SlideShare a Scribd company logo
1 of 89
Download to read offline
1
‫أﺑﻄﺎل اﻟﻔﺮﻗﺔ 91‬
 ‫ﻣﻘﺎﺗﻠـﻮن ﻓـﻮق اﻟﻌـﺎدة‬

 ‫ﻓﺮﻳﻖ ﻳﻮﺳـﻒ ﻋﻔﻴـﻔﻰ‬


     ‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬
  ‫2141 هـ - 2991 م‬


 ‫ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬


      ‫دار اﻟﺼﻔﻮة‬
‫ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‬

           ‫2‬
3
‫ﻧﺑـذة ﻋن اﻟﻣـؤﻟف‬
                                                      ‫اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ ﻣﺣﻣد‬
                                                                      ‫ﻣن ﻣواﻟﻳد اﻟﻘﺎهرة‬
                                   ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺑآﺎﻟورﻳوس اﻟﻌﻠوم اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﻋﺎم 8491 م‬
‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺑآﺎﻟورﻳوس اﻟﺗﺟﺎرة - ﺷﻌﺑﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎهرة ﻋﺎم7591‬
              ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ دﺑﻠوم اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺷﺗرآﺔ ﻣن أآﺎدﻳﻣﻳﺔ ﻓروﻧز ﺑﻣوﺳآو ﻋﺎم 1691 م‬
                                       ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺟﺳﺗﻳر اﻟﻌﻠوم اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﻋﺎم 1691 م‬
    ‫ﻋﻳن ﻗﺎﺋدا ﻟﻔﺻﻳﻠﺔ ﻣﺷﺎة ﻣن اﻟآﺗﻳﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻣﺷﺎة وﻋﻣﻞ ﺑﻔﻠﺳطﻳن ﺛم اﻟﺧرطوم 8491 – 0591‬
  ‫أﻧﺗدب ﻋﺿوا ﺑﮫﻳﺋﺔ اﻟﺗدرﻳس ﻓﻲ ﻣﻌﮫد اﻟﻣﺷﺎة واﻟآﻠﻳﺔ اﻟﺣرﺑﻳﺔ وآﻠﻳﺔ اﻟﻘﺎدة واﻷرآﺎن ﺣرب ﻋﺎم‬
                                                                      ‫1591 ﺣﺗﻰ 2691‬
           ‫ﻋﻳن رﺋﻳس أرآﺎن اﻟﻠواء اﻟﻌﺎﺷر اﻟﻣﺷﺎة واﺷﺗرك ﻓﻲ ﺗدﻋﻳم ﺛورة اﻟﻳﻣن ﻋﺎم 2691‬
  ‫اﻧﺗدب ﻣﺳﺎﻋدا ﻟرﺋﻳس ﻣآﺗب اﻟﻣﺷﺗروات اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﻓﻲ ﺑون ) اﻟﻣﺎﻧﻳﺎ ( ﻋﺎم 4691 ﺣﺗﻰ 5691‬
                                         ‫• اﻧﺗدب رﺋﻳس أرآﺎن اﻟﺣرس اﻟﺟﻣﮫوري ﻋﺎم 5691‬
       ‫ﻋﻳن ﻗﺎﺋد اﻟآﺗﻳﺑﺔ 21 ﻣﺷﺎة ورﺋﻳس أرآﺎن اﻟﻠواء اﻟراﺑﻊ اﻟﻣﺷﺎة ﻋﺎم 6691 ﺣﺗﻰ 8691‬
                 ‫أﺣﻳﻞ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎش ﻋﺎم 8691 ، وأﻋﻳد ﻟﻠﺧدﻣﺔ ﻓﻰ ﺛورة اﻟﺗﺻﺣﻳﺢ ﻋﺎم 1791‬
                                      ‫ﻋﻳن ﻣدﻳرا ﻟﺗدرﻳب اﻟﺟﻳش اﻟﺛﺎﻧﻰ اﻟﻣﻳداﻧﻰ ﻋﺎم 1791‬
                                           ‫4‬
‫ﻋﻳن ﻗﺎﺋدا ﻟﻠﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة وﺷﺎرك ﺑﮫﺎ ﻓﻲ ﺣرب أآﺗوﺑر اﻟﻣﺟﻳدة ﻋﺎم 2791- 4791‬
                       ‫ﻋﻳن ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻟرﺋﻳس هﻳﺋﺔ ﻋﻣﻠﻳﺎت اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻋﺎم 4791‬
                             ‫ﻋﻳن ﻣﻠﺣﻘﺎ ﻋﺳآرﻳﺎ ﺑﻣوﺳآو ﻋﺎم 5791 ﺣﺗﻰ 8791‬
                            ‫ﻋﻳن ﻗﺎﺋدا ﻟﻠﺟﻳش اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﻳداﻧﻰ ﻋﺎم 8791 – 9791‬
              ‫ﻋﻳن رﺋﻳﺳﺎ ﻟﮫﻳﺋﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﻌﺳآرﻳﺔ وﻣﺳﺎﻋدا ﻟوزﻳر اﻟدﻓﺎع ﻋﺎم 0891‬
‫اﺷﺗرك ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ اﻟﺣروب اﻟﻣﺻرﻳﺔ - اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ ﻋﺎم 8491 – 6591 – 7691 – 3791‬
                         ‫ﻋﻳن ﻣﺣﺎﻓظﺎ ﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر ﻋﺎم 1891 – 1991‬
                   ‫ﻋﻳن ﻣﺣﺎﻓظﺎ ﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺟﻳزة ﻣن ﻣﺎﻳو 1991 ﺣﺗﻰ ﻣﺎﻳو 3991‬
                                  ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻷوﺳﻣﺔ واﻷﻧواط أهﻣﮫﺎ :‬
                                        ‫! ﻧوط اﻟﺟدارة اﻟذهﺑﻲ ﻋﺎم 9491‬
                                               ‫! وﺳﺎم اﻟﻌﺑور ﻋﺎم 3791‬
                                        ‫وﺳﺎم ﻧﺟﻣﺔ اﻟﺷرف ﻋﺎم 4791‬
                                              ‫! ﻧوط اﻟﺗدرﻳب ﻋﺎم 0891‬
                                       ‫! ﻧوط اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻣﺗﺎزة ﻋﺎم 0891‬
                             ‫! ﻧوط اﻟﺧدﻣﺔ اﻟطوﻳﻠﺔ واﻟﻘدوة اﻟﺣﺳﻧﺔ 0891‬
                                     ‫ﻋﺎم 2891‬         ‫وﺳﺎم اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق‬
                                 ‫ﻣﻳداﻟﻳﺔ ﻣﻘﺎﺗﻠﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر ﻋﺎم 8991‬
                                      ‫! وﺳﺎم اﻟآوآب اﻷردﻧﻲ ﻋﺎم 5591‬
                          ‫وﺳﺎم اﻟﺷرف واﻹﺧﻼص اﻟﺳوري ﻋﺎم 9591‬
                                       ‫ﻧوط اﻟﺛورة اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﻋﺎم 5691‬
                        ‫ﻣن اﻟﺿﺑﺎط اﻷﺣرار واﺷﺗرك ﻓﻲ ﺛورة 32 ﻳوﻟﻳو 2591‬
                                          ‫ﻣﺗزوج وﻟه إﺑﻧﺗﺎن وﺣﻔﻳدﻳن وﺣﻔﻳدﺗﻳن .‬




                                                      ‫ﻣﻘدﻣﺎت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ‬
                           ‫هذا اﻟآﺗﺎب‬

                                    ‫5‬
‫ﻋﮫدﻧﺎ ﺑآﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣذآرات اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻧﮫﺎ آﺗﺎﺑﺎت )أآﺎدﻳﻣﻳﺔ( ﺗﺣﺗﺷد ﻓﻳﮫﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ، واﻟﻘواﻧﻳن ، واﻟﺗﻌرﻳﻔﺎت‬
                      ‫اﻟﻔﻧﻳﺔ ، اﻟﺗﻰ ﻳﻌﺟز اﻟﻘﺎرئ – ﻏﻳر اﻟﻣﺗﺧﺻص ، ﻓﺿﻼ ﻋن ﺟﻣﮫرة اﻟﻘراء – ﻋن ﻓﮫﻣﮫﺎ.‬
                                               ‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ .. ﻓﮫﻰ آﺗﺎﺑﺔ ﻟﻔﺋﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ، دون ﻏﻳرهم ﻣن اﻟﻧﺎس .‬
              ‫ﻟآن اﻟآﺗﺎب اﻟذى ﻣﻌﻧﺎ ، ﻳﻣﺛﻞ ﻧﺳﻳﺟﺎ وﺣده ؛ ﻹﻋﺗﺑﺎرات ﻋدﻳدة ، ﻳﻣآن إﺟﻣﺎل أهﻣﮫﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻠﻰ :‬
‫• أﻧه آﺗب ﺑطرﻳﻘﺔ ﺳﮫﻠﺔ ، ﺗﺿﻊ اﻟﻘواﻋد ، واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻔﻧﻳﺔ – دون ﻧﻘص ، أو ﻟﺑس ﻓﻰ‬
                 ‫ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﺳﻠوب أدﺑﻰ ﻣﻳﺳر ، وﻋﺑﺎرة ﻣﻔﮫوﻣﺔ ، وﻋرض ﺷﻳق ﺟذاب .‬
‫• ﻣﺿﻣون اﻟآﺗﺎب : اﻟذى ﻳﺳﺗﮫدف ﺗﻘدﻳم ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن أهم ﻣراﺣﻞ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻣﺻرى ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ، واﻟﻌرﺑﻰ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ – إﺳﺗﮫداﻓﺎ ﻳﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺻدق اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﺎرﻳﺧﻳﺔ اﻟﻣﺟردة ، اﻟﺗﻰ‬
‫ﻳﻧدر ﻋرﺿﮫﺎ .. ﻣﻊ ﻋدم اﻹﻗﺗراب ﻣن ﺧطوط اﻟﺗﻣﺎس ، اﻟﺗﻰ ﺗﻔرﺿﮫﺎ ظروف اﻟﺣرب ، وﺳرﻳﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت .. ﺷﺄن ﻣؤﻟﻔه اﻟﻌظﻳم ﻓﻰ ﺣﻳﺎﺗه آﻠﮫﺎ : quot; اﻹﻳﻣﺎن ، اﻟﺻراﺣﺔ ، اﻟدﻗﺔ ، اﻟﺻراﻣﺔ ،‬
                                                                   ‫اﻟﻣوﺿوﻋﻳﺔ ، اﻹﻟﺗزام quot;‬
‫• ﻣﻣﺎ ﻳﻣﺗﺎز ﺑه هذا اﻟآﺗﺎب أﻣور أﺧر ، ذات ﻋﻣق إﻳﻣﺎﻧﻰ ﻗﻳﻣﻰ ﻓرﻳد ، ﻳﻧدر وﺟوده ﻓﻰ ﻋﺻر‬
‫ﺗﺳود ﻓﻳه quot; اﻷﻧﺎ quot; ، وﺗﺳﺗﺑد اﻟﻣﺎدﻳﺎت ؛ ﺑﺎﻟروﺣﺎﻧﻳﺎت ، واﻷﺧﻼﻗﻳﺎت ، واﻟﻘﻳم وﻣن ذﻟك ﻋﻠﻰ‬
                                                                 ‫ﺳﺑﻳﻞ اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر :‬
         ‫‪ o‬رد اﻟﻔﺿﻞ ﻷهﻠه ، وإﻋطﺎء آﻞ ذى ﺣق ﺣﻘه ، وإن ﺗﻧﺎﺳﺎه اﻟﻧﺎس أو أﻋرﺿوا ﻋﻧه.‬
‫‪ o‬ﺗذآﻳرﻧﺎ ﺑﻣﺎﺿﻰ اﻟﺳﻠف اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻧﺻر إﻟﻰ ﺻﻧﺎﻋه ﻣن اﻟﺟﻧود.. اﻟذﻳن ﻏﺎﻟﺑﺎ‬
                                ‫ﻣﺎﻳﻧﺳﺎهم اﻟﻘﺎدة ﻋﻧد ﺗﻠﻘﻰ ﺗﮫﺎﻧﻰ اﻟﻔوز، وأوﺳﻣﺔ اﻹﻧﺗﺻﺎر .‬
‫‪ o‬إﺣﻳﺎء ﻣﺎ أﻣﺎﺗﺗه اﻟﻣﺎدﻳﺎت اﻟطﺎﻏﻳﺔ ﻣن رد اﻟﻧﺻر ﻓﻰ ﺣﻘﻳﻘﺗه اﻟﻰ اﻹﻳﻣﺎن ﺑﺎﷲ ، وﻗوة اﻟروح‬
          ‫اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ ، وﻣﺎ ﻳﺻﻧﻌه اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷوﻟﻳﺎﺋه ﻣن ﺧوارق اﻟﻌﺎدات ، وﺻور اﻟآراﻣﺔ .‬

                         ‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ ﻓﮫو آﺗﺎب : ﺣﻘﻳق أن ﻳﺣرص ﻋﻠﻳه اﻟﺧﺎﺻﺔ .. وهو ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ ﻟﻠﺟﻣﻳﻊ‬

        ‫ﻣﺣﻣد زآﻰ اﻟدﻳن ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم‬
                ‫دار اﻟﺻﻔوة‬




                                    ‫أﺑطﺎل اﻟﻣﻐﺎزى‬
                                        ‫أرﻳد أن أوﺟه آﻠﻣﺎﺗﻰ هذه إﻟﻰ اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ‬
‫ﺣﻳث ﻗرأت ﻓﻰ آﺗﺎﺑه quot; ﻣﻘﺎﺗﻠون ﻓوق اﻟﻌﺎدة quot; ﻧﺑذة ﻋن اﻟﺑطﻞ اﻟﺷﮫﻳد / اﻟﻌﻘﻳد آﻣﺎل رءوف ،‬
‫وآﻳف آﻧه ﻗﺎﺗﻞ ﻓﻰ ﺷﺟﺎﻋﺔ ، وإﺳﺗﺑﺳﺎل ، واﺳﺗطﺎع اﻟﺻﻣود ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ﻣﻊ أﻓراد آﺗﻳﺑﺗه ﻓﻰ ﺣرب‬
‫ﺳﻧﺔ 7691 وﻟم ﻳﺗﻣآن اﻟﻌدو ﻣن إﺧﺗراق ﻣوﻗﻌﺔ ؛ اﻟﻰ أن اﺗﺧذ اﻟﻌدو ﺧطﺔ أﺧرى ، وهﻰ ﺿرب اﻟآﺗﻳﺑﺔ‬
                                                  ‫6‬
‫اﻟﺻﺎﻣدة ﻣن اﻟﺟو ، وﻟو ﻟم ﻳﺣدث هذا ﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎع اﻟﻌدو إآﺗﺳﺎح اﻟﻣوﻗﻊ ، وآﻳف أن اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳن‬
                                                        ‫ﻳﻌرﻓون هذا ﺟﻳدا ، وآﺗﺑوا ﻋن هذا اﻟﻘﺎﺋد .‬
‫ﻗرأت هذه اﻟﻔﻘرة أﻧﺎ وأﺑﻧﺎﺋﻰ ، وﻟم ﻧﺻدق أﻋﻳﻧﻧﺎ .. ﻳﺎ إﻟﮫﻰ ! هذه ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟم ﻧآن ﻧﻌﻠﻣﮫﺎ ﻣن ﻗﺑﻞ‬
                                                                                              ‫...‬
                               ‫هذه أول ﻣرة أﻋرف أن زوﺟﻰ اﻟﺷﮫﻳد ﻗد ﻗﺎم ﺑﮫذه اﻟﺑطوﻻت ! ! .‬
‫ﻓﺄﻟف ﺷآر ﻟﻠﻔرﻳق اﻟﻣﻧﺻف ؛ ﻓﻘد ﻣﻸ إﺑﻧﻰ ﻓﺧرا ﺑواﻟدهﻣﺎ اﻟﻌظﻳم اﻟذى ﺗرآﮫﻣﺎ طﻔﻠﻳن ﺻﻐﻳرﻳن ،‬
                                                            ‫وهﻣﺎ اﻵن طﺑﻳﺑﺎن ﺑﻔﺿﻞ اﷲ وﻋﻧﺎﻳﺗه .‬
                                     ‫وﺟزاه اﷲ آﻞ ﺧﻳر . .‬
             ‫ﺣرم اﻟﺷﮫﻳد / آﻣﺎل رؤوف‬
           ‫19 ش ﻋﺑد اﻟﻌزﻳز ﻓﮫﻣﻰ – ﻣﺻر اﻟﺟدﺑدة‬




                                      ‫ﻗﺑـﻞ أن ﻧﻘـرأ‬
‫أآﺛر ﻣن ﺷرف أﺣظﻰ ﺑه وأﻧﺎ أﻗدم ﻟﻠطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻣن اﻟآﺗﺎب اﻟﻘﻳم quot; أﺑطـﺎل اﻟﻔرﻗـﺔ 91 – ﻣﻘﺎﺗﻠـون‬
                                                                                      ‫ﻓـوق اﻟﻌـﺎدة quot; .‬
‫اﻟﺷرف اﻷول اﻟذى أﻋﺗز ﺑه : أن هذا اﻟآﺗﺎب ؛ ﺑﻣﺎ ﻳﺿﻣه ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻗﻳﻣﺔ : ﺻﺎﻏﮫﺎ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻋﻧﻳد‬
‫، ﻳﻌد إﺿﺎﻓﺔ هﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣآﺗﺑﺔ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ؛ ﺣﻳث ﺗﻧﺎول اﻟآﺗﺎب ﺑﻳن ﻓﺻوﻟه اﻟﻌﺷر : أﺣداث أﻋظم‬
                                     ‫اﻧﺗﺻﺎرات ﻣﺻر واﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ quot;إﻧﺗﺻﺎر ﺣرب أآﺗوﺑر اﻟﻣﺟﻳد quot;.‬
‫هذه اﻟﻣﻠﺣﻣﺔ اﻟﻌظﻳﻣﺔ ؛ اﻟﺗﻰ ﺻﻧﻌﺗﮫﺎ ﺳواﻋد أﺑﻧﺎء ﻣﺻر ﻣن رﺟﺎل اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ،‬
        ‫وﺻﺎﻏﺗﮫﺎ ﻗطرات دﻣﺎء اﻟﺷﮫداء اﻷﺑرار ، وﺳﺟﻠﮫﺎ اﻟﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻰ أﻧﺻﻊ ﺻﻔﺣﺎﺗه ﺑﺣروف ﻣن ﻧور.‬
‫هذا اﻟﻧﺻر اﻟﻌزﻳز اﻟذى ﺣﻘﻘه أﺑﻧﺎء ﻣﺻر ﻓﻰ أآﺗوﺑر 37 : ﻗد ﻋﺑر ﺑﺎﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ - آﻠﮫﺎ - إﻟﻰ آﻓﺎق‬
                                                      ‫ﺟدﻳدة ، ورﻓﻊ ﻋن آﺎهﻠﮫﺎ ذآرﻳﺎت ﺣزﻳﻧﺔ ﻣؤﻟﻣﺔ .‬
‫أﻣﺎ اﻟﺷرف اﻟﺛﺎﻧﻰ اﻟذى ﻳﺗﺣﻘق ﻟﻰ وأﻧﺎ أﻗدم هذا أﻟآﺗﺎب اﻟﮫﺎم : ﻓﮫوأن ﻣؤﻟﻔه ﺑطﻞ ﻣن أﺑطﺎل هذا‬
‫اﻟﺷﻌب اﻷﺻﻳﻞ . . ﺷﺎرك ﻓﻰ آﻞ ﺣروب وطﻧه ﻣﻧذ ﺣرب 8491 وﺣﺗﻰ ﺣﻘق ﺟﻳش ﻣﺻر اﻟﺑﺎﺳﻞ‬
                                                                                     ‫اﻧﺗﺻﺎر 3791 .‬
‫ﻟﻘد ﺣﻣﻞ هذا اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﺻﻠد : روﺣه ﻋﻠﻰ آﻔﻳه ، وراح ﻳﺑذل اﻟﻌطﺎء ، ﻣﻊ ﺿﺑﺎطه وﺟﻧوده : ﻓﺧﺎض ﺑﮫم‬
‫وﻣﻌﮫم ﻣﻌﺎرك ﺿﺎرﻳﺔ ، وواﺟه ﺑﮫم وﻣﻌﮫم ﻣواﻗف ﺻﻌﺑﺔ ، وﺣﻘق ﺑﮫم وﻣﻌﮫم اﻧﺗﺻﺎرات ﻋدﻳدة‬
                                                                                 ‫وإﻧﺟﺎزات ﻣذهﻠه . .‬
‫وهوﻧﻔس اﻟﻔﺎرس : اﻟذى ﻣﺎ ﻣﻞ ﻳوﻣﺎ اﻟﻘﺗﺎل ﻓﻰ آﻞ اﻟﺳﺎﺣﺎت واﻟﻣواﺟﮫﺎت . . وﻓﻰ آﻞ اﻟﻣواﻗف واﻟﻣواﻗﻊ‬
                                   ‫ﻓآﺎن ﻋطﺎؤه : ﷲ واﻟوطن . . وآﺎن اﻟﻧﺻر ﻣن ﻋﻧد اﷲ ﻓﻰ اﻟﻧﮫﺎﻳﺔ .‬
‫ﺷرف ﺛﺎﻟث أﻋﺗزﺑه : إﻧﻧﻰ – هﻧﺎ – أﻗدم وﺛﻳﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺧﻳﺔ هﺎﻣﺔ ، ﻋن واﺣدة ، ﻣن أآﺛر اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت‬
                 ‫اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ؛ اﻟﺗﻰ أﺑﻠت ﺑﻼءا ﺣﺳﻧﺎ ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر وهﻰ quot;اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎهquot;‬
‫إن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺑﺎرزة اﻟﺗﻰ ﻗﺎﻣت ﺑﮫﺎ هذه اﻟﻔرﻗﺔ ، واﻹﻧﺟﺎزات اﻟآﺑﻳرة اﻟﺗﻰ ﺣﻘﻘﺗﮫﺎ ؛ ﺧﻼل ﺣرب أآﺗوﺑر–‬
‫وﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻗرار وﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر– ﺗﻠك اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻰ ﻟم ﻳﺗﺣدث ﻋﻧﮫﺎ أﺑطﺎل اﻟﻔرﻗﺔ 91 ؛ اﻟذﻳن آﺛروا‬
             ‫أن ﻳودﻋوا ﻣﺎ ﻗدﻣوه ﻓﻰ ذﻣﺔ اﻟﺗﺎرﻳﺦ ؛ ﻓﻘد آﺎن ﻋطﺎؤهم وﻣﻧذ اﻟﺑداﻳﺔ : ﻟوﺟه اﷲ واﻟوطن .‬
                                              ‫وﻻ زﻟت أﻋدد ﻣﺑﻌث إﻋﺗزازى ﺑﺗﻘدﻳم هدا اﻟآﺗﺎب ﻓﺄﻗول :‬
‫إن هذا اﻟآﺗﺎب ﻳﻌﺗـﺑر اﻷول ﻣن ﻧوﻋه .. ﺣﻳث ﻳﺗوارى اﻟﺑطﻞ ﻧﻔﺳـه ﻋن اﻷﺣداث ﻟﻳﺑرز أدوار اﻵﺧرﻳن‬
                                                                                                    ‫..‬

                                                  ‫7‬
‫ﻧﻌم..هذا ﻣﺎ ﻓﻌﻠه ﻓﻌﻼ اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ اﻟذى ﻗﺎد اﻟﻔرﻗﺔ 91 إﺑﺎن ﺣرب أآﺗوﺑر 37 .‬
‫ﻟم ﻳﺷﺄ اﻟرﺟﻞ أن ﻳظﮫر أهﻣﻳﺔ اﻟﻘرارات اﻟﺣآﻳﻣﺔ اﻟﺗﻰ أﺻدرهﺎ ﻓﻰ هذه اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺧﺎﻟدة ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ‬
                                                                                                ‫ﻣﺻـر.‬
                 ‫ﻟم ﻳﺷﺄ أن ﺗﺣﺗﻞ ﻋﺑﻘرﻳﺔ اﻟﻘرار ﻣوﻗﻊ اﻟﺻدارة وهو ﻳؤرخ ﻹﻧﺟﺎزات اﻟﻧﺻر ﻓﻰ ﻣوﻗﻌﺔ .‬
‫ﻟﻘد أراد أن ﻳﺑرز دور رؤﺳﺎﺋه وﻣرؤوﺳﻳه .. ﻓﻌدد ﻓﻰ ﻓﺻﻞ آﺎﻣﻞ آﻳف ﺗم اﻹﻋداد اﻟدﻗﻳق ﻟﺧطط‬
‫ﻋﻣﻠﻳﺎت ﺣرب أآﺗوﺑر ، وآﻳف آﺎن اﻟﺗدرﻳب ، وآﻳف آﺎﻧت ﺷﺟﺎﻋﺔ اﻹﻗﺗﺣﺎم ؟ وآﻳف ﺗﻣت ﻣواﺟﮫﺔ‬
                                                                                 ‫اﻟﺻﻌﺎب واﻟﺗﺣدﻳﺎت؟؟‬
‫اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ ﺳﺟﻞ ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب أﺳﻣﺎء أﺑطﺎل ﻻ ﻳزاﻟون ﻳواﺻﻠون اﻟﻌطﺎء ﻓﻰ ﻣواﻗﻊ ﺷﺗﻰ‬
‫ﻣن اﻟﻌﻣﻞ اﻟوطﻧﻰ اﻟﻔﻌﺎل ، آﻣﺎ ﺳﺟﻞ اﻟرﺟﻞ أﺳﻣﺎء ﺷﮫداء أدوا واﺟﺑﮫم ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺗﺎل ، وﻟﻘوا رﺑﮫم‬
                                                            ‫وهم ) ﻻ ﺧوف ﻋﻠﻳﮫم وﻻ هم ﻳﺣزﻧون ( ..‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌآس ﻣن آﺛﻳر ﻣن اﻟآﺗب اﻟﻌﺳآرﻳﺔ : اﻟﺗﻰ أﺻدرهﺎ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺳآرﻳﻳن ﻓﻰ ﻣﺻر- وﻓﻰ‬
‫ﻏﻳرهﺎ - ﻋﻠﻰ اﻟﻌآس ﻣن هؤﻹء ﺟﻣﻳﻌﺎ - آﺎن ﺣرص اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ أن ﻳﺟﺳد دور اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ ،‬
‫وأن ﻳﺑرز اﻟﺟواﻧب اﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎﺗﻠﻳن ، ﺗﻣﺎﻣﺎ آﻣﺎ آﺎن ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻊ اﻟآﺛﻳرﻳن ﻣﻧﮫم وهو ﻳﺗوﻟﻰ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﻘﻳﺎدة .‬
‫آﺎن اﻟﺗرآﻳز آﺑﻳرا ﻋﻠﻰ quot; اﻹﻧﺳﺎن quot;: هذه اﻟﻘﻳﻣﺔ اﻟﺗﻰ وهﺑﮫﺎ اﷲ ﻣن روﺣه اﻟآﺛﻳر . . اﻹﻧﺳﺎن هذا‬
                                                ‫اﻟﻣﺧﻠوق اﻟذى ﻓﺿﻠه اﷲ ﻋﻠﻰ آﺛﻳر ﻣﻣﺎ ﺧﻠق ﺗﻔﺿﻳﻼ .‬
‫وﻳﺷرح ﻗﺎﺋد اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﺑور اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ . . ﻓﻳﻘول ﻓﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻟث وهو‬
                                                                        ‫ﻳﺻف اﻟﻠﺣظﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻌﺑور :‬
‫quot; ﻟﻘد آﺎن ﻣﺷﮫدا ﺗﺎرﻳﺧﻳﺎ رهﻳﺑﺎ . . ﻻ ﻳﺧﺗﻠف آﺛﻳرا ﻋن اﻷﺳﺎطﻳر . . آﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣن‬
‫اﻟﻣﻌرآﺔ ﻋﺻﻳﺑﺔ ﺑآﻞ ﻣﺎﻓﻰ اﻟآﻠﻣﺔ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ - ﺻﺣﻳﺢ أن آﻞ ﺷﻰء ﻗد ﺗم اﻟﺗﺧطﻳط ﻟه - ﻟآن ﺗظﻞ‬
                                           ‫ﻧظرﻳﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ، واﻟﻣواﻗف ﻏﻳر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ quot; .‬
‫وأﺗوﻗف ﻗﻠﻳﻼ ﻋﻧد ﺟﻣﻠﺔ ﺧطﮫﺎ اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ ﻓﻰ آﺗﺎﺑه ، ﻋﻠﮫﺎ ﺗآﺷف ﻟﻧﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣن ﺷﺧﺻﻳﺔ‬
‫اﻟرﺟﻞ ﺣﻳث ﻳﻘول : quot; إن اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ داﺋﻣﺎ ﻟﮫﺎ ﻣذاق ﺧﺎص ﻳﺳﺗطﻳﻊ أن ﻳدرآه آﻞ إﻧﺳﺎن ﺳوى ﺗﺟرد ﻣن‬
                                                                                           ‫أطﻣﺎﻋه quot; .‬
‫وﻧﻌود ﻟﻠﺣظﺎت اﻟﻌﺑور- آﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﮫﺎ اﻟﻘﺎﺋد ﻓﻰ آﺗﺎﺑه ، وﺷرح ﺗﻔﺎﺻﻳﻠﮫﺎ ؛ ﻧﺎﺑﺿﺔ ﻧآﺎد ﻧراهﺎ ﻣﺎﺛﻠﺔ أﻣﺎم‬
‫أﻋﻳﻧﻧﺎ ﻣن ﻓرط ﺻدﻗﮫﺎ . . وﻧآﺎد أن ﻧﺗﻠﻣﺳﮫﺎ وهﻰ ﺗﺗﺣرك ﻓﻰ آﻠﻣﺎت . . ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻌﺑور . . دﻳﻧﺎﻣﻳآﻳﺔ‬
‫اﻟﻌﺑور . . آﻞ ﺷﻰء ﻧﻘرأ ﺗﻔﺎﺻﻳﻠه وآﺄﻧه ﺷﺧوص إرﺗدت ﻣﻼﺑس ﺳطور ، أو ﺳطور ﺗدور ﻋﻠﻰ ﺟﮫﺎز‬
                                                               ‫ﻓﻳدﻳو ﻳﺳﺗدﻋﻳﮫﺎ ﺑطرﻳﻘﺔ quot; اﻟﻔﻼش ﺑﺎكquot; .‬
‫وﻓﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟآﺗﺎب ﺗﺗﺟﺳد ﻣﻼﺣم اﻟﺑطوﻟﺔ واﻟﻔداء ﻓﻰ ﻋﻣﻠﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌد اﻟﻌﺑور . . ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت‬
                            ‫اﻟﺗﻰ ﺳﺑق اﻟﺟﻧود ﻓﻳﮫﺎ اﻟزﻣن ﻟوﺿﻊ ﻋﻠم ﻣﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﺷرﻗﻳﺔ ﻟﻠﻘﻧﺎة .‬
‫وﻓﻰ إطﺎر ﺣدﻳﺛه ﻋن اﻹﻧﺟﺎزات اﻟﮫﺎﻣﺔ اﻟﺗﻰ ﺣﻘﻘﺗﮫﺎ اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻓﻰ اﻷﻳﺎم اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺣرب ﻳﻘول : quot; إن‬
‫اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻗﺎﺳت أآﺛر ﻣن اﻟﻔرق اﻷﺧرى ، وﺗﺣﻣﻠت ﻣﺳﺋوﻟﻳﺎت أآﺛر ، وآﺎن ذﻟك ﻳرﺟﻊ ﻟطﺑﻳﻌﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ‬
‫اﻟﺗﻰ آﺎﻧت ﺗﻌﻣﻞ ﻓﻳﮫﺎ .. إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن هذه اﻟﻔرﻗﺔ - ﺑﺎﻟذات - آﺎﻧت أﺳـرع ، وأﻋﻣق اﻟﻔرق ؛ ﻓﻰ‬
                             ‫ﺗﺣرﻳرهﺎ ﻟﻸرض : ﺣﻳث وﺻﻠت اﻟﻰ 31 آﻳﻠو ﻣﺗر ﻓﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﺷرق اﻟﻘﻧﺎة quot;‬
‫وﻳﺷرح اﻟآﺗﺎب ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﻳﻞ ﻣﻼﺣم اﻹﺳﺗﻳﻼء ﻋﻞ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺣﺻﻳﻧﺔ ، واﻟﺑطوﻻت اﻟﺗﻰ ﺣﻘﻘﮫﺎ اﻟﻌدﻳد ﻣن أﺑﻧﺎء‬
‫ﻣﺻر ، وﻳﻘف طوﻳﻼ ﻋﻧد اﻟراﺋد ﻣﺣﻣد زرد اﻟذى أﺻﻳب ﺑدﻓﻌﺔ ﻧﻳران أﺛﻧﺎء اﻗﺗﺣﺎﻣه ﻧﻘطﺔ ﺣﺻﻳﻧﺔ ﻓﺣﻣﻞ‬
‫أﺣﺷﺎءه وﻣﺿﻰ وهو ﻣﺻﺎب ﻟﻳﺳﺗآﻣﻞ ﻣﮫﻣﺗه . . وهﻧﺎك ﺗﻔﺎﺻﻳﻞ ﻣﻌرآﺔ ﺣوض اﻟدرس أﻋظم ﻣﻌﺎرك‬
                ‫اﻟﺟﻳش اﻟﺛﺎﻟث . . آﻣﺎ ﻳﺗﺿﻣن اﻟآﺗﺎب اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻰ أدت إﻟﻰ وﻗوع اﻟﺛﻐرة .‬
‫وﻓﻰ ﻣوﻗﻊ آﺧر ﻣن اﻟآﺗﺎب ، وﺑﺎﻟﺗﺣدﻳد ﻓﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺳﺎدس ، ﻳﺷرح اﻟﻣؤﻟف ﻣﻠﺣﻣﺔ ﻣدﻳﻧﺔ اﻟﺳوﻳس‬
                                                               ‫ﻣﺳﺗﮫﻼ هذا اﻟﻔﺻﻞ ﺑﮫذه اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻘوﻳﺔ :‬
‫quot; ﺳوف ﻳﻘف اﻟﺗﺎرﻳﺦ طوﻳﻼ ، وهو ﻳﺳﺟﻞ ﻓﻰ أﺑرز ﺻﻔﺣﺎﺗه ﻣدﻳﻧﺔ اﻟﺳوﻳس اﻟﺑﺎﺳﻠﺔ . . ﺳوف‬
‫ﻳﻠﺗﻘط اﻟﺗﺎرﻳﺦ ﺻورا ﻋدﻳدة ﻟﺑطوﻻت آﺛﻳرة ﺻﻧﻌﮫﺎ أﺑﻧﺎء ﻣﺻر ﻋﺳآرﻳون وﻣدﻧﻳون ﻓوق هذه اﻷرض‬
                                                                                             ‫اﻟطﻳﺑﺔ quot; .‬
‫وﻧﺻﻞ إﻟﻰ ﺷﮫور اﻟﺣﺻﺎر - وهﻰ ﻣﺣطﺔ هﺎﻣﺔ ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب ، ﻳﺟدر اﻟوﻗوف ﻋﻧدهﺎ وﺗﺄﻣﻞ‬
‫ﺗﻔﺎﺻﻳﻠﮫﺎ - . ﻓﻘد آﺎن ﻗدر اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ أن ﻳﺷﺎرك ﻓﻰ ﺟﻣﻳﻊ اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ‬
‫اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ - آﻣﺎ ﺳﺑق وأن ذآرت ﻣﻧذ ﻋﺎم 8491 - ﺑﻞ إن هذا اﻟﻘدر ﻳﻣﻌن ﻓﻰ اﻟﺧﺻوﺻﻳﺔ ، ﻓﻳﻘدر‬
                                                  ‫8‬
‫ﻟﻠرﺟﻞ أن ﻳآون اﻟﺿﺎﺑط اﻟوﺣﻳد ﺑﺎﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟذى ﺣوﺻر ﻣرﺗﻳن : اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻔﺎﻟوﺟﺎ ﺑﻔﻠﺳطﻳن‬
                                                                    ‫واﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر 3791 .‬
‫وﺑﻳن اﻟﺣﺻﺎرﻳن ﺳﻧوات طوﻳﻠﺔ وأﺣداث ﻋدﻳدة ، وﺗﻔﺎﺻﻳﻞ ﻣﺗﺑﺎﻳﻧﺔ ، ﻳﺷرﺣﮫﺎ ﻓﻰ هذا اﻟﻔﺻﻞ‬
‫اﻟﻣﻣﺗﻊ : اﻟذى ﻳﺻﻠﺢ ﻣﺎدة راﺋﻌﺔ ﻟﻌﻣﻞ ﻓﻧﻰ ﺳﻳﻧﻣﺎﺋﻰ أو ﺗﻠﻔزﻳوﻧﻰ ، ﺣﻳث ﺗﺗـﻌدد ﻓﻳه اﻟﺧطوط اﻟدراﻣﻳﺔ ،‬
‫واﻟﻣواﻗف اﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ اﻟﺷﻳﻘﺔ ؛ ﺑﻞ واﻟﻣﺛﻳرة أﻳﺿﺎ . ، وهوﻣﺎ أﻧﺑه إﻟﻳه آﺗﺎب اﻟﺳﻳﻧﺎرﻳو اﻟذﻳن ﺳﻳﺟدون ﻓﻰ‬
                                                    ‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن هذا اﻟآﺗﺎب : ﺿﺎﻟﺗﮫم اﻟﻣﻧﺷودة .‬
‫وﻧﻌﺑر إﻟﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺗﺎﺳﻊ اﻟذى ﻳﺳﺗﻌرض اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﻳن اﻷوﻓﻳﺎء ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎه ، وﻓﻰ هذا‬
          ‫اﻟﻔﺻﻞ ﻳﺳﺟﻞ أﺳﻣﺎء أﺑطﺎل . . وأﺑطﺎل . . أﺣﻳﺎء . . وﺷﮫداء . . ﻟآن اﻟﺟﻣﻳﻊ أﺑﻠوا ﺑﻼء ﺣﺳﻧﺎ .‬
‫ﺛم ﻳﺻﻞ ﻗطﺎر هذه اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺷﻳﻘﺔ إﻟﻰ آﺧر ﻣﺣطﺎﺗﮫﺎ . . اﻟﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟﻌﺎﺷر ﻷﻟﺗﻘط ﻣﻧه ﺑﻌض‬
                 ‫اﻟﻌﺑﺎرات ذات اﻟﻣﻐزى اﻟآﺑﻳر واﻟﻌﻣﻳق ﻓﻰ ﻧﻔس اﻟوﻗت .. ﻳﻘول اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ :‬
                                    ‫quot; إن اﻹﻳﻣﺎن ﺑﺎﷲ آﺎن أهم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﺻر ﻓﻰ أآﺗوﺑر 37 quot;.‬
                                         ‫وﻧﻘول أﻳﺿﺎ : quot; رﻏم اﻟﻧآﺳﺔ ﻟم ﺗﺗﺣطم ﺣﻳوﻳﺔ ﺷﻌﺑﻧﺎ quot; .‬
‫وﺑﻌد . . آﺎﻧت هذه ﻧﺑﺿﺎت ، ﺑﻞ ﻣﺟرد ﻧﻘﺎط ﻣن هذا اﻟآﺗﺎب اﻟراﺋﻊ ، واﻟذى ﻳﺟدر وﺟوده ﻓﻰ آﻞ‬
                                         ‫ﻣآﺗﺑﺔ . . ﻋﺳآرﻳﺔ آﺎﻧت أو ﻣدﻧﻳﺔ . . ﺛﻘﺎﻓﻳﺔ آﺎﻧت أم ﻋﻠﻣﻳﺔ . .‬
‫ﺑﻞ إﻧﻰ ﻻ أآون ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ إذا طﺎﻟﺑت : ﺑﺿرورة أن ﻳﺗواﺟد هذا اﻟآﺗﺎب ﻓﻰ ﻣآﺗﺑﺎت : اﻟآﻠﻳﺎت‬
                                          ‫اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ، واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ، واﻟﻣدارس ؛ ﻓﻰ ﻣراﺣﻠﮫﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .‬
                 ‫ﻓﻣﺎ أﺣوﺟﻧﺎ اﻟﻰ ﺟرﻋﺎت ﻋن ﺣﻘﺎﺋق أﻣﺟﺎدﻧﺎ وﻣﺎ ﺣﻘﻘه أﺑﻧﺎء هذا اﻟﺷﻌب اﻷﺻﻳﻞ .‬
‫ﺑﻘﻰ أن أﻋود اﻟﻰ اﻟﺑداﻳﺔ . . اﻟﻰ اﻹهداء اﻟذى أآد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﻳف ﺑﻣﻔﺗﺎح ﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف‬
                                                                                            ‫ﻋﻔﻳﻔﻰ ..‬
‫ﻓﺈذا آﺎن ﻟم ﻳﻘدم دوره ﻋﻠﻰ دور ﻗﺎدﺗه وﻣرؤﺳﻳه . . وإذا آﺎن ﻗد أﺑرز- ﻣن ﺧﻼل ﻓﺻول اﻟآﺗﺎب‬
‫اﻟﻌﺷر - دور اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﻣﺻرى ، واﻟﺑطوﻻت اﻟﻔردﻳﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﻳﺔ . . إن آﺎن ﻗد آﺛر اﻟﺗرﻓﻊ ﻋن quot; اﻷﻧﺎ quot; :‬
‫ﻓﻘد آﺎن اﻹهداء - أﻳﺿﺎ - ﻳﺣﻣﻞ ﻧﻔس اﻟﺧﺻﺎﺋص . . ﻓﻘد أهدى آﺗﺎﺑه إﻟﻰ quot; أرواح اﻟﺷﮫداء اﻷﺑرار و‬
                                                           ‫اﻷﺑطﺎل اﻟﻣﺟﮫوﻟﻳن ، واﻟﻣﻘﺎﺗﻠﻳن اﻷوﻓﻳﺎء quot; .‬
              ‫وﻷن اﷲ ﻳؤﺗﻰ آﻞ ذى ﻓﺿﻞ ﻓﺿﻠه . . ﻓﺈﻧﻰ اﺳﺄﻟه ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻳرزﻗه اﻟﺣﺳﻧﻰ وزﻳﺎدة .‬

