المقال منشور فبراير 2014 في الثقافة الجديدة . قبل البدء ما الذي لا يجمع بين امرأة – هي رضوى عاشور- تصاب بمرض خبيث تضحي بكل شيء لأجل الشفاء، فيما تتحمل صابرة مسؤوليتها تجاه أهلها وبلدها، وبين دولة – إنها مصر - تصاب بورم الاستبداد والفساد الخبيث منذ فجر التاريخ، تضحي – أيضًا – بفلذات أكبادها في الميادين والأقسام والشوارع لأجل الشفاء، كلتاهما البنت والأم تدفعان نقدًا مقدمًا ولا تأخذان ما دفعتا لأجله، لكنهما لا تيأسان فهما وإن كانت مسؤولياتها وهمومهما ثقال، فإن رسوخهما: " أثقل من رضوى". أصدرت رضوى عاشور كتابها أثقل من رضوى عن دار الشروق، مكونًا من ثلاثة وثلاثين فصلا دون مقدمة أو إهداء، إلى جانب إضافة حاشية تحت العنوان " مقاطع من سيرة ذاتية". وهنا لا بد من أن نتساءل أولاً عن: 1- تسمية الكتاب بهذا الاسم. 2- قيمة الحاشية السفلية. 3- سبب تقسيم الكتاب بهذا الشكل. 4- علة عدم وجود إهداء أو مقدمة. "أثقل من رضوى" بهذا العنوان ترد رضوى عاشور البضاعة لأهلها وكأنها تقول: لكل اسم من صاحبه نصيب؛ فهذا العنوان هو مثل عربي قديم ضرب للدلالة على صعوبة هذا الأمر فيقال "رؤيته أثقل من رضوى ( )" وقد يضرب به المثل كما أشارت المؤلفة للرسوخ "لأن الجبال في واقع الأمر سلسلة من الجبال الممتدة إلى الشرق من ينبع( )" لكن قراءة الكتاب تنحاز للتفسير المعروف عند العرب، وهو الثقل وصعوبة الحمل، إن هموم رضوى عاشور ومسؤولياتها أثقل من جبل رضوى، لكنها تحملها في شجاعة سواء أكانت هذا الثقال أو عامة ويمكن أن نضير في عجالة إلى ذلك من خلال الجدول التالي: المسؤولية | الهم النوع اسم العائلة وتاريخها خاصة فقدان الأخ الأكبر فالأم خاصة استمرار مقاومة الفساد الجامعي عام الاعتداءات على المشاركين في الاحتجاجات خاص وعام المراقبة الأمنية خاص التعنت وسوء التقدير خاص الإصابة بورم خبيث خاص كثرة النسيان خاص إن رضوى عاشور الذي تنتقل بين ثلاثة وثلاثين فصلا يحمل كل منها همًّا ثقيلا أو مسؤولية جس