1. بشيرة بن مراد
تحرر المرأة التونسية ورائدة الحركة النسائية في تونس
ّ
فالمرأة التونسية لم تكن عموما مرتدية للحجاب أو الخمار ]الذي يغطي الوجه ماعدا العينين [
ّ
وخصوصا في القرى والرياف، ومن التونسيات من تخلصت من الحجاب في مدينتي تونس
ّ
.
وصفاقس على سبيل الذكر قبل الخمسينات من القرن الماضي أي قبل الستقلل
والزعيم الحبيب بورقيبة لم ينزع الحجاب عن المرأة وإنما السفساري الذي يربطها بالبيت ويطمس
ّ
كينونتها الجتماعية، وكان ذلك في حركة رمزية تهدف إلى تحرير المرأة من العقلية الجتماعية
المتحجرة واسترجاع كرامتها المداسة وتشريكها في معترك الحياة الثقافية والجتماعية
ّ
.
**********************************************
***
والقتصادية
بشيرة بن مراد: )ولدت سنة 3191-وتوفيت يوم 4 ماي 3991(. هي رائدة الحركة النسائية في
تونس. ولدت بالعاصمة التونسية في عائلة عريقة في العلم والدين. إذ كان جدها الشيخ أحمد
.
بن مراد مفتيا حنفيا، وكان والدها الشيخ محمد الصالح بن مراد شيخ السلم الحنفي
تلقت بشيرة بن مراد تعليمها على أيدي عدد من مشائخ جامع الزيتونة، ومن بينهم جدها نفسه،
بالضافة إلى جانب آخرين ومن بينهم محمد مناشو الذي علمها النشاء والكتابة، وفرج عباس ،
ومحمد بوذينة. وقد حفظت جانبا من القرآن الكريم وتعلمت العربية، كما حفظت كثيرا من الشعر
.
العربي. وهو ما مكنها من الكتابة الصحفية والخطابة في المحافل النسائية وحتى المختلطة
تزوجت بشيرة بن مراد سنة 9291 من الشيخ صالح الزهار )المتوفى سنة 2591(، وكان يعمل
.
في سلك العدول. وقد شجعها على القيام بنشاطها الوطني والنسائي. ولكنها لم تنجب منه أبناء
برزت بشيرة بن مراد إلى جانب أختها نجيبة وعدد من نساء الرستقراطية التونسية في العمال
الخيرية. ثم كانت في ديسمبر 6391 من بين عدد من النساء اللتي أسسن أول جمعية نسائية
تونسية هي التحاد النسائي السلمي التونسي، ثم تقدمن سنة 8391 بمطلب للعتراف بها
.
وبقيت الجمعية تنشط رغم أنها لم تحصل على التأشيرة إل سنة 1591
2. لقد اقترن اسم بشيرة بن مراد بالتحاد النسائي السلمي التونسي، والملفت أنها وجدت تشجيعا
من والدها الذي كان منذ بضع سنوات فقط من أبرز معارضي الطاهر الحداد رائد تحرير المرأة
.
في تونس
ساهمت بشيرة بن مراد بالكتابة الصحفية في عدد من الدوريات من بينها مجلة المسرح )7391(
ومجلة والدها "شمس السلم" )8391( وقد تناولت مواضيع تهم المرأة أساسا. من بين
أقوالها : "ليس في الحياة المنزلية ما ينقص مقام المرأة ول ما يحط من شرفها ول مما يصح أن
يقال فيه: إنها مظلومة الجانب مهضومة الحق، لن تقسيم العمال بين الجنسين ضروري... يجب
على المرأة أن تضرب بسهم في الحياة فل بد من تربيتها تربية دينية صالحة لتكون مستعدة لحمل
المانة التي قضى ا عليها بحملها وحفظها". ول شك أن هذا الخطاب يعكس نظرة محافظة
.
تعكس ول شك تأثر بشيرة بن مراد بمحيطها العائلي
ومن بين ما دعت إليه بشيرة بن مراد التعليم، وفي هذا المعنى كتبت سنة 8391 ما يلي: "المرأة
التونسية تطورت وسمت أفكارها وصارت تراقب سير المور وهي تستحسن وتستهجن وتمدح
وتذم وتفهم حالة البلد من كل نواحيها. تشارك في المجتمعات الخيرية والجتماعية العلمية. وإني
. لمسرورة بكل ذلك. وقد أسمع أحيانا بعض ما يقلقني، مثل العراض عن الزواج ونحو ذلك