                   ‫ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ‬
                   ‫ﻧوﻓﻣﺑر 1991‬




                                                                      ‫ﻣﻘدﻣﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ‬
‫ﻟﻘـد آﻧت - وﻣﺎزﻟت - أرى ﻣن أﺻﻌب اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ آﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﻳﺦ . . ﺧﺎﺻﺔ : ﻋﻧدﻣﺎ ﻳآون ذﻟك اﻟﺗﺎرﻳﺦ‬
‫ﻣﺗﺻﻼ ﺑﺎﻟﻧواﺣﻰ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﺣوﻳه ﻣن ﻣﺻطﻠﺣﺎت ، ﺗﻘﻧﻳﺔ ، وﺗﻌﺑﻳرات ﻓﻧﻳﺔ ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ‬
‫ﺗﻔرﺿه ﺿرورات اﻷﻣن ﻣن ﺗﺟﻧب أﺣداث وﻣواﻗف .. ﻗد ﻳؤدى ﺣذﻓﮫﺎ ، أوﺗﻠﺧﻳﺻﮫﺎ إﻟﻰ إﺣداث ﺛﻐرات ﻓﻰ‬
                                      ‫ﺗراﺑط اﻟوﻗﺎﺋﻊ ، أوﺧﻠﺧﻠﺔ ﻓﻰ ﺗﻣﺎﺳك اﻷﺣداث ﻓﻰ ذهن اﻟﻘﺎرىء .‬
‫وﻣن هﻧﺎ : آﺎن ﺣﻣدى – ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ - آﺛﻳرا ؛ أن وﻓﻘﻧﻰ ﻓﻳﻣﺎ آﺗﺑﺗه ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب : ﻣن وﻗﺎﺋﻊ ﺗﺎرﻳﺧﻳﺔ ﺗﺗﺻﻞ‬
‫ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﻣن أهم ﻣراﺣﻞ ﻗواﺗﻧﺎ اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ، ﺗﺣرﻳت ﻓﻳﮫﺎ اﻟدﻗﺔ ، واﻟﺻدق أﺑﻠﻎ ﻣﺎﺗآون اﻟدﻗﺔ واﻟﺻدق ؛ ﻟآﻰ‬
‫ﺗﺄﺗﻰ ﺗﻌﺑﻳرا ﺣﻘﻳﻘﻳﺎ ﻋﻣﺎ ﺗﺟﻳش ﺑه ﺻدور آﻻف ﻣﻣن ﻋﺎﻳﺷوا هذه اﻷﺣداث ، ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﻣوج ﺑه ﻣن إﻧﻔﻌﺎﻻت ،‬
                                             ‫وﺗﺿﺣﻳﺎت . . وﻓداﺋﻳﺔ ﺗﻔوق ﻓﻰ اﻟواﻗﻊ آﻞ أﻟوان اﻟﺧﻳﺎل .‬
                                            ‫وﻟﺋن ﻗﻠت : إن ﻣﺎﺳﺟﻠﺗه ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب إﻧﻣﺎ هو وﻣﺿﺎت . .‬
‫ﻓﻣﺎ ذﻟـك : إﻻ ﻷن ﻣﺎ ﺗﺣوﻳه اﻟذاآرة ﻣن ﻣواﻗف ، وﺗﺟﺎرب . . وذآرﻳﺎت . . ﻓوق أن ﺗﺗﺳﻊ ﻟه ﺻﺣﺎﺋف‬
‫آﺗﺎب . . أوﺗﺣﻳط ﺑه ﻋﺑﺎرة آﺎﺗب ، ﺧﺎﺻﺔ : ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺑﻌض اﻟﻣواﻗف اﻟﺻﻌﺑﺔ ، واﻟﻣواﻗف اﻟﺷرﺳﺔ ..‬
                                                 ‫9‬
‫واﻟﺗﻰ ﺗﮫون ﻓﻳﮫﺎ ﻟدى اﻷﺑطﺎل اﻟﺻﺎدﻗﻳن ، واﻟﻣﺟﺎهدﻳن اﻟﻣﺧﻠﺻﻳن آﻞ ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺣﻳﺎة . . واﻟﺑذل . . واﻟﻔـداء‬
                                                                                               ‫..‬
‫آﺄﻣﺛﺎل : ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺻﺎر . . وﻣﻌرآﺔ اﻟﺳوﻳس اﻟﺑﺎﺳﻠﺔ ، واﻟﺗﻰ ﺷﮫد اﻟﻌدو ﻧﻔﺳه : ﺑﺄﻧه ﻟﻘﻰ ﻓﻳﮫﺎ ﻣواﺟﮫﺔ‬
                                            ‫ﺻﻌﺑﺔ ، وﻗﺗﺎﻻ ﺷرﺳﺎ ﻣن ﻗوات اﻟﻔرﻗﺔ 91 داﺧﻞ اﻟﻣدﻳﻧﺔ .‬
‫هذه اﻟﻣــواﻗف .. وﺗﻠك اﻟوﻗﺎﺋــﻊ ، وأﻣﺛﺎﻟﮫﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺟﻠﺗه ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب . واﻟﺗﻰ آﻧت ﻓﻳﮫﺎ ﺣرﻳﺻـﺎ - أﺷد‬
‫اﻟﺣرص - ﻋﻠﻰ أن ﻳﺗم إﺳﺗﺧﻼص اﻟوﻗﺎﺋﻊ ، واﻷﺣداث ﻣن ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﻳـدان ﻟﮫﺎ ، وﻣن ﺷﮫود اﻟوﻗﺎﺋﻊ ،‬
                                  ‫وﺑﺷﮫﺎدة اﻟﺟﻣﻳﻊ ﻣﻣن ﻋﺎﻳﺷوا هذه اﻷﺣداث ، أو ﺷﺎرآوا ﻓﻳﮫﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .‬
‫وﻻ ﻳﻔوﺗﻧﻰ - هﻧﺎ - أن أذآر : أن ﻣﺎذآرﺗه ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب ﻣن اﻷﺳﻣﺎء ، أو ﺳﺟﻠﺗه ﻣن وﻗﺎﺋﻊ : ﻟﻳﺳت إﻻ‬
               ‫ﻧﻣﺎذج ﻣﺷرﻗه ﻣن ﺻور وﺿﻳﺋﺔ آﺛﻳرة . .. أﺑﻠﻰ ﻓﻳﮫﺎ اﻟرﺟﺎل ﻣن أﺑطﺎل اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة .‬
‫ﺑﻞ وآﻞ ﻣن ﺷﺎرآوا ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر اﻟﻣﺟﻳدة . ﺑﻼء ﺣﺳﻧﺎ . . أوﻟﺋك اﻷﺑطﺎل اﻟذﻳن ﻻ أﺟد ﻟﮫم ﺷﮫﺎدة‬
                                                        ‫أﺻدق ، وﻻ وﺳﺎﻣﺎ أرﻓﻊ ﻣن ﻗوﻟه ﺗﻌﺎﻟﻰ :‬
  ‫quot;رﺟﺎل ﺻدﻗوا ﻣﺎ ﻋﺎهدوا اﷲ ﻋﻠﻳه ﻓﻣﻧﮫم ﻣن ﻗﺿﻰ ﻧﺣﺑه وﻣﻧﮫم ﻣن ﻳﻧﺗظر وﻣﺎ ﺑدﻟوأ ﺗﺑدﻳﻼ quot;‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻧﻰ أﺿﻳف - هﻧﺎ - وﻓﻰ هذه اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻣوﺟزة أﻣرا آﺧر ﻻ أﺟد ﻟه إﻻ أن أﻟﮫﺞ ﺑﺣﻣد اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
                                                                                ‫وﺷآره .‬
‫وأن أﺷآر اﷲ ﻷوﻟﺋك اﻟﻘراء اﻟذﻳن ﺗﻠﻘﻔوا هذا اﻟآﺗﺎب ، وأوﺳﻌوه دراﺳﺔ وﺗﻌﻠﻳﻘﺎ ، وﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎ آﺎن ﺣﺎﻓزأ‬
           ‫ﻋﻠﻰ إﺻدار اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ . . ﺳﺎﺋﻼ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﻣﺎم ودوام اﻟﺗوﻓﻳق . وهو ﺣﺳﺑﻧﺎ و ﻧﻌم اﻟوآﻳﻞ .‬


           ‫ﻓرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ‬




                                       ‫ﻧﺑذة ﻣﻣﺎ آﺗﺑه اﻟﻠـواء / دآﺗور إﺑراهـﻳم ﺷآﻳـب‬
           ‫ﻓﻰ ﺟرﻳدة اﻟﺟﻣﮫورﻳﺔ ﺑﺗﺎرﻳﺦ 3/6/1991 ﺗﺣت ﻋﻧوان ﻣن ﻳوﻧﻳو 76 اﻟﻰ أآﺗوﺑر 37‬
                                                                                     ‫- ﻣﺎ ﺧﻼﺻﺗه -‬
‫وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﻳه ، هو أن اﻟآﺛﻳرﻳن ﻣﻧﺎ ﻗد ﻓﺎﺟﺄﺗﮫم اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟﻘﺎﺳﻳﺔ ﻟﺣرب ﻋﺎم 7691 ، وﻓﻰ ﻣوﺟﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻳﺄس اﻟﻘﺎﺗﻞ وﺧﻳﺑﺔ اﻷﻣﻞ اﻟﻣرﻳرة إﻋﺗﻘدوا أن اﻟﻌدو اﻟذى ﺟﺎﺑﮫﻧﺎه آﺎن ﻳﻣﻠك ﻗوة ﻋﺳآرﻳﺔ ، وﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻻ ﻗﺑﻞ‬
                                                                                ‫ﻟﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻدى ﻟﮫﺎ .‬
‫واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ - ﻋﻠﻰ ﻣرارﺗﮫﺎ - هﻰ أن ﻋدوﻧﺎ آﺎن ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻘوة ﻣﺎ آﺎن ﻟﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﮫﻳن ﺑﮫﺎ ، وان‬
‫ﺗآﺗﻳآﺎﺗه ، وﺧططه اﻻﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ ، اﻟﺗﻰ اﺳﺗﺧدﻣﮫﺎ ﻓﻰ اﻟﻣﻌرآﺔ ، واﻟﺗﻰ ﻣﻊ اﻷﺳف آﻠه ﺳﺑق وأن إﺳﺗﺧدﻣﮫﺎ‬
                        ‫ﻓﻰ ﺟوﻻت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺷﻳر : إﻟﻰ آﻧه آﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺑواطن اﻟﻘوة ، واﻟﺿﻌف ﻓﻳﻧﺎ .‬

                                                ‫01‬
‫ﻓﺎﺳﺗﻐﻠﮫﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣه إﻟﻰ آﻗﺻﻰ ﺣد ﻣﻣآن ،. إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﻳﻧﻔﻰ ﺗﻣﺎﻣﺎ : أن ﺣرب ﻳوﻧﻳو 7691 ﻗد‬
‫إﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﻣن اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻹﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ واﻟﺑطوﻻت اﻟﻔردﻳﺔ اﻟﺗﻰ ﻟم ﻳآﺷف ﻋﻧﮫﺎ ﺑﻌد ﺑﺎﻟﻘدر اﻟآـﺎﻓﻰ ،‬
                                                                                   ‫ﻟﻌﻞ ﻣن أهﻣﮫﺎ :‬
‫إﻋداد ﺧطﺔ اﻟﺿرﺑﺔ اﻟﺟوﻳﺔ اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ ﺻﺑﺎح ﻳوم 5 ﻳوﻧﻳو ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺎﺳﺑﺎت اﻻﻟﻳآﺗروﻧﻳﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣرﻳﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻳﺔ ، ﻓﻰ ﻣﻳﻧﺎء طوﻟون ﺑﺎﻟﺗواطؤ ﻣﻊ وزﻳر اﺋدﻓﺎع اﻟﻔرﻧﺳﻰ و دون ﻋﻠم‬
                                                                     ‫اﻟرﺋﻳس دﻳﺟول .‬
‫إﻋﺗراف ﻗﺎﺋد إﺳراﺋﻳﻠﻰ ﻣرﻣوق هو ﻣﺗﺗﻳﺎهو ﺑﻳﻠﻳد : ﺑﺄن إﺳراﺋﻳﻞ ﻗد إﺳﺗﻔﺎدت ﻣن درس‬
‫اﻟﻌدوان اﻟﺛﻼﺛﻰ ﻋﺎم 6591 ودﺑرت quot; ﺧدﻋﺔ ﻋﺎﻟﻣﻳﺔ quot; ﻟﺗﺿﻠﻳﻞ اﻟرأى اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻰ ،‬
‫ﺷﺎرآت ﻓﻳﮫﺎ أﺟﮫزة إﻋﻼم ، و ﺗواطﺄت ﻣﻌﮫﺎ اذاﻋﺎت ، وﺻﺣف ، و ﺗﻠﻳﻔزﻳوﻧﺎت أوروﺑﺎ ،‬
‫واﺳﺗدرﺟت ﻣﺻر إﻟﻰ quot; ﻓﺦ quot; أﻋد ﻟﮫﺎ ﺑﻌﻧﺎﻳﺔ ، وطﺑﻘت إﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ اﻟﺣرب اﻟﺧﺎطﻔﺔ ﻗﺑﻞ أن‬
                                                           ‫ﻳﻔﻳق اﻟرأى اﻟﻌﺎم اﻟدوﻟﻰ .‬
‫وﻟآن ﻓﻰ إطﺎر أن اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻻﺑد وأن ﺗﺗﺿﺢ ﻓﻰ ﻳوم ﻣﺎ : أﻋﻠن ﻣﻌظم أﻋﺿﺎء هﻳﺋﺔ أرآﺎن اﻟﺣرب‬
‫اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ ﺑﻌد ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺣرب : أن ﺑﻼدهم ﻟم ﻳآن ﻳﺗﮫددهﺎ ﺧطر اﻹﺑﺎدة آﻣﺎ ادﻋت ﻓﻰ ﻣﺎﻳوﻋﺎم‬
                                             ‫7691 ، وﻟﻌﻞ quot; ﺳﺎﻧت ﺟﻳروم quot; آﺎن ﻣﺣﻘﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎل :‬
                   ‫quot; إذا ﺗوﻟدت اﻹﺳﺎءة ﻣن اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ، ﻓﺈن ﺗوﻟد اﻹﺳﺎءة أﻓﺿﻞ ﻣن إﺧﻔﺎء اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ quot; .‬
‫• أوﺟه اﻟﻘﺻور ﻓﻰ ﻓﮫم اﻟﻘﻳﺎدات اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻟﻠدور اﻷﻣرﻳآﻰ ﻓﻰ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ، واﺳﺗﻐﻼل واﺷﻧطن‬
‫وﺗﻞ أﺑﻳب ﻟﮫذا ، وآﻳف أن ﺛﻼث ﺟﮫﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻋﻣﻼء اﻟﻣﺧﺎﺑرات ﻓﻰ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻗد أآدث ﺣﺗﻣﻳﺔ هزﻳﻣﺔ‬
                                                                                 ‫ﻣﺻر .‬
‫ﻣن اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ، أن اﺳراﺋﻳﻞ ﺗﺟﺎزى اﻟﻌﺎﻟم اﻵن ﺟزاء ﻗﺎﺳﻳﺎ ؛ ﺛﻣﻧﺎ ﻟﻧﺟﺎح دﻋﺎﻳﺗﮫﺎ ، وﻧﺟﺎح اﻟﺿﻐط‬
                                                ‫اﻟذى ﻣﺎرﺳه وﻳﻣﺎرﺳه اﻟﺻﮫﺎﻳﻧﺔ ﻓﻰ اﻟدول اﻟﻌرﺑﻳﺔ .‬
‫ﻓﻘد آﺎﻧت اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺳﻼم واﻟﻌداﻟﺔ ﺗﻘﺗﺿﻰ ﻗﻳﺎم إﺳراﺋﻳﻞ ﺑﺎﻧﺳﺣﺎب ﺳرﻳﻊ وآﺎﻣﻞ ﻋﻘب ﺣرب 7691‬
                                                                     ‫وهﻰ ﻓﻰ أوج ﻗوﺗﮫﺎ .‬
‫وﻟو أﻧﮫﺎ اﻧﺗﮫﺟت ﻓﻰ ذاك اﻟوﻗت ﺳﻳﺎﺳﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﺗﺳﻣت ﺑﺑﻌد اﻟﻧظر : ﻟﺗﻣآﻧت ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺷﺎﻋر اﻟآراهﻳﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ، وﻟﺗﻔﺎدت ﺣرب أآﺗوﺑر 3791 ، وﻷدت ﻗﺑﻞ آﻞ ﺷﻰء إﻟﻰ ﺗطوﻳر آﺑﻳر ﻓﻰ‬
                                              ‫إﺣﺗﻣﺎﻻت ﺗﻌﺎﻳش ﻋرﺑﻰ - إﺳراﺋﻳﻠﻰ طوﻳﻞ اﻷﻣد .‬
                                                     ‫هذا ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺧﺗص ﺑﺎﻟﺣﻘﺎﺋق اﻻﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ . .‬
‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑطوﻻت اﻟﻔردﻳﺔ : ﻓﻠﻌﻠﮫﺎ آﺎﻧت اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻰ ﻧطﺎﻟﻊ ﻓﻳﮫﺎ ﻣﻧذ ﺣواﻟﻰ رﺑﻊ ﻗرن‬
‫ﺑﻌﺿﺎ ﻣن هذه اﻟﺑطوﻻت ﻓﻰ آﺣدث آﺗﺎب ﻋن ﺣرب اآﺗوﺑر ﻋﺎم 3791 ، واﻟذى اﺧﺗﺎر ﻣؤﻟﻔه اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف‬
‫ﻋﻔﻳﻔﻰ ﻋﻧواﻧﺎ ﻟه : » أﺑطﺎل اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﻘﺎﺗﻠون ﻓوق اﻟﻌﺎدة « ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره آﺎن ﻗﺎﺋدا ﻟﮫذه اﻟﻔرﻗﺔ طوال ﻓﺗرة‬
                                                                                          ‫اﻟﺣرب .‬
‫وآﻌﺎدة اﻟﻌﺳآرﻳﻳن : اﺗﺑﻊ اﻟﻣؤﻟف اﻟﻣﻧﮫﺞ اﻹﺳﺗردادى واﻟﺗرآﻳﺑﻰ ﻣﻌﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺑرهﻧﺔ اﻟﺣﻘﺎﺋق‬
‫ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﮫذه اﻟﺣرب ، وإﺧﺗﺎر ﻟذﻟك ﻣدﺧﻼ إﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺳرد ﺗﺟرﺑﺗه اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ إﺑﺎن ﺣرب ﻳوﻧﻳو 7691‬
‫، وهﻰ ﺗﺟرﺑﺔ ﺗﻌﺗﺑر- ﺑآﻞ اﻟﻣﻘﺎﻳﻳس - ﺛرﻳﺔ ، آﺎن أﺑرز ﻣﺎ ﻣﻳزهﺎ ذآره - آﻣﺎ أﺳﻠﻔت - ﻟﺑﻌض اﻟﻘﺻص ،‬
‫واﻟﺑطوﻻت اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ، اﻟﺗﻰ ﺗﺻﻠﺢ أى ﻣﻧﮫﺎ ﻟﻣﻠﺣﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﮫﺎ ، واﻟﺗﻰ - إذا ﺗآﺎﻣﻠت - ﺑﻣؤﻟﻔﺎت‬
‫أﺧرى ﻣن ﻗﺎدة آﺧرﻳن : ﻓﺈﻧﮫﺎ ﺳوف ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺿوء ﺳﺎطﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻰ ﺗﺎهت ﻓﻰ هذا اﻟآم‬
                                                                    ‫اﻟﮫﺎﺋﻞ ﻣن اﻹدﻋﺎءات واﻷآﺎذﻳب .‬
‫وﻳﺧطﺊ آﺛﻳرا ﻣن ﻳظن : أﻧه ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻓﺻﻞ وﻗﺎﺋﻊ ﺣرب أآﺗوﺑر ﻋﺎم 3791 ﻋن أﺣداث ﺣرب‬
 ‫ﻳوﻧﻳو ﻋﺎم 7691 ، وﻋن ﺣرب اﻻﺳﺗﻧزاف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺑﮫﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ 8691 – 0791 ، واﻟﺗﻰ ﻳﻣآن اﻟﻘول :‬
‫إﻧﮫﺎ آﺎﻧت اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ ﻟﮫﺎ ، واﻟﺗﻰ آﺎﻧت ﺧﺳﺎﺋرهﺎ - ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻓداﺣﺗﮫﺎ - هﻰ اﻟﺿرﻳﺑﺔ اﻟﺗﻰ آﺎن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ أن ﺗﺗﺣﻣﻠﮫﺎ ﺑﺷرف ؛ ﻟﻺﻧﺗﻘﺎل ﺑﺎﻟآﻔﺎءة اﻟﻘﺗﺎﻟﻳﺔ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻣن واﻗﻊ‬
                                                        ‫5 ﻳوﻧﻳو ﻋﺎم 7691 اﻟﻰ 6 أآﺗوﺑر ﻋﺎم 3791 .‬

                                               ‫11‬
‫وﻓﻰ اﻟﺣروب ، آﺛﻳرا ﻣﺎ ﺗﺿﻳﻊ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻓﻰ ﺧﺿم ﺟﻧﺎزﻳر اﻟﻣﺟﻧزرات ، وهدﻳر اﻟﻣداﻓﻊ ، وأزﻳز‬
                                                 ‫اﻟطﺎﺋرات ، وﺧطب اﻟﺳﺎﺳﺔ ، وﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎدة .‬
‫وﻟذﻟك : ﻓﺳﺗظﻞ ﻣﺷآﻠﺔ اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻋﻧد ﺗﺳﺟﻳﻞ اﻷﺣداث اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﺑﺧﺎﺻﺔ : ﻋﻧدﻣﺎ ﺗآون‬
                                           ‫هذه اﻷﺣداث ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣرب ﻗﺎﺋﻣﺔ ، ﺣﺗﻰ ﻧﮫﺎﻳﺔ اﻟزﻣﺎن .‬
‫ﻓﻠﻳس ﻣن اﻟﻣﻳﺳور اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧواﻳﺎ ، وﺧطط اﻟﺟﺎﻧﺑﻳن اﻟﻣﺗﺣﺎرﺑﻳن ﻗﺑﻞ اﻟﻣﻌرآﺔ وأﺛﻧﺎﺋﮫﺎ ، وﻓﻰ‬
       ‫أﻋﻘﺎﺑﮫﺎ . . وﺗﻧﺎﻗض أﻗوال اﻟﺷﮫود اﻷﺣﻳﺎء ، وﻣﺣﺎوﻟﺔ آﻞ ﻣﻧﮫم ﺗﺑرﻳر ﺗﺻرﻓه إزاء ﻣواﻗف ﻣﺣددة .‬
‫اﻷﻣر اﻟذى ﻳﺧﻠق ﺻﻌوﺑﺎت ﺟﻣﺔ ﻹﺳﺗﺧﻼص اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻣن هذا اﻟآم اﻟﮫﺎﺋﻞ ﻣن اﻷﻗوال ، واﻟﻣذآرات ،‬
                                        ‫واﻟﺗﻘﺎرﻳر اﻟﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻰ ﻳﻐﻠب ﻋﻠﻳﮫﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻹﻧﺷﺎﺋﻳﺔ .‬
‫وإذا ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﺗطﺑﻳق ﺗﻠك اﻟﻣﻔﺎهﻳم ﻋﻠﻰ ﻣؤﻟﻔﻧﺎ - ﻣﺣﻞ اﻟدراﺳﺔ - ﻓﺳوف ﻻ ﻳﻔوﺗﻧﺎ رﺻد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
                                                            ‫اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻳﻣآن إﻳﺟﺎزهﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻠﻰ :‬
‫أوﻻ : ان اﻟﻣؤﻟف ﻗد دون ﻣؤﻟﻔه ﺑﻌد إﻧﻘﺿﺎء 42 ﻋﺎﻣﺄ ﻋﻠﻰ ﺣرب ﻳوﻧﻳو 7691 ، وﺣواﻟﻰ 81 ﻋﺎﻣﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر 3791 ، ﻓﺗوﻓر ﺑذﻟك اﻟﺑﻌد اﻟﺗﺎرﻳﺧﻰ ﻟﻠﻣوﺿوع ، ﻟﻠآﺗﺎﺑﺔ ﻓﻳه ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن‬
‫اﻟﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺳآرى اﻟذى ﻳآﺗب ﺑﻌد ﻓﺗرة وﺟﻳزة ﻣن اﻧﺗﮫﺎء إﺣدى اﻟﺣروب ﻳآون ﻓﻰ اﻟﻌﺎدة ﻏﻳر‬
       ‫ﻣرض : ﻷن اﻟﺻﻣت اﻟذى ﺗﺗطﻠﺑه اﻋﺗﺑﺎرات اﻷﻣن ﺗﻔوق اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻰ ﺳﺗﻌود ﻣن اﻟﻧﺷر .‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ : ان ﺳرد وﻗﺎﺋﻊ ﺣرب أآﺗوﺑر ﻟﻠﻔرﻗﺔ 91 ﻗد ﺗم اﺳﺗﺧﻼﺻﮫﺎ ﻣن واﻗﻊ ﺳﺟﻞ ﺳﻳر اﻟﺣوادث ﻟﻠﻔرﻗﺔ‬
       ‫، واﻟذى ﻳﻌﺗﺑر - ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻌﺳآرى - أﺻدق ؤﺛﻳﻘﺔ رﺳﻣﻳﺔ ﻟﺗﺳﺟﻳﻞ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣرب .‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ : آﺎن اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ ﻗدر آﺑﻳر ﻣن اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ اﻷدﺑﻳﺔ ؛ ﺑﺣﻳث أدﻟﻰ ﺑﺷﮫﺎدﺗه ﻣﺟردة - ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن‬
‫ﻣوﻗﻌه اﻟﺳﻳﺎﺳﻰ - ﻓﻰ ﺣق اﻟﻔرﻳق طﻳﺎر / ﻣدآور أﺑو اﻟﻌز ﻗﺎﺋد اﻟﻘوات اﻟﺟوﻳﺔ ﻓﻰ ﻓﺗرة ﻣن‬
‫أﺣرج اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻰ ﻣرت ﺑﻣﺻر ﺑﻌد هزﻳﻣﺔ ﻳوﻧﻳو ﻋﺎم 7691 ، واﻟذى ﻟم ﻳوﻓه اﻟﺗﺎرﻳﺦ ﺣﻘه‬
‫ﺣﺗﻰ اﻷن ، وآذا اﻟﻔرﻳق / ﺳﻌد اﻟﺷﺎذﻟﻰ رﺋﻳس أرآﺎن ﺣرب اﻟﻘوات اﻟﻣﺻرﻳﺔ اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ إﺑﺎن‬
                            ‫ﺣرب أآﺗوﺑر 3791 ﺳواء أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﺿﻳر ﻟﻠﺣرب او أﺛﻧﺎءهﺎ ..‬
‫آﻣﺎ ذآر : أﻧه ﻏﻳرﻣﺳﺋول ﻋن اﻟﺛﻐرة ، ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن هذه اﻟﺷﮫﺎدة ﻟن ﺗﺣول - ﻓﻰ ﺗﻘدﻳرى -‬
         ‫ﻣن ﺗوﻗف اﻟﺗﺎرﻳﺦ طوﻳﻼ أﻣﺎم ﻣوﻗﻔه ﻣؤﺧرا ﻣن ﺣرب ﺗﺣرﻳر اﻟآوﻳت 0991 – 1991‬
‫راﺑﻌﺎ : ﻟﻌﻠﮫﺎ ﻣن اﻟﻣرات اﻟﻘﻠﻳﻠﺔ - ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻋﻠﻣﻰ - اﻟﺗﻰ ﻳﺳرد ﻓﻳﮫﺎ ﻗﺎﺋد ﻓرﻗﺔ ﻟﺑطوﻻت رﺟﺎﻟه : ﺿﺑﺎطﺎ‬
‫، وﺟﻧودا ﺑﻣﺛﻞ هذا اﻹﺳﮫﺎب ، وهو أﻣر ﻳﺟﻌﻠﻧﻰ أطﺎﻟب اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﺑﺈهداء ﻧﺳﺧﺔ ﻣن‬
                                  ‫اﻟﻣؤﻟف ﻟآﻞ ﺑطﻞ أو ﺷﮫﻳد ورد إﺳﻣه ﻓﻰ ﺳﻳﺎق أﺣداﺛه .‬


