SlideShare a Scribd company logo
1 of 67
‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

                                              ‫في فوائد الزواج :‬
  ‫1 - أهم هذه الفوائد وأبرزها هو حفظ النوع وضمان استمراره على‬
 ‫امتداد الزمنة التي يقدر للحياة أن تعيشها . وهذا هدف لو انحصرت فائدة‬
‫النكاح فيه وحده لكان ذلك كافيا ولكان جديرا بتفضيل النكاح على العزوبة ،‬
  ‫لن النوع النساني سيد المخلوقات ، ومنه النبياء والئمة والولياء ، وفيه‬
   ‫عمارة الرض ومنه العابدون والصالحون وهكذا . والوسيلة لحفظ النوع‬
                                            ‫الذرية المتولدة من الزواج .‬
    ‫2 - الهدف الثاني من أهداف الزواج إيجاد الروابط الجتماعية نتيجة‬
    ‫لرتباط أسرة باسرة بواسطة زواج أبنائهما من بعضهما البعض ، وهذه‬
‫الروابط تكون تالية للروابط النسبية في الهمية ، ودعامة هامة في التكوين‬
    ‫الجتماعي وتمتين الواصر مما يربط المجتمع ويجعل منه كتلة متراصة‬
      ‫ويعمل على امتصاص كثير من السلبيات التي تفرزها الحداث فتخلق‬
     ‫العداوات ، ولكن الرتباط السري يلطف من حدتها ولهذا أشار القرآن‬
‫الكريم عندما حدد وسائل الربط بين لبنات المجتمع بوسيلتين رئيستين هما :‬
     ‫النسب والصهر فقال ا تعالى في كتابه الكريم : » الذي خلق من‬
                                ‫الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا « .‬
 ‫3 - تكوين وبناء الصيغ الخلقية الفاعلة في كيان الفرد نتيجة ما يولده‬
   ‫نظام السرة ويغلغله في الفرد من استجابات وحوافز متبادلة بين أفراد‬
   ‫السرة وما يخلقه من تعاطف في التركيبة السرية المكونة من الزوجين‬
   ‫وأولدهما وأقاربهما ، بحيث تكون السرة نموذجا ممثل للمجتمع يتفاعل‬
        ‫داخله الوليد الجديد ، ويشرب مواضعاته منذ بواكير أيامه عن طريق‬
    ‫التفاعل ، فتصاغ شخصية الطفل بنسبة كبيرة من هذه التركيبة وتتحكم‬


                                  ‫1‬
‫بمزاجه بعد ذلك ل على درجة سلب الختيار ، ولكن على قدر كبير من تحديد‬
  ‫معالم الشخصية كما هو مفصل في كل من علم النفس وعلم الجتماع .‬
‫4 - من أهداف الزواج إيجاد الفواعل في النشاط القتصادي ، وذلك لن‬
‫معنى بناء وتكوين أسرة : اللتزام بايفاء متطلباتها كما هو معلوم في الفقه‬
‫القتصادي السلمي من إناطة المسؤوليات المالية برب السرة في شروط‬
  ‫تذكر في موضعها وبالتالي لبد من نشاط ذهني في ابتكار أفضل السبل‬
  ‫لتحقيق مستوى عال من العيش يندفع له النسان بحكم ما فطر عليه من‬
‫حب الذات لحفظها وصيانتها من التلف من ناحية ، ومن ناحية أخرى للخروج‬
‫من عهدة اللتزام التعاقدي الذي رسمته الشريعة على شكل أحكام يلزم بها‬
                          ‫النسان أثناء التفاعل اقتصاديا في جو السرة .‬
   ‫5 - خلق روح التنافس في صنع الجواء الجمالية في بعديها - المادي‬
    ‫والمعنوي - الذي ينشأ من نزعة حب التفرد بالكمال عند الفرد ومنافسة‬
‫الخرين ليسبقهم في هذا الجمال ، وذلك يدفع إلى صنع أسرة يحرص ربها‬
    ‫على امتيازها عن غيرها بما يقدر عليه من أمور مادية ومعنوية ، وبذلك‬
‫استقطاب للنشاط ونزعة التنافس عند الفراد وتوجيهها إلى جانب سليم غير‬
   ‫عدواني ومنتج في نفس الوقت وملطف من قسوة الحياة ومعوض عن‬
      ‫أتعاب الكدح بما يهيئه من جزاء يبعث العتزاز في نفس رب السرة .‬
  ‫6 - خلق نموذج مصغر يقرب للنسان معنى اللذة غير المحدودة التي‬
‫أعدها ا تعالى لعباده غدا ، وقدم لنا منها لحظة قصيرة عند لقاء النسان‬
    ‫لهله ، وهذه اللمحة الصغيرة على قصرها روضت النسان على تحمل‬
  ‫أعباء السرة والتزاماتها المتعبة ، سواء المادي منها والمعنوي ، وهو نوع‬
‫من النشوة ل يتوفر في لذة أخرى من لذائذ الحياة ، وبذلك يقدم لنا الخالق‬
  ‫قدرته على إمكان إدامة هذا الحساس باللذة آمادا وآمادا ما دام قد أرانا‬
    ‫نموذجا من طبيعتها ، ولعله من الكلي الذي عبر عنه القرآن بما تشتهي‬

                                  ‫2‬
‫النفس وتلذ العين مما أعده ا تعالى غدا للصالحين ، ودعم الوعد‬
   ‫بتجسيده للذة ولو صغيرة يعزز الثقة بقدرة الخالق على كميات من اللذة‬
             ‫غير محدودة تنقل النسان من دنيا التصور إلى دنيا التصديق .‬
 ‫7 - الحركة التربوية الجتماعية التي تتمثل في تظافر جهود البوين على‬
  ‫تربية الولد وتنشئتهم ، والمقصود بالتربية هنا معناها الشامل : من تعليم‬
  ‫وتوجيه وتنظيم سلوك في حدود ما يملك البوان منها ، ويرغبان في إفادة‬
   ‫الولد منها ، فإنه لول السرة لما كانت هناك جهات متصورة تقوم برعاية‬
       ‫الجيل غير ولة المور ، وهي جهة ل تملك نفس الدرجة من الحرارة‬
 ‫والعناية والفاعلية كما هي عند البوين مع ما بينهما وبين الولد من أجواء‬
   ‫عاطفية تعين على نيل الولد لتوجيه البوين ، ورغم ما يقال هنا من أن‬
 ‫دور السرة ضئيل بالقياس إلى تأثير الطار التربوي الجتماعي العام ، فان‬
  ‫المجتمع أسر ، ول شك أنها تكون المزاج العام ، بل إن البوين في الواقع‬
                            ‫يصبان في الطفل روح المجتمع بدون تزييف .‬
    ‫8 - وبعد ذلك كله فان عملية التزاوج جزء من القانون الكوني العام‬
    ‫الذي يربط كل الكائنات بنظام وقانون الزوجية العام : » سبحان الذي‬
         ‫خلق الزواج كلها مما تنبت الرض ومن أنفسهم ومما ل‬
                                                         ‫يعلمون«.‬
       ‫فان قيل : إن ذلك يحصل بممارسة هذه الغريزة دون البنية التي‬
 ‫تشترطها الديان : من عقد ارتباط وما يتبع ذلك من طقوس ثم التزامات ! .‬
 ‫فالجواب : إن الممارسة من دون الضوابط التي ترسمها الشرائع تؤدي إلى‬
‫ضياع ل حدود له : من قضاء على إمداد النوع بالذرية للتهرب من اللتزامات ،‬
  ‫ومن تحمل تبعات السرة عند الرجل ، ومن الترهل وفقد مقاييس جمالية‬
  ‫معينة عند المراة ، ثم القضاء على لبنة المجتمع الكريمة وهي السرة بما‬
   ‫تخلقه من عطاء ل حدود له . وبالتالي : ضياع البوين عندما ل يكون عند‬

                                  ‫3‬
‫أحدهما ما يغري الخر بالرتباط به ، وتتلشى تبعا لذلك أكرم العلقات‬
‫النسانية : من رحمة وشفقة وبر . وأنت إذا تأملت قانون الزوجية العامة في‬
    ‫الكون وجدته قائما على العشق المتبادل بين الكائنات ، فإذا انعدم هذا‬
  ‫العامل اختل نظام الزوجية في الكائنات كافة ، وفيما يخص النسان منها‬
   ‫ضمنت ملمح السرة دوام التعاطف في جوها الذي رسمته الشرائع : »‬
 ‫خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬
                                                      ‫ورحمة «.‬
                                ‫من آداب السرة في السلم‬
                                            ‫- الحقوق السرية‬
 ‫وضع المنهج السلمي حقوقا وواجبات على جميع أفراد السرة ، وأمر‬
 ‫بمراعاتها من أجل إشاعة الستقرار والطمأنينة في أجواء السرة ، والتقيد‬
‫بها يسهم في تعميق الواصر وتمتين العلقات ، وينفي كل أنواع المشاحنات‬
       ‫والخلفات المحتملة ، والتي تؤثر سلبا على جو الستقرار الذي يحيط‬
   ‫بالسرة ، وبالتالي تؤثر على استقرار المجتمع المتكون من مجموعة من‬
                                                               ‫السر .‬
                                        ‫أو ل ً : حقوق الزوجة :‬
  ‫وضع السلم حقوقا للزوجة يجب على الزوج تنفيذها وأداءها ، وهي‬
   ‫ضرورية لشاعة الستقرار والطمئنان في أجواء السرة ، وإنهاء أسباب‬
          ‫المنافرة والتدابر قبل وقوعها . ومن حقوق الزوجة على زوجها :‬
   ‫- حق النفقة : حيث جعله ا تعالى من الحقوق التي يتوقف عليها‬
‫حق القيمومة للرجل ، كما جاء في قوله تعالى:» الرجال قوامون على‬
        ‫النساء بما فضل ا بعضهم على بعض وبما أنفقوا من‬
                                                         ‫أموالهم « .‬




                                  ‫4‬
‫فيجب على الزوج النفاق على زوجته ، وشدد رسول ا )ص( على هذا‬
     ‫الواجب حتى جعل المقصر في أدائه ملعونا ، فقال )ص( : » ملعون‬
                                      ‫ملعون من يضيع من يعول « .‬
  ‫والنفقة الواجبة هي الطعام والكسوة للشتاء والصيف وما تحتاج إليه‬
    ‫من الزينة حسب يسار الزوج . والضابط في النفقة القيام بما تحتاج إليه‬
    ‫المرأة من طعام وأداء وكسوة وفراش وغطاء واسكان واخدام وآلت‬
  ‫تحتاج إليها لشربها وطبخها وتنظيفها . ويقدم الطعام والكساء على غيره‬
‫من أنواع النفقة ، قال رسول ا )ص( : » حق المرأة على زوجها أن‬
‫يسد جوعتها ، وأن يستر عورتها ، ول يقبح لها وجها ، فإذا فعل‬
                                              ‫ذلك أدى وا حقها « .‬
   ‫والنفقة هي ملك شخصي للزوجة ، فلو دفع لها الزوج نفقتها ليوم أو‬
    ‫أسبوع أو شهر ، وانقضت المدة ولم تصرفها على نفسها بأن أنفقت من‬
  ‫غيرها ، أو أنفق عليها أحد بقيت ملكا لها . ولو مضت أيام ولم ينفق الزوج‬
      ‫عليها اشتغلت ذمته بنفقة تلك المدة سواء طالبته بها أو سكتت عنها .‬
   ‫ولضرورة هذا الحق جعل السلم للحاكم الشرعي صلحية إجبار الزوج‬
     ‫على النفقة ، فإن امتنع كان له حق التفريق بينهما ، قال المام جعفر‬
  ‫الصادق )ع( : » إذا أنفق الرجل على امرأته ما يقيم ظهرها مع‬
                                        ‫الكسوة ، وإل فرق بينهما«.‬
 ‫ول تسقط النفقة حتى في حال الطلق ، فما دامت المطلقة في عدتها‬
   ‫فعلى الزوج النفاق عليها ، وتسقط نفقتها في حال الطلق الثالث ، قال‬
     ‫المام محمد الباقر )ع( :» إن المطلقة ثلثا ليس لها نفقة على‬
   ‫زوجها ، إنما هي للتي لزوجها عليها رجعة ، إل الحامل فإنها‬
                             ‫تستحق النفقة بعد الطلق الثالث « .‬



                                  ‫5‬
‫وتسقط النفقة إن خرجت بدون إذن زوجها ، قال رسول ا )ص( :»‬
  ‫أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فل نفقة لها حتى‬
                                                      ‫ترجع « .‬
 ‫- العشرة بالمعروف : وحث السلم على اتخاذ التدابير الموضوعية‬
      ‫للحيلولة دون وقوع التدابر والتقاطع ، فدعا إلى توثيق روابط المودة‬
  ‫والمحبة وأمر بالعشرة بالمعروف ، قال ا تعالى : » . . . وعاشروهن‬
 ‫بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل ا‬
                                            ‫فيه خيرا كثيرا « .‬
  ‫ومن مصاديق العشرة بالمعروف حسن الصحبة ، قال المام علي بن‬
      ‫أبي طالب )ع(في وصيته لمحمد بن الحنفية : » إن المرأة ريحانة‬
‫وليست بقهرمانة ، فدارها على كل حال ، وأحسن الصحبة لها ،‬
                                                ‫فيصفو عيشك « .‬
‫ومن حقها أن يتعامل زوجها معها بحسن الخلق ، وهو أحد العوامل التي‬
 ‫تعمق المودة والرحمة والحب داخل السرة ، قال المام علي بن الحسين‬
   ‫)ع( : » ل غنى بالزوج عن ثلثة أشياء فيما بينه وبين زوجته ،‬
      ‫وهي : الموافقة ، ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها ،‬
‫وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في‬
                                         ‫عينها ، وتوسعته عليها «...‬
  ‫- الكرام والرفق :ومن حقها الكرام،والرفق بها،وإحاطتها بالرحمة‬
      ‫والمؤانسة،قال المام علي بن الحسين )ع(: »وأما حق رعيتك ...‬
‫)زوجتك( ، فأن تعلم أن ا جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية‬
‫، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد ا على صاحبه ، ويعلم‬
      ‫أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة ا‬
   ‫ويكرمها ويرفق بها ، وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها‬
      ‫ألزم فيما أحبت وكرهت ما لم تكن معصية ، فإن لها حق‬
‫الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي ل بد‬
                                 ‫6‬
‫أجل إدامة علقات الحب والمودة داخل السرة ، وهي حق للزوجة على‬
                                                           ‫زوجها .‬
    ‫قال رسول ا )ص( :» خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم‬
                                                      ‫لنسائي « .‬
                    ‫وقال )ص( :» من اتخذ زوجة فليكرمها « .‬
‫وقال المام جعفر الصادق )ع( : » رحم ا عبدا أحسن فيما بينه‬
                                                   ‫وبين زوجته «‬
 ‫وجاءت توصيات جبرئيل إلى رسول ا )ص( مؤكدة لحق الزوجة قال‬
   ‫)ص( :» أوصاني جبرئيل )ع( بالمرأة حتى ظننت أنه ل ينبغي‬
                                   ‫طلقها إل من فاحشة مبينة « .‬
  ‫- عدم استخدام القسوة : ونهى )ص( عن استخدام القسوة مع‬
   ‫المرأة ، وجعل من حق الزوجة عدم ضربها والصياح في وجهها ، ففي‬
 ‫جوابه على سؤال خولة بنت السود حول حق المرأة قال :» حقك عليه‬
‫أن يطعمك مما يأكل ، ويكسوك مما يلبس ، ول يلطم ول يصيح‬
                                           ‫في وجهك « .‬
  ‫وقال )ص( :» خير الرجال من أمتي الذين ل يتطاولون على‬
‫أهليهم ، ويحنون عليهم ، ول يظلمونهم« . ومن أجل تحجيم نطاق‬
‫المشاكل والضطرابات السرية ، يستحسن الصبر على إساءة الزوجة ، لن‬
  ‫رد الساءة بالساءة أو بالعقوبة يوسع دائرة الخلفات والتشنجات ويزيد‬
 ‫المشاكل تعقيدا ، فيستحب الصبر على إساءة الزوجة قول كانت أم فعل ،‬
     ‫قال المام محمد الباقر )ع( : » من احتمل من امرأته ولو كلمة‬
       ‫واحدة ، أعتق ا رقبته من النار ، وأوجب له الجنة « .‬




                               ‫7‬
‫وحث رسول ا )ص( الزوج على الصبر على سوء أخلق الزوجة ،‬
‫فقال : » من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه ا من الجر ما‬
                                          ‫أعطى أيوب على بلئه « .‬
   ‫- حق المبيت : ومن حقوق الزوجة حق المبيت )العلقة الزوجية(،‬
‫فإذا حرمها الزوج من ذلك فللزوجة حق الخيار ، إن شاءت صبرت عليه أبدا ،‬
   ‫وإن شاءت خاصمته إلى الحاكم الشرعي ، حيث يمهله لمدة أربعة أشهر‬
   ‫ليراجع نفسه ويعود إلى مراعاة حقها ، أو يطلقها . وإذا تزوجت من رجل‬
     ‫على أنه سليم ، فظهر أنه عنين انتظرت به سنة وإن لم يستطع كان لها‬
  ‫الخيار ، فان اختارت المقام معه على أنه عنين لم يكن لها بعد ذلك خيار .‬
     ‫ول يجوز اجبار المرأة على الزواج من رجل غير راغبة فيه . وإن كان‬
      ‫للرجل زوجتان ، فيجب عليه العدل بينهما . ووضع السلم حدودا في‬
                                                     ‫العلقات الزوجية .‬
                                        ‫ثانيا : حقوق الزوج :‬
‫- القيمومة : من أهم حقوق الزوج حق القيمومة ، قال ا تعالى : »‬
   ‫الرجال قوامون على النساء بما فضل ا بعضهم على بعض‬
 ‫وبما أنفقوا من أموالهم « . فالسرة باعتبارها أصغر وحدة في البناء‬
‫الجتماعي بحاجة إلى قيم ومسؤول عن أفرادها له حق الشراف والتوجيه‬
 ‫ومتابعة العمال والممارسات ، وقد أوكل ا تعالى هذا الحق إلى الزوج ،‬
‫فالواجب على الزوجة مراعاة هذا الحق المنسجم مع طبيعة الفوارق البدنية‬
   ‫والعاطفية لكل من الزوجين ، وأن تراعي هذه القيمومة في تعاملها مع‬
                                   ‫الطفال وتشعرهم بمقام والدهم .‬
‫- حق الطاعة : ومن الحقوق المترتبة على حق القيمومة حق الطاعة‬
‫، قال رسول ا )ص( :» أن تطيعه ول تعصيه ، ول تصدق من بيتها‬
  ‫شيئا إل باذنه ، ول تصوم تطوعا إل باذنه ، ول تمنعه نفسها ،‬
     ‫وإن كانت على ظهر قتب ، ول تخرج من بيتها إل بإذنه ... «.‬
                                  ‫8‬
‫حتى إنه ورد كراهة إطالة الصلة من قبل المرأة لكي تتهرب من‬
         ‫زوجها ، قال رسول ا )ص( : » ل تطولن صلتكن لتمنعن‬
  ‫أزواجكن « ويجب عليها احراز رضاه في أدائها للعمال المستحبة ، فل‬
   ‫يجوز لها العتكاف المستحب إل باذنه ، ول يجوز لها أن تحج استحبابا إل‬
                       ‫باذنه ، وإذا نذرت الحج بغير إذنه لم ينعقد نذرها .‬
   ‫ومن أجل تعميق العلقات العاطفية وإدامة الروابط الروحية وادخال‬
 ‫السرور والمتعة في نفس الزوج ، يستحب للمرأة الهتمام بمقدمات ذلك ،‬
  ‫فعن المام الصادق )ع( قال : » جاءت امرأة إلى رسول ا )ص(‬
 ‫فقالت : يا رسول ا ، ما حق الزوج على المرأة ؟ قال : أكثر‬
   ‫من ذلك ، فقالت : فخبرني عن شئ منه فقال : ليس لها أن‬
      ‫تصوم إل باذنه - يعني تطوعا - ول تخرج من بيتها إل باذنه ،‬
    ‫وعليها أن تطيب بأطيب طيبها ، وتلبس أحسن ثيابها ، وتزين‬
    ‫بأحسن زينتها ، وتعرض نفسها عليه غدوة وعشية وأكثر من‬
       ‫ويستحب لها كما يقول المام علي بن الحسين )ع(:» . . إظهار‬
  ‫العشق له بالخلبة والهيئة الحسنة لها في عينه «. وفي رواية »‬
       ‫جاء رجل إلى رسول ا )ص( فقال : إن لي زوجة إذا دخلت‬
   ‫تلقتني ، وإذا خرجت شيعتني ، وإذا رأتني مهموما قالت : ما‬
‫يهمك ، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك ، وإن كنت تهتم‬
   ‫بأمر آخرتك فزادك ا هما ، فقال رسول ا )ص( : بشرها‬
 ‫بالجنة ، وقل لها : إنك عاملة من عمال ا ، ولك في كل يوم‬
‫أجر سبعين شهيدا . وفي رواية : إن لله عز وجل عمال ، وهذه‬
  ‫ويحرم على الزوجة أن تعمل ما يسخط زوجها ويؤلمه في ما يتعلق‬
   ‫بالحقوق العائدة إليه ، كادخال بيته من يكرهه ، أو سوء خلقها معه ، أو‬
‫اسماعه الكلمات المثيرة وغير اللئقة . قال رسول ا )ص( :» أيما امرأة‬


