SlideShare a Scribd company logo
1 of 13
Download to read offline
‫نور الدين‬
‫البحيري‬
‫للفجر:‬

‫احلكومة يف موقع قوة وما يقدمونه‬
‫من بدائل ال خيلق إال الفوضى والفراغ‬
‫‪El Fejr‬‬

‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬
‫الجمعة 2 شوال 4341هـ الموافق لـ 9 أوت 3102 م‬

‫اﻟﻌﺪد‬

‫221‬

‫اﻟﺜﻤﻦ : 007 مليم - الثمن في الخارج :1 يورو - في ليبيا : 1 دينار‬

‫عندما تتكلم القصبة‬
‫يصمت االنقالبيون‬

‫ّ‬
‫وزير الداخلية يؤكد:‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫حققنا نجاحات كبرية يف‬
‫التصدي لالرهابيني وسنقايض‬
‫ّ‬
‫"املشككني" يف نزاهة األمنيني‬
‫ّ‬
‫وطنية‬

‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬

‫عيد فطر مبارك‬

‫عطلة بثالثة ايام بمناسبة عيد الفطر‬

‫مــطلع الفجر...‬

‫موحدون ..‬
‫ضد االرهاب‬
‫م ��ن امل�سلم ��ات والبديهيات ان تون� ��س تتعر�ض اىل‬
‫هجم ��ة �شر�س ��ة لإجه ��از عل ��ى ثورته ��ا وم ��ا العملي ��ات‬
‫االرهابية االخرية من اغتيال لل�شهيد حممد الرباهمي‬
‫م ��ردوف بعملي ��ة جبانة على ثم ��اين جن ��ود والتمثيل‬
‫ّ‬
‫بجثثه ��م �إال دلي ��ل عل ��ى �شرا�س ��ة املرتب�ص�ي�ن مب�س ��ار‬
‫االنتق ��ال الدميقراطي يف الب�ل�اد و�أننا امام عدوّ يرمي‬
‫ب�أخ ��ر اوراق ��ه يف املعرك ��ة يف م�سع ��ى ل ��واد الث ��ورة‬
‫وتطلع ��ات التون�سيني نحو التح ��رر واالنعتاق. ورغم‬
‫ّ‬
‫ج�سام ��ة امل�ص ��اب ف� ��إن ه ��ذه االعت ��داءات ق ��د وح ��دت‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫م�شاعر كل التون�سيني وزادت يف تالحمهم وت�ضامنهم‬
‫وم ��ا امل�س�ي�رات ال�شعبي ��ة التي خرج ��ت يف اغلب مدن‬
‫ّ‬
‫اجلمهوري ��ة للتنديد باالرهاب والتعب�ي�ر عن امل�ساندة‬
‫ّ‬
‫القويّة للجي�ش الوطني وقوات االمن الداخلي ودعمهم‬
‫يف دح ��ر االرهاب والك�شف ع ��ن اوكاره احلقيقية اد ّلة‬
‫ّ‬
‫قاطع ��ة ان املواطن التون�سي واع باملعارك والتحديات‬
‫ّ‬
‫احلقيقي ��ة الت ��ي يجب ان ت�ش� �د االنتباه، ولع ��ل ذلك ما‬
‫ّ‬
‫يف�س ��ر اعرا� ��ض التون�سيني ع ��ن ال�س�ي�ر وراء دعوات‬
‫ّ‬
‫ا�ستباحة امل�ؤ�س�سات الر�سميّة للدولة او تعطيل اعمال‬
‫امل�ؤ�س�س ��ات الت�شريعي ��ة والتنفيذي ��ة. وه ��ذا التوج ��ه‬
‫ّ‬
‫العق�ل�اين والأ�صيل للمواطنني وملختلف القائمني على‬
‫م�صالح البالد اربك ح�ساب ��ات الطامعني يف اال�ستيالء‬
‫عل ��ى ال�سلط ��ة بغ�ي�ر م�سط ��رة القان ��ون وك�ش ��ف ان‬
‫اال�ستثمار يف االعت ��داءات االرهابية لتحقيق الرغبات‬
‫احلزبي ��ة والفئوي ��ة واملتاج ��رة بامل�صائ ��ب الوطنيّة ال‬
‫يعطي اال النتائج العك�سيّة. فممار�سة ال�سيا�سة تخ�ضع‬
‫يف كل ال ��دول املتح�ض ��رة اىل اج ��راءات معلوم ��ة لدى‬
‫اخلا� ��ص والع ��ام لي� ��س فيه ��ا افت ��كاك ال�سلط ��ة بتعداد‬
‫املواطن�ي�ن يف ال�ش ��ارع او بالتواطئ م ��ع قوى اجنبية‬
‫ب ��ل تعتم ��د االدوات ال�سيا�سي ��ة واوله ��ا اجللو� ��س‬
‫اىل طاول ��ة املفاو�ض ��ات واالع�ت�راف املتب ��ادل ب�ي�ن كل‬
‫الفرق ��اء ال�سيا�سيني والكف ع ��ن اخلطابات العن�صريّة‬
‫االق�صائي ��ة الت ��ي تزايدت يف امل� �دّة االخرية واخلطري‬
‫يف امل�سال ��ة �أنه ��ا �ص ��ادرة عن اطراف حتم ��ل النيا�شني‬
‫االن�سانية واحلقوقية.‬
‫ان التجرب ��ة الدميقراطيّة الوليدة حتتاج اىل رعاية‬
‫وطني ��ة وتفه ��م لل�صعوب ��ات الت ��ي تعرت�ضه ��ا باعتبار‬
‫عظمة ما �سينجر عنه ��ا من تغيري للعقليات والذهنيات‬
‫والتحاق لفئات وقوى جديدة اىل دائرة �صناعة القرار‬
‫وال يق ��ف امام ه ��ذا امل�س ��ار �إال الراغب ��ون يف ان تبقى‬
‫تون� ��س حم�ص ��ورة يف اط ��راف �سيا�سي ��ة دون غريها‬
‫ويف مناط ��ق دون غريها ويف ثقافة دون غريها ولي�س‬
‫لذلك عن ��وان غري اال�ستبداد والعبوديّة وذلك ما ي�سعى‬
‫االره ��اب اىل ار�سائه. ولك ��ن �سفينة احلريّة �سارت يف‬
‫غري هذا االجتاه.‬
‫الفجر‬

‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬

‫2‬

‫بمناس��بة عي��د الفط��ر املب��ارك،‬
‫تتق��دّ م جري��دة الفج��ر بأح��ر‬
‫ّ‬
‫التهاين إىل الشعب التونيس واألمة‬
‫ّ‬
‫اإلس�لامية مجع��اء راجي��ة من اهلل‬
‫ّ‬
‫الع�لي القدير أن حيف��ظ تونس من‬
‫ّ‬
‫كل مكروه وأن يعيد علينا هذا العيد‬
‫باليمن والربكة واخلري والسعادة.‬

‫�أعلم ��ت رئا�س ��ة احلكوم ��ة �أن ��ه مبنا�سب ��ة عيد الفط ��ر املب ��ارك يتمتع �أع ��وان الدول ��ة واجلماع ��ات املحلية‬
‫وامل�ؤ�س�س ��ات العمومي ��ة ذات ال�صبغة الإدارية بثالثة �أيام عطلة وذلك �أي ��ام اخلمي�س 8 واجلمعة 9 وال�سبت‬
‫01 �أوت3102.‬
‫وي�ست�أن ��ف العمل بنظام احل�صة الواحدة ال�صيفي بعد عيد الفطر املبارك و�إىل غاية يوم 13 �أوت3102‬
‫على النحو التايل :‬
‫ �أي ��ام الإثنني والثالثاء والإربعاء واخلمي�س من ال�سابع ��ة والن�صف �صباحا 03.70 �إىل ال�ساعةالثانية‬‫00.41 بعد الزوال‬
‫- يوم اجلمعة من ال�سابعة والن�صف �صباحا 03.70 �إىل ال�ساعة الواحدة 00.31 بعد الزوال‬

‫حزب املبادرة ينفي‬
‫نف ��ى االح ��د املا�ض ��ي املكت ��ب ال�سيا�سي حل ��زب املب ��ادرة يف بالغ بثت ��ه �إذاع ��ة جوهرة م ��ا تداولته عدي ��د املواقع‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الإلكرتوني ��ة واملحط ��ات الإذاعيّة ح ��ول نب�أ حماولة �إغتيال الوج ��ه ال�سيا�سي املعروف ورئي�س ح ��زب املبادرة كمال‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مرجان. وكانت وزارة الداخليّة قد اعلنت انها متكنت من احباط حماولة اغتيال لوجه �سيا�سي معروف باجلهة. من‬
‫جه ��ة �أخ ��رى حتدثت م�صادر اعالمية عل ��ى �أن املق�صود باالغتيال كان حامد القروي وذل ��ك بهدف مزيد ا�شعال الفتنة‬
‫بني التون�سيني.‬

‫سلوى الرشيف : قيس سعيد مريض‬
‫اتهم ��ت �سل ��وى ال�شريف يف حوار لها م ��ع جريدة االعالن يف عدده ��ا الأخري اال�ستاذ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫قي� ��س �سعي ��د بانه مل ي�ش ��ارك يوما يف منرب �سيا�س ��ي حتى نعرف معدنه، �إن ��ه ي�أتي �إىل‬
‫ح�صة تلفزيّة فيقرا در�سه بطريقة مم�سرحة ولو �س�ألنا طبيبا نف�سانيّا لقال انها م�ؤ�شرات‬
‫ّ‬
‫مر� ��ض نف�سي.. االق�ت�راح الوحيد الذي قدّمه قي�س �سعي ��د كان املجل�س الت�أ�سي�سي وهو‬
‫الذي ادخلنا يف م�صيبة و�أكرب خطا قام به.‬

‫استهتار كبري بالدولة‬
‫ّ‬
‫اعت�ب�ر النقابي عدنان احلاجي الدع ��وات اىل �سلطة ال�شارع بتنحية معتمدي ��ن ووالة وتن�صيب م�س�ؤولني �آخرين‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ا�ستهت ��ارا كبريا بالدول ��ة وم�ؤ�س�ساتها وا�ضاف يف ت�صريحه االخري اىل جريدة ال�صريح �أنه مل يكن باالمكان احل�سم‬
‫ّ‬
‫يف ملف النيابات اخل�صو�صيّة واملجال�س البلديّة رغم التوافق فكيف �سيكون ممكنا يف ظل الفو�ضى الذي هو م�سار‬
‫خطري ومرفو�ض.‬

‫أجانب وسط اعتصام "الرحيل"‬
‫الحظ الزائرون العت�صام ما يطلق عليه " اعت�صام الرحيل" �أمام املجل�س الت�أ�سي�سي بباردو والذي تتزعمه اجلبهة‬
‫ّ‬
‫ال�شعبيّة ونداء تون�س ح�ضور مواطنني غري تون�سيني وقد �أكدت مرا�سلة قناة "املتو�سط" نادية فار�س �ضمن تغطية‬
‫مبا�ش ��رة م�س ��اء الأربع ��اء املا�ضي وجود عدد م ��ن الأ�شخا�ص من ذوي اجلن�سي ��ة الفرن�سيّة رافع�ي�ن ل�شعارات تدعوا‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�إىل ح ��ل املجل� ��س الت�أ�سي�سي ورحيل احلكومة ونقلت عن بع� ��ض احلا�ضرين �أن النواب الذين جمدوا و�ضعياتهم يف‬
‫الت�أ�سي�سي هم من قاموا بجلبهم �إىل االعت�صام.‬

‫اعتصام أم زردة‬
‫عبرّ عدد من امل�شاركني يف اعت�صام ما ي�سمى‬
‫ّ‬
‫بالرحيل الذي تقوده الأطراف املناه�ضة للم�سار‬
‫االنتق ��ايل احل ��ايل ع ��ن ال�ضبابيّة الت ��ي يعرفها‬
‫ّ‬
‫االعت�ص ��ام يف كل مفا�صله يف ظل تباين �أهداف‬
‫الأط ��راف امل�شاركة فيه وا�ستم ��رار غياب ناطق‬
‫ر�سم ��ي با�سم االعت�صام يع�ّب رّ عن طموحات كل‬
‫امل�شارك�ي�ن في ��ه ولي�س خدمة �أجن ��دا طرف دون‬
‫�آخ ��ر �إ�ضاف ��ة �إىل االرجت ��ال والأخط ��اء القاتلة‬
‫ّ‬
‫و�أبرزه ��ا تنظيم احتفاالت يف وقت ركن فيه كل‬
‫التون�سي�ي�ن �إىل احلزن واخل�شوع �أمام امل�صاب‬

‫العنوان: 52 نهج محمود بيرم التونسي. منفلوري ـ تونس‬
‫فاكس: 720.094.17 - الهاتف: 620.094.17‬
‫الحساب البنكي: 91301700017500040280 :‪BIAT-RIB‬‬
‫العنوان االلكتروني: ‪elfejr2011@gmail.com‬‬

‫ّ‬
‫اجللل الذي هز البالد مع �سقوط ثماين �ضحايا‬
‫يف اعت ��داء �أث ��م على اجلي� ��ش الوطني وانزالق‬
‫االعت�ص ��ام �إىل م ��ا ي�شب ��ه الأو�ض ��اع بامل ��دارج‬
‫الريا�ضي ��ة م ��ن حي ��ث االنف�ل�ات يف ال�شعارات‬
‫ّ‬
‫بلغ ��ت ح ��د امل� ��س بهوي ��ة الب�ل�اد" تون� ��س حرة‬
‫ّ‬
‫والإ�س�ل�ام عل ��ى ب� �رة " وان كان البع� ��ض ي�صر‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�أنّ املحتج�ي�ن ي ��رددون الأزالم ولي� ��س الإ�سالم‬
‫ّ‬
‫ولك ��ن �أنى للمرتزقة املجموع�ي�ن على العجل �أن‬
‫ميي ��زوا بني الأزالم والإ�سالم وه ��م يعلمون �أنّ‬
‫خ�صومته ��م م ��ع الإ�سالمي�ي�ن كم ��ا �أنّ احل�ضور‬

‫المدير المسؤول‬
‫عبد اهلل الزواري‬

‫رئيس التحرير‬
‫محمد فوراتي‬

‫ّ‬
‫مثل ��ت عملي ��ة اغتي ��ال ثماني ��ة جنود‬
‫ّ‬
‫�شب ��اب تون�سي ��ون �صدم ��ة لل ��ر�أي العام‬
‫وه ��و ال زال حتت �صدمة اغتيال ال�شهيد‬
‫حممد الرباهمي ولكن م ��ازاد الطني ب ّلة‬
‫ا�صرار التلفزة الوطنيّة على مترير جثث‬
‫ّ‬
‫ال�شه ��داء وقد مت التمثي ��ل بها يف �سابقة‬
‫مل يعرفه ��ا االع�ل�ام التون�س ��ي يف �أ�سوا‬
‫حاالت ��ه ورغم مرور ف�ت�رة على احلادثة‬
‫ّ‬
‫ف ��ان املو�ض ��وع ال زال يحت ��ل ال�ص ��دارة‬
‫يف املواق ��ع االجتماعي ��ة وبل ��غ االم ��ر‬
‫ح� �د املطالب ��ة بفتح حتقي ��ق يف الغر�ض‬
‫ّ‬
‫و�إحالة املورطني على الق�ضاء الع�سكري‬
‫طبق ��ا ملا جاء بالفق ��رة الثالثة من الف�صل‬
‫06 مك� �رر من املج ّل ��ة اجلزائيّة والذي‬
‫ّ‬
‫جاء فيه : " يعد خائنا و يعاقب بالإعدام‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫كل تون�س ��ي يتعم ��د امل�شارك ��ة يف عم ��ل‬
‫ّ‬
‫يرم ��ي �إىل حتطيم معنوي ��ات اجلي�ش و‬
‫ّ‬
‫الأم ��ة بق�صد الإ�ض ��رار بالدفاع الوطني‬
‫ّ‬
‫"وهو ن�ص يعك�س مدى خطورة اللعب‬
‫ّ‬
‫على معنويات اجلي�ش.‬

‫رفع اعتصام الرشعية‬
‫ّ‬

‫�أعل ��ن املن�س ��ق الع ��ام لالئت�ل�اف‬
‫الوطن ��ي لتحقيق �أهداف الثورة ودعم‬
‫ال�شرعي ��ة، عبد احلمي ��د الطرودي عن‬
‫رف ��ع “اعت�ص ��ام ال�شرعي ��ة” و�إخ�ل�اء‬
‫ّ‬
‫�ساح ��ة ب ��اردو وعل ��ل الق ��رار ب�أن ��ه‬
‫م�ساهم ��ة يف احلف ��اظ عل ��ى امل�صلح ��ة‬
‫العام ��ة للب�ل�اد وم�صلح ��ة املواطن�ي�ن‬
‫باخل�صو�ص م�ضيفا �أنهم ارت�أوا “�أمام‬
‫تنام ��ي ظاه ��رة االرهاب الت ��ي �أرهقت‬
‫قوات الأمن الوطن ��ي ف�ض اعت�صامهم‬
‫حت ��ى يعطوا الفر�ص ��ة للأمنيني للقيام‬
‫بواجبهم يف حماية الأمن العام”.‬

‫الطاغ ��ي لرج ��االت النظ ��ام املخل ��وع وتكالبه ��م‬
‫عل ��ى احلدي ��ث يف اجلمه ��ور �أعط ��ى االنطب ��اع‬
‫ب ��ان اجلمي ��ع جمموع ��ون خلدمة عودته ��م �إىل‬
‫ال�سلط ��ة واالنق�ضا� ��ض عليه ��ا ولي� ��س خدم ��ة‬
‫االنتقال الدميقراط ��ي يف البالد خا�صة مع رفع‬
‫ّ‬
‫�صور للمخل ��وع والتبجح مبرحلته الذهبية يف‬
‫تاريخ البالد باعتبار ان ��ه رمز لقمع الإ�سالميني‬
‫ويت�س ��اءل بع�ضه ��م يف ال�ساح ��ة او يف املواقع‬
‫االجتماعي ��ة ع ��ن �صاحب فك ��رة االعت�صام ومن‬
‫ّ‬
‫يديره من خلف ال�ستار ويف �أي اجتاه؟‬

‫اإلشراف الفني‬
‫مكرم أحمد‬

‫تصدر عن دار الفجر‬
‫للطباعة والنشر‬
‫مطبعة دار التونسية‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬

‫رئيس الحكومة:‬

‫ال مستقبل لإلرهاب يف تونس‬
‫وعىل االرهابيني تسليم أنفسهم‬
‫عل ��ى هام�ش زيارة العمل التي �أداها �إىل مقر وزارة الداخلية للإطالع‬
‫ّ‬
‫عل ��ى �آخ ��ر امل�ستج ��دات ومتابع ��ة عم ��ل الوح ��دات الأمني ��ة، �أدىل رئي� ��س‬
‫ّ‬
‫احلكوم ��ة ال�سيّد علي العري� ��ض بت�صريح �إىل و�سائل الإع�ل�ام، �أكد خالله‬
‫�أن ال مُ�ستقب ��ل للإره ��اب والإرهابي�ي�ن يف تون�س. ودع ��ا رئي�س احلكومة‬
‫ّ ّ‬
‫االرهابي�ي�ن �إىل �إلق ��اء ال�س�ل�اح وت�سلي ��م �أنف�سه ��م للأمن، و�أك ��د �أن الدولة‬
‫واملجتمع والق�ضاء �سي�أخذ ذلك بعني االعتبار.‬
‫و�أثنى رئي�س احلكومة على جمهودات قوات الأمن خا�صة بعد ك�شفها‬
‫ّ‬
‫م�سبقا حماوالت �إرهابية يف �سو�سة والوردية. و�أبرز �أن من بني العنا�صر‬
‫الت ��ي �ألقت ق ��وات الأمن القب�ض عليها يف الأي ��ام املا�ضية عنا�صر مطلوبة‬
‫يف ق�ضية اغتيال �شكري بلعيد. ووجه العري�ض دعوة �إىل التون�سيني من‬
‫ّ‬
‫�أجل جمابهة خطر الإرهاب و�إف�شال م�سعاهم يف �إرهاب ال�شعب التون�سي‬
‫وذل ��ك من خالل موا�صلة حياتهم الطبيعية. كم ��ا نبّه �إىل �ضرورة االلتزام‬
‫ب�إبرام عقود قانونية عند القيام بت�أجري منازلهم.‬

‫تنديد واسع‬
‫ببث صور اجلنود‬

‫3‬

‫منصور معلى:‬

‫دعوات إسقاط احلكومة‬
‫وحل التأسييس تشدد يساري‬

‫اعت�ب�ر ال�سيا�س ��ي واالقت�صادي من�صور معل ��ى دعوات اجلبهة ال�شعبية حل ��ل املجل�س الوطني‬
‫الت�أ�سي�س ��ي و�إ�سق ��اط احلكوم ��ة وغريه ��ا من الإج ��راءات الت ��ي تنادي به ��ا هو نوع م ��ن الت�شدد‬
‫الي�ساري.‬
‫وق ��ال من�صور معل ��ى يف حوار للزميل ال�صريح ” �أن ما تقول ��ه اجلبهة ال�شعبية “تخلوي�ض”،‬
‫معربا عن رف�ضه ملا عرب عنه بالثوريات والفرقعات.‬
‫و�أك ��د معل ��ى �أن املعار�ضة يف تون�س ف�شلت ف�شال ذريعا وهي �أي�ضا �ساهمت يف ف�شل احلكومة،‬
‫وبالتايل ما تعي�شه تون�س اليوم هو نتيجة �أخطاء الطرفني.‬

‫مظاهرات شعبية‬
‫ّ‬

‫القت املظاهرات التي دعت �إليها حركة النه�ضة والأطراف املتحالفة معها جناحا كبريا مل يكن يتوقعه املنظمون �أنف�سهم، فقد خرج الآالف‬
‫يف �أغلب مراكز الواليات منددين بامل�سار االنقالبي لأطراف يف املعار�ضة املتحالفة مع النظام ال�سابق وداعني اىل ا�ستكمال املرحلة االنتقالية‬
‫يف اق ��رب الآج ��ال، كما ندد املتظاهرون باالغتياالت وكل مظاهر العن ��ف. وقد انتقلت اعداد كبرية من املتظاهرين اىل ثكنات اجلي�ش القريبة‬
‫للتعبري عن الت�ضامن مع اجلي�ش الوطني وتقدمي العزاء يف اجلنود الذين �سقطوا يف جبل ال�شعانبي.‬

