SlideShare a Scribd company logo
1 of 450
Download to read offline
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                     ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬



              ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

                                                                              ‫موضوع : اللغة و المعاجم‬
‫نبذة : اشتمل هذا الكتاب على مسائل في اللغة، بدأها المؤلف بمسألة معرفة الصحيح من اللغة، وفيها حديث‬
  ‫عن حد اللغة وتعريفاتها، ثم عرض لقضية توقيفية اللغة واصطالحيتها. واختُتِم الكتاب بمسألة: معرفة المتفق‬
                       ‫ُ‬           ‫ْ‬                                    ‫ٌ‬
                                                                               ‫والمختلف فيه من اللغة.‬


                                                                    ‫النوع األول معرفة الصحيح‬        ‫•‬
                                                            ‫النوع الثالث معرفة المتواتر واآلحاد‬     ‫•‬
                                                            ‫النوع الرابع معرفة المرسل والمنقطع‬      ‫•‬
                                                                   ‫النوع الخامس معرفة األفراد‬       ‫•‬
                                                       ‫النوع السابع معرفة طرق األخذ والتحمل‬
                                                        ‫ّ‬                                           ‫•‬
                                                                    ‫النوع التاسع معرفة الفصيح‬       ‫•‬
                                       ‫النوع العاشر معرفة الضعيف والمنكر والمتروك من اللغات‬         ‫•‬
                                           ‫النوع الحادي عشر معرفة الرديء المذموم من اللغات‬          ‫•‬
                                                         ‫النوع الثاني عشر معرفة المطرد والشاذ‬       ‫•‬
                                     ‫النوع الثالث عشر معرفة الحوشي والغرائب والشواذّ والنوادر‬       ‫•‬
                                                     ‫النوع الرابع عشر معرفة المستعمل والمهمل‬        ‫•‬
                                                              ‫النوع الخامس عشرمعرفة المفاريد‬        ‫•‬
                                                        ‫النوع السادس عشر معرفة مختلف اللغة‬          ‫•‬
                                                        ‫النوع السابع عشر معرفة تداخل اللغات‬         ‫•‬
                                                               ‫النوع التاسع عشر معرفة المعرب‬
                                                                 ‫َّ‬                                 ‫•‬
                                                         ‫النوع العشرون معرفة األلفاظ اإلسالمية‬      ‫•‬
                                                          ‫النوع الحادي والعشرون معرفة المولد‬        ‫•‬
                                                     ‫النوع الثاني والعشرون معرفة خصائص اللغة‬        ‫•‬
                                                         ‫النوع الثالث والعشرون معرفة االشتقاق‬       ‫•‬
                                                   ‫النوع الرابع والعشرون معرفة الحقيقة والمجاز‬      ‫•‬
                                                        ‫النوع الخامس والعشرون معرفة المشترك‬         ‫•‬



                                                 ‫1‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                           ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

                                       ‫النوع السادس والعشرون معرفة األضداد هو ع من المشترك.‬
                                                    ‫نو‬                                                           ‫•‬
                                                               ‫النوع السابع والعشرون معرفة المترادف‬              ‫•‬
                                                                   ‫النوع الثامن والعشرون معرفة اإلتباع‬           ‫•‬
                                                                   ‫النوع الثالثون معرفة المطلق والمقيد‬           ‫•‬
                                                                   ‫النوع الثاني والثالثون معرفة اإلبدال‬          ‫•‬
                                                                    ‫النوع الثالث والثالثون معرفة القلب‬           ‫•‬
                                                                 ‫النوع الخامس والثالثون معرفة األمثال‬            ‫•‬
‫النوع السادس والثالثون معرفة اآلباء واألمهات واألبناء والبنات واألخوة واألخوات واألذواء والذوات‬                  ‫•‬
                              ‫النوع السابع والثالثون معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف‬                   ‫•‬
                           ‫النوع الثامن والثالثون معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه األلثغ ال يعاب‬               ‫•‬
                                                                                 ‫النوع التاسع والثالثون‬          ‫•‬
                                                                             ‫تابع ع التاسع والثالثون‬
                                                                                               ‫النو‬             ‫‪o‬‬
                                                                             ‫تابع ع التاسع والثالثون‬
                                                                                               ‫النو‬             ‫‪o‬‬
                                                                             ‫تابع ع التاسع والثالثون‬
                                                                                               ‫النو‬             ‫‪o‬‬
                                                           ‫النوع الحادي واألربعون معرفة آداب اللغوي‬              ‫•‬
                                                                ‫النوع الثاني األربعون معرفة كتاب اللغة‬           ‫•‬
                                                    ‫النوع الثالث واألربعون معرفة التصحيف والتحريف‬                ‫•‬
                                    ‫النوع الرابع واألربعون معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء‬                ‫•‬
                                             ‫النوع الخامس واألربعون معرفة األسماء والكنى واأللقاب‬
                                                        ‫ُ‬                                                        ‫•‬
                                                   ‫النوع السادس واألربعون معرفة المؤتلف والمختلف‬                 ‫•‬
                                                    ‫النوع السابع واألربعون معرفة المتفق والمفترق فيه‬
                                                           ‫ْ‬        ‫ُ‬                                            ‫•‬


                                                                                      ‫النوع األول معرفة الصحيح‬


                                                               ‫ِّ‬
                                               ‫وفيه مسائل ويقال له الثابت والمحفوظ األولى في حد اللغة وتصريفها.‬
                                          ‫ٍ‬                          ‫ُّ ِ‬
‫قال أبو الفتح ابن جني في الخصائص: حد اللغة أصوات يعبِّر بها كل قوم عن أغراضهم ثم قال: وأما تَصريفها‬
        ‫ْ‬                                        ‫ُّ‬          ‫ٌ‬
‫فهي فُعلة من لَغَوت أي تكلَّمت وأصلها لغوة ككرة وقُلَة وثُبَة كلّها الماتها واوات لقولهم كروت بالكرة وقلوت‬
                                                                   ‫َُ‬                              ‫ْ‬        ‫ْ‬
                   ‫ِ ََ‬
    ‫بالقلة وألن ثبة كأنها من مقلوب ثاب يثوب وقالوا فيها لُغات ولُغُون كثُبَات وثُبُون وقيل منها لَغيَ يَلْغَى إذا‬
                                                         ‫ٌ‬
    ‫َ ُّ‬            ‫َ َ َ ُّ‬                           ‫ََ ِ َ ِ و‬                  ‫َِ ٍ ُ ِ‬
  ‫هذى قال: ورب أسراب حجيج كظَّم عن اللَّغَا ورفَث التَّكلُّم كذلك اللَّغو قال تعالى: " وإذا مروا بِاللَّغْو مروا‬
                                                                                                     ‫ّ‬          ‫ََ‬
                ‫كِراماً " أي بالباطل وفي الحديث: من قال في الجمعة صه فقد لَغَا: أي تكلَّم انتهى كالم ابن جني.‬
                            ‫ُ‬                              ‫َْ‬                                                   ‫َ‬
         ‫هج بالكالم وقيل من لَغَى يَلْغَى .‬          ‫ِ‬                     ‫ِ‬
                                            ‫وقال إمام الحرمين في البرهان : اللغةُ من لَغى يَلغَى من باب رضي إذا ل ِ‬
                                                                     ‫ْ‬
                                                       ‫َ‬                                                  ‫ُ‬



                                                       ‫2‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                                     ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

                                         ‫ِ‬
                               ‫وقال األسنوي في شرح منهاج األصول: اللغات: عبارٌ عن األلفاظ الموضوعة للمعانِي.‬
                                                                         ‫ة‬         ‫ُ‬
                                                                       ‫ِ‬
‫قيل له: إنما قال ذلك - واللّه أعلم - ألنه جمع ما يَعقل وما ال يعقل فغلَّب ما يعقل وهي سنَّ ٌ من سنن العرب‬
               ‫ُة ُ‬                                                      ‫ْ‬
                                                      ‫ُ َّ ٍ ِ ٍ‬
                ‫أعني باب التغليب وذلك كقوله تعالى: " واللَّه خلَق كل دابَّة من ماء فَم ْن هم من يمشي علَى بطْنِه وِ‬
      ‫َ ِ ُ ْ َ ْ َ ْ ِ َ َ ِ َم ْن هم من‬
      ‫ُْ َْ‬                                                        ‫ُ َ َ َ‬
                                                                                                  ‫ِ‬             ‫ِ‬                      ‫ِ‬
                                 ‫ِْ‬          ‫ْ‬                                          ‫َ ْ‬         ‫َ ِْ ِ َ ُ ْ َ ْ ْ‬
         ‫يَمشي علَى رجلَْين وم ْن هم من يَمشي علَى أَربع " فقال: منهم تغليباً لمن يَمشي على رجلين وهم بنو آدم.‬                             ‫ْ‬
‫فإن قال: أفتقولون في قولنا سيف وحسام وعضب إلى غير ذلك من أوصافه إنه توقيف حتى ال يكون شيء منه‬ ‫ُ‬
                          ‫ِ‬
‫ُ العلماء على االحتجاج بلغة القوم فيما يختلفون‬   ‫ِ‬          ‫مصطَلَحاً عليه قيل له: كذلك نقول والدليل على صحته إجماع‬
                                                                                                ‫ُ‬
                                                                                          ‫ُ‬                                             ‫ُ ْ‬
   ‫فيه أو يتفقون عليه ثم احتجاجهم بأشعارهم ولو كانت اللغة مواضعةً واصطالحاً لم يكن أولئك في االحتجاج‬
                                                        ‫َُ َ‬                                        ‫ُ‬
                                                     ‫لغة اليوم وال فَرق.‬     ‫بهم بأولَى منَّا فِي االحتجاج بنا لو اصطلحنا على ِ‬
                                                         ‫ْ‬                                                                        ‫ْ‬
‫ولعل ظاناً يظن أن اللغةَ التي دللنا على أنها توقيف إنما جاءت جملةً واحدة وفي زمان واحد وليس األمر كذلك‬
                                                                                ‫ٌ‬                                       ‫ُّ‬
     ‫بل وقّف اللّه عز وجل آدم عليه السالم على ما شاء أن يُعلِّمه إياه مما احتاج إلى علمه في زمانه وانتشر من‬
                                                                 ‫َ‬                                            ‫ّ َّ‬
                                                                                        ‫ِ‬
‫ذلك ما شاء اهلل ثم علّم بعد آدم من األنبياء - صلوات اللّه عليهم - نبيّاً نبيّاً ما شاء اللّه أن يُعلِّمه حتى انتهى‬
                   ‫َ‬                                                                                           ‫َ‬
      ‫األمر إلى نبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم فآتاه اللّه من ذلك ما لم يُؤتِه أحداً قبلَه تماماً على ما أحسنه من‬
            ‫َّ‬
‫اللغة المتقدمة ثم قر األمر قَراره فال نعلم لغةً من بعده حدثَت فإن تعمل اليوم لذلك متعمل وجد من نُقاد العلم‬
                   ‫َ‬        ‫ِّ‬                   ‫َّ‬          ‫ْ‬                              ‫ُ‬                     ‫ّ‬
   ‫من يَنفيه ويَرده ولقد بلَغنا عن أبي األسود الدؤلي أن امرءاً كلَّمه ببعض ما أنكره أبو األسود فسأله أبو األسود‬
                                           ‫َ‬      ‫ِ‬                                                                      ‫ُّ‬         ‫ْ‬
  ‫عنه فقال: هذه لغ ٌ لم تَ ْب لُغْك فقال له: يا بن أخي إنه ال خير لك فيما لم يَ ْب لُغْني فعرفَه بلُطْف أن الذي تكلَّم‬
                                    ‫َّ‬                        ‫َ‬                                                     ‫ة‬
                                                                                                                             ‫به مختَ لَق.‬
                                                                                                                                    ‫ُْ‬
           ‫ِ‬                     ‫ِ‬                                           ‫ٍ‬
          ‫وخلَّة أخرى: إنه لم يبلغنا أن قوماً من العرب في زمان يقارب زماننا أجمعوا على تسمية شيء من األشياء‬
                                                               ‫ُ‬                                                                         ‫َ‬
                                                       ‫مصطَلِحين عليه فكنا نستدل بذلك على اصطالح قد كان قبلَهم.‬
                                                                                 ‫ٍ‬                      ‫ّ‬                        ‫ِ‬
                                                                                                                                        ‫ُ ْ‬
  ‫وقد كان في الصحابة رضي اللّه عنهم - وهم البُ لَغاءُ والفصحاءُ - من النظر في العلوم الشريفة ما ال خفاءَ به‬
    ‫وما علِمناهم اصطلَحوا على اختراع لغة أو إحداث لفظة لم تتقدمهم ومعلوم أن حوادث العالَم ال تنقضي إالّ‬
                                ‫َ‬                                      ‫ٍ‬             ‫َْ‬         ‫ِ‬                                   ‫َ‬
 ‫بانْقضائِه وال تزول إالّ بِزواله وفي كل ذلك دليل على صحة ما ذه ْبنا إليه من هذا الباب هذا كله كالم ابن فارس‬
                                                         ‫َ‬         ‫َّ‬               ‫ٌ‬                       ‫َ‬         ‫ُ‬             ‫ِ َ‬
                                                                                                                 ‫كان من أهل السنة.‬          ‫و‬
‫وقال ابن جني في الخصائص كان هو وشيخه أبو علي الفارسي معتَزلِيَّ ْين: باب القول على أصل اللغة إلهام هي‬
                                                    ‫ُْ ِ‬
                                                                         ‫ّ‬                          ‫و‬                          ‫ُ‬
                            ‫أم اصطالح هذا موضع محوج إلى فَضل تأمل غير أن أكثَر أهل النظر على أن أصل ِ‬
         ‫َ اللغة إنما هو تواضع‬                             ‫ِ‬                            ‫ْ ُّ‬           ‫ُ ِْ‬
         ‫ٌ‬
     ‫واصطالح ال وحي وال توقيف إالّ أن أبا علي رحمه اللّه قال لي يوماً: هي من عند اللّه واحتج بقوله تعالى: "‬
                                                                                                       ‫ٌ‬             ‫ٌَْ‬
   ‫وعلَّم آدم األسماءَ كلَّها " وهذا ال يتناول موضع الخالف وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويلُه: أَقدر آدم على‬
           ‫ََ ََ‬                  ‫َ‬                                                ‫َ‬                              ‫ُ‬           ‫َ َ َ ََ‬
               ‫أَن واضع عليها وهذا المعنى من عند اللّه سبحانه ال محالة فإذا كان ذلك محتَمالً غير مستَ ْنكر سقط‬
                       ‫ُْ َ‬            ‫ُْ َ‬                                ‫َ‬                                                   ‫ْ ََ‬
 ‫االستِدالل به وقد كان أبو علي رحمه اللّه أيضاً قال به في بعض كالمه وهذا أيضاً رأي أبي الحسن على أنه لم‬                               ‫ْ‬
‫يمنع قول من قال إنها تواضع منه وعلى أنه قد فُسر هذا بأن قيل: إنه تعالى علَّم آدم أسماء جميع المخلوقات‬
                                    ‫َ‬                                          ‫ِّ‬                     ‫ٌ‬                    ‫ْ َ َْ‬
        ‫ُ ُ‬                                                         ‫ُّ‬             ‫ِ‬
      ‫بجميع اللَّغات: العربية والفارسية والسريانية والعبرانية والرومية وغير ذلك من سائر اللغات فكان آدم وولده‬




