5. فريق اإعداد تقرير التنمية الب�رشية 1102
مكتب تقرير التنمية الب�رشية التابع لربنامج الأمم املتحدة الإمنائي
تقرير التنمية الب�رشية هو ثمرة جهود ت�صافرت حتت اإ�رشاف املديرة، و�صارك فيها فرق يف الأبحاث،
والإح�صاءات، والت�صالت، والإنتاج، اإىل جانب فريق يدعم اإعداد تقارير التنمية الب�رشية الوطنية.
واأ�صهم الزمالء من ق�صم العمليات واخلدمات الإدارية يف ت�صهيل عمل املكتب.
املديرة وامل�ؤلفة الرئي�صية
جيني كلوغمان
الأبحاث
فران�صي�صكو رودريغز (رئي�ص الفريق)، و�صيتال بيجادهور، و�صوبرا باتا�صارجي، وموناليزا �صاتريجي،
وهيونغ-جني �صوا، واألن فو�ص�ص، وماماي غيربت�صادك، وزا�صاري غيدوتز، ومارتن فيليب هيغر،
وفريا كيهايوفا، وجوزيه بينيدا، واإميا �صمان، و�صارة تويغ
الإح�صاءات
ميلوراد كوفا�صفيك (رئي�ص الفريق)، واأ�صرتا بونيني، واإميي غي، وكالرا غار�صيا اأغونيا، و�رشيا�صي جا
الت�صالت والإنتاج
ويليام اأورمي (رئي�ص الفريق)، وبوتاغوز اأبدرييفا، وكارلوتا اأيللو، ووين بولت، وجان-اإيف هامل
تقارير التنمية الب�رشية ال�طنية
اإيفا ج�صرب�صن (نائبة املدير)، وماري اآن موانغي، وباول بغلياين، وتيم �صكوت
العمليات واخلدمات الإدارية
�صارانتويا ميند (مدير العمليات)، وديان بووبدا، ويف هواريز-�صاناهان
الرتجمة اإىل اللغة العربية وتن�صيق الطباعة
فريق من جلنة الأمم املتحدة القت�صادية والجتماعية لغربي اآ�صيا باإ�رشاف عهد �صبول مديرة ق�صم املوؤمترات
6. متهيد
يلتقي قادة العامل يف ريو دي جانريو يف موعد جديد هو حزيران/يونيو 2102، �صعي ًا اإىل توافق جديد حول
الإجراءات الالزمة حلماية م�صتقبل الأر�ص، وحلماية حق اأجيال امل�صتقبل يف كل مكان يف حياة �صحية
ولئقة. هذا هو التحدّي الإمنائي الكبري للقرن احلادي والع�رشين.
ويقدّم تقرير التنمية الب�رشية لعام 1102 م�صاهمة هامة جديدة يف احلوار العاملي حول هذا التحدّي، اإذ
يبني مدى الرتابط الوثيق بني ال�صتدامة والإن�صاف، اأي العدالة الجتماعية واإتاحة املزيد من الفر�ص حلياة ّ
اأف�صل للجميع. ويوؤكد هذا التقرير اأن ال�صتدامة ل تقت�رش على ق�صية البيئة ول تتوقف عليها، بل هي يف
الأ�صا�ص نتيجة خليارنا يف اأن نعي�ص حياتنا، مدركني اأن كل عمل نقوم به الآن �صيكون له اأثر على �صبعة
مليارات ن�صمة تعي�ص على الأر�ص اليوم ومليارات اأخرى �صتتواىل على هذه الأر�ص على مدى قرون من
الزمن.
واإذا كان خيارنا هو تو�صيع احلريات اأمام اأجيال احلا�رش وامل�صتقبل، فال بد من اأن نفهم الرتابط بني
ّ
ال�صتدامة البيئية والإن�صاف. فالتقدّم الذي �صهدته التنمية الب�رشية طوال عقود م�صت، ووثقته تقارير التنمية
الب�رشية، لن ي�صتمر ما مل ترافقه خطوات جريئة على ال�صعيد العاملي للحد من املخاطر البيئية ومن اأوجه
عدم الإن�صاف. وير�صم هذا التقرير م�صارات ي�صتطيع عربها الأفراد واملجتمعات املحلية والبلدان، وكذلك
املجتمع الدويل، العمل على حتقيق ال�صتدامة والإن�صاف معاً، بحيث ل يتحقق اأحد املبداأين على ح�صاب
الآخر.
