SlideShare a Scribd company logo
1 of 12
Download to read offline
‫2‬                                       ‫أدوات الفتنة‬




                                                        ‫إقرأ يف هذا العدد‬
‫6‬                     ‫عبادات غري املسلمني: نظرة جديدة‬

‫8‬                                     ‫طفلي خجول؟!‬


     ‫2 صفر 1341 هـ‬           ‫61 كانون الثاين 0102 م‬                         ‫العدد 781‬       ‫نصف شهرية تصدر عن مركز الثقافة واإلعالم - بريوت‬



                                                                                                               ‫أوهام العرب!‬




                                                                                                                                         ‫في البدء كانت الكلمة‬
                                                                                                      ‫أوهام العرب ليست قليلة إن مل‬
                                                                                                      ‫نقل كثرية، ورمبا كانت كثرة هذه‬
                                                                                                      ‫األوهام هي السبب يف ختلّفهم‬
                                                                                                      ‫واملراوحة يف املكان والزمان‬
                                                                                                      ‫الذي حنن فيه، وكأنه مل مير زمن‬
                                                                                                      ‫طويل. ومن أوهام العرب اإلميان‬
                                                                                                      ‫برجوع ما كان، ولذلك يصرن‬
                                                                                                        ‫ُّ‬
                                                                                                      ‫على ما يعتقدون وال يفتشون عن‬
                                                                                                      ‫خيارات جديدة أو بدائل ميكن معها جتاوز املحن‬
                                                                                                              ‫واملشكالت اليت يعيشها حميطنا العريب.‬
                                                                                                      ‫ولعل يف مجلة هذه األوهام العودة إىل ما كان‬
                                                                                                      ‫قبل سقوط نظام صدام حسني، سواء كان من‬
                                                                                                      ‫حمبيه أو مبغضيه، وذلك لدواع عديدة، ولذلك‬
                                                                                                                        ‫ٍ‬
                                                                                                      ‫ينتاهبم شعور عميق بالنجاح يف عرقلة ما حدث‬
                                                                                                      ‫يف العراق، والرجوع به إىل ما كان، سواء كان‬
                                                                                                      ‫ذلك على مستوى تغير خنب السلطة أو كان يف‬
                                                                                                                                  ‫ّ‬
                                                                                                      ‫املشاركة وتقاسم احلياة يف العراق، مما جعل‬
                                                                                                      ‫بعض األنظمة العربية يغمض عينيه عن اجلديد‬
                                                                                                      ‫الذي حصل، سواء كان ذلك عن حق أو باطل،‬
                                                                                                                   ‫ٍ‬
                                                                                                      ‫ويدفعه ذلك إىل تصديق أوهامه بشأن هذه‬
                                                                                                      ‫التغريات، وأنه من املمكن الرجوع إىل سابق العهد‬
            ‫الدكتور احلكيم يف مركز اإلمام الصادق(ع)‬                                                   ‫الذي يألفه، ألن هذا العهد كان أكثر انسجامًا مع‬
                                                                                                      ‫الرؤية العربية. أو رمبا ألنه ال يفتح الباب أمام‬
                                                                                                                 ‫تغيرات مضرة بالواقع العريب املألوف.‬
                                                                                                                                                  ‫ّ‬
    ‫زار األستاذ الدكتور السيد حسن احلكيم مركز اإلمام الصادق(ع) يف النجف األشرف مع‬                     ‫ومن أكثر صور األوهام وضوحًا ما دعا جملس‬
    ‫وفد ضم عددًا من األساتذة من مؤسسة إحياء التراث النجفي، وذلك للسؤال عن صحة مساحة‬   ‫ٍ‬               ‫بلدية أردنية إىل تبين قرار بتسمية حي أو شارع‬
    ‫املرجع السيد فضل اهلل واالطمئنان عليه. وقد مت إبالغ مساحة السيد (دام ظله) خبرب زيارة‬              ‫باسم الشهيد صدام حسني (كذا) الذي قضى‬
    ‫الوفد الذي شكر بدوره عرب مكتبه (دام ظله) السيد احلكيم وأعضاء مؤسسته متمنيًا هلم‬                                    ‫بالدفاع عن شرف األمة العربية.‬
                                                                         ‫التوفيق والنجاح.‬             ‫من املؤكد لن خنوض يف مصداقية دفاعه عن‬
                                                                                                      ‫هذا الشرف املزعوم، وقد رآه العامل كله ومنهم‬
                                                                                                      ‫األردنيون املعجبون جدًا بصدام حسني، وهو‬
                                                                                                      ‫خيرج من حفرة بأقبح صورة، وقد خبل على‬
          ‫كشف طيب مينح‬                                                                                ‫نفسه برصاصة ختلِّده، وهو الذي وزع رصاصه‬
                                                                                                                 ‫ّ‬                       ‫ٍ‬
                                                                          ‫إنسان القيم يف‬              ‫على اجلميع، ولكننا نتساءل عن الدوافع اليت‬
       ‫مرضى العيون أم ً جديدً‬
       ‫ا‬     ‫ال‬                                                         ‫عاشوراء احلسني(ع)‬             ‫تدفع باملعجبني هؤالء إىل تبين قرار من هذا‬
                                                                                                                     ‫ّ‬
                                                                                                      ‫القبيل، واليت رمبا من مجلتها الفوائد اليت كانت‬
                                                                                                      ‫تصلهم من صدام حسني، والنعم اليت يفيض هبا‬
                                                                                                      ‫عليهم يف وقت جاع فيه أشراف العراق ومرضوا‬
                                                                                                                                           ‫ٍ‬
                                                                                                      ‫وتشردوا. ولكن مع ذلك ال نظن أن هذا هو الدافع‬
                                                                                                                                                ‫ّ‬
                                                                                                      ‫الرئيس، ألن الدافع الرئيس واألهم فيما نعتقد‬
                                                                                                      ‫هو أوهامهم اليت دفعتهم إىل ذلك، وهي تصل‬
                                                                                                      ‫إىل درجة املرض املزمن لدى العرب، ذلك املرض‬
                                                                                                      ‫الذي منعهم من تفحص حقيقة ما يتومهون‬
                                                                                                                                 ‫ّ‬
       ‫8‬                                                  ‫7‬                                                                                    ‫ً‬
                                                                                                                             ‫فضال عن أشياء أخرى...‬

                                                                                                      ‫بينات - العراق‬
‫61 كانون الثاين 0102‬
              ‫2 صفر 1341 هـ‬
                                                                                                                       ‫بينات العراق - العدد (781)‬
                                                                                                                                                                 ‫2‬
                                                    ‫أدوات الفتنـة‬                                                                                    ‫كتابات‬