          ‫اﻟﻠواء / دآﺗور إﺑراهﺑم ﺷآﻳب‬




                                                                  ‫ﻣﻘدﻣﺎت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‬
                                         ‫ﻗﺑﻞ أن ﻧﻘرأ‬
‫ﻗد ﻳﻣﺿﻰ وﻗت طوﻳﻞ ﻗﺑﻞ أن ﺗآﺗﺷف آﻞ اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻷﺳرار اﻟﺗﻰ ﺗﺷﮫدهﺎ اﻟﻣﻌﺎرك اﻟﺣرﺑﻳﺔ هﻧﺎ أو‬
                                                                                 ‫هﻧﺎك ..‬
                                               ‫21‬
‫ذﻟك أن اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ ﻳﻣﻠآﮫﺎ – أﺣﻳﺎﻧﺎ - ﻣن ﻳﻌودون ﻣن ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺗﺎل ﺑﻌد إﻧﻘﺷﺎع ﻏﺑﺎر اﻟﻣﻌﺎرك ، وﻓﻰ أﺣﻳﺎن‬
                    ‫أﺧرى ﺗﺣﻣﻞ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ أرواح طﺎهرة ، رﺟﻌت إﻟﻰ رﺣﺎب رﺑﮫﺎ . . راﺿﻳﺔ ﻣرﺿﻳﺔ ..‬
              ‫وآﺛﻳر ﻣن اﻟﺑطوﻻت ﻳﺗﺣدث ﻋﻧﮫﺎ ﻣن ﺷﺎرآوا ﻓﻳﮫﺎ ، أو آﺎﻧوا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻳﮫﺎ quot; ﺷﮫود ﻋﻳﺎن quot; .‬
                             ‫وﻓﻰ آﻞ اﻷﺣوال ﻓﺈن اﻟﺗﺎرﻳﺦ - ﻻﺑد - وأن ﻳﺳﺟﻞ اﻟﺣﻘﺎﺋق وان طﺎل اﻟزﻣن .‬
‫ﻣن هﻧﺎ ﻧﻘول: إن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺑﺎرزة اﻟﺗﻰ ﻗﺎﻣت ﺑﮫﺎ اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة واﻹﻧﺟﺎزات اﻟآﺑﻳرة اﻟﺗﻰ ﺣﻘﻘﺗﮫﺎ ﺧﻼل‬
‫ﺣرب اآﺗوﺑر، وﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻗرار وﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر : ﻟم ﺗﻠق ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺣﻘه ﻣن أﺿواء.. وأن ﻣﻌظم أﺑطﺎل هذه‬
                                            ‫اﻟﻔرﻗﺔ آﺛروا أن ﻳودﻋوا ﻣﺎ ﻗدﻣوه أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻰ ذﻣﺔ اﻟﺗﺎرﻳﺦ .‬
                                                      ‫ﻓﻣﻧذ اﻟﺑداﻳﺔ: آﺎن ﻋطﺎؤهم ﻟوﺟه اﷲ واﻟوطن .‬
‫ﻟذا : ﻓﮫذا اﻟآﺗﺎب ﻟﻳس ﺳوى ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﺳﺟﻳﻞ زاوﻳﺔ هﺎﻣﺔ ﻣن زواﻳﺎ ﻧﺻر اآﺗوﺑر اﻟﻣﺟﻳد . . ﻧﺄﻣﻞ أن ﺗﺗﺑﻌﮫﺎ‬
                                                                         ‫quot;ﻣﺣﺎوﻻت وﻣﺣﺎوﻻتquot; .‬
‫أﻣﺎ ﺑطﻞ هذه اﻟﺣﻠﻘﺎت ﻓﮫو: ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺷﺟﺎع .. وﻗﺎﺋد ﺷﮫد ﻟه اﻷﻋداء ﻗﺑﻞ اﻷﺻدﻗﺎء ، وآرﻣﺗه ﻗﻳﺎدة‬
                                                                     ‫وطﻧه ﺑﺄرﻓﻊ اﻷوﺳﻣﺔ ..‬
‫وﻻ ﻳزال ﻳﺣﺗﻞ ﻣوﻗﻌﺎ ﻗﻳﺎدﻳﺎ ﻳواﺻﻞ ﻣن ﺧﻼﻟه ﻋطﺎءه ﺑدون ﺣدود .. إﻧه: ﻗﺎﺋد اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة ﻓﻰ‬
                    ‫ﺣرب اﻟﻌﺎﺷر ﻣن رﻣﺿﺎن - وﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر ﺣﺎﻟﻳﺎ .. اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ .‬
‫إن اﻟﺟﮫد اﻟذى ﺑذﻟه اﻟرﺟﻞ ﻓﻰ إﺳﺗرﺟﺎع ذآرﻳﺎت ﺗﻠك اﻷﻳﺎم اﻟﺧﺎﻟدة اﻟﺗﻰ ﺗﺣﻘق ﺧﻼﻟﮫﺎ أﻋظم‬
‫اﻻﻧﺗﺻﺎرات ، اﻟﺗﻰ ﺷﮫدﺗﮫﺎ اﻟﻌﺳآرﺑﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻓﻰ ﺗﺎرﻳﺧﮫﺎ اﻟﺣدﻳث ، وآذﻟك : ﻓﺈن ﻣﺎ وﻓره ﻣن ﻣذآرات‬
‫ﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗدوﻳﻧﮫﺎ ﻓﻰ أﺻﻌب اﻷوﻗﺎت واﻟﻣواﻗف - آﺎن ﻟه أﺛره اﻟآﺑﻳر ﻓﻰ أن ﻳﺧرج هذا اﻟآﺗﺎب ﻋﻠﻰ هذه‬
‫اﻟﺻورة اﻟﻣﺷرﻓﺔ، اﻟﺗﻰ أﺗﻣﻧﻰ أن ﻳﺟد ﻓﻳﮫﺎ اﻟﻘﺎرىء اﻟﻌزﻳز ﻣﺎ ﻳﺛﻳر إﻋﺟﺎﺑه ، وآذﻟك ﻣﺎ ﻗد ﻳﺟده اﻟﺑﺎﺣث‬
                                                                      ‫واﻟﻣؤرخ ﻣﺎ ﻳﺛرى ﻣﻌرﻓﺗه .‬
                                     ‫واﷲ وﻟﻰ اﻟﺗوﻓﻳق‬
                ‫ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ‬
                                                                                         ‫ﻣﻘـدﻣـــﺔ‬
                                        ‫ﻗد ﻳﺗﺻور اﻟﺑﻌض أن آﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣذآرات وإﻋدادهﺎ ﻟﻠﻧﺷر أﻣر ﻳﺳﻳر.‬
‫ﺑﻞ هو ﻓﻰ اﻟواﻗﻊ ﺗﺟرﺑﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺧﺿﺗﮫﺎ ﺧﻼل اﻷﺷﮫر اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻟﻣﺎﺿﻳﺔ . . ورﺑﻣﺎ ﺗﺄﺗﻰ ﺻﻌوﺑﺎت هذه‬
         ‫اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻟآوﻧﮫﺎ ﺗﺣﻣﻞ ﻣواﻗف ﻋﺳآرﻳﺔ ﻟﮫﺎ آهﻣﻳﺗﮫﺎ ، ودﻻﻻﺗﮫﺎ ، وآﺛﺎرهﺎ ، ﻋﻠﻰ آﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﻳﺎت . .‬
‫ﻣن هﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﺣرص اﻟﺷدﻳد ، واﻟدﻗﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎهﻳﺔ ، واﻟﺗﻣﺣﻳص اﻟﻣﺳﺗﻣر- آﻞ هذه اﻟﻌواﻣﻞ - ﺗﺟﻌﻞ إﻋداد‬
                                                    ‫اﻟﻣذآرات -ﻋﻠﻰ هذا اﻟﻣﺳﺗوى - أﻣرا ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺻﻌوﺑﺔ .‬
‫ﻋﻧﺻر آﺧر زاد اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻌﻘﻳدا : وهو أن ﺟزءا هﺎﻣﺎ ﻣن هذه اﻟﻣذآرات ﻣرﺗﺑط ﺑﺄﻳﺎم ﻣﺟﻳدة ، ﻋﺷﻧﺎهﺎ ﻓﻰ‬
‫ﺣرب أآﺗوﺑر، ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﺷﻣﻠه ﻣن آﺛﺎر وﻣﻌﺎن ، - وأﻳﺿﺎ- ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠه ﻣن أهﻣﻳﺔ ﻓﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ‬
                                                                                 ‫اﻟﻣﺻرﻳﺔ ، واﻟﻌرﺑﻳﺔ .‬
‫ﺑﻞ وﻣﺎ أﺣدﺛﺗه ﻣﻌﺎرآﮫﺎ ﻣن ﺗﻐﻳﻳر ﻓﻰ اﻟﻣﻔﺎهﻳم اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ ، وﻓﻰ ﻣﻧطﻘﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ وﺟه‬
                                                                                        ‫اﻟﺧﺻوص . .‬
‫ﻟم ﻳآن ﺳﮫﻼ أن ﺗآﺗب اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ ؛ دون أن ﺗﺟﺗﺎح اﻟﻧﻔس ﻣﺷﺎﻋر ﻣﺗﺑﺎﻳﻧﺔ ، ﺗﺗﺄرﺟﺢ ﺑﻳن ﻓرﺣﺔ اﻟﻧﺻر،‬
                                            ‫واﺣﺎﺳﻳس ﻓراق رﻓﻳق آﺗﺑت ﻟه اﻟﺷﮫﺎدة ؛ ﻋﻧدﻣﺎ إﺧﺗﺎره اﷲ .‬
              ‫ﻟم ﻳآن ﺳﮫﻼ - أﻳﺿﺎ - أن ﻳﺗم ﺗﺟﻣﻳﻊ أوراق ﻣﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮫﺎ أآﺛر ﻣن ﻋﺷرﻳن ﻋﺎﻣﺎ .‬
‫وﻟم ﻳآن ﺳﮫﻼ - آذﻟك – ﺷـﺣذ ذاآـرة ﺗراآﻣت ﻋﻠﻳﮫﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺳﻧﻳن ، واﻷﻋﺑﺎء اﻟآﺛﻳرة ﺟدا ﻟﺗﻔﻰ ﺑﻣﺎ هو‬
                                                      ‫ﻣطﻠوب ؛ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ، واﻟذآرﻳﺎت ، واﻟﻣواﻗف .‬
‫وأﻋﺗرف أﻧﻧﻰ ﻟم أآن ﻣﺣﺗﺎﺟﺎ ﻷن أﻧﻔض اﻟﻐﺑﺎر ﻋن ذآرﻳﺎت ﺣرب أآﺗوﺑر ، وأن أﺑذل ﺟﮫدا آﺑﻳرا ﻓﻰ‬
  ‫إﺳﺗدﻋﺎﺋﮫﺎ ﻣن زواﻳﺎ ﻋﻘﻠﻰ . . ﻓﻘد آﺎﻧت ﺗﻠك اﻟذآرﻳﺎت - ورﻏم آﻞ ﺷﻰء - ﺗﺣﺗﻞ ﻣآﺎﻧﺎ ﺑﺎرزا ﻓﻰ وﺟداﻧﻰ .‬
                                             ‫ﺑﻞ ﻻ أآون ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ إذا ﻗﻠت : ﻓﻰ ﺷﻐﺎف اﻟﻘﻠب وﺣﺑﺔ اﻟﻌﻳن . .‬
‫آﺎﻧت اﻟﻣﺷآﻠﺔ - ﻓﻘط - ﻓﻰ ذﻟك اﻟﺗزاﺣم اﻟآﺑﻳر اﻟذى اﺣﺗﻞ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟذآرﻳﺎت ، داﺧﻞ ﺗﻼﻓﻳف ذﻟك اﻟﺟﮫﺎز‬
                                                                 ‫اﻟرﺑﺎﻧﻰ اﻟﻌﺟﻳب ، اﻟﻣﺳﻣﻰ : quot; اﻟﻣﺦ quot; .‬

                                                 ‫31‬
‫آﺎن اﻟﺳؤال اﻟآﺑﻳر : ﻣن أﻳن أﺑدأ ؟ وﺑﻣن أﺑدأ ؟ . .‬
                 ‫ﻳﺎ إﻟﮫﻰ . . . آﻞ هذه اﻟﻣواﻗف : ﻣﻊ رﻓﺎﻗﻰ ، ﻗﺎدة ، وزﻣﻼء وأﺑﻧﺎء . . رؤﺳﺎء وﻣرؤوﺳﻳن .‬
                                                      ‫آﻞ هذه اﻹﻧﺟﺎزات : ﺣﻘﻘﮫﺎ أﺑﻧﺎء اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷـﺎة .‬
‫وﻗﻔز ﺳؤال ﻳﻠﺢ : ﻟﻣﺎذا ﻣرت آﻞ هذه اﻟﺳﻧﻳن ، دون أن ﺗﻧﺷر ﻣﺟرد ﻣﻼﻣﺢ ﻟﺗﻠك اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺑﺎرزة ، اﻟﺗﻰ ﻗﺎم‬
‫ﺑﮫﺎ رﺟﺎل أﻣﻧوا ﺑرﺑﮫم ، ﻓطﻠﺑوا اﻟﺷﮫﺎدة : ﻣﻧﮫم ﻣن ﻧﺎﻟﮫﺎ ، وﻣﻧﮫم ﻣن ﻋﻣﻞ ﻣن أﺟﻠﮫﺎ . . وآﻣﻧوا ﺑوطﻧﮫم ،‬
‫وﺗﺳﻠﺣوا ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ؛ ﻓذادوا ﻋن ﺛراه اﻟطﺎهر، وﻗدﻣوا أرواﺣﮫم رﺧﻳﺻﺔ ﻣن أﺟﻞ أن ﻳﺣﻳﺎ اﻟوطن ﻋزﻳزا‬
                                                                                                   ‫ﺷﺎﻣﺧﺎ .‬
‫ﺗﺳﺎءﻟت : وأﻧﺎ أﻗﻠب اﻷوراق، وأﺳﺗرﺟﻊ ﺷرﻳط اﻟذآرﻳﺎت ، وأﺗﺻﻔﺢ quot; اﻟﺑوﻣﺎت اﻟﺻورquot; اﻟﺗﻰ ﺗآﺎد ان ﺗﻧطق‬
                                                     ‫ﺷﺧوﺻﮫﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻟﻣﺎذا أﻗﺑﻊ هﻧﺎ ﻓﻰ زاوﻳﺔ اﻟﻧﺳﻳﺎن . ؟‬
‫ﺗﺳﺎءﻟت : ﻟﻣﺎذا ﻟم ﻳﻘم اﻟرﻓﺎق ﺑﮫذه اﻟﻣﮫﻣﺔ . . ﻣﮫﻣﺔ ﺗﺳﺟﻳﻞ . . وﻧﺷر ﻣﻼﺣم اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر؟ .‬
               ‫. وﺟﺎءﺗﻧﻰ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣن داﺧﻞ ﻧﻔﺳﻰ : وﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﻘم أﻧت ﺑذﻟك ؟ . . أوﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أن ﺗﺑدأ ﺑه ؟‬
                                                                                              ‫وﻟآن آﻳف ؟‬
‫هﻞ أﺳﺗﻌﻳن ﺑﺑﻌض اﻟزﻣﻼء واﻷﺑﻧﺎء ﻣن ﻣﻘﺎﺗﻠﻰ وأﺑطﺎل اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﺧﺎﺻﺔ اﻟذﻳن أﺗﺎﺣت ﻟﮫم ﻣواﻗﻌﮫم - وﻗﺗﮫﺎ‬
                                                            ‫- ﺑﺄن ﺗآون اﻟﺻورة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮫم quot; ﺑﺎﻧوراﻣﻳه quot;‬
‫أو ﺣﺗﻰ هؤﻻء اﻟذﻳن ﺳﻣﺣت ﻟﮫم ﺑﺣآم اﻟﻣآﺎن ، أواﻟﻣآﺎﻧﺔ- أن ﺗآون رؤﻳﺗـﮫم ﻣن زاوﻳﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻟﮫﺎ إﺗﺳﺎع ؛‬
                                                                               ‫ﺗﺟﻣﻊ اﻟآﺛﻳرﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ .‬
‫وﺑدأت أﺳﺗﻌرض اﻷﺳﻣﺎء ، وأﺳﺗﺟﻣﻊ اﻟﻣواﻗف ، وأﻗﻠب ﻓﻰ اﻷوراق واﻟﺻور، وﻋﺎش ﻋﻘﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺔ زﺣـﺎم‬
‫، وﺗزاﺣـم ؛ ﻟم أﻋﺷﮫﺎ ﻣن ﻗﺑﻞ ؛ ﺳوى ﻓﻰ اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﺗﻰ آﺎن ﻳﮫدأ ﻓﻳﮫﺎ زﺋﻳر اﻟﻣداﻓﻊ واﻟدﺑﺎﺑﺎت ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺔ‬
                                       ‫اﺋﻘﺗﺎل ، وﺗﻠﺗﻘط ﻓﻳﮫﺎ آﺎﻓﺔ اﻷﺳﻠﺣﺔ أﻧﻔﺎﺳﮫﺎ ؛ اﺳﺗﻌدادا ﻟﺟوﻟﺔ ﺟدﻳدة .‬
‫ﻓﻰ ﺗﻠك اﻟﺳﺎﻋﺎت أو اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺗﻰ آﺎن ﻳﮫدأ ﻓﻳﮫﺎ آﻞ ﺷﺊ : ﻣﻌدات، وذﺧﺎﺋر، وﺟﻧود ، آﻧت أﺟﻠس وأﻓآر‬
‫ﻓﻰ ﺟﻧودى . . ﻓﻰ ﻣوﻗﻌﻰ . . ﻓﻰ اﻟﺧطوة اﻟﻘﺎدﻣﺔ . . ﻓﻰ ﺗﻔآﻳر اﻟﻌدو وﺧطوﺗه اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ، وﻓﻰ ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى‬
‫؛ آﺎﻧت ﺗﺣول رأﺳﻰ إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ أﺧرى ﻟﻠﻘﺗﺎل ، ﺣﻳث ﺗﺗﺻﺎرع اﻷﻓآﺎر، ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻳﺣدث ﻟﻰ اﻵن وأﻧﺎ أﻓآر . .‬
                                                                                 ‫ﻣن أﻳن أﺑدأ . . وﺑﻣن ؟ .‬
‫وﺿﻌت أﻣﺎﻣﻰ ورﻗﺔ ، وﺳﺟﻠت أﺳﻣﺎء ﺑﻌض اﻟزﻣﻼء واﻷﺑﻧﺎء ﻷﺳﺗﻌﻳن ﺑﮫم ﻓﻰ ﺗﻧﺷﻳط اﻟذاآرة ، وﻓﻰ اﻟﺑﺣث‬
‫ﻋن ﻣزﻳد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ اﻟﺗﻰ ﻋﺎﻳﺷوهﺎ ﻋن ﻗرب ، وﻟﺗﺟﻣﻳﻊ ﻣﺎ ﻟدﻳﮫم ﻣن ﺻور ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إآﺗﻣﺎل ﻋﻧﺎﺻر‬
                                                                                              ‫هذا اﻟآﺗﺎب .‬
‫آﺎﻧت اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة . . أن آﺛﻳرا ﻣن هؤﻻء ﻳﺣﺗﻠون ﻣواﻗﻊ هﺎﻣﺔ ﻓﻰ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟﺟﮫﺎت ﻓﻰ اﻟدوﻟﺔ . . آﻠﮫم‬
                  ‫ﻣﺷﻐوﻟون . . أﻋﺑﺎؤهم اﻟﺣﺎﻟﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋن ﻣﺳﺋوﻟﻳﺎﺗﮫم أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب ، وإن اﺧﺗﻠﻔت اﻟﺳﺎﺣﺔ .‬
                                                                                      ‫وهﻧﺎ وﻗﻔت ﻣﺗﺄﻣﻼ ..‬
‫إن ﻗدر ﺑﻌض اﻟرﺟﺎل ﻳﺿﻌﮫم داﺋﻣﺎ أﻣﺎم ﻣﺳﺋوﻟﻳﺎت ﺟﺳﻳﻣﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ، ﻳﻘﺑﻠون ﻋﻠﻳﮫﺎ ﺑﺣب . . ودون أدﻧﻰ‬
‫ﺗراﺟﻊ أو ﻣﻠﻞ . وﻟﻘد آﺎﻧت اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة ، وآﻣﺎ ذآرت ﻓﻰ إﺣدى ﺻﻔﺣﺎت هذا اﻟآﺗﺎب »ﻣﺣظوظﺔ‬
                        ‫ﺑرﺟﺎﻟﮫﺎ« ، ﻓﮫم ﺣﻘﺎ ﻣﻘﺎﺗﻠون ﻣﻧﺻﮫرون ﻓﻰ ﺑوﺗﻘﺔ اﻟوﻓﺎء واﻹﻧﺗﻣﺎء ﻟﻣﺻرﻧﺎ اﻟﻐﺎﻟﻳﺔ .‬
‫وﻋﺎدت اﻟﺣﻳرة ﻣن ﺟدﻳد . . آﻳف ﻟﻰ أن أﻧﺗزع هؤﻻء ﻣن ﻣواﻗﻌﮫم اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ وﻣﺳﺋوﻟﻳﺎﺗﮫم اﻟﺟﺳﺎم . .‬
                      ‫وﻋطﺎﺋﮫم اﻟآﺑﻳر . . وﻣﻌﺎرآﮫم اﻟﻣﺳﺗﻣرة . . واﻧﺗﺻﺎراﺗﮫم اﻟﺗﻰ ﻳﺻﻧﻌوﻧﮫﺎ آﻞ ﻳوم . ؟‬
‫آﻳف اﻧﺗزﻋﮫم ﻣن وﺳط ذﻟك آﻠه وهم ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟرﺟﺎل ؛ ﻳﺣﺗﺎج اﻟوطن إﻟﻰ آﻞ ﻗطرة ﻋرق ﻳﺻﻧﻌون ﺑﮫﺎ ﻏدا‬
                                                                                                   ‫أﻓﺿﻞ .‬
‫ﺣﻣﻠت هذه اﻟﻣﺷﺎﻋر ﻓﻰ وﺟداﻧﻰ ، وذﻟك اﻟﺗزاﺣم اﻟآﺑﻳر ﻓﻰ ﻋﻘﻠﻰ ، وذهﺑت ﻟﺻدﻳق ﻟه ﻓﻰ ﻧﻔﺳﻰ ﻣآﺎﻧﺔ‬
‫وﻣآﺎن . . طرﺣت ﻋﻠﻰ اﻟﺻدﻳق اﻟﺻﺣﻔﻰ »ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ« آﻞ ﻣﺎ أﺣﻣﻠه ﻣن أﻓآﺎر وﻣﺷﺎﻋر . وآﻌﺎدﺗه‬
‫اﺑﺗﺳم وﻗﺎل : ﺑﺳﻳطﺔ ، هﻞ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻰ ﺑﺄن أﻧﺎل ﺟزء ﻣن ﺷرف إﻋداد أول ﻣﺎدة إﻋﻼﻣﻳﺔ ﺗﻧﺷر ﻋن ﺑطوﻻت‬
‫اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة . . ﺳوف ﻳﻘﺗﺻر دورى ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗرﺗﻳب اﻷوراق ﻣﻌك . . ﻓﺄﻧت ﻗد ﺳﺟﻠت آﻞ ﺷﺊ آﻣﺎ‬
                                                   ‫أرى ، وﺑدﻗﺔ ﻣﺗﻧﺎهﻳﺔ ، و ﺗﺳﻠﺳﻞ ﻣﻧظم ، ﻟم ﻳﺑق ﺷﺊ ! !‬
                        ‫ﺧرﺟت ﻣن ﻟﻘﺎﺋﻰ ﺑﺎﻟﺻدﻳق ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ وآﺄﻧﻧﻰ ﻗد أﻟﻘﻳت ﺑﮫم ﺛﻘﻳﻞ ﻋن آﺎهﻠﻰ ! !‬
‫اﻟﺷﺊ اﻟﻐرﻳب - ﺣﻘﺄ - أﻧه ﻣﺎ ان اﻧﺗﮫت هذه اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ، وﻋدت إﻟﻰ ﻣﻧزﻟﻰ ، ﺣﺗﻰ ﺑدأت اﻷﻓآﺎر ﺗﺗرﺗب ﻣن‬
                                                                                         ‫ﺟدﻳد ﻓﻰ ذهﻧﻰ . .‬
‫ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻧﻰ آﻧت أﺳﺟﻞ ﻳوﻣﻳﺎ ﻣذآرات اﻟﻣﻌﺎرك , ﻟآن هﻧﺎك ﺗﻔﺎﺻﻳﻞ إﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻟم ﻳآن اﻟوﻗت آﺎﻓﻳﺎ‬
‫ﻟﺗﺳﺟﻳﻠﮫﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻌﺎرك ، وﺑﻌد أﻧﺗﮫﺎء اﻟﻣﻌﺎرك آﺎﻧت ﻓرﺣﺔ اﻟﻧﺻر، وﻣن ﺑﻌد ذﻟك دارت ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺣﻳﺎة دورﺗﮫﺎ‬

                                                   ‫41‬
‫اﻟﺳرﻳﻌﺔ ، وﺑدأت ﻣﻌﺎرك أﺧرى ﻓﻰ ﻣﻳﺎدﻳن ﺟدﻳدة ﻏﻳر ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻘﺗﺎل ، وﻟﻔﺗﻧﺎ اﻟﻣﺷﺎﻏﻞ واﻟﻣﺳؤﻟﻳﺎت اﻟﻌدﻳدة‬
                                                                                                            ‫..‬
                              ‫ﻣن هﻧﺎ : ﻓﺄﻧﺎ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺳﺟﻳﻞ ﻟﻠﻣﺷﺎﻋر، ﻟآﻰ ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣواﻗف ﻧﺎﺑﺿﺔ ﺑﮫﺎ .‬
                                                                            ‫ﻟم أﺳﺗطﻊ اﻟﻧوم ﻓﻰ ﺗﻠك اﻟﻠﻳﻠﺔ . .‬
                                           ‫ﻟﻘد ﺗداﻋﻰ ﻓﻰ ﻣﺧﻳﻠﺗﻰ : آﺛﻳر، وآﺛﻳر ﻣن اﻟﻣواﻗف واﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ . .‬
                                                               ‫إن ﺷرﻳط اﻟذآرﻳﺎت ﻳﺳﻳر ﻓﻰ ﺗرﺗﻳب راﺋﻊ . .‬
‫هﺎ هﻰ اﻟﻣﻌﺎرك ، وهﺎ هم اﻷﺑطﺎل ﻳﻘﻔزون ﻓوق اﻟدﺑﺎﺑﺎت ﻳﻔﺟروﻧﮫﺎ . . وﻳﻘﺗﺣﻣون اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺣﺻﻳﻧﺔ ، ﻓﻰ‬
                                                                        ‫ﺷﺟﺎﻋﺔ ﻧﺎدرة ، وﻳﺳﺗوﻟون ﻋﻠﻳﮫﺎ . .‬
                                 ‫هﺎ هو ﺧط ﺑﺎرﻟﻳف ﻓﻰ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣواﺟﮫﺔ ﻟﻔرﻗﺗﻧﺎ ﻳﻧﮫﺎر ﻧﻘطﺔ ﺑﻌد أﺧرى . .‬
                                                                                  ‫ﻳﺎ ﻟﮫﺎ ﻣن ﻟﺣظﺎت راﺋﻌﺔ . .‬
‫اﻟطﻳران اﻟﻣﺻرى ﻓﻰ طﻠﻌﺗه اﻟﺟوﻳﺔ اﻟﺟﺳورة ﻳﻣﺿﻰ ﻓوق رؤوﺳﻧﺎ ﻓﻰ إﺗﺟﺎه اﻟﺷرق . . وهﺎ هﻰ اﻟﻣدﻓﻌﻳﺔ‬
‫ﺑآﻞ أﻧواﻋﮫﺎ ﺗزأر وﺗزﻣﺟر ﺑﻌد ﺻﺑر طوﻳﻞ . . ﺗﺣطم ﻣراآز ﻗﻳﺎدة اﻟﻌدو وﺗﺣﺻﻳﻧﺎﺗه ﻓﻰ دﻗﺔ ﻣﺗﻧﺎهﻳﺔ .‬
‫واﻟﺳﺎﺗر اﻟﺗراﺑﻰ ﻓﻰ هذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﺣﺗﻠﮫﺎ اﻟﻔرﻗﺔ ، ﺣﻳث ﻳواﺟه اﻟﻣﻘﺎﺗﻠون ﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻰ ﻋﻣﻞ اﻟﻔﺗﺣﺎت‬
                                                   ‫اﻟﺷﺎطﺋﻳﺔ ﻓﻳه ؛ ﻧظرا ﻟطﺑﻳﻌﺗه اﻟﺻﻠدة ﻓﻰ هذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ . .‬
                                                    ‫إﻧﮫﺎ ﻟﺣظﺎت ﺻﻌﺑﺔ . . ﻧﻌم . . وﻟآﻧﮫﺎ ﻟﺣظﺎت ﻻ ﺗﻧﺳﻰ .‬
‫ﻣﮫﻧدﺳوا اﻟﻔرﻗﺔ ﻳﻔﺟرون ﻣﻘﺎطﻊ ﻓﻰ اﻟﺳﺎﺗر اﻟﺗراﺑﻰ ﻟﻌﻣﻞ اﻟﻔﺗﺣﺎت اﻟﺷﺎطﺋﻳﺔ ﺑﻌد ﻣﺿﻰ 62 ﺳﺎﻋﺔ ﻣن ﺑدأ‬
‫اﻟﻌﺑور ﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺟرﻳف اﻟﺳﺎﺗر ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺎء . ورﺟﺎل اﻟﻣﺷﺎة ﻳﻘﺎﺗﻠون ﺑﺎﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﺧﻔﻳﻔﺔ ﻗﺑﻞ اﺗﻣﺎم اﻟﻔﺗﺣﺎت‬
                                                                                                   ‫اﻟﺷﺎطﺋﻳﺔ ..‬
                                        ‫ﺛم ﻳﺄﺗﻰ ﻋﺑور اﻟﻘوات ﺑﺄﺳﻠﺣﺗﮫم اﻟﺛﻘﻳﻠﺔ وﻋﺗﺎدهم ﻹﺳﺗﻌﺎدة اﻷرض ..‬
                                                                                             ‫ﻳﺎﻟه ﻣن ﻣﺷﮫد . .‬
                                                            ‫وﻳﺗآرر ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻰ ﺗﻠك اﻟﻠﻳﻠﺔ . . ﻟﻳﺎل وﻟﻳﺎل . .‬
            ‫هﺎ هﻰ ﻣﻌرآﺔ »ﺣوض اﻟدرس« اﻟﺗﻰ ﺣﻘق ﻓﻳﮫﺎ ﻣﻘﺎﺗﻠوﻧﺎ ﻧﺻرا آﺑﻳرا ﻟوﻻه ﻟﺗﻐﻳر وﺟه اﻟﺗﺎرﻳﺦ .‬
‫وهﺎ هﻰ ﻣﻌرآﺔ اﻟﺳوﻳس ﻳﻣر اﻟﺟزء اﻟﺧﺎص ﺑﮫﺎ ﻓﻰ ﺷرﻳط اﻟذآرﻳﺎت ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠه ﻣن ﺗﻔﺎﺻﻳﻞ إﻧﺳﺎﻧﻳﺔ‬
                                                          ‫وﺻﻣود ﺑطوﻟﻰ . . آﻳﺎم اﻟﺣﺻﺎر اﻟﺗﻰ ﻻ ﺗﻧﺳﻰ . .‬
‫ﺗﻠك اﻷﻳﺎم اﻟﺗﻰ : راهن ﺧﻼﻟﮫﺎ اﻟﻌدو ﻋﻠﻰ إﻧﮫﻳﺎر ﻣﻘﺎﺗﻠﻳﻧﺎ واﺳﺗﺳﻼﻣﮫم ، وراهن رﺟﺎﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻣود ..‬
                                                                                             ‫وآﺳﺑوا اﻟرهﺎن .‬
                                                ‫اﻵن . . آﻞ ﺷﻰء ﻣﻌد ﻟآﺗﺎﺑﺔ ذآرﻳﺎت هذه اﻷﻳﺎم اﻟﺧﺎﻟدة . .‬
                        ‫ﻋﺷرات اﻟﻠﻳﺎﻟﻰ ﻗﺿﻳﺗﮫﺎ وﻣﻌﻰ اﻟﺻدﻳق quot; ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ quot; ﻧﻘﻠب اﻷوراق وﻧرﺗﺑﮫﺎ .‬
‫وﻣﺎ أن ﺑدأت اﻟآﺗﺎﺑﺔ ﺣﺗﻰ إﻧﺳﺎب اﻟﻘﻠم . . ﺑدأت أﻓرغ ﺷرﻳط ذاآرﺗﻰ ﻧﺎﺑﺿﺎ ﺑﺎﻷﺣداث ﻋﻠﻰ ﺷراﺋط أﺧرى‬
                                                 ‫ﺗﻧﺎوب ﺗﺑدﻳﻠﮫﺎ ﻋﻠﻰ آﺎﺳﻳت وﺿﻌه ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ أﻣﺎﻣﻰ .‬
‫وﺑﻌد أن إﻣﺗﻸت ﻋﺷرات اﻷﺷرطﺔ ، وﺗم ﺗﻔرﻳﻐﮫﺎ ، وﻣطﺎﺑﻘﺗﮫﺎ ﺑﺎﻷوراق واﻷﺣداث اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻰ أﺟﻧدة‬
‫ﻳوﻣﻳﺎت اﻟﻣﻌرآﺔ اﻟﺗﻰ أﺣﺗﻔظ ﺑﮫﺎ ﻣﻧذ ﻗراﺑﺔ ﻋﺷرﻳن ﻋﺎﻣﺎ . . ﻻ أﻧآر أن اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة آﺎﻧت آﺑـﻳرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺎ ،‬
                            ‫ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎرﻧت ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠه اﻷوراق ، ﺑﻣﺎ ﺳﺟﻠﺗه ﻣن ذآرﻳﺎت ﻋﻠﻰ ﺷراﺋط اﻟآﺎﺳﻳت .‬
‫إن اﻟﺗطﺎﺑق ﻳآﺎد أن ﻳآون آﺎﻣﻼ . . وﻓﻰ اﻟﻘﻠﻳﻞ ﻣن اﻷوﻗﺎت آﻧت أﺣﺗﺎج ﻹﺳم أﺣد اﻷﺑطﺎل ، أوﺗآﻣﻠﺔ إﺳﻣه‬
‫ﻓﺄﺳﺄل اﻟﺻدﻳق quot; اﻟﻌﻣﻳد/ ﻋﻠﻰ رﺿﺎ quot; وهوﻣن أﺑﻧﺎﺋﻰ اﻟذﻳن راﻓﻘوﻧﻰ ﻋن ﻗرب ﺧﻼل أﻳﺎم ﺣرب أآﺗوﺑر وآﺎن‬
                                                                                          ‫وﻗﺗﮫﺎ ﺑرﺗﺑﺔ راﺋد . .‬
          ‫ﺛم ﺟﺎءت ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻌﺔ ، واﻟﺗﻰ ﺷﮫدت آﺛﻳرا ﻣن اﻟﺗﻌدﻳﻼت : ﻓﻰ ﺣرف ، أو ﻣوﻗف ، أو إﺳم .‬
‫وهﻧﺎ ﻻ ﺑد أن أﺗوﻗف ﻗﻠﻳﻼ .. ﻷﻗول : ﻟم ﻳآن ﻣﻣآﻧﺎ ﺑﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أن ﻳﺗﺿﻣن هذا اﻟآﺗﺎب آﻞ اﻟﻣواﻗف‬
                                                                                    ‫واﻷﺑطﺎل واﻟﺗﻔﺻﻳﻼت . .‬
‫ﻓﺎﻟﻌﺑور آﺎن ﻣﻌرآﺔ ﺑذاﺗﮫﺎ ﺗﺳﺗﺣق آﺗﺎﺑﺎ - أوﻋدة آﺗب - . . وﻣﻼﺣم إﻗﺗﺣﺎم ﻧﻘﺎط اﻟﻌدو اﻟﺣﺻﻳﻧﺔ ، وﻣراآز‬
‫ﻗﻳﺎداﺗه ، . . . إﻟﺦ ﻻﺑد أن ﻳﻔرد ﻟﮫﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ آﺗب أﺧرى . . وآذﻟك ﺷﮫور اﻟﺣﺻﺎر وﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧه ﻣن ﻣواﻗف‬
                                                                                              ‫وﺗﻔﺻﻳﻼت ! ! .‬
‫وﻣﻌرآه ﻣدﻳﻧﺔ اﻟﺳوﻳس . . ﺗﻠك اﻟﻣﻠﺣﻣﺔ اﻟﺗﻰ أﺗوﻗف أﻣﺎﻣﮫﺎ طوﻳﻼ ﻷﺗﺳﺎءل : ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺣظ ﺑﻣﺎ ﺗﺳﺗﺣﻘه ﻣن‬
                       ‫اهﺗﻣﺎم إﻋﻼﻣﻰ ؟ ﺑﻞ ؤﺛﻘﺎﻓﻰ - أﻳﺿﺄ -. . ؟ أﺷﻌﺎر وﻣﺳﻠﺳﻼت ، ﺑﻞ وأﻓﻼم أﻳﺿﺄ ؟ .‬
                                      ‫آﺛﻳرة هﻰ اﻟﻣواﻗف واﻟﻣﻼﺣم واﻟﺑطوﻻت ﻓﻰ ﻗطﺎع ﻋﻣﻠﻳﺎت اﻟﻔرﻗه 91‬


                                                     ‫51‬
‫آﺎن آﻞ ذﻟك زاﺧرا وﺛرﻳﺎ . . ﻣن هﻧﺎ آﺎﻧت ﺻﻌوﺑﺔ أن ﻳﺗﺿﻣن هذا اﻟآﺗﺎب آﻞ ﻣﺎ ﺣدث . . إن أﺑطﺎل‬
                  ‫اﻟﻔرﻗه 91 اﻟذﻳن ذآرت أﺳﻣﺎؤهم ﻓﻰ ﺳﺟﻞ اﻟﺷرف ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب : هم ﻧﻣﺎذج ﻓﻘط ..‬
‫ﻟذا ﻻﺑد وأن أؤآد : أن هذا اﻟآﺗﺎب هو اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ، ﻟآﺗﺎﺑﺔ : ﻣﻼﻣﺢ ، وﺑطوﻻت ، وإﻧﺟﺎزات اﻟﻔرﻗه 91‬
                                                ‫ﻣﺷـﺎة اﻟﺗﻰ ﻗدﻣت أﻋﻣﺎﻻ ﺑﺎرزة ﻓﻰ ﻧﺻر أآﺗـوﺑر 37 .‬
                                                 ‫وهﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ أرﺟو أن ﺗﺗﺑﻌﮫﺎ ﻣﺣﺎوﻻت .. وﻣﺣﺎوﻻت .‬
‫ﻟذا أﻗول : إن هذا اﻟآﺗﺎب هو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ quot; ﺑطﺎﻗه دﻋوة quot; ﻟزﻣﻼﺋﻰ وأﺑﻧﺎﺋﻰ ﻣن اﻟﻔرﻗه 91 أﻳﺎم ﺣرب أآﺗوﺑر‬
                   ‫اﻟﻣﺟﻳدة ﻣن أﺟﻞ آﺗﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ وﺑطوﻻت اﻟﻔرﻗﺔ ، واﻷﺣداث اﻟﺑﺎرزة اﻟﺗﻰ ﺷﺎرآوا ﻓﻳﮫﺎ .‬
‫ﺑﻘﻰ أن أﻗدم ﺧﺎﻟص ﺷآرى و ﺗﻘدﻳرى ﻟآﻞ ﻣن ﺳﺎهم ﻓﻰ ظﮫور هذا اﻟآﺗﺎب إﻟﻰ اﻟﻧور، راﺟﻳﺎ ﻣن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
                      ‫: أن ﻳﺣظﻰ ﺑﺈهﺗﻣﺎم اﻟﻘراء ، وأن ﻳآون إﺿﺎﻓﺔ ﻣﻔﻳدة ﻟﻠﻣآﺗﺑﺔ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ . .‬
 ‫وﻓﻰ اﻟﻧﮫﺎﻳﺔ : ﻳآون ﺷﺎهدا ﺟدﻳدا ، ﻋﻠﻰ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﻣﺻرى وﺑﺳﺎﻟﺗه ﻓﻰ اﻟذود ﻋن ﺛرى وطﻧه اﻟطﺎهر.‬

       ‫ﻓرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ‬




                                                                               ‫اﻟﻔﺻﻞ اﻷول‬
                               ‫دور ﻧآﺳﺔ 76 ﻓﻰ ﻧﺻر 37‬
                             ‫ﻟم ﻳآن هﻧﺎك أدﻧﻰ أﻣﻞ ﻓﻰ آﺳب ﺣرب اﻷﻳﺎم اﻟﺳﺗﺔ .‬
                ‫ﺧﺳﺎﺋر اﻟطﻳران آﺎﻧت هﻰ اﻟﺷﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻰ ﻋﻠﻘت ﻋﻠﻳﮫﺎ اﻟﮫزﻳﻣﺔ.‬
                                        ‫ﺟﻧود اﻹﺣﺗﻳﺎط وﺻﻠوا إﻟﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﺑﺎﻟﺟﻼﻟﻳب‬
                  ‫ﺣرب اﻟﻳﻣن آﺎﻧت ﺧطﺄ ﻓﺎدﺣﺎ ودﻓﻌت اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﺛﻣن .‬
                                     ‫ﻗواﺗﻧﺎ ﺗﺣرآت ﻓﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﻣﺛﻞ ﻗطﻊ اﻟﺷطرﻧﺞ .‬
                                    ‫# ﺗﺧطﻳط ﺣرب أآﺗوﺑر آﺎن ﻋﻠﻣﻳﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻰ اﻟﻣﺎﺋﺔ‬

                                      ‫أآﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ وﻋﺷرون ﻋﺎﻣﺎ ﻣرت ﺣﺗﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻧآﺳﺔ 7691 ..‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن إﻧﻘﺿﺎء آﻞ هذه اﻟﺳﻧﻳن ، ﻓﺈﻧه - ﺣﺗﻰ اﻵن - ﻻ ﻳزال اﻟﺣدﻳث ﻋن هذه اﻟﺣرب ﻳﺑدو وآﺄﻧه‬
                                                               ‫ﻧوع ﻣن اﻟﺳﻳر ﻓﻰ ﺣﻘﻞ ﻣن اﻷﻟﻐﺎم .‬
‫وﻻ ﻳﺳﺗطﺑﻊ أى ﻣﺣﺎﻳد وهو ﻳﺗﺟه اﻟﻰ ﻣﺣطﺔ اﻟﻧﺻر اﻟآﺑرى ﻓﻰ أآﺗوﺑر 3791 إﻻ أن ﻳﺗوﻗف ﻗﻠﻳﻼ ﻋﻧد ﻳوﻧﻳه‬
                                                                                            ‫7691 .‬
                  ‫واﻟﺑﻌض ﻗد ﻳرى ان هذه اﻟوﻗﻔﺔ ﻗد ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻰ ﻧﺑش ﺟرح ﻗدﻳم أردﻧﺎ ﻟه ﺟﻣﻳﻌﺎ أن ﻳﻧدﻣﻞ .‬
‫ﻟآن اﻟواﻗﻊ ﻳﻘول : أن ﺣرب ﻳوﻧﻳﺔ 76 ﻗد ﺳﺟﻠت ﻓﻰ ﺻﺣﺎﺋف اﻟﺗﺎرﻳﺦ : ﺷﺋﻧﺎ أم أﺑﻳﻧﺎ .. وأن هﻧﺎك آﺛﻳرا ﻣن‬
                                                                    ‫اﻟﺷﮫود ﻟم ﻳدﻟوا ﺑﺷﮫﺎداﺗﮫم ﺑﻌد .‬
                      ‫اﻟﺣﻘﻳﻔﺔ اﻟﮫﺎﻣﺔ هﻧﺎ هﻰ : أن دروس ﻧآﺳﺔ 76 آﺎن ﻟﮫﺎ أﺛرهﺎ اﻟﮫﺎم ﻓﻰ ﻧﺻر 37 ..‬