                                                                    ‫3‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                              ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

‫يتكلمون بها ثم إن ولده تفرقوا في الدنيا وعلِق كل واحد منهم بلغة من تلك اللغات فغَلَبَت عليه واضمحل عنه‬
     ‫َّ‬                      ‫ْ‬                                           ‫ُّ‬    ‫َ‬                 ‫َ َّ‬
 ‫ما سواها لِبُ عد عهدهم بها وإذا كان الخبر الصحيح قد ورد بهذا وجب تَلقيه باعتقاده واالنطواء على القول به.‬
                                                  ‫ِّ‬                    ‫ُ‬        ‫ُ‬                          ‫ْ ِ َْ‬
  ‫ٌ وأفعال وحروف وليس يجوز أن يكون المعلَّم من ذلك األسماءَ وحدها دون غيرها‬
             ‫َ‬        ‫َ‬                              ‫ُ ُ‬                                   ‫ٌ‬      ‫فإن قيل: فاللغةُ فيها أسماء‬
‫مما ليس بأسماء فكيف خص األسماء وحدها قيل: اعتمد ذلك من حيث كانت األسماءُ أقوى القبُل الثالثة وال‬
                   ‫ُ‬                                                            ‫َ َ‬            ‫َ َّ‬
  ‫بد لكل كالم مفيد منفرد من االسم وقد تستغني الجملةُ المستقلةُ عن كل واحد من الفعل والحرف فلما كانت‬        ‫ٍ ٍ‬
                                                                                                 ‫َ‬
 ‫األسماء من القوة واألوليَّة في النفس قال: ثم لِنعد فَ لْنقل في االعتالل لمن قال بأن اللغة ال تكون وحياً وذلك‬
               ‫ْ‬                     ‫َّ‬                                                                      ‫ّ‬
           ‫َ ْ مع حكيمان أو ثالث ٌ فصاعداً‬
                        ‫ة‬                      ‫أنهم ذهبوا إلى أن أصل اللغة ال بد فيه من المواضعة قالوا: وذلك بأن يجتَ ِ‬
                                                                                          ‫َّ‬
                                             ‫َ‬                              ‫َُ‬                        ‫َ‬
     ‫ر عرف به ما مسماه‬
         ‫ُ َ َّ‬           ‫َ ُِ َ‬                                                             ‫ِ‬
                                 ‫فيحتاجوا إلى اإلبانة عن األشياء المعلومات فيضعوا لكل واحد منها سمةً ولفظاً إذا ذُكِ‬
                                                        ‫ِ‬                                                ‫ِ‬
                                                      ‫َ‬
                             ‫َ‬         ‫َ َ َّ‬                                      ‫ْ َ‬             ‫ِْ‬
 ‫ليمتاز عن غيره وليُ غْني بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تَكلُّف إحضاره‬
                 ‫ْ ُ‬         ‫ُ‬                           ‫ِْ‬
  ‫لبلوغ الغرض في إبانة حاله بل قد يُحتاج في كثير من األحوال إلى ذكر ما ال يمكن إحضاره وال إدنَاؤه كالفاني‬
                                                                                      ‫ْ‬                           ‫ِ‬
                            ‫ٍ‬
        ‫وحال اجتماع َّين على المحل الواحد كيف يكون ذلك لو جاز وغير هذا مما هو جار في االستحالة‬
                                                   ‫ُ‬                           ‫و‬          ‫ِّ‬             ‫الضد‬
      ‫ٍ ِ‬
    ‫والتَّعذر مجراه فكأنهم جاؤوا إلى واحد من بني آدم فأومؤوا إليه وقالوا: إنسان إنسان إنسان فأي وقت سمع‬             ‫َ ُّ َ ْ‬
         ‫ُ‬           ‫ّ‬
 ‫هذا اللفظ علِم أن المراد به هذا الضرب من المخلوق وإن أرادوا سمةَ ع ْينه أو يده أشاروا إلى ذلك فقالوا: يد‬
                                                     ‫َِ َ‬                           ‫ْ‬                            ‫ُ‬
  ‫عين رأس قدم أو نحو ذلك فمتى سمعت اللفظة من هذا عرف معنِيُّ ها وهلم جراً فيما سوى ذلك من األسماء‬
                                           ‫َّ ّ‬           ‫ْ َ‬                           ‫ُ‬                        ‫َ‬
                                                                                                         ‫واألفعال والحروف.‬
    ‫ثم لك من بعد ذلك أن تنقل هذه المواضعة إلى غيرها فتقول: الذي اسمهُ إنسان فليجعل مكانه مرد والذي‬
              ‫َْ‬                                                            ‫ُ‬        ‫َ‬
                                             ‫اسمه رأس فليجعل مكانه سر وعلى هذا بقيةُ الكالم كذلك لو ب ِ‬
   ‫ُدئت اللغةُ الفارسيَّة فوقعت المواضعة عليها‬          ‫و‬
                 ‫َُ‬                                                                                             ‫ُ‬
         ‫لجاز أن تُ ْن قل ويُولَّد منها لغات كثيرة من الرومية والزنجية وغيرهما وعلى هذا ما نشاهده اآلن من اختراع‬
                         ‫ُ‬                                 ‫ِّ‬                    ‫ٌ‬                  ‫ََ َ‬
                                        ‫و‬                                                               ‫ِ‬
‫الصنَّاع آلالت صنائعهم من األسماء كالنَّجار والصائغ والحائك والبنَّاء كذلك المالَّح قالوا: ولكن ال بد ألولها‬       ‫ُّ‬
   ‫َ‬
                                                                ‫من أن يكون متواضعاً عليه بالمشاهدة واإليماء.‬
      ‫َّ‬       ‫َُ َ‬      ‫َ‬                           ‫ِ‬
      ‫قالوا: والقديم - سبحانه - ال يجوز أن يُوصف بأن يُواضع أحداً على شيء إذ قد ثبت أن المواضعة ال بد‬
                                                                              ‫ُ‬
                                                    ‫َ َ‬            ‫َ‬                                    ‫ُ‬
                                                                                 ‫ِ‬
‫بالجارحة نحو المومأُ إليه والمشار نحوه قالوا والقديم سبحانه ال جارحةَ له فيصح اإليماء‬
          ‫ُّ‬                                                                                            ‫ٍ‬
                                                                                                ‫معها من إيماء وإشارةٍ‬
                                    ‫ُ‬                                   ‫ُ ُ َ‬
                                                                             ‫ِ‬
                              ‫واإلشارة منه بها فبطل عندهم أن تَصح المواضعة على اللغة منه تقدست أسماؤه.‬
                                                                     ‫َّ ُ َ‬
 ‫قالوا: ولكن يجوز أن يَ ْن قل اللّهُ تعالى اللغة التي قد وقَع التواضع بين عبادهِ عليها بأن يقول: الذي كنتم تعبِّرون‬
                      ‫َ‬                        ‫ُ‬                                       ‫َُ‬            ‫ُ‬
     ‫ِ‬
‫عنه بكذا عبِّروا عنه بكذا والذي كنتم تسمونه كذا ينبغي أن تسموه كذا وجواز هذا منه - سبحانه - كجوازه من‬
                                  ‫ُ‬             ‫ُّ‬                     ‫ُّ‬                                 ‫َ‬
     ‫عباده ومن هذا الذي في األصوات ما يتعاطاه الناس اآلن من مخالفة األشكال في حروف المعجم كالصورة‬
                                      ‫ْ‬                                                                           ‫ِ‬
                 ‫ُْ َ‬                                         ‫ُ‬
      ‫التي توضع للمعميات والتراجم وعلى ذلك أيضاً اختلفت أقالم ذوي اللغات كما اختلفت ألسن األصوات‬
              ‫ُ‬                           ‫ُ‬                                      ‫ُ َ َّ‬
                                ‫المرتَّبة على مذاهبهم في المواضعات فهذا قول من الظهور على ما تراه.‬
                                                        ‫ٌ‬
‫إالّ أنني سألت يوماً بعض أهله فقلت: ما تنكر أن تصح المواضعة من اللّه - سبحانه وإن لم يكن ذا جارحة بأن‬
                                                   ‫ّ‬                         ‫َ‬         ‫ُ‬
                                                                ‫ٍ‬
       ‫يُحدث في جسم من األجسام - خشبة أو غيرها - إقباالً على شخص من األشخاص وتحريكاً لها نحوه‬
        ‫َ‬
   ‫ويُسمع - في حال تحرك الخشبة نحو ذلك الشخص - صوتاً يضعه اسماً له ويعيد كة تلك الخشبة نحو‬
                       ‫حر‬               ‫َْ َُ‬                     ‫َ‬                             ‫ْ‬



                                                            ‫4‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                          ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

  ‫ذلك الشخص دفعات مع أنه - عز اسمه - قادر على أن يُقنِع في تعريفه ذلك بالمرة الواحدة فتقوم الخشبة‬
         ‫ُ‬              ‫َّ‬                  ‫ْ َ‬           ‫ٌ‬       ‫َّ ُ‬
                                                                                  ‫ٍ‬
‫في هذا اإليماء وهذه اإلشارة مقام جارحة ابن آدم في اإلشارة بها في المواضعة كما أن اإلنسان أيضاً قد يجوز‬
‫ُ‬                            ‫و‬                                          ‫َ‬
                                                              ‫ِ‬         ‫ٍ‬
   ‫إذا أراد المواضعة أن يشير بخشبة نحو المراد المتواضع عليه فيقيمها في ذلك مقام يده لو أراد اإليماء بها‬
                                                    ‫َِ‬
                           ‫َ‬
                                                                                                   ‫نحوه.‬
                                                                                                      ‫َ‬
                                                                     ‫ِ‬
  ‫فلم يُجب عن هذا بأكثر من االعتراف بوجوبه ولم يخرج من جهته شيء أصالً فأحكيه عنه وهو عندي وعلى‬
                                                                                  ‫َ‬
‫ما تراه اآلن الزم لمن قال بامتناع كون مواضعة القديم تعالى لغةً مرتجلة غير ناقلة لساناً إلى لسان فاعرف ذلك.‬
                                          ‫ُْ‬                                             ‫ٌ‬
  ‫وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من األصوات المسموعات كدوي الريح وحنين الرعد وخرير‬
                          ‫َ ِّ‬
                                                                                       ‫َِ‬
  ‫الماء وشحيج الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونَزيب الظبي ونحو ذلك ثم ولِّدت اللغات عن ذلك فيما‬
                ‫ُ‬           ‫ُ‬            ‫ْ‬
                                                                                                                ‫بعد.‬
                                                                          ‫وهذا عندي وج ٌ صالح ومذهب متَ قبَّل.‬
                                                                               ‫َُ‬               ‫ه‬
    ‫واعلم فيما بعد أنني على تَقادم الوقت دائم التَّ ْنقير والبحث عن هذا الموضع فأجد َّواعي والخوالج قويَة‬
                             ‫الد‬                                        ‫ُ‬              ‫َ‬
                                                                                         ‫ِ‬
 ‫التَّجاذب لي مختلفةَ جهات التَّ غَول على فكري وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة‬
                                        ‫ُ َ‬
    ‫وجدت فيها من الحكمة والدقَّة واإلرهاف والرقَّة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غَلْوةِ‬
                                                    ‫َّ‬               ‫ِّ‬             ‫ِّ‬
       ‫َ َ‬           ‫ُ‬
    ‫ِ‬           ‫ِ‬                                                                                         ‫ِّ ْ ِ‬
   ‫السحر فمن ذلك ما نَبَّه عليه أصحابنا رحمهم اللّه ومنه ما حذوتُه على أمثلتهم فعرفت بتَتَابُعه وانْقياده وبُعد‬
       ‫ْ‬                                           ‫ََْ‬
             ‫ُ‬                   ‫َ‬              ‫ِ‬           ‫ِ‬      ‫ِ‬
  ‫مراميه وآماده صحةَ ما وفِّقوا لتقديمه منه ولُطْف ما أُسعدوا به وفُرق لهم عنه وانْضاف إلى ذلك وارد األخبار‬
                                                                                         ‫ُ ُ‬
                                                              ‫ْ‬                                                  ‫ََ‬
   ‫المأثورة بأنها من عند اللّه تعالى فَ قوي في نفسي اعتقاد كونها توقيفاً من اللّه سبحانه وأنها وحي ثم أَقول في‬
                   ‫ٌ‬                                        ‫ُ‬               ‫َ َ‬
   ‫ضد هذا: إنه كما وقع ألصحابنا ولنا وتَنَبَّهوا وتنبهنا على تأمل هذه الحكمة الرائعة الباهرة كذلك ال ننكر أن‬
                                                         ‫ُّ‬
                        ‫ِ‬                                                                 ‫َ ِ‬
 ‫يكون اللّه تعالى قد خلق من قبلنا وإن بَعد مداهُ عنّا من كان ألطف منا أذهاناً وأسرع خواطر وأجراً جناناً فأقف‬
                                               ‫َ‬                                                            ‫َ‬
                       ‫َْ َ ََ َ‬                            ‫َُ ََ َ َ ْ‬                ‫ْ‬
   ‫بين الخلَّتين حسيراً وأُكاثرهما فأَنْكفئ مكثوراً وإن خطر خاطر فيما بعد يعلق الكف بإحدى الجهتين ويكفها‬
                                                       ‫ٌ‬                       ‫َ‬
         ‫عن صاحبتها قلنا به هذا كله كالم ابن جني وقال اإلمام فخر الدين الرازي في المحصول وتبعهُ تاج الدين‬
                                                                                 ‫ُ‬
 ‫األرموي في الحاصل وسراج الدين األرموي في التحصيل ما َّصه: النظر الثاني في الواضع: األلفاظ إما أن‬
        ‫ُ‬                                  ‫ملخ‬
  ‫تدل على المعاني بذواتها أو بوضع اللّه إياها أو بوضع الناس أو بكون البعض بوضع اللّه والباقي بوضع الناس‬
                            ‫ْ َ ْ‬       ‫َ‬            ‫َ ْ‬                 ‫َ ْ‬
    ‫واألول مذهب عباد بن سليمان والثاني مذهب الشيخ أبي الحسن األشعري وابن فُورك والثالث مذهب أبي‬
                             ‫َ‬
  ‫هاشم وأما الرابع فإما أن يكون االبتداءُ من الناس والتَّتِمة من اللّه وهو مذهب قوم أو االبتداءُ من اللّه والتتمة‬
                                                       ‫َّ‬                           ‫َ‬
                                                         ‫من الناس وهو مذهب األستاذ أبي إسحاق اإلسفرايني.‬
               ‫َ ِ ُّ‬             ‫َّ‬             ‫ِ‬
 ‫والمحققون متوقفون في الكل إالّ في مذهب عباد ودليل فساده أن اللفظ لو دل بالذات لفهم كل واحد منهم‬
                                      ‫َ‬
                                      ‫كل اللغات لعدم اختالف الدالالت الذاتية والالزم باطل فالملزوم كذلك.‬
                                                       ‫ُ ٌ‬                                                     ‫َّ‬
                                                            ‫ٍ‬
     ‫واحتج عبّاد بأنه لوال الداللةُ الذاتيَّةُ لكان وضع لفظ من بين األلفاظ بإزاء معنًى من بين المعاني ترجيحاً بال‬
                                                                                        ‫ّ‬                   ‫َّ‬
                                                                ‫ُ‬
                                                                                              ‫مرجح وهو محال.‬   ‫ُ َ ِّ‬
               ‫ٍ‬
     ‫وجوابُهُ أن الواضع إن كان هو اللّه فتخصيصه األلفاظ بالمعاني كتخصيص العالَم باإليجاد في وقت من بين‬
                                                          ‫َ‬       ‫ُ‬                            ‫َ‬
                 ‫ُ َ ِ‬               ‫ِ‬
     ‫سائر األوقات وإن كان هو الناس فلعلَّه لتعيّن الخطَران بالبال ودليل إمكان التوقّف احتمال خلْق اللّه تعالى‬
                                                              ‫َ‬
                                            ‫ُ‬



