡ ﻤﻘﺘﺭ ‪‬ﺎ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻗﻭﺓ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺴـﺭﻴﻊ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻟﻠﺒﻠﻘﺎﻥ، ﻭﻟﻘﻲ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺤﻤﺎﺴـﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻗﺔ. ﻭﻋ ‪‬ﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺨﻔـﻑ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺘﺸﻌﺭﻩ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬
  • 82.
    ‫ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﻭﻓﻲﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩﺓ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ، ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺒﻤﺎ ﺼﺎﺭ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻭﻕ ﺃﺭﺍﻀـﻴﻬﺎ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﻁﻬﻴﺭ ﻋﻨﺼﺭﻱ ﺒﻐﻴﺽ، ﻭﺒﻤﺭﺍﻭﻏﺎﺘﻬـﺎ ﻭﻋﺠﺯﻫـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺫ ﺒﻠﺒﺎﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ‬ ‫ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ. ﻜﻤﺎ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒـﺔ ﻋﺠـﺯ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤـﺎﺯ ﻋﻤﻠ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻠﺼﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺘﺭﺩﺩ ﻨﻅﺭ ‪‬ﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺴﻡ ﻭﻫﻭ ﺃﻤـﺭ ﻋﻤـﻕ ﻤـﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ.‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫ﻤﺜﻠﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺒﻜل ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻤﺘـﺩﺍﺩﺍﺘﻬﺎ ﺘﺤـﻭﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻨﻘﻼﺒ ‪‬ﺎ ﻜﺄﻨﻪ ﻗﻁﻊ ﻓﻲ ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﺒﻼﺴـﺘﻴﻙ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺃﺴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﺘﺤﻭل ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﻋـﺩ ﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺼـﺎﺭ ﻭﺼـﻔﺔ‬ ‫ﺴﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ.‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻴﺱ ﻟﺩﺍﺌﻥ ﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ، ﻓﻘﺩ ﺃﺜﺒﺕ‬ ‫ﺘﻤﺭﺩﻩ ﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ ﺘﺼـﻨﻴﻌﻪ ﻭﻟـﻴﺱ ﺘﻐﻴﻴـﺭﻩ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺴﺎﻫﻤﺕ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺘـﺩﻋﻴﻡ‬ ‫ﻤﺤﺎﻭﻻﺘﻪ ﻟﻠﺘﻤﺭﺩ. ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻓﻘـﻁ ﻋﻠـﻰ‬
  • 83.
    ‫ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻻﻟﺘﺤﺎﻡﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻪ، ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﺸل ﺍﻟﻭﻋﺩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﻟﻭ ﺒﺸﻜل ﻨﺴﺒﻲ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺒﺎﻟﺭﻭﺡ، ﺃﻱ ﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜـﻭﻴﻥ‬ ‫ﻤﻥ ﺇﻓﻙ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺏ ﺼﺎﻨﻊ ﺍﻻﻏﺘﺭﺍﺏ.‬ ‫ﻭﻟﺌﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘـﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴـﻴﻨﻴﺎﺕ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﺒﻁﻲﺀ ﻟﻸﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻓﺈﻨﻪ ﺒـﺩ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺠﺩﻴﺩ ﻻ‬ ‫ﻴﻤﺜل ﻓﻘﻁ ﺇﺤﻴﺎﺀ "ﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ" ﻗﺩﻴﻤﺔ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺴـﻴﺎﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺒﻌﺔ ﺒﺎﻟﺘﻤﺭﺩ، ﻴﻤﺜل ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻙ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻪ،‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻴﻨﺤﻭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻨﺤﻭ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸـﻜﻴل‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻨﺩ ﻤﺤﻁﺘﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ:‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻁﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ "ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ" ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺭﺍﺤل ﺘﻭﺭﺠﻭﺕ ﺃﻭﺯﺍل ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ، ﻟﻴﺱ ﺒﻘﺼﺩ ﺘﺤﺩﻴﻬﺎ ﻁﺒ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻜـﻥ ﺒﻘﺼـﺩ ﺘﺠﺩﻴـﺩﻫﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺎﺘﺕ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﺎ، ﻭﺘﺤﻘﻴـﻕ ﻤﺼـﺎﻟﺤﺔ‬ ‫ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺒـﺎﻨﻘﻼﺏ ١٢‬ ‫ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٠٨٩١ﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺫﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﺘﻤﺜل ﺘﻜﺭﺍ ‪‬ﺍ ﻟﺫﺭﻴﻌـﺔ‬ ‫ﺭ‬
  • 84.
    ‫ﺍﻨﻘﻼﺒﻲ ٠٦٩١ﻡ، ١٧٩١ﻡ،ﺃﻱ ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬـﻭﺭﻱ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻨﺘﺸﺎل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺯﻤﺘﻴﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﻭﻗﻑ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﺘﻁﺭﻑ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺸـﺎﺭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺴﺘﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﻤﻬﺭﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘـﺩﺱ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺎﻤﻪ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻤﺎﺌﺔ ﺃﻟﻑ ﺸﺨﺹ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﻤﺭﺘﺩﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﺍﺒﻴﺵ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻤﺎﺕ ﺭﺍﻓﻌﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﻕ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ ﻤﻁﻠﻘﻴﻥ ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﻭﺩﺍﻋﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺩﻤﻪ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺩﻻ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴـﺎ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻗﺎﻡ ﻗﺎﺌﺩ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﻜﻨﻌﺎﻥ ﺇﻴﻔـﺭﻴﻥ ﺒﺤﻅـﺭ ﺍﻷﺤـﺯﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺯﻋﻤﺎﺌﻬﺎ ﻭﺴﺠﻨﻬﻡ، ﻭﻓﻲ ﻁﻠﻴﻌﺘﻬﻡ ﺭﺌـﻴﺱ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ)٢٦(.‬ ‫ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻨﻘـﻼﺏ ٠٨٩١ﻡ ﻭﻗﻌـﻭﺍ ﻓـﻲ ﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺼـﺎﻋﺩ. ﻓﻤـﻥ‬ ‫ﺠﻬﺔ ﺤﺎﻭل ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻹﻋـﺎﺩﺓ ﺼـﻭﻍ‬ ‫ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻋﻨﺩﻤﺎ‬ ‫ﺃﺩﺭﻜﻭﺍ ﻋﺠﺯ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﺄﻁﻴﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ، ﺤﺘـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﺇﻴﻔﺭﻴﻥ ﺍﺴﺘﻌﺎﻥ ﻤﺭﺍ ‪‬ﺍ ﺒﺎﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴـﺔ ﻭﺒﺎﻟﺤـﺩﻴﺙ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ. ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﻋﺎﻡ ٢٨٩١ﻡ ﺠﻌل ﺍﻟﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ‬
  • 85.
    ‫ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻓﺴﺭﻩ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ‬ ‫"ﻴﺸﺎﺭ ﻜﻴﺒﻼﻥ" ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻨﺼﻴﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻀـﺎﻤ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﺘﻘﺎﺀ ﻟﺤﻅﺭ ﺸﻴﻭﻋﻲ ﻤﺤﺘﻤل)٣٦(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺸﻌﺭ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺒﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻜﺄﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻭﻜﺤﺭﻜـﺔ ﻤﺘﺄﺼـﻠﺘﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺨـﻼل‬ ‫ﻁﺭﺡ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﺁﺨﺭ ﻴﻤﺜل ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺠﺎﺀ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺘﺎﺒ ‪‬ﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺩﻴﻼ ﻤﻨﺎﻓ ‪‬ﺎ ﻟﻠﻨﻅـﺎﻡ. ﻭﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﹰ ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻴ ‪‬ﺎ، ﻅﻬﺭ ﻁﺭﺡ "ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ" ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﺒﻨـﺎﻩ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺘﻭﺭﺠﻭﺕ ﺃﻭﺯﺍل ﻁﻤ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼـﺎﻟﺤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ. ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻭﺯﺍل ﻴﻬﺩﻑ ﺒﻁﺭﺡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻤـﻥ ﺠﻬـﺔ، ﻭﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺤـﺩ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻌﺩ ﻨﺠـﺎﺡ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻋﺎﻡ ٩٧٩١ﻡ ﻤﻥ ﺠﻬـﺔ ﺃﺨـﺭﻯ، ﻭﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺇﻁﺎﺭ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺃﺸﻤل ﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ. ﻭﺘﻌﺯﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻋـﺭﺏ ﺃﺭﺒﻜـﺎﻥ‬
  • 86.
    ‫ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲﺼـﺭﺍﺤﺔ ﻋـﻥ ﺩﻋﻤﻬﻤـﺎ ﻟﻠﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻀﺭﺒﺔ ﻟﻼﺘﺠـﺎﻫﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻲ. ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻫﻴﺄ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺩﻋ ‪‬ﺎ ﻤﻌﻨﻭ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴـﺔ‬ ‫ﺼ‬ ‫)ﻤﺜل ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﻤﻨﻅﻤﺔ ﻤﻘﺎﺘﻠﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ‬ ‫ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺤﺯﺏ ﺍﷲ( ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﻠﻌـﺕ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻨﻤـﻭﺫﺝ‬ ‫ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻲ ﻜﺂﻟﻴﺔ ﻟﻺﻁﺎﺤﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ)٤٦(.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻭﺍﻨﺩﻻﻉ ﺤـﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺘﺤﺩﺙ ﺃﻭﺯﺍل ﻋﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋﺒـﺭ‬ ‫ﺘﻭﺠﻬﺎﺕ "ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻌﺘﺩﻟﺔ"، ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻭﻫﺯﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻗﺩ ﺃﺘﺎﺤﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻟﺩﻭﺭ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺤﺘﻼل‬ ‫ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻁﻠـﺏ‬ ‫ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺃﺸﻤل ﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻤﺜل‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ "ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ" ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻗﻴﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ﻭﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﻘﺒـﻭل ﺍﻷﺘـﺭﺍﻙ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ ﻭﺍﻷﺫﺭﺒﻴـﻴﻥ‬ ‫ﻭﺍﻷﻭﺯﺒﺎﻜﻴﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺒﻭﺴﻨﻴﻴﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺴﻭﺍﺀ)٥٦(.‬
  • 87.
    ‫ﻭﻗﺩ ﻋ ‪‬ﻑﺃﻭﺯﺍل ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻗﺎﺌﻼ: ﻋﻨـﺩﻤﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻨﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﻭﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺩﺭﻴـﺎﺘﻴﻜﻲ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻨﻜﺘﺸﻑ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻴﺸـﻜﻠﻪ‬ ‫ﻭﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻜﺎﻥ "ﻋﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ" ﻤﺴـﻠﻤﻭﻥ ﻭﻨـﺎﻁﻘﻭﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻭﻴﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓـﻲ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺃﺘﺭﺍﻙ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﻭﻻ ﻴﺯﺍﻟﻭﻥ‬ ‫ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﺘﺭﺍﻜﺎ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻭﺘﻌﻴﺵ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺃﻟﺒﺎﻨﻴﺎ ﻭﻜﻭﺴﻭﻓﺎ ﻭﻤﻘﺩﻭﻨﻴﺎ)٦٦(.‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺭﺤﻴل ﺃﻭﺯﺍل ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺊ ﻋﺎﻡ ٣٩٩١ﻡ ﻗﺩ ﺃﺴﻘﻁ‬ ‫ﺨﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺴ ‪‬ﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺨﻴﺎﺭ ﺤـﺯﺏ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺃﻭ ﻁﺭﺡ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل".‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺤﻁﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل" ﻜﻁﺭﺡ ﻟﻠﺭﻓﺎﻩ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻓﻠﻘﺩ ﺒﺩﺍ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺠﺒﻬﺔ‬ ‫"ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻋﻅﻡ" ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻨﺴﻴﺏ ﻓﺎﻀل، ﺜﻡ ﻗﺎﻡ ﺒﺘﺄﺴﻴﺱ ﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﺎﻡ ٠٧٩١ﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻏﻠﻕ ﺒﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٧٩١ﻡ ﺃﺴﺱ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺤﺯﺏ "ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ"، ﺜﻡ‬ ‫ﺘﺨﻠﻰ ﻋﺎﻡ ٢٧٩١ﻡ ﻋﻥ ﺃﺴﺘﺎﺫﻩ ﻨﺴـﻴﺏ ﻓﺎﻀـل ﻤﻌﺘﺒـ ‪‬ﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﺭ‬
  • 88.
    ‫ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻻ ﺘﺴﻤﺢﺒﺘﺒﻨﻲ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻋﻅـﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﺭﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻟﺘﻜـﻭﻴﻥ ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺤﺯﺏ "ﺍﻟﺴـﻼﻤﺔ ﺍﻟـﻭﻁﻨﻲ"‬ ‫ﺨﻭﺽ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻋـﺎﻤﻲ ٣٧ ﻭ ٧٧٩١ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺸـﺎﺭﻜﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻻﺌﺘﻼﻓﻴﺔ ﺨﻼل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻋﺘﻤﺎ ‪‬ﺍ ﻋﻠـﻰ ﺨﻁـﺎﺏ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻀﺩ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻀﺩ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻴﺅﻴﺩ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺜﻘﻴـل‬ ‫ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴـﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻼﺏ ﻋﺎﻡ ٠٨٩١ﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺃﺴـﺒﺎﺒﻪ‬ ‫ﻋﻘﺏ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻟﻤﻬﺭﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﺱ، ﺠﺭﻯ ﺤﻅﺭ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺴﺠﻥ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ. ﺜﻡ ﻤﻊ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃ ‪‬ﺱ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻋﺎﻡ ٣٨٩١ﻡ ﻭﺘﻭﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﻅﺭ ﻋﻥ ﻨﺸﺎﻁﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﺎﻡ ٧٨٩١ﻡ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻅل ﻴﺩﻴﺭﻩ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻏﻴﺭ‬ ‫ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻷﺭﺒﻊ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻭﺠﺎﺀ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ‬ ‫ﻋﺎﻡ ﻫﻭ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل"، ﻭﻫﻲ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ "ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ" ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺭﺩ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻥ ﻭﺜﺎﺌﻘﻪ ﻭﺃﺩﺒﻴﺎﺘﻪ ﺒﺴﺒﺏ‬ ‫ﻤﺎ ﻴﻔﺭﻀﻪ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻤـﻥ ﺤﻅـﺭ ﺍﻟﻨﺸـﺎﻁﺎﺕ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ)٧٦(. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﻨـﺩﺱ ﺍﻷﻭل ﻟﻁـﺭﺡ "ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬
  • 89.
    ‫ﺍﻟﻌﺎﺩل" ﻫﻭ ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﺭﺓ ﻏﻭﻟﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴـﺘﻔﺎﺩ ﻜﺜﻴـ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺭﻓﺎﻫﻴﺎﻥ ﺁﺨﺭﺍﻥ ﻫﻤﺎ ﺩ. ﻋﺎﺭﻑ ﺃﺭﺼـﻭﻱ‬ ‫ﻭﺩ. ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻗﺩﻴﻤﻴﺭ.‬ ‫ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﺒﺄﻨﻪ: "ﻨﻅﺎﻡ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻻ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ". ﻭﻴﺸﺭﺡ ﺫﻟﻙ ﻏﻭﻟﺔ ﻗﺎﺌﻼ: ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻅﺭﺘﺎﻥ:‬ ‫ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻘﻭﻱ ﻭﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ، ﺍﻟﻘﻭﻱ ﻴﺴﻭﺩ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﻤﺤﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ، ﻭﻤﻘﺎﺒل ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺼﻴﻐﺔ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻘـﻭﻱ ﻫﻨـﺎﻙ ﻨﻅـﺭﺓ ﺍﻟﺭﺴـﺎﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ. ﻭﻫـﺫﺍ‬ ‫ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻅﺎﻤﻴﻥ؛ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰﺍﻟﻘـﻭﺓ ﻭﺍﻻﺤﺘﻜـﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ، ﻭﺍﻵﺨـﺭ ﻴﺴـﺘﻨﺩ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺤـﻕ ﻭﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ)٨٦(.‬ ‫ﻭﺘﻤﺜل ﺇﺤﺩﻯ ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻓﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺘﺨﺘﻠـﻑ‬ ‫ﺠﻭﻫﺭ ‪‬ﺎ ﻋﻥ ﻨﻅﻴﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ، ﻓﺎﻷﺨﻴﺭﺓ ﻫﻲ ﻓﺼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﻭﻋﺩﻡ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺸـﺌﻭﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴـﺔ، ﻭﻻ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴـﺔ‬ ‫ﺒﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺩﺴـﺘﻭﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺘﻤﺎﺭﺱ ﺤﻅـﺭﺍ ﻋﻠـﻰ‬ ‫‪‬‬
  • 90.
    ‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﺒلﺇﻨﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻘﻤﻌﻲ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﻟﻺﺴﻼﻡ)٩٦(.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺃﻫﻡ ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻓﻬﻲ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ‬ ‫ﺒﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻓﻔـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻻ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻤﺠـﺭﺩ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ ﺩﻭﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺘﺠﺭﻱ ﻜل ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ، ﻻ ﻨﻅﺎ ‪‬ﺎ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭﻴﺔ، ﺒـل‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺌﺘﻼﻓﺎ ﻭﻁﻨ ‪‬ﺎ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻜﻤـﺎ ﻴﻌﺘـﺭﻑ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒﺤﻕ ﺍﻟـ ٩٩ ﻓﺭ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺃﺼل ﻤﺎﺌﺔ. ﻭﻴﻘﻭل ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ: "ﻴﺠﺏ ﺃﻥ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻻ ﻨﻨﺴﻰ ﺃﺒ ‪‬ﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﺴﻁﺔ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻏﺎﻴﺔ، ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻫﻲ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻓﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﻓﻼﻨﺎ،‬ ‫ﻭﺫﺍﻙ ﺁﺨﺭ، ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻓﻼ ﺘﺒﻘـﻰ‬ ‫ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻨﻬﺎ)٠٧(.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل – ﻜﻤﺎ‬ ‫ﺃﻭﻀﺢ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ – ﻨﻅﺎﻡ ﻻ ﺭﺒﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻀـﺭﺍﺌﺏ ﻅﺎﻟﻤـﺔ ﻭﻻ‬ ‫ﺼﻙ ﻨﻘﻭﺩ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺭﺼﻴﺩ، ﺘﻤﻨﺢ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻘـﺭﻭﺽ ﺒﺼـﻭﺭﺓ‬ ‫ﻋﺎﺩﻟﺔ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻭﺘـﻨﺨﻔﺽ ﺍﻷﺴـﻌﺎﺭ ﻭﺘـﺯﺩﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ، ﻭﻴﺘﻀﺎﻋﻑ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﺜﺎل، ﻭﺘﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺃﻗﻭﺍﻫﺎ)١٧(.‬
  • 91.
    ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﺩل، ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﺘﻀﻤﻥ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻴﺤﺩﺩ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﻓﻲ: ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻜل ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﻤﻨﻅﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‬ ‫)٢٧(‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ "ﺍﻟﻴﻭﻨﺴﻜﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ"‬ ‫ﻭﺤﺩﺓ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ "ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ".‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﺩل" ﺨـﺎﺽ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ٤٨٩١ ﻭ ٧٨٩١ﻡ ﻭﻟﻡ ﻴﺤﻘﻕ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟــ‬ ‫٠١% ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻫﻠﻪ ﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ. ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺒـﺄﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻜﺎﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺩﻴﻤﺎﺠﻭﺠﻴـﺔ ﻤـﻥ ﻗـﺩﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺒﻪ. ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨـﻪ ﻜـﺎﻥ ﺫﺍ ﻤﻨﺤـﻰ‬ ‫ﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻲ ﻭﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻐﺭﺏ؛ ﺇﺫ ﻴﻜﺸﻑ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻋﻥ "ﺤﻤـﻰ ﺍﻟﺘﻭﺠـﻪ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭﺨﻠﻕ ﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﻠﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤـﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﺫﻱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ".‬ ‫ﺘﺠﺎﻭ ‪‬ﺍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ، ﺩﺨل ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٩١ﻡ ﻓﻲ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺃﺴﻤﺎﻩ "ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ" ﻤﻊ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ،‬ ‫ﻭﺤﻘﻕ ﺒﻪ ﻨﺴﺒﺔ ٧١% ﻤﻥ ﺍﻷﺼـﻭﺍﺕ. ﻟﻘـﺩ ﺘﺒﻨـﻰ ﺍﻟﺭﻓـﺎﻩ‬
  • 92.
    ‫ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺸﻌﺒﻴﺔﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺭﺘﻜـﺯ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺼـﻠﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺒﻤﻔـﺭﺩﺍﺕ ﺇﺴـﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻤﺴﺘﻔﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺨﻠﻬﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺃﻭﺯﺍل.‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﺍﺴﺘﻬﺩﻓﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﺇﺩﺨﺎل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻤﻜﻭﻥ ﺭﺌﻴﺴﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺤﺘﻰ ﺇﻥ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﺴﻪ ﺃﻭﺯﺍل‬ ‫ﻟﻡ ﻴﺨﻑ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎﺘﻪ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺩﻴﺔ)٣٧(.‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺩﺨل ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ٥٩٩١ﻡ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ‬ ‫ﻁﻭﺭ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺃﻜﺜﺭ ﻟﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ‬ ‫ﻭﺍﻀﺢ. ﻓﺎﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻴﺘﺼﻭﺭﻩ ﺍﻟـﺒﻌﺽ، ﻟـﻴﺱ‬ ‫ﺤﺯ ‪‬ﺎ ﺃﺼﻭﻟ ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﺴﻠﻔﻴﺎ ﻭﺫﻟـﻙ ﻤـﺎ ﻴﻤﻴـﺯﻩ ﻋـﻥ ﺍﻷﺤـﺯﺍﺏ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ. ﻓﻔـﻲ‬ ‫ﺍﺴﺘﻁﻼﻉ ﻟﻠﺭﺃﻱ ُﺠﺭﻱ ﻋﺎﻡ ٦٩٩١ﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ١٤% ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺼﻭﺘﻭﺍ ﻟﻠﺭﻓﺎﻩ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﻭﻥ، ﻭﺃﻥ ١٧% ﺃﻋﺭﺒـﻭﺍ ﻋـﻥ ﺜﻘـﺘﻬﻡ‬ ‫ﺒﺎﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴـﻪ ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ – ﺒﻌﻜﺱ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﻻ ﻴﻀﻊ‬ ‫ﻤﻁﻠﺏ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺃﻭﻟﻭﻴﺎﺘـﻪ،‬ ‫ﺃﺨ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺠﺫﺭﺕ‬ ‫ﺫ‬
  • 93.
    ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﻟﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻭﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺭﺏ، ﻭﻴﺒﺸﺭ ﺒﺎﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﻓﻲ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺃﻭ ﻗﺎﻟﺏ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻲ؛ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺘﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻐﺭﺏ. ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻋﻥ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫ﺒﺸﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﻹﺨﻭﺍﻨﻲ ﻭﺍﻷﺼﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﻁﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ، ﻭﻋـﻥ‬ ‫ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺒﻨﻤﺎﺫﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺤﺯﺏ ﺍﷲ ﻭﺠﻤﺎﻋﺔ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻗﺒﻼﻥ)٤٧(.‬ ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻁﺭﺡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻴﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺩﻋﻭﺘﻪ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻭﺤـﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻨﺼﺭﻱ ﺍﻷﻤﺔ "ﺍﻟﺘﺭﻙ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ" ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺯﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ)٥٧(. ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺩﺨﻠـﻪ ﺇﻟـﻰ ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻸﻜﺭﺍﺩ ﺒﻬﻭﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﻤﻨﺤﻬﻡ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻨﺸـﺎﺀ‬ ‫ﻤﺤﻁﺔ ﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ، ﻭﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺩﺍﺭﺴﻬﻡ، ﻭﺘﺄﻴﻴﺩ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺩﻴﻤﻴﺭل ﺒﻤﻨﺤﻬﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ؛ ﻟﻴﺼﺒﺤﻭﺍ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺱ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﻫﻭﻴﺘﻬﻡ، ﻭﺩﻋﻭﺓ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻟﻠﻌـﻭﺩﺓ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻜﻭﻫﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﻭﺼـﺭﻑ‬
  • 94.
    ‫ﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﻟﻬﻡ ﻹﺼﻼﺤﻬﺎ،ﻭﺭﻓﻊ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﺘﺩﺭﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻋﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺒﺈﻨﻌـﺎﺵ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻘﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻭﻗﻑ ﺃﻨﺸـﻁﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﺩﺍﺨل ﺘﺭﻜﻴﺎ)٦٧(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻨﺠﺢ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺒﻁﺭﺤﻪ ﻜـﻼ ﻤـﻥ ﻓﻜـﺭﺓ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ ٥٩٩١ﻡ ﺒﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫١٢% ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺤﺯﺏ ﺍﻷﻜﺜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﻤﺘﻘﺩﻤﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻠـﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻘﻕ ٩١%، ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟـﻭﻁﻥ ﺍﻷﻡ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺼل ﻋﻠﻰ ٨١%، ﻭﻟﻴﺼﺒﺢ ﺸﺭﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﺌﺘﻼﻑ ﺤﻜﻭﻤﻲ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻜﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ – ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﻫﻡ – ﺯﻋﻴﻤﻪ ﺃﻭل‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺴﻘﻁ‬ ‫ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﺠﻴﺵ، ﺒﻌﺩ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺤﻘﻕ ﺃ ‪‬ﺎ ﻤﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﻜﺭﺘﻴﻪ. ﻓﻘﺩ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺤﺯﺒﻪ ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻫﻤﺎ ﺇﺩﺨـﺎل‬ ‫ﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺠﺫﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺇﻻ‬ ‫ﺒﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺘﺎﻨﺴﻭ ﺘﺸﻴﻠﺭ ﻭﺤﺯﺒﻬﺎ، ﻭﺍﻷﻫـﻡ ﻤـﻥ ﺫﻟـﻙ ﻤﻭﺍﻓﻘـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺒﺸﻘﻴﻬﺎ ﻴﺼـﻌﺏ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬـﺎ‬ ‫ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ)٧٧(:‬
  • 95.
    ‫١- ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ﻭﺯﻋﻴﻤـﻪ‬ ‫ﺘﺸﻴﻠﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺇﺒﺎﻥ ﺭﺌﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻴﻥ ٣٩٩١ ﻭ ٥٩٩١ﻡ ﻭﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺒﺈﻁﻼﻕ ﻴﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ.‬ ‫٢- ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻤﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﺸﺩﺩ ﺩﺍﺨل ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘـﻭﻴﻡ‬ ‫ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ ﺒﻌﺩﻤﺎ ﺍﻨﻀﻡ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٢٩٩١ﻡ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﻤﺘﻘﺎﻋﺩ‬ ‫"ﺩﻭﻏﺎﻥ ﺠﻭﺭﻴﺵ" ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻟﻠﺠـﻴﺵ ﺤﺘـﻰ‬ ‫ﺃﻏﺴﻁﺱ ٤٩٩١ﻡ.‬ ‫٣- ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﺤﻴﻴﺩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋـﻥ‬ ‫ﺃﻱ ﺘﻁﻭﺭ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻀﺨﻡ، ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺘﻌـﺩﻴل ﺍﻟﻤﻭﻗـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻬـﺫﻴﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻅﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﺢ ﻟﻪ‬ ‫ﺇﻻ ﻤﺭﻜ ‪‬ﺍ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻫﺸﺎ ﺭﻏﻡ ﺭﺌﺎﺴﺘﻪ ﻟﻠـﻭﺯﺭﺍﺀ، ﻓﻘـﺩ ﺤـﺎﻭل‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺴﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘـﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘـﻲ‬
  • 96.
    ‫ﺘﻌﻴﺩ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ )ﻨﺴﺒ‪‬ﺎ( ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺼـﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﻠـﺒﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫)ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ(، ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، ﻭﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴـﺎﺠﺩ،‬ ‫ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒـﺄﺩﺍﺀ ﻓﺭﻴﻀـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺩﻓ ‪‬ـﺎ ﻟﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻟﺼـﺤﻭﺓ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺽ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ، ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺵ، ﻭﻋﺒﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﻤﺘﺭﺒﺼﺔ ﻟﻜل ﻗﺭﺍﺭ ﻴﺼﺩﺭﻩ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻓﺤﺎﻭﻟـﺕ ﻨﻘـﺽ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ، ﺜـﻡ ﺩﺨﻠـﺕ‬ ‫ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻭﺜﺏ ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺤﻜﻤﻪ، ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺩﻓﻌـﻪ ﻻﺴﺘﺼـﺩﺍﺭ‬ ‫ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻀﺩ ﻤﺒﺎﺩﺌﻪ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ﻭﺘﻤﺜل ﺴﺤﺒﺎ ﻤﻥ ﺭﺼﻴﺩ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻓﻌ ﹰ، ﻤﻤﺎ ﻋﺠل ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ.‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺫﺭﻭﺘﻪ ﺤﻴﻥ ﻗﺩﻡ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﻁﺎﻟﺏ‬ ‫ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻭﻴﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺠﻠـﻭﺩ ﺍﻷﻀـﺎﺤﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﻤﺴﻠﻤﻭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜل ﻋﺎﻡ، ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻤﺴﺠﺩ ﺒﺤﻲ ﺘﻘﺴـﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﺴﻁﻨﺒﻭل، ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ ﺍﻟﺒـﺭﻱ ﺒـﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻴﺴﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺭﺍﻏﺒﻴﻥ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ. ﻭﻗﺩ ﻋﺎﺭﺽ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟـﺏ‬
  • 97.
    ‫ﻁﻴﻠﺔ ﺸﻬﺭ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭﺩﺍﻋ ‪‬ﺎ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻟﻠﺘﺭﺍﺠـﻊ ﻋﻨﻬـﺎ، ﻭﻓـﻲ ٨٢‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٧٩٩١ﻡ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺠﻠﺱ ﺒﻌﻤل ﻫﺠﻭﻡ ﻤﻀﺎﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﺘﻘـﺩﻴﻡ‬ ‫ﻋﺸﺭﻴﻥ ﻤﻁﻠ ‪‬ﺎ ﻷﺭﺒﻜﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﺒﻭﻟﻬـﺎ ﻴﻤﺜـل ﺼـﺩﻤﺔ ﻟﺘﻴـﺎﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ، ﻭﻷﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻭﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻋﺩﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﺎﻟﺯﻱ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻤﻨﺎﻗ ‪‬ﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺨﻴﺎﻨﺔ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻟﻠﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﺤﻭﻴل ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﺨﺭﻴﺞ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﻤﻬﻨﻴﺔ، ﻭﺇﻏﻼﻕ ﻤﺩﺍﺭﺱ‬ ‫ﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ، ﻭﻤﻨﻊ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﺴﺠﺩ ﺘﻘﺴـﻴﻡ)٨٧(.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﻌ ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﺽ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ، ﻭﻴﺭﺍﻭﻍ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺸﻌل ﺃﺯﻤﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻨﺘﻪ ﺇﻻ ﺒﻌـﺩ ﺭﺤﻴـل‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ. ﻭﻓﻲ ﺨﻁﻭﺓ ﻻﺤﻘﺔ ﺘﻡ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺩﺴـﺘﻭﺭﻴﺔ ﻓـﻲ ٦١‬ ‫ﻴﻨﺎﻴﺭ ٨٩٩١ﻡ ﻗﻀﻰ ﺒﺤﻅﺭ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻭﻤﻨﻊ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺴﺒﻌﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﻟﻤـﺩﺓ ﺨﻤـﺱ‬ ‫ﺴﻨﻭﺍﺕ. ﺜﻡ ﻗﺎﻤﺕ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﺇﻨﺫﺍﺭ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ "ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻜﻠﻬﺎ ﻴﻠﻤﺎﻅ" ﻻﺘﺨﺎﺫ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ‬ ‫ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ٠٢ ﻤﺎﺭﺱ ٨٩٩١ﻡ، ﻭﻫـﻭ ﻤـﺎ‬
  • 98.
    ‫ﺃﺫﻋﻥ ﻟﻪ ﻴﻠﻤﺎﻅﺒﺈﺼﺩﺍﺭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻓﻌـﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﺕ)٩٧(:‬ ‫١- ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺁﻟﻴﺔ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺃﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻨﻬـﺎ ﺘـﺩﻋﻡ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻤﻭﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ‬ ‫ﺘﻤﻭﻴل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ.‬ ‫٢- ﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ.‬ ‫٣- ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺒـﺙ ﻤﺤﻁـﺎﺕ ﺍﻹﺫﺍﻋـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻐل ﺍﻟﺩﻴﻥ.‬ ‫٤- ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺘﻅﺎﻫﺭﺍﺕ.‬ ‫٥- ﺘﻐﻠﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ.‬ ‫٦- ﻤﻨﻊ ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼـﻭل ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ﻟـﺭﺌﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ.‬ ‫٧- ﻓﺼل ﺃﻱ ﺸﺭﻁﻲ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺩﺍﺨل‬ ‫ﺴﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ.‬ ‫٨- ﻭﻀﻊ ﻗﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻭﺤﻤل ﺍﻟﺴﻼﺡ.‬
  • 99.
    ‫ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵﻗﺩ ﺍﺴـﺘﻌﺎﺽ ﻋـﻥ ﺍﻻﻨﻘـﻼﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﺎﻨﻘﻼﺏ ﻤﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ،‬ ‫ﻟﻜﻥ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻤﺜل ﺍﻻﻨﻘﻼﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻡ ﻴﺤل ﺍﻷﺯﻤﺔ ﻭﻟﻥ ﻴﺤﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻭ ﻟﻡ ﻴﻨﻪ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﻟﻡ ﻴﺤل ﺍﺯﺩﻭﺍﺠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ، ﺒل ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻓﻘﻁ ﻭﺃﺠل ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫َ‪‬‬ ‫ﻤﺜﻠﻬﺎ.‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫ﺘﻤﻴل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻁﺎ ‪‬ـﺎ ﺜﻘﺎﻓ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺼﺎﻏﺘﻪ ﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺨﻁﺎ ‪‬ﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻤﺤﺩ ‪‬ﺍ، ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻓـﻲ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺼﻴﺎﻏﺘﻪ ﻗﻭﻯ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺘﺘﺸﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻁـﺭﺡ‬ ‫ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺘﻜﺭﻫﺎ ﻗﻭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ، )ﺤﺯﺏ ﺃﻭ ﺠﻤﺎﻋـﺔ(. ﻭﻴﻤﻜـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻭﺴﻁ ﻤﺎ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺭﺤﻬﺎ ﺃﻭﺯﺍل، ﻭﺒﻴﻥ "ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل"‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺤﻪ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺘﺤﻭل ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ‬ ‫ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺼﻴﻐﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻋﺘﺩﺍﻻ ﺘﻌﻠﻥ ﺇﻴﻤﺎﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﹰ‬
  • 100.
    ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺇﻥ ﻋﺎﺭﻀﺕﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﻴﻐﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺍﺴـﺘﻔﺎﺩ ﻤـﻥ ﺘﺠﺭﺒـﺔ ﺃﻭﺯﺍل‬ ‫ﺒﻁﺭﺤﻪ ﻟﻺﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺼﺩ ﺒﻪ ﺍﺤﺘـﻭﺍﺀ ﺍﻹﺴـﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﺒـﻪ ﻴﻤﻨﺤـﻪ ﺍﻟﻘﺎﻋـﺩﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻟﻼﻨﻁﻼﻕ، ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻼﻤﻲ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴـﺭ، ﻭﺍﻷﻓـﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ. ﻭﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻭﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﺒﻘﺩﺭ ﻤـﺎ ﻁـﻭﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﺩل ﺍﻟﺘـﻲ ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﻌـﺎﺩﻱ ﻀـﻤﻨ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻜﻤﺎ ﻁﻭﺭ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻤـﻥ ﻁـﺭﺡ ﺃﻭﺯﺍل‬ ‫ﺼﻴﻐﺔ "ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ" ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒـﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺼﻭﺭﻩ ﺃﻭﺯﺍل ﻤﺭﺘﺒ ﹰﺎ ﺒﺎﻟﺸﻌﻭﺏ‬ ‫ﻁ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻓﺠﺎﺀ ﻁﺭﺡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻨﻁـﺎﻕ ﺃﻭﺴـﻊ‬ ‫ﻭﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ‬ ‫ﻭﺒﺎﻷﺨﺹ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫ﻟﻜﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻜﺨﻁﺎﺏ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺄﻁﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻁـﺭ‬ ‫ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ، ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻗﺼﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ، ﺒل‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﺭﻜﺒﺔ ﻤﻥ ﺭﺅﻯ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﺫﺍﺕ ﻨﺯﻋﺔ ﺇﺴـﻼﻤﻴﺔ‬
  • 101.
    ‫ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺤﺎﻭل ﺒﻌﺙﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ.‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﺘﻤﺤﻭﺭﺕ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺤـﻭل ﺍﻟﻁـﺭﻕ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺸـﺒﻨﺩﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﻴﻥ،‬ ‫ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﺤـﻭل ﺍﻟﺘﺠـﺭﺒﺘﻴﻥ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻴﺘﻴﻥ‬ ‫ﻟﻸﻭﺯﺍﻟﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺒﻁﻭﺭﻴﻬـﺎ: "ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩل" ﺜﻡ "ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ"، ﻭﺍﻷﻫﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻤـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤـﻥ ﺜﻨﺎﺌﻴـﺔ،‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﻁﺭﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﻥ،‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻬﻲ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺼﻴﻐﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ‬ ‫ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺤﺩﺍﺜﺘﻪ، ﻭﺘﺤﻔﻅ ﻟﻠﺤﺩﺍﺜﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺃﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﻋﻤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ.‬ ‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺤﻘﻘـﺕ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺜﻨﺎﺌﻴﺎﺕ ﺜﻼﺙ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻫﻲ:‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ ﻓﻲ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺇﺫ ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤـﺎﻓﻅﻭﻥ ﺍﻟﺠـﺩﺩ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺠﺩل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺸﻜﻼ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﺤﻘل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻭﺫﻟـﻙ ﺒﻤﺭﺍﺠﻌـﺔ‬
  • 102.
    ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﻤﺎﻴﺘﻼﺀﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ.‬ ‫ﻭﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻜﺎﻨـﺕ ﻗـﺩ ﺃﻋﻠﻨـﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﺴﻼﻤﻴﺎﻥ ﻤﺘﺩﻫﻭﺭﺍﻥ ﻭﻤﺘﺨﻠﻔﺎﻥ، ﻓـﺈﻥ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﻴﻥ‬ ‫ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻁﺎﻟﺒﻭﺍ ﺒﺈﺼﻼﺡ ﻤﺎ ﻭﺠﺩﻭﺍ ﺃﻨﻪ ﺇﺭﺙ ﺩﻴﻨﻲ – ﻋﺭﻗـﻲ‬ ‫ﻤﺠﻴﺩ ﻟﻠﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻨﺩﺍﺌﻬﻡ ﺍﻟﺸﻌﺒﻭﻱ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺭ.‬ ‫ﻭﻻ ﺯﺍل ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻴﻭﺍﺼل ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺼﺩﻯ ﺃﻜﺒـﺭ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﻜﻤـﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬـﻭﺭﻱ ﺒﻔﻀـل ﻗﻭﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ)٠٨(.‬ ‫ﻭﻴﺄﻤل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﻓﻲ ﺒﻨـﺎﺀ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻻ ﻴﺘﺤـﺩﺩ‬ ‫ﺍﻟﻭﻻﺀ ﻟﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺃﻴ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸـﺘﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠـﻕ‬ ‫ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ.‬ ‫ﻭﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴـﻑ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺠﻬﺎﻥ)١٨(؛ ﻭﺠﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﺽ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﻋﺜﻤـﺎﻨﻲ ﻴﺼـﻭﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻬﺩ ﺼﻨﻌﻪ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ، ﻭﻭﺠـﻪ ﻴﺘﻁﻠـﻊ ﺇﻟـﻰ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻜﻤﺼﻨﻌﺔ ﻭﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴـﺕ ﺒﺎﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ ﻤﺩﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ.‬
  • 103.
    ‫ﻭﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤـﺕ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻴﺭﻨﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﺍﻟﺠـﺩﺩ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺠﻌل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﻗﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺇﻨﺠـﺎ ‪‬ﺍ ﺒﻁﻭﻟ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻟﻸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ)١٨(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ، ﻓﻲ ﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ،‬ ‫ﺍﻟ ـﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺭﺍﺤ ـل ﺃﻭﺯﺍل ﺒﻘﻭﻟ ـﻪ "ﻴﻤﻜ ـﻥ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺠ ـﺎﻭﺯ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻤﺜﻠﻤـﺎ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ، ﺤﻴـﺙ ﺇﻥ ﺃﻗـﻭﻯ‬ ‫ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻓﺎﻟﺩﻴﻥ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻟﻑ ﺒﻴﻥ ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﻭﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ، ﻭﻫﻭ ﺍﻟـﺭﺍﺒﻁ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ‪‬ﻤ ﱢﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻴﺵ ﻭﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺒـﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠـﻑ‬ ‫ﻴﻜ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ. ﻓﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀـﺎﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﻠ ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻋﻜﺱ ﺫﻟﻙ)٢٨(.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻫﻭ ﺘﺘﺭﻴﻙ ﺍﻹﺴﻼﻡ،‬ ‫ﻭﺃﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻭﻴﺘﺤﻘﻕ ﺫﻟﻙ ﻋﻤﻠ ‪‬ﺎ ﺒﻭﻀﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻴﺘﺒـﺩﻯ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻋﻠﻨﻪ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺼﺭﺡ ﺒﻘﻭﻟﻪ: ﺇﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺤـﺯﺏ‬
  • 104.
    ‫ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻫﻭ ﺨﻠﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻌﻅﻤـﻰ ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﻓﻌل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ)٣٨(.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ: ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺩﻭﺭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ‬ ‫ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻓﻤﻊ ﺘﻭﺍﺼـل ﺍﻟﺼـﻌﻭﺩ ﺍﻟﺘـﺩﺭﻴﺠﻲ ﻟﻠﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭﺍﻟـﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ. ﻭﺘﻠﻌـﺏ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺩﻭ ‪‬ﺍ ﻤﺤﻭﺭ ‪‬ﺎ ﻓـﻲ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅـﺭ ﻓـﻲ ﺍﻹﺭﺙ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ ﻭﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺼﺩﻋﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋـﺩﺓ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺎﺘﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ،‬ ‫ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻬﻤﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ ﺍﻟﻨﻭﺭﺴﻴﻭﻥ ﻤﺜل ﻓـﺘﺢ ﺍﷲ‬ ‫ﻏﻭﻻﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻨﺠﺎ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﻤلﺀ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻭﻀﻊ ﺼـﻴﻐﺔ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒـﺔ ﺒﺎﺴـﺘﻌﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺒﻁﺭﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ)٨٤(.‬
  • 105.