‫جتمع املعلومات فقط، ولكن املخابرات تصنع معلومات‬            ‫وبعد يوم أو يومني، جاء وفد بين املصطلق إىل‬                      ‫مساحة العالمة املرجع آية اهلل العظمى‬
‫وتصنع أكاذيب، عندها مصانع لألكاذيب، فهي ختلق‬               ‫النيب(ص) وقالوا له: يا رسول اهلل، حنن كنا مستعدين‬
                                                               ‫ّ‬                                                          ‫السيد حممد حسني فضل اهلل (دام ظله)‬
‫اإلشاعات حىت تثري فتنة يف هذا املجال، وقد عشنا‬             ‫لدفع صدقاتنا وخرجنا الستقبال هذا الرجل، ورأينا أن‬
      ‫ً‬
‫هذه احلالة يف السابق، فكان يأيت شخص مثال إىل‬               ‫هذا الرجل قد رجع من حيث أتى، فخشينا أن تكون‬                     ‫من بني الوسائل اليت قد تثري‬
‫حركة أمل اليت حتترم السيد موسى الصدر ـ وكلّنا‬              ‫غضبت علينا، وقد أتينا حىت خنربك أننا مستعدون‬
                                                                ‫ّ‬       ‫ّ‬                                                  ‫الفنت وتربك الواقع، وتؤدي إىل بعض‬
‫حنترمه ـ فينادي تعالوا، فالن سب السيد موسى‬
                  ‫ّ‬                                        ‫لكل شيء. فانكشفت القصة، وأطلق اهلل وحيه من‬                      ‫االنطباعات السلبية عن بعض األشخاص‬
‫الصدر، وتثور الدنيا ويؤتى هبذا ويضرب، وميكن أن ال‬          ‫خالل هذه القصة اليت مت ّل برناجمًا يف كل الواقع‬
                                                                                      ‫ث‬                                    ‫أو عن بعض اجلهات، ما يثار من أخبار عن‬
                                                                                                                                          ‫ُ‬
‫يكون قد فعل شيئًا، أو يأيت شخص إىل مجاعة ويقول،‬            ‫الذي يعيشه املسلمون حىت ال يقعوا يف ما كان من‬                   ‫أشخاص معينني أو عن جهات معينة، وال‬
‫فالن سب اإلمام اخلميين أو سب الشخصية القيادية‬              ‫املمكن أن يقع فيه املسلمون يف عهد النيب(ص) من‬                   ‫سيما يف هذا العصر الذي كثرت فيه وسائل‬
                                                                                                                                        ‫ُ‬                       ‫ّ‬
                       ‫ّ‬                        ‫ّ‬
‫يف هذا احلزب أو هذه احلركة أمل نسمع هبذا؟ وقد‬              ‫معاقبة هؤالء على أساس اخلرب الكاذب، فقال تعاىل:‬                 ‫اإلعالم اليت تنقل اخلرب وتصنع األكاذيب‬
‫أحدثت هذه األمور املشاكل، خاصة وأن الناس هتب‬               ‫{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ...}، أي إذا‬
                                                                                ‫ٌ‬                                          ‫وتثري اإلشاعات، سواء كانت من وسائل‬
  ‫ّ‬           ‫ّ‬     ‫ّ‬
                                            ‫بشكل عاطفي.‬    ‫جاءكم شخص تعرفون أنه ال خياف من اهلل، خبرب يف‬                   ‫اإلعالم املسموعة، من قبيل ما نسمعه‬
‫فاهلل تعاىل يقول ادرسوا هذا الذي نقل إليكم‬                 ‫أي جانب من اجلوانب، قد يأيت شخص حبسب وضعنا‬                      ‫يف اإلذاعات أو يف أشرطة التسجيل، أو‬
‫اخلرب، فقد يكون ممن ال يتورعون عن إثارة الفتنة،‬            ‫االجتماعي فيخرب إنسانًا عن زوجته أو خيرب الزوجة عن‬              ‫من وسائل اإلعالم املرئية، كما نالحظه‬
                          ‫ّ‬             ‫ّ‬                                                                                  ‫يف التلفزيونات وأمثاهلا، أو املقروءة‬
‫فلماذا ينقل لكم هكذا أخبار؟ وهو يعرف أن هذا يثري‬           ‫زوجها، أو خيرب إنسانًا عن جاره أو عماله أو عن صاحب‬
                                                                              ‫ّ‬
                                                           ‫العمل، أو عن جهة سياسية معينة، أو جهة اجتماعية‬                  ‫كالصحف، أو املسموعة على املستوى‬
‫احلساسيات؟! هذا إنسان منام وحيب الفتنة، وهذا‬
                ‫ّ‬            ‫ّ‬
                                                                                                                           ‫االجتماعي كما يتناقله الناس يف السهرات‬
‫أيضًا يدل على أنه فاسق، وال جيوز لإلنسان أن يتحدث‬          ‫معينة، أو عن شخصية علمية دينية، أو عن شخصية‬
                                                                                                                           ‫ويف اخلطابات... هذه الوسائل قد تربك‬
‫مبا يثري الفتنة بني املسلمني أو بني الناس أو املواطنني،‬    ‫اجتماعية... حبسب اخللفيات املوجودة عند هذا‬
                                                                                                                           ‫الواقع السياسي والواقع االجتماعي والواقع‬
‫لذلك أمر اهلل اإلنسان بأن يتثبت قبل أن يتصرف وقبل‬
                              ‫ّ‬                            ‫املخرب، إن اهلل تعاىل يقول ادرسوا شخصية املخرب؛ هل‬
                                                                                                           ‫ّ‬               ‫األمين، وقد تدمر كثريًا من مواقع اخلري‬
                            ‫أن يثري مشكلة يف هذا املجال.‬   ‫هو شخص مؤمتن على الناس؟ هل خياف اهلل ويدقق‬
                                                                                                                                      ‫وتشجع الكثري من مواقع الشر.‬
                                                                                                                                                              ‫ّ‬
‫حنن نعرف أن الكثري من الصحف يف هذه األيام‬                  ‫يف ما ينقل، أم هو شخص ال خياف اهلل وإمنا يتبع‬
‫هي صحف خمابرات، ألن املعروف أن الصحف تعتمد‬
                                ‫ّ‬                          ‫هوى نفسه ووساوس الشيطان، فإذا عرفتموه فاسقًا ال‬
‫على اإلعالنات يف عملية التسويق والبيع، وشركات‬              ‫خياف اهلل، فال تصدقوا خربه وال تعملوا خبربه، وذلك‬
‫اإلعالنات مربوطة باملخابرات أيضًا اليت متول هذه‬            ‫عندما يقول لقد مسعت هبذه القصة أو املسألة املعينة،‬          ‫وقد أراد اهلل أن يعصم املؤمنني من اخلضوع هلذه‬
         ‫ّ‬
‫الصحيفة وتلك الصحيفة، أو من قبل احلكومة‬                    ‫فاذهبوا وتفحصوا اخلرب بطرقكم اخلاصة لتتعرفوا‬                ‫الوسائل بشكل غري مدروس، فجاءت هذه اآلية لتقول:‬
                                                                                                                                                              ‫ٍ‬
             ‫َِ‬                                                                                      ‫ّ‬
‫الفالنية، وهي تقول له انشر هذا اخلرب وحلّل هذا‬             ‫احلقيقة، ألن اهلل يقول: {أن تصيبوا قومًا جبهالة}،‬           ‫{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن‬
                                                                                                                              ‫ّ‬         ‫ٌ‬
‫اخلرب، هاجم فالنًا وال هتاجم فالنًا، والناس تقرأ هذه‬       ‫أي إذا تصرفتم على أساس خرب هذا الفاسق وعملتم‬                ‫تصيبوا قومًا جبهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمني}‬
                                                                                                                                                         ‫ٍ‬
                                  ‫الصحف وتثور املشاكل.‬     ‫على إدانة الشخص الذي أخربكم عنه بأي وسيلة من‬                ‫[احلجرات:6]، والفاسق هو الشخص غري امللتزم، وهو‬
‫كذلك يف مسألة التلفزيونات والفضائيات، فال‬                  ‫وسائل اإلدانة، فقد يكون هذا الشخص بريئًا وتكونون‬            ‫الذي ال خياف اهلل يف أعماله وأقواله، وال يتقي اهلل‬
‫يوجد عندنا تلفزيون مستقل يشرف عليه أناس‬
                         ‫ّ‬                                 ‫قد تصرفتم من دون علم وتدقيق ودون بينة أو حجة،‬
                                                                        ‫ّ‬                                              ‫يف ما يقول أو ما يفعل، بل يعيش هبوى نفسه ويف‬
                                                                                                              ‫ّ‬
‫خملصون للقيم واألهداف، بل أغلبها تلفزيونات أحزاب‬           ‫وإمنا اعتمادًا على من ال يعتمد على خربه، فينكشف‬
                                                                                        ‫ُ‬                              ‫وساوس شيطانه. وأما التبين، فهو أن يتعرف اإلنسان‬
                                                                                                                                   ‫ّ‬             ‫ّ‬
‫وحكومات وخمابرات، فأمريكا حىت توضح صورهتا‬                  ‫لكم الواقع بعد أن تتصرفوا وبعد أن تدينوا هذا‬                                       ‫على احلقيقة بوسائله اخلاصة.‬
‫للمسلمني والعرب، وحىت حيبوها وال يكرهوها، تنشىء‬            ‫الشخص، {فتصبحوا على ما فعلتم نادمني}، حيث‬                   ‫وهذه اآلية هلا قصة يف ما يذكره املفسرون يف‬
‫حمطات تلفزيونية تبث للعرب واملسلمني، وعندنا ثالث‬
                                      ‫ّ‬                                                              ‫ال ينفع الندم.‬    ‫أسباب النـزول، وهي أن النيب(ص) كان يرسل بعض‬
                                                                                                                                   ‫ُ‬
‫من الفضائيات هي أمريكية ومعروفة، وقد يكون هناك‬             ‫أليس هناك من يطلّق زوجته، أو يقتل ابنته أو يقتل‬             ‫املندوبني إىل بعض البلدان أو بعض العشائر ليتسلّم‬
‫حمطات عربية أو إسرائيلية، هؤالء ما هو عملهم؟ إهنم‬          ‫زوجته أو أخته أو ما أشبه ذلك، نتيجة خرب كاذب؟ بعد‬           ‫منهم الصدقات والزكاة وغريها مما هو مفروض‬
‫يعملون على أن يربكوا الذهنية العامة للناس، وعلى‬            ‫ذلك ال ينفع الندم، فاهلل تعاىل يقول قبل أن تتصرف‬            ‫عليهم. وهؤالء قد يكونون موظفني هلذا العمل مثل‬
                                          ‫ُ‬
‫إثارة الشبهات حول أشخاص طيبني، وعلى خلق أجواء‬              ‫دقق، تثبت، تبين، حىت ال تندم حيث ال ينفع الندم.‬
                                                                                                   ‫ّ‬               ‫ّ‬   ‫{والعاملني عليها} [التوبة:06]، عندما يتحدث اهلل‬
                                                                                                            ‫ّ‬
‫من اخلوف من األمن، حيث ال خوف أو حيث ال أمن،‬               ‫وهذه مسألة قد تكون شخصية وقد تكون مسألة عامة،‬               ‫تعاىل عن مصارف الزكاة والصدقات، أو قد يكونون‬
‫وقد كان ذلك يف زمان النيب(ص)، فاهلل تعاىل حتدث‬             ‫كما هي املسألة يف البلد الذي تتحرك فيه احلساسيات‬            ‫عاملني بشكل طارىء، حبيث خيتار النيب شخصًا من‬
‫عن بعض الناس الذين كانوا يف املدينة مع الرسول،‬                                      ‫ً‬
                                                           ‫الطائفية أو املذهبية، اآلن مثال يف لبنان، قد يأيت‬           ‫املسلمني ويقول له اذهب إىل العشرية الفالنية واستلم‬
‫يقول تعاىل: {وإذا جاءهم أمر من األمن أو اخلوف‬              ‫شخص للمسلمني ويقول هلم، فالن املسيحي شتم‬                    ‫منهم الضرائب الشرعية (الصدقات والزكاة). فكان‬
                         ‫ٌ‬
‫أذاعوا به} [النساء:38]، أي إ ّنهم ما إن يسمعوا قضية‬        ‫النيب، أو قد يأيت شخص للشيعة ويقول هلم فالن‬                 ‫أن أرسل النيب(ص) شخصًا امسه الوليد إىل عشرية‬
‫تتصل بأمن املسلمني أو بأوضاع اخلوف على املسلمني،‬           ‫السين سب اإلمام علي، أو يأيت للسنة ويقول هلم فالن‬
                                                                                                         ‫ّ‬             ‫من العرب هي عشرية بين املصطلق، ليتسلم منهم‬
                                                                                  ‫ُ‬                               ‫ُ‬
‫فإ ّنهم يبدأون بالتكلّم؛ هل مسعت ماذا حدث؟ سيحدث‬                              ‫الشيعي سب الصحابة، وهذه حتدث.‬
                                                                                                       ‫ّ‬                   ‫الصدقات على أساس موعد بني النيب(ص) وبينهم.‬
‫هجوم من هذه اجلهة، أو إذا كان املسلمون يعيشون‬              ‫فالناس نتيجة تقديسها هلذه اجلهة أو تلك، قد‬                  ‫ذهب هذا الشخص، فخرجوا الستقباله، وكان هناك‬
‫يف وضع اخلوف، فيقولون هلم ال يوجد شيء يدعو‬                 ‫تندفع بشكل عاطفي وحتدث فتنة طائفية وفتنة‬                    ‫خالف قوي بينه وبني هذه العشرية، أو بني عشريته‬
                      ‫للخوف، حىت ال يستعد املسلمون.‬
                                    ‫ّ‬                      ‫مذهبية، وهذا ما الحظناه، ورمبا املخابرات نفسها قد‬           ‫وبني هذه العشرية بسبب نزاع أو دم، فعندما رآهم قد‬
‫هناك بعض الناس عندما يسمع ـ كما حنن نسمع ـ‬                 ‫تدس شخصًا مسيحيًا ليسب النيب، أو مسلمًا ليسب‬
                                                            ‫ّ‬                         ‫ّ‬                                ‫خرجوا الستقباله خاف منهم، فرجع من حيث أتى،‬
                                                                                                                ‫ّ‬
‫خربًا من هذه اإلذاعة أو من هذا التلفزيون، أو عندما‬         ‫الصليب أو سنيًا يسب اإلمام علي، أو شيعيًا يسب‬               ‫وقال للنيب(ص) وللمسلمني من حوله حسب الرواية إن‬
‫يقرأ خربًا يف الصحف، رأسًا يقول هل مسعت ماذا‬               ‫الصحابة، والناس تقول تعالوا وانظروا، السنة يسبون،‬           ‫هؤالء الناس منعونا من الزكاة، وكادوا يقتلوننا أو ما‬
                                                                  ‫ّ‬
‫قال فالن، وكل شخص ينقلها للثاين، وإذا باخلرب‬               ‫ليسوا السنة، ليسوا الشيعة، ليسوا املسيحيني، ليسوا‬           ‫أشبه، عندها حدث إرباك بني املسلمني، ألن مسألة‬
‫ينتشر يف ساعة واحدة بني اآلالف من الناس، وحبسب‬             ‫املسلمني، هو شخص واحد، وعلينا أن ندرس خلفيته‬                ‫االمتناع من أداء الزكاة، يؤدي إىل عقوبة من قبل‬
                                                                                                                          ‫َِ‬
‫النكتة، يأيت شخص ويقول آلخر بعد مساعه لكلمة من‬             ‫اليت انطلق منها، واليت رمبا تكون خلفية خمابرات‬              ‫السلطة اإلسالمية، فصار هناك نوع من هرج ومرج‬
‫شخص يقول له: سأقول لك هذه الكلمة ولكن ال تبح‬                               ‫حملية أو إقليمية أو إسرائيلية أو دولية.‬     ‫بني املسلمني، وقالوا لنذهب إىل مقاتلتهم وحماربتهم،‬
    ‫ُ‬
‫هبا ألحد، الثاين أيضًا يقول آلخر ال تقل ألحد، والثالث‬      ‫وحنن نعرف أن املخابرات ليست وظيفتها اآلن أن‬                                        ‫انطالقًا من خرب هذا الشخص.‬
‫3‬                 ‫بينات العراق - العدد (781)‬                                                                               ‫61 كانون الثاين 0102‬
                                                                                                                                  ‫2 صفر 1341 هـ‬

‫وجيب علينا ـ أيها األحبة ـ أن نعرف أن التدين‬
  ‫ّ‬                                                    ‫لوال رجوعكم هذا إىل الرسول وأويل األمر ألربكتم‬          ‫يقول ال تقول ألحد، وهكذا حىت تصل إىل مئة ألف‬
‫ليس فقط أن نصلي ونصوم وحنج... التدين هو لسان‬
                   ‫ّ‬                                                                    ‫الواقع اإلسالمي.‬       ‫والكل يقول ال حتكي ألحد، وهكذا تنتشر القصة،‬
‫اإلنسان، ألن اللسان قد يؤدي إىل القتل أو إىل اجلرح‬     ‫إذًا على أساس القاعدة اإلسالمية، علينا أن ندرس‬          ‫هلذا اهلل تعاىل يقول: {وإذا جاءهم أمر من األمن}،‬
‫أو إىل كثري من األشياء، وهذا ما ينبغي لنا أن نلتزمه،‬   ‫شخصية املخرب؛ هل هي شخصية مسؤولة ختاف‬                   ‫يف القضايا اليت ترتبط بأمن املؤمنني، {أو اخلوف‬
‫وال سيما يف مرحلتنا هذه اليت يهجم فيها االستكبار‬       ‫اهلل تعاىل يف نفسها ويف الناس؟ هل هي شخصية‬              ‫أذاعوا به ولو ردوه إىل الرسول}، لو أتوا إىل النيب‬
                                                                                                                                                 ‫ّ‬
‫العاملي بكل خمابراته وبكل أجهزته وبكل أسلحته‬           ‫يهمها أمن الناس وحياة الناس ووحدة الناس؟ أم أهنا‬
                                                                                                      ‫ّ‬        ‫وسألوه عن هذا املوضوع {وإىل أويل األمر منهم}،‬
‫وبكل سياسته واقتصاده إلسقاط الواقع اإلسالمي‬            ‫شخصية ال ختاف اهلل وتعمل على العبث بأوضاع‬               ‫وإىل القائمني على الشؤون األمنية {لعلمه الذين‬
‫كله، لذلك ال بد أن نكون الواعني الذين يطلقون‬           ‫الناس وأمنهم ووحدهتم وقضاياهم. هذا أمر ِّل‬
                                                         ‫ميث‬                                                   ‫يستنبطونه منهم}، ليعرفوهم احلقائق، ألن القيادات‬
                                                                                                                        ‫ّ‬                 ‫ّ‬
‫الكلمة مبسؤولية، ويتحركون يف الواقع مبسؤولية.‬
                           ‫ّ‬                                                                       ‫ً‬
                                                       ‫ثقافة إسالمية اجتماعية سياسية أمنية تشكل بنية‬           ‫املوثوقة من الرسول ومن أويل األمر يعرفون خلفيات‬
                             ‫واحلمد هلل رب العاملني.‬   ‫املجتمع اإلسالمي، ألهنا تتصل بكل الواقع اإلسالمي‬
                                                                               ‫ّ‬                               ‫األشياء وحقائق األشياء، {ولوال فضل اهلل عليكم‬
                                                                                                                            ‫ُ‬
                                                                                            ‫االجتماعي.‬                            ‫ً‬
                                                                                                               ‫ورمحته ال ّتبعتم الشيطان إال قليال} [النساء:38]، أي‬




