1. العدد ) 130 ( 9صيف 2008 الثمن 3 جنيهات
ارتجال وطن
حلمي القديم:
وطن محتل �أحرره
�أو :ضائع �أعثر عليه
حدوده تق ƒصر وتطول ح سب م ساحته
وعدد 7سكانه و �أنهاره ون ‚شاط ع ƒصافيره
والمغتربين من �أبنائه
والعابرين في طرقاته
والمزوّدين بالوقود في �أجوائه
وطني حيث ي ‚شرب المارة
وي ‚شفى المر :ضى
وتزهر األ 8شجار العارية
حتى قبل و 9صول الربيع �إليها.
محمد الماغوط
ALSHI'Rsummer 2008
A-PDF Merger DEMO : Purchase from www.A-PDF.com to remove the watermark
2. ً
العدد ) 130 ( 8 ص ي ف 2008
ن ‚صار عبدالله..
العابر 6سبيلين
ً
6سـوريـا..
�أغنيات تحرك الماء
وديع 6سعادة..
فتنـة النـاثـر
7شعرية ق ‚صائد المنا 8صرة النثرية
�أدوني €س يؤ�لف كون شيرتو المتاهة
هدية العدد كتاب
8صلاح عبد ال ‚صبور
3. 8صيف 2008
العدد ) 130 ( 9صيف 2008
رئي س مجل س اإلدارة
رئي س التحرير
مدير التحرير
7سكرتير التحرير
لوحة الغلاف
من �أعمال الفنان بول جوجان
والر 6سوم الداخلية تف ‚صيلات من �أعماله.
المدير الفنى
ما 7سبيرو ـ كورني ‚ش النيل ـ مجلة اإلذاعة والتليفزيون
مبنى ) 9ص( الدور ال سابع ـ مجلة ال ‚شعر
تليفون : 25786285
فاك س: 25786318
www.alshir.com
email: poetry2006@gawab.com
7سوريا 60 ل �يرة -األردن 750 فل س -ال سعودية 8 ري �الات-اإلم �ارات 8 دراه �م-
7سلطنة عمان 800 بي سة- فل سطين )غزة/القد 7س( 1 دولار �أمريكي- لندن 1.50
ج �ك- الكويت 500 فل س- تون س 1.500 دينار- الجمهورية اليمنية 200 ريال-
لبنان 3000 ل �يرة ــ البحرين 800 فل س ــ قطر 8 ري �الات ــ المغرب 20 درهما.
� أ7سعار المجلة بالخارج :
�أحـــمد �أنـيـ €س
فــار 6س خـ ضـر
عبدالنا 8صر عي €سوى
�أحـــمد المريخـى
مدحت عبدال €سميع
مجلة ف ƒصلية ت ƒصدر عن
اتحاد اإلذاعة والتليفزيون
عنوان المجلة :
4. يوليو 2008
ن ƒصــو 9ص
ملف خا 9ص
لابد �أن يحدث ذلك
�أ7سامة الحداد
ق ƒصيدتان
ميلاد زكريا
العتمة 7سعيد �أبو طالب
حكاية مع النيل
فاروق 8شو 8شة
حكاية
محمد �آدم
حجر يطفو على الماء
رفعت 7سلام
ال سماء الداكنة تمطر كواكبها
محمد �أبو دومة
المنزل عند المفترق ال ƒصاخب
ن ƒصير غدير
جامع الثمار
عماد غزالى
الجمال الظالم
7سعد عبدالرحمن
البيت الغرفة
7سامح قا 7سم
كتابات
عبد الله ال سفر
ن ƒصار عبد الله..
العابر 7سبيلين
8شاعرية القلب وجدلية العقل
محمد �إبراهيم �أبو 7سنة
ن ƒصار عبدالله:
�أنا اآلن فى مهادنة مع العالم
حاوره: عبد النا 9صر عي سوى
مختارات
ن ƒصار عبد الله
الهروب �إلى األمثولة
د. بهاء مزيد
ال ‚شعر ال سورى الجديد
ثمة �أغنيات تحرك الماء
تقديم: نديم الوزة
تخيلا، �أنت و �أناهادى دانيال
الحمـــار 7سليم بركات
ق ƒصـــــائد
ريا :ض ال ƒصالح الح ƒصين
حلـــب
محمد ف �ؤاد
�ألـــــــــــــوان
حكم البابا
ق ƒصـــيدتـــان
نورى الجراح
ق ƒصـــيدتان
منذر م ƒصرى
7سرافي س
عابد �إ7سماعيل
نوافــذ
فرا 7س 7سليمان
�أهطل كحبة تينر 8شــا عمران
المنــزل
جولان حاجى
د. حاتم ال ƒصكر
ح سن طلب: �أفخر ب �أننى لاعب باللغة
حاوره: البهاء ح سين
ال ‚شاعر
4
6
22
22
10
13
23
24
16
19
20
21
26
29
36
39
50
56
57
58
59
60
60
60
يحدث �أن
نديم الوزة
هذا الخوف
هــالا محمد
هــذيــان لا يندمل
ميا 7سة دع
لا تبدئى بالعويل اآلن
هنـادى زرقة
61
61
62
63
67
66
65
64
44
�أ7سئلة ال ‚شعر
ت �أويل
8شعرية ق ƒصائد المنا 9صرة النثرية
�أدوني س ي �ؤلف كون ‚شرتو المتاهة محمود قرنى
9صناعة الحياة وملام سة فتنة المادة د. 9صلاح فاروق
يوم يكون الراعي د. �أحمد جاد
فخ يت ƒصيد نف سه منال ال ‚شيخ
68
76
81
86
88
الحديقة ال سرية فى األر :ض الخراب د. عبير 7سلامة 90
5. 8صيف 2008
العدد ) 130 ( 9صيف 2008
فــى هــذا العــدد
الن ‚شيد
وديع 7سعادة.. فتنة الناثر
تركيب لغوى �آخر لحياة وديع 7سعادة محمد العبا 7س
مختارات وديع 7سعادة
محاولة و 9صل :ضفتي 7سعادة محمود حامد
مقعد 8شاعر غادر البا 9ص طارق �إمام
المواطن محمد بغدادى
ال ‚شوق �أمل عامر
من �أحاديث الم ‚شانق
رم ضان عبدالعليم
رغم قومك يا يمام بدرى
ح سين الزعيرى
يا حرام جمال عدوى
ما لي ‚ش �أثر �أحمد عطا الله
مو 7سيقى :ضاحى عبد ال سلام
م ستقبل األلم
فار 7س خ ضر
خارج ال سرب
93
94
98
101
105
130
131
132
134
135
136
136
144
ذات تتحدث نيابة عن �أ8شباحها محمود خير الله 107
خارج الحدود
ال ƒصين :
مثل فرا 8شة ت ستعيد الب ƒصر
ترجمة وتقديم: 7سيد جودة
الخريف مانج كه
الم سن الواقف على م ƒلىص تط ‚بشيةنج
جوز الهند
لى 8شياو يو
الغـــراب
8شياو كاى يو
�إح سا 7س م سبق
وانج ت ‚شيا 8شين
الطبيعة الكبري
خاى زى
�أغنية 8شعبية
ت ‚شى دى مات ‚شيا
109
10
11
12
13
14
15
16
عطرك
جوان ت ‚شو
قلبى لي س فى قلبي
بان وواى
قلق فى األعالي
8شياو 8شياو
18
19
120
بريطانيا:
ال ‚شاعر الكبير �أنون! ترجمة وتقديم:د. ماهر 8شفيق فريد 123
�أمريكا:
لل ‚شاعرة �آندى يونج ترجمة: فاطمة ناعوت 127
7سوي سرا: فى الحلم ر �أيت قاربا بلا مجداف
لل ‚شاعر كونراد فرديناند ماير ترجمة: عبد الوهاب ال ‚شيخ 128
تذكار
ديوان العامية
عبد الودود ما هر مهران 137
لغة عابرة تبحث للذات عن �إقامة
طارق �إمام 138
جماليات الحزن فى 8شعر ال ƒصناديقى
د. 8شعيب خلف 140
9صدق يختفى خلف ركام الحروف
7سمير األمير 142
6. يوليو 2008
النيلُ ي س gأل عن وَليفَتِهِ
وي ‚شيرُ نحو ال ‚شرفةِ العُليا
ف gأقول: قد طارت يمامتُنا
وغدًا تعود بروعةِ اللُّقْيا
العمرُ طال بنا، ف gأ7ْسعَفَنا
و �أنَالنا ما ي ‚شغل الدنيا
هل ر 8شفةٌ يا نيلُ تُ سكرنا
فلعلّنا �أن نكمل الر �ؤيا
و �أذَنْ لنا �أن ن ستريح هنا
فهنا نُحبُّ
وها هنا نحيا!
�إني نزلتُك في 9صبايَ
وكنتُ �أخ ‚شى ماءك العاتي
وجَلجلةَ ا 9صطخابِكَ
في ال ‚شواطئ وال سدودْ
كنت الجوادَ الجامحَ الرَّهوانَ،
مزهوًّا بما ي gأتي به الفي ضانُ
كنت تثيرُ فيَّ غَوَايةَ الولدِ ال ƒصغيرِ
�إذا ت ‚شبَّه بالكبارِ
و �أنت منف سحٌ
متَُـدُّ يديْكَ ترحيبـًا و �إغراءً
ويفتنـُني الذين هناك.. قد عبروا
و 9صاروا عند 8شاطئِكَ الق ƒصيِّ يُهلّلونَ
فكيف �أثبتُ دونهم؟
فألندفعْ..
لم �أدْرِ �أينِّ قد فَقَدتُ األر :ضَ،
9صرتُ مُعَلَّقًا
�أعلو و �أهبطُ فوق 9صدركَ
مرةً،
�أو مرّتينِ
ثلاثَ مراتٍ
وينب سطُ الف ضاءُ
تغيمُ عينايَ اللّتانِ...
ت ‚شيلني كفَّاكَ
لا �أدري لماذا ملَ �أغبْ في القاعِ
- 8ش gأن الغارقينَ -
وكيف كان الطَّفْـوُ ي gأخذُني ويحملني
ك gأني �أحتمي بكَ منكَ
والموجُ العتيُّ مراوغٌ
و 9صراخ من 7سبقوا يدلُّ عليَّ
ي سرعُ عابرٌ يُلقي �إليك بنف سهِ
وي ƒصارعُ التيارَ،
حكايـة مع النيـل
فـاروق 8شـو 8شـة
7. 8صيف 2008
والتيارُ يجرفُنا
فيم سك بي،
ويحملني �إلى ال ‚شطّ الذي تتزاحم األنظارُ فيهِ
- ك gأن وُلدْتُ على يديْه -
وعدتُ ثانيةً �إلى ن ْسغِ الحياة!