    ‫ﺇﺫﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﹸﺠ ‪‬ﺩ ﻨﺯﻭ ‪‬ﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺘ ﺴ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻌﺩ ﻓﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻨﺨﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.‬ ‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺤﺭﻜﻬﺎ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﻌﻤل ﻜﺸﻜل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻨﻀﺎل ﻤﻥ ﺃﺠل‬ ‫ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﻭﺸـﻌﺒﻭﻱ ﻴﻬـﺩﻑ ﺇﻟـﻰ ﻓـﺘﺢ‬ ‫ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺃﻭﺴﻊ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸـﺔ.‬ ‫ﺒﺘﻌﺒﻴﺭ ﺁﺨﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺨﻠـﻕ ﻓﻀـﺎﺀﺍﺕ ﺒﺩﻴﻠـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ)٥٨(. ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﺤﺴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﻜﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺇﻨﻤـﺎ‬ ‫ﺘﻤﺜل ﻨﺯﻋﺔ ﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﺠﺭﺩ ﻨﺯﻋـﺔ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻓﻬﻲ ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﺼـﻭﺭ‬ ‫ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﻨﻤﻁ ﺘﻭﺠﻬﻬـﺎ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ، ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ ﻤﻔﻬـﻭﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻤﻠﻪ ﻟﻔـﻅ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ" ﻤـﻥ ﺘـﺭﺍﺙ‬ ‫ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻱ ﻁﻭﻴل ﻴﺜﻴﺭ ﻟﺩﻯ ﺍﻟـﺒﻌﺽ، ﻭﻟﻠﻭﻫﻠـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ،‬
  • 106.
    ‫ﻫﻭﺍﺠﺱ ﻜﺜﻴﺭﺓ؛ ﺤﻴﺙﺇﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻜﺎﻨـﺕ ﺒﺎﻷﺴـﺎﺱ‬ ‫ﻨﺯﻋﺔ ﺘﻭﺤﻴﺩﻴﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﻤﺎﺝ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺘﺒﺩﻭ‬ ‫ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻓﻜﺭﺓ ﺭﺠﻌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺒﻌﻴﺩ.‬ ‫ﻓﺜﻤﺔ ﺭﺃﻱ ﺸﺎﺌﻊ ﻴﺘﻤﺤﻭﺭ ﺤـﻭل ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌـل ﺍﻟﺴـﻠﺒﻲ‬ ‫ﻟﺠﻴﺭﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺘﺠﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻭﻴﺅﻜﺩ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻻ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻻ ﻫـﻲ‬ ‫ﺘﻭﻓﺭ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻨﺘﻘـﺎﺩﺍﺕ ﻟﻔﺭﻴـﻕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺒﺭﻴ ‪‬ﺍ ﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﻭﺴﻌﻴﺔ ﻭﻋﺩﻭﺍﻨﻴﺔ)٦٨(. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺘﺤﺕ ﻭﻁـﺄﺓ ﻫـﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﻘـﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﻬﻭﺍﺠﺱ ﺘﻨﻔﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﻨﻔﺴـﻬﺎ‬ ‫ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻤ ‪‬ﺯﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ، ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺘﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ)٧٨(:‬ ‫١- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ ﻟﻠﻘﻭﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻭﻟﻼﻋﺘـﺩﺍل‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻟﻠﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ.‬ ‫٢- ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻠﻘـﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﻗـﺎﺯ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ.‬ ‫٣- ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ.‬
  • 107.
    ‫ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻓﻲﻀﻭﺀ ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﻫـﺩﺍﻑ ﻻ ﺘﺴـﻌﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻻ ﺘﻜـﻭﻴﻥ ﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻋﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﻅﻤﻰ ﻤﻭﺤﺩﺓ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺨﻠﻕ ﺇﺤﺴﺎﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺸـﺘﺭﻙ ﻓـﻲ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.‬ ‫ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﻤﻨﺩﺭﻴﺱ ﺒﻘﻭﻟـﻪ: "ﺇﻥ ﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻻ ﺘﺘﻭﺍﻓـﻕ ﻤـﻊ ﺍﻟﺤﻘـﺎﺌﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻨﺤﻥ ﻻ ﻨﻘﺼـﺩ ﺃﻥ ﻨﻐﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ، ﺇﻻ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺠﺎﻫل ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﻭﺍﻷﻭﺍﺼﺭ‬ ‫ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ")٨٨(.‬ ‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻓﺭﺼﺔ‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل: ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ )ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ( ﺩﺍﺨل‬ ‫ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ. ﻭﺍﻵﺨـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﻤﻊ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﻤـﺎ ﻴﺘﺠـﺎﻭﺯ‬ ‫ﺤﺩﻭﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻨﻔﺴـﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻌﺩ ﻨﻤﻭﺫ ‪‬ﺎ ﻨﻅﺭ ‪‬ـﺎ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻴﺵ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺒﺭ ﻟﻬـﺫﻩ‬
  • 108.
    ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻫﻭ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻴﻤﺜـل ﻋﻨـﺩ‬ ‫ﺭﺴﻭﺨﻪ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺩﺍﺨل،‬ ‫ﻭﺃﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻴ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻀ‬
  • 109.
    ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ﻴﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺤﻭل ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺒﺭﻭﺯ‬ ‫ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫ﻭﻴﻘﻭﻡ ﻤﻨﻁﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﺃﺴﺎﺴـﻲ ﻫـﻭ ﺃﻥ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻴﺼﺎﺤﺒﻪ، ﻭﻻ ﺸﻙ، ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻌﺭﻴﻑ‬ ‫ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻭﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ‬ ‫ﻅل ﺍﻟﺠﺩل ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺴﺘﻌ ‪‬ﺍ ﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻴﺘﻨﺎﺯﻋﻪ ﺘﻴﺎﺭﺍﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﻥ، ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﻭﻀـﻊ ﺘﺠـﺎﺫﺏ‬ ‫ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻲ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺠﺩل ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺒﻌﺩ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻥ ﻴﺘﻭﻗـﻑ‬ ‫ﻗﺭﻴ ‪‬ﺎ، ﻓﺈﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﺒ‬
  • 110.
    ‫ﻟﻡ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺘﻤﺎ‪‬ﺎ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻥ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻗﺎﻁﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ.‬ ‫ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺼﺩﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﻴﺙ‬ ‫ﻴﺘﻤﺭﻜﺯ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻤﻨﺫ‬ ‫ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﻀﻊ ﻗﻠﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻜﺂﺨﺭ ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻟﻠﺤﺎﻀﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل، ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤـﻭل‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ.‬ ‫ﻭﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺃﻥ ﻴﺭﺼﺩﻫﺎ‬ ‫ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻟﻤﻭﻗـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺘـﺭﺩﻱ ﺍﻹﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ، ﺤﻴـﺙ‬ ‫ﺍﻨﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻟﻠﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ‬ ‫ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺸﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﻭﻫﻭ ﺍﻨﺩﻓﺎﻉ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭﻩ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻗﻁـﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻨﺨﺒﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ‬ ‫ﺘﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ،‬ ‫ﺭﺒﻤﺎ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﺘﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ‬
  • 111.
    ‫ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ. ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﻭﻗﻑ ﻟﻨﺘﺄﻤل ﻗﻠـﻴﻼ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻋﺒﺭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﻭﻫﺭ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﺩل ﺤﻭل ﺍﻟﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ:‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:א‬ ‫ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﻗﻭﻯ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻭﻓﻲ ﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻷﻤﺩ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ، ﻭﻫﻭ ﻤﺠﻤل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ، ﻭﺇﻥ ﺘﻤﻴـﺯﺕ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ. ﻭﻜﻤﺎ ﺴﻠﻑ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻘﺩ ﺘﻤﺜﻠﺕ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻤﺘـﺩﺍ ‪‬ﺍ ﻟﻶﺨـﺭ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﻫـﻭ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻷﻁﻠﺴـﻴﺔ ﺜـﻡ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﻜﻤﺎ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺩﺍﺨل ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻓـﻲ ﺍﻻﻨﺘﻘـﺎل‬ ‫ﺒﺘﻔﺎﺼﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤـل‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌـﺩﺍﺀ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻴﺵ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴـﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﺒﺩﻭﺍﻓﻊ ﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﻻ ﻴﺤﻜﻤﻬﺎ ﺇﻁﺎﺭ ﻨﻅـﺭﻱ‬ ‫ﺠﺩﻴﺩ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻭﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻭﺠﻪ ﺨﺎﺹ.‬
  • 112.
    ‫ﺃ- ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭﺓ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ:‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻤﺘﺼﻭ ‪‬ﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﻤﻭﻗﻑ ﺘﺭﻜﻲ ﻤﺅﺜﺭ ﺇﺒﺎﻨﻬﺎ ‪‬ﻭ ِﺱ ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻔﻀـﺎﺀ‬ ‫ﻤ ﺭ‬ ‫ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﻭﺍﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﻋﻤﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺤﻭل ﺍﻟﺸـﺭﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻭﻨﻴﺔ، ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﺼﻭ ‪‬ﺍ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺴﻭﻑ ﺘﺸﻬﺩ ﺘﻘﺎﺭ ‪‬ﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﻜﻡ ﻤﻥ ﻗﻭﺓ ﺃﺴﺱ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﺭﺴﻴﺨﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺤﺩﺙ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻫﻭ ﺘﺤﺭﻙ ﺘﺭﻜﻴﺎ "ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ" ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻨﻘـﺽ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺱ ﻭﻟﻴﺱ ﺘﺭﺴﻴﺨﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﻔﺎﻋﻠﻬـﺎ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺜﻡ ﻤﺸـﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻠﺘﺒﺴﺔ ﺒﻬﻤﺎ ﻤ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻓﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘـﺩﺨل ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻨـﺫ ﺒﺩﺍﻴـﺔ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٢٩٩١ﻡ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﺭﺍﻍ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ. ﻭﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٥٩٩١ﻡ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﻘﻭﺓ ﻗﻭﺍﻤﻬﺎ ٥٣ ﺃﻟﻑ ﺠﻨﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻤﻨﻊ ﺘﺴﻠل ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻜﻤﺎ ﺘﻜﺭﺭﺕ ﻤﻨـﺫ ﺫﻟـﻙ‬
  • 113.
    ‫ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﻌﻠﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁـﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺴـﺎﺨﻨﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺘﻤﺭﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺨـﺫﻭﻥ ﻤـﻥ ﺸـﻤﺎل‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻼ ﹰﺍ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩﻫﻡ.‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻗﻴـﺎﻡ ﺍﻟﻁـﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺒﻘﺼﻑ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ‬ ‫ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤـﻥ ﺇﺠـﺭﺍﺀ‬ ‫ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻋﺎﺠﻠﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗـﺭﻯ‬ ‫ﻭﻤﺩﻥ ﻋﺭﺍﻗﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺫﺭﻭﺘﻬﺎ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺍﺴـﺘﻐﻼل‬ ‫ﺃﺠﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ ﻓـﻲ ﺴـﺒﺘﻤﺒﺭ ٦٩٩١ﻡ‬ ‫ﻟﺘﻤﺭﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺃﻤﻨﻴـﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺒﻌﻤـﻕ‬ ‫٠٢ﻜﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻟﻤﻨـﻊ ﺘﺴـﻠل‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻤﺭﺩﻴﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﻫـﻭ ﺍﻟﻤﺸـﺭﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻭﺒل ﺒﺎﻋﺘﺭﺍﺽ ﺸﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻨـﻪ‬ ‫ﻭﺠﺩ ﺴﺒﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ)٩٨(.‬ ‫ﻴﺤﺩﺙ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺭﻏﻡ ﺘﻭﺍﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﺔ ﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺨﺸﻴﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻜﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺸﻤﺎﻟﻪ ﺘﻤﺜل ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻫﻭ‬
  • 114.
    ‫ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻓﻌﻬﺎﻤﺜﻼ ﻟﺭﻓﺽ ﺘﻭﺠﻴـﻪ ﻀـﺭﺒﺔ ﻋﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴـﺭ ٨٩٩١ﻡ ﻭﺍﻋﺘـﺫﺍﺭﻫﺎ ﻟﻠﻭﻻﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺇﻨﺠﻴﺭﻟﻙ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ)٠٩(. ﻭﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﻴﻥ ﺘـﺩﺨل‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﻭﺍﻟﺤﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺘﻘﺴـﻴﻤﻪ، ﻴـﺫﻜﺭ‬ ‫ﺃﺤﺩ ﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤـل‬ ‫ﺃﻥ ﺘﺘﺠﺎﻫل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﺎ ﻟـﻡ‬ ‫ﻴﺘﻡ ﺘﻁﺒﻴﻊ ﻜﺎﻤل ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻭﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠـﻴﺵ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻴﻪ)١٩(.‬ ‫ﻭﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻤﻘﺘﻀـﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼـﺎﻟﺢ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺃﺜﺎﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﻤـﻊ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺤﻭل ﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ. ﻭﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ‬ ‫ﻫﻲ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺜـﻭﺭ‬ ‫ﻭﺘﻬﺩﺃ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻭﻋﻠـﻰ ﺭﺃﺴـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺩ ﺩﺃﺒﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺴـﻭﺭﻴﺎ ﺒـﺩﻋﻡ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻭﺇﻴﻭﺍﺀ ﺯﻋﻴﻤﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﻭﺠﻼﻥ ﻗﺒل‬ ‫ﺇﺭﻏﺎﻤﻬﺎ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺠﻼﺌﻪ ﺤﻴﺙ ﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﻜﻴﻨﻴـﺎ ﻭﻗـﺒﺽ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﻤﻌﻘﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩.‬
  • 115.
    ‫ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﻡﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺘﺨﺯﻴﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﻤلﺀ ﺴﺩ ﺃﺘـﺎﺘﻭﺭﻙ‬ ‫ﻓﻲ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٠٩٩١ﻡ ﻭﺤﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻋﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ‬ ‫ﻟﻤﺩﺓ ﺸﻬﺭ ﻜﺎﻤل ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺜﺎﺭ ﻗﻠﻕ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻅل ﻭﺠﻭﺩ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺤﻠﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺕ ﻋﺎﻡ ٠٣٩١ﻡ ﻭﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل‬ ‫٧٨٩١ﻡ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻬﺩﺕ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﻤﻌﺩل ﺘﺩﻓﻕ ﻟﻠﻔﺭﺍﺕ ﻴﺒﻠﻎ ٠٠٥ﻡ٣ ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻤﻘﺎﺒل ﺘﻌﻬﺩ ﺴﻭﺭﻱ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﺘـﺄﻤﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ)٢٩(.‬ ‫ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺒﻴﻥ ﻤﺸﻜﻠﺘﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﻟﻜﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ "ﺠﺎﺏ" ﺃﻭ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻗﻲ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﺩﺭ ﺘﻜﻠﻔﺘﻪ‬ ‫ﺒﻨﺤﻭ ١٣ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻴﻀﻡ ٣١ ﻤﺸﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻤﺨﺘﻠ ﹰﺎ ﻷﻏﺭﺍﺽ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺍﻟﺭﻱ ﻭﺘﻭﻟﻴﺩ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﺒﺩﺃ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻋﺎﻡ ١٨٩١ﻡ)٣٩(. ﻓﻠﻘﺩ ﹸﻅـﺭ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺘﻀﻡ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻤـﻥ ﺍﻷﺭﻤـﻥ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﻭﻋﺭﺏ ﻟﻭﺍﺀ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻅﻠﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺘﺩﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﺘﺠـﺎﻩ ﺘﺼـﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘـﻭﺘﺭ ﻭﺨﻠـﻕ‬ ‫ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ، ﺤﻴﺙ ﺘﺩﻋﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﻘﻀﻲ‬
  • 116.
    ‫ﺒﺘﻘﺎﺴﻡ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩﺍﻟﻌﺎﺒﺭﺓ ﻟﻠﺤﺩﻭﺩ)٤٩(، ﻭﺫﻟﻙ ﺭﻏـﻡ ﻨـﺹ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٩٠١ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻟﻭﺯﺍﻥ ٣٢٩١ﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺸﻜﻴل‬ ‫ﻟﺠﻨﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺘﻀﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟـﺜﻼﺙ ﻭﺘﻜﻠـﻑ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺠﻡ ﻋـﻥ ﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺒﻨـﺎﺀ ﻤﻨﺸـﺂﺕ‬ ‫ﻫﻴﺩﺭﻭﻟﻴﻜﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻭﺼـﺭﻑ ﻤﻴﺎﻫﻬـﺎ)٥٩(.‬ ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺭﻏﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ٧٨٩١ﻡ ﺃﻴ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻭﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘـﺩﺨل ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻁـﺭﺡ‬ ‫ﻤﺸﻜﻼﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺃﻭﺴـﻁﻴﺔ.‬ ‫ﻓﺒﺨﺼﻭﺹ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻤﺸـﺭﻭﻉ‬ ‫ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺭﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﺴـﻭﻴﺘﻬﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺇﻁﺎﺭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀـﺎﺕ ﻤﺘﻌـﺩﺩﺓ‬ ‫ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﻜﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ، ﺃﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﺩﺨل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻊ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔـﺭﺍﺕ ﻭﻓـﻕ‬ ‫ﺤﺼﺹ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﺡ ﻤﺭﻓﻭﺽ ﺭﻓ ‪‬ﺎ ﺒﺎ ‪‬ـﺎ. ﻜﻤـﺎ‬ ‫ﻀ ﺘ‬ ‫ﺍﻗﺘﺭﺡ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺤﻜﻤﺕ ﺘﺸﻴﺘﻴﻥ ﺇﺭﺴـﺎﺀ‬ ‫ﻨﻅﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻨﻅﻴـﺭﻩ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ، ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻸﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺘﻀﻡ ﻓـﻲ‬
  • 117.
    ‫ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴلﻭﻤﺼﺭ ﺜﻡ ﺘﻨﻀـﻡ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺍﻷﻁـﺭﺍﻑ‬ ‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺒﺤﻴـﺙ ﺘﺘـﻭﻟﻰ ﺤـل‬ ‫ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭل)٦٩(. ﻭﻴﺴﺘﻨﺩ ﻤﻨﻁﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﺤﺎﻟﺔ ﻗﻀـﺎﻴﺎﻫﺎ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻨﺎ ﹰﺎ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻴﺘﻌﺫﺭ ﺘﺠﺎﻭﺯﻩ، ﺤﻴـﺙ ﻻ‬ ‫ﺨ‬ ‫ﺘﺜﻕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﻴﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﺤﻤـل‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺸـﻜﻭ ﹰﺎ ﻤﺸـﺎﺒﻬﺔ ﻓـﻲ ﻨﻅﻴﺭﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ)٧٩(، ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺒﺸﺄﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻜﺠﺯﺀ ﻤـﻥ ﺘﺴـﻭﻴﺔ ﺴـﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ.‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒل ﻏﺭﻭﺭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﺴﻌﻰ ﻷﻥ ﻴﻔﺭﺽ ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﺃﻤﻨ ‪‬ﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﺠﺩﻴـ ‪‬ﺍ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺤﺘﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﺩﻴﻪ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻤﻌﻪ ﺤﻭل‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁـﻕ‬ ‫ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺤﻪ ﻨﺘﻴﻨﻴﺎﻫﻭ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﻤﻜﺎﻥ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺸﻤﺱ"، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺭﻕ ﻓﻴﻪ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺴﻼﻡ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ‬
  • 118.
    ‫ﺍﻟﺘﻌﻬﺩﺍﺕ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ، ﻭﺴﻼﻡﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﻓﺭﺽ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ ﻭﻀﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ، ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺤﺩ ﺨﺒـﺭﺍﺀ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜل ﺃﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺤـﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﻤﻥ ﺒﻭﺍﻋـﺙ ﺍﻟﺤـﺭﻭﺏ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﻌﺎﻀﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺄﻁﺭﻭﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺎﻫﺔ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﻨﻅـﻡ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﺘﻤﺜﻴﻠﻴـﺔ ﺘﺘﻤﺘـﻊ ﺒﺎﻟﺭﻀـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ)٨٩(.‬ ‫ﻭﻻ ﻴﺴﻊ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺒـﺩﻭ ﻓـﻲ‬ ‫ﻅﺎﻫﺭﻩ ﺒﻠﻴ ﹰﺎ ﻭﺇﻨﺴﺎﻨ ‪‬ﺎ ﺴﻭﻯ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﺎﺀل، ﻫـل ﺜﻤـﺔ ﺘﻨـﺎﻗﺽ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻱ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭل ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ‬ ‫ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻟﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ؟ ﻭﻟﻤـﺎﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻋﻤـﻼ ﻗﻬﺭ ‪‬ـﺎ ﻗﻤﻌ ‪‬ـﺎ ﺍﻨﻘﻼﺒ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺩﺍﺨل ﺍﻟﺤﺩﻴﺜـﺔ‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ؟ ﻭﺃﺨﻴ ‪‬ﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻴﻐﻴـﺏ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴـﺎﻤﺢ‬ ‫ﺭ‬
  • 119.
    ‫"ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ"ﻤﻊ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻴﻌـﺎﻨﻭﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﻤﺴﺘﻤﺭ ﻴﻜﻠﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ ﻤ ‪‬ـﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺸـﻬﺩﺍﺀ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻻﺭﺍﺕ، ﺒل ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺘﺘﺴﺎﻤﺢ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻊ ﺤﺠﺎﺏ ﻨﺎﺌﺒﺔ ﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺃﻱ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﺤﺠﺎﺒﻬﺎ؟ ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻤﺎﺸـﻰ ﺒﺸـﻜل ﻋـﺎﻡ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻼﺀ،‬ ‫ﻭﻻ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻻ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﺸـﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﻭﺒـﺎﻷﺨﺹ‬ ‫ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﺃﻭ "ﻫﺎﺘـﺎﻱ" ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻭﻫـﻲ ﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻨﻁـﻕ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻼﺌﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻭﻴﺴـﺎل ﻭﺯﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﻭﺴﻴﻔﻲ ﺘﺸﺎﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺒﻘﻭﻟﻪ "ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻤﺸﻕ ﺃﻥ ﺘﻨﺴـﻰ ﻤﻭﻀـﻭﻉ ﻟـﻭﺍﺀ‬ ‫ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ، ﻭﺃﻥ ﺘﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ،‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋـﻥ ﺩﻋـﻡ ﺤـﺯﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﺒـﺩ ﺍﷲ ﺃﻭﺠـﻼﻥ ﻭﺇﺒﻌـﺎﺩﻩ ﺃﻭ ﺘﺴـﻠﻴﻤﻪ‬ ‫ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ")٩٩(.‬
  • 120.