                                                        ‫5‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                                 ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

                                                                             ‫ٍ‬         ‫ِ ٍ‬
      ‫األلفاظ ووضعها بإزاء المعاني وخلْق علوم ضرورية في ناس بأن تلك األلفاظ موضوع ٌ لتلك المعانِي ودليل‬
                               ‫ة‬           ‫َ‬                                                                        ‫َ ِْ‬
                                                                                                ‫َ‬                         ‫ََ‬
                                         ‫ِْ‬
       ‫لمعان ثم يُفهموها لغيرهم باإلشارة كحال‬                ‫ِ‬
                                                    ‫إمكان االصطالح إمكان أن يتولّى واحد أو جمع وضع األلفاظ ٍ‬
                                                                          ‫ٌ َ‬             ‫ٌ‬
  ‫الوالدات مع أطفالهن وهذان الدليالن هما واحتج القائلون بالتوقيف بوجوه: أولها - قوله تعالى: " وعلَّم آدم‬                     ‫ِ‬
  ‫َ َ َ ََ‬                                                                   ‫ّ‬
      ‫األَسماء كلَّها " فاألسماء كلها معلّمة من عند اللّه بالنَّص كذا األفعال والحروف لعدم القائل بالفصل وألن‬
                ‫َ ْ‬                ‫َ‬                ‫ُ‬           ‫و‬                                                       ‫َْ َ ُ َ‬
              ‫َّ‬                             ‫ُّ ِ‬
    ‫األفعال والحروف أيضاً أسماء ألن االسم ما كان عالمةً والتمييز من تَصرف النحاة ال من اللغة وألن التكلم‬
    ‫َ‬                      ‫َ‬                      ‫َ‬        ‫ُ‬
                                                     ‫ِ‬
 ‫باألسماء وحدها متعذر وثانيها - أنه سبحانَه وتعالى ذَم قوماً في إطالقهم أسماء غير توقيفيّة في قوله تعالى: "‬
                                                                     ‫َّ‬                                     ‫ّ‬       ‫َْ‬
                                 ‫َ‬
                                                         ‫إن هي إالَّ أَسم ٌ سم ْيتُموها " وذلك يقتضي كون البواقي توقيفية.‬          ‫ِ‬
                                                                               ‫َ‬                       ‫ْ َ اء َ َّ ُ َ‬         ‫ْ َ‬
                                                 ‫ِ ْ ُ ِ‬                       ‫ِ َ ُ َّ ِ‬              ‫ِ‬
   ‫وثالثها - قوله تعالى: " ومن آيَاتِه خلْق السموات واألَرض واختِالَف ألْسنَتِكم وأَلْوانِكم " واألَلْسنةُ اللُّحمانية‬
       ‫َْ‬                     ‫ُْ َ َ ُْ‬                        ‫ْ َ‬                  ‫ََ‬               ‫َ ْ‬
                                       ‫غير مرادة لعدم اختالفها وألن بدائع الص ْنع في غيرها أكثر فالمراد هي اللغات.‬
                                                                ‫ُ‬                       ‫َ ُّ‬                                     ‫ُ ُ‬
  ‫ورابعها - وهو عقلي - لو كانت اللغات اصطالحية الَحتِيج في التخاطب بوضعها إلى اصطالح آخر من ٍ‬
  ‫لغة‬              ‫ٍ‬                 ‫ِْ‬                                                  ‫ُ‬
                                         ‫َ‬                         ‫ْ‬                                          ‫ّ‬
                 ‫ِ‬
‫أو كتابة ويعود إليه الكالم ويلزم إما َّور أو التسلسل في األوضاع وهو محال فال بد من االنتهاء إلى التوقيف.‬
                                                                        ‫ُ‬                   ‫الد‬         ‫ُ‬           ‫ٍ ُ‬
                    ‫ِ‬
  ‫واحتج القائلون باالصطالح بوجهين: أحدهما - لو كانت اللغات توقيفيةً َّمت واسطةُ البعثة على التوقيف‬
                                        ‫لتقد‬             ‫ُ‬                                                                     ‫َّ‬
                                                                                                  ‫َْ‬
       ‫والتقدم باطل وبيان المالزمة أنها إذا كانت توقيفيةً فال بد من واسطة بين اللّه والبشر وهو النبي الستِحالة‬
               ‫ُّ ْ‬                                               ‫َّ‬                                            ‫ُّ ٌ ُ‬
           ‫ِ‬ ‫خطاب اللّه تعالى مع كل أحد وبيان بطْالَن التَّ قدم قوله تعالى: " وما أَرسلْنا من رسول إالّ بِلِسان قَوِ‬
  ‫َ ِ ْ مه " وهذا‬                        ‫ِ‬
                                ‫َ َْ َ ْ ُ ٍ‬                                   ‫َ ُّ‬                                            ‫ِ‬
                                     ‫َ‬                                                       ‫ُُ‬          ‫ِّ‬
                                                                                                   ‫يَقتَضي ُّم اللغة على البعثة.‬  ‫ْ ِ‬
                                                                                                                       ‫تقد َ‬
                  ‫َ َ‬                                  ‫ِ‬
    ‫والثاني - لو كانت اللغات توقيفيةً فذلك إما بأن يَخلُق اللّه تعالى علماً ضروريّاً في العاقل أنَّه وضع األلفاظ‬
                                                                           ‫ْ‬                           ‫ُ‬
      ‫لكذا أو في غير العاقل أو بأالَّ يخلق علماً ضرورياً أصالً واألول باطل وإالّ لكان العاقل عالماً باللّه بالضرورة‬
                             ‫ُ‬                  ‫ُ ٌ‬                            ‫َ‬
     ‫ألنه إذا كان عالماً بالضرورة بكون اللّه وضع كذا لِكذا كان علمه باللّه ضروريّاً ولو كان كذلك لبطَل التكليف‬
      ‫ُ‬          ‫َ‬                                  ‫ُ‬          ‫َ‬         ‫َْ ِ َ‬
  ‫والثاني باطل ألن غير العاقل ال يمكنُه إنهاءُ تمام هذه األلفاظ والثالث باطل ألن العلم بها إذا لم يكن ضرورياً‬
                              ‫َ‬                ‫ُ‬                                                 ‫َ‬      ‫ٌ‬
                                                                             ‫زم التسلسل.‬            ‫ٍ‬
                                                                                          ‫احتيج إلى توقيف آخر ولَ ِ‬
     ‫والجواب عن األولى من حجج أصحاب التوقيف: لِم الَ يَجوز أن يكون المراد من تعليم األسماء اإللهام إلى‬
            ‫َ‬                        ‫ُ‬                ‫َ ُ ُ‬                 ‫ِ‬        ‫َُِ‬
     ‫وضعها وال يقال: التعليم إيجاد العلم فإنا ال نُسلِّم ذلك بل التعليم فعل يترتب عليه العلم وألجله يُقال علَّمتُه‬
        ‫ْ‬                                    ‫ٌ‬                        ‫َ‬              ‫ُ‬         ‫ُ‬      ‫ُ‬            ‫ْ‬
                                                                                                          ‫فلم يتعلَّم.‬
        ‫سلمنا أن التعليم إيجاد العلم لكن قد تقرر في الكالم أن أفعال العباد مخلوق ٌ للّه تعالى فعلى هذا: العلم‬
        ‫ُ‬                            ‫ة‬            ‫َ‬                   ‫ّ‬                        ‫َ‬
                                                                                        ‫الحاصل بها موجد للّه.‬
                                                                                               ‫ُ َ‬
      ‫سلَّمناه لكن األسماء هي سمات األشياء وعالماتُها مثل أن يعلَّم آدم صالح الخيل لِلْعدو والجمال للحمل‬
         ‫َْ‬               ‫َْ‬            ‫َ‬    ‫َ َُ‬                              ‫َ ِ ُ‬                ‫َّ‬
                                               ‫ِ‬
   ‫والثيران للحرث فَلِم قلتُم: إن المراد ليس ذلك وتخصيص األَسماء باأللفاظ عرف جديد سلمنا أن المراد هو‬
                                ‫ٌ‬
       ‫َ‬                                               ‫ُ‬                                    ‫َ‬      ‫َْ‬
   ‫األلفاظ ولكن لِم ال يجوز أن تكون هذه األلفاظ وضعها قوم آخرون قبل آدم وعلَّمها اللّه آدم وعن الثانية أنه‬
                                      ‫َ‬              ‫ُ ََ ٌ‬                          ‫ُ‬                    ‫ُ‬
                                                          ‫تعالى ذمهم ألنهم سموا األصنام آلهة واعتقدوها كذلك.‬
                                                                               ‫َ‬         ‫ُّ‬            ‫َّ‬
           ‫ُِ‬
          ‫وعن الثالثة أن اللسان هو الجارحة المخصوصة وهي غير مرادة باالتفاق والمجاز الذي ذكرتموه يعارضه‬
                                  ‫ُ‬                      ‫ُ‬                               ‫َ‬
                                                ‫مجازات أخر نحو مخارج الحروف أو القدرة عليها فلم يثبت التَّرجيح.‬
                                                                                                         ‫ٌ‬    ‫َ‬



                                                                ‫6‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

              ‫ِ‬
     ‫وعن الرابعة أن االصطالح ال يَستَدعي ُّم اصطالح آخر بدليل تعليم الوالدين الطفل دون سابقة اصطالح‬
     ‫ٍ‬                  ‫َ‬                                    ‫ٍ‬     ‫تقد َ‬     ‫ْ‬
                                                                                                             ‫ثمة.‬
                                         ‫َ ُ َ‬                 ‫ِ‬       ‫ِ‬
  ‫والجواب عن األولى من حجتَي أصحاب االصطالح: ال نُسلِّم توقُّف التوقيف على البعثة لجواز أن يخلق اللّه‬
                ‫ِ‬                                                                ‫ُ َّ‬                  ‫ُ‬
                                                                          ‫ِ‬
                                                            ‫فيهم العلم الضروري بأن األلفاظ وضعت لكذا كذا.‬
                                                                 ‫و‬       ‫َُ َ‬                        ‫َ‬
   ‫م ال يجوز أن يخلق اللّه العلم الضروري في العقالء أن واضعاً وضع تلك األلفاظ لتلك المعاني‬
            ‫َ‬                                              ‫َّ‬                                    ‫وعن الثانية: لِ‬
                              ‫َ َ‬                                                              ‫َ‬
     ‫وعلى هذا ال يكون العلم باللّه ضرورياً سلَّمناه لكن لِم ال يجوز أن يكون اإلله معلوم الوجود بالضرورة لبعض‬
                            ‫َ‬                              ‫َ‬                                ‫ُ‬
                                             ‫العقالء قوله: لَبَطَل التكليف قُلْنا: بالمعرفة أما بسائر التكاليف فال.‬
                                                                  ‫َّ‬                          ‫َ‬
                                                                                                            ‫انتهى.‬
        ‫وقال أبو الفتح بن برهان: في كتاب الوصول إلى األصول: اختلف العلماءُ في اللغة: هل تَثبُت توقيفاً أو‬
                   ‫ُ‬
          ‫اصطالحاً فذهبت المعتزلةُ إلى أن اللغات بأسرها تثبت اصطالحاً وذهبت طائف ٌ إلى أنها تثبت توقيفاً.‬
                    ‫ُ‬              ‫ة‬                              ‫ْ‬
  ‫وزعم األستاذُ أبو إسحاق اإلسفرائيني أن القدر الذي يدعو به اإلنسان غيره إلى التَّواضع يَثْبت توقيفاً وما عدا‬
                   ‫ُ‬                    ‫َ‬                ‫ْ‬       ‫ََْ‬
                                                                                ‫ٍ‬
                                                                  ‫ذلك يجوز أن يثبت بكل واحد من الطريقين.‬
    ‫وقال القاضي أبو بكر: يجوز أن يثبت توقيفاً ويجوز أن يثبت اصطالحاً ويجوز أن يثبت بعضه توقيفاً وبعضه‬
                                                                                         ‫اصطالحاً والكل ممكن.‬
                                                                                               ‫ّ‬
  ‫وعمدة القاضي أن الممكن هو الذي لو قُ ِّر موجوداً لم يعرض لوجوده محال ويعلم أن هذه الوجوه لو قُ ِّرت‬
     ‫دَ‬                                                             ‫د‬               ‫ْ‬
                                                     ‫لم يعرض من وجودها محال فوجب قَطْع القول بإمكانها.‬
                                                                      ‫ُ‬
                                                                            ‫ُّ‬
‫وعمدةُ المعتزلة أن اللغات ال تدل على مدلوالتها كالداللة العقلية ولهذا المعنى يجوز اختالفُها ولو ثبتت توقيفاً‬
                           ‫ُ‬
  ‫من جهة اللّه تعالى لكان ينبغي أن يخلق اللّه العلم بالصيغَة ثم يخلق العلْم بالمدلول ثم يخلق لنا العلم بجعل‬
   ‫َْ‬                             ‫َ‬                  ‫ِّ‬               ‫َ‬
    ‫الصيغة دليالً على ذلك المدلول ولو خلق لنا العلم بصفاته لجاز أن يخلُق لنا العلم بذاته ولو خلق لنا العلم‬
                                         ‫ْ‬                 ‫َ‬         ‫َ‬
                                                                             ‫بذاته بطل التكليف وبطلت المحنة.‬
  ‫قلْنا: هذا ٌ على أصل فاسد فإنا نقول: يجوز أن يخلق اللّهُ لنا العلم بذاته ضرورة وهذه وعمدة األستاذ أبي‬
                                                                                           ‫بناء‬
‫إسحاق اإلسفرائيني: أن القدر الذي يدعو به اإلنسان غيره إلى التواضع لو ثبت اصطالحاً الفْ تَ قر إلى اصطالح‬
‫ٍ‬           ‫ََ‬                 ‫َ‬                                                ‫َْ‬
                                                           ‫آخر َّمه وهكذا فيتسلسل إلى ما ال نهاية له.‬
                                                                                                 ‫يتقد‬
                         ‫َ ٍ‬
   ‫قلنا: هذا باطل فإن اإلنسان يمكنه أن يُفهم غيره معاني األسامي كالطفل ينشأُ غير عالم بمعاني األلفاظ ثم‬
                                                           ‫ْ َ َ‬
                                                     ‫َ‬
                                                                 ‫يتعلَّمها من األبوين من غير تَق ُّم اصطالح.‬
                                                                            ‫َدِ‬
‫وعمدةُ من قال: إنها تَثْبت توقيفاً قولُه تعالى: " وعلَّم آدم األَسماء كلَّها " وهذا ال حجةَ فيه من جهة القطْع فإنه‬
        ‫َ‬                ‫َّ‬            ‫َ َ َ ََ ْ َ َ ُ َ‬                               ‫ُ‬                ‫َْ‬
    ‫ُموم والعموم ظاهر في االستغراق وليس بنص قال القاضي: أما الجواز فثابت من جهة القطع بالدليل الذي‬
                              ‫ٌ‬     ‫ُ‬                      ‫ّ‬                     ‫ٌ‬       ‫ُ‬          ‫عُ‬
                                                ‫َّ ْ‬         ‫َّ‬
                            ‫َّمتُه وأما كيفيةُ الوقوع فأنا متوقف فإن دل دليل من السمع على ذلك ثبت به.‬
                                                                                                  ‫قد ْ‬
‫وقال إمام الحرمين في البرهان: اختلف أرباب األصول في مأخذ اللغات فذهب ذاهبون إلى أنها توقيف من اللّه‬
         ‫ٌ‬                                  ‫َ‬             ‫ُ‬     ‫َ‬
  ‫تعالى وصار صائرون إلى أنها تثبت اصطالحاً وتَواطُؤاً وذهب األستاذ أبو إسحاق في طائفة من األصحاب إلى‬
                                                       ‫ََ‬            ‫ُ‬
                                                 ‫َّ ْ َ‬
                                    ‫أن القدر الذي يُفهم منه قصد التواطؤ ال بد أن يُفرض فيه التوقيف.‬
                                                                        ‫ُ‬            ‫ْ‬       ‫َْ‬