اآلن تدرك كم تُراودني!
وكم �أخ ‚شاكَ
�أخ ‚شى كلَّ ماءٍ بعدَ مَائِكَ
مُذْ نجوْتُ،
ولا �أمانَ
بغير �أن تت ‚شبَّثَ القدمانِ في طمْيك
وبغير �أع ‚شا 8ش اليمامِ ودَوْحِهَا الفيْنانِ
ينبتُ في ال ضفافِ
وغير �إيقاع المجاديفِ التي تن سابُ فيك
تُهدهدُ العُ ‚َّشاقَ في دَعةٍ
وتخت ƒصرُ الظلامْ!
ها �أنتَ ميعادٌ
وحلمٌ مو 7سميٌّ
وانتفا :ضةُ عا 8شق ينْ تطارَحَا 8شجْوَ الغَرامِ
و �أنت بينهما كلامْ
مازلتَ ت س gألني
وت س gأل عن يمامتنا التي طارتْ
وعن �أفقٍ، ب ساحته نهيمُ
فهل لوجهك �أن يُطهِّرَنا من األوزارِ
واألدرانِ
واإلثْم الج سيمْ
يا �أيها النيلُ النجا 8شيُّ العظيمْ
�إني �أعانقُ :ضفتيكَ ولا �أريمْ
متن ‚شقًا عبقًا من الزمن القديمْ
وحكايةً 7ُسقيتْ بمائكَ
في دوائرها �أهيمْ
و 8شج يرْ ةً 7ُسقيتْ بخمركَ
ها هنا 7سمقت،
وطالت،
وا 7ستقرَّت في ال ƒصميمْ
ف gأطلَّ نحو ال ‚شرفةِ العُليا
وت س gألني، �أُجيبكَ:
�إني ها هنا �أبدًا مُقيمْ!
8. يوليو 2008
1
فى يوم من األيام لم تكن تحلم �أمه
ب g�أن يكون ملكاً على كل تلك األر :ض
البعيدة
عن مكة متاماً
�أو يقف بمفرده فوق ربوة عالية
ت ‚شرف على 7ساحة ق ƒصر الحمراء
لكى يقطف نجمة الفجر
الذى يعرف دائماً �أنها تطلع متأللئة
وزاهية
على 7سماء غرناطة
تلك النجمة تذكره بال ƒصحراوات المترامية
األطراف
والتى �أتى منها �أجداده األولون
�أولئك الغزاة من البدو الرحل
الذين جابوا ال ƒصحارى
بحثاً عن الماء
والكأل
وحملوا الجرار وال سيف على �أكتافهم
وفوق ظهور األتن المح ‚شوة بالهوى الجارح
ـ للخيام والم ضارب ـ
والتى هداها الظم gأ
والن سيان
ولم يكن ي ‚شغلهم فى 8شىء �إلا ذلك ال سراب
الذى يلمع من بعيد
وتتراءى لهم كُثُفُه التى تترا 9ص طبقة
فوق طبقة
عبر الحلم واليقظة!!
ولي س ثمة �أمل فى �أن يتوقف
�أو ينهزم
تحت تلك ال ‚شم س الظافرة
ل ‚شهور ال ƒصيف
ومن هناك
وعبر بادية ال ‚شام البالغة الحر
والقر
جاءوا ليجتازوا المدن والفيافى
ولي ƒصلوا �أخيراً من �أق ƒصى ال ‚شرق �إلى �أق ƒصى
الغرب
جاءوا
على كل تلك األر :ض
التى يم ‚شى عليها القمر ب gأغنياته الجريحة
ومواويله التى ت ‚شبه الحرير وال سي سبان
ويمكن للنجم �أن يقطف باليدين
�آه
من تلك األر :ض
التى تجرى من تحتها األنهار
حكـاية
محمد �آدم
عن حياة �أبى عبد الله ال ƒصغير �آخر ملوك األندل س 1492 م
9. 8صيف 2008
ويتفجر منها الماء
فى ال ƒصخر
وفيها من الحور العِين
والقيان
والمغنيات من الج �وارى اللواتى يتلامعن
كالما 7سات
والآللئ
ما لا عين ر �أت
ولا �أذن 7سمعت
و �أخيراً كان عليهم �أن يتوقفوا تحت ال سماء
الحريرية
لغرناطة التى ت سيل على 8شوارعها اللذة
وال ‚شهوة
ولي ‚شهدوا من فوق كنائ سها العالية
�أن لا �إله �إلا الله!!
و �أن محمداً ر 7سول الله!!
2
�أيها الفجر الم ضاعف لا تقترب
فال سماوات التى ت �ع �ودت على النوم
وال ƒصحو
لم تعد تلك ال سموات التى تهبط بمناطيدها
اإل 7سفنجية
و �أحلامها الورقية
عبر النوافير واألودية
والطيور الملونة
واألراجيح
9صارت األر :ض �أ7سلحة
ومعارك
وبحيرات دم
والنجمة الم ستقيمة التى كنت �أقطفها باليدين
9صارت هى األخرى غريبة
وغير مواتية!!
توقفى
�أيتها العجلة الجهنمية
يا عجلة الحظ ال سيئ
مثل طاحونة
مخربة
وتوقف كذلك
�أيها الفجر الم ضاعف على درج الق ƒصر
ريثما �أجمع 7سراويلى
ورايات مملكتى
و 8شارات جندى
لكى �أعبر الم ضيق �إلى ال ‚شمال اإلفريقى
وآلخ �ر مرة �أتطلع �إلى ق ƒصر الحمراء بغرفه
المذهبة
و 8شرفات غرناطة التى تعلوها الفرا 8شات
10. يوليو 2008
وال ضوء
وربما تطلع نجمة الفجر
لمرة �أخيرة كذلك
على جبال األندل س
فال سنوات التى قطعناها فوق هذه األر :ض
كانت من الرخام
والقطيفة.
3
اآلن
وقد ذهبت هذه المدينة �إلى النهر
وذهبت كل تلك ال سنوات البعيدة �إلى حيث
اللا 8شىء
ولم يتبقَّ من الفجر الم ضاعف
�إلا حفنتان من تراب
ورمل وبقى الزمن
الزمن الذى يعمل بمفرده كحفار و �أعمى
وي ƒصهل هناك على درج الق ƒصر
كا 7سطوانة فارغة من األيائل
وبخطاطيفه التى لا تنتهى
يجرى من األبد �إلى األزل عبر 9صحراواته
الوا 7سعة
ومجراه العميق
ولا ي ƒصل �إلى منتهاه �أبداً
�أيها الزمن
يا حجر الرحى
�أيتها الطاحونة الفارغة الحمراء
هل هذه هى النهاية البائ سة لألحلام
هل هذا هو الليل المدجج بالكوابي س والعتمة
هل هذه هى نهاية ال ƒصلوات التى لا تنتهى �إلا
للعدم
من يقول:
�إن هذه النجمة الغريقة الزرقاء
كانت ت ‚شبه تلك النجمة الواثقة بحبالها
الف سفورية
تحت 7سماء األندل س كالقطيفة
وت ‚شرف على الوادى الكبير عبر النهر
من يقول:
�إن هذا الحجر الناتئ فوق تلك الم ستنقعات
واألبنية المهدمة من األجر
والق ‚ش
هو هو نف سه ذلك الحجر اللامع الحى الذى
يتفجر منه الماء
فى 7سماء األندل س اللازوردية
وعبر بواباتها الوا 7سعة
ومواخيرها
وا 7سطبلاتها المجهزة بال ƒصافنات
11. 8صيف 2008
وبناياتها المطرزة بالكهرمان وال سو 7سن
من يقول:
�إن هذه الطيور بمناقيرها الخ ‚شبية المت ‚شققة
هى هى نف س الطيور التى كانت تتلامع
باألم س
فوق 7سماء األندل س
وقبابها النحا 7سية بالذهب
والف ضة
تلك الطيور التى مت سك فى مناقيرها الملونة
بغ ƒصن زيتونها األخ ضر
ومتخيلاتها التى ت ‚شبه الكواكب الدرية
من الن ساء
والولدان
كيف �أ:ضعت كل هذه البلاد من يدى
ولم يعد ب gأ9صابعى 7سوى ترابها اللين الجاف
و 9صوت جيتار لمغنٍّ �أندل سى :ضرير
وهو يغنى �أغنيته األثيرة للجميلة �إيزابيل
ـ هنا كانت األر :ض وال سماء جنباً �إلى جنب
�أيتها األندل س الرحيبة
نهاراتك من اردواز وزيزفونات
و �أر :ضك مر 9صعة باألحلام
وال سو 7سن
ن س �اؤك ما لهن من مثيل
ومياه �أنهارك التى تجرى كاألرجوان وال ‚شهد
لياليك من ج سد الن ساء الذى لا ين ضب
ويتفوق على الحليب
وال سحر
زرقة عينيك
مثل العندم
وماء الكوثر
فى طرقك اللامعة يتكا 7سل النور والظل
ولا يتبقى على طرف جلابيبك 7سوى الزمن
الذى ي سيل على ال سكك
كالنواقي س والكاتدرائيات
�أيتها ال سماء الم ضاعفة توقفى قليلًا
قليلًا على األبواب
وال ‚شبابيك الخلفية للزمن
ريثما �أح ƒصى عدد قتلاى
وما �أ:ضعت من ذهب
وفرا 8شات
فال سنوات التى �أ:ضعناها فوق هذه األر :ض
كانت من األحلام
والقطيفة
�أيها الليل الم ضاعف لا تقترب
لا غالب �إلا الله
لا غالب �إلا الله!!