‫محسن مرزوق يهدد مراسل الجزيرة:‬
‫ّ‬

‫بعد أن ننقلب عىل احلكم سيتم اعتقالك مثل زمالئك يف مرص‬
‫قال مرا�سل قناة اجلزيرة يف تون�س حافظ مريبح �أن القيادي بحركة نداء تون�س تهجم عليه‬
‫ّ‬
‫ي ��وم ال�سب ��ت 3 مار�س خالل الإجتماع ال ��ذي عقده االحتاد من �أجل تون� ��س و اجلبهة ال�شعبية‬
‫مبقر حركة نداء تون�س‬
‫ّ‬
‫و �أك ��د حاف ��ظ مريب ��ح �أن حم�سن مرزوق ه� �دّده بالإعتق ��ال بعد ا�سقاط احلكوم ��ة و كتب يف‬
‫�صفحته على الفاي�سبوك " لقد هدّدنى قائال �إن م�صريك �سيكون االعتقال مثل م�صري زمالئك يف‬
‫م�صر بعد االنقالب " .‬
‫وهذا ما كتب الزميل مريبح على �صفحته يف الفاي�سبوك:‬
‫املدع ��و حم�س ��ن م ��رزوق "الدميقراطي ج ��دا" والقيادي يف "ن ��داء تون�س" اث ��ر تهجمه على‬
‫و�سائل الإعالم على هام�ش تغطيتنا الجتماع ما ي�سمى ب"جبهة االنقاذ الوطني" و بعد تال�سنه‬
‫مع الزميل طارق عمارة من وكالة رويرتز، هددين قائال بان م�صري اجلزيرة يف تون�س �سيكون‬
‫مثلم ��ا ح ��دث للزمالء يف م�ص ��ر بعد االنقالب من اعتق ��االت ومنع من العمل...ق ��ال يل "�صربنا‬
‫عليكم اىل حد الآن و�سنعاملكم مثلما عاملوكم يف م�صر..."‬
‫هذه هي "الدميقراطية" التي يب�شر بها هو وامثاله من جماعة املنجل والتجمع...‬

‫يف العمق‬

‫االرهاب يتهاوى‬

‫محمد فوراتي‬

‫بعد جن ��اح الوحدات الأمنية يف عمليتي حمام �سو�سة والوردية‬
‫والقب� ��ض عل ��ى ع ��دد م ��ن �أخط ��ر الإرهابي�ي�ن واملتورط�ي�ن ب�ش ��كل‬
‫رئي�س ��ي يف عمليت ��ي اغتيال �شكري بلعيد وحمم ��د الرباهمي يبدو‬
‫�أن الإره ��اب بد�أ يتهاوى �أو عل ��ى الأقل هذه الع�صابة التي احرتفت‬
‫االغتي ��ال �سبيال لبث الفتنة يف البالد. وقد بدا ه�ؤالء وحتى العقل‬
‫املدبر ال ��ذي يقف وراءهم يف عزلة مع ازدي ��اد ال�ضربات وجناحها‬
‫و�آخرها القب� ��ض على العن�صر الثالث اله ��ارب يف �سو�سة، كما كان‬
‫الدع ��م احلكوم ��ي الوا�س ��ع وااللتف ��اف ال�شعب ��ي ح ��ول م�ؤ�س�ستي‬
‫اجلي�ش والأمن دور مهم يف الرفع من معنويات عنا�صرنا يف هتني‬
‫امل�ؤ�س�ست�ي�ن وهو ما جتلى بو�ضوح يف �شرا�سة وجناحة العمليات‬
‫يف جبل ال�شعانب ��ي بالتوازي مع حتقيق جناح كبري يف ك�شف لغز‬
‫االرهابيني.‬
‫لقد �أثبت ��ت التحركات الأمنية الأخرية م�سن ��ودة ب�إرادة �سيا�سية‬
‫و�شعبي ��ة �أن الإره ��اب ال م�ستقبل له ولن يحقق �أغرا�ضه يف جمتمع‬
‫يطم ��ح �إىل بن ��اء جترب ��ة دميقرطي ��ة جدي ��دة قائم ��ة عل ��ى الكرامة‬
‫واحلري ��ة. كما �أثبتت نتائج العم ��ل الأمني الأخري �ضد هذه اخلاليا‬
‫االرهابي ��ة املتوزعة على �أكرث من منطق ��ة �أن �أمننا اجلمهوري قادر‬
‫عل ��ى التح ��رك بفعالي ��ة �ض ��د الأخط ��ار املحدق ��ة بتون�س رغ ��م حدّة‬
‫التجاذب ال�سيا�سي. ومهما كان له�ؤالء االرهابيون من خربة وخبث‬
‫ورمبا �سند داخلي وخارجي، ومهما كانت �أجنداتهم دينية مت�شددة‬
‫او خمابراتية اقليمية او دولية ف�إن تون�س ب�شعبها الواعي وارادته‬
‫املوحدة للتح ��رر واالنعتاق قادرة على دحرهم والتخل�ص منهم يف‬
‫مدة زمنية ق�صرية.‬
‫عل ��ى احلكوم ��ة احلالية الت ��ي يقوده ��ا ال�سيد عل ��ي العري�ض ان‬
‫تعطي االولوية الق�صوى ملحاربة االرهاب وكل خطر يهدد يف هذه‬
‫املرحل ��ة ا�ستق ��رار تون�س، كم ��ا عليها ان تنوع وتكث ��ف من عمليات‬
‫ُ‬
‫املراقب ��ة واال�ستق�ص ��اء والر�صد لكل املخطط ��ات ال�سرية التي تدبر‬
‫للت�أث�ي�ر على امل�شه ��د التون�سي وبث الفتن ��ة والفرقة واخلوف. كما‬
‫عل ��ى ال�سيد علي العري�ض �شخ�صي ��ا �أن يطلب من ال�شعب التون�سي‬
‫الوقوف معه وم ��ع حكومته يف حماربة االرهاب الذي يهدد تون�س‬
‫وم�ستقبله ��ا، و�أن يق ��رر ب�ش ��كل م ��ن الأ�ش ��كال دعم الق ��درات املادية‬
‫واللوج�ستي ��ة لقوات الأم ��ن واجلي�ش واالحاط ��ة بعائالت اجلنود‬
‫و�أع ��وان الأمن ب�شكل كبري لتوفري ظروف �أف�ضل لهتني امل�ؤ�س�ستني‬
‫و�ضم ��ان حيادهم ��ا وفعاليتهم ��ا يف مكافح ��ة االره ��اب وكل �أنواع‬
‫اجلرمية الأخرى.‬

‫مقال عنرصي يثري اإلشمئزاز‬
‫حبرّ عبد الر�ؤوف املقدّمي يف جريدة ال�شروق‬
‫بتاري ��خ 03 مقاال امتلأ بعبارات العن�صرية �ضد‬
‫ّ‬
‫�أه ��ايل الواح ��ات الت ��ي ينت�س ��ب اليه ��م الرئي�س‬
‫من�صف املرزوقي قائال ب�صري ��ح العبارات "هذا‬
‫الرئي�س ال�شرعي املنتخب بحوايل 6 �آالف �صوت‬
‫ونيف والذي يحيط ب ��ه م�ست�شارون يت�صدرون‬
‫قائم ��ة ال�صفر فا�ص ��ل ولكنه ��م ال ي�ستحون البتة‬
‫ع ��ن «التف�شلي ��م» و«التفركيح» معا، ه ��و للحقيقة‬
‫اخت ��زال حلال ��ة غريب ��ة ت�صي ��ب العديدي ��ن م ��ن‬
‫�أ�صيل ��ي �أو �س ��كان الواح ��ات التون�سي ��ة". ه ��ذا‬
‫املقال �أثار حفيظة كل التون�سيني وخا�صة �سكان‬
‫ّ‬
‫الواح ��ات وعك�ست املواقع االجتماعية غ�ضبهم وت�ساءلوا عن الدواعي احلقيقية‬
‫ّ‬
‫لكتاب ��ة هذه املقاالت العن�صري ��ة؟ والالفت يف االمر ال�صمت الذي تالزمه الرابطة‬
‫ّ‬
‫التون�سية للدفاع عن حقوق الإن�سان جتاه هذه املهازل االعالميّة.‬
‫4‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬

‫ّ‬
‫في ندوة صحفية وزير الداخلية يؤكد:‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫حققنا نجاحات كبرية يف التصدي لالرهابيني‬
‫ّ‬
‫وسنقايض "املشككني" يف نزاهة األمنيني‬
‫ّ‬
‫أسامة بالطاهر‬

‫ّ‬
‫�أكد وزير الداخليّة ال�سيّد لطفي بن جدّو �أن ال�ساعات‬
‫ّ‬
‫القليلة الفارطة �شهدت جناحات كبرية حققتها قوّ ات‬
‫ّ‬
‫الأمن وهو ما ي�ؤكد تفاين امل�ؤ�س�سة الأمنيّة يف حماية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الوطن وت�شكل ردّا قويّا على امل�شككني.‬
‫و�أو� �ض��ح ب��ن ج� �دّو، خ�ل�ال ن ��دوة �صحفيّة عقدت‬
‫مب�ق�ر ال� ��وزارة م�ساء الأح ��د ال�ستعرا�ض اجن��ازات‬
‫ّ‬
‫امل�ؤ�س�سة الأم�ن�ي��ة، �أن ق��وّ ات الأم��ن قامت بعمليّات‬
‫ّ‬
‫مداهمة و�إيقافات يف عدد من املناطق �إث��ر معلومات‬
‫ا�ستخباراتيّة مفادها �أن عنا�صر �إرهابيّة تروم القيام‬
‫بعدد من العمليّات االرهابيّة.‬
‫مدامهات وإيقافات باجلملة‬
‫ف�ف��ي �سو�سة ج��رت م��داه�م��ة م�ن��زل حت��ّ��ص��ن ب��ه 3‬
‫عنا�صر ك��ان��ت ت�ن��وي اغ�ت�ي��ال �شخ�صيّات �سيا�سية‬
‫وتخطط لل�سطو على بع�ض ال�ب�ن��وك وامل�ؤ�س�سات‬
‫الأمنيّة ق�صد �سرقة �أ�سلحة. ومتكن �أعوان الأمن، بعد‬
‫تبادل لإط�لاق النار، من �إلقاء القب�ض على عن�صريّن‬
‫يف حني الذ الثالث بالفرار وهو يحمل بندقيّة من نوع‬
‫كال�شينكوف تبينّ الحقا �أنه املدعو لطفي الزين وهو‬
‫ّ‬
‫�ضالع يف عمليّة اغتيال النائب حممّد براهمي، كما مت‬
‫حجز بنادق كال�شينكوف وقنابل يدويّة وذخرية.‬
‫�أم��ا بخ�صو�ص ما جد يف منطقة ال��وردي��ة فقد �أكد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الوزير �أن��ه وعلى �إث��ر ورود معلومات ا�ستخباراتيّة‬
‫داهمت وح��دات خمت�صة يف مقاومة الإره��اب منزل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ي�أوي 6 �أ�شخا�ص م�س ّلحني مت التعامل معهم بحرفيّة.‬
‫و�أ�سفرت العمليّة على �سقوط �أحد االرهابيّني و�إ�صابة‬

‫ّ‬
‫�أرب�ع��ة �آخ��ري��ن ومت �إي�ق��اف ال�ساد�س ال��ذي تبينّ �أنه‬
‫ّ‬
‫املدعو عز الدين عبد الالوي وهو من �أخطر العنا�صر‬
‫ّ‬
‫املفت�ش عنها و�ضالع يف عمليّة اغتيال �شكري بلعيد.‬
‫لي�صبح عدد املوقوفني على ذمّة ق�ضيّة �شكري بلعيد 6‬
‫�أ�شخا�ص.‬
‫كمّا �أ�شار الوزير �إىل �إيقاف �شخ�ص وحجز كميّة‬
‫كبرية من الأ�سلحة يف منطقة واد الربايع يف بن قردان‬
‫على �إثر رف�ضه لالمتثال لدوريّة احلر�س الوطني، ما‬
‫�أجربتهم على مالحقته وال��دخ��ول يف تبادل لإطالق‬
‫النار.‬
‫وتتمثّ‬
‫ل العمليّة الرابعة، التي �أعلن عنها بنّ جدّو،‬
‫يف �إيقاف ثالثة من "املت�شدّدين دينيّا" بعد حماولتهم‬
‫افتكاك �سالح عون �أمن يحر�س فرع البنك املركزي يف‬
‫مدينة �سو�سة.‬
‫ويف �أكودة �ألقي القب�ض على �شخ�ص يحمل م�سدّ�سا‬
‫وتبينّ على �إثر تفتي�شه �أنه يحمل و�صيّته ممّا يعني �أنه �أن احلديث عن ال�سلفيّني التكفريّني املت�شدّدين ال يعني‬
‫ّ‬
‫بال�ضرورة جمع كل ال�سلفيّني يف �س ّلة واحدة م�ؤّكدا‬
‫كان ينوي القيام بعمليّة انتحاريّة �أو ما �شابه ذلك.‬
‫�أن منهم الوطنيّني مثل "�أ�شجار ال��زي�ت��ون يف هذا‬
‫الوطن"، على حد تعبريه، و�أن منهم من يكره لون الدم‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫حرفية أعوان األمن‬
‫ّ‬
‫ومنهم من هو �ضد االرهاب بكل �أ�شكاله، كما ال يعني‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ونوّ ه وزير الداخليّة باملجهودات الكبرية لأعوان �أن احلديث عن املتمتعني بالعفو الت�شريعي العام يف‬
‫الأم��ن وحرفيّتهم العالية يف التعامل م��ع العنا�صر حادثة �سليمان يق�صد به اجلميع لأن منهم من ح�شر‬
‫االرهابيّة م�ؤكدا �أن حمالت الت�شكيك مل تنجح يف امل�س باطال يف تلك الق�ضيّة وم��ن وجهت له التهمة ملجرد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫من معنويّاتهم، مبيّنا �أن الوزارة لن ت�سكت جمددا عن ال�شك ودون دليل ينه�ض حجة على �ضلوعهم يف تلك‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫هذا الت�شكيك يف قدرات الأمنيني ووطنيتهم ونزاهتهم الق�ضيّة ولكن املعنيّون باحلديث �أولئك الذين رفعوا‬
‫ووح��دت �ه��م. داع �ي��ا ال���ش�ع��ب ال�ت��ون���س��ي والأح � ��زاب ال�سالح يف وجه التون�سيّني.‬
‫ال�سيا�سيّة للتوحد ولاللتفاف حول الأم��ن واجلي�ش‬
‫ّ‬
‫عودة أمن الدولة برشوط‬
‫ملحاربة الإرهاب. وا�ستغرب الوزير كيف �أن االرهاب‬
‫عندما ي�ضرب يف بلد ما يوحد �صفوف �شعبه �إال يف‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ويف تفاعله مع ت�سا�ؤالت ال�صحفيّني �أكد بن جدّو �أن‬
‫تون�س فهو يزيد الفرقة واالنق�سام.‬
‫وختم ال�سيّد لطفي بن جدّو مداخلته بالتنبيه �إىل وزارة الداخلية تقدمت بق�ضايا لدى النيابة العمومية‬

‫ّ‬
‫�ضد "امل�شككني" يف نزاهة القيادات الأمنيّة وكفاءتها‬
‫ّ‬
‫وهي يف انتظارا البدء بالإجراءات.‬
‫وحول ما راج من وجود جهاز �أمن مواز، نفى بن‬
‫جدو هذه املزاعم داعيا كل من ميلك دليال �أن يقدّمه‬
‫للوزارة �أو �أن يتقدّم به للق�ضاء. واعترب بن جدو �أن‬
‫هذه "احلمالت املنظمة للم�س من قوات الأمن الداخلي‬
‫ّ‬
‫لن تزيد البالد �إال �ضعفا".‬
‫وعن �إمكانية ع��ودة جهاز �أم��ن الدولة، �شدّد وزير‬
‫ّ‬
‫الداخلية على �أن هذا اجلهاز مل يكن يوما يف خدمة‬
‫تون�س بل ك��ان يف خدمة �شخ�ص واح��د وا�ستهدف‬
‫ّ‬
‫ال�سيا�سيّني واملثقفني ومل يكن يحمي تون�س ب�أي �شكل‬
‫من الأ�شكال و�أ�ضاف قائال: "نحن فعال يف حاجة �إىل‬
‫وكالة ا�ستعالم وطنيّة لكن يجب يعد لها ت�شريعيا‬
‫ّ‬
‫وماديا و�سيا�سيّا وحتديد ارتباطها ب�أي جهة (رئا�سة‬
‫احلكومة �أو رئا�سة اجلمهورية) مع �ضرورة �أن تكون‬
‫ّ‬
‫خا�ضعة لرقابة برملانية حتى ال تكون غوال".‬

‫النائبة سهير الدردوري:‬

‫متسك املنسحبني بحل املجلس التأسييس بمثابة إعالن حرب‬
‫ّ‬

‫يف ت�صريح "للفجر" قالت النائبة �سهري‬
‫ال ��دردوري عن حركة التون�سي للحرية‬
‫ّ‬
‫والكرامة �إنها ا�ستغربت من �إدراج ا�سمها‬
‫�ضمن قائمة النواب املن�سحبني دون علمها.‬
‫ّ‬
‫و�أ�ضافت �أنها مل تن�سحب من املجل�س ومل‬
‫تقم بالتن�سيق م��ع ال �ن��واب املن�سحبني‬
‫لإدراج ا�سمائهم �ضمن املن�سحبني خا�صة‬
‫�أنّ حزبها مل يعقد اجتماعا لأخ��ذ القرار‬
‫ب�ش�أن امل�ستجدات التي ح�صلت وخا�صة‬
‫عملية االغتيال.‬
‫ّ‬
‫و�أ� �ش��ارت ال� ��دردوري �إىل �أن �ه��ا قامت‬
‫بتكذيب حرب ان�سحابها، حيث اعتربت‬
‫�أنّ ه ��ذا الأم� ��ر م��رف��و���ض بالن�سبة لها‬
‫وحلزبها خا�صة �أنّ من يقود هذا التحرك‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ح ��زب ن���داء ت��ون ����س. و�أك�� ��دت �أن� ��ه بعد‬
‫ّ‬
‫اجتماع قيادات حزبها مت اتخاذ موقف‬

‫راف�ض لالعت�صام �أم��ام املجل�س الوطني‬
‫ّ‬
‫الت�أ�سي�سي وملطالب حل املجل�س الوطني‬
‫الت�أ�سي�سي. و�أ��ض��اف��ت �أنّ املجل�س هو‬
‫الوحيد القادر على اخل��روج بالبالد من‬
‫ّ‬
‫الأزم��ة الراهنة و�أن��ه الوحيد القادر على‬
‫ّ‬
‫احت�ضان حوار �سيا�سي بني كل �أطراف‬
‫الأزمة. وبخ�صو�ص مطلب حل احلكومة‬
‫ّ‬
‫قالت �إنها مع فكرة ت�شكيل حزام �سيا�سي‬
‫يجمع ر�ؤ�ساء الأح��زاب واملجتمع املدين‬
‫واجلمعيات واملنظمات الوطنية لدعم‬
‫احلكومة يف الفرتة القادمة.‬
‫ّ‬
‫و�أب� ��رزت ال� ��دردوري �أنّ حزبها علق‬
‫م�شاركة عمل نوابه يف املجل�س �إىل حني‬
‫جتاوز الأزمة وذلك ب�سبب رغبتهم يف �أن‬
‫يتم االتفاق مع النواب املن�سحبني من �أجل‬
‫ّ‬
‫العودة �إىل عملهم داخل املجل�س، و�أ�شارت‬

‫�إىل �أنّ حزبها يلعب دور الو�ساطة بني‬
‫املن�سحبني و�أح � ��زاب ال�تروي �ك��ا لأنهم‬
‫ّ‬
‫يعتقدون �أن��ه ال يوجد طريق م�سدود.‬
‫ّ‬
‫و�أبرزت �أنها ت�أمل يف �أن يتم مل �شمل كل‬
‫القوى الوطنية من الأحزاب احلاكمة �أو‬
‫املعار�ضة حول املجل�س لإنهاء ما تبقى من‬
‫الفرتة االنتقالية.‬
‫على �صعيد �آخر قالت �سهري الدردوري‬
‫ّ‬
‫�إن �ه��ا ت�ستغرب االت�ه��ام��ات امل��وج�ه��ة �إىل‬
‫ّ‬
‫ال��ن��واب ال��ذي��ن رف �� �ض��وا االن� �خ ��راط يف‬
‫ّ‬
‫مطلب حل املجل�س الوطني الت�أ�سي�سي‬
‫وحملة الت�شويه التي تطالهم. كما �أبدت‬
‫ا��س�ت�غ��راب�ه��ا م��ن االن��ق�ل�اب امل �ف��اج��ئ يف‬
‫مواقف و�آراء ع��دد من النواب وخا�صة‬
‫ن� ��واب احل� ��زب اجل �م �ه��وري ع �ل��ى غ��رار‬
‫�أح�م��د جنيب ال�شابي والأم�ي�ن��ة العامة‬