                                                       ‫7‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                               ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

     ‫والمختار عندنا أن العقل يجوز ذلك كلَّه فأما تجويز التوقيف فال حاجةَ إلى تكلُّف دليل فيه ومعناه أن يُثْبِت‬
     ‫َ‬                       ‫ٍ‬                                           ‫ُ‬                        ‫َ ِّ ُ‬                ‫ُ‬
 ‫صيغ مخصوصة بمعاني فتتبَ يَّن العقالءُ الصيَغ ومعانيها ومعنى التوقيف فيها‬
                                       ‫ِّ َ‬                                       ‫ٍَ‬             ‫ِ‬
                                                                                      ‫اللّه تعالى في الصدور علوماً بَديهيَّةً بِ‬
                                                         ‫ُ‬
  ‫أن يلقوا وضع الصيغ على حكم اإلرادة واالختيار وأما الدليل على تجويز وقوعها اصطالحاً فهو أنه ال يبعد أن‬
      ‫ُ‬                                                       ‫ُ‬                                                     ‫َ ْ‬
        ‫يحرك اللّه تعالى نفوس العقالء لذلك ويُعلِم بعضهم مراد بعض ثم ينشئون على اختيارهم صيغاً وتقترن بما‬
              ‫ُ‬          ‫ِ‬                                         ‫َ‬       ‫َ‬      ‫ْ‬                        ‫َ‬
              ‫يريدون أحوال لهم وإشارات إلى مسميات وهذا غير مستَ ْنكر وبهذا المسلك ينطلق الطفل على طَو ِ‬
     ‫َ ال ترديد‬                      ‫ُ‬                          ‫ُ ُْ َ‬                                            ‫ٌ‬
                                                                                     ‫ّ‬
    ‫المسمع عليه ما يريد تلقينه وإفهامه فإذا ثبت الجواز في الوجهين لم يبق لِما تخيَّله األستاذ وج ٌ والتعويل في‬
                     ‫ه‬                                                 ‫ُ‬                                                  ‫ُ َْ‬
    ‫َ م ْنع التوقيف واالصطالح‬      ‫التوقيف وفرض االصطالح على علوم تَثْبت في النفوس فإذا لم يمنع ثبوتها لم يبق لِ‬
                                 ‫َ‬                                                ‫ُ‬
                                                                                ‫بعدها معنى وال أحد يمنع جواز ثبوت ِ‬
                                               ‫العلوم الضرورية على النحو المبَ يَّن.‬             ‫ُ َ‬                         ‫َ‬
        ‫فإن قيل: قد أثْ بَتُّم الجواز في الوجهين عموماً فما الذي اتفق عندكم وقوعه قلنا: ليس هذا مما يُتَطَرق إليه‬
              ‫َّ ُ‬                                                                                             ‫ُ‬
                            ‫ٌ‬                              ‫َّ ْ ِ َ ْ ِ‬
      ‫بمسالك العقول فإن عَ الجائز ال يُستَدرك إالّ بالسمع الْمحض ولم يَثْبت عندنا سمع قاطع فيما كان من‬
                                                                                 ‫ْ ْ‬                    ‫وقو‬
 ‫ذلك وليس في قوله تعالى: " وعلَّم آدم األَسماءَ كلَّها " دليل على أحد الجائزين فإنه ال يمتنع أن تكون اللغات‬
  ‫ُ‬         ‫َ‬          ‫ُ‬                                                ‫َ َ َ ََ ْ َ ُ َ‬
                               ‫لم يكن يعلمها فعلَّمه اللّه تعالى إياها وال يمتنع أن اللّه تعالى أثبتَها ابتداء وعلَّمه إياها.‬
                               ‫ِ‬
‫وقال الغزالي في المنخول: قال قائلون: اللغات كلُّها اصطالحية إذ التَّوقيف يَثبت بقول الرسول عليه السالم وال‬
                                             ‫ُ‬                               ‫ُ‬
                         ‫ِ‬
 ‫ُ ْ ُ دعاء البعض البعض باالصطالح‬   ‫ي فهم قولُه دون ثبوت اللغة وقال آخرون: هي توقيفية إذ االصطالح يعرض بعد ِ‬                   ‫ُْ‬
                   ‫َ‬
                                                                               ‫وال بد من عبارة يُفهم منها قصد االصطالح.‬
                                                                                               ‫ُ‬             ‫َْ‬           ‫َّ‬
       ‫وقال آخرون ما يُفهم منه: قصد التَّواضع توقيفي دون ما عداه ونحن نجوز كونَها اصطالحية بأن يحرك اللّهُ‬
                 ‫ِّ َ‬                            ‫ُ ّ‬           ‫ََ‬         ‫ّ‬        ‫ُ َ ُ‬          ‫َْ ُ‬
      ‫رأس واحد فيفهم آخر أنه قصد االصطالح ويجوز كونُها توقيفية بأن يثبت الرب تعالى مراسم وخطوطاً يفهم‬
                                                                                             ‫َ‬               ‫ٍ‬
       ‫ُ‬                     ‫َ‬              ‫ّ‬                                                    ‫ُ‬                 ‫َ‬
   ‫ُّ واحد منهما ونحن نرى الصبي‬
    ‫َّ‬                                  ‫الناظر فيها العبارات ثم يتعلُم البعض عن البعض كيف ال يجوز في العقل كل ٍ‬
                                                           ‫ُ‬          ‫ِو‬                            ‫ِ‬
                                                                                       ‫ُ‬
                                        ‫صغَره فإذن الكل جائز.‬
                                         ‫ٌ‬          ‫َْ‬       ‫يتكلم بكلمة أبويه ويفهم ذلك من قرائن أحوالهما في حالة ِ‬
                                                                                                                 ‫ُ‬
                                                                                                        ‫وقو ِ‬
                  ‫وأما عُ أحد الجائزين فال يستدرك بالعقل وال دليل في السمع وقوله تعالى: " وعلَّم آدم األَسماء كلَّ‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ها " ظاهر‬
‫ٌ‬               ‫َ‬
                          ‫في كونه توقيفياً وليس بقاطع ويُحتَمل كونُها مصطلحاً عليها من خلْق اللّه تعالى قبل آدم انتهى.‬
                                                         ‫َ‬                                 ‫ْ‬
                                     ‫وقال ابن الحاجب في مختصره: الظاهر من هذه األقوال قول أبي الحسن األشعري.‬
                                                                                   ‫ُ‬
  ‫ُ ْف عن القطْع‬
         ‫َ‬             ‫قال القاضي تاج الدين السبكي في شرح منهاج البيضاوي: معنى قول ابن الحاجب: القول بالوق ِ‬
                                                      ‫ِ‬      ‫َْ‬
    ‫ُ ُّعفاء يقول: إن هذا‬   ‫بواحد من هذه االحتماالت وترجيح مذهب األشعري بغلَبة الظن قال: وقد كان بعض الض ِ‬       ‫ٍ‬
                                                                  ‫َ‬                      ‫ُ‬
            ‫الذي قاله ابن الحاجب مذهب لم يقل به أحد ألن العلماءَ في المسألة بين متوقِّف وقاطع بمقالتِه فالقول‬
            ‫ُ‬                            ‫ٍ‬                                  ‫ٌ‬        ‫ْ‬        ‫ٌ‬          ‫ُ‬
           ‫ف لعدم قاطع قد يرجح بالظن ثم إن كانت المسألةُ ظنِّية‬
                                            ‫ّ‬       ‫ّ‬                   ‫بالظهور ال قائل به قال: وهذا ضعيف فإن المتوقِّ‬
    ‫اكتُفي في العمل بها بذلك التَّرجيح وإالّ توقف عن العمل بها ثم قال: واإلنصاف أن األدلةَ ظاهرٌ فيما قاله‬
              ‫ة‬                ‫ُ‬
 ‫األشعري فالمتوقّف إن توقَّف لعدم القطْع فهو مصيب وإن َّعى عدم الظهور فغير مصيب هذا هو الحق الذي‬
      ‫ُّ‬                     ‫ُ‬          ‫َ‬       ‫اد‬                 ‫َ ِ‬         ‫َ‬
                           ‫فاه به جماع ٌ من المتأخرين منهم الشيخ تقي الدين بن دقِيق العيد في شرح العنوان.‬
                                             ‫ِ‬       ‫َ‬                                       ‫ة‬
‫وقال فِي رفع الحاجب: اعلم أن للمسألة مقامين: أحدهما الجواز فمن قائل: ال يجوز أن تكون اللغةُ إالّ توقيفاً‬
                            ‫ُ‬                 ‫ُ‬         ‫ُ‬      ‫َ‬
                          ‫ِ ٍّ‬
     ‫ومن قائل: ال يجوز أن تكون إالّ اصطالحاً والثاني أنه ما الذي وقع على تقدير جواز كل من األمرين والقول‬
                                                                                       ‫ُ‬



                                                              ‫8‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                                    ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

  ‫بِتجويز كل من األمرين هو رأي المحققين ولم أر من صرح عن األشعري بخالفه والذي أراه أنه إنما تكلم في‬
                                                  ‫َ َ َّ‬               ‫ُ‬                        ‫ْ‬
            ‫الوقوع وأنه يجوز صدور اللّغة اصطالحاً ولو منع الجواز لن قله عنه القاضي وغيره من محققي ِ‬
  ‫ِّ كالمه ولم أرهم‬                            ‫ََ‬
     ‫َ‬                                                    ‫َ‬                          ‫ّ‬
 ‫نقلوه عنه بل لم يَذكره القاضي وإمام الحرمين وابن القشيري واألشعري في مسألة مبدأ اللغات البتَّة وذكر إمام‬
 ‫ُ‬                                                      ‫َُ‬               ‫ََ‬
                               ‫الحرمين االختالف في الجواز ثم قال: إن عَ لم يَثْبُت وتَبِعه القشيري وغيره.‬
                                 ‫ُ‬       ‫َُ‬           ‫ْ‬            ‫الوقو‬                 ‫َ‬           ‫َ‬
    ‫تنبيهات: أحدها - إذا قلنا بقول األشعري إن اللغات توقيفيَّة - ففي الطريق إلى علمها مذاهب حكاها ابن‬
    ‫ُ‬
    ‫الحاجب وغيره: أحدها بالوحي إلى بعض األنبياء والثاني بخلق األصوات في بعض قال ابن السبكي في رفع‬
                     ‫ُ‬                              ‫َ‬                             ‫َْ‬     ‫ُ‬
                                                         ‫ِ‬
‫الحاجب: والظاهر من هذه هو األول ألنه المعتاد في علْم اللّه تعالى الثاني - قول اإلمام الرازي فيما تقدم: لِم‬
‫ّ َ‬                ‫ّ‬                                          ‫ُ‬                            ‫ُ‬
      ‫الَ يجوز أن تكون هذه األلفاظ وضعها قوم آخرون قبل آدم قال في رفْع الحاجب: لسنا َّعي أن قبل آدم‬
                     ‫ند‬                  ‫َ‬                 ‫َ‬         ‫ُ ََ ٌ‬                  ‫ُ ُ ْ َ‬
                           ‫ِ‬
    ‫الجن والبن فذلك لم يَثْبُت عندنا بل قال القاضي في التقريب: جاز تواضع المالئكة المخلوقة قبله قال ابن‬
                                    ‫ُ‬                                                                   ‫ِ‬
    ‫ُ‬                                                                                                 ‫ّ‬
                                                                                 ‫القشيري: وقد كانوا قبلَه يتخاطبون ويفهمون.‬
‫الثالث - قول أهل االصطالح: لو كانت اللّغات توقيفيةً َّمت واسطةُ البعثَة على التوقيف أحسن من جواب‬
         ‫ُ‬                       ‫ْ‬            ‫لتقد‬        ‫ُ‬                           ‫ُ‬
‫اإلمام عن جواب ابن الحاجب حيث قال: إذا كان آدم عليه السالم هو الذي عُلِّمها اندفع الدور قال في رفع‬
                         ‫َ‬                          ‫ُ‬
‫الحاجب: ألن آلدم حالتين: حالة النبوة وهي األولى وفيها الوحي الذي من جملته تعليم اللغات وعلمها الخلق‬                    ‫َّ‬
                            ‫ُ‬                              ‫ُْ‬                          ‫ّ‬
                                    ‫ِ‬
  ‫إذ ذاك ثم بُعث بعد أن عَلَّمها قومه فلم يكن مبعوثاً لهم إالّ بعد علمهم اللغات فبُعث بلسانهم قال: وحاصلُه‬                ‫ِ‬
                                                                                            ‫َ‬      ‫َ‬
                                                    ‫أن نبوته متقدم ٌ على رسالته والتعليم متوسط فهذا وجهُ اندفاع َّور.‬
                                                       ‫الد ْ‬                       ‫ُ ّ‬                               ‫ة‬           ‫َّ‬
 ‫الرابع - قال في رفع الحاجب: الصحيح عندي أنه ال فائدة لهذه المسألة وهو ما صححه ابن األنباري وغيره‬
    ‫ُ‬              ‫ُ‬         ‫َّ‬                                                     ‫ُ‬
                                ‫ِ‬                                                      ‫ٌ‬
       ‫ولذلك قيل: ذكرها في األصول فضول وقيل: فائدتها النظر في جواز قَ لْب اللغة فحكي عن بعض القائلين‬                  ‫ِ‬
                                  ‫ُ‬                           ‫ُ‬                                                   ‫ُْ‬
      ‫بالتَّوقيف منع القلْب مطلقاً فال يجوز تسمية الثَّوب فرساً والفرس ثوباً وعن القائلين باالصطالح تجويزه وأما‬
             ‫ُ‬                                                           ‫ْ‬                ‫ُ‬                       ‫ُ َ‬                ‫ْ‬
 ‫المتوقِّفون - قال المازري - فاختلَفوا فذهب بعضهم إلى التجويز كمذهب قائل االصطالح وأشار أبو القاسم‬
                                        ‫ِ ِ‬                            ‫ُ‬                                ‫َِ‬
     ‫عبد الجليل الصابوني إلى الم ْنع وجوز كون التوقيف وارداً على أنه وجب أالَّ يقع النطق إالّ بهذه األلفاظ قال‬
                               ‫ُ‬       ‫َ‬        ‫َ‬                                 ‫َّ َ َ‬         ‫َ‬                 ‫َّ‬
 ‫ابن السبكي والحق عندي - وإليه يشير كالم المازري - أنه ال تَعلُّق لهذا باألصل السابق فإن التوقيف لو تم‬
  ‫َّ‬       ‫َ‬                                        ‫َ َ‬               ‫ُ ُ َ‬                                    ‫ُّ‬
            ‫ِ‬                                                            ‫ِ‬               ‫ُ ِ‬
      ‫ليس فيه حجر علينا حتى ال يُ ْنطَق بسواه فإن فُرض حجر فهو أمر خارجي والفرع حكمه حكم األشياء قبل‬
                            ‫ُ ُ‬                          ‫ٌ‬       ‫ٌ‬                                                     ‫ٌ‬
                                                                               ‫ُّ‬                                                   ‫ِ‬
                        ‫ع‬                                                                   ‫َّ ْ‬
                       ‫ورود الشرائع فإنا ال نعلم في الشرع ما يدل عليه وما ذكره الصابوني من االحتمال مدفو ٌ.‬
                                                                                                      ‫ُ‬                                  ‫ُ‬
                                         ‫ِ‬
       ‫ُ م أن الفقهاء المحققين ال يحرمون الشيء بمجرد احتمال ورود الشرع بتحريمه وإنما‬
                          ‫ّ‬                                         ‫ِّ‬               ‫ّ‬                     ‫قال المازري: وقد علِ‬
                                                                                                                              ‫َِ‬
                                                                                            ‫َ‬
      ‫يحرمونه عند انْتهاض دليل تحريمه قال: وإن استُنِد في التحريم إلى االحتياط فهو نظر في المسألة من جهة‬
                                ‫ٌ‬                                          ‫ْ‬                         ‫ِ ِ‬                              ‫ِّ‬
                                                  ‫ِ‬                          ‫ِ‬
       ‫أخرى وهذا كلّه فيما ال يؤ ِّي قلبهُ إلى فساد النظام وتغييره إلى اختالط األحكام فإن َّى إلى ذلك - قال‬
                            ‫أد‬                                                                     ‫َد‬
                                                                ‫ُ‬
        ‫المازري: فال نختلف في تحريم قَلبِه ال ألَجل نفسه بل ألجل ما يُ ِّي إليه قال في شرح المنهاج: إن بناء‬
        ‫َ‬                                            ‫ِ ؤد‬                                                    ‫ُ‬                      ‫َ‬
                       ‫ُِ‬                     ‫ِ‬
               ‫المسألة على هذا األصل غير صحيح فإن هذا األصل في أن هذه اللغات الواقعة بين أظْهرنا هل هي‬
                                                                                                 ‫ُ‬
‫لفظ الثوب على الفرس مثالً وقال‬        ‫باالصطالح أو التوقيف ال في شخص خاص اصطلح مع صاحبه على إطالق ِ‬
                                                                              ‫ٍّ‬         ‫ْ ٍ‬
‫الزْكشي في البحر: حكى األستاذ أبو منصور قوالً: إن التوقيف وقع في االبتداء على لُغَة واحدة وما سواها من‬                           ‫َّر ِ‬
                                                     ‫َ‬
      ‫اللغات وقع التوقيف عليها بعد الطوفان من اللّه تعالى في أوالد نوح حين تفرقوا في أقطار األرض قال: وقد‬
                                           ‫َّ‬                                                                               ‫َ‬



