1. ‫رقم المحور )2(‬
‫الذكاء الطصطناعي في التعليم:‬
‫نظم التعلم الذكية‬
‫أ. د. محمد ابوالقاسم الرتيمي‬
‫الجمعية الليبية للذكاء الطصطناعي‬
‫جامعة السابع من أبريل-الزاوية-ليبيا‬
‫‪www.arteimi.info‬‬
‫المل خص‬
‫ّ‬
‫تعد نظم التعلم المساند بالحاسوب ‪ Computer Aided Instruction‬و نظم التدريب المعتمدة على الحاسوب‬
‫‪ Computer Based Training‬من أولى المحاول ت للتدريس باستخدام الحاسوب، إل أن هذه النظم لم تكن‬
‫مخصصة لحاجا ت المتعلم الفردية بل كانت القرارا ت المتعلقة بتجوال الطالب داخل المادة العلمية محكومة مسبقا‬
‫وبالتالي لم تؤخذ قدرا ت المتعلم بالحسبان. تعرض هذه الورقة مفهوم نظم التعلم الذكية و مكوناتها مبرزة إمكانية‬
‫مّ‬ ‫مّ‬
‫تكييف أدائها تبعا لمستوى المعرفة لدى المستخدم )المتعلم( وذلك باستخدام المعلوما ت المتوفرة بوحدة الطالب،‬
‫ونتعرض كذلك لنظرية انماط التعلم وأهمية نظم التأليف ‪Authoring Systems‬في صناعة هذه البرمجيا ت‬
‫التخصصية.‬
‫1- مقدمة:‬
‫تستخدم الحواسيب في مجال التعليم منذ اكثر من يثليثين عاما، وتعد نظم التدريب المعتمدة على‬
‫الحاسوب ‪ Computer based training‬والتعلم المساند بالحاسوب ‪ Computer aided instruction‬من‬
‫أولى النظم التي تعد محاول ت للتدريس باستخدام الحواسيب ]5,4,3[. ولم تكن هذه النظم مخصصة لحاجا ت‬
‫المتعلم الفردية، بل كانت القرارا ت المتعلقة بتجوال وحركة الطالب داخل المادة العلمية محكومة في شكل مخطط‬
‫مسبقا، مثل:‬
‫اذا تمت الجابة على السؤال 12 بشكل صحيح‬
‫تابع للسؤال 45‬
‫وال انتقل الى السؤال 23‬
‫وبالتالي لم تؤخذ قدرا ت المتعلم بالحسبان‬
‫و رغم كفاءة نظم التدريب المعتمدة على الحاسوب ‪ CBT‬ونظم التعلم المساند بالحاسوب ‪ CAI‬في مساعدة‬
‫المتعلمين، إل أنها ل تقدم عناية فردية للطالب كما يفعل المعلم الطبيعي )النسان(. و حتى يمكن للنظام التعليمي‬
‫المعتمد على الحاسوب تقديم هكذا اهتمام، على النظام التفكير في كل من المجال التخصصي والمتعلم ذاته‬
‫أيضا، وهذا ما شجع البحث في مجال بناء نظم التعلم الذكية ‪ . Intelligent tutoring systems‬و توفر هذه‬
‫النظم مرونة في عرض المادة العلمية وقدرة اكبر للستجابة الى حاجا ت الطالب، وتكتسب هذه النظم خاصية‬
‫الذكاء من خلل قدرتها على عرض قرارا ت تربوية تعليمية عن الكيفية التي تمر بها عملية التعلم و كذلك اكتساب‬
‫المعلوما ت عن شخصية المتعلم، ويسمح هذا بتوفير قدر كبير من التنوع بواسطة تغيير تفاعل ت النظام مع‬
‫الطالب. وقد أظهر ت الدراسا ت الميدانية ان نظم التعلم الذكية ذا ت فاعلية عالية ]5,4[.‬
‫ويكمن الفرق بين نظم التعلم التقليدية المعتمدة على الحاسوب ‪ CAI‬والنظم الذكية ‪ ITS‬في فرضيتين أساسيتين:‬

2. ‫1. التعليم الفردي )الموجه لشخص واحد( بواسطة معلم كفؤ افضل بكثير من التعليم عبر نمط-الفصل‬