‫للحزب مية اجلريبي وع�صام ال�شابي‬
‫ّ‬
‫و�إي��اد الدهماين الذين كانوا قبل حادثة‬
‫اغتيال ال�شهيد حممد الرباهمي يدافعون‬
‫على م�شروع الد�ستور وع�ل��ى املجل�س‬
‫اّ‬
‫الت�أ�سي�سي، �إل �أنّ موقفهم انقلب بني ليلة‬
‫و�ضحاها على ح �د تعبريها. وو�صفت‬
‫ّ‬
‫الدردوري �إ�صرار النواب املن�سحبني على‬
‫مطلب حل املجل�س الوطني الت�أ�سي�سي‬
‫وح��ل احل�ك��وم��ة ورف���ض�ه��م احل ��وار قبل‬
‫ّ‬
‫تنفيذ هذين املطلبني ب��أن��ه �إع�ل�ان حرب‬
‫لي�س لها نهاية وال ي�ع��رف م��ا ميكن �أن‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫ت� ��ؤدّي �إل �ي��ه. ومت�ن��ت �أن يعود زمالءها‬
‫النواب �إىل �صوابهم والقبول باجللو�س‬
‫�إىل طاولة احل��وار م��ادام الطرف الثاين‬
‫م�ستعد لذلك.‬
‫سيف الدين بن محجوب‬

‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬

‫5‬

‫وطنية‬

‫أكد أن االتحاد لم يمهل الحكومة أسبوعا كما تردد علي رمضان للفجر:‬

‫ال جيب املس من سلطة التأسييس واحلكومة جيب أن تتغري‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫�أك ��د ال�سيّد علي رم���ض��ان �أم�ي�ن عام‬
‫حزب العمل التون�سي �أن الأو�ضاع التي‬
‫ت�شهدها ت��ون����س لي�ست ج��دي��دة وذلك‬
‫ب�سبب م��ا �أ��س�م��اه ان�ح��راف��ا يف امل�سار‬
‫الت�أ�سي�سي االنتقايل منذ 32 �أكتوبر‬
‫وه��و راج ��ع ح�سب ت�ق��دي��ره �إىل غياب‬
‫التوافق وح��دوث انق�سام ب�ين حكومة‬
‫وم �ع��ار� �ض��ة وه���و م ��ا ان �ت��ج جت��اذب��ات‬
‫واحتقان �صاحبتها حالة من االنفالت يف‬
‫كل املجاالت: انفالت اجتماعي و�إعالمي‬
‫و�أم� �ن ��ي، م�ب�ي�ن��ا �أن���ه ك ��ان ع�ل��ى جميع‬
‫ّ‬
‫الأطراف اجللو�س وحتديد الأولويّات.‬
‫و�أ�ضاف: "نذكر �أن �إثر �صدمة اغتيال‬
‫� �ش �ك��ري ب�ل�ع�ي��د ق � �دّم ح� �م ��ادي اجلبايل‬
‫ّ‬
‫ا��س�ت�ق��ال��ة ح�ك��وم�ت��ه و�أع �ل��ن ع��ن ان�شاء‬
‫حكومة ك �ف��اءات وه ��ذا امل �ق�ترح مل يلق‬
‫قبوال لدى حركة النه�ضة مقابل قبولها‬
‫بتحييد وزارت ال�سيادة على �أم��ل �أن‬
‫تن�صلح الأو�ضاع ون�صل �إىل انتخابات.‬

‫ولكن جاء حدث اغتيال حممّد براهمي‬
‫ليعيدنا �إىل نقطة ال�صفر. فهذه العمليّة‬
‫�أظهرت ه�شا�شة الو�ضع الأمني ومل يعد‬
‫ال�شارع مطمئنا، لي�أتي خرب ا�ست�شهاد‬
‫جنودنا البوا�سل لي�ؤكد ه�شا�شة الو�ضع‬
‫الأم �ن��ي وي�ك�ر���س اال�ستقطاب الثنائي‬
‫ّ‬
‫الذي �أ�صبحت عليه ال�ساحة ال�سيا�سية‬
‫ال �ي��وم وال ��ذي ط��امل��ا نبّهنا �إل �ي��ه. ولكن‬
‫هناك عديد الأطراف التي تدفع نحو هذا‬
‫اال�ستقطاب".‬
‫وبينّ �أنه �إثر اغتيال الرباهمي ارتفع‬
‫ّ‬
‫�سقف مطالب املطالبني بحل احلكومة‬
‫واملجل�س الت�أ�سي�سي، لذلك �سعى حزبه‬
‫�إىل ج��ان��ب ع��دد م��ن الأح� ��زاب الأخ ��رى‬
‫للبحث عن خط و�سطي لتقريب وجهات‬
‫النظر حفاظا على �سالمة البالد وامل�صلحة‬
‫العليا لتون�س.‬
‫ّ‬
‫وعن دع��وات حل امل�ؤ�س�سات القائمة‬
‫ّ‬
‫�أو��ض��ح ال�سيّد علي رم�ضان ق��ائ�لا: "ال‬

‫يجب �أن ننكر �أن احلكومة ف�شلت يف‬
‫عدّة جماالت وخا�صة منها الأمن و�إيجاد‬
‫ّ‬
‫وف ��اق ��ات، ل �ك��ن ه ��ذا ال ي�ع�ن��ي امل�سا�س‬
‫ّ‬
‫باملجل�س الوطني الت�أ�سي�سي لأنه �سلطة‬
‫عليا وم�ؤ�س�سة �شرعيّة ويبقى الرافد‬
‫ّ‬

‫لت�سيري �ش�ؤون البالد يف هذه املرحلة".‬
‫ويف ق� ��راءة مل��ب��ادرة االحت� ��اد العام‬
‫ّ‬
‫التون�سي لل�شغل �أكد ال�سيّد علي رم�ضان‬
‫�أن م��ا ج��اء فيها يتناغم م��ع م��ا ج��اء يف‬
‫مبادرة حزب العمل التون�سي رفقة عدد‬

‫من الأح��زاب الأخ��رى لذلك ندعمها لكن‬
‫يف املقابل على احلكومة وخا�صة حركة‬
‫ّ‬
‫النه�ضة �أن تفهم �أن ال �ب�لاد ال تتحمّل‬
‫�أك�ث�ر. و ل��ذل��ك ال ب �د عليها �أخ��ذ موقف‬
‫ّ‬
‫ج ��ريء يبعدنا ع��ن ال�ت�ط��اح��ن والفتنة‬
‫ّ‬
‫وي�شيع جوّ ا من اال�ستقرار. ان كنا ندعم‬
‫حكومة ك �ف��اءات تكمل د�ستور وجتهّز‬
‫لالنتخابات فذلك يخدم اجلميع ومنها‬
‫حركة النه�ضة.‬
‫ونبّه ال�سيّد علي رم�ضان من ال�سقوط‬
‫يف مغالطات بع�ض العناوين االعالميّة‬
‫ّ‬
‫ال�ت��ي ت ��أك��د �أن االحت ��اد �أم�ه��ل احلكومة‬
‫�أ�سبوعا، م��ؤك�ّ‬
‫�دا �أن ه��ذا اخل�بر ع��ار عن‬
‫ال�صحة لأن ما يلزم االحت��اد هو ما جاء‬
‫ّ‬
‫يف ب �ي��ان الهيئة الإداري� � ��ة م�ضيفا �أن‬
‫ّ‬
‫االحتاد قدّم نف�سه كو�سيط. و�أ�شار �إىل‬
‫�أن االحت ��اد يحظى بثقة اجلميع وهو‬
‫قادر على لعب هذا الدور.‬
‫أسامة‬
‫6‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬

‫نور الدين البحيري للفجر:‬

‫احلكومة اليوم يف موقع قوة‬
‫وما يقدمونه من بدائل‬

‫ال خيلق إال الفوضى والفراغ‬
‫متمس��كون بالرشعي��ة التي جاءت بن��ا وهي الوحيدة القادرة ع�لى الذهاب بنا عرب صناديق االق�تراع، واحلكومة اليوم‬
‫يف موقع قوة وليس��ت بموقع ضعف كام يس��وغ البعض ولن تقبل عن الرشعية بديال. وما قدمناه من تنازالت يف الس��ابق‬
‫ّ‬
‫رشف لن��ا وإن رآه��ا البعض جمحفة، طاملا قطع��ت الطريق أمام الثورة املضادة وحم��اوالت االنقضاض عليها. وما حققته‬
‫ّ‬
‫ه��ذه احلكومة عىل مجيع املس��تويات وخاصة عىل الصعيد األمني ال ينكره إال فاقد الب�صر والبصرية. هذا أهم ما جاء عىل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫لسان الوزير املستشار السيايس لدى رئيس احلكومة نور الدين البحريي يف حوار خاص "بالفجر".‬

‫حوار فائزة الناصر‬
‫هل سيدفعكم م�شروع التجميع عىل الضد‬
‫ّ‬
‫ال��ذي تنخرط فيه بعض األح��زاب واجلمعيات‬
‫واملنظامت لتنصب خيارها بديال عن الرشعية إىل‬
‫ّ‬
‫تقديم حزمة أخر من التنازالت التي لطاملا رآها‬
‫ناخبوكم جمحفة وخميبة لآلمال؟‬

‫بداية نحن كحكومة نقف على م�سافة واحدة من‬
‫ّ‬
‫كل الأحزاب ونحن حكومة التون�سيني جميعا، يبقى‬
‫ّ‬
‫�أن التنازل من �أجل تون�س ومن �أجل م�صلحة �شعبها‬
‫وحماية ثورتها من الت�آمر وم��ن االنق�ضا�ض عليها‬
‫وافتكاكها �شرف عظيم لنا. قد يختلف معنا البع�ض‬
‫ّ‬
‫يف هذا التقييم وقد يفهم كل طرف ما قدّم من تنازالت‬
‫على طريقته. وب�ين م��ن ي��راه��ا جمحفة وم��ن يراها‬
‫ّ‬
‫�صائبة، �أعتقد �أن��ه ال بد يف الأخ�ير من �أخ��ذ م�سافة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مم��ا يحدث لي�ستوعب الكل ه��ذه التنازالت ويراها‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫على حقيقتها. وما نراه نحن هو �أننا بهذه التنازالت‬
‫ّ‬
‫قد حققنا خطوات كبرية يف امل�سار االنتقايل ويف‬
‫قطع الطريق �أمام قوى ال��ردّة و�أع��داء الثورة الذين‬
‫ي �ح��اول��ون ج��اه��دي��ن �سرقتها و�إع��ادت �ن��ا �إىل مثلث‬
‫ّ‬
‫اال�ستبداد والديكتاتورية وغياب احلريات و�سفهنا‬
‫�أحالمهم باختطاف هذه الثورة و�إجها�ض التجربة‬
‫الدميقراطية.‬
‫ولكن هل ستقبلون بتقديم تنازالت أخرى يف‬
‫اجتاه البديل الذي يطرحونه اليوم؟‬

‫يف احلقيقة م��ا نعي�شه ال�ي��وم ه��و حلقة ثانية‬
‫�أو ثالثة و�سيناريو جديد لإجها�ض م�سار االنتقال‬
‫ال��دمي �ق��راط��ي ال���ذي ب� ��د�أت م�لاحم��ه ت�ك�ت�م��ل، وهي‬
‫حماوالت ال ت�ستهدف حركة النه�ضة وال احلكومة كما‬
‫مّ‬
‫يبدو للبع�ض و�إنا ت�ستهدف الثورة والدميقراطية‬

‫ال�ن��ا��ش�ئ��ة وت���س�ت�ه��دف ت��ون����س وم�ستقبل �شعبها.‬
‫فه�ؤالء الذين ما زالوا م�صرين على تكري�س �سيا�سة‬
‫ّ‬
‫الت�صفيات واالج �ت �ث��اث والإق �� �ص��اء ه � ��ؤالء الذين‬
‫ي�سو�ؤهم �أن تنجح التجربة الدميقراطية التون�سية،‬
‫ه��ؤالء الذين يزعجهم �أن تلعب تون�س دورا رياديا‬
‫يف املنطقة، ه�ؤالء الذين يرتبطون مب�صالح مع دول‬
‫�أخ ��رى م �ه �دّدة ب�ع��دوى ال �ث��ورات وتعي�ش حالة من‬
‫الرتقب ومن م�صلحتها �إف�شال هذه التجارب لتحمي‬
‫نف�سها من انت�شار عدواها، ه��ؤالء جميعا اجتمعوا‬
‫وت ��وح ��دوا م��ن �أج ��ل �إج �ه��ا���ض ال �ث��ورة التون�سية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫م�ستغلني بع�ض الأحداث هنا وهناك، معتقدين �أنهم‬
‫بذلك ق��ادرون على �إ�سقاط �أوّ ل حكومة وم�ؤ�س�سات‬
‫د�ستورية منتخبة يف تاريخ البالد وهم بذلك يقولون‬
‫للتون�سيني جميعا �أنتم ل�ستم �أهال للدميقراطية وال‬

‫هل تشعرون أ ّنكم اليوم يف موقع ضعف؟‬

‫على الإط�لاق متاما نحن ل�سنا يف موقع �ضعف‬
‫ّ‬
‫البتة بل يف �أمت قوتنا. وما الذي �سيجعلنا ن�ست�شعر‬
‫ال�ضعف ه��ل اغت�صبنا حكما �أو جئناه على ظهر‬
‫دبابة هل انقلبنا على �إرادة ال�شعب؟ هل �سرقنا قوته‬
‫و�سلبناه حريته واعتدينا على كرامته هل تاجرنا‬
‫ب�آالمه و�أحالمه؟ يا �سيدتي لقد جئنا احلكم بتفوي�ض‬
‫م��ن ال���ش�ع��ب لأداء م�ه�م��ة م�ع�ي�ن��ة ول �ف�ترة حم� �دّدة،‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫و�سيظل دائما لنا ال�شرف �أن جئنا احلكم على �إثر‬
‫�أوّ ل انتخابات حرة ونزيهة �شهدتها تون�س. نحن يف‬
‫ّ‬
‫موقع قوّ ة ك ّلما جدّد لنا ال�شعب ثقته وخرج ليطالبنا‬
‫بالتم�سك بالتفوي�ض الذي �أعطانا �إياه ك ّلما ا�ست�شعر‬
‫خطرا يهدّد �إرادت��ه، وليحمّلنا م�س�ؤوليتنا يف حفظ‬

‫ما نعيشه اليوم هو حلقة ثانية أو ثالثة‬
‫وسيناريو جديد إلجهاض مسار االنتقال‬
‫الديمقراطي الذي بدأت مالمحه تكتمل‬
‫ّ‬
‫ت�ستحقون انتخابات حرة ونزيهة بل ال ت�ستحقون‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�إال اال��س�ت�ب��داد وال��و��ص��اي��ة. وامل�ف��ارق��ة العجيبة �أن‬
‫ّ‬
‫ه�ؤالء الذين يطالبون بحل م�ؤ�س�سات ال ذنب لها �إال‬
‫ّ‬
‫�أنها منتخبة وحا�صلة على تفوي�ض �شعبي ال يلبثون‬
‫يدافعون عن الربملان ال�سوري املن�صب وعلى حكم‬
‫ب�شار الأ�سد برغم الدماء ال�سورية التي �سالت وبرغم‬
‫احلجم املفزع للدمار الذي مل يبقي مدينة وال قرية،‬
‫وت�ضيع منهم ال�شجاعة والب�سالة التي ا�ستظهروا‬
‫ّ‬
‫بها للمطالبة رحيل العريّ�ض وحل املجل�س النيابي‬
‫ّ‬
‫املنتخب. وهم بذلك ال ينفكون يثبتون للر�أي العام‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ازدواج�ي��ة مواقفهم وي��ؤك��دون �أن امل�س�ألة ال تتع ّلق‬
‫بف�شل احلكومة من عدمه بل تتع ّلق مبوقف �سيا�سي‬
‫و�إي��دي��ول��وج��ي ث��اب��ت وب��رغ�ب��ة وا��ض�ح��ة يف تعطيل‬
‫الو�صول �إىل ا�ستحقاق انتخابي ثاين.‬

‫ّ‬
‫الأمانة التي �أمّننا �إياها. نحن يف موقع قوّ ة طاملا كنا‬
‫على حق ونحن كذلك ك ّلما ا�ستعر لهيب احلرب على‬
‫ال�شرعية وت�أجج الت�آمر على �أوىل جتربة دميقراطية‬
‫ّ‬
‫تعي�شها تون�س من �أجل �إجها�ضها وو�أده��ا. ونحن‬
‫ّ‬
‫على يقني �أن بع�ض الإخ��وة �سيتفطنون الحقا �أنهم‬
‫�إمن ��ا ي�صبون امل ��اء يف ط��اح��ون��ة ال �ث��ورة امل�ضادة‬
‫ويفتحون ال�ب��اب �أم ��ام ع��ودة ال��ذي��ن ط��امل��ا عذبوهم‬
‫ّ‬
‫وطاملا نكلوا بهم وطاملا اعتدوا على حرماتهم وقطعوا‬
‫�أرزاقهم وا�ستبدوا بحقوقهم وحرياتهم، ولن نفقد‬
‫الأم ��ل يف ع��ودت�ه��م �إىل ط��اول��ة احل ��وار والتفافهم‬
‫ّ‬
‫حول ال�شرعية. وعلى كل حال لو تقدّموا لنا بحلول‬
‫معقولة لهذه الأزمة لوجدونا من�صتني ومتفهمني لكن‬
‫ما يطرحونه للأ�سف ال ميكن القبول به، وال ميكن �أن‬
‫يكون بديال ب�أي حال. ف�أي منطق هذا الذي يجعلنا‬

‫ننهي عمل جمل�س نيابي منتخب ومفو�ض من طرف‬
‫ال�شعب لن�ستبدله بهيئة ال ن�ع��رف كنهها وال ممن‬
‫�ستت�شكل وال من �سيمثل من وال ن�سبة التمثيل؟ ثم‬
‫كم �سي�ستغرقون من الوقت لت�شكيل هذه الهيئة يف‬
‫الوقت ال��ذي يعيبون فيه على املجل�س الت�أ�سي�سي‬
‫البطء وغياب التوافقات؟ �أال يجدر بهم �أن ي�ستغلوا‬
‫هذا الوقت ال�ضائع الذي �سيطيل املرحلة االنتقالية‬
‫ّ‬
‫�أكرث ويعطل الو�صول لال�ستحقاق االنتخابي القادم‬
‫ال�ستكمال �أعمال الد�ستور، الذي �شهد الكثري منهم �أنه‬
‫قطع �أ�شواطا كبرية يف احلوار ومل يبق منه �إال بع�ض‬
‫النقاط الب�سيطة وكذا ال�ش�أن بالن�سبة �إىل الهيئة التي‬
‫انتخب �أغلب �أع�ضائها تقريبا بالتوافق، ومل يبق �إال‬
‫ع�ضو واحد ثم ينتخبوا هم رئي�سهم.‬
‫يف احلقيقة هذا البديل الذي يقدمونه مل�ؤ�س�سات‬
‫�شرعية قائمة �أو�شكت على �إنهاء مهامها ال يخلق �إال‬
‫الفو�ضى والفراغ والفرقة والفنت ومن الطبيعي �أن‬
‫نرف�ض ذلك متاما ومع ذلك �سنظل ندعوهم �إىل كلمة‬
‫�سواء بيننا وبينهم بحثا عمّا يفيد تون�س ويحمي‬
‫جتربتها الوليدة وي��ؤم��ن االنتقال �إىل اال�ستحقاق‬
‫ّ‬
‫القادم.‬
‫أال تعتقدون أن صمتكم عىل لوبيات الفساد‬
‫ّ‬
‫وبؤر الثورة املضادة داخل املؤسسات اإلعالمية‬
‫ّ‬
‫شكل اليوم قاطرة ال��دع��وات االنقالبية، مل��اذا مل‬
‫تبادروا بتطهري هذا القطاع امل ّلغم رغم الدعوات‬
‫الشعبية املتكررة؟‬
‫ّ‬

‫نحن قلنا منذ البداية وما زلنا متم�سكني بر�أينا‬
‫�أن تطهري الإع�لام ال يكون بقرار �سيا�سي، وال يتم‬
‫بعملية عقاب جماعي والزج ب�إعالميني يف ال�سجون‬
‫وقطع �أرزاقهم نحن نعتقد �أن على الإع�لام �أن يطهر‬
‫نف�سه بنف�سه كل يوم من كل اخلاليا الفا�سدة ونحن‬
‫مع توفري �شروط تطهري الإعالم وتوفري ا�ستقالليته‬
‫من خالل القوانني التي ن�ضعها ومن خالل احلوار مع‬
‫اجلمعيات واملنظمات وامل�ؤ�س�سات الإعالمية والتنبيه‬
‫من خماطر ا�ستمرار بقاء بع�ض خاليا العهد البائد‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬

‫داخ��ل امل�ؤ�س�سات الإعالمية لبث ال�سموم وتفكيك‬
‫املجتمع وتخريبه واالرت��داد على ثورته. وال�شعب‬
‫التون�سي خري حكم بيننا وبني خطاب ه�ؤالء، لكن هذا‬
‫ال ينفي �أن القانون ي�سري على اجلميع كلما اعتدوا‬
‫على حق النا�س يف املعلومة ال�صادقة �أو هدّدوا الأمن‬
‫القومي للبالد �أو �أرادوا بث الإرباك والفنت والفرقة‬
‫بني �أفراد ال�شعب.‬
‫ون �ح��ن ن �ع��ول ع �ل��ى ال �� �ش��رف��اء م��ن الإعالميني‬
‫ليقوموا بواجبهم لتطهري قطاعهم ولإعطاء �صورة‬
‫جيدة على الإعالم التون�سي ولدعم دوره يف حماية‬
‫ال�ث��ورة من كل االنتكا�سات واالن�ق�لاب��ات وليلعبوا‬
‫دورهم يف ن�صح وانتقاد احلكومة وتوجيهها، ونحن‬
‫نفرق جيّدا بني من ي�سعى �إىل فتح املجال لالنق�ضا�ض‬
‫على الثورة واالنقالب عليها ومن ي�سعى �إىل توجيه‬
‫عمل احلكومة وانتقادها ون�صحها وت�صحيح م�سار‬
‫الثورة.‬
‫واحلمد لله ف��إن التون�سيني ي�سفهون يوما بعد‬
‫ي��وم ك��ل حم��اوالت ه��ذه الأب ��واق يف االن�ق�لاب وبث‬
‫الفنت و�إرباك الو�ضع العام، ولعلكم الحظتم ب�أنف�سكم‬
‫�أن امل�شهد الإعالمي العام بد�أ يتوازن تدريجيا والتزم‬
‫ّ‬
‫العديد م��ن الإع�لام�ي�ين باحليادية دون �أن تتدخل‬
‫احلكومة لقمع �إعالميني ودون �أن تلج�أ ال �إىل �سيا�سة‬
‫الرتهيب وال �إىل �سيا�سة الرتغيب معهم، ون�ؤكد‬
‫للجميع دائما �أننا لن نقمع �أح��دا ول��ن نلجم �صوت‬
‫�أحد، ف�إجلام الأ�صوات انتهى بعد الثورة، وب�أننا لن‬
‫ن�صادر حق �أحد يف التعبري مهما اختلفنا معه و�سندعم‬
‫دائما الإعالم احلر واملحايد ونتفهم �أن الإعالم الذي‬
‫ّ‬
‫عانى ل�سنوات من الرتهيب والو�صاية والتدجني ما‬
‫زال يتح�س�س طريقه وتوازنه، وما نقوله لهم هو �أن‬
‫حريتكم هذه مل مين بها �أحد عليكم و�إمنا هي هدية‬
‫من ثورتكم فتم�سكوا بحريتكم فهذا البناء �إذا انهار‬
‫�سينهار علينا جميعا، و�أق��ول للإعالميني ال�شرفاء‬
‫الذين ذاق��وا �سطوة القمع وتكميم الأف��واه ودفعوا‬
‫ثمنا باهظا من �أجل ن�شر احلقيقة وك�شف الف�ساد حذار‬
‫�أن تخربوا بيوتكم ب�أيديكم، طيبوا نف�سا نحن ل�سنا‬
‫بحاجة �إىل �إعالم يُطبّل ويزمر وميجد ويزيّن �أعمالنا‬
‫ّ‬
‫�إن كانت على خط�أ. نحن ككل التون�سيني بحاجة �إىل‬
‫�إع�ل�ام ح �ر ون��زي��ه وحم��اي��د يك�شف احلقائق وينقل‬
‫ّ‬
‫امل�شهد العام كما هو دون االنخراط يف ح�سابات لذاك‬
‫الطرف �أو ذاك خللق �إعالم هادف يجمع وال يفرق.‬
‫وج���ه ل��ك��م أب��ن��اء ال��ش��ع��ب ال��ت��ون�سي أن��ص��ار‬
‫ّ‬
‫الرشعية خالل مسرياهتم التي جابت كامل أنحاء‬
‫اجلمهورية، رسالة مفادها "نحن فوضناكم ونحن‬
‫من يسحب التفويض عرب انتخابات أخ��رى إذا‬
‫أردن��ا ذل��ك فتمسكوا بالرشعية وإلاّ فنحن من‬
‫سيسحب ثقته منكم وال عزاء لكم عندنا إذا فرطتم‬
‫فيها" ، فهل ختذلوهنم هذه املرة؟‬
‫ّ‬

‫نحن ل��ن نخذل م��ن �أعطانا تفوي�ضا ب���إذن الله‬
‫لأننا نعتربها �أمانة ونعرف �أنها يوم القيامة ح�سرة‬
‫وندامة �إال ملن �أتاها وهو حممول عليها، ووجودنا‬
‫يف احل�ك��م ل��ن يزيدنا �إال �إ� �ص��رارا ع�ل��ى العطاء ما‬
‫ا�ستطعنا، ول��ن نخون ه��ذا التفوي�ض وه��ذه الثقة‬
‫ولو كلفنا ذلك �أرواح�ن��ا التي لن تكون �أه��ون علينا‬
‫من روح البوعزيزي �أو روح اجلوهري �أو العريبي‬
‫�أو بركات �أو �أرواح �شهداء الثورة و�شهداء جي�شنا‬
‫و�أمننا الوطنيني، ونحن اليوم بهذا الدعم واحل�شد‬
‫ّ‬
‫ال�شعبي الذي نراه يوميا يف كل اجلهات نت�أكد �أننا‬
‫على حق و�أننا على الطريق ال�صحيح، و�أننا نقوم‬
‫بواجبنا. متم�سكون بال�شرعية التي جاءت بنا وهي‬
‫الوحيدة القادرة على الذهاب بنا واثقني يف الله ويف‬
‫�إرادة �شعبنا و�إننا لرنى يوم تتويج ثورتنا قريبا‬
‫بينما يرونه هم بعيدا لأنهم يرونه بعني املغالطة‬
‫واملكابرة.‬

‫وأن ج��زء مم��ا تشهده تونس من أزم��ات سببه‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تساهلكم مع أعداء الثورة ورؤوس الفساد صانعي‬
‫الفتن وخالقي الفوضى وترككم ملساحات شاغرة‬
‫ليتسللوا منها؟‬
‫ّ‬

‫�إذا �أردن ��ا �أن ن�ق��ارن ب�ين م��ا يحدث يف تون�س‬
‫وم��ا ي�ح��دث يف غ�يره��ا م��ن ب �ل��دان ال��رب�ي��ع العربي‬
‫وحتى بلدان �أخرى جماورة مل تع�ش ربيع الثورات‬

‫ّ‬
‫بعيدا عن كل فرقعة �إعالمية �أو زوبعة �سيا�سية �أو‬
‫مك�سب انتخابي، و�إن �أردنا �أن نفهم الظاهرة ب�شكل‬
‫جيّد فمن ال�ضروري �أن نعرف �أنّ ق�ضايا الف�ساد يف‬
‫ال�سابق كانت تقدم ب�شكل انتقائي و�أج��وف فقط‬
‫لتحقيق فرقعة �إعالمية ال غري. �أما اليوم فلدينا قطبا‬
‫ّ‬
‫ق�ضائيا يهتم بق�ضايا الف�ساد الكربى (0001 ق�ضية‬
‫ف�ساد)، ولدينا هيئة عليا ملقاومة الف�ساد وهيئة‬
‫ّ‬
‫للم�صادرة تعمل ب�شكل جيّد وقد متكنت من م�صادرة‬

‫ما الذي سيجعلنا نستشعر الضعف‬
‫هل اغتصبنا حكما أو جئناه على ظهر‬
‫دبابة هل انقلبنا على إرادة الشعب؟‬
‫با�ستطاعتنا �أن جن��زم ب��أن�ن��ا نعي�ش ن�سق حياة‬
‫طبيعية ت�شتغل فيه جميع املرافق احليوية ب�شكل‬
‫طبيعي رغم ما تعر�ضت له تون�س من م�ؤامرات من‬
‫ّ‬
‫الداخل واخلارج ورغم ما تعر�ضت له من حماوالت‬
‫ّ‬
‫فا�شلة لالنق�ضا�ض على احلكم، املواطن التون�سي‬
‫ّ‬
‫اليوم يعي�ش حياته ب�شكل عادي ال ينغ�صها �إال بع�ض‬
‫الأح��داث هنا �أو هناك لي�ست ن�شازا على ما يحدث‬
‫يف املنطقة. ودعيني �أقول �أنّ هذا ما كان ليكون لوال‬
‫جهود الدولة و�أمنها اجلمهوري وجي�شها الوطني‬
‫ووع��ي التون�سي وم��ن يتحمل اليوم �أم��ان��ة احلكم‬
‫ونظل نطمح دائما �إىل �أن يكون الو�ضع يف تون�س‬
‫�أف�ضل بكثري وان نكون يف م�صاف البلدان املتقدمة.‬
‫وقد �أختلف معك يف هذا الت�شخي�ص �أوّ ال باعتبار‬
‫الإرهاب لي�س ظاهرة حملية خا�صة بتون�س بل هو‬
‫ّ‬
‫اليوم ظاهرة عاملية تغذيها وتعززها �أطراف �إقليمية‬
‫ّ‬
‫معروفة كانت متثل ملج�أ لها للتدريب والت�أطري‬
‫والتمويل والت�سليح وغ�سيل الأدمغة، وثانيا لأنّ‬
‫تون�س كانت تعاين حالة انهيار كامل ف ��الإدارات‬
‫كانت حمت ّلة من طرف املعت�صمني وامل�صانع كانت‬
‫ّ‬
‫متوقفة واال�ستثمار ك��ان ي�ساوي تقريبا ال�صفر،‬
‫وم�ستوى النمو �أق��لّ‬
‫من 2باملائة، والأم��ن كان يف‬
‫ح��ال��ة ان�ه�ي��ار م��ادي وم�ع�ن��وي وبع�ض م�ؤ�س�سات‬
‫ّ‬
‫الدولة مبا فيها رئا�سة احلكومة كانت تقريبا معطلة‬
‫ولعلكم تذكرون جميعا كم من مرة تعر�ضت لالعتداء‬
‫ّ ّ‬
‫واملداهمة من طرف منفلتني طالت وزراء بل وحتى‬
‫رئي�س احلكومة. كما كان املواطنون يعي�شون حالة‬
‫من اخل��وف والتوج�س وال�ترق��ب ملا �ست�ؤول �إليه‬
‫ّ‬
‫الأمور غري �آمنني على �أرواحهم و�أمالكهم و�أقواتهم‬
‫والكثريون من بينهم كانوا ال يجر�ؤون على اخلروج‬
‫يف �ساعات مت�أخرة من الليل �أو يف ال�صباح الباكر.‬
‫فيما اليوم ال يخفى على �أحد التح�سن النوعي يف‬
‫ن�سق احلياة ويف الأمن، و�أنّ التون�سيني يعي�شون‬

‫�أكرث من 006 �شركة و005 عقار و�أكرث من مئات‬
‫الآالف من الدنانري، والأم��ر ذاته بالن�سبة للأموال‬
‫املهربة التي جمد �أغلبها ومتكنا من ا�ستعادة جزء‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫منها. و�أعود لأقول �أنّ من حق البع�ض �أن ال يكون‬
‫را���ض ع��ن تعاطينا م��ع ملف الف�ساد والفا�سدين،‬
‫ونحن حقيقة ب�صدد مراجعة تعاطينا و�إعادة التدبّر‬

‫يف �إح��دى املناطق احل��دودي��ة بجهة ال��زوي��د ف�ضال‬
‫ع��ن �أح ��داث �سليمان. كما �شهدنا خ�لال ف�ترة حكم‬
‫احلكومة االنتقالية ال�سابقة انفالتات �أمنية رهيبة‬
‫ب�سبب دخول ال�سالح �إىل داخل تون�س بكل ب�ساطة‬
‫�أثناء الثورة الليبية م�ستغليني �ضعف اجلهاز الأمني‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وتفككه. العن�صر ال�ث��اين ه��و �أن �ن��ا ال�ي��وم نواجه‬
‫ظاهرة عاملية تتوفر على تنظيمات متعددة الأن�شطة‬
‫والأ� �ش �ك��ال، وه��ي غالبا نتيجة ل�سيا�سات �سابقة‬
‫للنظام البائد و�سيا�سات دولية �سابقة وحا�ضرة‬
‫يف ال�ت�ع��اط��ي م��ع ظ��اه��رة ال �ت��دي��ن. ف��ال�ع��امل يجني‬
‫ال�ي��وم ث�م��رات ع��داوت��ه للإ�سالم وللتدين وثمرات‬
‫ّ‬
‫حماوالته الدائبة ال�ستئ�صال مظاهر التدين وخلطه‬
‫بني الظواهر الدينية االجتماعية وب�ين الظواهر‬
‫ّ‬
‫ال�سيا�سية، وث �م��رات �ضربه ل�ك��ل ��ص��وت �إ�سالمي‬
‫معتدّل يحظى بثقة العامة وبامل�صداقية. ماذا ينتظر‬
‫ّ‬
‫اليوم الذين �أفرغوا امل�ساجد من �أميتها وم�شائخها‬
‫الذين فهموا دينهم وعرفوه كما يجب؟ ماذا ينتظر‬
‫الذين حاربوا الكتاب الإ�سالمي والربامج الإ�سالمية‬
‫ّ‬
‫املعتدلة، وح��رم��وا الن�ساء م��ن حقهن يف ارت��داء‬
‫احلجاب و�ضيقوا عليهن �سبل العي�ش الكرمي ماذا‬
‫ينتظر الذين حاربوا حتى تعليق �آيات من القر�آن يف‬
‫ج��دران املتاجر العامة. ه��ؤالء من زرع��وا الأ�شواك‬
‫ّ‬
‫و�شعوبنا اليوم هي من تعانيها. �أما العن�صر الثالث،‬
‫ّ‬
‫ال��ذي ميكننا �أن نقيّم من خالله ف�شل احلكومة يف‬
‫ّ‬
‫التعاطي مع هذه الظاهرة من عدمه هو ما حققته �إىل‬
‫حد الآن ودائما يف مقارنة مع غريها من الدول التي‬
‫ّ‬
‫تعاين هذه الظاهرة، �سواء على م�ستوى ك�شف هذه‬
‫اجلماعات الإرهابية �أو على م�ستوى ك�شف خمابئ‬
‫الأ�سلحة وم�صادرتها �أو على م�ستوى �إجها�ض‬
‫ّ‬
‫حم��اوالت التخريب والقتل. و�أعتقد جازما �أنّ كل‬
‫نزيه وحم��اي��د ال ي�ستطيع �إال �أن يقر مب��ا �أجنزته‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫ال��دول��ة يف ه��ذا املجال وم��ا حققه جي�شنا الوطني‬
‫و�أجهزة الأم��ن مقارنة بدول م�شابهة وبالنظر �إىل‬
‫ما كانت عليه الأو��ض��اع يف الفرتة االنتقالية التي‬
‫�سبقتنا.‬
‫هل أنتم من حيكم فعليا اليوم ملاذا يشعر املتتبع‬
‫أنكم تكتفون باألعامل اإلداري��ة الروتينية وأ ّنكم‬
‫مغيبون عىل مستوى السياسات التنموية وعىل‬
‫مستوى رسم مالمح املسار االنتقايل؟‬

‫مليا يف نقاط القوّ ة والهنات، ولكن دائما بعيدا عن‬
‫ّ‬
‫كل �أ�شكال الدعاية والظواهر الإعالمية وبعيدا عن‬
‫ّ‬
‫كل نزعة انتقامية ووفق ما تقت�ضيه املواثيق الدولية‬
‫وما ي�سمح به القانون.‬
‫ّ‬
‫هناك اليوم من يعتربكم قد فشلتم يف فك‬
‫شيفرات العمليات اإلرهابية التي توالت يف الفرتة‬

‫على اإلعالم أن يطهر نفسه بنفسه من‬
‫كل الخاليا الفاسدة ونحن مع توفير شروط‬
‫تطهيره وتوفير استقالليته‬
‫تفا�صيل حياتهم ال �ع��ادي��ة �آم �ن�ين ع�ل��ى �أرواح �ه��م‬
‫وممتلكاتهم و�أرزاقهم. ومن املنطقي �أن ال يكون هذا‬
‫مّ‬
‫التطوّ ر من فراغ �أو وليد ال�صدفة و�إنا جاء نتيجة‬
‫عمل متوا�صل وجهد د�أبت عليه حكومة ال ميكن �أن‬
‫تكون �أياديها مرتع�شة.‬

‫7‬

‫األخرية وهناك من يعتقد جازما أ ّنكم قد توص ّلتم‬
‫إىل نتائج هامة وخطرية ولكنكم تتكتمون عليها‬
‫ّ‬
‫بني هذا املوقف وذاك أين تقفون حقيقة؟‬

‫ّ‬
‫يف احلقيقة هناك ثالثة عنا�صر ميكننا �أن نقيّم‬
‫من خاللها ف�شل احلكومة �أو جناحها يف هذا املجال.‬
‫ّ‬
‫كل هذا جيد وال نستطيع إنكاره ولكن ماذا العن�صر الأوّ ل هو �أنّ هذه لي�ست املرة الأوىل التي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ت�شهد فيها تون�س عمليات �إره��اب �ي��ة، فقد عا�شت‬
‫عن مقاومة الفساد والفاسدين؟‬
‫عمليات ع�سكرية كثرية يف عهد بورقيبة على غرار‬
‫نحن نعترب �أنّ هذا امللف يتقدّم بن�سق عادي قد �أحداث قف�صة، كما عا�شت يف عهد املخلوع تفجريات‬
‫أال ترى أن ضعف أدائكم وارتعاشه ارتد عليكم ال يكون بال�سرعة التي يرجوها البع�ض ولكنه يتقدّم جربة وعملية ذب��ح الأع ��وان م��ن احل��ر���س الوطني‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫دعينا �أوّ ال نفهم معنى احلكم يف مفهومه ال�شامل‬
‫وال��ذي يحدّده اجلميع مبا هو �إدارة املرفق العام‬
‫وحفظ �أمن البالد اخلارجي وحماية حدودها و�ضمان‬
‫�أم��ن النا�س وت�أمني �أمالكهم و�أعرا�ضهم و�أرزاقهم‬
‫و�ضمان ا�ستمرار عمل الإدارة وامل�ؤ�س�سات. ف�إذا‬
‫ّ‬
‫حققنا ك��ل ه��ذا وزدن��ا عليه م�شاريع تنموية لطاملا‬
‫كانت مطمح �أبناء اجلهات حتى عجزنا على �إيجاد‬
‫من يتعهد بها، و�إذا قمنا بتعبيد الطرقات و�إن�شاء‬
‫ال�سدود، و�إذا جنحنا يف حتقيق ن�سبة منو بلغت‬
‫4 باملائة بعدما كانت حتت ال�صفر، و�إذا ا�ستطعنا‬
‫جلب ن�سبة ا�ستثمارات مل ت�شهدها تون�س من قبل،‬
‫ّ‬
‫فمن يحكم �إذن؟ من حقق هذه الأرق��ام و�أجن��ز هذه‬
‫امل�شاريع و�ضمن ا�ستمرار الدولة ووحدة واجلي�ش‬
‫ّ‬
‫الوطني ووظف الأمن حلماية املواطنني ومن مي�سك‬
‫املجرمني ويطارد الإرهابيني؟ ه��ذا هو احلكم كما‬
‫نفهمه، �أم��ا �إن كان احلكم كما يفهمه البع�ض القتل‬
‫ّ‬
‫�أو التنكيل �أوال�سحل يف ال�ساحات العامة ون�صب‬
‫ّ‬
‫امل�شانق للنا�س فنحن مل ن��أت��ي م��ن �أج��ل ذل��ك ولن‬
‫نحكم لأجل ذلك، ولي�س من �أجل ذلك تلقينا تفوي�ضا‬
‫من ال�شعب ال��ذي طالبنا ب�ضمان �أمنه وا�ستقراره‬
‫و�ضمان حريته يف التعبري ويف التظاهر ال�سلمي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ويف التنظم وتوفري حياة كرمية وتوفري احلاجيات‬
‫الأ�سا�سية للفقراء واملعوزين وباملنازل بدل الأكواخ‬
‫ّ‬
‫وباملياه ال�صاحلة لل�شرب وبالتنمية يف كل اجلهات،‬
‫نحن مل نعدهم ال بالقتل وال بالتنكيل وال بال�سحل‬
‫وال بتدمري قرى �أو ن�صب م�شانق.‬
الفجر 122
الفجر 122
الفجر 122
الفجر 122
الفجر 122
الفجر 122
الفجر 122
الفجر 122
الفجر 122

More Related Content

What's hot (18)

الفجر 222
الفجر 222الفجر 222
الفجر 222
 
الفجر 125
الفجر 125الفجر 125
الفجر 125
 
الفجر 133
الفجر 133الفجر 133
الفجر 133
 
الفجر 165
الفجر 165الفجر 165
الفجر 165
 
الفجر 152
الفجر 152الفجر 152
الفجر 152
 
الفجر 108
الفجر 108الفجر 108
الفجر 108
 
الفجر 80
الفجر 80الفجر 80
الفجر 80
 
Bahrain online بحرين اون لاين (36)
Bahrain online   بحرين اون لاين (36)Bahrain online   بحرين اون لاين (36)
Bahrain online بحرين اون لاين (36)
 
الفجر 95
الفجر 95الفجر 95
الفجر 95
 
الفجر 102
الفجر  102الفجر  102
الفجر 102
 
No250 newslettr daily-29_9_2013
No250 newslettr daily-29_9_2013No250 newslettr daily-29_9_2013
No250 newslettr daily-29_9_2013
 
خلية الردع | القصة كاملة
خلية الردع | القصة كاملةخلية الردع | القصة كاملة
خلية الردع | القصة كاملة
 
الفجر 148
الفجر 148الفجر 148
الفجر 148
 
الفجر 170
الفجر 170الفجر 170
الفجر 170
 
الفجر 100
الفجر 100الفجر 100
الفجر 100
 
أخبار 3
أخبار 3أخبار 3
أخبار 3
 
الفجر 135
الفجر 135الفجر 135
الفجر 135
 
الفجر 123
الفجر 123الفجر 123
الفجر 123
 

Similar to الفجر 122 (20)

الفجر 185
الفجر 185الفجر 185
الفجر 185
 
الفجر223
الفجر223الفجر223
الفجر223
 
الفجر 120
الفجر 120الفجر 120
الفجر 120
 
الفجر 96
الفجر  96الفجر  96
الفجر 96
 
الفجر 163
الفجر 163الفجر 163
الفجر 163
 
الفجر 198
الفجر 198الفجر 198
الفجر 198
 
الفجر 124
الفجر 124الفجر 124
الفجر 124
 
الفجر 118
الفجر 118الفجر 118
الفجر 118
 
الفجر 219
الفجر 219الفجر 219
الفجر 219
 
الفجر 239
الفجر 239الفجر 239
الفجر 239
 
الفجر 252
الفجر 252الفجر 252
الفجر 252
 
بيانات حركة النهضة حول الارهاب
بيانات  حركة النهضة حول الارهاببيانات  حركة النهضة حول الارهاب
بيانات حركة النهضة حول الارهاب
 
بيان 25 نوفمبر 2015
بيان 25 نوفمبر 2015بيان 25 نوفمبر 2015
بيان 25 نوفمبر 2015
 
الفجر 98
الفجر 98الفجر 98
الفجر 98
 
الفجر 81
الفجر 81الفجر 81
الفجر 81
 
الفجر 87
الفجر 87الفجر 87
الفجر 87
 
الفجر 178
الفجر 178الفجر 178
الفجر 178
 
الفجر 188
الفجر 188الفجر 188
الفجر 188
 
الفجر 228
الفجر 228الفجر 228
الفجر 228
 
الفجر 117
الفجر 117الفجر 117
الفجر 117
 

More from JOURNAL EL FEJR (20)