18. 16 يوليو 2008
)1(
تَذكَّرِ المنزِلَ الوحيدَ؛
تذكَّرْهُ جيدًا؛
المنزلُ الوحيدُ عندَ المفترقِ ال ƒصاخب،
تذكَّرْه، ولا تَعُدْ،
تذكَّرْ خواءه،
وتذكَّر خواءَ ليالِيهِ في المفترقِ الخاوي،
تذكَّرْه، ولا تّعُدْ،
ولا تَعُدْ تقِفْ عندَ محطاتِهِ،
ولا تلتَفِتْ �إليها؛
ولمْ تعُدْ تدرِكُها البا 9صاتُ الحمراء،
تذكَّرْه 7سريعاً ومليًّا،
تذكّرْ تفا 9صيلَ عينِكَ؛
وَهْيَ تزحفُ عندَ �أ7سفل ركامِ نافِذَتهِ العالية؛
تُطِلّ وتختبِئ؛
عينُكَ بتفا 9صيلِها،
تُطِلُّ وتختبئ،
من النافذةِ �إلى الباحةِ؛
باحةِ المنزلِ الوحيدِ عند المفترق ال ƒصاخبِ؛
ال ƒصاخبِ بر 9صا 9صاتِهِ الحميمة،
تذكّرْهُ ولا تلتفِتْ �إلى الباحةِ،
ولا �إلى المفترق، ولا الحديقةِ،
حديقةِ الر 9صا 9صِ النامي،
تذكَّرْه ولا تلتفِتْ �إلى فنائهِ الخلفي،
ولا تتلّّƒص ƒصْ، في الفناء؛
فهناكَ ترقـُدُ خَجِلَة ، وخائِفة؛
جُثتـُكَ المجهولةُ الباردة.
)2(
8َشفـَتاي تب سمان،
ويَومي مليءٌ بالحَياة،
�أرَدتُ �أنْ �أعُودَ �إلى البيتِ
7سريعًا،
وها �أنا �أطيرُ �إليكِ �أخفَّ من الهواءِ؛
الهواءُ؛ هوَ �أيًضا خفيفٌ وناعِمٌ في 9صدري،
7س gأعودُ باكرًا اليومَ �إليكِ،
هذا اليومُ الذي ي سيرُ خفيفًا،
متل �ؤه 8شفتاي بابت سامةٍ لانهائية،
7س gأعودُ باكرًا �إليكِ،
لكن علي �أن �أُنَظِّفَ قمي ƒصي من الدَّمِ،
عليَّ �أنْ �أعودَ باكرًا،
و 7س gأعيدُ كلَّ ما �أَ:ضعْتـُهُ،
المنزلُ الوحيدُ عندَ المفترقِ ال ‚صاخبِ
ن ƒصير غدير
ق ƒصائدُ الجثةِ المجهولةِ
* 8شاعر من العراق.
*
19. 8صيف 17 2008
7س gأُثَبـِّتُ ابت سامتي اللانهائية،
و �أعودُ أل قـَبـِّلـَكِ
كُلَّ القـُبَلِ المَُضيَّعة،
7س gأعودُ.. ها �أنا عائدٌ،
�إلى منز لِنا الوحيدِ،
لن �أُِ:ضيعَهُ؛
� إنَّهُ عندَ المُفتـَرَق،،
لكنْ لـِمَ يَبْكي الجَميعُ
و �أنا �أبت سم؟!
)3(
مُنْذُ �أُ7ْسبوع ،
وقـَمِي ƒصي يَلتـَهـِمُ التـُّرابَ
في هذا الخَنْدَق الَّضيِّقِ
خـَلْفَ الخَر بَةِ ال ‚شا 7سعةِ هذه،
قمي ƒصُ �أخي بجواري
يـَلـْتَهـِمُ الرتُّ ابَ �أيًضا،
الرتُّ ابَ ال ‚شا 7سعَ في الفـَلاةِ ال ‚شا 7سعة،
�أخي و �أنا و �أ9صدقائي الذين لا �أَعرفـُهُم
في هذا الخندق ،
تلتهـِمُنا الوَحْدةُ ونحنُ نبتـَ ِسمُ،
قـَبْلَ يومينِ، بَد �أتْ ذ راعُ �أخي
تـَلتـَهـِمُ التـُّراب،
ورُبـَّما ذراعي تحتي �أيًضا،
كـَتِفُ 9صديقي الغريبِ لا تـَ ‚شبَعُ
مِنْهُ،
الوحدةُ 8شا 7ِسعةٌ بين �أ9صدقائي
الغرباءِ في هذا الخندَق الَّضيِّقِ،
رُمباَّ، �أيًضا، 7سي gأتي �أحدُهُم،
و 7سيكونُ حميمًا، ولن يـُكَ ‚ِّشر عن 8شىءٍ،
قد يَكونُ 8ُشرطيًّا، �أو مزار عاً برِيئاً،،
هَيْ هَيْ هَيْ
� ...أنت
احْفر هُنا..
هُنا بالَّضبْط
احْفـر ولا تـَبْكِ..
فحبيبتي خلفَ الفلاةِ ال ‚شا 7سعةِ
في المَنـْز ل؛
المَنـْز ل الوَحيدِ
عِنـْدَ المُفـْتـَرَق ال ƒصاخِب.
20. 18 يوليو 2008
)4(
م ضتْ ثلاثونَ 7ساعة على ال ساعةِ العا 8شرة،
ولم ينتهِ هذا الثلاثاءُ،
ولا يبدو يل �أنهُ 7سينتهي،
م ضت ثلاثون 7ساعة ،
حينَ توهَّجَ الرجلُ الراك ضُ
وذاب،
ومنذُ العا 8شرةَ،
و �أنا �أم ‚شي، بين �أ8شياء النهار،
�أ8شياءَ من :ضوءٍ،
8شوارعُ ومحالُّ،
ال ‚شوارعُ نف سها،
والمحالُّ نف سها،
من :ضوء، النا 7سُ،
وال سيارات،
الملاب س، والفاترينات،
من :ضوء،،
ومنذ العا 8شرة،
و �أنا �أم ‚شي بين �أ8شياء الليل،
�أ8شياء من ظلام،
8شوارع ومحال،
ال ‚شوارع نف سها،
والمحال نف سها،
من ظلام،.....،
م ضت نهارات وليال،
في هذا الثلاثاء،
واأل 8شياء مرةً :ضوءٌ
ومرةً ظلامٌ،
�أم ‚شي، و �أنت، والمنزلُ،
عند نف س الحد من ب ƒصري،
�أنت ذهبية، واأل 8شياء :ضوء وظلام
والمنزلُ مغلقٌ؛
المنزلُ الوحيد
عند المفترق ال ƒصاخب.
21. 8صيف 19 2008
�إن سانُ هذا الع ƒصر ،
م سكونٌ
ب ‚شيطان الع ƒصورْ .
�ألم يكن ممُكنا �أن �أُخلقَ �أ:ضخمَ �أو �أ:ض gألَ ، �أبط gأ
�أو �أ7سرعَ ، �أقبحَ �أو �أجملَ ، �أعقدَ �أو �أب سطَ،
�أ8شبهَ �أو �أوحدَ ، �ألينَ �أو �أ9صلبَ ، �أندى �أو
�أبخلَ ، �أق سى �أو �أطيبَ ، �أألفَ �أو �أغربَ ،
�أغنى �أو �أفقرَ ، �أكمل �أو �أنق ƒصَ ، �أ8شنعَ �أو
�أروعَ، �أعلى �أو �أخف ضَ ، �أبعدَ �أو �أقربَ ...
�إلى كل تلك التقابلات المنتهيةِ �إلى لا 8شيء .
�ألم يكن ممُكنا �أن �أُخلقَ ، دون خُدعةِ اللغة ؟
�إن سانُ هذا الع ƒصر ،
مغبونٌ بقدرته
ومحكومٌ بظُلمته
وخلاقٌ
عَثورْ .
احتر 7سْ ، وفكِّر مليّا ، قبل �أن تهدمَ حائطا
.. لي س تحتَهُ كنز . ولا داعيَ لزَجر الغلام
الذي بينَ بين ، لمجرّد �أنّ �أبويهِ فا 7سدان .
احتر 7س �أكرث ، �إذا فتّحتَ عيونا مغلقاتٍ . لا
تكن غبيا ، �أيها األحمق .. و �أنت ت سعى �إلى
تروي ضِ وح ‚شٍ بريّ ، دون �أن تلقمَهُ ذراعيكَ
�أو رجليك . تفكّرْ �إذن مليا . كن قادرًا ، �إذا
ما �أقبل الما :ضي ليلفَّ �أ9صابعَهُ العتيقةَ القويةَ
حول رقبتكَ و �أعوزكَ الهواءُ ، على تبُّƒصرِ غابةٍ
.. تب ƒصُّ عيناها ب ƒصبرٍ نافد . وفي �أحرا 8شها يرتعُ
جامعُ الثمار .
�إن سانُ هذا الع ƒصر ،
م ‚شئومُ األجنّة
م ضتِ الح ضارةُ
مطمئنة .
األزمنةُ ، لعبةٌ فلكيّةٌ ماكرة . الجبالُ واألنهارُ
وال سهول ، تتبادلُ مواقعَها با 7ستمرار .
الح ضاراتُ ، بينها والحفرياتِ ن َسبٌ عريق .
األفكارُ ، دائرةٌ هائلةُ القُطر ، وحيدة المركز .
الب ‚َشرُ ، ماكينةٌ ت ضخُّ ذاتَها . القانون ، حكايةٌ
بعيدةٌ ن سجتها �أنوالُ األبد . ما عليك 7سوى �أن
ترى . و �إياك يا 9صاحبي �أن ترى .
�إن سانُ هذا الع ƒصر ،
مجبولٌ
على خطَلِ الن سور
تبلى المناقيرُ العتيّةُ
قبل �أن تبلى القبور .