                                 ‫9‬
‫آذت زوجها بلسانها لم يقبل منها صرفا ول عدل ول حسنة من‬
                                          ‫عملها حتى ترضيه «.‬
  ‫وقال المام جعفر الصادق )ع(: » أيما امرأة باتت وزوجها عليها‬
  ‫ساخط في حق ، لم تقبل منها صلة حتى يرضى عنها ، وأيما‬
 ‫امرأة تطيبت لغير زوجها ، لم تقبل منها صلة حتى تغتسل من‬
                                                  ‫طيبها ....« .‬
 ‫ويحرم على الزوجة أن تهجر زوجها دون مبرر شرعي ، قال رسول ا‬
      ‫)ص( :» أيما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم‬
‫القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك السفل من النار‬
                                            ‫إل أن تتوب وترجع « .‬
   ‫وأكدت الروايات على مراعاة حق الزوج ، واتباع الساليب الشيقة في‬
    ‫إدامة أواصر الحب والوئام ، وخلق أجواء النسجام والمعاشرة الحسنة‬
    ‫داخل السرة ، فجعل المام الباقر )ع(حسن التبعل جهادا للمرأة فقال‬
                               ‫)ع(:» جهاد المرأة حسن التبعل «.‬
  ‫ولهمية مراعاة هذا الحق قال رسول ا )ص( : » ل تؤدي المرأة‬
                       ‫حق ا عز وجل حتى تؤدي حق زوجها «.‬
 ‫وذكر )ص( طاعة الزوج في سياق ذكره لسائر العبادات والطاعات التي‬
 ‫توجب دخول الجنة ، حيث قال :» إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت‬
     ‫شهرها ، وأحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، فلتدخل من أي‬
                                          ‫أبواب الجنة شاءت ...«.‬
‫ووضع رسول ا )ص( وأهل بيته عليهم السلم منهجا في العلقات بين‬
 ‫الزوجين يعصم الحياة الزوجية من التصدع والضطراب ، فأكد على الزوجة‬
     ‫أن ل تكلف زوجها مال يطيق في أمر النفقة ، وهو أمر يسبب كثيرا من‬
‫المتاعب في الحياة الزوجية ويضر بصفوها وانسجامها . قال )ص( : » أيما‬
‫امرأة أدخلت على زوجها في أمر النفقة وكلفته ما ل يطيق ، ل‬


                                ‫01‬
‫يقبل ا منها صرفا ول عدل إل أن تتوب وترجع وتطلب منه‬
                                                      ‫طاقته « .‬
    ‫وحث )ص( المرأة على اصلح شؤون البيت واستقبال الزوج بأحسن‬
    ‫استقبال فقال : حق الرجل على المرأة إنارة السراج ، واصلح‬
     ‫الطعام ، وان تستقبله عند باب بيتها فترحب به ،وأن ...« .‬
  ‫ويستحب للزوجة أن تكسب رضا الزوج وتنال مودته ، قال المام جعفر‬
      ‫الصادق )ع(: » خير نسائكم التي إن غضبت أو أغضبت قالت‬
    ‫لزوجها : يدي في يدك ل أكتحل بغمض حتى ترضى عني «.‬
 ‫وجعل المام محمد الباقر )ع(رضا الزوج على زوجته شفيعا لها عند ا‬
  ‫تعالى ، فقال :» ل شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجها ،‬
  ‫ولما ماتت فاطمة عليها السلم قام عليها أمير المؤمنين )ع(وقال : اللهم‬
     ‫إني راض عن ابنت نبيك ، اللهم إنها قد أوحشت فآنسها « .‬
‫ومن أجل التغلب على المشاكل المعكرة لصفو المودة والوئام ، يستحب‬
‫للزوجة أن تصبر على أذى الزوج ، فل تقابل الذى بالذى والساءة بالساءة‬
‫، لن ذلك من شأنه أن يغمر أجواء السرة بالتوترات الدائمة والمشاكل التي‬
 ‫ل تنقضي ، والصبر هو السلوب القادر على ايصال العلقات إلى النسجام‬
  ‫التام بعودة الزوج إلى سلوكه المنطقي الهادئ ، فل يبقى له مبرر للصرار‬
    ‫على سلوكه غير المقبول ، قال المام الباقر )ع(: » وجهاد المرأة أن‬
                     ‫تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته « .‬
 ‫ومن آثار مراعاة الزوجة لحقوق الزوج في الوسط السري أن تصبح له‬
    ‫مكانة محترمة في نفوس أبنائه ، فيحفظون له مقامه ، ويؤدون له حق‬
‫القيمومة فيطيعون أوامره ، ويستجيبون لرشاداته ونصائحه ، فتسير العملية‬
     ‫التربوية سيرا متكامل ، ويعم الستقرار والطمأنينة جو السرة بأكمله ،‬
               ‫وتنتهي جميع ألوان وأنواع المشاحنات والتوترات المحتملة .‬
                                        ‫ثالثا : حقوق الوالدين :‬
                                 ‫11‬
‫للوالدين الدور الساسي في بناء السرة والحفاظ على كيانها ابتداء‬
 ‫وإدامة ، وهما مسؤولن عن تنشئة الجيل طبقا لموازين المنهج السلمي ،‬
       ‫لذا حدد السلم أسس العلقة بين الوالدين والبناء ، طبقا للحقوق‬
  ‫والواجبات المترتبة على أفراد السرة تجاه بعضهم البعض ، فقد قرن ا‬
‫تعالى في كتابه الكريم بوجوب بر الوالدين والحسان إليهما بوجوب عبادته ،‬
‫وحرم جميع ألوان الساءة إليهما صغيرها وكبيرها ، فقال تعالى: » وقضى‬
‫ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر‬
 ‫أحدهما أو كلهما فل تقل لهما أف ول تنهرهما وقل لهما قول‬
    ‫كريما « . وأمر بالحسان إليهما والرحمة بهما والستسلم لهما ، فقال‬
‫تعالى : » واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما‬
                                              ‫كما ربياني صغيرا « .‬
  ‫وقرن ا تعالى الشكر لهما بالشكر له ، فقال : » . . . أن اشكر لي‬
‫ولوالديك إلي المصير « . وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف ، فقال‬
                           ‫: » وصاحبهما في الدنيا معروفا . . . « .‬
  ‫وتجب طاعة البناء للوالدين ، قال رسول ا )ص( : » . . . ووالديك‬
 ‫فأطعمها وبرهما حيين كانا أو ميتين ، وان أمراك أن تخرج من‬
                  ‫أهلك ومالك فافعل ، فإن ذلك من اليمان « .‬
‫وقرن المام جعفر الصادق )ع(بر الوالدين بالصلة والجهاد ، عن منصور‬
  ‫بن حازم قال :» قلت : أي العمال أفضل ؟ قال : الصلة لوقتها ،‬
                ‫وبر الوالدين ، والجهاد في سبيل ا عز وجل «.‬
  ‫ومن حقوق الوالد على ولده كما قال رسول ا )ص( : » ل يسميه‬
  ‫باسمه ، ول يمشي بين يديه ، ول يجلس قبله ، ول يستسب له‬
   ‫« . ومعنى » ل يستسب له « أي ل يفعل ما يصير سببا لسب الناس له .‬
 ‫وقدم رسول ا )ص( بر الوالدة على بر الوالد لنها أكثر منه في تحمل‬
    ‫العناء من أجل الولد في الحمل والولدة والرضاع ، عن المام جعفر‬

                                 ‫21‬
‫الصادق )ع(، قال : » جاء رجل إلى النبي ) ص ( فقال : يا رسول‬
  ‫ا، من أبر ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال :‬
             ‫ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أباك « .‬
‫وبر الوالدين ل يقتصر على حال حياتهما ، بل يشملهما حال الحياة وحال‬
      ‫الممات ، قال المام الصادق )ع(:» ما يمنع الرجل منكم أن يبر‬
    ‫والديه حيين وميتين ، يصلي عنهما ، ويتصدق عنهما ، ويحج‬
‫عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ،‬
                ‫فيزيده ا عز وجل ببره وصلته خيرا كثيرا« .‬
 ‫ويجب على الولد الكبر أن يقضي عن والده ما فاته من صلة وصوم ،‬
   ‫أما بقية الولد فل يجب عليهما القضاء عن والدهم ، بل يستحب للرواية‬
                                                            ‫المتقدمة .‬
‫وحرم السلم عقوق الوالدين بجميع ألوانه ومراتبه ، قال أمير المؤمنين‬
                             ‫)ع(:» من أحزن والديه فقد عقهما «.‬
‫وعن المام جعفر الصادق )ع(قال : » أدنى العقوق أف ، ولو علم‬
                         ‫ا عز وجل شيئا أهون منه لنهى عنه« .‬
‫وقال )ع(: » . . . ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد‬
                                                     ‫النظر إليهما « .‬
  ‫وقال )ع(:» من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له ،‬
                                            ‫لم يقبل ا له صلة «.‬
      ‫وعقوق الوالدين من الكبائر التي تستلزم دخول النار ، قال المام‬
   ‫الصادق )ع( : » عقوق الوالدين من الكبائر ، لن ا عز وجل‬
                                        ‫جعل العاق عصيا شقيا « .‬
‫ول يقتصر وجوب البر وحرمة العقوق على الجوانب المعنوية والروحية ،‬
   ‫بل يتعداها إلى الجوانب المادية، فتجب النفقة عليهما إن كانا معسرين .‬
‫وتجب رعاية الوالدين رعاية صحية ، عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لبي‬

                                 ‫31‬
‫عبد ا )ع( : » إن أبي قد كبر جدا وضعف ، فنحن نحمله إذا أراد‬
‫الحاجة ؟ فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ، ولقمه‬
                                    ‫بيدك ، فإنه جنة لك غدا « .‬
      ‫وخلصة القول : يجب طاعة الوالدين في جميع ما يأمرون به إل‬
 ‫المعصية أو ما يترتب عليه مفسدة فل تجب طاعتهما . ومع جميع الظروف‬
   ‫يجب على البناء إحراز رضا الوالدين بأي أسلوب شرعي إن أمكن ، لن‬
‫رضاهما مقرونا برضى ا تعالى ، قال رسول ا )ص( : » رضا ا مع‬
             ‫رضى الوالدين ، وسخط ا مع سخط الوالدين « .‬
     ‫وبر الوالدين بطاعتهما والحسان إليهما ، كفيل بإشاعة الود والحب‬
   ‫والوئام في أجواء السرة وبالتالي إلى تحكيم بنائها وإنهاء جميع عوامل‬
  ‫الضطراب والتخلخل الطارئ عليها ، ول يتحقق ذلك إل باللتزام بالحقوق‬
                                      ‫والواجبات المترتبة على أفرادها .‬
                                       ‫رابعا : حقوق البناء :‬
‫للبناء حقوق على الوالدين ، وقد لخصها المام علي بن الحسين عليهما‬
 ‫السلم بالقول: »وأما حق ولدك فإنك تعلم أنه منك ومضاف إليك‬
  ‫في عاجل الدنيا بخيره وشره،وأنك مسؤول عما وليته به من‬
‫حسن الدب والدللة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته‬
‫، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الحسان إليه ،‬

    ‫معاقب حق البناء على الباء الحسان إليهم وتعليمهم وتأديبهم ، قال‬
                                      ‫ومن على الساءة إليه « .‬

 ‫رسول ا )ص( : » رحم ا عبدا أعان ولده على بره بالحسان‬
                               ‫إليه والتألف له ، وتعليمه وتأديبه .‬
       ‫وقال )ص( : »رحم ا من أعان ولده على بره ... يقبل‬
     ‫ميسوره ويتجاوز عن معسوره ، ول يرهقه ول يخرق به«.‬
              ‫وقال )ص( :» أكرموا أولدكم وأحسنوا آدابهم « .‬


                                 ‫41‬
‫وتترتب على الوالدين جملة من الحقوق ينبغي مراعاتها من أجل اعداد‬
‫البناء إعدادا فكريا وعاطفيا وسلوكيا منسجما مع المنهج اللهي في الحياة ،‬
   ‫ول يتحقق ذلك إل باشباع حاجات البناء الساسية ، كالحاجة إلى اليمان‬
      ‫بالغيب ، والحاجة إلى المان وتوكيد الذات والمكانة بالمحبة والتقدير ،‬
   ‫والحاجة إلى التربية الصالحة . ويمكن تحديد أهم حقوق البناء بما يلي :‬
      ‫1 - ينبغي على كل من الوالدين اختيار شريك الحياة على أساس‬
  ‫اليمان والتدين والصلح والسلمة من العيوب العقلية كالجنون والحمق ،‬
‫لن ذلك يؤثر على تنشئة الجيل وسلمته . وينبغي الهتمام بالصحة الجسدية‬
     ‫والنفسية للم أثناء الحمل ، لكي يخرج البناء إلى الدنيا وهم يتمتعون‬
                 ‫بالصحة الجسدية والنفسية لنعكاسها عليهم أثناء الحمل .‬
 ‫2 - يستحب تسمية البناء بأحسن السماء ، ورعاية الم رعاية صالحة ،‬
   ‫وتوفير حاجاتها اللزمة للتفرغ إلى رعاية البناء في مهدهم ، ويجب على‬
 ‫الوالد اشباع حاجات الوليد من الرضاعة ، وذلك بالعتماد على حليب الم أو‬
      ‫اختيار المرضعة الصالحة ، واشباع حاجاته المادية والمعنوية في فترة‬
                                                               ‫الحضانة .‬
‫3 - يجب على الوالدين تعليم الطفل معرفة ا تعالى ، وتعميق اليمان‬
  ‫في قلبه وجوارحه ، وتعليمه سائر أصول الدين ليترعرع على اليمان بالله‬
  ‫وبرسوله وبالئمة عليهم السلم وبيوم القيامة ، ليكون اليمان عونا له في‬
     ‫تهذيب نفسه في الحاضر والمستقبل . قال رسول ا )ص( : » أدبوا‬
        ‫أولدكم على ثلث خصال : حب نبيكم ، وحب أهل بيته ،‬
   ‫وقراءة القرآ ن. ويجب تربية الطفال على طاعة الوالدين « .‬
   ‫4 - ويجب الحسان إلى البناء في هذه المرحلة وتكريمهم من أجل‬
‫تعميق أواصر الحب بينهم وبين الوالدين ، وذلك ضروري في كمالهم اللغوي‬
‫والعقلي والعاطفي والجتماعي ، فالطفل يقلد من يحبه ، ويتقبل التعليمات‬

                                   ‫51‬
‫والنصائح والوامر ممن يحبه . والمنهج السلمي في التعامل مع البناء‬
    ‫يؤكد على التوازن بين اللين والشدة في التربية ، ويؤكد على العدالة بين‬
   ‫الطفال في الحب والتقدير وفي العطاء واشباع الحاجات لكي يترعرعوا‬
            ‫متحابين متآزرين ل عداء بينهم ول شحناء ول تقاطع ول تدابر .‬
     ‫ويجب على الوالدين وقاية البناء من النحراف الجنسي والنحراف‬
‫السلوكي ، وتنمية عواطفهم اتجاه العمال الصالحة ، وتوجيهها توجيها سليما‬
  ‫يقوم على أساس المنهج السلمي في التربية والسلوك . ويجب الهتمام‬
 ‫بالطفل اليتيم ورعايته رعاية حسنة لكي يكون رجل صالحا في المستقبل .‬
                                                ‫الوصايا الشريفة :‬
  ‫أوصى رسول ا )ص( وأهل بيته بمراعاة حق الجوار ، والسعي إلى‬
 ‫تحقيقه في الواقع ، وركز على ذلك باعتباره من وصايا ا تعالى له ، قال‬
       ‫)ص( : » ما زال جبرئيل )ع(يوصيني بالجار حتى ظننت أنه‬
                                                             ‫سيورثه«.‬
  ‫وقال أمير المؤمنين )ع(: » وا ا في جيرانكم ، فإنهم وصية‬
            ‫نبيكم ، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم «.‬
 ‫وقد كتب رسول ا )ص( كتابا بين المهاجرين والنصار ومن لحق بهم‬
  ‫من أهل المدينة :» إن الجار كالنفس غير مضار ول آثم ، وحرمة‬
                                    ‫الجار على الجار كحرمة أمه « .‬
‫وقد جعل رسول ا )ص( إكرام الجار من علمات اليمان فقال :» من‬
                     ‫كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم جاره «.‬




             ‫من وصايا أمير المؤمنين عليه السلم‬
                                    ‫في تربية البناء وتعليمهم‬

                                  ‫61‬
‫- أهمية التربية والتعليم في الصغر :» أي بني ، إني . . . بادرت‬
  ‫بوصيتي إليك ، وأوردت خصال منها قبل أن . . . يسبقني إليك بعض غلبات‬
   ‫الهوى ، وفتن الدنيا ، فتكون كالصعب النفور ، وإنما قلب الحدث كالرض‬
‫الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته ، فبادرتك بالدب قبل أن يقسو قلبك ،‬
     ‫ويشتغل لبك ... ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق ،‬
 ‫وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت مقبل العمر ومقتبل الدهر ، ذو‬
‫نية سليمة ، ونفس صافية ، فما طاب سقيه . طاب غرسه وحلت ثمرته . وما‬
                                ‫خبث سقيه ، خبث غرسه وأمرت ثمرته «‬
     ‫- من أهم أهداف التربية والتعليم : » فبادرتك بالدب . . .‬
     ‫لتستقبل بجد رأيك من المر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته ،‬
 ‫فتكون قد كفيت مئونة الطلب ، وعوفيت من علج التجربة ، فأتاك من ذلك‬
                  ‫ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما ربما أظلم علينا منه « .‬
‫- » أي بني إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي ، فقد نظرت في‬
‫أعمالهم ، وفكرت في أخبارهم ، وسرت في آثارهم ، حتى عدت كأحدهم ،‬
     ‫بل كأني بما انتهى إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم ،‬
‫فعرفت صفو ذلك من كدره ، ونفعه من ضرره ، فاستخلصت لك من كل أمر‬
                    ‫نخيله، وتوخيت لك جميله ، وصرفت عنك مجهوله « .‬
   ‫- » وإنك لن تبلغ في النظر لنفسك - وإن اجتهدت - مبلغ نظري لك .‬
‫والخذ بما مضى عليه الولون من آبائك ، والصالحون من أهل بيتك ، فإنهم‬
    ‫لم يدعوا أن نظروا لنفسهم كما أنت ناظر ، وفكروا كما أنت مفكر ، ثم‬
       ‫ردهم آخر ذلك إلى الخذ بما عرفوا ، والمساك عما لم يكلفوا « .‬
         ‫- القناع والفهام من أهم شروط التربية والتعليم :‬




                                 ‫71‬
‫» إن للقلوب شهوة وإقبال وإدبارا . فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها ، فإن‬
‫القلب إذا أكره عمي . فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا‬
  ‫، فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم ، ل بتورط الشبهات ، وعلق الخصومات «‬
         ‫- متى يلجأ الباء والمعلمون إلى العقوبة التأديبية :‬
  ‫» ول تكونن ممن ل تنفعه العظة إل إذا بالغت في إيلمه، فإن العاقل‬
                            ‫يتعظ بالداب ، والبهائم ل تتعظ إل بالضرب « .‬
  ‫أهم ما ينبغي أن يربى عليه البناء ، ويعلموه : » وأن أبتدئك‬
   ‫بتعليم كتاب ا عز وجل وتأويله ، وشرائع السلم وأحكامه ، وحلله‬
                              ‫وحرامه ، ل أجاوز ذلك بك إلى غيره « .‬
        ‫» حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ، ويحسن أدبه ، ويعلمه‬
                           ‫القرآن .. ول ميراث كالدب .. العلم وراثة كريمة‬
                     ‫يا كميل ، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم «‬
   ‫- التربية بالقدوة : » ولقد كنت أتبعه - رسول ا » ص « - اتباع‬
 ‫الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلقه علما ، ويأمرني بالقتداء‬
                                                                    ‫به «‬
                                        ‫» ليتأس صغيركم بكبيركم « .‬
 ‫- أهمية تربية المعلم : » من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم‬
     ‫نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلم‬
                ‫نفسه ومؤدبها أحق بالجلل من معلم الناس ومؤدبهم « .‬




                                   ‫81‬
‫المنهج التربوي العام في العلقات السرية‬
‫العلقات السرية لها دور كبير في توثيق بناء السرة وتقوية التماسك بين‬
 ‫أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفل وتربيته ، وايصاله إلى مرحلة التكامل‬
     ‫والستقلل . والجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها السرة‬
‫للطفل تمنحه القدرة على التكيف الجدي مع نفسه ومع أسرته ومع المجتمع‬
   ‫، ومن هذا المنطلق فان السرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ،‬
      ‫فيوزع الدوار والواجبات ويحدد الختصاصات للمحافظة على تماسكها‬
                                        ‫المؤثر في انطلقة الطفل التربوية .‬
                                ‫وتتحدد معالم المنهج التربوي بما يلي :‬
    ‫أول : التفاق على منهج مشترك للمنهج المتبنى في الحياة تأثير على‬
   ‫السلوك ، فهو الذي يجعل اليمان والشعور الباطني به حركة سلوكية في‬
    ‫الواقع ويحول هذه الحركة إلى عادة ثابتة ، فتبقى فيه الحركة السلوكية‬
‫متفاعلة مع ما يحدد لها من تعاليم وبرامج ، ووحدة المنهج تؤدي إلى وحدة‬
  ‫السلوك ، فالمنهج الواحد هو المعيار والميزان الذي يوزن فيه السلوك من‬
     ‫حيث البتعاد أو القتراب من التعاليم والبرامج الموضوعة ، فيجب على‬
      ‫الوالدين التفاق على منهج واحد مشترك يحدد لهما العلقات والدوار‬
     ‫والواجبات في مختلف الجوانب ، والمنهج السلمي بقواعده الثابتة من‬