                                                ‫61‬
‫وأن اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻗد ظﻠﻣت ظﻠﻣﺎ آﺑﻳرا ﻓﻰ ﺣرب اﻷﻳﺎم اﻟﺳﺗﺔ ، وأن ﻓﺎرق آﺑﻳرا – وآﺑﻳرا ﺟدا – ﺑﻳن‬
‫إدارة ﺣرب أآﺗوﺑر ، وإدارة ﺣرب ﻳوﻧﻳو ، وآﺛﻳر .. وآﺛﻳر ﻣن اﻵﺳﺑﺎب اﻷﺧرى اﻟﺗﻰ أﻗررهﺎ .. ﺣﻳث آﻧت‬
                                                ‫أﺣد اﻟﻘﺎدة ﻓﻰ اﻟﻣﻌرآﺗﻳن وإن إﺧﺗﻠﻔت اﻟظروف واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ .‬
‫ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺿرورﻳﺔ ﺑﻳن ﻣﺎﺣدث ﻓﻰ ظرﻓﻳن ﻻﺗﻔﺻﻠﮫﻣﺎ ﺳوى 6 ﺳﻧوات ، وأﺳﺗطﻳﻊ أن أؤآد أﻧه ﻟم ﻳآن‬
                               ‫هﻧﺎك أدﻧﻰ أﻣﻞ ﻓﻰ آﺳب ﺣرب اﻷﻳﺎم اﻟﺳﺗﺔ ، أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﻟﺗﻌﺎدل ﻓﻳﮫﺎ .‬
‫ﻓﻘد آﺎﻧت ﻗواﺗﻧﺎ ﺗﺗﺣرك آﻘطﻊ ﻣن اﻟﺷطرﻧﺞ ، ﺣﺗﻰ طﻠب ﻣﻧﮫﺎ أن ﺗﺗوﻗف ﻟﺗداﻓﻊ .. وﺑﻌدهﺎ طﻠب ﻣﻧﮫﺎ أن‬
                   ‫ﺗﻧﺳﺣب .. ﺑﻞ أن هﻧﺎك اﻟآﺛﻳر واﻟآﺛﻳر .. ﻣﻣﺎ أﻏﻔﻠه ﻣﻌظم ﻣن ﺗﻧﺎوﻟوا أﺣداث ﺣرب 76 .‬
‫إن ﺑطوﻻت اﻹﻧﺳﺣﺎب ﻓﻰ ﺣرب ﻳوﻧﻳو 76 ﻻ ﺗﻘﻞ أهﻣﻳﺔ ﻋن ﺑطوﻻت اﻟدﻓﺎع .. ﻓﻘد آﺎن ﻣن اﻟﻣﻣآن أن‬
                                                    ‫ﻧﺟﻌﻠﮫﺎ ﺑطوﻻت ﻋظﻳﻣﺔ .. وﻟآن ﻣﺎ ﺣدث ﻗد ﺣدث ...‬
‫ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر 37 آﺎﻧت اﻟﻘﻳﺎدات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻰ طرﻳﻘﺔ ﺗﻔآﻳرهﺎ وطﺑﻳﻌﺔ ﺣرآﺗﮫﺎ .. ﻟﻘد اﺑﺗﻌدت اﻟﺳﻳﺎﺳﺔ‬
‫ﻋن ﻋﻘول اﻟﻘﻳﺎدات ، وﺗم ﺗﺟﮫﻳز ﻣﺳرح اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت ﻗﺑﻞ أآﺗوﺑر .. وآﺎن اﻟﺗدرﻳب اﻟﺷﺎق وآﺎن اﻟﻘرار ﺣﺎﺳﻣﺎ‬
                                                  ‫ﻻرﺟﻌﺔ ﻓﻳه ، وﺗم اﻟﺗﺧطﻳط ﻟآﻞ ﺷﺊ ﻗﺑﻞ ﺑداﻳﺔ اﻟﺣرب .‬
     ‫آﺛﻳرة هﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺎرﻧﺎت ، ﺑﻳن ﺣرﺑﻳن : وﻗﻊ ﻓﻰ اﻷوﻟﻰ هزﻳﻣﺔ ﻗﺎﺳﻳﺔ ، وﺗﺣﻘق ﻓﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺻر ﻋزﻳز .‬




                                                                                ‫ﻣظﺎهرة ﻋﺳآرﻳﺔ‬
‫ﻟﻘد آﻧت ﺧﻼل ﺣرب 76 ﻗﺎﺋدا ﻟﻠآﺗﻳﺑﺔ 21 ﻣن اﻟﻠواء اﻟراﺑﻊ ﻣﺷﺎه اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻔرﻗﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ اﻟﺗﻰ آﺎﻧت‬
                                          ‫ﺗﺣت ﻗﻳﺎدة اﻟﻠواء ﻋﺑد اﻟﺣﻠﻳم ﻋﺑد اﻟﻌﺎل ، ﺛم اﻟﻠواء ﻋﺛﻣﺎن ﻧﺻﺎر .‬
‫وﺻدرت ﻟﻰ اﻷواﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣرك اﻟﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﻟﻳﻠﺔ 71-81 ﻣﺎﻳو .. وﻗد ﺣدث ذﻟك آﻠه ﻓﺟﺄة ، ﺑدون ﺗرﺗﻳب‬
                                                         ‫ﻣﺳﺑق ، وﺑدون إﺳﺗﻌدادات ، أو ﺧطﺔ ﻣﺣددة .‬
                    ‫وﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺄﻟت ﻗﻳﺎدﺗﻰ .. ﻗﺎﻟوا : إﻧﮫﺎ ﻣﺟرد ﻣظﺎهرة ﻋﺳآرﻳﺔ اﻟﮫدف ﻣﻧﮫﺎ ﺗﮫدﻳد اﻟﻌدو .‬
          ‫وﻗطﻌﻧﺎ ﺳﻳﻧﺎء آﻠﮫﺎ ﺧﻼل 02 ﻳوﻣﺎ ﻣن اﻟآوﻧﺗﻼ اﻟﻰ اﻟﻌرﻳش اﻟﻰ اﻟآﻳﻠو 161 ﺑدون هدف ﻣﺣدد ...‬
                    ‫ﻓﻣﺎ ﻧآﺎد ﻧﺻﻞ اﻟﻰ ﻣوﻗﻊ ﺣﺗﻰ ﺗﺻدر اﻷواﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣرك اﻟﻰ ﻣوﻗﻊ آﺧر ﻓﻰ اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻰ ..‬

‫ووﺟدت ﻧﻔﺳﻰ ﻓﻰ وﺿﻊ ﻣﺣرج ﻣﻊ رﺟﺎل اﻟآﺗﻳﺑﺔ ، ﻓﺄﻧﺎ أدﻓﻌﮫم ﻟﻠﺣرآﺔ دون ﺧطﺔ ، وﻻ أﺳﺗطﻳﻊ أن أﺣدد‬
                                                                          ‫ﻟﮫم اﻟﮫدف ﻣن إﻧﺗﻘﺎﻻﺗﻧﺎ ..‬
‫وﺣﺗﻰ أرﻓﻊ ﻣن ﻣﻌﻧوﻳﺎﺗﮫم اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻹﻧﻌدام اﻟﺗﺧطﻳط ، وﻋدم وﺿوح اﻟﺧطﺔ واﻟﮫدف ، أﺧذت‬
                ‫أﺷﺎرك ﻣﻌﮫم ﻓﻰ ﺣﻔر اﻟﺧﻧﺎدق ، وأﺗظﺎهر ﺑﺄن هﻧﺎك هدﻓﺎ ﻣﺣددا ﻣن وراء هذه اﻟﺗﺣرآﺎت ..‬
        ‫وﻟآﻧﻧﻰ آﻧت ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﻳﺔ ﺳﻳﺋﺔ ، ﻓﻘد آﻧت أﻋرف اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ .. وأﻧه ﻟﻳس هﻧﺎك هدف .. وﻻ ﺧطﺔ ..‬
‫وﻓﻰ ﻧﮫﺎﻳﺔ اﻟﻣطﺎف إﺳﺗﻘر ﺑﻧﺎ اﻟﻣﻘﺎم ، وﺻدرت اﻷواﻣر ﺑﺄن ﻧﺑﻘﻰ ﺧﻠف quot; اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ quot; ﺣول ﻣﺣـور ) اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ‬
           ‫– اﻟﺣﺳﻧﺔ( ﺣﺗﻰ ﻳآون هﻧﺎك ﺧط دﻓﺎﻋﻰ ﺛﺎن ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟﻘوات ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻧﺳﺣﺎب ﻣن اﻟﺧط اﻷول .‬
          ‫وﻓﻌﻼ آﻧﺎ ﺧط اﻟﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟذى إﻧﺳﺣﺑت ﻣن ﺧﻼﻟه ﻗوات اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ ، وﺻﻣدﻧﺎ ﺣﺗﻰ اﻟﻠﺣظﺎت اﻷﺧﻳرة .‬




                                                                                    ‫أﺳﺑﺎب اﻟﻧآﺳﺔ‬
               ‫وﻟﻌﻞ اﻟﺳؤال اﻟذى ﻋﺎش ﺑﻳﻧﻧﺎ طوال هذه اﻟﺳﻧوات ، ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻳﻧﺎ ، وﺗﺗﻌدد ﺣوﻟه إﺟﺗﮫﺎدات :‬
                                                                             ‫ﻣﺎ أﺳﺑﺎب اﻟﻧآﺳـﺔ ؟‬
‫وأﻧﺎ ﺑدورى أﻗول : أن هﻧﺎك ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺗداﺧﻠﺔ آﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻰ اﻟﮫزﻳﻣﺔ .. وﻟم ﻳآن ﺧروج اﻟطﻳران ﻣن‬
                                       ‫اﻟﻣﻌرآﺔ – وﺣده – هو اﻟﺳﺑب ﻓﻰ اﻟﺣﺟم اﻟﺿﺧم ﻣن اﻟﺧﺳﺎﺋر .‬

                                                  ‫71‬
‫وﻟﻘد آﺎﻧت ﺧﺳﺎﺋر اﻟطﻳران اﻟﻣﺻرى هﻰ اﻟﺷﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻰ ﻋﻠﻘت ﻋﻠﻳﮫﺎ اﻟﮫزﻳﻣﺔ .. وﻟم ﺗآن هذه اﻟﺣﺟﺔ‬
‫ﺻﺣﻳﺣﺔ ، ﻷن اﻟطﻳران ﻻ ﻳﺳﺗطﻳﻊ أن ﻳﺗدﺧﻞ ﻓﻰ أى ﻋﻣﻠﻳﺎت أرﺿﻳﺔ ﻣﺎدام هﻧﺎك اﻟﺗﺣﺎم ﺑﻳن ﻗوات اﻟطرﻓﻳن‬
                                                                                                  ‫.‬
‫وﻣن هﻧﺎ ﻓﺈﻧه ﻟو أن ﻗواﺗﻧﺎ ﻓﻰ 76 آﺎﻧت ﻗد إﻟﺗﺣﻣت ﺑﺎﻟﺟﻳش اﻹﺳراﺋﻳﻠﻰ ، واﺗﺧذت ﻣوﻗﻔﺎ هﺟوﻣﻳﺎ‬
   ‫أو دﻓﺎﻋﻳﺎ ، ﻟآﺎﻧت ﻗد أﺧرﺟت اﻟطﻳران اﻹﺳراﺋﻳﻠﻰ ﻣن اﻟﻣﻌرآﺔ ، وﻟآﺎﻧت اﻟﺧﺳﺎﺋر أﻗﻞ آﺛﻳرا ﻣﻣﺎ وﻗﻌت .‬
‫أﺿف اﻟﻰ ذﻟك أﺳﻠوب اﻹﻧﺳﺣﺎب اﻟﻌﺷواﺋﻲ ، اﻟذى ﺗﺑﻊ أﺳﻠوب اﻟﺣﺷد اﻟﻌﺷواﺋﻲ .. وﻟو آﺎﻧت‬
‫هﻧﺎك ﺧطﺔ ﻣدروﺳﺔ ﻟﻺﻧﺳﺣﺎب ، ﻹﻧﺳﺣﺑت اﻟﻘوات اﻟﻰ ﻏرب اﻟﻘﻧﺎل دون أن ﺗﺣدث اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻰ‬
                                                                          ‫ﺿﺧﻣت ﻣن ﺣﺟم اﻟﺧﺳﺎﺋر .‬
     ‫وهﻧﺎك ﺻورة ﻷﺳﻠوب اﻟﺣﺷد اﻟﻌﺷواﺋﻰ ، ﺗوﺿﺢ ﻣﻘدار اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻰ دﺧﻠﻧﺎ ﻣﻌرآﺔ 76 ﻣﺳﻠﺣﻳن ﺑﮫﺎ ..‬
‫ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب آﺗﻳﺑﺗﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ آﺎﻧت هﻧﺎك آﺗﻳﺑﺗﺎ ﻣﺷﺎة ﻣن اﻷﻓراد إﺣﺗﻳﺎط اﻟﻣﺳﺗدﻋون ، ﻳرﺗدون اﻟﺟﻼﻟﻳب‬
‫واﻟﻣﻼﺑس اﻟﻣدﻧﻳﺔ ، إﺳﺗدﻋﺗﮫم اﻟﻘﻳﺎدة ﻋﻠﻰ ﻋﺟﻞ ، ووﺻﻠوا ﺳﻳﻧﺎء ﺑﺎﻟﺟﻼﻟﻳب ، وﺑﻼ أﺳﻠﺣﺔ ، وﻻ ﻋﺗﺎد أو‬
                                     ‫ﺗﻣوﻳن .. وﺑﻼ ﺧطﺔ ﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﺗﺳﻠﻳﺣﮫم ، ﻟﻣﺷﺎرآﺗﮫم ﻓﻰ اﻟﻣﻌﺎرك .‬
    ‫واﻟﻐرﻳب : أﻧﮫم وﺿﻌوا ﻋﻠﻰ اﻟﺧط اﻟدﻓﺎﻋﻰ ﻓﻰ اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ ﻋﻠﻰ هذا اﻟﺣﺎل ، وﺗرآوا ﺣﺗﻰ ﺑدأت اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت .‬
             ‫ﻗد ﺻورت إﺳراﺋﻳﻞ ﻋددا ﻣن هؤﻻء ، وإﺳﺗﻐﻠت ﺻورهم ﻟﻠدﻋﺎﻳﺔ ﺿد اﻟﺟﻳش اﻟﻣﺻرى ﻋﺎﻟﻣﻳﺎ .‬
‫وﻗد ﻗﻣت ﻗﺑﻞ أن ﺗﺑدأ اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟآﺗﻳﺑﺔ اﻟﻣﺟﺎورة ﻓوزﻋت ﻋﻠﻳﮫم ﺑﻌض اﻷﺳﻠﺣﺔ‬
‫اﻹﺣﺗﻳﺎطﻳﺔ ﻓﻰ آﺗﻳﺑﺗﻰ – ﻟﺣﻳن وﺻول أﺳﻠﺣﺗﮫم – وآﻠﻔت ﺟﻧودى ﺑﺗدرﻳﺑﮫم ، وإﻋطﺎﺋﮫم ﺑﻌض اﻟﻣﻼﺑس‬
‫اﻟﻌﺳآرﻳﺔ وزﻣزﻣﻳﺎت اﻟﻣﻳﺎه ، وﻟآن اﻟوﻗت آﺎن ﻣﺗﺄﺧرا ، وﺑﻌض اﻹﻣآﺎﻧﻳﺎت آﺎﻧت ﻏﻳر ﻣﺗﺎﺣﺔ .ﻓﻠم ﻳآن ﻋﻧد‬
‫هذه اﻟآﺗﻳﺑﺔ اﻹﺣﺗﻳﺎطﻰ ﻣن اﻹﻣدادات اﻟآﺎﻓﻳﺔ ، ﺣﻳث أﻧﺗزع هؤﻻء ﻣن وظﺎﺋﻔﮫم ، وﺑﻳوﺗﮫم ، ﺑطرﻳﻘﺔ ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ‬
                                                      ‫وﻋﺷواﺋﻳﺔ ، وآﺎﻧوا ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﻳﺔ ﺳﻳﺋﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .‬




                                                                        ‫اﻹﻧﺳﺣﺎب اﻟﻌﺷواﺋﻰ‬
‫ﻓﻰ ﻣﻧﺗﺻف ﻟﻳﻠﺔ 7-8 ﻳوﻧﻳﺔ وﺻﻠﻧﻰ أﻣر ﻗﻳﺎدة ﺑﺎﻹﻧﺳﺣﺎب اﻟﻰ ﻏرب اﻟﻘﻧﺎة .. وﻟم ﻳﺗﺿﻣن أﻣر اﻟﻘﻳﺎدة ﺳوى‬
                                                                                           ‫ذﻟك .‬
‫أﺻدرت أواﻣرى ﺑﺎﻹﻧﺳﺣﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣور اﻷوﺳط ﻟﻺﺳﻣﺎﻋﻳﻠﻳﺔ ، ﻓﻰ اﻷرض اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ، واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ورﻏم‬
‫اﻟظروف اﻟﻣﺣﻳطﺔ اﻟﺳﻳﺋﺔ أﻧﻧﺎ آﻧﺎ ﻧﺣﺎول ﻓﻰ quot; اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ quot; أن ﻧﻔﻌﻞ ﺷﻳﺋﺎ ﻳﺣﻔظ ﻋﻠﻳﻧﺎ ﻣﺎء وﺟوهﻧﺎ .. وﻟآن‬
                                                                             ‫اﻟوﻗت آﺎن ﻗد ﻓﺎت ..‬
       ‫هﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت اﻟﻔردﻳﺔ ﻟﻠﺗﺻدى ﻟﻠﻌدو ، وهﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺑطوﻻت اﻟﺗﻰ ﻗﺎﻣت ﺑﮫﺎ ﺑﻌض اﻟﻘوات .‬
‫وﻟآن ﻓﻰ ظﻞ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟردئ ﺿﺎﻋت اﻟﻣﺣﺎوﻻت ، ﻓﺎﻧﺳﺣﺑﻧﺎ اﻟﻰ ﻏرب اﻟﻘﻧﺎة ﻳوم 9 ﻳوﻧﻳو ، ﺗﺣت اﻟﻐﺎرات‬
‫اﻟﺟوﻳﺔ اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ اﻟﻣآﺛﻔﺔ ، وﺗﺣت ﻧﻳران ﻣدﻓﻌﻳﺔ اﻟﻌدو ، وﻟآﻧﻧﻰ ﺣﺎوﻟت وﻧﺟﺣت ﻓﻰ أن أﺣﻣﻰ ﻗواﺗﻰ ﻓﻠم‬
                                                          ‫أﺗآﺑد ﺧﺳﺎﺋر ﺗذآر ﻓﻰ آﺗﻳﺑﺗﻰ واﻟﺣﻣد ﷲ .‬




                                                                                   ‫ﺣرب اﻟﻳﻣن‬
                                                         ‫ﻟﻘد ﻗﻳﻞ اﻟآﺛﻳر ﺟدا ﻋن أﺳﺑﺎب ﻧآﺳﺔ 76 ..‬
                             ‫وآﺎﻧت ﺣرب اﻟﻳﻣن واﺣدة ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻰ إﺗﺟﮫت إﻟﻳﮫﺎ أﺻﺎﺑﻊ اﻹﺗﮫﺎم .‬
‫واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ اﻟﺗﻰ أود أن أﺳﺟﻠﮫﺎ ، واﻟﺗﻰ ﺗﺣﻣﻞ وﺟﮫﺔ ﻧظرى ﺣول ﺣرب اﻟﻳﻣن وﻋﻼﻗﺗﮫﺎ ﺑﺎﻟﻧآﺳﺔ ، أن ﺣرب‬
               ‫اﻟﻳﻣن آﺎﻧت ﺑداﻳﺔ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ .. دﻓﻌت ﺛﻣﻧﮫﺎ اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ، وآﺎن هذا ﺧطﺎ ﻓﺎدﺣﺎ..‬


                                                ‫81‬
‫ﻓﻣﺎذا ﻳﻣآن أن ﻧﻘول ﻋن ﺟﻳش ﻧظﺎﻣﻰ ، ﻳواﺟه ﻗﺑﺎﺋﻞ وﻋﺻﺎﺑﺎت ، ﺗﺣﺗﻣﻰ ﺑﺎﻟﺟﺑﺎل اﻟوﻋرة ..؟ ﻓﻼ ﺗﻌرف ﻣن‬
                                                                                ‫أﻳن ﻳﺄﺗﻳك اﻟﻣوت ..؟!‬
‫إن اﻟطﺑﻳﻌﺔ اﻟﺻﺧرﻳﺔ ، واﻟﺟﺑﺎل اﻟوﻋرة ﻓﻰ اﻟﻳﻣن ﻗد ﺣﻣﺗﮫﺎ ﻣن اﻹﺣﺗﻼل اﻟﺗرآﻰ ، واﻹﺣﺗﻼل اﻹﻧﺟﻠﻳزى ،‬
                                                                   ‫وآﺎﻧت اﻟﻳﻣن ﺗﺳﻣﻰ ﻣﻘﺑرة اﻟﺟﻳوش .‬
‫ﻟﻘد ذهﺑت اﻟﻰ اﻟﻳﻣن ﺳﻧﺔ 4591 ﻓﻰ ﻋﮫد اﻹﻣﺎم أﺣﻣد ﻓﻰ ﺑﻌﺛﺔ ﻋﺳآرﻳﺔ ﻟﺗدرﻳب اﻟﺟﻳش اﻟﻳﻣﻧﻰ ، وﻋﺷت‬
‫ﻓﻰ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﺑﻠﻳﺔ اﻟوﻋرة ، وﻧﺄآدت ﻣن إﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣﻞ اﻟﻌﺳآرى اﻟﻣﻧظم ﻓﻳﮫﺎ ، وﻟآن هﻧﺎك طرﻗﺎ ،‬
                                           ‫وأﻋﻣﺎﻻ ﻋﺳآرﻳﺔ أﺧرى ﻣﻌروﻓﺔ ﻻ ﺗﺗم إﻻ ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺑﻠﻰ .‬
‫هﻧﺎك ﺳﺑب آﺧر ﻓﻰ ﻏﺎﻳﺔ اﻷهﻣﻳﺔ ﻳﺿﺎف اﻟﻰ أﺳﺑﺎب اﻟﻧآﺳﺔ .. آﺎن أﻗﺻﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻠﺗدرﻳب ﻳﺗم ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟﺳرﻳﺔ ، ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄﻧه ﻳﻔﺗرض أن ﻳآون اﻟﺗدرﻳب ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرﻗﺔ ، أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى‬
‫اﻟﻠواء .. وهﻰ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺧطﻳرة ، ﻓﻠم ﻧﺻﻞ ﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗدرﻳب اﻟﻣطﻠوب ، وﻟم ﺗآن إﻣآﺎﻧﻳﺎﺗه ﻣﺗوﻓرة ، آﻣﺎ آﺎﻧت‬
                                 ‫اﻟﻘوة اﻟﺿﺎرﺑﺔ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﺑﺎﻷراﺿﻰ اﻟﻳﻣﻧﻳﺔ ﺧﻼل ﻣﻌرآﺔ 7691 .‬



                                                                                  ‫ﻗطﻊ اﻟﺷطرﻧﺞ‬
‫آﺎﻧت اﻟﻔآرة أن ﻧوﺻﻞ ﻟﻠﻌدو quot; ﻣﺿﻣوﻧﺎ quot; أن ﻗواﺗﻧﺎ آﺑﻳرة ، ﺗﺳﺗطﻳﻊ أن quot; ﺗردﻋه quot; أو ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﻳر اﻟﻌـﺎدى quot;‬
                                          ‫ﺗﺧﻳﻔه quot; .. وآﺎﻧت اﻟﺧطﺔ ) هﺟوﻣﻳﺔ ( ، ﺛم إﻧﻘﻠﺑت ) دﻓﺎﻋﻳﺔ ( .‬
‫وﻣﺳﺎﻟﺔ أن ﺗﺗﻐﻳر اﻟﺧطﺔ ﻟﻳﺳت ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺳﮫﻞ ؛ ﻓﮫﻰ ﺗؤدى اﻟﻰ ﻗﻠب آﻞ اﻟﺧطط اﻷﺧرى ، وﺗﻐﻳﻳر آﺛﻳر ﻣن‬
                                     ‫اﻹﺟراءات اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ، اﻟﺗﻰ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻗوات ﻣدرﺑﺔ ﺗدرﻳﺑﺎ ﻋﺎﻟﻳﺎ ..‬
‫ﻟذﻟك آﺎﻧت اﻟﻘوات ﺗﺗﺣرك ﻓﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﻣﺛﻞ ﻗطﻊ اﻟﺷطرﻧﺞ : ﺗﻧﻘﻞ ﻣن ﻣآﺎن ﻟﻣآﺎن وﻳﺣرآوﻧﮫﺎ ﺑﺳرﻋﺔ .. آﻞ‬
‫اﻟوﺣدات آﺎﻧت ﺗﺗﺣرك ﻓﻰ وﻗت واﺣد .. ﻟم ﻳوﺟد وﺿﻊ اﻟﺛﺑﺎت ، وآﺎﻧت اﻟﺣرآﺔ ﺗﺗم ﻓﻰ أﻣﺎآـن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،‬
                                                      ‫ﻟدرﺟﺔ أن ﻗدﻣﺎ واﺣدة ﻟم ﺗآن ﻟﺗﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ اﻷرض .‬
                                              ‫وآﺎﻧت هذه هﻰ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺳﺎﻧﺣﺔ ﻟﻠﻌدو ﻟآﻰ ﻳﻘوم ﺑﺿرﺑﺗه ..‬
‫ﻟﻘد ظﻠم اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﻣﺻرى ﻓﻰ ﺣرب 76 ظﻠﻣﺎ آﺑﻳرا وﺳوف أﺳوق هﻧﺎ ﺑﻌض اﻟوﻗﺎﺋﻊ ؛ اﻟﺗﻰ ﺗوﺿﺢ ﺳﻣﺎت‬
                                                                                ‫هذا اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ وأﺻﺎﻟﺗه .‬
‫ﻓﻰ طرﻳق اﻟﻣﻠﻳز .. آﺎﻧت ﺗرﺗآز إﺣدى اﻟآﺗﺎﺋب .. وﻟم ﺗﺻﻞ اﻟﻰ ﻗﺎﺋدهﺎ أواﻣر إﻧﺳﺣﺎب ، واﺳﺗﻣر هذا‬
‫اﻟﻘﺎﺋد اﻟﺷﮫﻳد اﻟﻌﻘﻳد آﻣﺎل رؤوف ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣدرﻋﺎت اﻟﻌدو .. وآﺎﻧت ﻟواءات ﻣدرﻋﺔ .. ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم وﻟم‬
‫ﺑﻣآﻧﮫﺎ ﻣن إﺧﺗراق ﻣوﻗﻌه .. إﻟﻰ أن إﺗﺧذ اﻟﻌدو ﺧطﺔ اﺧرى وهﻰ ﺿرب اﻟآﺗﻳﺑﺔ ﻣن اﻟﺟو .. ﻓظﮫرت‬
‫أﺳراب اﻟطﺎﺋرات ، ﻟﺗﻘوم ﺑﻧﺳف اﻟﻣوﻗﻊ آﺎﻣﻼ . . وﻟو ﻟم ﻳﺣدث ذﻟك ﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎع اﻟﻌدو إآﺗﺳﺎح هذا اﻟﻣوﻗﻊ‬
                                                                                                    ‫..‬
‫وﻳﻌرف اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳون هذا ﺟﻳدا .. وآﺗﺑوا ﻋن هذا اﻟﻘﺎﺋد .. إﻧه اﻟﻌﻘﻳد آﻣﺎل رؤوف ﻗﺎﺋد إﺣدى آﺗﺎﺋب اﻟﻣﺷﺎة‬
                                                                         ‫.. وهو أﺣد أﺑطﺎل ﺣرب 7691‬
                    ‫وإذا ﻟم ﻧآن ﻗد إﻋﺗدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﺎع آﻠﻣﺔ اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﻰ هذه اﻟﺣرب : ﻓﻠﻧﻌﺗد ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻵن .‬

‫ﺛم .. هﻞ ﻳﻌرف أﺣد : أن أﺣد اﻟﻘﺎدة ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻓﻰ اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط ﻣن رﻓﺢ ﺣﺗﻰ اﻟﻌرﻳش ﻋﻠﻰ ﻓﺗرات‬
‫ﻣﺗﻘطﻌﺔ ؛ ﺣﺗﻰ ﻻ ﻳﺗﻌرض ﻟﻸﺳر ﺑﻌد إﻧﺳﺣﺎب آﺗﻳﺑﺗه .. وﻓﻰ اﻟﻌرﻳش ﻗﺎم ﺑرآوب ﺟﻣﻞ ، وﺻﻞ ﺑه اﻟﻰ‬
     ‫ﻏرب اﻟﻘﻧﺎة .. وهو اﻟﻌﻘﻳد ﻣﺣﻣد ﻧﺑﻳه اﻟﺳﻳد ، اﻟذى آﺎن ﻗﺎﺋدا ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﻣﺎﻟﻳﺔ ﻓﻰ ﻓﺗـرة ﻣن اﻟﻔﺗرات ..‬

‫وأذآر أﻳﺿﺎ أﺣد اﻟﻘﺎدة اﻟﺷﮫداء : اﻟذى ﺣﻣﻞ ذﺧﻳرة وﺣدﺗه ﻓﻰ ﻋرﺑﺎت ﻗطﺎر، وﻗﺎم ﻣﻊ أﻓراد ﻗوﺗه ﺑدﻓﻊ‬
‫اﻟﻌرﺑﺎت ﺑﺳواﻋدهم ، وظﻠوا ﻳدﻓﻌوﻧﮫﺎ أﻣﺎﻣﮫم ) ﺑﻼ ﻗﺎطرة( ﻟآﻰ ﻳﺻﻠوا ﺑﮫﺎ اﻟﻰ ﻣواﻗﻊ اﻟآﺗﺎﺋب اﻟﺗﻰ آﺎﻧت‬
‫ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻳﮫﺎ : إﻧه اﻟﻌﻘﻳد ﺳﻌد دروﻳش اﻟﺷﺎﻣﻰ .. وهو ﺿﺎﺑط ﺷﺋون إدارﻳﺔ ، ﻗﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺧطﻳرة ﻓﻰ‬
                                                                                  ‫ﻣﻌرآﺔ رﻓﺢ ..‬
‫وﻓﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻌرآﺔ اﻟﺗﻰ ﻗﺎدهﺎ اﻟﻠواء ﺟﻌﻔر اﻟﻌﺑد ﻧﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻣؤﻟﻔﺎت ، ﺣﻳث ﻗﺎﻣت اﻟﻘوات اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻓﻳﮫﺎ‬
                                                     ‫ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻗﺗﺎﻟﻳﺔ ﺗدرس اﻵن ﻓﻰ اﻟﻣﻌﺎهد اﻟﻌﺳآرﻳﺔ .‬
‫وﺳوف أﺳرد ﺑﻌض اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻰ ﺷﮫدﺗﮫﺎ إﺣدى اﻟﺳـراﻳﺎ اﻟﻣﺷـﺎة اﻟﺗﻰ آﺎﻧت ﺿﻣن اﻟآﺗﻳﺑﺔ 21 ﻣﺷﺎة ﻗﻳﺎدﺗﻰ‬
                                                                                               ‫..‬
                                                 ‫91‬
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى
أبطال  الفرقة 19  مقاتلون  فوق  العادة    الفريق يوسف عفيفى

More Related Content

What's hot

Soilmechanics2
Soilmechanics2Soilmechanics2
Soilmechanics2guest680a4
 
قانون العدالة الانتقالية
قانون العدالة الانتقاليةقانون العدالة الانتقالية
قانون العدالة الانتقاليةMed Aymen Oueslati
 
د. نسرين الدوسري - ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الثالث
د. نسرين الدوسري - ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الثالثد. نسرين الدوسري - ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الثالث
د. نسرين الدوسري - ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الثالثRiyadhBWF
 
سيكولوجيه اللغه والمرض العقلى
سيكولوجيه اللغه والمرض العقلىسيكولوجيه اللغه والمرض العقلى
سيكولوجيه اللغه والمرض العقلىmshary mshary
 
چهل نكته درباره‌ي انتخابات
چهل نكته درباره‌ي انتخاباتچهل نكته درباره‌ي انتخابات
چهل نكته درباره‌ي انتخاباتguestea8c08
 
الدليل لفهم مرض الزهايمر
الدليل لفهم مرض الزهايمر الدليل لفهم مرض الزهايمر
الدليل لفهم مرض الزهايمر alzheimer.tunisie
 
10459648 . اتجاهات التغطية الإخبارية للشئون الخارجية في الصحف المصرية وعلاقته...
10459648 . اتجاهات التغطية الإخبارية للشئون الخارجية في الصحف المصرية وعلاقته...10459648 . اتجاهات التغطية الإخبارية للشئون الخارجية في الصحف المصرية وعلاقته...
10459648 . اتجاهات التغطية الإخبارية للشئون الخارجية في الصحف المصرية وعلاقته...Samir Sami
 
الحرم الابراهيمي
الحرم الابراهيميالحرم الابراهيمي
الحرم الابراهيميMohammed Algarni
 
Settlement Assessment of offshore wind turbine foundations due to liquefactio...
Settlement Assessment of offshore wind turbine foundations due to liquefactio...Settlement Assessment of offshore wind turbine foundations due to liquefactio...
Settlement Assessment of offshore wind turbine foundations due to liquefactio...Abolfazl Najafi
 
چرخه حسابداری
چرخه حسابداریچرخه حسابداری
چرخه حسابداریMobina Dorri
 
kharid va foroosh interneti
kharid va foroosh internetikharid va foroosh interneti
kharid va foroosh internetiahmad soodavar
 
گزارش توسعه‌دهندگان بازار در فصل بهار ۱۳۹۸
گزارش توسعه‌دهندگان بازار در فصل بهار ۱۳۹۸گزارش توسعه‌دهندگان بازار در فصل بهار ۱۳۹۸
گزارش توسعه‌دهندگان بازار در فصل بهار ۱۳۹۸Bazaar Insight
 
The President’s Speech in Cairo: A New Beginning - Dari
The President’s Speech in Cairo: A New Beginning - DariThe President’s Speech in Cairo: A New Beginning - Dari
The President’s Speech in Cairo: A New Beginning - DariObama White House
 
الروح المعنوية سلوك اداري
الروح المعنوية سلوك اداريالروح المعنوية سلوك اداري
الروح المعنوية سلوك اداريDr Ghaiath Hussein
 

What's hot (19)

Soilmechanics2
Soilmechanics2Soilmechanics2
Soilmechanics2
 
5s
5s5s
5s
 
قانون العدالة الانتقالية
قانون العدالة الانتقاليةقانون العدالة الانتقالية
قانون العدالة الانتقالية
 
د. نسرين الدوسري - ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الثالث
د. نسرين الدوسري - ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الثالثد. نسرين الدوسري - ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الثالث
د. نسرين الدوسري - ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الثالث
 
menare
menaremenare
menare
 
سيكولوجيه اللغه والمرض العقلى
سيكولوجيه اللغه والمرض العقلىسيكولوجيه اللغه والمرض العقلى
سيكولوجيه اللغه والمرض العقلى
 
چهل نكته درباره‌ي انتخابات
چهل نكته درباره‌ي انتخاباتچهل نكته درباره‌ي انتخابات
چهل نكته درباره‌ي انتخابات
 
الدليل لفهم مرض الزهايمر
الدليل لفهم مرض الزهايمر الدليل لفهم مرض الزهايمر
الدليل لفهم مرض الزهايمر
 
10459648 . اتجاهات التغطية الإخبارية للشئون الخارجية في الصحف المصرية وعلاقته...
10459648 . اتجاهات التغطية الإخبارية للشئون الخارجية في الصحف المصرية وعلاقته...10459648 . اتجاهات التغطية الإخبارية للشئون الخارجية في الصحف المصرية وعلاقته...
10459648 . اتجاهات التغطية الإخبارية للشئون الخارجية في الصحف المصرية وعلاقته...
 
الحرم الابراهيمي
الحرم الابراهيميالحرم الابراهيمي
الحرم الابراهيمي
 
Chocolate
ChocolateChocolate
Chocolate
 
Settlement Assessment of offshore wind turbine foundations due to liquefactio...
Settlement Assessment of offshore wind turbine foundations due to liquefactio...Settlement Assessment of offshore wind turbine foundations due to liquefactio...
Settlement Assessment of offshore wind turbine foundations due to liquefactio...
 