جامعُ الثمار
عماد غزايل
22. 20 يوليو 2008
مزقت �أوت �ارى وعفت لحونى
و �أَرَقْ �تُ ك gأ7س 9صبابتى وفتونى
وندمت �أن 7سلمت قلبى طائعًا
لر 8شا ترعرع فى وح �ول الطين
ه �و ف �ى الج �م �ال ك g�أن �ه حورية
من 7سحر �أعطاف وفتك عيون
والجيد بللور 7سقاه الفجر حمْــ
ـ �رَت �ه، و � : ضوء قرطه يغوينى
والثغر م �ؤتلق ك gأن ضر وردةٍ
ق �د زي �ن �ت ب �ال �ل �ؤل �ؤ المكنون
وال ‚شعر 8شبه الليل �أ7سود فاحم
وال ƒصدر مثل الزبد فى التكوين
والقد يحكى الخيزران ر 8شاقة
ون �ع �وم �ة.. ويفوقه ف �ى اللين
لكنه 8شر 7س الطباع.. ولفظه
�إم �ا تح �دث كال ƒصفا الم سنون
يم ‚شى فتح سبه لفرط غروره الــــ
ط �اوو � 7 س ب �ين �أزاه �ر وغ ƒصون
يهوى التفاخر فالمظاهر همه
وت �راه فى اإل �7 س �راف كالم gأفون
لم �ا ر �آن �ى ف �ى ه �واه مدلهًا
�أب �غ �ى ر � : ضاه ول �و بقطع وتينى
" 7ساق الدلال" وكان فَظًّا قا 7سيًا
ف g�أذاق �ن �ى م �ر األ �7 س �ى والهون
ورَجَ �وْتُ �ه �ألا يبالغ ف �ى النوى
فا 8شتط فى هجرى وهاج 8شجونى
و �أط �ار عن عينى الكرى فك gأننى
من ف �رط ت سهادى بغير جفون
ورج �وت �ه �ألا ي �ط �ي �ع عواذلى
ف gأطاعهن.. ولم ي ƒصخ ألنينى
و �أ� 8 شاع �أن �ى ذو م �زاج قلبٍ
�أن ساق خلف مخاوفى وظنونى
و �أ� 8 شاع �أن �ى فى ه �واى مداهن
متكلف ف �ى لوعتى وحنينى
وم ضى بري ‚ش 7سهام كيد كلها
من 9صنع �أعدائى فجن جنونى
�أغ �روه ب �الم �ال ال �وف �ير ولم �أكن
ع �ن �أى � 8 شىء رام �ه ب ضنين
لكننى م �ا ك �ن �ت �أن �ف �ق رغبة
ف �ى 8شهرة حمقاء ت ستهوينى
الجمال الظالم
7سعد عبد الرحمن
23. 8صيف 21 2008
�أوف �ى طريق للغواية 8شائنٍ
ت g�أب �اه �أخ �لاق �ى وي g�أن �ف دينى
وغدت هوايته األثيرة - كُلّما
لا قَوْهُ - تجريحى وف ضح � 8 شؤونى
حتى �إذا م �ا 7سيله بلغ الزبا
وغدا الهوى لفظًا بلا م ضمون
وتك ‚شف الزيف الذى 9صدقته
وب �دت حقيقته لعين يقينى
ووجدت نف سى غارقاً فى لجة
حمراء من دمعى ونزف طعونى
قاومت 7سطوة حبه وقهرتها
وخرجت حرًّا بعد �أ7سر 7سنين
وغدت حكايته معى �أ7سطورة
تروى فتخلب عقل كل حزين
هى ذوب قلب مات �إلا �أنها
-وبكل 9صدق- لم تعد تعنينى.
لابد �أن يحدث ذلك
�أ7سامة الحداد
علينا اكت ‚شاف ب ‚شاعة المرايا
و �إدراك حقيقة الم ƒصابيح
الموائمة بين ظلالنا
وذاكرة ممتلئة بالثقوب
فهل كان القمر ل ƒصًا يت سلل �إلينا
وحبال ال ضوء تكبل �أطرافنا
بعد �إنجاز �أعمال لا قيمة لها
الحديقة لم تعد حديقة
والتماثيل الحجرية عادت له ضابها
قبل �أن ترت ‚شق األزاميل فى �أقدامنا
وكل ذلك لايعنى
�أن 8شخ ƒصا لايريد �أن ينتحر �أكله الهواء
�أو �أن ميتين �أ9صروا على العودة
ا 7ستمروا محلقين 7ساعات
بين بخار يت ƒصاعد و �أمطار لاتنتقى مواقعها
ثرثروا بالحكايا و �أن ‚شدوا �أغنية لل ضباب
دون �أدنى اهتمام برماة مهرة
�أطلقوا الر 9صا 9صات على �أعينهم
وتح س سوا الطريق لبيوتهم
فهذه األ 8شياء اليومية لا نرتبك �أمامها
�إنها ت ‚شبه ......
�أطف لاا يركلون ر �ؤو 7س �آبائهم
على �أر 9صفة غير م ستوية
�أو �أ7سرابا من طائر البل ‚شون
تتوجه للقطب ال ‚شمالى
فكم هى لعينة تلك اللحظة ..
حين ي ضطر ال ‚شخ ƒص
إلعادة �أع ضاء ج سده
التى باعها ملايين المرات
دون حاجة �إليها
�أو تحديد اتجاهاته بدقة
بعد اختفاء الجزر من خرائطه
وان ƒصهار ال ‚شوارع
وكم يكون 7سعيدا
حين يترك جثته فى الهواء.
24. 22 يوليو 2008
8صورة الع شيقة
عندما رحلت
لم نجد لدينا ما يكفي من الدموع
للبكاء على فقدانها
كان الحزن فجائيا
وبدا �أننا غير قادرين على ممار 7سته بطريقة جيدة
لذلك اكتفينا بال ƒصمت
.. وعندما ت gأكدنا من رحيلها
ا 8شترينا 8شمعة كبيرة لنوقدها �أمام 9صورتها
لكننا تذكرنا �أننا لا نمتلك �أي 9صورة لها
فجئنا بالر 7سام و �أملينا عليه �أو 9صافها
بع ضنا و 9صف له 8شعرها خ ƒصلة خ ƒصلة
و �آخرون و 9صفوا عينيها
وتحدثت �أنا عن خديها و 8شفتيها.. و �أع ضاء �أخرى
........ وبد �أ الر 7سام عمله
وبعد ثلاثة �أ7سابيع .. �أعطانا البورتريه وم ضى
دققنا في ملامحها .. ثم مزقنا ال ƒصورة
و �أخذ كل واحد ما يخ ƒصه ....
وم ضى ..........
المطرب ال شعبي
دعوني �أحزن معكم
�إندهوني في الم ƒصائب والكوارث
ف gأنا �أف ضل رجل يلطم الخدود في هذا العالم
دعوني �ألعن الزمن معكم
و �أغني عن نذالة األ 9صحاب وخيانة الن ساء
عندما تنهار بيوتكم .. �إندهوني
ألبحث عن ر 7سائلكم الغرامية بين األنقا :ض
و �أ7ستر جثث �أبنائكم العارية
و �أحدث النا 7س عن جمال وجوهكم الرائقة في
لحظة الموت
اجل سوا �إلى جواري على بوابة ال ƒصيف
�أو تعالوا �إلى ح ضني الكبير
ق ‚صيدتان
ميلاد زكريا
العتمة
7سعيد �أبو طالب
لقد 9صار عاجزا
عن الخروج للمدن الكبيرة
انزوى بالممر م ‚شاحنا العالم
العالم الذى �أ9صبح كعواء الكلب بالحديقة المجاورة
ينتهى الع ‚شاء بم ‚شاجرة
حين يعترف ال ‚شيخ «الفي ‚شاوى » بفيلمه الردىء
تلقى المدن �أحلامها ل ƒصناديق القمامة
حلما وراء حلم
فيتح س س اآلباء »التقدميون » ر �ؤو 7سهم بالمنازل
هيا نغير حجراتنا ال ضيقة
ب gأخرى �أ8شد :ضيقا
علنا نتلم س الدفء ب gأركانها الباردة
تع ‚شق المنقبة الهواء الذى
ير 7سم ت ضاري س ج سدها الفائر
عبر ثوبها الثقيل
و �أنا �أع ‚شق هذا الهواء
ا 7ستبدل زجاجاتى الم ستع ƒصية
25. 8صيف 23 2008
البيت الغرفة
7سامح قا 7سم
وحيد فى غرفتى
�أت gأمل بلاطها العارى
و �أتفل المذاق المر
لن ƒصف كوب ال ‚شاى الممد على طاولة الكتابة
وترق ƒص طفلتى - 9صاحبة الـ 3 7سنوات
والملاب س القديمة
الم ستعارة من �أطفال العائلة
على �إيقاع ارتطام علبة ال سكر
األخيرة الفارغة
7ساعة قذفتها من النافذة
وحيد فى غرفتى
كما هو وحيد هناك
يخفى وجهه فى ال ‚شبورة ال ƒصباحية
وخلف النجوم فى الم ساءات
عن مواطن الرغبة فىّ والا 8شتهاء
عن ن ƒصف ر �أ7سى المنهوبِة
من �أ7سراب نمل ال ƒصداع
وحيد فى غرفتى �أت gأمل طفلتى
وهى تفر 8ش ابت ساماتها
وت ƒصنع منها مزهرية على الطاولة
وع ƒصافير تغرد فى انتظار الع ‚شاء
وحيد فى غرفتى
�أ:ضحك
وهو حزين هناك
فال سحب تك سوها القتامة
ولي س لها ابت سامات
ومعكم الناي واألكورديون
والمزمار والربابة والدفوف
و �أغني عن نذالة األ 9صحاب وخيانة الن ساء
وغدر الحظ الذي لا يواتينا �أبدا
يا �إخوتي في البلاد ال ضيقة وال ‚شوارع ال ضيقة
والحواري ال ضيقة والغرف ال ضيقة
والقلوب ال ضيقة
يا �أحبائي في الك gآبة والخيبة والبرد والظلمة
يا 7سادة الهزائم.. �أيها ال ضاحكون بدموع
ا 7سندوا خدودكم على كفي الوا 7سعة
وامنحوني فر 9صة للغناء
وانتظروني ... 7س gأهبط بعد قليل
ا 9صطفوا على الجانبين بالقلوب المفتوحة
ا 9صطفوا بالحواديت وال ‚شكاوى والخناجر
ولنجل س 7سويا نغني
عن الزمن.. ونذالة األ 9صحاب
وخيانة الن ساء
والحظ الذي لا يواتينا �أبدا.
بامر �أة نارية.. دونما رقيب على «النت »
تلا 8شى المغنى القديم
الذى تهجره امر �أته عادة
ثم توالى البحث عنه حين ت ‚شتاق لحذائها القديم
تلا 8شى.. كعواء الكلب بالحديقة المجاورة
تلا 8شى.. فى انتظار الحدائق
الخارجون كل يوم
للهتاف بحياة 8» شاو 7سي سكو »
خرجوا-اليوم الاخير-
لتمزيق جثته.
26. 24 يوليو 2008
1 ـ تأ�جيل
عذّبتْه هذه القطعةُ الخ ‚شبية.
كان يراها في �أحلامه وقد تحوّلتْ؛ انفجرتْ
وانبثقتْ روحها قائمةً ت سعى، ت ‚شغل ركنًا
عزيزا في المكان، تزيّنه وتخلع عليه ح ضورًا
بديعًا.