                                                                  ‫9‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬

     ‫روي عن ابن عباس: أول من تكلم بالعربية المحضة إسماعيل وأَراد به عربيةَ قريش التي نزل بها القرآن وأما‬
                                             ‫َ‬                                                          ‫ُ‬
                                                                                           ‫عربية قَحطان ِ‬
                                                        ‫ْ وحمير فكانت قبل إسماعيل عليه السالم.‬
                                                                             ‫َ‬           ‫ْ‬
  ‫وقال في شرح األسماء: قال الجمهور األعظم من الصحابة والتابعين من المفسرين: إنها كلَّها توقيف من اللّه‬
            ‫ٌ‬
                ‫ْ َ وقو ِ‬               ‫ِ‬
     ‫تعالى وقال أهل التحقيق من أصحابنا: ال بد من التوقيف في أصل اللغة الواحدة الستِحالة ع االصطالح‬
                                                                    ‫ّ‬                       ‫ُ‬
  ‫لغة واحدة‬‫على أول اللغات من غير معرفة من المصطلحين بعين ما اصطلحوا عليه وإذا حصل التوقيف على ٍ‬
                    ‫ُ‬                                      ‫َ ِ‬                 ‫ِ ٍ‬                 ‫َّ‬
                             ‫َ‬
    ‫جاز أن يكون ما بعدها من اللغات اصطالحاً وأن يكون تَوقيفاً وال يُقطَع بأحدهما إالّ بداللة قال: واختلفوا في‬
                                              ‫ْ‬                                             ‫َ‬        ‫َ‬
              ‫ِ‬                                                                  ‫ِ‬
       ‫لغة العرب فمن زعم أن اللغات كلَّها اصطالح فكذا قوله في لغة العرب ومن قال بالتَّوقيف على اللغة األولى‬
                                                                     ‫ٌ‬                               ‫َ َ‬
           ‫وأجاز االصطالح فيما سواها من اللغات اختلفوا في لغة العرب فمنهم من قال: هي أول اللغات كل ٍ‬
‫و ُّ لغة سواها‬                                                                                  ‫َ‬
        ‫ِ‬
        ‫حدثَت بعدها إما توقيفاً أو اصطالحاً واستدلوا بأن القرآن كالم اللّه وهو عربي وهو دليل على أن لغةَ العرب‬
                                                    ‫ُ‬                                                      ‫ْ‬
                            ‫ٌ‬          ‫ّ‬
                                                                                           ‫أسبق اللغات وجوداً.‬
                                                                                                             ‫ُ‬
 ‫حمير وهي التي تكلّموا بها من عهد هود ومن قَبله وبقي بعضها إلى وقتنا - والثانية - العربيَّةُ‬
                                     ‫ُ‬                                                        ‫أحدهما - عربيةُ ِ‬
                                                    ‫َْ‬         ‫َْ‬                           ‫ْ‬
      ‫المحضة التي نزل بها القرآن وأول من أُنْطق لسانُه بها إسماعيل فعلى هذا القول يكون توقيف إسماعيل على‬
                                                                        ‫َ‬      ‫ُ‬                          ‫ْ َ‬
                                                                                           ‫ْ ِ‬
   ‫العربية المحضة يَحتَمل أمرين: إما أن يكون اصطالحاً بينه وبين جرهم النازلين عليه بمكة وإما أن يكون توقيفاً‬
                                                                                                       ‫ْ‬
                                                ‫ُْ‬
                                                                                    ‫من اللّه تعالى وهو الصواب.‬
                                                                                                          ‫انتهى.‬
    ‫ذكر اآلثار الواردة في أن اللّه تعالى علم آدم عليه السالم اللغات: قال َكِيع في تفسيره: َّثنا شريك عن‬
              ‫حد َ‬                       ‫و‬
     ‫عاصم بن كليب الجرمي عن سعيد ابن معبد عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: " َعََلَّم آدم‬
     ‫و َ َ ََ‬
‫األَسماء كلَّها " قال: علّمه كل شيء علَّمه القصعةَ والْقص ْي عة والفسوة والفس ْي وةَ أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم‬
                       ‫ُ‬            ‫َ َْ َ ُ َ َ َ َ ُ َ َ‬                          ‫َّ‬              ‫َْ َ ُ َ‬
                                           ‫ْ و َّ ٍ‬
                   ‫وابن المنذر في تفاسيرهم بلفظ: علَّمه اسم الصحفة والقدر كل شيء حتى الفسوة والفسيّة.‬
                                                               ‫َْ‬       ‫َ‬
   ‫مه اسم كل شيء حتى البعير‬
                       ‫َ ِّ‬      ‫وأخرج كِيع عن سعيد بن جبَير في قوله: " وعلَّم آدم األَسماء كلَّها " قال: علَّ‬
                                              ‫َ َ َ ََ ْ َ َ ُ َ‬                       ‫ُ‬               ‫و‬‫َ‬
                                                                                                 ‫والبقرة والشاة.‬
    ‫وأخرج َكيع وعبد بن حميد في تفسيرهما عن مجاهد في قوله: " وعلَّم آدم األَسماءَ كلَّها " قال: علَّمه كل‬
    ‫َّ‬                ‫َ َ ََ ْ َ ُ َ‬                                                                ‫و‬
                                                                   ‫شيء ولفظ عبد بن حميد: ما خلق اللّهُ كله.‬
                                                                               ‫َ‬
     ‫وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم في تفسيرهما من طريق السدي عمن حدثه عن ابن عباس في قوله: "‬
                                    ‫ّ‬           ‫ّ‬                                  ‫ُ‬
                                                          ‫ِ‬
  ‫وعلَّم آدم األَسماءَ كلَّها " قال: عرض عليه أسماء ولده إنساناً إنساناً َّواب فقيل: هذا الحمار هذا الجمل‬
                                       ‫والد َ‬                 ‫َ‬                       ‫َ َ َ ََ ْ َ ُ َ‬
                                                                                               ‫هذا الفرس.‬
  ‫وأخرج ابن جزي في تفسيره من طريق َّحاك عن ابن عباس في قوله: " وعلَّم آدم األَسماءَ كلَّها " قال: هي‬
              ‫َ َ َ ََ ْ َ ُ َ‬                                      ‫الض‬                    ‫ُ ّ‬
       ‫هذه األسماء التي يَتعارف بها الناس إنسان ودابة وأرض وسهل وبَحر وجبَل وحمار وأشباه ذلك من األمم‬
                                          ‫ْ َ‬                               ‫ُ‬
                                                                                                    ‫وغيرها.‬
 ‫وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبَير في قوله: " وعلَّم آدم األَسماء كلَّها " قال: اسم اإلنسان واسم الدابة‬
                                      ‫َ َ َ ََ ْ َ َ ُ َ‬                  ‫ُ‬
                                                                                            ‫واسم كل شيء.‬
                                                                                                 ‫ِّ‬



                                                     ‫11‬
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
المزهر في علوم اللغة وأنواعها

More Related Content

More from Mansour1

18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهفMansour1
 
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنأثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنMansour1
 
Al hâl - Ibn Malik
Al hâl -  Ibn MalikAl hâl -  Ibn Malik
Al hâl - Ibn MalikMansour1
 
حروف الجر
حروف الجرحروف الجر
حروف الجرMansour1
 
La graphie de la hamza
La graphie de la hamzaLa graphie de la hamza
La graphie de la hamzaMansour1
 
La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"Mansour1
 
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishāmمغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishāmMansour1
 
Al mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīAl mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīMansour1
 
كتاب سيبويه
كتاب سيبويهكتاب سيبويه
كتاب سيبويهMansour1
 
La stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieLa stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieMansour1
 
La stylistique
La stylistiqueLa stylistique
La stylistiqueMansour1
 
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues  françaiseAnalyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues  française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues françaiseMansour1
 
Lexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireLexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireMansour1
 
La maison / المنزل
La maison / المنزلLa maison / المنزل
La maison / المنزلMansour1
 
Sens de l'écriture de la lettre arabe
Sens de l'écriture de la lettre arabeSens de l'écriture de la lettre arabe
Sens de l'écriture de la lettre arabeMansour1
 
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّةLes nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّةMansour1
 
Leçon 100 + audio
Leçon 100 + audioLeçon 100 + audio
Leçon 100 + audioMansour1
 
Alphabet arabe
Alphabet arabeAlphabet arabe
Alphabet arabeMansour1
 
متن الآجرومية
متن الآجروميةمتن الآجرومية
متن الآجروميةMansour1
 
Clavier franco-arabe
Clavier franco-arabeClavier franco-arabe
Clavier franco-arabeMansour1
 

More from Mansour1 (20)

18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
 
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنأثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
 
Al hâl - Ibn Malik
Al hâl -  Ibn MalikAl hâl -  Ibn Malik
Al hâl - Ibn Malik
 
حروف الجر
حروف الجرحروف الجر
حروف الجر
 
La graphie de la hamza
La graphie de la hamzaLa graphie de la hamza
La graphie de la hamza
 
La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"
 
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishāmمغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
 
Al mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīAl mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharī
 
كتاب سيبويه
كتاب سيبويهكتاب سيبويه
كتاب سيبويه
 
La stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieLa stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partie
 
La stylistique
La stylistiqueLa stylistique
La stylistique
 
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues  françaiseAnalyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues  française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
 
Lexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireLexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduire
 
La maison / المنزل
La maison / المنزلLa maison / المنزل
La maison / المنزل
 
Sens de l'écriture de la lettre arabe
Sens de l'écriture de la lettre arabeSens de l'écriture de la lettre arabe
Sens de l'écriture de la lettre arabe
 
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّةLes nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
 
Leçon 100 + audio
Leçon 100 + audioLeçon 100 + audio
Leçon 100 + audio
 
Alphabet arabe
Alphabet arabeAlphabet arabe
Alphabet arabe
 
متن الآجرومية
متن الآجروميةمتن الآجرومية
متن الآجرومية
 
Clavier franco-arabe
Clavier franco-arabeClavier franco-arabe
Clavier franco-arabe
 