الفجر 260
الفجر 260الفجر 260
الفجر 260
 
الفجر 259
الفجر 259الفجر 259
الفجر 259
 
الفجر 258
الفجر 258الفجر 258
الفجر 258
 
الفجر 257
الفجر 257الفجر 257
الفجر 257
 
الفجر 256
الفجر 256الفجر 256
الفجر 256
 
الفجر 255
الفجر 255الفجر 255
الفجر 255
 
الفجر 254
الفجر 254الفجر 254
الفجر 254
 
الفجر 253
الفجر 253الفجر 253
الفجر 253
 
الفجر 251
الفجر 251الفجر 251
الفجر 251
 
الفجر 250
الفجر 250الفجر 250
الفجر 250
 
الفجر 249
الفجر 249الفجر 249
الفجر 249
 
الفجر 248
الفجر 248الفجر 248
الفجر 248
 
الفجر 247
الفجر 247الفجر 247
الفجر 247
 
الفجر 245
الفجر 245الفجر 245
الفجر 245
 
الفجر 244
الفجر 244الفجر 244
الفجر 244
 
الفجر 244
الفجر 244الفجر 244
الفجر 244
 
الفجر 243
الفجر 243الفجر 243
الفجر 243
 
الفجر 242
الفجر 242الفجر 242
الفجر 242
 
الفجر 241
الفجر 241الفجر 241
الفجر 241
 
الفجر 240
الفجر 240الفجر 240
الفجر 240
 

الفجر 122

  • 1. ‫نور الدين‬ ‫البحيري‬ ‫للفجر:‬ ‫احلكومة يف موقع قوة وما يقدمونه‬ ‫من بدائل ال خيلق إال الفوضى والفراغ‬ ‫‪El Fejr‬‬ ‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬ ‫الجمعة 2 شوال 4341هـ الموافق لـ 9 أوت 3102 م‬ ‫اﻟﻌﺪد‬ ‫221‬ ‫اﻟﺜﻤﻦ : 007 مليم - الثمن في الخارج :1 يورو - في ليبيا : 1 دينار‬ ‫عندما تتكلم القصبة‬ ‫يصمت االنقالبيون‬ ‫ّ‬ ‫وزير الداخلية يؤكد:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حققنا نجاحات كبرية يف‬ ‫التصدي لالرهابيني وسنقايض‬ ‫ّ‬ ‫"املشككني" يف نزاهة األمنيني‬ ‫ّ‬
  • 2. ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬ ‫عيد فطر مبارك‬ ‫عطلة بثالثة ايام بمناسبة عيد الفطر‬ ‫مــطلع الفجر...‬ ‫موحدون ..‬ ‫ضد االرهاب‬ ‫م ��ن امل�سلم ��ات والبديهيات ان تون� ��س تتعر�ض اىل‬ ‫هجم ��ة �شر�س ��ة لإجه ��از عل ��ى ثورته ��ا وم ��ا العملي ��ات‬ ‫االرهابية االخرية من اغتيال لل�شهيد حممد الرباهمي‬ ‫م ��ردوف بعملي ��ة جبانة على ثم ��اين جن ��ود والتمثيل‬ ‫ّ‬ ‫بجثثه ��م �إال دلي ��ل عل ��ى �شرا�س ��ة املرتب�ص�ي�ن مب�س ��ار‬ ‫االنتق ��ال الدميقراطي يف الب�ل�اد و�أننا امام عدوّ يرمي‬ ‫ب�أخ ��ر اوراق ��ه يف املعرك ��ة يف م�سع ��ى ل ��واد الث ��ورة‬ ‫وتطلع ��ات التون�سيني نحو التح ��رر واالنعتاق. ورغم‬ ‫ّ‬ ‫ج�سام ��ة امل�ص ��اب ف� ��إن ه ��ذه االعت ��داءات ق ��د وح ��دت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�شاعر كل التون�سيني وزادت يف تالحمهم وت�ضامنهم‬ ‫وم ��ا امل�س�ي�رات ال�شعبي ��ة التي خرج ��ت يف اغلب مدن‬ ‫ّ‬ ‫اجلمهوري ��ة للتنديد باالرهاب والتعب�ي�ر عن امل�ساندة‬ ‫ّ‬ ‫القويّة للجي�ش الوطني وقوات االمن الداخلي ودعمهم‬ ‫يف دح ��ر االرهاب والك�شف ع ��ن اوكاره احلقيقية اد ّلة‬ ‫ّ‬ ‫قاطع ��ة ان املواطن التون�سي واع باملعارك والتحديات‬ ‫ّ‬ ‫احلقيقي ��ة الت ��ي يجب ان ت�ش� �د االنتباه، ولع ��ل ذلك ما‬ ‫ّ‬ ‫يف�س ��ر اعرا� ��ض التون�سيني ع ��ن ال�س�ي�ر وراء دعوات‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستباحة امل�ؤ�س�سات الر�سميّة للدولة او تعطيل اعمال‬ ‫امل�ؤ�س�س ��ات الت�شريعي ��ة والتنفيذي ��ة. وه ��ذا التوج ��ه‬ ‫ّ‬ ‫العق�ل�اين والأ�صيل للمواطنني وملختلف القائمني على‬ ‫م�صالح البالد اربك ح�ساب ��ات الطامعني يف اال�ستيالء‬ ‫عل ��ى ال�سلط ��ة بغ�ي�ر م�سط ��رة القان ��ون وك�ش ��ف ان‬ ‫اال�ستثمار يف االعت ��داءات االرهابية لتحقيق الرغبات‬ ‫احلزبي ��ة والفئوي ��ة واملتاج ��رة بامل�صائ ��ب الوطنيّة ال‬ ‫يعطي اال النتائج العك�سيّة. فممار�سة ال�سيا�سة تخ�ضع‬ ‫يف كل ال ��دول املتح�ض ��رة اىل اج ��راءات معلوم ��ة لدى‬ ‫اخلا� ��ص والع ��ام لي� ��س فيه ��ا افت ��كاك ال�سلط ��ة بتعداد‬ ‫املواطن�ي�ن يف ال�ش ��ارع او بالتواطئ م ��ع قوى اجنبية‬ ‫ب ��ل تعتم ��د االدوات ال�سيا�سي ��ة واوله ��ا اجللو� ��س‬ ‫اىل طاول ��ة املفاو�ض ��ات واالع�ت�راف املتب ��ادل ب�ي�ن كل‬ ‫الفرق ��اء ال�سيا�سيني والكف ع ��ن اخلطابات العن�صريّة‬ ‫االق�صائي ��ة الت ��ي تزايدت يف امل� �دّة االخرية واخلطري‬ ‫يف امل�سال ��ة �أنه ��ا �ص ��ادرة عن اطراف حتم ��ل النيا�شني‬ ‫االن�سانية واحلقوقية.‬ ‫ان التجرب ��ة الدميقراطيّة الوليدة حتتاج اىل رعاية‬ ‫وطني ��ة وتفه ��م لل�صعوب ��ات الت ��ي تعرت�ضه ��ا باعتبار‬ ‫عظمة ما �سينجر عنه ��ا من تغيري للعقليات والذهنيات‬ ‫والتحاق لفئات وقوى جديدة اىل دائرة �صناعة القرار‬ ‫وال يق ��ف امام ه ��ذا امل�س ��ار �إال الراغب ��ون يف ان تبقى‬ ‫تون� ��س حم�ص ��ورة يف اط ��راف �سيا�سي ��ة دون غريها‬ ‫ويف مناط ��ق دون غريها ويف ثقافة دون غريها ولي�س‬ ‫لذلك عن ��وان غري اال�ستبداد والعبوديّة وذلك ما ي�سعى‬ ‫االره ��اب اىل ار�سائه. ولك ��ن �سفينة احلريّة �سارت يف‬ ‫غري هذا االجتاه.‬ ‫الفجر‬ ‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬ ‫2‬ ‫بمناس��بة عي��د الفط��ر املب��ارك،‬ ‫تتق��دّ م جري��دة الفج��ر بأح��ر‬ ‫ّ‬ ‫التهاين إىل الشعب التونيس واألمة‬ ‫ّ‬ ‫اإلس�لامية مجع��اء راجي��ة من اهلل‬ ‫ّ‬ ‫الع�لي القدير أن حيف��ظ تونس من‬ ‫ّ‬ ‫كل مكروه وأن يعيد علينا هذا العيد‬ ‫باليمن والربكة واخلري والسعادة.‬ ‫�أعلم ��ت رئا�س ��ة احلكوم ��ة �أن ��ه مبنا�سب ��ة عيد الفط ��ر املب ��ارك يتمتع �أع ��وان الدول ��ة واجلماع ��ات املحلية‬ ‫وامل�ؤ�س�س ��ات العمومي ��ة ذات ال�صبغة الإدارية بثالثة �أيام عطلة وذلك �أي ��ام اخلمي�س 8 واجلمعة 9 وال�سبت‬ ‫01 �أوت3102.‬ ‫وي�ست�أن ��ف العمل بنظام احل�صة الواحدة ال�صيفي بعد عيد الفطر املبارك و�إىل غاية يوم 13 �أوت3102‬ ‫على النحو التايل :‬ ‫ �أي ��ام الإثنني والثالثاء والإربعاء واخلمي�س من ال�سابع ��ة والن�صف �صباحا 03.70 �إىل ال�ساعةالثانية‬‫00.41 بعد الزوال‬ ‫- يوم اجلمعة من ال�سابعة والن�صف �صباحا 03.70 �إىل ال�ساعة الواحدة 00.31 بعد الزوال‬ ‫حزب املبادرة ينفي‬ ‫نف ��ى االح ��د املا�ض ��ي املكت ��ب ال�سيا�سي حل ��زب املب ��ادرة يف بالغ بثت ��ه �إذاع ��ة جوهرة م ��ا تداولته عدي ��د املواقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الإلكرتوني ��ة واملحط ��ات الإذاعيّة ح ��ول نب�أ حماولة �إغتيال الوج ��ه ال�سيا�سي املعروف ورئي�س ح ��زب املبادرة كمال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرجان. وكانت وزارة الداخليّة قد اعلنت انها متكنت من احباط حماولة اغتيال لوجه �سيا�سي معروف باجلهة. من‬ ‫جه ��ة �أخ ��رى حتدثت م�صادر اعالمية عل ��ى �أن املق�صود باالغتيال كان حامد القروي وذل ��ك بهدف مزيد ا�شعال الفتنة‬ ‫بني التون�سيني.‬ ‫سلوى الرشيف : قيس سعيد مريض‬ ‫اتهم ��ت �سل ��وى ال�شريف يف حوار لها م ��ع جريدة االعالن يف عدده ��ا الأخري اال�ستاذ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قي� ��س �سعي ��د بانه مل ي�ش ��ارك يوما يف منرب �سيا�س ��ي حتى نعرف معدنه، �إن ��ه ي�أتي �إىل‬ ‫ح�صة تلفزيّة فيقرا در�سه بطريقة مم�سرحة ولو �س�ألنا طبيبا نف�سانيّا لقال انها م�ؤ�شرات‬ ‫ّ‬ ‫مر� ��ض نف�سي.. االق�ت�راح الوحيد الذي قدّمه قي�س �سعي ��د كان املجل�س الت�أ�سي�سي وهو‬ ‫الذي ادخلنا يف م�صيبة و�أكرب خطا قام به.‬ ‫استهتار كبري بالدولة‬ ‫ّ‬ ‫اعت�ب�ر النقابي عدنان احلاجي الدع ��وات اىل �سلطة ال�شارع بتنحية معتمدي ��ن ووالة وتن�صيب م�س�ؤولني �آخرين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستهت ��ارا كبريا بالدول ��ة وم�ؤ�س�ساتها وا�ضاف يف ت�صريحه االخري اىل جريدة ال�صريح �أنه مل يكن باالمكان احل�سم‬ ‫ّ‬ ‫يف ملف النيابات اخل�صو�صيّة واملجال�س البلديّة رغم التوافق فكيف �سيكون ممكنا يف ظل الفو�ضى الذي هو م�سار‬ ‫خطري ومرفو�ض.‬ ‫أجانب وسط اعتصام "الرحيل"‬ ‫الحظ الزائرون العت�صام ما يطلق عليه " اعت�صام الرحيل" �أمام املجل�س الت�أ�سي�سي بباردو والذي تتزعمه اجلبهة‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبيّة ونداء تون�س ح�ضور مواطنني غري تون�سيني وقد �أكدت مرا�سلة قناة "املتو�سط" نادية فار�س �ضمن تغطية‬ ‫مبا�ش ��رة م�س ��اء الأربع ��اء املا�ضي وجود عدد م ��ن الأ�شخا�ص من ذوي اجلن�سي ��ة الفرن�سيّة رافع�ي�ن ل�شعارات تدعوا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إىل ح ��ل املجل� ��س الت�أ�سي�سي ورحيل احلكومة ونقلت عن بع� ��ض احلا�ضرين �أن النواب الذين جمدوا و�ضعياتهم يف‬ ‫الت�أ�سي�سي هم من قاموا بجلبهم �إىل االعت�صام.‬ ‫اعتصام أم زردة‬ ‫عبرّ عدد من امل�شاركني يف اعت�صام ما ي�سمى‬ ‫ّ‬ ‫بالرحيل الذي تقوده الأطراف املناه�ضة للم�سار‬ ‫االنتق ��ايل احل ��ايل ع ��ن ال�ضبابيّة الت ��ي يعرفها‬ ‫ّ‬ ‫االعت�ص ��ام يف كل مفا�صله يف ظل تباين �أهداف‬ ‫الأط ��راف امل�شاركة فيه وا�ستم ��رار غياب ناطق‬ ‫ر�سم ��ي با�سم االعت�صام يع�ّب رّ عن طموحات كل‬ ‫امل�شارك�ي�ن في ��ه ولي�س خدمة �أجن ��دا طرف دون‬ ‫�آخ ��ر �إ�ضاف ��ة �إىل االرجت ��ال والأخط ��اء القاتلة‬ ‫ّ‬ ‫و�أبرزه ��ا تنظيم احتفاالت يف وقت ركن فيه كل‬ ‫التون�سي�ي�ن �إىل احلزن واخل�شوع �أمام امل�صاب‬ ‫العنوان: 52 نهج محمود بيرم التونسي. منفلوري ـ تونس‬ ‫فاكس: 720.094.17 - الهاتف: 620.094.17‬ ‫الحساب البنكي: 91301700017500040280 :‪BIAT-RIB‬‬ ‫العنوان االلكتروني: ‪elfejr2011@gmail.com‬‬ ‫ّ‬ ‫اجللل الذي هز البالد مع �سقوط ثماين �ضحايا‬ ‫يف اعت ��داء �أث ��م على اجلي� ��ش الوطني وانزالق‬ ‫االعت�ص ��ام �إىل م ��ا ي�شب ��ه الأو�ض ��اع بامل ��دارج‬ ‫الريا�ضي ��ة م ��ن حي ��ث االنف�ل�ات يف ال�شعارات‬ ‫ّ‬ ‫بلغ ��ت ح ��د امل� ��س بهوي ��ة الب�ل�اد" تون� ��س حرة‬ ‫ّ‬ ‫والإ�س�ل�ام عل ��ى ب� �رة " وان كان البع� ��ض ي�صر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أنّ املحتج�ي�ن ي ��رددون الأزالم ولي� ��س الإ�سالم‬ ‫ّ‬ ‫ولك ��ن �أنى للمرتزقة املجموع�ي�ن على العجل �أن‬ ‫ميي ��زوا بني الأزالم والإ�سالم وه ��م يعلمون �أنّ‬ ‫خ�صومته ��م م ��ع الإ�سالمي�ي�ن كم ��ا �أنّ احل�ضور‬ ‫المدير المسؤول‬ ‫عبد اهلل الزواري‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫ّ‬ ‫مثل ��ت عملي ��ة اغتي ��ال ثماني ��ة جنود‬ ‫ّ‬ ‫�شب ��اب تون�سي ��ون �صدم ��ة لل ��ر�أي العام‬ ‫وه ��و ال زال حتت �صدمة اغتيال ال�شهيد‬ ‫حممد الرباهمي ولكن م ��ازاد الطني ب ّلة‬ ‫ا�صرار التلفزة الوطنيّة على مترير جثث‬ ‫ّ‬ ‫ال�شه ��داء وقد مت التمثي ��ل بها يف �سابقة‬ ‫مل يعرفه ��ا االع�ل�ام التون�س ��ي يف �أ�سوا‬ ‫حاالت ��ه ورغم مرور ف�ت�رة على احلادثة‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ان املو�ض ��وع ال زال يحت ��ل ال�ص ��دارة‬ ‫يف املواق ��ع االجتماعي ��ة وبل ��غ االم ��ر‬ ‫ح� �د املطالب ��ة بفتح حتقي ��ق يف الغر�ض‬ ‫ّ‬ ‫و�إحالة املورطني على الق�ضاء الع�سكري‬ ‫طبق ��ا ملا جاء بالفق ��رة الثالثة من الف�صل‬ ‫06 مك� �رر من املج ّل ��ة اجلزائيّة والذي‬ ‫ّ‬ ‫جاء فيه : " يعد خائنا و يعاقب بالإعدام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل تون�س ��ي يتعم ��د امل�شارك ��ة يف عم ��ل‬ ‫ّ‬ ‫يرم ��ي �إىل حتطيم معنوي ��ات اجلي�ش و‬ ‫ّ‬ ‫الأم ��ة بق�صد الإ�ض ��رار بالدفاع الوطني‬ ‫ّ‬ ‫"وهو ن�ص يعك�س مدى خطورة اللعب‬ ‫ّ‬ ‫على معنويات اجلي�ش.‬ ‫رفع اعتصام الرشعية‬ ‫ّ‬ ‫�أعل ��ن املن�س ��ق الع ��ام لالئت�ل�اف‬ ‫الوطن ��ي لتحقيق �أهداف الثورة ودعم‬ ‫ال�شرعي ��ة، عبد احلمي ��د الطرودي عن‬ ‫رف ��ع “اعت�ص ��ام ال�شرعي ��ة” و�إخ�ل�اء‬ ‫ّ‬ ‫�ساح ��ة ب ��اردو وعل ��ل الق ��رار ب�أن ��ه‬ ‫م�ساهم ��ة يف احلف ��اظ عل ��ى امل�صلح ��ة‬ ‫العام ��ة للب�ل�اد وم�صلح ��ة املواطن�ي�ن‬ ‫باخل�صو�ص م�ضيفا �أنهم ارت�أوا “�أمام‬ ‫تنام ��ي ظاه ��رة االرهاب الت ��ي �أرهقت‬ ‫قوات الأمن الوطن ��ي ف�ض اعت�صامهم‬ ‫حت ��ى يعطوا الفر�ص ��ة للأمنيني للقيام‬ ‫بواجبهم يف حماية الأمن العام”.‬ ‫الطاغ ��ي لرج ��االت النظ ��ام املخل ��وع وتكالبه ��م‬ ‫عل ��ى احلدي ��ث يف اجلمه ��ور �أعط ��ى االنطب ��اع‬ ‫ب ��ان اجلمي ��ع جمموع ��ون خلدمة عودته ��م �إىل‬ ‫ال�سلط ��ة واالنق�ضا� ��ض عليه ��ا ولي� ��س خدم ��ة‬ ‫االنتقال الدميقراط ��ي يف البالد خا�صة مع رفع‬ ‫ّ‬ ‫�صور للمخل ��وع والتبجح مبرحلته الذهبية يف‬ ‫تاريخ البالد باعتبار ان ��ه رمز لقمع الإ�سالميني‬ ‫ويت�س ��اءل بع�ضه ��م يف ال�ساح ��ة او يف املواقع‬ ‫االجتماعي ��ة ع ��ن �صاحب فك ��رة االعت�صام ومن‬ ‫ّ‬ ‫يديره من خلف ال�ستار ويف �أي اجتاه؟‬ ‫اإلشراف الفني‬ ‫مكرم أحمد‬ ‫تصدر عن دار الفجر‬ ‫للطباعة والنشر‬ ‫مطبعة دار التونسية‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬ ‫رئيس الحكومة:‬ ‫ال مستقبل لإلرهاب يف تونس‬ ‫وعىل االرهابيني تسليم أنفسهم‬ ‫عل ��ى هام�ش زيارة العمل التي �أداها �إىل مقر وزارة الداخلية للإطالع‬ ‫ّ‬ ‫عل ��ى �آخ ��ر امل�ستج ��دات ومتابع ��ة عم ��ل الوح ��دات الأمني ��ة، �أدىل رئي� ��س‬ ‫ّ‬ ‫احلكوم ��ة ال�سيّد علي العري� ��ض بت�صريح �إىل و�سائل الإع�ل�ام، �أكد خالله‬ ‫�أن ال مُ�ستقب ��ل للإره ��اب والإرهابي�ي�ن يف تون�س. ودع ��ا رئي�س احلكومة‬ ‫ّ ّ‬ ‫االرهابي�ي�ن �إىل �إلق ��اء ال�س�ل�اح وت�سلي ��م �أنف�سه ��م للأمن، و�أك ��د �أن الدولة‬ ‫واملجتمع والق�ضاء �سي�أخذ ذلك بعني االعتبار.‬ ‫و�أثنى رئي�س احلكومة على جمهودات قوات الأمن خا�صة بعد ك�شفها‬ ‫ّ‬ ‫م�سبقا حماوالت �إرهابية يف �سو�سة والوردية. و�أبرز �أن من بني العنا�صر‬ ‫الت ��ي �ألقت ق ��وات الأمن القب�ض عليها يف الأي ��ام املا�ضية عنا�صر مطلوبة‬ ‫يف ق�ضية اغتيال �شكري بلعيد. ووجه العري�ض دعوة �إىل التون�سيني من‬ ‫ّ‬ ‫�أجل جمابهة خطر الإرهاب و�إف�شال م�سعاهم يف �إرهاب ال�شعب التون�سي‬ ‫وذل ��ك من خالل موا�صلة حياتهم الطبيعية. كم ��ا نبّه �إىل �ضرورة االلتزام‬ ‫ب�إبرام عقود قانونية عند القيام بت�أجري منازلهم.