چرخه حسابداری
چرخه حسابداریچرخه حسابداری
چرخه حسابداری
 
kharid va foroosh interneti
kharid va foroosh internetikharid va foroosh interneti
kharid va foroosh interneti
 
Adabiate Esfahani
Adabiate EsfahaniAdabiate Esfahani
Adabiate Esfahani
 
گزارش توسعه‌دهندگان بازار در فصل بهار ۱۳۹۸
گزارش توسعه‌دهندگان بازار در فصل بهار ۱۳۹۸گزارش توسعه‌دهندگان بازار در فصل بهار ۱۳۹۸
گزارش توسعه‌دهندگان بازار در فصل بهار ۱۳۹۸
 
The President’s Speech in Cairo: A New Beginning - Dari
The President’s Speech in Cairo: A New Beginning - DariThe President’s Speech in Cairo: A New Beginning - Dari
The President’s Speech in Cairo: A New Beginning - Dari
 
Tohfa jazria
Tohfa jazriaTohfa jazria
Tohfa jazria
 
الروح المعنوية سلوك اداري
الروح المعنوية سلوك اداريالروح المعنوية سلوك اداري
الروح المعنوية سلوك اداري
 

Similar to أبطال الفرقة 19 مقاتلون فوق العادة الفريق يوسف عفيفى

Ferka 19 Suez Canal War October 1973
Ferka 19  Suez Canal War  October 1973Ferka 19  Suez Canal War  October 1973
Ferka 19 Suez Canal War October 1973YosifAffifi
 
Alzaimer Melli8
Alzaimer Melli8Alzaimer Melli8
Alzaimer Melli8arshan
 
مختصر معهد عمان
مختصر معهد عمانمختصر معهد عمان
مختصر معهد عمانAmman.institute
 
اگر خواستید یادم کنید
اگر خواستید یادم کنیداگر خواستید یادم کنید
اگر خواستید یادم کنیدBita B
 
كيف تكسب مهارة التركيز
كيف تكسب مهارة التركيزكيف تكسب مهارة التركيز
كيف تكسب مهارة التركيزAhmed Zeen EL Abeden
 
الکرد والحمدانیون
الکرد والحمدانیونالکرد والحمدانیون
الکرد والحمدانیونChalak Muhamad
 
Ug Shielerning Muherremdiki Azghunliqi
Ug Shielerning Muherremdiki AzghunliqiUg Shielerning Muherremdiki Azghunliqi
Ug Shielerning Muherremdiki AzghunliqiAbdullah Baspren
 
العادات السبع في العمل الناجح
العادات السبع في العمل الناجحالعادات السبع في العمل الناجح
العادات السبع في العمل الناجحAhmed Zeen EL Abeden
 
مقدمه ای بر داده کاوی و اکتشاف دانش
مقدمه ای بر داده کاوی و اکتشاف دانشمقدمه ای بر داده کاوی و اکتشاف دانش
مقدمه ای بر داده کاوی و اکتشاف دانشdataminers.ir
 
[Nahu] - 'ilm Kalam (arabic)
[Nahu] - 'ilm Kalam (arabic)[Nahu] - 'ilm Kalam (arabic)
[Nahu] - 'ilm Kalam (arabic)Syukran
 
[Nahu] - 'Alamat Irab (arabic)
[Nahu] - 'Alamat Irab (arabic)[Nahu] - 'Alamat Irab (arabic)
[Nahu] - 'Alamat Irab (arabic)Syukran
 
كشكول واحد عبقري
كشكول واحد عبقريكشكول واحد عبقري
كشكول واحد عبقريMohammed Algarni
 
Arabic bible book of life old testament jeremiah
Arabic bible book of life old testament jeremiahArabic bible book of life old testament jeremiah
Arabic bible book of life old testament jeremiahArabBibles
 
الهیئة العلمیة لمؤتمر الشباب و الصحوة الاسلامیة 1
الهیئة العلمیة لمؤتمر الشباب و الصحوة الاسلامیة 1الهیئة العلمیة لمؤتمر الشباب و الصحوة الاسلامیة 1
الهیئة العلمیة لمؤتمر الشباب و الصحوة الاسلامیة 1islamic-awakening
 
Soilmechanics1
Soilmechanics1Soilmechanics1
Soilmechanics1guest680a4
 

Similar to أبطال الفرقة 19 مقاتلون فوق العادة الفريق يوسف عفيفى (20)

Ferka 19 Suez Canal War October 1973
Ferka 19  Suez Canal War  October 1973Ferka 19  Suez Canal War  October 1973
Ferka 19 Suez Canal War October 1973
 
Alzaimer Melli8
Alzaimer Melli8Alzaimer Melli8
Alzaimer Melli8
 
asda
asdaasda
asda
 
Hafezipoor
HafezipoorHafezipoor
Hafezipoor
 
مختصر معهد عمان
مختصر معهد عمانمختصر معهد عمان
مختصر معهد عمان
 
اگر خواستید یادم کنید
اگر خواستید یادم کنیداگر خواستید یادم کنید
اگر خواستید یادم کنید
 
كيف تكسب مهارة التركيز
كيف تكسب مهارة التركيزكيف تكسب مهارة التركيز
كيف تكسب مهارة التركيز
 
هل تعلم أن
هل تعلم أنهل تعلم أن
هل تعلم أن
 
الکرد والحمدانیون
الکرد والحمدانیونالکرد والحمدانیون
الکرد والحمدانیون
 
Ug Shielerning Muherremdiki Azghunliqi
Ug Shielerning Muherremdiki AzghunliqiUg Shielerning Muherremdiki Azghunliqi
Ug Shielerning Muherremdiki Azghunliqi
 
العادات السبع في العمل الناجح
العادات السبع في العمل الناجحالعادات السبع في العمل الناجح
العادات السبع في العمل الناجح
 
مقدمه ای بر داده کاوی و اکتشاف دانش
مقدمه ای بر داده کاوی و اکتشاف دانشمقدمه ای بر داده کاوی و اکتشاف دانش
مقدمه ای بر داده کاوی و اکتشاف دانش
 
[Nahu] - 'ilm Kalam (arabic)
[Nahu] - 'ilm Kalam (arabic)[Nahu] - 'ilm Kalam (arabic)
[Nahu] - 'ilm Kalam (arabic)
 
هل تعلم أن
هل تعلم أنهل تعلم أن
هل تعلم أن
 
[Nahu] - 'Alamat Irab (arabic)
[Nahu] - 'Alamat Irab (arabic)[Nahu] - 'Alamat Irab (arabic)
[Nahu] - 'Alamat Irab (arabic)
 
كشكول واحد عبقري
كشكول واحد عبقريكشكول واحد عبقري
كشكول واحد عبقري
 
Arabic bible book of life old testament jeremiah
Arabic bible book of life old testament jeremiahArabic bible book of life old testament jeremiah
Arabic bible book of life old testament jeremiah
 
الهیئة العلمیة لمؤتمر الشباب و الصحوة الاسلامیة 1
الهیئة العلمیة لمؤتمر الشباب و الصحوة الاسلامیة 1الهیئة العلمیة لمؤتمر الشباب و الصحوة الاسلامیة 1
الهیئة العلمیة لمؤتمر الشباب و الصحوة الاسلامیة 1
 
Soilmechanics1
Soilmechanics1Soilmechanics1
Soilmechanics1
 
Maat Agency Brand Story
Maat Agency Brand StoryMaat Agency Brand Story
Maat Agency Brand Story
 