‫الدراسي وذلك لن كل من المحتوى و طريقة التعليم يمكن تكييفها بشكل مستمر لرضاء احتياجا ت‬
‫الحالة )الوضع التعليمي للفرد(‬
‫2. يتعلم الطلب بشكل افضل في بيئا ت تكون قريبة من تلك التي يستخدمون فيها معرفتهم، بمعنى "التعلم‬
‫بالممارسة" فيتعلمون من أخطائهم ويتعلمون عن طريق تشكيل و صياغة المعرفة بطريقة فردية مميزة‬
‫جدا وهاتان الفرضيتان تحددان السبب وراء بناء نظم تعلم ذكية.‬
‫و يقتحم الذكاء الصطناعي ساحة نظم التعلم المعتمدة على الحاسوب ليمكن من ذحركة )أتمتتة( العملية التعليمية‬
‫مّ‬
‫منتجا تحسينا و تطويرا ملموسا يمكن قياسه في العملية التعليمية وذلك من خلل تقديم تقنيا ت الذكاء الصطناعي‬
‫ودمج وسائط عرض مثل النص والصو ت والصورة الثابتة والمتحركة.‬
‫ويمكن تعريف نظم التعلم الذكية بأنها نظم تعليمية معتمدة على الحاسوب ولها قواعد بيانا ت مستقلة، او قواعد‬
‫معرفية للمحتوى التعليمي )تحدد ما يتم تدريسه( بالضافة الى استراتيجيا ت التعليم) وهي تحدد كيفية التدريس(‬
‫وتحاول استخدام استنتاجا ت عن قدرة المتعلم على فهم المواضيع وتحديد مواطن ضعفه و قوته حتى يمكنها‬
‫تكييف عملية التعلم ديناميكيا. ويتكون نظام التعلم الذكي من المكونا ت التالية‬
‫• معرفة خاصة بالمجال التعليمي) المنهج التخصصي المراد تقديمه أو تعلمه(‬
‫مّ‬
‫معرفة عن المتعلم‬ ‫•‬
‫معرفة تتعلق باستراتيجيا ت التعليم‬ ‫•‬
‫وتمثل نظم التعلم الذكية حلقة وصل بين السلوب السلوكي ‪ Behavioural approach‬للتعلم المعتمد على‬
‫الحاسوب والنمط الدراكي ‪ .Cognitive paradigm‬انها نتاج البحث في مجال الذكاء الصطناعي وتدعى‬
‫ذكية لنها تضم مركبا ت ‪ models‬حول المجال المراد تعلمه و مركبا ت عن الطلب ومركب عن المعلم الخبير‬
‫مّ‬ ‫مّ‬ ‫مّ‬
‫في المجال. ويعتقد المهتمون بالتعليم ان كفاءة النظام التعليمي أيا كان نوعه يجب ان يقيم " على أساس ما تم‬
‫مّ‬
‫اكتسابه من معرفة وليس على ما تم تدريسه ".‬
‫2- كيفية عمل نظم التعلم‬
‫تعتمد الكثير من طرق التدريس على عرض الحقائق والمفاهيم للمتعلمين يثم إجراء اختبار عن طريق‬
‫السئلة. وتعد هذه الطريقة ناجعة في تعريض الشخاص الى كميا ت كبيرة من المعلوما ت واختبار قدرتهم على‬
‫التذكر، ولكنها غالبا ما تطبع في الذهن المعلوما ت التي يمكن للمتعلمين تذكرها وقد تعوزهم القدرة على تطبيقها‬
‫بشكل جيد عند الحاجة اليها. وعلى نقيض ذلك فإن نظم التعلم الذكيه تستخدم اسلوب المحاكاة وبيئا ت تعلم اكثر‬
‫تفاعلية تجبر المتعلمين على تطبيق معرفتهم ومهاراتهم المتعلمة وبالتالي فإن هذه النظم تشكل بيئا ت تساعد‬
‫المتعلمين على استرجاع وتطبيق المعرفة والمهارا ت بشكل اكثر فاعلية في المواقف العملية.‬
‫وتتكون نظم التعلم الذكية من المكونا ت الساسية التالية ]5,4,3[ :‬
‫)1( وحدة الخبير ‪Expert Module‬‬
‫تحتوي هذه الوحدة على استراتيجيا ت التدريس والتعليما ت الساسية، والمعلوما ت المرغوب تدريسها‬