                         ‫إنسان القيم يف عاشوراء احلسني(ع)‬                                                                                    ‫مقاالت‬
‫ويصلح األمة ويرفع الظلم والعدوان عن الناس، فهو‬                       ‫الحسين(ع) إبن الرسالة:‬
‫طالب حرية لنفسه ولآلخرين، وهو حامل راية العدل‬          ‫ولو تأملنا مليًا يف هذا احلديث لعرفنا أن النيب(ص)‬                                   ‫| الشيخ يوسف نبها‬
                                                                                             ‫ّ‬
‫والقسط لينصبها يف كل مواقع احلياة، ولذلك كان‬           ‫يريد أن يؤكد للمسلمني مجيعًا بأن احلسني(ع) هو‬
‫قتله ميثل جرمية يف حق البشرية ومبادئها وعزهتا‬          ‫ابن الرسالة واإلسالم وابن الرسول والقرآن وابن‬           ‫ملاذا تتجدد كربالء لدينا يف كل عام؟ وملاذا نصر‬
‫وحريتها وكرامتها وعدالتها، باعتبار صفاته اإلنسانية‬                                                             ‫ّ‬
                                                       ‫القيم واألخالق وابن الطهر واإلخالص. فمن أحبه‬
                                                          ‫ّ‬                                                                         ‫على إحيائها واستحضارها؟‬
                                         ‫والكمالية.‬    ‫فقد أحب اإلسالم والرسول واهلدى ومكارم األخالق‬‫ّ‬          ‫أمل يقتل أو يستشهد يف هذا العامل من هم‬
‫فالعودة إىل إحياء هذه الذكرى هي عودة إىل‬               ‫وبالتايل فإن اهلل سبحانه وتعاىل حيبه ويرضى عنه‬
                                                                      ‫ّ‬                                        ‫أكثر عددًا وأفظع مثلة من احلسني(ع) وأهل بيته‬
‫املاضي لنستفيد منه يف احلاضر كنموذج ومثال‬              ‫اللتزامه وارتباطه بكل هذه العناوين واملفاهيم‬                                                  ‫وأصحابه؟‬
‫للشهادة والشجاعة والبطولة واملحافظة على كرامة‬                                  ‫اإلسالمية واإلنسانية الرائعة.‬
‫اإلنسان وحريته وعزته ولو بذل اإلنسان من أجله‬           ‫ومن هنا جند أن األئمة عليهم السالم كانوا‬                                ‫شخصية اإلمام(ع):‬
     ‫أغلى األمثان وهي التضحية بالنفس واألقربني.‬        ‫يؤدبون أتباعهم بأن حيبوهم حب اإلسالم وليس حبًا‬          ‫هذه األسئلة وأمثاهلا قد يطرحها البعض استفهامًا‬
                                                       ‫ذاتيًا شخصيًا وإمنا األساس يف احلب والبغض هو يف‬         ‫أو استنكارًا إلقامة املجالس احلسينية اليت نعقدها يف‬
                                                       ‫مدى ارتباط الفرد باإلسالم واملبادئ اإلهلية والعناصر‬     ‫كل عام. واليت مل تذبل على مر األيام، بل نراها تتسع‬
                                                                                                                                      ‫ّ‬
 ‫من أحب احلسني(ع)، فقد أحب‬                                                         ‫اخللفية والقيم الروحية.‬                              ‫ً‬
                                                                                                               ‫وتزداد عامًا بعد عام وجيال بعد جيل.. ما السر يف‬
                                                                                                                    ‫ّ‬
                                                                                                               ‫ذلك؟ وما الباعث والدافع وراء اإلصرار على حضورها‬
 ‫اإلسالم والرسول واهلدى ومكارم‬                         ‫فاملعيار يف كل ذلك هو احلب والبغض يف ذات‬
                                                                                                               ‫وإحياء مرامسها؟ إذا أردنا أن نعرف اجلواب على كل‬
                                                       ‫اهلل. وعلى هذا األساس الذي يذبح ويقتل أوالده‬
                                                                  ‫ُ‬      ‫ُ‬
                    ‫األخالق..‬                          ‫وأخوته وأبناء عمومته وأصحابه ألنه محل قيم اإلنسان‬       ‫هذه األسئلة، ال بد لنا أن نطل على شخصية اإلمام‬
                                                                                                                                                ‫ّ‬
                                                       ‫ومبادئه وأراد أن يأمر باملعروف وينهى عن املنكر‬          ‫احلسني(ع) لنتلمس ونستكشف مفرداهتا وما ختتزنه‬
                                                                                                                                                   ‫ّ‬
                                                                                                                                   ‫من فضائل ومناقب وقيم خلّدت‬
                                                                                                                                   ‫صاحبها وجعلته رمزًا وقدوة‬
                                                                                                                                   ‫لكل ثائر على الظلم و لكل طالب‬
                                                                                                                                                             ‫حرية.‬
                                                                                                                                   ‫فاحلسني هو ابن علي(ع)‬
                                                                                                                                   ‫ابن أيب طالب وهو كذلك ابن‬
                                                                                                                                   ‫فاطمة(ع) بنت رسول اهلل(ص)‬
                                                                                                                                   ‫فقد مجع يف نفسه وعقله وقلبه‬
                                                                                                                                   ‫وحياته، عظمة النبوة والعصمة‬
                                                                                                                                   ‫من جهة ومشوخ اإلمامة وفضلها‬
                                                                                                                                   ‫من جهة أخرى، فكان مثرة‬
                                                                                                                                     ‫التقاء ريح النبوة بعطر اإلمامة.‬
                                                                                                                                   ‫ويقول رسول اهلل(ص) عن‬
                                                                                                                                   ‫سبطه احلسني(ع): «حسني مين‬
                                                                                                                                   ‫وأنا من حسني، أحب اهلل من‬
                                                                                                                                              ‫ّ‬
                                                                                                                                                     ‫أحب حسينًا».‬
                                                                                                                                   ‫فاحلسني بضعة وقطعة من‬
                                                                                                                                   ‫رسول اهلل(ص) نسبًا وروحًا‬
                                                                                                                                   ‫وهديًا وإخالصًا وحبًا هلل عز‬
                                                                                                                                   ‫وجل ومن الطبيعي أن يكون‬
                                                                                                                                   ‫الرسول(ص) منه ألنه يلتقي‬
                                                                                                                                   ‫معه فيما رباه عليه، وهو دين‬
                                                                                                                                                       ‫ّ‬
                                                                                                                                   ‫اإلسالم وروح اإلميان والتفاين‬
                                                                                                                                   ‫يف اهلل عز وجل، والعمل يف‬
                                                                                                                                                             ‫سبيله.‬
‫61 كانون الثاين 0102‬
             ‫2 صفر 1341 هـ‬
                                                                                                                    ‫بينات العراق - العدد (781)‬
                                                                                                                                                                  ‫4‬
                   ‫اإلمام زين العابدين(ع): علم وورع ووجهاد‬
‫من عالَم منفتح على اهلل وعلى اإلنسان واحلياة، وأكثر‬
                                              ‫ٍ‬           ‫روحية تغين يف‬            ‫ّ‬
‫من أفق منطلق بالفكر والروح والشعور واحلب اإلهلي‬
 ‫ّ‬      ‫ّ‬           ‫ّ‬     ‫ّ‬                               ‫حركتها النتاج الثقايف‬
                                                           ‫ّ‬           ‫ّ‬
‫والعرفان الروحي، وأكثر من مساحة مليئة بالقضايا‬
                                    ‫ّ‬                     ‫لإلسالم. وقد يراها‬
    ‫األخالقية واألجواء اإلنسانية واملناهج احلركية...‬
          ‫ّ‬               ‫ّ‬                 ‫ّ‬             ‫البعض أسلوبًا جديدًا‬   ‫ُ‬
‫فرحم اهلل إمامنا زين العابدين(ع) يوم ولد، ويوم‬            ‫من أساليب الدعوة‬
                                                                  ‫ّ‬
               ‫انتقل إىل رحاب ربه، ويوم يبعث حيًا.‬
                  ‫ّ‬     ‫ُ‬         ‫ّ‬                       ‫إىل اهلل واإلصالح‬
                                                          ‫من‬          ‫االجتماعي،‬
                                                                       ‫ّ‬
                ‫اخلطبة الثانية‬
                     ‫ّ‬                                    ‫خالل ما تتضمنه هذه‬
                                                                    ‫ّ‬
             ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
                ‫ّ‬        ‫ّ‬                                ‫األدعية من إشارات‬
                                                          ‫فلسفية، ونظرات‬       ‫ّ‬
                      ‫ّ‬
     ‫القضيّة الفلسطينيّة برسم الشروط اإلسرائيليّة!‬        ‫اجتماعية، ومناهج‬ ‫ّ‬
‫تطل القضية الفلسطينية يف هذه األيام على مرحلة‬
 ‫ٍ‬                ‫ّ‬             ‫ّ‬           ‫ّ‬       ‫ّ‬     ‫أخالقية، وإحياءات‬   ‫ّ‬
‫هي من أشد املراحل خطورة على الشعب الفلسطيين،‬
   ‫ّ‬                     ‫ّ‬    ‫ً‬               ‫ّ‬           ‫روحية، وخطوط‬
                                                              ‫ٍ‬                    ‫ّ‬
‫حيث بدأت اخلطوات العملية لتسوية مذلّة يستجيب‬
                             ‫ّ‬                            ‫سياسية؛ وهبذا مجع‬    ‫ّ‬
‫فيها عرب األنظمة للشروط اإلسرائيلية الّيت سيصار‬
       ‫ُ‬            ‫ّ‬               ‫ّ‬                     ‫اإلمام(ع) العنصر‬
‫إىل تعديلها يف الشكل، لتبقى على ما هي عليه يف‬
                                        ‫ّ‬                 ‫الروحي واالجتماعي‬
‫املضمون، وخصوصًا جلهة القدس ويهودية الكيان‬                  ‫ّ‬                ‫ّ‬
               ‫ّ‬                                          ‫واألخالقي والسياسي،‬
                                  ‫ً‬
‫ومسألة الالجئني، وصوال إىل مسألة االستيطان اليت‬                 ‫ّ‬        ‫ّ‬                                            ‫8/1/0102 م املوافق 22 حمرم 1341 هـ‬
                                                          ‫حىت يعرفنا أ ّنه ليس معىن أن نلتقي باهلل وأن ندعوه‬
                                                                                                     ‫ّ‬
‫تتواصل بكثافة يف هذه األيام، وكان آخرها اإلعالن‬
                             ‫ّ‬                                                          ‫أن ننعزل عن احلياة.‬                   ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫عن البدء ببناء أربع وعشرين وحدة استيطانية يف‬
         ‫ّ‬                                                                                                          ‫ألقى مساحة آية اهلل العظمى، السيد حممد‬
                 ‫منطقة جبل الزيتون يف القدس املحتلّة.‬
                                          ‫ّ‬                                    ‫ّ‬
                                                                            ‫مواجهة الطغاة‬                           ‫حسني فضل اهلل، خطبيت صالة اجلمعة، من‬
‫وحيث يتواصل االستيطان الذي جرى تعميم‬                      ‫ويف الوقت الّذي م ّل اإلمام يف شخصيته كل‬
                                                           ‫ّ‬     ‫ّ‬                    ‫ث‬                             ‫على منرب مسجد اإلمامني احلسنني(ع) يف حارة‬
‫حركته امليدانية بالطريقة اليت جتعل من قيام الدولة‬
                                            ‫ّ‬             ‫الروحانية والزهد، كان(ع) القوي يف موقفه أمام‬
                                                                            ‫ّ‬                  ‫ّ‬       ‫ّ‬            ‫حريك، حبضور عدد من الشخصيات العلمائية‬
                            ‫ً‬
‫الفلسطينية حلمًا مستحيال، وخصوصًا بعد فصل‬       ‫ّ‬         ‫مجيع الطغاة يف عصره، من خالل قوة اهلل، وهذا ما‬
                                                                         ‫ّ‬                           ‫ّ‬              ‫والسياسية واالجتماعية، وحشد من املؤمنني،‬
‫القدس عن حميطها، وتقسيم الضفة الغربية إىل‬
           ‫ّ‬         ‫ّ‬                                    ‫يتضح لنا من خالل موقفه من عبد امللك بن مروان‬     ‫ّ‬
                                                                                                                                          ‫ومما جاء يف خطبتيه:‬
‫أجزاء متعددة، ومنع التواصل بني هذه األجزاء؛ يف‬‫ّ‬                                     ‫ً‬
                                                          ‫الّذي بعث إىل اإلمام رسالة وطلب منه فيها أن يهب له‬
‫هذا اجلو، يتواصل احلصار اإلسرائيلي والدويل لقطاع‬
             ‫ّ‬         ‫ّ‬                          ‫ّ‬       ‫سيف رسول اهلل(ص)، وعندما رفض اإلمام(ع) كتب‬
‫غزة، واملدعوم عربيًا، عرب رفع املزيد من السواتر‬
                                      ‫ّ‬               ‫ّ‬   ‫إليه ابن مروان يهدده بأ ّنه سيمنع عنه ما يستحقه‬
                                                             ‫ّ‬                            ‫ّ‬                                     ‫أبعاد متنوعة لشخصيته (ع)‬
                                                                                                                                              ‫ّ‬
‫واجلدران، وإقفال شرايني احلياة واملعابر عن القطاع،‬        ‫من بيت املال، فأجابه اإلمام(ع): «أما بعد، فإن اهلل‬
                                                               ‫ّ‬          ‫ّ‬                                          ‫يف اخلامس والعشرين من شهر حمرم، نلتقي‬
                                                                                                                                    ‫ّ‬
‫ووضع كثري من العراقيل أمام القوافل اإلنسانية،‬
     ‫ّ‬                                                    ‫أمن للمتقني املخرج من حيث يكرهون، والرزق من‬
                                                                  ‫ّ‬                                   ‫ّ‬    ‫ّ‬         ‫بذكرى وفاة اإلمام علي بن احلسني زين العابدين(ع)،‬
                                                                                                                                                        ‫ّ‬
                                                                                                                     ‫وهو اإلمام الرابع من أئمة أهل البيت(ع). هذا اإلمام‬