                                   ‫91‬
‫أفضل المناهج التي يجب تبنيها في السرة المسلمة ، فهو منهج رباني‬
    ‫موضوع من قبل ا تعالى المهيمن على الحياة بأسرها والمحيط بكل‬
 ‫دقائق المور وتعقيدات الحياة ، وهو منهج منسجم مع الفطرة النسانية ل‬
  ‫لبس فيه ول غموض ول تعقيد ول تكليف بما ل يطاق ، وهو موضع قبول‬
       ‫من النسان المسلم والسرة المسلمة ، فجميع التوجيهات والقواعد‬
‫السلوكية تستمد قوتها وفاعليتها من ا تعالى ، وهذه الخاصية تدفع السرة‬
 ‫إلى القتناع باتباع هذا المنهج وتقرير مبادئه في داخلها ، فل مجال للنقاش‬
   ‫في خطئه أو محدوديته أو عدم القدرة على تنفيذه ، فهو الكفيل بتحقيق‬
 ‫السعادة السرية التي تساعد على تربية الطفل تربية صالحة وسليمة ، وإذا‬
     ‫حدث خلل في العلقات أو تقصير في أداء بعض الدوار ، فان تعاليم‬
  ‫المنهج السلمي تتدخل لنهائه وتجاوزه . والمنهج السلمي وضع قواعد‬
     ‫كلية في التعامل والعلقات والدوار والسلوك ، اما القواعد الفرعية أو‬
    ‫تفاصيل القواعد الكلية ومصاديقها فإنها تتغير بتغير الظروف والعصور ،‬
  ‫فيجب على الوالدين التفاق على تفاصيل التطبيق ، وعلى قواعد ومعايير‬
‫ثابتة ومقبولة من كليهما ، سواء في العلقات القائمة بينهما أو علقاتهما مع‬
‫الطفال والسلوب التربوي الذي يجب اتباعه معهم ، لن الختلف في طرق‬
   ‫التعامل وفي أسلوب العلقات يؤدي إلى عدم وضوح الضوابط والقواعد‬
     ‫السلوكية للطفل ، فيحاول إرضاء الوالد تارة والوالدة تارة أخرى فيتبع‬
    ‫سلوكين في آن واحد ، وهذا ما يؤدي إلى اضطرابه النفسي والعاطفي‬
  ‫والسلوكي . » فان الطفال الذين يأتون من بيوت ل يتفق فيها الب والم‬
   ‫فيما يخص تربية أطفالهم يكونون أطفال معضلين أكثر ممن عداهم « .‬
      ‫ثانيا : علقات المودة من واجبات الوالدين إشاعة الود والستقرار‬
 ‫والطمأنينة في داخل السرة ، قال تعالى : » ومن آياته أن خلق لكم‬
 ‫من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة . .‬

                                  ‫02‬
‫« . فالعلقة بين الزوج والزوجة أو الوالدين علقة مودة ورحمة وهذه‬
       ‫العلقة تكون سكنا للنفس وهدوءا للعصاب وطمأنينة للروح وراحة‬
‫للجسد ، وهي رابطة تؤدي إلى تماسك السرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها‬
  ‫الموحد ، والمودة والرحمة تؤدي إلى الحترام المتبادل والتعاون الواقعي‬
  ‫في حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على السرة ، وهي ضرورية‬
    ‫للتوازن النفعالي عند الطفل ، يقول الدكتور سپوك : » اطمئنان الطفل‬
 ‫الشخصي والساسي يحتاج دائما إلى تماسك العلقة بين الوالدين ويحتاج‬
                    ‫إلى انسجام الثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة « .‬
  ‫ويجب على الزوجين إدامة المودة في علقاتهما في جميع المراحل ،‬
‫مرحلة ما قبل الولدة والمراحل اللحقة لها ، والمودة فرض من ا تعالى‬
   ‫فتكون ادامتها استجابة له تعالى وتقربا إليه ، وقد أوصى المام علي بن‬
  ‫الحسين )ع( بها فقال :» واما حق رعيتك بملك النكاح ، فان تعلم‬
  ‫أن ا جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية ، وكذلك كل واحد‬
‫منكما يجب أن يحمد ا على صاحبه ، ويعلم أن ذلك نعمة منه‬
  ‫عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة ا ويكرمها ويرفق بها ،‬
‫وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحببت وكرهت‬
   ‫ما لم تكن معصية ، فان لها حق الرحمة والمؤانسة وموضع‬
‫السكون إليها قضاء اللذة التي لبد من قضائها وذلك عظيم . .«‬
‫وقد ركز أهل البيت » عليهم السلم « على إدامة علقات الحب والمودة‬
 ‫داخل السرة ، وجاءت توصياتهم موجهة إلى كل من الرجل والمرأة . قال‬
 ‫رسول ا )ص(: » خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي « .‬
 ‫وقال المام جعفر بن محمد الصادق » )ع(« : » رحم ا عبدا أحسن‬
                                           ‫فيما بينه وبين زوجته«.‬
        ‫وقال رسول ا » )ص( « :» من اتخذ زوجة فليكرمها « .‬


                                 ‫12‬
‫وقد أوصى أهل البيت » عليهم السلم « المرأة بما يؤدي إلى إدامة‬
‫المودة والرحمة والحب إن التزمت بها ، ومنها طاعة الزوج ، قال رسول ا‬
  ‫» )ص( « : » إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت‬
    ‫فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت « .‬
    ‫وعلقات المودة والرحمة والحب ضرورية في جميع مراحل الحياة ،‬
  ‫وخصوصا في مرحلة الحمل والرضاعة، لن الزوجة بحاجة إلى الطمئنان‬
     ‫والستقرار العاطفي ، وان ذلك له تأثير على الجنين وعلى الطفل في‬
                                                       ‫مرحلة الرضاع .‬
       ‫ثالثا : مراعاة الحقوق والواجبات : وضع المنهج السلمي حقوقا‬
     ‫وواجبات على كل من الزوجين ، والمراعاة لها كفيل بإشاعة الستقرار‬
‫والطمأنينة في أجواء السرة ، فالتقيد من قبل الزوجين بالحقوق والواجبات‬
 ‫الموضوعة لهم يساهم في تعميق الواصر وتمتين العلقات الودية وينفي‬
       ‫كل أنواع المشاحنات والتوترات المحتملة ، والتي تؤثر سلبيا على جو‬
       ‫الستقرار الذي يحيط بالسرة والمؤثر بدوره على التوازن النفعالي‬
                                                              ‫للطفل .‬
    ‫ومن أهم حقوق الزوج هو حق القيمومة ، وأهم الحقوق بعد حق‬
  ‫القيمومة كما جواب في قول رسول ا » )ص( « على سؤال امرأة عن‬
     ‫حق الزوج على المرأة فقال )ص( : » أن تطيعه ول تعصيه ، ول‬
   ‫تصدق من بيتها شيئا إل باذنه ول تصوم تطوعا إل باذنه ، ول‬
    ‫تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ول تخرج من بيتها إل‬
                               ‫باذنه . . « وغيرها كما ذكرنا سابقا .‬
‫ووضع المنهج السلمي حقوقا للزوجة يجب على الزوج مراعاتها »مرت‬
                                                             ‫سابقا« .‬
  ‫رابعا : تجنب إثارة المشاكل والخلفات المشاكل والخلفات في داخل‬
‫السرة تخلق أجواء متوترة ومتشنجة تهدد استقرارها وتماسكها ، وقد تؤدي‬
                                 ‫22‬
‫في أغلب الحيان إلى انفصام العلقة الزوجية وتهديم السرة ، وهي عامل‬
 ‫قلق لجميع أفراد السرة بما فيها الطفال ، حيث تؤدي الخلفات والوضاع‬
  ‫المتشنجة بين الوالدين إلى خلل في الثبات والتوازن العاطفي للطفل في‬
    ‫جميع المراحل التي يعيشها ، بدءا بالشهر الولى من الحمل ، والسنين‬
   ‫الولى من الولدة والمراحل اللحقة بها . والجواء المتوترة تترك آثارها‬
 ‫على شخصية الطفل المستقبلية ، و » إن الضطرابات السلوكية والمراض‬
  ‫النفسية التي تصيب الطفل في حداثته والرجل في مستقبله ، تكون نتيجة‬
    ‫المعاملة الخاطئة للبوين كالحتكاكات الزوجية التي تخلق الجو العائلي‬
‫المتوتر الذي يسلب الطفل المن النفسي « . ويقول العالم جيرارد فوجان :‬
      ‫» والم التي ل تجد التقدير الكافي كإنسانة وأم وزوجة في المنزل ل‬
                                  ‫تستطيع ان تعطي الشعور بالمن « .‬
  ‫فالشعور بالمن والستقرار من أهم العوامل في بناء شخصية الطفل‬
‫بناء سويا متزنا ، وهذا الشعور ينتفي في حالة استمرار الخلفات والعلقات‬
   ‫المتشنجة ، والطفل في حالة مثل هذه يكون مترددا حيرانا ل يدري ماذا‬
   ‫يفعل ، فهو ل يستطيع إيقاف النزاع والخصام وخصوصا إذا كان مصحوبا‬
       ‫بالشدة ، ول يستطيع ان يقف مع أحد والديه دون الخر ، إضافة إلى‬
  ‫محاولت كل من الوالدين بتقريب الطفل اليهما باثبات حقه واتهام المقابل‬
‫بإثارة المشاكل والخلفات ، وكل ذلك يترك بصماته الداكنة على قلب الطفل‬
   ‫وعقله وارادته . يقول الدكتور سپوك : » إن العيادات النفسية تشهد آلف‬
‫الحالت من البناء الذين نشأوا وسط ظروف عائلية مليئة بالخلف الشديد ،‬
 ‫ان هؤلء البناء يشعرون في الكبر بأنهم ليسوا كبقية البشر ، وتنعدم فيهم‬
    ‫الثقة بالنفس ، فيخافون من إقامة علقات عاطفية سليمة ويتذكرون ان‬
        ‫معنى تكوين أسرة هو الوجود في بيت يختلفون فيه مع طرف آخر‬
                                            ‫ويتبادلون معه الهانات « .‬

                                 ‫32‬
‫والمنهج السلمي يبتني على أسلوب الحث والتشجيع على الوقاية من‬
     ‫حدوث الخلفات أو معالجة مقدماتها أو معالجتها بعد الحدوث ، وعلى‬
     ‫أسلوب الردع والذم للممارسات الخلفية أو التي تؤدي إلى الخلفات .‬
       ‫قال رسول ا » ص « : » خير الرجال من أمتي الذين ل‬
   ‫يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ول يظلمونهم " . وشجع‬
 ‫المام محمد الباقر » )ع(« على تحمل الساءة ، لن رد الساءة بالساءة‬
     ‫يوسع دائرة الخلفات والتشنجات ، فقال » )ع(« : " من احتمل من‬
     ‫امرأته ولو كلمة واحدة أعتق ا رقبته من النار وأوجب له‬
                                                        ‫الجنة ".‬
  ‫خامسا : التحذير من الطلق حذر السلم من الطلق وانهاء العلقة‬
      ‫الزوجية للثار السلبية التي يتركها على الزوجين وعلى الطفال وعلى‬
  ‫المجتمع ، فالطلق مصدر القلق عند الطفال ومصدر للضطراب النفسي‬
  ‫والعاطفي والسلوكي ، حيث إن الطفل بحاجة إلى الحب والحنان من كل‬
       ‫الوالدين على حد سواء ، بل إن التفكير المجرد بالطلق يولد القلق‬
‫والضطراب في أعماقه ، فيبقى في دوامة من المخاوف والضطرابات التي‬
     ‫تنعكس سلبيا على ثباته العاطفي وعلى شخصيته السوية ، وقد وضع‬
 ‫السلم منهجا في العلقات وإدامتها للحيلولة دون الوصول إلى قرار فصم‬
‫العلقات الزوجية ، وتهديم السرة ، فحذر من الطلق في مواضع مختلفة ،‬
  ‫قال رسول ا )ص( : » أوصاني جبرئيل )ع( بالمرأة حتى ظننت‬
                      ‫انه ل ينبغي طلقها إل من فاحشة مبينة " .‬




                                ‫42‬
‫- حول تربية البناء‬
                                      ‫- مرحلة الطفولة المبكرة‬
‫تبدأ مرحلة الطفولة المبكرة من عام الفطام إلى نهاية العام السادس أو‬
  ‫السابع من عمر الطفل ، وهي من أهم المراحل التربوية في نمو الطفل‬
    ‫اللغوي والعقلي والجتماعي ، وهي مرحلة تشكيل البناء النفسي الذي‬
     ‫تقوم عليه أعمدة الصحة النفسية والخلقية ، وتتطلب هذه المرحلة من‬
‫البوين إبداء عناية خاصة في تربية الطفال وإعدادهم ليكونوا عناصر فعالة‬
    ‫في المحيط الجتماعي ، وتتحدد معالم التربية في هذه المرحلة ضمن‬
                                                  ‫المنهج التربوي التالي :‬
‫أول : تعليم الطفل معرفة ا تعالى الطفل مجبول بفطرته على اليمان‬
 ‫بالله تعالى ، حيث تبدأ تساؤلته عن نشوء الكون وعن نشوئه ونشوء أبويه‬
       ‫ونشوء من يحيط به ، وان تفكيره المحدود مهيأ لقبول فكرة الخالق‬
   ‫والصانع فعلى الوالدين استثمار تساؤلته لتعريفه بالله تعالى الخالق في‬
      ‫الحدود التي يتقبلها تفكيره المحدود ، واليمان بالله تعالى كما يؤكده‬
   ‫العلماء سواء كانوا علماء دين أو علماء نفس » من أهم القيم التي‬
  ‫يجب غرسها في الطفل . . مما سوف يعطيه المل في الحياة‬
‫والعتماد على الخالق ، ويوجد عنده الوازع الديني الذي يحميه‬
                                          ‫من اقتراف المآثم « .‬
 ‫والتربية والتعليم في هذه المرحلة يفضل أن تكون بالتدريج ضمن منهج‬
       ‫متسلسل متناسبا مع العمر العقلي للطفل ، ودرجات نضوجه اللغوي‬
‫والعقلي ، وقد حدد المام محمد الباقر )ع( تسلسل المنهج قائل : » إذا بلغ‬
   ‫الغلم ثلث سنين يقال له : قل ل إله إل ا سبع مرات ، ثم‬
                                  ‫52‬
‫يترك حتى تتم له ثلث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال‬
  ‫له : قل محمد رسول ا سبع مرات ، ويترك حتى يتم له أربع‬
  ‫سنين ثم يقال له : قل سبع مرات صلى ا على محمد وآله ،‬
     ‫ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له : أيهما يمينك‬
‫وأيهما شمالك ؟ فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له‬
‫: اسجد ، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين‬
‫قيل له اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك ،‬
 ‫حتى يتم له تسع سنين ، فإذا تمت له تسع سنين علم الوضوء‬
‫وقد أثبت علم النفس الحديث صحة هذا المنهج » 2 - 3 سنوات ، يكتسب‬
  ‫كلم الطفل طابعا مترابطا مما يتيح له إمكانية التعبير عن فهمه لكثير من‬
    ‫الشياء والعلقات . . . وفي نهاية السنة الثالثة يصبح الطفل قادرا على‬
    ‫استخدام الكلم وفق قواعد نحوية ملحوظة وهذا يمكنه من صنع جمل‬
                                                       ‫أولية وصحيحة « .‬
     ‫وتعميق اليمان بالله ضروري في تربية الطفل . والطفل في هذه‬
‫المرحلة يكون مقلدا لوالديه في كل شئ بما فيها اليمان بالله تعالى ، يقول‬
      ‫الدكتور سپوك : » إن الساس الذي يؤمن به البن بالله وحبه للخالق‬
   ‫العظيم هو نفس الساس الذي يحب به الوالدان ا « . ويقول : » بين‬
 ‫العمر الثالث والعمر السادس يحاول تقليد البوين في كل شئ فإذا حدثاه‬
       ‫عن ا فإنه يؤمن بالصورة التي تحددها كلماتهما عن ا حرفيا « .‬
      ‫والطفل في هذه المرحلة يميل دائما إلى علقات المحبة والمودة‬
     ‫والرقة واللين فيحب أو يفضل » تأكيد الصفات الخاصة بالرحمة والحب‬
‫والمغفرة إلى أقصى حد ممكن مع التقليل إلى أدنى حد من صفات العقاب‬
                                                             ‫والنتقام « .‬
‫فتكون الصورة التي يحملها الطفل في عقله عن ا تعالى صورة جميلة‬
   ‫محببة له فيزداد تعلقه بالله تعالى ويرى انه مانح الحب والرحمة له . وإذا‬
                                   ‫62‬
‫أردنا ان نكون له صورة عن يوم القيامة فالفضل ان نركز على نعيم الجنة‬
  ‫بما يتناسب مع رغباته ، من أكل وشرب وألعاب وغير ذلك ، ونركز على أنه‬
 ‫سيحصل عليها إن أصبح خلوقا ملتزما بالداب السلمية ، ويحرم منها إن لم‬
   ‫يلتزم ، ويؤجل التركيز على النار والعذاب إلى مرحلة متقدمة من عمره .‬
  ‫ثانيا : التركيز على حب النبي )ص( وأهل البيت » عليهم السلم « قال‬
 ‫رسول ا )ص( : » أدبوا أولدكم على ثلث خصال : حب نبيكم ،‬
                               ‫وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن « .‬
   ‫في هذه المرحلة تنمو المشاعر والعواطف والحاسيس عند الطفل ،‬
 ‫من حب وبغض وانجذاب ونفور ، واندفاع وانكماش ، فيجب على الوالدين‬
 ‫استثمار حالت الستعداد العاطفي عند الطفل وتنمية مشاعره وعواطفه ،‬
‫وتوجيهها نحو الرتباط بأرقى النماذج البشرية والمبادرة إلى تركيز حب النبي‬
   ‫)ص( ، وحب أهل البيت » عليهم السلم « في خلجات نفسه ، والطريقة‬
‫الفضل في تركيز الحب هو إبراز مواقفهم وسلوكهم في المجتمع وخصوصا‬
‫ما يتعلق برحمتهم وعطفهم وكرمهم ، ومعاناتهم وما تعرضوا له من حرمان‬
  ‫واعتداء ، يجعل الطفل متعاطفا معهم محبا لهم ، مبغضا لمن آذاهم من‬
 ‫مشركين ومنحرفين . والتركيز على قراءة القرآن في الصغر يجعل الطفل‬
‫منشدا إلى كتاب ا ، متطلعا على ما جاء فيه وخصوصا اليات والسور التي‬
 ‫يفهم الطفل معانيها ، وقد أثبت الواقع قدرة الطفل في هذه المرحلة على‬
   ‫ترديد ما يسمعه ، وقدرته على الحفظ ، فينشأ الطفل وله جاذبية وشوق‬
      ‫للقرآن الكريم ، وينعكس ما في القرآن من مفاهيم وقيم على عقله‬
                                                               ‫وسلوكه.‬
  ‫ثالثا : تربية الطفل على طاعة الوالدين يلعب الوالدان الدور الكبر في‬
    ‫تربية الطفال ، فالمسؤولية تقع على عاتقهما أول وقبل كل شئ ، فهما‬
      ‫اللذان يحددان شخصية الطفل المستقبلية ، وتلعب المدرسة والمحيط‬

                                  ‫72‬
‫الجتماعي دورا ثانويا في التربية . والطفل إذا لم يتمرن على طاعة‬
 ‫الوالدين فإنه ل يتقبل ما يصدر منهما من نصائح وارشادات وأوامر إصلحية‬
‫وتربوية ، فيخلق لنفسه ولهما وللمجتمع مشاكل عديدة ، فيكون متمردا على‬
    ‫جميع القيم وعلى جميع القوانين والعادات والتقاليد الموضوعة من قبل‬
  ‫الدولة ومن قبل المجتمع . قال المام الحسن بن علي العسكري )ع( : »‬
‫جرأة الولد على والده في صغره ، تدعو إلى العقوق في كبره‬
     ‫« . وقال المام محمد بن علي الباقر )ع(: »... شر البناء من دعاه‬
                                         ‫التقصير إلى العقوق « .‬
     ‫وتربية الطفل على طاعة الوالدين تتطلب جهدا متواصل منهما على‬
   ‫تمرينه على ذلك ، لن الطفل في هذه المرحلة يروم إلى بناء ذاته وإلى‬
    ‫الستقللية الذاتية ، فيحتاج إلى جهد إضافي من قبل الوالدين ، وأفضل‬
      ‫الوسائل في التمرين على الطاعة هو إشعاره بالحب والحنان ، يقول‬
     ‫الدكتور يسري عبد المحسن : » أهم العوامل التي تساعد الطفل على‬
   ‫الطاعة . . الحب والحنان الذي يشعر به الطفل من كل افراد السرة « .‬
  ‫ومن الوسائل التي تجعله مطيعا هي اشباع حاجاته الساسية وهي »‬
  ‫المن ، والمحبة ، والتقدير ، والحرية، والحاجة إلى سلطة ضاغطة «. فإذا‬
‫شعر الطفل بالحب والحنان والتقدير من قبل والديه ، فإنه يحاول المحافظة‬
            ‫على ذلك بإرضاء والديه وأهم مصاديق الرضاء هو طاعتهما .‬
‫فالوالدان هما الساس في تربية الطفل على الطاعة ، قال رسول ا »‬
 ‫)ص( « : » رحم ا والدين أعانا ولدهما على برهما « . وأسلوب‬
  ‫العانة كما حدده رسول ا » )ص( « : » رحم ا عبدا أعان ولده‬
      ‫على بره بالحسان إليه ، والتألف له ، وتعليمه وتأديبه « .‬
 ‫وقال » )ص( « :» رحم ا من أعان ولده على بره ، وهو أن‬
               ‫يعفو عن سيئته ، ويدعو له فيما بينه وبين ا « .‬