‫للمتعلم متضمنة المفاهيم والمواضيع والحقائق والمعرفة الجرائية والمعرفة الرشادية )الكاشفة‬
‫‪ (heuristcs‬التي يراد ان يتعلمها الطالب، وتتضمن قواعد التعليم و مجموعة المسائل ذا ت العلقة‬
‫وأسئلة و تمارين، وهي اكثر من مجرد تمثيل للبيانا ت، انها نموذج او صياغة للطريقة التي يمثل بها‬
‫شخص متمرس )خبير( المعرفة التخصصية، وقد تتضمن هذه الوحدة نظام خبير ‪،Expert system‬‬
‫وهو عبارة عن نظام يهدف الى تقديم حلول في مستوى الخبراء لمسائل في مجال معين، وتتعامل النظم‬
‫الخبيرة عادة مع معلوما ت غير مؤكدة او معلوما ت ناقصة، وتتوفر العديد من استراتيجيا ت تمثيل‬
‫المعرفة بقاعدة المعرفة مثل:‬
‫• قوانين في صورة اذا- اذن ‪IF –THEN‬‬
‫قوانين اذا- اذن مرفقة بمقياس الريبة )عدم التأكد(‬ ‫•‬
‫تمثيل ت شبكا ت المعاني ‪SEMANTIC NETWORKS‬‬ ‫•‬

3. ‫تمثيل ت معتمدة على الطار ‪FRAME- BASED‬‬ ‫•‬
‫وتعمل هذه الوحدة على تفصيل هذه الستراتيجيا ت حسب حاجا ت الطالب بدون أي تدخل مباشر من‬
‫المرشد البشري )المعلم النسان(. و يمكن تقسيم هذه الوحدة الى وحدا ت فرعية.‬
‫)2( وحدة الطالب ‪Student Module‬‬
‫تعمل وحدة تشخيص الطالب على تدوين معلوما ت تتعلق بكل متعلم و تهتم هذه الوحدة بمتابعة مستوى‬
‫أداء الطالب في المادة العلمية المقدمة لغرض التعلم، وهي تشكل إطار لتحديد الوضعية الحالية لفهم‬
‫الطالب للمادة العلمية، ويمكن إضافة القدرة على رصد الخطاء وسوء الفهم. لذا فإن هذه المعلوما ت‬
‫تعكس قناعة النظام بمستوى المعرفة الحالي للمتعلم. ونظرا لن السلوك الظاهري للطالب هو وحده‬
‫الملحوظ من قبل نظام التعلم، ونتيجة لضيق قناة التصال بين نظام التعلم الذكي والمستخدم فإن وحدة‬
‫الطالب قد ل تكون دقيقة بالمستوى المطلوب، المر الذي يستوجب اتخاذ خطوا ت تجعل التصرفا ت‬
‫المبنية على هذه المعلوما ت )غير الدقيقة( ان تكون ملئمة. فمثل النظام الذي يبدي تدخل ت كثيرة‬
‫لمتعلم أداؤه جيد بالبرنامج التعليمي قد يكون عنصرا محبطا.‬
‫إن الغرض من هذه الوحدة هو تزويد وحدة أصول التعليم ‪ Pedagogy Model‬بالبيانا ت للمساعدة في‬
‫تكييف البيئة التعليمية لشخص المتعلم ذاته و ذلك من خلل تحليل عمليا ت التفاعل التي تحدث بين كل‬
‫من الطالب والنظام أيثناء مرحلة حل المسائل. وبدون هذه الوحدة ل توجد أرضية لوحدة أصول التعليم‬
‫تؤسس عليها قرارا ت، و سيكون نظام التعلم مجبرا للتعامل مع كافة الطلب بشكل متشابه، وهذا‬
‫بالضبط ما هو كائن بالنظم السابقة مثل نظم التعلم المعتمدة على الحاسوب و نظم التدريب المدعومة‬
‫بالحاسوب والتي ل تكيف البرنامج التعليمي للمتعلمين بشكل انفرادي. وتعكس وحدة الطالب:‬
‫مّ‬
‫الوضع الحالي للمعرفة لدى الطالب‬ ‫‪‬‬
‫مستوى تقدم الطالب في تعلم درس معين‬
‫مّ‬ ‫‪‬‬
‫زمن و تكرار محاول ت تنفيذ التمارين المختلفة و طلب العون والشرح.... الخ‬ ‫‪‬‬