                                                                                             ‫حنن‬
                                                                                                                                                      ‫ّ‬       ‫ّ‬
                                                                                                                     ‫الّذي قد ال يعرف الكثريون أبعاد شخصيته املتنوعة،‬
                                                                                                                            ‫ّ‬          ‫ّ‬
      ‫ندعو إىل دراسة أدعية اإلمام(ع) وقراءتها بعمق، وال‬                                                              ‫وقد ال يعرفون منه إال ما ينقله اخلطباء بأ ّنه كان‬
                                                                                                                     ‫كثري البكاء على أبيه احلسني(ع)، وأ ّنه ما ُدم بني‬
                                                                                                                                ‫قّ‬
          ‫سيما الصحيفة السجادية، كثروة روحية تغين يف‬
                    ‫ٍ ّ‬           ‫ّ ّ‬                ‫ّ‬                                                               ‫يديه طعام إال غسله بدموع عينيه، وما إىل ذلك مما‬
                                                                                                                      ‫ّ‬
                                                                                                                     ‫ال ينسجم مع كل القيم اليت عمل أهل البيت(ع) على‬
                                                                                                                                                           ‫ّ‬
                                                ‫ّ‬
                                      ‫حركتها الّتاج الثقايف لإلسالم..‬
                                                           ‫ن‬                                                         ‫تأكيدها يف اإلنسان املؤمن، وال مع حركتهم يف خط‬
                                                                                                                      ‫ّ‬
                                                                                                                                              ‫املسؤولية عن اإلسالم والدعوة.‬
                                                                                                                                                    ‫ّ‬                ‫ّ‬
                                                                                                                     ‫لقد كان اإلمام(ع) أستاذ املرحلة العلمية يف عصره،‬
                                                                                                                                        ‫ّ‬
‫وعدم تسهيل إيصال املواد الغذائية والطبية األساسية‬                              ‫َ َ َّ ِ َّ َ‬
                                                          ‫حيث ال حيتسبون: {ومن َيتق اهلل َيجعل لَّ ه مخرجًا}‬
  ‫ّ‬        ‫ّ‬       ‫ّ‬                                            ‫َْ ُ ََْ‬                                             ‫ولعل تراث اإلمام يف املجال الفكري والثقايف يف مواقع‬
                                                                                                                                   ‫ّ‬        ‫ّ‬                            ‫ّ‬
‫للمدنيني املحاصرين، يف عملية مستمرة مت ّل خروجًا‬
         ‫ّ ث‬          ‫ّ‬               ‫َ‬                    ‫إ َّ َّ َ َ ُ ِ ُّ ُ َّ‬
                                                          ‫[الطالق:2]،وقال جل ذكره: {ِن اهلل ال يحب كل‬
                                                                                             ‫ّ‬            ‫ّ‬          ‫املعرفة كلّها يزيد عن تراثه يف الدعاء. يقول الشيخ‬
          ‫ً‬
‫على أبسط قواعد القانون الدويل، فضال عن القيم‬
                 ‫ّ‬                                        ‫خوان كفور}[احلج:83]. فانظر أينا أوىل هبذه‬
                                                                            ‫ّ‬                     ‫َ َّ ٍ َ ُ ٍ‬       ‫املفيد يف اإلرشاد: «روى عنه فقهاء العامة من العلوم‬
                                                                                                                                      ‫ّ‬
                                ‫اإلنسانية واألخالقية.‬
                                  ‫ّ‬          ‫ّ‬                                                         ‫اآلية».‬       ‫ما ال يحصى كثر ً، وحفظ عنه من املواعظ واألدعية‬
                                                                                                                                                    ‫ة ُِ َ‬             ‫ُ‬
             ‫ّ‬                      ‫ّ‬
            ‫الشراكة العربيّة مع المحتل!‬                          ‫رسالة الحقوق: نظام إنساني متكامل‬
                                                                        ‫ّ‬                                            ‫وفضائل القرآن واحلالل واحلرام واملغازي واأليام ما‬
                                                                                                                              ‫ّ‬
                                                          ‫ويف احلديث عن رسالة احلقوق، فإن اإلمام(ع)‬                                       ‫ً‬
                                                                                                                     ‫هو مشهور بني العلماء...». إضافة إىل ذلك، فإ ّننا‬
                                                                                                                                                                 ‫ٌ‬
‫واىل جانب ذلك، فإ ّننا إذ نلمح حركة عربية نشطة‬
         ‫ّ‬                                                          ‫ّ‬
                                                          ‫أراد أن يثقف من خالهلا األمة باحلقوق الشرعية‬               ‫عندما نعدد تالمذته، فسوف جندهم يتوزعون على‬
                                                                                                                                    ‫ّ‬                              ‫ّ‬
‫يف اآلونة األخرية، لدفع الفلسطينيني إىل التفاوض‬
                  ‫ّ‬                                        ‫ّ‬                     ‫ّ‬                      ‫ّ‬
                                                          ‫اليت تتر ّتب على كل إنسان جتاه اإلنسان اآلخر، حىت‬
                                                                                             ‫ّ‬                       ‫خمتلف االختصاصات وشتى املعارف، مثل: التاريخ‬
                                                                                                                                                  ‫ّ‬
‫مع الصهاينة، حنذر من الشراكة العربية اجلديدة مع‬
                                  ‫ّ‬
                                                          ‫يتوازن الناس يف عالقاهتم ببعضهم البعض. وهذه‬                                             ‫والفلسفة والفقه، وغريها.‬
‫واشنطن وتل أبيب، لاللتفاف على الفلسطينيني،‬
    ‫ّ‬                                                                                                     ‫ّ‬
‫وسوقهم جمددًا إىل نفق التفاوض املظلم الذي‬
                     ‫ّ‬                ‫ّ‬      ‫َْ‬           ‫الرسالة حنتاج إىل أن نقرأها جيدًا، حىت نعيش يف‬
                                                                               ‫ّ‬                                ‫ّ‬            ‫أدعية اإلمام في بعدها الثّقافي‬
                                                                                                                             ‫ّ‬
‫سيستفيد منه العدو لتقطيع الوقت، ولتنفيذ خططه‬                                         ‫كل حياتنا معىن املسؤولية.‬
                                                                                       ‫ّ‬                       ‫ّ‬     ‫ومع ذلك، فقد أطلق اإلمام الدعاء يف بعده الثقايف،‬
                                                                                                                        ‫ّ‬
                                ‫ّ‬                                                                                                  ‫ُ ّ َ ُ‬
‫االستيطانية كاملة، وإجهاض مشروع الدولة املستقلّة‬          ‫وقد جاء يف سريته(ع)، أ ّنه كان يشتري العبيد‬                ‫فأكد يف مضمونه العقيدة اإلسالمية والسلوك والقيم‬   ‫ّ‬
                                          ‫ّ‬                                                                                      ‫ّ‬     ‫ّ‬
‫بالكامل، والتخفف من أعباء االنتقادات الدولية وإن‬
                                    ‫ّ‬                     ‫واإلماء وحيررهم بعد أن يتعهدهم بالتربية مبا يرفع‬
                                                                                   ‫ّ‬                  ‫ّ‬              ‫واألخالق والروحانية وخطوط املسؤولية، ما جيعل‬
       ‫ّ‬                                                                                                                           ‫ّ‬                   ‫ّ‬    ‫ّ‬
                                        ‫ً‬
      ‫كانت خجولة ومن دون مضمون سياسي حقيقي.‬               ‫مستواهم ويغنيهم عما يف أيدي الناس، فينطلقون إىل‬
                                                                             ‫ّ‬             ‫ّ‬                                                            ‫ً‬
                                                                                                                     ‫اإلنسان أكثر معرفة باهلل، وأكثر وعيًا بنفسه وباحلياة‬
       ‫ّ‬       ‫ّ‬                                          ‫املجتمع مؤمنني صاحلني دعاة، ولذلك يمكن أن نطلق‬
                                                              ‫ُ‬        ‫ُ‬                                                                                  ‫يف كل املجاالت.‬
                                                                                                                                                                    ‫ّ‬
                   ‫االحتالل المقنّع‬                                                       ‫عليه أ ّنه حمرر العبيد.‬
                                                                                                    ‫ّ‬                ‫ولذلك، فنحن ندعو إىل دراسة أدعية اإلمام(ع)‬
‫ويف موازاة ذلك، نلحظ تضخيمًا أمريكيًا لبعض‬
       ‫ّ‬                                                  ‫وأخريًا، فإن يف سرية اإلمام زين العابدين(ع) أكثر‬
                                                                                                  ‫ّ‬                  ‫وقراءهتا بعمق، وال سيما الصحيفة السجادية، كثروة‬
                                                                                                                      ‫ٍ‬       ‫ّ ّ‬                   ‫ّ‬
‫5‬                  ‫بينات العراق - العدد (781)‬                                                                                   ‫61 كانون الثاين 0102‬
                                                                                                                                       ‫2 صفر 1341 هـ‬

‫املحاصصة املباشرة، إىل مرحلة جديدة يستقدم فيها‬           ‫األمريكية يف هذا اإلطار، أل ّننا ال نستبعد تضخيمًا‬
                                                                                                         ‫ّ‬         ‫األوضاع، لتربير املزيد من التدخل يف شؤون العامل‬
                                                                                                                                           ‫ّ‬
‫النادي السياسي اللّبناين عناوين جديدة، ومقدمات‬
        ‫ّ‬                                                ‫أمريكيًا جديدًا حلوادث من هذا النوع، لتكون‬                ‫العريب واإلسالمي، وعندما تتحدث وزيرة اخلارجية‬
                                                                                                                      ‫ّ‬                  ‫ّ‬                   ‫ّ‬          ‫ّ‬
                ‫خمتلفة، للوصول إىل النتائج عينها.‬        ‫املربر ملزيد من االستباحة األمريكية لألمن العريب‬
                                                                          ‫ّ‬                                   ‫ّ‬    ‫األمريكية بأن الوضع يف اليمن يهدد العامل، فهي تشري‬
                                                                                                                                         ‫ّ‬                        ‫ّ ّ‬
‫لقد تبدلت األمساء، وتنوعت اجلهات، وبقينا نلف‬
 ‫ّ‬                       ‫ّ‬                  ‫ّ‬            ‫واإلسالمي. ولذلك، فإ ّننا ندعو املسؤولني العرب‬            ‫إىل حجم الطموح األمريكي حيال التدخل يف شؤون‬
                                                                                                                                  ‫ّ‬             ‫ّ‬                 ‫ّ‬
‫وندور يف قلب الدوامة، أل ّننا ال نزال يف لبنان الساحة‬
        ‫ّ‬                           ‫ّ‬                    ‫واملسلمني والشعوب اإلسالمية والعربية إىل التنبه‬
                                                            ‫ّ‬           ‫ّ‬         ‫ّ‬               ‫ّ‬                ‫اليمن، واالنطالق منه إىل مواقع جديدة يف املنطقة‬
‫اليت ال يسمح هلا اخلارج بأن تتحول إىل دولة، وال‬
                ‫ّ‬                                        ‫واحلذر من هذه املسألة اخلطرية، واليت بدأت تطل‬
                                                          ‫ّ‬                                                        ‫العربية واإلسالمية، أل ّننا نعتقد أ ّننا دخلنا ـ مع اإلدارة‬
                                                                                                                                                              ‫ّ‬           ‫ّ‬
‫يبذل الداخل جهودًا كبرية حلماية الوطن والنهوض‬
            ‫ّ‬              ‫ً‬                                                           ‫برأسها يف اآلونة األخرية.‬   ‫األمريكية اجلديدة ـ يف طور االحتالل املقنع الّذي‬
                                                                                                                           ‫َّ‬                                         ‫ّ‬
‫مبسرية الدولة احلقيقية. وبني هذا وذاك، توزع‬
   ‫ُ َّ‬                         ‫ّ‬                        ‫أما يف لبنان الّذي كانت املحاصصة عنوانًا أساسيًا‬
                                                           ‫ّ‬                                                ‫ّ‬      ‫تقوده املخابرات املركزية، بعدما كانت املسألة مع‬
                                                                                                                                                    ‫ّ‬
‫اجلبنة على آكليها، وتقسم احلصص بني املتنفذين،‬
          ‫ّ‬                   ‫ُ َّ‬                       ‫من عناوينه يف التسميات الوزارية، وحىت يف بعض‬
                                                                                              ‫ّ‬                                      ‫بوش االبن تتم ّل باالحتالل املباشر.‬
                                                                                                                                                                ‫ث‬
‫وتغيب العناوين والقضايا الكبرية يف متاهات الزوايا‬
      ‫ّ‬                                                  ‫خطوط املسألة االنتخابية، فسوف تكون املحاصصة‬
                                                                                        ‫ّ‬                          ‫وإ ّننا يف الوقت الذي نؤكد حرمة التعرض للمدنيني‬
                                                                                                                        ‫ّ‬         ‫ّ‬               ‫ّ‬
                                              ‫الصغرية.‬
                                                   ‫ّ‬     ‫هي عروس الشعر يف التعيينات اإلدارية، وإن حتركت‬
                                                              ‫ْ ّ‬                                  ‫ّ‬               ‫وخلطوط النقل يف العامل، وللطائرات حتديدًا، بأي‬
                                                                                                                    ‫ّ‬                       ‫ّ‬
                                                         ‫االقتراحات من هنا وهناك لإلحياء بأ ّننا جتاوزنا مرحلة‬     ‫اعتداء أو هتديد، ندعو إىل التدقيق يف الروايات‬