    ‫ﻓﻠﻘﺩ ﺃﺒﻌﺩ ﺃﻭﺠﻼﻥﺒﺎﻟﻔﻌل، ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘﺤل ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻡ‬ ‫ُ‪ِ ‬‬ ‫ﺘﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻷﺼل ﻓﺎﺴ ‪‬ﺍ ﻭﻤﺘﻨﺎﻗ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ، ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻫﻭ ﺤﺎﻓﺯ ﺍﻟﺴـﻴﻨﺎﺭﻴﻭ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻋﻥ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻴﺵ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﻋﻘﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ. ﻭﺠﺎﺀ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺎﺩ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺘﺤﻘﻴ ﹰﺎ ﻷﻫﺩﺍﻑ ﻋﺩﺓ، ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻘﺩﺓ "ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﻴﺭ ﺤﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ، ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺘﺴﻬﻴل ﺤـل‬ ‫ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻊ ﻜل ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻜـﻭﻥ ﻟﻬـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺤل ﻋﺎﺌﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻤﻠﻤﻭﺱ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻭﺇﺘﺎﺤﺔ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﺨﻼل ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ ﺃﺴﺎ ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻤﺔ ﻓـﻲ ﺘﺠـﺎﻭﺯ‬ ‫ﻓﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜﻜﺘﻠﺔ ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ ﻗﺩ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﻤﻊ‬ ‫ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻱ‬
  • 121.
    ‫ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﺒﺭﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀـﻤﻬﺎ ﺇﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺘﻌﺎﻭﻨﻲ ﻭﺍﺤﺩ، ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠـﺏ ﻋﻠـﻰ ﻤﺸـﻜﻠﺘﻴﻥ‬ ‫ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ: ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻫﻲ ﺘﻌﺜﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺜـﻡ‬ ‫ﺘﻌﻁل ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺩﻤﺔ ﻟﻠﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﺸـﻴﺩﺓ ﻟﻠﻜﻴـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁﻲ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ: ﻫﻲ ﺼﻌﻭﺩ ﻨﺠﻡ ﺤـﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓـﺎﻩ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺘﻨﺎﻤﻲ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻱ ﺍﻟﺼـﻴﻐﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺒل ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼـﻭﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻋـﻥ ﺒـﺩﻴل "ﻟﻠﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺍﻷﻭﺴﻁﻴﺔ" ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺭﻜﺎﺌﺯ ﻗﻭﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ‬ ‫ﻗﺩﺭﺓ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻤﺔ ﻭﺇﻨﺠﺎﺯ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺒﺄﻗل ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﻫـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﺩﻓﺎﻉ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل.‬ ‫ﺏ- ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ:‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻁـﺭ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ، ﻭﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﻭﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻨﻭﻋﻴـﺎﺕ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩ ﻭﺘﺴﻤﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺎﻷﻁﺭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ.‬
  • 122.
    ‫ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲﻓﻬﻭ ﻴﺸﻜل ﺃﻫـﻡ ﻤﺴـﺘﻭﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻀﻤﻥ "ﺘﻨﺴﻴ ﹰﺎ" ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻤﺤﺩﺩﺓ. ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻷﺤﻼﻑ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻀـﻤﻨﻪ‬ ‫ﻜﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨـﻲ. ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺤﺭﺒـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻁﻭﺭ ﺃﻭ ﻴـﺘﻘﻠﺹ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﺍﻷﻁﻭل ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟـﻰ ﻤﺴـﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻷﺩﻨـﻰ. ﺃﻤـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﻭﻻ ﻴﺭﺘﺏ ﺁﺜﺎ ‪‬ﺍ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ، ﻭﻏﺎﻟ ‪‬ﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺃﻁﺭﺍﻑ ﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻻ ﻴﺠﻤﻌﻬﺎ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻭﺍﺤﺩ‬ ‫ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ)٠٠١(.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻟﻠﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ "ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ" ﻟﻼﺘﻔﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻷﻭل ﻭﻫﻲ)١٠١(.‬ ‫١- ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺒﺈﺠﺭﺍﺀ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ.‬
  • 123.
    ‫٢- ﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘـﺩﺭﻴﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ.‬ ‫٣- ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴـﺔ ﻟﻜﻠﺘـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ ﺒﻤﻌﺩل ﺜﻤﺎﻥ ﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺠﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ.‬ ‫٤- ﻗﻴﺎﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﻁﺭﺍﺯ ﻓﺎﻨﺘﻭﻡ "ﺇﻑ – ٤" ﺒﻤﺒﻠﻎ ٠٠٦ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺨـﻼل‬ ‫ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ.‬ ‫٥- ﺤﻀﻭﺭ ﻤﺭﺍﻗﺒﻴﻥ ﻤـﻥ ﻜـل ﺩﻭﻟـﺔ ﻟﻠﺘـﺩﺭﻴﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ.‬ ‫٦- ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﻨﺘﺩﻯ ﺃﻤﻨﻲ ﻟﻠﺤـﻭﺍﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ.‬ ‫ﻓﻭﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻫـﻲ ﺒﻤﺜﺎﺒـﺔ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻤﺘﻘﺩﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻁﻭﻴﺭﻩ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ ﻻﺘﻔﺎﻕ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺩﻓـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻜﺎﻤل. ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻓﻲ ﻅل ﻋﺩﺓ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭﺍﺕ ﺭﺒﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺃﻫﻤﻬﺎ:‬ ‫١- ﺇﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻴﻘﻌﺎﻥ ﻀﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺃﻤﻨﻲ ﻭﺍﺤﺩ ﺘﻘﺭﻴ ‪‬ﺎ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻴﻭﺍﺠﻬﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻫﻤﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﻴﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻤ ‪‬ﺍ ﻤﺒﺭ ‪‬ﺍ ﺤﺴﺏ ﺘﺼﻭﺭﻫﻤﺎ.‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭ‬
  • 124.
    ‫٢- ﺇﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﺴـﻌﺔ ﻭﻤﺘﻌـﺩﺩﺓ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻨﻤﺎﺫﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ.‬ ‫٣- ﺇﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻤﺤـﺩﻭﺩﺓ،‬ ‫ﻓﺤﺘﻰ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓـﻲ ﺼـﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻁـﺎﺌﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﻨﺘﻭﻡ ﻭﺘﺤﺩﻴﺜﻬﺎ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻀﻴﻕ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺩﺍﺌﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ. ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﻀـﻊ ﻤﺜـل‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻴﻜﺴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻤﻌﺎﻥ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻴﺱ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺘﻨﺴﻴﻕ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ، ﻭﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﻟﻪ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﺇﺫ ﻻ ﻴﺘﺤﻘـﻕ ﺘﺒـﺎﺩل‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ – ﺒﺼﻔﺔ ﻓﻌﻠﻴـﺔ ﻭﻤﺅﻜـﺩﺓ – ﺇﻻ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺤﻠﻔﺎﺀ، ﻓﺎﻷﺼﺩﻗﺎﺀ ﻓﻘﻁ ﻴﻭﻗﻌﻭﻥ ﺒﺭﻭﺘﻭﻜـﻭﻻﺕ ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﺤﻠﻔـﺎﺀ‬ ‫ﻓﻴﻨﻔﺫﻭﻨﻬﺎ ﺒﺩﻗﺔ ﻭﺤﻤﺎﺱ. ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻓﻌـﻼ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺴـﺎﺤﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ)٢٠١(.‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻷﻭل ﻓـﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴـﺭ‬ ‫٦٩٩١ﻡ ﻫﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩ ﻓﻲ ﻅل ﺭﺌﺎﺴﺔ ﻤﺴـﻌﻭﺩ ﻴﻠﻤـﺎﻅ‬ ‫ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺼ ‪‬ﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻭ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻨﻔﺴـﻪ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ، ﺒل ﺇﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻋﻘﺩﺕ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺭﺌﻴ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ‬ ‫ﺴ‬
  • 125.
    ‫ﻴﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺃﻤﺭﻴﻥ: ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺘﺄﻜﻴـﺩ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﻤﺜل ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻤﺅﻜﺩﺓ ﻻ ﺴﺒﻴل ﻟﻼﺨﺘﻼﻑ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ: ﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﺇﺤﺒﺎﻁ ﻤﺘﺒﺎﺩل ﻟﻠﺭﻓﺎﻩ ﻭﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﺒل ﻤـﻊ ﺍﻟﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ، ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺤﻜﻤﻪ ﺒﺘﺭﺤﺎﺏ ﺸﺩﻴﺩ ﺃﻤﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺩﺍل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻅل ﺍﻨﺩﻓﺎﻉ ﻜل ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ‬ ‫٤٢ ﺍﺘﻔﺎ ﹰﺎ ﻤﺸﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓـﻲ ﻋـﺎﻤﻲ ٦٩٩١ﻡ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻭ ٧٩٩١ﻡ ﻜﺎﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ)٣٠١(:‬ ‫- ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٤.‬ ‫- ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٥.‬ ‫- ﺘﺼﻨﻴﻊ ﻁﺎﺌﺭﺓ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﻁﻴﺎﺭ ﻭﺃﺨﺭﻯ‬ ‫ﺒﻁﻴﺎﺭ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ.‬ ‫- ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ ﻟﺘﻁـﻭﻴﺭ‬ ‫ﺼﻭﺍﺭﻴﺦ ﻤﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺼﻭﺍﺭﻴﺦ "ﺒﺎﺘﺭﻴﻭﺕ".‬ ‫- ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﺩﺒﺎﺒﺔ ﺇﻡ ٠٦ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ٠٠٦ ﺩﺒﺎﺒـﺔ‬ ‫ﺠﺩﻴﺩﺓ "ﻤﻴﺭﻜﻭﺭﻱ".‬
  • 126.
    ‫- ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺒﻨﺎﺩﻕﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ‬ ‫"ﺭﺍﻴﻔﺎل".‬ ‫- ﺘﻭﺭﻴﺩ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺇﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴـﺔ ﺨﺎﺼـﺔ‬ ‫ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ، ﻭﺭﺍﺩﺍﺭﺍﺕ ﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٤.‬ ‫- ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻟﻠﻤﺨﺎﻁﺭ ﻜل ٣ ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ‬ ‫ﺍﻟﻔﻨﻴﻴﻥ ﻭﻜل ٦ ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟـﺩﻓﺎﻉ ﻭﺭﺅﺴـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ.‬ ‫- ﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ "ﻜﻭﺩ"‬ ‫ﺴﺭﻱ.‬ ‫- ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٦١.‬ ‫ﺝ- ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ:‬ ‫ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﺼـﻭﺭﺓ ﻭﺍﻀـﺤﺔ ﺇﺫ‬ ‫ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﻤﺯﺍﻴـﺎ ﻋﺩﻴـﺩﺓ، ﻤﻨﻬـﺎ ﺍﻻﻨﻔﺘـﺎﺡ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﺘﺴﻌﻰ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨـﺕ‬ ‫ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺴﻼ ‪‬ﺎ ﻨﻭﻭ ‪‬ﺎ ﻤﺜل ﻜﺎﺯﺍﺨﺴﺘﺎﻥ، ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻘـﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻀﺭﺒﺔ ﺠﻭﻴﺔ ﻤﺅﺜﺭﺓ ﻀﺩ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺤﻴﺎﺯﺘﻬﺎ ﻓﻌﻠ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺘﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻤﺘﻼﻙ ﺴـﻼﺡ ﻨـﻭﻭﻱ ﻭﺘﻤﻜﻴﻨﻬـﺎ ﻤـﻥ‬
  • 127.
    ‫ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻬﻴﻼﺕﻹﻗﺎﻤﺔ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺘﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﺭﺼﺩ ﺃﻴﺔ ﺘﺤﺭﻜﺎﺕ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ‬ ‫ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﺎﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﻁﺎﺌﺭﺍﺘﻬـﺎ )ﺃﻱ‬ ‫ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل( ﻟﻸﺠﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸـﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻴﺢ ﻟﻬﺎ ﻤﺠﺎﻻ ﻭﺍﺴ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﻜﻤﺎ ﻴـﻭﻓﺭ ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺭﺼﺔ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻀﺭﺒﺎﺕ ﺠﻭﻴـﺔ ﻭﻗﺎﺌﻴـﺔ ﺃﻭ ﻫﺠﻭﻤﻴـﺔ ﻭﻤـﻥ‬ ‫ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻨﻤﻁﻴﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ.‬ ‫ﻭﻴﺒ ـﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻬ ـﺩﻑ ﺍﻷﺨﻴ ـﺭ ﻫ ـﻭ ﺍﻟﻬ ـﺩﻑ ﺍﻷﻫ ـﻡ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)٤٠١(‬ ‫ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺭﻉ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﻤﻭﺭﺩﺨـﺎﻱ ﻭﺯﻴـﺭ‬ ‫ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل‬ ‫ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻋﻥ ﺇﻋﻼﻨﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ: "ﺇﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻫﻭ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻗـﻭﺓ ﺭﺩﻉ ﻤﻭﺤـﺩﺓ‬ ‫ﻟﺭﺩﻉ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺃﻱ ﻫﺠﻭﻡ ﻗﺩ ﺘﻔﻜﺭ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺃﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ". ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﺘﺘﺤﺴـﺏ‬ ‫ﻟﻠﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ "ﺍﻟﻤﺠﻤﺩﺓ" ﺍﻵﻥ، ﻭﺘﺄﻤل ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ‬ ‫ﻟﻭ ﺘﻡ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺒﺎﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻭﺒﺎﻟﻠﻌﺏ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺘﺎﺭ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻼﺴـﺘﻔﺎﺩﺓ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺼﻭﺭ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻭﺃﺠﻬﺯﺓ‬
  • 128.
    ‫ﺍﻟﺘﺠﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺤﺯﺏﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺠﻨـﻭﺏ ﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻫﻭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻤﺎ ﺘﺤﻘﻕ ﺒﺸﻜل ﻤﺜﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﺒﺽ ﻋﻠـﻰ‬ ‫"ﺃﻭﺠﻼﻥ". ﻓﻀﻼ ﻋﻤﺎ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺴـﻼﺤﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺒﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﻨﺘﻭﻡ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺨﺒـﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ، ﻤﻊ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸـﻤﺎل ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ‬ ‫)٦٠١(‬ ‫ﻭﺘﻭﻗﻲ ﺸـﺭﻭﺭ ﺃﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﺒﺤﺠﺔ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ.‬ ‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻘﺘﺼـﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺒل ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﻟﻤﺴـﺘﻘﺒل‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺤﺘﻰ ﻋـﺎﻡ ٠٢٠٢ﻡ. ﻓﻔـﻲ ﺘﻘﺭﻴـﺭ ﻟﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺘﻘـﻭﻴﻡ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ‪ SAIC‬ﻴﺘﻜﺸﻑ ﻫﺩﻓﺎﻥ ﺍﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﻥ‬ ‫ﺃﺒﻌﺩ ﻤﺩﻯ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻫﻤﺎ:‬ ‫- ﺘﺤﻭل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﻨﻭﻭﻴﺔ ﻋﻡ ٠٢٠٢ﻡ.‬ ‫- ﺘﺤﻭل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺭﺘﺒـﺎﻁ‬ ‫ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻤﻊ ﺘﻭﺴﻊ ﺤﻠﻑ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺤـﺎﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﺼﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺴﻌﻰ ﻟﺘﻘﺯﻴﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺴﻴﻔﺭ ﻋﺎﻡ ٠٢٩١)٧٠١(.‬
  • 129.
    ‫ﺩ- ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﻟﻼﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ:‬ ‫ﺍﻓﺘﻌﻠﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ ﺃﺯﻤﺔ ﻜﺒـﺭﻯ ﻤـﻊ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻤﺎﺭﺴﺕ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺼﻌﻴ ‪‬ﺍ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻕ، ﺤﻴـﺙ ﻗـﺩﻤﺕ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ ﻋﺩﺓ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ "ﻭﻗﻑ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤـﺎل‬ ‫ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻭﻁﺭﺩ ﺯﻋﻴﻤﻪ ﺃﻭﺠـﻼﻥ، ﻭﺇﻏـﻼﻕ ﻤﻌﺴـﻜﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﺤﻅﺭ ﺘﻨﻘﻼﺕ ﻋﻨﺎﺼـﺭﻩ ﻋﺒـﺭ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺈﻗﺎﻤـﺔ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺤﺴﻥ ﺠﻭﺍﺭ ﻤﻌﻬﺎ")٨٠١(.‬ ‫ﻭﻟﻡ ﺘﻘﺒل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺤﻭل ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺸـﺭﻭﻁ، ﻭﻻ‬ ‫ﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﺄﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺴﻭﺭﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﻗﺎﻤـﺕ ﺒﻤﻨـﺎﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻭﻴﺢ ﺒﺎﺤﺘﻤﺎل ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻀـﺭﺒﺔ ﻟﺴـﻭﺭﻴﺎ ﻭﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺠﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻨﻭﻋ ‪‬ﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ. ﻭﻟﻌل ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺭﺠﺢ ﺴﻌﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻻﺨﺘﺒﺎﺭ‬ ‫ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺴﻌﻴﻬﺎ ﻹﻨﺠﺎﺯ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)٩٠١(.‬ ‫١- ﺘﺤﺴﻴﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻻﺌـﺘﻼﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻴﻌﺯﺯ ﻓﺭﺹ ﻓﻭﺯﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ ﺇﺒﺭﻴـل‬
  • 130.
    ‫٩٩٩١ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥﻴﺠﺭﻱ ﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻅل ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺘﻬﺩﺩ‬ ‫ﺒﺤﺼﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﺅﺜﺭﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋـﺩ ﺒـﺭﻏﻡ‬ ‫ﺍﻟﻀﺭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﻬﺕ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻘـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻤﺭﺓ‬ ‫ﻟﻭﺭﻴﺜﻪ ﺤﺯﺏ "ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ"، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻋﺘﻘـﺎل "ﺭﺠـﺏ ﻁﻴـﺏ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ" ﺭﺌﻴﺱ ﺒﻠﺩﻴﺔ ﺇﺴﻁﻨﺒﻭل ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻭﺍﺴﻌﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺜﻡ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺭﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺴﺌﻭﻟﻭﻥ‬ ‫ﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﻴﻠﻤﺎﻅ.‬ ‫٢- ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺼﻭﺭﻩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤـﻥ ﻀـﻌﻑ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻟﺴـﻭﺭﻴﺎ ﺒﻔﻌـل ﺍﺘﻔﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ –‬ ‫ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﻋﺘـﺩﺍل ﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺤﻠﻴـﻑ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨـﻲ‬ ‫ﻭﺍﻨﺸﻐﺎﻟﻪ ﺒﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﻊ ﺤﺭﻜﺔ ﻁﺎﻟﺒﺎﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ.‬ ‫ﻓﺒﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻔﻲ ﻋﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺼـﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻌﻪ ﻓـﻲ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻤﺤﺎﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸـﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬـﺎ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﺴﺘﻨﺎ ‪‬ﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻟﻰ ﺒﻪ ﺒﻨﻴﺎﻤﻴﻥ ﻨﺘﻴﻨﻴـﺎﻫﻭ ﺭﺌـﻴﺱ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ)٠١١(. ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ‬ ‫– ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻤـﻲ‬
  • 131.
    ‫)ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل( ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ. ﻴﻌﺯﺯ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺃﻥ ﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺒﻨﺯﻉ ﻓﺘﻴل ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺘﻌﺒﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻤﺎ ﻭﺼﻔﻪ ﻭﺯﻴﺭ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺨﺎﺭﺠﻴﺘﻬﺎ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺒﺭﻓﺽ ﺘﺤﻭل ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺇﻟـﻰ ﻋـﺩﻭ‬ ‫ﻟﻠﻌﺭﺏ)١١١(، ﻟﻡ ﺘﻠﻕ ﺘﻘﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻨﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ. ﺇﺫ ﻋﺒﺭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻤﺴﺌﻭﻟﻭﻥ ﺃﺘﺭﺍﻙ ﻋﻥ ﻏﺒﻁﺔ ﺸﺩﻴﺩ ﺒﻘﺩﺭﺓ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﻋﻠـﻰ ﺤﺴـﻡ‬ ‫ﺃﺯﻤﺔ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻁﻴﻠﺔ ٥١ ﻋﺎ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ٥١ ﻴﻭ ‪‬ﺎ ﻓﻘﻁ، ﻭﺫﻟﻙ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺴﺘﻌﻼﺌﻴﺔ ﻤﺘﻐﻁﺭﺴﺔ ﻟﻸﺯﻤﺔ)٢١١(.‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻜﻤﺎ ﺴﻠﻔﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ، ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘـﻭل‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺠﻼﻥ ﺒﻌﺩ ﺃﻗل ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺤﻴﻠﻪ‬ ‫ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ، ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻤﺜل ﺘﻁﺒﻴ ﹰﺎ ﻜـﺎﻤﻼ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤـﺭﺓ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻻﺴﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺘﻲ ﺒﻭﺠﻪ ﺃﺨﺹ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻭ‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺇﺩﻤﻭﻥ ﻏﺭﻴﺏ ﺇﻨﻪ ﻴﺄﺘﻲ ﺜﻤﺭﺓ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺴﻤﺎﻫﺎ "ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﺸﺒﺢ")٣١١(، ﻓﻲ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁـﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺘﺤﺩﺙ ﻏﺎﻟ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ﻭﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﻨﻔـﻲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ.‬
  • 132.