                                 ‫82‬
‫وحب الطفال للوالدين رد فعل لحب الوالدين لهما . فإذا كان الحب هو‬
  ‫السائد في العلقة بين الطفل ووالديه ، فإن الطاعة لهما ستكون متحققة‬
 ‫الوقوع ، وعلى الوالدين أن يصدرا الوامر برفق ولين بصورة نصح وإرشاد‬
‫فان الطفل سيستجيب لهما ، أما استخدام التأنيب والتعنيف فإنه سيؤدي إلى‬
 ‫نتائج عكسية ، ولذا أكد علماء النفس والتربية على التقليل من التعنيف كما‬
   ‫جاء في قول أنور الجندي : » يقتصد في التعنيف عند وقوع الذنب ، لن‬
   ‫كثرة العقاب تهون عليه سماع الملمة وتخفف وقع الكلم في نفسه « .‬
    ‫وإطاعة الوامر ل يجد فيها الطفل الذي حصل على المحبة والتقدير أية‬
   ‫غضاضة على حبه للستقلل ، وبالمحبة التي يشعرها تتعمق في نفسه‬
‫القابلية على تقليد سلوك من يحبهم وهما الوالدين ، فينعكس سلوكهما عليه‬
 ‫، ويستجيب لهما ، فإنه إذا عومل كإنسان ناضج وله مكانة فإنه يستريح إلى‬
     ‫ذلك ويتصرف بنضج وبصورة ل تسئ إلى والديه ، فيتمرن على الطاعة‬
       ‫لوالديه ، ومن ثم الطاعة لجميع القيم التي يتلقاها من والديه أو من‬
                                              ‫المدرسة أو من المجتمع .‬
  ‫رابعا : الحسان إلى الطفل وتكريمه الطفل في هذه المرحلة بحاجة‬
‫إلى المحبة والتقدير من قبل الوالدين وبحاجة إلى العتراف به وبمكانته في‬
‫السرة وفي المجتمع ، وان تسلط الضواء عليه ، وكلما أحس بأنه محبوب ،‬
‫وأن والديه أو المجتمع يشعر بمكانته وذاته فإنه سينمو » متكيفا تكيفا حسنا‬
  ‫وكينونته راشدا صالحا يتوقف على ما إذا كان الطفل محبوبا مقبول شاعرا‬
 ‫بالطمئنان في البيت « . والحب والتقدير الذي يحس به الطفل له تأثير كبير‬
       ‫على جميع جوانب حياته ، فيكتمل نموه اللغوي والعقلي والعاطفي‬
  ‫والجتماعي ، والطفل يقلد من يحبه ، ويتقبل التعليمات والوامر والنصائح‬
‫ممن يحبه ، فيتعلم قواعد السلوك الصالحة من أبويه وتنعكس على سلوكه‬



                                  ‫92‬
‫إذا كان يشعر بالمحبة والتقدير من قبلهما . وقد وردت عدة روايات تؤكد‬
                                     ‫على ضرورة محبة الطفل وتكريمه .‬
‫قال رسول ا » )ص( « : » أكرموا أولدكم وأحسنوا آدابهم « .‬
‫وقال » )ص( «: » رحم ا عبدا أعان ولده على بره بالحسان‬
                               ‫إليه والتألف له وتعليمه وتأديبه «.‬
   ‫وقال » )ص( « : » نظر الوالد إلى ولده حبا له عبادة « و »‬
‫أحبوا الصبيان وارحموهم ، فإذا وعدتموهم فوفوا لهم ، فإنهم‬
                                     ‫ل يرون إل انكم ترزقونهم «‬
‫ومن مصاديق محبة الطفل واشعاره بمكانته التشجيع له ومدحه على ما‬
   ‫ينجزه من أعمال وإن كانت يسيرة والتجاوز عن بعض الهفوات ، وعدم‬
                    ‫تسفيه أقواله أو أعماله وعدم حمله على مال يطيق .‬
   ‫ومن مصاديق إشعار الطفل بأنه محبوب إسماعه كلمات الحب والود‬
    ‫ففي رواية : » جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول ا‬
  ‫)ص( فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه ، وأخذ الخر فضمه إلى‬
                 ‫إبطه الخر وقال : هذان ريحانتاي من الدنيا «‬
   ‫ومن أجل إشعار الطفل بمكانته الجتماعية لتتعمق الثقة بنفسه كان‬
 ‫رسول ا » )ص( « يسلم على الصغير والكبير كما جاء في الخبر إنه : »‬
                                     ‫مر على صبيان فسلم عليهم « .‬
    ‫وإشعار الطفل بالحب والحنان من أهم العوامل التي تساعده على‬
  ‫الطاعة والنقياد للوالدين . والفضل أن يكون إشعار الطفل بأنه محبوب‬
   ‫مرافقا له في كل الوضاع والحوال حتى وإن أخطأ أو ارتكب ما يوجب‬
   ‫التأنيب أو العقاب ، والفضل أن نجعل الطفل مميزا بين الحب له وعدم‬
‫كراهيته في حالة خطئه أو ذنبه ، يقول الدكتور سپوك : » اننا كآباء يجب‬
 ‫أن ل نجعل الطفل يشعر في أي مرحلة من مراحل عمره بأنه‬


                                ‫03‬
‫منبوذ ولو حتى بمجرد نظرة عين ، ان الطفل ل يستطيع ان‬
        ‫يفرق بين كراهية والديه لسلوكه وبين كراهيتهما له « .‬
 ‫ولكن بالتدريب وتكرار العمل يمكننا أن نقنع الطفل بأن العمل الخاطئ‬
‫الذي يرتكبه مبغوضا من قبل والديه ، أو من قبل المجتمع مع بقاء المحبوبية‬
      ‫له ، ونحاول إقناعه بالقلع عن العمال الخاطئة وإشعاره بأن الحب‬
                       ‫والحنان سيصل إلى أعلى درجاته في هذه الحالة .‬
‫خامسا : التوازن بين اللين والشدة تكريم الطفل والحسان إليه وإشعاره‬
  ‫بالحب والحنان وإشعاره بمكانته الجتماعية وبانه مقبول عند والديه وعند‬
 ‫المجتمع ، يجب أن ل يتعدى الحدود إلى درجة الفراط في كل ذلك، وأن ل‬
      ‫تترك له الحرية المطلقة في أن يعمل ما يشاء ، فلبد من وضع منهج‬
   ‫متوازن في التصرف معه من قبل الوالدين ، فل يتساهل معه إلى أقصى‬
  ‫حدود التساهل ، ول أن يعنف على كل شئ يرتكبه ، فل بد أن يكون اللين‬
      ‫وتكون الشدة في حدودهما ، ويكون العتدال بينهما هو الحاكم على‬
 ‫الموقف منه حتى يجتاز مرحلة الطفولة بسلم واطمئنان ، يميز بين السلوك‬
 ‫المحبوب والسلوك المنبوذ ، لن السنين الخمسة الولى أو الستة من الحياة‬
      ‫هي التي تكون نمط شخصيته . وقد أكدت الروايات على العتدال في‬
‫التعامل مع الطفل فل إفراط ول تفريط . قال المام الباقر » )ع(« : » شر‬
                            ‫الباء من دعاه البر إلى الفراط . . « .‬
‫وفي حالة ارتكاب الطفل لبعض المخالفات السلوكية ، على الوالدين أن‬
   ‫يشعرا الطفل بأضرار هذه المخالفة وإقناعه بالقلع عنها ، فإذا لم ينفع‬
  ‫القناع واللين يأتي دور التأنيب أو العقاب المعنوي دون البدني ، والعقوبة‬
‫العاطفية خير من العقوبة البدنية كما أجاب المام موسى بن جعفر الكاظم‬
‫)ع( حينما سئل عن كيفية التعامل مع الطفل فقال : » ل تضربه واهجره‬
‫. . . ول تطل « فالمام ل يدعو إلى اللين والتساهل مع الطفل في حالة‬

                                  ‫13‬
‫تكرار الخطاء ، كما ل يدعو إلى استمرار العقوبة العاطفية وهي الهجر ،‬
  ‫وإنما يدعو إلى العتدال والتوازن بين اللين والشدة . والفراط أو التفريط‬
  ‫يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الطفل من جميع الجوانب العقلية والعاطفية‬
    ‫والخلقية . ويجب في ضوء المنهج التربوي السليم أن يحدث التوازن بين‬
   ‫المدح والتأنيب ، فالمدح الزائد كالتأنيب الزائد يؤثر على التوازن النفعالي‬
‫للطفل ، ويجعله مضطربا قلقا ، فالطفل » الناشئ في ظل الرأفة الزائدة ل‬
   ‫يطيق المقاومة أمام تقلبات الحياة ، ول يستطيع الصراع معها « . ويتأخر‬
‫النضوج العاطفي عند الطفل المدلل ، وتطول فترة الطفولة . فيبقى محتاجا‬
   ‫لوالديه في كل المواقف التي تواجهه وتستمر هذه الحالة معه حتى في‬
 ‫كبره ، فنجد في واقعنا الجتماعي أطفال أو كبارا ينتظرون من المجتمع ان‬
 ‫يلبي مطالبهم أو يؤيد آرائهم ، أو يمدحهم ويثني عليهم ، فهم ل يستطيعون‬
‫مواجهة المشاكل التي تقف في طريق تلبية طموحاتهم ، ونفس الكلم يأتي‬
   ‫في سلوك الطفل المنبوذ أو المتعرض للهانات أو التأنيب الزائد من قبل‬
 ‫والديه ومحاسبته على كل شئ يصدر منه ، كما قال أمير المؤمنين » )ع(« :‬
                      ‫» الفراط في الملمة يشب نيران اللجاج « .‬
‫ولذا نجد في المجتمع أن الحداث المنحرفين المتصفين بصفات عدوانية‬
       ‫اتجاه الخرين كانوا معرضين للهانات والعقوبات المستمرة . وعلى‬
 ‫الوالدين أن يضعوا للطفال برنامجا يوضحون لهم المحبوب والمذموم من‬
  ‫العمال ، ويكون المدح أو التأنيب منصبا على العمل المرتكب ، لكي نزرع‬
‫في قلوبهم حب العمال الصالحة وبغض العمال غير الصالحة ، وأن تعمل‬
‫على تقوية الضمير في نفس الطفل في هذه المرحلة حتى يكون صماما له‬
       ‫في المستقبل فنزرع في قلبه الخوف من ارتكاب العمل غير الصالح‬
    ‫والشوق إلى العمل الصالح، بدل من الخوف من العقوبة أو الشوق إلى‬
‫المدح والطراء ، وعلى الوالدين أن يجعلوا المدح أو التأنيب خالصا من أجل‬

                                   ‫23‬
‫تربية الطفال ، وان ل يعكسوا أوضاعهم النفسية في التربية ، كمن يواجه‬
   ‫مشكلة فيصب غضبه على الطفل دون أي مبرر . وفي هذا الصدد » نهى‬
‫رسول ا » )ص( « عن الدب عند الغضب « وهنالك بعض الحالت يجب‬
    ‫على الوالدين النتباه إليها لكي ل تأتي على عقل الطفل وعواطفه بآثار‬
  ‫عكسية ، فمثل يقوم الطفل بكسر شئ ثمين فيصيبه الفرح لنه يرى نفسه‬
 ‫قد أقدم على شئ جميل بأن حول هذا الشئ إلى شيئين عن طريق عملية‬
     ‫الكسر ، فهو يحتاج في نظره إلى مدح وثناء ، وهنا تأتي بدل من المدح‬
‫العقوبة فيتفاجأ الطفل ، وتكون للعقوبة تأثيراتها النفسية عليه . وفي حالت‬
‫أخرى يكون الطفل بحاجة إلى التأنيب أو الذم أو الهجران أو العقوبة البدنية‬
‫أحيانا كما يقول الدكتور سپوك : » إن الطفال في معظم الحوال يفرحون‬
  ‫لن الوالد قد وضع حدا لوقاحتهم « . والطفل في حالة مرضه بحاجة إلى‬
  ‫الرعاية المتوازنة فل إفراط ول تفريط ، فل اهتمام زائد ول عدم اهتمام ،‬
‫والتوازن أفضل ، وهو اشعاره بالهتمام في حدوده المعقولة لن » طريقة‬
‫المبالغة التي تتبعها المهات عندما يصاب أطفالهن بالمرض تؤثر على نفسية‬
‫الطفل في الكبر . . . يخلق منه طفل مكتئبا كثير الشكوى سريع النفعال «.‬
‫سادسا : العدالة بين الطفال الطفل الول في السرة يكون موضع حب‬
     ‫وحنان وعناية من قبل والديه لنه الطفل الول والطفل الوحيد ، فيمنح‬
‫الهتمام الزائد ، والرأفة الزائدة ، وتلبى كثيرا من حاجاته المادية والنفسية ،‬
 ‫فنجد الوالدين يسعيان إلى إرضائه بمختلف الوسائل ويوفرون له ما يحتاجه‬
    ‫من ملبس وألعاب وغير ذلك من الحاجات ، ويكون مصاحبا لوالديه في‬
   ‫أغلب الوقات سواء مع الم أو مع الب أو مع كليهما وبعبارة أخرى يلقى‬
‫دلل واهتماما استثنائيا ، ومثل هذا الطفل وبهذه العناية والهتمام ، سيواجه‬
 ‫مشكلة صعبة عليه في حالة ولدة الطفل الثاني ، وتبدأ مخاوفه من الطفل‬
     ‫الثاني ، لنه سيكون منافسا له في كل شئ ، ينافسه في حب الوالدين‬

                                   ‫33‬
‫ورعايتهم له ، وينافسه في منصبه باعتباره الطفل الوحيد سابقا ، وينافسه‬
‫في ألعابه ، وتبدأ بوادر الغيرة عليه منذ أول يوم الولدة ، إذ ينشغل الوالدان‬
 ‫بالوضع الطارئ الجديد وسلمة الوالدة والطفل ، فإذا لم ينتبه الوالدان إلى‬
‫هذه الظاهرة ، فان غيرة الطفل الول ستتحول بالتدريج إلى عداء وكراهية‬
    ‫للطفل الجديد ، وينعكس هذا العداء على أوضاعه النفسية والعاطفية ،‬
  ‫ويزداد كلما انصب الهتمام بالطفل الجديد وأخرج الطفل الول عن دائرة‬
‫الهتمام ، فيجب على الوالدين اللتفات إلى ذلك والوقاية من هذه الظاهرة‬
‫الجديدة ، وابقاء الطفل الول على التمتع بنفس الهتمام والرعاية واشعاره‬
 ‫بالحب والحنان ، وتحبيبه للطفل الثاني ، واقناعه بأنه سيصبح أخا أو أختا له‬
    ‫يسليه ويتعاون معه ، وانه ليس منافسا له في الحب والهتمام ، ويجب‬
‫عليهما تصديق هذا القناع في الواقع بأن تقوم الم باحتضانه وتقبيله ويقوم‬
      ‫الب بتلبية حاجاته أو شراء ألعاب جديدة له ، إلى غير ذلك من وسائل‬
‫الهتمام والرعاية الواقعية ، والحل المثل هو العدالة والمساواة بين الطفل‬
    ‫الول والثاني فإنها وقاية وعلج للغيرة والكراهية والعداء وتتأكد أهمية‬
      ‫العدالة والمساواة كلما تقدم الطفلن في العمر ، إذ تنمو مشاعرهما‬
     ‫وعواطفها ونضوجهم العقلي واللغوي بالتدريج يجعلهما يفهمان معنى‬
  ‫العدالة ومعنى المساواة ، ويشخصان مصاديقها في الواقع العملي ، وقد‬
    ‫وردت الروايات المتظافرة لتؤكد على إشاعة العدالة بين الطفال ، قال‬
 ‫رسول ا » )ص( « : » اعدلوا بين أولدكم كما تحبون أن يعدلوا‬
                                            ‫بينكم في البر واللطف « .‬
  ‫والعدالة بين الطفال مطلقة وشاملة لكل الجوانب الحياتية التي تحيط‬
    ‫بالطفال في جانبها المادي والمعنوي ، أي في إشباع حاجاتهما المادية‬
 ‫وحاجاتهما المعنوية للحب والتقدير والهتمام جاء عن رسول ا )ص( : »‬
    ‫أنه نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الخر ، فقال‬

                                   ‫43‬
‫) ص(:: فهل ساويت بينهما « . وقال )ص( : » إن ا تعالى يحب أن‬
                              ‫تعدلوا بين أولدكم حتى في القبل « .‬
   ‫وأكد )ص( على العدالة في العطاء والهدية سواء في الكل والشرب‬
     ‫والثياب واللعاب إلى غير ذلك كما جاء في قوله )ص(» ساووا بين‬
   ‫أولدكم في العطية ، فلو كنت مفضل أحدا لفضلت النساء « .‬
 ‫ومن مصاديق العدالة والمساواة هو عدم إقامة المقارنة بين الطفال ،‬
  ‫في صفاتهم الجسمية والمعنوية والنفسية ، فل يصح ان يقال فلن أجمل‬
     ‫من فلن ، أو أذكى منه أو أكثر خلقا منه لنها ستكون منبعا للحقد ، لن‬
    ‫المقارنة بين الطفال تؤدي إلى » الغيرة من بعضهم وإلى التنافس « .‬
      ‫والمقارنة تؤدي إلى فقدان الثقة بين الشقاء والعكس صحيح » عدم‬
 ‫التفرقة في المعاملة هو أكبر دعامة لخلق جو من الثقة المتبادلة بينه وبين‬
                                                        ‫سائر أفراد العائلة « .‬
    ‫ونلحظ عند كثير من الباء مواقف غير مقصودة بأن يقول : ان ابني‬
    ‫فلن يشبهني ، وفلن ل يشبهني ، فحتى هذه المقارنة تعمل عملها في‬
                                          ‫الغيرة والتنافس ، والفضل اجتنابها .‬
‫ومن العدالة هو عدم التمييز بين الولد والبنت ، لن التميز يؤثر تأثيرا سلبيا‬
    ‫على نفسية البنت ، وعلى زرع العداوة والحقد بين الخت وأخيها ، وهذه‬
     ‫ظاهرة شائعة في أغلب البلدان ، حيث يميل البوين إلى البن أكثر من‬
   ‫ميلهما إلى البنت ، ويلبيان مطاليب الولد أكثر من مطاليب البنت ، ولغرض‬
‫التقليل من شأن هذه الظاهرة جاءت الروايات لتعطي للبنت عناية استثنائية‬
 ‫وتمرن البوين عليها كما جاء عن ابن عباس عن رسول ا )ص( : » من‬
‫دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة‬
                 ‫إلى قوم محاويج، وليبدأ بالناث قبل الذكور . . « .‬



                                     ‫53‬
‫والبدء بالناث ل يولد أي تأثير سلبي على الطفل البن ، لنه يراه أمرا‬
     ‫طبيعيا فلبد من تقديم أحدهم ، وغالبا ما يسكت الطفل ول يلتفت إلى‬
       ‫التمييز إن حصل على عطاء والديه ، سواء كان العطاء أول أو ثانيا .‬
‫والعدالة بين الطفال ل تعني ان ل نتخذ أسلوبا للتشجيع بان تخصص هدية‬
    ‫إضافية لمن يعمل عمل صالحا ، فان ذلك ضروري لتشجيع الطفل على‬
  ‫السلوك الصالح ، وقد ينفع في إقامة المنافسة المشروعة بين الطفال ل‬
 ‫تؤثر على نفسياتهم بصورة سلبية ، بل يجدونها أمرا مشروعا وحقا طبيعيا ،‬
     ‫وعلى الوالدين التعامل بحذر في مثل هذه الحالة بالتعرف على نفسية‬
    ‫أطفالهم ، وابتكار الساليب الناجحة في التشجيع المنسجمة مع حالتهم‬
    ‫النفسية التي ل تؤدي إلى الشعور بعدم العدالة . ومهما تحققت العدالة‬
      ‫والمساواة بين الطفال فإنها ل تستطيع إنهاء بعض المظاهر السلبية‬
  ‫كالشجار والصراع بين الطفال ، وهي ظاهرة طبيعية تحدث بين الطفال‬
‫في كل أو أغلب السر ، فتحدث حالت من النقاش الحاد أو الشتباك باليدي‬
    ‫بين الطفال ، ويتهم أحد الطفال أخاه أو أخته بأنه المقصر في حقه أو‬
   ‫البادئ في العدوان عليه ، وفي مثل هذه الحالة على الوالدين ان يدرسا‬
       ‫المشكلة دراسة موضوعية وان ينظرا إلى الشجار والصراع بأنه حالة‬
      ‫طبيعية ، فإذا كان سهل وبسيطا ومحدودا ، فالفضل عدم التدخل في‬
‫إنهائه ، وان يترك الطفال يعالجون أمورهم بأنفسهم لنهاء الشجار ، وليس‬
‫صحيحا ان يدخل الوالدان أو أحدهما كقاضي في الحكم بينهما ، لن الحكم‬
   ‫لحد الطفال دون الخر ل ينسجم مع مبدأ تطبيق العدالة والمساواة مع‬
    ‫الطفال ، اما إذا تكرر الشجار والصراع عدة مرات أو كان مستمرا طول‬
  ‫النهار ، أو كان قاسيا وخطرا على الطفال ، يأتي دور البوين في التدخل‬
 ‫لنهائه ، باصدار الوامر لكليهما بالتوقف السريع عن الستمرار به ، أو إلفات‬
    ‫نظرهم إلى موضوع آخر ، واشغالهم به ، أو التدخل لبعاد أحدهم عن‬

                                  ‫63‬
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc
فوائد الزواج.doc

More Related Content

Similar to فوائد الزواج.doc

المودة العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجية
المودة العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجيةالمودة العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجية
المودة العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجيةد فيصل ال Faisal Alnasser
 
الخلع بين الزوجين
الخلع بين الزوجينالخلع بين الزوجين
الخلع بين الزوجينjubran aljumaei
 
هويتي_ديني_ووطني_مسئوليتي.pptx
هويتي_ديني_ووطني_مسئوليتي.pptxهويتي_ديني_ووطني_مسئوليتي.pptx
هويتي_ديني_ووطني_مسئوليتي.pptxJAhmad6
 
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاقالمشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاقHeba Mahmoud
 

Similar to فوائد الزواج.doc (6)

عقد الزواج
عقد الزواجعقد الزواج
عقد الزواج
 
المودة العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجية
المودة العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجيةالمودة العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجية
المودة العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجية
 
الخلع بين الزوجين
الخلع بين الزوجينالخلع بين الزوجين
الخلع بين الزوجين
 
هويتي_ديني_ووطني_مسئوليتي.pptx
هويتي_ديني_ووطني_مسئوليتي.pptxهويتي_ديني_ووطني_مسئوليتي.pptx
هويتي_ديني_ووطني_مسئوليتي.pptx
 
Nisf
NisfNisf
Nisf
 
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاقالمشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
 

More from hayaahealth

مجلة الهيئة الصحية العدد 24
مجلة الهيئة الصحية  العدد 24مجلة الهيئة الصحية  العدد 24
مجلة الهيئة الصحية العدد 24hayaahealth
 
بيت خال من التدخين
بيت خال من التدخينبيت خال من التدخين
بيت خال من التدخينhayaahealth
 