                       ‫تصاعد املشاعر العدائية ضد مسلمي فرنسا‬
                                                         ‫أعراس املهاجرين يف قاعات املدينة. وحذر رئيس‬               ‫عندما وصل املصلون املسلمون إىل مسجد بالل‬
                                                         ‫بلدية مدينة صغرية من ائتالف ساركوزي وهو‬                   ‫يف وقت مبكر وجدوا اثنني من آذان اخلنازير،‬
                                                         ‫أندريه فالنتني خالل مناقشة حول اهلوية الوطنية‬             ‫وملصقا للعلم الفرنسي مثبتا على باب املسجد،‬
                                                         ‫برعاية احلكومة األسبوع املاضي من عدد املهاجرين‬            ‫وأنف خزنير يتدىل من مقبض الباب, وكان أحد‬
                                                         ‫املتزايد, حيث قال: سيتم ابتالعنا ما مل نفعل‬               ‫اجلدران حيمل كتابات مثل «السلطة البيضاء» و‬
                                                         ‫شيئا لوقف تدفق املهاجرين الذين يتم دفع األموال‬            ‫«سيج هايل» (حييا النصر), يف حني كتب على‬
                                                             ‫إليهم وال يقومون بأي شيء, على حسب قوله.‬                              ‫اجلدار املقابل «فرنسا للفرنسيني».‬
                                                         ‫وقال بورجبه يف مسجده: «كل هذا يشجع‬                        ‫ويعد تدنيس املسجد الرئيسي يف كاستر‬
                                                         ‫هذه األفعال، وهذا يعطي أفكارا للمتطرفني,‬                  ‫-وهي مدينة إقليمية هادئة تقع على بعد 05‬
                                                         ‫ومن ناحية أخرى، رمبا كانت لديهم أفكار معادية‬              ‫ميال إىل الشرق من مدينة تولوز- استثناء قبيحا‬
                                                         ‫للمسلمني، إال أهنم مل يكونوا ليتصرفوا أبدًا بناء‬          ‫للعالقات السلسة يف العموم بني السكان األصليني‬
‫قرار الناخبني السويسريني يف استفتاء جرى‬                  ‫عليها... ويف رأيي، فإن مناقشة اهلوية الوطنية‬              ‫الفرنسيني, واملسلمني الذين يبلغ عددهم حنو‬
‫يوم 92 نوفمرب املاضي حبظر بناء املآذن، أصدر‬                                             ‫أججت التوترات».‬            ‫عشرة آالف شخص وغالبيتهم من اجلزائريني‬
‫ساركوزي بيانا قال فيه إن توترات من هذا القبيل‬            ‫وأصدر املجلس الفرنسي للعقيدة اإلسالمية‬                    ‫املهاجرين وأطفاهلم الذين استوطنوا كاستر يف‬
‫أمر مفهوم، ودعا مسلمي أوروبا لتجنب إظهار‬                 ‫احلاصل على مصادقة احلكومة حتذيرا مماثال يف‬                ‫السنوات األخرية حسبما أكد املسلمون واملواطنون‬
‫التباهي مبعتقداهتم الدينية خوفا من أن يتسببوا‬            ‫اليوم التايل الكتشاف عملية التدنيس هنا. وقال‬              ‫الفرنسيون املقيمون أيضًا, وسارع عمدة كاستر‬
             ‫يف صدمة التقاليد املسيحية بالقارة.‬          ‫بيان املجلس: «استغالل هذه املناقشات من قبل‬                ‫باسكال بوجيس إىل إدانة االعتداء, حيث زار موقع‬
‫وأدار إريك بيسون وزير اهلجرة واالندماج واهلوية‬           ‫بعض الناس ميثل خطرا حقيقيا ووصمة عار ضد‬                   ‫احلادث للتعبري عن استيائه, كما تعهدت الشرطة‬
‫الوطنية حبكومة ساركوزي النقاش, كما أسند إليه‬                                              ‫مسلمي فرنسا».‬                      ‫بالقبض سريعا على املسؤولني عن ذلك.‬
‫تلخيص استنتاجاته يف خطاب رئيسي يف غضون‬                   ‫وخارج العامل اإلسالمي، استنكرت منظمة «أس‬                  ‫غري أن عبداملالك بورجبه رئيس الرابطة‬
‫شهرين, وأشار النقاد إىل أن هذا اخلطاب سيأيت‬              ‫أو أس راسيزم» ملناهضة العنصرية, وهي مجاعة‬                 ‫اإلسالمية يف كاستر الذي يدير املسجد أكد أن‬
‫قبيل االنتخابات اإلقليمية املقررة يف مارس املقبل‬         ‫غري حكومية ما وصفته بـ «حترير التعبريات‬                   ‫عملية التخريب تلك كانت عالمة باعثة على‬
‫واليت يأمل ائتالف ساركوزي يف اكتساح األصوات‬              ‫العنصرية، وهو التحرير الذي تسمح به مناقشة‬                 ‫القلق. وأضاف أن اإلشارات واضحة يف كل مكان‬
‫هبا, واليت عادة ما تذهب إىل اجلبهة الوطنية‬               ‫اهلوية الوطنية وتنظمه». ودعا احلزب االشتراكي‬              ‫بأن املخاوف تتصاعد يف فرنسا إزاء عدد املسلمني‬
‫اليمينية املتشددة اليت تعد احلركة السياسية‬               ‫يف فرنسا -وهو مجاعة املعارضة الرئيسية-‬                    ‫هناك, الذي يزيد عن مخسة ماليني مسلم, كما أن‬
             ‫الرئيسية املناهضة للهجرة يف البالد.‬         ‫ساركوزي إىل إقفال باب املناقشة قبل أن يؤدي إىل‬            ‫املناخ قد توتر بصفة خاصة منذ أن بدأت حكومة‬
‫اجلدير بالذكر أن عمليات التخريب املعادية‬                 ‫مزيد من الضرر, وحىت داخل االئتالف احلاكم،‬                 ‫الرئيس نيكوال ساركوزي يف الشهر املاضي ما‬
‫للمسلمني تقع منذ فترة طويلة يف فرنسا, إال‬                ‫هناك بعض الشخصيات الربملانية اليت ال ترتبط‬                 ‫أطلقت عليه «جدال كبريا بشأن اهلوية الوطنية».‬
‫أن وزارة الداخلية مل ترد على سؤال حول عدد‬                ‫ارتباطا وثيقا بساركوزي تقول إن األمر أصبح مثل‬             ‫وأشار إىل أنه بالتوازي مع مناقشة احلكومة‬
‫هجمات التدنيس املسجلة العام اجلاري, وعما إذا‬                        ‫صندوق املفاجآت الفاضحة وغري السارة.‬            ‫املنظمة تعقد جلنة برملانية جلسات استماع لتحديد‬
                            ‫كان عددها قد ارتفع.‬          ‫وأظهر استطالع للرأي أجرته جملة نوفيل‬                      ‫ما إذا كان من الالزم إصدار تشريع ملزم ملنع النساء‬
‫وكان مسجد كاستر فيما سبق مزرعة مقامة‬                     ‫أوبسرفاتور مؤخرا أن %55 من الذين مشلهم‬                    ‫املسلمات من ارتداء النقاب يف األماكن العامة. وقال‬
‫على حافة املدينة, وهو حماط مبقربة مسيحية‬                 ‫االستطالع أعربوا عن اعتقادهم بأن النقاش‬                   ‫رئيس اللجنة أندريه جرين خالل جلسة األربعاء إن‬
‫مليئة بصفوف من الصلبان ومتاثيل املالئكة,‬                 ‫-على أحسن تقدير- يعترب غري ضروري, يف حني‬                  ‫هذا النقاب يعترب «بربريا», كما حث بريس أورتفو‬
‫وأعيد تشكيل بنائه يف عام 6891 بالبالط املغريب‬            ‫أعرب %24 عن خماوفهم من أن يكون قد ذهب إىل‬                 ‫وزير الداخلية الذي يعد من املقربني من ساركوزي‬
‫حول املدخل والثريات الزجاجية, وأصبح قاعة‬                 ‫االجتاه اخلاطئ, مع تركيزه على املشاكل النامجة‬             ‫على إصدار حظر مبنع ارتداء النقاب يف األماكن‬
‫الصالة الرئيسية اليت جتذب حنو 003 مصل ألداء‬
      ‫ٍّ‬                                                 ‫عن املسلمني واملهاجرين بدال من التركيز على ما‬             ‫العامة مثل مباين اهليئات الرمسية واملستشفيات‬
                                   ‫صالة اجلمعة.‬                                    ‫يعنيه أن تكون فرنسيا.‬                   ‫قائال: «ال يوجد مكان يف فرنسا للنقاب».‬
‫وقبل ذلك، كان املسلمون يتجمعون لصالة‬                     ‫ورغم ذلك، صور الرئيس قراره ببدء املناقشة‬                  ‫واقترح بعض أعضاء الربملان يف ائتالف‬
‫يوم اجلمعة يف قاعة كنيسة وفرها هلم كاهن‬                  ‫بأنه مسعى نبيل وتعبري ضروري عن مشاعر الشعب‬                ‫ساركوزي وهو االحتاد من أجل احلركة الوطنية‬
                                       ‫كاثوليكي.‬         ‫الفرنسي, ومل يبد أي إشارة على التراجع. وعقب‬               ‫مشروع قانون حلظر رفع األعالم األجنبية خالل‬
187
187
187
187
187
187
187

More Related Content

More from Heyder Yasseri

More from Heyder Yasseri (6)