    ‫":‬ ‫א‬ ‫"א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫ﻭﻫﻭ ﻴﻤﺜل ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﺄﻜﺜﺭ‬ ‫ﻤﺎ ﻴﻌﻜﺱ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻓﻬﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ ﻻﺴـﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻗﺒل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺍﻷﺴـﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻸﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻁﺭﺡ ﻴﻭﻓﻕ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ "ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ" ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴـﺔ "ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ" ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺒﻨﻴﻪ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻠﺒـﻲ‬ ‫ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﻘﺩﻤـﻪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﻕ، ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ،‬ ‫ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻴﻨﺘﻅﻡ ﺘﺼﻭﺭﻫﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺸـﺭﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﺄﺴﻴ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻴﺔ ﻤﺘﻤﺎﻴﺯﺓ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺒﺘﺴـﺭﺓ‬ ‫ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺒ ًﺎ ﺜﻘﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻁـﻭﺍل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺌ‬ ‫ﺍﻟﻭﻗﺕ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺴﺒﺏ ﺇﻨﻬﺎﻜﻬﻡ ﻭﻫﺯﻴﻤﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ‬
  • 133.
    ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏﺃﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺏ )ﻭﻏﻴـﺭﻫﻡ ﻤـﻥ ﺸـﻌﻭﺏ‬ ‫ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ( ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺒﺤﺴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ‬ ‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﺼﺩﺭ ﺇﻀﻌﺎﻑ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ، ﻴﺘﻬﻤـﻭﻥ ﻭﻓـﻕ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺘﺨﻠﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻭﺍﻨﻀـﻤﻭﺍ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ. ﻟﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺘﻘﺩﻡ "ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻋﺒﺭ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﻬ ‪‬ﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻷﺯﻤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻊ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺈﺭﺠﺎﻉ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ‬ ‫"ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ" ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﻜﻤﻨﺘﺞ ﻟﻠﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺒﺸـﺭﻱ‬ ‫ﺒﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ، ﻭﻜـﺫﻟﻙ‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﺎﻟﻐﺭﺏ ﻭﺒﺎﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻤﻨﺢ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭل ﻁﻴﻠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﻓﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻴﻌﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ‬ ‫ﺃﺼﻭﻟﻴﺔ "ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺘﻐﺭﻴﺒﻴﺔ" ﺘﺭﻓﺽ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ، ﻭﺘـﺭﺘﺒﻁ‬ ‫ﺒﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻜﻨﺯﻋﺔ ﺴﻠﻔﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺠﺎﻤﺩﺓ. ﻭﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ‬ ‫ﺫﻟﻙ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺩﻋﻭ ﻟﺭﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒـﺎﻟﻐﺭﺏ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺤﺠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ، ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺘﺤﻭﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻭﺼﻔﺔ ﺴﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ "ﻋﻼﻗـﺔ ﻋﺎﺩﻴـﺔ"‬ ‫ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﻘﻭﻴﻡ ﺴﻠ ‪‬ﺎ ﻭﺇﻴﺠﺎ ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺘﺭﺘـﺏ ﺒﺎﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ ﺭﻓ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬
  • 134.
    ‫ﻟﻠﺸﺭﻕ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ( ﻫـﻲ ﻤﺤـﻙ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺽ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل)٤١١(.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻓﻜﺭﺓ "ﺍﻹﺨﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ"‬ ‫ﻟﺤل ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﺭﺒﻜـﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻻﺌﺘﻼﻓﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸـﻜﻠﺕ ﻤـﻥ‬ ‫ﺤﺯﺒﻪ ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ، ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻔﻌﻴل ﺩﻭﺭ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ: ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻟﻘﻭﻗـﺎﺯ ﻭﺍﻟﺒﻠﻘـﺎﻥ،‬ ‫ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻤـﻊ ﺍﻟـﺩﻭل‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ ﻭﺩﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ، ﻭﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﺘـﺭﺍﻙ ﻭﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﺇﺨﻭﺓ ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ)٥١١(.‬ ‫ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺘﻭﻟﻰ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺭﺌﺎﺴـﺔ ﺍﻟـﻭﺯﺭﺍﺀ ﻜﺎﻨـﺕ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﻟﻠﺠﺩل ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ، ﻓﻠﻘﺩ‬ ‫ﻋﺒﺭﺕ ﺘﺤﺭﻜﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻠﻤﻭﺱ ﻗﻭﺍﻤـﻪ ﺇﻋﻁـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﺒﺩﺍ ﺫﻟﻙ ﻓـﻲ ﻜﺜﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺯﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻭﺃﺒﺭﺯﻫﺎ ﺠﻭﻟﺔ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﻵﺴـﻴﻭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻤﻠﺕ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﻭﺴـﻨﻐﺎﻓﻭﺭﺓ ﻭﻤﺎﻟﻴﺯﻴـﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺃﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﻭﺠﻭﻟﺘﻪ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺸـﻤﻠﺕ ﻤﺼـﺭ ﻭﻟﻴﺒﻴـﺎ‬
  • 135.
    ‫ﻭﻨﻴﺠﻴﺭﻴﺎ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲﺍﺘﻔﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﻜﻠﺘﺎ ﺍﻟﺠﻭﻟﺘﻴﻥ، ﻭﺃﺨﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺎﺭﻜﺕ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻀﻤﺕ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺜـل:‬ ‫ﻤﺅﺘﻤﺭ ﻁﺸﻘﻨﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻀﻡ ﺃﺫﺭﺒﻴﺠﺎﻥ ﻭﻜﺎﺯﺍﺨﺴـﺘﺎﻥ ﻭﻗﺭﻏﻴﺯﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺃﻭﺯﺒﻜﺴﺘﺎﻥ ﻭﺘﺭﻜﻤﺎﻨﺴﺘﺎﻥ، ﻭﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻱ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺤﻀﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜل ﻤـﻥ ﺃﻨﺩﻭﻨﻴﺴـﻴﺎ ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ ﻭﺒﺎﻜﺴـﺘﺎﻥ‬ ‫ﻭﺒﻨﺠﻼﺩﻴﺵ ﻭﻤﺎﻟﻴﺯﻴﺎ ﻭﻤﺼﺭ ﻭﻨﻴﺠﻴﺭﻴﺎ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻀـﺎﻓﺔ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﻠﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ٦٩٩١ﻡ)٦١١(.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻗﺩ ﺩﻟـﺕ ﻋﻠـﻰ ﻤﻴـل‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﻟﻡ ﺘﻨﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺫﺍﺘﻪ‬ ‫ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴـﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻋﻤﻭ ‪‬ﺎ. ﻓﺭﻏﻡ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻱ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺯﻴﺎﺭﺘﻪ ﻜﻼ ﻤـﻥ ﻟﻴﺒﻴـﺎ ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺘﻭﻗﻴﻌﻪ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻌﻬﻤـﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺃﻅﻬﺭﺕ ﺤﺭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺘﻤﺱ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻭﻁ ﺒﻬﺎ )ﺃﻱ ﺒﺘﺭﻜﻴـﺎ( ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ‬
  • 136.
    ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ. ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡﻤﻅﺎﻫﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺍﻗﺏ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺤﻅﺭ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤـﻥ ﺨـﻼل‬ ‫ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺃﻨﺠﻴﺭﻟﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺃﺨ ﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺩﻋﺎ ﻗﺒل ﺘﻭﻟﻴﻪ ﻤﻨﺼـﺒﻪ ﺇﻟـﻰ ﺭﺤﻴـل ﺘﻠـﻙ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ)٧١١(.‬ ‫ﻟﻜﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﺎ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻨﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﻫﺎﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻗﺩ ﺘﺠﺴﺩ ﺭﻤﺯ ‪‬ﺎ ﻭﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻌﺒﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﻀـﻭﺍﺒﻁ‬ ‫ﺩﻴﻤﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻭل ﻤﺼـﺭ ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ ﻭﺒﺎﻜﺴـﺘﺎﻥ‬ ‫ﻭﺇﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﻭﻨﻴﺠﺭﻴﺎ ﻭﻤﺎﻟﻴﺯﻴﺎ ﻭﺒﻨﺠﻼﺩﻴﺵ ﻓﻀﻼ ﻋـﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺤﺘﻀﻨﺕ ﺍﻟﺴﻜﺭﺘﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤـﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ. ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﻫﺎﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻗﺩ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻜﺎﻥ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٦٩٩١ﻡ‬ ‫ﻗﺒل ﻤﺠﻲﺀ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻅل ﻭﺠﻭﺩﻩ. ﺃﻤﻜﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺒﻴﻥ‬ ‫ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻷﺘـﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻭﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ ﻭﻗـﻭﺓ‬ ‫ﺤﻀﻭﺭ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻋﻥ‬
  • 137.
    ‫ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻗﺘﺼﺭ ﺍﻷﻤـﺭ‬ ‫ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤـﺎﻨﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﻜـﻭﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻜﺭﺘﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ، ﻭﻋﻘﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻷﻭل ﻟﻘﻤﺔ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺘﻨﺤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻷﺭﺒﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻱ ﺒـﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻴﺘﻁﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺤـﻭ ﺤﺜﻴـﺙ. ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﺨﺫﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﻲ،‬ ‫ﻤﻥ ﺃﺠل ﺃﻥ ﺘﻔﺭﺽ ﺨﻴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ، ﻭﺍﻟﺘﺤـﺎﻟﻑ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻀﺎﻓﺕ ﻓﻴﻪ ﺇﺴﻁﻨﺒﻭل ﺍﺠﺘﻤﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻟﻘﻤـﺔ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ ﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻀﺩ ﺴـﻭﺭﻴﺎ ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ ﻟﺩﺭﺠـﺔ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺤﺸﻭﺩ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ، ﻤﻊ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﻤـﺎل‬ ‫ﺇﻏﻼﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺴﻔﺎﺭﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻁﻬﺭﺍﻥ. ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺍﻨﺘﻘـﺎﺩﺍﺕ ﺃﺭﺒﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻓـﻲ ﻓﺒﺭﺍﻴـﺭ‬ ‫٦٩٩١ﻡ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺍﻟﻤﺯﻴـﺩ ﻤـﻥ‬
  • 138.
    ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺩﺨﻭلﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺒﺤﺭﻴـﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ٥ – ٩ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٨٩٩١ﻡ، ﻭﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﺠﻭﻴﺔ‬ ‫ﻤﻊ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ)٨١١(.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺘﻭﺍﻟﺕ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺭﻏﻡ ﻤﻘﺎﻭﻤـﺔ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺒﻌﺽ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻪ. ﺤﻴـﺙ ﺃﺠﺭﻴـﺕ ﺍﻟﺘـﺩﺭﻴﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﻤﺎ ﺼﺭﺡ ﺒﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺠﻭل ﻨﺎﺌﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﺤـﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻭﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻀﻡ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺤﻘـﻲ ﻗـﺎﺭﺍﺩﺍﻱ‬ ‫ﻭﺠﻭل ﻨﻔﺴﻪ ﺘﻘﺭﺭ ﻓﻴﻪ ﺘﺄﺠﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ)٩١١(.‬ ‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺯﺍﺭ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺩﻴﻔﻴﺩ ﻟﻴﻔـﻲ‬ ‫ﺃﻨﻘﺭﻩ ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ﻡ ﺠﺭﻯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺨﻁﺔ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ "ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ" ﻓﻲ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴـﺩﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺠﺭﻯ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻡ ﺭﺌـﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﻏﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎل ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭ ﻟﻠﺩﻫﺸﺔ ﺃﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ – ﻟﻴﻔﻲ ﻟﻡ ﻴﺘﻁـﺭﻕ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺇﻨﻤﺎ ﺃﺜﻴﺭﺕ ﺨﻼﻟﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﻜـﺩ‬
  • 139.
    ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻓﻴﻤـﺎ ﺫﻜـﺭ ﻟﻴﻔـﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻴﻭ ‪‬ﺎ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺇﻻ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل)٩١١(.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺃﻋﻠﻥ ﻓـﻲ‬ ‫ﺤﻤﻠﺘﻪ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺒﻼﺩﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺘﻘﻠﺹ ﻤﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺘﺤﺴﻥ ﻤﻊ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﻭﺇﻨـﻪ ﺴـﻭﻑ‬ ‫ﻴﺩﻋﻭ ﻹﻨﺸﺎﺀ ﻗﻭﺓ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺨﺩﻡ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ‬ ‫ﺒﺩﻴﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺤﺎﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺘﻘـﻑ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ)٠٢١(- ﻭﺠﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻀﻁ ‪‬ﺍ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻗﺒﻭل ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺒﻼﺩﻩ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻌﺩﻤﺎ ﺒﺭﺭ ﻟـﻪ‬ ‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ )ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺠـﻭل ﻨﺎﺌـﺏ ﺭﺌـﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ( ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺒﻌﺩﺓ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﻫﻤﻬﺎ)١٢١(:‬ ‫١- ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺒﺩﺃ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺄﺘﻲ‬ ‫ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﻟﻡ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻭﺤﺩﻩ ﺒل ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻁﺭ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﺌﺘﻼﻓﻴﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﻀﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻨﺎﺯﻻﺕ.‬ ‫ﻓ‬ ‫٢- ﺇﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺨﻁﻁ ﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻗﻭﺍﺘﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺴـﻠﺤﺔ‬ ‫ﻭﻟﻬﺎ ﻜل ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔـﺭﻭﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺇﻻ ﺃﻨﻬـﺎ‬
  • 140.
    ‫ﺭﻓﻀﺕ، ﻓﻲ ﺤﻴﻥﻭﺍﻓﻘﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ.‬ ‫٣- ﺇﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺘﻡ ﺒﺈﻴﺤﺎﺀ ﻤـﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺭﻜ ﹰـﺎ ﺃﺴﺎﺴـ ‪‬ﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ. ﺜـﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺘﻘﻑ ﺒﻘﻭﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺘﺩﺨل ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋـﻥ‬ ‫ﻁﺭﻴﻘﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺠـﺎﺭﺏ ﻤﺸـﺘﺭﻜﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ. ﻭﺁﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺘﻡ ﺇﺨﻼﺀ ﻗﺭﻯ‬ ‫ﺒﺄﻜﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻨﺸـﺎﻁ ﺍﻹﺭﻫـﺎﺒﻲ‬ ‫ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻫﻭ ﺘﻬﻴﺌﺔ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻗﻠﺏ ﺘﺭﻜﻴﺎ؛ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﺭ ‪‬ﺎ ﻹﺠﺭﺍﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺸـﺘﺭﻜﺔ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ. ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻀﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺨﻁـﻭﺓ‬ ‫ﺃﺒﻌﺩ، ﺒﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻨﻘﻼﺏ ﺃﺴﻘﻁ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻻﺌﺘﻼﻓﻴﺔ، ﻭﺒـﺎﻟﻭﻗﻭﻑ‬ ‫ﺨﻠﻑ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻟﺤل ﺤﺯﺒﻪ ﻭﺤﻅـﺭ ﺍﺸـﺘﻐﺎل‬ ‫ﺭﺌﻴﺴﻪ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺩﺓ ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ∗، ﻟﻴﺒﺩﺃ ﻁﻭﺭ ﺠﺩﻴﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺃﻁﻭﺍﺭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ. ﻓﻌﻨـﺩﻤﺎ‬ ‫ﺘﺴﻠﻤﺕ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻭﻟﻨﺕ ﺃﺠﺎﻭﻴﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺨﻠ ﹰﺎ ﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﻴﻠﻤـﺎﻅ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺴﻤﺢ ﻓﻲ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٩٩٩١ ﻷﺭﺒﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ.‬ ‫∗‬
  • 141.
    ‫ﺤﺎﻭﻟﺕ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﺎﻉﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻤﻴﺭﺍﺙ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ.‬ ‫ﻭﻴﻔﺴﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺤﺜﻴﺙ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻪ – ﺃﻱ ﺃﺠﺎﻭﻴﺩ –‬ ‫ﻟﻤﻁﺎﺭﺩﺓ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻭﻜﻭﺍﺩﺭﻩ، ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻌـﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫)٢٢١(‬ ‫ﻋﺒـﺭ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺍﺨﺘﻠـﻑ ﺤـﻭل ﺩﻭﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﺒﺯﻋﻴﻤﻪ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ)٣٢١(. ﻭﻗﺩ ﺭﻓﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁـﻭﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﺠﺎﻭﻴﺩ ﻭﺤﺯﺒﻪ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﻤﻥ ٥,١١% ﻗﺒل‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺎل ﺃﻭﺠﻼﻥ ﺇﻟﻰ ٦,٦٢% ﺒﻌﺩﻫﺎ، ﻭﺤﻘﻕ ﻓـﻲ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﻭل ﺒﻨﺴﺒﺔ ٤,٢٢% ﺘﻼﻩ ﺤـﺯﺏ ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺃﻟﺩ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻨﺴﺒﺔ ٢,٨١%، ﺜﻡ ﺤﺯﺏ‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺒﻨﺴﺒﺔ ١,٥١%)٤٢١(.‬ ‫ﻫﻜﺫﺍ، ﻭﻜﻤﺎ ﺴﻠﻔﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﻗﺒل، ﻓﻠﻘﺩ ﺘـﻡ ﺘﺠﻤﻴـﺩ‬ ‫ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺤﺎﻤل ﻟﻭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺒﻌﺙ ﻨﻘﻴﻀﻪ ﺃﻱ: ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ، ﻟﺤﻴﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺜﻡ ﻤﺴﺎ ‪‬ﺍ ﺁﺨﺭ. ﻭﺜﻤﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤـﻥ ﺸـﺄﻨﻬﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ، ﻴﻌﻜﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﻋﻠـﻰ‬
  • 142.
    ‫ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ،ﻭﻨﺭﺠﺊ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺇﻟﻰ ﺨﺎﺘﻤـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻷﻭل: ﻫﻭ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻠﻤﻨﻁـﻕ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﻐﻴﺭﻫـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺩﻭل‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺘﻅل ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ، ﻭﻓﻲ ﻜـل ﺍﻷﺤـﻭﺍل، ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﻭﺠﻭﺩﻫـﺎ ﺍﻟﻘـﻭﻤﻲ ﻭﻜﺘﻠﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ. ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﻤﺸﻜﻼﺘﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺒﻌﻨﺼﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ – ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ.‬ ‫ﻓﺎﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﺘﺜﻴـﺭ ﻟـﺩﻯ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋـﺩﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻫﻭﺍﺠﺱ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻴﺔ ﻭﻗﺒﺭﺹ؛‬ ‫ﻓﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﺘﻘﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻴﺔ ﻜﻭﺭﻴﺜـﺔ‬ ‫ﻟﻼﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ، ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻨﻭﻁﺔ ﺒﺩﻭﺭ ﻤﻬﻡ‬ ‫ﻜﺩﻭﻟﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﺃﻭﻻ ﻭﻜﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺜﺎﻨ ‪‬ـﺎ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻜﺤﺎﺠﺯ ﻓﻲ ﻭﺠـﻪ ﺃﻱ ﺍﻨـﺩﻓﺎﻉ ﺴـﻭﻓﻴﺘﻲ ﺃﻭ‬ ‫ﺭﻭﺴﻲ ﻤﺤﺘﻤل ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻁﻠ ‪‬ـﺎ ﻟﻠﻤﻴـﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﻓﺌـﺔ ﻭﺍﻟـﻨﻔﻁ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﺃﻭ ﺴﺒ ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻟﺒﻠﻘـﺎﻥ.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻟﻌل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻟﻘﻴﺼﺭﻴﺔ ﺤـﻭل‬ ‫ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩﺍﺘﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﻭﻗـﺎﺯ‬
  • 143.
    ‫ﻋﺒﺭ ﻨﺤﻭ ﻗﺭﻨﻴﻥﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﺃﺴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻟﻌﻀﻭﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﻤﻨﺫ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ، ﻭﻻ ﻴـﺯﺍل ﺩﺍﻓﻌﻬـﺎ ﻟﻠﺘﻤﺴـﻙ‬ ‫ﺒﺄﻁﻠﺴﻴﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴﺘﻪ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻠﺘﻘﺎﺭﺏ ﺃﺤﻴﺎ ﹰـﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻤﻊ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻭﺭ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﻟﻠﺒﺤـﺭ‬ ‫ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻤﺘﻌﺜﺭﺓ ﺤﺘـﻰ ﺍﻵﻥ. ﻭﻤـﻥ‬ ‫ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘﺒﺭﺼﻴﺔ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ، ﺘﺘﺼـﺎﻋﺩ‬ ‫ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺘﺘﻭﺍﺭﻯ‬ ‫ﻨ‬ ‫)٤٢١(‬ ‫ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﺴـﺘﻤﺭﺓ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺘﻔﺭﺯ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﻤﻬﻤﻴﻥ: ﺍﻷﻭل: ﻫـﻭ‬ ‫ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻋﺎﺌ ﹰﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻟﻼﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﻫﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺒـﺩﺩ ﺍﻨﺘﺒـﺎﻩ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫـﺎ ﺃﻫـﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ – ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺜﻴﺭ‬ ‫ﻟﺩﻯ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻬـﺩﺩ‬ ‫ﺘﻜﺎﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻭﺘﻬﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺭﺩﻫـﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﻔـﺭﺽ‬ ‫ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺒﻘﻭﺓ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻓﻤﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ‬
  • 144.