فربنامج الأمم املتحدة الإمنائي يعمل كل يوم يف 671 بلد ًا واإقليماً، ت�صمّ اأعداد ًا كبرية من الفئات
املحرومة، التي يقع عليها عبء احلرمان مزدوجاً. فهذه الفئات �صديدة التعر�ص لآثار تدهور البيئة
عامةً ، لأنّها ترزح حتت �صغوط ج�صيمة ول و�صيلة لديها للنهو�ص منها، وعليها اأي�ص ًا مواجهة املخاطر
املبا�رشة املتاأتية من البيئة التي تعي�ص فيها، حيث تلوّ ث الهواء يف الأماكن املغلقة، وتلوّ ث املياه، وعدم توفر
خدمات ال�رشف ال�صحي. وت�صري التوقّعات اإىل اأن العجز عن تخفيف حدة املخاطر البيئية وتقلي�ص الفوارق
الجتماعية �صيوؤدي اإىل تعث التقدّم الذي حققه معظم فقراء العامل على مدى عقود، ل بل اإىل تبديد التقارب
ّ
الذي �صهده العامل يف م�صتويات التنمية الب�رشية.
ول ميكن اإغفال دور الفوارق الكبرية يف النفوذ يف حتديد الأمناط وامل�صارات املتّبعة. ويظهر حتليل
جديد اأجري يف �صياق اإعداد هذا التقرير وجود �صلة بني عدم التوازن يف توزيع النفوذ وعدم امل�صاواة بني
اجلن�صني على ال�صعيد الوطني، و�صعوبة احل�صول على املياه النظيفة وال�رشف ال�صحي وتزايد حدة تدهور
الأرا�صي وارتفاع معدّل الوفيات جراء تلوّ ث الهواء يف الأماكن املغلقة والهواء الطلق، وتفاقم الآثار
ّ
الناجمة عن الفوارق يف الدخل. فالفوارق بني اجلن�صني تتداخل مع اخل�صائر البيئية وت�صهم يف تفاقمها. وعلى
ال�صعيد العاملي، ت�صعف ترتيبات احلكم القائمة �صوت البلدان النامية ومتعن يف اإق�صاء الفئات املهم�صة.
وبعد، هل من بديل عن عدم الإن�صاف وعدم ال�صتدامة؟ بالطبع نعم. فالنمو الذي يحركه ا�صتهالك
الوقود الأحفوري لي�ص �رشط ًا حلياة اأف�صل مبقايي�ص التنمية الب�رشية ال�صاملة. وال�صتثمارات التي تن�صف
اجلميع يف احل�صول على الطاقة من م�صادر متجدّدة، واملياه النظيفة، وال�رشف ال�صحي، والرعاية يف
ال�صحة الإجنابية، ت�صهم يف حتقيق ال�صتدامة والتنمية الب�رشية معاً. وتفعيل عمليات امل�صاءلة والدميقراطية
بدعم ن�صاط املجتمع املدين وو�صائل الإعالم، ي�صهم اأي�ص ًا يف حتقيق اأف�صل النتائج. والنهج الناجحة هي النهج
ُ ُ
التي يعتمدها ويديرها املجتمع املحلي يف اإطار ي�صمن قيام موؤ�ص�صات �صاملة ل ت�صقط الفئات املحرومة من
ح�صاباتها، وهي النهج ال�صاملة التي تعنى بتن�صيق امليزانيات والآليات بني الهيئات احلكومية وال�رشكاء يف
ُ ُ
عملية التنمية.