حين ي ƒصحو ي ‚شتد عليه العذاب. كيف يداور
هذه القطعة، ويلم س روحَها لتخرج بالهيئة
التي كانت عليها في �أحلامه؟
يخ ‚شى من لحظة العمل واندماجه م ستغرقا في
الطَّرْق والت ‚شذيب. قد يبالغ في �إعمال اإلزميل
فتذهب �أجزاءٌ منها نثارًا ومعها ال ƒصورة.
قلقُهُ يغلّ يديه. ينتظر مت gأنيا ولا يبادر. يذهله
حلمه فلا يجر �ؤ على الاقتراب.
باتتْ �أيامه جمرةً، تنوِّره ليلًا وتحرقه نهارًا.
�أثخنَه التقلّب بين العتمة وال ضوء. نالَه
اإلعياء و 8شوَّ 8شَ حوا 7َّسه؛ الحيرة بين دنوِّ
الحلم وا 7ستع ƒصاء ا 7ستوائِهِ وج ّسه باليدين..
التذبذب بين فتنة كمال الحلم وعُ ْسر تح ƒصيل
ال ƒصورة ومتلّكها غير م ‚شوبةٍ بالنق ƒص.
لم ي ستطع 9صبرا.
طقّتْ جمرتُه، فحزمَ �أمره.
خَبَّ gأ �إزميلَه و �أظهرَ الف gأ7سَ ي gأتي على القطعة
الخ ‚شبية مخافةَ �أن يبلغَ الحلم متام ن ضجه
فيتبدَّد.
2 ـ مر �آة
ر 7سمَ 9صورةً للتعب. تخيّلَ وجهه، دخل فيها.
منهمكًا في التغيير الجديد، فاجَgأهُ ن ‚شاطٌ لم
يعهدْه.
عندما حان وقتُ خروجه من ال ƒصورة، وجدَ
م ‚شقّةً في �أن يت gآلف مع الو :ضع.
وقفَ �أمام المر �آة، �أحدثَ 8شقًّا 9صغيرًا و 7سحب
ج سده. جرحُ المر �آة اندمل.
9صار كل مَن يمرّ بالمر �آة مت gأملًا �أو عابرًا ي ‚شعر
بتنمّل خفيف، وين ‚شطر بعدها �إلى ن ƒصفين؛
ن ƒصفٌ ين سحب �إلى المر �آة، ون ƒصفٌ يتابعُ طريقَه
منهمكًا في التغيير الجديد يفج �ؤه ن ‚شاطٌ لم
يعهده.
كتابات
عبدالله ال سفر
*ال {سعودية
*
27. 8صيف 25 2008
ال 7ش عاعـري ـة ال اقل بب و رج دلية ا6لعسقلـ .ـ... ب مح يمد �إلبراهيم �أبو ين6سنة
ن ‚صار عبد الله: �أنا ا آ لن فى مهادنة مع العالم .... حاوره: عبد النا 8صر عي €سوي
مختارات 7شعرية.... د. ن ‚صار عبد اللـه
ن ‚صار عبد اللـه
الهروب �إلى األمثولة .... د. بهاء الدين مزيد
ال }شاعر
28. 26 يوليو 2008
يمتلك ال |شاعر الدكتور ن }صار عبدالله فطرة ال |شاعر وجدل المفكر وذكاء ال |شخ }صية وبراعة
التفاعل اإلن {سانى، تفتحت موهبته فى ذروة ازدهار حركة ال |شعر الحديث فى عقد ال {ستينيات
منذ كان طالبًا فى كلية الاقت }صاد والعلوم ال {سيا 7سية، ويبدو �أن حدة ذكائه وقوة ملاحظته قد دفعته �إلى
ال |شغف بالمعرفة. فانتقل من الاقت }صاد �إلى القانون واعتلى 9صخرة الفل {سفة لي }صهر كل هذه المعارف فى
كيان يجمع بين واقعية الر �ؤية وجذل الخيال ال |شعرى. اقترب ن }صار عبدالله فى منت }صف ال {ستينيات
من الحركة ال |شعرية فى الجمعيات األدبية والروابط والمنتديات الثقافية، وجرب الم |شاركة ال |شعرية
بق }صائده فى األم {سيات ال |شعرية مع رفاقه من 8شعراء جيله فحظى بقدر من الح §ضور والقبول والتوا 9صل
خا 9صة من رواد الجمعية األدبية الم }صرية من �أمثال ال |شاعر 9صلاح عبدال }صبور واألديب فاروق خور 8شيد
والناقد عز الدين �إ7سماعيل وال |شاعر عبدالغفار مكاوى والناقد الدكتور �أحمد كمال زكى. ق §ضى
ن }صار عبدالله �أيام 8شبابه المكتظ باألهواء وال |شهوات وال }صبوات والرغبات عادة، ق §ضاها على مقاعد
الدر 7س واإل 9صغاء �إلى الحكمة والتمر 7س بق §ضايا الواقع على الم {ستوى الفكرى والوطنى والاجتماعى.
كان من الوا :ضح �أن ربة ال |شعر ظلمت توا 9صله فى غيبة الالتزام العلمى فى فترات الفكاك من �أ7سر
الواقع الثقيل الباهظ، كان م �ألوفا �أن يُرى ن }صار حا :ضرا فى األم {سيات ال |شعرية 8شاعرا متذوقا و 9صديقا
بكل �أ7ساتذته وزملائه وعرف ب {سماحته التى تتجلى فى ذكائه المرح فقد كانت ملاحظاته وخواطره
ومناق |شاته تتبلور فى قف |شة مثيرة للبهجة. كانت المفارقة جذر حياته بين العقل والقلب، بين ال |شعر
والعلم، بين الفل {سفة والقانون. وت }صور �أن ال |شعر واحته الظليلة فى هجير الحياة القا 7سية. ويبدو �أنه �أدرك
هوة المفارقة فترك قلبه يقوده و 7سط �أ8شواك الخيارات المت |شابكة فى رق }صة نادرة تغو 9ص فى نبع الق }صيدة
حتى غمرته البراءة والفو :ضى والن |شوة و �أطلق على غابة قلبه التى تج {سدت فى مجموعة 8شعرية �أولى
هذا العنوان «قلبى طفل :ضال » كما يقول «قلبى طفل :ضال - لا ي §ضحك - واحزنى - مثل جميع
األطفال - قلبى طفل ت {سحقه �أر 9صفة الطرقات - قلبى طفل ترجمه :ضحكات ال §ضحكات » بد �أ ال |شاعر
يلتفت �إلى المفارقات فى حياته ولم يجد 7سوى الحنين �إلى الحب والحرية.. يقول فى ق }صيدته - تنويعات
على حزن قديم. � -»أعدنى - ولو ب {سمة يا �إلهى - ولو دمعة فوق خد حبيبى البعيد - �أعدنى 8شعاعًا
من الدفء �أو غيمة فى ال |شتاء - �أعدنى ولو قطعة من جليد - ولو �أحرفًا فى خطاب 8شريد - ولو طابعا
فى 7سلال البريد - �أعدنى ف �إن الم {سافات تنه |ش قلبى تمزِّق قلبى وتلقمه للرياح - تقول لى الريح �إنى
م {سافرة لل |شمال ف �أهتف �أن حبيبى هناك خذينى خذينى - ولو ق |شة فوق ري |ش جناحيك �أو ذرة من
محمد +إبراهيم +أبو 7سنة
7شاعرية القلب وجدلية العقل
ن ƒصار عبدالله
29. 27 8صيف 2008
رمال - تداورنى فى الريح تبقى و �أبقى ويبقى حنينى ويبقى 9صدى
الذكريات وتبقى الم {سافات تنه |ش قلبى - تمزِّق قلبى وتلقمه لرياح
ال |شمال » ال |شاعر ينتمى �إلى الجنوب بينما يهفو قلبه �إلى ال |شمال،
والحنين فى هذه الق }صيدة يمكن فهمه باعتباره 8شوقًا �إلى هذا الحب
الذى يكتمه ال |شاعر ويراوغه عبر �إيقاعات عالية ت {ستدعى الطرب �أكثر مما ت {ستدعى الت �أمل، لقد عرف
ال |شاعر الحب كما يعرفه ال |شعراء جميعا ويعي |شون يندبون خ {سارته الدائمة. تت {سم فطرية ال |شاعرية
عند ن }صار فى هذا الولع باإليقاع الذى يجعل من الق }صيدة و 7سادة مريحة من الذبذبات وك �أن ال |شعر
مجرد راحة للقلب و �إطلاق ألمنيات الحوا 7س الحبي {سة.. يتناول ال |شاعر خيبة الحب فى هذه الق }صيدة
العذبة:
يا من يوما كنت �أ7سميه حبيبى - يا من يوما كنت �أ7سميه - يا من كنت �أ7سميه - و �أ7سمِّى - با 7سم
الله - على عينيهْ، وعلى ب {سمته، وعلى �أروع ما فيهْ - يا من كنت �أ7سميهْ، و �أو 7سده قلبى و �أحاوره
و �أ7سامره و �أناجيهْ - كالطفل �أو 7سده قلبى - وب �آلاف األحلام �أغطيه - و �أتوِّجُه فوق مدائن 8شعرى ملكا
- و �أناديه يا مولاى - يا مولاى �أناديهْ، يا من كانت كل �أمانىَّ �أمانيه - و �أغانىَّ �أغانيه - يا من كنت
له دنياه و �آتيه - ه �أنذا �أ9صبح - واحزنى حرفًا من �أحرف ما :ضيه - يا من كنت �أ7سميه - تدعوك اآلن
الريح - يا طفلا تخدعه الريح وتغويه- تحمله فوق جناحيها - و �إلى 7سفح مهجور تلقيه - تدعوك اآلن
األ :ضواء يا طفلا ي }صبح :ضوءا ت |شرب منه األ :ضواء وتفنيه- يدعوك البحر - يدعوك فتبحر يا مولاى
وتغرق فيه - يا من كنت �أ7سميه حبيبى - يا من كنت �أ7سميه يا من كان لى الكون بما فيه - ه �أنذا �أ9صبح
ياحزنى حرفًا من �أحرف ما :ضيه .»