    ‫ﻤﺴﺭ ‪‬ﺎ ﻷﺤﺩﺍﺙﻋﺩﻴﺩﺓ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﻘﻠﻕ، ﺒـﺩ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ ﻤـﻨﺢ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺤﻜ ‪‬ﺎ ﺫﺍﺘ ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻟﻔﺭﺽ ﺤﻅـﺭ‬ ‫ﻤ ﻴ‬ ‫ﺠﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ)٥٢١(، ﻤﺭﻭ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺒﺎﻻﻨﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻠﻎ ﺤﺩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺘل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﻴﻥ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﻴﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ‬ ‫ﺠﻼل ﻁﺎﻟﺒﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺭﺩﺴـﺘﺎﻨﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤـﺔ‬ ‫ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺒﺎﺭﺯﺍﻨﻲ، ﻭﻨﺸﺎﻁ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ، ﻭﺍﻨﺘﻬـﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﻭﻏـل ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻓﺭﺽ ﺤﺯﺍﻡ ﺃﻤﻨﻲ ﻴﻔﺼـﻠﻪ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ)٦٢١(. ﻭﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﺈﻥ ﺍﻨﺸـﻐﺎل ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺯﺍﻴﺩ، ﻭﻤﺨﺎﻭﻓﻬـﺎ ﻤـﻥ ﺘﺤـﻭل ﺍﻟﺤـل‬ ‫ﺍﻟﻔﻴﺩﺭﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻜﺭﺩﻴﺔ ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻷﺨﺭﻯ‬ ‫ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻨﺎﻤﺕ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﺎﺀ ﺒﺸـﺩﺓ ﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﺠﻴﺭﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺃﺭﻤﻴﻨﻴـﺎ‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ.‬ ‫ﻭﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﺒل ﻴﺒﻘﻰ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻷﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺩﺍﺨل‬
  • 145.
    ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ ﺨﻼلﺘﺯﺍﻴﺩ ﺇﺴﺒﺎﻍ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺤـﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﻁﻭﺭﻩ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﺓ – ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻠﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺤﺩﺩﺕ ﺃﻫﻡ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻨـﺎﺀ ﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻗﻭﻤﻴﺔ "ﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ"، ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ، ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ. ﻭﺒﺘﺄﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺉ‬ ‫ﻨﻠﻤﺱ ﺘﻨﺎﻗﻀﻬﺎ، ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ ﻤﻊ‬ ‫ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ)٧٢١(. ﺇﻥ‬ ‫ﺘﺄﺯﻡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﻨﻤﻭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ‬ ‫ﻴﻔﺭﻀﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ ﻤﻥ ﺘﻨـﺎﻤﻲ ﻗـﻭﺓ ﺍﻟﺠـﻴﺵ ﻭﺘﺯﺍﻴـﺩ ﺩﻭﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺴﺎﻓﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﺭﻴﺙ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺤﺎﻤﻲ ﺤﻤﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ "ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ". ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻗﺩ ﺠﻌل‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺭﻗﻴ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ ﻴﺘـﺩﺨل ﻋﻨـﺩ ﻜـل‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﺒﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺘﻔﺎﻗﻡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﻋﺯﺯ ﻤـﻥ ﺩﻭﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﻴﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻥ‬ ‫ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ)٨٢١(.‬
  • 146.
    ‫ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻫﻨﺎ- ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﻭﺠﺯ‬ ‫ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﺘﺭﻜﻴـﺎ -‬ ‫ﻫﻭ: ﻫل ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﻥ ﻤ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﻀﺎﻏﻁﺔ ﺒﻘﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ‬ ‫ﻟﻬﺎ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل؟‬ ‫ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ، ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﺄﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ، ﺘﻔـﺭﺽ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻘﻤﻌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺜﺒﺕ ﻋﺩﻡ ﺠﺩﻭﺍﻩ، ﻭﺘﻁﺭﺡ ﻭﺴﻴﻠﺘﻴﻥ‬ ‫ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ ﻟﻤﻘﺎﺭﺒﺘﻬﺎ: ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻫﻲ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺼﻴﻐﺔ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﺭﺴﻭ ﹰﺎ ﺘﺴﺘﻭﻋﺏ ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻟﻠﻬﻭﻴـﺔ‬ ‫ﺨ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺃﺸﻤل ﻭﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﻗﻴﺔ‬ ‫"ﺍﻟﻁﻭﺭﺍﻨﻴﺔ" ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ: ﻫﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻤﻊ ﺩﻭل ﺍﻟﺠـﻭﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻌﻬﺎ ﺤﻭل ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻟﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺇﻗﻠﻴﻤ ‪‬ﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻔﻅ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺘﻠﻙ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺒﺎﻟﺤﺭﺏ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀـﻴﻬﺎ ﺒﺤﺠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺨﻨﺔ، ﻭﻜﺄﻥ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﻜﺒﺭﻴﺎﺀ ﺍﻷﻤـﻡ ﺭﻫـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﺅﻯ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺠﻌل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺤﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺴـﻴﺎﻕ ﺘﺒـﺩﻭ‬
  • 147.
    ‫ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﻟﻜلﻤﻥ ﺴـﻭﺭﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ، ﻭﺇﻴـﺭﺍﻥ ﺒـل‬ ‫ﻭﺃﺭﻤﻴﻨﻴﺎ – ﻭﻟﻴﺱ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل – ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ. ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺭﺼﻴﺔ ﻓﺘﻨﺼﺏ ﺘﺩﺍﻋﻴﺎﺘﻬﺎ ﺒﺎﻷﺴـﺎﺱ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺒـﺎﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻌﻬـﺎ‬ ‫ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻀﺩﻫﺎ ﻷﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﺭﺍﻜﻤـﺕ ﻤـﻥ ﻗـﻭﺓ‬ ‫ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻟﻥ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻀﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻀـﻭ‬ ‫ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺘﻭ. ﻭﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻬـﻭﺍﺠﺱ‬ ‫ﺘﺠﺎﻩ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻜﺎﻤﻨﺔ ﺍﻵﻥ، ﻭﺤﺘﻰ ﺤﺎل ﺇﺒﺩﺍﺌﻬﺎ، ﻭﺒﺎﻓﺘﺭﺍﺽ‬ ‫ﺍﻟﻔﺸل ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻤﻊ ﺭﻭﺴﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤـل ﺍﻷﻤﺜـل ﻫـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﺔ ﻭﻤﻊ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﺄﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ‬ ‫ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺘﺤﻭﺯﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ‬ ‫ﻗﻭﺓ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻫﺎﺌﻠﺔ ﺘﺴـﻨﺩﻫﺎ ﺘﺭﺴـﺎﻨﺔ ﺃﺴـﻠﺤﺔ ﻤﺘﻨﻭﻋـﺔ،‬ ‫ﻭﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﻓﺴﻴﺤﺔ، ﻭﻤﻭﺍﺭﺩ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ﺘﺜﻴـﺭ ﻟﻌـﺎﺏ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ،‬ ‫ﻭﻀﻤﻨﻬﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺴـﻴﻥ‬ ‫ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺭﻭﺴﻴﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺩﺭﻜﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻁﻠﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬـﺎ ﺨﻴـﺎﺭﺍﺕ‬
  • 148.
    ‫ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺃﻴ ‪‬ﺎ،ﻓﻼ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻹﺴـﺭﺍﺌﻴل ﺩﻭﺭ ﻓﻴﻬـﺎ، ﻭﻻ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺘﺼﻴﺭ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺒﻭﺍﺒﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺫﺍﺘﻪ، ﻭﻴﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬ ‫ﺃﺯﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﻪ، ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺎﻤل‬ ‫ﻤﻌﻪ ﺠﺫﻭﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻊ ﻅﻭﺍﻫﺭﻫﺎ، ﻭﻴﻀﻊ ﺍﻟﻭﺴـﺎﺌل‬ ‫ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﺇﻨﺴﺎﻨ ‪‬ﺎ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﻥ ﻴﻐﺭﻴﻪ ﺘﺭﺍﻜﻡ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺒﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻏﻴﺭ ﻤﺸـﺭﻭﻋﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﻤﺅﻜﺩﺓ، ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻫﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺯﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﹸﺨﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ، ﺒل ﻭﻴﻀﻊ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻓـﻲ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻤﺘﺄﺨﺭ ﺒﻌﺩ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﻤﺼـﺭ‬ ‫ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻗﺩﺭﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻤﺘﻼﻜﻬـﺎ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺘـﺄﺜﻴﺭ‬ ‫ﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺤﻭﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺼﺭ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ‬ ‫ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ ﻨﻤﻭﺫﺠﻴﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜـﺱ ﻤـﻥ‬ ‫ﺫﻟﻙ، ﻻ ﺘﻤﻠﻙ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻭﺭﺍ ﹰﺎ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠﻬـﺎ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻬﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺒﺭ ﺁﻟﻴـﺎﺕ‬
  • 149.
    ‫ﻏﻴﺭ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻴﺔ ﻤﺜلﺍﻻﺨﺘﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺤﺼـﺎﺭ ﻭﺍﻟﻀـﻐﻁ، ﻭﺭﺒﻤـﺎ‬ ‫ﻴﺭﺠﻊ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺘﻜﻭﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﻁﺒﻴﻌﻲ،‬ ‫ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺘﻨﺎﺴﺒﻬﺎ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻗﻭﺓ ﺍﺴـﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻻ ﺘﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻤﻠﻙ ﺤﻀﻭ ‪‬ﺍ ﺠﻴﻭﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻭﺩﻴﻤﻐﺭﺍﻓﻴﺎ، ﻭﺤﻀﺎﺭ ‪‬ﺎ ﺭﺍﺴ ﹰﺎ.‬ ‫ﺨ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺼﻔﻭﺓ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل‬ ‫ﻫﻭ ﻤﻨﻁﻕ ﺃﺠﻭﻑ، ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ‬ ‫ﻓﻘﻁ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ، ﻭﻟﺫﺍ ﻴﺒﺩﻭ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﻨﻘﺽ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﺎﻭﻟﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ ﻗﺒل ﺭﺤﻴﻠﻪ ﻭﺴﻭﻑ ﻴﻅل ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺒل ﻭﻟﻠﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻜﻠﻤﺎ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫:‬ ‫:‬ ‫א‬ ‫–א‬ ‫א‬ ‫ﺜﻤﺔ ﺴﺅﺍل ﻫﺎﻡ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﻁﺭﺤﻪ ﻭﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺇﺠﺎﺒﺘـﻪ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﺼـﺤﻴﺢ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺠﺫﻭﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ، ﻭﻟﻴﺱ ﻅﻭﺍﻫﺭﻫﺎ ﻴﺅﻜﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤـﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻭﻟـﻴﺱ‬
  • 150.
    ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥﻓﻬﻡ ﺍﻻﻨﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل؟ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺎﺠﺔ ﻟﻤﺩﺨل ﺃﺸﻤل ﻭﺃﻜﺜـﺭ‬ ‫ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﻭﺫﻟـﻙ ﻀـﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸـﻬﺩ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ "ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ" ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﺍﻷﺨﻴـﺭﻴﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻘﻭﻻﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺜﻠﺕ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﻭﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﻭﻻﺕ ﻤﺜﻼ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻫﻲ ﺠﺯﺀ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻤﻬﻡ ﻭﻤﺤﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻜﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ،‬ ‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻨﻜﻭﺹ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺞ "ﺍﻟﺒﻴﺭﻴﺯﻱ" ﺒﺘﺠﻠﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ "ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ"‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ "ﻨﻅﺎﻡ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺼـﺎﻟﺤﺎﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ" ﻭﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻓﻲ "ﻨﻅﺎﻡ ﻟﻸﻤـﻥ ﺍﻟﺠﻤـﺎﻋﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﻻ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ" ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ "ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ" ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺠﺯ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﻭﻜﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺯﻏﺔ، ﺃﺼﺒﺤﺕ )ﺃﻱ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴـﻁﻴﺔ(‬ ‫ﻤﻁﻠ ‪‬ﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠ ‪‬ﺎ ﻤﻠ ‪‬ﺎ ﺒل ﻭﻨﻬﺎﺌ ‪‬ﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ ﺤ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺒﺸﻜل ﺤﺎﺴﻡ ﻴﻨﻬﻲ ﻋﻘﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻨـﺕ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓـﻲ ﻤﻁﻠـﻊ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬
  • 151.
    ‫ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﺎ ﻤﻼﺒﺴﺎﺘﻬﺎﻭﺸﻭﺍﻫﺩﻫﺎ، ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻋﺭﻀﺔ ﻟﺘﻐﻴﺭ ﻜﺒﻴﺭ‬ ‫ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺸﻭﺍﻫﺩ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺭﺒﻤﺎ‬ ‫ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻫﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻌﺒﻴ ‪‬ﺍ ﻭﺍﺭﺘﺒﺎ ﹰﺎ ﺒـﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﻁ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ،‬ ‫ﻭﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴـﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﻤﺴﻠﺴل ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻌﺎﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺨﺼﻭ ‪‬ﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻋﺘﻼﺀ ﻨﺘﻴﻨﻴﺎﻫﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ )ﺘﺄﺠﻴـل‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺜﻡ ﺭﻓﻀﻪ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺠﺩﻴﺩ ﻴﻠﺒـﻲ‬ ‫ﺸﺭﻭﻁ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻗﻌﺔ ﻓـﻲ ﻅـل‬ ‫ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤل، ﻭﻁﺭﺡ ﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﻜﺒﺩﻴل ﻟﺼـﻴﻐﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﺨﻁﻭﺓ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺒﻴﻥ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺃﻭ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻱ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ(. ﻭﺤﺘﻰ ﻤﻊ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﻭﺍﻱ ﺭﻴﻔـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﺴﻡ "ﻭﺍﻱ ٢" ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻀﻤﻥ ﻤﺯﻴ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨـﺎﺯﻻﺕ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺎﺭﺍﻙ، ﻓﺈﻥ ﻤﺸﺎﻜل ﻤﺘﻨﻭﻋـﺔ ﻤـﺎ‬ ‫ﺯﺍﻟﺕ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ.‬
  • 152.
    ‫ﻭﺘﺘﺩﻋﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻭﻀﻊ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺭﻯ ﺇﻋﺩﺍﺩﻫﺎ ﻭﺩﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻲ ﻤﻊ‬ ‫ﻜل ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﺒﺭ ﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﻋﺴـﻜﺭﻱ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﺸﺎﺒﻪ ﻟﻼﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ،‬ ‫ﻴﺘﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺇﻑ ٤ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴـﺔ ﺒﻤﺒﻠـﻎ ٠٠٦‬ ‫ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺘﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺨﻁ‬ ‫ﺴﺎﺨﻥ ﺒﻴﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﻭﻤﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ،‬ ‫ﻭﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻟﻠﻘﻭﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ. ﻭﻴﺭﺘﺒﻁ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﺎﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻀﻊ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺒﺩﻴﻼ ﻤﺤﺘﻤﻼ ﻟﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴـﻭﻴﺔ‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺠﻠﻰ ﻤﻥ ﺘﻤﻭﻴﻠﻬﺎ ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴـﺔ، ﻭﻜـﺄﻥ‬ ‫ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺘﺼﻨﻊ ﻭﺘﺸﺘﺭﻯ.‬ ‫ﻭﻴﺘﺄﻜﺩ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺸﻤﻭﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻤﻬﻡ ﻟﻤﺩﻴﺭ ﻤﻌﻬﺩ ﻤﻭﺸﻰ ﺩﺍﻴﺎﻥ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺭﺒﻁ ﻓﻴـﻪ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺍﺤﺘﻼل ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺤﻨﻴﺵ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺇﺭﻴﺘﺭﻴﺎ ﻭﺒﺩﻋﻡ ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻗﺎل ﻓﻴـﻪ:‬ ‫"ﺇﻨﻬﻤﺎ – ﺃﻱ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﺍﻻﺤـﺘﻼل – ﻴﻨـﺩﺭﺠﺎﻥ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻭﻗﺎﺌﻴﺔ ﺘﻨﻔﺫﻫﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻓﻬﻤﺎ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺘﻤﺭﻜﺯ ﻤﺒﺩﺌﻲ‬
  • 153.
    ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲﺘﺤﺴ ‪‬ﺎ ﻟﺤﺎﺠﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ")١٣١(. ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺭﻑ ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺒﺄﻥ ﺜﻤـﺔ ﺇﻁـﺎ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺒﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻜﻴـﻑ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺠﻭﻫﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻪ؟‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺃ ﺃﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸـﺎﻤﻠﺔ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻟﺘﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺴﻌﻰ ﺤﺜﻴ ﹰﺎ‬ ‫‪ ‬ﺜ‬ ‫ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺭﺴﻡ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻌﻪ ﺃﻁـﺭﺍﻑ‬ ‫ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ. ﻓﺈﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﺭﻏـﺏ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺇﺭﻏﺎﻡ ﻤﺼﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺠﻨﻭ ‪‬ﺎ ﻭﻨﻔﺽ ﻴﺩﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﻀـﻤﺎﻥ ﺘﻔﻭﻗﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ )ﻭﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﺃﺴﺎ ‪‬ﺎ( ﻭﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺤﻠﻑ ﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴـﻁﻲ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻤﺒﺩﺌ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﻴﺤـل‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤﺤل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﺩ ﺒﺤﻜﻡ ﺘﻌﺜﺭ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻴﺘﺄﺴﺱ ﺘﺼﻭﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﻤﺤﻭﺭﻱ ﻤﺅﺩﺍﻩ ﺃﻨﻬـﺎ‬ ‫ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻨﻔﺭﺩﺓ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ "ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ" ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ ﺍﻟﻨﺎﺸـﻁ ﻤـﻥ‬ ‫ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺘﻤﺘﺩ ﻓﻲ ﺩﻭل ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺜﻤـﻴﻥ‬
  • 154.
    ‫ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﻀﺨﻤﺔ ﻤـﻥ ﻗﺒﻴـل ﻤﺸـﺭﻭﻉ‬ ‫ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺌﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺤـل‬ ‫ﺃﺯﻤﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻗﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ‬ ‫ﻓﻲ ﻅل ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻁﻘـﺔ، ﻭﻓـﻲ ﻤﻘـﺩﻤﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻀﺒﻁ‬ ‫ﺴﻠﻭﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﺫﻱ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺃﻤﻼ ﻓﻲ ﺘﻐﻴﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺒﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ)٢٣١(. ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻌﺜﺭﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ، ﻭﺇﻤﻌﺎ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓـﺭﺽ ﻤﻨﻁﻘﻬـﺎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻀـﺩ ﺍﻟﻤﻨﻁـﻕ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟـﺩﻴﻬﺎ ﻤـﺎﻨﻊ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺒﺫﺭﻴﻌﺔ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻤ ‪‬ـﺎ ﻴﺠـﺩﺍﻥ ﺃﺭ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘـﺎﺭﺏ ﺍﻷﺨﻴـﺭ‬ ‫ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻴﻅل ﻗﺎﺌ ‪‬ﺎ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻜﺄﺩﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ‬ ‫ﻀﺩ ﺠﻴﺭﺍﻨﻬﺎ)٣٣١(، ﻭﻁﺎﻟﻤﺎ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺘﺼﺩﻴﺭﻫﺎ.‬ ‫ﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺒﻴﻊ ٠٢ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﻨﻬـﺭ ﻤﻨﺎﻓﺠـﺎﺕ، ﻭﻜﺎﻨـﺕ‬
  • 155.
    ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻭل ﺒﻠﺩﺍﻫﺘﻡ ﺒﺎﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﺴـﻭﻑ ﺘﺴـﺘﺨﺩﻡ ﺸـﻤﺎل‬ ‫ﻗﺒﺭﺹ ﻜﻤﺤﻁﺔ ﻟﻠﺘﺼﺩﻴﺭ)٤٣١(.‬ ‫ﺇﺫﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻘـﺩﻡ ﺒـﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴـﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺠـﺎﺀ ﻨﻘﻴ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﻬﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺭﻏﺒﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻭﺘﻜﻭﻴﻨﻬﺎ. ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻤﺜـل ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻁﺎ ‪‬ﺍ ﺒﺩﻴﻼ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ ﻴﺤﻘﻕ ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻴﺴﺎﻋﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺽ ﻤﻨﻁﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﺄﻥ ﺘﻨﺎﻤﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺴﻭﻑ ﻴﺒﻘﻰ ﺭﻫﻨﺎ ﺒﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ‬ ‫ﻟﻠﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻭﻫﻭ ﻤﺴﺎﺭ ﻴﺼﻌﺏ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒـﻪ،‬ ‫ﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻤﻪ ﻭﺍﻜﺘﻤﺎﻟﻪ ﺴﻭﻑ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ؛ ﻷﻨﻪ ﻴﻭﻓﺭ ﻟﻬـﺎ ﺇﻁـﺎ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺴﻠﻤ ‪‬ﺎ ﺘﻌﺎﻭﻨ ‪‬ﺎ ﺒﺩﻴﻼ ﻟﻺﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﻲ، ﻴﻤﻜﻨﻬـﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺨﻼﻟﻪ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻘﺩﺓ "ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ".‬
  • 156.