‫أداء الطالب فيما يتعلق بالجابة على أسئلة النظام وحل المسائل)ويمكن احتساب مستوى‬ ‫‪‬‬
‫الداء بتحديد الجابا ت الصحيحة من بين الجابا ت الخاطئة( والقدرة على تذكر دروس سابقة‬
‫مّ‬
‫‪ ‬السلوك التعليمي للطالب)عدد المرا ت التي يتبع فيها الطالب المسارا ت الصحيحة لتعلم‬
‫مفهوم ما(.‬
‫)3( وحدة أصول التعليم ‪Pedagogy Module‬‬
‫تقد م هذه الوحدة أسلوب عملية التعلم، مثل تحديد المعلوما ت الضرورية عند الحاجة للمراجعة أو‬
‫ّ‬
‫الحاجة لعرض موضوع جديد، وبناء على المعلوما ت الواردة من وحدة الطالب تعمل وحدة أصول‬
‫التعليم على اتخاذ قرارا ت تعليمية تعكس الحاجا ت المختلفة لكل طالب، وعادة ما تكون أساليب التعلم‬
‫محددة سلفا مثل: التدريس ‪ teaching‬و المتحان ‪ examining‬والمراجعة ‪ . consulting‬وهذه‬
‫الوحدة هي المسئولة عن تنفيذ إحدى هذه الساليب والزمن الملئم. عند تنفيذ حريف التدريس‬
‫‪ teaching agent‬يعرض النظام درسا معينا على الطالب معتمدا خطة لعرض محتويا ت الدرس‬
‫إضافة الى الهداف المرجوة من دراسة الموضوع. وفي أسلوب المتحان ينتج حريف المتحان‬
‫‪ examining agent‬مسائل وتمارين واقتراحا ت لحل المسائل، ويجري تقييما للمعرفة خلل سلسلة‬
‫منظمة من الختبارا ت. ويعمل حريف أسلوب المراجعة ‪ consulting agent‬على الجابة عن أسئلة‬
‫الطالب و يشرح مفاهيم بالتخصص، كما انه يعيد الجزاء الضرورية لي درس يتعلق بالمعرفة الحالية‬
‫للطالب.‬
‫)4( وحدة الشرح ‪Explanation Module‬‬
‫تستغل هذه الوحدة كافة المعلوما ت المتاحة من قاعدة المعرفة التخصصية )محتويا ت الدروس و‬
‫الهداف والمواضيع والمتحانا ت( و كذلك معلوما ت من وحدة الطالب حتى يتسنى الجابة عن أسئلة‬
‫الطالب و تقديم الشرح الملئم و يمكن لهذه الوحدة القيام بالعباء التالية:‬
‫تحديد محتويا ت الجابة أو الشرح‬ ‫1-‬
‫تحديد نمط تقديم الشرح) مثل مستوى التفاصيل، الملحظا ت، التوضيحا ت، المثلة، الشارة‬ ‫1-‬
‫الى مفاهيم ذا ت علقة وغيرها(‬

4. ‫تجميع المعلوما ت و ترتيب الجمل حتى تكون متماسكة و معقولة يمكن استيعابها‬ ‫2-‬
‫)5( وحدة التواصل )الوليجه( ‪User Interface‬‬
‫تتحكم هذه المكونة في عمليا ت التفاعل مع المتعلم مثل إجراء الحوار وتصميم الشاشا ت وكيفية‬
‫مّ‬
‫عرض المادة العلمية على الطالب بأفضل أسلوب من خلل تقديم متصفحا ت للمعرفة وأدوا ت للبحار‬
‫لعرض الدروس حسب التسلسل وتصفح الدرس السابق أو اللحق والهداف. ويمكن أن تحتوي هذه‬
‫الوحدة على أدوا ت إضافية للطالب مثل دفتر الملحظا ت أو إشارا ت صوتية أو ضوئية وكذلك ساعة‬
‫زمنية أو مساعدة مباشرة.‬
‫وحدة الخبير‬
‫وحدة اطصول التعليم‬ ‫وحدة التواطصل‬
‫وحدة الطالب‬ ‫(الوليجة)‬
‫وحدة‬
‫الشرح‬
‫شكل رقم 1. بنية نظام تعلم ذكي‬
‫3- نظرية أنماط التعلم‬
‫في المؤسسا ت التعليمية يفترض بعض الساتذة المعلمين أن كافة الطلب يتعلمون بنفس الطريقة كالستاذ‬