أبطال الفرقة 19 مقاتلون فوق العادة الفريق يوسف عفيفى

  • 1. 1
  • 2. ‫أﺑﻄﺎل اﻟﻔﺮﻗﺔ 91‬ ‫ﻣﻘﺎﺗﻠـﻮن ﻓـﻮق اﻟﻌـﺎدة‬ ‫ﻓﺮﻳﻖ ﻳﻮﺳـﻒ ﻋﻔﻴـﻔﻰ‬ ‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫2141 هـ - 2991 م‬ ‫ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬ ‫دار اﻟﺼﻔﻮة‬ ‫ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‬ ‫2‬
  • 3. 3
  • 4. ‫ﻧﺑـذة ﻋن اﻟﻣـؤﻟف‬ ‫اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ ﻣﺣﻣد‬ ‫ﻣن ﻣواﻟﻳد اﻟﻘﺎهرة‬ ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺑآﺎﻟورﻳوس اﻟﻌﻠوم اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﻋﺎم 8491 م‬ ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺑآﺎﻟورﻳوس اﻟﺗﺟﺎرة - ﺷﻌﺑﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎهرة ﻋﺎم7591‬ ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ دﺑﻠوم اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺷﺗرآﺔ ﻣن أآﺎدﻳﻣﻳﺔ ﻓروﻧز ﺑﻣوﺳآو ﻋﺎم 1691 م‬ ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺟﺳﺗﻳر اﻟﻌﻠوم اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﻋﺎم 1691 م‬ ‫ﻋﻳن ﻗﺎﺋدا ﻟﻔﺻﻳﻠﺔ ﻣﺷﺎة ﻣن اﻟآﺗﻳﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻣﺷﺎة وﻋﻣﻞ ﺑﻔﻠﺳطﻳن ﺛم اﻟﺧرطوم 8491 – 0591‬ ‫أﻧﺗدب ﻋﺿوا ﺑﮫﻳﺋﺔ اﻟﺗدرﻳس ﻓﻲ ﻣﻌﮫد اﻟﻣﺷﺎة واﻟآﻠﻳﺔ اﻟﺣرﺑﻳﺔ وآﻠﻳﺔ اﻟﻘﺎدة واﻷرآﺎن ﺣرب ﻋﺎم‬ ‫1591 ﺣﺗﻰ 2691‬ ‫ﻋﻳن رﺋﻳس أرآﺎن اﻟﻠواء اﻟﻌﺎﺷر اﻟﻣﺷﺎة واﺷﺗرك ﻓﻲ ﺗدﻋﻳم ﺛورة اﻟﻳﻣن ﻋﺎم 2691‬ ‫اﻧﺗدب ﻣﺳﺎﻋدا ﻟرﺋﻳس ﻣآﺗب اﻟﻣﺷﺗروات اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﻓﻲ ﺑون ) اﻟﻣﺎﻧﻳﺎ ( ﻋﺎم 4691 ﺣﺗﻰ 5691‬ ‫• اﻧﺗدب رﺋﻳس أرآﺎن اﻟﺣرس اﻟﺟﻣﮫوري ﻋﺎم 5691‬ ‫ﻋﻳن ﻗﺎﺋد اﻟآﺗﻳﺑﺔ 21 ﻣﺷﺎة ورﺋﻳس أرآﺎن اﻟﻠواء اﻟراﺑﻊ اﻟﻣﺷﺎة ﻋﺎم 6691 ﺣﺗﻰ 8691‬ ‫أﺣﻳﻞ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎش ﻋﺎم 8691 ، وأﻋﻳد ﻟﻠﺧدﻣﺔ ﻓﻰ ﺛورة اﻟﺗﺻﺣﻳﺢ ﻋﺎم 1791‬ ‫ﻋﻳن ﻣدﻳرا ﻟﺗدرﻳب اﻟﺟﻳش اﻟﺛﺎﻧﻰ اﻟﻣﻳداﻧﻰ ﻋﺎم 1791‬ ‫4‬
  • 5. ‫ﻋﻳن ﻗﺎﺋدا ﻟﻠﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة وﺷﺎرك ﺑﮫﺎ ﻓﻲ ﺣرب أآﺗوﺑر اﻟﻣﺟﻳدة ﻋﺎم 2791- 4791‬ ‫ﻋﻳن ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻟرﺋﻳس هﻳﺋﺔ ﻋﻣﻠﻳﺎت اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻋﺎم 4791‬ ‫ﻋﻳن ﻣﻠﺣﻘﺎ ﻋﺳآرﻳﺎ ﺑﻣوﺳآو ﻋﺎم 5791 ﺣﺗﻰ 8791‬ ‫ﻋﻳن ﻗﺎﺋدا ﻟﻠﺟﻳش اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﻳداﻧﻰ ﻋﺎم 8791 – 9791‬ ‫ﻋﻳن رﺋﻳﺳﺎ ﻟﮫﻳﺋﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﻌﺳآرﻳﺔ وﻣﺳﺎﻋدا ﻟوزﻳر اﻟدﻓﺎع ﻋﺎم 0891‬ ‫اﺷﺗرك ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ اﻟﺣروب اﻟﻣﺻرﻳﺔ - اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ ﻋﺎم 8491 – 6591 – 7691 – 3791‬ ‫ﻋﻳن ﻣﺣﺎﻓظﺎ ﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر ﻋﺎم 1891 – 1991‬ ‫ﻋﻳن ﻣﺣﺎﻓظﺎ ﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺟﻳزة ﻣن ﻣﺎﻳو 1991 ﺣﺗﻰ ﻣﺎﻳو 3991‬ ‫ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻷوﺳﻣﺔ واﻷﻧواط أهﻣﮫﺎ :‬ ‫! ﻧوط اﻟﺟدارة اﻟذهﺑﻲ ﻋﺎم 9491‬ ‫! وﺳﺎم اﻟﻌﺑور ﻋﺎم 3791‬ ‫وﺳﺎم ﻧﺟﻣﺔ اﻟﺷرف ﻋﺎم 4791‬ ‫! ﻧوط اﻟﺗدرﻳب ﻋﺎم 0891‬ ‫! ﻧوط اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻣﺗﺎزة ﻋﺎم 0891‬ ‫! ﻧوط اﻟﺧدﻣﺔ اﻟطوﻳﻠﺔ واﻟﻘدوة اﻟﺣﺳﻧﺔ 0891‬ ‫ﻋﺎم 2891‬ ‫وﺳﺎم اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق‬ ‫ﻣﻳداﻟﻳﺔ ﻣﻘﺎﺗﻠﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر ﻋﺎم 8991‬ ‫! وﺳﺎم اﻟآوآب اﻷردﻧﻲ ﻋﺎم 5591‬ ‫وﺳﺎم اﻟﺷرف واﻹﺧﻼص اﻟﺳوري ﻋﺎم 9591‬ ‫ﻧوط اﻟﺛورة اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﻋﺎم 5691‬ ‫ﻣن اﻟﺿﺑﺎط اﻷﺣرار واﺷﺗرك ﻓﻲ ﺛورة 32 ﻳوﻟﻳو 2591‬ ‫ﻣﺗزوج وﻟه إﺑﻧﺗﺎن وﺣﻔﻳدﻳن وﺣﻔﻳدﺗﻳن .‬ ‫ﻣﻘدﻣﺎت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ‬ ‫هذا اﻟآﺗﺎب‬ ‫5‬
  • 6. ‫ﻋﮫدﻧﺎ ﺑآﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣذآرات اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻧﮫﺎ آﺗﺎﺑﺎت )أآﺎدﻳﻣﻳﺔ( ﺗﺣﺗﺷد ﻓﻳﮫﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ، واﻟﻘواﻧﻳن ، واﻟﺗﻌرﻳﻔﺎت‬ ‫اﻟﻔﻧﻳﺔ ، اﻟﺗﻰ ﻳﻌﺟز اﻟﻘﺎرئ – ﻏﻳر اﻟﻣﺗﺧﺻص ، ﻓﺿﻼ ﻋن ﺟﻣﮫرة اﻟﻘراء – ﻋن ﻓﮫﻣﮫﺎ.‬ ‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ .. ﻓﮫﻰ آﺗﺎﺑﺔ ﻟﻔﺋﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ، دون ﻏﻳرهم ﻣن اﻟﻧﺎس .‬ ‫ﻟآن اﻟآﺗﺎب اﻟذى ﻣﻌﻧﺎ ، ﻳﻣﺛﻞ ﻧﺳﻳﺟﺎ وﺣده ؛ ﻹﻋﺗﺑﺎرات ﻋدﻳدة ، ﻳﻣآن إﺟﻣﺎل أهﻣﮫﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻠﻰ :‬ ‫• أﻧه آﺗب ﺑطرﻳﻘﺔ ﺳﮫﻠﺔ ، ﺗﺿﻊ اﻟﻘواﻋد ، واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻔﻧﻳﺔ – دون ﻧﻘص ، أو ﻟﺑس ﻓﻰ‬ ‫ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﺳﻠوب أدﺑﻰ ﻣﻳﺳر ، وﻋﺑﺎرة ﻣﻔﮫوﻣﺔ ، وﻋرض ﺷﻳق ﺟذاب .‬ ‫• ﻣﺿﻣون اﻟآﺗﺎب : اﻟذى ﻳﺳﺗﮫدف ﺗﻘدﻳم ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن أهم ﻣراﺣﻞ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻣﺻرى ﺑﺻﻔﺔ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ، واﻟﻌرﺑﻰ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ – إﺳﺗﮫداﻓﺎ ﻳﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺻدق اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﺎرﻳﺧﻳﺔ اﻟﻣﺟردة ، اﻟﺗﻰ‬ ‫ﻳﻧدر ﻋرﺿﮫﺎ .. ﻣﻊ ﻋدم اﻹﻗﺗراب ﻣن ﺧطوط اﻟﺗﻣﺎس ، اﻟﺗﻰ ﺗﻔرﺿﮫﺎ ظروف اﻟﺣرب ، وﺳرﻳﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت .. ﺷﺄن ﻣؤﻟﻔه اﻟﻌظﻳم ﻓﻰ ﺣﻳﺎﺗه آﻠﮫﺎ : quot; اﻹﻳﻣﺎن ، اﻟﺻراﺣﺔ ، اﻟدﻗﺔ ، اﻟﺻراﻣﺔ ،‬ ‫اﻟﻣوﺿوﻋﻳﺔ ، اﻹﻟﺗزام quot;‬ ‫• ﻣﻣﺎ ﻳﻣﺗﺎز ﺑه هذا اﻟآﺗﺎب أﻣور أﺧر ، ذات ﻋﻣق إﻳﻣﺎﻧﻰ ﻗﻳﻣﻰ ﻓرﻳد ، ﻳﻧدر وﺟوده ﻓﻰ ﻋﺻر‬ ‫ﺗﺳود ﻓﻳه quot; اﻷﻧﺎ quot; ، وﺗﺳﺗﺑد اﻟﻣﺎدﻳﺎت ؛ ﺑﺎﻟروﺣﺎﻧﻳﺎت ، واﻷﺧﻼﻗﻳﺎت ، واﻟﻘﻳم وﻣن ذﻟك ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺳﺑﻳﻞ اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر :‬ ‫‪ o‬رد اﻟﻔﺿﻞ ﻷهﻠه ، وإﻋطﺎء آﻞ ذى ﺣق ﺣﻘه ، وإن ﺗﻧﺎﺳﺎه اﻟﻧﺎس أو أﻋرﺿوا ﻋﻧه.‬ ‫‪ o‬ﺗذآﻳرﻧﺎ ﺑﻣﺎﺿﻰ اﻟﺳﻠف اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻧﺻر إﻟﻰ ﺻﻧﺎﻋه ﻣن اﻟﺟﻧود.. اﻟذﻳن ﻏﺎﻟﺑﺎ‬ ‫ﻣﺎﻳﻧﺳﺎهم اﻟﻘﺎدة ﻋﻧد ﺗﻠﻘﻰ ﺗﮫﺎﻧﻰ اﻟﻔوز، وأوﺳﻣﺔ اﻹﻧﺗﺻﺎر .‬ ‫‪ o‬إﺣﻳﺎء ﻣﺎ أﻣﺎﺗﺗه اﻟﻣﺎدﻳﺎت اﻟطﺎﻏﻳﺔ ﻣن رد اﻟﻧﺻر ﻓﻰ ﺣﻘﻳﻘﺗه اﻟﻰ اﻹﻳﻣﺎن ﺑﺎﷲ ، وﻗوة اﻟروح‬ ‫اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ ، وﻣﺎ ﻳﺻﻧﻌه اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷوﻟﻳﺎﺋه ﻣن ﺧوارق اﻟﻌﺎدات ، وﺻور اﻟآراﻣﺔ .‬ ‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ ﻓﮫو آﺗﺎب : ﺣﻘﻳق أن ﻳﺣرص ﻋﻠﻳه اﻟﺧﺎﺻﺔ .. وهو ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ ﻟﻠﺟﻣﻳﻊ‬ ‫ﻣﺣﻣد زآﻰ اﻟدﻳن ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم‬ ‫دار اﻟﺻﻔوة‬ ‫أﺑطﺎل اﻟﻣﻐﺎزى‬ ‫أرﻳد أن أوﺟه آﻠﻣﺎﺗﻰ هذه إﻟﻰ اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ‬ ‫ﺣﻳث ﻗرأت ﻓﻰ آﺗﺎﺑه quot; ﻣﻘﺎﺗﻠون ﻓوق اﻟﻌﺎدة quot; ﻧﺑذة ﻋن اﻟﺑطﻞ اﻟﺷﮫﻳد / اﻟﻌﻘﻳد آﻣﺎل رءوف ،‬ ‫وآﻳف آﻧه ﻗﺎﺗﻞ ﻓﻰ ﺷﺟﺎﻋﺔ ، وإﺳﺗﺑﺳﺎل ، واﺳﺗطﺎع اﻟﺻﻣود ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ﻣﻊ أﻓراد آﺗﻳﺑﺗه ﻓﻰ ﺣرب‬ ‫ﺳﻧﺔ 7691 وﻟم ﻳﺗﻣآن اﻟﻌدو ﻣن إﺧﺗراق ﻣوﻗﻌﺔ ؛ اﻟﻰ أن اﺗﺧذ اﻟﻌدو ﺧطﺔ أﺧرى ، وهﻰ ﺿرب اﻟآﺗﻳﺑﺔ‬ ‫6‬
  • 7. ‫اﻟﺻﺎﻣدة ﻣن اﻟﺟو ، وﻟو ﻟم ﻳﺣدث هذا ﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎع اﻟﻌدو إآﺗﺳﺎح اﻟﻣوﻗﻊ ، وآﻳف أن اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳن‬ ‫ﻳﻌرﻓون هذا ﺟﻳدا ، وآﺗﺑوا ﻋن هذا اﻟﻘﺎﺋد .‬ ‫ﻗرأت هذه اﻟﻔﻘرة أﻧﺎ وأﺑﻧﺎﺋﻰ ، وﻟم ﻧﺻدق أﻋﻳﻧﻧﺎ .. ﻳﺎ إﻟﮫﻰ ! هذه ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟم ﻧآن ﻧﻌﻠﻣﮫﺎ ﻣن ﻗﺑﻞ‬ ‫...‬ ‫هذه أول ﻣرة أﻋرف أن زوﺟﻰ اﻟﺷﮫﻳد ﻗد ﻗﺎم ﺑﮫذه اﻟﺑطوﻻت ! ! .‬ ‫ﻓﺄﻟف ﺷآر ﻟﻠﻔرﻳق اﻟﻣﻧﺻف ؛ ﻓﻘد ﻣﻸ إﺑﻧﻰ ﻓﺧرا ﺑواﻟدهﻣﺎ اﻟﻌظﻳم اﻟذى ﺗرآﮫﻣﺎ طﻔﻠﻳن ﺻﻐﻳرﻳن ،‬ ‫وهﻣﺎ اﻵن طﺑﻳﺑﺎن ﺑﻔﺿﻞ اﷲ وﻋﻧﺎﻳﺗه .‬ ‫وﺟزاه اﷲ آﻞ ﺧﻳر . .‬ ‫ﺣرم اﻟﺷﮫﻳد / آﻣﺎل رؤوف‬ ‫19 ش ﻋﺑد اﻟﻌزﻳز ﻓﮫﻣﻰ – ﻣﺻر اﻟﺟدﺑدة‬ ‫ﻗﺑـﻞ أن ﻧﻘـرأ‬ ‫أآﺛر ﻣن ﺷرف أﺣظﻰ ﺑه وأﻧﺎ أﻗدم ﻟﻠطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻣن اﻟآﺗﺎب اﻟﻘﻳم quot; أﺑطـﺎل اﻟﻔرﻗـﺔ 91 – ﻣﻘﺎﺗﻠـون‬ ‫ﻓـوق اﻟﻌـﺎدة quot; .‬ ‫اﻟﺷرف اﻷول اﻟذى أﻋﺗز ﺑه : أن هذا اﻟآﺗﺎب ؛ ﺑﻣﺎ ﻳﺿﻣه ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻗﻳﻣﺔ : ﺻﺎﻏﮫﺎ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻋﻧﻳد‬ ‫، ﻳﻌد إﺿﺎﻓﺔ هﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣآﺗﺑﺔ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ؛ ﺣﻳث ﺗﻧﺎول اﻟآﺗﺎب ﺑﻳن ﻓﺻوﻟه اﻟﻌﺷر : أﺣداث أﻋظم‬ ‫اﻧﺗﺻﺎرات ﻣﺻر واﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ quot;إﻧﺗﺻﺎر ﺣرب أآﺗوﺑر اﻟﻣﺟﻳد quot;.‬ ‫هذه اﻟﻣﻠﺣﻣﺔ اﻟﻌظﻳﻣﺔ ؛ اﻟﺗﻰ ﺻﻧﻌﺗﮫﺎ ﺳواﻋد أﺑﻧﺎء ﻣﺻر ﻣن رﺟﺎل اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ،‬ ‫وﺻﺎﻏﺗﮫﺎ ﻗطرات دﻣﺎء اﻟﺷﮫداء اﻷﺑرار ، وﺳﺟﻠﮫﺎ اﻟﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻰ أﻧﺻﻊ ﺻﻔﺣﺎﺗه ﺑﺣروف ﻣن ﻧور.‬ ‫هذا اﻟﻧﺻر اﻟﻌزﻳز اﻟذى ﺣﻘﻘه أﺑﻧﺎء ﻣﺻر ﻓﻰ أآﺗوﺑر 37 : ﻗد ﻋﺑر ﺑﺎﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ - آﻠﮫﺎ - إﻟﻰ آﻓﺎق‬ ‫ﺟدﻳدة ، ورﻓﻊ ﻋن آﺎهﻠﮫﺎ ذآرﻳﺎت ﺣزﻳﻧﺔ ﻣؤﻟﻣﺔ .‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺷرف اﻟﺛﺎﻧﻰ اﻟذى ﻳﺗﺣﻘق ﻟﻰ وأﻧﺎ أﻗدم هذا أﻟآﺗﺎب اﻟﮫﺎم : ﻓﮫوأن ﻣؤﻟﻔه ﺑطﻞ ﻣن أﺑطﺎل هذا‬ ‫اﻟﺷﻌب اﻷﺻﻳﻞ . . ﺷﺎرك ﻓﻰ آﻞ ﺣروب وطﻧه ﻣﻧذ ﺣرب 8491 وﺣﺗﻰ ﺣﻘق ﺟﻳش ﻣﺻر اﻟﺑﺎﺳﻞ‬ ‫اﻧﺗﺻﺎر 3791 .‬ ‫ﻟﻘد ﺣﻣﻞ هذا اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﺻﻠد : روﺣه ﻋﻠﻰ آﻔﻳه ، وراح ﻳﺑذل اﻟﻌطﺎء ، ﻣﻊ ﺿﺑﺎطه وﺟﻧوده : ﻓﺧﺎض ﺑﮫم‬ ‫وﻣﻌﮫم ﻣﻌﺎرك ﺿﺎرﻳﺔ ، وواﺟه ﺑﮫم وﻣﻌﮫم ﻣواﻗف ﺻﻌﺑﺔ ، وﺣﻘق ﺑﮫم وﻣﻌﮫم اﻧﺗﺻﺎرات ﻋدﻳدة‬ ‫وإﻧﺟﺎزات ﻣذهﻠه . .‬ ‫وهوﻧﻔس اﻟﻔﺎرس : اﻟذى ﻣﺎ ﻣﻞ ﻳوﻣﺎ اﻟﻘﺗﺎل ﻓﻰ آﻞ اﻟﺳﺎﺣﺎت واﻟﻣواﺟﮫﺎت . . وﻓﻰ آﻞ اﻟﻣواﻗف واﻟﻣواﻗﻊ‬ ‫ﻓآﺎن ﻋطﺎؤه : ﷲ واﻟوطن . . وآﺎن اﻟﻧﺻر ﻣن ﻋﻧد اﷲ ﻓﻰ اﻟﻧﮫﺎﻳﺔ .‬ ‫ﺷرف ﺛﺎﻟث أﻋﺗزﺑه : إﻧﻧﻰ – هﻧﺎ – أﻗدم وﺛﻳﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺧﻳﺔ هﺎﻣﺔ ، ﻋن واﺣدة ، ﻣن أآﺛر اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت‬ ‫اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ؛ اﻟﺗﻰ أﺑﻠت ﺑﻼءا ﺣﺳﻧﺎ ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر وهﻰ quot;اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎهquot;‬ ‫إن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺑﺎرزة اﻟﺗﻰ ﻗﺎﻣت ﺑﮫﺎ هذه اﻟﻔرﻗﺔ ، واﻹﻧﺟﺎزات اﻟآﺑﻳرة اﻟﺗﻰ ﺣﻘﻘﺗﮫﺎ ؛ ﺧﻼل ﺣرب أآﺗوﺑر–‬ ‫وﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻗرار وﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر– ﺗﻠك اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻰ ﻟم ﻳﺗﺣدث ﻋﻧﮫﺎ أﺑطﺎل اﻟﻔرﻗﺔ 91 ؛ اﻟذﻳن آﺛروا‬ ‫أن ﻳودﻋوا ﻣﺎ ﻗدﻣوه ﻓﻰ ذﻣﺔ اﻟﺗﺎرﻳﺦ ؛ ﻓﻘد آﺎن ﻋطﺎؤهم وﻣﻧذ اﻟﺑداﻳﺔ : ﻟوﺟه اﷲ واﻟوطن .‬ ‫وﻻ زﻟت أﻋدد ﻣﺑﻌث إﻋﺗزازى ﺑﺗﻘدﻳم هدا اﻟآﺗﺎب ﻓﺄﻗول :‬ ‫إن هذا اﻟآﺗﺎب ﻳﻌﺗـﺑر اﻷول ﻣن ﻧوﻋه .. ﺣﻳث ﻳﺗوارى اﻟﺑطﻞ ﻧﻔﺳـه ﻋن اﻷﺣداث ﻟﻳﺑرز أدوار اﻵﺧرﻳن‬ ‫..‬ ‫7‬
  • 8. ‫ﻧﻌم..هذا ﻣﺎ ﻓﻌﻠه ﻓﻌﻼ اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ اﻟذى ﻗﺎد اﻟﻔرﻗﺔ 91 إﺑﺎن ﺣرب أآﺗوﺑر 37 .‬ ‫ﻟم ﻳﺷﺄ اﻟرﺟﻞ أن ﻳظﮫر أهﻣﻳﺔ اﻟﻘرارات اﻟﺣآﻳﻣﺔ اﻟﺗﻰ أﺻدرهﺎ ﻓﻰ هذه اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺧﺎﻟدة ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫ﻣﺻـر.‬ ‫ﻟم ﻳﺷﺄ أن ﺗﺣﺗﻞ ﻋﺑﻘرﻳﺔ اﻟﻘرار ﻣوﻗﻊ اﻟﺻدارة وهو ﻳؤرخ ﻹﻧﺟﺎزات اﻟﻧﺻر ﻓﻰ ﻣوﻗﻌﺔ .‬ ‫ﻟﻘد أراد أن ﻳﺑرز دور رؤﺳﺎﺋه وﻣرؤوﺳﻳه .. ﻓﻌدد ﻓﻰ ﻓﺻﻞ آﺎﻣﻞ آﻳف ﺗم اﻹﻋداد اﻟدﻗﻳق ﻟﺧطط‬ ‫ﻋﻣﻠﻳﺎت ﺣرب أآﺗوﺑر ، وآﻳف آﺎن اﻟﺗدرﻳب ، وآﻳف آﺎﻧت ﺷﺟﺎﻋﺔ اﻹﻗﺗﺣﺎم ؟ وآﻳف ﺗﻣت ﻣواﺟﮫﺔ‬ ‫اﻟﺻﻌﺎب واﻟﺗﺣدﻳﺎت؟؟‬ ‫اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ ﺳﺟﻞ ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب أﺳﻣﺎء أﺑطﺎل ﻻ ﻳزاﻟون ﻳواﺻﻠون اﻟﻌطﺎء ﻓﻰ ﻣواﻗﻊ ﺷﺗﻰ‬ ‫ﻣن اﻟﻌﻣﻞ اﻟوطﻧﻰ اﻟﻔﻌﺎل ، آﻣﺎ ﺳﺟﻞ اﻟرﺟﻞ أﺳﻣﺎء ﺷﮫداء أدوا واﺟﺑﮫم ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺗﺎل ، وﻟﻘوا رﺑﮫم‬ ‫وهم ) ﻻ ﺧوف ﻋﻠﻳﮫم وﻻ هم ﻳﺣزﻧون ( ..‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌآس ﻣن آﺛﻳر ﻣن اﻟآﺗب اﻟﻌﺳآرﻳﺔ : اﻟﺗﻰ أﺻدرهﺎ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺳآرﻳﻳن ﻓﻰ ﻣﺻر- وﻓﻰ‬ ‫ﻏﻳرهﺎ - ﻋﻠﻰ اﻟﻌآس ﻣن هؤﻹء ﺟﻣﻳﻌﺎ - آﺎن ﺣرص اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ أن ﻳﺟﺳد دور اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ ،‬ ‫وأن ﻳﺑرز اﻟﺟواﻧب اﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎﺗﻠﻳن ، ﺗﻣﺎﻣﺎ آﻣﺎ آﺎن ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻊ اﻟآﺛﻳرﻳن ﻣﻧﮫم وهو ﻳﺗوﻟﻰ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﻘﻳﺎدة .‬ ‫آﺎن اﻟﺗرآﻳز آﺑﻳرا ﻋﻠﻰ quot; اﻹﻧﺳﺎن quot;: هذه اﻟﻘﻳﻣﺔ اﻟﺗﻰ وهﺑﮫﺎ اﷲ ﻣن روﺣه اﻟآﺛﻳر . . اﻹﻧﺳﺎن هذا‬ ‫اﻟﻣﺧﻠوق اﻟذى ﻓﺿﻠه اﷲ ﻋﻠﻰ آﺛﻳر ﻣﻣﺎ ﺧﻠق ﺗﻔﺿﻳﻼ .‬ ‫وﻳﺷرح ﻗﺎﺋد اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﺑور اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ . . ﻓﻳﻘول ﻓﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻟث وهو‬ ‫ﻳﺻف اﻟﻠﺣظﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻌﺑور :‬ ‫quot; ﻟﻘد آﺎن ﻣﺷﮫدا ﺗﺎرﻳﺧﻳﺎ رهﻳﺑﺎ . . ﻻ ﻳﺧﺗﻠف آﺛﻳرا ﻋن اﻷﺳﺎطﻳر . . آﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣن‬ ‫اﻟﻣﻌرآﺔ ﻋﺻﻳﺑﺔ ﺑآﻞ ﻣﺎﻓﻰ اﻟآﻠﻣﺔ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ - ﺻﺣﻳﺢ أن آﻞ ﺷﻰء ﻗد ﺗم اﻟﺗﺧطﻳط ﻟه - ﻟآن ﺗظﻞ‬ ‫ﻧظرﻳﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ، واﻟﻣواﻗف ﻏﻳر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ quot; .‬ ‫وأﺗوﻗف ﻗﻠﻳﻼ ﻋﻧد ﺟﻣﻠﺔ ﺧطﮫﺎ اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ ﻓﻰ آﺗﺎﺑه ، ﻋﻠﮫﺎ ﺗآﺷف ﻟﻧﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣن ﺷﺧﺻﻳﺔ‬ ‫اﻟرﺟﻞ ﺣﻳث ﻳﻘول : quot; إن اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ داﺋﻣﺎ ﻟﮫﺎ ﻣذاق ﺧﺎص ﻳﺳﺗطﻳﻊ أن ﻳدرآه آﻞ إﻧﺳﺎن ﺳوى ﺗﺟرد ﻣن‬ ‫أطﻣﺎﻋه quot; .‬ ‫وﻧﻌود ﻟﻠﺣظﺎت اﻟﻌﺑور- آﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﮫﺎ اﻟﻘﺎﺋد ﻓﻰ آﺗﺎﺑه ، وﺷرح ﺗﻔﺎﺻﻳﻠﮫﺎ ؛ ﻧﺎﺑﺿﺔ ﻧآﺎد ﻧراهﺎ ﻣﺎﺛﻠﺔ أﻣﺎم‬ ‫أﻋﻳﻧﻧﺎ ﻣن ﻓرط ﺻدﻗﮫﺎ . . وﻧآﺎد أن ﻧﺗﻠﻣﺳﮫﺎ وهﻰ ﺗﺗﺣرك ﻓﻰ آﻠﻣﺎت . . ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻌﺑور . . دﻳﻧﺎﻣﻳآﻳﺔ‬ ‫اﻟﻌﺑور . . آﻞ ﺷﻰء ﻧﻘرأ ﺗﻔﺎﺻﻳﻠه وآﺄﻧه ﺷﺧوص إرﺗدت ﻣﻼﺑس ﺳطور ، أو ﺳطور ﺗدور ﻋﻠﻰ ﺟﮫﺎز‬ ‫ﻓﻳدﻳو ﻳﺳﺗدﻋﻳﮫﺎ ﺑطرﻳﻘﺔ quot; اﻟﻔﻼش ﺑﺎكquot; .‬ ‫وﻓﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟآﺗﺎب ﺗﺗﺟﺳد ﻣﻼﺣم اﻟﺑطوﻟﺔ واﻟﻔداء ﻓﻰ ﻋﻣﻠﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌد اﻟﻌﺑور . . ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت‬ ‫اﻟﺗﻰ ﺳﺑق اﻟﺟﻧود ﻓﻳﮫﺎ اﻟزﻣن ﻟوﺿﻊ ﻋﻠم ﻣﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﺷرﻗﻳﺔ ﻟﻠﻘﻧﺎة .‬ ‫وﻓﻰ إطﺎر ﺣدﻳﺛه ﻋن اﻹﻧﺟﺎزات اﻟﮫﺎﻣﺔ اﻟﺗﻰ ﺣﻘﻘﺗﮫﺎ اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻓﻰ اﻷﻳﺎم اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺣرب ﻳﻘول : quot; إن‬ ‫اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻗﺎﺳت أآﺛر ﻣن اﻟﻔرق اﻷﺧرى ، وﺗﺣﻣﻠت ﻣﺳﺋوﻟﻳﺎت أآﺛر ، وآﺎن ذﻟك ﻳرﺟﻊ ﻟطﺑﻳﻌﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ‬ ‫اﻟﺗﻰ آﺎﻧت ﺗﻌﻣﻞ ﻓﻳﮫﺎ .. إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن هذه اﻟﻔرﻗﺔ - ﺑﺎﻟذات - آﺎﻧت أﺳـرع ، وأﻋﻣق اﻟﻔرق ؛ ﻓﻰ‬ ‫ﺗﺣرﻳرهﺎ ﻟﻸرض : ﺣﻳث وﺻﻠت اﻟﻰ 31 آﻳﻠو ﻣﺗر ﻓﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﺷرق اﻟﻘﻧﺎة quot;‬ ‫وﻳﺷرح اﻟآﺗﺎب ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﻳﻞ ﻣﻼﺣم اﻹﺳﺗﻳﻼء ﻋﻞ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺣﺻﻳﻧﺔ ، واﻟﺑطوﻻت اﻟﺗﻰ ﺣﻘﻘﮫﺎ اﻟﻌدﻳد ﻣن أﺑﻧﺎء‬ ‫ﻣﺻر ، وﻳﻘف طوﻳﻼ ﻋﻧد اﻟراﺋد ﻣﺣﻣد زرد اﻟذى أﺻﻳب ﺑدﻓﻌﺔ ﻧﻳران أﺛﻧﺎء اﻗﺗﺣﺎﻣه ﻧﻘطﺔ ﺣﺻﻳﻧﺔ ﻓﺣﻣﻞ‬ ‫أﺣﺷﺎءه وﻣﺿﻰ وهو ﻣﺻﺎب ﻟﻳﺳﺗآﻣﻞ ﻣﮫﻣﺗه . . وهﻧﺎك ﺗﻔﺎﺻﻳﻞ ﻣﻌرآﺔ ﺣوض اﻟدرس أﻋظم ﻣﻌﺎرك‬ ‫اﻟﺟﻳش اﻟﺛﺎﻟث . . آﻣﺎ ﻳﺗﺿﻣن اﻟآﺗﺎب اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻰ أدت إﻟﻰ وﻗوع اﻟﺛﻐرة .‬ ‫وﻓﻰ ﻣوﻗﻊ آﺧر ﻣن اﻟآﺗﺎب ، وﺑﺎﻟﺗﺣدﻳد ﻓﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺳﺎدس ، ﻳﺷرح اﻟﻣؤﻟف ﻣﻠﺣﻣﺔ ﻣدﻳﻧﺔ اﻟﺳوﻳس‬ ‫ﻣﺳﺗﮫﻼ هذا اﻟﻔﺻﻞ ﺑﮫذه اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻘوﻳﺔ :‬ ‫quot; ﺳوف ﻳﻘف اﻟﺗﺎرﻳﺦ طوﻳﻼ ، وهو ﻳﺳﺟﻞ ﻓﻰ أﺑرز ﺻﻔﺣﺎﺗه ﻣدﻳﻧﺔ اﻟﺳوﻳس اﻟﺑﺎﺳﻠﺔ . . ﺳوف‬ ‫ﻳﻠﺗﻘط اﻟﺗﺎرﻳﺦ ﺻورا ﻋدﻳدة ﻟﺑطوﻻت آﺛﻳرة ﺻﻧﻌﮫﺎ أﺑﻧﺎء ﻣﺻر ﻋﺳآرﻳون وﻣدﻧﻳون ﻓوق هذه اﻷرض‬ ‫اﻟطﻳﺑﺔ quot; .‬ ‫وﻧﺻﻞ إﻟﻰ ﺷﮫور اﻟﺣﺻﺎر - وهﻰ ﻣﺣطﺔ هﺎﻣﺔ ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب ، ﻳﺟدر اﻟوﻗوف ﻋﻧدهﺎ وﺗﺄﻣﻞ‬ ‫ﺗﻔﺎﺻﻳﻠﮫﺎ - . ﻓﻘد آﺎن ﻗدر اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ أن ﻳﺷﺎرك ﻓﻰ ﺟﻣﻳﻊ اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ‬ ‫اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ - آﻣﺎ ﺳﺑق وأن ذآرت ﻣﻧذ ﻋﺎم 8491 - ﺑﻞ إن هذا اﻟﻘدر ﻳﻣﻌن ﻓﻰ اﻟﺧﺻوﺻﻳﺔ ، ﻓﻳﻘدر‬ ‫8‬
  • 9. ‫ﻟﻠرﺟﻞ أن ﻳآون اﻟﺿﺎﺑط اﻟوﺣﻳد ﺑﺎﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟذى ﺣوﺻر ﻣرﺗﻳن : اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻔﺎﻟوﺟﺎ ﺑﻔﻠﺳطﻳن‬ ‫واﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر 3791 .‬ ‫وﺑﻳن اﻟﺣﺻﺎرﻳن ﺳﻧوات طوﻳﻠﺔ وأﺣداث ﻋدﻳدة ، وﺗﻔﺎﺻﻳﻞ ﻣﺗﺑﺎﻳﻧﺔ ، ﻳﺷرﺣﮫﺎ ﻓﻰ هذا اﻟﻔﺻﻞ‬ ‫اﻟﻣﻣﺗﻊ : اﻟذى ﻳﺻﻠﺢ ﻣﺎدة راﺋﻌﺔ ﻟﻌﻣﻞ ﻓﻧﻰ ﺳﻳﻧﻣﺎﺋﻰ أو ﺗﻠﻔزﻳوﻧﻰ ، ﺣﻳث ﺗﺗـﻌدد ﻓﻳه اﻟﺧطوط اﻟدراﻣﻳﺔ ،‬ ‫واﻟﻣواﻗف اﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ اﻟﺷﻳﻘﺔ ؛ ﺑﻞ واﻟﻣﺛﻳرة أﻳﺿﺎ . ، وهوﻣﺎ أﻧﺑه إﻟﻳه آﺗﺎب اﻟﺳﻳﻧﺎرﻳو اﻟذﻳن ﺳﻳﺟدون ﻓﻰ‬ ‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن هذا اﻟآﺗﺎب : ﺿﺎﻟﺗﮫم اﻟﻣﻧﺷودة .‬ ‫وﻧﻌﺑر إﻟﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺗﺎﺳﻊ اﻟذى ﻳﺳﺗﻌرض اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﻳن اﻷوﻓﻳﺎء ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎه ، وﻓﻰ هذا‬ ‫اﻟﻔﺻﻞ ﻳﺳﺟﻞ أﺳﻣﺎء أﺑطﺎل . . وأﺑطﺎل . . أﺣﻳﺎء . . وﺷﮫداء . . ﻟآن اﻟﺟﻣﻳﻊ أﺑﻠوا ﺑﻼء ﺣﺳﻧﺎ .‬ ‫ﺛم ﻳﺻﻞ ﻗطﺎر هذه اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺷﻳﻘﺔ إﻟﻰ آﺧر ﻣﺣطﺎﺗﮫﺎ . . اﻟﻰ اﻟﻔﺻﻞ اﻟﻌﺎﺷر ﻷﻟﺗﻘط ﻣﻧه ﺑﻌض‬ ‫اﻟﻌﺑﺎرات ذات اﻟﻣﻐزى اﻟآﺑﻳر واﻟﻌﻣﻳق ﻓﻰ ﻧﻔس اﻟوﻗت .. ﻳﻘول اﻟﻔرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ :‬ ‫quot; إن اﻹﻳﻣﺎن ﺑﺎﷲ آﺎن أهم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﺻر ﻓﻰ أآﺗوﺑر 37 quot;.‬ ‫وﻧﻘول أﻳﺿﺎ : quot; رﻏم اﻟﻧآﺳﺔ ﻟم ﺗﺗﺣطم ﺣﻳوﻳﺔ ﺷﻌﺑﻧﺎ quot; .‬ ‫وﺑﻌد . . آﺎﻧت هذه ﻧﺑﺿﺎت ، ﺑﻞ ﻣﺟرد ﻧﻘﺎط ﻣن هذا اﻟآﺗﺎب اﻟراﺋﻊ ، واﻟذى ﻳﺟدر وﺟوده ﻓﻰ آﻞ‬ ‫ﻣآﺗﺑﺔ . . ﻋﺳآرﻳﺔ آﺎﻧت أو ﻣدﻧﻳﺔ . . ﺛﻘﺎﻓﻳﺔ آﺎﻧت أم ﻋﻠﻣﻳﺔ . .‬ ‫ﺑﻞ إﻧﻰ ﻻ أآون ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ إذا طﺎﻟﺑت : ﺑﺿرورة أن ﻳﺗواﺟد هذا اﻟآﺗﺎب ﻓﻰ ﻣآﺗﺑﺎت : اﻟآﻠﻳﺎت‬ ‫اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ، واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ، واﻟﻣدارس ؛ ﻓﻰ ﻣراﺣﻠﮫﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .‬ ‫ﻓﻣﺎ أﺣوﺟﻧﺎ اﻟﻰ ﺟرﻋﺎت ﻋن ﺣﻘﺎﺋق أﻣﺟﺎدﻧﺎ وﻣﺎ ﺣﻘﻘه أﺑﻧﺎء هذا اﻟﺷﻌب اﻷﺻﻳﻞ .‬ ‫ﺑﻘﻰ أن أﻋود اﻟﻰ اﻟﺑداﻳﺔ . . اﻟﻰ اﻹهداء اﻟذى أآد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﻳف ﺑﻣﻔﺗﺎح ﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف‬ ‫ﻋﻔﻳﻔﻰ ..‬ ‫ﻓﺈذا آﺎن ﻟم ﻳﻘدم دوره ﻋﻠﻰ دور ﻗﺎدﺗه وﻣرؤﺳﻳه . . وإذا آﺎن ﻗد أﺑرز- ﻣن ﺧﻼل ﻓﺻول اﻟآﺗﺎب‬ ‫اﻟﻌﺷر - دور اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﻣﺻرى ، واﻟﺑطوﻻت اﻟﻔردﻳﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﻳﺔ . . إن آﺎن ﻗد آﺛر اﻟﺗرﻓﻊ ﻋن quot; اﻷﻧﺎ quot; :‬ ‫ﻓﻘد آﺎن اﻹهداء - أﻳﺿﺎ - ﻳﺣﻣﻞ ﻧﻔس اﻟﺧﺻﺎﺋص . . ﻓﻘد أهدى آﺗﺎﺑه إﻟﻰ quot; أرواح اﻟﺷﮫداء اﻷﺑرار و‬ ‫اﻷﺑطﺎل اﻟﻣﺟﮫوﻟﻳن ، واﻟﻣﻘﺎﺗﻠﻳن اﻷوﻓﻳﺎء quot; .‬ ‫وﻷن اﷲ ﻳؤﺗﻰ آﻞ ذى ﻓﺿﻞ ﻓﺿﻠه . . ﻓﺈﻧﻰ اﺳﺄﻟه ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻳرزﻗه اﻟﺣﺳﻧﻰ وزﻳﺎدة .‬ ‫ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ‬ ‫ﻧوﻓﻣﺑر 1991‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ‬ ‫ﻟﻘـد آﻧت - وﻣﺎزﻟت - أرى ﻣن أﺻﻌب اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ آﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﻳﺦ . . ﺧﺎﺻﺔ : ﻋﻧدﻣﺎ ﻳآون ذﻟك اﻟﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫ﻣﺗﺻﻼ ﺑﺎﻟﻧواﺣﻰ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﺣوﻳه ﻣن ﻣﺻطﻠﺣﺎت ، ﺗﻘﻧﻳﺔ ، وﺗﻌﺑﻳرات ﻓﻧﻳﺔ ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﺗﻔرﺿه ﺿرورات اﻷﻣن ﻣن ﺗﺟﻧب أﺣداث وﻣواﻗف .. ﻗد ﻳؤدى ﺣذﻓﮫﺎ ، أوﺗﻠﺧﻳﺻﮫﺎ إﻟﻰ إﺣداث ﺛﻐرات ﻓﻰ‬ ‫ﺗراﺑط اﻟوﻗﺎﺋﻊ ، أوﺧﻠﺧﻠﺔ ﻓﻰ ﺗﻣﺎﺳك اﻷﺣداث ﻓﻰ ذهن اﻟﻘﺎرىء .‬ ‫وﻣن هﻧﺎ : آﺎن ﺣﻣدى – ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ - آﺛﻳرا ؛ أن وﻓﻘﻧﻰ ﻓﻳﻣﺎ آﺗﺑﺗه ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب : ﻣن وﻗﺎﺋﻊ ﺗﺎرﻳﺧﻳﺔ ﺗﺗﺻﻞ‬ ‫ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﻣن أهم ﻣراﺣﻞ ﻗواﺗﻧﺎ اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ، ﺗﺣرﻳت ﻓﻳﮫﺎ اﻟدﻗﺔ ، واﻟﺻدق أﺑﻠﻎ ﻣﺎﺗآون اﻟدﻗﺔ واﻟﺻدق ؛ ﻟآﻰ‬ ‫ﺗﺄﺗﻰ ﺗﻌﺑﻳرا ﺣﻘﻳﻘﻳﺎ ﻋﻣﺎ ﺗﺟﻳش ﺑه ﺻدور آﻻف ﻣﻣن ﻋﺎﻳﺷوا هذه اﻷﺣداث ، ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﻣوج ﺑه ﻣن إﻧﻔﻌﺎﻻت ،‬ ‫وﺗﺿﺣﻳﺎت . . وﻓداﺋﻳﺔ ﺗﻔوق ﻓﻰ اﻟواﻗﻊ آﻞ أﻟوان اﻟﺧﻳﺎل .‬ ‫وﻟﺋن ﻗﻠت : إن ﻣﺎﺳﺟﻠﺗه ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب إﻧﻣﺎ هو وﻣﺿﺎت . .‬ ‫ﻓﻣﺎ ذﻟـك : إﻻ ﻷن ﻣﺎ ﺗﺣوﻳه اﻟذاآرة ﻣن ﻣواﻗف ، وﺗﺟﺎرب . . وذآرﻳﺎت . . ﻓوق أن ﺗﺗﺳﻊ ﻟه ﺻﺣﺎﺋف‬ ‫آﺗﺎب . . أوﺗﺣﻳط ﺑه ﻋﺑﺎرة آﺎﺗب ، ﺧﺎﺻﺔ : ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺑﻌض اﻟﻣواﻗف اﻟﺻﻌﺑﺔ ، واﻟﻣواﻗف اﻟﺷرﺳﺔ ..‬ ‫9‬