فبعد الأهداف الإمنائية لالألفية، �صيحتاج العامل بعد عام 5102 اإىل اإطار اإمنائي من مقوّ ماته ال�صتدامة
والإن�صاف، وموؤمتر ريو +02 هو فر�صة فريدة للتو�صل اإىل تفاهم م�صرتك حول كيفية امل�صي اإىل الأمام.
ّ
1102 تقرير التنمية الب�شرية iv
7. ويظهر هذا التقرير اأن ال ُنهج التي حتقق اأف�صل النتائج هي ال ُنهج التي تقوم على دمج الإن�صاف يف ال�صيا�صات
والربامج ومتكني ال�صعوب من حتقيق التغيري يف املجالت القانونية وال�صيا�صية. ويف خمتلف اأنحاء العامل
جتارب كثرية تدل على اأن هذه ال ُنهج تنطوي على اإمكانات كبرية لر�صد التاآزر الإيجابي وحتقيقه بني
ّ
الأبعاد الثالثة، ال�صتدامة والإن�صاف والتنمية الب�رشية.
وم�صتلزمات التمويل التي تتطلبها التنمية مبا يف ذلك احلماية البيئية والجتماعية، �صتكون اأكرب بكثري من
حجم امل�صاعدة الإمنائية الر�صمية احلالية. فالإنفاق احلايل على م�صادر الطاقة املنخف�صة الكربون ل يتجاوز
6.1 يف املائة من احلد الأدنى لتقديرات الحتياجات. اأما الإنفاق على التكيّف مع تغري املناخ والتخفيف
ّ
من حدة اآثاره فيقارب 11 يف املائة من تقديرات الحتياجات. والآمال معقودة على نظام جديد للتمويل
لأغرا�ص املناخ. ويف هذا الإطار �صيكون دور اآليات ال�صوق وم�صادر التمويل اخلا�صة بالغ الأهمية، ولكنه
ل يغني عن دعم نا�صط وفعّ ال من ال�صتثمار العام. ف�صد النق�ص يف التمويل يتطلب حلولً جديدة، يو�صح
ّ
بع�ص معاملها هذا التقرير.
والعربة من هذا التقرير ل تقت�رش على �رشورة توفري م�صادر جديدة للتمويل ملعاجلة املخاطر البيئية
اجل�صيمة بطرق من�صفة، بل فيه دعوة اإىل اإجراء اإ�صالحات لتحقيق الإن�صاف واإعالء �صوت جميع الفئات.
فتدفق التمويل يجب األ يوؤدي اإىل تعميق الفوارق القائمة، بل يجب اأن يوجه نحو معاجلة التحدّيات الكبرية
ُ َّ
الناجمة عن عدم ال�صتدامة وعدم الإن�صاف.
واإتاحة الفر�ص واخليارات للجميع هو هدف اأ�صا�صي من اأهداف التنمية الب�رشية. وعلينا م�صوؤولية م�صرتكة
جتاه الفئات املحرومة يف خمتلف اأنحاء العامل، �صواء اأكانت تعي�ص بيننا اليوم، اأم �صتعي�ص يف امل�صتقبل. وعلى
عاتقنا التزام معنوي، حتى ل يكون احلا�رش عدو امل�صتقبل. ويف هذا التقرير الكثري مما يو�صح معامل الطريق
اإىل م�صتقبل اأف�صل.
هلن كالرك
مديرة برنامج الأمم املتحدة الإمنائي
ل متثل التحليالت والت��صيات ال�اردة يف هذا التقرير بال�رشورة وجهة نظر برنامج الأمم املتحدة الإمنائي، ول اأع�صاء
املجل�ض التنفيذي فيه. فالتقرير ه� مطب�عة م�صتقلّة يف��ض باإ�صدارها برنامج الأمم املتحدة الإمنائي، وه� نتيجة
ّ
لتعاون وجهد م�صرتك بني فريق تقرير التنمية الب�رشية وفريق من ال�صت�صاريني البارزين، بقيادة جيني كل�غمان،
مديرة مكتب تقرير التنمية الب�رشية.
v 1102 تقرير التنمية الب�شرية