‫نفسه، وهذا خطاء شائع يولد فكرة مفادها " أن كل الطلب الجيدون يتعلمون كما يتعلم الستاذ "، وبالتالي فإن‬
‫مّ‬
‫الطلب الذين لهم أساليب تعلم مختلفة يهملون إما لقلة ذكائهم أو انهم غير جادين و متهاونين و مهملين.‬
‫مّ‬ ‫مّ‬
‫إن العوامل العاطفية والفسيولوجية تمثل مؤشرا ت تدل على الكيفية التي يدرك بواسطتها الطالب بيئة التعلم و‬
‫يستجيب لها، وهي تشكل الطريقة المفضلة للفرد في التفكير وحل المسائل والستنتاج. وتسمى هذه الطريقة نمط‬
‫التعلم، ويمكن تعريف نمط التعلم بأنه الطريقة التي يرى بها الفرد الشياء أو يجمع بها المعلوما ت ويعالجها.‬
‫والمعالجة هي الكيفية التي يعرض بها الفرد المعلوما ت ويصنفها ويقيمها ويستخدمها. ولكل شخص نمط تعلم‬
‫مّ‬ ‫مّ‬
‫خاص و فريد مثل التوقيع والبصمة.‬
‫ويحدد خبراء نظريا ت التعلم ]2,1[نقطتين مهمتين في هذا الصدد، الولى هي الطريقة التي يدرك بها الناس‬
‫) الكيفية التي تستقبل بها( معلوما ت جديدة، والثانية الكيفية التي نعالج بها المعلوما ت الجديدة )الكيفية التي نجعل‬
‫بها الشياء تكون جزءا منا (. فبعض الناس يفضل استقبال الخبرا ت الجديدة عن طريق الحساس والشعور بتتبع‬
‫طريقهم خلل الممارسة العملية، والبعض الخر يفضل الفهم والدراك عن طريق التفكير واستخدام رموز معينة‬
‫أو نماذج مفاهيمية. ويمكن تمثيل دالة الدراك بواسطة محور بمفردتين "الحساس" و "التفكير" في نهايتي‬
‫المحور، ويمكن تمثيل الوسطية او التعادل بين الدراك بالشعور والدراك بالتفكير لي فرد بنقطة على هذا‬
‫الخط. وفي معالجة المعلوما ت الجديدة فإن بعض الفراد يلحظون ويشاهدون بينما البعض الخر يكون له تدخل‬
‫مّ‬
‫شخصي مباشر . ويمكننا أيضا تخيل خط أو محور بمفردتين هما "المشاهدة" و "الفعل" في نهايتي المحور ،‬
‫مّ‬
‫محورالردراك‬
‫الحساس (الخبرة الواقعية)‪CE‬‬
‫الفعل (اختبار نتائج‬ ‫المشاهدة والملحظة ‪RO‬‬
‫المفاهيم في مواقف‬ ‫محور‬
‫جديدة) ‪AE‬‬ ‫المعالجة‬
‫التفكير(صياغة الفكار المجردة)‪AC‬‬

5. ‫واعتمادا على هذه الفكرة مستخدما بعدين لكل من الدراك والمعالجة تصور ديفيد كولب ]1[ وضع أربعة أنواع‬
‫مّ‬
‫للمتعلمين كما بالشكل رقم 2.‬
‫شكل 2:عناصر التعلم وأنماط التعلم‬
‫إن تضمين نظرية نمط التعلم في نظم التعلم اللكترونية قد ينجم عنه زيادة في التفكير وقدرة على الخلق والبداع‬
‫لدى المتعلم.‬
‫1.3 عناصر أنماط التعلم‬
‫يوجد إحدى وعشرون عنصرا لنمط التعلم تتضمن:‬
‫‪ ‬العنصر البيئي )الصو ت، الضوء،الحرارة،وضعية الجلوس(‬
‫‪ ‬العنصر العاطفي )الحسي ( ‪) emotional‬الدافع،الصرار،النسجام/عدم النسجام، البناء‬
‫ٍّ‬
‫‪(structure‬‬
‫‪ ‬العنصر الجتماعي )التعلم منفردا،التعلم في مجموعة صغيرة،التعلم بشكل يثنائي، التعلم‬
‫بصحبة شخص راشد، التعلم بشكل روتيني او انماط محددة، او بطريقة بها تغيير و تبدل(‬
‫‪ ‬العنصر الفيزيائي )الدراكي-التعلم افضل بواسطة الستماع،القراءة،او الحساس، اللمس، او‬