‬ ‫تنديد واسع‬ ‫ببث صور اجلنود‬ ‫3‬ ‫منصور معلى:‬ ‫دعوات إسقاط احلكومة‬ ‫وحل التأسييس تشدد يساري‬ ‫اعت�ب�ر ال�سيا�س ��ي واالقت�صادي من�صور معل ��ى دعوات اجلبهة ال�شعبية حل ��ل املجل�س الوطني‬ ‫الت�أ�سي�س ��ي و�إ�سق ��اط احلكوم ��ة وغريه ��ا من الإج ��راءات الت ��ي تنادي به ��ا هو نوع م ��ن الت�شدد‬ ‫الي�ساري.‬ ‫وق ��ال من�صور معل ��ى يف حوار للزميل ال�صريح ” �أن ما تقول ��ه اجلبهة ال�شعبية “تخلوي�ض”،‬ ‫معربا عن رف�ضه ملا عرب عنه بالثوريات والفرقعات.‬ ‫و�أك ��د معل ��ى �أن املعار�ضة يف تون�س ف�شلت ف�شال ذريعا وهي �أي�ضا �ساهمت يف ف�شل احلكومة،‬ ‫وبالتايل ما تعي�شه تون�س اليوم هو نتيجة �أخطاء الطرفني.‬ ‫مظاهرات شعبية‬ ‫ّ‬ ‫القت املظاهرات التي دعت �إليها حركة النه�ضة والأطراف املتحالفة معها جناحا كبريا مل يكن يتوقعه املنظمون �أنف�سهم، فقد خرج الآالف‬ ‫يف �أغلب مراكز الواليات منددين بامل�سار االنقالبي لأطراف يف املعار�ضة املتحالفة مع النظام ال�سابق وداعني اىل ا�ستكمال املرحلة االنتقالية‬ ‫يف اق ��رب الآج ��ال، كما ندد املتظاهرون باالغتياالت وكل مظاهر العن ��ف. وقد انتقلت اعداد كبرية من املتظاهرين اىل ثكنات اجلي�ش القريبة‬ ‫للتعبري عن الت�ضامن مع اجلي�ش الوطني وتقدمي العزاء يف اجلنود الذين �سقطوا يف جبل ال�شعانبي.‬ ‫محسن مرزوق يهدد مراسل الجزيرة:‬ ‫ّ‬ ‫بعد أن ننقلب عىل احلكم سيتم اعتقالك مثل زمالئك يف مرص‬ ‫قال مرا�سل قناة اجلزيرة يف تون�س حافظ مريبح �أن القيادي بحركة نداء تون�س تهجم عليه‬ ‫ّ‬ ‫ي ��وم ال�سب ��ت 3 مار�س خالل الإجتماع ال ��ذي عقده االحتاد من �أجل تون� ��س و اجلبهة ال�شعبية‬ ‫مبقر حركة نداء تون�س‬ ‫ّ‬ ‫و �أك ��د حاف ��ظ مريب ��ح �أن حم�سن مرزوق ه� �دّده بالإعتق ��ال بعد ا�سقاط احلكوم ��ة و كتب يف‬ ‫�صفحته على الفاي�سبوك " لقد هدّدنى قائال �إن م�صريك �سيكون االعتقال مثل م�صري زمالئك يف‬ ‫م�صر بعد االنقالب " .‬ ‫وهذا ما كتب الزميل مريبح على �صفحته يف الفاي�سبوك:‬ ‫املدع ��و حم�س ��ن م ��رزوق "الدميقراطي ج ��دا" والقيادي يف "ن ��داء تون�س" اث ��ر تهجمه على‬ ‫و�سائل الإعالم على هام�ش تغطيتنا الجتماع ما ي�سمى ب"جبهة االنقاذ الوطني" و بعد تال�سنه‬ ‫مع الزميل طارق عمارة من وكالة رويرتز، هددين قائال بان م�صري اجلزيرة يف تون�س �سيكون‬ ‫مثلم ��ا ح ��دث للزمالء يف م�ص ��ر بعد االنقالب من اعتق ��االت ومنع من العمل...ق ��ال يل "�صربنا‬ ‫عليكم اىل حد الآن و�سنعاملكم مثلما عاملوكم يف م�صر..."‬ ‫هذه هي "الدميقراطية" التي يب�شر بها هو وامثاله من جماعة املنجل والتجمع...‬ ‫يف العمق‬ ‫االرهاب يتهاوى‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫بعد جن ��اح الوحدات الأمنية يف عمليتي حمام �سو�سة والوردية‬ ‫والقب� ��ض عل ��ى ع ��دد م ��ن �أخط ��ر الإرهابي�ي�ن واملتورط�ي�ن ب�ش ��كل‬ ‫رئي�س ��ي يف عمليت ��ي اغتيال �شكري بلعيد وحمم ��د الرباهمي يبدو‬ ‫�أن الإره ��اب بد�أ يتهاوى �أو عل ��ى الأقل هذه الع�صابة التي احرتفت‬ ‫االغتي ��ال �سبيال لبث الفتنة يف البالد. وقد بدا ه�ؤالء وحتى العقل‬ ‫املدبر ال ��ذي يقف وراءهم يف عزلة مع ازدي ��اد ال�ضربات وجناحها‬ ‫و�آخرها القب� ��ض على العن�صر الثالث اله ��ارب يف �سو�سة، كما كان‬ ‫الدع ��م احلكوم ��ي الوا�س ��ع وااللتف ��اف ال�شعب ��ي ح ��ول م�ؤ�س�ستي‬ ‫اجلي�ش والأمن دور مهم يف الرفع من معنويات عنا�صرنا يف هتني‬ ‫امل�ؤ�س�ست�ي�ن وهو ما جتلى بو�ضوح يف �شرا�سة وجناحة العمليات‬ ‫يف جبل ال�شعانب ��ي بالتوازي مع حتقيق جناح كبري يف ك�شف لغز‬ ‫االرهابيني.‬ ‫لقد �أثبت ��ت التحركات الأمنية الأخرية م�سن ��ودة ب�إرادة �سيا�سية‬ ‫و�شعبي ��ة �أن الإره ��اب ال م�ستقبل له ولن يحقق �أغرا�ضه يف جمتمع‬ ‫يطم ��ح �إىل بن ��اء جترب ��ة دميقرطي ��ة جدي ��دة قائم ��ة عل ��ى الكرامة‬ ‫واحلري ��ة. كما �أثبتت نتائج العم ��ل الأمني الأخري �ضد هذه اخلاليا‬ ‫االرهابي ��ة املتوزعة على �أكرث من منطق ��ة �أن �أمننا اجلمهوري قادر‬ ‫عل ��ى التح ��رك بفعالي ��ة �ض ��د الأخط ��ار املحدق ��ة بتون�س رغ ��م حدّة‬ ‫التجاذب ال�سيا�سي. ومهما كان له�ؤالء االرهابيون من خربة وخبث‬ ‫ورمبا �سند داخلي وخارجي، ومهما كانت �أجنداتهم دينية مت�شددة‬ ‫او خمابراتية اقليمية او دولية ف�إن تون�س ب�شعبها الواعي وارادته‬ ‫املوحدة للتح ��رر واالنعتاق قادرة على دحرهم والتخل�ص منهم يف‬ ‫مدة زمنية ق�صرية.‬ ‫عل ��ى احلكوم ��ة احلالية الت ��ي يقوده ��ا ال�سيد عل ��ي العري�ض ان‬ ‫تعطي االولوية الق�صوى ملحاربة االرهاب وكل خطر يهدد يف هذه‬ ‫املرحل ��ة ا�ستق ��رار تون�س، كم ��ا عليها ان تنوع وتكث ��ف من عمليات‬ ‫ُ‬ ‫املراقب ��ة واال�ستق�ص ��اء والر�صد لكل املخطط ��ات ال�سرية التي تدبر‬ ‫للت�أث�ي�ر على امل�شه ��د التون�سي وبث الفتن ��ة والفرقة واخلوف. كما‬ ‫عل ��ى ال�سيد علي العري�ض �شخ�صي ��ا �أن يطلب من ال�شعب التون�سي‬ ‫الوقوف معه وم ��ع حكومته يف حماربة االرهاب الذي يهدد تون�س‬ ‫وم�ستقبله ��ا، و�أن يق ��رر ب�ش ��كل م ��ن الأ�ش ��كال دعم الق ��درات املادية‬ ‫واللوج�ستي ��ة لقوات الأم ��ن واجلي�ش واالحاط ��ة بعائالت اجلنود‬ ‫و�أع ��وان الأمن ب�شكل كبري لتوفري ظروف �أف�ضل لهتني امل�ؤ�س�ستني‬ ‫و�ضم ��ان حيادهم ��ا وفعاليتهم ��ا يف مكافح ��ة االره ��اب وكل �أنواع‬ ‫اجلرمية الأخرى.‬ ‫مقال عنرصي يثري اإلشمئزاز‬ ‫حبرّ عبد الر�ؤوف املقدّمي يف جريدة ال�شروق‬ ‫بتاري ��خ 03 مقاال امتلأ بعبارات العن�صرية �ضد‬ ‫ّ‬ ‫�أه ��ايل الواح ��ات الت ��ي ينت�س ��ب اليه ��م الرئي�س‬ ‫من�صف املرزوقي قائال ب�صري ��ح العبارات "هذا‬ ‫الرئي�س ال�شرعي املنتخب بحوايل 6 �آالف �صوت‬ ‫ونيف والذي يحيط ب ��ه م�ست�شارون يت�صدرون‬ ‫قائم ��ة ال�صفر فا�ص ��ل ولكنه ��م ال ي�ستحون البتة‬ ‫ع ��ن «التف�شلي ��م» و«التفركيح» معا، ه ��و للحقيقة‬ ‫اخت ��زال حلال ��ة غريب ��ة ت�صي ��ب العديدي ��ن م ��ن‬ ‫�أ�صيل ��ي �أو �س ��كان الواح ��ات التون�سي ��ة". ه ��ذا‬ ‫املقال �أثار حفيظة كل التون�سيني وخا�صة �سكان‬ ‫ّ‬ ‫الواح ��ات وعك�ست املواقع االجتماعية غ�ضبهم وت�ساءلوا عن الدواعي احلقيقية‬ ‫ّ‬ ‫لكتاب ��ة هذه املقاالت العن�صري ��ة؟ والالفت يف االمر ال�صمت الذي تالزمه الرابطة‬ ‫ّ‬ ‫التون�سية للدفاع عن حقوق الإن�سان جتاه هذه املهازل االعالميّة.‬
  • 3. ‫4‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬ ‫ّ‬ ‫في ندوة صحفية وزير الداخلية يؤكد:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حققنا نجاحات كبرية يف التصدي لالرهابيني‬ ‫ّ‬ ‫وسنقايض "املشككني" يف نزاهة األمنيني‬ ‫ّ‬ ‫أسامة بالطاهر‬ ‫ّ‬ ‫�أكد وزير الداخليّة ال�سيّد لطفي بن جدّو �أن ال�ساعات‬ ‫ّ‬ ‫القليلة الفارطة �شهدت جناحات كبرية حققتها قوّ ات‬ ‫ّ‬ ‫الأمن وهو ما ي�ؤكد تفاين امل�ؤ�س�سة الأمنيّة يف حماية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوطن وت�شكل ردّا قويّا على امل�شككني.‬ ‫و�أو� �ض��ح ب��ن ج� �دّو، خ�ل�ال ن ��دوة �صحفيّة عقدت‬ ‫مب�ق�ر ال� ��وزارة م�ساء الأح ��د ال�ستعرا�ض اجن��ازات‬ ‫ّ‬ ‫امل�ؤ�س�سة الأم�ن�ي��ة، �أن ق��وّ ات الأم��ن قامت بعمليّات‬ ‫ّ‬ ‫مداهمة و�إيقافات يف عدد من املناطق �إث��ر معلومات‬ ‫ا�ستخباراتيّة مفادها �أن عنا�صر �إرهابيّة تروم القيام‬ ‫بعدد من العمليّات االرهابيّة.‬ ‫مدامهات وإيقافات باجلملة‬ ‫ف�ف��ي �سو�سة ج��رت م��داه�م��ة م�ن��زل حت��ّ��ص��ن ب��ه 3‬ ‫عنا�صر ك��ان��ت ت�ن��وي اغ�ت�ي��ال �شخ�صيّات �سيا�سية‬ ‫وتخطط لل�سطو على بع�ض ال�ب�ن��وك وامل�ؤ�س�سات‬ ‫الأمنيّة ق�صد �سرقة �أ�سلحة. ومتكن �أعوان الأمن، بعد‬ ‫تبادل لإط�لاق النار، من �إلقاء القب�ض على عن�صريّن‬ ‫يف حني الذ الثالث بالفرار وهو يحمل بندقيّة من نوع‬ ‫كال�شينكوف تبينّ الحقا �أنه املدعو لطفي الزين وهو‬ ‫ّ‬ ‫�ضالع يف عمليّة اغتيال النائب حممّد براهمي، كما مت‬ ‫حجز بنادق كال�شينكوف وقنابل يدويّة وذخرية.‬ ‫�أم��ا بخ�صو�ص ما جد يف منطقة ال��وردي��ة فقد �أكد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوزير �أن��ه وعلى �إث��ر ورود معلومات ا�ستخباراتيّة‬ ‫داهمت وح��دات خمت�صة يف مقاومة الإره��اب منزل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي�أوي 6 �أ�شخا�ص م�س ّلحني مت التعامل معهم بحرفيّة.‬ ‫و�أ�سفرت العمليّة على �سقوط �أحد االرهابيّني و�إ�صابة‬ ‫ّ‬ ‫�أرب�ع��ة �آخ��ري��ن ومت �إي�ق��اف ال�ساد�س ال��ذي تبينّ �أنه‬ ‫ّ‬ ‫املدعو عز الدين عبد الالوي وهو من �أخطر العنا�صر‬ ‫ّ‬ ‫املفت�ش عنها و�ضالع يف عمليّة اغتيال �شكري بلعيد.‬ ‫لي�صبح عدد املوقوفني على ذمّة ق�ضيّة �شكري بلعيد 6‬ ‫�أ�شخا�ص.‬ ‫كمّا �أ�شار الوزير �إىل �إيقاف �شخ�ص وحجز كميّة‬ ‫كبرية من الأ�سلحة يف منطقة واد الربايع يف بن قردان‬ ‫على �إثر رف�ضه لالمتثال لدوريّة احلر�س الوطني، ما‬ ‫�أجربتهم على مالحقته وال��دخ��ول يف تبادل لإطالق‬ ‫النار.‬ ‫وتتمثّ‬ ‫ل العمليّة الرابعة، التي �أعلن عنها بنّ جدّو،‬ ‫يف �إيقاف ثالثة من "املت�شدّدين دينيّا" بعد حماولتهم‬ ‫افتكاك �سالح عون �أمن يحر�س فرع البنك املركزي يف‬ ‫مدينة �سو�سة.‬ ‫ويف �أكودة �ألقي القب�ض على �شخ�ص يحمل م�سدّ�سا‬ ‫وتبينّ على �إثر تفتي�شه �أنه يحمل و�صيّته ممّا يعني �أنه �أن احلديث عن ال�سلفيّني التكفريّني املت�شدّدين ال يعني‬ ‫ّ‬ ‫بال�ضرورة جمع كل ال�سلفيّني يف �س ّلة واحدة م�ؤّكدا‬ ‫كان ينوي القيام بعمليّة انتحاريّة �أو ما �شابه ذلك.‬ ‫�أن منهم الوطنيّني مثل "�أ�شجار ال��زي�ت��ون يف هذا‬ ‫الوطن"، على حد تعبريه، و�أن منهم من يكره لون الدم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حرفية أعوان األمن‬ ‫ّ‬ ‫ومنهم من هو �ضد االرهاب بكل �أ�شكاله، كما ال يعني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونوّ ه وزير الداخليّة باملجهودات الكبرية لأعوان �أن احلديث عن املتمتعني بالعفو الت�شريعي العام يف‬ ‫الأم��ن وحرفيّتهم العالية يف التعامل م��ع العنا�صر حادثة �سليمان يق�صد به اجلميع لأن منهم من ح�شر‬ ‫االرهابيّة م�ؤكدا �أن حمالت الت�شكيك مل تنجح يف امل�س باطال يف تلك الق�ضيّة وم��ن وجهت له التهمة ملجرد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من معنويّاتهم، مبيّنا �أن الوزارة لن ت�سكت جمددا عن ال�شك ودون دليل ينه�ض حجة على �ضلوعهم يف تلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا الت�شكيك يف قدرات الأمنيني ووطنيتهم ونزاهتهم الق�ضيّة ولكن املعنيّون باحلديث �أولئك الذين رفعوا‬ ‫ووح��دت �ه��م. داع �ي��ا ال���ش�ع��ب ال�ت��ون���س��ي والأح � ��زاب ال�سالح يف وجه التون�سيّني.‬ ‫ال�سيا�سيّة للتوحد ولاللتفاف حول الأم��ن واجلي�ش‬ ‫ّ‬ ‫عودة أمن الدولة برشوط‬ ‫ملحاربة الإرهاب. وا�ستغرب الوزير كيف �أن االرهاب‬ ‫عندما ي�ضرب يف بلد ما يوحد �صفوف �شعبه �إال يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويف تفاعله مع ت�سا�ؤالت ال�صحفيّني �أكد بن جدّو �أن‬ ‫تون�س فهو يزيد الفرقة واالنق�سام.‬ ‫وختم ال�سيّد لطفي بن جدّو مداخلته بالتنبيه �إىل وزارة الداخلية تقدمت بق�ضايا لدى النيابة العمومية‬ ‫ّ‬ ‫�ضد "امل�شككني" يف نزاهة القيادات الأمنيّة وكفاءتها‬ ‫ّ‬ ‫وهي يف انتظارا البدء بالإجراءات.‬ ‫وحول ما راج من وجود جهاز �أمن مواز، نفى بن‬ ‫جدو هذه املزاعم داعيا كل من ميلك دليال �أن يقدّمه‬ ‫للوزارة �أو �أن يتقدّم به للق�ضاء. واعترب بن جدو �أن‬ ‫هذه "احلمالت املنظمة للم�س من قوات الأمن الداخلي‬ ‫ّ‬ ‫لن تزيد البالد �إال �ضعفا".‬ ‫وعن �إمكانية ع��ودة جهاز �أم��ن الدولة، �شدّد وزير‬ ‫ّ‬ ‫الداخلية على �أن هذا اجلهاز مل يكن يوما يف خدمة‬ ‫تون�س بل ك��ان يف خدمة �شخ�ص واح��د وا�ستهدف‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سيّني واملثقفني ومل يكن يحمي تون�س ب�أي �شكل‬ ‫من الأ�شكال و�أ�ضاف قائال: "نحن فعال يف حاجة �إىل‬ ‫وكالة ا�ستعالم وطنيّة لكن يجب يعد لها ت�شريعيا‬ ‫ّ‬ ‫وماديا و�سيا�سيّا وحتديد ارتباطها ب�أي جهة (رئا�سة‬ ‫احلكومة �أو رئا�سة اجلمهورية) مع �ضرورة �أن تكون‬ ‫ّ‬ ‫خا�ضعة لرقابة برملانية حتى ال تكون غوال".‬ ‫النائبة سهير الدردوري:‬ ‫متسك املنسحبني بحل املجلس التأسييس بمثابة إعالن حرب‬ ‫ّ‬ ‫يف ت�صريح "للفجر" قالت النائبة �سهري‬ ‫ال ��دردوري عن حركة التون�سي للحرية‬ ‫ّ‬ ‫والكرامة �إنها ا�ستغربت من �إدراج ا�سمها‬ ‫�ضمن قائمة النواب املن�سحبني دون علمها.‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�ضافت �أنها مل تن�سحب من املجل�س ومل‬ ‫تقم بالتن�سيق م��ع ال �ن��واب املن�سحبني‬ ‫لإدراج ا�سمائهم �ضمن املن�سحبني خا�صة‬ ‫�أنّ حزبها مل يعقد اجتماعا لأخ��ذ القرار‬ ‫ب�ش�أن امل�ستجدات التي ح�صلت وخا�صة‬ ‫عملية االغتيال.‬ ‫ّ‬ ‫و�أ� �ش��ارت ال� ��دردوري �إىل �أن �ه��ا قامت‬ ‫بتكذيب حرب ان�سحابها، حيث اعتربت‬ ‫�أنّ ه ��ذا الأم� ��ر م��رف��و���ض بالن�سبة لها‬ ‫وحلزبها خا�صة �أنّ من يقود هذا التحرك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح ��زب ن���داء ت��ون ����س. و�أك�� ��دت �أن� ��ه بعد‬ ‫ّ‬ ‫اجتماع قيادات حزبها مت اتخاذ موقف‬ ‫راف�ض لالعت�صام �أم��ام املجل�س الوطني‬ ‫ّ‬ ‫الت�أ�سي�سي وملطالب حل املجل�س الوطني‬ ‫الت�أ�سي�سي. و�أ��ض��اف��ت �أنّ املجل�س هو‬ ‫الوحيد القادر على اخل��روج بالبالد من‬ ‫ّ‬ ‫الأزم��ة الراهنة و�أن��ه الوحيد القادر على‬ ‫ّ‬ ‫احت�ضان حوار �سيا�سي بني كل �أطراف‬ ‫الأزمة. وبخ�صو�ص مطلب حل احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫قالت �إنها مع فكرة ت�شكيل حزام �سيا�سي‬ ‫يجمع ر�ؤ�ساء الأح��زاب واملجتمع املدين‬ ‫واجلمعيات واملنظمات الوطنية لدعم‬ ‫احلكومة يف الفرتة القادمة.