المزهر في علوم اللغة وأنواعها

  • 1. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫موضوع : اللغة و المعاجم‬ ‫نبذة : اشتمل هذا الكتاب على مسائل في اللغة، بدأها المؤلف بمسألة معرفة الصحيح من اللغة، وفيها حديث‬ ‫عن حد اللغة وتعريفاتها، ثم عرض لقضية توقيفية اللغة واصطالحيتها. واختُتِم الكتاب بمسألة: معرفة المتفق‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫والمختلف فيه من اللغة.‬ ‫النوع األول معرفة الصحيح‬ ‫•‬ ‫النوع الثالث معرفة المتواتر واآلحاد‬ ‫•‬ ‫النوع الرابع معرفة المرسل والمنقطع‬ ‫•‬ ‫النوع الخامس معرفة األفراد‬ ‫•‬ ‫النوع السابع معرفة طرق األخذ والتحمل‬ ‫ّ‬ ‫•‬ ‫النوع التاسع معرفة الفصيح‬ ‫•‬ ‫النوع العاشر معرفة الضعيف والمنكر والمتروك من اللغات‬ ‫•‬ ‫النوع الحادي عشر معرفة الرديء المذموم من اللغات‬ ‫•‬ ‫النوع الثاني عشر معرفة المطرد والشاذ‬ ‫•‬ ‫النوع الثالث عشر معرفة الحوشي والغرائب والشواذّ والنوادر‬ ‫•‬ ‫النوع الرابع عشر معرفة المستعمل والمهمل‬ ‫•‬ ‫النوع الخامس عشرمعرفة المفاريد‬ ‫•‬ ‫النوع السادس عشر معرفة مختلف اللغة‬ ‫•‬ ‫النوع السابع عشر معرفة تداخل اللغات‬ ‫•‬ ‫النوع التاسع عشر معرفة المعرب‬ ‫َّ‬ ‫•‬ ‫النوع العشرون معرفة األلفاظ اإلسالمية‬ ‫•‬ ‫النوع الحادي والعشرون معرفة المولد‬ ‫•‬ ‫النوع الثاني والعشرون معرفة خصائص اللغة‬ ‫•‬ ‫النوع الثالث والعشرون معرفة االشتقاق‬ ‫•‬ ‫النوع الرابع والعشرون معرفة الحقيقة والمجاز‬ ‫•‬ ‫النوع الخامس والعشرون معرفة المشترك‬ ‫•‬ ‫1‬
  • 2. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫النوع السادس والعشرون معرفة األضداد هو ع من المشترك.‬ ‫نو‬ ‫•‬ ‫النوع السابع والعشرون معرفة المترادف‬ ‫•‬ ‫النوع الثامن والعشرون معرفة اإلتباع‬ ‫•‬ ‫النوع الثالثون معرفة المطلق والمقيد‬ ‫•‬ ‫النوع الثاني والثالثون معرفة اإلبدال‬ ‫•‬ ‫النوع الثالث والثالثون معرفة القلب‬ ‫•‬ ‫النوع الخامس والثالثون معرفة األمثال‬ ‫•‬ ‫النوع السادس والثالثون معرفة اآلباء واألمهات واألبناء والبنات واألخوة واألخوات واألذواء والذوات‬ ‫•‬ ‫النوع السابع والثالثون معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف‬ ‫•‬ ‫النوع الثامن والثالثون معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه األلثغ ال يعاب‬ ‫•‬ ‫النوع التاسع والثالثون‬ ‫•‬ ‫تابع ع التاسع والثالثون‬ ‫النو‬ ‫‪o‬‬ ‫تابع ع التاسع والثالثون‬ ‫النو‬ ‫‪o‬‬ ‫تابع ع التاسع والثالثون‬ ‫النو‬ ‫‪o‬‬ ‫النوع الحادي واألربعون معرفة آداب اللغوي‬ ‫•‬ ‫النوع الثاني األربعون معرفة كتاب اللغة‬ ‫•‬ ‫النوع الثالث واألربعون معرفة التصحيف والتحريف‬ ‫•‬ ‫النوع الرابع واألربعون معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء‬ ‫•‬ ‫النوع الخامس واألربعون معرفة األسماء والكنى واأللقاب‬ ‫ُ‬ ‫•‬ ‫النوع السادس واألربعون معرفة المؤتلف والمختلف‬ ‫•‬ ‫النوع السابع واألربعون معرفة المتفق والمفترق فيه‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫•‬ ‫النوع األول معرفة الصحيح‬ ‫ِّ‬ ‫وفيه مسائل ويقال له الثابت والمحفوظ األولى في حد اللغة وتصريفها.‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫قال أبو الفتح ابن جني في الخصائص: حد اللغة أصوات يعبِّر بها كل قوم عن أغراضهم ثم قال: وأما تَصريفها‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫فهي فُعلة من لَغَوت أي تكلَّمت وأصلها لغوة ككرة وقُلَة وثُبَة كلّها الماتها واوات لقولهم كروت بالكرة وقلوت‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ََ‬ ‫بالقلة وألن ثبة كأنها من مقلوب ثاب يثوب وقالوا فيها لُغات ولُغُون كثُبَات وثُبُون وقيل منها لَغيَ يَلْغَى إذا‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ َ َ ُّ‬ ‫ََ ِ َ ِ و‬ ‫َِ ٍ ُ ِ‬ ‫هذى قال: ورب أسراب حجيج كظَّم عن اللَّغَا ورفَث التَّكلُّم كذلك اللَّغو قال تعالى: " وإذا مروا بِاللَّغْو مروا‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫كِراماً " أي بالباطل وفي الحديث: من قال في الجمعة صه فقد لَغَا: أي تكلَّم انتهى كالم ابن جني.‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫هج بالكالم وقيل من لَغَى يَلْغَى .‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال إمام الحرمين في البرهان : اللغةُ من لَغى يَلغَى من باب رضي إذا ل ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫2‬
  • 3. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫ِ‬ ‫وقال األسنوي في شرح منهاج األصول: اللغات: عبارٌ عن األلفاظ الموضوعة للمعانِي.‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫قيل له: إنما قال ذلك - واللّه أعلم - ألنه جمع ما يَعقل وما ال يعقل فغلَّب ما يعقل وهي سنَّ ٌ من سنن العرب‬ ‫ُة ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ ٍ ِ ٍ‬ ‫أعني باب التغليب وذلك كقوله تعالى: " واللَّه خلَق كل دابَّة من ماء فَم ْن هم من يمشي علَى بطْنِه وِ‬ ‫َ ِ ُ ْ َ ْ َ ْ ِ َ َ ِ َم ْن هم من‬ ‫ُْ َْ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ِْ ِ َ ُ ْ َ ْ ْ‬ ‫يَمشي علَى رجلَْين وم ْن هم من يَمشي علَى أَربع " فقال: منهم تغليباً لمن يَمشي على رجلين وهم بنو آدم.‬ ‫ْ‬ ‫فإن قال: أفتقولون في قولنا سيف وحسام وعضب إلى غير ذلك من أوصافه إنه توقيف حتى ال يكون شيء منه‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ العلماء على االحتجاج بلغة القوم فيما يختلفون‬ ‫ِ‬ ‫مصطَلَحاً عليه قيل له: كذلك نقول والدليل على صحته إجماع‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫فيه أو يتفقون عليه ثم احتجاجهم بأشعارهم ولو كانت اللغة مواضعةً واصطالحاً لم يكن أولئك في االحتجاج‬ ‫َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫لغة اليوم وال فَرق.‬ ‫بهم بأولَى منَّا فِي االحتجاج بنا لو اصطلحنا على ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ولعل ظاناً يظن أن اللغةَ التي دللنا على أنها توقيف إنما جاءت جملةً واحدة وفي زمان واحد وليس األمر كذلك‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫بل وقّف اللّه عز وجل آدم عليه السالم على ما شاء أن يُعلِّمه إياه مما احتاج إلى علمه في زمانه وانتشر من‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك ما شاء اهلل ثم علّم بعد آدم من األنبياء - صلوات اللّه عليهم - نبيّاً نبيّاً ما شاء اللّه أن يُعلِّمه حتى انتهى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األمر إلى نبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم فآتاه اللّه من ذلك ما لم يُؤتِه أحداً قبلَه تماماً على ما أحسنه من‬ ‫َّ‬ ‫اللغة المتقدمة ثم قر األمر قَراره فال نعلم لغةً من بعده حدثَت فإن تعمل اليوم لذلك متعمل وجد من نُقاد العلم‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫من يَنفيه ويَرده ولقد بلَغنا عن أبي األسود الدؤلي أن امرءاً كلَّمه ببعض ما أنكره أبو األسود فسأله أبو األسود‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫عنه فقال: هذه لغ ٌ لم تَ ْب لُغْك فقال له: يا بن أخي إنه ال خير لك فيما لم يَ ْب لُغْني فعرفَه بلُطْف أن الذي تكلَّم‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫به مختَ لَق.‬ ‫ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وخلَّة أخرى: إنه لم يبلغنا أن قوماً من العرب في زمان يقارب زماننا أجمعوا على تسمية شيء من األشياء‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مصطَلِحين عليه فكنا نستدل بذلك على اصطالح قد كان قبلَهم.‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ‬ ‫وقد كان في الصحابة رضي اللّه عنهم - وهم البُ لَغاءُ والفصحاءُ - من النظر في العلوم الشريفة ما ال خفاءَ به‬ ‫وما علِمناهم اصطلَحوا على اختراع لغة أو إحداث لفظة لم تتقدمهم ومعلوم أن حوادث العالَم ال تنقضي إالّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بانْقضائِه وال تزول إالّ بِزواله وفي كل ذلك دليل على صحة ما ذه ْبنا إليه من هذا الباب هذا كله كالم ابن فارس‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫كان من أهل السنة.‬ ‫و‬ ‫وقال ابن جني في الخصائص كان هو وشيخه أبو علي الفارسي معتَزلِيَّ ْين: باب القول على أصل اللغة إلهام هي‬ ‫ُْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫أم اصطالح هذا موضع محوج إلى فَضل تأمل غير أن أكثَر أهل النظر على أن أصل ِ‬ ‫َ اللغة إنما هو تواضع‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُّ‬ ‫ُ ِْ‬ ‫ٌ‬ ‫واصطالح ال وحي وال توقيف إالّ أن أبا علي رحمه اللّه قال لي يوماً: هي من عند اللّه واحتج بقوله تعالى: "‬ ‫ٌ‬ ‫ٌَْ‬ ‫وعلَّم آدم األسماءَ كلَّها " وهذا ال يتناول موضع الخالف وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويلُه: أَقدر آدم على‬ ‫ََ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫أَن واضع عليها وهذا المعنى من عند اللّه سبحانه ال محالة فإذا كان ذلك محتَمالً غير مستَ ْنكر سقط‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫االستِدالل به وقد كان أبو علي رحمه اللّه أيضاً قال به في بعض كالمه وهذا أيضاً رأي أبي الحسن على أنه لم‬ ‫ْ‬ ‫يمنع قول من قال إنها تواضع منه وعلى أنه قد فُسر هذا بأن قيل: إنه تعالى علَّم آدم أسماء جميع المخلوقات‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫بجميع اللَّغات: العربية والفارسية والسريانية والعبرانية والرومية وغير ذلك من سائر اللغات فكان آدم وولده‬ ‫3‬
  • 4. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫يتكلمون بها ثم إن ولده تفرقوا في الدنيا وعلِق كل واحد منهم بلغة من تلك اللغات فغَلَبَت عليه واضمحل عنه‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ما سواها لِبُ عد عهدهم بها وإذا كان الخبر الصحيح قد ورد بهذا وجب تَلقيه باعتقاده واالنطواء على القول به.‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ِ َْ‬ ‫ٌ وأفعال وحروف وليس يجوز أن يكون المعلَّم من ذلك األسماءَ وحدها دون غيرها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فإن قيل: فاللغةُ فيها أسماء‬ ‫مما ليس بأسماء فكيف خص األسماء وحدها قيل: اعتمد ذلك من حيث كانت األسماءُ أقوى القبُل الثالثة وال‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫بد لكل كالم مفيد منفرد من االسم وقد تستغني الجملةُ المستقلةُ عن كل واحد من الفعل والحرف فلما كانت‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫َ‬ ‫األسماء من القوة واألوليَّة في النفس قال: ثم لِنعد فَ لْنقل في االعتالل لمن قال بأن اللغة ال تكون وحياً وذلك‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ مع حكيمان أو ثالث ٌ فصاعداً‬ ‫ة‬ ‫أنهم ذهبوا إلى أن أصل اللغة ال بد فيه من المواضعة قالوا: وذلك بأن يجتَ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ر عرف به ما مسماه‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َ ُِ َ‬ ‫ِ‬ ‫فيحتاجوا إلى اإلبانة عن األشياء المعلومات فيضعوا لكل واحد منها سمةً ولفظاً إذا ذُكِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِْ‬ ‫ليمتاز عن غيره وليُ غْني بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تَكلُّف إحضاره‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِْ‬ ‫لبلوغ الغرض في إبانة حاله بل قد يُحتاج في كثير من األحوال إلى ذكر ما ال يمكن إحضاره وال إدنَاؤه كالفاني‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وحال اجتماع َّين على المحل الواحد كيف يكون ذلك لو جاز وغير هذا مما هو جار في االستحالة‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ِّ‬ ‫الضد‬ ‫ٍ ِ‬ ‫والتَّعذر مجراه فكأنهم جاؤوا إلى واحد من بني آدم فأومؤوا إليه وقالوا: إنسان إنسان إنسان فأي وقت سمع‬ ‫َ ُّ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫هذا اللفظ علِم أن المراد به هذا الضرب من المخلوق وإن أرادوا سمةَ ع ْينه أو يده أشاروا إلى ذلك فقالوا: يد‬ ‫َِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫عين رأس قدم أو نحو ذلك فمتى سمعت اللفظة من هذا عرف معنِيُّ ها وهلم جراً فيما سوى ذلك من األسماء‬ ‫َّ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫واألفعال والحروف.‬ ‫ثم لك من بعد ذلك أن تنقل هذه المواضعة إلى غيرها فتقول: الذي اسمهُ إنسان فليجعل مكانه مرد والذي‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اسمه رأس فليجعل مكانه سر وعلى هذا بقيةُ الكالم كذلك لو ب ِ‬ ‫ُدئت اللغةُ الفارسيَّة فوقعت المواضعة عليها‬ ‫و‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫لجاز أن تُ ْن قل ويُولَّد منها لغات كثيرة من الرومية والزنجية وغيرهما وعلى هذا ما نشاهده اآلن من اختراع‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫الصنَّاع آلالت صنائعهم من األسماء كالنَّجار والصائغ والحائك والبنَّاء كذلك المالَّح قالوا: ولكن ال بد ألولها‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫من أن يكون متواضعاً عليه بالمشاهدة واإليماء.‬ ‫َّ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫قالوا: والقديم - سبحانه - ال يجوز أن يُوصف بأن يُواضع أحداً على شيء إذ قد ثبت أن المواضعة ال بد‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالجارحة نحو المومأُ إليه والمشار نحوه قالوا والقديم سبحانه ال جارحةَ له فيصح اإليماء‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫معها من إيماء وإشارةٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫واإلشارة منه بها فبطل عندهم أن تَصح المواضعة على اللغة منه تقدست أسماؤه.‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫قالوا: ولكن يجوز أن يَ ْن قل اللّهُ تعالى اللغة التي قد وقَع التواضع بين عبادهِ عليها بأن يقول: الذي كنتم تعبِّرون‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫عنه بكذا عبِّروا عنه بكذا والذي كنتم تسمونه كذا ينبغي أن تسموه كذا وجواز هذا منه - سبحانه - كجوازه من‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫عباده ومن هذا الذي في األصوات ما يتعاطاه الناس اآلن من مخالفة األشكال في حروف المعجم كالصورة‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ‬ ‫التي توضع للمعميات والتراجم وعلى ذلك أيضاً اختلفت أقالم ذوي اللغات كما اختلفت ألسن األصوات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫المرتَّبة على مذاهبهم في المواضعات فهذا قول من الظهور على ما تراه.‬ ‫ٌ‬ ‫إالّ أنني سألت يوماً بعض أهله فقلت: ما تنكر أن تصح المواضعة من اللّه - سبحانه وإن لم يكن ذا جارحة بأن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫يُحدث في جسم من األجسام - خشبة أو غيرها - إقباالً على شخص من األشخاص وتحريكاً لها نحوه‬ ‫َ‬ ‫ويُسمع - في حال تحرك الخشبة نحو ذلك الشخص - صوتاً يضعه اسماً له ويعيد كة تلك الخشبة نحو‬ ‫حر‬ ‫َْ َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫4‬