Is9,books,magazine,health
Is9,books,magazine,healthIs9,books,magazine,health
Is9,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is8,books,magazine,health
Is8,books,magazine,healthIs8,books,magazine,health
Is8,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is7,books,magazine,health
Is7,books,magazine,healthIs7,books,magazine,health
Is7,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is6,books,magazine,health
Is6,books,magazine,healthIs6,books,magazine,health
Is6,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is5,books,magazine,health
Is5,books,magazine,healthIs5,books,magazine,health
Is5,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is4,books,magazine,health
Is4,books,magazine,healthIs4,books,magazine,health
Is4,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is3,books,magazine,health
Is3,books,magazine,healthIs3,books,magazine,health
Is3,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is1,books,magazine,health
Is1,books,magazine,healthIs1,books,magazine,health
Is1,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is20 ,books,magazine,health
Is20 ,books,magazine,healthIs20 ,books,magazine,health
Is20 ,books,magazine,healthhayaahealth
 
Is10,books,magazine,health
Is10,books,magazine,healthIs10,books,magazine,health
Is10,books,magazine,healthhayaahealth
 
الأثر الخالد في الولد والوالد.doc
الأثر الخالد في الولد والوالد.docالأثر الخالد في الولد والوالد.doc
الأثر الخالد في الولد والوالد.dochayaahealth
 

More from hayaahealth (20)

Nafsi
NafsiNafsi
Nafsi
 
Drug
DrugDrug
Drug
 
مجلة الهيئة الصحية العدد 24
مجلة الهيئة الصحية  العدد 24مجلة الهيئة الصحية  العدد 24
مجلة الهيئة الصحية العدد 24
 
بيت خال من التدخين
بيت خال من التدخينبيت خال من التدخين
بيت خال من التدخين
 
Is12
Is12Is12
Is12
 
Is11
Is11Is11
Is11
 
Is9,books,magazine,health
Is9,books,magazine,healthIs9,books,magazine,health
Is9,books,magazine,health
 
Is8,books,magazine,health
Is8,books,magazine,healthIs8,books,magazine,health
Is8,books,magazine,health
 
Is7,books,magazine,health
Is7,books,magazine,healthIs7,books,magazine,health
Is7,books,magazine,health
 
Is6,books,magazine,health
Is6,books,magazine,healthIs6,books,magazine,health
Is6,books,magazine,health
 
Is5,books,magazine,health
Is5,books,magazine,healthIs5,books,magazine,health
Is5,books,magazine,health
 
Is4,books,magazine,health
Is4,books,magazine,healthIs4,books,magazine,health
Is4,books,magazine,health
 
Is3,books,magazine,health
Is3,books,magazine,healthIs3,books,magazine,health
Is3,books,magazine,health
 
Is1,books,magazine,health
Is1,books,magazine,healthIs1,books,magazine,health
Is1,books,magazine,health
 
Is20 ,books,magazine,health
Is20 ,books,magazine,healthIs20 ,books,magazine,health
Is20 ,books,magazine,health
 
Is10,books,magazine,health
Is10,books,magazine,healthIs10,books,magazine,health
Is10,books,magazine,health
 
الأثر الخالد في الولد والوالد.doc
الأثر الخالد في الولد والوالد.docالأثر الخالد في الولد والوالد.doc
الأثر الخالد في الولد والوالد.doc
 