‬ ‫ّ‬ ‫و�أب� ��رزت ال� ��دردوري �أنّ حزبها علق‬ ‫م�شاركة عمل نوابه يف املجل�س �إىل حني‬ ‫جتاوز الأزمة وذلك ب�سبب رغبتهم يف �أن‬ ‫يتم االتفاق مع النواب املن�سحبني من �أجل‬ ‫ّ‬ ‫العودة �إىل عملهم داخل املجل�س، و�أ�شارت‬ ‫�إىل �أنّ حزبها يلعب دور الو�ساطة بني‬ ‫املن�سحبني و�أح � ��زاب ال�تروي �ك��ا لأنهم‬ ‫ّ‬ ‫يعتقدون �أن��ه ال يوجد طريق م�سدود.‬ ‫ّ‬ ‫و�أبرزت �أنها ت�أمل يف �أن يتم مل �شمل كل‬ ‫القوى الوطنية من الأحزاب احلاكمة �أو‬ ‫املعار�ضة حول املجل�س لإنهاء ما تبقى من‬ ‫الفرتة االنتقالية.‬ ‫على �صعيد �آخر قالت �سهري الدردوري‬ ‫ّ‬ ‫�إن �ه��ا ت�ستغرب االت�ه��ام��ات امل��وج�ه��ة �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ال��ن��واب ال��ذي��ن رف �� �ض��وا االن� �خ ��راط يف‬ ‫ّ‬ ‫مطلب حل املجل�س الوطني الت�أ�سي�سي‬ ‫وحملة الت�شويه التي تطالهم. كما �أبدت‬ ‫ا��س�ت�غ��راب�ه��ا م��ن االن��ق�ل�اب امل �ف��اج��ئ يف‬ ‫مواقف و�آراء ع��دد من النواب وخا�صة‬ ‫ن� ��واب احل� ��زب اجل �م �ه��وري ع �ل��ى غ��رار‬ ‫�أح�م��د جنيب ال�شابي والأم�ي�ن��ة العامة‬ ‫للحزب مية اجلريبي وع�صام ال�شابي‬ ‫ّ‬ ‫و�إي��اد الدهماين الذين كانوا قبل حادثة‬ ‫اغتيال ال�شهيد حممد الرباهمي يدافعون‬ ‫على م�شروع الد�ستور وع�ل��ى املجل�س‬ ‫اّ‬ ‫الت�أ�سي�سي، �إل �أنّ موقفهم انقلب بني ليلة‬ ‫و�ضحاها على ح �د تعبريها. وو�صفت‬ ‫ّ‬ ‫الدردوري �إ�صرار النواب املن�سحبني على‬ ‫مطلب حل املجل�س الوطني الت�أ�سي�سي‬ ‫وح��ل احل�ك��وم��ة ورف���ض�ه��م احل ��وار قبل‬ ‫ّ‬ ‫تنفيذ هذين املطلبني ب��أن��ه �إع�ل�ان حرب‬ ‫لي�س لها نهاية وال ي�ع��رف م��ا ميكن �أن‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ت� ��ؤدّي �إل �ي��ه. ومت�ن��ت �أن يعود زمالءها‬ ‫النواب �إىل �صوابهم والقبول باجللو�س‬ ‫�إىل طاولة احل��وار م��ادام الطرف الثاين‬ ‫م�ستعد لذلك.‬ ‫سيف الدين بن محجوب‬ ‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬ ‫5‬ ‫وطنية‬ ‫أكد أن االتحاد لم يمهل الحكومة أسبوعا كما تردد علي رمضان للفجر:‬ ‫ال جيب املس من سلطة التأسييس واحلكومة جيب أن تتغري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أك ��د ال�سيّد علي رم���ض��ان �أم�ي�ن عام‬ ‫حزب العمل التون�سي �أن الأو�ضاع التي‬ ‫ت�شهدها ت��ون����س لي�ست ج��دي��دة وذلك‬ ‫ب�سبب م��ا �أ��س�م��اه ان�ح��راف��ا يف امل�سار‬ ‫الت�أ�سي�سي االنتقايل منذ 32 �أكتوبر‬ ‫وه��و راج ��ع ح�سب ت�ق��دي��ره �إىل غياب‬ ‫التوافق وح��دوث انق�سام ب�ين حكومة‬ ‫وم �ع��ار� �ض��ة وه���و م ��ا ان �ت��ج جت��اذب��ات‬ ‫واحتقان �صاحبتها حالة من االنفالت يف‬ ‫كل املجاالت: انفالت اجتماعي و�إعالمي‬ ‫و�أم� �ن ��ي، م�ب�ي�ن��ا �أن���ه ك ��ان ع�ل��ى جميع‬ ‫ّ‬ ‫الأطراف اجللو�س وحتديد الأولويّات.‬ ‫و�أ�ضاف: "نذكر �أن �إثر �صدمة اغتيال‬ ‫� �ش �ك��ري ب�ل�ع�ي��د ق � �دّم ح� �م ��ادي اجلبايل‬ ‫ّ‬ ‫ا��س�ت�ق��ال��ة ح�ك��وم�ت��ه و�أع �ل��ن ع��ن ان�شاء‬ ‫حكومة ك �ف��اءات وه ��ذا امل �ق�ترح مل يلق‬ ‫قبوال لدى حركة النه�ضة مقابل قبولها‬ ‫بتحييد وزارت ال�سيادة على �أم��ل �أن‬ ‫تن�صلح الأو�ضاع ون�صل �إىل انتخابات.‬ ‫ولكن جاء حدث اغتيال حممّد براهمي‬ ‫ليعيدنا �إىل نقطة ال�صفر. فهذه العمليّة‬ ‫�أظهرت ه�شا�شة الو�ضع الأمني ومل يعد‬ ‫ال�شارع مطمئنا، لي�أتي خرب ا�ست�شهاد‬ ‫جنودنا البوا�سل لي�ؤكد ه�شا�شة الو�ضع‬ ‫الأم �ن��ي وي�ك�ر���س اال�ستقطاب الثنائي‬ ‫ّ‬ ‫الذي �أ�صبحت عليه ال�ساحة ال�سيا�سية‬ ‫ال �ي��وم وال ��ذي ط��امل��ا نبّهنا �إل �ي��ه. ولكن‬ ‫هناك عديد الأطراف التي تدفع نحو هذا‬ ‫اال�ستقطاب".‬ ‫وبينّ �أنه �إثر اغتيال الرباهمي ارتفع‬ ‫ّ‬ ‫�سقف مطالب املطالبني بحل احلكومة‬ ‫واملجل�س الت�أ�سي�سي، لذلك �سعى حزبه‬ ‫�إىل ج��ان��ب ع��دد م��ن الأح� ��زاب الأخ ��رى‬ ‫للبحث عن خط و�سطي لتقريب وجهات‬ ‫النظر حفاظا على �سالمة البالد وامل�صلحة‬ ‫العليا لتون�س.‬ ‫ّ‬ ‫وعن دع��وات حل امل�ؤ�س�سات القائمة‬ ‫ّ‬ ‫�أو��ض��ح ال�سيّد علي رم�ضان ق��ائ�لا: "ال‬ ‫يجب �أن ننكر �أن احلكومة ف�شلت يف‬ ‫عدّة جماالت وخا�صة منها الأمن و�إيجاد‬ ‫ّ‬ ‫وف ��اق ��ات، ل �ك��ن ه ��ذا ال ي�ع�ن��ي امل�سا�س‬ ‫ّ‬ ‫باملجل�س الوطني الت�أ�سي�سي لأنه �سلطة‬ ‫عليا وم�ؤ�س�سة �شرعيّة ويبقى الرافد‬ ‫ّ‬ ‫لت�سيري �ش�ؤون البالد يف هذه املرحلة".‬ ‫ويف ق� ��راءة مل��ب��ادرة االحت� ��اد العام‬ ‫ّ‬ ‫التون�سي لل�شغل �أكد ال�سيّد علي رم�ضان‬ ‫�أن م��ا ج��اء فيها يتناغم م��ع م��ا ج��اء يف‬ ‫مبادرة حزب العمل التون�سي رفقة عدد‬ ‫من الأح��زاب الأخ��رى لذلك ندعمها لكن‬ ‫يف املقابل على احلكومة وخا�صة حركة‬ ‫ّ‬ ‫النه�ضة �أن تفهم �أن ال �ب�لاد ال تتحمّل‬ ‫�أك�ث�ر. و ل��ذل��ك ال ب �د عليها �أخ��ذ موقف‬ ‫ّ‬ ‫ج ��ريء يبعدنا ع��ن ال�ت�ط��اح��ن والفتنة‬ ‫ّ‬ ‫وي�شيع جوّ ا من اال�ستقرار. ان كنا ندعم‬ ‫حكومة ك �ف��اءات تكمل د�ستور وجتهّز‬ ‫لالنتخابات فذلك يخدم اجلميع ومنها‬ ‫حركة النه�ضة.‬ ‫ونبّه ال�سيّد علي رم�ضان من ال�سقوط‬ ‫يف مغالطات بع�ض العناوين االعالميّة‬ ‫ّ‬ ‫ال�ت��ي ت ��أك��د �أن االحت ��اد �أم�ه��ل احلكومة‬ ‫�أ�سبوعا، م��ؤك�ّ‬ ‫�دا �أن ه��ذا اخل�بر ع��ار عن‬ ‫ال�صحة لأن ما يلزم االحت��اد هو ما جاء‬ ‫ّ‬ ‫يف ب �ي��ان الهيئة الإداري� � ��ة م�ضيفا �أن‬ ‫ّ‬ ‫االحتاد قدّم نف�سه كو�سيط. و�أ�شار �إىل‬ ‫�أن االحت ��اد يحظى بثقة اجلميع وهو‬ ‫قادر على لعب هذا الدور.‬ ‫أسامة‬
  • 4. ‫6‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬ ‫نور الدين البحيري للفجر:‬ ‫احلكومة اليوم يف موقع قوة‬ ‫وما يقدمونه من بدائل‬ ‫ال خيلق إال الفوضى والفراغ‬ ‫متمس��كون بالرشعي��ة التي جاءت بن��ا وهي الوحيدة القادرة ع�لى الذهاب بنا عرب صناديق االق�تراع، واحلكومة اليوم‬ ‫يف موقع قوة وليس��ت بموقع ضعف كام يس��وغ البعض ولن تقبل عن الرشعية بديال. وما قدمناه من تنازالت يف الس��ابق‬ ‫ّ‬ ‫رشف لن��ا وإن رآه��ا البعض جمحفة، طاملا قطع��ت الطريق أمام الثورة املضادة وحم��اوالت االنقضاض عليها. وما حققته‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه احلكومة عىل مجيع املس��تويات وخاصة عىل الصعيد األمني ال ينكره إال فاقد الب�صر والبصرية. هذا أهم ما جاء عىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لسان الوزير املستشار السيايس لدى رئيس احلكومة نور الدين البحريي يف حوار خاص "بالفجر".‬ ‫حوار فائزة الناصر‬ ‫هل سيدفعكم م�شروع التجميع عىل الضد‬ ‫ّ‬ ‫ال��ذي تنخرط فيه بعض األح��زاب واجلمعيات‬ ‫واملنظامت لتنصب خيارها بديال عن الرشعية إىل‬ ‫ّ‬ ‫تقديم حزمة أخر من التنازالت التي لطاملا رآها‬ ‫ناخبوكم جمحفة وخميبة لآلمال؟‬ ‫بداية نحن كحكومة نقف على م�سافة واحدة من‬ ‫ّ‬ ‫كل الأحزاب ونحن حكومة التون�سيني جميعا، يبقى‬ ‫ّ‬ ‫�أن التنازل من �أجل تون�س ومن �أجل م�صلحة �شعبها‬ ‫وحماية ثورتها من الت�آمر وم��ن االنق�ضا�ض عليها‬ ‫وافتكاكها �شرف عظيم لنا. قد يختلف معنا البع�ض‬ ‫ّ‬ ‫يف هذا التقييم وقد يفهم كل طرف ما قدّم من تنازالت‬ ‫على طريقته. وب�ين م��ن ي��راه��ا جمحفة وم��ن يراها‬ ‫ّ‬ ‫�صائبة، �أعتقد �أن��ه ال بد يف الأخ�ير من �أخ��ذ م�سافة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مم��ا يحدث لي�ستوعب الكل ه��ذه التنازالت ويراها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على حقيقتها. وما نراه نحن هو �أننا بهذه التنازالت‬ ‫ّ‬ ‫قد حققنا خطوات كبرية يف امل�سار االنتقايل ويف‬ ‫قطع الطريق �أمام قوى ال��ردّة و�أع��داء الثورة الذين‬ ‫ي �ح��اول��ون ج��اه��دي��ن �سرقتها و�إع��ادت �ن��ا �إىل مثلث‬ ‫ّ‬ ‫اال�ستبداد والديكتاتورية وغياب احلريات و�سفهنا‬ ‫�أحالمهم باختطاف هذه الثورة و�إجها�ض التجربة‬ ‫الدميقراطية.‬ ‫ولكن هل ستقبلون بتقديم تنازالت أخرى يف‬ ‫اجتاه البديل الذي يطرحونه اليوم؟‬ ‫يف احلقيقة م��ا نعي�شه ال�ي��وم ه��و حلقة ثانية‬ ‫�أو ثالثة و�سيناريو جديد لإجها�ض م�سار االنتقال‬ ‫ال��دمي �ق��راط��ي ال���ذي ب� ��د�أت م�لاحم��ه ت�ك�ت�م��ل، وهي‬ ‫حماوالت ال ت�ستهدف حركة النه�ضة وال احلكومة كما‬ ‫مّ‬ ‫يبدو للبع�ض و�إنا ت�ستهدف الثورة والدميقراطية‬ ‫ال�ن��ا��ش�ئ��ة وت���س�ت�ه��دف ت��ون����س وم�ستقبل �شعبها.‬ ‫فه�ؤالء الذين ما زالوا م�صرين على تكري�س �سيا�سة‬ ‫ّ‬ ‫الت�صفيات واالج �ت �ث��اث والإق �� �ص��اء ه � ��ؤالء الذين‬ ‫ي�سو�ؤهم �أن تنجح التجربة الدميقراطية التون�سية،‬ ‫ه��ؤالء الذين يزعجهم �أن تلعب تون�س دورا رياديا‬ ‫يف املنطقة، ه�ؤالء الذين يرتبطون مب�صالح مع دول‬ ‫�أخ ��رى م �ه �دّدة ب�ع��دوى ال �ث��ورات وتعي�ش حالة من‬ ‫الرتقب ومن م�صلحتها �إف�شال هذه التجارب لتحمي‬ ‫نف�سها من انت�شار عدواها، ه��ؤالء جميعا اجتمعوا‬ ‫وت ��وح ��دوا م��ن �أج ��ل �إج �ه��ا���ض ال �ث��ورة التون�سية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�ستغلني بع�ض الأحداث هنا وهناك، معتقدين �أنهم‬ ‫بذلك ق��ادرون على �إ�سقاط �أوّ ل حكومة وم�ؤ�س�سات‬ ‫د�ستورية منتخبة يف تاريخ البالد وهم بذلك يقولون‬ ‫للتون�سيني جميعا �أنتم ل�ستم �أهال للدميقراطية وال‬ ‫هل تشعرون أ ّنكم اليوم يف موقع ضعف؟‬ ‫على الإط�لاق متاما نحن ل�سنا يف موقع �ضعف‬ ‫ّ‬ ‫البتة بل يف �أمت قوتنا. وما الذي �سيجعلنا ن�ست�شعر‬ ‫ال�ضعف ه��ل اغت�صبنا حكما �أو جئناه على ظهر‬ ‫دبابة هل انقلبنا على �إرادة ال�شعب؟ هل �سرقنا قوته‬ ‫و�سلبناه حريته واعتدينا على كرامته هل تاجرنا‬ ‫ب�آالمه و�أحالمه؟ يا �سيدتي لقد جئنا احلكم بتفوي�ض‬ ‫م��ن ال���ش�ع��ب لأداء م�ه�م��ة م�ع�ي�ن��ة ول �ف�ترة حم� �دّدة،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�سيظل دائما لنا ال�شرف �أن جئنا احلكم على �إثر‬ ‫�أوّ ل انتخابات حرة ونزيهة �شهدتها تون�س. نحن يف‬ ‫ّ‬ ‫موقع قوّ ة ك ّلما جدّد لنا ال�شعب ثقته وخرج ليطالبنا‬ ‫بالتم�سك بالتفوي�ض الذي �أعطانا �إياه ك ّلما ا�ست�شعر‬ ‫خطرا يهدّد �إرادت��ه، وليحمّلنا م�س�ؤوليتنا يف حفظ‬ ‫ما نعيشه اليوم هو حلقة ثانية أو ثالثة‬ ‫وسيناريو جديد إلجهاض مسار االنتقال‬ ‫الديمقراطي الذي بدأت مالمحه تكتمل‬ ‫ّ‬ ‫ت�ستحقون انتخابات حرة ونزيهة بل ال ت�ستحقون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إال اال��س�ت�ب��داد وال��و��ص��اي��ة. وامل�ف��ارق��ة العجيبة �أن‬ ‫ّ‬ ‫ه�ؤالء الذين يطالبون بحل م�ؤ�س�سات ال ذنب لها �إال‬ ‫ّ‬ ‫�أنها منتخبة وحا�صلة على تفوي�ض �شعبي ال يلبثون‬ ‫يدافعون عن الربملان ال�سوري املن�صب وعلى حكم‬ ‫ب�شار الأ�سد برغم الدماء ال�سورية التي �سالت وبرغم‬ ‫احلجم املفزع للدمار الذي مل يبقي مدينة وال قرية،‬ ‫وت�ضيع منهم ال�شجاعة والب�سالة التي ا�ستظهروا‬ ‫ّ‬ ‫بها للمطالبة رحيل العريّ�ض وحل املجل�س النيابي‬ ‫ّ‬ ‫املنتخب. وهم بذلك ال ينفكون يثبتون للر�أي العام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ازدواج�ي��ة مواقفهم وي��ؤك��دون �أن امل�س�ألة ال تتع ّلق‬ ‫بف�شل احلكومة من عدمه بل تتع ّلق مبوقف �سيا�سي‬ ‫و�إي��دي��ول��وج��ي ث��اب��ت وب��رغ�ب��ة وا��ض�ح��ة يف تعطيل‬ ‫الو�صول �إىل ا�ستحقاق انتخابي ثاين.‬ ‫ّ‬ ‫الأمانة التي �أمّننا �إياها. نحن يف موقع قوّ ة طاملا كنا‬ ‫على حق ونحن كذلك ك ّلما ا�ستعر لهيب احلرب على‬ ‫ال�شرعية وت�أجج الت�آمر على �أوىل جتربة دميقراطية‬ ‫ّ‬ ‫تعي�شها تون�س من �أجل �إجها�ضها وو�أده��ا. ونحن‬ ‫ّ‬ ‫على يقني �أن بع�ض الإخ��وة �سيتفطنون الحقا �أنهم‬ ‫�إمن ��ا ي�صبون امل ��اء يف ط��اح��ون��ة ال �ث��ورة امل�ضادة‬ ‫ويفتحون ال�ب��اب �أم ��ام ع��ودة ال��ذي��ن ط��امل��ا عذبوهم‬ ‫ّ‬ ‫وطاملا نكلوا بهم وطاملا اعتدوا على حرماتهم وقطعوا‬ ‫�أرزاقهم وا�ستبدوا بحقوقهم وحرياتهم، ولن نفقد‬ ‫الأم ��ل يف ع��ودت�ه��م �إىل ط��اول��ة احل ��وار والتفافهم‬ ‫ّ‬ ‫حول ال�شرعية. وعلى كل حال لو تقدّموا لنا بحلول‬ ‫معقولة لهذه الأزمة لوجدونا من�صتني ومتفهمني لكن‬ ‫ما يطرحونه للأ�سف ال ميكن القبول به، وال ميكن �أن‬ ‫يكون بديال ب�أي حال. ف�أي منطق هذا الذي يجعلنا‬ ‫ننهي عمل جمل�س نيابي منتخب ومفو�ض من طرف‬ ‫ال�شعب لن�ستبدله بهيئة ال ن�ع��رف كنهها وال ممن‬ ‫�ستت�شكل وال من �سيمثل من وال ن�سبة التمثيل؟ ثم‬ ‫كم �سي�ستغرقون من الوقت لت�شكيل هذه الهيئة يف‬ ‫الوقت ال��ذي يعيبون فيه على املجل�س الت�أ�سي�سي‬ ‫البطء وغياب التوافقات؟ �أال يجدر بهم �أن ي�ستغلوا‬ ‫هذا الوقت ال�ضائع الذي �سيطيل املرحلة االنتقالية‬ ‫ّ‬ ‫�أكرث ويعطل الو�صول لال�ستحقاق االنتخابي القادم‬ ‫ال�ستكمال �أعمال الد�ستور، الذي �شهد الكثري منهم �أنه‬ ‫قطع �أ�شواطا كبرية يف احلوار ومل يبق منه �إال بع�ض‬ ‫النقاط الب�سيطة وكذا ال�ش�أن بالن�سبة �إىل الهيئة التي‬ ‫انتخب �أغلب �أع�ضائها تقريبا بالتوافق، ومل يبق �إال‬ ‫ع�ضو واحد ثم ينتخبوا هم رئي�سهم.‬ ‫يف احلقيقة هذا البديل الذي يقدمونه مل�ؤ�س�سات‬ ‫�شرعية قائمة �أو�شكت على �إنهاء مهامها ال يخلق �إال‬ ‫الفو�ضى والفراغ والفرقة والفنت ومن الطبيعي �أن‬ ‫نرف�ض ذلك متاما ومع ذلك �سنظل ندعوهم �إىل كلمة‬ ‫�سواء بيننا وبينهم بحثا عمّا يفيد تون�س ويحمي‬ ‫جتربتها الوليدة وي��ؤم��ن االنتقال �إىل اال�ستحقاق‬ ‫ّ‬ ‫القادم.‬ ‫أال تعتقدون أن صمتكم عىل لوبيات الفساد‬ ‫ّ‬ ‫وبؤر الثورة املضادة داخل املؤسسات اإلعالمية‬ ‫ّ‬ ‫شكل اليوم قاطرة ال��دع��وات االنقالبية، مل��اذا مل‬ ‫تبادروا بتطهري هذا القطاع امل ّلغم رغم الدعوات‬ ‫الشعبية املتكررة؟