  • 5. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫ذلك الشخص دفعات مع أنه - عز اسمه - قادر على أن يُقنِع في تعريفه ذلك بالمرة الواحدة فتقوم الخشبة‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫في هذا اإليماء وهذه اإلشارة مقام جارحة ابن آدم في اإلشارة بها في المواضعة كما أن اإلنسان أيضاً قد يجوز‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إذا أراد المواضعة أن يشير بخشبة نحو المراد المتواضع عليه فيقيمها في ذلك مقام يده لو أراد اإليماء بها‬ ‫َِ‬ ‫َ‬ ‫نحوه.‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫فلم يُجب عن هذا بأكثر من االعتراف بوجوبه ولم يخرج من جهته شيء أصالً فأحكيه عنه وهو عندي وعلى‬ ‫َ‬ ‫ما تراه اآلن الزم لمن قال بامتناع كون مواضعة القديم تعالى لغةً مرتجلة غير ناقلة لساناً إلى لسان فاعرف ذلك.‬ ‫ُْ‬ ‫ٌ‬ ‫وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من األصوات المسموعات كدوي الريح وحنين الرعد وخرير‬ ‫َ ِّ‬ ‫َِ‬ ‫الماء وشحيج الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونَزيب الظبي ونحو ذلك ثم ولِّدت اللغات عن ذلك فيما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫بعد.‬ ‫وهذا عندي وج ٌ صالح ومذهب متَ قبَّل.‬ ‫َُ‬ ‫ه‬ ‫واعلم فيما بعد أنني على تَقادم الوقت دائم التَّ ْنقير والبحث عن هذا الموضع فأجد َّواعي والخوالج قويَة‬ ‫الد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫التَّجاذب لي مختلفةَ جهات التَّ غَول على فكري وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة‬ ‫ُ َ‬ ‫وجدت فيها من الحكمة والدقَّة واإلرهاف والرقَّة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غَلْوةِ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ْ ِ‬ ‫السحر فمن ذلك ما نَبَّه عليه أصحابنا رحمهم اللّه ومنه ما حذوتُه على أمثلتهم فعرفت بتَتَابُعه وانْقياده وبُعد‬ ‫ْ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مراميه وآماده صحةَ ما وفِّقوا لتقديمه منه ولُطْف ما أُسعدوا به وفُرق لهم عنه وانْضاف إلى ذلك وارد األخبار‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫المأثورة بأنها من عند اللّه تعالى فَ قوي في نفسي اعتقاد كونها توقيفاً من اللّه سبحانه وأنها وحي ثم أَقول في‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ضد هذا: إنه كما وقع ألصحابنا ولنا وتَنَبَّهوا وتنبهنا على تأمل هذه الحكمة الرائعة الباهرة كذلك ال ننكر أن‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫يكون اللّه تعالى قد خلق من قبلنا وإن بَعد مداهُ عنّا من كان ألطف منا أذهاناً وأسرع خواطر وأجراً جناناً فأقف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ََ َ‬ ‫َُ ََ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫بين الخلَّتين حسيراً وأُكاثرهما فأَنْكفئ مكثوراً وإن خطر خاطر فيما بعد يعلق الكف بإحدى الجهتين ويكفها‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫عن صاحبتها قلنا به هذا كله كالم ابن جني وقال اإلمام فخر الدين الرازي في المحصول وتبعهُ تاج الدين‬ ‫ُ‬ ‫األرموي في الحاصل وسراج الدين األرموي في التحصيل ما َّصه: النظر الثاني في الواضع: األلفاظ إما أن‬ ‫ُ‬ ‫ملخ‬ ‫تدل على المعاني بذواتها أو بوضع اللّه إياها أو بوضع الناس أو بكون البعض بوضع اللّه والباقي بوضع الناس‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫واألول مذهب عباد بن سليمان والثاني مذهب الشيخ أبي الحسن األشعري وابن فُورك والثالث مذهب أبي‬ ‫َ‬ ‫هاشم وأما الرابع فإما أن يكون االبتداءُ من الناس والتَّتِمة من اللّه وهو مذهب قوم أو االبتداءُ من اللّه والتتمة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫من الناس وهو مذهب األستاذ أبي إسحاق اإلسفرايني.‬ ‫َ ِ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫والمحققون متوقفون في الكل إالّ في مذهب عباد ودليل فساده أن اللفظ لو دل بالذات لفهم كل واحد منهم‬ ‫َ‬ ‫كل اللغات لعدم اختالف الدالالت الذاتية والالزم باطل فالملزوم كذلك.‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫واحتج عبّاد بأنه لوال الداللةُ الذاتيَّةُ لكان وضع لفظ من بين األلفاظ بإزاء معنًى من بين المعاني ترجيحاً بال‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫مرجح وهو محال.‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫وجوابُهُ أن الواضع إن كان هو اللّه فتخصيصه األلفاظ بالمعاني كتخصيص العالَم باإليجاد في وقت من بين‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سائر األوقات وإن كان هو الناس فلعلَّه لتعيّن الخطَران بالبال ودليل إمكان التوقّف احتمال خلْق اللّه تعالى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫5‬
  • 6. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫األلفاظ ووضعها بإزاء المعاني وخلْق علوم ضرورية في ناس بأن تلك األلفاظ موضوع ٌ لتلك المعانِي ودليل‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ ِْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ِْ‬ ‫لمعان ثم يُفهموها لغيرهم باإلشارة كحال‬ ‫ِ‬ ‫إمكان االصطالح إمكان أن يتولّى واحد أو جمع وضع األلفاظ ٍ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ٌ‬ ‫الوالدات مع أطفالهن وهذان الدليالن هما واحتج القائلون بالتوقيف بوجوه: أولها - قوله تعالى: " وعلَّم آدم‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫األَسماء كلَّها " فاألسماء كلها معلّمة من عند اللّه بالنَّص كذا األفعال والحروف لعدم القائل بالفصل وألن‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫َْ َ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫األفعال والحروف أيضاً أسماء ألن االسم ما كان عالمةً والتمييز من تَصرف النحاة ال من اللغة وألن التكلم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫باألسماء وحدها متعذر وثانيها - أنه سبحانَه وتعالى ذَم قوماً في إطالقهم أسماء غير توقيفيّة في قوله تعالى: "‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫إن هي إالَّ أَسم ٌ سم ْيتُموها " وذلك يقتضي كون البواقي توقيفية.‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ اء َ َّ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ ْ ُ ِ‬ ‫ِ َ ُ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وثالثها - قوله تعالى: " ومن آيَاتِه خلْق السموات واألَرض واختِالَف ألْسنَتِكم وأَلْوانِكم " واألَلْسنةُ اللُّحمانية‬ ‫َْ‬ ‫ُْ َ َ ُْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ‬ ‫غير مرادة لعدم اختالفها وألن بدائع الص ْنع في غيرها أكثر فالمراد هي اللغات.‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ورابعها - وهو عقلي - لو كانت اللغات اصطالحية الَحتِيج في التخاطب بوضعها إلى اصطالح آخر من ٍ‬ ‫لغة‬ ‫ٍ‬ ‫ِْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫أو كتابة ويعود إليه الكالم ويلزم إما َّور أو التسلسل في األوضاع وهو محال فال بد من االنتهاء إلى التوقيف.‬ ‫ُ‬ ‫الد‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫ِ‬ ‫واحتج القائلون باالصطالح بوجهين: أحدهما - لو كانت اللغات توقيفيةً َّمت واسطةُ البعثة على التوقيف‬ ‫لتقد‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫والتقدم باطل وبيان المالزمة أنها إذا كانت توقيفيةً فال بد من واسطة بين اللّه والبشر وهو النبي الستِحالة‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ ٌ ُ‬ ‫ِ‬ ‫خطاب اللّه تعالى مع كل أحد وبيان بطْالَن التَّ قدم قوله تعالى: " وما أَرسلْنا من رسول إالّ بِلِسان قَوِ‬ ‫َ ِ ْ مه " وهذا‬ ‫ِ‬ ‫َ َْ َ ْ ُ ٍ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ِّ‬ ‫يَقتَضي ُّم اللغة على البعثة.‬ ‫ْ ِ‬ ‫تقد َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫والثاني - لو كانت اللغات توقيفيةً فذلك إما بأن يَخلُق اللّه تعالى علماً ضروريّاً في العاقل أنَّه وضع األلفاظ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫لكذا أو في غير العاقل أو بأالَّ يخلق علماً ضرورياً أصالً واألول باطل وإالّ لكان العاقل عالماً باللّه بالضرورة‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ألنه إذا كان عالماً بالضرورة بكون اللّه وضع كذا لِكذا كان علمه باللّه ضروريّاً ولو كان كذلك لبطَل التكليف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ِ َ‬ ‫والثاني باطل ألن غير العاقل ال يمكنُه إنهاءُ تمام هذه األلفاظ والثالث باطل ألن العلم بها إذا لم يكن ضرورياً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫زم التسلسل.‬ ‫ٍ‬ ‫احتيج إلى توقيف آخر ولَ ِ‬ ‫والجواب عن األولى من حجج أصحاب التوقيف: لِم الَ يَجوز أن يكون المراد من تعليم األسماء اإللهام إلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َُِ‬ ‫وضعها وال يقال: التعليم إيجاد العلم فإنا ال نُسلِّم ذلك بل التعليم فعل يترتب عليه العلم وألجله يُقال علَّمتُه‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫فلم يتعلَّم.‬ ‫سلمنا أن التعليم إيجاد العلم لكن قد تقرر في الكالم أن أفعال العباد مخلوق ٌ للّه تعالى فعلى هذا: العلم‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الحاصل بها موجد للّه.‬ ‫ُ َ‬ ‫سلَّمناه لكن األسماء هي سمات األشياء وعالماتُها مثل أن يعلَّم آدم صالح الخيل لِلْعدو والجمال للحمل‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫والثيران للحرث فَلِم قلتُم: إن المراد ليس ذلك وتخصيص األَسماء باأللفاظ عرف جديد سلمنا أن المراد هو‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫األلفاظ ولكن لِم ال يجوز أن تكون هذه األلفاظ وضعها قوم آخرون قبل آدم وعلَّمها اللّه آدم وعن الثانية أنه‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تعالى ذمهم ألنهم سموا األصنام آلهة واعتقدوها كذلك.‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُِ‬ ‫وعن الثالثة أن اللسان هو الجارحة المخصوصة وهي غير مرادة باالتفاق والمجاز الذي ذكرتموه يعارضه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مجازات أخر نحو مخارج الحروف أو القدرة عليها فلم يثبت التَّرجيح.‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫6‬
  • 7. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫ِ‬ ‫وعن الرابعة أن االصطالح ال يَستَدعي ُّم اصطالح آخر بدليل تعليم الوالدين الطفل دون سابقة اصطالح‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫تقد َ‬ ‫ْ‬ ‫ثمة.‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والجواب عن األولى من حجتَي أصحاب االصطالح: ال نُسلِّم توقُّف التوقيف على البعثة لجواز أن يخلق اللّه‬ ‫ِ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فيهم العلم الضروري بأن األلفاظ وضعت لكذا كذا.‬ ‫و‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫م ال يجوز أن يخلق اللّه العلم الضروري في العقالء أن واضعاً وضع تلك األلفاظ لتلك المعاني‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وعن الثانية: لِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫وعلى هذا ال يكون العلم باللّه ضرورياً سلَّمناه لكن لِم ال يجوز أن يكون اإلله معلوم الوجود بالضرورة لبعض‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العقالء قوله: لَبَطَل التكليف قُلْنا: بالمعرفة أما بسائر التكاليف فال.‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫انتهى.‬ ‫وقال أبو الفتح بن برهان: في كتاب الوصول إلى األصول: اختلف العلماءُ في اللغة: هل تَثبُت توقيفاً أو‬ ‫ُ‬ ‫اصطالحاً فذهبت المعتزلةُ إلى أن اللغات بأسرها تثبت اصطالحاً وذهبت طائف ٌ إلى أنها تثبت توقيفاً.‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ْ‬ ‫وزعم األستاذُ أبو إسحاق اإلسفرائيني أن القدر الذي يدعو به اإلنسان غيره إلى التَّواضع يَثْبت توقيفاً وما عدا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََْ‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك يجوز أن يثبت بكل واحد من الطريقين.‬ ‫وقال القاضي أبو بكر: يجوز أن يثبت توقيفاً ويجوز أن يثبت اصطالحاً ويجوز أن يثبت بعضه توقيفاً وبعضه‬ ‫اصطالحاً والكل ممكن.‬ ‫ّ‬ ‫وعمدة القاضي أن الممكن هو الذي لو قُ ِّر موجوداً لم يعرض لوجوده محال ويعلم أن هذه الوجوه لو قُ ِّرت‬ ‫دَ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫لم يعرض من وجودها محال فوجب قَطْع القول بإمكانها.‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وعمدةُ المعتزلة أن اللغات ال تدل على مدلوالتها كالداللة العقلية ولهذا المعنى يجوز اختالفُها ولو ثبتت توقيفاً‬ ‫ُ‬ ‫من جهة اللّه تعالى لكان ينبغي أن يخلق اللّه العلم بالصيغَة ثم يخلق العلْم بالمدلول ثم يخلق لنا العلم بجعل‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫الصيغة دليالً على ذلك المدلول ولو خلق لنا العلم بصفاته لجاز أن يخلُق لنا العلم بذاته ولو خلق لنا العلم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بذاته بطل التكليف وبطلت المحنة.‬ ‫قلْنا: هذا ٌ على أصل فاسد فإنا نقول: يجوز أن يخلق اللّهُ لنا العلم بذاته ضرورة وهذه وعمدة األستاذ أبي‬ ‫بناء‬ ‫إسحاق اإلسفرائيني: أن القدر الذي يدعو به اإلنسان غيره إلى التواضع لو ثبت اصطالحاً الفْ تَ قر إلى اصطالح‬ ‫ٍ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫آخر َّمه وهكذا فيتسلسل إلى ما ال نهاية له.‬ ‫يتقد‬ ‫َ ٍ‬ ‫قلنا: هذا باطل فإن اإلنسان يمكنه أن يُفهم غيره معاني األسامي كالطفل ينشأُ غير عالم بمعاني األلفاظ ثم‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫يتعلَّمها من األبوين من غير تَق ُّم اصطالح.‬ ‫َدِ‬ ‫وعمدةُ من قال: إنها تَثْبت توقيفاً قولُه تعالى: " وعلَّم آدم األَسماء كلَّها " وهذا ال حجةَ فيه من جهة القطْع فإنه‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ََ ْ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُموم والعموم ظاهر في االستغراق وليس بنص قال القاضي: أما الجواز فثابت من جهة القطع بالدليل الذي‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّمتُه وأما كيفيةُ الوقوع فأنا متوقف فإن دل دليل من السمع على ذلك ثبت به.‬ ‫قد ْ‬ ‫وقال إمام الحرمين في البرهان: اختلف أرباب األصول في مأخذ اللغات فذهب ذاهبون إلى أنها توقيف من اللّه‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تعالى وصار صائرون إلى أنها تثبت اصطالحاً وتَواطُؤاً وذهب األستاذ أبو إسحاق في طائفة من األصحاب إلى‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫أن القدر الذي يُفهم منه قصد التواطؤ ال بد أن يُفرض فيه التوقيف.‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫7‬