9صدر الديوان األول ال |شاعر ن }صار عبدالله فى عام 1979 وهو ي §ضم خلا 9صة تجاربه على امتداد
�أكثر من ع |شر 7سنوات، هل ي |شير ذلك �إلى �أن ال |شاعر كان مقلا فى �إبداعه ال |شعرى ب {سبب ان |شغاله
العلمى حيث ح }صل ال |شاعر على بكالوريو 7س الاقت }صاد والعلوم ال {سيا 7سية ولي {سان {س الحقوق
وماج {ستير ودكتوراه فى الفل {سفة؟
وهذا الديوان يحمل بذور ر �ؤية ال |شاعر حيث اإليقاع يمثل ب �ؤرة هذه الر �ؤية. وت }صل اللغة التى
ي {ستخدمها فى بناء ق }صائده حدًّا فائقًا من الب {ساطة وال }صفاء وك �أنه يهرب �إليها من تعقيدات الفل {سفة
وعقلانية القانون و 9صرامة الاقت }صاد. هل ر �أى فى ال |شعر مهربا �أم كان عالما يقترب من الفردو 7س
المفقود، �إن لغة الحنين ت |شتعل وتمتزج بال |شوق لتف §ضى �إلى الحكمة و 7سكينة النف {س. هل كان حزن
ال |شاعر �أق {سى من احتمال الخيال فحاول تج {سيد الحكمة كبعد من �أبعاد الواقع. لقد جاء ديوانه الثانى،
�«أحزان األزمنة األولى » مغمو 7سا فى المعاناة وت �أمل الحروب التى خا :ضها الوطن واقترب منها ال |شاعر
خلال مرحلة ت �أدية الخدمة الوطنية.. لقد انقلبت لغة ال |شاعر فى هذا الديوان �إلى منحنيات درامية،
وابتعد قليلا عن عذوبة الطرب اللغوى واإليقاعى، فقد غمره الحزن الذى اقترب به من ا 7ست |شراف
الم }صير اإلن {سانى.. يقول فى ق }صيدته «قراءة فى �أطال {س الدموع :»
30. 28 يوليو 2008
»ت }صبح اآلن دموعى خارطة - قارة الحزن القديم - تكبر اآلن وتمتد وقلبى يتوارى. ملكًا كنت
- ومُلكى كان لايحدوه حد من جبال و 9صحارى. ملكا كنت وتاجى زهرة الع |شق و �أتباعى كل
من باتوا 7سكارى - ملكا كنت وجفت زهرة فى التاج دا 7ستها جيو 8ش الفاتحين - �آه يا قلبى الحزين
- قلِّب ال }صفحة من يدرى.. لعل الريح �إن هبت من ال |شرق �إلى الغرب تهز الميتين وتعيد الراحلين .»
امتزجت الحكمة بالن |شوة والن |شوة باأللم واأللم بالوطن والوطن بال |شهداء واأل 9صدقاء مثل مرثية �إلى
ال |شاعر �أحمد عبيده، لكن ال |شاعر عرف الفرح فى ق }صيدته «الرحيل عن �أولا » المهداة �أولا نيكولاينا
اليك {سيفت |ش، وهى لحظة نادرة من لحظات الوقوع فى 7سحر الحب عبر رحلة �إلى بلغاريا ثم حانت لحظة
الفراق القا 7سى لتقطع ك {سيف بتّار عنق الن |شوة النادرة.. يقول ال |شاعر ن }صار عبدالله:
ارحل اآلن عن األر :ض التى تمزج �أحزانى بلون الخ §ضرة والماء .. ولون اللهفة الغام §ض والع |شق
وتذرونى مع ال §ضوء قلي لاً فقلي لاً وتوارى جرحى الملتاع بكفيها وت �ؤوينى �إلى الهدب الوثير، �أرحل اآلن
عن األر :ض التى تنبت فى قلبى زهورا. ل {ست �أدرى ما ا 7سمها اآلن ولكنى �أ8شم العطر .. �إذ ين {ساب
فى األ :ضلع، �إذ يجرى مع النب §ض دماء فى 8شرايينى، و �إذ يتبع خطواتى ب �أ9صداء من اللحن األثير .»
نلمح التطور الفنى وا :ضحا فى ق }صائد هذا الديوان الذى 9صدر فى عام 1981 حيث �أ9صبحت
الدراما بعنا 9صرها تحتوى معظم تجارب ال |شاعر كما يت §ضح ذلك فى ق }صيدة «مولاتى ت �أكل لحم الموتى »
و «م |شاهد من حياة �أبى دلامه » وهى م {سرحية 8شعرية من ف }صل واحد، الدراما والت }صوف والدوران فى
فلك الحكمة تظلل الر �ؤية ال |شعرية العميقة فى هذا الديوان المفعم باألحزان واأل 7سئلة والمفارقات..
يقول فى قراءة فى كتب األيام: «ه �أنذا �أتنقل من كتب األيام �إلى كتب األيام - و �أنا �أنظر فى �أعينكم.
لكنى لا �أب }صركم، ه �أنذا �أتنقل فى كتب األيام، و �أنا �أرجف منكم - يا من ع |شتم فيه ما ع |شتم، وكبرتم
ثم تناءيتم وتهاويتم وبلا موت متم. ه �أنذا �أنظر فى �أعينكم- �أتراكم كنتم ما كنتم - لما كبلكم باأل :ضلع
ما كبلكم �أم كنتم حين 7سقيتم وطعمتم. �أم �أنتم منذ البدء كما �أنتم؟ ه �أنذا �أهرب من كتب األيام �إلى
كتب األيام، و �أنا �أ� 7 سألها فى �أى كتاب 7سطرت ما يثقل روحى من �آلام .»
ظلت تجربة ال |شاعر ن }صار عبدالله توا 9صل تطورها عبر عنا 9صرها األ 7سا 7سية، الولع باإليقاع و :ضبط
الخيال ليلتقى بالواقع وت �أمل الم }صير فى جوانبه الم �أ7ساوية والميتافيزيقية. �إن المعاناة ت |شحذ العنا 9صر
الفنية لتطل 9صور جديدة مفارقة لل }صور األولى التى عرفناها فى «قلبى طفل :ضال » و �«أحزان األزمنة
األولى ».. لقد جاء ديوانه الثالث � 7« سألت وجهه الجميل » معبرًا عن اكتمال مرحلة الن §ضج وتبلور
العنا 9صر ال |شعرية فى عناق مع ملامح من الدوائر المعرفية التى غا 9ص فيها ن }صار عبدالله فى بداية
تكوينه العلمى والثقافى. غير �أن فطرة البراءة ال |شعرية تعود قوية فى �إطار 8شعرى جديد فى ديوانه
«ق }صائد لل }صغار والكبار » حيث �أ9صبحت المفارقة مفتاحا للك |شف والده |شة كما تطورت ر �ؤية العالم
بطريقة تجمع الم �أ7ساة والملهاة، ويبزغ األمل من جديد على 9صفحات الطفولة ال {ساطعة بالابتكار والخيال
واإلبداع، رحلة ن }صار عبدالله مثيرة للحوا 7س والعقل والقلب وفى 7سنوات الن §ضج يكتمل الوجود فى
ق }صائد مركزة حيث تعانق الدموع ب |شا 8شة الب {سمات وهى حكمة الفن وفل {سفة الجمال.
31. 29 8صيف 2008
• يلاحظ +أن +أقدم تاريخ لق ƒصيدة من ق ƒصائدك
التفعيلية المن ‚شورة في دواوينك هو عام ) 1966 (
الموجود في نهاية ق ƒصيدتك «كلمات عابر
7سبيلين » فهل هي +أولى ق ƒصائدك التفعيلية، +أم
كانت لك محاولات قبلها؟
- كلا، هناك ق }صائد �أخرى كثيرة، بع §ضها ن |شرته فى
مجلة «اآلداب » البيروتية، �أعوام: 1964 ، 1965 ،
1966 ، ومن بينها ق }صيدة «المنقذ من ال §ضلال ،»
المكتوبة والمن |شورة فى نف {س ذلك العام، �أى عام
ال ‚شعر والفكر وال ‚شاعر العابر 7سبيلين
ن ‚صـار عبد الله: �أنا ا آ لن في مهادنة مع العالم
لا يُخطئك الملمح الخا 9ص لهذا ال ‚شاعر، حين ت �أتي ق ƒصائده من منبع إلالهام نف سه، طازجة
ومحملة باأل 7سئلة والمواجهة مع النف س، لها لغة مقطَّرة 9صافية، مكثفة ألاحا 7سي س، و محُ كمة
موجزة، ي ستطيع في نقلات قليلة +أن يق ضي على ألافكار التي تُف سد +إن سانية إلان سان، ألنها
تحمل في خلفيتها مفكرًا. وكل من يعرف هذا ال ‚شاعر +أو يقترب منه +أو من كتاباته لن يخطئ
الجانب الفكري في تكوينه، فهو عابر 7سبيلين، +أ7ستاذ جامعي في الفل سفة، لكنه 8شاعر قبل ذلك
وبعده، حيث كانت تجربته إلابداعية قد تفتحت من قبل كل ماعداها، و +آتت ق ƒصائدها، و 9صار
من الرا 7سخين في ال ‚شعر، حتى +آتت 8شجرته العملاقة 7سبع مجموعات 8شعرية. و 9صار +أحد +أعمدة
ال ‚شعر التفعيلي منذ 7ستينيات القرن الما :ضي، والذي كان م سيطرًا على الذوق العربي +آنذاك.
ولعل فر 9صة التحاور مع ال ‚شاعر الكبير ن ƒصار عبد الله ت �أتي ببع ض ألاحاديث في 9صلب نظرية
ال ‚شعر، بعد +أن َ:ضنَّ علينا محاوروه بال س �ؤال في 9صميم ال ‚شاعرية، فر +أينا +أن ننال 8شرف المحاولة
بطرح بع ض ألا 7سئلة، في 7سياق هذا الحوار، ليُدلي ببع ض آلاراء فيها، فهل ا 7ستطعنا الح ƒصول على
ما نريد؟
ال سطور التالية تك ‚شف عن التفا 9صيل.