08.pps
08.pps08.pps
08.pps
 
05.pps
05.pps05.pps
05.pps
 
04.pps
04.pps04.pps
04.pps
 

فوائد الزواج.doc

  • 1. ‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫في فوائد الزواج :‬ ‫1 - أهم هذه الفوائد وأبرزها هو حفظ النوع وضمان استمراره على‬ ‫امتداد الزمنة التي يقدر للحياة أن تعيشها . وهذا هدف لو انحصرت فائدة‬ ‫النكاح فيه وحده لكان ذلك كافيا ولكان جديرا بتفضيل النكاح على العزوبة ،‬ ‫لن النوع النساني سيد المخلوقات ، ومنه النبياء والئمة والولياء ، وفيه‬ ‫عمارة الرض ومنه العابدون والصالحون وهكذا . والوسيلة لحفظ النوع‬ ‫الذرية المتولدة من الزواج .‬ ‫2 - الهدف الثاني من أهداف الزواج إيجاد الروابط الجتماعية نتيجة‬ ‫لرتباط أسرة باسرة بواسطة زواج أبنائهما من بعضهما البعض ، وهذه‬ ‫الروابط تكون تالية للروابط النسبية في الهمية ، ودعامة هامة في التكوين‬ ‫الجتماعي وتمتين الواصر مما يربط المجتمع ويجعل منه كتلة متراصة‬ ‫ويعمل على امتصاص كثير من السلبيات التي تفرزها الحداث فتخلق‬ ‫العداوات ، ولكن الرتباط السري يلطف من حدتها ولهذا أشار القرآن‬ ‫الكريم عندما حدد وسائل الربط بين لبنات المجتمع بوسيلتين رئيستين هما :‬ ‫النسب والصهر فقال ا تعالى في كتابه الكريم : » الذي خلق من‬ ‫الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا « .‬ ‫3 - تكوين وبناء الصيغ الخلقية الفاعلة في كيان الفرد نتيجة ما يولده‬ ‫نظام السرة ويغلغله في الفرد من استجابات وحوافز متبادلة بين أفراد‬ ‫السرة وما يخلقه من تعاطف في التركيبة السرية المكونة من الزوجين‬ ‫وأولدهما وأقاربهما ، بحيث تكون السرة نموذجا ممثل للمجتمع يتفاعل‬ ‫داخله الوليد الجديد ، ويشرب مواضعاته منذ بواكير أيامه عن طريق‬ ‫التفاعل ، فتصاغ شخصية الطفل بنسبة كبيرة من هذه التركيبة وتتحكم‬ ‫1‬
  • 2. ‫بمزاجه بعد ذلك ل على درجة سلب الختيار ، ولكن على قدر كبير من تحديد‬ ‫معالم الشخصية كما هو مفصل في كل من علم النفس وعلم الجتماع .‬ ‫4 - من أهداف الزواج إيجاد الفواعل في النشاط القتصادي ، وذلك لن‬ ‫معنى بناء وتكوين أسرة : اللتزام بايفاء متطلباتها كما هو معلوم في الفقه‬ ‫القتصادي السلمي من إناطة المسؤوليات المالية برب السرة في شروط‬ ‫تذكر في موضعها وبالتالي لبد من نشاط ذهني في ابتكار أفضل السبل‬ ‫لتحقيق مستوى عال من العيش يندفع له النسان بحكم ما فطر عليه من‬ ‫حب الذات لحفظها وصيانتها من التلف من ناحية ، ومن ناحية أخرى للخروج‬ ‫من عهدة اللتزام التعاقدي الذي رسمته الشريعة على شكل أحكام يلزم بها‬ ‫النسان أثناء التفاعل اقتصاديا في جو السرة .‬ ‫5 - خلق روح التنافس في صنع الجواء الجمالية في بعديها - المادي‬ ‫والمعنوي - الذي ينشأ من نزعة حب التفرد بالكمال عند الفرد ومنافسة‬ ‫الخرين ليسبقهم في هذا الجمال ، وذلك يدفع إلى صنع أسرة يحرص ربها‬ ‫على امتيازها عن غيرها بما يقدر عليه من أمور مادية ومعنوية ، وبذلك‬ ‫استقطاب للنشاط ونزعة التنافس عند الفراد وتوجيهها إلى جانب سليم غير‬ ‫عدواني ومنتج في نفس الوقت وملطف من قسوة الحياة ومعوض عن‬ ‫أتعاب الكدح بما يهيئه من جزاء يبعث العتزاز في نفس رب السرة .‬ ‫6 - خلق نموذج مصغر يقرب للنسان معنى اللذة غير المحدودة التي‬ ‫أعدها ا تعالى لعباده غدا ، وقدم لنا منها لحظة قصيرة عند لقاء النسان‬ ‫لهله ، وهذه اللمحة الصغيرة على قصرها روضت النسان على تحمل‬ ‫أعباء السرة والتزاماتها المتعبة ، سواء المادي منها والمعنوي ، وهو نوع‬ ‫من النشوة ل يتوفر في لذة أخرى من لذائذ الحياة ، وبذلك يقدم لنا الخالق‬ ‫قدرته على إمكان إدامة هذا الحساس باللذة آمادا وآمادا ما دام قد أرانا‬ ‫نموذجا من طبيعتها ، ولعله من الكلي الذي عبر عنه القرآن بما تشتهي‬ ‫2‬
  • 3. ‫النفس وتلذ العين مما أعده ا تعالى غدا للصالحين ، ودعم الوعد‬ ‫بتجسيده للذة ولو صغيرة يعزز الثقة بقدرة الخالق على كميات من اللذة‬ ‫غير محدودة تنقل النسان من دنيا التصور إلى دنيا التصديق .‬ ‫7 - الحركة التربوية الجتماعية التي تتمثل في تظافر جهود البوين على‬ ‫تربية الولد وتنشئتهم ، والمقصود بالتربية هنا معناها الشامل : من تعليم‬ ‫وتوجيه وتنظيم سلوك في حدود ما يملك البوان منها ، ويرغبان في إفادة‬ ‫الولد منها ، فإنه لول السرة لما كانت هناك جهات متصورة تقوم برعاية‬ ‫الجيل غير ولة المور ، وهي جهة ل تملك نفس الدرجة من الحرارة‬ ‫والعناية والفاعلية كما هي عند البوين مع ما بينهما وبين الولد من أجواء‬ ‫عاطفية تعين على نيل الولد لتوجيه البوين ، ورغم ما يقال هنا من أن‬ ‫دور السرة ضئيل بالقياس إلى تأثير الطار التربوي الجتماعي العام ، فان‬ ‫المجتمع أسر ، ول شك أنها تكون المزاج العام ، بل إن البوين في الواقع‬ ‫يصبان في الطفل روح المجتمع بدون تزييف .‬ ‫8 - وبعد ذلك كله فان عملية التزاوج جزء من القانون الكوني العام‬ ‫الذي يربط كل الكائنات بنظام وقانون الزوجية العام : » سبحان الذي‬ ‫خلق الزواج كلها مما تنبت الرض ومن أنفسهم ومما ل‬ ‫يعلمون«.‬ ‫فان قيل : إن ذلك يحصل بممارسة هذه الغريزة دون البنية التي‬ ‫تشترطها الديان : من عقد ارتباط وما يتبع ذلك من طقوس ثم التزامات ! .‬ ‫فالجواب : إن الممارسة من دون الضوابط التي ترسمها الشرائع تؤدي إلى‬ ‫ضياع ل حدود له : من قضاء على إمداد النوع بالذرية للتهرب من اللتزامات ،‬ ‫ومن تحمل تبعات السرة عند الرجل ، ومن الترهل وفقد مقاييس جمالية‬ ‫معينة عند المراة ، ثم القضاء على لبنة المجتمع الكريمة وهي السرة بما‬ ‫تخلقه من عطاء ل حدود له . وبالتالي : ضياع البوين عندما ل يكون عند‬ ‫3‬
  • 4. ‫أحدهما ما يغري الخر بالرتباط به ، وتتلشى تبعا لذلك أكرم العلقات‬ ‫النسانية : من رحمة وشفقة وبر . وأنت إذا تأملت قانون الزوجية العامة في‬ ‫الكون وجدته قائما على العشق المتبادل بين الكائنات ، فإذا انعدم هذا‬ ‫العامل اختل نظام الزوجية في الكائنات كافة ، وفيما يخص النسان منها‬ ‫ضمنت ملمح السرة دوام التعاطف في جوها الذي رسمته الشرائع : »‬ ‫خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬ ‫ورحمة «.‬ ‫من آداب السرة في السلم‬ ‫- الحقوق السرية‬ ‫وضع المنهج السلمي حقوقا وواجبات على جميع أفراد السرة ، وأمر‬ ‫بمراعاتها من أجل إشاعة الستقرار والطمأنينة في أجواء السرة ، والتقيد‬ ‫بها يسهم في تعميق الواصر وتمتين العلقات ، وينفي كل أنواع المشاحنات‬ ‫والخلفات المحتملة ، والتي تؤثر سلبا على جو الستقرار الذي يحيط‬ ‫بالسرة ، وبالتالي تؤثر على استقرار المجتمع المتكون من مجموعة من‬ ‫السر .‬ ‫أو ل ً : حقوق الزوجة :‬ ‫وضع السلم حقوقا للزوجة يجب على الزوج تنفيذها وأداءها ، وهي‬ ‫ضرورية لشاعة الستقرار والطمئنان في أجواء السرة ، وإنهاء أسباب‬ ‫المنافرة والتدابر قبل وقوعها . ومن حقوق الزوجة على زوجها :‬ ‫- حق النفقة : حيث جعله ا تعالى من الحقوق التي يتوقف عليها‬ ‫حق القيمومة للرجل ، كما جاء في قوله تعالى:» الرجال قوامون على‬ ‫النساء بما فضل ا بعضهم على بعض وبما أنفقوا من‬ ‫أموالهم « .‬ ‫4‬
  • 5. ‫فيجب على الزوج النفاق على زوجته ، وشدد رسول ا )ص( على هذا‬ ‫الواجب حتى جعل المقصر في أدائه ملعونا ، فقال )ص( : » ملعون‬ ‫ملعون من يضيع من يعول « .‬ ‫والنفقة الواجبة هي الطعام والكسوة للشتاء والصيف وما تحتاج إليه‬ ‫من الزينة حسب يسار الزوج . والضابط في النفقة القيام بما تحتاج إليه‬ ‫المرأة من طعام وأداء وكسوة وفراش وغطاء واسكان واخدام وآلت‬ ‫تحتاج إليها لشربها وطبخها وتنظيفها . ويقدم الطعام والكساء على غيره‬ ‫من أنواع النفقة ، قال رسول ا )ص( : » حق المرأة على زوجها أن‬ ‫يسد جوعتها ، وأن يستر عورتها ، ول يقبح لها وجها ، فإذا فعل‬ ‫ذلك أدى وا حقها « .‬ ‫والنفقة هي ملك شخصي للزوجة ، فلو دفع لها الزوج نفقتها ليوم أو‬ ‫أسبوع أو شهر ، وانقضت المدة ولم تصرفها على نفسها بأن أنفقت من‬ ‫غيرها ، أو أنفق عليها أحد بقيت ملكا لها . ولو مضت أيام ولم ينفق الزوج‬ ‫عليها اشتغلت ذمته بنفقة تلك المدة سواء طالبته بها أو سكتت عنها .‬ ‫ولضرورة هذا الحق جعل السلم للحاكم الشرعي صلحية إجبار الزوج‬ ‫على النفقة ، فإن امتنع كان له حق التفريق بينهما ، قال المام جعفر‬ ‫الصادق )ع( : » إذا أنفق الرجل على امرأته ما يقيم ظهرها مع‬ ‫الكسوة ، وإل فرق بينهما«.‬ ‫ول تسقط النفقة حتى في حال الطلق ، فما دامت المطلقة في عدتها‬ ‫فعلى الزوج النفاق عليها ، وتسقط نفقتها في حال الطلق الثالث ، قال‬ ‫المام محمد الباقر )ع( :» إن المطلقة ثلثا ليس لها نفقة على‬ ‫زوجها ، إنما هي للتي لزوجها عليها رجعة ، إل الحامل فإنها‬ ‫تستحق النفقة بعد الطلق الثالث « .‬ ‫5‬
  • 6. ‫وتسقط النفقة إن خرجت بدون إذن زوجها ، قال رسول ا )ص( :»‬ ‫أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فل نفقة لها حتى‬ ‫ترجع « .‬ ‫- العشرة بالمعروف : وحث السلم على اتخاذ التدابير الموضوعية‬ ‫للحيلولة دون وقوع التدابر والتقاطع ، فدعا إلى توثيق روابط المودة‬ ‫والمحبة وأمر بالعشرة بالمعروف ، قال ا تعالى : » . . . وعاشروهن‬ ‫بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل ا‬ ‫فيه خيرا كثيرا « .‬ ‫ومن مصاديق العشرة بالمعروف حسن الصحبة ، قال المام علي بن‬ ‫أبي طالب )ع(في وصيته لمحمد بن الحنفية : » إن المرأة ريحانة‬ ‫وليست بقهرمانة ، فدارها على كل حال ، وأحسن الصحبة لها ،‬ ‫فيصفو عيشك « .‬ ‫ومن حقها أن يتعامل زوجها معها بحسن الخلق ، وهو أحد العوامل التي‬ ‫تعمق المودة والرحمة والحب داخل السرة ، قال المام علي بن الحسين‬ ‫)ع( : » ل غنى بالزوج عن ثلثة أشياء فيما بينه وبين زوجته ،‬ ‫وهي : الموافقة ، ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها ،‬ ‫وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في‬ ‫عينها ، وتوسعته عليها «...‬ ‫- الكرام والرفق :ومن حقها الكرام،والرفق بها،وإحاطتها بالرحمة‬ ‫والمؤانسة،قال المام علي بن الحسين )ع(: »وأما حق رعيتك ...‬ ‫)زوجتك( ، فأن تعلم أن ا جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية‬ ‫، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد ا على صاحبه ، ويعلم‬ ‫أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة ا‬ ‫ويكرمها ويرفق بها ، وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها‬ ‫ألزم فيما أحبت وكرهت ما لم تكن معصية ، فإن لها حق‬ ‫الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي ل بد‬ ‫6‬
  • 7. ‫أجل إدامة علقات الحب والمودة داخل السرة ، وهي حق للزوجة على‬ ‫زوجها .‬ ‫قال رسول ا )ص( :» خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم‬ ‫لنسائي « .‬ ‫وقال )ص( :» من اتخذ زوجة فليكرمها « .‬ ‫وقال المام جعفر الصادق )ع( : » رحم ا عبدا أحسن فيما بينه‬ ‫وبين زوجته «‬ ‫وجاءت توصيات جبرئيل إلى رسول ا )ص( مؤكدة لحق الزوجة قال‬ ‫)ص( :» أوصاني جبرئيل )ع( بالمرأة حتى ظننت أنه ل ينبغي‬ ‫طلقها إل من فاحشة مبينة « .‬ ‫- عدم استخدام القسوة : ونهى )ص( عن استخدام القسوة مع‬ ‫المرأة ، وجعل من حق الزوجة عدم ضربها والصياح في وجهها ، ففي‬ ‫جوابه على سؤال خولة بنت السود حول حق المرأة قال :» حقك عليه‬ ‫أن يطعمك مما يأكل ، ويكسوك مما يلبس ، ول يلطم ول يصيح‬ ‫في وجهك « .‬ ‫وقال )ص( :» خير الرجال من أمتي الذين ل يتطاولون على‬ ‫أهليهم ، ويحنون عليهم ، ول يظلمونهم« . ومن أجل تحجيم نطاق‬ ‫المشاكل والضطرابات السرية ، يستحسن الصبر على إساءة الزوجة ، لن‬ ‫رد الساءة بالساءة أو بالعقوبة يوسع دائرة الخلفات والتشنجات ويزيد‬ ‫المشاكل تعقيدا ، فيستحب الصبر على إساءة الزوجة قول كانت أم فعل ،‬ ‫قال المام محمد الباقر )ع( : » من احتمل من امرأته ولو كلمة‬ ‫واحدة ، أعتق ا رقبته من النار ، وأوجب له الجنة « .‬ ‫7‬
  • 8. ‫وحث رسول ا )ص( الزوج على الصبر على سوء أخلق الزوجة ،‬ ‫فقال : » من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه ا من الجر ما‬ ‫أعطى أيوب على بلئه « .‬ ‫- حق المبيت : ومن حقوق الزوجة حق المبيت )العلقة الزوجية(،‬ ‫فإذا حرمها الزوج من ذلك فللزوجة حق الخيار ، إن شاءت صبرت عليه أبدا ،‬ ‫وإن شاءت خاصمته إلى الحاكم الشرعي ، حيث يمهله لمدة أربعة أشهر‬ ‫ليراجع نفسه ويعود إلى مراعاة حقها ، أو يطلقها . وإذا تزوجت من رجل‬ ‫على أنه سليم ، فظهر أنه عنين انتظرت به سنة وإن لم يستطع كان لها‬ ‫الخيار ، فان اختارت المقام معه على أنه عنين لم يكن لها بعد ذلك خيار .‬ ‫ول يجوز اجبار المرأة على الزواج من رجل غير راغبة فيه . وإن كان‬ ‫للرجل زوجتان ، فيجب عليه العدل بينهما . ووضع السلم حدودا في‬ ‫العلقات الزوجية .‬ ‫ثانيا : حقوق الزوج :‬ ‫- القيمومة : من أهم حقوق الزوج حق القيمومة ، قال ا تعالى : »‬ ‫الرجال قوامون على النساء بما فضل ا بعضهم على بعض‬ ‫وبما أنفقوا من أموالهم « . فالسرة باعتبارها أصغر وحدة في البناء‬ ‫الجتماعي بحاجة إلى قيم ومسؤول عن أفرادها له حق الشراف والتوجيه‬ ‫ومتابعة العمال والممارسات ، وقد أوكل ا تعالى هذا الحق إلى الزوج ،‬ ‫فالواجب على الزوجة مراعاة هذا الحق المنسجم مع طبيعة الفوارق البدنية‬ ‫والعاطفية لكل من الزوجين ، وأن تراعي هذه القيمومة في تعاملها مع‬ ‫الطفال وتشعرهم بمقام والدهم .‬ ‫- حق الطاعة : ومن الحقوق المترتبة على حق القيمومة حق الطاعة‬ ‫، قال رسول ا )ص( :» أن تطيعه ول تعصيه ، ول تصدق من بيتها‬ ‫شيئا إل باذنه ، ول تصوم تطوعا إل باذنه ، ول تمنعه نفسها ،‬ ‫وإن كانت على ظهر قتب ، ول تخرج من بيتها إل بإذنه ... «.‬ ‫8‬
  • 9. ‫حتى إنه ورد كراهة إطالة الصلة من قبل المرأة لكي تتهرب من‬ ‫زوجها ، قال رسول ا )ص( : » ل تطولن صلتكن لتمنعن‬ ‫أزواجكن « ويجب عليها احراز رضاه في أدائها للعمال المستحبة ، فل‬ ‫يجوز لها العتكاف المستحب إل باذنه ، ول يجوز لها أن تحج استحبابا إل‬ ‫باذنه ، وإذا نذرت الحج بغير إذنه لم ينعقد نذرها .‬ ‫ومن أجل تعميق العلقات العاطفية وإدامة الروابط الروحية وادخال‬ ‫السرور والمتعة في نفس الزوج ، يستحب للمرأة الهتمام بمقدمات ذلك ،‬ ‫فعن المام الصادق )ع( قال : » جاءت امرأة إلى رسول ا )ص(‬ ‫فقالت : يا رسول ا ، ما حق الزوج على المرأة ؟ قال : أكثر‬ ‫من ذلك ، فقالت : فخبرني عن شئ منه فقال : ليس لها أن‬ ‫تصوم إل باذنه - يعني تطوعا - ول تخرج من بيتها إل باذنه ،‬ ‫وعليها أن تطيب بأطيب طيبها ، وتلبس أحسن ثيابها ، وتزين‬ ‫بأحسن زينتها ، وتعرض نفسها عليه غدوة وعشية وأكثر من‬ ‫ويستحب لها كما يقول المام علي بن الحسين )ع(:» . . إظهار‬ ‫العشق له بالخلبة والهيئة الحسنة لها في عينه «. وفي رواية »‬ ‫جاء رجل إلى رسول ا )ص( فقال : إن لي زوجة إذا دخلت‬ ‫تلقتني ، وإذا خرجت شيعتني ، وإذا رأتني مهموما قالت : ما‬ ‫يهمك ، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك ، وإن كنت تهتم‬ ‫بأمر آخرتك فزادك ا هما ، فقال رسول ا )ص( : بشرها‬ ‫بالجنة ، وقل لها : إنك عاملة من عمال ا ، ولك في كل يوم‬ ‫أجر سبعين شهيدا . وفي رواية : إن لله عز وجل عمال ، وهذه‬ ‫ويحرم على الزوجة أن تعمل ما يسخط زوجها ويؤلمه في ما يتعلق‬ ‫بالحقوق العائدة إليه ، كادخال بيته من يكرهه ، أو سوء خلقها معه ، أو‬ ‫اسماعه الكلمات المثيرة وغير اللئقة . قال رسول ا )ص( :» أيما امرأة‬ ‫9‬
  • 10. ‫آذت زوجها بلسانها لم يقبل منها صرفا ول عدل ول حسنة من‬ ‫عملها حتى ترضيه «.‬ ‫وقال المام جعفر الصادق )ع(: » أيما امرأة باتت وزوجها عليها‬ ‫ساخط في حق ، لم تقبل منها صلة حتى يرضى عنها ، وأيما‬ ‫امرأة تطيبت لغير زوجها ، لم تقبل منها صلة حتى تغتسل من‬ ‫طيبها ....« .‬ ‫ويحرم على الزوجة أن تهجر زوجها دون مبرر شرعي ، قال رسول ا‬ ‫)ص( :» أيما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم‬ ‫القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك السفل من النار‬ ‫إل أن تتوب وترجع « .‬ ‫وأكدت الروايات على مراعاة حق الزوج ، واتباع الساليب الشيقة في‬ ‫إدامة أواصر الحب والوئام ، وخلق أجواء النسجام والمعاشرة الحسنة‬ ‫داخل السرة ، فجعل المام الباقر )ع(حسن التبعل جهادا للمرأة فقال‬ ‫)ع(:» جهاد المرأة حسن التبعل «.‬ ‫ولهمية مراعاة هذا الحق قال رسول ا )ص( : » ل تؤدي المرأة‬ ‫حق ا عز وجل حتى تؤدي حق زوجها «.‬ ‫وذكر )ص( طاعة الزوج في سياق ذكره لسائر العبادات والطاعات التي‬ ‫توجب دخول الجنة ، حيث قال :» إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت‬ ‫شهرها ، وأحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، فلتدخل من أي‬ ‫أبواب الجنة شاءت ...«.‬ ‫ووضع رسول ا )ص( وأهل بيته عليهم السلم منهجا في العلقات بين‬ ‫الزوجين يعصم الحياة الزوجية من التصدع والضطراب ، فأكد على الزوجة‬ ‫أن ل تكلف زوجها مال يطيق في أمر النفقة ، وهو أمر يسبب كثيرا من‬ ‫المتاعب في الحياة الزوجية ويضر بصفوها وانسجامها . قال )ص( : » أيما‬ ‫امرأة أدخلت على زوجها في أمر النفقة وكلفته ما ل يطيق ، ل‬ ‫01‬
  • 11. ‫يقبل ا منها صرفا ول عدل إل أن تتوب وترجع وتطلب منه‬ ‫طاقته « .‬ ‫وحث )ص( المرأة على اصلح شؤون البيت واستقبال الزوج بأحسن‬ ‫استقبال فقال : حق الرجل على المرأة إنارة السراج ، واصلح‬ ‫الطعام ، وان تستقبله عند باب بيتها فترحب به ،وأن ...« .‬ ‫ويستحب للزوجة أن تكسب رضا الزوج وتنال مودته ، قال المام جعفر‬ ‫الصادق )ع(: » خير نسائكم التي إن غضبت أو أغضبت قالت‬ ‫لزوجها : يدي في يدك ل أكتحل بغمض حتى ترضى عني «.‬ ‫وجعل المام محمد الباقر )ع(رضا الزوج على زوجته شفيعا لها عند ا‬ ‫تعالى ، فقال :» ل شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجها ،‬ ‫ولما ماتت فاطمة عليها السلم قام عليها أمير المؤمنين )ع(وقال : اللهم‬ ‫إني راض عن ابنت نبيك ، اللهم إنها قد أوحشت فآنسها « .‬ ‫ومن أجل التغلب على المشاكل المعكرة لصفو المودة والوئام ، يستحب‬ ‫للزوجة أن تصبر على أذى الزوج ، فل تقابل الذى بالذى والساءة بالساءة‬ ‫، لن ذلك من شأنه أن يغمر أجواء السرة بالتوترات الدائمة والمشاكل التي‬ ‫ل تنقضي ، والصبر هو السلوب القادر على ايصال العلقات إلى النسجام‬ ‫التام بعودة الزوج إلى سلوكه المنطقي الهادئ ، فل يبقى له مبرر للصرار‬ ‫على سلوكه غير المقبول ، قال المام الباقر )ع(: » وجهاد المرأة أن‬ ‫تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته « .‬ ‫ومن آثار مراعاة الزوجة لحقوق الزوج في الوسط السري أن تصبح له‬ ‫مكانة محترمة في نفوس أبنائه ، فيحفظون له مقامه ، ويؤدون له حق‬ ‫القيمومة فيطيعون أوامره ، ويستجيبون لرشاداته ونصائحه ، فتسير العملية‬ ‫التربوية سيرا متكامل ، ويعم الستقرار والطمأنينة جو السرة بأكمله ،‬ ‫وتنتهي جميع ألوان وأنواع المشاحنات والتوترات المحتملة .‬ ‫ثالثا : حقوق الوالدين :‬ ‫11‬
  • 12. ‫للوالدين الدور الساسي في بناء السرة والحفاظ على كيانها ابتداء‬ ‫وإدامة ، وهما مسؤولن عن تنشئة الجيل طبقا لموازين المنهج السلمي ،‬ ‫لذا حدد السلم أسس العلقة بين الوالدين والبناء ، طبقا للحقوق‬ ‫والواجبات المترتبة على أفراد السرة تجاه بعضهم البعض ، فقد قرن ا‬ ‫تعالى في كتابه الكريم بوجوب بر الوالدين والحسان إليهما بوجوب عبادته ،‬ ‫وحرم جميع ألوان الساءة إليهما صغيرها وكبيرها ، فقال تعالى: » وقضى‬ ‫ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر‬ ‫أحدهما أو كلهما فل تقل لهما أف ول تنهرهما وقل لهما قول‬ ‫كريما « . وأمر بالحسان إليهما والرحمة بهما والستسلم لهما ، فقال‬ ‫تعالى : » واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما‬ ‫كما ربياني صغيرا « .‬ ‫وقرن ا تعالى الشكر لهما بالشكر له ، فقال : » . . . أن اشكر لي‬ ‫ولوالديك إلي المصير « . وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف ، فقال‬ ‫: » وصاحبهما في الدنيا معروفا . . . « .‬ ‫وتجب طاعة البناء للوالدين ، قال رسول ا )ص( : » . . . ووالديك‬ ‫فأطعمها وبرهما حيين كانا أو ميتين ، وان أمراك أن تخرج من‬ ‫أهلك ومالك فافعل ، فإن ذلك من اليمان « .‬ ‫وقرن المام جعفر الصادق )ع(بر الوالدين بالصلة والجهاد ، عن منصور‬ ‫بن حازم قال :» قلت : أي العمال أفضل ؟ قال : الصلة لوقتها ،‬ ‫وبر الوالدين ، والجهاد في سبيل ا عز وجل «.‬ ‫ومن حقوق الوالد على ولده كما قال رسول ا )ص( : » ل يسميه‬ ‫باسمه ، ول يمشي بين يديه ، ول يجلس قبله ، ول يستسب له‬ ‫« . ومعنى » ل يستسب له « أي ل يفعل ما يصير سببا لسب الناس له .‬ ‫وقدم رسول ا )ص( بر الوالدة على بر الوالد لنها أكثر منه في تحمل‬ ‫العناء من أجل الولد في الحمل والولدة والرضاع ، عن المام جعفر‬ ‫21‬