Bayynat204
Bayynat204Bayynat204
Bayynat204
 
Bayynat203
Bayynat203Bayynat203
Bayynat203
 
Bayynat202
Bayynat202Bayynat202
Bayynat202
 
Bayynat197
Bayynat197Bayynat197
Bayynat197
 
Bayynat196
Bayynat196Bayynat196
Bayynat196
 
Bayynat187
Bayynat187Bayynat187
Bayynat187
 

187

  • 1. ‫2‬ ‫أدوات الفتنة‬ ‫إقرأ يف هذا العدد‬ ‫6‬ ‫عبادات غري املسلمني: نظرة جديدة‬ ‫8‬ ‫طفلي خجول؟!‬ ‫2 صفر 1341 هـ‬ ‫61 كانون الثاين 0102 م‬ ‫العدد 781‬ ‫نصف شهرية تصدر عن مركز الثقافة واإلعالم - بريوت‬ ‫أوهام العرب!‬ ‫في البدء كانت الكلمة‬ ‫أوهام العرب ليست قليلة إن مل‬ ‫نقل كثرية، ورمبا كانت كثرة هذه‬ ‫األوهام هي السبب يف ختلّفهم‬ ‫واملراوحة يف املكان والزمان‬ ‫الذي حنن فيه، وكأنه مل مير زمن‬ ‫طويل. ومن أوهام العرب اإلميان‬ ‫برجوع ما كان، ولذلك يصرن‬ ‫ُّ‬ ‫على ما يعتقدون وال يفتشون عن‬ ‫خيارات جديدة أو بدائل ميكن معها جتاوز املحن‬ ‫واملشكالت اليت يعيشها حميطنا العريب.‬ ‫ولعل يف مجلة هذه األوهام العودة إىل ما كان‬ ‫قبل سقوط نظام صدام حسني، سواء كان من‬ ‫حمبيه أو مبغضيه، وذلك لدواع عديدة، ولذلك‬ ‫ٍ‬ ‫ينتاهبم شعور عميق بالنجاح يف عرقلة ما حدث‬ ‫يف العراق، والرجوع به إىل ما كان، سواء كان‬ ‫ذلك على مستوى تغير خنب السلطة أو كان يف‬ ‫ّ‬ ‫املشاركة وتقاسم احلياة يف العراق، مما جعل‬ ‫بعض األنظمة العربية يغمض عينيه عن اجلديد‬ ‫الذي حصل، سواء كان ذلك عن حق أو باطل،‬ ‫ٍ‬ ‫ويدفعه ذلك إىل تصديق أوهامه بشأن هذه‬ ‫التغريات، وأنه من املمكن الرجوع إىل سابق العهد‬ ‫الدكتور احلكيم يف مركز اإلمام الصادق(ع)‬ ‫الذي يألفه، ألن هذا العهد كان أكثر انسجامًا مع‬ ‫الرؤية العربية. أو رمبا ألنه ال يفتح الباب أمام‬ ‫تغيرات مضرة بالواقع العريب املألوف.‬ ‫ّ‬ ‫زار األستاذ الدكتور السيد حسن احلكيم مركز اإلمام الصادق(ع) يف النجف األشرف مع‬ ‫ومن أكثر صور األوهام وضوحًا ما دعا جملس‬ ‫وفد ضم عددًا من األساتذة من مؤسسة إحياء التراث النجفي، وذلك للسؤال عن صحة مساحة‬ ‫ٍ‬ ‫بلدية أردنية إىل تبين قرار بتسمية حي أو شارع‬ ‫املرجع السيد فضل اهلل واالطمئنان عليه. وقد مت إبالغ مساحة السيد (دام ظله) خبرب زيارة‬ ‫باسم الشهيد صدام حسني (كذا) الذي قضى‬ ‫الوفد الذي شكر بدوره عرب مكتبه (دام ظله) السيد احلكيم وأعضاء مؤسسته متمنيًا هلم‬ ‫بالدفاع عن شرف األمة العربية.‬ ‫التوفيق والنجاح.‬ ‫من املؤكد لن خنوض يف مصداقية دفاعه عن‬ ‫هذا الشرف املزعوم، وقد رآه العامل كله ومنهم‬ ‫األردنيون املعجبون جدًا بصدام حسني، وهو‬ ‫خيرج من حفرة بأقبح صورة، وقد خبل على‬ ‫كشف طيب مينح‬ ‫نفسه برصاصة ختلِّده، وهو الذي وزع رصاصه‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫إنسان القيم يف‬ ‫على اجلميع، ولكننا نتساءل عن الدوافع اليت‬ ‫مرضى العيون أم ً جديدً‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫عاشوراء احلسني(ع)‬ ‫تدفع باملعجبني هؤالء إىل تبين قرار من هذا‬ ‫ّ‬ ‫القبيل، واليت رمبا من مجلتها الفوائد اليت كانت‬ ‫تصلهم من صدام حسني، والنعم اليت يفيض هبا‬ ‫عليهم يف وقت جاع فيه أشراف العراق ومرضوا‬ ‫ٍ‬ ‫وتشردوا. ولكن مع ذلك ال نظن أن هذا هو الدافع‬ ‫ّ‬ ‫الرئيس، ألن الدافع الرئيس واألهم فيما نعتقد‬ ‫هو أوهامهم اليت دفعتهم إىل ذلك، وهي تصل‬ ‫إىل درجة املرض املزمن لدى العرب، ذلك املرض‬ ‫الذي منعهم من تفحص حقيقة ما يتومهون‬ ‫ّ‬ ‫8‬ ‫7‬ ‫ً‬ ‫فضال عن أشياء أخرى...‬ ‫بينات - العراق‬
  • 2. ‫61 كانون الثاين 0102‬ ‫2 صفر 1341 هـ‬ ‫بينات العراق - العدد (781)‬ ‫2‬ ‫أدوات الفتنـة‬ ‫كتابات‬ ‫جتمع املعلومات فقط، ولكن املخابرات تصنع معلومات‬ ‫وبعد يوم أو يومني، جاء وفد بين املصطلق إىل‬ ‫مساحة العالمة املرجع آية اهلل العظمى‬ ‫وتصنع أكاذيب، عندها مصانع لألكاذيب، فهي ختلق‬ ‫النيب(ص) وقالوا له: يا رسول اهلل، حنن كنا مستعدين‬ ‫ّ‬ ‫السيد حممد حسني فضل اهلل (دام ظله)‬ ‫اإلشاعات حىت تثري فتنة يف هذا املجال، وقد عشنا‬ ‫لدفع صدقاتنا وخرجنا الستقبال هذا الرجل، ورأينا أن‬ ‫ً‬ ‫هذه احلالة يف السابق، فكان يأيت شخص مثال إىل‬ ‫هذا الرجل قد رجع من حيث أتى، فخشينا أن تكون‬ ‫من بني الوسائل اليت قد تثري‬ ‫حركة أمل اليت حتترم السيد موسى الصدر ـ وكلّنا‬ ‫غضبت علينا، وقد أتينا حىت خنربك أننا مستعدون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفنت وتربك الواقع، وتؤدي إىل بعض‬ ‫حنترمه ـ فينادي تعالوا، فالن سب السيد موسى‬ ‫ّ‬ ‫لكل شيء. فانكشفت القصة، وأطلق اهلل وحيه من‬ ‫االنطباعات السلبية عن بعض األشخاص‬ ‫الصدر، وتثور الدنيا ويؤتى هبذا ويضرب، وميكن أن ال‬ ‫خالل هذه القصة اليت مت ّل برناجمًا يف كل الواقع‬ ‫ث‬ ‫أو عن بعض اجلهات، ما يثار من أخبار عن‬ ‫ُ‬ ‫يكون قد فعل شيئًا، أو يأيت شخص إىل مجاعة ويقول،‬ ‫الذي يعيشه املسلمون حىت ال يقعوا يف ما كان من‬ ‫أشخاص معينني أو عن جهات معينة، وال‬ ‫فالن سب اإلمام اخلميين أو سب الشخصية القيادية‬ ‫املمكن أن يقع فيه املسلمون يف عهد النيب(ص) من‬ ‫سيما يف هذا العصر الذي كثرت فيه وسائل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف هذا احلزب أو هذه احلركة أمل نسمع هبذا؟ وقد‬ ‫معاقبة هؤالء على أساس اخلرب الكاذب، فقال تعاىل:‬ ‫اإلعالم اليت تنقل اخلرب وتصنع األكاذيب‬ ‫أحدثت هذه األمور املشاكل، خاصة وأن الناس هتب‬ ‫{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ...}، أي إذا‬ ‫ٌ‬ ‫وتثري اإلشاعات، سواء كانت من وسائل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بشكل عاطفي.‬ ‫جاءكم شخص تعرفون أنه ال خياف من اهلل، خبرب يف‬ ‫اإلعالم املسموعة، من قبيل ما نسمعه‬ ‫فاهلل تعاىل يقول ادرسوا هذا الذي نقل إليكم‬ ‫أي جانب من اجلوانب، قد يأيت شخص حبسب وضعنا‬ ‫يف اإلذاعات أو يف أشرطة التسجيل، أو‬ ‫اخلرب، فقد يكون ممن ال يتورعون عن إثارة الفتنة،‬ ‫االجتماعي فيخرب إنسانًا عن زوجته أو خيرب الزوجة عن‬ ‫من وسائل اإلعالم املرئية، كما نالحظه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف التلفزيونات وأمثاهلا، أو املقروءة‬ ‫فلماذا ينقل لكم هكذا أخبار؟ وهو يعرف أن هذا يثري‬ ‫زوجها، أو خيرب إنسانًا عن جاره أو عماله أو عن صاحب‬ ‫ّ‬ ‫العمل، أو عن جهة سياسية معينة، أو جهة اجتماعية‬ ‫كالصحف، أو املسموعة على املستوى‬ ‫احلساسيات؟! هذا إنسان منام وحيب الفتنة، وهذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي كما يتناقله الناس يف السهرات‬ ‫أيضًا يدل على أنه فاسق، وال جيوز لإلنسان أن يتحدث‬ ‫معينة، أو عن شخصية علمية دينية، أو عن شخصية‬ ‫ويف اخلطابات... هذه الوسائل قد تربك‬ ‫مبا يثري الفتنة بني املسلمني أو بني الناس أو املواطنني،‬ ‫اجتماعية... حبسب اخللفيات املوجودة عند هذا‬ ‫الواقع السياسي والواقع االجتماعي والواقع‬ ‫لذلك أمر اهلل اإلنسان بأن يتثبت قبل أن يتصرف وقبل‬ ‫ّ‬ ‫املخرب، إن اهلل تعاىل يقول ادرسوا شخصية املخرب؛ هل‬ ‫ّ‬ ‫األمين، وقد تدمر كثريًا من مواقع اخلري‬ ‫أن يثري مشكلة يف هذا املجال.‬ ‫هو شخص مؤمتن على الناس؟ هل خياف اهلل ويدقق‬ ‫وتشجع الكثري من مواقع الشر.‬ ‫ّ‬ ‫حنن نعرف أن الكثري من الصحف يف هذه األيام‬ ‫يف ما ينقل، أم هو شخص ال خياف اهلل وإمنا يتبع‬ ‫هي صحف خمابرات، ألن املعروف أن الصحف تعتمد‬ ‫ّ‬ ‫هوى نفسه ووساوس الشيطان، فإذا عرفتموه فاسقًا ال‬ ‫على اإلعالنات يف عملية التسويق والبيع، وشركات‬ ‫خياف اهلل، فال تصدقوا خربه وال تعملوا خبربه، وذلك‬ ‫اإلعالنات مربوطة باملخابرات أيضًا اليت متول هذه‬ ‫عندما يقول لقد مسعت هبذه القصة أو املسألة املعينة،‬ ‫وقد أراد اهلل أن يعصم املؤمنني من اخلضوع هلذه‬ ‫ّ‬ ‫الصحيفة وتلك الصحيفة، أو من قبل احلكومة‬ ‫فاذهبوا وتفحصوا اخلرب بطرقكم اخلاصة لتتعرفوا‬ ‫الوسائل بشكل غري مدروس، فجاءت هذه اآلية لتقول:‬ ‫ٍ‬ ‫َِ‬ ‫ّ‬ ‫الفالنية، وهي تقول له انشر هذا اخلرب وحلّل هذا‬ ‫احلقيقة، ألن اهلل يقول: {أن تصيبوا قومًا جبهالة}،‬ ‫{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫اخلرب، هاجم فالنًا وال هتاجم فالنًا، والناس تقرأ هذه‬ ‫أي إذا تصرفتم على أساس خرب هذا الفاسق وعملتم‬ ‫تصيبوا قومًا جبهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمني}‬ ‫ٍ‬ ‫الصحف وتثور املشاكل.‬ ‫على إدانة الشخص الذي أخربكم عنه بأي وسيلة من‬ ‫[احلجرات:6]، والفاسق هو الشخص غري امللتزم، وهو‬ ‫كذلك يف مسألة التلفزيونات والفضائيات، فال‬ ‫وسائل اإلدانة، فقد يكون هذا الشخص بريئًا وتكونون‬ ‫الذي ال خياف اهلل يف أعماله وأقواله، وال يتقي اهلل‬ ‫يوجد عندنا تلفزيون مستقل يشرف عليه أناس‬ ‫ّ‬ ‫قد تصرفتم من دون علم وتدقيق ودون بينة أو حجة،‬ ‫ّ‬ ‫يف ما يقول أو ما يفعل، بل يعيش هبوى نفسه ويف‬ ‫ّ‬ ‫خملصون للقيم واألهداف، بل أغلبها تلفزيونات أحزاب‬ ‫وإمنا اعتمادًا على من ال يعتمد على خربه، فينكشف‬ ‫ُ‬ ‫وساوس شيطانه. وأما التبين، فهو أن يتعرف اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحكومات وخمابرات، فأمريكا حىت توضح صورهتا‬ ‫لكم الواقع بعد أن تتصرفوا وبعد أن تدينوا هذا‬ ‫على احلقيقة بوسائله اخلاصة.‬ ‫للمسلمني والعرب، وحىت حيبوها وال يكرهوها، تنشىء‬ ‫الشخص، {فتصبحوا على ما فعلتم نادمني}، حيث‬ ‫وهذه اآلية هلا قصة يف ما يذكره املفسرون يف‬ ‫حمطات تلفزيونية تبث للعرب واملسلمني، وعندنا ثالث‬ ‫ّ‬ ‫ال ينفع الندم.‬ ‫أسباب النـزول، وهي أن النيب(ص) كان يرسل بعض‬ ‫ُ‬ ‫من الفضائيات هي أمريكية ومعروفة، وقد يكون هناك‬ ‫أليس هناك من يطلّق زوجته، أو يقتل ابنته أو يقتل‬ ‫املندوبني إىل بعض البلدان أو بعض العشائر ليتسلّم‬ ‫حمطات عربية أو إسرائيلية، هؤالء ما هو عملهم؟ إهنم‬ ‫زوجته أو أخته أو ما أشبه ذلك، نتيجة خرب كاذب؟ بعد‬ ‫منهم الصدقات والزكاة وغريها مما هو مفروض‬ ‫يعملون على أن يربكوا الذهنية العامة للناس، وعلى‬ ‫ذلك ال ينفع الندم، فاهلل تعاىل يقول قبل أن تتصرف‬ ‫عليهم. وهؤالء قد يكونون موظفني هلذا العمل مثل‬ ‫ُ‬ ‫إثارة الشبهات حول أشخاص طيبني، وعلى خلق أجواء‬ ‫دقق، تثبت، تبين، حىت ال تندم حيث ال ينفع الندم.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫{والعاملني عليها} [التوبة:06]، عندما يتحدث اهلل‬ ‫ّ‬ ‫من اخلوف من األمن، حيث ال خوف أو حيث ال أمن،‬ ‫وهذه مسألة قد تكون شخصية وقد تكون مسألة عامة،‬ ‫تعاىل عن مصارف الزكاة والصدقات، أو قد يكونون‬ ‫وقد كان ذلك يف زمان النيب(ص)، فاهلل تعاىل حتدث‬ ‫كما هي املسألة يف البلد الذي تتحرك فيه احلساسيات‬ ‫عاملني بشكل طارىء، حبيث خيتار النيب شخصًا من‬ ‫عن بعض الناس الذين كانوا يف املدينة مع الرسول،‬ ‫ً‬ ‫الطائفية أو املذهبية، اآلن مثال يف لبنان، قد يأيت‬ ‫املسلمني ويقول له اذهب إىل العشرية الفالنية واستلم‬ ‫يقول تعاىل: {وإذا جاءهم أمر من األمن أو اخلوف‬ ‫شخص للمسلمني ويقول هلم، فالن املسيحي شتم‬ ‫منهم الضرائب الشرعية (الصدقات والزكاة). فكان‬ ‫ٌ‬ ‫أذاعوا به} [النساء:38]، أي إ ّنهم ما إن يسمعوا قضية‬ ‫النيب، أو قد يأيت شخص للشيعة ويقول هلم فالن‬ ‫أن أرسل النيب(ص) شخصًا امسه الوليد إىل عشرية‬ ‫تتصل بأمن املسلمني أو بأوضاع اخلوف على املسلمني،‬ ‫السين سب اإلمام علي، أو يأيت للسنة ويقول هلم فالن‬ ‫ّ‬ ‫من العرب هي عشرية بين املصطلق، ليتسلم منهم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فإ ّنهم يبدأون بالتكلّم؛ هل مسعت ماذا حدث؟ سيحدث‬ ‫الشيعي سب الصحابة، وهذه حتدث.‬ ‫ّ‬ ‫الصدقات على أساس موعد بني النيب(ص) وبينهم.‬ ‫هجوم من هذه اجلهة، أو إذا كان املسلمون يعيشون‬ ‫فالناس نتيجة تقديسها هلذه اجلهة أو تلك، قد‬ ‫ذهب هذا الشخص، فخرجوا الستقباله، وكان هناك‬ ‫يف وضع اخلوف، فيقولون هلم ال يوجد شيء يدعو‬ ‫تندفع بشكل عاطفي وحتدث فتنة طائفية وفتنة‬ ‫خالف قوي بينه وبني هذه العشرية، أو بني عشريته‬ ‫للخوف، حىت ال يستعد املسلمون.‬ ‫ّ‬ ‫مذهبية، وهذا ما الحظناه، ورمبا املخابرات نفسها قد‬ ‫وبني هذه العشرية بسبب نزاع أو دم، فعندما رآهم قد‬ ‫هناك بعض الناس عندما يسمع ـ كما حنن نسمع ـ‬ ‫تدس شخصًا مسيحيًا ليسب النيب، أو مسلمًا ليسب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خرجوا الستقباله خاف منهم، فرجع من حيث أتى،‬ ‫ّ‬ ‫خربًا من هذه اإلذاعة أو من هذا التلفزيون، أو عندما‬ ‫الصليب أو سنيًا يسب اإلمام علي، أو شيعيًا يسب‬ ‫وقال للنيب(ص) وللمسلمني من حوله حسب الرواية إن‬ ‫يقرأ خربًا يف الصحف، رأسًا يقول هل مسعت ماذا‬ ‫الصحابة، والناس تقول تعالوا وانظروا، السنة يسبون،‬ ‫هؤالء الناس منعونا من الزكاة، وكادوا يقتلوننا أو ما‬ ‫ّ‬ ‫قال فالن، وكل شخص ينقلها للثاين، وإذا باخلرب‬ ‫ليسوا السنة، ليسوا الشيعة، ليسوا املسيحيني، ليسوا‬ ‫أشبه، عندها حدث إرباك بني املسلمني، ألن مسألة‬ ‫ينتشر يف ساعة واحدة بني اآلالف من الناس، وحبسب‬ ‫املسلمني، هو شخص واحد، وعلينا أن ندرس خلفيته‬ ‫االمتناع من أداء الزكاة، يؤدي إىل عقوبة من قبل‬ ‫َِ‬ ‫النكتة، يأيت شخص ويقول آلخر بعد مساعه لكلمة من‬ ‫اليت انطلق منها، واليت رمبا تكون خلفية خمابرات‬ ‫السلطة اإلسالمية، فصار هناك نوع من هرج ومرج‬ ‫شخص يقول له: سأقول لك هذه الكلمة ولكن ال تبح‬ ‫حملية أو إقليمية أو إسرائيلية أو دولية.‬ ‫بني املسلمني، وقالوا لنذهب إىل مقاتلتهم وحماربتهم،‬ ‫ُ‬ ‫هبا ألحد، الثاين أيضًا يقول آلخر ال تقل ألحد، والثالث‬ ‫وحنن نعرف أن املخابرات ليست وظيفتها اآلن أن‬ ‫انطالقًا من خرب هذا الشخص.‬