    ‫‪‬‬ ‫ﻓﻲ ﺨﺘﺎﻡ ﻫﺫﻩﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻴﺜﻭﺭ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻤـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ؟ ﻭﻫﻭ‬ ‫ﺴﺅﺍل ﻴﺭﺘﺒﻁ ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﺒﺴﺅﺍل ﺁﺨﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒـﺎﻟﻌﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﻭﻑ ﻴﺅﺜﺭﻭﻥ ﺇﻴﺠﺎ ‪‬ﺎ )ﺃﻭ ﺴﻠ ‪‬ﺎ(، ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴـﺩﻫﻡ ﺜـﻡ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﺒﻴﻨﻬﻡ؟. ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻷﺨﻴـﺭ ﻴﺒـﺩﻭ ﻤﻬ ‪‬ـﺎ ﻭﻤﺸـﺭﻭ ‪‬ﺎ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺇﺤﺒﺎﻁ ﻗﻭﻤﻲ ﻴﻤﺘﺩ ﺒﻁﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﻭﺩﻭﻥ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻨﻪ ﻭﺒﺭﻏﻡ ﻜل ﺍﻹﺤﺒﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻁﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻫﻨﺎﻙ ﻀﻤﻴﺭ ﻗﻭﻤﻲ ﻴﻨﺒﻌﺙ ﻓـﻲ‬ ‫ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺘﺎﺯﻫﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﻭﻴﻔـﺭﺽ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﻠﻭ ﹰﺎ ﻋﻘﻼﻨ ‪‬ﺎ ﻗﻭﺍﻤﻪ ﺍﻟﺘﻜﺘـل ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺍﻟﺤﻅـﺭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ. ﻭﻟﻌل ﺃﺼﺩﻕ ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺘﻤﺜل ﻫ ‪‬ﺎ ﻋﺭﺒ ‪‬ﺎ ﺠﻤﺎﻋ ‪‬ﺎ ﺒﻐﺽ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭل ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤـﻥ ﻨﻜﺴـﺔ‬ ‫٨٤٩١ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﺃﺤـﺎﻁ ﺒﻬـﺎ ﻭﺍﻻﺘﻬﺎﻤـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻁﺅ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﻴﺭﺕ ﺒﺼﺩﺩﻫﺎ ﺒﻴﻥ‬
  • 157.
    ‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔﻭﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴـﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴـﻬﻡ. ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ – ﻭﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺩﺃﺒﻪ – ﻻ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻏﺎﻟ ‪‬ـﺎ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺤﺘﻔﻅ ﺒﺎﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻬﺎ، ﻜﻤﺎ ﻴﺤﻔﻅ ﻟﻺﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠـﺔ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﻬﺎ. ﻭﻗﺩ ﺍﺤﺘﻔﻅ ﻟﻨﺎ ﻤﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻭﻕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﻋﻥ ﺘﺼﺤﻴﺢ‬ ‫ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ، ﻭﻫﻲ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺘﺘﻭﺍﺭﺜﻬﺎ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﻭﺘﺴﻔﻙ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﻘﻭﺩ، ﻭﺨﻤﺴﺔ ﺤـﺭﻭﺏ، ﻭﻻ ﻴـﺯﺍل‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺴﺘﻤ ‪‬ﺍ.‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻟﻥ ﻴﻌﺩﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺍﺤـل ﺘﻁـﻭﺭﻫﻡ ﻭﺇﺯﺍﺀ‬ ‫ﻗﻀﺎﻴﺎﻫﻡ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﻤﺘﺠـﺩﺩ ﺒـﻴﻥ ﺘﻴـﺎﺭﻴﻥ،‬ ‫ﻴﻜﺘﺴﻲ ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟـﺩﻋﻭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﺘل ﺍﻟﻘـﻭﻤﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻷﻤﺜل ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﺃ ‪‬ﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ. ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﻴﻜﺘﺴﻲ ﺒﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺍﻷﺯﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺎﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻫﺘﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺯ ﺍﻟﻤﻤﻴـﺯﻴﻥ‬ ‫ﻟﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﻲ، ﻭﻴﺩﻋﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﻔـﻼﺕ ﻭﺍﻟﺨـﻼﺹ‬ ‫ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻁﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﻭﻁﺄﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺴﺫﺍﺠﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻏﺎﻟ ‪‬ﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﺘﺼـﺭ ﻟﺘﻴـﺎﺭ‬ ‫ﺒ‬
  • 158.
    ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺘﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﻴﻥ ﻤ ‪‬ﺎ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻜﺒﺭ ﻟﺴﺒﺒﻴﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻤﻬﻤﻴﻥ، ﺃﺤﺩﻫﺎ: ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻀﺩ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻤﻲ ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﻴﻔﻜﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸـﺄﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ‬ ‫ﺒﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﺘﻤﺜل ﻗﻭﺓ ﺠﻴﻭﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻜﺘﻠـﺔ ﺤﻴﻭﻴـﺔ ﻻ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ. ﻓﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺨـﻁ ﺍﻟﺘﻤـﺎﺱ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺸﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺤﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ، ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ‬ ‫ﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺤﺎﺠﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻟﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻟﺼـﺩﺍﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌـﺩﺍﺀ ﺃﻭ ﻤـﺎ‬ ‫ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ، ﺇﺫ ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﻫل. ﻭﺍﻵﺨﺭ، ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸـﺘﺭﻙ‬ ‫"ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ" ﻭ "ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ" ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﺒﻴـﺭ‬ ‫ﺠ ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﻴﻘﺎﺭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺤﻭﻟﻪ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﺼﻴل‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﻋﻤﻴﻕ ﻭﻤﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ، ﻭﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ، ﺒـل ﻭﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺤﻭﻟﻪ ﻋﺎﺭﺽ ﻤﺘﻐﻴﺭ ﻭﻴﻨﻌﻜﺱ ﻓـﻲ‬
  • 159.
    ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ، ﻭﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺏ،ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ‬ ‫ﺸﺭ ﹰﺎ ﻭﻏﺭ ‪‬ﺎ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻔﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﺯﻋﺎﻤﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻟﺘﺫﻭﻴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻠﻔﻬﺎ ﻀﻴﻕ ﺍﻷﻓﻕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻻ ﺃﻜﺜﺭ.‬ ‫ﻭﻟﻌل ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻷﺒﺭﺯ ﻟﻬـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﻀﻴﻕ ﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻜﺱ ﺘﻭﺘ ‪‬ﺍ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭﺅﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺤﺘﻰ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻭﻟﻬـﺫﺍ‬ ‫ﻓﻬﻭ ﺒﺤﻜﻡ ﺒﻨﺎﺌﻪ ﻀﺩ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻷﻨﻪ ﻻ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ. ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ ﻫـﻭ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻟﻤﺭﺘﻜﺯﺍﺕ ﺘﺤﺭﻜﻬﺎ ﻨﺤﻭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋ ‪‬ﻟﺕ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺒـﺩﺃ "ﻋـﺩﻡ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺘﻜﺘل ﺒﻠﺩﺍﻥ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻀﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ")٥٣١(. ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴل ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ "ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺍﺼﻁﺩﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﻻ ﺘﺤﺒـﺫ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ. ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻟﻴﺱ ﺭﺍﺴ ﹰﺎ ﻟﻠﺤﺩ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠـﻪ ﺃﻗﻨﻭ ‪‬ـﺎ ﺭﺍﻓ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺨ‬ ‫ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺭ، ﻓﻬﻭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﻻ ﺸﻙ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺎﺠﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ، ﺒل ﺭﺒﻤﺎ ﺘﺒﺩﻯ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻻﻨﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﺜﻼ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻤـﻥ‬ ‫ﹰ‬
  • 160.
    ‫ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻗﺎﺒلﻟﻼﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﺜﻼ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ ﺍﻟﻤـﺩﻋﻭﻡ ﻋﺭﺒ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺒﺸﻜل ﻭﺍﻀﺢ ﻭﻤﻠﻤﻭﺱ ﻗـﺩ‬ ‫ﺃ ﹼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺘﺠـﺎﻭﺯ ﺍﻷﺯﻤـﺔ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺤﻘﻘﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﺎ. ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘـﻭل ﺇﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺭﺍﻗﻲ ﻤـﻥ ﻭﺠﻬـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻨﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﻘﺘل ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ‬ ‫ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﻤ ‪‬ﺎ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﺴﻭﻑ ﻴﺴﻬﻡ ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻓـﻲ ﺘﺼـﻭﻴﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻫﺫﻩ ﺃﻤـﺭ‬ ‫ﻤﻤﻜﻥ ﻋﻤﻠ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻨﺴﻴﻕ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﻴﻥ ﻭﺤـﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺇﻋﻤـﺎل ﻤﺭﺘﻜـﺯﺍﺕ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﻀ‬ ‫"ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ، ﻴﻤﻜﻥ ﻟـﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﺘﺠﺴﺩ ﻭﺍﻗ ‪‬ﺎ ﺴﻴﺎﺴ ‪‬ﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻬﻤﺘﻴﻥ ﺭﺌﻴﺴﻴﺘﻴﻥ ﻴﺘﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺇﻨﺠﺎﺯﻫﺎ ﺘﺤﻘﻴ ﹰﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴـﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﻭﺘﺤﻘﻴ ﹰﺎ ﻟﻠﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ. ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻫﻲ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ‬
  • 161.
    ‫ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎﺘﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺃﻀﻨﺔ ﺍﻷﻤﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻓﻲ‬ ‫ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٨٩٩١ﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺇﻟﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﺃﺭﺤـﺏ ﻭﺃﺸـﻤل‬ ‫ﺘﺫﻴﺏ ﻜل ﺍﻟﺸﻭﺍﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺒﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ ﻤ ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ. ﺇﺫ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻻ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺭﻜﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺇﻨﺠﺎﺯﻩ ﻓﻲ ﺃﻀﻨﻪ ﻭﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﻴﻌـﺩ‬ ‫ﺒﺤﻕ ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺇﻨﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺃﺒﺭﺯ ﻤﻅـﺎﻫﺭ‬ ‫ﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ، ﺇﺫ ﻴﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺘﻡ ﻟﻴﺱ ﺴﻭﻯ‬ ‫ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﻨﺎﻗﺹ ﻴﺠﺏ ﺇﻜﻤﺎل ﻤﺸﺎﻫﺩﻩ ﺤﺘﻰ ﻴﺅﺘﻲ ﺜﻤﺎﺭﻩ، ﺒل ﺇﻥ‬ ‫ﻋﺩﻡ ﺍﻜﺘﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﻴﺠﻌل ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺴﻼ ‪‬ﺎ ﺫﺍ ﺤﺩﻴﻥ، ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺃﻨﻪ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﺒﺄﺯﻤﺔ ﺤﺎﺩﺓ ﻨﻭ ‪‬ﺎ ﻤﺎ ﻁﺎﻟﺒﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺒﺸـﺭﻭﻁ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ، ﻭﻟﺫﺍ ﻓﻬﻭ ﻴﺅﺴﺱ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻴﺜﻤﺭ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﺘﺅﻤﻥ ﺒـﻪ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺃﺒﻭﺍﻗﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓـﺈﻥ ﻋـﺩﻡ ﺇﻨﺠـﺎﺯ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻴﺒﻘﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻤﻔﺘﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻨﺩ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺠـﺢ ﺃﻻ ﺘﺴـﺘﺠﻴﺏ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻁﻭل ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘـﻭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨـﻑ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﺴﻭﻑ ﺘﺘﺯﺍﻴﺩ. ﻭﺘﺩﻋﻡ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻷﻤﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٣٩٩١ﻡ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠـﺩﻴﻥ‬ ‫ﻭﺘﺄﺴﺴﺕ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﻟﺠﻨﺔ ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻋﻘﺩﺕ ﺃﺭﺒﻊ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭﻫﺎ‬
  • 162.
    ‫ﻓﻲ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٥٩٩١ﻡﺤﻴﺙ ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴـﺔ ﻟﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻵﻥ، ﻓﻘـﺩ ﺍﺘﺨـﺫﺕ‬ ‫ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻭﺃﺸـﺩﻫﺎ ﻏﻠـﻕ ﻤﻌﺴـﻜﺭ‬ ‫ﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﺓ ﺠﻠﻭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴـﺔ – ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻓﺭﺽ ﻗﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟـﻰ ﻨﺤـﻭ ٠٠٨‬ ‫ﻜﻡ٢ ﻟﻤﻨﻊ ﺘﺴﻠل "ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﺔ" ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﻟـﻡ‬ ‫ﻴﺼﻤﺩ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺎﻤﻴﻥ ﻟﺴﺒﺏ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠـﻰ ﺍﺘﻔـﺎﻕ‬ ‫ﺃﻀﻨﺔ ﺒﺩﻭﺭﻩ، ﻭﻫﻭ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﺘﺴﻭﻴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ)٦٣١(.‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻤﻠﺔ ﻟﻘـﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﺎﻨﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻤﺼﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ،‬ ‫ﻭﻟﻌﺏ ﺩﻭﺭ ﺤﻠﻘﺔ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻭﺘـﺩﻋﻴﻡ ﺸـﺭﻭﻁ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻭﻯ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﻤـﺎ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺫﻟﻙ. ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﺩﻭ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻤﺼﺩ ‪‬ﺍ ﻭﺍﻋﺩﺍ ﻹﻨﺘﺎﺠـﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﺯﺩﺍﺩ ﺤﺎﺠﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺼـﻔﻘﺔ ﺍﻟﻜﺒـﺭﻯ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ٦٩٩١ﻡ ﺘﻠﺒﻴﺘﻪ. ﺤﻴﺙ ﻴﻔﻴـﺩ‬
  • 163.
    ‫ﻤﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺯﺓﺍﻵﻥ ﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﻨﺤﻭ ٥٢ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﻤﺘﺭ ﻤﻜﻌﺏ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٠١٠٢ﻡ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻘﺎﺒل ٥١ ﻤﻠﻴﺎ ‪‬ﺍ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٨٩٩١ﻡ، ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ‬ ‫ﺃﻥ ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻀﻡ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺇﻟـﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤـﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺴﺴﺕ ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ ﺒﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺱ‬ ‫)٧٣١(‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻁﺭﺡ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ‬ ‫"ﺼﻔﻘﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ" ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁـﺭﻓﻴﻥ ﻜﺄﺴـﺎﺱ ﻹﻨﺠـﺎﺯ ﺍﻟﻤﺼـﺎﻟﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺤل ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺘﻁﻭﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ، ﻭﻤﺸﻜﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﻌﺩ ﺇﺸﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺒﺨﺼﻭﺼﻬﺎ ﻭﺼـﻭﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻤﻘﺎﺒل ﺘﺜﺒﻴﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺼﻠﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ.‬ ‫ﺇﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺴﻭﻑ ﻴﺤل ﻜﺜﻴ ‪‬ﺍ ﻤـﻥ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻔﺭﻴﻎ ﺩﻭﺍﻓﻊ‬ ‫ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻭﺤﺭﻤـﺎﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻭﺠﻬﺎ.‬
  • 164.
    ‫ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ،ﻫﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴـل ﺍﻟـﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﺤﻴـﺙ ﺍﻟﻭﻀـﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻌﺒﻴـ ‪‬ﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻋﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻙ ﺇﻤـﺎ ﻟﺴـﻴﺎﺩﺓ ﻋﻘﻼﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺃﻭ ﺴﻠﻔﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟـﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺘﺠﺴﺩﺕ ﺍﻟﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﺒـﺎﺀ ﻟﻤـﺩﺓ‬ ‫ﺜﻤﺎﻨﻲ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺨﻠﻑ ﻋﺠﺯ ﻤﺯﻤﻥ ﻋﻥ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﺃﻱ ﺘﺼـﻭﺭ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻲ،ﻭﻗﺩ ﺘﻡ‬ ‫ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺀ ﺨﻠﻑ ﺸﻌﺎﺭ ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﻭﻻ ﻴﺯﺍل ﻜﺄﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺘﺒﺭﻴﺭﻴـﺔ‬ ‫ﻤﻘﻴﺘﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻌﺏ، ﻓﺎﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ‬ ‫ﻗﺎﺌﻡ ﻓﻲ ﻤﺤﻨﺘﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻘـﺎﺏ‬ ‫ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﻴﺌﺘﻪ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺎﻭل ﻤﺴﺌﻭل ﻭﺍﺤﺩ، ﺃﻥ ﻴﺠﻴﺏ‬ ‫ﻋﻥ ﺴﺅﺍل ﻤﻬﻡ ﻭﻫﻭ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﻤﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺩﺍﺌﻡ ﻭﻓﻌﺎل ﻭﻟﻡ ﺘﺘﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﻗﻁ ﻋﻠﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﺎل؟ ﺜﻡ ﺘﺠﺴﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﺭﺍﺠﻤﺎﺘﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﺃﻗﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﺠـل‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺼﻤ ﹰﺎ ﺭﻫﻴ ‪‬ﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺘ‬
  • 165.
    ‫– ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺭﻏﻡﺍﺤﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻔﺘﻘﺩﺓ ﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺘﻤﺎ ‪‬ﺎ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻟﻤﺩﺓ ﺜﻤﺎﻨﻲ ﺴﻨﻭﺍﺕ، ﺜﻡ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﺘﻜﺸﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻷﺯﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ﻟﻠﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﺸﻴﺩﺓ ﺤﺘﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﺃﺴﺱ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻗﻁﺭﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺸﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﻴﻥ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺎﻫﻅﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﻠﻴﺠﻴﻴﻥ، ﻭﺍﻹﺠﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ ﺨﺴـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻤﺅﻜﺩﺓ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸﻐﻠﻴﻥ ﺒﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌـﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴـﻁﻴﻥ ﻭﺘﻘﺴـﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ ﻜﺎﺭﺜـﺔ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺤﻴﻕ ﺒﻜل ﺩﻭل ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻋﺭ ‪‬ﺎ ﻭﻏﻴﺭ ﻋﺭﺏ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﺴﻭﺃ ﺼﻴﺎﻏﺎﺘﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﻫ ﹰﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺘﺤـﺕ ﻤﺒـﺭﺭﺍﺕ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻬﺩﻴ ‪‬ﺍ ﻟﻠﻌﺭﻭﺵ ﺃﻴ ‪‬ﺎ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻸﻭﻁـﺎﻥ ﻓﻘـﻁ. ﻭﻫـﺫﻩ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺘﻔﺭﺽ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺤﺘﻰ ﻋﻠـﻰ ﺃﺼـﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﺍﻟﻤﻘﻴﺕ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﺭﺸﻴﺩﺓ.‬ ‫ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻜﺎﻟﻌﺎﺩﺓ‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﻭﻀﻭ ‪‬ﺎ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻠﻘﺕ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺒﺭﻤﺘﻬﺎ، ﻭﻫﺫﺍ ﻤـﺎ ﻻ‬ ‫ﺤ‬
  • 166.
    ‫ﻨﻘﺎﺵ ﻓﻴﻪ، ﺜﻡﻫﻲ – ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﻫﻡ ﻫﻨﺎ – ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺠﺯﺘﻪ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻟـﻪ ﺒﻌـﺩ ﺘﻭﻗـﻑ ﺍﻟﻀـﺭﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ:‬ ‫- ﺴﺏ ﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﻭﺘﺤﺭﻴﺽ ﺸﻌﻭﺒﻬﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻤﻤﺎ ﺃﻓﻘﺩﻩ ﺘﻌﺎﻁﻑ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ، ﻭﺃﻋﻔﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺝ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﺸﻌﺭﻭﺍ ﺒﻪ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ.‬ ‫ﻌ‬ ‫- ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺒﺸﻌﻭﺭ ﻤﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻟﻜﻥ ﺘﻐﻴﺏ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺤﻴﺙ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻴﺴﻠﻙ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ‬ ‫ﺴﻠﻭﻙ ﻤﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﻘﻭﺓ، ﻤﻌﺒـ ‪‬ﺍ ﺒـﺫﻟﻙ ﻋـﻥ ﺤﺎﻟـﺔ ﺇﺤﺒـﺎﻁ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻜﺎﻥ ﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺤﻅـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ، ﻭﻜﺎﻥ ﺒﺎﻁﻨﻬﺎ ﻴﺄﺱ ﻭﻋﺩﻤﻴﺔ ﺴﻤﺤﺕ‬ ‫ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺤﺴﻨﺕ ﻜﺎﻟﻌـﺎﺩﺓ ﺍﺴـﺘﻐﻼل ﺍﻟﻔﻭﻀـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺘﻭﺍﺯﻨﻬﺎ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ‬ ‫ﺒﻨﺎﺀ ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ.‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ، ﻓﺈﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ‬ ‫ﺒﺭﻤﺘﻬﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﺒﻘﻰ ﺭﻫﻨﺎ ﺒﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﺴـﺘﻌﺎﺩﺓ‬ ‫ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻋﻘﻼﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺘﺎ ﺍﻟﺘﻌﻘل ﻭﺍﻟﺘﻜﺘل ﻤﻌﺎ،‬ ‫ﻜﻭﻨﻬﻤﺎ ﻴﺘﻜﺎﻤﻼﻥ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻷﻤﺜل ﻟﻠﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬
  • 167.
    ‫ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔﺒﺎﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺯﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺭﺓ ﻟﺘﻌﺭﻴـﺏ‬ ‫ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺒﻌﺩ ﺘﺩﻭﻴﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻷﻤـﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﺘﻭﺍﻓﻕ ﺤﻭل ﺨﻁﻭﺍﺕ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻟﻠﺤل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺸﺩﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ:‬ ‫١- ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻭﺠـﻪ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺨﺎﺹ، ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺒﺭﻭﺡ ﻤﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﺭ ‪‬ﺎ ﻭﺸﻌ ‪‬ﺎ ﺭﻏﻡ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺃﻴﺩﻱ ﻨﻅﺎﻡ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺇﺜﺒﺎﺕ‬ ‫ﻤﺩﻯ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻭﻀﻭﻴﺔ ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﻴﺴـﺭﻑ ﻓﻴﻬﻤـﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻤـﺎ‬ ‫ﺒﺩﻫﻴﺘﻴﻥ ﻻ ﺘﺤﺘﺎﺠﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺒﻘﺩﺭ ﺤﺎﺠﺘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ،‬ ‫ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺤﻤﻼﺘﻪ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺸﻑ ﺴﻭﻯ ﻋـﻥ‬ ‫ﻴﺄﺱ ﻭﻋﺠﺯ.‬ ‫٢- ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺘﻜﺘل ﻋﺭﺒﻲ ﻤﺘﻤﺎﺴـﻙ ﻴﺘـﺩﻋﻡ ﺒﺠﻬـﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﻭﻴﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ، ﻭﻴﺩﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺃﺴﺭﻉ ﻭﻗﺕ ﻤﻤﻜﻥ، ﻤﻊ ﺭﻓﻌﻪ ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻤﻥ ﻗﺒل‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻗ ﹰﺎ ﻟﻠﻨﺯﻴﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺎﻨﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻜﻠﻪ،‬ ‫ﻔ‬
  • 168.