  • 13. ‫الصادق )ع(، قال : » جاء رجل إلى النبي ) ص ( فقال : يا رسول‬ ‫ا، من أبر ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال :‬ ‫ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أباك « .‬ ‫وبر الوالدين ل يقتصر على حال حياتهما ، بل يشملهما حال الحياة وحال‬ ‫الممات ، قال المام الصادق )ع(:» ما يمنع الرجل منكم أن يبر‬ ‫والديه حيين وميتين ، يصلي عنهما ، ويتصدق عنهما ، ويحج‬ ‫عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ،‬ ‫فيزيده ا عز وجل ببره وصلته خيرا كثيرا« .‬ ‫ويجب على الولد الكبر أن يقضي عن والده ما فاته من صلة وصوم ،‬ ‫أما بقية الولد فل يجب عليهما القضاء عن والدهم ، بل يستحب للرواية‬ ‫المتقدمة .‬ ‫وحرم السلم عقوق الوالدين بجميع ألوانه ومراتبه ، قال أمير المؤمنين‬ ‫)ع(:» من أحزن والديه فقد عقهما «.‬ ‫وعن المام جعفر الصادق )ع(قال : » أدنى العقوق أف ، ولو علم‬ ‫ا عز وجل شيئا أهون منه لنهى عنه« .‬ ‫وقال )ع(: » . . . ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد‬ ‫النظر إليهما « .‬ ‫وقال )ع(:» من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له ،‬ ‫لم يقبل ا له صلة «.‬ ‫وعقوق الوالدين من الكبائر التي تستلزم دخول النار ، قال المام‬ ‫الصادق )ع( : » عقوق الوالدين من الكبائر ، لن ا عز وجل‬ ‫جعل العاق عصيا شقيا « .‬ ‫ول يقتصر وجوب البر وحرمة العقوق على الجوانب المعنوية والروحية ،‬ ‫بل يتعداها إلى الجوانب المادية، فتجب النفقة عليهما إن كانا معسرين .‬ ‫وتجب رعاية الوالدين رعاية صحية ، عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لبي‬ ‫31‬
  • 14. ‫عبد ا )ع( : » إن أبي قد كبر جدا وضعف ، فنحن نحمله إذا أراد‬ ‫الحاجة ؟ فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ، ولقمه‬ ‫بيدك ، فإنه جنة لك غدا « .‬ ‫وخلصة القول : يجب طاعة الوالدين في جميع ما يأمرون به إل‬ ‫المعصية أو ما يترتب عليه مفسدة فل تجب طاعتهما . ومع جميع الظروف‬ ‫يجب على البناء إحراز رضا الوالدين بأي أسلوب شرعي إن أمكن ، لن‬ ‫رضاهما مقرونا برضى ا تعالى ، قال رسول ا )ص( : » رضا ا مع‬ ‫رضى الوالدين ، وسخط ا مع سخط الوالدين « .‬ ‫وبر الوالدين بطاعتهما والحسان إليهما ، كفيل بإشاعة الود والحب‬ ‫والوئام في أجواء السرة وبالتالي إلى تحكيم بنائها وإنهاء جميع عوامل‬ ‫الضطراب والتخلخل الطارئ عليها ، ول يتحقق ذلك إل باللتزام بالحقوق‬ ‫والواجبات المترتبة على أفرادها .‬ ‫رابعا : حقوق البناء :‬ ‫للبناء حقوق على الوالدين ، وقد لخصها المام علي بن الحسين عليهما‬ ‫السلم بالقول: »وأما حق ولدك فإنك تعلم أنه منك ومضاف إليك‬ ‫في عاجل الدنيا بخيره وشره،وأنك مسؤول عما وليته به من‬ ‫حسن الدب والدللة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته‬ ‫، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الحسان إليه ،‬ ‫معاقب حق البناء على الباء الحسان إليهم وتعليمهم وتأديبهم ، قال‬ ‫ومن على الساءة إليه « .‬ ‫رسول ا )ص( : » رحم ا عبدا أعان ولده على بره بالحسان‬ ‫إليه والتألف له ، وتعليمه وتأديبه .‬ ‫وقال )ص( : »رحم ا من أعان ولده على بره ... يقبل‬ ‫ميسوره ويتجاوز عن معسوره ، ول يرهقه ول يخرق به«.‬ ‫وقال )ص( :» أكرموا أولدكم وأحسنوا آدابهم « .‬ ‫41‬
  • 15. ‫وتترتب على الوالدين جملة من الحقوق ينبغي مراعاتها من أجل اعداد‬ ‫البناء إعدادا فكريا وعاطفيا وسلوكيا منسجما مع المنهج اللهي في الحياة ،‬ ‫ول يتحقق ذلك إل باشباع حاجات البناء الساسية ، كالحاجة إلى اليمان‬ ‫بالغيب ، والحاجة إلى المان وتوكيد الذات والمكانة بالمحبة والتقدير ،‬ ‫والحاجة إلى التربية الصالحة . ويمكن تحديد أهم حقوق البناء بما يلي :‬ ‫1 - ينبغي على كل من الوالدين اختيار شريك الحياة على أساس‬ ‫اليمان والتدين والصلح والسلمة من العيوب العقلية كالجنون والحمق ،‬ ‫لن ذلك يؤثر على تنشئة الجيل وسلمته . وينبغي الهتمام بالصحة الجسدية‬ ‫والنفسية للم أثناء الحمل ، لكي يخرج البناء إلى الدنيا وهم يتمتعون‬ ‫بالصحة الجسدية والنفسية لنعكاسها عليهم أثناء الحمل .‬ ‫2 - يستحب تسمية البناء بأحسن السماء ، ورعاية الم رعاية صالحة ،‬ ‫وتوفير حاجاتها اللزمة للتفرغ إلى رعاية البناء في مهدهم ، ويجب على‬ ‫الوالد اشباع حاجات الوليد من الرضاعة ، وذلك بالعتماد على حليب الم أو‬ ‫اختيار المرضعة الصالحة ، واشباع حاجاته المادية والمعنوية في فترة‬ ‫الحضانة .‬ ‫3 - يجب على الوالدين تعليم الطفل معرفة ا تعالى ، وتعميق اليمان‬ ‫في قلبه وجوارحه ، وتعليمه سائر أصول الدين ليترعرع على اليمان بالله‬ ‫وبرسوله وبالئمة عليهم السلم وبيوم القيامة ، ليكون اليمان عونا له في‬ ‫تهذيب نفسه في الحاضر والمستقبل . قال رسول ا )ص( : » أدبوا‬ ‫أولدكم على ثلث خصال : حب نبيكم ، وحب أهل بيته ،‬ ‫وقراءة القرآ ن. ويجب تربية الطفال على طاعة الوالدين « .‬ ‫4 - ويجب الحسان إلى البناء في هذه المرحلة وتكريمهم من أجل‬ ‫تعميق أواصر الحب بينهم وبين الوالدين ، وذلك ضروري في كمالهم اللغوي‬ ‫والعقلي والعاطفي والجتماعي ، فالطفل يقلد من يحبه ، ويتقبل التعليمات‬ ‫51‬
  • 16. ‫والنصائح والوامر ممن يحبه . والمنهج السلمي في التعامل مع البناء‬ ‫يؤكد على التوازن بين اللين والشدة في التربية ، ويؤكد على العدالة بين‬ ‫الطفال في الحب والتقدير وفي العطاء واشباع الحاجات لكي يترعرعوا‬ ‫متحابين متآزرين ل عداء بينهم ول شحناء ول تقاطع ول تدابر .‬ ‫ويجب على الوالدين وقاية البناء من النحراف الجنسي والنحراف‬ ‫السلوكي ، وتنمية عواطفهم اتجاه العمال الصالحة ، وتوجيهها توجيها سليما‬ ‫يقوم على أساس المنهج السلمي في التربية والسلوك . ويجب الهتمام‬ ‫بالطفل اليتيم ورعايته رعاية حسنة لكي يكون رجل صالحا في المستقبل .‬ ‫الوصايا الشريفة :‬ ‫أوصى رسول ا )ص( وأهل بيته بمراعاة حق الجوار ، والسعي إلى‬ ‫تحقيقه في الواقع ، وركز على ذلك باعتباره من وصايا ا تعالى له ، قال‬ ‫)ص( : » ما زال جبرئيل )ع(يوصيني بالجار حتى ظننت أنه‬ ‫سيورثه«.‬ ‫وقال أمير المؤمنين )ع(: » وا ا في جيرانكم ، فإنهم وصية‬ ‫نبيكم ، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم «.‬ ‫وقد كتب رسول ا )ص( كتابا بين المهاجرين والنصار ومن لحق بهم‬ ‫من أهل المدينة :» إن الجار كالنفس غير مضار ول آثم ، وحرمة‬ ‫الجار على الجار كحرمة أمه « .‬ ‫وقد جعل رسول ا )ص( إكرام الجار من علمات اليمان فقال :» من‬ ‫كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم جاره «.‬ ‫من وصايا أمير المؤمنين عليه السلم‬ ‫في تربية البناء وتعليمهم‬ ‫61‬
  • 17. ‫- أهمية التربية والتعليم في الصغر :» أي بني ، إني . . . بادرت‬ ‫بوصيتي إليك ، وأوردت خصال منها قبل أن . . . يسبقني إليك بعض غلبات‬ ‫الهوى ، وفتن الدنيا ، فتكون كالصعب النفور ، وإنما قلب الحدث كالرض‬ ‫الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته ، فبادرتك بالدب قبل أن يقسو قلبك ،‬ ‫ويشتغل لبك ... ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق ،‬ ‫وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت مقبل العمر ومقتبل الدهر ، ذو‬ ‫نية سليمة ، ونفس صافية ، فما طاب سقيه . طاب غرسه وحلت ثمرته . وما‬ ‫خبث سقيه ، خبث غرسه وأمرت ثمرته «‬ ‫- من أهم أهداف التربية والتعليم : » فبادرتك بالدب . . .‬ ‫لتستقبل بجد رأيك من المر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته ،‬ ‫فتكون قد كفيت مئونة الطلب ، وعوفيت من علج التجربة ، فأتاك من ذلك‬ ‫ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما ربما أظلم علينا منه « .‬ ‫- » أي بني إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي ، فقد نظرت في‬ ‫أعمالهم ، وفكرت في أخبارهم ، وسرت في آثارهم ، حتى عدت كأحدهم ،‬ ‫بل كأني بما انتهى إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم ،‬ ‫فعرفت صفو ذلك من كدره ، ونفعه من ضرره ، فاستخلصت لك من كل أمر‬ ‫نخيله، وتوخيت لك جميله ، وصرفت عنك مجهوله « .‬ ‫- » وإنك لن تبلغ في النظر لنفسك - وإن اجتهدت - مبلغ نظري لك .‬ ‫والخذ بما مضى عليه الولون من آبائك ، والصالحون من أهل بيتك ، فإنهم‬ ‫لم يدعوا أن نظروا لنفسهم كما أنت ناظر ، وفكروا كما أنت مفكر ، ثم‬ ‫ردهم آخر ذلك إلى الخذ بما عرفوا ، والمساك عما لم يكلفوا « .‬ ‫- القناع والفهام من أهم شروط التربية والتعليم :‬ ‫71‬
  • 18. ‫» إن للقلوب شهوة وإقبال وإدبارا . فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها ، فإن‬ ‫القلب إذا أكره عمي . فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا‬ ‫، فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم ، ل بتورط الشبهات ، وعلق الخصومات «‬ ‫- متى يلجأ الباء والمعلمون إلى العقوبة التأديبية :‬ ‫» ول تكونن ممن ل تنفعه العظة إل إذا بالغت في إيلمه، فإن العاقل‬ ‫يتعظ بالداب ، والبهائم ل تتعظ إل بالضرب « .‬ ‫أهم ما ينبغي أن يربى عليه البناء ، ويعلموه : » وأن أبتدئك‬ ‫بتعليم كتاب ا عز وجل وتأويله ، وشرائع السلم وأحكامه ، وحلله‬ ‫وحرامه ، ل أجاوز ذلك بك إلى غيره « .‬ ‫» حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ، ويحسن أدبه ، ويعلمه‬ ‫القرآن .. ول ميراث كالدب .. العلم وراثة كريمة‬ ‫يا كميل ، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم «‬ ‫- التربية بالقدوة : » ولقد كنت أتبعه - رسول ا » ص « - اتباع‬ ‫الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلقه علما ، ويأمرني بالقتداء‬ ‫به «‬ ‫» ليتأس صغيركم بكبيركم « .‬ ‫- أهمية تربية المعلم : » من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم‬ ‫نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلم‬ ‫نفسه ومؤدبها أحق بالجلل من معلم الناس ومؤدبهم « .‬ ‫81‬
  • 19. ‫المنهج التربوي العام في العلقات السرية‬ ‫العلقات السرية لها دور كبير في توثيق بناء السرة وتقوية التماسك بين‬ ‫أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفل وتربيته ، وايصاله إلى مرحلة التكامل‬ ‫والستقلل . والجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها السرة‬ ‫للطفل تمنحه القدرة على التكيف الجدي مع نفسه ومع أسرته ومع المجتمع‬ ‫، ومن هذا المنطلق فان السرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ،‬ ‫فيوزع الدوار والواجبات ويحدد الختصاصات للمحافظة على تماسكها‬ ‫المؤثر في انطلقة الطفل التربوية .‬ ‫وتتحدد معالم المنهج التربوي بما يلي :‬ ‫أول : التفاق على منهج مشترك للمنهج المتبنى في الحياة تأثير على‬ ‫السلوك ، فهو الذي يجعل اليمان والشعور الباطني به حركة سلوكية في‬ ‫الواقع ويحول هذه الحركة إلى عادة ثابتة ، فتبقى فيه الحركة السلوكية‬ ‫متفاعلة مع ما يحدد لها من تعاليم وبرامج ، ووحدة المنهج تؤدي إلى وحدة‬ ‫السلوك ، فالمنهج الواحد هو المعيار والميزان الذي يوزن فيه السلوك من‬ ‫حيث البتعاد أو القتراب من التعاليم والبرامج الموضوعة ، فيجب على‬ ‫الوالدين التفاق على منهج واحد مشترك يحدد لهما العلقات والدوار‬ ‫والواجبات في مختلف الجوانب ، والمنهج السلمي بقواعده الثابتة من‬ ‫91‬
  • 20. ‫أفضل المناهج التي يجب تبنيها في السرة المسلمة ، فهو منهج رباني‬ ‫موضوع من قبل ا تعالى المهيمن على الحياة بأسرها والمحيط بكل‬ ‫دقائق المور وتعقيدات الحياة ، وهو منهج منسجم مع الفطرة النسانية ل‬ ‫لبس فيه ول غموض ول تعقيد ول تكليف بما ل يطاق ، وهو موضع قبول‬ ‫من النسان المسلم والسرة المسلمة ، فجميع التوجيهات والقواعد‬ ‫السلوكية تستمد قوتها وفاعليتها من ا تعالى ، وهذه الخاصية تدفع السرة‬ ‫إلى القتناع باتباع هذا المنهج وتقرير مبادئه في داخلها ، فل مجال للنقاش‬ ‫في خطئه أو محدوديته أو عدم القدرة على تنفيذه ، فهو الكفيل بتحقيق‬ ‫السعادة السرية التي تساعد على تربية الطفل تربية صالحة وسليمة ، وإذا‬ ‫حدث خلل في العلقات أو تقصير في أداء بعض الدوار ، فان تعاليم‬ ‫المنهج السلمي تتدخل لنهائه وتجاوزه . والمنهج السلمي وضع قواعد‬ ‫كلية في التعامل والعلقات والدوار والسلوك ، اما القواعد الفرعية أو‬ ‫تفاصيل القواعد الكلية ومصاديقها فإنها تتغير بتغير الظروف والعصور ،‬ ‫فيجب على الوالدين التفاق على تفاصيل التطبيق ، وعلى قواعد ومعايير‬ ‫ثابتة ومقبولة من كليهما ، سواء في العلقات القائمة بينهما أو علقاتهما مع‬ ‫الطفال والسلوب التربوي الذي يجب اتباعه معهم ، لن الختلف في طرق‬ ‫التعامل وفي أسلوب العلقات يؤدي إلى عدم وضوح الضوابط والقواعد‬ ‫السلوكية للطفل ، فيحاول إرضاء الوالد تارة والوالدة تارة أخرى فيتبع‬ ‫سلوكين في آن واحد ، وهذا ما يؤدي إلى اضطرابه النفسي والعاطفي‬ ‫والسلوكي . » فان الطفال الذين يأتون من بيوت ل يتفق فيها الب والم‬ ‫فيما يخص تربية أطفالهم يكونون أطفال معضلين أكثر ممن عداهم « .‬ ‫ثانيا : علقات المودة من واجبات الوالدين إشاعة الود والستقرار‬ ‫والطمأنينة في داخل السرة ، قال تعالى : » ومن آياته أن خلق لكم‬ ‫من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة . .‬ ‫02‬
  • 21. ‫« . فالعلقة بين الزوج والزوجة أو الوالدين علقة مودة ورحمة وهذه‬ ‫العلقة تكون سكنا للنفس وهدوءا للعصاب وطمأنينة للروح وراحة‬ ‫للجسد ، وهي رابطة تؤدي إلى تماسك السرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها‬ ‫الموحد ، والمودة والرحمة تؤدي إلى الحترام المتبادل والتعاون الواقعي‬ ‫في حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على السرة ، وهي ضرورية‬ ‫للتوازن النفعالي عند الطفل ، يقول الدكتور سپوك : » اطمئنان الطفل‬ ‫الشخصي والساسي يحتاج دائما إلى تماسك العلقة بين الوالدين ويحتاج‬ ‫إلى انسجام الثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة « .‬ ‫ويجب على الزوجين إدامة المودة في علقاتهما في جميع المراحل ،‬ ‫مرحلة ما قبل الولدة والمراحل اللحقة لها ، والمودة فرض من ا تعالى‬ ‫فتكون ادامتها استجابة له تعالى وتقربا إليه ، وقد أوصى المام علي بن‬ ‫الحسين )ع( بها فقال :» واما حق رعيتك بملك النكاح ، فان تعلم‬ ‫أن ا جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية ، وكذلك كل واحد‬ ‫منكما يجب أن يحمد ا على صاحبه ، ويعلم أن ذلك نعمة منه‬ ‫عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة ا ويكرمها ويرفق بها ،‬ ‫وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحببت وكرهت‬ ‫ما لم تكن معصية ، فان لها حق الرحمة والمؤانسة وموضع‬ ‫السكون إليها قضاء اللذة التي لبد من قضائها وذلك عظيم . .«‬ ‫وقد ركز أهل البيت » عليهم السلم « على إدامة علقات الحب والمودة‬ ‫داخل السرة ، وجاءت توصياتهم موجهة إلى كل من الرجل والمرأة . قال‬ ‫رسول ا )ص(: » خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي « .‬ ‫وقال المام جعفر بن محمد الصادق » )ع(« : » رحم ا عبدا أحسن‬ ‫فيما بينه وبين زوجته«.‬ ‫وقال رسول ا » )ص( « :» من اتخذ زوجة فليكرمها « .‬ ‫12‬
  • 22. ‫وقد أوصى أهل البيت » عليهم السلم « المرأة بما يؤدي إلى إدامة‬ ‫المودة والرحمة والحب إن التزمت بها ، ومنها طاعة الزوج ، قال رسول ا‬ ‫» )ص( « : » إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت‬ ‫فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت « .‬ ‫وعلقات المودة والرحمة والحب ضرورية في جميع مراحل الحياة ،‬ ‫وخصوصا في مرحلة الحمل والرضاعة، لن الزوجة بحاجة إلى الطمئنان‬ ‫والستقرار العاطفي ، وان ذلك له تأثير على الجنين وعلى الطفل في‬ ‫مرحلة الرضاع .‬ ‫ثالثا : مراعاة الحقوق والواجبات : وضع المنهج السلمي حقوقا‬ ‫وواجبات على كل من الزوجين ، والمراعاة لها كفيل بإشاعة الستقرار‬ ‫والطمأنينة في أجواء السرة ، فالتقيد من قبل الزوجين بالحقوق والواجبات‬ ‫الموضوعة لهم يساهم في تعميق الواصر وتمتين العلقات الودية وينفي‬ ‫كل أنواع المشاحنات والتوترات المحتملة ، والتي تؤثر سلبيا على جو‬ ‫الستقرار الذي يحيط بالسرة والمؤثر بدوره على التوازن النفعالي‬ ‫للطفل .‬ ‫ومن أهم حقوق الزوج هو حق القيمومة ، وأهم الحقوق بعد حق‬ ‫القيمومة كما جواب في قول رسول ا » )ص( « على سؤال امرأة عن‬ ‫حق الزوج على المرأة فقال )ص( : » أن تطيعه ول تعصيه ، ول‬ ‫تصدق من بيتها شيئا إل باذنه ول تصوم تطوعا إل باذنه ، ول‬ ‫تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ول تخرج من بيتها إل‬ ‫باذنه . . « وغيرها كما ذكرنا سابقا .‬ ‫ووضع المنهج السلمي حقوقا للزوجة يجب على الزوج مراعاتها »مرت‬ ‫سابقا« .‬ ‫رابعا : تجنب إثارة المشاكل والخلفات المشاكل والخلفات في داخل‬ ‫السرة تخلق أجواء متوترة ومتشنجة تهدد استقرارها وتماسكها ، وقد تؤدي‬ ‫22‬
  • 23. ‫في أغلب الحيان إلى انفصام العلقة الزوجية وتهديم السرة ، وهي عامل‬ ‫قلق لجميع أفراد السرة بما فيها الطفال ، حيث تؤدي الخلفات والوضاع‬ ‫المتشنجة بين الوالدين إلى خلل في الثبات والتوازن العاطفي للطفل في‬ ‫جميع المراحل التي يعيشها ، بدءا بالشهر الولى من الحمل ، والسنين‬ ‫الولى من الولدة والمراحل اللحقة بها . والجواء المتوترة تترك آثارها‬ ‫على شخصية الطفل المستقبلية ، و » إن الضطرابات السلوكية والمراض‬ ‫النفسية التي تصيب الطفل في حداثته والرجل في مستقبله ، تكون نتيجة‬ ‫المعاملة الخاطئة للبوين كالحتكاكات الزوجية التي تخلق الجو العائلي‬ ‫المتوتر الذي يسلب الطفل المن النفسي « . ويقول العالم جيرارد فوجان :‬ ‫» والم التي ل تجد التقدير الكافي كإنسانة وأم وزوجة في المنزل ل‬ ‫تستطيع ان تعطي الشعور بالمن « .‬ ‫فالشعور بالمن والستقرار من أهم العوامل في بناء شخصية الطفل‬ ‫بناء سويا متزنا ، وهذا الشعور ينتفي في حالة استمرار الخلفات والعلقات‬ ‫المتشنجة ، والطفل في حالة مثل هذه يكون مترددا حيرانا ل يدري ماذا‬ ‫يفعل ، فهو ل يستطيع إيقاف النزاع والخصام وخصوصا إذا كان مصحوبا‬ ‫بالشدة ، ول يستطيع ان يقف مع أحد والديه دون الخر ، إضافة إلى‬ ‫محاولت كل من الوالدين بتقريب الطفل اليهما باثبات حقه واتهام المقابل‬ ‫بإثارة المشاكل والخلفات ، وكل ذلك يترك بصماته الداكنة على قلب الطفل‬ ‫وعقله وارادته . يقول الدكتور سپوك : » إن العيادات النفسية تشهد آلف‬ ‫الحالت من البناء الذين نشأوا وسط ظروف عائلية مليئة بالخلف الشديد ،‬ ‫ان هؤلء البناء يشعرون في الكبر بأنهم ليسوا كبقية البشر ، وتنعدم فيهم‬ ‫الثقة بالنفس ، فيخافون من إقامة علقات عاطفية سليمة ويتذكرون ان‬ ‫معنى تكوين أسرة هو الوجود في بيت يختلفون فيه مع طرف آخر‬ ‫ويتبادلون معه الهانات « .‬ ‫32‬
  • 24. ‫والمنهج السلمي يبتني على أسلوب الحث والتشجيع على الوقاية من‬ ‫حدوث الخلفات أو معالجة مقدماتها أو معالجتها بعد الحدوث ، وعلى‬ ‫أسلوب الردع والذم للممارسات الخلفية أو التي تؤدي إلى الخلفات .‬ ‫قال رسول ا » ص « : » خير الرجال من أمتي الذين ل‬ ‫يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ول يظلمونهم " . وشجع‬ ‫المام محمد الباقر » )ع(« على تحمل الساءة ، لن رد الساءة بالساءة‬ ‫يوسع دائرة الخلفات والتشنجات ، فقال » )ع(« : " من احتمل من‬ ‫امرأته ولو كلمة واحدة أعتق ا رقبته من النار وأوجب له‬ ‫الجنة ".‬ ‫خامسا : التحذير من الطلق حذر السلم من الطلق وانهاء العلقة‬ ‫الزوجية للثار السلبية التي يتركها على الزوجين وعلى الطفال وعلى‬ ‫المجتمع ، فالطلق مصدر القلق عند الطفال ومصدر للضطراب النفسي‬ ‫والعاطفي والسلوكي ، حيث إن الطفل بحاجة إلى الحب والحنان من كل‬ ‫الوالدين على حد سواء ، بل إن التفكير المجرد بالطلق يولد القلق‬ ‫والضطراب في أعماقه ، فيبقى في دوامة من المخاوف والضطرابات التي‬ ‫تنعكس سلبيا على ثباته العاطفي وعلى شخصيته السوية ، وقد وضع‬ ‫السلم منهجا في العلقات وإدامتها للحيلولة دون الوصول إلى قرار فصم‬ ‫العلقات الزوجية ، وتهديم السرة ، فحذر من الطلق في مواضع مختلفة ،‬ ‫قال رسول ا )ص( : » أوصاني جبرئيل )ع( بالمرأة حتى ظننت‬ ‫انه ل ينبغي طلقها إل من فاحشة مبينة " .‬ ‫42‬
  • 25. ‫- حول تربية البناء‬ ‫- مرحلة الطفولة المبكرة‬ ‫تبدأ مرحلة الطفولة المبكرة من عام الفطام إلى نهاية العام السادس أو‬ ‫السابع من عمر الطفل ، وهي من أهم المراحل التربوية في نمو الطفل‬ ‫اللغوي والعقلي والجتماعي ، وهي مرحلة تشكيل البناء النفسي الذي‬ ‫تقوم عليه أعمدة الصحة النفسية والخلقية ، وتتطلب هذه المرحلة من‬ ‫البوين إبداء عناية خاصة في تربية الطفال وإعدادهم ليكونوا عناصر فعالة‬ ‫في المحيط الجتماعي ، وتتحدد معالم التربية في هذه المرحلة ضمن‬ ‫المنهج التربوي التالي :‬ ‫أول : تعليم الطفل معرفة ا تعالى الطفل مجبول بفطرته على اليمان‬ ‫بالله تعالى ، حيث تبدأ تساؤلته عن نشوء الكون وعن نشوئه ونشوء أبويه‬ ‫ونشوء من يحيط به ، وان تفكيره المحدود مهيأ لقبول فكرة الخالق‬ ‫والصانع فعلى الوالدين استثمار تساؤلته لتعريفه بالله تعالى الخالق في‬ ‫الحدود التي يتقبلها تفكيره المحدود ، واليمان بالله تعالى كما يؤكده‬ ‫العلماء سواء كانوا علماء دين أو علماء نفس » من أهم القيم التي‬ ‫يجب غرسها في الطفل . . مما سوف يعطيه المل في الحياة‬ ‫والعتماد على الخالق ، ويوجد عنده الوازع الديني الذي يحميه‬ ‫من اقتراف المآثم « .‬ ‫والتربية والتعليم في هذه المرحلة يفضل أن تكون بالتدريج ضمن منهج‬ ‫متسلسل متناسبا مع العمر العقلي للطفل ، ودرجات نضوجه اللغوي‬ ‫والعقلي ، وقد حدد المام محمد الباقر )ع( تسلسل المنهج قائل : » إذا بلغ‬ ‫الغلم ثلث سنين يقال له : قل ل إله إل ا سبع مرات ، ثم‬ ‫52‬