  • 3. ‫3‬ ‫بينات العراق - العدد (781)‬ ‫61 كانون الثاين 0102‬ ‫2 صفر 1341 هـ‬ ‫وجيب علينا ـ أيها األحبة ـ أن نعرف أن التدين‬ ‫ّ‬ ‫لوال رجوعكم هذا إىل الرسول وأويل األمر ألربكتم‬ ‫يقول ال تقول ألحد، وهكذا حىت تصل إىل مئة ألف‬ ‫ليس فقط أن نصلي ونصوم وحنج... التدين هو لسان‬ ‫ّ‬ ‫الواقع اإلسالمي.‬ ‫والكل يقول ال حتكي ألحد، وهكذا تنتشر القصة،‬ ‫اإلنسان، ألن اللسان قد يؤدي إىل القتل أو إىل اجلرح‬ ‫إذًا على أساس القاعدة اإلسالمية، علينا أن ندرس‬ ‫هلذا اهلل تعاىل يقول: {وإذا جاءهم أمر من األمن}،‬ ‫أو إىل كثري من األشياء، وهذا ما ينبغي لنا أن نلتزمه،‬ ‫شخصية املخرب؛ هل هي شخصية مسؤولة ختاف‬ ‫يف القضايا اليت ترتبط بأمن املؤمنني، {أو اخلوف‬ ‫وال سيما يف مرحلتنا هذه اليت يهجم فيها االستكبار‬ ‫اهلل تعاىل يف نفسها ويف الناس؟ هل هي شخصية‬ ‫أذاعوا به ولو ردوه إىل الرسول}، لو أتوا إىل النيب‬ ‫ّ‬ ‫العاملي بكل خمابراته وبكل أجهزته وبكل أسلحته‬ ‫يهمها أمن الناس وحياة الناس ووحدة الناس؟ أم أهنا‬ ‫ّ‬ ‫وسألوه عن هذا املوضوع {وإىل أويل األمر منهم}،‬ ‫وبكل سياسته واقتصاده إلسقاط الواقع اإلسالمي‬ ‫شخصية ال ختاف اهلل وتعمل على العبث بأوضاع‬ ‫وإىل القائمني على الشؤون األمنية {لعلمه الذين‬ ‫كله، لذلك ال بد أن نكون الواعني الذين يطلقون‬ ‫الناس وأمنهم ووحدهتم وقضاياهم. هذا أمر ِّل‬ ‫ميث‬ ‫يستنبطونه منهم}، ليعرفوهم احلقائق، ألن القيادات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكلمة مبسؤولية، ويتحركون يف الواقع مبسؤولية.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ثقافة إسالمية اجتماعية سياسية أمنية تشكل بنية‬ ‫املوثوقة من الرسول ومن أويل األمر يعرفون خلفيات‬ ‫واحلمد هلل رب العاملني.‬ ‫املجتمع اإلسالمي، ألهنا تتصل بكل الواقع اإلسالمي‬ ‫ّ‬ ‫األشياء وحقائق األشياء، {ولوال فضل اهلل عليكم‬ ‫ُ‬ ‫االجتماعي.‬ ‫ً‬ ‫ورمحته ال ّتبعتم الشيطان إال قليال} [النساء:38]، أي‬ ‫إنسان القيم يف عاشوراء احلسني(ع)‬ ‫مقاالت‬ ‫ويصلح األمة ويرفع الظلم والعدوان عن الناس، فهو‬ ‫الحسين(ع) إبن الرسالة:‬ ‫طالب حرية لنفسه ولآلخرين، وهو حامل راية العدل‬ ‫ولو تأملنا مليًا يف هذا احلديث لعرفنا أن النيب(ص)‬ ‫| الشيخ يوسف نبها‬ ‫ّ‬ ‫والقسط لينصبها يف كل مواقع احلياة، ولذلك كان‬ ‫يريد أن يؤكد للمسلمني مجيعًا بأن احلسني(ع) هو‬ ‫قتله ميثل جرمية يف حق البشرية ومبادئها وعزهتا‬ ‫ابن الرسالة واإلسالم وابن الرسول والقرآن وابن‬ ‫ملاذا تتجدد كربالء لدينا يف كل عام؟ وملاذا نصر‬ ‫وحريتها وكرامتها وعدالتها، باعتبار صفاته اإلنسانية‬ ‫ّ‬ ‫القيم واألخالق وابن الطهر واإلخالص. فمن أحبه‬ ‫ّ‬ ‫على إحيائها واستحضارها؟‬ ‫والكمالية.‬ ‫فقد أحب اإلسالم والرسول واهلدى ومكارم األخالق‬‫ّ‬ ‫أمل يقتل أو يستشهد يف هذا العامل من هم‬ ‫فالعودة إىل إحياء هذه الذكرى هي عودة إىل‬ ‫وبالتايل فإن اهلل سبحانه وتعاىل حيبه ويرضى عنه‬ ‫ّ‬ ‫أكثر عددًا وأفظع مثلة من احلسني(ع) وأهل بيته‬ ‫املاضي لنستفيد منه يف احلاضر كنموذج ومثال‬ ‫اللتزامه وارتباطه بكل هذه العناوين واملفاهيم‬ ‫وأصحابه؟‬ ‫للشهادة والشجاعة والبطولة واملحافظة على كرامة‬ ‫اإلسالمية واإلنسانية الرائعة.‬ ‫اإلنسان وحريته وعزته ولو بذل اإلنسان من أجله‬ ‫ومن هنا جند أن األئمة عليهم السالم كانوا‬ ‫شخصية اإلمام(ع):‬ ‫أغلى األمثان وهي التضحية بالنفس واألقربني.‬ ‫يؤدبون أتباعهم بأن حيبوهم حب اإلسالم وليس حبًا‬ ‫هذه األسئلة وأمثاهلا قد يطرحها البعض استفهامًا‬ ‫ذاتيًا شخصيًا وإمنا األساس يف احلب والبغض هو يف‬ ‫أو استنكارًا إلقامة املجالس احلسينية اليت نعقدها يف‬ ‫مدى ارتباط الفرد باإلسالم واملبادئ اإلهلية والعناصر‬ ‫كل عام. واليت مل تذبل على مر األيام، بل نراها تتسع‬ ‫ّ‬ ‫من أحب احلسني(ع)، فقد أحب‬ ‫اخللفية والقيم الروحية.‬ ‫ً‬ ‫وتزداد عامًا بعد عام وجيال بعد جيل.. ما السر يف‬ ‫ّ‬ ‫ذلك؟ وما الباعث والدافع وراء اإلصرار على حضورها‬ ‫اإلسالم والرسول واهلدى ومكارم‬ ‫فاملعيار يف كل ذلك هو احلب والبغض يف ذات‬ ‫وإحياء مرامسها؟ إذا أردنا أن نعرف اجلواب على كل‬ ‫اهلل. وعلى هذا األساس الذي يذبح ويقتل أوالده‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األخالق..‬ ‫وأخوته وأبناء عمومته وأصحابه ألنه محل قيم اإلنسان‬ ‫هذه األسئلة، ال بد لنا أن نطل على شخصية اإلمام‬ ‫ّ‬ ‫ومبادئه وأراد أن يأمر باملعروف وينهى عن املنكر‬ ‫احلسني(ع) لنتلمس ونستكشف مفرداهتا وما ختتزنه‬ ‫ّ‬ ‫من فضائل ومناقب وقيم خلّدت‬ ‫صاحبها وجعلته رمزًا وقدوة‬ ‫لكل ثائر على الظلم و لكل طالب‬ ‫حرية.‬ ‫فاحلسني هو ابن علي(ع)‬ ‫ابن أيب طالب وهو كذلك ابن‬ ‫فاطمة(ع) بنت رسول اهلل(ص)‬ ‫فقد مجع يف نفسه وعقله وقلبه‬ ‫وحياته، عظمة النبوة والعصمة‬ ‫من جهة ومشوخ اإلمامة وفضلها‬ ‫من جهة أخرى، فكان مثرة‬ ‫التقاء ريح النبوة بعطر اإلمامة.‬ ‫ويقول رسول اهلل(ص) عن‬ ‫سبطه احلسني(ع): «حسني مين‬ ‫وأنا من حسني، أحب اهلل من‬ ‫ّ‬ ‫أحب حسينًا».‬ ‫فاحلسني بضعة وقطعة من‬ ‫رسول اهلل(ص) نسبًا وروحًا‬ ‫وهديًا وإخالصًا وحبًا هلل عز‬ ‫وجل ومن الطبيعي أن يكون‬ ‫الرسول(ص) منه ألنه يلتقي‬ ‫معه فيما رباه عليه، وهو دين‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالم وروح اإلميان والتفاين‬ ‫يف اهلل عز وجل، والعمل يف‬ ‫سبيله.‬
  • 4. ‫61 كانون الثاين 0102‬ ‫2 صفر 1341 هـ‬ ‫بينات العراق - العدد (781)‬ ‫4‬ ‫اإلمام زين العابدين(ع): علم وورع ووجهاد‬ ‫من عالَم منفتح على اهلل وعلى اإلنسان واحلياة، وأكثر‬ ‫ٍ‬ ‫روحية تغين يف‬ ‫ّ‬ ‫من أفق منطلق بالفكر والروح والشعور واحلب اإلهلي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حركتها النتاج الثقايف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعرفان الروحي، وأكثر من مساحة مليئة بالقضايا‬ ‫ّ‬ ‫لإلسالم. وقد يراها‬ ‫األخالقية واألجواء اإلنسانية واملناهج احلركية...‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البعض أسلوبًا جديدًا‬ ‫ُ‬ ‫فرحم اهلل إمامنا زين العابدين(ع) يوم ولد، ويوم‬ ‫من أساليب الدعوة‬ ‫ّ‬ ‫انتقل إىل رحاب ربه، ويوم يبعث حيًا.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫إىل اهلل واإلصالح‬ ‫من‬ ‫االجتماعي،‬ ‫ّ‬ ‫اخلطبة الثانية‬ ‫ّ‬ ‫خالل ما تتضمنه هذه‬ ‫ّ‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األدعية من إشارات‬ ‫فلسفية، ونظرات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القضيّة الفلسطينيّة برسم الشروط اإلسرائيليّة!‬ ‫اجتماعية، ومناهج‬ ‫ّ‬ ‫تطل القضية الفلسطينية يف هذه األيام على مرحلة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أخالقية، وإحياءات‬ ‫ّ‬ ‫هي من أشد املراحل خطورة على الشعب الفلسطيين،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫روحية، وخطوط‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫حيث بدأت اخلطوات العملية لتسوية مذلّة يستجيب‬ ‫ّ‬ ‫سياسية؛ وهبذا مجع‬ ‫ّ‬ ‫فيها عرب األنظمة للشروط اإلسرائيلية الّيت سيصار‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلمام(ع) العنصر‬ ‫إىل تعديلها يف الشكل، لتبقى على ما هي عليه يف‬ ‫ّ‬ ‫الروحي واالجتماعي‬ ‫املضمون، وخصوصًا جلهة القدس ويهودية الكيان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألخالقي والسياسي،‬ ‫ً‬ ‫ومسألة الالجئني، وصوال إىل مسألة االستيطان اليت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫8/1/0102 م املوافق 22 حمرم 1341 هـ‬ ‫حىت يعرفنا أ ّنه ليس معىن أن نلتقي باهلل وأن ندعوه‬ ‫ّ‬ ‫تتواصل بكثافة يف هذه األيام، وكان آخرها اإلعالن‬ ‫ّ‬ ‫أن ننعزل عن احلياة.‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫عن البدء ببناء أربع وعشرين وحدة استيطانية يف‬ ‫ّ‬ ‫ألقى مساحة آية اهلل العظمى، السيد حممد‬ ‫منطقة جبل الزيتون يف القدس املحتلّة.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مواجهة الطغاة‬ ‫حسني فضل اهلل، خطبيت صالة اجلمعة، من‬ ‫وحيث يتواصل االستيطان الذي جرى تعميم‬ ‫ويف الوقت الّذي م ّل اإلمام يف شخصيته كل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ث‬ ‫على منرب مسجد اإلمامني احلسنني(ع) يف حارة‬ ‫حركته امليدانية بالطريقة اليت جتعل من قيام الدولة‬ ‫ّ‬ ‫الروحانية والزهد، كان(ع) القوي يف موقفه أمام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حريك، حبضور عدد من الشخصيات العلمائية‬ ‫ً‬ ‫الفلسطينية حلمًا مستحيال، وخصوصًا بعد فصل‬ ‫ّ‬ ‫مجيع الطغاة يف عصره، من خالل قوة اهلل، وهذا ما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والسياسية واالجتماعية، وحشد من املؤمنني،‬ ‫القدس عن حميطها، وتقسيم الضفة الغربية إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتضح لنا من خالل موقفه من عبد امللك بن مروان‬ ‫ّ‬ ‫ومما جاء يف خطبتيه:‬ ‫أجزاء متعددة، ومنع التواصل بني هذه األجزاء؛ يف‬‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الّذي بعث إىل اإلمام رسالة وطلب منه فيها أن يهب له‬ ‫هذا اجلو، يتواصل احلصار اإلسرائيلي والدويل لقطاع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيف رسول اهلل(ص)، وعندما رفض اإلمام(ع) كتب‬ ‫غزة، واملدعوم عربيًا، عرب رفع املزيد من السواتر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إليه ابن مروان يهدده بأ ّنه سيمنع عنه ما يستحقه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أبعاد متنوعة لشخصيته (ع)‬ ‫ّ‬ ‫واجلدران، وإقفال شرايني احلياة واملعابر عن القطاع،‬ ‫من بيت املال، فأجابه اإلمام(ع): «أما بعد، فإن اهلل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف اخلامس والعشرين من شهر حمرم، نلتقي‬ ‫ّ‬ ‫ووضع كثري من العراقيل أمام القوافل اإلنسانية،‬ ‫ّ‬ ‫أمن للمتقني املخرج من حيث يكرهون، والرزق من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بذكرى وفاة اإلمام علي بن احلسني زين العابدين(ع)،‬ ‫ّ‬ ‫وهو اإلمام الرابع من أئمة أهل البيت(ع). هذا اإلمام‬ ‫حنن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الّذي قد ال يعرف الكثريون أبعاد شخصيته املتنوعة،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ندعو إىل دراسة أدعية اإلمام(ع) وقراءتها بعمق، وال‬ ‫وقد ال يعرفون منه إال ما ينقله اخلطباء بأ ّنه كان‬ ‫كثري البكاء على أبيه احلسني(ع)، وأ ّنه ما ُدم بني‬ ‫قّ‬ ‫سيما الصحيفة السجادية، كثروة روحية تغين يف‬ ‫ٍ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يديه طعام إال غسله بدموع عينيه، وما إىل ذلك مما‬ ‫ّ‬ ‫ال ينسجم مع كل القيم اليت عمل أهل البيت(ع) على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حركتها الّتاج الثقايف لإلسالم..‬ ‫ن‬ ‫تأكيدها يف اإلنسان املؤمن، وال مع حركتهم يف خط‬ ‫ّ‬ ‫املسؤولية عن اإلسالم والدعوة.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لقد كان اإلمام(ع) أستاذ املرحلة العلمية يف عصره،‬ ‫ّ‬ ‫وعدم تسهيل إيصال املواد الغذائية والطبية األساسية‬ ‫َ َ َّ ِ َّ َ‬ ‫حيث ال حيتسبون: {ومن َيتق اهلل َيجعل لَّ ه مخرجًا}‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ ُ ََْ‬ ‫ولعل تراث اإلمام يف املجال الفكري والثقايف يف مواقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للمدنيني املحاصرين، يف عملية مستمرة مت ّل خروجًا‬ ‫ّ ث‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫إ َّ َّ َ َ ُ ِ ُّ ُ َّ‬ ‫[الطالق:2]،وقال جل ذكره: {ِن اهلل ال يحب كل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعرفة كلّها يزيد عن تراثه يف الدعاء. يقول الشيخ‬ ‫ً‬ ‫على أبسط قواعد القانون الدويل، فضال عن القيم‬ ‫ّ‬ ‫خوان كفور}[احلج:83]. فانظر أينا أوىل هبذه‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ٍ َ ُ ٍ‬ ‫املفيد يف اإلرشاد: «روى عنه فقهاء العامة من العلوم‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسانية واألخالقية.