  • 10. ‫واﻟﺗﻰ ﺗﮫون ﻓﻳﮫﺎ ﻟدى اﻷﺑطﺎل اﻟﺻﺎدﻗﻳن ، واﻟﻣﺟﺎهدﻳن اﻟﻣﺧﻠﺻﻳن آﻞ ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺣﻳﺎة . . واﻟﺑذل . . واﻟﻔـداء‬ ‫..‬ ‫آﺄﻣﺛﺎل : ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺻﺎر . . وﻣﻌرآﺔ اﻟﺳوﻳس اﻟﺑﺎﺳﻠﺔ ، واﻟﺗﻰ ﺷﮫد اﻟﻌدو ﻧﻔﺳه : ﺑﺄﻧه ﻟﻘﻰ ﻓﻳﮫﺎ ﻣواﺟﮫﺔ‬ ‫ﺻﻌﺑﺔ ، وﻗﺗﺎﻻ ﺷرﺳﺎ ﻣن ﻗوات اﻟﻔرﻗﺔ 91 داﺧﻞ اﻟﻣدﻳﻧﺔ .‬ ‫هذه اﻟﻣــواﻗف .. وﺗﻠك اﻟوﻗﺎﺋــﻊ ، وأﻣﺛﺎﻟﮫﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺟﻠﺗه ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب . واﻟﺗﻰ آﻧت ﻓﻳﮫﺎ ﺣرﻳﺻـﺎ - أﺷد‬ ‫اﻟﺣرص - ﻋﻠﻰ أن ﻳﺗم إﺳﺗﺧﻼص اﻟوﻗﺎﺋﻊ ، واﻷﺣداث ﻣن ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﻳـدان ﻟﮫﺎ ، وﻣن ﺷﮫود اﻟوﻗﺎﺋﻊ ،‬ ‫وﺑﺷﮫﺎدة اﻟﺟﻣﻳﻊ ﻣﻣن ﻋﺎﻳﺷوا هذه اﻷﺣداث ، أو ﺷﺎرآوا ﻓﻳﮫﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .‬ ‫وﻻ ﻳﻔوﺗﻧﻰ - هﻧﺎ - أن أذآر : أن ﻣﺎذآرﺗه ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب ﻣن اﻷﺳﻣﺎء ، أو ﺳﺟﻠﺗه ﻣن وﻗﺎﺋﻊ : ﻟﻳﺳت إﻻ‬ ‫ﻧﻣﺎذج ﻣﺷرﻗه ﻣن ﺻور وﺿﻳﺋﺔ آﺛﻳرة . .. أﺑﻠﻰ ﻓﻳﮫﺎ اﻟرﺟﺎل ﻣن أﺑطﺎل اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة .‬ ‫ﺑﻞ وآﻞ ﻣن ﺷﺎرآوا ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر اﻟﻣﺟﻳدة . ﺑﻼء ﺣﺳﻧﺎ . . أوﻟﺋك اﻷﺑطﺎل اﻟذﻳن ﻻ أﺟد ﻟﮫم ﺷﮫﺎدة‬ ‫أﺻدق ، وﻻ وﺳﺎﻣﺎ أرﻓﻊ ﻣن ﻗوﻟه ﺗﻌﺎﻟﻰ :‬ ‫quot;رﺟﺎل ﺻدﻗوا ﻣﺎ ﻋﺎهدوا اﷲ ﻋﻠﻳه ﻓﻣﻧﮫم ﻣن ﻗﺿﻰ ﻧﺣﺑه وﻣﻧﮫم ﻣن ﻳﻧﺗظر وﻣﺎ ﺑدﻟوأ ﺗﺑدﻳﻼ quot;‬ ‫ﻋﻠﻰ أﻧﻧﻰ أﺿﻳف - هﻧﺎ - وﻓﻰ هذه اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻣوﺟزة أﻣرا آﺧر ﻻ أﺟد ﻟه إﻻ أن أﻟﮫﺞ ﺑﺣﻣد اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫وﺷآره .‬ ‫وأن أﺷآر اﷲ ﻷوﻟﺋك اﻟﻘراء اﻟذﻳن ﺗﻠﻘﻔوا هذا اﻟآﺗﺎب ، وأوﺳﻌوه دراﺳﺔ وﺗﻌﻠﻳﻘﺎ ، وﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎ آﺎن ﺣﺎﻓزأ‬ ‫ﻋﻠﻰ إﺻدار اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ . . ﺳﺎﺋﻼ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﻣﺎم ودوام اﻟﺗوﻓﻳق . وهو ﺣﺳﺑﻧﺎ و ﻧﻌم اﻟوآﻳﻞ .‬ ‫ﻓرﻳق / ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ‬ ‫ﻧﺑذة ﻣﻣﺎ آﺗﺑه اﻟﻠـواء / دآﺗور إﺑراهـﻳم ﺷآﻳـب‬ ‫ﻓﻰ ﺟرﻳدة اﻟﺟﻣﮫورﻳﺔ ﺑﺗﺎرﻳﺦ 3/6/1991 ﺗﺣت ﻋﻧوان ﻣن ﻳوﻧﻳو 76 اﻟﻰ أآﺗوﺑر 37‬ ‫- ﻣﺎ ﺧﻼﺻﺗه -‬ ‫وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﻳه ، هو أن اﻟآﺛﻳرﻳن ﻣﻧﺎ ﻗد ﻓﺎﺟﺄﺗﮫم اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟﻘﺎﺳﻳﺔ ﻟﺣرب ﻋﺎم 7691 ، وﻓﻰ ﻣوﺟﺔ ﻣن‬ ‫اﻟﻳﺄس اﻟﻘﺎﺗﻞ وﺧﻳﺑﺔ اﻷﻣﻞ اﻟﻣرﻳرة إﻋﺗﻘدوا أن اﻟﻌدو اﻟذى ﺟﺎﺑﮫﻧﺎه آﺎن ﻳﻣﻠك ﻗوة ﻋﺳآرﻳﺔ ، وﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻻ ﻗﺑﻞ‬ ‫ﻟﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻدى ﻟﮫﺎ .‬ ‫واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ - ﻋﻠﻰ ﻣرارﺗﮫﺎ - هﻰ أن ﻋدوﻧﺎ آﺎن ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻘوة ﻣﺎ آﺎن ﻟﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﮫﻳن ﺑﮫﺎ ، وان‬ ‫ﺗآﺗﻳآﺎﺗه ، وﺧططه اﻻﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ ، اﻟﺗﻰ اﺳﺗﺧدﻣﮫﺎ ﻓﻰ اﻟﻣﻌرآﺔ ، واﻟﺗﻰ ﻣﻊ اﻷﺳف آﻠه ﺳﺑق وأن إﺳﺗﺧدﻣﮫﺎ‬ ‫ﻓﻰ ﺟوﻻت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺷﻳر : إﻟﻰ آﻧه آﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺑواطن اﻟﻘوة ، واﻟﺿﻌف ﻓﻳﻧﺎ .‬ ‫01‬
  • 11. ‫ﻓﺎﺳﺗﻐﻠﮫﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣه إﻟﻰ آﻗﺻﻰ ﺣد ﻣﻣآن ،. إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﻳﻧﻔﻰ ﺗﻣﺎﻣﺎ : أن ﺣرب ﻳوﻧﻳو 7691 ﻗد‬ ‫إﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﻣن اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻹﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ واﻟﺑطوﻻت اﻟﻔردﻳﺔ اﻟﺗﻰ ﻟم ﻳآﺷف ﻋﻧﮫﺎ ﺑﻌد ﺑﺎﻟﻘدر اﻟآـﺎﻓﻰ ،‬ ‫ﻟﻌﻞ ﻣن أهﻣﮫﺎ :‬ ‫إﻋداد ﺧطﺔ اﻟﺿرﺑﺔ اﻟﺟوﻳﺔ اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ ﺻﺑﺎح ﻳوم 5 ﻳوﻧﻳو ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺎﺳﺑﺎت اﻻﻟﻳآﺗروﻧﻳﺔ‬ ‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣرﻳﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻳﺔ ، ﻓﻰ ﻣﻳﻧﺎء طوﻟون ﺑﺎﻟﺗواطؤ ﻣﻊ وزﻳر اﺋدﻓﺎع اﻟﻔرﻧﺳﻰ و دون ﻋﻠم‬ ‫اﻟرﺋﻳس دﻳﺟول .‬ ‫إﻋﺗراف ﻗﺎﺋد إﺳراﺋﻳﻠﻰ ﻣرﻣوق هو ﻣﺗﺗﻳﺎهو ﺑﻳﻠﻳد : ﺑﺄن إﺳراﺋﻳﻞ ﻗد إﺳﺗﻔﺎدت ﻣن درس‬ ‫اﻟﻌدوان اﻟﺛﻼﺛﻰ ﻋﺎم 6591 ودﺑرت quot; ﺧدﻋﺔ ﻋﺎﻟﻣﻳﺔ quot; ﻟﺗﺿﻠﻳﻞ اﻟرأى اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻰ ،‬ ‫ﺷﺎرآت ﻓﻳﮫﺎ أﺟﮫزة إﻋﻼم ، و ﺗواطﺄت ﻣﻌﮫﺎ اذاﻋﺎت ، وﺻﺣف ، و ﺗﻠﻳﻔزﻳوﻧﺎت أوروﺑﺎ ،‬ ‫واﺳﺗدرﺟت ﻣﺻر إﻟﻰ quot; ﻓﺦ quot; أﻋد ﻟﮫﺎ ﺑﻌﻧﺎﻳﺔ ، وطﺑﻘت إﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ اﻟﺣرب اﻟﺧﺎطﻔﺔ ﻗﺑﻞ أن‬ ‫ﻳﻔﻳق اﻟرأى اﻟﻌﺎم اﻟدوﻟﻰ .‬ ‫وﻟآن ﻓﻰ إطﺎر أن اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻻﺑد وأن ﺗﺗﺿﺢ ﻓﻰ ﻳوم ﻣﺎ : أﻋﻠن ﻣﻌظم أﻋﺿﺎء هﻳﺋﺔ أرآﺎن اﻟﺣرب‬ ‫اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ ﺑﻌد ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺣرب : أن ﺑﻼدهم ﻟم ﻳآن ﻳﺗﮫددهﺎ ﺧطر اﻹﺑﺎدة آﻣﺎ ادﻋت ﻓﻰ ﻣﺎﻳوﻋﺎم‬ ‫7691 ، وﻟﻌﻞ quot; ﺳﺎﻧت ﺟﻳروم quot; آﺎن ﻣﺣﻘﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎل :‬ ‫quot; إذا ﺗوﻟدت اﻹﺳﺎءة ﻣن اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ، ﻓﺈن ﺗوﻟد اﻹﺳﺎءة أﻓﺿﻞ ﻣن إﺧﻔﺎء اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ quot; .‬ ‫• أوﺟه اﻟﻘﺻور ﻓﻰ ﻓﮫم اﻟﻘﻳﺎدات اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻟﻠدور اﻷﻣرﻳآﻰ ﻓﻰ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ، واﺳﺗﻐﻼل واﺷﻧطن‬ ‫وﺗﻞ أﺑﻳب ﻟﮫذا ، وآﻳف أن ﺛﻼث ﺟﮫﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻋﻣﻼء اﻟﻣﺧﺎﺑرات ﻓﻰ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻗد أآدث ﺣﺗﻣﻳﺔ هزﻳﻣﺔ‬ ‫ﻣﺻر .‬ ‫ﻣن اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ، أن اﺳراﺋﻳﻞ ﺗﺟﺎزى اﻟﻌﺎﻟم اﻵن ﺟزاء ﻗﺎﺳﻳﺎ ؛ ﺛﻣﻧﺎ ﻟﻧﺟﺎح دﻋﺎﻳﺗﮫﺎ ، وﻧﺟﺎح اﻟﺿﻐط‬ ‫اﻟذى ﻣﺎرﺳه وﻳﻣﺎرﺳه اﻟﺻﮫﺎﻳﻧﺔ ﻓﻰ اﻟدول اﻟﻌرﺑﻳﺔ .‬ ‫ﻓﻘد آﺎﻧت اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺳﻼم واﻟﻌداﻟﺔ ﺗﻘﺗﺿﻰ ﻗﻳﺎم إﺳراﺋﻳﻞ ﺑﺎﻧﺳﺣﺎب ﺳرﻳﻊ وآﺎﻣﻞ ﻋﻘب ﺣرب 7691‬ ‫وهﻰ ﻓﻰ أوج ﻗوﺗﮫﺎ .‬ ‫وﻟو أﻧﮫﺎ اﻧﺗﮫﺟت ﻓﻰ ذاك اﻟوﻗت ﺳﻳﺎﺳﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﺗﺳﻣت ﺑﺑﻌد اﻟﻧظر : ﻟﺗﻣآﻧت ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺷﺎﻋر اﻟآراهﻳﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ، وﻟﺗﻔﺎدت ﺣرب أآﺗوﺑر 3791 ، وﻷدت ﻗﺑﻞ آﻞ ﺷﻰء إﻟﻰ ﺗطوﻳر آﺑﻳر ﻓﻰ‬ ‫إﺣﺗﻣﺎﻻت ﺗﻌﺎﻳش ﻋرﺑﻰ - إﺳراﺋﻳﻠﻰ طوﻳﻞ اﻷﻣد .‬ ‫هذا ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺧﺗص ﺑﺎﻟﺣﻘﺎﺋق اﻻﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ . .‬ ‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑطوﻻت اﻟﻔردﻳﺔ : ﻓﻠﻌﻠﮫﺎ آﺎﻧت اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻰ ﻧطﺎﻟﻊ ﻓﻳﮫﺎ ﻣﻧذ ﺣواﻟﻰ رﺑﻊ ﻗرن‬ ‫ﺑﻌﺿﺎ ﻣن هذه اﻟﺑطوﻻت ﻓﻰ آﺣدث آﺗﺎب ﻋن ﺣرب اآﺗوﺑر ﻋﺎم 3791 ، واﻟذى اﺧﺗﺎر ﻣؤﻟﻔه اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف‬ ‫ﻋﻔﻳﻔﻰ ﻋﻧواﻧﺎ ﻟه : » أﺑطﺎل اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﻘﺎﺗﻠون ﻓوق اﻟﻌﺎدة « ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره آﺎن ﻗﺎﺋدا ﻟﮫذه اﻟﻔرﻗﺔ طوال ﻓﺗرة‬ ‫اﻟﺣرب .‬ ‫وآﻌﺎدة اﻟﻌﺳآرﻳﻳن : اﺗﺑﻊ اﻟﻣؤﻟف اﻟﻣﻧﮫﺞ اﻹﺳﺗردادى واﻟﺗرآﻳﺑﻰ ﻣﻌﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺑرهﻧﺔ اﻟﺣﻘﺎﺋق‬ ‫ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﮫذه اﻟﺣرب ، وإﺧﺗﺎر ﻟذﻟك ﻣدﺧﻼ إﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺳرد ﺗﺟرﺑﺗه اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ إﺑﺎن ﺣرب ﻳوﻧﻳو 7691‬ ‫، وهﻰ ﺗﺟرﺑﺔ ﺗﻌﺗﺑر- ﺑآﻞ اﻟﻣﻘﺎﻳﻳس - ﺛرﻳﺔ ، آﺎن أﺑرز ﻣﺎ ﻣﻳزهﺎ ذآره - آﻣﺎ أﺳﻠﻔت - ﻟﺑﻌض اﻟﻘﺻص ،‬ ‫واﻟﺑطوﻻت اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ، اﻟﺗﻰ ﺗﺻﻠﺢ أى ﻣﻧﮫﺎ ﻟﻣﻠﺣﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﮫﺎ ، واﻟﺗﻰ - إذا ﺗآﺎﻣﻠت - ﺑﻣؤﻟﻔﺎت‬ ‫أﺧرى ﻣن ﻗﺎدة آﺧرﻳن : ﻓﺈﻧﮫﺎ ﺳوف ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺿوء ﺳﺎطﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻰ ﺗﺎهت ﻓﻰ هذا اﻟآم‬ ‫اﻟﮫﺎﺋﻞ ﻣن اﻹدﻋﺎءات واﻷآﺎذﻳب .‬ ‫وﻳﺧطﺊ آﺛﻳرا ﻣن ﻳظن : أﻧه ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻓﺻﻞ وﻗﺎﺋﻊ ﺣرب أآﺗوﺑر ﻋﺎم 3791 ﻋن أﺣداث ﺣرب‬ ‫ﻳوﻧﻳو ﻋﺎم 7691 ، وﻋن ﺣرب اﻻﺳﺗﻧزاف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺑﮫﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ 8691 – 0791 ، واﻟﺗﻰ ﻳﻣآن اﻟﻘول :‬ ‫إﻧﮫﺎ آﺎﻧت اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ ﻟﮫﺎ ، واﻟﺗﻰ آﺎﻧت ﺧﺳﺎﺋرهﺎ - ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻓداﺣﺗﮫﺎ - هﻰ اﻟﺿرﻳﺑﺔ اﻟﺗﻰ آﺎن‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ أن ﺗﺗﺣﻣﻠﮫﺎ ﺑﺷرف ؛ ﻟﻺﻧﺗﻘﺎل ﺑﺎﻟآﻔﺎءة اﻟﻘﺗﺎﻟﻳﺔ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻣن واﻗﻊ‬ ‫5 ﻳوﻧﻳو ﻋﺎم 7691 اﻟﻰ 6 أآﺗوﺑر ﻋﺎم 3791 .‬ ‫11‬
  • 12. ‫وﻓﻰ اﻟﺣروب ، آﺛﻳرا ﻣﺎ ﺗﺿﻳﻊ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻓﻰ ﺧﺿم ﺟﻧﺎزﻳر اﻟﻣﺟﻧزرات ، وهدﻳر اﻟﻣداﻓﻊ ، وأزﻳز‬ ‫اﻟطﺎﺋرات ، وﺧطب اﻟﺳﺎﺳﺔ ، وﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎدة .‬ ‫وﻟذﻟك : ﻓﺳﺗظﻞ ﻣﺷآﻠﺔ اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻋﻧد ﺗﺳﺟﻳﻞ اﻷﺣداث اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﺑﺧﺎﺻﺔ : ﻋﻧدﻣﺎ ﺗآون‬ ‫هذه اﻷﺣداث ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣرب ﻗﺎﺋﻣﺔ ، ﺣﺗﻰ ﻧﮫﺎﻳﺔ اﻟزﻣﺎن .‬ ‫ﻓﻠﻳس ﻣن اﻟﻣﻳﺳور اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧواﻳﺎ ، وﺧطط اﻟﺟﺎﻧﺑﻳن اﻟﻣﺗﺣﺎرﺑﻳن ﻗﺑﻞ اﻟﻣﻌرآﺔ وأﺛﻧﺎﺋﮫﺎ ، وﻓﻰ‬ ‫أﻋﻘﺎﺑﮫﺎ . . وﺗﻧﺎﻗض أﻗوال اﻟﺷﮫود اﻷﺣﻳﺎء ، وﻣﺣﺎوﻟﺔ آﻞ ﻣﻧﮫم ﺗﺑرﻳر ﺗﺻرﻓه إزاء ﻣواﻗف ﻣﺣددة .‬ ‫اﻷﻣر اﻟذى ﻳﺧﻠق ﺻﻌوﺑﺎت ﺟﻣﺔ ﻹﺳﺗﺧﻼص اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻣن هذا اﻟآم اﻟﮫﺎﺋﻞ ﻣن اﻷﻗوال ، واﻟﻣذآرات ،‬ ‫واﻟﺗﻘﺎرﻳر اﻟﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻰ ﻳﻐﻠب ﻋﻠﻳﮫﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻹﻧﺷﺎﺋﻳﺔ .‬ ‫وإذا ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﺗطﺑﻳق ﺗﻠك اﻟﻣﻔﺎهﻳم ﻋﻠﻰ ﻣؤﻟﻔﻧﺎ - ﻣﺣﻞ اﻟدراﺳﺔ - ﻓﺳوف ﻻ ﻳﻔوﺗﻧﺎ رﺻد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬ ‫اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻳﻣآن إﻳﺟﺎزهﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻠﻰ :‬ ‫أوﻻ : ان اﻟﻣؤﻟف ﻗد دون ﻣؤﻟﻔه ﺑﻌد إﻧﻘﺿﺎء 42 ﻋﺎﻣﺄ ﻋﻠﻰ ﺣرب ﻳوﻧﻳو 7691 ، وﺣواﻟﻰ 81 ﻋﺎﻣﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر 3791 ، ﻓﺗوﻓر ﺑذﻟك اﻟﺑﻌد اﻟﺗﺎرﻳﺧﻰ ﻟﻠﻣوﺿوع ، ﻟﻠآﺗﺎﺑﺔ ﻓﻳه ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن‬ ‫اﻟﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺳآرى اﻟذى ﻳآﺗب ﺑﻌد ﻓﺗرة وﺟﻳزة ﻣن اﻧﺗﮫﺎء إﺣدى اﻟﺣروب ﻳآون ﻓﻰ اﻟﻌﺎدة ﻏﻳر‬ ‫ﻣرض : ﻷن اﻟﺻﻣت اﻟذى ﺗﺗطﻠﺑه اﻋﺗﺑﺎرات اﻷﻣن ﺗﻔوق اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻰ ﺳﺗﻌود ﻣن اﻟﻧﺷر .‬ ‫ﺛﺎﻧﻳﺎ : ان ﺳرد وﻗﺎﺋﻊ ﺣرب أآﺗوﺑر ﻟﻠﻔرﻗﺔ 91 ﻗد ﺗم اﺳﺗﺧﻼﺻﮫﺎ ﻣن واﻗﻊ ﺳﺟﻞ ﺳﻳر اﻟﺣوادث ﻟﻠﻔرﻗﺔ‬ ‫، واﻟذى ﻳﻌﺗﺑر - ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻌﺳآرى - أﺻدق ؤﺛﻳﻘﺔ رﺳﻣﻳﺔ ﻟﺗﺳﺟﻳﻞ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣرب .‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ : آﺎن اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ ﻗدر آﺑﻳر ﻣن اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ اﻷدﺑﻳﺔ ؛ ﺑﺣﻳث أدﻟﻰ ﺑﺷﮫﺎدﺗه ﻣﺟردة - ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن‬ ‫ﻣوﻗﻌه اﻟﺳﻳﺎﺳﻰ - ﻓﻰ ﺣق اﻟﻔرﻳق طﻳﺎر / ﻣدآور أﺑو اﻟﻌز ﻗﺎﺋد اﻟﻘوات اﻟﺟوﻳﺔ ﻓﻰ ﻓﺗرة ﻣن‬ ‫أﺣرج اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻰ ﻣرت ﺑﻣﺻر ﺑﻌد هزﻳﻣﺔ ﻳوﻧﻳو ﻋﺎم 7691 ، واﻟذى ﻟم ﻳوﻓه اﻟﺗﺎرﻳﺦ ﺣﻘه‬ ‫ﺣﺗﻰ اﻷن ، وآذا اﻟﻔرﻳق / ﺳﻌد اﻟﺷﺎذﻟﻰ رﺋﻳس أرآﺎن ﺣرب اﻟﻘوات اﻟﻣﺻرﻳﺔ اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ إﺑﺎن‬ ‫ﺣرب أآﺗوﺑر 3791 ﺳواء أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﺿﻳر ﻟﻠﺣرب او أﺛﻧﺎءهﺎ ..‬ ‫آﻣﺎ ذآر : أﻧه ﻏﻳرﻣﺳﺋول ﻋن اﻟﺛﻐرة ، ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن هذه اﻟﺷﮫﺎدة ﻟن ﺗﺣول - ﻓﻰ ﺗﻘدﻳرى -‬ ‫ﻣن ﺗوﻗف اﻟﺗﺎرﻳﺦ طوﻳﻼ أﻣﺎم ﻣوﻗﻔه ﻣؤﺧرا ﻣن ﺣرب ﺗﺣرﻳر اﻟآوﻳت 0991 – 1991‬ ‫راﺑﻌﺎ : ﻟﻌﻠﮫﺎ ﻣن اﻟﻣرات اﻟﻘﻠﻳﻠﺔ - ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻋﻠﻣﻰ - اﻟﺗﻰ ﻳﺳرد ﻓﻳﮫﺎ ﻗﺎﺋد ﻓرﻗﺔ ﻟﺑطوﻻت رﺟﺎﻟه : ﺿﺑﺎطﺎ‬ ‫، وﺟﻧودا ﺑﻣﺛﻞ هذا اﻹﺳﮫﺎب ، وهو أﻣر ﻳﺟﻌﻠﻧﻰ أطﺎﻟب اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﺑﺈهداء ﻧﺳﺧﺔ ﻣن‬ ‫اﻟﻣؤﻟف ﻟآﻞ ﺑطﻞ أو ﺷﮫﻳد ورد إﺳﻣه ﻓﻰ ﺳﻳﺎق أﺣداﺛه .‬ ‫اﻟﻠواء / دآﺗور إﺑراهﺑم ﺷآﻳب‬ ‫ﻣﻘدﻣﺎت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‬ ‫ﻗﺑﻞ أن ﻧﻘرأ‬ ‫ﻗد ﻳﻣﺿﻰ وﻗت طوﻳﻞ ﻗﺑﻞ أن ﺗآﺗﺷف آﻞ اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻷﺳرار اﻟﺗﻰ ﺗﺷﮫدهﺎ اﻟﻣﻌﺎرك اﻟﺣرﺑﻳﺔ هﻧﺎ أو‬ ‫هﻧﺎك ..‬ ‫21‬
  • 13. ‫ذﻟك أن اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ ﻳﻣﻠآﮫﺎ – أﺣﻳﺎﻧﺎ - ﻣن ﻳﻌودون ﻣن ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺗﺎل ﺑﻌد إﻧﻘﺷﺎع ﻏﺑﺎر اﻟﻣﻌﺎرك ، وﻓﻰ أﺣﻳﺎن‬ ‫أﺧرى ﺗﺣﻣﻞ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ أرواح طﺎهرة ، رﺟﻌت إﻟﻰ رﺣﺎب رﺑﮫﺎ . . راﺿﻳﺔ ﻣرﺿﻳﺔ ..‬ ‫وآﺛﻳر ﻣن اﻟﺑطوﻻت ﻳﺗﺣدث ﻋﻧﮫﺎ ﻣن ﺷﺎرآوا ﻓﻳﮫﺎ ، أو آﺎﻧوا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻳﮫﺎ quot; ﺷﮫود ﻋﻳﺎن quot; .‬ ‫وﻓﻰ آﻞ اﻷﺣوال ﻓﺈن اﻟﺗﺎرﻳﺦ - ﻻﺑد - وأن ﻳﺳﺟﻞ اﻟﺣﻘﺎﺋق وان طﺎل اﻟزﻣن .‬ ‫ﻣن هﻧﺎ ﻧﻘول: إن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺑﺎرزة اﻟﺗﻰ ﻗﺎﻣت ﺑﮫﺎ اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة واﻹﻧﺟﺎزات اﻟآﺑﻳرة اﻟﺗﻰ ﺣﻘﻘﺗﮫﺎ ﺧﻼل‬ ‫ﺣرب اآﺗوﺑر، وﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻗرار وﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر : ﻟم ﺗﻠق ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺣﻘه ﻣن أﺿواء.. وأن ﻣﻌظم أﺑطﺎل هذه‬ ‫اﻟﻔرﻗﺔ آﺛروا أن ﻳودﻋوا ﻣﺎ ﻗدﻣوه أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻰ ذﻣﺔ اﻟﺗﺎرﻳﺦ .‬ ‫ﻓﻣﻧذ اﻟﺑداﻳﺔ: آﺎن ﻋطﺎؤهم ﻟوﺟه اﷲ واﻟوطن .‬ ‫ﻟذا : ﻓﮫذا اﻟآﺗﺎب ﻟﻳس ﺳوى ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﺳﺟﻳﻞ زاوﻳﺔ هﺎﻣﺔ ﻣن زواﻳﺎ ﻧﺻر اآﺗوﺑر اﻟﻣﺟﻳد . . ﻧﺄﻣﻞ أن ﺗﺗﺑﻌﮫﺎ‬ ‫quot;ﻣﺣﺎوﻻت وﻣﺣﺎوﻻتquot; .‬ ‫أﻣﺎ ﺑطﻞ هذه اﻟﺣﻠﻘﺎت ﻓﮫو: ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺷﺟﺎع .. وﻗﺎﺋد ﺷﮫد ﻟه اﻷﻋداء ﻗﺑﻞ اﻷﺻدﻗﺎء ، وآرﻣﺗه ﻗﻳﺎدة‬ ‫وطﻧه ﺑﺄرﻓﻊ اﻷوﺳﻣﺔ ..‬ ‫وﻻ ﻳزال ﻳﺣﺗﻞ ﻣوﻗﻌﺎ ﻗﻳﺎدﻳﺎ ﻳواﺻﻞ ﻣن ﺧﻼﻟه ﻋطﺎءه ﺑدون ﺣدود .. إﻧه: ﻗﺎﺋد اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة ﻓﻰ‬ ‫ﺣرب اﻟﻌﺎﺷر ﻣن رﻣﺿﺎن - وﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر ﺣﺎﻟﻳﺎ .. اﻟﻔرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ .‬ ‫إن اﻟﺟﮫد اﻟذى ﺑذﻟه اﻟرﺟﻞ ﻓﻰ إﺳﺗرﺟﺎع ذآرﻳﺎت ﺗﻠك اﻷﻳﺎم اﻟﺧﺎﻟدة اﻟﺗﻰ ﺗﺣﻘق ﺧﻼﻟﮫﺎ أﻋظم‬ ‫اﻻﻧﺗﺻﺎرات ، اﻟﺗﻰ ﺷﮫدﺗﮫﺎ اﻟﻌﺳآرﺑﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻓﻰ ﺗﺎرﻳﺧﮫﺎ اﻟﺣدﻳث ، وآذﻟك : ﻓﺈن ﻣﺎ وﻓره ﻣن ﻣذآرات‬ ‫ﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗدوﻳﻧﮫﺎ ﻓﻰ أﺻﻌب اﻷوﻗﺎت واﻟﻣواﻗف - آﺎن ﻟه أﺛره اﻟآﺑﻳر ﻓﻰ أن ﻳﺧرج هذا اﻟآﺗﺎب ﻋﻠﻰ هذه‬ ‫اﻟﺻورة اﻟﻣﺷرﻓﺔ، اﻟﺗﻰ أﺗﻣﻧﻰ أن ﻳﺟد ﻓﻳﮫﺎ اﻟﻘﺎرىء اﻟﻌزﻳز ﻣﺎ ﻳﺛﻳر إﻋﺟﺎﺑه ، وآذﻟك ﻣﺎ ﻗد ﻳﺟده اﻟﺑﺎﺣث‬ ‫واﻟﻣؤرخ ﻣﺎ ﻳﺛرى ﻣﻌرﻓﺗه .‬ ‫واﷲ وﻟﻰ اﻟﺗوﻓﻳق‬ ‫ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ‬ ‫ﻣﻘـدﻣـــﺔ‬ ‫ﻗد ﻳﺗﺻور اﻟﺑﻌض أن آﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣذآرات وإﻋدادهﺎ ﻟﻠﻧﺷر أﻣر ﻳﺳﻳر.‬ ‫ﺑﻞ هو ﻓﻰ اﻟواﻗﻊ ﺗﺟرﺑﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺧﺿﺗﮫﺎ ﺧﻼل اﻷﺷﮫر اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻟﻣﺎﺿﻳﺔ . . ورﺑﻣﺎ ﺗﺄﺗﻰ ﺻﻌوﺑﺎت هذه‬ ‫اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻟآوﻧﮫﺎ ﺗﺣﻣﻞ ﻣواﻗف ﻋﺳآرﻳﺔ ﻟﮫﺎ آهﻣﻳﺗﮫﺎ ، ودﻻﻻﺗﮫﺎ ، وآﺛﺎرهﺎ ، ﻋﻠﻰ آﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﻳﺎت . .‬ ‫ﻣن هﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﺣرص اﻟﺷدﻳد ، واﻟدﻗﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎهﻳﺔ ، واﻟﺗﻣﺣﻳص اﻟﻣﺳﺗﻣر- آﻞ هذه اﻟﻌواﻣﻞ - ﺗﺟﻌﻞ إﻋداد‬ ‫اﻟﻣذآرات -ﻋﻠﻰ هذا اﻟﻣﺳﺗوى - أﻣرا ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺻﻌوﺑﺔ .‬ ‫ﻋﻧﺻر آﺧر زاد اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻌﻘﻳدا : وهو أن ﺟزءا هﺎﻣﺎ ﻣن هذه اﻟﻣذآرات ﻣرﺗﺑط ﺑﺄﻳﺎم ﻣﺟﻳدة ، ﻋﺷﻧﺎهﺎ ﻓﻰ‬ ‫ﺣرب أآﺗوﺑر، ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﺷﻣﻠه ﻣن آﺛﺎر وﻣﻌﺎن ، - وأﻳﺿﺎ- ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠه ﻣن أهﻣﻳﺔ ﻓﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ‬ ‫اﻟﻣﺻرﻳﺔ ، واﻟﻌرﺑﻳﺔ .‬ ‫ﺑﻞ وﻣﺎ أﺣدﺛﺗه ﻣﻌﺎرآﮫﺎ ﻣن ﺗﻐﻳﻳر ﻓﻰ اﻟﻣﻔﺎهﻳم اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ ، وﻓﻰ ﻣﻧطﻘﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ وﺟه‬ ‫اﻟﺧﺻوص . .‬ ‫ﻟم ﻳآن ﺳﮫﻼ أن ﺗآﺗب اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ ؛ دون أن ﺗﺟﺗﺎح اﻟﻧﻔس ﻣﺷﺎﻋر ﻣﺗﺑﺎﻳﻧﺔ ، ﺗﺗﺄرﺟﺢ ﺑﻳن ﻓرﺣﺔ اﻟﻧﺻر،‬ ‫واﺣﺎﺳﻳس ﻓراق رﻓﻳق آﺗﺑت ﻟه اﻟﺷﮫﺎدة ؛ ﻋﻧدﻣﺎ إﺧﺗﺎره اﷲ .‬ ‫ﻟم ﻳآن ﺳﮫﻼ - أﻳﺿﺎ - أن ﻳﺗم ﺗﺟﻣﻳﻊ أوراق ﻣﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮫﺎ أآﺛر ﻣن ﻋﺷرﻳن ﻋﺎﻣﺎ .‬ ‫وﻟم ﻳآن ﺳﮫﻼ - آذﻟك – ﺷـﺣذ ذاآـرة ﺗراآﻣت ﻋﻠﻳﮫﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺳﻧﻳن ، واﻷﻋﺑﺎء اﻟآﺛﻳرة ﺟدا ﻟﺗﻔﻰ ﺑﻣﺎ هو‬ ‫ﻣطﻠوب ؛ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ، واﻟذآرﻳﺎت ، واﻟﻣواﻗف .‬ ‫وأﻋﺗرف أﻧﻧﻰ ﻟم أآن ﻣﺣﺗﺎﺟﺎ ﻷن أﻧﻔض اﻟﻐﺑﺎر ﻋن ذآرﻳﺎت ﺣرب أآﺗوﺑر ، وأن أﺑذل ﺟﮫدا آﺑﻳرا ﻓﻰ‬ ‫إﺳﺗدﻋﺎﺋﮫﺎ ﻣن زواﻳﺎ ﻋﻘﻠﻰ . . ﻓﻘد آﺎﻧت ﺗﻠك اﻟذآرﻳﺎت - ورﻏم آﻞ ﺷﻰء - ﺗﺣﺗﻞ ﻣآﺎﻧﺎ ﺑﺎرزا ﻓﻰ وﺟداﻧﻰ .‬ ‫ﺑﻞ ﻻ أآون ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ إذا ﻗﻠت : ﻓﻰ ﺷﻐﺎف اﻟﻘﻠب وﺣﺑﺔ اﻟﻌﻳن . .‬ ‫آﺎﻧت اﻟﻣﺷآﻠﺔ - ﻓﻘط - ﻓﻰ ذﻟك اﻟﺗزاﺣم اﻟآﺑﻳر اﻟذى اﺣﺗﻞ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟذآرﻳﺎت ، داﺧﻞ ﺗﻼﻓﻳف ذﻟك اﻟﺟﮫﺎز‬ ‫اﻟرﺑﺎﻧﻰ اﻟﻌﺟﻳب ، اﻟﻣﺳﻣﻰ : quot; اﻟﻣﺦ quot; .‬ ‫31‬
  • 14. ‫آﺎن اﻟﺳؤال اﻟآﺑﻳر : ﻣن أﻳن أﺑدأ ؟ وﺑﻣن أﺑدأ ؟ . .‬ ‫ﻳﺎ إﻟﮫﻰ . . . آﻞ هذه اﻟﻣواﻗف : ﻣﻊ رﻓﺎﻗﻰ ، ﻗﺎدة ، وزﻣﻼء وأﺑﻧﺎء . . رؤﺳﺎء وﻣرؤوﺳﻳن .‬ ‫آﻞ هذه اﻹﻧﺟﺎزات : ﺣﻘﻘﮫﺎ أﺑﻧﺎء اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷـﺎة .‬ ‫وﻗﻔز ﺳؤال ﻳﻠﺢ : ﻟﻣﺎذا ﻣرت آﻞ هذه اﻟﺳﻧﻳن ، دون أن ﺗﻧﺷر ﻣﺟرد ﻣﻼﻣﺢ ﻟﺗﻠك اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺑﺎرزة ، اﻟﺗﻰ ﻗﺎم‬ ‫ﺑﮫﺎ رﺟﺎل أﻣﻧوا ﺑرﺑﮫم ، ﻓطﻠﺑوا اﻟﺷﮫﺎدة : ﻣﻧﮫم ﻣن ﻧﺎﻟﮫﺎ ، وﻣﻧﮫم ﻣن ﻋﻣﻞ ﻣن أﺟﻠﮫﺎ . . وآﻣﻧوا ﺑوطﻧﮫم ،‬ ‫وﺗﺳﻠﺣوا ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ؛ ﻓذادوا ﻋن ﺛراه اﻟطﺎهر، وﻗدﻣوا أرواﺣﮫم رﺧﻳﺻﺔ ﻣن أﺟﻞ أن ﻳﺣﻳﺎ اﻟوطن ﻋزﻳزا‬ ‫ﺷﺎﻣﺧﺎ .‬ ‫ﺗﺳﺎءﻟت : وأﻧﺎ أﻗﻠب اﻷوراق، وأﺳﺗرﺟﻊ ﺷرﻳط اﻟذآرﻳﺎت ، وأﺗﺻﻔﺢ quot; اﻟﺑوﻣﺎت اﻟﺻورquot; اﻟﺗﻰ ﺗآﺎد ان ﺗﻧطق‬ ‫ﺷﺧوﺻﮫﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻟﻣﺎذا أﻗﺑﻊ هﻧﺎ ﻓﻰ زاوﻳﺔ اﻟﻧﺳﻳﺎن . ؟‬ ‫ﺗﺳﺎءﻟت : ﻟﻣﺎذا ﻟم ﻳﻘم اﻟرﻓﺎق ﺑﮫذه اﻟﻣﮫﻣﺔ . . ﻣﮫﻣﺔ ﺗﺳﺟﻳﻞ . . وﻧﺷر ﻣﻼﺣم اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر؟ .‬ ‫. وﺟﺎءﺗﻧﻰ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣن داﺧﻞ ﻧﻔﺳﻰ : وﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﻘم أﻧت ﺑذﻟك ؟ . . أوﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أن ﺗﺑدأ ﺑه ؟‬ ‫وﻟآن آﻳف ؟‬ ‫هﻞ أﺳﺗﻌﻳن ﺑﺑﻌض اﻟزﻣﻼء واﻷﺑﻧﺎء ﻣن ﻣﻘﺎﺗﻠﻰ وأﺑطﺎل اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﺧﺎﺻﺔ اﻟذﻳن أﺗﺎﺣت ﻟﮫم ﻣواﻗﻌﮫم - وﻗﺗﮫﺎ‬ ‫- ﺑﺄن ﺗآون اﻟﺻورة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮫم quot; ﺑﺎﻧوراﻣﻳه quot;‬ ‫أو ﺣﺗﻰ هؤﻻء اﻟذﻳن ﺳﻣﺣت ﻟﮫم ﺑﺣآم اﻟﻣآﺎن ، أواﻟﻣآﺎﻧﺔ- أن ﺗآون رؤﻳﺗـﮫم ﻣن زاوﻳﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻟﮫﺎ إﺗﺳﺎع ؛‬ ‫ﺗﺟﻣﻊ اﻟآﺛﻳرﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ .‬ ‫وﺑدأت أﺳﺗﻌرض اﻷﺳﻣﺎء ، وأﺳﺗﺟﻣﻊ اﻟﻣواﻗف ، وأﻗﻠب ﻓﻰ اﻷوراق واﻟﺻور، وﻋﺎش ﻋﻘﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺔ زﺣـﺎم‬ ‫، وﺗزاﺣـم ؛ ﻟم أﻋﺷﮫﺎ ﻣن ﻗﺑﻞ ؛ ﺳوى ﻓﻰ اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﺗﻰ آﺎن ﻳﮫدأ ﻓﻳﮫﺎ زﺋﻳر اﻟﻣداﻓﻊ واﻟدﺑﺎﺑﺎت ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺔ‬ ‫اﺋﻘﺗﺎل ، وﺗﻠﺗﻘط ﻓﻳﮫﺎ آﺎﻓﺔ اﻷﺳﻠﺣﺔ أﻧﻔﺎﺳﮫﺎ ؛ اﺳﺗﻌدادا ﻟﺟوﻟﺔ ﺟدﻳدة .‬ ‫ﻓﻰ ﺗﻠك اﻟﺳﺎﻋﺎت أو اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺗﻰ آﺎن ﻳﮫدأ ﻓﻳﮫﺎ آﻞ ﺷﺊ : ﻣﻌدات، وذﺧﺎﺋر، وﺟﻧود ، آﻧت أﺟﻠس وأﻓآر‬ ‫ﻓﻰ ﺟﻧودى . . ﻓﻰ ﻣوﻗﻌﻰ . . ﻓﻰ اﻟﺧطوة اﻟﻘﺎدﻣﺔ . . ﻓﻰ ﺗﻔآﻳر اﻟﻌدو وﺧطوﺗه اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ، وﻓﻰ ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى‬ ‫؛ آﺎﻧت ﺗﺣول رأﺳﻰ إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ أﺧرى ﻟﻠﻘﺗﺎل ، ﺣﻳث ﺗﺗﺻﺎرع اﻷﻓآﺎر، ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻳﺣدث ﻟﻰ اﻵن وأﻧﺎ أﻓآر . .‬ ‫ﻣن أﻳن أﺑدأ . . وﺑﻣن ؟ .‬ ‫وﺿﻌت أﻣﺎﻣﻰ ورﻗﺔ ، وﺳﺟﻠت أﺳﻣﺎء ﺑﻌض اﻟزﻣﻼء واﻷﺑﻧﺎء ﻷﺳﺗﻌﻳن ﺑﮫم ﻓﻰ ﺗﻧﺷﻳط اﻟذاآرة ، وﻓﻰ اﻟﺑﺣث‬ ‫ﻋن ﻣزﻳد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ اﻟﺗﻰ ﻋﺎﻳﺷوهﺎ ﻋن ﻗرب ، وﻟﺗﺟﻣﻳﻊ ﻣﺎ ﻟدﻳﮫم ﻣن ﺻور ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إآﺗﻣﺎل ﻋﻧﺎﺻر‬ ‫هذا اﻟآﺗﺎب .‬ ‫آﺎﻧت اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة . . أن آﺛﻳرا ﻣن هؤﻻء ﻳﺣﺗﻠون ﻣواﻗﻊ هﺎﻣﺔ ﻓﻰ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟﺟﮫﺎت ﻓﻰ اﻟدوﻟﺔ . . آﻠﮫم‬ ‫ﻣﺷﻐوﻟون . . أﻋﺑﺎؤهم اﻟﺣﺎﻟﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋن ﻣﺳﺋوﻟﻳﺎﺗﮫم أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب ، وإن اﺧﺗﻠﻔت اﻟﺳﺎﺣﺔ .‬ ‫وهﻧﺎ وﻗﻔت ﻣﺗﺄﻣﻼ ..‬ ‫إن ﻗدر ﺑﻌض اﻟرﺟﺎل ﻳﺿﻌﮫم داﺋﻣﺎ أﻣﺎم ﻣﺳﺋوﻟﻳﺎت ﺟﺳﻳﻣﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ، ﻳﻘﺑﻠون ﻋﻠﻳﮫﺎ ﺑﺣب . . ودون أدﻧﻰ‬ ‫ﺗراﺟﻊ أو ﻣﻠﻞ . وﻟﻘد آﺎﻧت اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة ، وآﻣﺎ ذآرت ﻓﻰ إﺣدى ﺻﻔﺣﺎت هذا اﻟآﺗﺎب »ﻣﺣظوظﺔ‬ ‫ﺑرﺟﺎﻟﮫﺎ« ، ﻓﮫم ﺣﻘﺎ ﻣﻘﺎﺗﻠون ﻣﻧﺻﮫرون ﻓﻰ ﺑوﺗﻘﺔ اﻟوﻓﺎء واﻹﻧﺗﻣﺎء ﻟﻣﺻرﻧﺎ اﻟﻐﺎﻟﻳﺔ .‬ ‫وﻋﺎدت اﻟﺣﻳرة ﻣن ﺟدﻳد . . آﻳف ﻟﻰ أن أﻧﺗزع هؤﻻء ﻣن ﻣواﻗﻌﮫم اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ وﻣﺳﺋوﻟﻳﺎﺗﮫم اﻟﺟﺳﺎم . .‬ ‫وﻋطﺎﺋﮫم اﻟآﺑﻳر . . وﻣﻌﺎرآﮫم اﻟﻣﺳﺗﻣرة . . واﻧﺗﺻﺎراﺗﮫم اﻟﺗﻰ ﻳﺻﻧﻌوﻧﮫﺎ آﻞ ﻳوم . ؟‬ ‫آﻳف اﻧﺗزﻋﮫم ﻣن وﺳط ذﻟك آﻠه وهم ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟرﺟﺎل ؛ ﻳﺣﺗﺎج اﻟوطن إﻟﻰ آﻞ ﻗطرة ﻋرق ﻳﺻﻧﻌون ﺑﮫﺎ ﻏدا‬ ‫أﻓﺿﻞ .‬ ‫ﺣﻣﻠت هذه اﻟﻣﺷﺎﻋر ﻓﻰ وﺟداﻧﻰ ، وذﻟك اﻟﺗزاﺣم اﻟآﺑﻳر ﻓﻰ ﻋﻘﻠﻰ ، وذهﺑت ﻟﺻدﻳق ﻟه ﻓﻰ ﻧﻔﺳﻰ ﻣآﺎﻧﺔ‬ ‫وﻣآﺎن . . طرﺣت ﻋﻠﻰ اﻟﺻدﻳق اﻟﺻﺣﻔﻰ »ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ« آﻞ ﻣﺎ أﺣﻣﻠه ﻣن أﻓآﺎر وﻣﺷﺎﻋر . وآﻌﺎدﺗه‬ ‫اﺑﺗﺳم وﻗﺎل : ﺑﺳﻳطﺔ ، هﻞ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻰ ﺑﺄن أﻧﺎل ﺟزء ﻣن ﺷرف إﻋداد أول ﻣﺎدة إﻋﻼﻣﻳﺔ ﺗﻧﺷر ﻋن ﺑطوﻻت‬ ‫اﻟﻔرﻗﺔ 91 ﻣﺷﺎة . . ﺳوف ﻳﻘﺗﺻر دورى ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗرﺗﻳب اﻷوراق ﻣﻌك . . ﻓﺄﻧت ﻗد ﺳﺟﻠت آﻞ ﺷﺊ آﻣﺎ‬ ‫أرى ، وﺑدﻗﺔ ﻣﺗﻧﺎهﻳﺔ ، و ﺗﺳﻠﺳﻞ ﻣﻧظم ، ﻟم ﻳﺑق ﺷﺊ ! !‬ ‫ﺧرﺟت ﻣن ﻟﻘﺎﺋﻰ ﺑﺎﻟﺻدﻳق ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ وآﺄﻧﻧﻰ ﻗد أﻟﻘﻳت ﺑﮫم ﺛﻘﻳﻞ ﻋن آﺎهﻠﻰ ! !‬ ‫اﻟﺷﺊ اﻟﻐرﻳب - ﺣﻘﺄ - أﻧه ﻣﺎ ان اﻧﺗﮫت هذه اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ، وﻋدت إﻟﻰ ﻣﻧزﻟﻰ ، ﺣﺗﻰ ﺑدأت اﻷﻓآﺎر ﺗﺗرﺗب ﻣن‬ ‫ﺟدﻳد ﻓﻰ ذهﻧﻰ . .‬ ‫ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻧﻰ آﻧت أﺳﺟﻞ ﻳوﻣﻳﺎ ﻣذآرات اﻟﻣﻌﺎرك , ﻟآن هﻧﺎك ﺗﻔﺎﺻﻳﻞ إﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻟم ﻳآن اﻟوﻗت آﺎﻓﻳﺎ‬ ‫ﻟﺗﺳﺟﻳﻠﮫﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻌﺎرك ، وﺑﻌد أﻧﺗﮫﺎء اﻟﻣﻌﺎرك آﺎﻧت ﻓرﺣﺔ اﻟﻧﺻر، وﻣن ﺑﻌد ذﻟك دارت ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺣﻳﺎة دورﺗﮫﺎ‬ ‫41‬