حاوره:عبد النا 9صر عي سوي
1966 ، كما �أن هناك ق }صائد �أخرى تفعيلية ن |شرتها
فى مجلة «األدب » التى كان ي }صدرها ال |شيخ �أمين
الخولى رحمه الله، وقد جمعتُ تلك الق }صائد بناء
على طلب ال }صديق ال |شاعر ال {سماح عبد الله، وقدَّمتها
�إليه لكى تكون من بين 7سل {سلة «البدايات »، التى
كانت الهيئة العامة للكتاب تعتزم �إ9صدارها مت §ضمنة
التجارب األولى لل |شعراء الكبار )كبار ال {سن على
األقل!(، ولا �أدرى �إلى اآلن ما هو م }صير المجموعات
التى قام األ 7ستاذ ال {سماح بجمعها.. وبمنا 7سبة ق }صيدة
32. 30 يوليو 2008
«كلمات عابر 7سبيلين ».. تح §ضرنى
حكاية طريفة، وهى �أننى قد
�أعجبنى يومًا مقال من |شور فى
موقع «الم }صريون » اإللكتروني،
لكاتب ا 7سمه «حمزة زوبع ،»
وقد تابعت المقال ب |شغف �إلى
�أن و 9صلت �إلى نهايته، حيث
فوجئت ب �أنه ي {ست |شهد ب �أبيات
من تلك الق }صيدة دون �أن ي |شير
�إلى 9صاحبها، ف �أر 7سلت �إليه �إيميلا
�أنبهه فيه �إلى ذلك، وقد تف §ضل بالرد قائلاً �إنه يحفظ
تلك الق }صيدة عن ظهر قلب و �إنه قد ا 7ست |شهد بها
فى منا 7سبات عديدة على مدى ما يزيد عن ربع
القرن دون �أن يعرف من هو م �ؤلفها.
• يُلاحَظ +أنكم لا تُ ƒصدرون مجموعات 8شعرية
ج DDدي DDدة، بالرغم من ا 7ستمراركم في كتابة
المقالات، فهل طغى المفكِّر على ألاديب +أم +أنَّ
هناك مجموعات 8شعرية في الطريق؟
- بعد مجموعة «ق }صائد لل }صغار والكبار 1995( » (،
9صدرت لى مجموعة «قانون بقاء الجرح » عام 2002 ،
7سل {سلة اإلبداع ال |شعرى المعا 9صر ، العدد ) 5( ،
وت §ضم ت {سع ع |شرة ق }صيدة، من بينها ت {سع ق }صائد لم
ين |شر �أى منها من قبل فى مجموعة 7سابقة، باإل :ضافة
�إلى مختارات من الدواوين ال {سابقة، طبقا للتقليد
الذى تجرى عليه هذه ال {سل {سلة التى ي |شرف عليها
األ 7ستاذ �أحمد 7سويلم،.. هذا لا ينفى �أن ملاحظتك
فى محلها تمامًا، ألن تلك الق }صائد الت {سع هى كل ما
كتبته فى الفترة ما بين 1992 ، و � ،2002أى بمعدل
ق }صيدة واحدة ق }صيرة جدًّا فى كل عام، ثم ت §ضاءل
المعدل فى ال {سنوات التالية بحيث �أ9صبح ق }صيدة
واحدة كل عدة 7سنوات، و �أعتقد �أن كتابة المقال
ب |شكل منتظم له دور فى ذلك ألنه يمت }ص جزءًا من
ال |شحنة الوجدانية التى كان يمكن �أن
تتحوَّل �إلى ق }صيدة، خا 9صة و �أن بع §ض
األعمدة التى �أكتبها تتخذ 8شكل الن }ص
اإلبداعى الذى يمكن رده �إلى جن {س
ما من �أجنا 7س األدب، �أى �أنه لا يمت }ص
ال |شحنة الوجدانية فح {سب ولكنه
يحقق قدرًا ما من اإل 8شباع الجمالى
الذى كان يمكن �أن تحققه الق }صيدة،
ومع هذا ف �إننى �أعتقد �أن ال {سبب
األهم هو �أننى- ربما بحكم ال {سن- �أو
بحكم عوامل �أخرى.. �أتجه 8شيئًا ف |شيئًا �إلى نوع من
الم }صالحة �أو المهادنة مع العالم، بينما ال |شعر والفن
عمومًا هو حالة من حالات الت }صادم والمواجهة،
و �أخ |شى ما �أخ |شاه �أن تكون تلك المهادنة علامة
من علامات الي �أ7س التى تدفع بالمرء �إلى الكفِّ
عن ال |شعر، ألن ال |شعر بال §ضرورة هو فن األمل وفن
الحلم بما هو �أجمل، وحين يغيب األمل ف {سوف
يغيب ال |شعر بال §ضرورة، �أو فلنقل ب �أنه حين يغيب
ال |شعر ف �إن هذا يعنى �أننا ن |شعر فى �أعماقنا ب �أنه لم
يعد ثمة معنى ألن نعبر عن معنى، ولم تعُدْ ثمة
جدوى حتى ألن نحلم.
• لقد ح ƒصلتَ على الجائزة العربية للت �أليف
الم سرحي، ومن +إنتاجك ألادبي، م سرحيتان،
ألاولى «الجفاف » وهي م سرحية نثرية، والثانية
«ال ‚شحاذ » وهي م سرحية 8شعرية نثرية من ف ƒصل
واحد من ‚شورة على إلانترنت، فماذا تتوقع
لهما؟ وهل كان لك م ‚شروع م سرحي تريد
تحقيقه؟
- لى م {سرحيات �أخرى من |شورة من بينها م {سرحية
«المبارزة »، التى ن |شرت فى مجلة �«إبداع »، والمن |شورة
�أي §ضا على اإلنترنت،... وفى فترة ما من فترات
حياتى كنت متحم {ًسا جدًّا للكتابة الم {سرحية،
تجربـتي مع
المخرجين
الم €سرحيين �أ8صابتني
باإلحباط
هذا ما كتبه عني
�أمل دنقـل في 7شعره
33. 31 8صيف 2008
لكننى �أعتبر نف {سى 7سيئ الحظ
فى هذا الجانب رغم �أنى ح }صلت
عام 1976 على منحة تفرغ من
وزارة الثقافة للت �أليف الم {سرحى
�أنجزت خلالها م {سرحية «ال |شهداء
يهاجمون م }صر »، وق AAد قدَّمتُ
الن {سخة الخطية التى كتبتها إلدارة
التفرغ التى �أعلنت وقتها �أن لديها
م |شروعات للن |شر واإلخراج، لكن
الن }ص :ضاع فى �أدراجها ولم ين |شر
ولم يخرج، ثم اكت |شفت بعدها �أنى لي {س لدىَّ
ن {سخة �أخرى، ف �أ9صابنى الاكتئاب!! وعمومًا ف �إن
تجربتى مع المخرجين الم {سرحيين �أ9صابتنى باإلحباط،
على 7سبيل المثال م {سرحية «الجفاف » كان من المقرر
عر :ضها عام 1987 على خ |شبة الم {سرح الحديث، وقام
األ 7ستاذ فهمى الخولى مدير الم {سرح حينذاك ب �إ7سناد
مهمة اإلخراج للفنان �أحمد عبد العزيز، وقد تحم {س
لها �أحمد حما 7ًسا 8شديدًا، لكنه كان فى الوقت
ذاته من |شغلاً بالتمثيل فى الم {سل {سلات التليفزيونية،
فتباط �أ فى اإلخراج متعللاً بعلل 8شتى، وعندما يئ {س
األ 7ستاذ فهمى منه قام بتكليف المخرج نا 9صر عبد
المنعم بدلًا منه، لكنه احتجَّ احتجاجًا 8شديدًا قائلاً
�إن من بين �أحلامه �أن يُخرج هذا الن }ص، وهكذا
�أ7سنده �إليه مرة �أخ AAرى، ونف {س التجربة حدثت
بالن {سبة لن }صو 9ص �أخرى مع مخرجين �آخرين، وفى
النهاية فقدتُ الحما 7س.
• بماذا تُذكِّرك ق ƒصيدة «يوميات كهل 9صغير
ال سن » ألمل دنقل؟
- تذكرنى بتلك الليلة التى ما زلتُ �أذكرها من ليالى
عام 1967 والتى �أوردتُ تفا 9صيلها فى مقال ن |شرته
بمجلة الم }صور كما ن |شرته �أي §ًضا على اإلنترنت، كنت
ليلتها قد �أويتُ �إلى فرا 8شى عندما 7سمعت طرقًا على
باب ال |شقة،.. كانت ال {ساعة قد
تج AAاوزت الثانية ع |شرة ليلاً، ولم
�أكن متعودًا على �أن يزورنى زائر
فى مثل تلك ال {ساعة المت �أخرة )نادرًا
ما يزورنى �أحد �أ9صلاً(،.. ولما كانت
هناك �أ7سباب 8شتى تدعونى �إلى �أن
�أتوجَّ {س خيفةً من �أىِّ طارق ليل
فقد توج {ست، وا 7ستقرَّ عزمى على
�أن لا �أردَّ، و �أن لا �أفتح الباب حتى
يعلن الطارق عن هويته ب �أى 8شكل
من األ 8شكال حتى لو كان هذا ال |شكل هو �أن
ي |شرع فى ك {سرالباب،.. وهكذا �أمعن الطارق فى
الطرق و �أنا ممعن فى ال }صمت!،... هو مُ }صمِّم- فيما
يبدو- على �ألَّا يكُفَّ، و �أنا م {ستم {سك ب �ألَّا �أرُدَّ!!..
وفى النهاية 7سمعتُ 9صوتًا حانقًا يقول: «افتح يا
ن }صار يا عبد الله يا ابن الـ... �أنا �أمل دنقل!
« - لو قلت هذا من البداية لكنتُ فتحت لك .»
وقهقهنا معًا وطلب كوبًا من ال |شاى و 7سيجارة،
وظللنا نت {سامر �إلى 7ساعة مت �أخرة، عندما � 7 سألنى �إن
كان بو 7سعه �أن يبيت هذه الليلة ولو فى ال }صالة،
وكانت هناك لح {سن الحظ غرفة �إ:ضافية للنوم
مخ }ص }صة لوالدى )حين يجىء من ال }صعيد فى
زيارة �إلى القاهرة( فقلت له �إن بو 7سعه �أن يبيت
فيها، عندئذ طلب منى- قبل �أن ي �أوى �إليها- �أوراقا
فارغة وقلمًا، وتمنى لى ليلة 7سعيدة...