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اآلية».‬ ‫ما ال يحصى كثر ً، وحفظ عنه من املواعظ واألدعية‬ ‫ة ُِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشراكة العربيّة مع المحتل!‬ ‫رسالة الحقوق: نظام إنساني متكامل‬ ‫ّ‬ ‫وفضائل القرآن واحلالل واحلرام واملغازي واأليام ما‬ ‫ّ‬ ‫ويف احلديث عن رسالة احلقوق، فإن اإلمام(ع)‬ ‫ً‬ ‫هو مشهور بني العلماء...». إضافة إىل ذلك، فإ ّننا‬ ‫ٌ‬ ‫واىل جانب ذلك، فإ ّننا إذ نلمح حركة عربية نشطة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أراد أن يثقف من خالهلا األمة باحلقوق الشرعية‬ ‫عندما نعدد تالمذته، فسوف جندهم يتوزعون على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف اآلونة األخرية، لدفع الفلسطينيني إىل التفاوض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اليت تتر ّتب على كل إنسان جتاه اإلنسان اآلخر، حىت‬ ‫ّ‬ ‫خمتلف االختصاصات وشتى املعارف، مثل: التاريخ‬ ‫ّ‬ ‫مع الصهاينة، حنذر من الشراكة العربية اجلديدة مع‬ ‫ّ‬ ‫يتوازن الناس يف عالقاهتم ببعضهم البعض. وهذه‬ ‫والفلسفة والفقه، وغريها.‬ ‫واشنطن وتل أبيب، لاللتفاف على الفلسطينيني،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وسوقهم جمددًا إىل نفق التفاوض املظلم الذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫الرسالة حنتاج إىل أن نقرأها جيدًا، حىت نعيش يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أدعية اإلمام في بعدها الثّقافي‬ ‫ّ‬ ‫سيستفيد منه العدو لتقطيع الوقت، ولتنفيذ خططه‬ ‫كل حياتنا معىن املسؤولية.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومع ذلك، فقد أطلق اإلمام الدعاء يف بعده الثقايف،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ َ ُ‬ ‫االستيطانية كاملة، وإجهاض مشروع الدولة املستقلّة‬ ‫وقد جاء يف سريته(ع)، أ ّنه كان يشتري العبيد‬ ‫فأكد يف مضمونه العقيدة اإلسالمية والسلوك والقيم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالكامل، والتخفف من أعباء االنتقادات الدولية وإن‬ ‫ّ‬ ‫واإلماء وحيررهم بعد أن يتعهدهم بالتربية مبا يرفع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألخالق والروحانية وخطوط املسؤولية، ما جيعل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫كانت خجولة ومن دون مضمون سياسي حقيقي.‬ ‫مستواهم ويغنيهم عما يف أيدي الناس، فينطلقون إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫اإلنسان أكثر معرفة باهلل، وأكثر وعيًا بنفسه وباحلياة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املجتمع مؤمنني صاحلني دعاة، ولذلك يمكن أن نطلق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يف كل املجاالت.‬ ‫ّ‬ ‫االحتالل المقنّع‬ ‫عليه أ ّنه حمرر العبيد.‬ ‫ّ‬ ‫ولذلك، فنحن ندعو إىل دراسة أدعية اإلمام(ع)‬ ‫ويف موازاة ذلك، نلحظ تضخيمًا أمريكيًا لبعض‬ ‫ّ‬ ‫وأخريًا، فإن يف سرية اإلمام زين العابدين(ع) أكثر‬ ‫ّ‬ ‫وقراءهتا بعمق، وال سيما الصحيفة السجادية، كثروة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
  • 5. ‫5‬ ‫بينات العراق - العدد (781)‬ ‫61 كانون الثاين 0102‬ ‫2 صفر 1341 هـ‬ ‫املحاصصة املباشرة، إىل مرحلة جديدة يستقدم فيها‬ ‫األمريكية يف هذا اإلطار، أل ّننا ال نستبعد تضخيمًا‬ ‫ّ‬ ‫األوضاع، لتربير املزيد من التدخل يف شؤون العامل‬ ‫ّ‬ ‫النادي السياسي اللّبناين عناوين جديدة، ومقدمات‬ ‫ّ‬ ‫أمريكيًا جديدًا حلوادث من هذا النوع، لتكون‬ ‫العريب واإلسالمي، وعندما تتحدث وزيرة اخلارجية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خمتلفة، للوصول إىل النتائج عينها.‬ ‫املربر ملزيد من االستباحة األمريكية لألمن العريب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األمريكية بأن الوضع يف اليمن يهدد العامل، فهي تشري‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫لقد تبدلت األمساء، وتنوعت اجلهات، وبقينا نلف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واإلسالمي. ولذلك، فإ ّننا ندعو املسؤولني العرب‬ ‫إىل حجم الطموح األمريكي حيال التدخل يف شؤون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وندور يف قلب الدوامة، أل ّننا ال نزال يف لبنان الساحة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واملسلمني والشعوب اإلسالمية والعربية إىل التنبه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اليمن، واالنطالق منه إىل مواقع جديدة يف املنطقة‬ ‫اليت ال يسمح هلا اخلارج بأن تتحول إىل دولة، وال‬ ‫ّ‬ ‫واحلذر من هذه املسألة اخلطرية، واليت بدأت تطل‬ ‫ّ‬ ‫العربية واإلسالمية، أل ّننا نعتقد أ ّننا دخلنا ـ مع اإلدارة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يبذل الداخل جهودًا كبرية حلماية الوطن والنهوض‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫برأسها يف اآلونة األخرية.‬ ‫األمريكية اجلديدة ـ يف طور االحتالل املقنع الّذي‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫مبسرية الدولة احلقيقية. وبني هذا وذاك، توزع‬ ‫ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫أما يف لبنان الّذي كانت املحاصصة عنوانًا أساسيًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقوده املخابرات املركزية، بعدما كانت املسألة مع‬ ‫ّ‬ ‫اجلبنة على آكليها، وتقسم احلصص بني املتنفذين،‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫من عناوينه يف التسميات الوزارية، وحىت يف بعض‬ ‫ّ‬ ‫بوش االبن تتم ّل باالحتالل املباشر.‬ ‫ث‬ ‫وتغيب العناوين والقضايا الكبرية يف متاهات الزوايا‬ ‫ّ‬ ‫خطوط املسألة االنتخابية، فسوف تكون املحاصصة‬ ‫ّ‬ ‫وإ ّننا يف الوقت الذي نؤكد حرمة التعرض للمدنيني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصغرية.‬ ‫ّ‬ ‫هي عروس الشعر يف التعيينات اإلدارية، وإن حتركت‬ ‫ْ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخلطوط النقل يف العامل، وللطائرات حتديدًا، بأي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االقتراحات من هنا وهناك لإلحياء بأ ّننا جتاوزنا مرحلة‬ ‫اعتداء أو هتديد، ندعو إىل التدقيق يف الروايات‬ ‫تصاعد املشاعر العدائية ضد مسلمي فرنسا‬ ‫أعراس املهاجرين يف قاعات املدينة. وحذر رئيس‬ ‫عندما وصل املصلون املسلمون إىل مسجد بالل‬ ‫بلدية مدينة صغرية من ائتالف ساركوزي وهو‬ ‫يف وقت مبكر وجدوا اثنني من آذان اخلنازير،‬ ‫أندريه فالنتني خالل مناقشة حول اهلوية الوطنية‬ ‫وملصقا للعلم الفرنسي مثبتا على باب املسجد،‬ ‫برعاية احلكومة األسبوع املاضي من عدد املهاجرين‬ ‫وأنف خزنير يتدىل من مقبض الباب, وكان أحد‬ ‫املتزايد, حيث قال: سيتم ابتالعنا ما مل نفعل‬ ‫اجلدران حيمل كتابات مثل «السلطة البيضاء» و‬ ‫شيئا لوقف تدفق املهاجرين الذين يتم دفع األموال‬ ‫«سيج هايل» (حييا النصر), يف حني كتب على‬ ‫إليهم وال يقومون بأي شيء, على حسب قوله.‬ ‫اجلدار املقابل «فرنسا للفرنسيني».‬ ‫وقال بورجبه يف مسجده: «كل هذا يشجع‬ ‫ويعد تدنيس املسجد الرئيسي يف كاستر‬ ‫هذه األفعال، وهذا يعطي أفكارا للمتطرفني,‬ ‫-وهي مدينة إقليمية هادئة تقع على بعد 05‬ ‫ومن ناحية أخرى، رمبا كانت لديهم أفكار معادية‬ ‫ميال إىل الشرق من مدينة تولوز- استثناء قبيحا‬ ‫للمسلمني، إال أهنم مل يكونوا ليتصرفوا أبدًا بناء‬ ‫للعالقات السلسة يف العموم بني السكان األصليني‬ ‫قرار الناخبني السويسريني يف استفتاء جرى‬ ‫عليها... ويف رأيي، فإن مناقشة اهلوية الوطنية‬ ‫الفرنسيني, واملسلمني الذين يبلغ عددهم حنو‬ ‫يوم 92 نوفمرب املاضي حبظر بناء املآذن، أصدر‬ ‫أججت التوترات».‬ ‫عشرة آالف شخص وغالبيتهم من اجلزائريني‬ ‫ساركوزي بيانا قال فيه إن توترات من هذا القبيل‬ ‫وأصدر املجلس الفرنسي للعقيدة اإلسالمية‬ ‫املهاجرين وأطفاهلم الذين استوطنوا كاستر يف‬ ‫أمر مفهوم، ودعا مسلمي أوروبا لتجنب إظهار‬ ‫احلاصل على مصادقة احلكومة حتذيرا مماثال يف‬ ‫السنوات األخرية حسبما أكد املسلمون واملواطنون‬ ‫التباهي مبعتقداهتم الدينية خوفا من أن يتسببوا‬ ‫اليوم التايل الكتشاف عملية التدنيس هنا. وقال‬ ‫الفرنسيون املقيمون أيضًا, وسارع عمدة كاستر‬ ‫يف صدمة التقاليد املسيحية بالقارة.‬ ‫بيان املجلس: «استغالل هذه املناقشات من قبل‬ ‫باسكال بوجيس إىل إدانة االعتداء, حيث زار موقع‬ ‫وأدار إريك بيسون وزير اهلجرة واالندماج واهلوية‬ ‫بعض الناس ميثل خطرا حقيقيا ووصمة عار ضد‬ ‫احلادث للتعبري عن استيائه, كما تعهدت الشرطة‬ ‫الوطنية حبكومة ساركوزي النقاش, كما أسند إليه‬ ‫مسلمي فرنسا».‬ ‫بالقبض سريعا على املسؤولني عن ذلك.‬ ‫تلخيص استنتاجاته يف خطاب رئيسي يف غضون‬ ‫وخارج العامل اإلسالمي، استنكرت منظمة «أس‬ ‫غري أن عبداملالك بورجبه رئيس الرابطة‬ ‫شهرين, وأشار النقاد إىل أن هذا اخلطاب سيأيت‬ ‫أو أس راسيزم» ملناهضة العنصرية, وهي مجاعة‬ ‫اإلسالمية يف كاستر الذي يدير املسجد أكد أن‬ ‫قبيل االنتخابات اإلقليمية املقررة يف مارس املقبل‬ ‫غري حكومية ما وصفته بـ «حترير التعبريات‬ ‫عملية التخريب تلك كانت عالمة باعثة على‬ ‫واليت يأمل ائتالف ساركوزي يف اكتساح األصوات‬ ‫العنصرية، وهو التحرير الذي تسمح به مناقشة‬ ‫القلق. وأضاف أن اإلشارات واضحة يف كل مكان‬ ‫هبا, واليت عادة ما تذهب إىل اجلبهة الوطنية‬ ‫اهلوية الوطنية وتنظمه». ودعا احلزب االشتراكي‬ ‫بأن املخاوف تتصاعد يف فرنسا إزاء عدد املسلمني‬ ‫اليمينية املتشددة اليت تعد احلركة السياسية‬ ‫يف فرنسا -وهو مجاعة املعارضة الرئيسية-‬ ‫هناك, الذي يزيد عن مخسة ماليني مسلم, كما أن‬ ‫الرئيسية املناهضة للهجرة يف البالد.‬ ‫ساركوزي إىل إقفال باب املناقشة قبل أن يؤدي إىل‬ ‫املناخ قد توتر بصفة خاصة منذ أن بدأت حكومة‬ ‫اجلدير بالذكر أن عمليات التخريب املعادية‬ ‫مزيد من الضرر, وحىت داخل االئتالف احلاكم،‬ ‫الرئيس نيكوال ساركوزي يف الشهر املاضي ما‬ ‫للمسلمني تقع منذ فترة طويلة يف فرنسا, إال‬ ‫هناك بعض الشخصيات الربملانية اليت ال ترتبط‬ ‫أطلقت عليه «جدال كبريا بشأن اهلوية الوطنية».‬ ‫أن وزارة الداخلية مل ترد على سؤال حول عدد‬ ‫ارتباطا وثيقا بساركوزي تقول إن األمر أصبح مثل‬ ‫وأشار إىل أنه بالتوازي مع مناقشة احلكومة‬ ‫هجمات التدنيس املسجلة العام اجلاري, وعما إذا‬ ‫صندوق املفاجآت الفاضحة وغري السارة.‬ ‫املنظمة تعقد جلنة برملانية جلسات استماع لتحديد‬ ‫كان عددها قد ارتفع.‬ ‫وأظهر استطالع للرأي أجرته جملة نوفيل‬ ‫ما إذا كان من الالزم إصدار تشريع ملزم ملنع النساء‬ ‫وكان مسجد كاستر فيما سبق مزرعة مقامة‬ ‫أوبسرفاتور مؤخرا أن %55 من الذين مشلهم‬ ‫املسلمات من ارتداء النقاب يف األماكن العامة. وقال‬ ‫على حافة املدينة, وهو حماط مبقربة مسيحية‬ ‫االستطالع أعربوا عن اعتقادهم بأن النقاش‬ ‫رئيس اللجنة أندريه جرين خالل جلسة األربعاء إن‬ ‫مليئة بصفوف من الصلبان ومتاثيل املالئكة,‬ ‫-على أحسن تقدير- يعترب غري ضروري, يف حني‬ ‫هذا النقاب يعترب «بربريا», كما حث بريس أورتفو‬ ‫وأعيد تشكيل بنائه يف عام 6891 بالبالط املغريب‬ ‫أعرب %24 عن خماوفهم من أن يكون قد ذهب إىل‬ ‫وزير الداخلية الذي يعد من املقربني من ساركوزي‬ ‫حول املدخل والثريات الزجاجية, وأصبح قاعة‬ ‫االجتاه اخلاطئ, مع تركيزه على املشاكل النامجة‬ ‫على إصدار حظر مبنع ارتداء النقاب يف األماكن‬ ‫الصالة الرئيسية اليت جتذب حنو 003 مصل ألداء‬ ‫ٍّ‬ ‫عن املسلمني واملهاجرين بدال من التركيز على ما‬ ‫العامة مثل مباين اهليئات الرمسية واملستشفيات‬ ‫صالة اجلمعة.‬ ‫يعنيه أن تكون فرنسيا.‬ ‫قائال: «ال يوجد مكان يف فرنسا للنقاب».‬ ‫وقبل ذلك، كان املسلمون يتجمعون لصالة‬ ‫ورغم ذلك، صور الرئيس قراره ببدء املناقشة‬ ‫واقترح بعض أعضاء الربملان يف ائتالف‬ ‫يوم اجلمعة يف قاعة كنيسة وفرها هلم كاهن‬ ‫بأنه مسعى نبيل وتعبري ضروري عن مشاعر الشعب‬ ‫ساركوزي وهو االحتاد من أجل احلركة الوطنية‬ ‫كاثوليكي.‬ ‫الفرنسي, ومل يبد أي إشارة على التراجع. وعقب‬ ‫مشروع قانون حلظر رفع األعالم األجنبية خالل‬