‫التجريب، مستويا ت الطاقة، تناول الطعام، والحركة(‬
‫‪ ‬المعالجة السيكولوجية/النفسية )العمومي/ او التحليلي(‬
‫2.3 اقسام الدماغ البشري )اليمن واليسر(‬
‫تدعم العديد من الدراسا ت البحثية تقسيم الدماغ الى جانبين، يتحكمان بأنماط مختلفة للتفكير، ونحن‬
‫بحاجة إلى اليثنين معا ونستخدمهما. لكن غالبية الناس لها تركيز على جانب معين وهو مفضل عن الخر،‬
‫مّ‬
‫والبعض يستغل الدماغ بكامل جانبيه. ويوضح الجدول التالي ملخصا للفروق بين الجانبين اليمن واليسر‬
‫جدول رقم 1. الفروق بين جانبي الدماغ‬
‫الجانب اليسر‬ ‫الجانب اليمن‬
‫منطقي‬ ‫عشوائي‬
‫تعاقبي )تسلسلي(‬ ‫تزامني‬
‫عقلني‬ ‫بديهي‬
‫تحليلي‬ ‫تركيبي )توليفي(‬
‫معنوي )العتماد على الخبرة الذاتية(‬ ‫مادي )الدراك بالحواس(‬
‫تجزيئي‬ ‫إجمالي‬
‫ينظر إلى التفاصيل‬ ‫يركز على العموميا ت‬
‫نظم التعلم المعتمدة على الشبكة المعلوماتية‬ ‫1.‬
‫)دراسة تجريبية(‬
‫يعمل التكامل الحاصل بين كل من المعلوما ت وتكنولوجيا التصال ت على دعم التعلم وخاصة التعلم‬
‫عن بعد وذلك لتسهيل عملية التعلم للفراد في أي زمان وأي مكان ]6,5,4[. وتوجد العديد من نظم التعلم‬
‫اللكترونية التي تعتمد أحد أنماط التعلم سالفة الذكر، إل انه في دراسة أجريت بأكاديمية الدراسا ت العليا-‬
‫بطرابلس-ليبيا ]3[، تم تبني رؤية بناء نظام تعلم عبر النترنت يهدف إلى تقديم محتوى تعليمي لمادة البرمجة‬

6. ‫بلغة دلفي المرئية للمستوى الجامعي بأكثر من نمط تعليمي ،واختير المركز المتقدم للمهن الشاملة )شعبة‬
‫الحاسوب( حالة دراسية. ويقدم المحتوى العلمي بأسلوبين منفصلين –الول يتبع منهجية نظام التعلم المعتمد على‬
‫المسألة ‪ Problem Based Learning‬والسلوب الثاني يتبع نظام التهيئة لمكاريثي ‪ ، 4MAT system‬وقد‬
‫أطلق على هذا النظام ‪ WBLS‬اختصارا للعبارة ‪web based learning system‬و خصص له الموقع‬
‫اللكتروني ‪ .www.delphi4u.com‬لقد استخدم هذا النظام لمدة فصلين دراسيين وتم التوصل إلى العديد من‬
‫النتائج أهمها:‬
‫‪ ‬لنظم التعلم الذكية ايثر فاعل في زيادة التحصيل العلمي للطالب كما أنها تمنح الطالب دعما‬
‫معنويا ينشط الرغبة في البحث عن الجديد‬
‫‪ ‬ل يوجد فارق كبير بين مجموعة ‪ 4MAT‬ومجموعة ‪ PBL‬في التحصيل العلمي فيما يتعلق‬
‫بالبرمجة بلغة دلفي المرئية‬
‫‪ ‬ل يوجد فارق في المتوسط بين مجموعة ‪ 4MAT‬ومجموعة ‪ PBL‬في التحصيل العلمي حسب‬
‫الجنس )بين الذكور والناث( فيما يتعلق بالبرمجة بلغة دلفي المرئية‬
‫‪ ‬يقد م أسلوب التعلم المعتمد على المسألة ‪ PBL‬دعما للعمل الجماعي للطلب افضل من‬
‫أسلوب ‪. 4MAT‬‬
‫نظم التعلم المستقبلية‬ ‫2.‬
‫توجد بعض المشاريع البحثية المتقدمة لنتاج نظم تعليم ذكية يمكنها تجسيد الحالة النفسية للمتعلم وليس‬
‫فقط الحالة المعرفية للطالب المتعلم، ويدعى الجيل الجديد من هذه النظم نظم الرشاد العاطفية ‪EFFECTIVE‬‬
‫‪TUTORING SYSTEMS‬‬