  • 26. ‫يترك حتى تتم له ثلث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال‬ ‫له : قل محمد رسول ا سبع مرات ، ويترك حتى يتم له أربع‬ ‫سنين ثم يقال له : قل سبع مرات صلى ا على محمد وآله ،‬ ‫ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له : أيهما يمينك‬ ‫وأيهما شمالك ؟ فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له‬ ‫: اسجد ، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين‬ ‫قيل له اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك ،‬ ‫حتى يتم له تسع سنين ، فإذا تمت له تسع سنين علم الوضوء‬ ‫وقد أثبت علم النفس الحديث صحة هذا المنهج » 2 - 3 سنوات ، يكتسب‬ ‫كلم الطفل طابعا مترابطا مما يتيح له إمكانية التعبير عن فهمه لكثير من‬ ‫الشياء والعلقات . . . وفي نهاية السنة الثالثة يصبح الطفل قادرا على‬ ‫استخدام الكلم وفق قواعد نحوية ملحوظة وهذا يمكنه من صنع جمل‬ ‫أولية وصحيحة « .‬ ‫وتعميق اليمان بالله ضروري في تربية الطفل . والطفل في هذه‬ ‫المرحلة يكون مقلدا لوالديه في كل شئ بما فيها اليمان بالله تعالى ، يقول‬ ‫الدكتور سپوك : » إن الساس الذي يؤمن به البن بالله وحبه للخالق‬ ‫العظيم هو نفس الساس الذي يحب به الوالدان ا « . ويقول : » بين‬ ‫العمر الثالث والعمر السادس يحاول تقليد البوين في كل شئ فإذا حدثاه‬ ‫عن ا فإنه يؤمن بالصورة التي تحددها كلماتهما عن ا حرفيا « .‬ ‫والطفل في هذه المرحلة يميل دائما إلى علقات المحبة والمودة‬ ‫والرقة واللين فيحب أو يفضل » تأكيد الصفات الخاصة بالرحمة والحب‬ ‫والمغفرة إلى أقصى حد ممكن مع التقليل إلى أدنى حد من صفات العقاب‬ ‫والنتقام « .‬ ‫فتكون الصورة التي يحملها الطفل في عقله عن ا تعالى صورة جميلة‬ ‫محببة له فيزداد تعلقه بالله تعالى ويرى انه مانح الحب والرحمة له . وإذا‬ ‫62‬
  • 27. ‫أردنا ان نكون له صورة عن يوم القيامة فالفضل ان نركز على نعيم الجنة‬ ‫بما يتناسب مع رغباته ، من أكل وشرب وألعاب وغير ذلك ، ونركز على أنه‬ ‫سيحصل عليها إن أصبح خلوقا ملتزما بالداب السلمية ، ويحرم منها إن لم‬ ‫يلتزم ، ويؤجل التركيز على النار والعذاب إلى مرحلة متقدمة من عمره .‬ ‫ثانيا : التركيز على حب النبي )ص( وأهل البيت » عليهم السلم « قال‬ ‫رسول ا )ص( : » أدبوا أولدكم على ثلث خصال : حب نبيكم ،‬ ‫وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن « .‬ ‫في هذه المرحلة تنمو المشاعر والعواطف والحاسيس عند الطفل ،‬ ‫من حب وبغض وانجذاب ونفور ، واندفاع وانكماش ، فيجب على الوالدين‬ ‫استثمار حالت الستعداد العاطفي عند الطفل وتنمية مشاعره وعواطفه ،‬ ‫وتوجيهها نحو الرتباط بأرقى النماذج البشرية والمبادرة إلى تركيز حب النبي‬ ‫)ص( ، وحب أهل البيت » عليهم السلم « في خلجات نفسه ، والطريقة‬ ‫الفضل في تركيز الحب هو إبراز مواقفهم وسلوكهم في المجتمع وخصوصا‬ ‫ما يتعلق برحمتهم وعطفهم وكرمهم ، ومعاناتهم وما تعرضوا له من حرمان‬ ‫واعتداء ، يجعل الطفل متعاطفا معهم محبا لهم ، مبغضا لمن آذاهم من‬ ‫مشركين ومنحرفين . والتركيز على قراءة القرآن في الصغر يجعل الطفل‬ ‫منشدا إلى كتاب ا ، متطلعا على ما جاء فيه وخصوصا اليات والسور التي‬ ‫يفهم الطفل معانيها ، وقد أثبت الواقع قدرة الطفل في هذه المرحلة على‬ ‫ترديد ما يسمعه ، وقدرته على الحفظ ، فينشأ الطفل وله جاذبية وشوق‬ ‫للقرآن الكريم ، وينعكس ما في القرآن من مفاهيم وقيم على عقله‬ ‫وسلوكه.‬ ‫ثالثا : تربية الطفل على طاعة الوالدين يلعب الوالدان الدور الكبر في‬ ‫تربية الطفال ، فالمسؤولية تقع على عاتقهما أول وقبل كل شئ ، فهما‬ ‫اللذان يحددان شخصية الطفل المستقبلية ، وتلعب المدرسة والمحيط‬ ‫72‬
  • 28. ‫الجتماعي دورا ثانويا في التربية . والطفل إذا لم يتمرن على طاعة‬ ‫الوالدين فإنه ل يتقبل ما يصدر منهما من نصائح وارشادات وأوامر إصلحية‬ ‫وتربوية ، فيخلق لنفسه ولهما وللمجتمع مشاكل عديدة ، فيكون متمردا على‬ ‫جميع القيم وعلى جميع القوانين والعادات والتقاليد الموضوعة من قبل‬ ‫الدولة ومن قبل المجتمع . قال المام الحسن بن علي العسكري )ع( : »‬ ‫جرأة الولد على والده في صغره ، تدعو إلى العقوق في كبره‬ ‫« . وقال المام محمد بن علي الباقر )ع(: »... شر البناء من دعاه‬ ‫التقصير إلى العقوق « .‬ ‫وتربية الطفل على طاعة الوالدين تتطلب جهدا متواصل منهما على‬ ‫تمرينه على ذلك ، لن الطفل في هذه المرحلة يروم إلى بناء ذاته وإلى‬ ‫الستقللية الذاتية ، فيحتاج إلى جهد إضافي من قبل الوالدين ، وأفضل‬ ‫الوسائل في التمرين على الطاعة هو إشعاره بالحب والحنان ، يقول‬ ‫الدكتور يسري عبد المحسن : » أهم العوامل التي تساعد الطفل على‬ ‫الطاعة . . الحب والحنان الذي يشعر به الطفل من كل افراد السرة « .‬ ‫ومن الوسائل التي تجعله مطيعا هي اشباع حاجاته الساسية وهي »‬ ‫المن ، والمحبة ، والتقدير ، والحرية، والحاجة إلى سلطة ضاغطة «. فإذا‬ ‫شعر الطفل بالحب والحنان والتقدير من قبل والديه ، فإنه يحاول المحافظة‬ ‫على ذلك بإرضاء والديه وأهم مصاديق الرضاء هو طاعتهما .‬ ‫فالوالدان هما الساس في تربية الطفل على الطاعة ، قال رسول ا »‬ ‫)ص( « : » رحم ا والدين أعانا ولدهما على برهما « . وأسلوب‬ ‫العانة كما حدده رسول ا » )ص( « : » رحم ا عبدا أعان ولده‬ ‫على بره بالحسان إليه ، والتألف له ، وتعليمه وتأديبه « .‬ ‫وقال » )ص( « :» رحم ا من أعان ولده على بره ، وهو أن‬ ‫يعفو عن سيئته ، ويدعو له فيما بينه وبين ا « .‬ ‫82‬
  • 29. ‫وحب الطفال للوالدين رد فعل لحب الوالدين لهما . فإذا كان الحب هو‬ ‫السائد في العلقة بين الطفل ووالديه ، فإن الطاعة لهما ستكون متحققة‬ ‫الوقوع ، وعلى الوالدين أن يصدرا الوامر برفق ولين بصورة نصح وإرشاد‬ ‫فان الطفل سيستجيب لهما ، أما استخدام التأنيب والتعنيف فإنه سيؤدي إلى‬ ‫نتائج عكسية ، ولذا أكد علماء النفس والتربية على التقليل من التعنيف كما‬ ‫جاء في قول أنور الجندي : » يقتصد في التعنيف عند وقوع الذنب ، لن‬ ‫كثرة العقاب تهون عليه سماع الملمة وتخفف وقع الكلم في نفسه « .‬ ‫وإطاعة الوامر ل يجد فيها الطفل الذي حصل على المحبة والتقدير أية‬ ‫غضاضة على حبه للستقلل ، وبالمحبة التي يشعرها تتعمق في نفسه‬ ‫القابلية على تقليد سلوك من يحبهم وهما الوالدين ، فينعكس سلوكهما عليه‬ ‫، ويستجيب لهما ، فإنه إذا عومل كإنسان ناضج وله مكانة فإنه يستريح إلى‬ ‫ذلك ويتصرف بنضج وبصورة ل تسئ إلى والديه ، فيتمرن على الطاعة‬ ‫لوالديه ، ومن ثم الطاعة لجميع القيم التي يتلقاها من والديه أو من‬ ‫المدرسة أو من المجتمع .‬ ‫رابعا : الحسان إلى الطفل وتكريمه الطفل في هذه المرحلة بحاجة‬ ‫إلى المحبة والتقدير من قبل الوالدين وبحاجة إلى العتراف به وبمكانته في‬ ‫السرة وفي المجتمع ، وان تسلط الضواء عليه ، وكلما أحس بأنه محبوب ،‬ ‫وأن والديه أو المجتمع يشعر بمكانته وذاته فإنه سينمو » متكيفا تكيفا حسنا‬ ‫وكينونته راشدا صالحا يتوقف على ما إذا كان الطفل محبوبا مقبول شاعرا‬ ‫بالطمئنان في البيت « . والحب والتقدير الذي يحس به الطفل له تأثير كبير‬ ‫على جميع جوانب حياته ، فيكتمل نموه اللغوي والعقلي والعاطفي‬ ‫والجتماعي ، والطفل يقلد من يحبه ، ويتقبل التعليمات والوامر والنصائح‬ ‫ممن يحبه ، فيتعلم قواعد السلوك الصالحة من أبويه وتنعكس على سلوكه‬ ‫92‬
  • 30. ‫إذا كان يشعر بالمحبة والتقدير من قبلهما . وقد وردت عدة روايات تؤكد‬ ‫على ضرورة محبة الطفل وتكريمه .‬ ‫قال رسول ا » )ص( « : » أكرموا أولدكم وأحسنوا آدابهم « .‬ ‫وقال » )ص( «: » رحم ا عبدا أعان ولده على بره بالحسان‬ ‫إليه والتألف له وتعليمه وتأديبه «.‬ ‫وقال » )ص( « : » نظر الوالد إلى ولده حبا له عبادة « و »‬ ‫أحبوا الصبيان وارحموهم ، فإذا وعدتموهم فوفوا لهم ، فإنهم‬ ‫ل يرون إل انكم ترزقونهم «‬ ‫ومن مصاديق محبة الطفل واشعاره بمكانته التشجيع له ومدحه على ما‬ ‫ينجزه من أعمال وإن كانت يسيرة والتجاوز عن بعض الهفوات ، وعدم‬ ‫تسفيه أقواله أو أعماله وعدم حمله على مال يطيق .‬ ‫ومن مصاديق إشعار الطفل بأنه محبوب إسماعه كلمات الحب والود‬ ‫ففي رواية : » جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول ا‬ ‫)ص( فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه ، وأخذ الخر فضمه إلى‬ ‫إبطه الخر وقال : هذان ريحانتاي من الدنيا «‬ ‫ومن أجل إشعار الطفل بمكانته الجتماعية لتتعمق الثقة بنفسه كان‬ ‫رسول ا » )ص( « يسلم على الصغير والكبير كما جاء في الخبر إنه : »‬ ‫مر على صبيان فسلم عليهم « .‬ ‫وإشعار الطفل بالحب والحنان من أهم العوامل التي تساعده على‬ ‫الطاعة والنقياد للوالدين . والفضل أن يكون إشعار الطفل بأنه محبوب‬ ‫مرافقا له في كل الوضاع والحوال حتى وإن أخطأ أو ارتكب ما يوجب‬ ‫التأنيب أو العقاب ، والفضل أن نجعل الطفل مميزا بين الحب له وعدم‬ ‫كراهيته في حالة خطئه أو ذنبه ، يقول الدكتور سپوك : » اننا كآباء يجب‬ ‫أن ل نجعل الطفل يشعر في أي مرحلة من مراحل عمره بأنه‬ ‫03‬
  • 31. ‫منبوذ ولو حتى بمجرد نظرة عين ، ان الطفل ل يستطيع ان‬ ‫يفرق بين كراهية والديه لسلوكه وبين كراهيتهما له « .‬ ‫ولكن بالتدريب وتكرار العمل يمكننا أن نقنع الطفل بأن العمل الخاطئ‬ ‫الذي يرتكبه مبغوضا من قبل والديه ، أو من قبل المجتمع مع بقاء المحبوبية‬ ‫له ، ونحاول إقناعه بالقلع عن العمال الخاطئة وإشعاره بأن الحب‬ ‫والحنان سيصل إلى أعلى درجاته في هذه الحالة .‬ ‫خامسا : التوازن بين اللين والشدة تكريم الطفل والحسان إليه وإشعاره‬ ‫بالحب والحنان وإشعاره بمكانته الجتماعية وبانه مقبول عند والديه وعند‬ ‫المجتمع ، يجب أن ل يتعدى الحدود إلى درجة الفراط في كل ذلك، وأن ل‬ ‫تترك له الحرية المطلقة في أن يعمل ما يشاء ، فلبد من وضع منهج‬ ‫متوازن في التصرف معه من قبل الوالدين ، فل يتساهل معه إلى أقصى‬ ‫حدود التساهل ، ول أن يعنف على كل شئ يرتكبه ، فل بد أن يكون اللين‬ ‫وتكون الشدة في حدودهما ، ويكون العتدال بينهما هو الحاكم على‬ ‫الموقف منه حتى يجتاز مرحلة الطفولة بسلم واطمئنان ، يميز بين السلوك‬ ‫المحبوب والسلوك المنبوذ ، لن السنين الخمسة الولى أو الستة من الحياة‬ ‫هي التي تكون نمط شخصيته . وقد أكدت الروايات على العتدال في‬ ‫التعامل مع الطفل فل إفراط ول تفريط . قال المام الباقر » )ع(« : » شر‬ ‫الباء من دعاه البر إلى الفراط . . « .‬ ‫وفي حالة ارتكاب الطفل لبعض المخالفات السلوكية ، على الوالدين أن‬ ‫يشعرا الطفل بأضرار هذه المخالفة وإقناعه بالقلع عنها ، فإذا لم ينفع‬ ‫القناع واللين يأتي دور التأنيب أو العقاب المعنوي دون البدني ، والعقوبة‬ ‫العاطفية خير من العقوبة البدنية كما أجاب المام موسى بن جعفر الكاظم‬ ‫)ع( حينما سئل عن كيفية التعامل مع الطفل فقال : » ل تضربه واهجره‬ ‫. . . ول تطل « فالمام ل يدعو إلى اللين والتساهل مع الطفل في حالة‬ ‫13‬
  • 32. ‫تكرار الخطاء ، كما ل يدعو إلى استمرار العقوبة العاطفية وهي الهجر ،‬ ‫وإنما يدعو إلى العتدال والتوازن بين اللين والشدة . والفراط أو التفريط‬ ‫يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الطفل من جميع الجوانب العقلية والعاطفية‬ ‫والخلقية . ويجب في ضوء المنهج التربوي السليم أن يحدث التوازن بين‬ ‫المدح والتأنيب ، فالمدح الزائد كالتأنيب الزائد يؤثر على التوازن النفعالي‬ ‫للطفل ، ويجعله مضطربا قلقا ، فالطفل » الناشئ في ظل الرأفة الزائدة ل‬ ‫يطيق المقاومة أمام تقلبات الحياة ، ول يستطيع الصراع معها « . ويتأخر‬ ‫النضوج العاطفي عند الطفل المدلل ، وتطول فترة الطفولة . فيبقى محتاجا‬ ‫لوالديه في كل المواقف التي تواجهه وتستمر هذه الحالة معه حتى في‬ ‫كبره ، فنجد في واقعنا الجتماعي أطفال أو كبارا ينتظرون من المجتمع ان‬ ‫يلبي مطالبهم أو يؤيد آرائهم ، أو يمدحهم ويثني عليهم ، فهم ل يستطيعون‬ ‫مواجهة المشاكل التي تقف في طريق تلبية طموحاتهم ، ونفس الكلم يأتي‬ ‫في سلوك الطفل المنبوذ أو المتعرض للهانات أو التأنيب الزائد من قبل‬ ‫والديه ومحاسبته على كل شئ يصدر منه ، كما قال أمير المؤمنين » )ع(« :‬ ‫» الفراط في الملمة يشب نيران اللجاج « .‬ ‫ولذا نجد في المجتمع أن الحداث المنحرفين المتصفين بصفات عدوانية‬ ‫اتجاه الخرين كانوا معرضين للهانات والعقوبات المستمرة . وعلى‬ ‫الوالدين أن يضعوا للطفال برنامجا يوضحون لهم المحبوب والمذموم من‬ ‫العمال ، ويكون المدح أو التأنيب منصبا على العمل المرتكب ، لكي نزرع‬ ‫في قلوبهم حب العمال الصالحة وبغض العمال غير الصالحة ، وأن تعمل‬ ‫على تقوية الضمير في نفس الطفل في هذه المرحلة حتى يكون صماما له‬ ‫في المستقبل فنزرع في قلبه الخوف من ارتكاب العمل غير الصالح‬ ‫والشوق إلى العمل الصالح، بدل من الخوف من العقوبة أو الشوق إلى‬ ‫المدح والطراء ، وعلى الوالدين أن يجعلوا المدح أو التأنيب خالصا من أجل‬ ‫23‬
  • 33. ‫تربية الطفال ، وان ل يعكسوا أوضاعهم النفسية في التربية ، كمن يواجه‬ ‫مشكلة فيصب غضبه على الطفل دون أي مبرر . وفي هذا الصدد » نهى‬ ‫رسول ا » )ص( « عن الدب عند الغضب « وهنالك بعض الحالت يجب‬ ‫على الوالدين النتباه إليها لكي ل تأتي على عقل الطفل وعواطفه بآثار‬ ‫عكسية ، فمثل يقوم الطفل بكسر شئ ثمين فيصيبه الفرح لنه يرى نفسه‬ ‫قد أقدم على شئ جميل بأن حول هذا الشئ إلى شيئين عن طريق عملية‬ ‫الكسر ، فهو يحتاج في نظره إلى مدح وثناء ، وهنا تأتي بدل من المدح‬ ‫العقوبة فيتفاجأ الطفل ، وتكون للعقوبة تأثيراتها النفسية عليه . وفي حالت‬ ‫أخرى يكون الطفل بحاجة إلى التأنيب أو الذم أو الهجران أو العقوبة البدنية‬ ‫أحيانا كما يقول الدكتور سپوك : » إن الطفال في معظم الحوال يفرحون‬ ‫لن الوالد قد وضع حدا لوقاحتهم « . والطفل في حالة مرضه بحاجة إلى‬ ‫الرعاية المتوازنة فل إفراط ول تفريط ، فل اهتمام زائد ول عدم اهتمام ،‬ ‫والتوازن أفضل ، وهو اشعاره بالهتمام في حدوده المعقولة لن » طريقة‬ ‫المبالغة التي تتبعها المهات عندما يصاب أطفالهن بالمرض تؤثر على نفسية‬ ‫الطفل في الكبر . . . يخلق منه طفل مكتئبا كثير الشكوى سريع النفعال «.‬ ‫سادسا : العدالة بين الطفال الطفل الول في السرة يكون موضع حب‬ ‫وحنان وعناية من قبل والديه لنه الطفل الول والطفل الوحيد ، فيمنح‬ ‫الهتمام الزائد ، والرأفة الزائدة ، وتلبى كثيرا من حاجاته المادية والنفسية ،‬ ‫فنجد الوالدين يسعيان إلى إرضائه بمختلف الوسائل ويوفرون له ما يحتاجه‬ ‫من ملبس وألعاب وغير ذلك من الحاجات ، ويكون مصاحبا لوالديه في‬ ‫أغلب الوقات سواء مع الم أو مع الب أو مع كليهما وبعبارة أخرى يلقى‬ ‫دلل واهتماما استثنائيا ، ومثل هذا الطفل وبهذه العناية والهتمام ، سيواجه‬ ‫مشكلة صعبة عليه في حالة ولدة الطفل الثاني ، وتبدأ مخاوفه من الطفل‬ ‫الثاني ، لنه سيكون منافسا له في كل شئ ، ينافسه في حب الوالدين‬ ‫33‬
  • 34. ‫ورعايتهم له ، وينافسه في منصبه باعتباره الطفل الوحيد سابقا ، وينافسه‬ ‫في ألعابه ، وتبدأ بوادر الغيرة عليه منذ أول يوم الولدة ، إذ ينشغل الوالدان‬ ‫بالوضع الطارئ الجديد وسلمة الوالدة والطفل ، فإذا لم ينتبه الوالدان إلى‬ ‫هذه الظاهرة ، فان غيرة الطفل الول ستتحول بالتدريج إلى عداء وكراهية‬ ‫للطفل الجديد ، وينعكس هذا العداء على أوضاعه النفسية والعاطفية ،‬ ‫ويزداد كلما انصب الهتمام بالطفل الجديد وأخرج الطفل الول عن دائرة‬ ‫الهتمام ، فيجب على الوالدين اللتفات إلى ذلك والوقاية من هذه الظاهرة‬ ‫الجديدة ، وابقاء الطفل الول على التمتع بنفس الهتمام والرعاية واشعاره‬ ‫بالحب والحنان ، وتحبيبه للطفل الثاني ، واقناعه بأنه سيصبح أخا أو أختا له‬ ‫يسليه ويتعاون معه ، وانه ليس منافسا له في الحب والهتمام ، ويجب‬ ‫عليهما تصديق هذا القناع في الواقع بأن تقوم الم باحتضانه وتقبيله ويقوم‬ ‫الب بتلبية حاجاته أو شراء ألعاب جديدة له ، إلى غير ذلك من وسائل‬ ‫الهتمام والرعاية الواقعية ، والحل المثل هو العدالة والمساواة بين الطفل‬ ‫الول والثاني فإنها وقاية وعلج للغيرة والكراهية والعداء وتتأكد أهمية‬ ‫العدالة والمساواة كلما تقدم الطفلن في العمر ، إذ تنمو مشاعرهما‬ ‫وعواطفها ونضوجهم العقلي واللغوي بالتدريج يجعلهما يفهمان معنى‬ ‫العدالة ومعنى المساواة ، ويشخصان مصاديقها في الواقع العملي ، وقد‬ ‫وردت الروايات المتظافرة لتؤكد على إشاعة العدالة بين الطفال ، قال‬ ‫رسول ا » )ص( « : » اعدلوا بين أولدكم كما تحبون أن يعدلوا‬ ‫بينكم في البر واللطف « .‬ ‫والعدالة بين الطفال مطلقة وشاملة لكل الجوانب الحياتية التي تحيط‬ ‫بالطفال في جانبها المادي والمعنوي ، أي في إشباع حاجاتهما المادية‬ ‫وحاجاتهما المعنوية للحب والتقدير والهتمام جاء عن رسول ا )ص( : »‬ ‫أنه نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الخر ، فقال‬ ‫43‬
  • 35. ‫) ص(:: فهل ساويت بينهما « . وقال )ص( : » إن ا تعالى يحب أن‬ ‫تعدلوا بين أولدكم حتى في القبل « .‬ ‫وأكد )ص( على العدالة في العطاء والهدية سواء في الكل والشرب‬ ‫والثياب واللعاب إلى غير ذلك كما جاء في قوله )ص(» ساووا بين‬ ‫أولدكم في العطية ، فلو كنت مفضل أحدا لفضلت النساء « .‬ ‫ومن مصاديق العدالة والمساواة هو عدم إقامة المقارنة بين الطفال ،‬ ‫في صفاتهم الجسمية والمعنوية والنفسية ، فل يصح ان يقال فلن أجمل‬ ‫من فلن ، أو أذكى منه أو أكثر خلقا منه لنها ستكون منبعا للحقد ، لن‬ ‫المقارنة بين الطفال تؤدي إلى » الغيرة من بعضهم وإلى التنافس « .‬ ‫والمقارنة تؤدي إلى فقدان الثقة بين الشقاء والعكس صحيح » عدم‬ ‫التفرقة في المعاملة هو أكبر دعامة لخلق جو من الثقة المتبادلة بينه وبين‬ ‫سائر أفراد العائلة « .‬ ‫ونلحظ عند كثير من الباء مواقف غير مقصودة بأن يقول : ان ابني‬ ‫فلن يشبهني ، وفلن ل يشبهني ، فحتى هذه المقارنة تعمل عملها في‬ ‫الغيرة والتنافس ، والفضل اجتنابها .‬ ‫ومن العدالة هو عدم التمييز بين الولد والبنت ، لن التميز يؤثر تأثيرا سلبيا‬ ‫على نفسية البنت ، وعلى زرع العداوة والحقد بين الخت وأخيها ، وهذه‬ ‫ظاهرة شائعة في أغلب البلدان ، حيث يميل البوين إلى البن أكثر من‬ ‫ميلهما إلى البنت ، ويلبيان مطاليب الولد أكثر من مطاليب البنت ، ولغرض‬ ‫التقليل من شأن هذه الظاهرة جاءت الروايات لتعطي للبنت عناية استثنائية‬ ‫وتمرن البوين عليها كما جاء عن ابن عباس عن رسول ا )ص( : » من‬ ‫دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة‬ ‫إلى قوم محاويج، وليبدأ بالناث قبل الذكور . . « .‬ ‫53‬
  • 36. ‫والبدء بالناث ل يولد أي تأثير سلبي على الطفل البن ، لنه يراه أمرا‬ ‫طبيعيا فلبد من تقديم أحدهم ، وغالبا ما يسكت الطفل ول يلتفت إلى‬ ‫التمييز إن حصل على عطاء والديه ، سواء كان العطاء أول أو ثانيا .‬ ‫والعدالة بين الطفال ل تعني ان ل نتخذ أسلوبا للتشجيع بان تخصص هدية‬ ‫إضافية لمن يعمل عمل صالحا ، فان ذلك ضروري لتشجيع الطفل على‬ ‫السلوك الصالح ، وقد ينفع في إقامة المنافسة المشروعة بين الطفال ل‬ ‫تؤثر على نفسياتهم بصورة سلبية ، بل يجدونها أمرا مشروعا وحقا طبيعيا ،‬ ‫وعلى الوالدين التعامل بحذر في مثل هذه الحالة بالتعرف على نفسية‬ ‫أطفالهم ، وابتكار الساليب الناجحة في التشجيع المنسجمة مع حالتهم‬ ‫النفسية التي ل تؤدي إلى الشعور بعدم العدالة . ومهما تحققت العدالة‬ ‫والمساواة بين الطفال فإنها ل تستطيع إنهاء بعض المظاهر السلبية‬ ‫كالشجار والصراع بين الطفال ، وهي ظاهرة طبيعية تحدث بين الطفال‬ ‫في كل أو أغلب السر ، فتحدث حالت من النقاش الحاد أو الشتباك باليدي‬ ‫بين الطفال ، ويتهم أحد الطفال أخاه أو أخته بأنه المقصر في حقه أو‬ ‫البادئ في العدوان عليه ، وفي مثل هذه الحالة على الوالدين ان يدرسا‬ ‫المشكلة دراسة موضوعية وان ينظرا إلى الشجار والصراع بأنه حالة‬ ‫طبيعية ، فإذا كان سهل وبسيطا ومحدودا ، فالفضل عدم التدخل في‬ ‫إنهائه ، وان يترك الطفال يعالجون أمورهم بأنفسهم لنهاء الشجار ، وليس‬ ‫صحيحا ان يدخل الوالدان أو أحدهما كقاضي في الحكم بينهما ، لن الحكم‬ ‫لحد الطفال دون الخر ل ينسجم مع مبدأ تطبيق العدالة والمساواة مع‬ ‫الطفال ، اما إذا تكرر الشجار والصراع عدة مرات أو كان مستمرا طول‬ ‫النهار ، أو كان قاسيا وخطرا على الطفال ، يأتي دور البوين في التدخل‬ ‫لنهائه ، باصدار الوامر لكليهما بالتوقف السريع عن الستمرار به ، أو إلفات‬ ‫نظرهم إلى موضوع آخر ، واشغالهم به ، أو التدخل لبعاد أحدهم عن‬ ‫63‬