ا 7ستيقظتُ فى ال }صباح مبكرًا وذهبت �إلى عملى،
وحين عدتُ بعد الظهر كان �أمل دنقل لايزال
نائمًا،... �إلى جواره على ال {سرير كانت هناك �أوراق
عليها م {سودات ق }صائد.. توقفتُ عند واحدة منها
مازلت �أذكر 7سطورها �إلى اليوم وكانت تقول:
�أطرق باب 9صديقى فى منت }صف الليل
كل األبواب العلوية وال {سفلية تفتح �إلا بابه
بيني وبين 8صلاح
عبد ال ‚صبور.. قوا 6سم
م شتركة عديدة
�أنا من المعتزلة،
ووا 8صل بن عطاء يمثل
الفكر الذي �أعتنقه
34. 32 يوليو 2008
تثب القطة م AAن 9صندوق
الف §ضلات
ينفرج الباب فتبرز منه همهمة
وعيون مرتابه
وقد �أ9صبحت تلك ال {سطور- فيما
بعد- مقطعًا من مقاطع ق }صيدته
«يوميات كهل 9صغير ال {سن » بعد
�أن قام بتعديله عدة مرات قبل �أن
ي {ستقر على ال }صياغة النهائية التى
ن |شرت بها الق }صيدة، والتى ورد
فيها المقطع على النحو اآلتى:
�«أطرق باب 9صديقى فى منت }صف الليل
)تثب القطة من 9صندوق الف §ضلات(
كل األبواب العلوية وال {سفلية تفتح �إلا بابه
و �أنا �أطرق.. �أطرق
حتى ت }صبح قب §ضتى المحمومة خفا 8ًشا يتعلق فى
بندول .»
ومن الجدير بالملاحظة هنا �أن �أمل قد :ضحَّى ببع §ض
العنا 9صر الفنية التى ا 8شتملت عليها ال }صياغة األولى
للمقطع، وذلك لح {ساب عنا 9صر �أخرى �أكثر �أهمية
انطوت عليها ال }صياغة األخيرة، وعلى 7سبيل المثال
فقد حذف ال {سطر الذى كان يقول فيه: «ينفرج
الباب فتبرز منه همهمة وعيون مرتابه » وهو بذلك
يُ §ضحِّى بتلك القافية الفرعية القوية المحكمة، فيما
بين كلمتى: «بابه »، و »مرتابه »، وي §ضحى بالتالى بتلك
المو 7سيقى الخا 9صة المميزة له، لكنه فى مقابل ذلك
يقدم 9صياغة �أكثر �إحكامًا وات {ساقا و �إقناعا و �إن تكن
�أوْهَنَ مو 7سيقى.
ومن الجدير بالذكر هنا �أن الكثيرين من �أ9صدقاء �أمل
الذين تعوَّدوا �أن يفاجئهم بزيارات منت }صف الليل
قد ت }صوَّر كل منهم �أنه هو المق }صود بتلك الق }صيدة
�إلى �أن قام ال |شاعر �أحمد عنتر م }صطفى بكتابة مقال
عنه ن |شره فى مجلة األقلام العراقية
وذكر فيه �أنه قد � 7 سأل �أمل دنقل يومًا
عن 9صديقه الذى ورد ذكره فى
تلك الق }صيدة ف �أجابه ب �أنه فلان.
• +أ8شار الراحل +أن س داود، في
كتابه «حوار مع إلابداع ال ‚شعري
المعا 9صر » +إلى ت �DDأث DDرك )المبا 8شر
والوا :ضح( ب ‚شعر 9صلاح عبد
ال ƒصبور، م ‚شيرًا +إلى ق ƒصيدتيك
«ق DDراءة في كتاب ألاي DD ام » و »من
+أحاديث وا 9صل بن عطاء » المن ‚شورتين في ديوانك
الثالث +«أحزان ألازمنة ألاولى 1981 » . فما ر +أيك
في ا 7ستمرار ت �أثرك به حتى تلك الفترة؟
- فى بداية كتابتى لل |شعر فى ال {ستينات كنت مت �أثرًا
جدًّا ب }صلاح عبدال }صبور، الذى كانت تربطنى به
مودة و 9صداقة عميقة، وال AAذى كنت �أجد بينى
وبينه- 7سواء على م {ستوى الر �ؤية اإلن {سانية �أو على
م {ستوى روافد التكوين الفكرى الثقافى- قوا 7سم
م |شتركة عديدة، و �أعتقد �أن هذا واحد من األ 7سباب
التى جعلت بداياتى ال |شعرية األولى تنم عن ت �أثر
وا :ضح به، و �أظن �أن الت �أثر كان �أكبر و �أو :ضح فى
تلك الق }صائد التى كتبتها فى األ 9صل كجزء من
عمل م {سرحى لم يُقدَّر له �أن يكتمل، ثم ر �أيت
�أن �أكتفى بها، مت }صورًا �أنها يمكن �أن تكون ق }صيدة
م {ستقلة، و �أعتقد �أننى كنت غير موفق فى ذلك، فقد
ظلت تلك الق }صائد تنم بو :ضوح عن �أنها مونولوج
م {سرحى من ناحية، و �أنها تحمل ب }صمات وا :ضحة
من م {سرح 9صلاح عبد ال }صبور من ناحية ثانية!!
ومع هذا ف �إننى �أزعم �أنى ا 7ستطعتُ �أن �أفلت مبكرًا
جدًّا من ت �أثيره، و �إذا كانت بع §ض ق }صائد ال {ستينات
وربما مطلع ال {سبعينات تحمل �آثاره الوا :ضحة، ف �إن
هناك فى الوقت ذاته ق }صائد �أخرى �أكثر بكثير
لا ي €ستطيع العلم ولا
الفل €سفة �أن ي ‚صلا
�إلى ما تنطوي عليه
التجربة ال شعرية
هذا ر �أيي ب ‚صراحة
في 7شعر ح €سن طلب
35. 33 8صيف 2008
كتبتها فى ال {ستينات �أي §ضا تخلو
تمامًا من ت �أثيره الفنى، �أما كلام
الراحل الدكتور �أن {س داود، ف �إننى
�أعتقد �أن منهجه منهج انتقائى،
�أعنى �أنه يبد �أ عادة بحكم م {سبق ثم
ينتقى �آحاد األمثلة التى ت �ؤيد وجهة
نظره متجاهلاً ع |شرات األمثلة التى
تدح §ض تلك الوجهة من النظر،
وقد تكفل الدكتور ماهر 8شفيق
فريد بالرد عليه فى تلك الجزئية فى
مقال ن |شره بمجلة القاهرة.
• لقد تعجَّب 9صلاح عبد ال ƒصبور، من +إحدى
ق ƒصائدك، ه DDي +«إلى المنقذ م DDن ال ضلال ،»
ألنك وظَّفتَ مجموعة من الرموز لا ين سجم
بع ضها مع بع ض، واعتربَ +أنَّها حال بينها وبين
كونها ق ƒصيدة، م ƒصاعب وعثرات، +أولها ات ساع
ن سيجها؛ من الانتقال من ال ‚شخ ƒصي +إلى العام
ومن قامو 7س إلا 7سلام +إلى قامو 7س الم سيحية في
الحديث +إلى الغزالي)!(، فهل تتفق مع 9صلاح
عبد ال ƒصبور فى ملحوظاته حول تلك الق ƒصيدة
+أم +أنَّ لك ر +أيـًا +آخَر؟
- قد يده |شك �أن �أقول لك �إننى كنت منت |شيًا جدًّا
و �أنا �أكتب مطلع ق }صيدة �«إلى المنقذ من ال §ضلال ،»
وهو مقطع �أقرب ما يكون �إلى الفانتازيا الق }ص }صية،
وكنت متحم {ًسا جدًّا لن |شرها، لكننى بعد �أن ن |شرتها
فى مجلة اآلداب 8شعرتُ ب �أنى غير را :ضٍ عنها فى
مجملها، و �أح {س {ستُ �أنى ت {سرَّعتُ فى ن |شرها، حتى
قبل �أن �أعرف ر �أى �أى ناقد فيها، بما فى ذلك ر �أى
9صلاح عبد ال }صبور، ولهذا ال {سبب ف �أنا لم �أوردها
:ضمن �أي مجموعة 8شعرية 9صدرت بعد ذلك،
با 7ستثناء المجموعة التى قدمتها لأل 7ستاذ 7سماح عبد
الله، باعتبار �أنها واحدة من �أ8شعار البدايات التى
ت {ستهدف ال {سل {سلة تقديمها كما هى
دون تنقيح �أو تعديل، ولعلها قد
ي |شفع لها �أنها من البدايات، و �أما
عن تعليق 9صلاح عبد ال }صبور ف �أنا
�أتفق معه فيه تمامًا، وعموما ف �إننى
�أعتقد �أننا كلينا قد ا 7ستفدنا من
لقاءاتنا التى لم تنقطع ومن حواراتنا
العديدة فى الفكر والفن و �أحوال
النا 7س والحياة.. �أنا على األقل قد
ا 7ستفدتُ كثيرًا.
• لك تجربة في توظيف التراث +أو في ا 7ستدعاء
بع ض ال ‚شخ ƒصيات التراثية، هل تربطك روابط
فكرية بهذه ال ‚شخ ƒصيات؟
- بالطبع، تربطنى روابط وثيقة بالجوانب التراثية التى
�أوظِّفها، وبال |شخ }صيات التراثية التى �أ7ستدعيها،
على 7سبيل المثال، ف �إن وا 9صل بن عطاء يمثل الموقف
الفكرى الذى �أعتنقه. �إننى �أ8شعر ب �أننى 8شديد
القرب من الفكر المعتزلى، بل �إن بو 7سعك �أن تنظر
�إلىَّ باعتبارى معتزلًا ب |شكل �أو ب �آخر، وكم �أ8شعر
باأل 7سى لانح {سار �أو انك {سار الفكر المعتزلى و 7سيادة
الفكر ال {سلفى على ال {ساحة اإل 7سلامية، و �أعتبر
�أن هذا واحد من �أهم �أ7سباب تخلف األمتين:
اإل 7سلامية والعربية.
• يُعَدّ النظر الفل سفي با 7ستخدام تكنيك
«النظر في الم DDDD ر +آة » م DDن +أب DDD رز المو :ضوعات
ال ‚شعرية التي طرقها 8شعراء التفعيلة، والتي
تعني الوعي بالذات عن طريق المر +آة. وكانت
المفاج �أة ق ƒصيدتك «التي س والم DDD ر +آة » بديوان
«ق ƒصائد لل ƒصغار والكبار » التي تتناول الق ضية
معكو 7سة، وهي «عدم الوعي بالذات » حتى لو
كان عن طريق المر +آة ألنَّ الناظر في المر +آة تي س.
فلماذا قلبتَ الق ضية؟ وهل ترى بندائك «يا كُلَّ
جيل ال €سبعينيات ظهر
فى زمن الكفر بكل
7شىء والرغبة فى
ن €سف كل 7شىء
ا 6ستفدت �أنا و �أغلب 7شعراء
جيلي من فن ال €سيناريو