‫وقد تتضمن عملية تقدير الحالة العاطفية للمتعلم تحليل تعابير الوجه، أو نبرة الصو ت، أو نبضا ت القلب أو أية‬
‫إشارا ت حيوية أخرى. وتهدف هذه المشاريع إلى تطوير مكونا ت أو مركبا ت التحليل هذه في الزمن الحقيقي‬
‫‪ REAL TIME‬لتكوين نظم الرشاد العاطفية.‬
‫الخلصة والستنتاج‬ ‫6.‬
‫يمكن القول انه يوجد إجماع على أهمية التعلم اللكتروني والتعلم عبر النترنت لما له من ايثر متميز في‬
‫الرفع من مستوى التحصيل المعرفي، نظرا للفعاليا ت التي تتميز بها نظم التعلم الذكية مثل إمكانية التكيف‬
‫مّ‬
‫وفقا لحتياجا ت المتعلم و تقديم فرص التعلم الجماعي، بمعنى مجموعة من الطلب تعمل على حل مسائل‬
‫في بيئا ت محددة مما يعطي فوائد اجتماعية وإدراكية.‬
‫ومن المور المهمة في بناء نظم التعلم الذكية تقليل الزمن والكلفة الخاصة بتصميم وتطوير هذه النظم، ومن‬
‫بين الستراتيجيا ت المطروحة تطوير و استخدام أدوا ت تأليف ‪ Authoring systems‬لبناء نظم بطريقة‬
‫منمذجة ]4[. إن بناء وتطوير هذه الدوا ت للمستفيد العربي سيكون له كبير اليثر على النظام التعليمي في‬
‫الوطن العربي بأكمله، كما انه يزيد من فرص التعاون بين المتخصصين العرب المتواجدين في أماكن‬
‫متباعدة جغرافيا.‬
‫لقد ازداد الهتمام كثيرا بالتعلم عبر النترنت بعد تنامي انتشار الشبكة الدولية للمعلوما ت ، إل انه يجب أن‬
‫نعي أن تجهيز مقرر دراسي يتطلب زمنا لعداده وتحميله على الشبكة المعلوماتية، وقد يكون هذا الزمن‬
‫والمجهود يثليثة أمثال الزمن والمجهود الذي يتطلبه تحضير المقرر بالنمط التقليدي )العداد للفصل‬
‫الدراسي المعتاد(، ذلك أن المعلم يحتاج إلى استعداد مسبق وتنظيم لمحتويا ت المقرر بشكل اكثر كمال‬
‫وشمولية.‬

7. ‫7- المراجع‬
(1) Kolb, David A. (1984). “Experiential Learning: experience as the source of
learning and development”. Englewood Cliffs,NJ: Prentice-Hall, inc.
(2) Mc Carthy, Bernice (1990). “Using the 4MAT system to bring learning styles
to schools”. Educational Leadership32.
(3) Mohamed Bouker, and Mohamed Arteimi, (2006). “Utilizing learning styles
for effective web-based learning”, MSc thesis, Academy of Graduate studies-
Libya.
(4) Major, N and Reichgelt H., (1992). “COCA- A Shell for
intelligent tutoring systems.”, in proceedings of Intelligent Tutoring Systems,
Frasson,C., Gautheir, G. and McCalla G., eds, Springer Verlag, Berlin.
(5) Chrstan Wolf, (2003). “I-Weaver: Towards learning style-base e-learning in
computer science education”, proceedings of the Australian Computing
Education Conference.
(6) Tom Lookabaugh and Douglas Sicker, (2004). “Information Technology
Mediated Education- Revolution not Evolution”, 34th ASEE/IEEE Frontiers in
Education Conference.