  • 8. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫والمختار عندنا أن العقل يجوز ذلك كلَّه فأما تجويز التوقيف فال حاجةَ إلى تكلُّف دليل فيه ومعناه أن يُثْبِت‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫صيغ مخصوصة بمعاني فتتبَ يَّن العقالءُ الصيَغ ومعانيها ومعنى التوقيف فيها‬ ‫ِّ َ‬ ‫ٍَ‬ ‫ِ‬ ‫اللّه تعالى في الصدور علوماً بَديهيَّةً بِ‬ ‫ُ‬ ‫أن يلقوا وضع الصيغ على حكم اإلرادة واالختيار وأما الدليل على تجويز وقوعها اصطالحاً فهو أنه ال يبعد أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫يحرك اللّه تعالى نفوس العقالء لذلك ويُعلِم بعضهم مراد بعض ثم ينشئون على اختيارهم صيغاً وتقترن بما‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يريدون أحوال لهم وإشارات إلى مسميات وهذا غير مستَ ْنكر وبهذا المسلك ينطلق الطفل على طَو ِ‬ ‫َ ال ترديد‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫المسمع عليه ما يريد تلقينه وإفهامه فإذا ثبت الجواز في الوجهين لم يبق لِما تخيَّله األستاذ وج ٌ والتعويل في‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ م ْنع التوقيف واالصطالح‬ ‫التوقيف وفرض االصطالح على علوم تَثْبت في النفوس فإذا لم يمنع ثبوتها لم يبق لِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بعدها معنى وال أحد يمنع جواز ثبوت ِ‬ ‫العلوم الضرورية على النحو المبَ يَّن.‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫فإن قيل: قد أثْ بَتُّم الجواز في الوجهين عموماً فما الذي اتفق عندكم وقوعه قلنا: ليس هذا مما يُتَطَرق إليه‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ْ ِ َ ْ ِ‬ ‫بمسالك العقول فإن عَ الجائز ال يُستَدرك إالّ بالسمع الْمحض ولم يَثْبت عندنا سمع قاطع فيما كان من‬ ‫ْ ْ‬ ‫وقو‬ ‫ذلك وليس في قوله تعالى: " وعلَّم آدم األَسماءَ كلَّها " دليل على أحد الجائزين فإنه ال يمتنع أن تكون اللغات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ََ ْ َ ُ َ‬ ‫لم يكن يعلمها فعلَّمه اللّه تعالى إياها وال يمتنع أن اللّه تعالى أثبتَها ابتداء وعلَّمه إياها.‬ ‫ِ‬ ‫وقال الغزالي في المنخول: قال قائلون: اللغات كلُّها اصطالحية إذ التَّوقيف يَثبت بقول الرسول عليه السالم وال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ ُ دعاء البعض البعض باالصطالح‬ ‫ي فهم قولُه دون ثبوت اللغة وقال آخرون: هي توقيفية إذ االصطالح يعرض بعد ِ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫وال بد من عبارة يُفهم منها قصد االصطالح.‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫وقال آخرون ما يُفهم منه: قصد التَّواضع توقيفي دون ما عداه ونحن نجوز كونَها اصطالحية بأن يحرك اللّهُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫رأس واحد فيفهم آخر أنه قصد االصطالح ويجوز كونُها توقيفية بأن يثبت الرب تعالى مراسم وخطوطاً يفهم‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ واحد منهما ونحن نرى الصبي‬ ‫َّ‬ ‫الناظر فيها العبارات ثم يتعلُم البعض عن البعض كيف ال يجوز في العقل كل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِو‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫صغَره فإذن الكل جائز.‬ ‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫يتكلم بكلمة أبويه ويفهم ذلك من قرائن أحوالهما في حالة ِ‬ ‫ُ‬ ‫وقو ِ‬ ‫وأما عُ أحد الجائزين فال يستدرك بالعقل وال دليل في السمع وقوله تعالى: " وعلَّم آدم األَسماء كلَّ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ها " ظاهر‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫في كونه توقيفياً وليس بقاطع ويُحتَمل كونُها مصطلحاً عليها من خلْق اللّه تعالى قبل آدم انتهى.‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وقال ابن الحاجب في مختصره: الظاهر من هذه األقوال قول أبي الحسن األشعري.‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْف عن القطْع‬ ‫َ‬ ‫قال القاضي تاج الدين السبكي في شرح منهاج البيضاوي: معنى قول ابن الحاجب: القول بالوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُّعفاء يقول: إن هذا‬ ‫بواحد من هذه االحتماالت وترجيح مذهب األشعري بغلَبة الظن قال: وقد كان بعض الض ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الذي قاله ابن الحاجب مذهب لم يقل به أحد ألن العلماءَ في المسألة بين متوقِّف وقاطع بمقالتِه فالقول‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ف لعدم قاطع قد يرجح بالظن ثم إن كانت المسألةُ ظنِّية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالظهور ال قائل به قال: وهذا ضعيف فإن المتوقِّ‬ ‫اكتُفي في العمل بها بذلك التَّرجيح وإالّ توقف عن العمل بها ثم قال: واإلنصاف أن األدلةَ ظاهرٌ فيما قاله‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫األشعري فالمتوقّف إن توقَّف لعدم القطْع فهو مصيب وإن َّعى عدم الظهور فغير مصيب هذا هو الحق الذي‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اد‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫فاه به جماع ٌ من المتأخرين منهم الشيخ تقي الدين بن دقِيق العيد في شرح العنوان.‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫وقال فِي رفع الحاجب: اعلم أن للمسألة مقامين: أحدهما الجواز فمن قائل: ال يجوز أن تكون اللغةُ إالّ توقيفاً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ٍّ‬ ‫ومن قائل: ال يجوز أن تكون إالّ اصطالحاً والثاني أنه ما الذي وقع على تقدير جواز كل من األمرين والقول‬ ‫ُ‬ ‫8‬
  • 9. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫بِتجويز كل من األمرين هو رأي المحققين ولم أر من صرح عن األشعري بخالفه والذي أراه أنه إنما تكلم في‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الوقوع وأنه يجوز صدور اللّغة اصطالحاً ولو منع الجواز لن قله عنه القاضي وغيره من محققي ِ‬ ‫ِّ كالمه ولم أرهم‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫نقلوه عنه بل لم يَذكره القاضي وإمام الحرمين وابن القشيري واألشعري في مسألة مبدأ اللغات البتَّة وذكر إمام‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫الحرمين االختالف في الجواز ثم قال: إن عَ لم يَثْبُت وتَبِعه القشيري وغيره.‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫الوقو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تنبيهات: أحدها - إذا قلنا بقول األشعري إن اللغات توقيفيَّة - ففي الطريق إلى علمها مذاهب حكاها ابن‬ ‫ُ‬ ‫الحاجب وغيره: أحدها بالوحي إلى بعض األنبياء والثاني بخلق األصوات في بعض قال ابن السبكي في رفع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الحاجب: والظاهر من هذه هو األول ألنه المعتاد في علْم اللّه تعالى الثاني - قول اإلمام الرازي فيما تقدم: لِم‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الَ يجوز أن تكون هذه األلفاظ وضعها قوم آخرون قبل آدم قال في رفْع الحاجب: لسنا َّعي أن قبل آدم‬ ‫ند‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ ٌ‬ ‫ُ ُ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫الجن والبن فذلك لم يَثْبُت عندنا بل قال القاضي في التقريب: جاز تواضع المالئكة المخلوقة قبله قال ابن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫القشيري: وقد كانوا قبلَه يتخاطبون ويفهمون.‬ ‫الثالث - قول أهل االصطالح: لو كانت اللّغات توقيفيةً َّمت واسطةُ البعثَة على التوقيف أحسن من جواب‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫لتقد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلمام عن جواب ابن الحاجب حيث قال: إذا كان آدم عليه السالم هو الذي عُلِّمها اندفع الدور قال في رفع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الحاجب: ألن آلدم حالتين: حالة النبوة وهي األولى وفيها الوحي الذي من جملته تعليم اللغات وعلمها الخلق‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إذ ذاك ثم بُعث بعد أن عَلَّمها قومه فلم يكن مبعوثاً لهم إالّ بعد علمهم اللغات فبُعث بلسانهم قال: وحاصلُه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أن نبوته متقدم ٌ على رسالته والتعليم متوسط فهذا وجهُ اندفاع َّور.‬ ‫الد ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ة‬ ‫َّ‬ ‫الرابع - قال في رفع الحاجب: الصحيح عندي أنه ال فائدة لهذه المسألة وهو ما صححه ابن األنباري وغيره‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ولذلك قيل: ذكرها في األصول فضول وقيل: فائدتها النظر في جواز قَ لْب اللغة فحكي عن بعض القائلين‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫بالتَّوقيف منع القلْب مطلقاً فال يجوز تسمية الثَّوب فرساً والفرس ثوباً وعن القائلين باالصطالح تجويزه وأما‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫المتوقِّفون - قال المازري - فاختلَفوا فذهب بعضهم إلى التجويز كمذهب قائل االصطالح وأشار أبو القاسم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫عبد الجليل الصابوني إلى الم ْنع وجوز كون التوقيف وارداً على أنه وجب أالَّ يقع النطق إالّ بهذه األلفاظ قال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ابن السبكي والحق عندي - وإليه يشير كالم المازري - أنه ال تَعلُّق لهذا باألصل السابق فإن التوقيف لو تم‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ليس فيه حجر علينا حتى ال يُ ْنطَق بسواه فإن فُرض حجر فهو أمر خارجي والفرع حكمه حكم األشياء قبل‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫َّ ْ‬ ‫ورود الشرائع فإنا ال نعلم في الشرع ما يدل عليه وما ذكره الصابوني من االحتمال مدفو ٌ.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ م أن الفقهاء المحققين ال يحرمون الشيء بمجرد احتمال ورود الشرع بتحريمه وإنما‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫قال المازري: وقد علِ‬ ‫َِ‬ ‫َ‬ ‫يحرمونه عند انْتهاض دليل تحريمه قال: وإن استُنِد في التحريم إلى االحتياط فهو نظر في المسألة من جهة‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أخرى وهذا كلّه فيما ال يؤ ِّي قلبهُ إلى فساد النظام وتغييره إلى اختالط األحكام فإن َّى إلى ذلك - قال‬ ‫أد‬ ‫َد‬ ‫ُ‬ ‫المازري: فال نختلف في تحريم قَلبِه ال ألَجل نفسه بل ألجل ما يُ ِّي إليه قال في شرح المنهاج: إن بناء‬ ‫َ‬ ‫ِ ؤد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُِ‬ ‫ِ‬ ‫المسألة على هذا األصل غير صحيح فإن هذا األصل في أن هذه اللغات الواقعة بين أظْهرنا هل هي‬ ‫ُ‬ ‫لفظ الثوب على الفرس مثالً وقال‬ ‫باالصطالح أو التوقيف ال في شخص خاص اصطلح مع صاحبه على إطالق ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ْ ٍ‬ ‫الزْكشي في البحر: حكى األستاذ أبو منصور قوالً: إن التوقيف وقع في االبتداء على لُغَة واحدة وما سواها من‬ ‫َّر ِ‬ ‫َ‬ ‫اللغات وقع التوقيف عليها بعد الطوفان من اللّه تعالى في أوالد نوح حين تفرقوا في أقطار األرض قال: وقد‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫9‬
  • 10. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫المزهر في علوم اللغة وأنواعها‬ ‫روي عن ابن عباس: أول من تكلم بالعربية المحضة إسماعيل وأَراد به عربيةَ قريش التي نزل بها القرآن وأما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عربية قَحطان ِ‬ ‫ْ وحمير فكانت قبل إسماعيل عليه السالم.‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وقال في شرح األسماء: قال الجمهور األعظم من الصحابة والتابعين من المفسرين: إنها كلَّها توقيف من اللّه‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ وقو ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى وقال أهل التحقيق من أصحابنا: ال بد من التوقيف في أصل اللغة الواحدة الستِحالة ع االصطالح‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫لغة واحدة‬‫على أول اللغات من غير معرفة من المصطلحين بعين ما اصطلحوا عليه وإذا حصل التوقيف على ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫جاز أن يكون ما بعدها من اللغات اصطالحاً وأن يكون تَوقيفاً وال يُقطَع بأحدهما إالّ بداللة قال: واختلفوا في‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لغة العرب فمن زعم أن اللغات كلَّها اصطالح فكذا قوله في لغة العرب ومن قال بالتَّوقيف على اللغة األولى‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫وأجاز االصطالح فيما سواها من اللغات اختلفوا في لغة العرب فمنهم من قال: هي أول اللغات كل ٍ‬ ‫و ُّ لغة سواها‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫حدثَت بعدها إما توقيفاً أو اصطالحاً واستدلوا بأن القرآن كالم اللّه وهو عربي وهو دليل على أن لغةَ العرب‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫أسبق اللغات وجوداً.‬ ‫ُ‬ ‫حمير وهي التي تكلّموا بها من عهد هود ومن قَبله وبقي بعضها إلى وقتنا - والثانية - العربيَّةُ‬ ‫ُ‬ ‫أحدهما - عربيةُ ِ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫المحضة التي نزل بها القرآن وأول من أُنْطق لسانُه بها إسماعيل فعلى هذا القول يكون توقيف إسماعيل على‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫العربية المحضة يَحتَمل أمرين: إما أن يكون اصطالحاً بينه وبين جرهم النازلين عليه بمكة وإما أن يكون توقيفاً‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫من اللّه تعالى وهو الصواب.‬ ‫انتهى.‬ ‫ذكر اآلثار الواردة في أن اللّه تعالى علم آدم عليه السالم اللغات: قال َكِيع في تفسيره: َّثنا شريك عن‬ ‫حد َ‬ ‫و‬ ‫عاصم بن كليب الجرمي عن سعيد ابن معبد عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: " َعََلَّم آدم‬ ‫و َ َ ََ‬ ‫األَسماء كلَّها " قال: علّمه كل شيء علَّمه القصعةَ والْقص ْي عة والفسوة والفس ْي وةَ أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ ُ َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ ُ َ‬ ‫ْ و َّ ٍ‬ ‫وابن المنذر في تفاسيرهم بلفظ: علَّمه اسم الصحفة والقدر كل شيء حتى الفسوة والفسيّة.‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫مه اسم كل شيء حتى البعير‬ ‫َ ِّ‬ ‫وأخرج كِيع عن سعيد بن جبَير في قوله: " وعلَّم آدم األَسماء كلَّها " قال: علَّ‬ ‫َ َ َ ََ ْ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫والبقرة والشاة.‬ ‫وأخرج َكيع وعبد بن حميد في تفسيرهما عن مجاهد في قوله: " وعلَّم آدم األَسماءَ كلَّها " قال: علَّمه كل‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ََ ْ َ ُ َ‬ ‫و‬ ‫شيء ولفظ عبد بن حميد: ما خلق اللّهُ كله.‬ ‫َ‬ ‫وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم في تفسيرهما من طريق السدي عمن حدثه عن ابن عباس في قوله: "‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وعلَّم آدم األَسماءَ كلَّها " قال: عرض عليه أسماء ولده إنساناً إنساناً َّواب فقيل: هذا الحمار هذا الجمل‬ ‫والد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ ْ َ ُ َ‬ ‫هذا الفرس.‬ ‫وأخرج ابن جزي في تفسيره من طريق َّحاك عن ابن عباس في قوله: " وعلَّم آدم األَسماءَ كلَّها " قال: هي‬ ‫َ َ َ ََ ْ َ ُ َ‬ ‫الض‬ ‫ُ ّ‬ ‫هذه األسماء التي يَتعارف بها الناس إنسان ودابة وأرض وسهل وبَحر وجبَل وحمار وأشباه ذلك من األمم‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫وغيرها.‬ ‫وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبَير في قوله: " وعلَّم آدم األَسماء كلَّها " قال: اسم اإلنسان واسم الدابة‬ ‫َ َ َ ََ ْ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫واسم كل شيء.‬ ‫ِّ‬ ‫11‬