    ‫ﻭﺇﻋﻤﺎﻻ ﺤﻘﻴﻘ ‪‬ﺎﻟﻠﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺼـل ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺸـﻌﺏ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ. ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺘﺠﺎ ‪‬ﺎ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠ ‪‬ﺎ ﻁـﻭﺭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼـﺎﺭ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻼﺤﺘﻭﺍﺀ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻘﻁ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ ﻭﻋﻤﻠ ‪‬ﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺴﻭﻑ ﻴﺭﺘﺏ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻨﻔﺴﻴﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻌـﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻭﻟـﺩﻯ ﺍﻟﻌـﺭﺏ‬ ‫ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ، ﻭﺴﻭﻑ ﻴﻨﻔﻲ ﻋﻥ ﺃﻨﻅﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ.‬ ‫٣- ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀل ﻭﺃﻴﺴﺭ ﺴﺒل ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﺒﻌﻴ ‪‬ﺍ ﻋﻥ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺵ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴـﻊ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﻘﺩﺕ ﻜل ﺸﺭﻋﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺒﺎﺘﺕ ﻤﺤل ﺍﺘﻬـﺎﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻤﻊ ﺭﻓﺽ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺘﺸـﻜﻴل ﻟﺠﻨـﺔ ﻤﺸـﺎﺒﻬﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻹﺼﺭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺒﺎﻟﻭﺴـﺎﺌل ﺍﻟﻌﺎﺩﻴـﺔ ﻭﻟـﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺎﺭﺴﻬﺎ ﻤﺜﻼ ﺍﻟﻭﻜﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻁﺎﻗـﺔ ﺍﻟﺫﺭﻴـﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻤﺜﻴﻼﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﺘﻰ ﺃﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻤل،‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺒﻕ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ.‬ ‫٤- ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤـل ﺍﻟﺴـﺭﻱ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻤـﻥ ﻗﺒـل ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ‬
  • 169.
    ‫ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻓﻲﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺇﻤﺎ ﺘﺨﻀﻊ‬ ‫ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺇﻤﺎ ﺘﻤﻴل ﻹﻴﺭﺍﻥ ﺃﻭ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﻻ ﺃﺤﺩ ﻴﻀﻤﻥ‬ ‫ﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﺴﺘﻴﻼﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ ﻭﻻ ﺘﻜﻠﻔـﺔ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻴﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺩﻤﺎ ‪‬ﺍ ﻭﺩ ‪‬ﺎ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨـﻪ‬ ‫ﺭ ﻤ‬ ‫ﻻ ﺃﺤﺩ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﺼﻭﺭ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﺴﺘﻴﻼﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ،‬ ‫ﻭﻤﻭﻗﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ. ﻓﻌﻠـﻰ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﺒﻠـﻭﺭﺓ‬ ‫ﻤﻭﻗﻑ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻀﺢ ﻴﺭﻓﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺠﻤﻴ ‪‬ـﺎ ﺒﻨﺒـﺭﺓ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤـﻊ ﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ ﺃﻗﺼـﻰ‬ ‫ﻀﻐﻭﻁ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ.‬ ‫٥- ﺘﺭﻙ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺴﻭﻑ ﺘﺘﻭﻟﺩ ﺒﻌﺩ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻤـﺎ‬ ‫ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ، ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﺭﺤﻬـﺎ ﺍﻟـﺩﺍﺨل‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻴﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤﻴﻭﻴﺘﻬﻡ ﻭﺘﻭﺍﺼﻠﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﻭﻗﺩﺭﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻓـﺈﺫﺍ ﻤـﺎ‬ ‫ﺘﺯﺍﻴﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺩﺕ ﻹﺴﻘﺎﻁﻪ ﺃﻤﻜﻥ ﺤﺸﺩ ﺍﻟـﺩﻋﻡ‬ ‫ﺘﺄﻴﻴ ‪‬ﺍ ﻷﻱ ﻨﻅﺎﻡ ﻭﻁﻨﻲ ﺒﺩﻴل ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠـﻰ ﻭﺤـﺩﺓ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀـﻐﻭﻁ ﻓـﻲ‬
  • 170.
    ‫ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻤﺎﺴﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ.‬ ‫ﺇﺫ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺒﻘﺎﺀ ﺼﺩﺍﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﻊ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ‬ ‫ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻘﺎﺌﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺒﻘـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻭﻭﺤﺩﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺸﻌﺒﻬﺎ، ﻭﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﻜﻠﻬﺎ. ﻭﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﺴـﻭﻑ ﺘﺤﻘـﻕ‬ ‫ﻫﺩﻓﻴﻥ ﻤﻬﻤﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ.‬ ‫ﺍﻷﻭل: ﺘﺭﻫﻴﺒﻲ ﻴﺘﻤﺜل ﻓـﻲ ﺭﺩﻉ ﺍﻟﺠﻤـﻭﺡ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ‬ ‫ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﻭﺡ ﻗﺩ ﺒﻨﻲ ﻤﻨﻁﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗـﻲ‬ ‫ﻟﻠﻜﻭﻴﺕ ﻭﺘﻔﺠﻴﺭ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺘﻤﺜل ﻭﺍﻗﻌ ‪‬ﺎ ﻭﺭﻤﺯ ‪‬ﺎ ﻗﻔﺯﺓ ﻜﺒـﺭﻯ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﻭﺇﻋـﺎﺩﺓ‬ ‫ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜـﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻴﻜﻭﻥ، ﻟﻠﻘﻭﺓ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.‬
  • 171.
    ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﺘﺭﻏﻴﺒﻲ ﻴﺘﻤﺜلﻓﻲ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺤل‬ ‫ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻷﻜﺭﺍﺩ، ﻓﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﻟﻴﺴﺕ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺤﺩﺘﻬﺎ ﺘﺯﺍﻴﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻭﺠﺩ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﻤﺭﺘﻜ ‪‬ﺍ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﻗﺎﻤﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﺤﺯﺍﻡ ﺃﻤﻨﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺨﺭﻭ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺘﺩﺨﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺄﻫﻴـل‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻋﻭﺩﺘﻪ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺴـﻠﻁﺘﻪ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻜﺎﻤـل‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺴﻬﻡ ﺒﺸـﻜل ﻤﻠﻤـﻭﺱ ﻓـﻲ ﺤـل‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﻴﻥ ﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻀﺩ ﻤﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭﻩ ﺘﺭﻜﻴﺎ‬ ‫"ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ" ﻭﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ،‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ "ﺃﻨﻪ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘـﺩﺨل ﻓـﻲ ﺘﻠـﻙ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺘﻁﺒﻴﻊ ﻜﺎﻤـل ﻟﻠﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻭﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻴﻪ")٨٣١(.‬
  • 172.
    ‫‪‬‬ ‫١- ﺩ. ﺤﺴﻥﺤﻨﻔﻲ، ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟـﻭﻁﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﺩﺍﺭ ﻗﺒﺎﺀ، ٨٩٩١ﻡ، ﺹ٧٠٢.‬ ‫٢- ﺩ. ﺇﻜﺭﺍﻡ ﺒﺩﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﻤﺼـﺭ:‬ ‫ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ... ﺩ. ﻋﻠـﻲ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻫـﻼل‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻤﺤﺭﺭ( ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ ﻭﺘﺤـﺩﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ: ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ، ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ٦٨٩١ﻡ، ﺹ٩٢١.‬ ‫٣- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ:‬ ‫ﺼﻌﻭﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻤﺠﻠـﺔ ﻤﺭﺍﺼـﺩ، ﻤﺭﻜـﺯ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻷﻭل، ﺸﺘﺎﺀ ٩٩٩١ﻡ، ٧،٨.‬ ‫٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٩.‬ ‫٥- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺏ. ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﺃﺒـﻭ ﻅﺒـﻲ: ﻤﺭﻜـﺯ‬ ‫ـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ،‬ ‫ـﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤـ‬ ‫ـﻭﺙ ﺍﻻﺴـ‬ ‫ـﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴـ‬ ‫ﺍﻹﻤـ‬ ‫٦٩٩١ﻡ، ﺹ٧١.‬
  • 173.
    ‫٦- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل،ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل: ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ: ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴـﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ: ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸـﺭﻭﻕ، ٩٩٩١، ﺹ٥٨،‬ ‫٦٨.‬ ‫٧- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣١، ٤١.‬ ‫٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥١-٦١.‬ ‫٩- !‪Resat Kasaba "By Compass and Sword‬‬ ‫‪The Meanings 1492 "Middle East Report‬‬ ‫8.‪(September – October 1992): P‬‬ ‫٠١- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦١.‬ ‫١١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦١.‬ ‫٢١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥١.‬ ‫٣١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل: ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٢٢.‬ ‫٤١- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ: ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤١.‬ ‫٥١- ﺇﺤﺴﺎﻥ ﻗﺎﺴﻡ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻲ، ﺒﺩﻴﻊ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻨﻭﺭﺱ:‬ ‫ﻨﻅﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﺁﺜﺎﺭﻩ، ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﺓ: ﺴـﻭﺯﻟﺭ‬ ‫ﻟﻠﻨﺸﺭ، ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ،‬ ‫ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ٧٨٩١ﻡ، ﺹ٢٥-٣٥.‬
  • 174.
    ‫٦١- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ،ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤١.‬ ‫٧١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥١.‬ ‫٨١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣٦١.‬ ‫٩١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦١.‬ ‫٠٢- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨١-٩١.‬ ‫١٢- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻷﺘـﺭﺍﻙ، ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ: ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻲ،‬ ‫ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺒﺎﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﻤﻊ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺒﺤـﺎﺙ ﻟﻠﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻟﻔﻨـﻭﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺴ ـﻼﻤﻴﺔ ﺒﺈﺴ ـﻁﻨﺒﻭل، ٣٩٩١ﻡ، ﻤﻘﺩﻤ ـﺔ ﺍﻟﺠ ـﺯﺀ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.‬ ‫٢٢- ﺴﻌﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻴﺔ، ﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻤﺠﻠـﺔ ﺍﻷﻓـﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ،‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ، ﺍﻟﻌـﺩﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ، ٥٨٩١ﻡ، ﺹ٥٥.‬ ‫٣٢- ﺩ. ﻤﻤﺩﻭﺡ ﺃﻨﻴﺱ ﻓﺘﺤـﻲ، ﺃﺒﻌـﺎﺩ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﻤﻠـﻑ ﺍﻷﻫـﺭﺍﻡ‬
  • 175.
    ‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜﺯﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ، ﻋﺩﺩ ﻴﻭﻟﻴﻭ ٦٩٩١ﻡ.‬ ‫٤٢- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ، ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻗﻀـﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﺍﻷﻫـﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ، ٩٩٩١ﻡ، ﺹ٧٣١.‬ ‫٥٢- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ‬ ‫ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ:‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻴﻥ؟ ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻋﺩﺩ ﻤﺎﺭﺱ ٩٩٩١ﻡ، ﺹ٠٤.‬ ‫٦٢- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ: ﻗﻀـﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻡ.ﺱ. ﺫ، ﺹ٨٣١.‬ ‫٧٢- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٤، ٠٥.‬ ‫٨٢- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ، ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ: ﻗﻀـﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٣١.‬ ‫٩٢- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٤.‬
  • 176.
    ‫٠٣- ﺤﺩﻴﺙ ﻟﻭﺯﻴﺭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻊ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺯﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭل ﻟﻌﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ٦ –‬ ‫٩ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ٠٨٩١ﻡ، ﻭﺭﺩ ﻓﻲ "ﺴﻌﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻴﺔ"، ﺒﺤـﺙ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٦.‬ ‫١٣- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ١٣.‬ ‫٢٣- ﺴﻌﺩ ﺃﺒﻭ ﺩﻴﺔ، ﺒﺤـﺙ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ٢٦.‬ ‫٣٣- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٩١.‬ ‫٤٣- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٩٥٢.‬ ‫٥٣- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ٠٦٢.‬ ‫٦٣- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ٥٦١.‬ ‫٧٣- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٧١.‬ ‫٨٣- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧١.‬ ‫٩٣- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧١.‬ ‫٠٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٢.‬
  • 177.
    ‫١٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ،ﺹ٠٢.‬ ‫٢٤- ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﻨﺩﻨﻴﺔ، ٨٢/٣/٨٩٩١ﻡ.‬ ‫٣٤- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٢٢.‬ ‫٤٤- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٢.‬ ‫٥٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٢.‬ ‫٦٤- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ١٢.‬ ‫٧٤- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ، ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻗﻀـﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٤١.‬ ‫٨٤- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٢٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ٣٩٩١ﻡ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺹ٦٥١.‬ ‫٩٤- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٣٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ٤٩٩١، ﺹ٠٤١.‬ ‫٠٥- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٢.‬ ‫١٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٢.‬
  • 178.
    ‫٢٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ،ﺹ٥٢.‬ ‫٣٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦٢.‬ ‫٤٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦٢.‬ ‫٥٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٢.‬ ‫٦٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٢.‬ ‫٧٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫٨٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫٩٥- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫٠٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫١٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٢.‬ ‫٢٦- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ١٥١.‬ ‫٣٦- ﺭﻭﺸﻴﻥ ﺸﺎﻜﺭ، ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻤﺠﻠﺔ‬ ‫ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ﻋﺩﺩ ﺇﺒﺭﻴل ٣٩٩١ﻡ.‬ ‫٤٦- ﺍﻨﻅﺭ ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٥١، ٥٥١.‬ ‫٥٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٥١.‬ ‫٦٦- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٢١.‬ ‫٧٦- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٦١.‬ ‫٨٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٥١.‬
  • 179.
    ‫٩٦- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ،ﺹ٧٥١.‬ ‫٠٧- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٥١.‬ ‫١٧- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٨٥١.‬ ‫٢٧- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٥١.‬ ‫٣٧- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٤٦١.‬ ‫٤٧- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٢٦١.‬ ‫٥٧- ﺤﺴﻥ ﻓﺅﺍﺩ، "ﺃﺭﺒﻜﺎﻥ"، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ٥/١/٦٩٩١ﻡ.‬ ‫٦٧- ﻓﻬﻤﻲ ﻫﻭﻴﺩﻱ، ﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﺘﺘﺤـﺩﻯ ﺍﻟﺨﻭﺠـﺔ،‬ ‫ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ٦٩٩١ﻡ.‬ ‫٧٧- ﺩ. ﺠﻼل ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﻌﻭﺽ، ﺍﻷﺤـﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﺩ. ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺴـﻴﺩ ﻭﺩ. ﺼـﻼﺡ‬ ‫ﺯﺭﻨﻭﻗﺔ )ﻤﺤﺭﺭﺍﻥ( ﻓﻲ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺨﺎﺭﺠﻪ، ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ‬ ‫ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ: ﻤﺭﻜﺯ ﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻭﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟـﺩﻭل‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ، ٧٩٩١ﻡ، ﺹ٨٥١، ٩٥١.‬ ‫٨٧- ﻓﻬﻤﻲ ﻫﻭﻴﺩﻱ، ﻓﻀـﻴﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺘﺭﻜﻴـﺎ،‬ ‫ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ٧١ ﻤﺎﺭﺱ ٧٩٩١ﻡ.‬ ‫٩٧- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٥٢٢.‬
  • 180.
    ‫٠٨- ﺤﺎﻗﺎﻥ ﻴﺎﻓﻭﺯ،ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣٤.‬ ‫١٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠١، ١١.‬ ‫٢٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٤١.‬ ‫٣٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ١١.‬ ‫٤٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٢٤.‬ ‫٥٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٢٢.‬ ‫٦٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٣.‬ ‫٧٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٠٣.‬ ‫٨٨- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٩٢.‬ ‫٩٨- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٦٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ، ٧٩٩١ﻡ، ﺹ٠٢١.‬ ‫٠٩- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٨٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ٩٩٩١ﻡ، ﺹ١٠٢.‬ ‫١٩- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣٤.‬
  • 181.
    ‫٢٩- ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻼﻑ،ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ،‬ ‫ﺹ٤٣١.‬ ‫٣٩- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٣١.‬ ‫٤٩- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٣١.‬ ‫٥٩- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٤٣١.‬ ‫٦٩- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٨١.‬ ‫٧٩- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٤.‬ ‫٨٩- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦٤.‬ ‫٩٩- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺃﻡ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻹﺨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ١٢ ﺃﻏﺴﻁﺱ ٦٩٩١ﻡ.‬ ‫٠٠١- ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺤﺩﻴﺙ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻨﺸـﺭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺼﺤﻔﻲ ﺒﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻹﻤﺎﺭﺍﺘﻴـﺔ، ٧‬ ‫ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ.‬ ‫١٠١- ﺩ. ﻤﻤﺩﻭﺡ ﺃﻨﻴﺱ ﻓﺘﺤﻲ، ﺃﺒﻌـﺎﺩ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ.‬ ‫٢٠١- ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻡ.ﺱ.ﺫ.‬ ‫٣٠١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ١٨١.‬
  • 182.
    ‫٤٠١- ﺩ. ﻤﻤﺩﻭﺡﺃﻨﻴﺱ ﻓﺘﺤﻲ، ﺃﺒﻌـﺎﺩ ﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﻡ.ﺱ.ﺫ.‬ ‫٥٠١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﺍﻟﻘﻀـﺎﻴﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٧.‬ ‫٦٠١- ﺩ. ﻤﻤﺩﻭﺡ ﺃﻨﻴﺱ ﻓﺘﺤﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ.‬ ‫٧٠١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٣٨١.‬ ‫٨٠١- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻌﺎﻡ ٦٩٩١، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٠٢.‬ ‫٩٠١- ﺃﺤﻤﺩ ﺩﻴـﺎﺏ، ﺍﻷﺯﻤـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ – ﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ:‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻭﺩ، ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻋـﺩﺩ‬ ‫٥٣١، ﺹ٤٠٢.‬ ‫٠١١- ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻟﻌـﺎﻡ ٦٩٩١ﻡ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٠٢.‬ ‫١١١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٠٢.‬ ‫٢١١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٦٠٢.‬ ‫٣١١- ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻋﺩﺩ ٧٢ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٩٩٩١ﻡ.‬ ‫٤١١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﺍﻟﻘﻀـﺎﻴﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٢٣.‬
  • 183.
    ‫٥١١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل،ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﺍﻟﻬﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٧٨١،‬ ‫٠٩١.‬ ‫٦١١- ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻟﻌـﺎﻡ ٦٩٩١ﻡ،‬ ‫ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٥١.‬ ‫٧١١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٩٥١.‬ ‫٨١١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٩١.‬ ‫٩١١- ﺤﻭﺍﺭ ﻟﺭﻀﺎ ﻫﻼل ﻤﻊ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺠﻭل، ﺍﻷﻫـﺭﺍﻡ،‬ ‫٦٢ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ.‬ ‫٠٢١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٥٣.‬ ‫١٢١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٧١، ٢٨١.‬ ‫٢٢١- ﻨﺯﺍﺭ ﺃﻏﺭﻱ، ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ: ﺍﻷﻜـﺭﺍﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻀﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﻨﺩﻨﻴﺔ، ٧‬ ‫ﻤﺎﻴﻭ ٩٩٩١ﻡ.‬ ‫٣٢١- ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟـﺩﻏﻴﻡ، ﺍﻟﺘﻨـﺎﻗﺽ ﺴـﻴﺩ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺘﺭﺍﺠﻊ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨـﺭﺍﻻﺕ، ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﻠﻨﺩﻨﻴﺔ، ٢ ﻤﺎﻴﻭ ٩٩٩١ﻡ.‬ ‫٤٢١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٨٥.‬
  • 184.
    ‫٥٢١- ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰﺸﺤﺎﺘﺔ، ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻋﺩﺩ ٧٠١ ﻴﻨﺎﻴﺭ‬ ‫٢٩٩١ﻡ.‬ ‫٦٢١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٦-٣٦.‬ ‫٧٢١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٧٥.‬ ‫٨٢١- ﺩ. ﺴﻌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ، ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻴﺔ‬ ‫ﻭﺩﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ: ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ،‬ ‫٩١ ﻤﺎﻴﻭ ٧٩٩١ﻡ.‬ ‫٩٢١- ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻴﺩ ﺃﺤﻤﺩ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ٢٢ ﻤﺎﻴﻭ ٧٩٩١.‬ ‫٠٣١- ﺩ. ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٠٧.‬ ‫١٣١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٢٧.‬ ‫٢٣١- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٥٤.‬ ‫٣٣١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ٥٤.‬ ‫٤٣١- ﺭﻀﺎ ﻫﻼل، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٦٧١.‬ ‫٥٣١- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٤.‬ ‫٦٣١- ﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ، ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ‬ ‫ﻟﻌﺎﻡ ٨٩٩١ﻡ، ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ: ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ٩٩٩١ﻡ، ﺹ٩٠٢.‬
  • 185.
    ‫٧٣١- ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ،ﺹ٠١٢.‬ ‫٨٣١- ﺃﺭﺴﻴﻥ ﻜﺎﻻﻴﺱ ﺃﻭﻏﻠﻭ، ﻡ.ﺱ.ﺫ، ﺹ٤٤.‬