‬ ‫ّ‬ ‫نحن قلنا منذ البداية وما زلنا متم�سكني بر�أينا‬ ‫�أن تطهري الإع�لام ال يكون بقرار �سيا�سي، وال يتم‬ ‫بعملية عقاب جماعي والزج ب�إعالميني يف ال�سجون‬ ‫وقطع �أرزاقهم نحن نعتقد �أن على الإع�لام �أن يطهر‬ ‫نف�سه بنف�سه كل يوم من كل اخلاليا الفا�سدة ونحن‬ ‫مع توفري �شروط تطهري الإعالم وتوفري ا�ستقالليته‬ ‫من خالل القوانني التي ن�ضعها ومن خالل احلوار مع‬ ‫اجلمعيات واملنظمات وامل�ؤ�س�سات الإعالمية والتنبيه‬ ‫من خماطر ا�ستمرار بقاء بع�ض خاليا العهد البائد‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 9 �أوت 3102‬ ‫داخ��ل امل�ؤ�س�سات الإعالمية لبث ال�سموم وتفكيك‬ ‫املجتمع وتخريبه واالرت��داد على ثورته. وال�شعب‬ ‫التون�سي خري حكم بيننا وبني خطاب ه�ؤالء، لكن هذا‬ ‫ال ينفي �أن القانون ي�سري على اجلميع كلما اعتدوا‬ ‫على حق النا�س يف املعلومة ال�صادقة �أو هدّدوا الأمن‬ ‫القومي للبالد �أو �أرادوا بث الإرباك والفنت والفرقة‬ ‫بني �أفراد ال�شعب.‬ ‫ون �ح��ن ن �ع��ول ع �ل��ى ال �� �ش��رف��اء م��ن الإعالميني‬ ‫ليقوموا بواجبهم لتطهري قطاعهم ولإعطاء �صورة‬ ‫جيدة على الإعالم التون�سي ولدعم دوره يف حماية‬ ‫ال�ث��ورة من كل االنتكا�سات واالن�ق�لاب��ات وليلعبوا‬ ‫دورهم يف ن�صح وانتقاد احلكومة وتوجيهها، ونحن‬ ‫نفرق جيّدا بني من ي�سعى �إىل فتح املجال لالنق�ضا�ض‬ ‫على الثورة واالنقالب عليها ومن ي�سعى �إىل توجيه‬ ‫عمل احلكومة وانتقادها ون�صحها وت�صحيح م�سار‬ ‫الثورة.‬ ‫واحلمد لله ف��إن التون�سيني ي�سفهون يوما بعد‬ ‫ي��وم ك��ل حم��اوالت ه��ذه الأب ��واق يف االن�ق�لاب وبث‬ ‫الفنت و�إرباك الو�ضع العام، ولعلكم الحظتم ب�أنف�سكم‬ ‫�أن امل�شهد الإعالمي العام بد�أ يتوازن تدريجيا والتزم‬ ‫ّ‬ ‫العديد م��ن الإع�لام�ي�ين باحليادية دون �أن تتدخل‬ ‫احلكومة لقمع �إعالميني ودون �أن تلج�أ ال �إىل �سيا�سة‬ ‫الرتهيب وال �إىل �سيا�سة الرتغيب معهم، ون�ؤكد‬ ‫للجميع دائما �أننا لن نقمع �أح��دا ول��ن نلجم �صوت‬ ‫�أحد، ف�إجلام الأ�صوات انتهى بعد الثورة، وب�أننا لن‬ ‫ن�صادر حق �أحد يف التعبري مهما اختلفنا معه و�سندعم‬ ‫دائما الإعالم احلر واملحايد ونتفهم �أن الإعالم الذي‬ ‫ّ‬ ‫عانى ل�سنوات من الرتهيب والو�صاية والتدجني ما‬ ‫زال يتح�س�س طريقه وتوازنه، وما نقوله لهم هو �أن‬ ‫حريتكم هذه مل مين بها �أحد عليكم و�إمنا هي هدية‬ ‫من ثورتكم فتم�سكوا بحريتكم فهذا البناء �إذا انهار‬ ‫�سينهار علينا جميعا، و�أق��ول للإعالميني ال�شرفاء‬ ‫الذين ذاق��وا �سطوة القمع وتكميم الأف��واه ودفعوا‬ ‫ثمنا باهظا من �أجل ن�شر احلقيقة وك�شف الف�ساد حذار‬ ‫�أن تخربوا بيوتكم ب�أيديكم، طيبوا نف�سا نحن ل�سنا‬ ‫بحاجة �إىل �إعالم يُطبّل ويزمر وميجد ويزيّن �أعمالنا‬ ‫ّ‬ ‫�إن كانت على خط�أ. نحن ككل التون�سيني بحاجة �إىل‬ ‫�إع�ل�ام ح �ر ون��زي��ه وحم��اي��د يك�شف احلقائق وينقل‬ ‫ّ‬ ‫امل�شهد العام كما هو دون االنخراط يف ح�سابات لذاك‬ ‫الطرف �أو ذاك خللق �إعالم هادف يجمع وال يفرق.‬ ‫وج���ه ل��ك��م أب��ن��اء ال��ش��ع��ب ال��ت��ون�سي أن��ص��ار‬ ‫ّ‬ ‫الرشعية خالل مسرياهتم التي جابت كامل أنحاء‬ ‫اجلمهورية، رسالة مفادها "نحن فوضناكم ونحن‬ ‫من يسحب التفويض عرب انتخابات أخ��رى إذا‬ ‫أردن��ا ذل��ك فتمسكوا بالرشعية وإلاّ فنحن من‬ ‫سيسحب ثقته منكم وال عزاء لكم عندنا إذا فرطتم‬ ‫فيها" ، فهل ختذلوهنم هذه املرة؟‬ ‫ّ‬ ‫نحن ل��ن نخذل م��ن �أعطانا تفوي�ضا ب���إذن الله‬ ‫لأننا نعتربها �أمانة ونعرف �أنها يوم القيامة ح�سرة‬ ‫وندامة �إال ملن �أتاها وهو حممول عليها، ووجودنا‬ ‫يف احل�ك��م ل��ن يزيدنا �إال �إ� �ص��رارا ع�ل��ى العطاء ما‬ ‫ا�ستطعنا، ول��ن نخون ه��ذا التفوي�ض وه��ذه الثقة‬ ‫ولو كلفنا ذلك �أرواح�ن��ا التي لن تكون �أه��ون علينا‬ ‫من روح البوعزيزي �أو روح اجلوهري �أو العريبي‬ ‫�أو بركات �أو �أرواح �شهداء الثورة و�شهداء جي�شنا‬ ‫و�أمننا الوطنيني، ونحن اليوم بهذا الدعم واحل�شد‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبي الذي نراه يوميا يف كل اجلهات نت�أكد �أننا‬ ‫على حق و�أننا على الطريق ال�صحيح، و�أننا نقوم‬ ‫بواجبنا. متم�سكون بال�شرعية التي جاءت بنا وهي‬ ‫الوحيدة القادرة على الذهاب بنا واثقني يف الله ويف‬ ‫�إرادة �شعبنا و�إننا لرنى يوم تتويج ثورتنا قريبا‬ ‫بينما يرونه هم بعيدا لأنهم يرونه بعني املغالطة‬ ‫واملكابرة.‬ ‫وأن ج��زء مم��ا تشهده تونس من أزم��ات سببه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تساهلكم مع أعداء الثورة ورؤوس الفساد صانعي‬ ‫الفتن وخالقي الفوضى وترككم ملساحات شاغرة‬ ‫ليتسللوا منها؟‬ ‫ّ‬ ‫�إذا �أردن ��ا �أن ن�ق��ارن ب�ين م��ا يحدث يف تون�س‬ ‫وم��ا ي�ح��دث يف غ�يره��ا م��ن ب �ل��دان ال��رب�ي��ع العربي‬ ‫وحتى بلدان �أخرى جماورة مل تع�ش ربيع الثورات‬ ‫ّ‬ ‫بعيدا عن كل فرقعة �إعالمية �أو زوبعة �سيا�سية �أو‬ ‫مك�سب انتخابي، و�إن �أردنا �أن نفهم الظاهرة ب�شكل‬ ‫جيّد فمن ال�ضروري �أن نعرف �أنّ ق�ضايا الف�ساد يف‬ ‫ال�سابق كانت تقدم ب�شكل انتقائي و�أج��وف فقط‬ ‫لتحقيق فرقعة �إعالمية ال غري. �أما اليوم فلدينا قطبا‬ ‫ّ‬ ‫ق�ضائيا يهتم بق�ضايا الف�ساد الكربى (0001 ق�ضية‬ ‫ف�ساد)، ولدينا هيئة عليا ملقاومة الف�ساد وهيئة‬ ‫ّ‬ ‫للم�صادرة تعمل ب�شكل جيّد وقد متكنت من م�صادرة‬ ‫ما الذي سيجعلنا نستشعر الضعف‬ ‫هل اغتصبنا حكما أو جئناه على ظهر‬ ‫دبابة هل انقلبنا على إرادة الشعب؟‬ ‫با�ستطاعتنا �أن جن��زم ب��أن�ن��ا نعي�ش ن�سق حياة‬ ‫طبيعية ت�شتغل فيه جميع املرافق احليوية ب�شكل‬ ‫طبيعي رغم ما تعر�ضت له تون�س من م�ؤامرات من‬ ‫ّ‬ ‫الداخل واخلارج ورغم ما تعر�ضت له من حماوالت‬ ‫ّ‬ ‫فا�شلة لالنق�ضا�ض على احلكم، املواطن التون�سي‬ ‫ّ‬ ‫اليوم يعي�ش حياته ب�شكل عادي ال ينغ�صها �إال بع�ض‬ ‫الأح��داث هنا �أو هناك لي�ست ن�شازا على ما يحدث‬ ‫يف املنطقة. ودعيني �أقول �أنّ هذا ما كان ليكون لوال‬ ‫جهود الدولة و�أمنها اجلمهوري وجي�شها الوطني‬ ‫ووع��ي التون�سي وم��ن يتحمل اليوم �أم��ان��ة احلكم‬ ‫ونظل نطمح دائما �إىل �أن يكون الو�ضع يف تون�س‬ ‫�أف�ضل بكثري وان نكون يف م�صاف البلدان املتقدمة.‬ ‫وقد �أختلف معك يف هذا الت�شخي�ص �أوّ ال باعتبار‬ ‫الإرهاب لي�س ظاهرة حملية خا�صة بتون�س بل هو‬ ‫ّ‬ ‫اليوم ظاهرة عاملية تغذيها وتعززها �أطراف �إقليمية‬ ‫ّ‬ ‫معروفة كانت متثل ملج�أ لها للتدريب والت�أطري‬ ‫والتمويل والت�سليح وغ�سيل الأدمغة، وثانيا لأنّ‬ ‫تون�س كانت تعاين حالة انهيار كامل ف ��الإدارات‬ ‫كانت حمت ّلة من طرف املعت�صمني وامل�صانع كانت‬ ‫ّ‬ ‫متوقفة واال�ستثمار ك��ان ي�ساوي تقريبا ال�صفر،‬ ‫وم�ستوى النمو �أق��لّ‬ ‫من 2باملائة، والأم��ن كان يف‬ ‫ح��ال��ة ان�ه�ي��ار م��ادي وم�ع�ن��وي وبع�ض م�ؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫الدولة مبا فيها رئا�سة احلكومة كانت تقريبا معطلة‬ ‫ولعلكم تذكرون جميعا كم من مرة تعر�ضت لالعتداء‬ ‫ّ ّ‬ ‫واملداهمة من طرف منفلتني طالت وزراء بل وحتى‬ ‫رئي�س احلكومة. كما كان املواطنون يعي�شون حالة‬ ‫من اخل��وف والتوج�س وال�ترق��ب ملا �ست�ؤول �إليه‬ ‫ّ‬ ‫الأمور غري �آمنني على �أرواحهم و�أمالكهم و�أقواتهم‬ ‫والكثريون من بينهم كانوا ال يجر�ؤون على اخلروج‬ ‫يف �ساعات مت�أخرة من الليل �أو يف ال�صباح الباكر.‬ ‫فيما اليوم ال يخفى على �أحد التح�سن النوعي يف‬ ‫ن�سق احلياة ويف الأمن، و�أنّ التون�سيني يعي�شون‬ ‫�أكرث من 006 �شركة و005 عقار و�أكرث من مئات‬ ‫الآالف من الدنانري، والأم��ر ذاته بالن�سبة للأموال‬ ‫املهربة التي جمد �أغلبها ومتكنا من ا�ستعادة جزء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منها. و�أعود لأقول �أنّ من حق البع�ض �أن ال يكون‬ ‫را���ض ع��ن تعاطينا م��ع ملف الف�ساد والفا�سدين،‬ ‫ونحن حقيقة ب�صدد مراجعة تعاطينا و�إعادة التدبّر‬ ‫يف �إح��دى املناطق احل��دودي��ة بجهة ال��زوي��د ف�ضال‬ ‫ع��ن �أح ��داث �سليمان. كما �شهدنا خ�لال ف�ترة حكم‬ ‫احلكومة االنتقالية ال�سابقة انفالتات �أمنية رهيبة‬ ‫ب�سبب دخول ال�سالح �إىل داخل تون�س بكل ب�ساطة‬ ‫�أثناء الثورة الليبية م�ستغليني �ضعف اجلهاز الأمني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتفككه. العن�صر ال�ث��اين ه��و �أن �ن��ا ال�ي��وم نواجه‬ ‫ظاهرة عاملية تتوفر على تنظيمات متعددة الأن�شطة‬ ‫والأ� �ش �ك��ال، وه��ي غالبا نتيجة ل�سيا�سات �سابقة‬ ‫للنظام البائد و�سيا�سات دولية �سابقة وحا�ضرة‬ ‫يف ال�ت�ع��اط��ي م��ع ظ��اه��رة ال �ت��دي��ن. ف��ال�ع��امل يجني‬ ‫ال�ي��وم ث�م��رات ع��داوت��ه للإ�سالم وللتدين وثمرات‬ ‫ّ‬ ‫حماوالته الدائبة ال�ستئ�صال مظاهر التدين وخلطه‬ ‫بني الظواهر الدينية االجتماعية وب�ين الظواهر‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية، وث �م��رات �ضربه ل�ك��ل ��ص��وت �إ�سالمي‬ ‫معتدّل يحظى بثقة العامة وبامل�صداقية. ماذا ينتظر‬ ‫ّ‬ ‫اليوم الذين �أفرغوا امل�ساجد من �أميتها وم�شائخها‬ ‫الذين فهموا دينهم وعرفوه كما يجب؟ ماذا ينتظر‬ ‫الذين حاربوا الكتاب الإ�سالمي والربامج الإ�سالمية‬ ‫ّ‬ ‫املعتدلة، وح��رم��وا الن�ساء م��ن حقهن يف ارت��داء‬ ‫احلجاب و�ضيقوا عليهن �سبل العي�ش الكرمي ماذا‬ ‫ينتظر الذين حاربوا حتى تعليق �آيات من القر�آن يف‬ ‫ج��دران املتاجر العامة. ه��ؤالء من زرع��وا الأ�شواك‬ ‫ّ‬ ‫و�شعوبنا اليوم هي من تعانيها. �أما العن�صر الثالث،‬ ‫ّ‬ ‫ال��ذي ميكننا �أن نقيّم من خالله ف�شل احلكومة يف‬ ‫ّ‬ ‫التعاطي مع هذه الظاهرة من عدمه هو ما حققته �إىل‬ ‫حد الآن ودائما يف مقارنة مع غريها من الدول التي‬ ‫ّ‬ ‫تعاين هذه الظاهرة، �سواء على م�ستوى ك�شف هذه‬ ‫اجلماعات الإرهابية �أو على م�ستوى ك�شف خمابئ‬ ‫الأ�سلحة وم�صادرتها �أو على م�ستوى �إجها�ض‬ ‫ّ‬ ‫حم��اوالت التخريب والقتل. و�أعتقد جازما �أنّ كل‬ ‫نزيه وحم��اي��د ال ي�ستطيع �إال �أن يقر مب��ا �أجنزته‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ال��دول��ة يف ه��ذا املجال وم��ا حققه جي�شنا الوطني‬ ‫و�أجهزة الأم��ن مقارنة بدول م�شابهة وبالنظر �إىل‬ ‫ما كانت عليه الأو��ض��اع يف الفرتة االنتقالية التي‬ ‫�سبقتنا.‬ ‫هل أنتم من حيكم فعليا اليوم ملاذا يشعر املتتبع‬ ‫أنكم تكتفون باألعامل اإلداري��ة الروتينية وأ ّنكم‬ ‫مغيبون عىل مستوى السياسات التنموية وعىل‬ ‫مستوى رسم مالمح املسار االنتقايل؟‬ ‫مليا يف نقاط القوّ ة والهنات، ولكن دائما بعيدا عن‬ ‫ّ‬ ‫كل �أ�شكال الدعاية والظواهر الإعالمية وبعيدا عن‬ ‫ّ‬ ‫كل نزعة انتقامية ووفق ما تقت�ضيه املواثيق الدولية‬ ‫وما ي�سمح به القانون.‬ ‫ّ‬ ‫هناك اليوم من يعتربكم قد فشلتم يف فك‬ ‫شيفرات العمليات اإلرهابية التي توالت يف الفرتة‬ ‫على اإلعالم أن يطهر نفسه بنفسه من‬ ‫كل الخاليا الفاسدة ونحن مع توفير شروط‬ ‫تطهيره وتوفير استقالليته‬ ‫تفا�صيل حياتهم ال �ع��ادي��ة �آم �ن�ين ع�ل��ى �أرواح �ه��م‬ ‫وممتلكاتهم و�أرزاقهم. ومن املنطقي �أن ال يكون هذا‬ ‫مّ‬ ‫التطوّ ر من فراغ �أو وليد ال�صدفة و�إنا جاء نتيجة‬ ‫عمل متوا�صل وجهد د�أبت عليه حكومة ال ميكن �أن‬ ‫تكون �أياديها مرتع�شة.‬ ‫7‬ ‫األخرية وهناك من يعتقد جازما أ ّنكم قد توص ّلتم‬ ‫إىل نتائج هامة وخطرية ولكنكم تتكتمون عليها‬ ‫ّ‬ ‫بني هذا املوقف وذاك أين تقفون حقيقة؟‬ ‫ّ‬ ‫يف احلقيقة هناك ثالثة عنا�صر ميكننا �أن نقيّم‬ ‫من خاللها ف�شل احلكومة �أو جناحها يف هذا املجال.‬ ‫ّ‬ ‫كل هذا جيد وال نستطيع إنكاره ولكن ماذا العن�صر الأوّ ل هو �أنّ هذه لي�ست املرة الأوىل التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت�شهد فيها تون�س عمليات �إره��اب �ي��ة، فقد عا�شت‬ ‫عن مقاومة الفساد والفاسدين؟‬ ‫عمليات ع�سكرية كثرية يف عهد بورقيبة على غرار‬ ‫نحن نعترب �أنّ هذا امللف يتقدّم بن�سق عادي قد �أحداث قف�صة، كما عا�شت يف عهد املخلوع تفجريات‬ ‫أال ترى أن ضعف أدائكم وارتعاشه ارتد عليكم ال يكون بال�سرعة التي يرجوها البع�ض ولكنه يتقدّم جربة وعملية ذب��ح الأع ��وان م��ن احل��ر���س الوطني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دعينا �أوّ ال نفهم معنى احلكم يف مفهومه ال�شامل‬ ‫وال��ذي يحدّده اجلميع مبا هو �إدارة املرفق العام‬ ‫وحفظ �أمن البالد اخلارجي وحماية حدودها و�ضمان‬ ‫�أم��ن النا�س وت�أمني �أمالكهم و�أعرا�ضهم و�أرزاقهم‬ ‫و�ضمان ا�ستمرار عمل الإدارة وامل�ؤ�س�سات. ف�إذا‬ ‫ّ‬ ‫حققنا ك��ل ه��ذا وزدن��ا عليه م�شاريع تنموية لطاملا‬ ‫كانت مطمح �أبناء اجلهات حتى عجزنا على �إيجاد‬ ‫من يتعهد بها، و�إذا قمنا بتعبيد الطرقات و�إن�شاء‬ ‫ال�سدود، و�إذا جنحنا يف حتقيق ن�سبة منو بلغت‬ ‫4 باملائة بعدما كانت حتت ال�صفر، و�إذا ا�ستطعنا‬ ‫جلب ن�سبة ا�ستثمارات مل ت�شهدها تون�س من قبل،‬ ‫ّ‬ ‫فمن يحكم �إذن؟ من حقق هذه الأرق��ام و�أجن��ز هذه‬ ‫امل�شاريع و�ضمن ا�ستمرار الدولة ووحدة واجلي�ش‬ ‫ّ‬ ‫الوطني ووظف الأمن حلماية املواطنني ومن مي�سك‬ ‫املجرمني ويطارد الإرهابيني؟ ه��ذا هو احلكم كما‬ ‫نفهمه، �أم��ا �إن كان احلكم كما يفهمه البع�ض القتل‬ ‫ّ‬ ‫�أو التنكيل �أوال�سحل يف ال�ساحات العامة ون�صب‬ ‫ّ‬ ‫امل�شانق للنا�س فنحن مل ن��أت��ي م��ن �أج��ل ذل��ك ولن‬ ‫نحكم لأجل ذلك، ولي�س من �أجل ذلك تلقينا تفوي�ضا‬ ‫من ال�شعب ال��ذي طالبنا ب�ضمان �أمنه وا�ستقراره‬ ‫و�ضمان حريته يف التعبري ويف التظاهر ال�سلمي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويف التنظم وتوفري حياة كرمية وتوفري احلاجيات‬ ‫الأ�سا�سية للفقراء واملعوزين وباملنازل بدل الأكواخ‬ ‫ّ‬ ‫وباملياه ال�صاحلة لل�شرب وبالتنمية يف كل اجلهات،‬ ‫نحن مل نعدهم ال بالقتل وال بالتنكيل وال بال�سحل‬ ‫وال بتدمري قرى �أو ن�صب م�شانق.‬