  • 15. ‫اﻟﺳرﻳﻌﺔ ، وﺑدأت ﻣﻌﺎرك أﺧرى ﻓﻰ ﻣﻳﺎدﻳن ﺟدﻳدة ﻏﻳر ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻘﺗﺎل ، وﻟﻔﺗﻧﺎ اﻟﻣﺷﺎﻏﻞ واﻟﻣﺳؤﻟﻳﺎت اﻟﻌدﻳدة‬ ‫..‬ ‫ﻣن هﻧﺎ : ﻓﺄﻧﺎ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺳﺟﻳﻞ ﻟﻠﻣﺷﺎﻋر، ﻟآﻰ ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣواﻗف ﻧﺎﺑﺿﺔ ﺑﮫﺎ .‬ ‫ﻟم أﺳﺗطﻊ اﻟﻧوم ﻓﻰ ﺗﻠك اﻟﻠﻳﻠﺔ . .‬ ‫ﻟﻘد ﺗداﻋﻰ ﻓﻰ ﻣﺧﻳﻠﺗﻰ : آﺛﻳر، وآﺛﻳر ﻣن اﻟﻣواﻗف واﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ . .‬ ‫إن ﺷرﻳط اﻟذآرﻳﺎت ﻳﺳﻳر ﻓﻰ ﺗرﺗﻳب راﺋﻊ . .‬ ‫هﺎ هﻰ اﻟﻣﻌﺎرك ، وهﺎ هم اﻷﺑطﺎل ﻳﻘﻔزون ﻓوق اﻟدﺑﺎﺑﺎت ﻳﻔﺟروﻧﮫﺎ . . وﻳﻘﺗﺣﻣون اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺣﺻﻳﻧﺔ ، ﻓﻰ‬ ‫ﺷﺟﺎﻋﺔ ﻧﺎدرة ، وﻳﺳﺗوﻟون ﻋﻠﻳﮫﺎ . .‬ ‫هﺎ هو ﺧط ﺑﺎرﻟﻳف ﻓﻰ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣواﺟﮫﺔ ﻟﻔرﻗﺗﻧﺎ ﻳﻧﮫﺎر ﻧﻘطﺔ ﺑﻌد أﺧرى . .‬ ‫ﻳﺎ ﻟﮫﺎ ﻣن ﻟﺣظﺎت راﺋﻌﺔ . .‬ ‫اﻟطﻳران اﻟﻣﺻرى ﻓﻰ طﻠﻌﺗه اﻟﺟوﻳﺔ اﻟﺟﺳورة ﻳﻣﺿﻰ ﻓوق رؤوﺳﻧﺎ ﻓﻰ إﺗﺟﺎه اﻟﺷرق . . وهﺎ هﻰ اﻟﻣدﻓﻌﻳﺔ‬ ‫ﺑآﻞ أﻧواﻋﮫﺎ ﺗزأر وﺗزﻣﺟر ﺑﻌد ﺻﺑر طوﻳﻞ . . ﺗﺣطم ﻣراآز ﻗﻳﺎدة اﻟﻌدو وﺗﺣﺻﻳﻧﺎﺗه ﻓﻰ دﻗﺔ ﻣﺗﻧﺎهﻳﺔ .‬ ‫واﻟﺳﺎﺗر اﻟﺗراﺑﻰ ﻓﻰ هذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﺣﺗﻠﮫﺎ اﻟﻔرﻗﺔ ، ﺣﻳث ﻳواﺟه اﻟﻣﻘﺎﺗﻠون ﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻰ ﻋﻣﻞ اﻟﻔﺗﺣﺎت‬ ‫اﻟﺷﺎطﺋﻳﺔ ﻓﻳه ؛ ﻧظرا ﻟطﺑﻳﻌﺗه اﻟﺻﻠدة ﻓﻰ هذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ . .‬ ‫إﻧﮫﺎ ﻟﺣظﺎت ﺻﻌﺑﺔ . . ﻧﻌم . . وﻟآﻧﮫﺎ ﻟﺣظﺎت ﻻ ﺗﻧﺳﻰ .‬ ‫ﻣﮫﻧدﺳوا اﻟﻔرﻗﺔ ﻳﻔﺟرون ﻣﻘﺎطﻊ ﻓﻰ اﻟﺳﺎﺗر اﻟﺗراﺑﻰ ﻟﻌﻣﻞ اﻟﻔﺗﺣﺎت اﻟﺷﺎطﺋﻳﺔ ﺑﻌد ﻣﺿﻰ 62 ﺳﺎﻋﺔ ﻣن ﺑدأ‬ ‫اﻟﻌﺑور ﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺟرﻳف اﻟﺳﺎﺗر ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺎء . ورﺟﺎل اﻟﻣﺷﺎة ﻳﻘﺎﺗﻠون ﺑﺎﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﺧﻔﻳﻔﺔ ﻗﺑﻞ اﺗﻣﺎم اﻟﻔﺗﺣﺎت‬ ‫اﻟﺷﺎطﺋﻳﺔ ..‬ ‫ﺛم ﻳﺄﺗﻰ ﻋﺑور اﻟﻘوات ﺑﺄﺳﻠﺣﺗﮫم اﻟﺛﻘﻳﻠﺔ وﻋﺗﺎدهم ﻹﺳﺗﻌﺎدة اﻷرض ..‬ ‫ﻳﺎﻟه ﻣن ﻣﺷﮫد . .‬ ‫وﻳﺗآرر ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻰ ﺗﻠك اﻟﻠﻳﻠﺔ . . ﻟﻳﺎل وﻟﻳﺎل . .‬ ‫هﺎ هﻰ ﻣﻌرآﺔ »ﺣوض اﻟدرس« اﻟﺗﻰ ﺣﻘق ﻓﻳﮫﺎ ﻣﻘﺎﺗﻠوﻧﺎ ﻧﺻرا آﺑﻳرا ﻟوﻻه ﻟﺗﻐﻳر وﺟه اﻟﺗﺎرﻳﺦ .‬ ‫وهﺎ هﻰ ﻣﻌرآﺔ اﻟﺳوﻳس ﻳﻣر اﻟﺟزء اﻟﺧﺎص ﺑﮫﺎ ﻓﻰ ﺷرﻳط اﻟذآرﻳﺎت ﺑآﻞ ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠه ﻣن ﺗﻔﺎﺻﻳﻞ إﻧﺳﺎﻧﻳﺔ‬ ‫وﺻﻣود ﺑطوﻟﻰ . . آﻳﺎم اﻟﺣﺻﺎر اﻟﺗﻰ ﻻ ﺗﻧﺳﻰ . .‬ ‫ﺗﻠك اﻷﻳﺎم اﻟﺗﻰ : راهن ﺧﻼﻟﮫﺎ اﻟﻌدو ﻋﻠﻰ إﻧﮫﻳﺎر ﻣﻘﺎﺗﻠﻳﻧﺎ واﺳﺗﺳﻼﻣﮫم ، وراهن رﺟﺎﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻣود ..‬ ‫وآﺳﺑوا اﻟرهﺎن .‬ ‫اﻵن . . آﻞ ﺷﻰء ﻣﻌد ﻟآﺗﺎﺑﺔ ذآرﻳﺎت هذه اﻷﻳﺎم اﻟﺧﺎﻟدة . .‬ ‫ﻋﺷرات اﻟﻠﻳﺎﻟﻰ ﻗﺿﻳﺗﮫﺎ وﻣﻌﻰ اﻟﺻدﻳق quot; ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ quot; ﻧﻘﻠب اﻷوراق وﻧرﺗﺑﮫﺎ .‬ ‫وﻣﺎ أن ﺑدأت اﻟآﺗﺎﺑﺔ ﺣﺗﻰ إﻧﺳﺎب اﻟﻘﻠم . . ﺑدأت أﻓرغ ﺷرﻳط ذاآرﺗﻰ ﻧﺎﺑﺿﺎ ﺑﺎﻷﺣداث ﻋﻠﻰ ﺷراﺋط أﺧرى‬ ‫ﺗﻧﺎوب ﺗﺑدﻳﻠﮫﺎ ﻋﻠﻰ آﺎﺳﻳت وﺿﻌه ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ أﻣﺎﻣﻰ .‬ ‫وﺑﻌد أن إﻣﺗﻸت ﻋﺷرات اﻷﺷرطﺔ ، وﺗم ﺗﻔرﻳﻐﮫﺎ ، وﻣطﺎﺑﻘﺗﮫﺎ ﺑﺎﻷوراق واﻷﺣداث اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻰ أﺟﻧدة‬ ‫ﻳوﻣﻳﺎت اﻟﻣﻌرآﺔ اﻟﺗﻰ أﺣﺗﻔظ ﺑﮫﺎ ﻣﻧذ ﻗراﺑﺔ ﻋﺷرﻳن ﻋﺎﻣﺎ . . ﻻ أﻧآر أن اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة آﺎﻧت آﺑـﻳرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺎ ،‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎرﻧت ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠه اﻷوراق ، ﺑﻣﺎ ﺳﺟﻠﺗه ﻣن ذآرﻳﺎت ﻋﻠﻰ ﺷراﺋط اﻟآﺎﺳﻳت .‬ ‫إن اﻟﺗطﺎﺑق ﻳآﺎد أن ﻳآون آﺎﻣﻼ . . وﻓﻰ اﻟﻘﻠﻳﻞ ﻣن اﻷوﻗﺎت آﻧت أﺣﺗﺎج ﻹﺳم أﺣد اﻷﺑطﺎل ، أوﺗآﻣﻠﺔ إﺳﻣه‬ ‫ﻓﺄﺳﺄل اﻟﺻدﻳق quot; اﻟﻌﻣﻳد/ ﻋﻠﻰ رﺿﺎ quot; وهوﻣن أﺑﻧﺎﺋﻰ اﻟذﻳن راﻓﻘوﻧﻰ ﻋن ﻗرب ﺧﻼل أﻳﺎم ﺣرب أآﺗوﺑر وآﺎن‬ ‫وﻗﺗﮫﺎ ﺑرﺗﺑﺔ راﺋد . .‬ ‫ﺛم ﺟﺎءت ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻌﺔ ، واﻟﺗﻰ ﺷﮫدت آﺛﻳرا ﻣن اﻟﺗﻌدﻳﻼت : ﻓﻰ ﺣرف ، أو ﻣوﻗف ، أو إﺳم .‬ ‫وهﻧﺎ ﻻ ﺑد أن أﺗوﻗف ﻗﻠﻳﻼ .. ﻷﻗول : ﻟم ﻳآن ﻣﻣآﻧﺎ ﺑﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أن ﻳﺗﺿﻣن هذا اﻟآﺗﺎب آﻞ اﻟﻣواﻗف‬ ‫واﻷﺑطﺎل واﻟﺗﻔﺻﻳﻼت . .‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﺑور آﺎن ﻣﻌرآﺔ ﺑذاﺗﮫﺎ ﺗﺳﺗﺣق آﺗﺎﺑﺎ - أوﻋدة آﺗب - . . وﻣﻼﺣم إﻗﺗﺣﺎم ﻧﻘﺎط اﻟﻌدو اﻟﺣﺻﻳﻧﺔ ، وﻣراآز‬ ‫ﻗﻳﺎداﺗه ، . . . إﻟﺦ ﻻﺑد أن ﻳﻔرد ﻟﮫﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ آﺗب أﺧرى . . وآذﻟك ﺷﮫور اﻟﺣﺻﺎر وﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧه ﻣن ﻣواﻗف‬ ‫وﺗﻔﺻﻳﻼت ! ! .‬ ‫وﻣﻌرآه ﻣدﻳﻧﺔ اﻟﺳوﻳس . . ﺗﻠك اﻟﻣﻠﺣﻣﺔ اﻟﺗﻰ أﺗوﻗف أﻣﺎﻣﮫﺎ طوﻳﻼ ﻷﺗﺳﺎءل : ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺣظ ﺑﻣﺎ ﺗﺳﺗﺣﻘه ﻣن‬ ‫اهﺗﻣﺎم إﻋﻼﻣﻰ ؟ ﺑﻞ ؤﺛﻘﺎﻓﻰ - أﻳﺿﺄ -. . ؟ أﺷﻌﺎر وﻣﺳﻠﺳﻼت ، ﺑﻞ وأﻓﻼم أﻳﺿﺄ ؟ .‬ ‫آﺛﻳرة هﻰ اﻟﻣواﻗف واﻟﻣﻼﺣم واﻟﺑطوﻻت ﻓﻰ ﻗطﺎع ﻋﻣﻠﻳﺎت اﻟﻔرﻗه 91‬ ‫51‬
  • 16. ‫آﺎن آﻞ ذﻟك زاﺧرا وﺛرﻳﺎ . . ﻣن هﻧﺎ آﺎﻧت ﺻﻌوﺑﺔ أن ﻳﺗﺿﻣن هذا اﻟآﺗﺎب آﻞ ﻣﺎ ﺣدث . . إن أﺑطﺎل‬ ‫اﻟﻔرﻗه 91 اﻟذﻳن ذآرت أﺳﻣﺎؤهم ﻓﻰ ﺳﺟﻞ اﻟﺷرف ﻓﻰ هذا اﻟآﺗﺎب : هم ﻧﻣﺎذج ﻓﻘط ..‬ ‫ﻟذا ﻻﺑد وأن أؤآد : أن هذا اﻟآﺗﺎب هو اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ، ﻟآﺗﺎﺑﺔ : ﻣﻼﻣﺢ ، وﺑطوﻻت ، وإﻧﺟﺎزات اﻟﻔرﻗه 91‬ ‫ﻣﺷـﺎة اﻟﺗﻰ ﻗدﻣت أﻋﻣﺎﻻ ﺑﺎرزة ﻓﻰ ﻧﺻر أآﺗـوﺑر 37 .‬ ‫وهﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ أرﺟو أن ﺗﺗﺑﻌﮫﺎ ﻣﺣﺎوﻻت .. وﻣﺣﺎوﻻت .‬ ‫ﻟذا أﻗول : إن هذا اﻟآﺗﺎب هو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ quot; ﺑطﺎﻗه دﻋوة quot; ﻟزﻣﻼﺋﻰ وأﺑﻧﺎﺋﻰ ﻣن اﻟﻔرﻗه 91 أﻳﺎم ﺣرب أآﺗوﺑر‬ ‫اﻟﻣﺟﻳدة ﻣن أﺟﻞ آﺗﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ وﺑطوﻻت اﻟﻔرﻗﺔ ، واﻷﺣداث اﻟﺑﺎرزة اﻟﺗﻰ ﺷﺎرآوا ﻓﻳﮫﺎ .‬ ‫ﺑﻘﻰ أن أﻗدم ﺧﺎﻟص ﺷآرى و ﺗﻘدﻳرى ﻟآﻞ ﻣن ﺳﺎهم ﻓﻰ ظﮫور هذا اﻟآﺗﺎب إﻟﻰ اﻟﻧور، راﺟﻳﺎ ﻣن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫: أن ﻳﺣظﻰ ﺑﺈهﺗﻣﺎم اﻟﻘراء ، وأن ﻳآون إﺿﺎﻓﺔ ﻣﻔﻳدة ﻟﻠﻣآﺗﺑﺔ اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ . .‬ ‫وﻓﻰ اﻟﻧﮫﺎﻳﺔ : ﻳآون ﺷﺎهدا ﺟدﻳدا ، ﻋﻠﻰ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﻣﺻرى وﺑﺳﺎﻟﺗه ﻓﻰ اﻟذود ﻋن ﺛرى وطﻧه اﻟطﺎهر.‬ ‫ﻓرﻳق ﻳوﺳف ﻋﻔﻳﻔﻰ‬ ‫اﻟﻔﺻﻞ اﻷول‬ ‫دور ﻧآﺳﺔ 76 ﻓﻰ ﻧﺻر 37‬ ‫ﻟم ﻳآن هﻧﺎك أدﻧﻰ أﻣﻞ ﻓﻰ آﺳب ﺣرب اﻷﻳﺎم اﻟﺳﺗﺔ .‬ ‫ﺧﺳﺎﺋر اﻟطﻳران آﺎﻧت هﻰ اﻟﺷﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻰ ﻋﻠﻘت ﻋﻠﻳﮫﺎ اﻟﮫزﻳﻣﺔ.‬ ‫ﺟﻧود اﻹﺣﺗﻳﺎط وﺻﻠوا إﻟﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﺑﺎﻟﺟﻼﻟﻳب‬ ‫ﺣرب اﻟﻳﻣن آﺎﻧت ﺧطﺄ ﻓﺎدﺣﺎ ودﻓﻌت اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﺛﻣن .‬ ‫ﻗواﺗﻧﺎ ﺗﺣرآت ﻓﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﻣﺛﻞ ﻗطﻊ اﻟﺷطرﻧﺞ .‬ ‫# ﺗﺧطﻳط ﺣرب أآﺗوﺑر آﺎن ﻋﻠﻣﻳﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻰ اﻟﻣﺎﺋﺔ‬ ‫أآﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ وﻋﺷرون ﻋﺎﻣﺎ ﻣرت ﺣﺗﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻧآﺳﺔ 7691 ..‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن إﻧﻘﺿﺎء آﻞ هذه اﻟﺳﻧﻳن ، ﻓﺈﻧه - ﺣﺗﻰ اﻵن - ﻻ ﻳزال اﻟﺣدﻳث ﻋن هذه اﻟﺣرب ﻳﺑدو وآﺄﻧه‬ ‫ﻧوع ﻣن اﻟﺳﻳر ﻓﻰ ﺣﻘﻞ ﻣن اﻷﻟﻐﺎم .‬ ‫وﻻ ﻳﺳﺗطﺑﻊ أى ﻣﺣﺎﻳد وهو ﻳﺗﺟه اﻟﻰ ﻣﺣطﺔ اﻟﻧﺻر اﻟآﺑرى ﻓﻰ أآﺗوﺑر 3791 إﻻ أن ﻳﺗوﻗف ﻗﻠﻳﻼ ﻋﻧد ﻳوﻧﻳه‬ ‫7691 .‬ ‫واﻟﺑﻌض ﻗد ﻳرى ان هذه اﻟوﻗﻔﺔ ﻗد ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻰ ﻧﺑش ﺟرح ﻗدﻳم أردﻧﺎ ﻟه ﺟﻣﻳﻌﺎ أن ﻳﻧدﻣﻞ .‬ ‫ﻟآن اﻟواﻗﻊ ﻳﻘول : أن ﺣرب ﻳوﻧﻳﺔ 76 ﻗد ﺳﺟﻠت ﻓﻰ ﺻﺣﺎﺋف اﻟﺗﺎرﻳﺦ : ﺷﺋﻧﺎ أم أﺑﻳﻧﺎ .. وأن هﻧﺎك آﺛﻳرا ﻣن‬ ‫اﻟﺷﮫود ﻟم ﻳدﻟوا ﺑﺷﮫﺎداﺗﮫم ﺑﻌد .‬ ‫اﻟﺣﻘﻳﻔﺔ اﻟﮫﺎﻣﺔ هﻧﺎ هﻰ : أن دروس ﻧآﺳﺔ 76 آﺎن ﻟﮫﺎ أﺛرهﺎ اﻟﮫﺎم ﻓﻰ ﻧﺻر 37 ..‬ ‫61‬
  • 17. ‫وأن اﻟﻌﺳآرﻳﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻗد ظﻠﻣت ظﻠﻣﺎ آﺑﻳرا ﻓﻰ ﺣرب اﻷﻳﺎم اﻟﺳﺗﺔ ، وأن ﻓﺎرق آﺑﻳرا – وآﺑﻳرا ﺟدا – ﺑﻳن‬ ‫إدارة ﺣرب أآﺗوﺑر ، وإدارة ﺣرب ﻳوﻧﻳو ، وآﺛﻳر .. وآﺛﻳر ﻣن اﻵﺳﺑﺎب اﻷﺧرى اﻟﺗﻰ أﻗررهﺎ .. ﺣﻳث آﻧت‬ ‫أﺣد اﻟﻘﺎدة ﻓﻰ اﻟﻣﻌرآﺗﻳن وإن إﺧﺗﻠﻔت اﻟظروف واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ .‬ ‫ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺿرورﻳﺔ ﺑﻳن ﻣﺎﺣدث ﻓﻰ ظرﻓﻳن ﻻﺗﻔﺻﻠﮫﻣﺎ ﺳوى 6 ﺳﻧوات ، وأﺳﺗطﻳﻊ أن أؤآد أﻧه ﻟم ﻳآن‬ ‫هﻧﺎك أدﻧﻰ أﻣﻞ ﻓﻰ آﺳب ﺣرب اﻷﻳﺎم اﻟﺳﺗﺔ ، أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﻟﺗﻌﺎدل ﻓﻳﮫﺎ .‬ ‫ﻓﻘد آﺎﻧت ﻗواﺗﻧﺎ ﺗﺗﺣرك آﻘطﻊ ﻣن اﻟﺷطرﻧﺞ ، ﺣﺗﻰ طﻠب ﻣﻧﮫﺎ أن ﺗﺗوﻗف ﻟﺗداﻓﻊ .. وﺑﻌدهﺎ طﻠب ﻣﻧﮫﺎ أن‬ ‫ﺗﻧﺳﺣب .. ﺑﻞ أن هﻧﺎك اﻟآﺛﻳر واﻟآﺛﻳر .. ﻣﻣﺎ أﻏﻔﻠه ﻣﻌظم ﻣن ﺗﻧﺎوﻟوا أﺣداث ﺣرب 76 .‬ ‫إن ﺑطوﻻت اﻹﻧﺳﺣﺎب ﻓﻰ ﺣرب ﻳوﻧﻳو 76 ﻻ ﺗﻘﻞ أهﻣﻳﺔ ﻋن ﺑطوﻻت اﻟدﻓﺎع .. ﻓﻘد آﺎن ﻣن اﻟﻣﻣآن أن‬ ‫ﻧﺟﻌﻠﮫﺎ ﺑطوﻻت ﻋظﻳﻣﺔ .. وﻟآن ﻣﺎ ﺣدث ﻗد ﺣدث ...‬ ‫ﻓﻰ ﺣرب أآﺗوﺑر 37 آﺎﻧت اﻟﻘﻳﺎدات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻰ طرﻳﻘﺔ ﺗﻔآﻳرهﺎ وطﺑﻳﻌﺔ ﺣرآﺗﮫﺎ .. ﻟﻘد اﺑﺗﻌدت اﻟﺳﻳﺎﺳﺔ‬ ‫ﻋن ﻋﻘول اﻟﻘﻳﺎدات ، وﺗم ﺗﺟﮫﻳز ﻣﺳرح اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت ﻗﺑﻞ أآﺗوﺑر .. وآﺎن اﻟﺗدرﻳب اﻟﺷﺎق وآﺎن اﻟﻘرار ﺣﺎﺳﻣﺎ‬ ‫ﻻرﺟﻌﺔ ﻓﻳه ، وﺗم اﻟﺗﺧطﻳط ﻟآﻞ ﺷﺊ ﻗﺑﻞ ﺑداﻳﺔ اﻟﺣرب .‬ ‫آﺛﻳرة هﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺎرﻧﺎت ، ﺑﻳن ﺣرﺑﻳن : وﻗﻊ ﻓﻰ اﻷوﻟﻰ هزﻳﻣﺔ ﻗﺎﺳﻳﺔ ، وﺗﺣﻘق ﻓﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺻر ﻋزﻳز .‬ ‫ﻣظﺎهرة ﻋﺳآرﻳﺔ‬ ‫ﻟﻘد آﻧت ﺧﻼل ﺣرب 76 ﻗﺎﺋدا ﻟﻠآﺗﻳﺑﺔ 21 ﻣن اﻟﻠواء اﻟراﺑﻊ ﻣﺷﺎه اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻔرﻗﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ اﻟﺗﻰ آﺎﻧت‬ ‫ﺗﺣت ﻗﻳﺎدة اﻟﻠواء ﻋﺑد اﻟﺣﻠﻳم ﻋﺑد اﻟﻌﺎل ، ﺛم اﻟﻠواء ﻋﺛﻣﺎن ﻧﺻﺎر .‬ ‫وﺻدرت ﻟﻰ اﻷواﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣرك اﻟﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﻟﻳﻠﺔ 71-81 ﻣﺎﻳو .. وﻗد ﺣدث ذﻟك آﻠه ﻓﺟﺄة ، ﺑدون ﺗرﺗﻳب‬ ‫ﻣﺳﺑق ، وﺑدون إﺳﺗﻌدادات ، أو ﺧطﺔ ﻣﺣددة .‬ ‫وﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺄﻟت ﻗﻳﺎدﺗﻰ .. ﻗﺎﻟوا : إﻧﮫﺎ ﻣﺟرد ﻣظﺎهرة ﻋﺳآرﻳﺔ اﻟﮫدف ﻣﻧﮫﺎ ﺗﮫدﻳد اﻟﻌدو .‬ ‫وﻗطﻌﻧﺎ ﺳﻳﻧﺎء آﻠﮫﺎ ﺧﻼل 02 ﻳوﻣﺎ ﻣن اﻟآوﻧﺗﻼ اﻟﻰ اﻟﻌرﻳش اﻟﻰ اﻟآﻳﻠو 161 ﺑدون هدف ﻣﺣدد ...‬ ‫ﻓﻣﺎ ﻧآﺎد ﻧﺻﻞ اﻟﻰ ﻣوﻗﻊ ﺣﺗﻰ ﺗﺻدر اﻷواﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣرك اﻟﻰ ﻣوﻗﻊ آﺧر ﻓﻰ اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻰ ..‬ ‫ووﺟدت ﻧﻔﺳﻰ ﻓﻰ وﺿﻊ ﻣﺣرج ﻣﻊ رﺟﺎل اﻟآﺗﻳﺑﺔ ، ﻓﺄﻧﺎ أدﻓﻌﮫم ﻟﻠﺣرآﺔ دون ﺧطﺔ ، وﻻ أﺳﺗطﻳﻊ أن أﺣدد‬ ‫ﻟﮫم اﻟﮫدف ﻣن إﻧﺗﻘﺎﻻﺗﻧﺎ ..‬ ‫وﺣﺗﻰ أرﻓﻊ ﻣن ﻣﻌﻧوﻳﺎﺗﮫم اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻹﻧﻌدام اﻟﺗﺧطﻳط ، وﻋدم وﺿوح اﻟﺧطﺔ واﻟﮫدف ، أﺧذت‬ ‫أﺷﺎرك ﻣﻌﮫم ﻓﻰ ﺣﻔر اﻟﺧﻧﺎدق ، وأﺗظﺎهر ﺑﺄن هﻧﺎك هدﻓﺎ ﻣﺣددا ﻣن وراء هذه اﻟﺗﺣرآﺎت ..‬ ‫وﻟآﻧﻧﻰ آﻧت ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﻳﺔ ﺳﻳﺋﺔ ، ﻓﻘد آﻧت أﻋرف اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ .. وأﻧه ﻟﻳس هﻧﺎك هدف .. وﻻ ﺧطﺔ ..‬ ‫وﻓﻰ ﻧﮫﺎﻳﺔ اﻟﻣطﺎف إﺳﺗﻘر ﺑﻧﺎ اﻟﻣﻘﺎم ، وﺻدرت اﻷواﻣر ﺑﺄن ﻧﺑﻘﻰ ﺧﻠف quot; اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ quot; ﺣول ﻣﺣـور ) اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ‬ ‫– اﻟﺣﺳﻧﺔ( ﺣﺗﻰ ﻳآون هﻧﺎك ﺧط دﻓﺎﻋﻰ ﺛﺎن ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟﻘوات ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻧﺳﺣﺎب ﻣن اﻟﺧط اﻷول .‬ ‫وﻓﻌﻼ آﻧﺎ ﺧط اﻟﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟذى إﻧﺳﺣﺑت ﻣن ﺧﻼﻟه ﻗوات اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ ، وﺻﻣدﻧﺎ ﺣﺗﻰ اﻟﻠﺣظﺎت اﻷﺧﻳرة .‬ ‫أﺳﺑﺎب اﻟﻧآﺳﺔ‬ ‫وﻟﻌﻞ اﻟﺳؤال اﻟذى ﻋﺎش ﺑﻳﻧﻧﺎ طوال هذه اﻟﺳﻧوات ، ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻳﻧﺎ ، وﺗﺗﻌدد ﺣوﻟه إﺟﺗﮫﺎدات :‬ ‫ﻣﺎ أﺳﺑﺎب اﻟﻧآﺳـﺔ ؟‬ ‫وأﻧﺎ ﺑدورى أﻗول : أن هﻧﺎك ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺗداﺧﻠﺔ آﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻰ اﻟﮫزﻳﻣﺔ .. وﻟم ﻳآن ﺧروج اﻟطﻳران ﻣن‬ ‫اﻟﻣﻌرآﺔ – وﺣده – هو اﻟﺳﺑب ﻓﻰ اﻟﺣﺟم اﻟﺿﺧم ﻣن اﻟﺧﺳﺎﺋر .‬ ‫71‬
  • 18. ‫وﻟﻘد آﺎﻧت ﺧﺳﺎﺋر اﻟطﻳران اﻟﻣﺻرى هﻰ اﻟﺷﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻰ ﻋﻠﻘت ﻋﻠﻳﮫﺎ اﻟﮫزﻳﻣﺔ .. وﻟم ﺗآن هذه اﻟﺣﺟﺔ‬ ‫ﺻﺣﻳﺣﺔ ، ﻷن اﻟطﻳران ﻻ ﻳﺳﺗطﻳﻊ أن ﻳﺗدﺧﻞ ﻓﻰ أى ﻋﻣﻠﻳﺎت أرﺿﻳﺔ ﻣﺎدام هﻧﺎك اﻟﺗﺣﺎم ﺑﻳن ﻗوات اﻟطرﻓﻳن‬ ‫.‬ ‫وﻣن هﻧﺎ ﻓﺈﻧه ﻟو أن ﻗواﺗﻧﺎ ﻓﻰ 76 آﺎﻧت ﻗد إﻟﺗﺣﻣت ﺑﺎﻟﺟﻳش اﻹﺳراﺋﻳﻠﻰ ، واﺗﺧذت ﻣوﻗﻔﺎ هﺟوﻣﻳﺎ‬ ‫أو دﻓﺎﻋﻳﺎ ، ﻟآﺎﻧت ﻗد أﺧرﺟت اﻟطﻳران اﻹﺳراﺋﻳﻠﻰ ﻣن اﻟﻣﻌرآﺔ ، وﻟآﺎﻧت اﻟﺧﺳﺎﺋر أﻗﻞ آﺛﻳرا ﻣﻣﺎ وﻗﻌت .‬ ‫أﺿف اﻟﻰ ذﻟك أﺳﻠوب اﻹﻧﺳﺣﺎب اﻟﻌﺷواﺋﻲ ، اﻟذى ﺗﺑﻊ أﺳﻠوب اﻟﺣﺷد اﻟﻌﺷواﺋﻲ .. وﻟو آﺎﻧت‬ ‫هﻧﺎك ﺧطﺔ ﻣدروﺳﺔ ﻟﻺﻧﺳﺣﺎب ، ﻹﻧﺳﺣﺑت اﻟﻘوات اﻟﻰ ﻏرب اﻟﻘﻧﺎل دون أن ﺗﺣدث اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻰ‬ ‫ﺿﺧﻣت ﻣن ﺣﺟم اﻟﺧﺳﺎﺋر .‬ ‫وهﻧﺎك ﺻورة ﻷﺳﻠوب اﻟﺣﺷد اﻟﻌﺷواﺋﻰ ، ﺗوﺿﺢ ﻣﻘدار اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻰ دﺧﻠﻧﺎ ﻣﻌرآﺔ 76 ﻣﺳﻠﺣﻳن ﺑﮫﺎ ..‬ ‫ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب آﺗﻳﺑﺗﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ آﺎﻧت هﻧﺎك آﺗﻳﺑﺗﺎ ﻣﺷﺎة ﻣن اﻷﻓراد إﺣﺗﻳﺎط اﻟﻣﺳﺗدﻋون ، ﻳرﺗدون اﻟﺟﻼﻟﻳب‬ ‫واﻟﻣﻼﺑس اﻟﻣدﻧﻳﺔ ، إﺳﺗدﻋﺗﮫم اﻟﻘﻳﺎدة ﻋﻠﻰ ﻋﺟﻞ ، ووﺻﻠوا ﺳﻳﻧﺎء ﺑﺎﻟﺟﻼﻟﻳب ، وﺑﻼ أﺳﻠﺣﺔ ، وﻻ ﻋﺗﺎد أو‬ ‫ﺗﻣوﻳن .. وﺑﻼ ﺧطﺔ ﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﺗﺳﻠﻳﺣﮫم ، ﻟﻣﺷﺎرآﺗﮫم ﻓﻰ اﻟﻣﻌﺎرك .‬ ‫واﻟﻐرﻳب : أﻧﮫم وﺿﻌوا ﻋﻠﻰ اﻟﺧط اﻟدﻓﺎﻋﻰ ﻓﻰ اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ ﻋﻠﻰ هذا اﻟﺣﺎل ، وﺗرآوا ﺣﺗﻰ ﺑدأت اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت .‬ ‫ﻗد ﺻورت إﺳراﺋﻳﻞ ﻋددا ﻣن هؤﻻء ، وإﺳﺗﻐﻠت ﺻورهم ﻟﻠدﻋﺎﻳﺔ ﺿد اﻟﺟﻳش اﻟﻣﺻرى ﻋﺎﻟﻣﻳﺎ .‬ ‫وﻗد ﻗﻣت ﻗﺑﻞ أن ﺗﺑدأ اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟآﺗﻳﺑﺔ اﻟﻣﺟﺎورة ﻓوزﻋت ﻋﻠﻳﮫم ﺑﻌض اﻷﺳﻠﺣﺔ‬ ‫اﻹﺣﺗﻳﺎطﻳﺔ ﻓﻰ آﺗﻳﺑﺗﻰ – ﻟﺣﻳن وﺻول أﺳﻠﺣﺗﮫم – وآﻠﻔت ﺟﻧودى ﺑﺗدرﻳﺑﮫم ، وإﻋطﺎﺋﮫم ﺑﻌض اﻟﻣﻼﺑس‬ ‫اﻟﻌﺳآرﻳﺔ وزﻣزﻣﻳﺎت اﻟﻣﻳﺎه ، وﻟآن اﻟوﻗت آﺎن ﻣﺗﺄﺧرا ، وﺑﻌض اﻹﻣآﺎﻧﻳﺎت آﺎﻧت ﻏﻳر ﻣﺗﺎﺣﺔ .ﻓﻠم ﻳآن ﻋﻧد‬ ‫هذه اﻟآﺗﻳﺑﺔ اﻹﺣﺗﻳﺎطﻰ ﻣن اﻹﻣدادات اﻟآﺎﻓﻳﺔ ، ﺣﻳث أﻧﺗزع هؤﻻء ﻣن وظﺎﺋﻔﮫم ، وﺑﻳوﺗﮫم ، ﺑطرﻳﻘﺔ ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ‬ ‫وﻋﺷواﺋﻳﺔ ، وآﺎﻧوا ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﻳﺔ ﺳﻳﺋﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .‬ ‫اﻹﻧﺳﺣﺎب اﻟﻌﺷواﺋﻰ‬ ‫ﻓﻰ ﻣﻧﺗﺻف ﻟﻳﻠﺔ 7-8 ﻳوﻧﻳﺔ وﺻﻠﻧﻰ أﻣر ﻗﻳﺎدة ﺑﺎﻹﻧﺳﺣﺎب اﻟﻰ ﻏرب اﻟﻘﻧﺎة .. وﻟم ﻳﺗﺿﻣن أﻣر اﻟﻘﻳﺎدة ﺳوى‬ ‫ذﻟك .‬ ‫أﺻدرت أواﻣرى ﺑﺎﻹﻧﺳﺣﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣور اﻷوﺳط ﻟﻺﺳﻣﺎﻋﻳﻠﻳﺔ ، ﻓﻰ اﻷرض اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ، واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ورﻏم‬ ‫اﻟظروف اﻟﻣﺣﻳطﺔ اﻟﺳﻳﺋﺔ أﻧﻧﺎ آﻧﺎ ﻧﺣﺎول ﻓﻰ quot; اﻟﻘﺳﻳﻣﺔ quot; أن ﻧﻔﻌﻞ ﺷﻳﺋﺎ ﻳﺣﻔظ ﻋﻠﻳﻧﺎ ﻣﺎء وﺟوهﻧﺎ .. وﻟآن‬ ‫اﻟوﻗت آﺎن ﻗد ﻓﺎت ..‬ ‫هﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت اﻟﻔردﻳﺔ ﻟﻠﺗﺻدى ﻟﻠﻌدو ، وهﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺑطوﻻت اﻟﺗﻰ ﻗﺎﻣت ﺑﮫﺎ ﺑﻌض اﻟﻘوات .‬ ‫وﻟآن ﻓﻰ ظﻞ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟردئ ﺿﺎﻋت اﻟﻣﺣﺎوﻻت ، ﻓﺎﻧﺳﺣﺑﻧﺎ اﻟﻰ ﻏرب اﻟﻘﻧﺎة ﻳوم 9 ﻳوﻧﻳو ، ﺗﺣت اﻟﻐﺎرات‬ ‫اﻟﺟوﻳﺔ اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳﺔ اﻟﻣآﺛﻔﺔ ، وﺗﺣت ﻧﻳران ﻣدﻓﻌﻳﺔ اﻟﻌدو ، وﻟآﻧﻧﻰ ﺣﺎوﻟت وﻧﺟﺣت ﻓﻰ أن أﺣﻣﻰ ﻗواﺗﻰ ﻓﻠم‬ ‫أﺗآﺑد ﺧﺳﺎﺋر ﺗذآر ﻓﻰ آﺗﻳﺑﺗﻰ واﻟﺣﻣد ﷲ .‬ ‫ﺣرب اﻟﻳﻣن‬ ‫ﻟﻘد ﻗﻳﻞ اﻟآﺛﻳر ﺟدا ﻋن أﺳﺑﺎب ﻧآﺳﺔ 76 ..‬ ‫وآﺎﻧت ﺣرب اﻟﻳﻣن واﺣدة ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻰ إﺗﺟﮫت إﻟﻳﮫﺎ أﺻﺎﺑﻊ اﻹﺗﮫﺎم .‬ ‫واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ اﻟﺗﻰ أود أن أﺳﺟﻠﮫﺎ ، واﻟﺗﻰ ﺗﺣﻣﻞ وﺟﮫﺔ ﻧظرى ﺣول ﺣرب اﻟﻳﻣن وﻋﻼﻗﺗﮫﺎ ﺑﺎﻟﻧآﺳﺔ ، أن ﺣرب‬ ‫اﻟﻳﻣن آﺎﻧت ﺑداﻳﺔ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ .. دﻓﻌت ﺛﻣﻧﮫﺎ اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ، وآﺎن هذا ﺧطﺎ ﻓﺎدﺣﺎ..‬ ‫81‬
  • 19. ‫ﻓﻣﺎذا ﻳﻣآن أن ﻧﻘول ﻋن ﺟﻳش ﻧظﺎﻣﻰ ، ﻳواﺟه ﻗﺑﺎﺋﻞ وﻋﺻﺎﺑﺎت ، ﺗﺣﺗﻣﻰ ﺑﺎﻟﺟﺑﺎل اﻟوﻋرة ..؟ ﻓﻼ ﺗﻌرف ﻣن‬ ‫أﻳن ﻳﺄﺗﻳك اﻟﻣوت ..؟!‬ ‫إن اﻟطﺑﻳﻌﺔ اﻟﺻﺧرﻳﺔ ، واﻟﺟﺑﺎل اﻟوﻋرة ﻓﻰ اﻟﻳﻣن ﻗد ﺣﻣﺗﮫﺎ ﻣن اﻹﺣﺗﻼل اﻟﺗرآﻰ ، واﻹﺣﺗﻼل اﻹﻧﺟﻠﻳزى ،‬ ‫وآﺎﻧت اﻟﻳﻣن ﺗﺳﻣﻰ ﻣﻘﺑرة اﻟﺟﻳوش .‬ ‫ﻟﻘد ذهﺑت اﻟﻰ اﻟﻳﻣن ﺳﻧﺔ 4591 ﻓﻰ ﻋﮫد اﻹﻣﺎم أﺣﻣد ﻓﻰ ﺑﻌﺛﺔ ﻋﺳآرﻳﺔ ﻟﺗدرﻳب اﻟﺟﻳش اﻟﻳﻣﻧﻰ ، وﻋﺷت‬ ‫ﻓﻰ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﺑﻠﻳﺔ اﻟوﻋرة ، وﻧﺄآدت ﻣن إﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣﻞ اﻟﻌﺳآرى اﻟﻣﻧظم ﻓﻳﮫﺎ ، وﻟآن هﻧﺎك طرﻗﺎ ،‬ ‫وأﻋﻣﺎﻻ ﻋﺳآرﻳﺔ أﺧرى ﻣﻌروﻓﺔ ﻻ ﺗﺗم إﻻ ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺑﻠﻰ .‬ ‫هﻧﺎك ﺳﺑب آﺧر ﻓﻰ ﻏﺎﻳﺔ اﻷهﻣﻳﺔ ﻳﺿﺎف اﻟﻰ أﺳﺑﺎب اﻟﻧآﺳﺔ .. آﺎن أﻗﺻﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻠﺗدرﻳب ﻳﺗم ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺳﺗوى اﻟﺳرﻳﺔ ، ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄﻧه ﻳﻔﺗرض أن ﻳآون اﻟﺗدرﻳب ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرﻗﺔ ، أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى‬ ‫اﻟﻠواء .. وهﻰ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺧطﻳرة ، ﻓﻠم ﻧﺻﻞ ﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗدرﻳب اﻟﻣطﻠوب ، وﻟم ﺗآن إﻣآﺎﻧﻳﺎﺗه ﻣﺗوﻓرة ، آﻣﺎ آﺎﻧت‬ ‫اﻟﻘوة اﻟﺿﺎرﺑﺔ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﺑﺎﻷراﺿﻰ اﻟﻳﻣﻧﻳﺔ ﺧﻼل ﻣﻌرآﺔ 7691 .‬ ‫ﻗطﻊ اﻟﺷطرﻧﺞ‬ ‫آﺎﻧت اﻟﻔآرة أن ﻧوﺻﻞ ﻟﻠﻌدو quot; ﻣﺿﻣوﻧﺎ quot; أن ﻗواﺗﻧﺎ آﺑﻳرة ، ﺗﺳﺗطﻳﻊ أن quot; ﺗردﻋه quot; أو ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﻳر اﻟﻌـﺎدى quot;‬ ‫ﺗﺧﻳﻔه quot; .. وآﺎﻧت اﻟﺧطﺔ ) هﺟوﻣﻳﺔ ( ، ﺛم إﻧﻘﻠﺑت ) دﻓﺎﻋﻳﺔ ( .‬ ‫وﻣﺳﺎﻟﺔ أن ﺗﺗﻐﻳر اﻟﺧطﺔ ﻟﻳﺳت ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺳﮫﻞ ؛ ﻓﮫﻰ ﺗؤدى اﻟﻰ ﻗﻠب آﻞ اﻟﺧطط اﻷﺧرى ، وﺗﻐﻳﻳر آﺛﻳر ﻣن‬ ‫اﻹﺟراءات اﻟﻌﺳآرﻳﺔ ، اﻟﺗﻰ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻗوات ﻣدرﺑﺔ ﺗدرﻳﺑﺎ ﻋﺎﻟﻳﺎ ..‬ ‫ﻟذﻟك آﺎﻧت اﻟﻘوات ﺗﺗﺣرك ﻓﻰ ﺳﻳﻧﺎء ﻣﺛﻞ ﻗطﻊ اﻟﺷطرﻧﺞ : ﺗﻧﻘﻞ ﻣن ﻣآﺎن ﻟﻣآﺎن وﻳﺣرآوﻧﮫﺎ ﺑﺳرﻋﺔ .. آﻞ‬ ‫اﻟوﺣدات آﺎﻧت ﺗﺗﺣرك ﻓﻰ وﻗت واﺣد .. ﻟم ﻳوﺟد وﺿﻊ اﻟﺛﺑﺎت ، وآﺎﻧت اﻟﺣرآﺔ ﺗﺗم ﻓﻰ أﻣﺎآـن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،‬ ‫ﻟدرﺟﺔ أن ﻗدﻣﺎ واﺣدة ﻟم ﺗآن ﻟﺗﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ اﻷرض .‬ ‫وآﺎﻧت هذه هﻰ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺳﺎﻧﺣﺔ ﻟﻠﻌدو ﻟآﻰ ﻳﻘوم ﺑﺿرﺑﺗه ..‬ ‫ﻟﻘد ظﻠم اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﻣﺻرى ﻓﻰ ﺣرب 76 ظﻠﻣﺎ آﺑﻳرا وﺳوف أﺳوق هﻧﺎ ﺑﻌض اﻟوﻗﺎﺋﻊ ؛ اﻟﺗﻰ ﺗوﺿﺢ ﺳﻣﺎت‬ ‫هذا اﻟﻣﻘﺎﺗﻞ وأﺻﺎﻟﺗه .‬ ‫ﻓﻰ طرﻳق اﻟﻣﻠﻳز .. آﺎﻧت ﺗرﺗآز إﺣدى اﻟآﺗﺎﺋب .. وﻟم ﺗﺻﻞ اﻟﻰ ﻗﺎﺋدهﺎ أواﻣر إﻧﺳﺣﺎب ، واﺳﺗﻣر هذا‬ ‫اﻟﻘﺎﺋد اﻟﺷﮫﻳد اﻟﻌﻘﻳد آﻣﺎل رؤوف ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣدرﻋﺎت اﻟﻌدو .. وآﺎﻧت ﻟواءات ﻣدرﻋﺔ .. ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم وﻟم‬ ‫ﺑﻣآﻧﮫﺎ ﻣن إﺧﺗراق ﻣوﻗﻌه .. إﻟﻰ أن إﺗﺧذ اﻟﻌدو ﺧطﺔ اﺧرى وهﻰ ﺿرب اﻟآﺗﻳﺑﺔ ﻣن اﻟﺟو .. ﻓظﮫرت‬ ‫أﺳراب اﻟطﺎﺋرات ، ﻟﺗﻘوم ﺑﻧﺳف اﻟﻣوﻗﻊ آﺎﻣﻼ . . وﻟو ﻟم ﻳﺣدث ذﻟك ﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎع اﻟﻌدو إآﺗﺳﺎح هذا اﻟﻣوﻗﻊ‬ ‫..‬ ‫وﻳﻌرف اﻹﺳراﺋﻳﻠﻳون هذا ﺟﻳدا .. وآﺗﺑوا ﻋن هذا اﻟﻘﺎﺋد .. إﻧه اﻟﻌﻘﻳد آﻣﺎل رؤوف ﻗﺎﺋد إﺣدى آﺗﺎﺋب اﻟﻣﺷﺎة‬ ‫.. وهو أﺣد أﺑطﺎل ﺣرب 7691‬ ‫وإذا ﻟم ﻧآن ﻗد إﻋﺗدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﺎع آﻠﻣﺔ اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﻰ هذه اﻟﺣرب : ﻓﻠﻧﻌﺗد ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻵن .‬ ‫ﺛم .. هﻞ ﻳﻌرف أﺣد : أن أﺣد اﻟﻘﺎدة ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻓﻰ اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط ﻣن رﻓﺢ ﺣﺗﻰ اﻟﻌرﻳش ﻋﻠﻰ ﻓﺗرات‬ ‫ﻣﺗﻘطﻌﺔ ؛ ﺣﺗﻰ ﻻ ﻳﺗﻌرض ﻟﻸﺳر ﺑﻌد إﻧﺳﺣﺎب آﺗﻳﺑﺗه .. وﻓﻰ اﻟﻌرﻳش ﻗﺎم ﺑرآوب ﺟﻣﻞ ، وﺻﻞ ﺑه اﻟﻰ‬ ‫ﻏرب اﻟﻘﻧﺎة .. وهو اﻟﻌﻘﻳد ﻣﺣﻣد ﻧﺑﻳه اﻟﺳﻳد ، اﻟذى آﺎن ﻗﺎﺋدا ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﻣﺎﻟﻳﺔ ﻓﻰ ﻓﺗـرة ﻣن اﻟﻔﺗرات ..‬ ‫وأذآر أﻳﺿﺎ أﺣد اﻟﻘﺎدة اﻟﺷﮫداء : اﻟذى ﺣﻣﻞ ذﺧﻳرة وﺣدﺗه ﻓﻰ ﻋرﺑﺎت ﻗطﺎر، وﻗﺎم ﻣﻊ أﻓراد ﻗوﺗه ﺑدﻓﻊ‬ ‫اﻟﻌرﺑﺎت ﺑﺳواﻋدهم ، وظﻠوا ﻳدﻓﻌوﻧﮫﺎ أﻣﺎﻣﮫم ) ﺑﻼ ﻗﺎطرة( ﻟآﻰ ﻳﺻﻠوا ﺑﮫﺎ اﻟﻰ ﻣواﻗﻊ اﻟآﺗﺎﺋب اﻟﺗﻰ آﺎﻧت‬ ‫ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻳﮫﺎ : إﻧه اﻟﻌﻘﻳد ﺳﻌد دروﻳش اﻟﺷﺎﻣﻰ .. وهو ﺿﺎﺑط ﺷﺋون إدارﻳﺔ ، ﻗﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺧطﻳرة ﻓﻰ‬ ‫ﻣﻌرآﺔ رﻓﺢ ..‬ ‫وﻓﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻌرآﺔ اﻟﺗﻰ ﻗﺎدهﺎ اﻟﻠواء ﺟﻌﻔر اﻟﻌﺑد ﻧﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻣؤﻟﻔﺎت ، ﺣﻳث ﻗﺎﻣت اﻟﻘوات اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻓﻳﮫﺎ‬ ‫ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻗﺗﺎﻟﻳﺔ ﺗدرس اﻵن ﻓﻰ اﻟﻣﻌﺎهد اﻟﻌﺳآرﻳﺔ .‬ ‫وﺳوف أﺳرد ﺑﻌض اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻰ ﺷﮫدﺗﮫﺎ إﺣدى اﻟﺳـراﻳﺎ اﻟﻣﺷـﺎة اﻟﺗﻰ آﺎﻧت ﺿﻣن اﻟآﺗﻳﺑﺔ 21 ﻣﺷﺎة ﻗﻳﺎدﺗﻰ‬ ‫..‬ ‫91‬